الملك عبدالله الثاني/ نافزعلوان


لا نشأته الأوربية ولا تفتحه المطلق علي الغرب هو الذي أعطي الطعم الخاص لهذا الحاكم العربي الشاب. إن العقلية التي يتمتع بها الملك عبدالله الثاني هي نتاج موروث من الحنكة والحكمة السياسية منبعها كان الملك عبدالله الأول رحمه الله.

يعيش الشعب الأردني منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حياة إجتماعية وسياسية لم يعهدها أي من شعوب المنطقة، وإن كان من يقوم به الملك عبدالله الثاني هو إستمرار لعهد والده المرحوم الملك حسين بن طلال إلا أن القفزة النوعية التي إنتهجها الملك عبدالله في القفز بالمملكة إلي أبعاد لم يكن والده عاجزاً عنها ولكن لم تسمح له ظروف مرضه رحمه الله أن يعاصر قيامها فأتي خير الخلف لخير السلف ليواصل المسيرة ولكن بروح شبابية وعنفوان يذكرنا بروح وعنفوان الحسين رحمه الله عند توليه العرش في سن أصغر بكثير من جلالة الملك عبدالله الثاني.

وجه الحداثة في عهد الملك عبدالله الثاني يتلخص في تقديم القيادات الشابة إلي الصفوف الأمامية صانعة القرار قامت بتجديد الواجهة السياسية في المملكة الأردنية الهاشمية، والجدير بالذكر هو أن الملك عبدالله الثاني لم يتردد في منح جيل الشباب الفرصة أن يعتلوا المناصب القيادية في البلاد، ورغم أن لم يكن هناك إقصاء بالكامل لأهل الخبرة والمخضرمين من خلال عشرات السنين التي قضوها في خدمة مليك البلاد الراحل إلا أن إقتحام جيل الشباب للعمل القيادي في المملكة لم يهمل الإستفادة من الخبرات السابقة والحكمة المكتسبة من بعض الشعرات البيض التي تحتوي علي قمة الحكمة والحنكة السياسية والخبرة العملية.

إختلفت مواقف الملك عبدالله الثاني في العديد من القضايا المحلية والعربية والعالمية، هناك من المواقف ما شكل صدمة للبعض بسبب نظرة الملك المستقبلية لحاضر البلاد ومصلحة الوطن العليا سواء تلك التي التي تخص مسألة التعامل مع إسرائيل وكيفية الإنفتاح عليها ونوعية هذا الإنفتاح ومصلحة الأردن العليا في هذا الإنفتاح علي إسرائيل وكانت قرارت الملك عبدالله الثاني في أن تكون العلاقة متوازية وتتساوي في المسار مع سلوك إسرائيل في المنطقة ما أذهل حتي الحكام العرب المحنكين في المنطقة والذين زاولوا الحكم لسنوات في المطقة العربية إلا أنهم عجزوا عن محكاة مواقف هذا الملك الشاب، كانت مواقف الملك تجاه إسرائيل تضع مأساة الشعب الفلسطيني في أولويات إهتماماته ويبني عليها هذه القرارات، بالطبع كان الإرتباط الأزلي بين الشعب الفلسطيني والأردني دائماً يشغل فكر ووجدان الملك الشاب فهو يعلم أن بدون إيجاد حل لمشكلة الشعب الفلسطيني لن يكون هناك إستقرار في المنطقة وأن الحل العادل لهذه القضية متمثلاً في وطن دائم له هو الباب للسلام الدائم في المنطقة.

أما علي الصعيد العربي فنجد أن عدم خوف الملك الشاب من مصراحة بقية حكام الدول العربية بسوء قراراتهم في العديد من القضايا وكان آخر مواقفه في مؤتمر شرم الشيخ من أن العرب يتباطؤون في عملية السلام بشكل لا مبرر له هو ما يؤجج الأزمة في المنطقة فإما سلام مع إسرائيل وإما عداء مع إسرائيل وإستعاب الملك عبدالله الثاني علي حكام العرب هذا التلكؤ في الجرأة بإتخاذ قرار حاسم تجاه إسرائيل.

كم نحن بحاجة إلي المزيد من عنفوان هذا الملك الشاب لربما دفعنا هذا العنفوان نحو مستقبل عربي يزهو بنجاحات الشباب فيه وتطلعات الشباب المتفائلة بمستقبل خال من كأبة من أكل الزمان وشرب عليهم من ما زالوا متمسيكن بمحبطات الماضي وسلاسل تجرنا إلي الوراء.

 - لوس أنجليس

ليست لعبة "بوكر"/ نقولا ناصر

في مواجهة إجماع شعبي وسياسي فلسطيني على رفض استئناف أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لم يتمخض عن جولاتها العلنية والسرية التي لم تنقطع منذ مؤتمر مدريد عام 1991 سوى إطالة أمد الاحتلال العسكري وترسيخ الاحتلال الاستيطاني وتوسعه، وهو إجماع لا يشذ عنه سوى القيادة التي ارتهنت القضية الوطنية والقرار الفلسطيني للخيار الواحد الوحيد المتمثل في "التفاوض فقط"، فأوصلت حركة التحرر الوطني الفلسطينية إلى وضعها الراهن المشلول، تبحث هذه القيادة الآن عن "تطمينات" و"ضمانات" دولية، وبخاصة أميركية، كمسوغ لاستئناف هذه المفاوضات، وسط توقعات باحتمال لجوئها إلى الدبلوماسية السرية لاحتواء ردود الفعل الوطنية الرافضة.

وقد حصلت هذه القيادة، كما كان متوقعا، في القاهرة يوم الخميس الماضي على "غطاء" اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية التي تركت لها اتخاذ قرار "توقيت" استئناف المفاوضات المباشرة، وهذا مخرج يسمح لكلا الطرفين بتحميل الطرف الآخر المسؤولية عن استئناف المفاوضات المباشرة، فوزراء خارجية لجنة المتابعة يمكنهم القول، إذا استؤنفت المفاوضات ولم تنجح، كما هو متوقع، إن القرار كان بيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالمثل يمكن لعباس أن يقول في هذه الحالة إن قرار استئناف المفاوضات كان قرارهم هم وإنه كان الموكل بتنفيذه فحسب، أما إذا نجحت المفاوضات فإنها تخريجة تسمح لكلا الطرفين بادعاء الفضل فيها.

واحتمال اللجوء إلى الدبلوماسية السرية واقعي تماما، لأن مثل هذه الدبلوماسية، أولا، هي التي أنتجت الوضع الراهن في المقام الأول، ولأنها ثانيا جزء لا يتجزأ من الممارسة التاريخية لهذه القيادة منذ أبرمت اتفاق أوسلو عام 1993 من وراء ظهر الوفد الفلسطيني المفاوض في واشنطن ومن وراء بعض حلفائها العرب الذين تتدثر حاليا بغطائهم لاستئناف التفاوض العلني المباشر، ولأنها ثالثا دبلوماسية سرية لم تنقطع، لا اتصالا ولا تفاوضا، بالرغم من أن ثمارها السياسية لم تكن أفضل من نتائج الدبلوماسية العلنية، بل أثبتت بأنها الأسوأ.

وهو احتمال واقعي ليس فقط لأن محللين خبراء يتوقعونه مثل فخري الطهطاوي، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعماد جاد، خبير الشؤون الإسرائيلية في مركز الأهرام، بل لأن الرفض الشعبي والسياسي الفلسطيني لاستئناف المفاوضات ليس إلا أحد العوامل التي تدفع باتجاه الدبلوماسية السرية.

ومن العوامل الأخرى ارتهان القيادة المفاوضة لمنظمة التحرير الفلسطينية لخيار "التفاوض فقط" الذي يجعل مسارها السياسي في اتجاه واحد فقط، أميركي – إسرائيلي طبعا، يغلق كل الخيارات المفتوحة الأخرى أمام حركة النضال الوطني.

ثم إن الضغوط الأميركية التي جندت معها الضغوط الأوروبية لاستئناف المفاوضات المباشرة هي عامل ثالث لاقبل لهذه القيادة بمقاومته وإلا قطعت شريان الحياة التي يمدها بأسباب البقاء، لتكون الدبلوماسية السرية هي المخرج الوحيد المفتوح أمامها للرضوخ لهذه الضغوط وتفادي مواجهة مكشوفة مع الرفض الوطني لاستئناف المفاوضات.

وهي على كل حال دبلوماسية لا يوجد أي دليل على أن هذه القيادة لا تمارسها فعلا الآن في غياب المفاوضات المباشرة العلنية، ربما لتضمن "نجاح" المفاوضات، كما حدث في أوسلو قبل سبعة عشر عاما، قبل أن تنقلها إلى العلن.

والوضع الذي يجد نفسه فيه اليوم القائد التاريخي للمسيرة التفاوضية الفلسطينية، محمود عباس، هو وضع لا يحسد عليه، فهو "عاجز" أمام شعبه عن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، دون "أجندة" ودون "ضمانات" ودون "مرجعية"، لأنه سوف "يقوض تماما" الأسس التي يقف عليها - - وهو قد "غامر بسمعته فعلا ببدء المفاوضات غير المباشرة" بوساطة أميركية عندما ناشد شعبه أن "يعطيه فرصة" بعد أن تلقى رسالة من الإدارة الأميركية تحثه على الدخول في محادثات كهذه - - ما لم يحدث "تغيير في السياسة الإسرائيلية"، كما قال كبير مفاوضيه صائب عريقات للفايننشال تايمز البريطانية يوم الأربعاء الماضي. ولا يوجد أي مؤشر إلى احتمال حدوث أي تغيير كهذا في المدى المنظور، لا في سياسة حكومة دولة الاحتلال، ولا في السياسة الأميركية خصوصا عشية انتخابات الكونغرس النصفية بعد أقل من مئة يوم.

لا بل إن الأسوشيتدبرس قالت الأسبوع الماضي إنها حصلت على وثيقة فلسطينية كشفت بأن المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل خلال جولته السادسة الأخيرة في المنطقة قد "حذر عباس" بأنه إذا لم يوافق على استئناف المفاوضات المباشرة فإن "الرئيس باراك أوباما لن يكون قادرا على مساعدة الفلسطينيين في تحقيق دولة خاصة بهم" !

فالرئيس الأميركي، الذي يضغط على هذه القيادة بقدر ما يضغط على حلفائه وحلفائها العرب من أجل استئناف المفاوضات العلنية التي لم تنقطع سرا على كل حال، يتباهى بأنه لاعب "بوكر" جيد، كما كتب جون فيفر في "فورين بوليسي إن فوكاس" في 16/9/2009، ملمحا إلى أن أوباما يتعامل مع "عملية السلام" نفسها كلاعب بوكر، بدأ اللعبة في بداية عهده برفع "الرهان" عاليا عندما طالب دولة الاحتلال بوقف كل أشكال التوسع الاستيطاني، كشرط لاستئناف هذه العملية، ليجر معه قيادة التفاوض الفلسطينية إلى الرهان على رهانه الذي خسره بطريقة مهينة، ليتبين بأن "القوة العظمى الوحيدة في العالم إنما كانت تخادع فحسب"، لتترك هذه القيادة "معلقة فوق الشجرة"، كما يقول المصطلح السياسي الدارج إعلاميا اليوم، لا تستطيع النزول عنها لكي ترضخ للضغوط من أجل استئناف المفاوضات المباشرة.

لكن قضية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء احتلال وطنه كشرطين للسلام الذي لا يوجد في العالم اليوم شعب أحوج منه إليه ليست "لعبة بوكر"، وقد آن لهذه اللعبة أن تتوقف، وليست المفاوضات العقيمة التي يضغطون من أجل استئنافها اليوم إلا جزء لا يتجزأ منها.

ويلفت النظر في الأيام الأخيرة البحث عن "تطمينات" وضمانات" يتخذ المفاوض الفلسطيني منها مسوغا يسترضي بها شعبه من جهة و"تنزله عن الشجرة" التي صعد إليها على سلم رهانات أوباما في لعبة سياسية ك"البوكر" من جهة أخرى. فقد طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس الأول ب"ضمانات مكتوبة". و"طمأن" وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس مفاوض منظمة التحرير الأربعاء الماضي بأن بيان الاتحاد الأوروبي الأخير الذي كرر بياناته السابقة يوفر "المرجعية" التي يبحث عنها هذا المفاوض ك"ضمانة" ولذلك حث بدوره عباس على الاجتماع مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو "على عجل، ومباشرة، ودون شروط".

وفي القاهرة أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عوض، في اليوم نفسه أن مصر حصلت على "تطمينات أميركية" تساعد في استئناف المفاوضات المباشرة. وكان الرئيس حسني مبارك حتى قبل الحصول على هذه "التطمينات" قد نشر مقالا نادرا باسمه في الوول ستريت جورنال أواخر الشهر الماضي قال فيه إن"تسوية تاريخية هي في متناول اليد" الآن وإن أوباما "قد أظهر استعدادا للقيادة من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويجب على العالم العربي أن يرد بالمثل". وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية كانوا يتطلعون يوم الخميس الماضي إلى الاستماع من عباس عن "التطمينات" التي تلقاها من الأميركيين، وكأنما الوزير المصري ليس مطلعا فعلا على كل ما في جعبة عباس الذي يطلع نظيره المصري عليه قبل أن يطلع حتى المؤسسات الفلسطينية عليه.

لكن عباس نفسه أبلغ المجلس "الثوري" لحركة فتح مؤخرا بأن ميتشل قد نقل "تطمينات أوباما الخاصة بالمفاوضات" لكنها "ليست واضحة" بما يكفي، وأن المباحثات غير المباشرة لم تحرز تقدما، ولا يوجد جديد يقنعه بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة.

فما هي "التطمينات" و"الضمانات" الجديدة التي يمكنها أن تكون أكثر مصداقية من كل مثيلاتها السابقة التي لا تساوي قيمة الورق التي كتبت عليه، كما أثبت تطور الأحداث، والتي تسوغ استئناف المفاوضات، مباشرة كانت أم غير مباشرة، سرية أم علنية، بدءا من رسالة التطمينات الأميركية التي قدمت للمفاوض الفلسطيني في مؤتمر مدريد في 18/10/1991، التي تعهدت بكل ما يطالب به هذا المفاوض من تطمينات حاليا، مرورا ب"خريطة الطريق" وما سبقها وما أعقبها من "تطمينات أميركية" وانتهاء ب"تطمينات" مؤتمر أنابوليس عام 2007 ؟

وما هو الأمر "المباشر" الجديد الذي يجعل أي مفاوضات مباشرة يتم استئنافها الآن تتميز نوعيا عن مثيلاتها المستمرة منذ توقيع اتفاق أوسلو والتي قاد فشلها إلى الوضع الراهن المشلول ؟

إنها كما يبدو مجرد لعبة بوكر أميركية، أدمن عليها كل "اللاعبين". لكن نتيجة ما يسمى "عملية السلام" كانت صفرا حتى الآن لأن القضية الفلسطينية ليست لعبة بوكر، بل مصير شعب ووطن تحت الاحتلال !

