ثوار ميادين التحرير قادرون على إنهاء الانحياز الأمريكي/ نبيل عودة

مرة أخرى تحمي أمريكا الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي بوقاحة غير عادية.
الحل انتفاضة عربية بخروج عشرات ملايين العرب في مظاهرات غاضبة
كما هو الحال ضد الرؤساء المطرودين واللاحقين!!
*****
التغيرات الثورية التي يشهدها العالم العربي، هي وليدة الواقع العربي المتخاذل في مجالين جوهرين.
أولهما، الواقع الاجتماعي ويشمل الاقتصاد، مستوى الحياة، الأمية المتفشية، البطالة، التأمينات الاجتماعية، الفساد السلطوي، الأنظمة الشمولية التي تنفي أي حق ديمقراطي للمواطنين في التعبير عن الرأي، وحرية العمل السياسي.
وثانيهما. ولا أعني أنه أقل شأناً من الأول بل هما متداخلان لدرجة يصعب فصلهما، وأعني التخاذل السياسي، والتهاون بالكرامة الوطنية على مستوى الدول. لدرجة بدت الأنظمة العربية بدون شرش حياء او بعض الكرامة.
تنكرت لكرامة شعوبها القومية على مستوى الوطن العربي، وقبلت بأدوار شديدة الاذلال للشعوب العربية، التي وجدت نفسها محاصرة داخلياً بفساد وفقر مريع ونهب الخيرات الوطنية بلا حساب، وخارجياً بفساد مذل لم يبق ذرة كرامة للشعوب العربية لأن ما يشغل الأنظمة استمرار نهبها وتوريت النهب لوارثيها..
في ظل هذا الواقع العربي، وجد العالم العربي وشعوبه، أنهم أضحوا تحت نعال السياسات الدولية، دولاً في الحضيض الدولي، لا حساب لها في السياسة الدولية. وأن واقعهم لا يعني أحداً، وأن كل التنظيرات حول ضرورة دمقرطة العالم العربي، وتقدمه أسوة بالدول الغنية، (والعالم العربي لا تنقصه الموارد لإنجاز نهضة عمرانية، ولكنها تسرق ولا توظف في صالح المجتمعات العربية ورقيها) كانت اذن ضريبة كلامية فارغة من المضمون، ربما هدفت تخدير الجماهير دعما للأنظمة الفاسدة، فالشعوب بدت مستسلمة، ذليلة، وبعض التصريحات الجميلة لا تضرّ، بل كان واضحاً مسبقاً انها لا تجدي نفعاً بدون آليات مثل وسائل ضغط اقتصادية ووقف تضخيم أجهزة القمع العربية، وفضح الممارسات القمعية وإدانتها على المستوى الدولي، وفتح المجال لعقوبات ضد الأنظمة التي تمارس القمع، بغض النظر اذا كان النظام من نوع "أمرك يا مولاي" بالنسبة لرأس النظام العالمي الجديد. وأعترف ان أحدا ما، بما فيه المتنورون العرب لم يتوقعوا ثورة عارمة تهز عروش الذل والفساد، ويبدو ان الغرب (وأساساً قائدة الغرب الولايات المتحدة) ما زال بعيدا عن استيعاب الدرس التونسي المصري ومتطلباته العاجلة على سياساته الدولية، خاصة بما يتعلق بواقع الصراع في الشرق الأوسط واستمرار الرعاية الأمريكية للاحتلال الاسرائيلي.
العرب بعد 25 كانون ثاني هم عرب آخرون.. والكرة الآن في الملعب الأمريكي.. ولكن العم سام يبدو اليوم بطيء الفهم، او لا يستطع ان يغير ما بنفسه قبل ان تهتز مكانته في العالم العربي.
أنظمة " أمرك يا مولاي" لم تخدم نفسها فكيف ستخدم نظاماً امبريالياً يطمح لأن يكون شرطة دولية؟!
الشعوب العربية ليست معادية للولايات المتحدة كدولة وشعب. إنما معادية لسياسة نظامٍ داسَ على الكرامة العربية بدعمه أنظمة القمع وتسهيل بقائها كالكابوس فوق أعناق الجماهير العربية.. وداس على الكرامة العربية بما يوفرة للأخطبوط الاحتلالي الإسرائيلي من دعم وسلاح واقتصاد وتكنلوجيات وعلوم تضعة بمكانة متفوقة عشرات المرات فوق الشعوب العربية. ويوفر له الدعم السياسي المطلق دوليا.
إن كل ظواهر ما يسمى ب "الإرهاب الإسلامي"، هو إرهاب لا علاقة له بالدين، حتى لو كان الأرهابيون ينتمون لدين ما. الإرهاب من حيث دوافعه الأصلية هو رد فعل على الواقع الاجتماعي والواقع الخارجي، وهو احتجاج بلغة عنف لا يقبلها أي منطق إنساني وكذا الشعوب العربية.. ولا تخدم استعادة العرب الى مكانتهم في التاريخ الحديث للبشرية.
ما حدث كان تشوها فكرياً ناتجاً عن لقاء بين فكر ديني وهابي شديد التعصب والغربة عن الواقع المعاصر، وضغط الواقع العربي بكل مذلته وخنوعه وفساد أنظمته وتخلفه الاقتصادي والعلمي، نتيجة "أنظمة حرامية" تسرق حقوق شعوبها وحقهم في تطوير مجتمعاتهم.
ما طرحه "الإخوان المسلمون" في ثورة مصر مقبول على كل إنسان علماني أيضا. ويعني عمليا الفصل بين الدين والدولة بإقامة دولة مدنية.
هذا الموقف الذي آمل أن يكون ليس وليد ظروف ضغط الشارع المنتفض، يعبر بكل وضوح عن الروح العربية الجديدة التي بدأت تنتشر بعد 25 يناير 2011.
الدول الدينية كلها فشلت فشلاً مريعاً. النظام السعودي هو نموذج لنظام تعسفي، لا أحد يعرف ما هي معاشات قادة النظام من ملوك وأمراء، لا أحد يعرف ما هي ميزانية الملك، ما هي ميزانية كل أمير وأميرة. ما هي ميزانية الوزارات. كيف توزع الثروة الوطنية. ما هي الحقوق السياسية تحت ظل قوانين تمنع الأحزاب. ما هي الحقوق المدنية تحت ظل قوانين تضطهد المرأة وتذل الرجل وتمنع التظاهر ورفع صوت الاحتجاج، ما هو الحد الأدنى للأجور مثلاً؟ لماذا لا تنشر تفاصيل عن ملايين العاطلين عن العمل؟ كيف يمكن أن تصبح المرأة إنسانا في مجتمع يُخضع حتى بروفسورة في جامعة إلى رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب يتحكم بمصيرها وقرارات حياتها الخاصة؟!
هل هذا هو النظام الذي حلم به ثوار 25 يناير وثوار تونس والجزائر وليبيا والمغرب والبحرين واليمن والعراق و"الحبل على الجرار" سيصل إلى بقية أنظمة الفاسدين؟!
هل النظام الإسلامي في إيران هو الحل للعالم العربي، أم هو كارثة بحق الشعب الإيراني أولاً، بتبذير ثروته، وقمع المعارضة بالدم والنار؟
لا تتوهموا كثيراً بإيران نووية. هذا لن يخدم لا إيران ولا الشعوب العربية، بل سيكون كارثة لإيران وكارثة للشعوب العربية، إذ ستجد نفسها الشعوب العربية بين السدان الإسرائيلي والمطرقة الإيرانية، ولن تنفع الشعوب العربية تصريحات لكلينتون أو رئيسها اوباما وسيصيح الإرهاب ضد الغرب حرباً كونية ثالثة من صنع المواقف الأمريكية.
ربما أكون قد أطلت في مقدمتي، لأقول أن التصويت الأمريكي الأخير باستعمال حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني- العربي المدعوم من أكثر من 130 دولة و14 دولة في مجلس الأمن ومنها الدول صاحبة حق النقض الفيتو هو الصورة التي كانت ضمن الغضب العربي على أنظمتها. صحيح أن الولايات المتحدة أعلنت (غير مشكورة) أن تصويتها لا يعني الموافقة على البناء في المستوطنات. وتحت ستار الحديث عن أفضلية السلام، أسقطوا مشروع القرار الأكثر منطقية في الفكر السياسي وفي النهج السياسي بنصه الذي لم يخرج عن قرارات الشرعية الدولية، وعن الموقف الأمريكي الرسمي نفسه. ولكن اسرائيل ممنوع ان تدان وان تتعرض للضغط الدولي، سلاحها النووي متفق عليه ومصان بالفيتو الأمريكي. احتلالها غير مدان، جرائمها التي فضحها أخيرا قاضٍ يهودي (غولدستون) يمارس الضغط لعدم طرحها في البحث الأممي.. بالمقارنه، العراق أجل، بكذبة متفق عليها تدمر دولته ويجوع شعبه ويحاصر حصاراً أممياً بمشاركة الأنظمة العربية الفاسدة، ويحرم أطفاله حتى من الدواء للعلاج. كان قرار السلطة الفلسطينية بعدم قبول رجاء أوباما، بسحب مشروع القرار والاكتفاء برسالة من مجلس الأمن ضد الاستيطان قراراً سليماً وصحيحاً ولا مجال لقرار غيره.
كان واضحاً الارتباك السياسي الأمريكي، وهذا قد يكون درساً مفيداً للشعوب العربية بعد 25 يناير. هذا الموقف سيضاعف الإرهاب، بغض النظر إذا سماه الغرب إرهاباً إسلامياً أو غير ذلك، الإرهاب بات تنفيساً عن غضب يترسب لدرجة لم يعد للإنسان العربي طاقة على المزيد من الاحتمال..
لست مدافعاً عن قتل الأبرياء تحت أي تبرير كان. لست من أجل موجة إرهاب، لأنها ستلحق الضرر بالشعوب العربية الثائرة، إنما من أجل انتفاضة عربية ضد الولايات المتحدة.. من أجل خروج عشرات ملايين العرب في مظاهرات ضد الولايات المتحدة، كما هو الحال ضد الرؤساء المطرودين واللاحقين.
الأنظمة الساقطة لم تستنكر سابقاً حتى التلون المخجل للولايات المتحدة الذي لم يعد جديداً علينا.
عندما تشعر الولايات المتحدة أن الأرض العربية باتت تشتعل بالغضب... سنشهد خطوة فاصلة في السياسة الأمريكية. ليس انحيازاً للعرب، وإنما رعباً من إغضاب العالم العربي بعد 25 يناير، لأن خسائرها الاقتصادية ستكون باهظة، وامتيازاتها ستكون مهددة..

يعجبنا , وما يعجبنا/ محمود غازي سعدالدين

عادت بي ذاكرتي إلى أعوام الثمانينات وبرنامج استراحة الظهيرة الذي كان يعرض ظهيرة كل جمعة الذي كان يقدمه الفنانان المبدعان محمد حسين عبد الرحيم , والراحلة الرائعة أمل طه التي عاشت آخر أيام حياتها الأخيرة في بيت أخيها المتواضع في محافظة الكوت دون أية رعاية حقيقية ومتابعة من قبل المعنيين بشؤون الفنانين , وشرائح عديدة أخرى كالمعوقين والأرامل واليتامى والمتقاعدين تعاني من سوء الخدمات الأساسية .

فقرة يعجبني وما يعجبني التي كانت تقدم من ضمن فقرات برنامج استراحة الظهيرة حينه كانت تنال إعجابنا والمشاهدين كافة والتي كانت تركز على الظواهر السلبية في حياتنا اليومية ..

لست بصدد الإشادة بالهيئة والمؤسسة الإعلامية للنظام المقبور إلا أن البرنامج بحد ذاته كان طفرة في البرامج الهادفة التي تصور شطحات والسلوكيات الخاطئة في مجالات عدة , كالنظافة والتعامل اليومي بين المواطنين والظواهر السلبية الرائجة في ذلك الوقت وما زالت بعضها حاضرا إلى يومنا هذا .

سياسة الأنظمة الدكتاتورية هي نفسها في كل وقت وكل حين ولا تقتصر على مكان دون غيره , حيث من المعلوم أن هيئة الإعلام ووزارة الثقافة عموما كانت مجيرة ومسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته ولتصوير بطولاته وغزواته على الشعب المسكين وحروبه الهوجاء , والتي كان وقودها وحطبها الشعب المسكين , والحاكم وحاشيته يعيشون في بحبوحة وملذاتهم و شهواتهم الرعناء ..

في مقدور جميع الأنظمة الطاغية على شعوبها أن يجعلوا شعوبهم يعيشون في رفاهية وعيش كريمين وان يوفروا الخدمات ونظام تعليم وصحي عاليين ومستوى دخل مرتفع , لاسيما إن دولا كالعراق والسعودية وليبيا وقطر والإمارات والبحرين وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها حبباها الله بخيرات ونعم لا تعد ولا تحصى كرسها الحكام لأنفسهم ومقربيهم حصرا , مع أخذنا بنظر الاعتبار ارتفاع المستوى المعاشي والحالة المعيشية للفرد العراقي عموما , الا انه في نفس الوقت يعاني من الفساد وسوء الخدمات الاساسية .

سياسة الحكومات الفاسدة كلها واحدة وترسخت مقولة في رؤوسهم العفنة وهو ( جوع شعبك يركض ورائك ) , برامج كاستراحة الظهيرة وطاش ما طاش ومسلسل مرايا بجميع أجزائه لم ولن تكون العلاج الناجع لمعالجة الظواهر السلبية التي كانت تتناولها حلقاتها وأجزائها ولو جئنا بمئات منها مددا , مع تقديرنا لإبداع الممثلين الذين أدوا أدوارهم بحرفية ومهنية وأمانة , والسبب هو طالما كانت هناك خطوط حمراء لا يجب التجاوز والوصول إليها وهي الرئيس والإله والقائد المفدى أمير المؤمنين لا اله إلا هو !!

