هؤلاء هم الثورة المضادة .. لنهضة مصر/ مجدى نجيب وهبة


** دعا عدد من القوى السياسية المصريين إلى المشاركة فى المظاهرة السلمية المقرر تنظيمها يوم الجمعة الموافق 1 إبريل ، تحت شعار "إنقاذ ثورة 25 يناير" .. ووجهت الجمعية الوطنية للتغيبر الدعوة لأعضائها للمشاركة فى المظاهرة ، وقالت فى بيان أصدرته إن هذه المظاهرة ضد "التباطؤ" فى القصاص من قتلة الثوار والمطالبة باسترداد أموال الشعب التى تم نهبها فى عهد النظام السابق .. وأعلنت الجبهة الحرة للتغير السلمى عن عقد محاكمة شعبية للرئيس حسنى مبارك فى ميدان التحرير غدا ومحاكمة بعض الرموز السابقين للحزب الوطنى ، وقال عصام الشريف المتحدث الرسمى للجبهة أنه تم إختيار المستشار محمود الخضيرى لرئاسة المحكمة ، وإيهاب الخولى المحامى الرئيس السابق لحزب الغد للإدعاء ..
** بداية من حيث عنوان الدعوة وهو إنقاذ ثورة 25 يناير ، وهى دعوة غريبة ومثيرة ومضحكة ، كنت أتصور أن تكون الدعوة هى إقامة عرس فى ميدان التحرير ، لإنقاذ مصر وإعادة بنائها ، ولكن يبدو أن الأمور والدعاوى تطالب بالعودة للفوضى والهدم تحت شعارات حنجورية إسوة بشعارات بن لادن وأعوانه ، كنت أتصور أن تكون الدعوة للمطالبة بالإستقرار لتعويض الخسائر الباهظة بالمليارات وإعادة الأمن فى الوطن بعد أن توحشت جرائم البلطجة والإرهاب لترويع المواطنين ... ودعونا نتساءل من هم أصحاب ثورة 25 يناير وممن يطالبون بإنقاذهم ، هل ستظل النغمة القديمة التى سئمنا منها والتى أصبح يرددها بعض المراهقين السياسيين أو أشباه الصحفيين وهم يلوحون عن فلول النظام .. وكل من يتكلم فى صالح الوطن لمحاولة إنقاذه والنهوض به إلى الأمام فهو من فلول الثورة المضادة .. حتى يخرس الجميع ولا يسمع إلا صوتهم الذى يشبه صوت فحيح الأفاعى والحيات ...
** ونعود لنؤكد أن أصحاب هذه الثورة الحقيقية هم شباب راقى فكريا وسلوكه حضارى ولم يفكر فى تخريب أو حرق أو نهب الوطن بل كانت كل مطالبهم "حرية – عدالة – مساواة" .. ثم إلتحم معهم طبقات الشعب البسطاء والفقراء والمعدمين .. إنهم شباب الفيس بوك الذين أعلنوا عن إلتحامهم وتضامنهم للإلتقاء فى شعار واحد وهو "العدالة والحرية" ، وحينما إندس وسطهم الإخوان وبعض الأحزاب أعلنوا فى الصحف والفضائيات والإعلام وقالوا أننا شباب الثورة ولا ننتمى لأية أحزاب سياسية أو دينية ، وحينما حاول أحد دعاة الإخوان المسلمين إعتلاء منصة التحرير للتكلم بإسم الجماعة أنزلوه من أعلى المنصة ورفضوا سماعه .. خرج شباب واعى ومثقف وتطورت الأحداث سريعا حتى وصلنا إلى هذا اليوم ... لقد حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء وفتنة كان البعض يسعى إليها ، بل أن الجيش هو من أسباب نجاح هذه الثورة فقد حرص الجميع على حمايتها وعدم سرقتها حتى تحققت مكاسب عديدة وأهمها إحالة جميع رؤوس الفساد إلى المحاكمة .. تمنى البعض من الغوغاء أن تنهار مصر وتسقط فى مستنقع الطائفية مثل العراق وأن يعم على الوطن بأكمله الخراب ولكن إرادة الله أن لا تمس مصر بسوء فهى دائما مصونة ومحروسة بأقباطها ومسلميها الطيبين .. محروسة بكنائسها وأديرتها ومساجدها .. محروسة بدعاء أهلها الطيبين ، وهو ما جعل سيناريو الخراب يتساقط كما تساقط المفسدون .. وينادى المتظاهرين بإقامة محكمة فورية لكل من الرئيس السابق حسنى مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمى وجمال مبارك ، وقد تم إختيار المستشار محمود الخضيرى لرئاسة المحكمة ، وإيهاب الخولى رئيس حزب الغد السابق للإدعاء وتناسوا الداعين للتظاهر أننا فى دولة يحكمها القضاء المصرى ولا يحق لأى مواطن أيا كان أن يحاسب مسئول أو مواطن بعد إحالته للقضاء المصرى .. ويبدو أن هناك حملات لتصفية الحسابات بين بعض السياسيين والنظام السابق ، وهناك ثورة للتشفى وليس ثورة للإصلاح فالمستشار محمود الخضيرى رئيس نادى القضاة السابق قد أحيل للتقاعد لعدم الصلاحية وهو الحكم الذى أصدرته محكمة الشعب بسبب ميوله الطائفية وحتى نذكر الذين لا يتذكرون ولا يريدون أن يفهموا أن هناك أحكام عديدة طالت شقيق المستشار محمود الخضيرى فشقيقه مصطفى عبد العزيز الخضيرى من جماعة الإخوان المسلمين وسبق إتهامه فى القضية رقم 12 لعام 1965 وأحيل إلى محكمة الجنايات أمن دولة عليا المعروفة بإسم قضية التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وكان هذا فى زمن عبد الناصر وليس مبارك .. ثم إنفصل عن الجماعة وأسس ما يسمى بتنظيم القطبين الذى يعتنق أفكار سيد قطب ، وإتهم فى القضية رقم 191 لعام 1981 والقضية رقم 23 لعام 1987 حصر أمن دولة عليا !!.
** نعم هناك الكثير ولا نريد أن نفتح الملفات ولكن ما يهمنا هى مصر ، فالخسائر بالمليارات وحوادث البلطجة والإجرام والسرقة والإرهاب والإنفلات الأمنى فى الشوارع أصبحت مرعبة .. فالمواطن إفتقد كثيرا إلى الأمن والأمان ، فهل مازال البعض يسعى لمزيد من الخراب والتدمير ، ويعتقد البعض أن الوطن بلا صاحب وأن الدنيا سداح مداح فهم واهمون .. نقول لهؤلاء كم هو عددكم ، هل يتعدى 20 ألف .. لقد تناسيتم أن هناك أكثر من 80 مليون يطالبون بالإستقرار ويرفضون هذا الأسلوب الذى يقود إلى الفوضى .. وأنتم تجهزون الإتهامات لمحاولة نهوض الوطن أو الإصلاح وكل من يتكلم فهو من الثورة المضادة أو من فلول الحزب السابق .. ويواصل بعض المخربين حملاتهم كلما جلسوا أمام شاشات الإعلام .. إن أصابع النظام مازالت تلعب .. تلعب فى إيه بالضبط ؟ ياريت تقولولنا !!! .
** لقد أحيل هؤلاء الفاسدين من النظام السابق والذين روعوا الشعب إلى القضاء ليقتص منهم .. دعونا ننتظر ، ونتكاتف يدا واحدة لإعادة بناء مصر الأمل والمستقبل والحياة وليست مصر الفوضى والتخريب والدمار ، ورغم ما يعانيه الوطن من مشاكل إلا أن هناك مازالت الأفاعى والحيات والعقارب التى تعمل بخبث فى الإعلام والصحف للدعوة إلى مزيد من التخريب والتحريض .. الجميع يغلفون مقالاتهم بالتحريض والسخرية والحث على الفوضى ، وقد تخصصت إحدى الصحف فى مسك الصاجات والدفوف وكأنها صحيفة تضم الغوازى والقوادين .. إنها إحدى الصحف التى تشبه الأفعى وتساندها أفعى أخرى فى البرامج الفضائية تستعين بفرقة عوالم للكيد فى الوطن وهز الوسط ...
** أما أحد الكوارث فهو أحد مقدمى البرامج فى قناة "أون تى فى" يلطم الكفوف بسبب موقف مصر بعدم مشاركتها فى أحد المؤتمرات الغربية لإسقاط نظام العقيد القذافى .. ونتوجه له بالسؤال ماذا يعنيك نظام العقيد القذافى سواء كان مجنون أو عاقل فالشعب الليبى يريد العقيد القذافى وهم يهتفون بالملايين "إله ومعمر .. وليبيا وبس" ... مجنون وشعبه بيحبه إحنا مالنا ، وهل تريدون أن تعيشوا فى الكذبة الكبيرة أن معمر القذافى يضرب شعبه بالصواريخ وياحرام إلحقوا الشعب الليبى .. للأسف الشديد لم يظهر من الشعب الليبى سوى مجموعة مسلحين وهى تحمل الأسلحة والرشاشات ولغتهم ووجوههم ليست ليبية ويتعاملوا مع قوات العقيد بين الكر والفر .. وقد صرح العديد من المحللين بأنهم ليسوا مجموعة ثوار ولكنهم مرتزقة وبعضهم ينتمى لتنظيم القاعدة وهم ينفذون مخطط "الحانوتى أوباما" الذى يمدهم بالسلاح لإسقاط القذافى بأى ثمن ، فى الوقت الذى يزعم هو وعصابته وقطر الإرهابية بأنهم يحمون الشرعية فى ليبيا .. أى شرعية تتحدثون عنها وأنتم تسعون لإحتلال ليبيا للسطو على بترول ليبيا ومن ثم إستباحة كل ثروات الخليج ، ويتمادى المذيع فى حواراته فى برنامجه ، ليستقبل السيد محمود الزهار على الهواء مباشرة ، بينما الأخير فى زيارة للقاهرة ويوجه له عدة أسئلة والزهار ينفى عن منظمة حماس أى أعمال إرهابية ... إنهم وطنيون ومتحدثون بإسم الشعب الفلسطينى ويسعون لتغيير السياسة مع القيادات الجديدة فى مصر ... وتناسى الزهار أن حركة حماس أثارت قدراً بالغاً من الدموية مع خصومها ، فضلاً عن تبنى خطاب دينى تكفيرى إقصائى ، فقامت بإرتكاب أعمال وفظائع من قتل وإعدام فى الشوارع وإلقاء المناضلين من أسطح الأبراج ثم عملت على ممارسة النهب بأوسع أشكاله للمؤسسات والمقار الأمنية . ولدور العبادة المسيحية حتى الكنائس لم تفلت من إيديهم فنهبت وحرقت أقدم وأكبر الكنائس فى غزة بل وفى فلسطين وهو ما يقال عنه أنه عار على الشعب الفلسطينى ، جرى ذلك كله بإسم الدين لا لشئ سوى لتحقيق حلم رخيص وأهوج فى إقامة إمارة الظلام والتخلف والسيطرة بقوة الحديد والنارعلى حياة وفكر ومستقبل مليون ونصف مليون من أبناء غزة ... مارسوا الإجرام السياسى وقاموا بإعدام " بهاء أبو حراد "أحد مسئولى حركة فتح فى سيارتة ، كما قاموا بخطف وإعدام القائد "سميح المدهون " المسئول عن الشباب فى فتح وقاموا بقطع رأسه وربطوه فى سيارة وطافوا به فى المخيمات ، أعدموا أى فلسطينى يعمل مع فتح هو وأسرته بوحشية حتى إنهم لم يتمكنوا من أحد ضباط فتح و عندما علموا أنه نقل للمستشفى للعلاج ذهبوا وقتلوه فى سريره وأمام أهله . فهم يعتبرون أن أعضاء فتح كفار يجب قتلهم ، لقد فاقت وحشية حماس الإرهابية ما كانت تقوم به كثير من سلطات الإحتلال الإسرائيلى .
** لقد تناسى بعض الكتاب والإعلاميين أن عملية تهريب الأسلحة التى تتم عبر الأنفاق من الأراضى المصرية دون أى علم لمصر إنما يعنى تعضيد الإرهاب ضدها وإنتهاك أمنها .. لقد دعا المرشد أية الله خامئنى إلى الجهاد فى غزة معتبرا ذلك طريقا إلى الجنة .. لقد تناسى البعض مما يسيرون وهم مغيبون فى ركب الإخوان أن إيران سخرت أموالها لكل من يحمل فى يده طوبة ويقذف بها مصر ، وجمعت الذئاب من كل جحر .. الذئاب الضالة الذين يبيعون إنتماءاتهم وأوطانهم لمن يدفع الثمن ، إن البعض منا مازال فى وهم الخومينى وحلم تصدير الثورة رغم أنها ماتت ولم يعد لها وجود سوى فى العقول المريضة ... حماك الله يا مصرنا الحبيبة .