* كاتب عربي من فلسطين

nicolanasser@yahoo.com*

نبوءة هرمس/ لطيف شاكر


مصر وطننا الحبيب الان فوق بركان علي وشك الانفجار... ويكاد ان يفلت الذمام من ايدي الحكام ,والبلد كلها تعيش علي صفيح ملتهب ,الاحداث تتوالي, والمصائب تنعالي, والمشاكل تتنامي , وكأننا امام طريق مسدود ,لاامل لنا في النجاة ,ولارجاء في الحياة ,اصابنا اليأس ولحقنا الذل ,انعدم الضمير وتفشي الفساد, واصبحنا في مهب رياح الضياع, وامام عواصف الافجاع و نعيش في الم واوجاع ,ويبدو اننا فقدنا الشعور والاحساس, وعميت عيوننا عن كل حقوق البشر والناس. ونحن راكضون الي نهاية امر كان محتوما, وفي صدورنا غضب وغيظ مكتوما .

مات السادات وبطرك الزمان وسيرحل مبارك وبابا الاوان ,والكل سيمضي من ارض التعب والهوان, حسب مشيئة رب الاكوان , ويتنهي عصر اخر رئيس لمصر باسم محمد, ونبوة سبلة الحكيم الفرعونية تقول ان العامين الاخيرين لحكمه سوادا مابعده سواد للمصريين عامة والاقباط خاصة , ثم ياتي الفرج من حيث لانعلم ويسود السلام ارجاء البلاد وكذب المنجمون لكن عند الله كل شئ يكون .

ومن قراءاتي في مخطوطات نجع حمادي قرأت بالمخطوطة السادسة النص الثامن نبوءة هرمس عن مستقبل مصر كتبت في غضون القرن الثاني الميلادي تقول :

" سيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيتضح كم كان عديم الجدوي ورع المصريين وخدمة هذا الشعب المفعمة بالتضحية له، ستنحط هنا الذكري المقدسة للآلهة وتتحول إلي عدم وسيرحل الآلهة أنفسهم من هنا نحو السموات، سيهجرون الأرض المصرية للأبد وهكذا فإن هذا البلد الذي كان عبر قرون طويلة مهدا ودعامة وعمادا ومحرابا للدين الحق سيجرد من الحضور الإلهي ويتيتم ويصبح فارغا. سيحتل الغرباء أرضه الزراعية ولن يقتصروا علي الاستخفاف بالإيمان المقدس وإنما­ كم هو مؤلم هذا الشيء­ سيصدر مرسوم سيحظر تحت طائلة أقسي العقوبات الالتزام بقواعد الدين والتقوي والعبادة. هذه الأرض الجليلة، مقر المذابح الإلهية ستملأ منذ الآن بالقبور والجثث فقط. يا مصر، يا مصر الحبيبة ! لن يبقي ما يشهد في القرون المقبلة علي عباداتك سوي الأساطير والحكايات ولكنها بالرغم من ذلك ستبدو للأجيال مجرد خرافات عادية، ستصمد الآثار المنقوشة من الحجارة وحدها كآثار وبراهين علي أفعالك التقية. آه يا مصر، سيستوطن السكوذي أو الهندوسي أو واحد آخر شبيه بهما، همجي من البلاد المجاورة. آه، ما هذا الذي أقوله عن مصر؟ ولن يتركوا مصر وعندئذ ستترك الآلهة أرض المصريين هاربة للسماء وستموت هوية المصريين، ."

وماذا يقول القارئ الهمام .. وانا مااتيت من عندي بكلام ,فالكتب تتنبأعن نهاية الايام ...ولااقول الا ماجاء في الكتب القديمة تخبرنا بقادم الايام الحزينة !!!!

وماذا تقصد النبوة ياتري بالسكوذي او الهندوسي او واحد شبيه بهما , همجي من البلاد المجاورة !!!!!

مخطوطة هرمس عبارة عن سفر مسيحي من القرن الثاني اعتبره بعض المسيحيين كتابا مهما, وقبله بعض آباء الكنيسة القدماء كجزء من الكتاب المقدس. وكانت له أهمية كبيرة في القرنين الثاني والثالث. و استشهد به إرينايوس وترتليان كسفر مقدس وكان من ضمن العهد الجديد في المخطوطة السينائية ووضع بين سفر أعمال الرسل وسفر أعمال بولس في قائمة مخطوطة كلارومونتانوس، لكن اعتبره بعض المسيحيين القدماء أبوكريفا(كتب منحولة ).

يتألف الكتاب من خمس رؤى واثني عشر أمرا وعشرة أمثال. يعتمد على التشابيه ويهتم خاصة بالكنيسة فيدعو للتوبة من المعصية التي أضرت بالكنيسة.

كتب السفر باليونانية في روما وترجم للاتينية والقبطية . بقي بشكل كامل باللاتينية فقط بينما, فقد الخمس الأخير تقريبا من اليونانية.

وهرمس هذا بخلاف هرمس البابلي اول من بني مدينة بابل وايضا هرمس المصري الذي يسمى طريسميجيسطيس أي مثلث الحكمة والعظمة والقوة، ..

+) ترجم النص من القبطية السيد شريف الصيفي باحث مصري مقيم بالمانيا

فيلدرز… توقف أيها الأخرق/ فريال حموري



طالعتنا الصحف في العالم أجمع بمطالبه حزب الحريه الهولندي للعالم وعلى لسان رئيسه فيلدرز بتأييد عدة طروحات هي في مجملها تنم عن روح صهيونية تعشش في دماغ هذا الأخرق المسمى بفيلدرز والذي ينطق باسم هذا الحزب البائد فمن أباح لهذا المجنون أن يقرر ما يقرره من أفكار جهنمية وكيف يسمح لأرعن أن يقرر ما يجب أن تقوم به الدول.؟؟

يقول فيلدر في أول مطالبااته بأن على هولندا أن تنسحب من الأتحاد الأوروبي اذا ما ما وافق الأخير على انضمام تركيا اليه وذلك على هامش التصريحات القوية التي أصدرها أردوغان ضد اسرائيل ولأن تركيا المسلمه لا تستحق أن تكون عضوا في هذا الأتحاد.
ويعود ليطالب ببمنع الحجاب في هولندا ومنع المراكز الأسلاميه ومحاربة الأسلام بكل ما يمكن لمنعه من الأنتشار والتمدد في هولندا.
ويقول أيظا ان على العالم بأسره العمل على دعم اسرائيل دعما كاملا لأن هذا المجنون يرى ان اسرائيل تقوم في مكان الحامي للقدس والمحافظ على الأمجاد الصليبية فيها وان اسرائيل هي الامتداد الطبيعي لتلك الفتوحات الصليبية وانها تحتاج من العالم أجمع اأن يقف الى جانبها لتتمكن من اتمام رسالتها السماوية في الحفاظ على مكنوزاتهم الصليبية كما يقول وان الغرب اذا ما تأخر عن عون اسرائيل فأن الله سيلعنه ويدمره فبربكم
هل هناك أكثر حقدا ما يفح به هذا الكريه من سقيم القول وتافهه؟؟.
كيف يسمح لنفسه أن يقول ان الأردن هي ليست دولة كما الدول وانه يجب سحب الأعتراف بها كدولة من بين الدول وانها يجب أن تتبع لفلسطين وهنا هو مربط الفرس فهذا المنحل يرمي الى رمي حجر في البئر الذي يرتوي منه الشعبين الأردني والفلسطيني وقاصدا أن تتعكر ميااه هذا البئر ولكي يضع الحجارة في طريق المحبة التي تجمع ما بين هذين الوطنيين العزيزين؟

فيلدرز
ألا فلتخسأ أيها المارق اللعيين فالأردن هي أرض الأنصار وستبقى هي بمثابة الوطن الآمن للفلسطينيين لكنها لن تكون وطنا بديلا لأحد.
وفلسطين هي الوطن الحبيب الذي لن يقبل أبناؤه بجنة الفردوس بدلا عنه وها هو يقدم الشهداء ويقاوم من أجل انهاء احتلال الصهاينة الأوغاد له.
فيلدرز
رسالتك أيها الخبيث قد وصلت وما ترمي اليه في تصريحاتك من أفكار نحن نفهمها وتأنف نفوسنا أن ننتبه لها أو لك
أنت ترمي الى وضع السم في السم وليس الدسم وكل من يقرأ لك سيعرف أنك أداة تعمل لصالح الكيان الأسرائيلي اللقيط وأنك تريد السيطره على موطن القرار الأوروبي من خلال هذا الحزب البائس اللعين.
الا خسئت أيها اللعين
الأردن دولة نعتز بها وننتمي اليها ونحملها في القلب أنى نكون وفلسطين هي ستبقى الدولة الحلم لكل أبنائها ولن تستطيع أن تؤثر ولو قيد أنملة في حب الشعبين لبعضهما
وأخيرا أقول لحزب الحرية الهولندي
اذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
ألا خسئتم أنتم وحزبكم ورئيسه الارعن فيلدرز

أما آخر الكلام فهو عن المواقف الرسميه العربية بشكل عام من تصريحات هذا الحاقد
أين هي؟؟؟؟

وأين هو الموقف الأردني الرسمي من كل هذا الموضوع؟؟
وأين هي التحركات السياسية وعلى أعلى مستوى لأيقاف هذا الأحمق ويجب علينا عدم التغاضي عن هكذا تصريحات تنم عن مخططات ودسائس قد تؤثر على وطننا الغالي سلبا لا قدر الله ولا سمح
فبروتوكولات الصهاينة لا زالوا يعملون على تطبيقها جهرا وبالخفاء.
ألا فليخسأ الخاسؤون


أين جيف الفضائيات من كهرباء غزة/ سامي الأخرس

فعلًا عجبًا لهذا الزمان، عندما يفرض تنظيم مجموعه من الضرائب على كاهل الشعب تحت مسمى حكومة ديمقراطية تجد ألف فاه من آكلة الجيف تفغر فاهها دفاعًا واستبسالًا عن هذه الضرائب وقدسيتها، وضرورتها بالرغم من أن الحصار أثقل كاهل هذا الشعب وأضناه عذابًا، وجعل منه شعب يائس لا يجد قوت يومه، بعيدًا عن كتاب الفضائيات أصحاب الياقات الملونة والمكيفات، والبترودولار، والميك أب لتلمع وجوههم، التي تغطي جيف ضمائرهم، ورائحتهم العفنة بعفونة أفكارهم، وأقلامهم، سيان في مصاف كتاب المارينز في العراق.
أين هؤلاء الثلة المنفلته من ضمائرها، والوقحة بعينيها التي لا تستح من غزة التي يدعون نصرتها، ويدعون دعمهم للمقاومة، وأي مقاومة يا هؤلاء، وانتم بقصوركم مرفهين، وبضمائركم غائبين.
إنها غزة التي ومنذ شهرين تعيش حالة من العبث الظلامي من شركة الطاقة الفلسطينية التي أصبحت أكثر ظلامًا من ضمائر هؤلاء، فمنهم من أراد تسويق المشكلة بالاتحاد الأوروبي، وآخرون أرادوا تسويقها لخلافات في رام الله، وكثر الحديث من أصحاب الميك أب بصالونات الفضائيات، ليجدوا مرتعًا لأصواتهم التي تشبه العواء في كثير من الأحيان، وأرادوا تزييف الحقائق لتضليل شعبنا الصابر، وكاظم الغيظ على ضيق الحال، على أمل أن تشعر ضمائر حكامه – خزاها الله- بمتاعبه، وهمومه، والويلات التي يتعرض لها من شهوة الجاه والسلطان، فلم تكتفي غزة بظلامها الذي يأتي باتفاق مسبق من حكومتي غزة ورام الله والشركة للضغط على الشعب لتسديد فواتير الكهرباء المتأخرة والتي تبلغ مبالغ، لو أرادوا جبايتها من السكان لن يكفيهم منازلهم وميراثهم إن كان لهم ميراث لتسديدها، واتفاق مسبق لتجريد هذا الشعب من أي أمل، وإخضاعه للاءات التي استبقت لاءات أوسلو، نفس السيناريو، ونفس الحبكة التي تمارس الآن على شعب غزة، وليس على أحد غير عامة الشعب، فغزة فئة معينة منها من تعاني ضنك الحال، أما المستفيدون فهم في أبراجهم أسياد، تجارتهم رائجة، وأموالهم تزداد اكتناز، ومشاريعهم تتطور، وأهدافهم تتحقق بلا أدنى معوقات، وإن مرض لهم شخص تفتح له أبواب مستشفيات الجوار، وإن ضجر لهم شخص تفتح معابر السياحة والاستجمام، لا معوقات سوى على هؤلاء الذين يرضخون لجاه العز والسلطان.
الحكاية يا سادة أن هناك أقلام جيف تهب للدفاع عن صغائر الأمور وتوافهها، وتقف عاجزة أمام معاناة شعب يبكي الدماء من ضيق الحال، يتسلل له اليأس يومًا تلو يوم، ولحظة تلو لحظة، ليس من العدو أو الحصار، ولكن من ظلم هؤلاء في غزة ورام الله على السواء، الذين لا يتفقوا إلا عندما يكون الأمر فيه جباية أموال تدر على كروشهم وأرصدتهم مزيدًا من الأموال.
لم يكفي غزة الاحتكار الذي تعيش فيه للسولار، وللدواجن واللحوم التي أصبحت بأسعار جنونية نتيجة احتكار مزارع الدواجن، وكل المواد الاستهلاكية، ومواد البناء، لم يكفي غزة ذلك بل يريدوا أن تبقي خاضعة للظلام المصطنع بحجج فارغة، واهية، كاذبة، من وحي هؤلاء حملة أقلام التخطيط لجباية الأموال، واستخراج كل ما بجيوب الفقراء.
فاذهبوا للجحيم إن صمتنا بعد الآن، وإن خضعت رؤوسنا لسيوف ظلمكم، وحقدكم......... اذهبوا للجحيم إن صمتنا بعد اليوم، فلسنا جبناء، ولن تجعلونا جبناء، وليخرج من يكتبون عن النظريات وتحليلات السياسة، وأصحاب غزل الصدور المنفوخة عن صمتهم، ويتركوا أسلوب الاستئساد في مقالات زائفة لا تحمل في طياتها سوى النفاق والكذب، وليخرج علينا جيف الفضائيات ليبحثوا عن المزيد من الميك أب الذي يمنح جباههم السوداء لمعان ويقولوا لنا أين غزة من ضمائرهم؟


على الشواية! / طاقي محمد

إن تزايد التعرية المتفشية شبيهة بارتفاع النار على الشواية في نفوس الرجال، وتلتهب أكثر كلما زادت الإثارة والإغراء مثل ما تلتهب الجمرات الشديدة الحمرة، لهذا قد نعتبر الشاب العازب الصابر المتعفف صحابي زمانه، لشدة الفتن والتحرش الجنسي المتزايد من طرف النساء.

فهناك من يرى التحرش فقط ما يأتي من الرجال فحسب، دون أن يفهم أن التحرش كالخيط الذي يمر به التيار الكهربائي تنتقل موجاته ذهابا وإيابا، فكذلك التحرش فهو مؤذي لكلا الجنسين يقوم به الرجال وتقوم به النساء على السواء، فكل يتحرش بطريقته، ومنهم من يفتعل التحرش من أجل الانتقام لبني جنسه ذكر كان أو أنثى، ومنهم من يريد أن يقضي وطره، ومنهم من يريد التسلية، لكن تفشي العري والتفنن في إظهار المفاتن من تضاريس وجغرافية الأجساد من طرف النساء وصل إلى مستويات مخيفة، تشبه تضخم البورصات المالية للأسهم، أصبح فيه العرض أكثر من الطلب، ثم كسدت وبارت البضائع مثل ما يبور اللحم في نافذة الجزار، وتأكسدت معه اللحوم لطول بقاءها عرضة للهواء وهي بعيدة عن جو ملائم يحفظ لها طراوتها. وما لحوم النساء أغلى من لحم الجزار. بل وإن بعضا من الشباب قد يصادف كتلة متحركة تفيض بالأنوثة هي من تعرض عليه لحمها بالمجان وقد يكون محظوظا فتدفع له هي ثمن التمتع بلحمها مجازاة على صنيعه.