مسلسلات طاش ما طاش (بطولة ناصر القصبي وعبدا لله السدحان ) , ومرايا الذي جسد دوره الرئيسي الممثل (الرائع ياسر العظمة) بدأت حلقاتها وأجزائها الأولى بوتيرة متصاعدة تنتقد ظواهر وعادات يعاني منها المواطن عموما في مجتمعاتنا المتخلفة التي أعزو سبب تخلفها إلى الحاكم والرئيس والأمير ووعاظهم المنافقين حصرا , وبدأ الخط البياني لعملية نقد الظواهر السلبية لهذه المسلسلات يهبط تدريجيا حتى باتت تركز على أمور ليست بتلك الأهمية وابتعدت قصرا من الخطوط الحمراء والمنطقة المحظورة التي لا يجب الوصول إليها حين استشعرت السلطات أنها اقتربت منهم فهو ممنوعة , بل ضرب من الخيال والمحال , وأعتقد أن عرضها قد توقف نهائيا , وقد بدأ مسلسل جديد من بطولة الشعوب التي اكتسح القلوب واكتسح حكومات طاغية معها .

الحال نفسه كنت أتابعه في الأدوار الكوميدية والهزلية اللذان نالتها شخصيتان نالتا الإعجاب في شمال العراق واشتهرا بلقبيهما المعروفين ( خلو وجلو) وبدءا مسيرتهم بأعمال كوميدية ومسرحيات ارتجالية تنتقد الظواهر السلبية الكثيرة والفساد المستشري في شمال العراق , إلا إنهما أيضا باتا هم وإعمالهم يبتعدون شيئا فشيئا عن طرح المواضيع الجادة بعد تدخل سلطة الأحزاب في كل شيء وباتت أعمالهم تكاد تخلو من أي طعم ولون ورائحة ..

في ضل هذا الحراك الشعبي وصحوة العقول والأحرار ضد الأنظمة الفاسدة في الدول الإسلامية عموما والمطالبة بإسقاطها , بدأت صوت الشعب العراقي أيضا بالارتفاع مناديا ومطالبا بحقوقه المشروعة وما أريد الإشارة إليه هو ما اثأر إعجابي وما لم يثر إعجابي في هذا المشهد الذي طفا على السطح بعد استفحال واستشراء الفساد في مفاصل الدولة والجريمة والبطالة والإرهاب التي تقوده جهات تدير دفة الفساد وتسيره , وطالما قلتها إذا تفرغ الطغاة والحكام لحل مشاكل شعوبهم وتوفير الخدمات لهم ولم يبقى شيء , عندها لن يبقى هناك شيء يتحدث به المسكين واليتيم والصعلوك سوى الالتفات إلى فسادهم وقصورهم وعنجهيتهم وطغيانهم على حسابهم طوال فترة حكمهم , عليه فهذه سياسة يسير عليها المفسدون الحاليون وسار عليها المفسدون السابقون , لينشغل المواطن بمشاكله وقوته وهمه وسقمه .

ما لم يعجبني في المشهد العراقي هي المطالبات التي دعت إلى إسقاط النظام والثورة على كل شيء والطعن في كل شيء , وما لم يعجبني هو ظهور فضائيات تصور بان نظام البعث المقبور هو أفضل من ما آلت إليه الأوضاع بعيد تحرير العراق وما يسمونه هم احتلالا .

ما لم يعجبني في المظاهرات هو الهتاف باسم شخص معين ونعته بالكذب ( مع عدم إنكاري وإعفائه من مسئوليته عن جزء من الفساد ) وتناسي كذابين ومفسدين كبار آخرين لهم اليد الطويلة في الفساد واستشرائه داخل جسد الدولة العراقية ومؤسساتها ..

ما لم يعجبني هو ظهور شاعر المقبور صدام على احد الفضائيات وهو يخطب ويشحذ الهمم ضد العراق والعملية السياسية برمتها وان كانت بها بعض الايجابيات , والذي أنكر تحرير العراق ونعت حرب إسقاط الصنم بالعدوان الغاشم وجيوش التحالف بأعداء العراق وهمرات الجحيم كما سماها , وهو يخرج علينا ليشارك في إحياء الذكرى الثالثة لقبر صدام حسين ولكم أن تعودوا لمشاهد لقائه مع قناة الرافدين الإرهابية في الرابط التالي , الذي يتباكى فيه على ولي النعمة الذي ولى لغير رجعة .


ما لم يعجبني هو مظاهر العنف التي مارسها بعض المتظاهرين في الكوت وحرقهم مبنى المحافظة , وما لم يعجبني عندما أرى أن قوات خاصة وأجهزة أمنية يقول عنها رئيس البرلمان أنها حرقت مبنى محافظة الموصل دون الإشارة إلى الجهات المتورطة في ذلك وتسببها في قتل وجرح العشرات , ما لم يعجبني استخدام بعض أجهزة الأمن للقوة المفرطة واستخدام الرصاص الحي في قمع المتظاهرين , ما لم يعجبني أن أرى بعض مشاهد قمع الإعلام والصحفيين من نقل مشاهد التظاهرات واعتقال عدد منهم بشكل تعسفي وغير لائق , لم يعجبني قيام ميليشيات إحدى الأحزاب الكبيرة في السليمانية بقتل وجرح عدد من المتظاهرين ضد فساد الحكومة المحلية وسكوت أبناء جلدتهم المطبق في محافظات أخرى بل وصفهم بالغوغاء والهمج الرعاع والمخربين ( على غرار القذافي الذي نعت شعبه بالجرذان وشرذمة تتعاطى حبوب الهلوسة) القذافي الذي سمت حكومة الإقليم شارعا رئيسيا باسمه في مدينة السليمانية , هل لقلة الأسماء وندرتها أم لغايات في أنفس هؤلاء لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ؟؟ أو كما يقول المثل الشعبي من قلة الخيل شدوا على الجلاب سروج ..

يعجبني أن أرى المتظاهرين وهم يقدمون الورود إلى قوات الأمن المكلفة بحماية المتظاهرين وهم يتبادلون القبل ويرشون عليهم العطور , يعجبني أن أرى المتظاهرين وهم يمنعون مظاهر العنف وإيقاف بعض المشاغبين من القيام بأعمال حرق وكسر وشغب , يعجبني أن أرى الشعب العراقي يطالب بإصلاح النظام وليس إسقاطه وتعزيز التجربة الديمقراطية وصون جميع الحريات دون استثناء , يعجبني أن أرى المتظاهرين وهم يطالبون بحقوقهم في الخدمات وهم في نفس الوقت يقومون بكنس الشوارع وتنظيفها وإزالة النفايات , ويعجبني أن أرى الشعب العراقي وهو يطالب بحقوقه ويعجبني أكثر أن يستمر بذلك بأسلوب حضاري ووعي وثقافة عالية دون الانقياد إلى أجندات البعثية والقومجية والحاقدين على العملية الديمقراطية بعيد إسقاط صنم هبل الكبير .

وليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه ..
بلجيـــــــــكا
البريد ألإلكتروني:

مقال في صحيفة الجمهورية/ جوزيف أبو فاضل


لم يحن الوقت ليعلن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي اسماء الوزراء بعد أكثر من شهر على تسميته. إذ لا يزال التفاوض مع 14 اذار مستمرا حينا، ممثلا بالرئيس امين الجميّل، وحينا آخر محصورا بالوزير بطرس حرب، وفي أوقات كثيرة عبر موفدين غير معلنين.
يرى بعضهم أن التأخير في تأليف الحكومة مرهون بنتيجة ما يحصل في الدول العربية، وطريقة تعامل الإدارة الأميركية مع الثورات التي حصلت والتي ستحصل في بعض البلدان.

أما السبب الثاني لهذا التأخير، فيرده بعض المراقبين الى خلاف على الحصص داخل الحكومة، وفي البحث عن الثلث المعطّل أو "الثلث الضامن"، لأن خطر الدخول في الحكومة والمشاركة في الحكم أقل خطرا بكثير من عدمه والجلوس لمراقبة الحكومة ذات اللون الواحد ومعارضتها وانتقادها.

أما السبب الثالث، فيكمن في اقتناع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأن يكون هذا "الثلث الضامن"، أو حتى تسمية وزراء، إضافة الى وزيرين له او ثلاثة، ضمانا لكي لا يكون وحيدا، أو فريسة لما يخطط ضده، بحيث لم يبقَ لدى قوى 14 آذار حصة في الحكومة الميقاتية الجديدة سوى الدفاع عن سليمان بحجة أنها تحافظ على موقع الرئاسة الأولى، وأن قوى 8 آذار تحاول أن تسلبه موقعه التوافقي.

وفي حين يرى المراقبون أن سبب المفاوضات التي كانت جارية، وستستمر على رغم قرارات "البريستول" أمس، والتي لم تفاجىء أحدا، فإن حفلة مراوغة كل واحد منهما على طريقة "شد اللحاف صوبه".

فالرئيس سعد الحريري يسعى الى تأخير تأليف الحكومة في انتظار أحداث ما قد تحصل وتُسقط حكومة ميقاتي، قبل أن تولد، ويصبح أمر عودته إلى السراي أمرا طبيعيا. ويعود الأمر في ذلك إلى احتمال صدور القرار الاتهامي قبل منتصف آذار المقبل، وخصوصا أن معلومات تُفيد أن قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين سينهي درس القرار الاتهامي في 11 من الشهر نفسه، بعدما كان تسلمه من المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دانيال بلمار. أما الإعلان عن مضمون هذا القرار، فيخضع لاعتبارات أخرى، منها "التوقيت المناسب" مثلا، وهو أحد الأمثلة الذي يتكلم عليه القانون الأساسي للمحكمة، وكذلك هو الذي يقدّر إعلانه أو عدمه، نسبة إلى قواعد الإجراء والإثبات.

الحريري و14 آذار... يوم حاشد؟!

ويعمل الحريري ليكون يوم 14 آذار تجمعا حاشدا، ويصرّ على الاجتماعات الشخصية بينه وبين منسقي تيار "المستقبل" وكوادر المناطق بلا وسيط، فمنها ما هو معلن، ومنها ما هو غير معلن، لإنجاح الحشد المطلوب.

ويعتقد أن القرار الاتهامي سيصدر قبل يوم 14 اذار، لذلك فهو يحشد يوميا عند ضريح والده في احتفالات غير مسبوقة في السنوات الخمس الفائتة، لأسباب عدة أبرزها:

1 - تحفيز الناس على النزول والتجمع في ساحة الشهداء لاستعمال هذا الامر عاملا قويا وسلاحا جديا في يده، يستطيع إثبات وجوده مع الحلفاء، للعودة إلى السراي التي لن يدخلها الرئيس نجيب ميقاتي، ربما قبل آخر الشهر المقبل كحد أقصى.

2 - الاستعانة بدار الفتوى وثوابتها التي أُعلنت بعد الاجتماع العام الاخير برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، لجهة الوقوف إلى جانب المحكمة الدولية، والالتزام الكلي إزاء قراراتها، وحصر السلاح بيد القوى الأمنية اللبنانية.

3 - العمل خارجيا على إرباك ميقاتي، وقد استطاعت الولايات المتحدة الأميركية الدخول في آخر ما يملكه لبنان كسلاح قوي بيد الدولة، عبر الايحاء بأن أحد المصارف اللبنانية يبيّض الأموال، وهذا الأمر أربك الوضع المصرفي، الى حين صدور التطمينات عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والتي تبدو انها مشروطة على لبنان، وربما طاولت تهم مماثلة بعض المصارف، ما سينعكس سلبا على تأليف الحكومة.

وفي الجهة المقابلة، كان لافتا البيان الصادر عن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، لجهة أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "لاغية"، وأن على الحكومة الجديدة اعتبارها غير موجودة.

وعلى صعيد آخر، لا يوجد خلاف حقيقي وجدّي بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وحلفائه ورئيس الجمهورية. ويقول قريبون منه انه ليس في وارد ارباك ميقاتي عبر طلبه الوزارات الأمنية، بل إن تركيزه على هذه الوزارات يصبّ في خانة الاصلاح في وزارة الداخلية، إذ لم يعتبر أنها كانت كافية أو ناجحة، لأن الرئيس التوافقي سينبثق منه وزير توافقي. وهذا الأمر غير مرغوب فيه في وزارة الداخلية، لأنها تعني الأمن الداخلي اللبناني بكل ما للكلمة من معنى. فالتناغم بين المدير العام وبقية المدراء في الداخلية مع الوزير أمر طبيعي. لكن رفض اوامر الوزير هو أمر مرفوض، لأن المسؤولين في البلاد يتحركون عبر وزارات وليس عبر مديريات. وبالتالي، هناك أمور أخرى مثل تنقيح لوائح الشطب ومكافحة الفساد والرشوة، وهو أمر بات ضروريا الى جانب الأمن، بحيث اصبح الجيش اللبناني كأنه الوحيد المسؤول داخليا وخارجيا عن هذا البلد.

ولا يردّ عون على الاتهامات، فطريقته هي العمل الدؤوب لوصوله مع فريقه إلى الحكومة بأكبر عدد من الوزاء أسوة بكل الكتل التي لديها هذا الحجم او أقل أو أكثر، مع الإشارة إلى أنه ثاني أكبر كتلة في المجلس النيابي، ورئيس أكبر كتلة مسيحية.

لقاء الأسد - عبد الله

إذاً، يعلم ميقاتي أن المشكلة لا تكمن في عون، فهو طمأن الحريري والمفاوضين إلى أنّ البيان الوزاري سيتضمّن "محافظة لبنان على المعاهدات والاتفاقات الدولية". وهو يعمل على عدم المراوحة، لكن الأمر ليس في يده وحده. فالذين دعموه لديهم سياستهم أيضا، حتى لو كانوا يؤيدونها في المطلق.