قوى التغيير العربية ليست كلّها في سلَّةٍ واحدة/ صبحي غندور


تتواصل الانتفاضات العربية وتمتدّ في حركتها ومسيراتها الشعبية على أكثر من بقعة عربية، لكن من الخطأ الآن وضع كل هذه الثورات والانتفاضات في سلّةٍ واحدة، ثمّ تأييدها والتضامن معها تبعاً لذلك. فالمعيار ليس هو المعارضة فقط أو أسلوب المسيرات الشعبية، بل الأساس لرؤية أيٍّ منها هو السؤال عن هدف هذه الانتفاضات ثمّ عن هويّة القائمين عليها. فمنذ انطلاقة الثورة التونسية أولاً ثمّ المصرية لاحقاً أشرت إلى أهميّة التلازم المطلوب بين الفكر والأسلوب والقيادات في أيِّ حركة تغييرٍ أو ثورة، وبأنّ مصير هذه الانتفاضات ونتائجها سيتوقّف على مدى سلامة هذه العناصر الثلاثة معاً. فالتغيير السياسي وتحقيق الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات العربية هو أمرٌ مرغوب ومطلوب لدى العرب أجمعين لكن من سيقوم بالتغيير وكيف.. وما هو البديل المنشود، وما هي تأثيراته على دور هذه البلدان وسياساتها الخارجية.. كلّها أسئلة لم تجد حتّى الآن إجابةً عنها في عموم المنطقة العربية، رغم أنّها مهمّةٌ جداً لفهم ما يحدث ولمعرفة طبيعة هذه الانتفاضات الشعبية العربية. أيضاً، المشكلة في الموقف من هذه الانتفاضات أنّ المعايير ليست واحدةً عند العرب ككُل، فصحيح أنّها تحدث على الأرض العربية وتترك تأثيراتها على المنطقة بأسرها، لكن ما هو معيارٌ شعبي عربي عام لدعم هذه الثورة أو تلك يختلف ربّما عن معيار أبناء الوطن نفسه. فمعظم العرب رحّبوا مثلاً بالثورة المصرية لأنّها أنهت عهداً من سياسةٍ خارجية مصرية كانت لا تعبّر عن مصر وشعبها ودورها التاريخي الريادي، بينما كان المعيار الأهم لدى الشعب المصري هو مسائل داخلية كالفساد السياسي للنظام السابق والظلم الاجتماعي الناتج عنه وغياب المجتمع الديمقراطي السليم.

لقد شهد العالم في نهاية القرن الماضي تغييراتٍ سياسية كبيرة فيما كان يُعرف باسم "المعسكر الشيوعي"، وكانت العوامل السياسية والاقتصادية الداخلية هي الأساس في تفجير الثورات الشعبية داخل دول هذا المعسكر، لكن رؤية نتائج هذه التغييرات كانت متباينةً في العالم. فالغرب عموماً، ودول "حلف الناتو" خصوصاً، اعتبروها فوزاً كبيراً لهم ولمصالحهم. كما وجدتها واشنطن بدايةً لعصر الانفرادية الأميركية في تقرير مصير العالم، وهو النهج الذي سارت عليه إدارة بوش السابقة. فهل استفاد أو تضرّر العرب مثلاً من هذه المتغيرات الدولية رغم أحقّية مطالب شعوب دول "المعسكر الشيوعي" بالتغيير والإصلاح؟!.

إنّ حركات التغيير العربية السائدة حالياً تحدث على أرضٍ عربية مجزّأة، حيث ينعكس ذلك على طبيعة الحكومات وظروف المعارضات، كما أنّها تجري في منطقةٍ تتحرّك فيها قوى إقليمية عديدة لها أجنداتها الخاصة وتريد أن تصبّ "تغييرات" في مصالحها، فضلاً عن حدوث هذه الانتفاضات بعد سنواتٍ أخيرة من إطلاق الغرائز الإنقسامية الطائفية والمذهبية والأثنية على امتداد الأرض العربية من محيطها الأطلسي إلى خليجها العربي. وقد يكون الأهم في ظروف هذه الانتفاضات وما يحيط بها من مناخ هو وجود إسرائيل نفسها ودورها الشغّال في دول المنطقة (منذ تأسيس إسرائيل) من أجل إشعال الفتن الداخلية وتحطيم الكيانات القائمة لصالح مشروع الدويلات الدينية والأثنية.

فكم هو ساذجٌ من يعتقد أنّ إسرائيل تقف الآن متفرجةً على ما يحدث في جوارها العربي أو أنّها دولة حريصة على "عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية" في حين أنّ دول حلف الناتو تمارس عسكرياً هذا التدخّل!.

كل المنطقة العربية بحاجةٍ فعلاً لإصلاحاتٍ دستورية واقتصادية واجتماعية. كل المنطقة بحاجةٍ إلى العدل السياسي والاجتماعي. كل المنطقة بحاجة إلى المشاركة الشعبية الفعّالة والسليمة في الحكم وقرارته. لكنّ هذا كلّه يحدث وسيحدث على أرضٍ غير مستقرّة ولا هي موحّدة ولا متحررة من أشكال مختلفة من الهيمنة الأجنبية والتدخّل الإقليمي. وهذا الأمر يعيدنا إلى مسؤولية قوى التغيير والمعارضات العربية ومقدار تنّبهها ألا تكون وسيلةً لخدمة أهداف ومصالح غير أهداف ومصالح شعوبها. هنا كانت المشكلة أصلاً في السابق حينما عجزت هذه القوى عن البناء السليم لنفسها: فكراً وأسلوباً وقيادات، فساهمت عن قصدٍ أو غير قصد في خدمة الحكومات والحكّام الظالمين الفاسدين وأطالت بأعمار حكمهم، ممّا جعل شرارت التغيير تبدأ من خارج هذه القوى، ومن شبابٍ عربي يحتاج أصلاً إلى الرعاية الفكرية والسياسية السليمة بعدما قام هو نفسه بأسلوب تغييرٍ سليم.

إنّ حركات التغيير السائدة الآن عربياً يمكن توزيعها إلى ثلاث مجموعات؛ أوّلها مفرح، ومثاله تونس ومصر، وبعضها مقلق، كما هو في اليمن وليبيا وسوريا، وآخرها محزن كما هو في البحرين حيث تحوّل الأمر إلى تصنيفاتٍ مذهبية وصراعاتٍ إقليمية كانت ضحيّتها انتفاضة البحرين ومطالب شعبها المحقّة في الإصلاح.

ولعلَّ في وجود هذه المجموعات ما يؤكّد على مخاطر السلبيات المرافقة لحركة التغيير الإيجابي النشطة حالياً. فحبّذا لو يسبق أيَّ حركة تغيير وضوحٌ في الأهداف وبرامج العمل وهوية البدائل وطبيعتها، فربّما يشكل ذلك حدّاً أدنى من الاطمئنان ولا يُترَك مسار الأمور كحال من يصطاد في البحر ويجهل ما ستحويه شبكته بعد حين. فحال جوع الصياد وحده ليس هو المعيار.

حتى الآن لم تتّضح كثيراً ماهية "الأفكار" ولا طبيعة "القيادات" التي تقف خلف "أساليب" بعض الإنتفاضات العربية. ولا يجوز طبعاً أن تكون "الأساليب" السليمة هي لخدمة أفكار ومشاريع وقيادات غير سليمة تسرق التضحيات والإنجازات الكبرى وتُعيد تكرار ما حدث في السابق في المنطقة العربية من تغييرات كانت تحدث من خلال بعض الانقلابات العسكرية أو الميليشيات المسلحة ثم تتحوّل إلى أسوأ ممّا كان قبلها من واقع.

إنّ الديمقراطية السليمة والعدل السياسي والاجتماعي مطلوبان فعلاً في دول المنطقة، بل في أنحاء العالم كلّه، والحاجة ماسّة لهما كذلك في مجال العلاقات بين الدول، وفي ضرورة احترام خيارات الشعوب لصيغ الحياة الدستورية فيها، وفي عدم تدخّل أيّة دولة (كبرى أو صغرى) في شؤون الدول الأخرى.

إنّ الديمقراطية هي وجهٌ من وجهي الحرّية، وهي صيغة حكم مطلوبة في التعامل بين أبناء البلد الواحد، لكنّها ليست بديلة عن وجه الحرّية الآخر، أي حرّية الوطن وأرضه من كل هيمنة خارجية.

للأسف، فإنّ الواقع العربي لا نجد فيه التوازن السليم المطلوب بين شعارات: الديمقراطية والعدالة والتحرّر والوحدة الوطنية ومسألة الهوية العربية. فمعيار التغيير الإيجابي المطلوب في عموم المنطقة العربية هو مدى تحقيق هذه الشعارات معاً.

إنّ البلاد العربية هي أحوج ما تكون الآن إلى حركة شعبية عربية تتّصف بالديمقراطية والتحرّر الوطني والعروبة. حركة تستند إلى توازن سليم في الفكر والممارسة بين شعارات الديمقراطية والتحرّر الوطني والهوية العربية، حركة شعبية تجمع ولا تفرّق داخل الوطن الواحد، وبين جميع أبناء الأمَّة العربية..

إلى بثينة شعبان أين مهيب النواتي؟/: سري القدوة


كم كنت جميلة وأنت تتحدثين عن التغير في سوريا التي نحبها جميعا ونتمنى لها السلامة ولشعبها الحرية والاستقلال والكرامة وكم كنت حريصا علي متابعة خطوات التغير التي كانت شرارتها انتفاضة درعه البطلة والتي امتدت علي طول المدن السورية التاريخية فكيف لا ومازالت تدمر شامخة عبر التاريخ وما زالت الملكة زنوبيا تدوي كلماتها ( بئس من تاجٍ علي رأس خانعٍ ذليل ونعم من قيدٍ في ساعدٍ حرٍ أبي ) في عنان السماء كاسرة ومخترقة جدار الصمت الرهيب الذي تفرضه الحكومة السورية علي اختفاء المناضل الفلسطيني مهيب النواتي والذي ذهب ولم يعد وكان مجرد رقم في سجلات أروقة مخابراتكم التي تجاوزت كل الحدود والقيم ..

إنني عندما قررت أن أكتب إليك أنت رسالتي هذه ما زلت أمل أن تصلك وأن يتم الكشف عن مصير مهيب النواتي وخاصة وأنت تتحدثي عن واقع التغير في سوريا وتلك الإصلاحات التي تنوي حكومتك اتخاذها بروح من المبادرة ومن أجل إحداث حالة من التغيير علي الساحة العربية ضمن ثورة الشباب الأحرار علي الساحة العربية ..

ممكن عندما تقرئي رسالتي وبالتأكيد ستقرأيها سينتابك شعور بأنني أحرض ضدك وضد سوريا وستهزئين بي وتقولي هذا مجرد رقم عابر كما كانت الأرقام العابرة في تاريخيكم وسرعان ما سترتفع التقارير لتداوي غروركم وتشبع رغبات أجهزتكم وأخيرا هذا شان داخلي لديكم انتم تقدرون موقفة والشيء الذي يهمنا هنا ما هو مصير مهيب النواتي أكيد سمعتي في هذا الاسم لان كل إعلاميين فلسطين كتبوا عن مهيب وعن فقدانه في سوريا ورفعوا المناشدات للرئيس بشار والحكومة وكل الشرفاء في سوريا ولكن بدون جدوى فهل ستصلك رسالتي وان وصلتك الرسالة ننتظر منك الخروج بمؤتمر صحافي للإعلان عن مصير مهيب النواتي وتقديم الحقيقة للجمهور الذي يتطلع إلي معرفة ما يدور والكشف عن مصير المناضل الفلسطيني مهيب النواتي ..

إني قلق للغاية بشأن زميلينا مهيب النواتي الذي فُقد في سوريا، لقد باءت الاتصالات بالسلطات المعنية في سوريا بالفشل وما زال زميلنا مصيره مجهولا ولم يتمكن احد من المساعدة في تأمين عودة زميلنا سالما او معرفة مصيره .

ويذكر ان مهيب توجه إلى سوريا في الثامن والعشرين من ديسمبر من العام الماضي وهو يعمل باحث سياسي كان قد اصدر كتاب بعنوان حماس من الداخل ولديه مقالات سياسيه و أدبيه وشعرية ومواد صحفيه منشوره وقد تم اعتقاله في الانتفاضة الأولى بالسجون الإسرائيلية عدة مرات وهو عضو باتحاد الصحفيين على شبكة الانترنت وكان ممثلهم في فلسطين .