ومن النسوة المُعذِبات للشباب يتحججن بغض البصر، فأخذن من الدين كله غض البصر، وعرفوا من الأوامر في الدين كلها مسألة غص البصر، وكثير ما تشنف أذني مثل هذا النصح في حوار يدور بين الذكر والأنثى، وتصبح المعذبة بجسدها العاري المقنن كما سماههم الرسول "الكاسيات العاريات" بكلامها عن غض البصر الواعظة الناصحة.

ولكن هيهات..، فالفتى المراهق والرجل الراشد وحتى الشيخ الهرم، فكلهم ما دامت تسري في عروقهم شهوة الذكورة، فلمجرد أن يرو أية كتلة لحمية متحركة تحرك أردافها، وتهز معها نهديها، وهي تعوج يمينا ويسارا، حتى يصبح غض البصر مثل عض البصل ندامة وحسرة، هيهات، لغض البصر سوى ثلة قليلة عودت نفسها عليه فلا حول ولا قوة لهم. أما الآخرون الذين لا يعرفون معنى لغض البصر فمن قوة الإثارة لديهم تفهر الأفواه، وتشد الأعناق، وتركز الأنظار، وتقشعر الأبدان، ويجمد العقل، وترتفع النبضات، ثم تشحن الصدور، ويقف منتصبا الآمر بالجلد... هذا ما إن تمر كل فتاة عارية كاسية، أو كما عبر عنها الممثل عادل الإمام "لابسة من غير هدوم".

لماذا ؟ إذن لا يتم تطبيق الفصل 483 من القانون الجنائي المغربي الذي يجرم الإخلال العلني بالحياء العام، ولا يتم معاقبة كل من لا يمتثل لألبسة الحشمة والوقار، ولا يتم تفعيل قوانين الأخلاق الحميدة ومنع الألبسة العارية المتعمدة في الأماكن العمومية، ولو تم تنفيذ ما نصت عليه المادة 502 من القانون الجنائي استنادا للتحريض على الفساد كما هو منصوص عليها قانونا بعقوبة كل من حرض سواء بالإشارات أو بواسطة الأقوال أو الكتابات أو أي وسيلة أخرى لكفى المجتمع شر بعضهم البعض. وإن تم بالفعل لحوكمت في الأول القنوات الوطنية وبعض الجرائد وأصحاب اللوحات الإشهارية بسبب تهمة التحريض على الفساد بتلك الوسائل الآنفة الذكر.

فكم هو خطير أن يروج لمفهوم الحرية بالإقدام على فعل أي شيء بالجسد، وأن التحرر هو ذلك السفور والتحلل والتفسخ والتعري. فمن يعتبر أن التعري مسألة شكلية فهو واحد من إثنين إما إنسان ديوثي لا غيرة فيه وإما شاذ. لأن التعري شكل من أشكال التعبير بالجسد، فأي تعبير لا يعبر عن ثقافة ومضمون وتصور لمفهوم الحياة. نفس المسألة تتعلق بالتعري وإظهار مفاتن الجسد فهي تعبر عن فسلفة حتى وإن كانت المرأة التي تتعرى لا تعرف كيف تكتب كلمة "أثينا" مهد هذه الفلسفة التي تجسدها دون أن تدركها.

إن التعري واللباس منطقان لهما دلالة سيميائية وأخلاقية ووجدانية وإنسانية مع العلم أن الشرع والعادات هما الإطار العام الذي يحكم منطق اللباس.

على ما يبدوا أن الكل يجمع من صناع الفساد والمخربين وهم يشتغلون نحو تعرية المجتمع، من أجل أن تسري التعرية الأخلاقية والفكرية على الرجال بالتطبيع مع المنكرات، أما النساء يسري عليهن مشروع ما يسمى بحركة التعري والزندقة في أفق قحبنة هذا المجتمع.

وما هذا الشواء الغريزي المجاني العمومي قصد تهييج النفسيات، وترك العنان للنساء المريضات بمرض الموضة بطبخ وقلي وشِواء الرجال تمهيدا للموائد الجنسية لخير دليل.

ولا يخطر بالبال أن السحر سينقلب على الساحر، وسيأتي فيه الوقت الذي تنفلت الأمور من أيدي صناع القرار بهياكل الدولة، وهذا ما يؤكد أن جهات معينة من داخل المؤسسات الوطنية مخترقة مغتربة متواطئة في قتل آخر معاقل الحياء والحشمة لخلق مجتمع معوق ممزق تائه غير واعي، كي لا ينسب ذاته لهوية أو حضارة تذكر. فهي بالفعل متواطئة في ذبح الطهر وتشجيع السياحة الجنسية. ولو كان غير ذلك لما بقي الفساد والعهر وخلايا الإرهاب الجنسي في أسواق الرقيق الأبيض والنخاسة المعصرنة منتشرة في البر والبحر.

فغض الطرف عن شبكات المراحيض الجنسية المتنقلة يبين بالملموس أن هناك سياسة وإستراتيجية واضحة مسطرة المعالم آنفا من أجل العقاب الجماعي للمجتمع والقضاء على الاحتجاج أيا كان بخلق ثورة الإلهاء والتهييج وفق أبعاد عظمى أهمها شل حركة التغيير المجتمعي الراقي.

فالمرأة التي تكشف عن أطرافها ومفاتنها، إنها غير بريئة استنادا للقواعد النفسية، بل هذا التسيب الجسدي معناه قبل كل شيء هو تسيب نفسي وأخلاقي، تدس به عن عيوب خفية، وتخفي نقائصها بكشف مفاتن جسدها موهمة الآخرين بأنها كاملة. فهنا تقوم فكرة التعري لإثبات الوجود.



هؤلاء أعمدة الإرهاب فى العالم/ مجدى نجيب وهبة


** الله عليك ياشعب مصر ... نعم الله عليك يا أعظم شعب .. تحمل المأسى وصبر على المصائب وحارب العدو ولفظ الإرهاب وواجه المكفرين .. نعم الله عليك ياشركاء الوطن الذى لولا تماسكه بأواصر الحب والتسامح والفكر الواعى فى محاربة نظام فاسد وثقافة السموم والإرهاب لتحولت "مصر إلى لبنان أخر" .. نعم الله عليك ياشعب مصر فى مواجهة الظلم والفساد ، وفى مواجهة الجهل والتخلف وفى مواجهة الأفكار الظلامية والمكفراتية .
** فى أحد البرامج الفضائية "لحرق الوطن" على قناة المحور قدمت المذيعة "جيهان لبيب" برنامج "ضرب نار" وإستضافت كلا من الشيخ يوسف البدرى والإسلامى محمد دسوقى والدكتور عبد الله النجار ومحامى دعاوى التكفير "نبيه الوحش" ودارت الحلقة حول "من له حق التكفير" وبالرجوع لإسم الحلقة "ضرب نار" "الله أكبر" وضيوف الحلقة حاجة تبشر بالخير وعنوان الحلقة "من له حق التكفير" كأن التكفيرتحول إلى سبوبة وحق نسب للبعض الحق فى تكفي من يشاءون ، وبدأت المذيعة بالحوار مع الإسلامى "محمد دسوقى" الذى حدد شروط التكفير فى الإيمان بثلاث نقاط وغير ذلك فهو كافر :
1- أن يكون مؤمنا بالقرأن ونبيه وأنه خاتم المرسلين .
2- أن الإسلام أعظم الديانات .
3- أن يؤمن بالسنة .. أما غير ذلك فهو كافر بالشرع والقانون .
** أما الشيخ يوسف البدرى فقد وجد فرصته أمام الشاشة الصغيرة ليطلق فتاويه لتكفير من يشاء وذكر على سبيل المثال المفكر الإسلامى "جمال البنا" ، و"سيد القمنى" ، و"نوال السعداوى" والتى كان من المفروض أن يكونوا فى إتصال بالبرنامج للرد على هؤلاء المكفراتية ، ولم يكن رأى "نبيه الوحش" يختلف كثيراً عن سابقيه بل أحضر معه بعض القصاصات الورقيه التى تفيد الشكاوى العديدة التى قدمها ضد الكاتبة "نوال السعداوى" ، و"سيد القمنى" ، وإنطلق فى سب كلا من الدكتور "نوال السعداوى" ، و"سيد القمنى" ولم يتح البرنامج الفرصة لهؤلاء الذين هوجموا للرد على المكفراتية وقد كان أكثر دماسة وخلق وسعة أفق حينما إنطلق د. عبدالله النجار فى حواره مع المذيعة .
** ولم يبقى أمام الضيوف الثلاثة إلا تقديم بلاغ للنائب العام بحبس كلا من د.نوال السعداوى وسيد القمنى والمفكر الإسلامى "جمال البنا" بل وإصدار أحكاما لرجمهم بالحجارة على الطريقة الوهابية .. لقد إستاء كثيرون من المشاهدين من أغرب برنامج يعرض على القنوات التليفزيونية الفضائية لإستحلال دم من يشاء وإرهاب وتكفير الأخرين .
** لقد أساء هذا البرنامج المفكر المستنير "عبد الفتاح عساكر" والذى تدخل فى الحوار فى إتصال هاتفى ..ولم يستحمل ضيوف الحلقة كلمات المفكر الجليل "عبد الفتاح عساكر" وطلبوا من مقدمة البرنامج أكثر من مرة قطع الإرسال لأنه بما يقول يتلف عقول العامة .
** لقد أصابت تلك الكلمات ضيوف البرنامج فى مقتل وبعد ذلك طلبت المذيعة بإستطلاع أراء بعض الجمهور ورجل الشارع قال أحد المواطنين "ليس لأى أحد أنا يكفر أحد ربنا علام الغيوب" ... وقال الأخر "الدين يسر ليس عسر وليس من حق أى بنى أدم أن يكفر أحد سواء مسلم أو مسيحى أو يهودى" .. وقال ثالث "من يكفر الأخرين هو كافر أصلا ليس له دين" ، وقالت سيدة "ليس من أحد أن يكفر الأخر .. جادلونهم بالتى هى أحسن" .
** برافو وعظيم ياشعب مصر .. هذه هى مصر العظيمة التى دائما .. أكتب أن التطرف والإرهاب جرثومة سوف يسحقها الجميع بالجزم .. لقد أعطى هذا الشعب العظيم درسا لهؤلاء المضللين ربما لن ينسوه فليس لهذه الثعابين والحشرات والأفات مكانا لهم بيننا أما ما يزيد السخرية والضحك أن أحد الضيوف وصف أراء هؤلاء النخبة بأنهم بسطاء لا يعلمون ماذا يقولون وبماذا يفكرون ... نقول لهؤلاء ألا تخجلون من أنفسكم فقد فاحت رائحتكم وإرحمونا بقى الله يرحمكم .
** لقد إنطلقت أفكار وأراء المواطن البسيط كالسهام لتصيب خفافيش الظلام ، وهو ما جعل أحد الضيوف الإسلامى "محمد دسوقى" بوصف كل هؤلاء بالبسطاء الذين لا يعلمون ماذا يقولون وبماذا يفكرون ، أما البدرى فلم يتكلم بل حاول أن يراوغ ببعض الكلمات .
** برافوا ياشعب مصر العظيم .. هذه هى مصر التى سوف تظل شامخة بأبنائها تقف فى خندق واحد ضد التطرف والجهل والإرهاب ... أبعدوا عنا أيتها الحيات والعقارب فليس لكم عيش بيننا وسوف يظل هذا الشعب العظيم بوحدته الوطنية متماسكا يطارد هذه الفلول الإجرامية بعد أن فاحت رائحتكم النتنة .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email :elnahr_elkhaled2009@yahoo.com


مرض خطير ينتشر في قطاع غزة/ محمد داود


الحقيقة أن المشكلة ليس مبالغاً بها، فعمالة الأطفال ظاهرة استفحلت وامتدت لتشمل جميع المهن ولها وجه آخر في قطاع غزة بعد أن انخرط الأطفال على مختلف أعمارهم وعلى نطاق واسع في أداء أعمال مختلفة ومتعددة في إجازة الصيف، وأصبحوا يعملون أعمال شاقة ومرهقة وخطيرة، منها البيع في الطرقات وعلى أبواب المساجد والمحال وعلى الأرصفة ويجوبون، ويركضون هنا وهناك وراء المارة وبين السيارات المسرعة وعلى شاطئ البحر ينتظرون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة ليبيعوا ما لديهم من بضائع ومأكولات، يزاحمون، وينافسون بعضهم البعض، وآخرون اندمجوا في مساعدة ذويهم في المصانع والمتاجر والمطاعم والورش والأسواق الشعبية، والبعض الأخر وجد في مهنة العتالة رزقاً مربحاً، وفي أخطر تلك الأعمال هو انتشار أعداد كبيرة من الأطفال المتجولين قرب الإشارات الضوئية وفي الأماكن العامة، وقد لفت انتباهي بشدة مشاهدة أحد الأطفال الذي لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام يحمل بين يديه مثلج البراد ويتوسل المارة أن يشتروا منه..!

لم تقتصر عمالة الأطفال على الذكور فقط بل أمتد أيضاً ليشمل الإناث، لكن بسبب طبيعة المجتمع الذي لا يسمح بدفع البنات للعمل في الشارع خوفاً عليهن من المخاطر كما هو متعارف، لكن من خلال مشاهدتي لأطفال من البنات لا تتجاوز أعمارهن السادسة، الأولى كانت تعمل ببيع الملابس والثانية كانت تحمل في يدها بعض البالونات وذلك في متنزه حي الشجاعية بمدينة غزة تتوسل المتنزهين للشراء، لتتضح خطورة الآفة التي تنتشر يوماً بعد يوم.

وآخرون بحثوا عن وسائل رزق في بلد تتفشى فيه البطالة والفقر والحصار والنمو السكاني، إلى جانب الفراغ العائلي، وباتوا يؤدون أعمالاً قاسية ومحفوفة بالمخاطر والأمراض حيث يقلبون طوال النهار الحاويات ومكبات النافيات فيجمعون المخلفات بما يمكن الاستفادة منه في إعادة تصنيعه وبيعه، وقد كان ثلة من الصبية ركنوا عربتهم الكارو وأخذوا ينقبون كأنهم يبحثون في مناجم للفحم على "إبرة في كومة قش" ليجمعون الحصى، بينما ثانٍ أخذ يكربل التراب بغربال ليفصل الحصى عن التراب، ومن ثم بيعه إلى مصانع الطوب أو الكسارات المنتشرة في قطاع غزة..! وإجمالاً تشكل هذه الأعمال ضرراً بالغاً على صحة الطفل وعلى نموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي، وتؤدي إلى الانحراف السلوكي، وتترك أثاراً أخرى على مستقبله، وربما تحدد مصيره التعليمي والمهني .