ويكمن السرّ في الاتصال الذي أجراه الرئيس السوري بشار الاسد بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لتهنئته بعودته سالما من رحلته العلاجية، ولم يُحدّد موعد للقاء قمة بينهما. فالاتفاق السوري - السعودي لا يزال ساري المفعول، لكن تطيير الاتفاق اللبناني - اللبناني حول المحكمة الدولية بإرادة أميركية، ومن واشنطن تحديدا، كان الرد عليه بتطيير حكومة الحريري كردة فعل على مسودة الاتفاق حول إلغاء المحكمة الدولية في رعاية سورية - سعودية.

وما يجري اليوم من مفاوضات، سيصبح غدا بلا فائدة، في حال حصول القمة بين الأسد - عبد الله، فربما تعطي جهود التسوية بين سوريا والسعودية ثمارها في لقاء واحد، فتخرج الحكومة الميقاتية حكومة تكنوقراط.

أما في حال استنفاد كل جهود التسوية بين سوريا والسعودية وأميركا، ولم يتم التوصل إلى نتيجة ايجابية، فستكون هناك حكومة مواجهة، أو حكومة "كسر عضم" تقابل مخططات الحريري، الذي يبدو في نظر فريق المعارضة القديمة "مش مصلّي عالنبي".


وعيُ شعوبنا يُهدّدُ سلطاتِنا!؟/ آمال عوّاد رضوان


هل الممارساتُ الفاسدةُ وتحويلُ الأموالِ المتأتّيةِ مِن أفعالِ فسادٍ ومصادرَ غيرِ شرعيّة، كالتّهريبِ الضّريبيّ والجريمةِ المُنظّمةِ والمُخدّرات، وكلّ ما مِن شأنِهِ أن يُهدّدَ أمْنَ المجتمعاتِ واستقرارَها، وما يُلحق الضّررَ بجماعةٍ أو أفرادٍ، أو يَجرَّ وَبالاً على وطن قد يُقوّضُ مؤسّساتِهِ الدّيمقراطيّةَ وقيَمَهُ وأخلاقَهُ والعدالة، ويُعرّضَ سيادةَ القانونِ للخطر؟

ها "اللّجنة الشّعبيّةُ العامّةُ في ليبيا أوقفتْ صحيفةَ "أويا" الأسبوعيّةَ عن الصّدور، على خلفيّةِ مقالٍ نُشِرَ في عددِها رقم 762 الصّادر بتاريخ 4-11-2010، والّذي يدعو إلى محاربةِ الفسادِ الّذي باتَ يُعرقلُ مسيرةَ التّنميةِ في البلاد"!

ما الّذي يُخيفُ ليبيا ويَدعوها إلى إغلاق صحيفةٍ تُعبّرُ عن وجهةِ نظرِ شريحةٍ ديمقراطيّة؟ وما الّذي يجعلُ مِن بوعزيزي التونسيَ قميصًا ناريًّا يوقدُ العامَ الماضي 2010 في تونس، لتتقاسمَ نيرانَهُ الملتهبةَ سلسلةٌ مِنَ الأوطانِ العربيّةِ المجاورة، وتشتعل الجماهيرُ بنيران الغضب المكبوت، وتفجّرَ قنابلَ الوعيِ الصّامت لمكافحةِ آفةِ الفساد؟

هل باتَ الفسادُ شأنًا مَحَليًّا، أم ظاهرةً عبْرَ وطنيّةٍ تمسُّ كلَّ المجتمعاتِ والاقتصاد؟ وهل التّعاونُ الدّوليُّ أمرٌ ضروريٌّ في مكافحتِهِ بصورةٍ مُجديةٍ وفعّالة؟ مَن يُحدّدُ الخططَ والبرامجَ الشّاملةَ متعدّدةَ الجوانب؟ وهل تلتزمُ الأطرافُ الأعضاءُ بتنفيذِ بنودِ الاتفاقيّة؟

هل باتت الصِّلاتُ والعلاقاتُ القائمةُ بينَ شبكاتِ الفسادِ وطيدةً مع سائرِ أشكالِ الجريمةِ المُنظّمةِ، ومعَ الجريمةِ الاقتصاديّةِ الّتي تتعلّقُ بمُقدّراتٍ هائلةٍ تُمثّلُ نسبةً كبيرةً مِن مواردِ الدّولةِ تحتَ تصرّفِها؟

ما دوْرُ الإعلام وحملاتُ جهودِهِ التّوعويّةِ في كافّةِ قطاعاتِ المجتمع وفئاتِهِ؟

ما آليّاتُ المكافحةِ في الخطابِ السّياسيّ والدّينيّ والإعلاميّ والتّربويّ، بغيةَ التّرويج ودعْمِ التّدابيرِ الرّاميةِ لمكافحةِ الفسادِ بشكل أنجعَ وصورةٍ أكفأ؟

وما دوْرُ المُفكّرينَ والباحثينَ في دُولِنا العربيّةِ في التّوافقِ العامّ بينَ قطاعاتِ المجتمع؟

هل تعملُ بما يتناسبُ مع بيئتِها من خلالِ استراتيجيّاتٍ منهجيّةٍ وطنيّةٍ مدروسة، تتضمّنُ حقّا تعديل تشريعاتٍ تتلاءمُ معَ البيئةِ وتأهيلِ جهاتٍ ضبطيّةٍ مسؤولةٍ تخدمُ الجمهور؟

هل هناكَ تدريباتٌ جادّةٌ ذاتَ كفاءةٍ عاليةٍ لمجموعاتٍ إداريٍّةٍ في إداراتِ الدّولة؟

هل هناكَ جِهاتٌ رقابيّةٌ انضباطيّةٌ وقضائيّةٌ ذاتَ كفاءاتٍ تقنيّةٍ ونزاهةٍ أخلاقيّةٍ ورؤى متوازنة، تعملُ على دراسةِ وتنفيذِ وتحقيقِ الأهدافِ المرسومةِ والمنصوصِ عليها مِن أجلِ تشريعِها؟

ثمّ؛ مَن هيَ الجهاتُ الّتي تقفُ وراءَ التّشريعِ القانونيّ الجديد؟ هل هي تابعةٌ للمؤتمرِ الشّعبيّ العامّ، أم إلى جهةٍ تخدمُ السّلطة؟

هل يكفي التّنديدُ بأعمالِ الفسادِ وقادةِ قطاعِ هذه الأعمال، أم أنّنا بحاجةٍ إلى دعْمِ القولِ بفعلٍ صارمٍ يَحظرُهُ؟ وكيف يتمُّ حظْرَهُ؟

الجمعيّةُ العامّةُ للأمم المتّحدةِ اعتمدتْ تاريخ 9-12 ديسمبر- كانون أوّل يومًا عالميًّا لمكافحةِ الفسادِ منذ عام 2003، ودخلت الاتفاقيّةُ حيّزَ التّنفيذِ منذ عام 2005، مِن أجلِ تسليطِ الضّوءِ على الوعيِ الجماهيريّ وإذكائِهِ للتّكاتفِ لمنْعِ الفسادِ والتقليل من حدوثِهِ، باعتمادِ سياساتٍ وضوابطَ تتماشى معَ اتفاقيّةِ الأممِ المتحدة، للوصولِ إلى النّزاهةِ والعدْلِ وتعزيزِ الإدارةِ السّليمةِ للممتلكاتِ العموميّة، وترسيخ الشّفافيّةِ للتّنميةِ والاقتصادِ الوطنيّ، ومساءلةِ المؤسّساتِ المختلفةِ وصنّاع القرار.

كيف؟

هناكَ حسابٌ مِن تبرّعاتِ الدّولِ الأعضاء ضمنَ إطارِ صندوقِ الأممِ المتحدة، للعدالةِ الاجتماعيّةِ ومنعِ الجريمة، بغية تزويدِ الدّول النّاميةِ ذاتِ الاقتصادِ الانتقاليّ بمساعداتٍ تقنيّةٍ، وتعالجُ الاتّفاقيّةُ مسألةَ رشْوة موظّفي المنظّماتِ العموميّةِ وتجريمِهم، وتعالجُ مسائلَ الامتيازاتِ والحصاناتِ والولايةِ القضائيّة ودور المنظّمات الدّوليّة، ببناءِ مؤسّساتٍ تدعمُ الطّاقاتِ البشريّةَ وغيرَ البشريّة.

شروطُ الانضمامِ تقومُ على مبدأ تساوي الدّول في السّيادةِ وسلامةِ أراضيها، وعدم التّدخّلِ في الشّؤونِ الدّاخليّة للدّول الأخرى، أو ممارسةِ الولايةِ القضائيّة في إقليم دولةٍ ما، إذ تقوم كلُّ دولةٍ بوضع التّدابيرِ الوقائيّةِ وفقًا لنظامِها القانونيّ، لإرساءِ وترسيخِ وتنفيذِ سياساتٍ فعّالةٍ مُنسّقةٍ تُعزّزُ مشاركةَ المجتمع، وتُجسّدُ سيادةَ القانون وحُسْن إدارةِ الشؤونِ والممتلكاتِ العموميّةِ بنزاهةٍ وشفافيّة، فتخضعُ للمساءلةِ والتّقييمِ الدّوريّ للتّدابيرِ الإداريّةِ والمستنداتِ والصّكوكِ القانونيّةِ ذاتِ الصّلة، بُغيةَ فحْصِ مدى كفاءاتِها، مِن خلالِ هيئاتٍ مستقلّةٍ حسبَ الاقتضاء، تتولّى تنفيذَ وتنسيقَ السّياساتِ بمنأًى عن أيّ تأثيرٍ، وتُوفّر مواردَ ماديّةً لازمةً وموظّفينَ متخصّصينَ ودوراتٍ تدريبيّةً لمهامّهم، وتقومُ كلّ دولة طرَف بابلاغ أمين العامّ للأمم المتحدةِ عن اسمِ وعنوان السّلطةِ المُخوّلةِ بالمهامّ، لوضع وتعيينِ وتنفيذِ تدابيرَ إداريّةٍ مُحدّدة، وكلّ دولةٍ تدعمُ نُظُمَ وتوظيفِ المدنيّين بحسبِ التّرشيحاتِ المموّلةِ لانتخابِ شاغلي المناصب منعًا لتضاربِ المصالح، وبحسب كفاءاتٍ ومُؤهّلاتٍ ومعاييرَ موضوعيّةٍ جديرةٍ بالمسؤوليّةِ والمُهمّة، وبحسب قانونِها الخاصّ لاستخدامِهم وترقيتِهم وإحالتِهم للتّقاعد، وضمنَ إجراءاتٍ اختياريّةٍ مناسبةٍ ومُدرّبةٍ لتولّي المهامّ، وتقديمِ أجورٍ كافيةٍ ومُنصِفةٍ، مع مراعاة مستوى النّموَ الاقتصاديّ، ووضع دوراتٍ تدريبيّةٍ وتعليميّةٍ متخصّصةٍ للتّوعيةِ، وللتّمكينِ مِنَ الوفاءِ والأداءِ الصّحيح والأمانةِ بينَ موظّفيها العموميّين، وإرساءِ تدابيرَ ونُظُم وحمايةٍ تُيسّرُ قيامَ الموظّفينَ بمهامّهم، وإبلاغ السّلطاتِ عن أعمالِ فسادٍ حينَ يتنبهون إليها أثناءَ إداء وظائفِهم.

هل يتحتّمُ على الجمعيّةِ أن تلتزمَ بالسّرّيّةِ التّامّة، أم بتكشيفِ الأوراق وتعريةِ الحقائق، عند اكتسابِ ثرواتٍ شخصيّة، يمكنُ أن تؤثّرَ على الاقتصادِ الوطنيّ والمؤسّساتِ الدّيمقراطيّةِ وسيادةِ القانون؟

الجمعيّةُ عزمتْ على التّعاونِ الدّوليّ وتحمُّل المسؤوليّة في استردادِ وردْعِ وكشْفِ الإحالاتِ الدّوليّةِ المُكتسَبةِ بصورةٍ غير شرعيّة، ومراعاةِ الأصولِ القانونيّةِ في الإجراءاتِ المدنيّةِ والجنائيّةِ والإداريّة للفصْلِ في حقوقِ المَلكيّة، وإرجاعِ الأموالِ المنهوبةِ للدّولة، ودعْم جماعاتٍ خارجَ نطاقِ القِطاع العامّ، كالمجتمعِ الأهليّ والمُنظّماتِ غيرِ الحكوميّة، ومنظّماتِ المجتمع المَحلّيّ، لتكونَ أكثرَ فعاليّةً وإنصافًا وعدالة.

وأخيرًا..

هل وعيُ جماهيرِنا العرجاءِ يُهدّدُ السّلطاتِ العوجاءَ؟ لماذا؟

الثورة على فصائل الثورة الفلسطينية/ د. مصطفى يوسف اللداوي


هل يعتقد قادة فصائل الثورة الفلسطينية، وأمناءها العامون، ورؤوساء مكاتبها السياسية، والهيئات القيادية فيها جميعاً، أنهم بمأمنٍ من الثورة، وأن مواقعهم محفوظة، وكراسيهم مصانة، وهيبتهم موفورة، وكلمتهم مسموعة، وأشخاصهم مقدسة، وأن الشعب الفلسطيني عنهم راضٍ، ولهم محب، وفي سبيلهم يقاتل، ومن أجلهم يضحي، وأنه لن ينقلب عليهم، ولن يتظاهر ضدهم، ولن يطالبهم بإجراء تغييراتٍ جوهرية في سياساتهم وأفكارهم ومناهج عملهم، وأنه سيمضي معهم حتى النهاية، مغمض العينين، واثقاً بهم، مؤمناً بحكمتهم، مسلماً لهم القياد، مستسلماً لإرادتهم، وخاضعاً لقرارهم، وملتزماً بتعليماتهم، وأنه سينتظر معهم ساعة النصر، ويوم العودة، إذ أنهم يقودون المسيرة بحكمةٍ ودراية، وحنكةٍ وخبرة، وعدلٍ وإنصاف، وصدقٍ وإخلاص، عملاً وقولاً، فهمهم هو الشعب والقضية والأرض والمقدسات، وعينهم على المقاومة والعودة والتحرير، وقلوبهم على أبناء شعبهم في الوطن والشتات، يبكون شهيدهم، ويحزنون على جريحهم، ويعملون بكدٍ لتحرير أسيرهم، ويبذلون وسعهم للتخفيف عن أهلهم، ورفع الضيم عنهم، ومساعدة فقيرهم، ومواساة مكلومهم، إذ أن هؤلاء كلهم هم عماد ملكهم، وأساس بقاءهم، ومبرر وجودهم، وهم ضمان استمرارهم وبقاءهم على كراسيهم.