وأن مهيب النواتي قد لجأ إلى النرويج بعد أحداث حزيران/يونيو 2007، التي سيطرت حركة حماس خلالها على قطاع غزة، ومن هناك واصل عمله الصحفي، وبدأ باستكمال الجزء الثاني من كتابه 'حماس من الداخل'، والذي لاقي الجزء الأول منه الصادر عام 2003 أصداء كبيرة وترجم إلى اللغة الإنجليزية.

و توجه إلى سوريا من أجل إجراء لقاءات مع قيادة حماس هناك لإكمال الفصل الأخير من كتابه .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين






عبقرينو وسفروت الغبى .. فى حوار ساخن جدا/ مجدى نجيب وهبة


** فى ميدان التحرير الذى تحول إلى مزار لكبار السياسيين بالعالم وحازت شهرته الأهرامات وتمثال الحرية وشلالات نيكارجوا ، جلس السيد عبقرينو مع صديقه اللدود سفروت الغبى فى أحد مقاهى التحرير والتى أطلق عليها الكتكوت الشرس بعد أن كان إسمها "خريف العمر" ... جلس عبقرينو ومعه صديقه فى أحد أركان المقهى وقد جعل من أحد الطاولات مكتب سياسى فاخر يجلس حوله الكتاب والإعلاميين والفنانين وأصحاب المواهب الخارقة فى الفن والعلوم والأداب .. إنهمك عبقرينو فى قراءة العناوين والمقالات السياسية وبجواره سفروت الغبى يراقبه وهو يحتسى كوبا من الشاى "أبو فتلة" ، فوجده تارة يرفع حاجبيه إلى أعلى ليعبر عن دهشته وسعادته ، وتارة يضم حاجبيه إلى أسفل ليعلن عن سخطه وتذمره مما يقرأ .. وبعد أن طوى عبقرينو الجريدة ، لاحظ سفروت وقد أمسك بها ليقرأ أحد العناوين المثيرة والجديدة مكتوبة بالبنط الكبير فى الصفحة الأولى وباللون الأحمر "المجلس العسكرى : لسنا "إخوانجية أو جماعة سلفية" ومبارك قيد الإقامة الجبرية" ... ولأن سفروت الغبى لا يهتم كثيرا بالسياسة ويتابع أغنية شادية "ياللى من البحيرة ومن أخر الصعيد .. مصر اليوم فى عيد" ، كما يهتم ببرامج عالم سمسم ومباريات كرة القدم وأخبار حسن شحاتة ، وببلاهة تساءل سفروت ما هى علاقة الجيش المصرى بالإخوان المسلمين والسلفيين ، فالجيش هو جيش الوطن وكل المصريين !! .
** رد عبقرينو وقال طبعا إحنا عارفين إن الجيش المصرى هو أمل الشعب كله فى الخروج من هذه الأزمة التى تتعرض لها مصر من إنفلات أمنى إلى بوادر حرب طائفية إلى تدمير السياحة إلى سرقة الأثار إلى خسائر بالمليارات فى الإقتصاد المصرى ..إلخ .. إلخ ، ومنذ تولى الجيش مسئولية البلاد والواد إبن أبو سويلم أبو لسان زفر وفالت وكلامه السماوى .. فأخذ جلابيته فى أسنانه وهات يا لف على القهاوى والأسواق وعمال يلسّن بكلام كدة غريب شوية على الجيش المصرى وبيقول إن الجيش المصرى بيسمع كلام الإخوان المسلمين والسلفيين بعد أن تحولت المحظورة إلى مسموحة والدليل على ذلك إستعانة القوات المسلحة فى التعديلات الدستورية الأخيرة بإثنين من أعضاء اللجنة المنتمين لفكر الإخوان المسلمين ... وأضاف الواد إبن أبو سويلم أن الجيش المصرى أجرى عدة لقاءات كان يحضرها رموز الإخوان المسلمين كما إستعانت القيادة المسلحة بالسلفى محمد حسان للضغط على أبناء قرية صول وإصدار الفتوى التى تحفزهم على إعادة بناء الكنيسة التى تم هدمها من قبل سلفيين القرية ، وتم عمل شو إعلامى كبير للسلفية وشو تليفزيونى بعد حصول السلفيين على الضوء الأخضر لتواجدهم الشرعى فى الشارع المصرى ، حتى الجريمة التى إرتكبت فى حق مواطن "مسيحى" وقطع أذنه من قبل أحد السلفيين وحرق شقته وحرق سيارته فوجئ الجميع بتنازل المجنى عليه عن البلاغ وقبوله الصلح فى حضور المسئول وهو الحاكم العسكرى لمحافظة قنا .. وبعد ذلك رأينا السلفيين يتظاهرون ويتوعدون الكنيسة والبابا بتسليمهم كاميليا شحاتة المسلمة والتى تم خطفها من قبل أمن الدولة وتسليمها للكنيسة ... ولأن أمن الدولة باطل فيجب عودة كاميليا فورا والمحجوزة بالأديرة فى سجن "أبو غريب" النطرونى ، كما قام السلفيين بالتجمهر فى أماكن عديدة والتظاهر للإعلان عن مطالبهم فى تطبيق الشرعية وإعلان الأحكام الإسلامية ، كما قاموا السلفيين بحرق شقة سيدة تقيم بمفردها بالأسكندرية وطردها من المنزل وتهديدها بالقتل فى حالة العودة مرة أخرى بزعم أنها سيدة سيئة السمعة !!! ..
** كما خرج السلفيين بزعامة قائدهم السلفى محمد حسين يعقوب وهو يلقى كلمة فى أحد زواياهم عن الإستفتاء حول تعديل مواد الدستور وإعتبار أن ما تم هو "غزوة الصناديق" وإستاء العديد من تصريحات يعقوب علما بأنه قال الحقيقة حتى لو أنكرها بعد ذلك وإدعى إنه "بيهزر" ولكنها فعلا كانت عمليات الإستفتاء أقرب إلى الحروب الدينية فهو لم يكذب ولكنه أفلت لسانه بالحقيقة وطالب الأقباط بالرحيل إذا لم يعجبهم الإستفتاء أو الدستور .
** كل هذه الأحداث والقوات المسلحة لم تصدر أى بيان لتدين هذه الأعمال ومرت مرور الكرام جعلت الواد إبن أبو سويلم المنفلت اللسان يلسّن فى كفر أبو سويلم وعديد من الكفور والنجوع .. ولأن حوار ونميمة الواد إبن أبو سويلم هو الإعلان أنها "سلمية .. سلمية" ونحن ننعم بحرية الرأى والديمقراطية فقد إكتفت القيادة العامة للقوات المسلحة أن تصدر بيانا تنفى فيه كلام الواد إبن أبو سويلم !! .. وبعد الشرح المسهب لعبقرينو علق سفروت الغبى بأن الجيش المصرى ما كان يجب أن ينفى عن نفسه هذه التهمة البشعة وكان يكفى تجاهلها فالإخوان والسلفيين أنشطة محظورة منذ قيام ثورة 1952 ..
** وإنتقل سفروت الغبى لسؤال أخر بعد قراءته خبر بعنوان "إئتلاف الشباب يدعو لمليونية إنقاذ الثورة" يوم الجمعة القادم فى ميدان التحرير !! . وتساءل سفروت هما مش بردو قبضوا على معظم الوزراء الفاسدين وبعض أعضاء مجلس الشعب المتورطين فى "موقعة الجمل" وإحالة العادلى وزير الداخلية السابق وبعض مساعديه لمحكمة الجنايات ، وقبول تنحى الرئيس مبارك عن الحكم !! .. طيب هو فيه إيه تانى ؟!! ، مايكونش إستحلوا الحكاية ، ناس بتقول دول فلول النظام لسه موجودين ولازم نقبض عليهم ونحاكمهم وكل من له علاقة بمبارك لازم نحاكمه .. ولازم نغير شكل مصر ويجب محاكمة أبو الهول لأنه أحد فلول النظام !! .. ويجب أن نعيد تقييم نصر أكتوبر 1973 لأن مبارك إسمه موجود ، وهل هو نصر أم هزيمة نتيجة تسامح الجيش الإسرائيلى .. إنها أشياء جوهرية يطالبون بها "والأن" .. طبعا الأن دى كلمة محترفى الإتحاد الإشتراكى والشعارات الطلابية للاعب السيرك "الرئيس الأمريكى" أوباما الذى أصبح وليد الصدفة رئيس أكبر دولة فى العالم .. هذا بجانب قرار بعض المحتجين على هدم الخيام وإعادة بنائها بميدان التحرير وبطول الكورنيش بداية من إسكندرية حتى أسوان وبالطريقة دى نحل مشكلة السكن والشباب يتجوز .. ويجعله عامر ..
** وفى سؤال أخير لسفروت الغبى توجه به إلى عبقرينو هل أوباما هو الذى قام بتعيين العقيد معمر القذافى رئيسا لليبيا وهل ليبيا هى تابعة للقارة الأمريكية فنظر إليه عبقرينو وكاد أن ينفجر فيه غيظا وقال له .. إنت بتقول إيه يا "حمار" .. ليبيا دى دولة عربية والعراق بردو دولة عربية ولكن الفرق بين الدولتين إن أمريكا غزت العراق برا وبحرا وجوا وأعدمت صدام بعد أن أعطته الطعم بإحتلال الكويت .. أما فى ليبيا فإكتفت أمريكا بمشاركة حلفائها لحصار ليبيا ودفع الغوغاء وتنظيم القاعدة لإقتحامها برا بعد تدميرها جوا عن طريق الحلفاء .. وعاد سفروت للسؤال الأخر ولماذا يتم عمل ذلك .. أجاب عبقرينو ياغبى العراق دولة مليئة بالنفط والثروات المعدنية وليبيا مليئة بالنفط ودول التحالف رافضة معمر القذافى حتى لو طالب به شعبه .. خلاص هما عايزين كده ودلوقتى هما عاملين تألف وإجتماعات لتحديد علاقة ليبيا بدول الغرب وأمريكا بعد صدام .. وكان أخر سؤال لسفروت الغبى ماذا نسمى ذلك؟ .. أمسك عبقرينو كرسى المقهى وقذف به سفروت الغبى وقال له ألم تسمع عن إستعمار الغرب ونهب الثروات ياغبى .. وغادر عبقرينو المقهى وهو غاضبا ... وإنتهى المقال وشكرا .

عصابة الكَذَّابين السبعة/ أحمد محمد المزعنن


{ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا.}(سورة مريم69)

{لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} ( سورة الحجر 44)

كنت بدأت هذا المقال يوم استقالة المدعو صائب عريقات نتيجة للكذب والكابرة التي أبداها في مقابلته لأحمد منصور في برنامجه المعروف بقناة الجزيرة ، ثم تفجرت الحداث في العالم العربي بشكل دراماتيكي وتراجيدي فاجأ الجميع ، وتحول دوائر الاهتمام إلى تلك الحركات النبيلة التي فجرها جيل الشباب في وجه الطغاة ،وفي كل مرة نتلفت حولنا في أوساط الشعب الفلسطيني المنكوب بعصابة أوسلو من الجواسيس والخونة والسماسرة ، وتملأ قلوبنا الحسرة لما آلت إليه الأوضاع في داخل الوطن وخارجه ، بحيث وجد الشعب الفلسطيني نفسه بين مطرقة اليهود وسنديان الجواسيس المتربصين بالمجاهدين في التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي والمعلوماتي .

إن ترك أسماء أعضاء عصابة الكذابين مضمرًا أمرٌ مقصود حتى تنطبق الصفات الواردة عن سلطة الكذب والجاسوسية والسمسرة في رام الله على كل سبعة في كل موقع من مواقع العمالة التي تتشكل منهم سلطة جواسيس أوسلو اللعينة .

وفي ضوء ذلك نقول لعصابة أوسلو من الكذابين المنافقين الجواسيس : إنه من الأمور المقررة في الشرع والعرف أن الكذب خلق طبيعي في النفس الإنسانية التي تقل فيها درجة الخوف من الله ، وتنعدم أو تضعف التقوى ، أو تأمن العقاب أو العتاب أو التبكيت أو حتى التنكيت ، وقديمًا قيل :إن من أَمِنَ العقابَ أساءَ الأدب.