ليست هذه الحالة الوحيدة لعمالة الأطفال التي بتنا نشهدها في جميع الأماكن دون استثناء، فهناك أعمال متعددة يقومون بها الفتية الذين ينتظرون إجازة الصيف بفارغ الصبر بعد انتهاء العام الدراسي ليقوموا بجبي الأموال لشراء احتياجاتهم الخاصة بعد أن جعلتهم الظروف مسؤولين عن أنفسهم وذويهم مقابل مبلغ مالي يسد به رمق عائلتهم الفقيرة.! لكن المفاجأة اليوم هو إقحام المرأة إلى سوق العمل الشاق، متحملة قسوة الحياة وهمومها من أجل لقمة العيش التي يخطئ من يظن بأنها سهلة المنال في زمن الجوع والفقر لتزج نفسها في عمل لا يقدر على أدائه إلا الرجال الأقوياء والأشداء، فمن جديد العمل المنتشر الذي يجوب قطاع غزة، وهو جمع الحصى والحجارة والحديد ومواد البلاستيك التالفة وبيعها لإعادة تصنيعها.

تعجبت لأمر المرأة حينما أبدت لي رضاها واعتزازها بالعمل طالما أنه شريف ولا يدفعها للتسول والمذلة، مضيفةً أنها تخرج كل يومٍ باكراً للعمل، فعندما تشاهد طوبة أو تصل منطقة بها كومة من الركام تقوم ابنتها ذات السبعة أعوام بمتابعة قيادة عربة الكارو بينما هي تقوم بحمل الحجارة ومخلفات الهدم من ردم وتضعها على العربة الكارو وهكذا حينما تجمع كماً لا بأس به تذهب إلى أحد الكسارات وتبيع ما جمعته من مخلفات، أما مواد البلاستيك فهي تضعها في كيس آخر وتبيعه إلى مصانع البلاستيك.

ونتساءل في النهاية أليس من حق الطفل أن ینمو طبیعیاً وأن يعيش طفولته ویتمتع بخیرات المجتمع في أجواء الحریة والكرامة والترفيه واللهو ويلقى الرعاية الأسرية من الحب والاستقرار الذي يحتاجه بقوة في سني حياته الأولى.؟‏

كاتب وباحث

الايروتيكية ونصوصية الجسد/ أمجد نجم الزيدي


إن مصطلح الايروتيكية (Eroticism ) من المصطلحات الحديثة التي دخلت ثقافتنا المعاصرة، لذلك فقد اعتراه الكثير من سوء الفهم، أو عدم الوعي للمفهوم الحقيقي للمصطلح، ، ظهرت الايروتيكية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مع تصاعد حركات التحرر النسوية في الدول الغربية، وقد أطلقت عدة تسميات على هذا النوع من الكتابة انطلاقا من مواقف مساندة وأخرى معارضة كأدب المواخير..وغيرها. بيد إن الإشكال الحقيقي الذي يواجهه هذا النوع من الكتابة هو الخيط الرفيع الذي يفصله عن ما يعرف بالكتابة الإباحية (pornography )، التي تقوض النص من اجل النسق الذي يظهر الجسد كوجود سالب، مفرغ من علاماته وارتباطاته بفضائه أو الفضاء المجاور له، وقد وقفت الحركة النسوية الغربية موقفا معارضا من شكل الكتابة هذا، لأنه يظهر المرأة كوجود مستلب من قبل الهيمنة الذكورية التي تؤسلب مفردات جسدها وتحصرها بالرغبة الذكورية الشبقية، وإن كانت الكتابة الايروتيكية تختص بالكتابة عن الجنس، إلا إنها تسعى إلى رفض النظرة الدونية الجنسية التي كانت تشيعها الثقافة الذكورية الرسمية، أو البطريركية الذكورية، لذلك كانت سلاح بيد المرأة لمحاربة التسلط النصوصي ألذكوري، وإعادة الاعتبار لها كمشارك في الرغبة الجنسية واللذة والفعل الذي يؤسس الخطاب الأيروتيكي. وهذا لا يعني بأن هذه الكتابة مختصة بجنس النساء فقط، وإنما هناك أيضا ذكور يمارسون الكتابة الايروتيكية، بيد إن اهتمامنا هنا سينصب على قدرة المرأة على تمثل جسدها، واكتشاف نصوصيته، والتي طمست تحت أحجبة نصوصية متزمتة، ومدى فشل الكتابة النسوية العربية على تبني هذا المفهوم الكتابي بصورته الحقيقية.
تعرف الكتابة الايروتيكية بأنها كتابة جسد، وذلك لان الحركات النسوية استخدمت الجسد كسلاح لمحاربة كل أنواع السلطة أو التسلط الذي مورس ضدها، أو بتعبير (فوكو) إن "الجسد هو أول موضوع تمارس عليه السلطة فعلها، والحقيقة إن السلطة تخلق الفرد ابتداء من جسده"، لذلك كانت توجهاتها منصبة على فضح وتعرية سلطة النسق (التابو) وسجنه، الذي حكم على الجسد طويلا بالإلغاء والتكفير، مما حرض المرأة على أن تتجه إلى اكتشاف جسدها وكسر القيود التي تكبله، وإعادة تمثله نصوصيا، إذ إن السلطة التي مورست تجاه الجسد هي نفسها التي مورست تجاه النص، وهي نتيجة خطأ نسقي تبنته ودافعت عنه منظومة سردية تاريخية، خاضعة للتركيبة المؤسساتية للثقافة الذكورية المهيمنة، دون النظر إلى الخلل البنيوي الذي يعتري تلك الثقافة، وهي ثقافة منحازة تمارس تعسفا ايدولوجيا، قائما على مايسميه الرويلي واليازعي في كتابهما (الجبرية البايلوجية).
لمعرفة كيف يصبح النص ايروتيكيا يجب أن نعرف أولا العلاقة بين الجسد والنص، والعلاقة الدقيقة التي تجمعهما، إذ إن الجسد كواجهة نصوصية يعكس مجموعة من العلامات والدوال، وهو " شبيه بالوحدات المعجمية لايملك معنى، انه يعيش على وقع الاستعمالات" حسب تعبير سعيد بنكراد، ومن خلال هذه الاستعمالات ينتج نصه، ويمر من خلال فعل القراءة الذي يحررها من المخيال السردي الذي يربطها بشكل تعسفي بالإباحية، المقيدة بالقراءة الأحادية النسقية، عكس الايروتيكية التي تخرج إلى فضاء متحرر يعيد إنتاج دلالاتها، ويربطها بجذرها الكوني وتجلياته، من خلال فعل الرغبة المنعكسة على النص والجسد الذي هو "الوجود الرمزي للرغبة" حسب تعبير بنكراد.
إن الكتابة النسوية العربية والعراقية ورغم الكثير مما كتب، من قبل كاتبات ينتمين إلى مجتمعات ذكورية متشددة كما في السعودية كرجاء الصانع وغيرها، أو التجارب القليلة للكاتبات العراقيات وفي مقدمتهن الروائية عالية ممدوح في رواياتها ( التشهي ، الغلامة...وغيرها). إلا أن مجمل هذه الكتابات لم تستطع أن تكسر الحاجز ألنسقي، الذي سجنت ورائه المرأة وجسدها لقرون عدة، إذ إنها تمثلت موقف المعارض المناقض لأطروحات الأخر الذكورية من دون تفعيل النص الجسدي، وبناء علاماته لتكون واجهة أشارية لمركزية الجسد، وفاعليته النصوصية في توليد الدلالات وبناء فضاء موازي يظهر الهوية الجسدية، ويربطه بصيرورة بناء الشخصية النسوية، إذ إن بعض الكتابات انجرفت إلى طوباوية الجسد، الذي يخرجها من سياقها التاريخي والحضاري..بسبب التمثل الأعمى للأطروحات الغربية لحركات التحرر النسوية، وعدم الاستفادة منها في قراءة الحركية التاريخية، ومبدأ المساواة، كصيرورة تاريخية حتمية، لان المجتمعات النسوية العربية لازالت تعاني من الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، التي تقطع الطريق أمام أي تطور تاريخي سليم لتلك المجتمعات التي بنيت تاريخيا وثقافيا وحضاريا على نسقية ذكورية، مستمدة لسلطتها من نصوص و مخيال وأيدلوجيا..إن الدعوة ألان إلى الكتاب العراقيين لتفكيك المنظومة الثقافية والسردية، واكتشاف نصوصية الجسد ومرتكزاته العلامية والاشارية وربطها بالسياق الثقافي العام، دون ممارسة أي سلطة قمع أو إلغاء، وكشف المسكوت عنه في الخطاب ألذكوري السائد، ومحاولة مراجعة أهم مرتكزاته وتحليلها، وإعادة الاعتبار للجسد الأنثوي الذي حجر وقمع تحت عدة مسميات وخطابات وانساق، لرفع شأن المرأة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وإعادة تصورها كشريك حقيقي في صنع الحياة، لها ولجسدها كامل الحقوق والأهلية.

نصر الله من قفص الاتهام الى الزنزانة/ سعيد علم الدين

أستطيع أن أتخيل لحظات ظهور نصر الله المتتالية الموتورة الحانقة هذه الأيام على الشاشة ومدى غبطة ايهود اولمرت وسرور رئيس اركان جيش العدو الاسرائيلي السابق دان حالتوس وهما يستمعان الى صراخه، وحتى استطيع سماع قهقهاتهما العالية شماتة بالمأزق الذي يتخبط فيه صاحب النصر الإلهي المزعوم في الزمن الحزبلاهي المأزوم.
الحسون يصرخ: "يا عالم يل هووو! ما عم بقدر نام! بدي كسر رجلين يلي فشكل الحزب بالمحكمة. حزب الله مظلوم! وأنا مهموم! والمحكمة الملعونة بنت الحرام في محاولاتها المحمومة للبحث عن المجرم وجدت شباب اوادم من حزبنا النقي الفاضل في الطريق وتريد تلبيسهم طربوش الجريمة. اين العدالة؟ هيدي مؤامرة صهيوامريكية على الشبيبة الإلهية!
حزب الله يستصرخ الضمائر الميتة حزب الله برئ! نريد من الحريري اعلان براءة الحزب المعصوم.
نحن اشرف الناس وافضل الناس واصدق الناس ونحن شعب الله المختار وليس اليهود الانجاس!
هذه الايام هذا الكلام يردده كالمعاتيه جماعة حزب الولي الغير فقيه.
فقد تميزت اطلالة المنتصر الهيا يوم الاحد 2010.07.25 بالصراخ والعياط، والعويل والزعيق، والتهويل والهيجان، والاضطراب والغضب، واستعمال مفرط لسلاطة اللسان وقوة الزلاعيم تهديدا للبنانيين في حال لم تتوقف المحكمة الدولية الحقيقية وتتحول الى محكمة لبنانية قزمة مزيفة الهية صورية زعبرجية قرقوشية على الطريقة الايرانية يلعب بها وبقضاتها مرشد الجمهورية حسن نصر الله كيفما يشاء وكما يلعب اليوم بالجمهورية اللبنانية: حكومة ومجلسا ورئاسة وجيشا، ومن لا يخنع له، يلصق به تهمة الخيانة الجاهزة والعمالة الناجزة.
كل ما يفعله حسن باطل وسينقلب السحر على الساحر!
ومن هنا ابشِّر المقاومجي الفتنجي بأن المحكمة لن تتوقف!
لأنها ليست بيد اللبنانيين ولا حتى بيد سعد الحريري.
والمحكمة لا يمكن ان يجرؤ احد على وقفها!
لان وقفها يتطلب قرارا من مجلس الامن وهذا ليس واردا على الاطلاق. فمجلس الامن ليس لعبة وهو لم ينشئها لكي يوقفها!
وهو لا يمكن ان يتحمل هذه المسؤولية التاريخية والاخلاقية والقانونية كرمى لعيون حسن النرفوز ويوقف المحكمة ليخسر الخير والشر يفوز. عندها سيرتكب مجلس الامن اعظم اجرام بحق الضحايا البريئة وبحق العدالة والانسانية جمعاء. وسيصبح ودوله العظمى مهزلة المهازل ويسرح ويمرح الارهاب ويتفشى في بلدان العالم كالسرطان القاتل.
ولأنه لا بد من كشف الحقيقة التي يحاول حسن طمسها:
قضائيا عبر الادلة الدامغة والوثائق والشهود لمعاقبة القتلة الوحوش ومن اجل ايقافهم من متابعة افتراس المسالمين الشرفاء الأبرياء من زعماء وقادة لبنان.
ان حفرة السان جورج التي صنعها نصر الله بحقده الدفين هو في الطريق للوقوع فيها وكسر انفه. انها شبيه بحفرة صدام حسين.
وكما ان احتلال الكويت ومعاندة المجتمع الدولي والدوس على قراراته كانوا السبب الاول لحفرة صدام التي خرج منها خانعا ذليلا، فان اغتيال الحريري بالاضافة الى عشرات الاغتيالات ومعاندة ومحاربة المجتمع الدولي والدوس على قراراته سيكونوا السبب الأول لحفرة نصر الله التي سيخرج منها خانعا ذليلا كصدام او سيفر منها بالشادور الى ايران كما فعل امام المسجد الاحمر في باكستان.
فالروح غالية جدا عند مشايخ الاسلام لا فرق بين سنة وشيعة فهما في الذل والهوان سواء وعندما يقترب منهما استاذ الموت يتمسكون بالحياة يريدون ان يعيشوا الف عام.
والعدالة الحقيقية لا وجود لها عند ثقافة وشرائع مشايخ وملالي النفاق والكذب والتقية والبهتان. ولو ان العدالة لها قيمة ومنزلة في الدول الاسلامية قديما وحديثا لما وصلت حالهم المأساوية الى ما هي عليه اليوم من فقر وانحطاط والسمكة الكبيرة تبلع الصغيرة.
اما حسن نصر الله فهو حوت يريد بلع كل لبنان.
العدالة في الاسلام ليست لصاحب الحق وانما للقوي حتى ولو كان مجرما وقاتلا وخسيسا!
القوة في القاموس الاسلامي العملي وليس الكلامي اهم من الحق! والسيف اهم من الكلمة. والبندقية هي التي تتكلم وتفرض نفسها على المسالمين.
ان غرور نصر الله واستكباره واستهتاره وطيشه وغيه وخبثه وحقده هو الذي وضعه في هذا المأزق التاريخي المخزي وحوَّلَهُ من شيخ بعمامة الى حنجرة فلتانة.
معروف في العلم الجنائي ان المتهم عندما ينتفض وينفعل ويثور في مواجهة اسئلة المحقق يكون قد قدم دون ان يدري دليلا نظريا على ارتكابه الجرم. يبدأ عندها المحقق في جمع الادلة الدامغة ومراقبة حركات وكلمات وهمسات ووشوشات المتهم.
هذه هي حالة نصر الله اليوم فهو من خلال مقالات صحافيه وتخمينات اعلامية فقد صوابه وكشف عن حقيقة ارتكابه لهذا الجرم الشنيع من خلال ثورته على المحكمة وهيجانه لوقفها.
هو لم ينتظر حتى صدور القرار الظني ليبني على الشيء مقتضاه!
نصرالله وافق على طاولة الحوار الوطني مبدئيا مع باقي زعماء البلاد على المحكمة الدولية. ولكن عندما بدأت فكرة المحكمة تتبلور عمليا انقلب عليها منذ عام 2006 للتذكير: اعتكاف وزرائه عن الحكومة بسبب المحكمة ثم استقالاتهم ثم احتلال ساحة الشهداء ومحاصرة الحكومة ثم توجها باحتلال بيروت وغزو الجبل، هذا عدا عشرات الحوادث التي ارتكبتها جماعته وجماعة امل في الاعتداء المتواصل على جماهير او مناطق 14 اذار.كانت كل ممارساته ضد المحكمة الدولية ومنذ هجوماته المتلاحقة على المحكمة الدولية هو من وضع نفسه في قفص الاتهام ومنه الى الزنزانة.
هو يستطيع ان يخرب لبنان بصواريخه ويفتح حرب مع اسرائيل ويشن 70 ايار على المسالمين، ويغتال الأبطال الوطنيين، الا انه سيكون في النهاية حتما حتما حتما من الخاسرين.
والعدالة ستنتصر ولبنان الخير والبناء سينتصر على اهل الشر والفناء، ولبنان الرسالة سينتصر على لبنان الزبالة!