هل يظن قادة فصائل الثورة الفلسطينية أنهم فعلاً بمأمنٍ من الثورة فاطمأنوا، وأنهم يختلفون كلياً عن أنظمة الحكم الديكتاتورية التي خرج المواطنون العرب ضدها، منكرين لسياستها، ورافضين لاستمرار وجودها، ومطالبين بتنحيها ورحيلها، فتم الانقلاب عليها وإسقاطها مع رموزها، لطول مدة حكمها، ولفساد أنظمتها، وخراب مؤسساتها، وتصدع أجهزتها، وهم يعلمون يقيناً أن كثيراً منهم ظلٌ لبعض الأنظمة، وصنيعة لها، ومقلدين لسياستها، وخاضعين لتعليماتها، وملتزمين بخطوطها الحمر والخضر معاً، فلا يملكون غير الطاعة، ولا يقدرون على المعصية، ظانين أنَّ هذه الأنظمة ستبقيهم في مناصبهم، وستحفظ لهم صفاتهم ومواقعهم، وكأن الشرعية منهم، وأنها ستدافع عنهم إذا خرج المواطنون الفلسطينيون ضدهم، مطالبين بتغييرهم، وإسقاط نظمهم، التي لم تعد في كثيرٍ منها ثورية.

أم أن قادة الفصائل الفلسطينية يظنون أن الشعب الفلسطيني ليس كالشعوب العربية التي ثارت وانتفضت، وأنهم لا يستطيعون الثورة على فصائلهم، ولا الانقلاب على قيادتهم، فلا نخب فيهم، ولا أطر تجمعهم، ولا جرأة عندهم، ولا ميادين لهم، ولا ساحات تفتح لشبابهم، ولا ملاحظات لهم على قيادتهم، ولا انتقاد لأداءهم، ولا رفض لسياساتهم، متجاهلين أن الفلسطينيين هم صناع الثورة، وهم رواد الابداع الثوري، وأصحاب الأفكار الخلاقة، وأنهم أول من صنعوا انتفاضة الحجر، فأدخلوا بمفردتها إلى كل قواميس الكون، فأضحت الشعوب لهم مقلدة، ومنهم متعلمة، ونسوا أن الفلسطينيين الذين ثاروا وانتفضوا ضد المحتل الغاصب لأرضهم، المدجج بكل سلاحٍ غادرٍ وفتاك، فلم يخافوا بطشه، ولم يهابوا سطوته، ولم يهزموا أمام قوته، فإنهم لن يكونوا جبناء في مواجهة قادتهم إن هم مضوا سادرين، واستمروا غير مبالين، وقد أعطوا ظهورهم لهموم شعبهم وحاجاته، وأهملوا آماله وتطلعاته، ولم يسمعوا لرأيه وقوله، وأهدروا طاقاته، وأوردوه بسياساتهم المهالك، فضيعوا جهوده، وفرطوا في تراكمات نضاله، وتنازلوا عن حقوقه وثوابته.

القواسم المشتركة بين قيادة فصائل الثورة الفلسطينية وأنظمة الحكم التي بادت وسقطت وانهارت كثيرة، بل لعلها تكون متشابهة في كثيرٍ منها، فإذا تشابهت الأسباب وتناظرت، فإن النتائج قد تكون متشابهة وإن تأخرت، فقيادة فصائل الثورة الفلسطينية قد طال بها الأمد في مواقعها ومناصبها، وقد أضحت قيادةً إلى الأبد، فلا حدود لولايتها، ولا سقف لمدة حكمها، ولا انتخاباتٌ تسقطها، ولا معارضة تقوى على تهديدها، وأنظمتها الداخلية ولوائحها التنظيمة قد تغيرت لتناسبها، واستبدلت الكثير من بنودها لئلا تصطدم معها، أو تتعارض مع سياساتها، فالناخبون هم المؤيدون، الذين يهتفون بطول العمر والبقاء، وبالروح وبالدم يهتفون ولا يفدون، هم الذين يحرصون على البقاء في مناصبهم، والاسترازاق من وظائفهم، إذ لا مكان لهم إن تنحى قائدهم، فهم جنده وأتباعه، ورجاله وأزلامه، مؤهلاتهم قربهم منه، وولاؤهم له، وهتافهم باسمه، وحرصهم على بقاءه، فإن عز هؤلاء ولم يوجدوا، فإن غيرهم من المرتزقة على أهبة الإستعداد لأن يكونوا في المقدمة، يتقدمون الصفوف، ويتبنون القضية، ويحملون الراية، ويكونون بقرارِ القيادة أولى من غيرهم، فيصبحون أصحاب الحظوة والسطوة والمكانة والسيادة، وبقدر ما يقدمون من حبٍ وإخلاصٍ وولاء، للقيادة لا للوطن، فإنهم يحوزون على الأجر والثواب والجزاء، متاعاً وعقاراً ومالاً وسلطةً ونفوذاً.

لا ثورة على الثورة، ولا انقلاب على المقاومة، ولا تجريم لقادة الثورة، ولا تخوين لرجالها، ولا معارضة لها، ولا خروج عليها، ولا رأي يعلو على رأيها، ولا قول يغلب قولها، فلا مكان لهذه الأفكار في ظل الثورة، ولا وجود لها في ظل المقاومة، وعلى الجميع أن يصمت ويسكت احتراماً وتقديراً للمقاومة، التي يجلها ويحترمها ويقدرها الفلسطينيون جميعاً، والتي من أجلها يقدمون ويضحون، وفي سبيلها أحياناً يسكتون، واستغلالاً لهذه المشاعر النبيلة فلا مكان في الثورة للأصوات الوطنية المعارضة، ولا قيمة للآراء المخالفة، ولا تقدير للطاقات الكبيرة، ولا حرص على الاستفادة من الخبرات والكفاءات، بل استبعادٌ لكل طاقةٍ مخالفة، وتهميشٌ لكل خبرةٍ معارضة، وإهمالٌ لكلِ أصحاب الجهود المنافسة، رغم أنها كلها تتطلع لأن تعمل وتعطي، ولأن تقدم وتضحي دون انتظارٍ لحظوةٍ من قائد، أو لفتةٍ من مسؤول.

فلسطين كما كل الأوطان وطنٌ عزيز، وقضيةٌ مقدسة، وديارٌ مباركة، فيها رجالٌ قد صدقوا الله ما عاهدوا عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وهم على الحق دوماً ظاهرين، لا يخافون فيه لومة لائم، ولا يضيرهم ما أصابهم من اللأواء في سبيله، ثائرون قبل غيرهم، منتفضون قبل جيرانهم، يسعون لإظهار الحق وإبطال الباطل، فما على القائمين على أمرهم إلا أن يخافوا غضبتهم، وأن يخشوا ثورتهم، وأن يتحسبوا من انتفاضتهم، وأن يعجلوا بإصلاح ما يراه الآخرون فساداً، ويرفعوا ما يحس به أتباعهم من ظلم، وما يعاني منه أهلهم من قهرٍ وقيدٍ قد يكون أشد وأنكى عليهم من عدوهم، وإلا فإن الثورة لا تعرف كبيراً، ولا تجبن أمام قوي، ولا تتراجع أمام متغطرسٍ جبار.

فلسطينياً المطلوب استخلاص الدروس والعبر/ راسم عبيدات


....... الثورات والانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي،لم تأتي فقط نتيجة لأسباب اقتصادية واجتماعية وغياب الديمقراطية والحريات والتجديد وسياسة التوريث والتأبد في الحكم،بل كان امتهان الكرامة واحد من الأسباب القوية لتلك الانتفاضات،وهذا السبب هو الذي دفع بالشهيد بوعزيزي إلى إحراق نفسه،وليشكل المفجر لكل الثورات الشعبية العربية على طول وعرض جغرافيا الوطن العربي من محيطه لخليجه،وهذه الثورات والانتفاضات،رياح تغيرها ومراجلها لن تكون الساحة الفلسطينية بمنأى عنها،وخصوصاً بأن الأسباب الموجبة للثورات العربية عندنا يضاف لها الانقسام والاحتلال،وإذا كانت الثورات الشبابية التي تخرج وتطالب على المستوى الوطني بإنهاء الاحتلال،فإنها على صعيد الوضع الداخلي تطالب بإنهاء ليس الانقسام فحسب،بل وتدعو إلى إسقاط أوسلو الذي ولد الانقسام وجلب الخراب والويلات للشعب الفلسطيني،فهو لم يكتفي بتقسيم الأرض الفلسطينية إلى معازل،بل وقسم الشعب وفككه سياسياً ومجتمعياً،وأيضاً فهي تدعو للتغيير والتجديد،فلا يجوز ولا يحق للكثير من القيادات الفلسطينية المتكلسة والمتحجرة والمتربعة على كراسيها والتي بعض منها منذ انطلاقة تنظيماتها إن لم يكن منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية،مستمرة في اغتصاب تلك المواقع والمراكز تحت يافطة الشرعية الثورية،فمن غير المعقول ان الشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم الكثير من التضحيات،أصبح عاقراً وغير قادر على إنجاب مثل هؤلاء الجهابذة؟!،والذين بدلاً في كل انطلاقة من ان تقف أحزابهم وتنظيماتهم لتمجدهم وتعظمهم وتأله دورهم،وهم لم يحققوا لا لشعبهم ولا لأحزابهم و لا تنظيماتهم أية انجازات جدية وحقيقية،عليها محاسبتهم ومساءلتهم والطلب منهم التنحي ومغادرة مواقعهم لقيادات شبابية قادرة على الاستجابة للتطورات والمتغيرات الثورية،ولا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا أن الكثير من القيادات الفلسطينية كانت سبباً مباشراً فيما حل بشعبنا وثورتنا وأحزابنا من تراجعات وهزائم وانهيارات وانكسارات وبهتان الدور والحضور والفعل،وما زالت تتعامل مع الحزب والتنظيم والثورة وكأنها ملكية وإقطاعية خاصة وبلغة الوصي والأب الروحي،إما أنا او من بعدي فليأتي الطوفان،فهناك منهم أمناء عامون او أعضاء لجان مركزية أو مكاتب سياسية منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً،وليس هذا فحسب بل كثير من قيادات الأحزاب والفصائل وحتى الممسكين بقيادة السلطة من يصورن لنا كل الهزائم والانكسارات التي حلت بنا كشعب فلسطيني على أنها انتصارات،وانه لولا عبقرياتهم وحنكتهم ووجودهم لحلت بشعبنا الكوارث وزال عن الخارطة والوجود،والنقد عندها من المحرمات،بل ويهدف الى خدمة أجندات خارجية او هو مؤامرة على شرعية القيادة.

وأيضاً عندما يتحدث الرئيس أو الأمين العام على أنه لا أحد فوق المساءلة أو القانون،ونشكل محكمة لمكافحة الفساد والكسب غير المشروع،وتتكدس عندها الكثير من الملفات للكثير من الشخصيات والتي جزء كبير منها نافذ سياسياً ومجتمعياً وامنياً،وتجري معالجة الملفات ببطء شديد جداً،بما يؤشر الى أن مستوى الإنجاز هنا سيكون متدني جداً ويحتاج إلى عدة عقود،بل وأبعد منذ لم تجري إدانة حقيقية وجدية لتلك الشخصيات والتي أصبحت الكثير من أسماؤها معروفة لشعبنا الفلسطيني،فهذا يضع الكثير من علامات الاستفهام عن الجدوى من وجود مثل هذه المحكمة،والقيادة ملزمة بكشف كل الحقائق للشعب في هذا الجانب،فلا يجوز ولا يحق أن تستمر تلك الشخصيات المغرقة في النهب والفساد وإهدار المال العام،تصرح وتمرح ويتعامل معها شعبنا الفلسطيني على أنها رموز وطنية ومجتمعية ومؤسساتية،وتواصل دورها في تخريب المجتمع ونشر الفساد ومأسسته،وهذا الفساد بكل أشكاله وأنواعه من سياسي ومالي وإداري ووظيفي وغيره ليس مقصوراً على السلطة ومؤسساتها وهيكلها ( رام الله وغزة )،بل هناك فساد مستشري في الكثير من المؤسسات غير الحكومية،والتي تتلقى المال السياسي وذو الأهداف والأجندات المشبوهة،ويجري التعامل مع قياداتها أو مسؤوليها على أنهم قادة مجتمعين وبناة تنمية وتطوير وتغير في المجتمع الفلسطيني،وكذلك السلطة والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،يجب عليها أن تتوقف أمام قضية أخرى لإهدار ونهب المال العام،حيث أن هناك الكثير ممن هم مسجلين كموظفين أو متفرغين على هذه الدائرة او الوزارة او الجهاز،لا يقومون بأي دور وظيفي لقاء ذلك،ويعملون في وظائف أخرى،مما يعني أن هناك مال عام يهدر ملك لشعب وليس لهذا الفصيل أو ذاك،وهذا باختصار عدم عدالة في توزيع الثروات،وأيضاَ يسهم في رفع نسبة البطالة والإفقار في المجتمع الفلسطيني.