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{ عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا .}روه الإمام

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ.}رواه الإمام البخاري

شرح حديث البخاري في فتح الباري لابن حجر العسقلاني :

قَوْله : ( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاس ) وَقَعَ فِي حَدِيث حُذَيْفَة عِنْدَ أَحْمَد وَالْبَزَّار " إِنَّ آخِر مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْل الْجَاهِلِيَّة مِنْ كَلَام النُّبُوَّة الْأُولَى " وَالنَّاس يَجُوز فِيهِ الرَّفْع ، وَالْعَائِد عَلَى " مَا " مَحْذُوف، وَيَجُوز النَّصْب وَالْعَائِد ضَمِير الْفَاعِل ، " أَدْرَكَ " بِمَعْنَى بَلَغَ و " إِذَا لَمْ تَسْتَحِ " اِسْم لِلْكَلِمَةِ الْمُشَبَّهَة بِتَأْوِيلِ هَذَا الْقَوْل . قَوْله ( فَاصْنَعْ مَا شِئْت ).

قَالَ الْخَطَّابِيُّ (أحد شراح صحيح البخاري):

الْحِكْمَة فِي التَّعْبِير بِلَفْظِ الْأَمْر دُون الْخَبَر فِي الْحَدِيث أَنَّ الَّذِي يَكُفّ الْإِنْسَان عَنْ مُوَاقَعَة الشَّرّ هُوَ الْحَيَاء فَإِذَا تَرَكَهُ صَارَ كَالْمَأْمُورِ طَبْعًا بِارْتِكَابِ كُلّ شَرٍّ .

وَأُشِيرَ هُنَا إِلَى زِيَادَة عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ النَّوَوِيّ فِي " الْأَرْبَعِينَ "أي الأربعين حديث المعروفة بالأربعين النووية ) : الْأَمْر فِيهِ لِلْإِبَاحَةِ ، أَيْ إِذَا أَرَدْت فِعْل شَيْء فَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا تَسْتَحِي إِذَا فَعَلْته مِنْ اللَّه وَلَا مِنْ النَّاس فَافْعَلْهُ وَإِلَّا فَلَا ، وَعَلَى هَذَا مَدَار الْإِسْلَام ، وَتَوْجِيه ذَلِكَ أَنَّ الْمَأْمُور بِهِ الْوَاجِب وَالْمَنْدُوب يُسْتَحَى مِنْ تَرْكِهِ ، وَالْمَنْهِيّ عَنْهُ الْحَرَام وَالْمَكْرُوه يُسْتَحَى مِنْ فِعْلِهِ ، وَأَمَّا الْمُبَاح فَالْحَيَاء مِنْ فِعْلِهِ جَائِزٌ ، وَكَذَا مَنْ تَرَكَهُ فَتَضَمَّنَ الْحَدِيث الْأَحْكَام الْخَمْسَة .

وَقِيلَ هُوَ أَمْر تَهْدِيد كَمَا تَقَدَّمَ تَوْجِيهه ،وَمَعْنَاهُ إِذَا نُزِعَ مِنْك الْحَيَاء فَافْعَلْ مَا شِئْت فَإِنَّ اللَّه مُجَازِيك عَلَيْهِ ،وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى تَعْظِيم أَمْر الْحَيَاء ، وَقِيلَ هُوَ أَمْر بِمَعْنَى الْخَيْر ، مَنْ لَا يَسْتَحِي يَصْنَع مَا أَرَادَ .

وفي هذا الأسلوب البلاغي النبوي بيان أيُّ بيان ، فترتيب فعل ما يشاء الإنسان قليل الحياء أو من ينعدم لديه الحياء ، وتعليقه على شرط الخلو من الحياء أمر ملموس محسوس في سلوك الشخصية المريضة التي لا تتورع عن ارتكاب أي شكل من أشكال الانحراف السلوكي في سبيل إشباع الدوافع المرضية كالتعويض المرضي ،أو العدوان التعويضي اللاشعوري ، أو الإسقاط أو التحويل النفسي ، وهذه كلها ميول ودوافع انحرافية مرضية لاشعورية يطلق عليها علم التحليل النفسي الحيل الدفاعية أو ميكانيزمات الدفاع defense mechanisms ،وهذا هو الغالب على تصرفات هؤلاء الكذابين من شلة أوسلو اللعينة عليهم لعائن الله وغضبه في الدنيا ، ما ينتظرهم من سوء المآل والخزي في الآخرة.



وبالطبع فإن هؤلاء ليسوا هم فقط فريق الكذابين ، فكل فريق أوسلو المشؤومين - عليهم لعائن الله وغضبه – دجاجلة كذابون منافقون ناقصو الأهلية العقلية والنفسية والمهنية والوطنية ، ولكن هؤلاء السبعة العصابة هم من الفئة التي ذكرها القرآن الكريم في سورة مريم ووصفهم بأنهم {... أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (مريم 69)}، ورغم أنهم أصغر وأحقر وأهون وأوضع من أن نصنفهم بأنهم طُغاة إلا أن مسلكهم وأفعالهم في استمراء الكذب والدفاع عن الباطل،والمماحكة والمراء بالباطل ،وركوب كل صنوف الدجل والفساد والإفساد ،والانحياز إلى ممالاءة اليهود،والتسليم لهم بالحق في احتلال وطننا،والحقد الذي تطفح به سحنهم الكالحة ، والاستهبال والاستغباء والاستعباط والبلاهة والسذاجة التي تطفح بها سرائرهم فيما يفتعلون في مواجهة كل كلمة نقد ، أو بيان لِعظَم ما اقترفوه في حق شعبهم ببيع حقوقه ، والتآمر على قضيته ، والاعتراف باليهود الغزاة المحتلين القتلة ملاكًا لوطننا ، وفي اندفاعهم عن الدفاع عن الباطل بكل أساليب التزييف والكذب ؛ مما يجعل أي إنسان لديه أقل نصيب من الرجولة الحقة ، وأبسط مستوًى من احترام النفس ، وأقل قسطٍ من الترفع عن الدنايا إلى أن يكيل لهم السباب واللعن ويعلن الحرب والكراهية لهم ولمنهجهم وللسبيل المخزي الذي يصرون على السير فيه مع ما فيه من الذل والمهانة .

وبمناسبة الأحداث الأخيرة في تونس ، والتي انتهت بطرد ابن علي من تونس سمعنا وقَرأْنا قولاً للشيخ يوسف القرضاوي يبيح فيه للمظلوم شتم ولعن الظالم استنادًا إلى ما ورد في القرآن الكريم من لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان النبيْين الكريميْن داود وعيسى بن مريم عليهما السلام ،قال الله تعالى:{ ۞ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ. ۞ }(المائدة 78) ،واستنادًا إلى قول الله تعالى :{ ۞ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا۞.} (النساء148)

إن هذه العصابة التي ابْتُليَ بها الشعب الفلسطيني أشدُ عداء وضررًا وإضرارًا للشعب الفلسطيني من الصهاينة المحتلين ، وأكثر نكاية من القتلة اليهود ، فعداء اليهود الصهاينة الغزاة المحتلين وباطلهم القولي والفعلي مكشوف ظاهر لا مراء فيه ، ولا عجب ، فهم غرباء غزاة محتلون ، وكيدهم للمسلمين ثابت منذ اليوم الأول لبعثة النبي العربي في الأمة العربية الأمية ، وهم مخلصون لمنهج جدودهم المجرمين الذين تآمروا على النبي في أكثر من مناسبة ، وعابوا ما جاء به من الحق ، وشهدوا أن عقائد مشركي العرب الوثنيين أصح من دين محمد الذي فيه النجاة في الدنيا ، قال الله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51) {۞(النساء 176) ،وتحالفوا مع كفار قريش ومشركي العرب على قتله بإلقاء حجر الرحا عليه وعلى أصحابه تحت حصن بين النضير ، ثم بالشاة المسموة التي أكل منها يوم غزوة خيبر، والكيد لدينه وللمسلمين على مدار التاريخ ، واسم خاتم النبياء عليه الصلاة والسلام مكتوب عندهم في التوراة كما قا الله تعالى في سورة الأعراف : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)} وكان تسللهم إلى فلسطين الأرض المقدسة بعد الحرب العالمية الأولى بموجب وعد بلفور المشؤوم (2نوفمبر 1917م) وبمساعدة المسيحيين الوثنيين كافة الذين (نبرىء منهم النصارى أنصار عيسى عليه السلام) والإنجليز خاصة بخديعة ومكيدة كلفت تفكيك الإمبراطورية العثمانية (1517- 1919م) وهي أكبر دولة إسلامية حافظت على المسلمين ومقدساتهم ، وحالت دون اليهود والاستيطان في فلسطين - الأرض المقدسة – مدة أربعة قرون (1517- 1919م) ، ودفع السلطان عبد الحميد الثاني - عليه رحمة الله - عرشه ثمنًا لموقف رفض فيه التنازل عن شبر واحد من فلسطين التي هي في الحقيقة وقف إسلامي ، لا يملك أي إنسان الحق في التصرف في ذرة تراب منها ، حتى جاء هؤلاء الأدعياء من سماسرة وجواسيس أوسلو فوضعوا أنفسهم بأقوالهم وأفعالهم مع عتاة اليهود الصهاينة في صف واحد ، وهذا ما أوجب رفع الحصانة الفكرية والوطنية والعرفية والقيمية عنهم .



بدءًا بموقف الجواسيس الأوسلويين كما فضحهم موقع ويكيلكس :



أنقل عينة من عناوين الأخبار والمقالات التي وثقت لأحداث وتفاعلات نشر قناة الجزيرة لمحاضر المحادثات بين رؤوس شياطين فريق أوسلو – عليهم لعائن الله وغضبه – والصهاينة المحتلين المغضوب عليهم :

أولاً:عن موقع مختصر الأخبار 3427 الأربعاء 21- 02 – 1432هـ الموافق 26-01-2011م



أخبار فلسطين

1. وضعتها في حرج بالغ أمام الفلسطينيين.. عباس يطلب تدخل مصر لدى قطر لوقف نشر وثائق المفاوضات وعدم "تشويه" صورة السلطة.

2. عباس: وثائق الجزيرة محرّفة وسنكشف تزييفها!!!

3. "الجزيرة": أمريكا عرضت ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى الأرجنتين.

4. واشنطن هددت الفلسطينيين بقطع المساعدات إذا غيّروا عباس.

5. واشنطن تخشى تداعيات وثائق الجزيرة ،والأردن ينفي اطلاعه.

6. "الجزيرة" تكشف عن إمكانية ضم فلسطين لإسرائيل.

7. "إسرائيل" تسخر من "عباس الكاذب" بعد فضيحة الوثائق.

8. مسئول "إسرائيلى": قطر تدبر لإسقاط السلطة الفلسطينية.

9. هل يعشق اليهود الصهاينة إذلال الفلسطينيين؟ / خباب مروان الحمد

10. وثائق "الجزيرة" وزلزالها المرعب / عبد الباري عطوان

مختصر الأخبار 3427 الأربعاء 21- 02 – 1432هـ الموافق 26-01-2011م

1. "وثائق الجزيرة": السلطة الفلسطينية اغتالت مقاومين لصالح إسرائيل

2. صحيفة: مستشارون فلسطينيون وأجانب باعوا الوثائق لـ«الجزيرة»

3. "فلسطين اليوم" تكشف عن رد القيادة القطرية على طلبات وقف بث "وثائق الجزيرة"

4. الشاباك الصهيوني يؤكد وثائق الجزيرة حول التنسيق الأمني

5. حماس تصف الموقف الأمريكي من وثائق الجزيرة(( الخداع السياسي))

ثانيًا : عن المركز الفلسطيني للإعلام:

1. بعد ثبوت تورطها في قتل مقاومين:"حماس" تدعو الفلسطينيين في كل مكان إلى عزل وحصار سلطة السقوط والعمالة .

2. طالبهم بتوجيه تُهم إثارة الفتنة والكذب:الهباش يفرض على خطباء الجمعة القادمة شتم قناة الجزيرة وأمير قطر.

3. محاكمة شعبية بغزة للمفرطين



ولما كان من الصعب الإلمام بما بدر عن هؤلاء المفسدين الكذابين السبعة وبقية جواسيس أوسلو من ردود الأفعال التي تمثلت في الأقوال والأفعال التي حاولوا بها الدفاع عن الجرائم التي اقترفوها مما يندى له جبين كل من لديه ضمير حي ، أو نفس شريفة .إلا أنه يمكن الرد عليهم ردًا مجملا يستند إلى المبادىء والأصول الفكرية والمبادىء الأصولية.