إسرائيل علي حق ونحن علي ألف خطأ/ نافزعلوان

يا أخي إسرائيل علي حق ونحن علي ألف خطأ. إسرائيل إلي الأمام ونحن هناك في آخر الصف، إسرائيل تقيم مشاريع وتدفع رواتب موظفيها ونحن في مضائق مالية تمنع بعض دولنا العربية - حتي الغنية منها - من دفع رواتب موظفيها للشهر الثالث علي التوالي، قولوا أن إسرائيل يدعمها الغرب وحتي الشياطين فنحن أيضاً يدعم دولنا العربية الغرب وحتي الشياطين، الفرق هو أن إسرائيل ناجحة ونحن فاشلون.

تعالوا نشاهد مثال قيام إسرائيل، قامت إسرائيل من لاشيئ ، نعم ، من لا شيئ إجتمع دينهم مع عصاباتهم وأصبحوا دولة. في المقابل إجتمع ديننا مع عروبتنا وأصالتنا فأصبحنا دول مشرذمة لا نقوي حتي علي الدفاع عن أنفسنا، يا أخي لكل شيئ .. شيئ مقابل، فمن أجل أن تنجح يجب أن تؤمن بمقومات هذا النجاح وأن تصمد عليه وأن لا تتأثر بنزعات وآراء ونزاعات داخلية، في إسرائيل الكل علي قلب رجل واحد يختلفون ومهما إشتد الخلاف بينهم قافلتهم تسير لا تتأثر ولا ينحرف خط مسارها. أما نحن فنحن ساعة قوميون وساعة متدينون وساعة أخري علمانيون وساعات لا نعرف ما نحن بالظبط ، وكلما تغير مسار لنا أخذتنا خطة تغيير المسار عشرة سنين وربما أكثر وعشرة سنين هنا وعشرة سنين هناك تكون إسرائيل كما ذكرنا لكم سبقتنا في كل شيئ، ونحن لا نستطيع أن نقول أننا نراوح في أماكننا بل نحن في تقهقر بالخطوة السريعة.

تسعة عشر سنة قضيناها وراء الخط الناصري ثم إكتشفنا أن عبد الناصر كان ( شيوعياً ) كافراً لا يجوز إتباعه وكنا في مسيرنا ورائه مغسولون عقلياً كما كان الإتحاد السوفييتي يصنع بكل المنقادين وراءه، ثم إلتزمنا نهج ما كانوا يطلقون عليه ( نهج الوسط ) أي نمسك العصا من النصف نتعامل مع الشرق ولا نقاطع الغرب ونتعامل مع الغرب ولكن لا نقاطع الغرب حتي إكتشف الشرق والغرب أننا

( نصابون ) فلم يتعامل معنا ولا مع قضايانا لا شرق ولا غرب ثم جاء دهاة العرب بفكرة ( المرجحة ) ساعة مع الغرب وساعة مع الشرق وساعات نغلق حدودنا علي أنفسنا مقاطعين الشرق والغرب معاً، ثم نكتشف أننا أضعنا أيضاً عشرات السنين في ( المرجحة ) لنعود مرة أخري نحاول إصلاح ما قامت بتخريبه ( المرجحة ) وعزل النفس وإسرائيل هناك هناك في المقدمة البعيدة ونحن هناك هناك في سحيق المؤخرة.

ربما هذا ما دفع المحيطون بإسرائيل هذه الأيام مراجعة أنفسهم في مسألة التعامل مع إسرائيل برمتها، إكتشفوا أن لا خوف من دين إسرائيل علي أديانهم وإكتشفوا أيضاً أن لا خوف علي إقتصاد إسرائيل علي إقتصادهم فاليهود مسيطرون أساساً علي إقتصاد العرب ويديرونه لهم في داخل بلدانهم حتي وإن كان هؤلاء اليهود يقيمون في خارج تلك البلدان العربية وإكتشف الملاصقون لإسرائيل كالفلسطينيون وسلطة رام الله بالذات كما أخذ يلوح رئيس سلطة رام الله لدول الغرب أن ربما من الأفضل لهم أن يندمجوا مع إسرائيل في دولة واحدة والكف عن إضاعة كل هذا الزمن الباهض التكلفة من موت وخراب لا يقع إلا علي الملاصقين لإسرائيل ويبدوا أن في نهاية المطاف سنكتشف أن إسرائيل علي حق ونحن علي ألف ألف خطأ.

 - لوس أنجليس

مفاوضات مستمرة بغطاء عربي وانقسام قائم

.......في ظل غياب أية إستراتيجية فلسطينية كبديل لإستراتيجية المفاوضات العبثية،فمن غير المتوقع على صعيد السلطة الفلسطينية والنظام الرسمي العربي سوى استمرار سياسة "حلب الثور" و" وتجريب المجرب" و"طلب الدبس من قفا النمس"،وخصوصاً أن الموقف الأمريكي والذي كان يراهن عليه الفريق الفلسطيني المفاوض والنظام الرسمي العربي،في ان يمارس نوعاً من الضغط على إسرائيل،فيما يخص تقديم بعض التنازلات والتي تشكل حافظة لماء وجه هذا الفريق، وساترة لعورته المكشوفة بشكل سافر،من طراز تجميد ولو شكلي أو غير معلن للاستيطان في القدس،او إطلاق سراح مجموعة من الأسرى القدماء، فبعد اللقاء الحميم الذي جمع نتنياهو بأوباما في البيت الأبيض،وجدنا أن الموقف الأمريكي يتجه للتطابق والتماثل مع الموقف والرؤيا الإسرائيلية من المفاوضات والعملية السياسية،وأنه لا مجال لتقديم مثل هذه التنازلات،بل وأقل من ذلك بكثير عدم القدرة على وقف قرار إسرائيل غير الشرعي والقانوني بإبعاد نواب القدس ووزير شؤون القدس السابق عن مدينتهم التي ولدوا وتربوا وعاشوا فيها،وخاضوا الانتخابات بموافقة وضمانات أمريكية وأوروبية،حيث النائب أبو طير معتقل منذ حوالي شهر على خلفية عدم الانصياع لقرار الإبعاد غير الشرعي والقانوني ويعتصم النواب احمد عطون ومحمد طوطح والوزير السابق خالد أبو عرفه في مقر الصليب الأحمر بالقدس تحسباً من الاعتقال والإبعاد.

ومن الواضح جداً أن الرباعية وأمريكا يمارسون الضغوط على الضحية وليس على الجلاد،وأيضاً فالطرف الفلسطيني والنظام الرسمي العربي غير قادرين على الثبات على موقفهم لغياب القرار السياسي والرؤيا والإرادة والإستراتيجية البديلة،فنحن نعلم جيداً أنه كما تم تجاوز قرارات المجلس المركزي في ديسمبر/ 2009،بعدم العودة إلى المفاوضات إلا بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية،حيث تم الالتفاف على القرار بالاستقواء على المؤسسات الشرعية بالقرار العربي،فقد أقرت لجنة المتابعة العربية عودة الطرف الفلسطيني إلى المفاوضات غير المباشرة لمدة أربعة شهور،وربطت ذلك بتحقيق تقدم جدي في ملفي الأمن والحدود ووقف الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة الغربية،ولكن انتهت تلك المحادثات غير المباشرة إلى صفر كبير،وعقدت سلسلة اجتماعات فلسطينية للجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير،وجميع البيانات الصادرة عنها أكدت على عدم العودة للمفاوضات المباشرة لأن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق أية نتيجة،ولكن هذه المواقف من غير المتوقع لها أن تصمد على أرض الواقع،حيث أن هناك ضغوطاً أوروبية غربية من المانيا وايطاليا واسبانيا وحتى اليونان وروسيا،تمارس على الطرف الفلسطيني للانتقال إلى المفاوضات المباشرة،وأيضاً أمريكا جندت كل من مصر والأردن للضغط على باقي أعضاء لجنة المتابعة العربية من أجل الموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

وكما حصل في قضية المفاوضات غير المباشرة،ستنصاع لجنة المتابعة العربية ووزراء خارجيتها، والتي ستعقد اجتماعها في القاهرة في التاسع والعشرين من هذا الشهر للضغوط الأمريكية والأوروبية بالطلب من الطرف الفلسطيني بالعودة للمفاوضات المباشرة،مع تجميل تلك الموافقة بالحصول على تعهدات او ضمانات بأن تكون المفاوضات غير مفتوحة وتناقش قضايا الحل النهائي وذات مرجعية محددة وغيرها من الوعود والتعهدات التي لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به،وطبعاً الطرف الفلسطيني سيستجيب للمطلب العربي كمخرج له لعدم الالتزام بمقررات الهيئات والمؤسسات الفلسطينية.

وكما هو حال المفاوضات العبثية والمارثونية، التي ستستمر وتتواصل،وبما يشكل ربحاً صافياً لإسرائيل،والتي تمكنها هذه المفاوضات من إجبار الجانب الفلسطيني على التعايش مع الوضع القائم أو القبول والتسليم بما يعرض عليه إسرائيليا،فإسرائيل مرتاحة ولا تمارس عليها أية ضغوط جدية لا عربية ولا دولية في ظل وضع يستمر فيه التفاوض،كما أن الجانب الفلسطيني غير قادر على وقف هذه المفاوضات وإعلان حالة طلاق معها،فهناك الكثير من القيود المكبلة له في هذا الجانب،حيث يلزم لمغادرة هذا النهج والتخلي عن هذا الخيار دفع ثمن باهظ وهو التخلي عن السلطة بكل امتيازاتها واستثماراتها ومنافعها،وهذا خيار يبدو أنه ليس له حظوظ من النجاح أو حتى التلويح به من قبل الطرف المفاوض.

والقضية الأخرى التي يجب التأكيد عليها،أنه رغم كل الجلبة والضجيج والتصريحات حول قرب تحقيق المصالحة الفلسطينية وميثاق شرف للمصالحة ستوقع عليه كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني فهذا مجرد كلام لا رصيد له على أرض الواقع،فالطرفان الرئيسيان في معادلة الانقسام (فتح وحماس) غير جاهزين للمصالحة،فعدا عن العامل الذاتي الأهداف والأجندات والمصالح الخاصة التي تعظم وتعلي المصالح الخاصة فوق المصالح العليا للوطن،فهناك حجم عالي من الضغوط والتدخلات العربية والإقليمية والدولية في هذا الجانب،وكثير من الأطراف تصفي خلافاتها وحساباتها على حساب الملف الفلسطيني،ناهيك عن أن هناك فيتو كبير أمريكي- اسرائيلي على قضية المصالحة،وما يترتب على هذه المصالحة من استحقاقات سياسية ومالية بحاجة لضامن وكفيل غير فلسطيني،ومن غير الممكن توقع حصول المصالحة إلا في ثلاثة حالات فقط ،أولهما حصول تقدم جوهري في المفاوضات مما يمكن الطرف المفاوضات من تحسين مواقعه وشروطه وحاجته لأخذ موافقة حماس على ما تم إنجازه في تلك المفاوضات،وثانيهما إعلان الطرف الفلسطيني عن فشل المفاوضات كخيار وإعلان حالة الطلاق مع هذا الخيار،وثالثهما تغير في موقف حماس يستجيب لشروط أمريكا والرباعية.

على ضوء ما نشاهده ونراه ونلمسه في هذا المشهد وهذه اللوحة،يبدو أن الطرف الفلسطيني المفاوض والنظام الرسمي العربي الموغل في الانهيار،لا يملكان أية خيارات أخرى،بل لا يبحثان عن خيارات أخرى أو يبنيان إستراتيجيات جديدة في حالة فشل خيار المفاوضات،فمثل هذه الخيارات بحاجة إلى امتلاك الإرادة والقرار والقيادة الشجاعة،وهي حتى اللحظة الراهنة غير متوفرة،وما قد يغير من هذه اللوحة والمشهد،هو قيام أمريكا وإسرائيل بمغامرة عسكرية ضد إيران أو حزب الله،وخصوصاً ممكنات هذا الخيار تتصاعد،مع الاتهامات السياسية لحزب الله بالمسؤولية عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،فهذه الاتهامات المفبركة أمريكيا وأوروبياً وبغطاء رسمي عربي،الهدف منها ضرب وتصفية قوى المقاومة والممانعة في المنطقة وفي المقدمة منها حزب الله،وما قد ينتج عن هذا الحرب او المغامرة العسكرية قد يغير في خارطة المنطقة بشكل كلي وشامل,

ستة عشر ساعة مع هيكل في رحلة خاطفة على متن طائرة خاصة/ عبدالله السناوي

زيارة إلى باب العزيزية

*نزل الرئيس “مبارك” وئيداً، ولكن بثبات، على سلالمها تتبعه السيدة حرمه، فصحته ليست في خطر داهم على ما أشاعت التقارير الغربية.

قبل خمسة أيام من رحلته المثيرة والمفاجئة إلى العاصمة الليبية طرابلس، سألني الأستاذ محمد حسنين هيكل إن كنت مستعداً أن أصحبه فيها. لقد تحدد كل شيء. العقيد الليبي معمر القذافي سوف يرسل صباح السبت (17 يوليو) طائرة خاصة إلى مطار العلمين على الساحل الشمالي، بالقرب من “قرية الرواد” حيث منزل هيكل الصيفي، لتحمله إلى طرابلس وتعود به في اليوم نفسه. غير أنه أضاف: “أعرف أن ظروف عملك قد لا تمكنك من السفر في هذا التوقيت، فالطائرة سوف تقلع في اللحظة ذاتها التي اعتدت أن تخلد فيها إلى النوم بعد يوم عمل طويل وشاق في إعداد الجريدة للطبع.. فكر في الأمر، فالرحلة سوف تكون منهكة”.
مهلة التفكير لم تمتد لأكثر من دقيقتين، وعاودت الاتصال قائلاً: “هل هناك صحافي عاقل يعرض عليه الأستاذ أن يكون رفيقاً في رحلة سفر وشاهداً مؤتمناً عليها.. ثم يقول إنه في حاجة إلى التفكير، أنا ذاهب معك، وهذا قراري النهائي، إلا إذا تراجعت أنت عن الدعوة”.. وقد كانت الرحلة كما توقع هيكل منهكة للغاية، فقد استغرقت سفراً لمدة (11) ساعة في يوم واحد (5) ساعات على طائرة خاصة بين الساحل وطرابلس، و(6) ساعات أخرى في رحلة الذهاب والعودة بين القاهرة والساحل بالسيارة.. وعلى رغم ذلك فقد كانت بحواراتها المطولة مع الأستاذ ثرية ومدهشة.