ورغم كل رياح التغير الثوري العربي،ما زلنا متمترسين حول المواقف والرؤى السابقة من قضايا الانقسام والمفاوضات والوحدة والحوار الوطني،والتي على ضوئها بات من الملح والهام فلسطينياً،مغادرة نهج وخيار المفاوضات الماراثونية والعبثية التي ثبت عقمها وفشلها،وصوغ وحدة وطنية فلسطينية عمادها وجوهرها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة من خلال انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الوطن والخارج حيثما أمكن،تشارك فيها كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني،ونرى ان أي دعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في ظل حالة الانقسام الفلسطينية القائمة،من شأنها دفع الأمور نحو المزيد من الشرذمة وتكريس وشرعنة الانقسام والانفصال بين جناحي الوطن.

نحن اذاً بحاجة إلى قيادة فلسطينية تستوعب كل التطورات والتغيرات تستجيب لحالة التغير الثوري،وقادرة على توظيف كل ما يحدث عربياً لصالح القضية والشعب الفلسطيني،فالموقف الفلسطيني بالضرورة أن يتوحد خلف إستراتيجية موحدة- إستراتيجية الصمود والمقاومة- لا أن نبقى في إطار التهليل والتطبيل للثورات العربية،فهذه الثورات ستشكل رافعة لنضالنا وستقوي وتعزز من وحدتنا وثباتنا على مواقفنا ومطالبنا،وعلينا لا نبقى في إطار الخوف والتردد،علينا أن نغادر لغة وموقف،ان ما يجري عربياً هو شأن داخلي،فنحن حركة تحرر وطني،بالضرورة أن تكون مواقفنا منحازة الى صالح الجماهير العربية التي تنتفض وتثور من أجل حقوقها وحرياتها وكرامتها،تنتفض على من نهبت خيراتها وثرواتها من أنظمة طاغية وفاسدة وحولتها الى عبيد وتاجرت بكرامتها وسيادتها الوطنية،بل وأبعد من ذلك جعلت أرضها مستباحة ومغتصبة.

نعم من المخجل حقاً وخارج قوانين الثورات ونواميسها،أن تقف حركة تحرر وطني موقفاً مخجلاً ومهيناً من الثورات العربية،فالثورة الفلسطينية كانت دائماً وأبداً رأس حربة ومثال لكل الثورات والثوار في العالم عربياً وإقليمياً ودولياً.

نعم المطلوب فلسطينياً وعلى كل المستويات قوى وأحزاب وسلطة ومؤسسات مجتمع مدني،استخلاص الدروس والعبر من الثورات والانتفاضات الشعبية العربية،تلك الانتفاضات الشعبية التي تقول أنه لا مناص من التغير،لا مناص من إعطاء الشباب دورهم وفرصتهم.

أطيافهم ذخيرة خلاص محتضنة في وجداننا/ حميد عوّاد


تسكن في البال هموم الوطن ويعيش في وجداننا أطياف شهدائه الأبرار نضمّها بحنان فتذخّر بإستمرار نزعتنا للدفاع عن حريّتنا وسيادتنا وإستقلالنا وعزّتنا.

الوطن ترخص في سبيل حمايته الأرواح دون هدر، لأن النموّ والتطوّر يتغذّان من منجزات حيوات عزيزة وخصيبة، فبهداية الحكمة والفطنة وحسن التدبير تُفتح دروبٌ لا تقوى جهود عشوائيّة كثيفة على شقّها.

الموت ليس معبراً إلزامياً إلى الحياة إلاّ في حالات إستثنائيّة فلا يسترخصنّ أحد الحياة ويجعلنّ الموت نمط وجود فيستعبد الناس لتثبيت سلطانه.

تماشياً مع التأريخ الزمني نجتمع اليوم لنحيي ذكرى إستثنائيّة حيث الموت شكّل حالة عبور إلى حياة وطنية حرّة.

يوم إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما ضاهى عصف الإنفجار الآثم إلاّ غضب اللبنانيين الذين إنطلقوا في مسيرة "ثورة الأرز" لرفع نير الظلم عن كاهلهم وقذف جحافله خارج الحدود.

لقد أحبّوه وقدّروه لريع خدماته البارّة تجاه وطنه وشعبه فيما ترصّده وكمن له و لمشروع إنهاض الوطن الحاقدون المستبدّون.

غمر بعطفه وعنايته وسخائه الناس فإستحقّ محبّتهم وثقتهم وكسب حظوة عند ربّه. بذل جهوداً خارقة وحقّق نجاحاً باهراً فشمخ بإنجازاته وتواضع بعلاقاته.

إعتاد على لذّة زرع البذار الطيّبة فكان الإنتاج خصيباً وحصاد غلّال الخير وفيراً. محبّته لوطنه وسعيه الدؤوب لإحلال السلام فيه ولإشباع طموح طلاّب العلم من أبنائه تلاقحت بمتعة إنجاز المشاريع العمرانية فإختلجت في وجدان رفيق الحريري نشوة تحقيق حلم إعادة بناء لبنان بشراً وحجراً ومؤسسات.

كرّس الرئيس الشهيد طاقاته وإمكاناته وعلاقاته لإحياء صيغة ودور لبنان كدولة سيدة حرة مستقلة وحاضرة عمرانية رائعة تليق بعزة وطموح أبنائها فكان فرحه عظيماً بتحقيق مراحل متتابعة من الأحلام واقعاً.

بإغتياله و كوكبة شهداء "ثورة الأرز" معه أراد الطغاة الإنقضاض على عصب الإباء و تثبيط عزائم الأحرار وتفكيك جسرهم البشري المكين.

إستلّ الجلاّدون سيف البطش ليشهد من تسوّل له نفسه التمرد كيف "تُقطف" رؤوس المتمردين والعاصين عليهم.

لكن حمم غضب الحريصين على الوطن ومحبّي الشهيد جمدت الدم في عروق السيّافين.

إذ أنّ التلاصق المتعدّد الأطياف المترامي الأطراف شكّل جسر الخلاص الذي تنكّب الوطن وإنتشله من براثن وأنياب الوحوش ليعيد اليه منابع الحرية والعزة المغتصبة بعد معاناة اختناق، وليطبّق سيادة الدستور والقوانين بعد طول تشويه وليقوّم سياق العدالة الشاملة بعد حرفها عن مسارها.

ذهول وارتباك ألمّا بقطّاع الرؤوس أمام مهابة موكب الإستقلال الوطني الحاشد الذي إنطلق في 14 آذار.

فهو مكمّل لصورة قوافل الشهداء التي افتدتنا في محطّات النضال الوطني عبر تاريخنا الحافل بالإنجازات العظيمة والمنخور بثغرات عدّة كبوات.

مؤسف حدوث إنتكاسات بعد جسامة التضحيات النفيسة المبذولة لبناء الدولة بسبب تألب "حرّاس ثورة" هبطت بكلّ "تجهيزاتها" على لبنان لتقيم دويلة قارضة لسلطات الدولة وليبدأ تضييق الحصارعلى حريّة التفكير والرأي من خلال "جلاميد نظريّات" دفقتها علينا "قرائح خبراء" الثورة "الميمونة" فصادرت وسلبت إرادة أنصارها.

هذا النهج الإستبدادي الجامح نحو التحكّم بكلّ أوجه الحياة الوطنيّة تجاوز نطاق الأتباع ليشمل "حلفاء" سِيقوا بالترهيب والترغيب والكيد وفقدان التوازن و الصواب ليشكّلوا غطاءً يموّه الطابع الفئويّ ثمّ ليستكمل حلقات الهيمنة بمحاولة فرض طقوسه على كلّ أبناء الوطن.

لقد بلغ هذا الإنتهاك حداً خطيراً بات يهدد الكيان ويمهّد للغور بالوطن من جديد في غياهب عهد الطغيان الذي جدّد معه "أركان الثورة" عقد الشراكة العضويّة.

معمودية الشهادة وتشابك مشاعر العنفوان والحرص على نقاوة وتجلّي صيغة لبنان الحضارية يحتّم جدل عزائم وجهود المؤمنين بتميّز وريادة هذا الوطن.
اللبنانيّون المتنوّرون متيقّظون للمكائد التي تحاك لإغتيال وطنهم و للإنقضاض على إنجازات القوى السيادية وإغتصاب ودائع لفيف شهداء الإستقلال المنتشل من براثن الوحوش.

لذا حفاظاً على تراثنا العريق المجبول بإكسير التضحيات والمضمّخ بالعزة و الكرامة والحرية وتحفيزاً لإزدهار مستقبلنا وأمانةً لتطلعاتنا ووفاءً لتوصيات شهدائنا الأبرار، لنشبك السواعد ونقف صفاً واحداً وسدا منيعاً لإسقاط تعديات الردة الرجعية ولنواكب مسار المحكمة الدولية للقبض على رؤوس شبكة الإجرام لننعم بالأمان.
لنستلهم مناقب وخصال الشهداء النبيلة لننقّي ضمائرنا، ولنستمدّ عوامل القوة وأسرار النجاح من مزاياهم ونقتدي بمبادراتهم الناجحة وأعمالهم الخيّرة.

حقق رفيق الحريري إنجازات عظيمة ونجاحاً باهراً في حياته فاستحق التقدير وربح قلوب الناس.

أما في استشهاده فحقق أروع وأثمن الإنجازات وهي إنبعاث الوحدة الوطنية في سبيل خلاص الوطن.

أليس بإنجاز جليل كهذا يدخل العظماء التاريخ ويُخلّدوا؟

*مهندس و أكاديمي باحث في الشؤون اللبنانية

أجتماع السفاره وبلد الحضاره/ محمد كمال

كان القرار الذى أعلنته البعثه الدبلوماسيه بالنمسا بأعلان رقم حساب خاص لمن يريد التبرع لدعم ألأقتصاد المصرى هو قمة فى التحضر بعد أن وجدنا أنفسنا فى هوجه من الكلام وألأقاويل والأقتراحات وفتح باب التبرعات من هنا وهناك.
ومع شكرى الخاص لجميع الجهات وألأفراد الذين قدمو هذه ألأقتراحات
وهو شعور نبيل يتسم بحب مصر شعبا وأرضا.
ولكنى فى نفس الوقت كنت أتمنى أن يكون أمام الجميع هدف واحد ومكان واحد يعرفه الجميع لتصل تبرعاتهم اليه بعيدا عن ألأقاويل والشك واليقين
ولذالك فأننى أشيد بقرار فتح حساب خاص معتمد من جهة الدوله بمصر ليكون هو الباب والعنوان للجميع.
ولا ينكر أحد منا أنه بالفعل يوجد من يعملون ولا يتكلمون وبالعمل وحده يكون تعبيرهم وحبهم لمصر وعندى أسماء لبعض الشخصيات الجميله والعظيمه من أبناء الجاليه المصريه بالنمسا.
وسوف أنشر أسمائهم أذا سمحو لى هم بذالك لأنهم بالفعل قامو بعمل على أرض الواقع وليس بالكلام.

علمت بأن السفاره المصريه أعلنت أن يوم ألأربعاء الموافق 2/3/2011
سوف يكون يوم لقاء الجاليه مع البعثه الدبلوماسيه بالنمسا برئاسة سعادة السفيرالدكتور/ أيهاب فوزى.
اللقاء كما هو واضح مفتوح لمناقشة كل ألأمور وكل شئ مطروح للمناقشه.
مصر ما بعد ثورة فبراير والنتائج والمستقبل الذى يتمناه الجميع
كيف نستطيع أن نقف بجوار البلد ألأم فى محنتها وهى تتجه الى طريق جديد وبنظام جديد.
مناقشة ألأحوال العامه للجاليه المصريه بالنمسا.
ولكنى هنا أريد أن أضيف اليها عنوان أخر وهو
دعوه للحب والتصالح
لماذا لا يستغل الجميع هذا اللقاء لتصفية الخلافات الموجوده بيين أبناء الجاليه وبعضها البعض.
لماذا لانكون جميعا فوق مستوى الحدث الكبير فى مصر وننسى خلافاتنا من اجل مصر وأهلنا فى مصر.
لماذا لا نسامح بعضنا البعض ونبدأ جميعا صفحة جديده وعهد جديد يملؤه الحب والود ونبعد عنه الكراهيه والحقد.
أننى أتمنى أن يتقابل الجميع فى السفاره بحب وود وأن يتقابل كل منا مع من أختلف معهم فى الماضى بحب وود ويبدأ كل منا بالسلام على الأخر دون أنتظار أو تردد. ليكون كل منا فائزا بالثواب وألأجر.
يجب أن نعفو ونرتقى فوق مشاكلنا ونبدأ من جديد
يجب أن نكون مثال يحتذى به كجاليه بالحب والود والتعاون من أجل الصالح العام وأن ننسى مصالحنا ومشاكلنا الشخصيه.
وأسمحو لى أن أبدأ بنفسى أولا.
أننى مسامح لكل من أخطأ فى حقى فى الماضى
وأننى أعتذر لكل من صدر منى فى حقهم أى خطأ سواء مقصود أو غير مقصود وأرجو أن يقبلو جميعا أعتذارى وأسفى.
أننى أناشد الجميع أن يكون لقاء السفاره هو لقاء الصفاء والنقاء من كل الشوائب والمشاكل والخلافات.
أننى أثق أن كل منا لديه قلب ينبض بالحب لكل من حوله مهما كان الخلاف.
فهل يكون لقاء السفاره هو لقاء التصارح والتصالح.