1 ـ القيمة المعرفية لتسريبات ويكيليكس :

إن ما تنشره قناة الجزيرة عن هذه العصابة التي ظهرت على شاشات التلفزة تكابر وتدافع وتنافح عن الباطل ، هو في حد ذاته قليل الأهمية ،لا من حيث إنه غير صحيح ،ولكن من حيث إنه أقل القليل مما صدر عنهم ، وأن ما نشر وأعلن عبر موقع ويكيليكس وقناة الجزيرة بالتبعية لا يضيف جديدًا ، ولا يعدو أن يكون زوبعة إعلامية تتابع بها قناة الجزيرة دورها في الإثارة الإعلامية فكل الشعب الفلسطيني ، حتى أولئك الذين يطلقون على أنفسهم اسم (الفتحاويين) أو منظمة فتح يعرفون تمام المعرفة عظم الجريمة التي ترتكب حاليًا في حق الوطن ، لكنهم بدوافع المصالح الدنيوية الفانية ، ولأن معظمهم ممن لا يتوفر لديه أي مؤهل فكري أو ثقافي أو أيديولوجي وطني يرقى إلى مستوى الفهم الصحيح لطبيعة الرمحلة الخطرة التي تمر بها قضية وطننا نتيجة لتخلي العرب عنها ،إلا أنهم يجارون عصابة جواسيس أولو لأنهم يمتلكون مفاتيح المال الذي يأتيهم من الغرب الداعم الحقيقي للكيان الصهيوني المحتل .



2 ـ أؤلئك الفتحاويون :

مقومات ومؤهلات الشخصية الفتحاوية :



الفتحاويون : ظاهرة تتعاظم حاليًا في أوساط الشعب الفلسطيني في الشتات ،وهي ظاهرة تزكم الأنوف بروائحها النتنة ، وتبعث الأسى والشفقة على جيل جديد من الشباب الذي يفتقد الإحساس بالانتماء الحقيقي إلى الشعب العظيم الذي تكون من آبائهم وجدودهم ، وتحت الشعور بالضياع وبإغراءات تقدمها سلطة جواسيس أوسلو يجد الكثيرون السبيل ميسورًا أمامهم ليعلنوا تميزهم الفج بقولهم إنهم فتحاويون،ونتلفت حولنا محاولين تفحص تلك الشخصية الضائعة المحلقة في عالم الأوهام محاولين اكتشاف بعض الميزات الموجودة فيهم ولا توجد في غيرهم من أبناء الشعب ، فنكتشف أن حرية الحركة والتنقل بجواز سفر السلطة والرواتب التي يحصلون عليها من السلطة هي ثمن الانحياز إلى الخط الانهزامي الخياني الذي تقوم به عصابة الجواسيس التي تحاول أن توهم الشعب الفلسطيني ، وتعيش حالة من الهستيريا أو الفانتزيا الزائفة بقولهم :إنهم متجهون إلى الدولة الفلسطينية، وهي فئة من يقدمون أنفسهم باسم (الفتحاويون) في الأناشيد وفي الجلسات الخاصة والعامة وفي البرامج التلفزيونية وفي البرامج الحوارية وفي مواقع الإنترنت وفي المناسبات الاجتماعية للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، يجابهنا أولئك الفتحاويون بشخصية تجريدية تعاني حالة انفصام كلي عن الواقع الذي يجري من حولهم ، ذلك الواقع الذي كرسته سلطة جواسيس أوسلو بتصرفات عصابة السبعة وسلاسل العصابات القابعة في مكاتب السلطة وخلايا الأبنية الانحرافية التي سيطرت على السفارات والممثليات والوظائف الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية.



3 - تكتيكات وأساليب الشخصية الفتحاوية :



· اغتصاب التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني.

· الاستئثار بالمناصب والوظائف الرسمية في منظمة التحرير.

· الخطاب الأعور الممجوج المبتور، بترديد اسم فتح وفتحاوي ورمزية فتح وأمجادها بما في ذلك الرئيس الرمز وبقية الاسطوانة في الآلة الدعائية .

· تضخيم الشخصية الرسمية لبعض أصحاب المناصب بطريقة غير مقنعة ولكنها تكتسب وجاهتها ومبرراتها من درجة القرب أو البعد عن فلسفة محمود رضا عباس مرزا ، في رفض المقاومة وتصفيته واضطهاد شعبها.

· المساواة الكاذبة بين الخط الخياني الذي قامت عليه سلطة الجواسيس في رام الله ،والتي تتخفى خلف منظمة فتح ،ومماراساتها الإجرامية وبين حماس التي نبعت من صميم ثقافة الغالبية العظمى للشعب الفلسطيني.

· التحجر الذهني إلى درج الانغلاق في مقابل كل دعوات النقد والتحليل العلمي لأفعال هذه العصابات الدخيلة على الحياة السياسية والاجتماعية الفلسطينية .

· المظهرية المتعالية ، والترويج لفكرة أنهم يمثلون شعب فلسطين وهم أبعد ما يكونون عن الانتماء إليه .

· التبلد الوجداني ،ولافجاجة الانفعالية ،والمكابرة والعناد في مقابل الحجج الدامغة التي يواجههم بها الشعب الشعب المنكوب بهم .







3 ـ جواسيس أوسلو والأحداث المتفجرة في العالم العربي:



عباس يستعد لغزو غزة :

تلكمُ غزة

أرضُ العزة

لا تُرهبُها أعنفُ هزة

لا يخدعها أبغضُ جاسوس

لا يختلُها أحقر سمسار

لا يدنسها عباس الخناس

لن تقبل منهم أنجس وسواس

بالطبع فإن جواسيس أوسلو يعيشون حاليًا أزهى أيام مشروعهم الانهزامي التدميري ،وكنوع من التغطية على الفشل الذي وصل إليه مشروعهم يتظاهرون بأنهم يعيشون حالة أمن واستقرار بجوار جيرانهم الأصدقاء من اليهود الصهاينة المحتلين ،وهم فيما بينهم وبين أنفسهم يملأهم الحبور والزهو بأنهم لم يعودوا الشغل الشاغل للآلة الإعلامية التي فضحتهم ،وكشفت تفريطهم وتآمرهم ، وقبعوا هنالك في ماخور رام الله في مطبخ الخيبة والمشاريع المخربة يحاولون أن يزايدوا على حماس ،وفاجأ الميرزا الشعب الفلسطيني باستعداده للذهاب إلى غزة التي طردته ومعه زمرة الخونة الجواسيس والسماسرة والذناب ، وإن المرء ليعجب أشد العجب كيف يتفوه هذا الجاسوس باسم غزة البية المجاهدة ، وهو الذي دمرها بالتآمر مع المجرمين اليهود وحاصرها مع نظام مبارك وأبو الغيط وعمر سليمان ،ولم يكن ستحيي أن يجاهر بالتعريض بمعارضته لخط المقاومة التي دمرها في الضفة الغربية ،وجعل مقاومة المقاومة سمرسته لقبول اليهود له ،ولم يكتف الميرزا عباس بمجرد عرض فكرة السفر إلى غزة ،بل أخذ يفرض شروطه ويعلن تفاصيل أجندته في حلم المصالحة والانتخابات البرلمانية والرئاسية وكأن بلح الشام وعنب اليمن بي يدبه يملأ سلة أحلامه المريضة ،ويحاول أن يخدع بها أهل غزة الذين نبذوه ونبذوا منهجه .



4- أخيرًا سوف أتلو الدعاء التالي وأطلب من كل قارىء يحب فلسطين أن يُؤَمِنَ على ما يقرأ إذا وافق على ما أكتبه :

- اللهم اقطع عروق رقاب هؤلاء الكذابين السبعة ومن يسير على دربهم.

- اللهم عَسِرْ أمر بوقهم الكذاب هم والذين ربوه على الفساد والإفساد والعناد.

- اللهم يا الله يا كاسر الأكاسرة وقاهر القياصرة،وقاسم الطغاة المفسدين والجبابرة عليك بالوسواس الخناس عدو الله والملة والناس،اللهم أبطل كيده،وافضح أمره في خلقك وبين عبادك.

- اللهم يا بديع السموات والأرض يا حي يا قيوم يا من تقول للشىء كن فيكون،اللهم عليك بالنتاش النجاش الهباش الكذاب المريب المرتاب ،عليك به يا مجري السحاب وهازم الأحزاب ،عليك به فإنه محارب لك ولمنهج نبيك في اليهود وقهرهم ،اللهم اشدد عليه إصرك ، وخلص البلاد والعباد منه ومن أمثاله من المنافقين .

- اللهم يا بديع السموات والأرض،عليك بالشر الوبيل الخرطبيل ، وكل من تسمى منهم بنيبل ، وهو في حقيقته قاطع سبيل .

- اللهم اقطع عروق رقبة عريقات ، آفة الآفات ، وبوق االافتراءات .

- اللهم يا رافع السماء بلا عمد ،وباسط الرض على ماء جمد ، عليك برئيس عصابة الخونة

- اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ، اللهم عجل بهم ولا تمهلهم هم وأولياءهم من اليهود المجرمين المحتلين الفاسدين المفسدين الإفساديين .



والله تعالى أعلى وأعلم ،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .)(يوسف 21)


ثقافة الإعتذار/ رأفت محمد السيد


الثقافات والعادات الحسنة متعدده لاسيما فى المجتمعات المتقدمه وقد أجدها فرصه لاستعرض بعض من هذه الثقافات التى قد تساهم إن عرفناها وتعلمناها فى مجتمعاتنا فقد تفيدنا فى بناء وتاسيس المجتمع الذى ننشده فإذا ماعرفت وفعلت هذه الثقافات لكانت اولى خطوات التقدم والرقى الذى ستشهده مجتمعاتنا ، وأبدأ هنا بثقافة من نوع خاص قد لاتوجد فى مجتمعاتنا الشرقية إلا نادرا ولاأدرى السبب فى ذلك وإنما الاهم أن أستعرض الثقافة الاولى التى وقع إختيارى عليها من بين هذه الثقافات نظرا لاهميتها خاصة وأننا نبدأ عهد جديد فى بناء مصرنا الحبيبة على اسس حضارية إذا مااردنا أن نضعها فى مصاف الدول الكبرى وهى ( ثقافة الإعتذار ) دعونا نتفق إن الخطأ وارد فى كل وقت وفى كل حين ، بل ومن أى شخص فلا أحد معصوم من الخطأ صغيرا كان أم كبيرا – وليس عيبا ان يخطئ الإنسان فكل إبن ادم خطاء كما ورد فى الحديث الشريف ولكن الاهم أن يدرك ويعترف بينه وبين نفسه اولا أنه اخطا بل وتكون لديه الشجاعة أن يعتذر وبسرعة لمن اخطأ فى حقة دون تكبر أو عناد ، فخير الخطاءين التوابون ولكن هيهات هيهات فأغلب المجتمعات الشرقية مازالت لاتعرف ولاتعترف بثقافة الإعتذار بل أن هذه المجتمعات قد تجهل أن الاعتذار أدب اسلامي ينفي منك شعور الكبرياء، وينفي من قلب أخيك الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، أو إساءة الظن بك، حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ، ومع أن الاعتذار بهذا المعنى هو خلق حسن، فالأحسن منه أن تحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرًا للاعتذار فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: " ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا " فإن زلت قدمك مرة فإنه : " لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة " وعندئذ فإن من التواضع ألا تكابر في الدفاع عن نفسك، بل إن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب، وأدعى إلى العفو، وقد يعتقد البعض أن الإعتذار يقلل من قدر الإنسان أو منزلته وأؤكد بأن الإعتذار لن ينقص من منزلتك ياأخى بل أنه يزيد قدرك فمن الحكمة أن تعترف بخطئك فقد يدعوك موقف من المواقف إلى الشدة، التي قد يظنها الناس منك غلظة، فما أجمل أن تبين دواعي شدتك، حتى لا يفسرها أحد بأنها سوء خلق منك، فمن تغلب على نفسه فاعتذر، فتغلب أنت على كبريائك فاعذُر فقد أقرَّ ابن القيم قبول عذر المعتذر من التواضع، ويقول في ذلك: " من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته وعلامة الكرم والتواضع: أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجّه " وتلقي الأعذار بطيب نفس، وبالعفو والصفح، يحض الناس على الاعتذار وسوء المقابلة للمعتذر وتشديد اللائمة عليه يجعل النفوس تصر على الخطأ، وتأبى الاعتراف بالزلل، وترفض تقديم المعاذير همسه إن بادر المسيء بالاعتذار بادر أنت بقبول العذر والعفو عما مضى لئلا ينقطع المعروف – ماأجمل أن يعتذر من يخطئ ومااروع أن يصفح ويعفو من يتلق الإعتذار – ياليتنا نتعلم ثقافى الإعتذار0