(1)
كعادته يستيقظ هيكل مبكراً مع لحظات الصباح الأولى، وليس بوسعه أن يغير عاداته، ساعته البيولوجية منضبطة مواقيتها، وكانت مشكلته في هذه الرحلة أنه سوف يعود متأخراً ومرهقاً إلى بيته الصيفي في “قرية الرواد”، ولكنه سوف يستيقظ في مواعيده المنضبطة، فالأمر كما يقول دائماً: “ليس في يدي.. مهما كان الإرهاق بالغاً والإنهاك فادحاً”.. كان يدرك ذلك ويتحسب له، ولكنه يقبل تكاليفه. ففي الرحلة إلى طرابلس شيء من ذكريات التاريخ، وقد كان الشاهد الأول على أحداثها، وأول من التقى قائد الثورة الليبية معمر القذافي بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر، وتابع أحوالها وتحولاتها، وله رؤى وانتقادات عليها مذاعة ومنشورة. وفي الرحلة إلى طرابلس شيء من الاقتراب من الأحوال العربية المعاصرة، وهي محزنة وبائسة، والقادة العرب أنفسهم يعترفون بأنها محزنة وبائسة، فالزعيم الليبي هو رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، وهناك قمتان في الخريف سوف يترأسهما، ولديه تصورات واقتراحات لتطوير الجامعة العربية، قال لهيكل هاتفياً إنه يريد أن يحاوره فيها ويستمع منه حولها، غير أن هيكل ظل يتساءل عن أسباب الدعوة الرئاسية الليبية لزيارتها في هذا التوقيت، ولم تكن لديه إجابة يقينية، ولكنه كان يدرك أن طبيعية شخصية القذافي تسمح بأن تظل كل السيناريوهات والاحتمالات مفتوحة.

(2)
عندما وصلت إلى “قرية الرواد” كان الأستاذ متأهباً تماماً لرحلة السفر. وقد ارتدى “جاكيت” أزرق وتحته قميص أبيض بلا ربطة عنق، وبدا ذلك بذاته داعياً للتأمل، فهو رجل اعتاد أن يكون رسمياً في مثل هذه الزيارات الرسمية، لكنه قدر أنه بصدد يوم طويل وحافل، وقد استغرقت وقائعه نحو (16) ساعة، وخطط إلى عدم الاضطرار إلى الراحة خلالها، أو المبيت في طرابلس، وأن الأفضل أن يكون على راحته. دخلنا مباشرة إلى الرحلة وأجوائها، ولكنه أراد قبل أن يغادر أن يتصفح جرائد الصباح، وبدا لافتاً أنه انتهى منها في نحو (30) ثانية، طالع سريعاً العناوين الرئيسة، وألقى نظرة على محتويات الصفحات الداخلية، ثم قال: “لا شيء يثير الاهتمام”. وكان الأستاذ قد قال في حوار صحافي شاركت فيه الراحل الكبير محمود المراغي قبل 17 عاماً إنه يقرأ الجرائد المصرية في خمس دقائق، وهي الفترة التي تستغرقها السيارة التي كانت تحمله يومياً من منزله على نيل الجيزة إلى نادي الجزيرة الذي كان يمارس فيه رياضة الجولف في ذلك الوقت، ويشعر أن “بلدوزر” قد داسها.. قلت له في الرواد: لابد أن أحوال الصحافة قد تدهورت بذات النسبة، فلم تعد تستغرق قراءتها سوى (30) ثانية، أجاب بلا تردد: وبأكثر وأفدح مما تتوقع، وكانت أحوال الصحافة المصرية جانباً رئيساً في حوارات الطائرة التي حملتنا إلى طرابلس وعادت بنا في اليوم نفسه، وفي تقديره أن أحوال الصحافة من أحوال المجتمع الذي تصدر فيه والسياسة التي تحكمه، وأن مصر لم يعد بلداً منتجاً للأخبار، وهي ما تعنيه قبل أي شيء آخر في صناعة الصحافة.. وبدا مثيراً ومدهشاً أنه قد أتقن، وهو يقترب من السابعة والثمانين، التعامل مع الوسائط الحديثة للمعلومات، ويحمل معه جهاز (I pad) أينما ذهب يتابع عليه الأخبار والتقارير الصحافية الدولية.. وعلى الطائرة استأذن قائدها في استخدام هذا الجهاز، وفيما قرأ بدا أن هناك خبراً عاجلاً يتعلق بليبيا حيث نتجه إليها الآن، فقد أعلنت وزارتا الخارجية في واشنطن ولندن أن شركة “بي بي” قد استخدمت نفوذها لدى اسكتلندا للإفراج عن المتهم الليبي في قضية لوكيربي “عبدالباسط المقراحي” في صفقة وقّعت بمقتضاها ليبيا عقود تنقيب عن البترول مع الشركة البريطانية العملاقة.. قال الأستاذ: لديك الآن أسئلة جديدة في ملفات ملغمة.. سألته على الفور: “هل الصحافي هو الذي يبحث عن الأخبار أم أن الأخبار هي التي تبحث عنه؟”.. أجاب بحكمة وخبرة السنين، وهو الذي وصفته “الواشنطن بوست” بأهم صحافي في العالم بالقرن العشرين: الاثنان.

(3)
لم تكن فكرة رفقة السفر جديدة أو طارئة، فقد أطلعني الأستاذ بكرم بالغ على تفاصيل دعوات أخرى من مراجع ورئاسات في المنطقة تطلب زيارتها في التوقيت الذي يناسبه وبالترتيبات التي يطلبها.. وهي زيارة إلى قلب اللهب وصناعة الأخبار في المنطقة، غير أن اتجاه الرحلة تحول من شاطئ إلى آخر، ومن أحوال إلى أحوال أخرى.
(4)
كانت هناك مفاجأة تنتظرنا في مطار العلمين الدولي، وهو مطار خاص يملكه رجل الأعمال “محمد إبراهيم كامل”، وتتولى فيه الشرطة مهام الحماية والجوازات.. ففي الوقت الذي كانت الطائرة التي حملت هيكل إلى طرابلس تستعد للإقلاع، صدرت تعليمات تمنع أي طائرة من التحليق، فقد كانت طائرة رئاسية توشك أن تهبط في المطار.
في الساعة الحادية عشرة والربع من هذا الصباح هبطت الطائرة الرئاسية، ونزل الرئيس “مبارك” وئيداً، ولكن بثبات، على سلالمها تتبعه السيدة حرمه، ولم يكن معهما أحد آخر، باستثناء معاون أو اثنين من رئاسة الجمهورية يحملان الحقائب.. كانت هناك تشريفة أحاطت بمدرج المطار، وتسع سيارات مرسيدس صاحبت الرئيس على الأغلب إلى استراحته في رأس الحكمة، ويبدو أن الرئيس قد أمضى فيها ليلته، قبل أن يعود صباح اليوم التالي الأحد إلى القاهرة حيث شارك في بعض الاحتفالات العسكرية واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية “أبومازن” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو”.. وقد علمت فيما بعد أن الرئيس قد أُبلغ أن الأستاذ هيكل كان في مطار العلمين في اللحظة نفسها.
كان الرئيس الذي لم يكن يتوقع أن أحداً يرقبه وهو يهبط في مطار شبه خال، في حالة صحية تسمح له أن يسافر لقضاء يوم في الساحل الشمالي والعودة في اليوم التالي.. والمشهد يوحي بحقائقه، فصحته ليست في خطر داهم على ما أشاعت التقارير الغربية، وربما يقال إن ظهوره السياسي والإعلامي المتكرر يعطي المعنى نفسه، لكنه في هذه المرة لم يكن يتوقع أن هناك من يتابعه من خلف نافذة في طائرة خاصة توشك على الإقلاع.
كانت الأخبار مرة أخرى.. وفي يوم واحد تدهم الصحافي من حيث لا يحتسب أو يتوقع.
(5)
كانت الرحلة إلى طرابلس في جوانبها الرئيسة أقرب إلى زيارة في التاريخ وإليه، فقد تطرق هيكل في “سيرة حياة” على محطة الجزيرة، إلى وقائع الثورة الليبية في سياق الصراع الاستراتيجي والعسكري الضاري على المنطقة أثناء حرب الاستنزاف.. بدا هيكل معتقداً أن الثورة الليبية في توقيتها (سبتمبر 1969).. وفي سياق صراعات المنطقة وعليها.. وبانحياز قيادتها الشابة وقتها إلى جمال عبدالناصر وثورته ومشروعه.. تحوّل استراتيجي له أهميته في الصراع، وله حساباته الجديدة في الأجندات المختلفة، وله تداعياته على موازين القوى في البحر المتوسط، وأخذ يروي بوثائق جديدة دلالات ما جرى بعد الثورة الليبية في الصراع على المنطقة وفي الحسابات الدولية، غير أنه في الوقت ذاته أبدى انتقادات جوهرية لسياسات وتصرفات وتصريحات الزعيم الليبي.. والمثير أن القذافي أخذته ذكريات الأيام الأولى إلى مناطق دافئة ومشتركة مع هيكل، وكان مستعداً لأبعد حد أن يغض الطرف عن انتقادات الأخير اللاذعة، وبعضها بث على محطة الجزيرة قبل الزيارة بساعات.
شيء في الذاكرة دعا القذافي إلى التركيز على الأيام الأولى، والبراءة الأولى، وأفكار الوحدة التي أُجهضت، وأن ينحي جانباً أوجه الخلاف مع السياسات الحالية التي ينتهجها والتصريحات المثيرة التي يطلقها.. وفكرة الدعوة ذاتها بدأت من هنا، فعندما تطرق هيكل إلى الثورة الليبية في سياق حرب الاستنزاف والصراع على المنطقة بدا أن ذلك مثير لقيادات ليبية، والقذافي في أولهم، فقد أرسل نجله “أحمد سيف الإسلام” لزيارة هيكل في مزرعته بـ “برقاش”، حاوره طويلاً في بعض الأمور التي تشغله، وبعض ما طرح كان مثيراً، غير أن تلك قصة أخرى.. ودعاه باسم والده لزيارة ليبيا.. ومرة بعد أخرى توالت الرسائل: “نحن في انتظارك”.
(6)
كانت لدى القذافي شواغله في هذا الصباح، فقد كانت “قمة تشاد” الإفريقية توشك أن تلتئم بعد أيام قليلة، وقضية ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير تأخذ منحىً جديداً وخطيراً بإسناد تهمة الإبادة الجماعية في دارفور إليه، وتشاد دولة موقعة على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، وبدا في اجتماعات طرابلس التمهيدية أن ثمة تباينات واختلافات ظاهرة بين قادة أفارقة في معالجة هذا الملف، وفيما يبدو من سياق الأحداث أن القيادة الليبية عملت في هذا الصباح على ضمان نوع من الدعم السياسي والقانوني للرئيس السوداني.. وبرغم هذه الشواغل، فإن العقيد القذافي حرص على اختصار الاجتماع الصاخب، حتى يتسنى له وقت أطول لاجتماع آخر من نوع مختلف مع هيكل.

(7)
في طرابلس بدت الزيارة “شخصية”، لقاء بين رجلين تقادمت على أول لقاء بينهما العقود.
ذكريات التاريخ غلبت على أجوائها العامة، ولكن كان عند القذافي أسئلة في الحاضر تشغله، ويريد أن يستمع إلى إجابات عنها من هيكل.. فهو رئيس القمة العربية الحالية، ولديه أفكار وتصورات، ولكنه لم يسهب فيها، كان شبه يائس من أي إصلاح في بنية الجامعة العربية، وكانت أحوال العالم العربي أمامه داعية إلى مزيد من هذا اليأس، وكانت لديه أسئلة من نوع مختلف حول مستقبل النظم العربية في المنطقة، وليبيا نفسها لديها مشاكلها مع هذا المستقبل.
والحوار كله لم يكن للنشر، فهو ملك الرجلين، وقد كنت شاهداً مؤتمناً عليه، ولكن الأجواء تبدت فيها رغم التناقض مع الحاضر، أو ربما بسبب هذا التناقض صورة “جمال عبدالناصر” حاضرة وقوية، فهو “الريس”، كما قال القذافي أكثر من مرة في معرض الحوار الشخصي.

(8)
في حديث الذكريات تحدث القذافي متدفقاً عن حوارات مع “الريس”.. مستعيداً أدوار شخصيات ذكرها هيكل في حلقات “سيرة حياة”، فقد ذكر أن المقدم آدم حواس هو الذي استقبله في المطار عندما قدم إلى ليبيا بعد الثورة بساعات، ووصفه بأنه كان عضواً في مجلس قيادة الثورة، غير أن القذافي حاول أن يدقق المعلومات، نافياً أن يكون “حواس” عضواً في القيادة أو عضواً في التنظيم، فقال هيكل: “لقد قدم نفسه يومها بهذه الصفة” . . أردف القذافي: المعلومات عنه قبل الثورة أنه رجل له سمعة طيبة، ولذا كلفناه استقبال الضيوف الذين توافدوا على ليبيا في تلك الأيام، وكانت رتبته أعلى، وأن هذا قد يوحي بأن قادة الثورة رتبهم تفوق رتبة المقدم، وقد كنت ملازماً أول في الثامنة والعشرين من عمري، وكان ذلك مفيداً، غير أنه حاول أن ينقلب على الثورة بعد ذلك.. وأذكر والكلام للقذافي أن الريس عبدالناصر قال لي إن المجتمع المصري لم يكن يقبل في عام (1952) أن يحكمه شاب في الخامسة والثلاثين برتبة مقدم، الشيء نفسه كان عندنا في الساعات الأولى.. وفيما يبدو أن القذافي، الذي يتابع ما يقوله هيكل على الجزيرة، أراد أن يودع لديه شهادته الخاصة على الأحداث ذاتها فأهداه كتاباً سجل فيه ذكرياته الشخصية، وكتب بخط يده عليه: “مع تحياتي وتقديري للأخ محمد حسنين هيكل”.

(9)
وقائع الحوار جرت في “باب العزيزية” مقر القيادة الليبية في طرابلس، وهو أقرب إلى أن يكون قلعة.. كانت “خيمة القذافي” قريبة، ولكنه فضل أن يستقبل ضيفه في حديقة تطل على بيته القديم الذي قصفته بقسوة الطائرات الأمريكية على عهد الرئيس رونالد ريغان، والذي حول أطلاله إلى متحف ومزار . كان القذافي يرتدي بدلة خضراء نقشت خرائط لإفريقيا بصورة متكررة عليها، وفوقها عباءة بنية، وبدا مستريحاً وهادئاً، على عكس الصورة الذهنية التي شاعت عنه.. وعندما قلت له إن أجيالاً من القوميين ألهمتهم الثورة الليبية في بداياتها، وأوجعتهم في العمق محاولة استهداف حياته في الغارة الأمريكية، وجدوا أنفسهم يعارضونه بعنف عندما صدرت عن ليبيا أقوال وتصرفات أقل ما توصف بها إنها محبطة في العلاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد أدت تلك الانتقادات إلى رفع نحو (34) قضية باسمك على صحافيين مصريين، كنت واحداً منهم . . سأل بهدوء بالغ لم أتوقعه: متى ذلك..؟ قلت: “في عام 2003” مشيراً إلى بعض التصرفات الليبية التي أعقبت احتلال العراق. قال على الفور: “وهل يعجبك الوضع العربي كله، عندكم من يقول إن القومية العربية موضة قديمة، وعلى كل حال أدعوك أن تذهب الآن لترى بنفسك الثمن الذي دفعناه في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية”، مشيراً إلى بيته المهدم، وقد زرته بالفعل بصحبة أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية الذي صاحبنا طوال الرحلة، وقف ينتظر الأستاذ هيكل على باب الطائرة عندما حطت في طرابلس، وودعه من ذات المطار في المساء.. وكان بصحبته في المرتين الاستقبال والوداع قائد المطار، وهو عميد طيار حارب مع القوات المصرية في حرب أكتوبر (1973).