هل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة..؟/ محمد داود


عندما يشعر الحاكم العربي بدنو أجل سلطته، يصنع ما يشاء ويتشبث بكرسي الحكم بقوة وبأي ثمن كان، وفي تجارب النظم التي تهاوت خلال الأسابيع المنصرمة، والتي سادها الاختلاف في طريقة التعامل مع الجماهير الثورية الغاضبة في إدارة الأزمة، رغم أن جميع هذه الثورات كانت بيضاء وسلمية وجاءت بفعل مبادرات شبابية اتفقت عبر صفحة الفيس بوك بأن تثور في ميادين بلدانها ضد أنظمتها المستبدة، ونجحت في إسقاط نظمها الحاكمة بطرق ديمقراطية وحضارية مقنعة، متحملة قسوة النظام بعد أن أدرك الحكام أن لا مجال عن الاستمرار في التعنت والصلابة أمام زحف ثورات الشعوب الكاسحة الغاضبة التي ترغب العيش بكرامة وحرية وعدالة وأن هناك استحقاق وطني وشعبي وديني كان محظور ومغيب منذ زمن، لم تولي لها تلك النظم اهتماماً، حتى أيام ثورة الغاضبين لم تلبي مطالبهم من الديمقراطية والانتخابات وتداول السلطة والحريات ومكافحة الفساد و....الأمر الذي لم تعد تحتمله الشعوب الواعية والمغلوبة.

الزعيم الليبي معمر القذافي ينفذ معادلة مختلفة تماماً، ليحافظ على صفته وسلوكه المميز بين حكام الأرض، إذ يرى في نفسه الآلة المقدس لشعبه، ومن يخالف سنته كما ذكرها في كتابه، فإنه يستحق القتل حتى لو كلف ذلك شطب شعبه عن الخارطة الليبية، ويتصرف هو وعائلته العسكرية وكأن ليبيا ملك خاص لا يجوز أن ينازعهم فيها أحد حتى في ثرواتها الفائقة التي تقدر بمليارات الدولارات من النفط والمعادن، بما يؤهل ليبيا بأن تصبح دولة نموذجية من حيث مستوى الرفاه والاقتصاد الفعلي والوظائف والمساكن والتعليم والصحة وكل الخدمات الاجتماعية المعروفة الأخرى.

فهل هو زعيم ثورة أم سفاح وزعيم ثروة. يمتلكها فردا مطلقا بدون أية مؤسسات قانونية أو حقوقية و.

وهكذا غرق الزعيم في آتون خطابه الأخير الموتور واصفاً نفسه بطابع الأنانية، بينما نعت جماهير شعبه بعبارات مهينة، وبتعاطيه المخدرات وهو خطاب لايليق بزعيم ثورة كما ينعت نفسه، لأن الثوار في الغالب تمردوا على الواقع المهين فخرجوا من رحم المعاناة وشربوا الوطنية والقومية الثورية الطاهرة وحملوا هموم شعوبهم وأقسموا على الموت لأجله والمحافظة على أمنه والنهوض والرقي بمجتمعاتهم ومؤسساته، وليس أن يتوعدهم بمزيد من التدمير والمذابح على غرار محرقة غزة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة ضمن عملية الرصاص المصبوب قبل عامين، وإعادة الحياة لعصور قديمة مرتكباً بذلك الدموية العمياء المجنونة والتي قال عنها التطهير من كل بيت وحارة لإسكات صوت الثائرين الذين انتهكت كرامتهم الإنسانية، ليمتد حقده بقصف آبار النفط وخيرات الجماهيرية، وكأنه ملك لعدو بغيض وتسليح القبائل ودخول البلاد في حرب أهلية .

وهي المعادلة التي لم يجرؤ على تنفيذها من سبقوه من الزعماء والرؤساء الذين دحرتهم رياح التغيير، في تونس ومصر وأيضاً البحرين و اليمن التي تقفان على برميل بارود، حاول رؤساؤهما اللعب بأوراق سياسية وحوافز وتعديلات دستورية وجزء من العدالة المغرية في محاولة لاستمالة عقول الثورة الشعبية الغاضبة وقوى المعارضة التي قد تطيح بهما.

جميع الرؤساء والزعماء العرب لم يتفهموا معنى الديمقراطية الحقيقية في الحكم، ويصرون على موقفهم المتشبث في الحكم وأن الرئيس هو شاغر أبدي لا يتغير، بل وصل الحد في الإمعان بأن مهنة الحكم يمكن توريثها حتى للأحفاد والسلالة تطول لتصبح أمرا واقعا، كما هو الحال في النظم الخليجية.

في هذا السرد الذي لا ينتهي، وأمام ثورات شعبية لا تنتهي ربما تمتد رياح التغيير لدول إسلامية وغيرها، نجد أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش في الشتات والذي يقدر تعداده نحو ستة ملايين فلسطيني يعيشون جلهم في مخيمات ألاجئين. قد أصابهم الضرر وهم أول الرعايا الذين يتم استهدافهم سواء بالقتل أو السلب أو المطاردة. وقد شهد الشعب الفلسطيني كبرى عملية تهجير وقتل إبان الحرب الخليجية الثانية، وحتى هذه اللحظة لايزال الدم الفلسطيني مستباح في العراق وتنتهك كرامتهم.

في مصر تركت الأحداث تداعياتها على الشعب الفلسطيني، وفور اندلاع الثورة أغلق معبر رفح وأخذ الحصار يشتد وارتفعت أسعار المحروقات، وفي ليبيا تتعرض الجالية الفلسطينية لمحاولة تطهير، وجرائم بحق الإنسانية، دفعت القيادة الفلسطينية بتقديم احتجاج دولي وضرورة حماية شعبنا وتحييده من الخلافات الداخلية العربية. وضرورة حمايته وتجنيبه ويلات النزاعات .

كاتب وباحث

قمة عربية بدون أصحاب الفخامة والجلالة والسمو/ راسم عبيدات


........ يبدو أن القمة العربية القادمة لن يتمكن من حضورها الكثير من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو الحاليين،ولن ينالوا شرف الولائم والعزائم والكرم العربي الأصيل ولا الرقص بالسيف أو ممارسة رياضة ترويض الصقور والنسور أو التمايل على أنغام رقصة الحجالة،أو الضحك والتهريج مع أفلام وشطحات المجرم معمر القذافي،فجزء كبير منهم ينتظر أن يساق هو وأفراد عائلته إلى المحاكم بتهم القتل والفساد وإزهاق أرواح العباد،حيث أن الأرض ضاقت وتضيق عليهم بما رحبت هم وأفراد عائلاتهم،حيث تجمد أموالهم وممتلكاتهم في البنوك العالمية من الملايين والمليارات المسروقة والمنهوبة،ولن ينفع هؤلاء القادة المبشر معظمهم بجدة كملاذ آمن،وسيجبرون صاغرين على المثول أمام المحاكم في دولهم أو المحاكم الدولية بسبب ما ارتكبوه من جرائم أقلها السرقة والفساد ونهب وإهدار المال العام،ولتنتهي عند جرائم تعذيب وقتل وسجن المعارضين وغير المعارضين من أبناء شعوبهم،ورجل مخبول كالقذافي لا اعتقد أن هناك بلد سيقبل أن يلجأ إليه،بل سيقتله أبناء شعبه الذين وصفهم بأقذع ما حوى قاموس اللغة العربية من ألفاظ بذيئة ومهينة أو يقدم على الانتحار، وفي كلا الحالتين هذه عقوبة مخففة لمجرم مثله يقتل ويحرق أبناء شعبه،فمثله يجب أن يقتل رجماً ب"الصرامي" الأحذية العتيقة بعد أن يتم صلبه على أبواب العزيزية،فعهد الخيم والنوق والجمال والحارسات السمراوات والمدلكات الأوكرانيات والبنات الايطاليات المرتديات "الميني جوب" واللواتي يجلبهن له الرئيس الإيطالي الماجن" برليسكوني" ليهديهن إلى الإسلام ويوزع عليهن الهدايا والقرآن بالايطالية أظنه قد ذهب إلى غير رجعة،ولم يعد بمقدور ابنه هانيبال أن يمارس صخبه وحفلاته الماجنة في الفنادق والمطاعم والشوارع الأوروبية الغربية بدون حساب أو عقاب.

كما لم يعد بمقدور رئيس الحزب الوطني الحاكم في مصر سابقاً احمد عز والمسجون حالياً بتهم الفساد والثراء غير المشروع ونهب وإهدار المال العام،أن يستعبد العباد على الشكل الذي رأيناه بتوظيف مواطن غلبان يلبسه ويحمل له الحذاء في كل جولاته وشطحاته،كما أن ولي نعمته البائد حسني اللامبارك لم يعد بمقدور معشوقته هو وبقية الجوقة من زعماء معسكر الاعتدال" الاعتلال" العربي وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيفي ليفني" ان تصرح من قلب قاهرة المعز بأنها ستسحق المقاومة الفلسطينية في غزة.

وكذلك الرئيس اليمني على عبد الله صالح والذي يبدو ان الدائرة دائرة عليه لا محالة،يحاول جاهداً أن يتقي عاصفة التغير بالوعد والعمل على إصلاحات من شانها تعديل الدستور وإلغاء نظام التوريث والتجديد،وأظنه لن ينجح في ذلك وتذكرته وبدون عودة إلى العاصمة السعودية الرياض قد حجزت ليلحق ببن علي.

أما الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة،فيحاول استباق العاصفة بالعمل على إلغاء قانون الطوارئ وتلبية العديد من المطالب الجماهيرية والشعبية،وخصوصاً أن فزاعات الإسلاميين والتآمر والأجندات الخارجية والأجنبية قد سقطت،كما أن الجماهير قد كسرت حاجز الخوف،وأصبحت قادرة على دفع ثمن حريتها وانعتاقها من أنظمة القمع والقهر دماء وتضحيات وشهداء ومعتقلين.

نعم القمة العربية القادمة ستتحرر من كثير من الأسماء التي حولت مؤتمرات القمم العربية إلى مجال للتندر والضحك وأفرغتها من مضمونها ومحتواها،ولم يعد يحظى انعقادها باهتمام المواطن العربي،والتي كان يرى فيها اجترار وتكرار لنفس الديباجات والإنشاء وحتى البيانات الختامية،وقراراتها كانت يجف حبرها مجرد انتهاءها وتجد طريقها مباشرة للأرشيف والأدراج،كما انها كانت تسهم في المزيد من شرذمة وتفكك الوضع العربي،بسبب سياسة المحاور والأجندات والمصالح الخاصة والقطرية.

إن القمة العربية القادمة المأمول عقدها بعدما تستكمل رياح التغير الثوري العربي كنسها للمزيد من الزعامات العربية التي حولت أوطانها إلى مزارع وإقطاعيات وممالك خاصة،قمعت وأذلت الشعوب ونهبت خيراتها وثرواتها وأهدرت كرامتها وسيادتها الوطنية وقزمت من دورها وحضورها وتأثيرها إقليمياً ودولياً،بل وأبعد من ذلك تحالفت وتعاونت واشتركت مع الأعداء في عدوانها على واحتلال شعوبها ودولها كما هو الحال في العراق.

نعم نريد قمة عربية متحررة من كل هذه الطواغيت،قمة تعيد للأمة مجدها وكرامتها وعزتها،قمة توحد وتنهض بالأمة من محيطها لخليجها،قمة تحضرها قيادات تعبر عن إرادة شعوبها،عندما تتخذ قراراتها تعرف بأنها ستكون قادرة على ترجمتها إلى أفعال على ارض الواقع،قمة تلزم أمريكا وأوروبا الغربية وإسرائيل باحترام وحساب ألف حساب لقراراتها،لا كما هو حال القمم السابقة التي كانت وما زالت أمريكا وإسرائيل تركلان مبادرتها العربية للسلام من قمة الى أخرى،بحيث أضحت كالنعش الطائر يجري ترحيلها من قمة الى أخرى،وأصبح بقاءها أو سحبها من التداول سيان.

قمة تتعامل مع أمريكا وأوروبا الغربية بلغة المصالح،بحيث تجعلها تحسب ألف حساب للموقف العربي،بدل الدعم اللامحدود والمتواصل وتوفير المظلة والحماية لإسرائيل في خروجها وانتهاكها السافر للقانون والشرعية والدولية،وعدم معاقبتها أو محاسبتها على ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني،فلو كان مثل هذا الموقف العربي متوفر،لما أقدمت أمريكا على أخذ واستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار العربي- الفلسطيني الذي عرض مؤخراً على مجلس الأمن الدولي لاعتبار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس غير شرعي والعمل على وقفه.

قمة تحضرها قيادات وزعامات عربية،تعبر عن إرادة جماهيرها،كما هو الحال في تركيا،حيث أن الزعيم التركي أردوغان وجه أكثر من لطمة وصفعة لإسرائيل وأدان مواقفها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني دون خوف او خشية على كرسي عرشه،بل كانت مواقفه مثار اعتزاز وافتخار ودعم الجماهير التركية.

بانتظار أن تستكمل دائرة ورياح التغير الثورية العربية دائرتها ودورتها على بقية أنظمة الطواغيت والاستبداد العربي،نريد قمة عربية مختلفة عن كل القمم الشكلية العربية السابقة،والتي كانت تصيب المواطن العربي بالدوار والتقيؤ،قمة تجعل الإنسان العربي أغلى ما نملك،تصان حقوقه وحرياته في الرأي والتعبير والتعددية،قمة تمنحه حقوقه الاقتصادية والاجتماعية،قمة تجعل امن الوطن والمواطن في قمة سلم أولوياتها،قمة تجعل تحرير الأوطان العربية المحتلة من فلسطين للعراق هدف مركزي لها،قمة تدعم وتساند وتشرع المقاومة،لا تحاصرها وتقمعها .