raafat.1963@gmail.com


هل يحقق عبد العزيز بوتفليقة أمــنـيـتـه؟/ غالم مـديــن

هل يكون قرار الإفراج عن الشاب مامي ورقة شفاعة لدفع بالعلاقات الجزائرية ـالفرنسية الى الأمام والخروج بها من حلقة التجاذب ا لسياسي ،على القاعدة التاريخية وبقائها رهينة ذلك الإرث بين
الأطياف السياسية لكلا البلدين ، وهذه العلاقات تتسم دوما بالحساسية ، نظرا للأرث التا ريخي المجبول بهذه الحساسية لأنها لم تتعافى منها الأجيال التي تتعاقب على الحكم لأن الماضي التاريخي للبلدين حافل بالمحطات المؤلمة، كما أن فرنسا في بعض المواقف مازالت تنظر للجزائر بمنظار المعاكس لها وبخاصة في المنطقة المغاربية،والخوف الذي ينتاب فرنسا من فقدنها لحساب القوى الإخرى ، التي تتصارع على المنطقة للإستحواذ عليها نظرا لمالها من أفاق إقتصادية واعدة نهيك عن الثروات الطبيعية التي تزخر بها والموقع الجغرافي ا لقريب منها، وهذه القوىأمريكا،الصين،ألمانية،روسيا،والتقارب الملحوظ بين الجزائر وشنطن، تنظر اليه فرنسا بعين التحفظ خيفة من التوجس الذي ينتباها، من ضياع نفوذها التاريخي في موقع كان آ يل لها و لذا عين الترقب دوما شاخصة. هناك.
إذا هل يلطف قرار الإفراج المشروط عن أمير أغنية الراي في الجزائر الشاب مامي ، في فرنسا التي كان يقضي بها عقوبة السجن لمدة 5 سنوات، أجواء العلاقات الجزائرية الفرنسية ،وإعادة الدفئ
اليها من جديد لإذابةالجليد والمتكلس على مسار هذه العلاقات التي تتخبط من الفينة للأخرى في معترك يظفي عليها أجواء التشاحن ، وإن كان في بعض الأحيان يأخذ منحى المهادنة ، لكن الحقيقة الثابتةهي أن هناك ، جمر قابع تحت رماد هذه العلاقات من حين للأخر يبرز لمعانه من تحت الرماد بعد أن ينفخ فيه أحد الطرفين، وعلى مر السنوات التي تعقابت منذ إستقلال الجزائر عن مستعمرتها السابقة فرنسا ، شهدت سجال كبير أخذ في التسعنييات القرن المنصرم منحى أشبه بالقطيعة إلى درجة التراشق الكلامي بين المسؤولين الساميين في البلدين ، ولعلى أكبرتنابز بالألفاظ، كان على مسرح أروقة هيئة الأمم المتحدة في نيورك عام 1995 حين رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك أخذ الصورة التذكارية برفقة الرئيس الجزائري الجنرال ليامين زروال في مقابلة كانت مقررة أن تجمع الرئسيين هناك لبحث ملف العلاقات المتأزمة في تلك الأثناء الى درجة غير مسبوقة في مسار العلاقات و كانت في تلك المرحلة في أسوء مراحلها المقابلة ألغيت بتشنج الرئسيين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الحادثة التي أرخت بظلالها على مسار العلاقات ،بالإظافة الى حا دثة أخرى لاتقل دلالة رمزية عن مأل هذه العلاقات ،حين ترك سفيرالجزائر المعين حديثا في سنة1993 في باريس وهو السيد أحمد غزالي رئيس حكومة سابق في الجزائر
ينتظر أكثر من 6 أشهر ليظفر بموعد من قصر الإليزي ليقدم أوراق إعتماده لدى باريس،وهي سابقة
لم تشهدها العلاقات الدبلوماسية للبلدين ، وهذا التصرف كان مقصودا في تلك الفترة ، لأن باريس كانت تراهن، في تلك الأثناء على إنهيارالنظام الجزائري تحت واقع تصاعد ضربات أعمال العنف المسلح مع الجماعات المسلحةالإسلامية بعيدا توقيف المسار الإنتخابي عام1992 وهي الأحداث التي أدلت بتبعاتها في سيرورة هذه العلاقات في سنوات الدم المسكوب على فوهة الكلاشنكوف في الجزائر، و قضية أخرى كانت إ شارة القطيعة الصمتية بين البلدين حين تم توقيف الدبلوماسي الجزا ئري حساني مدير التشريفات في وزارة الخارجية الجزائرية في مارسيليا ومنعه من مغادرة التراب الفرنسي بشبهة ظلوعه في إغتيال المعارض الجزائري مسيلي رفيق الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد رئيس حزب جبهة القوى الإشتراكية في باريس في ثمنينات القرن المنصرم ، لكن المسلم به ، هو أن هذه العلاقات تحكمهة شعرة معاوية، حين يصعد أحد الطرفين يتراخى الطرف الأخر ، أو كما وصفها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في إحدى تصريحا ته بعلاقة حب حين إستشهد بالبيت الشعري ْ ومن الحب ماقتلْ سنة 2000لوصف هذه العلاقات ، لأنها لم تنفصل بعد من العامل التاريخي الذي يربط الجزائر بمستعمارتها سابقا فرنسا، مازال يسري في عمق هذه العلاقات،ولم تتعافى بعد من هذه الجدلية التي ترخي دوما بظلالها على واقع العلاقات ،في العديد من المناسبات وفي أحيان أخرى تأخذ منحى ضغينة الماضي ،رغم محاولة القفز على هذه الحقيقة من قبل الساسة في البلدين ،وبخاصة في أعلى هرم السلطة،لكن ينجلي هذا المعطى من إسرار الأسرة الثورية في الجزائر على إعتذار فرنسا.وخطوة الإفراج عن الشاب مامي ، قبل إنقضاء محكوميته،سوف يكون لها إنعكاس على مسار العلاقات، خاصة إذا علمنا أن الجزائر كانت تتبنى مطلب الإفراج عن الشاب مامي ، من قبل دوائر في السلطة ربما بإعازمن قصرالمرادية ،بحكم أن الشاب مامي له علاقة شخصية بالرئيس الجزائري الى درجة أنه كان الشخص الوحيد الذي تكفل بالتصريح عن تحسن صحة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بعدإجراء العملية في المستشفى العسكري في باريس، مع العلم أن الشاب مامي ليس له أي صفة رسمية في السلطة تخول له الإضطلاع بالتصريح بكذا معلومات تعتبر من صميم دور السلطات الرسمية ،إذا الإفراج المشروط عنه لانستبعد بأنه جاء ة بعد ا لحاح دوائر في هرم السلطة ،بدليل أن أحد أركان هيئة الدفاع عن الشاب مامي كان يتردد على قصر المرادية في الجزائر، وأنه إستنجد بالرئاسة الجزائرية لتفعيل مطلب إستفادة الشاب مامي من المزايا التي تتوفر في النصوص القانونية ذات الصلة بالموضوع وأفصح عن طلبه هذا في إحدى تصريحاته الصحفيةمطالبا تدخل الرئيس في الموضوع الذي يبدو أنه آتى أكله...؟
وكذلك إشارة من باريس في إظفاءالمزيد من عوامل حلحلة المعوقات و الإرتقاء بهذه العلاقات و إنتشالهة من ترسبات الإرث التاريخي الذي دوما بالمرصاد ، ونستقرء هذا المسعى من خلال خطوة إستحداث منصب مستقل عن الطاقم الحكومي في فرنسا مهمته مسك ملف العلاقات الفرنسيةـ الجزائرية ، ملحق مباشرة بالدوان الرئاسي في قصر الإليزي في باريس إنيط به الى السيد جان بيار رفاران ، رئيس حكومة سابق ، مايعني أن العلاقات أصبحت في يد الرئيس الفرنسي مباشرة، ومهمة جان بيار رفاران فك الطلاسم التي تلاغم هذه العلاقات، التي توليها فرنسا أهمية خاصة خوفا على إنفراط عقد تواجدها في منطقة الى وقت قريب كانت حكرا عليها ،و إظمحلال مصالحها في المنطقة، خاصةبعد ظهور في الأفق بشائر التقارب الجزائر الأمريكي والذي تعكسه خطوات التناغم في عدة ملفات ، وبخاصة الأمنية في الساحل الإفريقي ، والتواجد الإقتصادي للمؤسسات الأمريكية البترولية في الصحراء الجزائرية،وهو ماإستشعرت منه باريس فلتان الجزائرمن دائرة أجندتها.
منذ تولي السيد جان بيار رفاران مهمة تكفل بملف العلاقات بين البلدين توافد على الجزائر مرتين في أقل من سنة وحظي بإستقبال من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يخص بوقت معتبر ، لتباحث في الملفات المطروحة على طاولة النقاش ، وهي متعددة ، بإستثناء ملف الذاكرة التاريخية
بين البلدين ، حسب ما يتدول إعلاميا للإستهلاك لأن هذا الملف يؤرق هذه العلاقات ،قصد تفادي التصادم من جديد والعودة الى التشنج الذي يؤشر عليه التراشق الكلامي والتصريحات ، والتصريحات المضادة التي كانت في بعض الحالات بعيدة عن الأعراف الدبلوماسية ، رغم الإلتفاف عليها لإحتواء تدعياتها ، لكن يجب القول إن هذا الملف/الذاكرة التاريخية /سوف يبقى حاضرا ومحل تجاذب ، وتنامي سجال المطالبة بالإعتذار وهوالسجال الذي يعود هذه الأيام الى الواجهة الإعلامية من خلال تبنيه من قبل أكثر من جهة في الجزائر، وبخاصة من قبل الأسرة الثورية(قدماء المجاهدين، أبناء الشهداء ، الثورة التحررية)أي التي تشرب من منبع التيار الوطني المحافظ، مطلب الإعتذار تتداعى له كل الأطياف المحسوبة على الجناح المحافظ ، وهو الجناح الممسك بالسلطة في الجزائر بمعية المؤسسة العسكرية، وأعتقد بأن إعادة إحياء هذا المطلب من جديد ّإعتذار فرنسا عن ماضيها الإستعماري في الجزائرّ رغبة كامنة عندالرئيس الجزائري ، وبإعاز منه يتم النفخ في الملف كل مرة، وهو الذي وبخ أحد وزارئه لأنه تجرأ و أدلى بدلوه في وصف العلاقات الجزائرية،الفرنسية مصرحا بأن موضوع العلا قات من صلاحياته منطلقا من هذا فإن إعادة تفعيل موضوع الإعتذار يتضح بأنه ورقة بيد الرئيس الجزائري يبتغي منها إفتكاك إعتذارتاريخي ،يوأرخ لمسار تربعه في أعلى هرم السلطة في الجزائر، وهي غاية لانستبعد أن الرئيس يسعى لها ليلمع بها إطار هذا المسار في قصر المرادية يجادل بها من سبقوه، وهذه الرغبة كامنة حتى لدى المقربين منه الذين خابوا في ترشيحه لنيل جائزة ًٌنوبل للسلام ًٌ منذ سنوات وهوالإخفاق الذي سبب لهم إحراج رغم الإمكانيات التي سخرت لهم لتحقيق هذه الأمنية،إذن إفتكاك إعتذار من فرنسا يترأ لنا أنه أصبح في حكم الغاية لدى الرئيس الجزائري ، وإن كنت أشك بأنها أيلة الى التجسيد على الأقل في الظرف الحالي، وحتى على المدى القريب لأن فرنسا ليست في وضع مريح داخليا، يسمح لها بإتخاذ قرار بهذا الحجم الذي يحدث صدمة لدى المواطن ، كما أنه لايتلائم مع مسعى باريس في إعادة هيبتهة خارجيا ، بالإظافة إلى ذلك الطبقة السياسية مقبلة على المخاظ الإ نتخابي الرئاسي ، ورغبة الرئيس ساركوزي في عهدة ثانية وقرار بهذا المستوى لا يشجع الناخب الفرنسي تقبله نظرا للحساسية التاريخية لديه، وهو الذي أي الناخب يعول عليه ساركوزي خاصة المتشبع بالنزعة اليمينية في خضم العديد من الإخفاقات السياسية داخلياوخارجيا، ونتوقع بأنه سيكون محل سهام متعددة في فرنسا بعيدا إنطلاق الحملة الإنتخابية لرئاسيات2012 ومتاعبه بدأت بشائرها تلوح في الأفق هذا الأسبوع بعد أن تكبد حزبه هزيمة مدوية في الإنتخابات المحلية التي إكتسحها الحزب الإشتراكي الذي يتوعده في المنعرج الرئاسي، مع هذه المعطيات مطلب الإعتذار غير مصتسغى لدى قصر الإليزي ، ومهمة جان بيار رفاران على المحك.
صحفي من الجـــزائر
مقيم فـي فيــــيـــــــــنا

الفلسطينيون يريدون إنهاء الإحتلال/ د. مصطفى يوسف اللداوي


إنه أم المطالب الوطنية، وحلم الشعب الفلسطيني، وجماهير الأمة العربية والإسلامية كلها، أن ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وأن يخرج من أرضها الغازون والمستوطنون، وأن تعود إليها حريتها وكرامتها، ويعود إليها أبناؤها، وتستعيد عزتها وماضيها التليد، وأن ترفرف فيها الأعلام الفلسطينية، مؤذنةً بعصرٍ جديد وزمنٍ آخر، في ظل دولةٍ فلسطينية، حرةٍ سيدةٍ مستقلة، يديرها أبناؤها، ويحكمها أهلها، وينطق باسمها ويعبر عنها محرروها ومنقذوها من عسف الاحتلال، ولؤم الاستيطان، ومؤامرة الشيطان، فهذا هو الحلم الفلسطيني الكبير والنبيل، حلم الصغار والكبار، وحلم الأحفاد والأجداد، وحلم الرجال والنساء، بل هو حلم الأحياء والأموات، الذي يتوارثه الخلف عن السلف، إنه مطلب الجماهير الفلسطينية كلها، في الوطن والشتات، والذي من أجله تعمل، وفي سبيله تقاتل وتقاوم، ودونه تقدم وتضحي، وهي أمامه لا تستسلم ولا تيأس، ولا تفرط ولا تهادن، ولا تفاوض ولا تتنازل، ولا تخضع ولا تخنع، ولا تخاف ولا تجبن، وأملها لن يبقى حلماً يروادها في المنام، بل سيغدو يوماً حقيقة لا سراباً، وواقعاً لا خيالاً.

الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو سبب كل داء، ومصدر كل مصيبة، وهو أم الكوارث التي حلت بفلسطين وأهلها، وهو النكبة التي أدت إلى ضياع الأرض، وشتات الشعب، وفرقة الأهل، وتكريس الإنقسام، وسرقة المقدسات، وتشويه التاريخ، وتزوير الحقائق، وهو سبب الفوضى والقلاقل وعدم الإستقرار، وهو أساس الخلافات والنزاعات، وهو مبعث الفتن والحروب، ومدبر الدسائس والمكائد، ومنفذ المؤامرات والإضطرابات، وهو الذي يسعى للتجسس والاختراق، والتخريب والدمار، وإفساد الحياة الاجتماعية، وتخريب المؤسسات الإقتصادية، وهو الذي يحرض المجتمع الدولي، ويستفز القوى الكبرى، ويبتز أقطاب العالم، ليغضوا الطرف عن جرائمه، ويسكتوا عن انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني، واحتلاله لأرضه، وتشريده لشعبه، ويكفوا عن انتقاد الحكومات الإسرائيلية، وتوجيه اللوم لها، وتحميلها المسؤولية عن مصائب الشعب الفلسطيني، وليمتنعوا عن نصرة الفلسطينيين، ويتوقفوا عن وعودهم له بوطنٍ ودولة، وعلمٍ وعاصمةٍ وجيش.

آثار الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتداعيات اغتصابه لحقوق الشعب الفلسطيني ماثلةٌ في كل مكان، وحاضرةٌ في كل بيتٍ وحارةٍ وقريةٍ وبلدةٍ ومدينة، فلا يستطيع أحدٌ أن يتجاهلها، أو أن يغض الطرف عنها، أو يتجاوز أثرها وفعلها، فلا يكاد يخلو بيتٌ فلسطيني من شهيدٍ أو أسير، أو مصابٍ وجريح، أو نازحٍ ولاجئ، أو مبعدٍ ومطارد، فالاحتلال الإسرائيلي لم يغب عن أرضنا، ولم يرحل عن وطننا، فمازالت آثار دماره في الشوارع والطرقات، بيوتٌ مهدمة، ومبانٍ مدمرة، وشوارعٌ محروثة، وبساتين مخربة، وأشجارٌ مخلعة، ومصانعٌ ومعاملٌ مبعثرة، ومازالت قوات الاحتلال تجتاح مدننا وقرانا، وتدخل مخيماتنا وحوارينا، تخرب وتدمر، وتقتل وتعتقل، وتطلق نيران آلاتها الحربية عشوائياً، فتصيب الآمنين في بيوتهم، والمارين في شوارعهم، والجالسين على شرفات منازلهم، نساءاً ورجالاً، شيباً وشباباً، وتطال ببنادقها تلاميذ المدارس، وطلاب الجامعات، والعاملين في ورشهم، والفلاحين في أرضهم، وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم.

الفلسطينيون يريدون التخلص من كل هذه المظاهر الاحتلالية، والممارسات الإستعمارية، والنجاة من كل آلات القتل والخراب والدمار، والانتقال إلى عصر الدولة، وزمن الاستقرار، إنهم يريدون للاحتلال أن يرحل، وللاستيطان أن يتفكك، ولسياسات المصادرة والهدم والطرد والترحيل أن تتوقف، ويريدون لكل أعمال القتل والقصف والتدمير والتخريب أن تنتهي، ويريدون أن تقلع إسرائيل عن كل أعمال الملاحقة والمطاردة والاغتيال والتصفية، ويريد الفلسطينيون لأبنائهم أن يخرجوا من السجون والمعتقلات، وأن يعودوا إلى أسرهم وأهلهم وأطفالهم في مدنهم وقراهم، ولا يبقى منهم في سجون الاحتلال أحد، تحت أي حجةٍ أو ذريعة، أياً كان انتماؤه الحزبي أو ولاءه السياسي، ويريد الفلسطينيون أن يعودوا إلى بيوتهم وقراهم، وإلى أرضهم وبياراتهم، وإلى حقوقهم وممتلكاتهم، وأن ينهوا رحلة الشتات، ومرحلة اللجوء، فيعودون إلى وطنهم وأرضهم التي أخرجوا منها كرهاً وعنوة، وأن يعيشوا جنباً إلى جنب، بمواطنيةٍ راقية، وتشاركيةٍ عاقلة، مع أبناء وطنهم أياً كانت ديانتهم، من الذين كانوا معهم شركاء وجيران في أرضٍ واحدة، وتاريخٍ واحد، قبل أن يفسد الاحتلال عيشهم الكريم، وحياتهم الهانئة.

ويريد الفلسطينيون من المجتمع الدولي أن يفهم أن زمن الإحتلال قد انتهى، وأن عصر الاستعمار قد ولى، ولم تعد هناك شعوبٌ تقبل بالاستعمار، وتسلم بالاحتلال، وتخضع للقوة، وتسلم بسياسة الأمر الواقع، وترضى لعدوها باغتصاب أرضها، ومصادرة حقوقها، فعلى المجتمع الدولي أن يدرك أنه السبب في مصيبة الشعب الفلسطيني، وأنه هو الذي خلق دولة إسرائيل، وهو الذي زرعها في منطقتنا العربية، وهو الذي حقق لها اعتراف الأمم المتحدة، وجعل منها عضواً في المجتمع الدولي، غير أنها عضوٌ مارق، لا تلتزم بالعهود، ولا تعترف بالقرارات، ولا تنفذ الالتزامات، والغرب هو الذي مكن لها في أرضنا على حساب حقوق شعبنا التاريخية، وهو الذي جلب لها السلاح والمال، الذي قتلت به أبناء الشعب الفلسطيني، ودمرت بنيانه وأرضه، وعاثت فيه فساداً وخراباً.

فعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن الفلسطينيين يريدون إنهاء الإحتلال، واستعادة الأرض، وبناء الوطن، وتأسيس الدولة، فهذا هو حلمهم وغاية مقاومتهم ونضالهم، وأنهم يحملون الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية التاريخية والقانونية والإنسانية إزاء حرمان الشعب الفلسطيني من الحق في بناء دولته، والتخلص من الاحتلال الجاثم على صدره، ويعتبرونهم جميعاً شركاء مع إسرائيل في احتلال أرضنا وتأخير استقلالنا وعودتنا، ولهذا فإن عليهم أن يبادروا إلى حل المشكلة التي خلقوها بأنفسهم لنا ولهم، حلاً يرضى به الفلسطينيون دون غيرهم، وإلا فإن الاستقرار الذي يحلمون به لن يتم، والهدوء الذي يدعون أنهم يسعون له لن يتحقق.

التوماهوك لا الفيسبوك يغير النظام في ليبيا/ نقولا ناصر

(المواطن العربي يشاهد بام عينيه الآن ولحظة بلحظة عملية عسكرية أميركية جديدة ل"تغيير نظام" عربي آخر، في ليبيا هذه المرة)

في الحادي والعشرين من الشهر الجاري قالت افتتاحية لصحيفة هآرتس الصادرة في دولة الاحتلال الإسرائيلي باللغة الانكليزية إن "ثورة الفيسبوك" في ليبيا "مهيأة للتحول إلى ثورة (صواريخ) توماهوك. وتدخل قوات من دول غربية يهيئ لنسف شرعية الحركات المدنية هناك وربما في دول أخرى". وبينما تبدو الرؤية بهذا الوضوح في دولة الاحتلال، فإن التشويش الإعلامي لا يجعلها واضحة عربيا بحيث "يعترف" رئيس تحرير القدس العربي عبد الباري عطوان في الرابع والعشرين من الشهر الجاري "بأن الكتابة عن الثورات العربية باتت أمرا معقدا للغاية" لأن "الخيار كان واضحا بين الاستبداد ومنظومة الحريات الديموقراطية" في مصر وتونس "لكن في الحالة الليبية اختلفت الصورة كثيرا بحدوث تدخل عسكري أجنبي باجندات علنية .. واخرى سرية لا نعرف تفاصيلها".

وهذا التشويش الإعلامي يغيب حقيقة أن صواريخ توماهوك التي تدمر البنية التحتية الليبية – وهي بالطبع ملك للشعب الليبي بغض النظر عن النظام الذي بناها – إنما تدمر الدولة الليبية تمهيدا لقيام الدول الغربية التي تدمرها الآن بإعادة بنائها لاحقا بعد "تغيير النظام" بأموال الشعب الليبي، في تكرار واضح للسيناريو العراقي، وتدمر معها فكرة أن التغيير في الوطن العربي يمكن أن يتحقق وطنيا وشعبيا وسلميا دون أي تدخل عسكري أجنبي كما أثبت عرب مصر وتونس، لتدفن تحت أنقاض الدولة الليبية المهاتما غاندي للمرة الثانية ومعه رسالة اللاعنف التي مكنت شعبه الهندي من التحرر الوطني من الامبراطورية البريطانية التي لم تكن الشمس تغيب عنها والتي أثبتت نجاعتها أيضا في تغيير نظامين عربيين حتى الآن، ولتضع المواطن العربي في مواجهة خيار تاريخي بين دكتاتورية وطنية فردية يظل الخلاص منها ممكنا ولو بالوفاة الطبيعية خلال فترة زمنية قد تطول وقد تقصر وبين احتلال أجنبي مباشر أو غير مباشر يكاد يستحيل التحرر منه دون تضحيات جسيمة خلال مدة قد تعرف بدايتها لكن نهايتها مفتوحة. وربما يكون في تزامن بدء الحرب الغربية على ليبيا مع الذكرى السنوية الثامنة لغزو العراق عبرة لمن ما زالوا يدعمون أو يؤيدون التدخل العسكري الغربي في ليبيا مصدقين تصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة وحلف الناتو بانها ستكون حربا قصيرة حدد لها بعضهم مدة ثلاثة أشهر كحد أقصى.



ف"الأزمة الإنسانية" و "مجزرة المدنيين" اللتان حدث التدخل العسكري الغربي في ليبيا بزعم الحيلولة دون وقوعهما مستفحلان كواقع قائم منذ سنوات لا كخطر محدق في العراق وفي قطاع غزة، على سبيل المثال، بسبب تدخل كهذا على وجه التحديد. والمدنيون أو العسكريون الذين يسقطون في ليبيا نتيجة هذا التدخل ليسوا أقل ليبية من الليبيين الذين حدث هذا التدخل باسم الدفاع عنهم وسط خلط إعلامي كانت نتيجته العملية الوحيدة حتى الآن هي تصوير التدخل العسكري الغربي هذه المرة باعتباره "حربا عادلة" دفاعا عن ثورة شعبية تسوغ دفن اي محاولة للوساطة من أجل حل وطني يرفضها "المتدخلون" وحلفاؤهم العرب وشجعوا "الثوار" الليبيين كذلك على رفضها رفضا قاطعا بحيث بات يبدو واضحا أن التدخل العسكري الأجنبي والغطاء العربي له قد استبعدا تماما اي "حل سلمي" للثورة التي اعلنت سلميتها منذ البداية والتي حولها التدخل إلى حرب أهلية لم يعد للحوار من أجل السلم الوطني موطئ قدم فيها، فالقوى المشاركة في ائتلاف هذا التدخل لا تعرف أي لغة للسلام إلا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وهي الوحيدة في المنطقة التي لم تنفع معها لغة السلام.