(10)
سألت العقيد القذافي عما نشر في هذا الصباح عن صفقة الإفراج عن المقراحي.. فبدا أنه يستمع إلى هذه الأنباء للمرة الأولى، وأخذ الأستاذ هيكل يشرح باستفاضة تفاصيل الأخبار التي طالعها، وفيما يبدو أن معاوني العقيد الليبي لم ينقلوا إليه ما بثته وكالات الأنباء، فقد كانت عنده اجتماعات إفريقية بدت أمامهم أكثر أهمية وإلحاحاً.. وبإجابة مقتضبة قال القذافي: “نحن جاهزون”، قاصداً مواجهة أي احتمالات لموجة تحرش جديدة بليبيا .

(11)
عند بعض المحطات الملتهبة بدت إجابات القذافي مقتضبة للغاية، فهو لا يريد أن يتورط في تصريحات ملتهبة أمام صحافي. تحدث على طريقته الخاصة اللاذعة عن القمة الثقافية العربية، وأطلق بعض العبارات عن مستوى ثقافة الحكام العرب، ولكنه طلب عدم النشر.
(12)
لم يعلن في طرابلس عن زيارة هيكل أثناء وجوده فيها، ولكن المواطنين الليبيين الذين تصادف أن التقوه رحبوا به بحرارة واستأذنوه في التقاط صور تذكارية، وأرسل اثنان من أبرز القيادات التاريخية للثورة الليبية، هما الفريق أبو بكر يونس واللواء مصطفى الخروبي باقتي ورد إلى الفندق الذي نزل فيه، قبل أن يتوجه إلى باب العزيزية، ترحب بـ “العلم العربي الكبير في الجماهيرية”.

(13)
في طرابلس سألت أحمد قذاف الدم الذي كان يترأس محطة الساعة التي أغلقت: “هل تعود؟”.. أجاب بكلمة واحدة: لا. وبدا لافتاً أنه، وهو منسق العلاقات المصرية الليبية، قد وصفها بـ “علاقات حُسن الجوار”، وهذا تعبير دقيق يستمد أهميته من أنه أعقب سلسلة من التوترات الحادة على عهد الرئيس السابق أنور السادات، ولكنه لا يرتقي على أي نحو للمستوى المفترض في العلاقات بين بلدين عربيين يمثل كل منهما للآخر عمقاً استراتيجياً.

(14)
في الحوار الطويل والممتد على الطائرة تحدث هيكل مطولاً عن أحداث شارك فيها، وملابسات لم تكشف كامل وقائعها، وعلاقته مع السادات وتعقيداتها، وأسهب في الكلام عن مايو ،1971 وبدا أن لديه جديداً يريد أن يقوله، وهو موضوع الجزء المقبل في سيرة حياة.
في بعض مناطق الحوار عندما تباينت، الرؤى قال الأستاذ إنه سوف يشرح وجهة نظره موثقة ومدققة في الأحداث العاصفة، وحقيقة دوره فيها، فهو لم يأت بالسادات رئيساً، ولكن كان له دوره في أحداث مايو، والقصة كلها تحتاج إلى توثيق وإعادة فحص ونظر.

(15)
هناك ما يشبه الإجماع على أن الإسهام الفكري والسياسي والصحافي الرئيسي لهيكل هو مجموعة كتبه عن حرب الثلاثين عاماً، فقد وثقت للصراع على المنطقة، ووضعت الوثائق في سياق استراتيجي يستند إلى رؤية واضحة لحقائق الجغرافيا والتاريخ في الإقليم، ولكن للأستاذ هيكل رأياً آخر، فهو يعتقد أن كتابه الأهم، والذي يفخر به في سجله الصحافي والإنساني أكثر من أي كتاب آخر هو: “لمصر لا لعبدالناصر”.. مجموعة من المقالات كتبت في ذروة الحملة على عبدالناصر، تطرقت إلى أوجه الحملة وردت عليها، نشرت خارج مصر في البداية، ثم جمعت بعد ذلك في كتاب. في ذلك الوقت كان الرئيس السادات قد بدأ مرحلة جديدة من حكمه تنصلت من مواريث ثورة يوليو وجمال عبدالناصر الفكرية والاجتماعية والاستراتيجية.
كانت مرحلة مختلفة تناقضت فيها السياسات، وأخذ بعض من أعضاء مجلس قيادة الثورة يشاركون في الحملة على عبدالناصر، وربما تصور السادات أن معيار الولاء له هو الهجوم على عبدالناصر وعصره.
قال هيكل: “أنا وأنت الآن في السماء، مصائرنا معلقة على عناية الله، أقول لك إن أكثر ما يجعلني أشعر بالفخر في سجلي هو هذا الكتاب.. كنت أمام تحد حقيقي له تكاليفه، وأولها الصدام المباشر مع رئيس الجمهورية، ولكني اخترت وعبرت عن انحيازي وكتبت اعتقاداتي في وقت عصيب، بدا فيه أن رجاله يخونونه، أردت أن أقول إن القضية ليست كذلك، وللحقيقة وثائقها، وأن عبدالناصر زعامة تاريخية استثنائية يصعب أن تتكرر، كان صديقي، ولكنني أحمل الأفكار والتوجهات ذاتها، وخيانة هذه الأفكار هي خيانة لنفسي”.

(16)
من عاداته رغم إنهاك السفر أن يظل متيقظاً، قال إنه لم يحاول أبداً أن يغفو قليلاً في سيارة أو طائرة، ولا يعتقد أنه يستطيع ذلك.
في رحلات السفر تتبدى طبائع البشر لا اصطناع فيها ولا كلفة.. وفي هذه الرحلة بدا الأستاذ رجلاً يعرف قدر نفسه، ويعرف ما يريد، ويعرف كيف يتصرف، حنوناً بصورة مدهشة وطبيعية. وذات مرة سألته عن رأيه في الصورة الذهنية التي شاعت عنه من أنه “ماكينة أفكار”.. قال ساخراً: “ماكينة إيه.. أنا نصف الذي أكتبه أدب”، في الرحلة أخذ يستعيد بحسب الأحوال أبياتاً للشعر، ويروي أحياناً على طريقته نكتاً لاذعة، ويغمرني بفيض أبوته.. وكانت رفقته في رحلة ال (16 ساعة) تجربة إنسانية فريدة.. ولكن تلك قصة أخرى.

من هنا ، يبدأ التحرش/ علي مسعاد

Msaadali1971@gmail.com
ولأنها ، علاقة جدلية ، لحدود التلاحم ، كان لا بد ، أن نقف عند ظاهرة " التحرش " ، في بداية شرارتها ، قبل أن تتطور ، ويصعب ، بالتالي ، التحكم في تفاصليها وخيوطها المتشابكة ، فتأتي على الأخضر واليابس ، ولا تبقي إلا على "الخراب" ، بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
و لأنه ، لتحقق شرط " التحرش "، كان لا بد من وجود متحرش ،ومتحرش به ، تماما ، كما يقولون ،لا وجود ل" دخان بدون نار"، كان لا بد من طرح السؤال :
- متى ، كانت الحرية ، تعني فيما ، تعنيه الفوضى ، في زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ا بل ، متى ، كانت الحرية الفردية ، اعتداء ا، على حقوق الآخرين ؟ا
صحيح ، أنه ، عادة ، ما يربط الكثيرون ، التحرش بالجنس ، وبالاعتداء ، على النساء كما الأطفال ، بالسلوك أو باللفظ ، حيثما وجدوا وأينما كانوا ، لكنني ، أرى غير هذا الرأي ، فالتحرش ، من وجهة نظري ، على الأقل ، قد يعني ، الاعتداء على حقوق الآخرين ، في الكثير من مناحي الحياة .
وإلا ، كيف تفسر ، رغبة العديد من الشباب ، في الإفطار الجماعي ، خلال شهر رمضان ، المقبل ، علانية وفي واضحة النهار ، باسم الحرية والتقدم و التطور ،
أليس ، هذا ، قمة " التحرش الديني " ؟ا
فإذا ، كانت مجموعة من النساء الفاعلات في العمل الجمعوي ، قد طالبن ، بتفعيل قانون ضد التحرش ، وقد نجحن في ذلك ، للحد من الظاهرة و الضرب ، على يد من حديد ، ضد المتحرشين بهن وبالأطفال جنسيا ، فقد ، كان حريا ، الوقوف وبصرامة ، ضد " الفوضى " باسم الحرية ، وضد " العبث " باسم التقدم والتطور .
المجتمعات المتحضرة ، وصلت إلى حيث هي ، ليس لأنها ، تنكرت للدين وبالمنتسبين إليه ، ولكن لأن أفرادها ، قد وضعوا حدودا بين الحرية الفردية والاعتداء على حق الآخرين ، عرفوا ما لهم وما عليهم ، بالدراسة ، العلم والبحث العلمي ، وليس ، لأن شبابها ، كان كل همهم ، أن تتصدر أخبارهم وصورهم ، الصفحات الأولى للجرائد والمجلات ، الباحثة عن الإثارة و إثارة الكثير من الجدل والنقاش ، في مواضيع ، لا قيمة لها و لا تفيد الأمة في شيء ، لأن الحديث فيها كعدمه ، لا تساهم في أي تنمية أو تقدم أو تطور .
و " مارك جوكربيرج" الطالب الجامعي ، الذي كان وراء تصميم ، الموقع الاجتماعي " الفايس بوك " ، الناجح ، كان ، يهدف ضمن مشروعه ، خلق المزيد من التواصل و التفاعل ، بين الطلبة فيما بينهم وليس إلى خلق التفرقة والفتنة ، ولو كان يعلم ، أن هناك ، في قارة ما ، في مجتمع ما ، شباب ما ، يفكرون ، في خلق " الشتات " عبر موقع ، هو وجد في الأساس ، لربط الصلة والتلاحم ولبس إلى التباعد والتنافر، لكان له رأي آخر،غير الذي أخد منه الجهد والتعب والكثير من السهر .
" والتحرش الجنسي " ، ضد الأطفال كما النساء ، حين وجد العديد من المعارضين له ، كان طبيعيا ، أن يجد "التحرش الديني " الكثير من الرفض وعدم القبول ، لتسلل الكثير من الدماء الفاسدة ، إلى شرايين الأمة ، باسم " الحرية الجنسية " ، " المثلية " و" السحاق " ، وغيرها ، من الاتجاهات " المغرضة " التي تقود الأمة ، إلى الطريق المسدود ، وإلى مزيد من سنوات الضياع .
الشبكة العنكبوتية ، أو" الانترنيت " ،المصطلح الأكثر، تداولا لدى الكثير من شباب اليوم ، وجد لتسهيل البحث والتواصل والدراسة و تسهيل أمور الحياة ، وليس إلى كونه ،" خزان " المكبوتات والنقص والعقد النفسية والأمراض التي تفشت في زمن انعدمت فيه الأخلاق والقيم والمبادئ و المروءة .
فأصبحنا ، أمام " أشباح " ، لا تتحرك إلا في مناسبات " روحية " كالحج ،عيد الأضحى ، رمضان و الصلاة ، لتغرد خارج السرب ، بحثا عن " الشهرة " و " الأضواء الزائفة " .
" أشباح " تدعو إلى "الحرية " الجنسية و " الفوضى " في العلاقات ، و إلى ارتكاب الفواحش والمنكرات ، بأسماء عير التي تعنيها .
ومن ، هنا يبدأ التحرش ، الذي يجد الدعم والمساندة والاحتضان ، الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، الدين لا هم ، لهم ، إلا أن تعيش ، أمتنا ، في " الزمن الضائع " وخارج التاريخ .

المناظرة بين رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيرالد ورئيس المعارضة طوني آبوت/ أنطوني ولسن