مقولة " الديكتاتوريّة خير من الاسلامويّة " على محك الثورات العربيّة/ حمّودان عبدالواحد

( نقد الميكيافيلية الغربية والعربية من منظورالفلسفة السياسية )

أمام زحف ثورة الشعوب في العالم العربي والاسلامي ، يكثر الحديث اليوم عن الحركات الإسلاموية عموما والإخوان المسلمين خصوصا ، وعن الأخطار التي تمثلها هذه الاتجاهات " الفكردينية " إزاء قيم إنسانية وكونية من مثل " الديموقراطية " و " حرية التعبير " و " المساواة بين الرجل والمرأة" و " احترام الآخر" ... إلخ. ويدعي أصحاب هذا الرأي أن الهدف الوحيد لهذه الحركة هو الوصول إلى الحكم وإرساء قواعد دولة إسلامية دينية وتيولوجية ستكون عدوّة لكل ما من شأنه أن يصبّ في مصلحة " الحرية " من فكر وفلسفة ورأي وذوق وفن وخلق وإبداع وقيم الجمال... أي أنّ " الإخوان " على سبيل المثال هم الضدّ المطلق للحداثة التي هي حركة الفكر ذي النشاط الطبيعي المنفتح والمتقدم والمنتج في تفاعله مع الزمن والأشياء والأحداث والآخر... إلى أي حدّ يمكن اتخاذ هذا الموقف على محمل الجدية ؟ هل ما يدعيه صحيح بالمطلق أم أن له حدود ؟

اللافت للانتباه أن إلقاء نظرة سريعة على الواقع المظلم لحقوق الانسان في العالم العربي والاسلامي اليوم يقدّم المدافعين عن هذا الموقف ، من غربيّين لهم مصالح اقتصادية وجيواستراتيجية أو مثقفين عرب من الذين يسمون أنفسهم ديموقراطيّين أو ليبيراليين ، باعتبارهم هم المسؤولين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن انتهاكات هذه الحقوق لأنّ مواقفهم السياسية من حرية الفكر والقيم الديموقراطية – لما يتعلق الأمر بالاسلامويين - اتسمت في الغالب إما بالتواطؤ مع السلطات القمعية وإما بالتحريض المباشر عن طريق وسائل الإعلام وإما بالرضى عن الجز بهم في السجون والسكوت عن الظلم والأذى الذي يلحق بأصحاب الرأي الآخر... هذا التناقض الصارخ بين الفكر والممارسة ، بين القيم والسلوك ، بين النظرية والتطبيق أعطى نظرة سيئة عن القيم الديموقراطية وجعل العديد من الشباب والمواطنين في العالم يشك في صحة وسلامة مبادىء وقيم العالم الديموقراطي الحر، ويتخذ موقفا انتقاديا ونافرا اتجاه عدم نزاهة وبراءة الأسس الأخلاقية والانسانية لمفهوم الديموقراطية الذي تنقصه العدالة ويتميز بعدم الانسجام بين المثال والواقع.

إن أخطر ما قيل بحق " الديموقراطية الاجتماعية العادلة " التي تظل الحلم الحقيقي للانسان العربي والمسلم يمكن تلخيصه في كلام من قبيل : " نفضل أنظمة استبدادية ونقبل بأن يحكم العربَ والمسلمين دكتاتوريون ، على أن يصل إلى السلطة أصحاب الدين والاسلامويون ". هذا القول يعبّرعن قناعة إيديولوجية وينبع في آن واحد عن خطة جيواستراتيجية.

قناعة إيديولوجية بمعنى أن الأمر في العمق هو عقيدة رسمية لمجموعة من الدول الغربية ، كما يعبرعن موقف فكري وثقافي لعدد كبير من رجال الأعمال ومسؤولي وسائل الاعلام ، دون أن ننسى مجموعة من المفكرين والمثقفين والمراقبين السياسين الذين لهم سلطات واسعة ونفوذ لا يستهان به في الأوساط الثقافية والفنية والسياسية.

خطة جيواستراتيجية بمعنى أن المسألة تتعلق بمنطق علاقات القوة ومفهوم السيطرة السياسية والهيمنة التوسعية الاقتصادية والثقافية. وهذا يعني أنّ الطرق المتبعة لتحقيق أهداف القوة والسيطرة والهيمنة تتلخص في ميكيافيلية تتمحور حول مبدأين رئيسيين هما " الغاية تبرر الوسيلة " و " فرّق تسود ". فكما أن الشعب يأخذ هنا صورة القطيع الذي يمكن لبعض عناصره أن تخاطر بحياتها حين تنحرف عن الطريق وتخرج عن الجماعة ، كذلك يأخذ الحاكمُ صورة الراعي الذي مهمّته هي حراسة القطيع وحمايته من الذئاب. الراعي هنا ليس فقط هو الديكتاتوري المستبد بل أيضا الذي يساعده وينسق معه ويشجعه على متابعة سياسته من حكومات غربية ومثقفين ومفكرين عرب وغير عرب ممن يُقسِمون باللائكية والعقلانية والأنسنة وقيم أخرى مثل حرية التفكير. أما القطيع والذئاب التي تتحين الفرصَ للانقضاض عليه فهما معا يمثلان الشعب. انطلاقا من هذا المنظورالحيواني للعلاقة القائمة بين الحاكم والمحكوم ، يكون الحاكم العربي المستبد " ميكيافلي " حتى النخاعة ، إذ لا يرى في الشعب إلا غابة مليئة بالذئاب ، ولا يكتفي بتنصيب نفسه - حاكما على الغاب - كثعلب يتحلى بالمكر والخديعة ، بل يضيف إلى هذا خصلة أخرى تجعل منه أسدا – ملك الحيوانات – يملك القوة التي تمكنه من فتق بطون الذئاب والفتك بهم . أصحاب المقولة أعلاه يعتبرون الشعب بالضرورة - كقطيع وذئاب معا - محكوما عليه بأن يخضعَ لتوصية ورقابة تخص تسييرَ شؤونه وحياته وإلا ارتكب مثله مثل الطفل الصغير أو القاصرحماقات تؤدي به إلى مصيرلا تحمد عقباه.
من هنا فكرة " الشعب العربي والاسلامي غير مستعد لممارسة الديموقراطية لأنه غير ناضج " أو " لا يستحقها " ، بل لا جدوى حتى من محاولةٍ أولى تمهيدية يقوم من خلالها بتجريبها وإخضاعها لتأقلم ما مع معطيات واقعه ومتطلبات عصره. لن ننسى ، في هذا الصدد ، الصدمة العنيفة التي أصابت ليس فقط العرب والمسلمين ، بل أيضا كلّ فرد يؤمن بقدسية الحرية الانسانية ، لما قال المسؤولون الإسرائليون في ردة فعل منهم على ثورة الشعب المصري ضدّ حليفهم حسني مبارك أن ما يحدث هو خطر على الديموقراطية وقيم العالم المتحضر ولا ينبأ بخير... كثير من المعلقين السياسيين في العالم كتبوا أنذاك أن دولة إسرائيل لم يعد ينظر إليها على أنها قوة احتلال وكفى ، إنما هي كذلك عدوّة لكل ما من شأنه أن يحرّرَ الشعوب في العالم العربي والإسلامي من جور الطغاة وتجبر المستبدين ... وكأنّ اتفاقا ما وُقِع عليه في الخفاء بين إسرائيل والأنظمة العربية لاستعباد شعوبها بجعل القضية الفلسطينية تلعب دورا مزدوجا تكون فيه هي الأمل والمخدر في نفس الوقت. الأمل في التخلص يوما ما من احتلال فلسطين العربية ومحو العار والذل الذي لحق بالقدس الشريفة التي يوجد فيها ثالث الحرمين. المخدر لأن في تركيز الجهود والطاقات والأموال على تحرير الشعب الفلسطيني من ظلم المحتل والإهانة التي لحقت العرب من جراء ذلك ، إلهاء العقول وتغفيل الهمم عن قضية العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وحق حرية الضمير والتعبير ... أو تأجيل وتأخير النضال من أجل الدفاع عن هذه الحقوق واسترجاعها والعمل بها إلى ما بعد تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة... ولكن الشيء الذي خططت له كل من إسرائيل والأنظمة الغربية والعربية المتحالفة معها كان تحقيق لا هذا ولا ذاك ، لا تحرير فلسطين من يد المحتلين ولا تحربر الفرد العربي من استبداد الحكام به واستعباده.

الحقيقة في الواقع العربي والاسلامي الآن عارية وتصرخ بأنها كانت ضحية تآمر حكامها مع حكومات
إسرائيل وممن ساندوهما وقدموا لهما المساعدات الدبلوماسية والمالية والعسكرية والثقافية كغطاء لمتابعة ارتكاب الجرائم التي بدأت قبل بداية احتلال فلسطين واستعمار الدول العربية وإخضاعها للوصاية والحماية واستمرت بعد الاستقلال وما زالت إلى يومنا هذا...ومما زاد الطين بلة ، فقد أصبحت الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة ، وبالخصوص منذ 11 شتمبر ، تتجه نحو مسارات شعوبية ومشاريع عنصرية تتجلى ، بالإضافة إلى المواقف المعادية للإسلام والعرب ، في سياسات الهجرة التي تضع سنة بعد سنة عراقيل جديدة وعقبات إضافية لكل من فكر - بعامل البحث عن عمل أو العلاج من مرض أو متابعة الدراسة أو زيارة أسرة أو السياحة ...- في التوجه إلى بلد في أوروبا ، إلى درجة أن أصبحت الهجرة صعبة للغاية إن لم نقل مستحيلة...

كل هذا يحدث في زمن المعلوماتية والإنترنت ، زمن الفيسبوك وتويتر ، زمن العالم الذي أصبح وكأنه قرية صغيرة بفضل العولمة حيث أصبح كل شيء واضحا للعيان وغدت دقائقُ الأمور مفهومة وأسرارُ الحكومات والبنوك الدولية والمؤسسات السياسية وغيرها مكشوفة ... في زمن العولمة هاته يرى الفرد وهو في العالم العربي أو الافريقي مثلا مجتمعات أخرى غربية تعيش في رخاء اقتصادي وضمانات اجتماعية ، وتوفر للانسان فيها سبل الانتعاش الفردي ووسائل تحقيق الذات واحترام كرامتها... يتساءل العربي وهو أمام الأمر الواقع عن نوع الأخطاء التي ارتكبها حتى يُحْرَمَ من العيش الكريم والحياة الأبية الحرّة في فضاء ديموقراطي تُحترَم فيه حقوقه ويساعده على التعبير عن أفكاره وعواطفه ، وعلى تحقيق أحلامه ومشاريعه ، ويشعره بأنه نافع لمجتمعه وله دور في السير قدما بوطنه ، وليس عالة على الآخرين أو ثقلا على كواهلهم... فيجيء الجواب كصاعقة أو صفعة على شكل استهزاء العالم الساخرالمتحدي : " أنت لستَ إلا مستهلكا ، متفرجا ، مشتكيا ، متشائما ، كائنا سلبيا سطاتيكيا ... فإذا أردتَ يوما أن يكون لك وجود وأن تشعر بأنك موجود وأنك تمارس وجودك بالفعل ... عليك أن تتحرك ، أن تنتج ، أن تبتكر ، أن تتخيل ، أن تتجاوز وضعيتك ، أن تتحدى الخوف ، أن تعبر على نفسك ، أن تقفز إلى الأمام ، أن لا تنظر كثيرا إلى الوراء ، عليك باختصارأن تولد من جديد "...

لكن في زمن العولمة - التي كان قد خُطّط لها في البداية على أن تكون بمثابة سوق كونية قائمة على أساس ظاهرة العرض والطلب الاقتصادية التي تجعل من كل شيء بضاعة يمكن أن تباع وتشترى وتستهلك – حصَلت للشباب العربي والاسلامي قفزة نوعية في تفكيره ووعيه بذاته والآخرين. بطريقة أخرى ، يمكن القول أنه عرف بحدسه وفعل حتمية الصمود في حياته حتى لا يفنى أن يعطي للعولمة معنى مرتبطا بمعضلة هويته الحضارية وأسئلة الأزمة الوجودية المترتبة عنها. بالنسبة له لم يرَ في كل ما عرضته العولمة على شاشتها إلا بضاعة واحدة حددت لها ثمنا لا يمكن للعرب والمسلمين أن يؤدوه بالأموال أو الاقوال والأماني... هذه البضاعة لا يحصل عليها ولا يمكن أن يستعملها إلا من كان وراء تصورها بعبقرية خياله وخصوبة أفكاره ، وصناعتها بإرادته وشجاعته وتضحياته بالغالي والنفيس مما يملك ... هذه البضاعة في الحقيقة لا تخضع لمنطق الاستهلاك كما هي حالة البضائع الاخرى ، إنما هي منتوجُ مقاولة جماعية ومشروعٌ حضاري يحضى دائما وباستمرار باحترام كبير وعناية فائقة وحذر شديد من التفريط فيه أو تضييعه... هذه البضاعة أو المنتوج الذي عرضته العولمة أمام العرب والمسلمين في أبهى حلة وأجمل منظر، مبتسما منشرحا طليقا يجري ويتحدى المساحات والمسافات ، والمخاطر والتهديدات ،
بصدره المستقيم المرتفع ونظراته المتجهة كالسهم الخارق نحو الأفق اسمه بكل بساطة الديموقراطية.

أرادت العولمة أن تكون عوملة السوق والتبادل التجاري وتنقل رؤوس الأموال والتنافس في الانتاجية والعروض والجري وراء المردودية ، أما الشباب العربي والاسلامي فرأى فيها تجسيدا للديموقراطية ، لهذا أرادها عولمة الديموقراطية... فاتخذ قراره وقام بخطوة أولى في الاتجاه الصحيح المؤدي إليها ، فصنع بنفسه في تونس ثورة الياسمين ، وفي مصر ثورة التحرير ، وها هو يصنع بوحده وبنفسه من أجل مستقبل زاهر وغد واعد له وللأجيال الآتية ثورات في ليبيا والبحرين واليمن ، ولن يقف بالتأكيد عند هذا الحد.