جرت يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر يوليو / تموز عام 2010مناظرة بين رئيسة وزراء أستراليا مس جوليا حيرالد ورئيس المعارضة السيد طوني آبوت و أذيعت المناظرة مباشرة على الهواء ، وكان عدد من الجمهور حاضرا المناظرة ومع كل منهم جهاز يسجل عن طريقه تأيده لإجابة أي منهما على الأسئلة التي سيطرحها ثلاث من كبار الصحفيين في أستراليا وتظهر ردات فعل الحضور مباشرة على شكل " دودة " ًWarm .
ولأول مرة أصبح للرجال اللون الأزرق للدودة ، وللنساء اللون البمبه .
المناظرة كانت في رأي من أفضل المناظرات وخاصة لإول مرة تكون إمرأة رئيسة وزراء أستراليا ، بغض النظر عن الطريقة التي وصلت اليها لتكون رئيسة الوزراء . وما أقصده هنا إنها لم تأتي عن طريق الإنتخابات . لكنها جاءت عن طريق إنقلاب قام به أعضاء الحزب بتعضيدها 80 صوتا من 115 صوتا مما إضطر رئيس الوزراء المنتخب السيد كيفن رد أن يقدم إستقالته بدلا من الإطاحة به .
إستلمت رئيسة الوزراء مهام الحكم بعد أن أدت اليمين أمام الحاكم العام الممثل لملكة المملكة البريطانية المتحدة ، وهي إمرأة أيضا .. وبهذه المناسبة لدينا إمرأتين تتوليان منصب رئاسة وزراء إحداهما لولاية نيو سوث ويلز والآخرى لولاية كوينزلاند ، والحاكم العام لولاية نيو سوث ويلز إمرأة أيضا ولبنانية الأصل . أردت فقط أن أبرز أهمية وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن جنسه ولونه وديانته .
نعود الى تلك المناظرة التي تم تحديدها يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر يوليو /تموز هذا العام بعد أن حددت رئيسة الوزراء يوم الأقتراع 21 أغسطس / آب هذا العام وأبلغت به الحاكم العام لأستراليا ، المناظرة التي غطى فيها الصحفيون الثلاث جميع ما يهم الشعب الأسترالي إن كان إقتصاديا أو إجتماعيا أو سياسيا وأهم المشاكل التي تواجه المواطن الأسترالي . ومن الطبيعي في مثل هذه المناظرات يحاول كل مناظر أن يقدم أحسن ما عنده لإغراء الناخب لإنتخابه يوم الأقتراع . لكن فترة الدعاية الأنتخابية ونشاط أعضاء كل حزب كل في دائرة إنتخابه له أهمية كبرى في إقناع المواطن في من ينتخبه يوم الأقتراع ، لإن إنتخاب رئيس الوزراء الفيدرالي الذي هو في مرتبة رئيس الجمهورية يكون بالأنتخابات التي تجري بين الأحزاب من بين أعضاء البرلمان المنتمين لكل حزب على حده ورئيس الحزب الفائز يتولى رئاسة الوزراء .
المهم في هذا الموضوع هو مشكلة الهجرة غير الشرعية وكبار السن . بالنسب للهجرة الغير شرعية لم يظهر أي منهما تقدما ملحوظا في معالجتها والحد منها . وهي في رأي مشكلة تشكل خطرا حقيقيا على إقتصاد أستراليا وأمن أستراليا والهوية الأسترالية بغض النظر عن إرتباط أستراليا دوليا على قبول أعداد معينة من المهاجرين كل عام . وذلك لأن المهاجر الغير شرعي لا يحمل هويته القانونية والسليمة غير المزورة . وهنا يكمن الخطر في من يأتي إلينا مجهول الهوية . بالنسبة لإقتصاد أستراليا لأنه يكلف دافعي الضرائب أموالا طائلة دون عائد منه في عمل يقوم به وعدم الخبرات التقنية والمهنية التي تحتاجها أستراليا . فيصير المهاجرعبئا على ميزانية الدولة كان الأجدر أن يصرف على تحسين أوضاع أبناء البلد في التعليم والصحة والتكنولوجيا وماشابه ذلك .
سأضرب مثالا لذلك .. كل عام تحدد الجامعات عدد قبول الطلاب الناجحين في الـثانوية العامة في كل كلية معتمدين على عدد ما تحتاجه كل كلية المبني على درجات النجاح التي يمكن قبول الطالب أو الطالبة في هذه الكلية أو تلك . وأيضا بعد تخرج الطالب هل سيجد عملا فيما تخصص في دراسته أم لن يجد لذا تضع الكليات الحواجز لتحويل أنظار الطلاب الى التوجه الى كليات أخرى .
بإختصار بالنسبة للهجرة عامة وغير الشرعية بشكل خاص يجب قبول ما تحتاجه بالفعل أستراليا . ولحل مشكلة مساعدة أهالى المواطنين الأسترال في بلادهم الأم أرى أن نعود الى نظام ضم كل ما يرسل من مساعدات مالية الى الأهل في الخارج الى بند المصروفات عند تقديم الإقرار الضريبي كل عام ، ويمكن وضع حد أقصى لما يمكن إرساله من أموال .
أما كبار السن الذين هم في أشد الحاجة الى الرعاية الكاملة من الدولة بعد أن أدوا وجباتهم على أكمل وجه ، سأحاول أن ألخصها بقدر الأستطاعة .
** المعاش الذي يتقاضاه المسن لا يكفي بأي حال من الأحوال إحتياجات المسن من مأكل ومشرب وإيجار وكهرباء ومياه وأدوية ومواصلات .. وإلخ .
** لاشك كلما كبر الأنسان في السن كلما إزدادت إحتياجاته الصحية لكثرة الأمراض بعضها مزمن والبعض الآخر يحتاج رعاية خاصة .
** أصبحت تكاليف رؤية الأخصائي باهظة والعائد من المديكيرنسبته قليلة ، فيدفع المريض من جيبه الخاص نسبة قد تصل الى 70% من تكاليف الزيارة .
** %90 من المسنين لا يدفعون ضريبة لقلت الدخل . وبهذا لا يستطيعون المطالبة بجزء مما دفعوه . فيصير العبء المالى كبير عليهم . فلماذا لايكتفي الأخصائي بما يدفع له من المديكير؟! وإذ كان هناك تأمين يدفعه الطبيب الأخصائي ، لماذا لا يتم الأتفاق مع شركات التأمين عدم محاسبة الطبيب على كل مريض مسن تمت معايدته ؟ وهنا لا يدفع الطبيب تأمينا عن كبار السن وتشارك شركات التأمين التي أصبحت تنافس البنوك في الربح في مساعدة كبار السن .
** هناك الكثير والكثير جدا مما يحتاجه كبار السن من رعاية صحية ومادية ويجب على أصحاب المحلات تقديم تخفيضات حقيقية للمسنين حتى يمكنهم شراء الضروري مما يحتاجونه .
** بالنسبة لضريبة الخدمات الـ جي . إس . تي .. لماذا لا يعفى منها أصحاب المعاشات طالما معاشهم لايدفعون عنه ضريبة عامة ؟؟!!..
وأخيرا أريد أن أهمس في أذن الأئتلاف وأقول لهم إهتموا بالدوائر الأنتخابية المضمونة مئة بالمئة لأي أحزاب أخرى فلا تسلموا بها لهم بترشيح من هو أو هي غير كفء للترشيح لتأكدكم من عدم نجاح مرشحكم في هذه الدائرة أو تلك .
ولكم في الأنتخابات الفدرالية الماضية درسا لا يستهان به بعد أن خسر السيد جون هاورد رئيس الوزراء السبق ليس فقط في الأنتخابات الفيدرالية ، بل وأيضا في دائرته الأنتخابية التي فاوت بها مرشحة عن حزب العمال والتي لم يسبق لها الترشيح من قبل .. لكن إختيار الحزب لها إنبنى على شخصيتها ومهنتها كصحفية ,


مخاض تشكيل الحكومة العراقية والنفاق السياسي/ محمود غازي سعدالدين


مضت أكثر من أربعة أشهر على أنتهاء الانتخابات العراقية وصوت الشعب العراقي على الكيانات السياسية وظهرت نتائج الانتخابات بعد خلاف وسجال حول النتائج والطعون التي قدمت للطعن في تلك النتائج , لتفضي الى فوز القائمة العراقية بالمركز الاول تلتها دولة القانون ومن ثم الائتلافات والكتل الاخرى .

من خلال رؤيتي المتواضعة للمشهد السياسي وعملية تشكيل الحكومة والمناقشات والاجتماعات التي تجري داخل العراق وخارجه , فدول الجوار ليست بمعزل عن تشكيل الحكومة , حكومة ولي الفقيه في أيران لها أطرافها تضغط عليها وتغريها بكل الوسائل لغرض فرض أجندة معينة تخدم مصلحة وتوجهات ساسة وفقهاء ايران في ضل وجود الضغط الدولي تجاه مسألة المللف النووي وبزوغ أزمة قريبة بينها وبين المجتمع الدولي .

اجندة البعثيين حاضرة ومدعومة عبر الدولة السورية , والاجتماعات التي جرت من قبل اطراف عراقية في ألآونة ألأخيرة لم تكن غايتها هو تقريب وجهات النظر وحل الخلافات القديمة لجعل أعداء الامس أصدقاء اليوم فغاية هذه الاجتماعات ( لا لسواد عيون علاوي وعمامة مقتدى البعث) أنما هي فرض أجندات هذه الدول التي تحتضن الارهابيين والبعثيين المجرمين على مشهد تشكيل الحكومة وهذا التدخل يلعب دورا يخدم القيادة السورية في مسألة الضغط على الولايات المتحدة وافشال مشروعها الديمقراطي داخل العراق مع ظهور تقارير دولية جديدة تنتقد وتدين سوريا في ملفات حقوق
الانسان بصورة عامة .

أجندة السعودية السلفية الوهابية ليست غائبة أيضا عن المشهد فمنذ البداية كانت هناك زيارات مكوكية استطيع تسميتها بالزيارات الطائفية لزيارة المملكة الارهابية لغرض ارضاء والالتقاء عند النقاط الرئيسية التي تخدم دولة الملك الواحد ألأحد وهنا يلعب الخلاف العقائدي دوره في هذه الاجتماعات التي تخشى منه المملكة السعودية والتي بات تأثيره يقلق مشايخ الوهابية .

ماهي العقبات الرئيسية التي تقف حيال تشكيل الحكومة العراقية ؟؟ هذا التساؤل الذي يطرح ويجب الاجابة عليه ولكي تصبح الرؤية واضحة امام الشعب العراقي في ظل النفاق وعدم الشفافية والغموض الذي يكتنف الاجتماعات والحوارات بين الاطراف كافة , الذي لاحظته أن معظم الكتل أجتمعت على شيء واحد وهو أن العقبة الرئيسية تكمن في تشبث السيد المالكي المنتهية ولايته بمنصب رئيس الوزراء وأن دولة القانون تحاول الالتفاف على الدستور أو خرقه بكونها ليست الكتلة الأكبر التي تؤهلها فقرات الدستور لتقديم مرشح لتشكيل الحكومة , المضحك المبكي أن شخصيات من قبيل المتحدث باسم القائمة العراقية السيد حيدر الملا يقول نصا أن من حق ألتحالف الوطني او القائمة العراقية تقديم مرشحيها لتشكيل الحكومة كونهما الكتلتان الكبيرتان التي يعطيهما الدستور الحق في ذلك .

أما تقديم المرشح من قبل دولة القانون , وحصريا في شخص المالكي فهذا هو غير المقبول من قبل العديد من الاطراف كالتيار الغدري والعراقية والتحالف القومي الكردي , في حين انه من المعلوم ان ائتلاف دولة القانون هو أيضا يدخل ضمن التحالف الوطني ولكن معارضة رئيس المجلس الاسلامي الوراثي أبا عن جد والخلاف داخل التحالف الوطني نفسه واعتراض الصدريين حال دون تقديم المالكي لتولي الحقيبة الوزراية .

ظهر وعاد الى الاضواء مرشح آل الحكيم عادل عبد المهدي مجددا واعادت مشاهد سيناريو اقصاء الجعفري نفسها ابان تشكيل الحكومة التي سبقت حكومة المالكي والذي قدم كمرشح تسوية من الائتلاف في حينه المرفوض حاليا من الاطراف نفسها .

لايتحدث أحد من هذه الاطراف المعترضة عن تصلب التحالف الكردي وتشبثه بمناصب لا تنازل عنها وان احرق الاخضر واليابس , لست هنا لأدافع عن شخص السيد المالكي واداء حكومته السابقة والتي لا يتحمل هو شخصيا جل الاخفاق الذي واكب مسيرة حكومته (أشرت الى ذلك في مقال سابق) والتي لا يخفى على احد انها بنيت وتشكلت على معايير التوافق والمحاصصة , والتي تسعى ألآن العديد من هذه الكتل المعترضة على شخص المالكي لاعادة وفرض أجندة التوافق والمحاصصة من وراء المماطلة والتسويف.

عندما يأتي الحديث عن ترشيح المالكي يأتي الحديث معه عن الدور ألايراني وتدخل المسألة الطائفية في ألأمر ويطول الحديث في ذلك , ولعلي لا انكر ان هناك علاقات لشخصيات كثيرة داخل دولة القانون يتوالف وينسجم خطابهم مع خطاب دولة الفقيه , ولكن في نفس الوقت وفي حديث صريح للمالكي مع قناة الحرة علق وبصراحة وشفافية كاملة انه ضد التدخل الايراني واي تدخل آخر, ولعل خطابه المعلن على ألأقل أكثر بعدا من أيران وسياساتها أذا ما أخذنا بنظر الاعتبار كتلا أخرى لها مصالح واسعة معلنة وخفية .

لا أحد يتحدث عن المجلس ألاعلى وعلاقته الواسعة والمشبوهة مع نظام الجمهورية الاسلامية وعمليات التجارة والتهريب والتسيق التي تجري على قدم وساق عبر الجنوب والشمال العراقيين , من خلال حلفاء وشركاء الحكيم في كل شيء كشفتها تقارير أمريكية (خلف الله عليهم) , من يتحدث عن طائفية المالكي مقمحون حتى الاذنين بطائفيتهم وقوميتهم وليس همهم الاسراع بتشكيل الحكومة قدر الحفاظ على المصالح والمكاسب .

عمار الحكيم عندما يعلق تأخير تشكيل الحكومة العراقية ويدعو المالكي للتنحي لفسح المجال لتشكيلها انما هي دعوة لغاية سيئة في نفسه يريد ان يقضيها او محاباة ومجاملة ومراعاة حفظ مصالحه التجارية والاقتصادية مع أطراف يعلمها القاصي قبل الداني , البعثيون ضمن الكتل المعترضة عندما يتحدثون عن طائفية المالكي وتبعيته لايران اجتمعوا وتطابقت آرائهم مع كتل مشهود بطائفيتها وتعصبها القومي فما السر في تطابق هذه الاجندات والبرامج ضد المالكي ؟ والمهم الان لدى كافة هذه الكتل هو اقصاء المالكي أو الضغط عليه للتنازل عن كثير من الصلاحيات .

كوبونات صدام المالية والنفطية كانت تعمل فعلها في كسب الاحزاب والتيارات والدول والاعلاميين في أقصى بقاع الأرض وكسبت ذمم حتى رجال الدين الذين نعقوا وزمروا ولا زال بعضهم مستمرا الى يومنا هذا , وأستطيع القول أن كوبونات ألاحزاب الكبيرة بدأت تفعل الفعل نفسه لتغيير التوجهات وتغيير المواقف , ومن يلاحظ ويتابع القنوات الاعلامية التي تعترض على شخصية المالكي لتولي حقيبة رئاسة الوزراء يعلم مدى التمويل والدعم الذي يتلقونه .

اعتقد جازما أن العراق يمر بمرحلة حرجة جدا في ظل اقتراب موعد انسحاب الجيش الامريكي وبقاء قطعات صغيرة في بعض المناطق الساخنة كالموصل وديالى وكركوك توكل اليها بعض المهمات في ظل تردي الوضع الامني في الايام الاخيرة , وتصاعد التهديد التركي للتدخل في الشمال العراقي بعد تزايد هجمات حزب العمال في الاونة الاخيرة.

أزمة تشكيل الحكومة دخلت منعطفا خطيرا وعامل الوقت الذي يضغط باتجاه فك عقدة من يتولى حقيبة رئيس الوزراء القادمة , تزامنت مع قيام الجماعات الارهابية بعمليات اجرامية في مدن ديالى والرمادي وبغداد والموصل بانتقاء اهداف متنوعة في عملياتهم الاجرامية مثل استهداف مجالس الصحوات واستهداف الشركات الاجنبية العاملة مثل ما حدث في الموصل , واستهداف مواكب الزائرين الشيعة في ديالى وبغداد ونهاية باطلاق سراح وفرار وزيري الداخلية والمالية لدولة العراق الارهابية الاسلامية من سجن كروبر في بغداد بعد أسبوع من تسلمه من القوات الامريكية .

العراق بحاجة الى سياسيين من طراز جديد وليس سياسيين منافقين يصعدون على أكتاف الشعب المنهك وانكروا نعمة الشعب ونعمة الله التي من بها عليهم باسقاط الولايات المتحدة والخيرين معها لنظام البعث , المواطن العراقي بحاجة الى نمط وسلوك جديد للسياسيين بعيدا عن أجندات رؤساء الكتل الكبيرة الذين باتوا يتلاعبون بمصير العراق وامنه يتحدثون عن الدستور والديمقراطية ويتحايلون عليهما في نفس الوقت , بناء الدولة الحديثة ودولة المؤسسات تستدعي أنهاء نظرية سطوة الطبقة والحزب ألاقوى اقتصاديا والتي استأثرت بكل شيء على حساب المواطن المسكين والذين جعلوا الدولة وسيلة لفرض مزيد من الاستعباد بدلا من تحريره من القيود .

بلجيكا

البريد ألألكتروني : nelson_usa67@yahoo.com