وها هو في انطلاقته التي يستحيل أن يوقفها أحد يجيب بنفسه عن مقولة " الديكتاتورية خير من الإسلاموية " ويعبر عن نموذج المجتمع الذي يطمح لتحقيقه عاجلا أم آجلا. فهو يومن إيمانا عميقا بأن المجتمع لمّا تكون له مبادىء ومرجعيات ، وقواعد وقوانين ، وقيم وأخلاقيات ...تؤطر حياته وتنظم علاقاته دون انحياز إلى جهة على حساب أخرى ، وتوجه سلوكاته وتصرفاته وتحفز طموحاته ومشاريعه فيما يخدم مصلحة الجميع والوطن ، وتسمح لكل فرد أن يمارس حياته بحرية وانسجام مع حريات الآخرين... ، لمّا تكون مؤسسات المجتمع وسلوكات الساهرين على تسيير شؤون المواطنين قائمة على الشفافية والإخلاص في العمل ، ومتعوّدة دون أحكام قيمة على التعامل مع الآخر بكل مشاكله وفي كل أبعاده.... ولا ترى في " التعدّدية " الثقافية أو اللغوية أو العرقية أو الدينية أو السياسية مشكلة ...لما تكون هذه حالة المجتمع والدولة ، تكون للشعب عقلية وطريقة في التفكير تستمد قوتها وصلابَتها وأيضا وضوحَها وانسجامَها ، من هذا الرصيد الهائل من احترام السلطات الساهرة على تسيير شؤون الناس ، والاقتناع بجدوى المؤسسات وفاعلية تطبيق القوانين...

في هذا الجو من القناعة العامة بالاسس والقوانين التي تحمي الوطن من السقوط في قبضة الحزب الواحد والمستبدين بالسلطة وأعداء حقوق الانسان ، وكذلك بالمبادىء الديمقراطية وقيم العدالة الاجتماعية التي تصب في مصلحة الوطن والجميع دون إقصاء أحد ، يأخذ الفرد الابعاد التالية :
- يصبح واعيا بفعالية دوره في خدمة أرضه ووطنه ،
- يكون ذا ثقة بالحياة والمستقبل وبالناس لأنه ذا ثقة بنفسه أي بمناهله ومعتقداته وقدراته وطاقاته ... ،
- لا يخشى وصولَ أحزاب أو جماعات أو شخصيات إلى السلطة كيفما كانت برامجُها السياسية ومشاريعها الاجتماعية ومبادئها الايديولوجية... ، لأن نظام القيم التي تؤطر اللعبة السياسية يفرض على الجميع القبولَ والعملَ بقاعدتيْ التنافس والبديل الديمقراطيتيْن...
- لا يظل ينتظر – كما هو شأنُ أغلب الشعوب العربية اليوم – ماذا يمكن أن يفعله بلدُه من أجله ، بل يغدو متسائلا ماذا يمكنه أن يفعل هو من أجل بلده والمجتمع الذي يحيى فيه.

وهنا يكمن التحدّي الكبير الذي على العرب والمسلمين أن يواجهونه بالجرأة والعقلانية ، والعلم والأخلاق... إن أرادوا أن يعيشوا رافعين رؤوسهم بعيدا عن الذل والهوان ، متحررين من القيود ووصاية القوى الخارجية ، ملبين نداء الحياة... أي صانعي قراراتهم بأنفسهم ومتحكمين في قدرهم.


سن القلم: خطوط ووجوه/ عــادل عطيــة


خطوط .. ووجوه

يقولون بأن طريقة الكتابة تعطى للانسان انطباعاً معيناً
فالنسخ ، يوحى بالدقة والرقة
والرقعة ، بالسهولة واليسر
والثلث ، بالقوة والاستقرار
والفارسى ، بالمرونة
والكوفى ، بالقدم
وخط اليد ، بالصدق والامانة
ولا أعرف رأيهم بعد فى الكتابة على الحاسوب
الذى اعرفه ، أن هناك فواتير كفواتير الهاتف ، والكهرباء ، والغاز
تحمل لنا كل الخطوط ، وكل الألوان البراقة ،
ولكن وراء كل كلمة ، وكل لون ، مطالبات قاسية حاسمة
تذكّرنا بالوجوه البشرية الجميلة و المشرقة ، التى تخفى وراءها نفوساً ثعبانية سمها والقبر !


عجز مشترك !!

لا تستطيع "المرتبات" ملاحقة اسعار "المرطبات" .. ولا تستطيع "المرطبات" اطفاء نار الاسعار !...


شراء الذي لا يباع !

قد يتمكن هشام طلعت من شراء غفران عائلة سوزان تميم ، ولكنه هل يتمكن من شراء غفران الله ؟!


 
بقشيش


تتكون كلمة : " بقشيش " من مقطعين :
" بق " و " شيش "
البق ، حشرة معروفة ومصاصة دماء
أما الشيش ، فهي مشتقة من الشيش بيش ، وهي استعارة مكنية ، تفيد ضعف البصر ، فيقولون : نظره شيش بيش 0
والمعنى الكامل لكل ما سبق : مصّ المال دكاكيني ، يعني من غير أن يدري أحد أو يدري !
ومن مرادفات كلمة بقشيش :
اهرش افتح مخك
وأول من وضع اصول البقشيش في مصر ، موظف من عهد الفساد والافساد ، كان يضع لافتة على باب مكتبه - كان ذلك أيام سجائر الوينجز - ، يقول فيها :
" ان اردت أن تنجز فعليك بالوينجز " !

لا مساس !

عندما تريد الحكومة أن تُطمئن المواطن بانها لن تزيد سعر سلعة ما ، تقول لــــــه : "لا مساس بالسلعة الفلانية " .. وهي فعلاً لا تمسها ، بل تقبض عليها بقوة ، وتنفذ فيها الحكم بالزيادة ، حتى اصبحت هذه الكلمة هي الاسم العلمي لفوبيا الاسعار عند الغلابة !
بقليل من التفكير

لماذا يواصل قراصنة الستالايت حربهم ضد أنظمة التشفير ؟!...
ولماذا يتفاخرون بنشر أخبار الباقات المكسورة ، ومفاتيحها الجديدة عبر شبكة الانترنت ؟!.
هل لأن : " المياة المسروقة حلوة" ، كما تقول أمثال سليمان الملك ؟!..
أم أنه مواصلة لنضال ذلك الذى كان يسرق الأغنياء ليعطى الفقراء ؟!...
،...،...،...
وفى مجابهة مع الذكاء الشرير ، أو : الشر الذكى ..
حيث لا يمكن اقتلاع الشر ، ولكن يمكن تضييق الخناق عليه ، أو : تحييده .
فان على اصحاب الفضائيات ، تخفيض قيمة الاشتراك ، ليكون فى متناول العامة . وبذلك يرتفع عدد المشاهدين ، ويرتفع بالمقابل ايراد الاعلانات .
وذلك تمثلا بالصحف والمجلات ، التى تنتشر خارج عالمنا العربى ، وتوزع بالمجان ، ولذلك يقبل عليها المعلن ، ويدفع كثيرا ، لأنه يعرف سلفا أن مثل هذه المطبوعات أكثر وأوسع انتشارا
،...،...،...
انها مجرد فكرة ..
قد يبدأ منها أصحاب القرار التفكير !

كفى يا مجنون ليبيا....هيا ارحل/ محمود كعوش

قل يا "ملك ملوك إفريقيا" المهووس، كم من دماء شباب ليبيا بعد تريد أن تسفك وتسفح فوق تراب ليبيا العرب والعروبة قبل أن ترّحل رحيلاً آمناً أو غير آمن أو أن تُداس وتُسحل بلا رحمة ولا شفقة في شوارع وأزقة طرابلس؟
قل أيها "التاريخ" الملعون والأسود كم من دماء شباب ليبيا الذكية والطاهرة تريد أن تسفك وتسفح قبل أن تجمع متاعك النتنة وتلملم آثارك العفنة وتجر خيباتك وراءك وترحل "إلى حيث ألقت رُحْلَها أُم قشعم" أو تُسحل وتصبح عبرة لمن يعتبر لغيرك من حكام اللعنة في النظام الرسمي العربي المهترئ والمتعفن!!!؟
قل أيها "المجد" الزائف والفارغ...هيا قل...كم من الدماء بعد تريد أن تسفك وتسفح قبل أن ترحل، بلا عودة وغير مأسوف عليك، تودعك وتزف رحيلك لعنات الشعب الليبي خاصة والشعب العربي عامة ولعنات كل أحرار العالم، أو قبل أن تُسحل وسط هتافات وزغاريد وأهازيج نساء ورجال ليبيا المكلومات والمكلومين، الثائرات والثائرين، الغاضبات والغاضبين!!!؟
ورب السماوات والأرض رب الجلال والإكرام والعزة والقدرة والشرف والحرية أن الخزي والعار قد تلبساك من قمة رأسك ألى أخمص قدميك، كما تلبسا تاريخك الطويل فمسحا منه كل علامة مشرقة ومشرفة....هذا لو كان في تاريخك علامات مشرقة ومشرفة بشكل حقيقي...وأنا أشك في ذلك.
ماذا تنتظر يا دراكولا الألفية الثالثة هيا قل ماذا تنتظر!!!؟ هل تنتظر لتظهر المزيد من التفريط لأسيادك في واشنطن و"أخوالك" من صهاينة إرهابيين في تل أبيب مقابل بقائك مدة أطول حاكماً لشعب كرهك وقرفك كما لم يكره أو يقرف شعبٌ حاكماً من قبل!!!؟
ماذا تنتظر أيها الدكتاتور والزعيم الأوحد بعد أن أفصح الرجال والنساء والأطفال والشيوخ في كل ساحات ليبيا العزيزة، في كل شوارع مدنها، في كل أزقتها، في كل ناحية من نواحيها علانية وجهاراً وباصوات عالية ومدوية عن رفضهم ونبذههم لك ورفضهم ونبذهم لبقائك مدة أطول ورؤية وجهك أكثر، ورفضهم لأولادك المجانين مثلك!!!؟
ماذا تنتظر يا طاغية هذا الزمان بعد أن هتف الشعب الليبي والشعب العربي من المحيط إلى الخليج وكل شعوب العالم بسقوطك ورحيلك وحتى محاكمتك دون رحمة أو شفاعة!!!؟
ماذا تنتظر يا هتلر ليبيا بعد أن مزقوا وداسوا كتابك الأخضر، وبعد أن مزقوا وداسوا صورك وصور أولادك وأعوانك في كل مكان فوق الأرض الليبية الطاهرة والأراضي المحيطة بالسفارات الليبية في العالم!!!؟
ماذا تنتظر بعد يا نيرون العصر...قل ماذا تنتظر!!؟ قل بربك لو كان لك رب وقفت بين يديه لحظة خشوع واحدة ماذا تنتظر...هيا قل!!؟
ماذا تنتظر أيها البهلوان وماذا تريد هيا قل...قل أيها الأصم والأعمى والأبكم. قل يا عديم الإحساس وعديم المسؤولية...هيا قل..أم أنك تريد أن ينتظر منك شعب ليبيا العظيم والشعب العربي الأبي بأكمله وشعوب العالم الحرة المزيد من التهديد والوعيد بالثبور وعظائم الأمور والمزيد من الكذب والمكر والخبث والدهاء والأكروبات والألاعيب، كسباً لوقت لم يعد لصالحك في أي حال من الأحوال!!؟
ماذا تنتظر أيها القذافي المجنون بعد ما قذفت شعبك الأعزل والمسالم بكل حمم قذائفك ورميته بكل سموم حقدك وكافأت صبره عليك بتفجير كل نوازعك الإجرامية وسهلت لمرتزقتك تدنيس الأرض وهتك العرض...هيا قل ماذا تنتظر بعد وماذا تريد بعد!!؟
الليبيون والعرب في الداخل وفي المهاجر والشعوب الحرة في كل مكان طالبوك بالرحيل ويلحون في طلبهم أن ترحل، فهيا ارحل...إرحل لم يعد لك مكان بينهم ولم تعد ليبيا والوطن العربي وكل العالم يتسعون لهم ولك في آنٍ معاً.
أيها المجنون لقد أشبعت الليبيين دماً وظلما وقهراً وجورا وكذبا ونفاقا ومهانة، فهيا ارحل يا رجل...إرحل واغرب بوجه الشؤم والبوم هذا عن الليبيين والعرب والعالم أجمع...هيا ارحل أم تراك تفضل أن تُسْحًلَ وتُداس بالنعال!!!؟
هيا ارحل أيها المتهالك على سلطة لم تعد من حقك...إرحل...إرحل...إرحل فمن تريد أن تحكم بعد بحق السماء والشعب الليبي البطل يعلو ويتظافر زئيره كما زئير الأسود مطالباً إياك بالرحيل...فلما لا ترحل بعد...هيا ارحل....من تريد أن تحكم!!!؟
وفر المزيد من الدماء، فلربما يدعو لك شخص ما ممن كانوا من شعبك ومِنْ أبناء أمتك وممن عرفوك في العالم ببعض الرحمة، أم أنك لا تستحق حتى صوتاً واحداً من أصوات كل هؤلاء!!!؟
وفر أيها المجنون المزيد من الدماء وارحل عن شعب ليبيا، فكفاه ما ناله من دمويتك وإجرامك وشرورك...هيا إرحل عنه وعن كل الأمة العربية التي أنت وامثالك من حكام اللعنة في النظام الرسمي العربي جعلتم منها أمة لا حول لها ولا قوة، بعد أن كانت خير أمة أخرجت للناس!!!!؟
هيا افهم أيها المعتوه...إفهم وارحل...إرحل إرحل إرحل...لقد لفظك الجميع ولم يعد أحد يريدك.
هيا هيا ارحل والحق بأخويك التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك...هيا ارحل ليأتي دور غيرك...فهناك من ينتظر دوره على أحر من الجمر.
حجارة الدومينو العربية الرسمية بدأت في التساقط عند أقدام الشعوب...ولا بد أن تتساقط جميعها ليزول هذا النظام الرسمي العربي البائس ويحل محله نظام يحفظ للإنسان العربي كرامته وعزته وهيبته وإرادته.
هيا هيا عجل وارحل...إرحل.
كفى يا مجنون ليبيا....هيا ارحل.

محمود كعوش
كاتب وباحث مقيم بالدانمارك
kawashmahmoud@yahoo.co.uk