ومن الواضح أن تشويه صورة الثورة الشعبية الليبية بالتدخل العسكري الأجنبي يهدد بإجهاضها، ومن الواضح أن العداء لأي تدخل أجنبي وطنيا يتناقض مع مطالبة "المجلس الوطني الانتقالي" بهذا التدخل مما يهدد أيضا المستقبل الليبي الذي سوف يتحول إلى رهينة للدعم الأجنبي ليس من السهل التخلص منه بعد الخلاص من الدكتاتورية، واتضاح هذه الحقيقة أكثر بمرور الوقت يهدد بانقسام الاجماع الشعبي على الثورة ضد النظام ويضعفها.



وخطر الانقسام داخليا في الاجماع الليبي على الثورة ضد الاستبداد والدكتاتورية بسبب التدخل العسكري الأجنبي لم يعد خطرا بل واقعا قائما على الصعيد العربي سواء الرسمي أو الشعبي. فمن يتابع أعمدة الرأي العربية يلاحظ معارضة متنامية للتدخل العسكري الأجنبي على حساب الدعم الشعبي العربي للثورة الليبية في بداياتها، فتجربة الغزو ثم الاحتلال الأجنبي الأميركي للعراق بمسوغات مماثلة ما زالت سابقة عربية جروحها نازفة بالمقاومة الوطنية العراقية المستمرة حتى الآن ومن الصعب تجنب عقد المقارنات بين التجربتين الليبية والعراقية. أما على الصعيد الرسمي فالانقسام العربي اكثر وضوحا وسط الأنباء عن مشاركات عسكرية عربية ضد نظام القذافي وضد التدخل العسكري الأجنبي ضده.



والمفارقات في الموقف العربي الرسمي المنقسم حول التدخل الأجنبي في ليبيا كثيرة ويلفت النظر فيها تصريح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية الذي نفى أن يكون ما يحدث "تدخلا"، وليس آخرها أن كلا طرفي الانقسام يفتقدان الديموقراطية التي ثار الشعب الليبي من أجلها وحدث التدخل العسكري الأجنبي باسمها. لكن المفارقة الأهم تظل تكمن في حقيقة ان الدول العربية الأقل ديموقراطية هي الأعلى صوتا في الدفاع عن ثورة الليبيين من أجلها وهي الأكبر مشاركة عسكريا مع التدخل الأجنبي باسمها وهي التي كانت وراء الضوء الأخضر الذي منحته جامعة الدول العربية لهذا التدخل، وهي نفسها التي حال الدعم الأميركي والغربي لأنظمتها دون أي تطور ديموقراطي فيها، ومن هنا المفارقة الأكبر الكامنة في حقيقة ان القوة الأميركية الدولية والدول العربية المتحالفة معها التي أطالت عمر الاستبداد العربي طوال عقود طويلة من الزمن تتصدر اليوم الجهد الوطني الليبي والعربي والدولي بزعم دعم ثورة من أجل الحريات الديموقراطية في ليبيا، مما يثير شكوكا مشروعة وجادة في الأهداف الحقيقية لهذا الدعم والتدخل العسكري ويثير شكوكا مشروعة وجادة كذلك في مستقبل الثورة الليبية نفسها.



والانقسام في المشهد الدولي ليس أقل وضوحا، وليس صحيحا ما تروجه وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية من أن التدخل الغربي العسكري في ليبيا يحظى بدعم دولي ضخم. فامتناع روسيا والصين عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي 1973 وكلتاهما عضو دائم في المجلس، وكذلك امتناع دولتين مرشحتين بقوة لشغل مقعد دائم في المجلس مثل الهند وألمانيا إضافة إلى البرازيل يدحض أي ادعاء بوجود دعم دولي واسع للقرار ذاته ناهيك عن التدخل العسكري الذي يستمد شرعيته منه والذي تجاوز تفويض القرار بفرض منطقة حظر جوي مما دفع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى انتقاد علني لأسلوب تطبيق الحظر سرعان ما تراجع عنه. وما زال موقف الاتحاد الإفريقي متحفظا، ومع أن جنوب إفريقيا كانت واحدة من ثلاث دول في القارة أيدت القرار 1973 فإن الرئيس جاكوب زوما، وهو عضو في لجنة ألفها الاتحاد الإفريقي لإيجاد حل للأزمة الليبية، أعلن رفضه ل"مبدأ تغيير الأنظمة" ول"الاحتلال الأجنبي لليبيا". كما لم يشارك في التدخل العسكري الغربي إلا ثلث دول الاتحاد الأوروبي.وهذا طبعا ناهيك عن موقف جارتي ليبيا العربيتين مصر وتونس اللتين رفضتا المشاركة في التدخل الأجنبي. كما يلفت النظر موقف تركيا كقوة إقليمية رئيسية وعضو في حلف الناتو التي كررت موقف زوما وقال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو إن عمليات التدخل الأجنبي في ليبيا لم تتبع الإجراءات التي تنص عليها القوانين الدولية، بالرغم من مشاركتها اللاحقة بسفن حربية في التدخل الغربي. أما معارضة القوة الإقليمية الهامة الثانية إيران وكذلك دول مثل فنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا فإنها غنية عن البيان.



ويلفت النظر تعتيم الفضائيات العربية الرئيسية على هذا الموقف الدولي وعدم إبراز الموقف الروسي بخاصة في الدعوة إلى جلسة لمجلس الأمن حول ليبيا بعد التدخل العسكري، وتصريح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين – وهو تصريح انتقده الرئيس دميتري ميدفيديف خلال ساعات - الذي شبه يوم الاثنين الماضي القرار 1973 بالدعوات في القرون الوسطى إلى حروب "صليبية". كما لم يحظ باهتمام "المهنيين" في هذه الفضائيات تشبيه صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم للهجمات الغربية في ليبيا ب"عمليات الغزو التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان .. ضد بلدان ذات سيادة"، إلخ.



وبعد التغيير الأميركي بالقوة المسلحة الغاشمة للأنظمة الوطنية في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال وصربيا، فإن حقيقة أن المواطن العربي يشاهد بام عينيه الآن ولحظة بلحظة، بفضل ثورة الاتصالات والإعلام الحديثة، عملية عسكرية أميركية جديدة ل"تغيير نظام" عربي آخر، في ليبيا هذه المرة، باسم عملية "فجر الأوديسا" التي أطلقت في التاسع عشر من الشهر الجاري باسم الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1973 الذي لايتضمن لا نصا ولا روحا في بنوده التسعة والعشرين أي دعوة لتغيير النظام الليبي، وبضوء أخضر من جامعة الدول العربية، وتنفذها "قوة المهمات المشتركة" التي يقودها الجنرال كارتر هام قائد القيادة الإفريقية (أفريكوم) في البنتاغون الأميركي، هي حقيقة ضائعة في خضم الخلط الإعلامي الجارف الذي يغيب هذه الحقيقة والكثير غيرها من الحقائق والتناقضات بتسليط الأضواء على حماية المدنيين، ودعم الديموقراطية، ومنع سلطة حاكمة من قصف الشعب الذي تحكمه واستباحة مدنه بالطائرات والمدفعية الثقيلة كمسوغات لأول حرب تشنها "أفريكوم" في القارة الإفريقية والتي تحولت إلى أول حرب أيضا لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في دولة عربية بالقارة السوداء بعد نقل قيادة العملية إليه.



وقد تحولت عملية "فجر الأوديسا" التي يقودها الأدميرال البحري الأميركي صمويل جيه. لوكلير إلى مناسبة جديدة لكشف ازدواجية معايير السياسة الخارجية الأميركية. فالقاعدة العسكرية الوحيدة ل"أفريكوم" في القارة الإفريقية موجودة في جيبوتي (قاعدة ليمونير) التي زارها قائد "أفريكوم" كارتر هام بينما كانت بلاده ودول غربية أخرى في جدل حول التدخل العسكري في ليبيا. ويوجد في هذه القاعدة حوالي ألفي عسكري اميركي هم جزء من قوة المهمات المشتركة الأميركية في القرن الإفريقي. وفي جيبوتي تحكم "اسرة غوليه" قبضتها على البلاد منذ استقلت جيبوتي عن فرنسا عام 1977 حيث ما زال إسماعيل عمر غوليه رئيسا للبلاد منذ عام 1999 خلفا لعمه بعد أن شغل منصب رئيس مجلس الوزراء الرئاسي لمدة اثنتين وعشرين سنة. واستعدادا لانتخابات الرئاسة في نيسان / ابريل المقبل عدل الرئيس إسماعيل غوليه الدستور قبل حوالي سنة فألغى النص على ولايتين للرئيس كي يتسنى له الاستمرار في الرئاسة لولاية ثالثة مما قاد إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة استوحت الثورتان الشعبيتان في مصر وتونس و تم قمعها. ولا يقل حكم اسرة غوليه فسادا واستبدادا واستئثارا بالسلطة والثروة عن الأسر التي أسقطتها أو تجتاحها الآن الثورات الشعبية العربية. ومع ذلك لم يسمع أحد الرئيس باراك أوباما أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدعو إلى "رحيل" غوليه كما دعيا إلى رحيل القذافي وتبدو جيبوتي للفضائيات العربية المشغولة بليبيا غير موجودة على الخريطة العربية ربما لأن القيادة الأميركية – الفرنسية للتدخل العسكري في ليبيا هي نفسها الحامية لأسرة غوليه.



لقد أنشأ البنتاغون القيادة الإفريقية "أفريكوم" قبل أربع سنوات وما زالت هذه القيادة تتخذ من ألمانيا مقرا لها ومن جيبوتي قاعدة إفريقية وحيدة لها. وقد فشل البنتاغون حتى الآن في الحصول على موافقة أي دولة إفريقية لاستضافة "أفريكوم". وكانت ليبيا والجزائر خصوصا من اقوى المعارضين لاستضافتها أو لاستضافة دول مجاورة لهما لها. وقد فشلت جولة لوفد أميركي في دول المغرب العربي بشمال إفريقيا في حزيران عام 2007 في إقناع أي من هذه الدول باستضافتها. وحتى المغرب التي تعتبر من أقوى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة "لم تفرش لها السجاد الأحمر" كما قالت الواشنطن بوست في حينه. وقد علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر والباحث في مؤسسة كارنيجي الأميركية للسلام الدولي رشيد تلمساني على موقف الحكومات في المغرب العربي بأن الأنظمة تدرك بأن الفكرة بكاملها غير شعبية إلى حد كبير جدا لأن "الناس في الشارع يفترضون بأن حكوماتهم قد دخلت في تعاملات اكثر من اللازم مع الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب على حساب سيادة القانون" فيها.



وعلى هذه الخلفية، يبدو من الواضح تماما الآن أن "أفريكوم" تمارس دورها في المغرب العربي بشمال إفريقيا تحت علم الأمم المتحدة وبموافقة من الجامعة العربية وحماية "ثورة" شعبية في ليبيا، وربما لن يمضي وقت طويل قبل أن يفرش السجاد الأحمر لقيادة "أفريكوم" الأميركية في عاصمة عربية بشمال القارة السوداء، ربما امتنانا لتدخل "أفريكوم" العسكري في حماية المدنيين الليبيين، ونضالهم من أجل الديموقراطية.



*كاتب عربي من فلسطين

nicolanasser@yahoo.com*


كيف تصبح مسرحيا في 9 أيام؟/ علي مسعاد


" الحفاوة" التي أستقبل بها ، الممثل المغربي عبد الرحيم المنياري ، من طرف جمهور الأيام المسرحية الأولى ، التي تنظمها بمناسبة اليوم العالمي للمسرح ، إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس ، في الفترة ما بين 18 و 27 مارس الجاري ، إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعطش الجمهور المغربي لمسرح مغربي 100 في المائة و تعلقا ب" أبناء البلد" من الفنانين المغاربة .
" حفاوة " تقاسمتها معه الممثلتين " سعاد صابر و فاطمة وشاي ، اللتين قدمتا يومه الأحد الماضي ، إلى جانب فاطمة نوالي و عبد الكبير باجي ، مسرحية " حاني راسو" وهي من تأليف : الدكتور أحمد أمل و إخراج : إدريس السبتي .
فقد كان " استقبالا " بحجم هذه الأسماء الفنية ، التي أصبحت تطالعه عبر شاشة التلفزيون والسينما ، وها هي اليوم " بشحمها ولحمها " أمامه ، مما يضع ، على عاتق المسؤولين المغاربة ، خاصة في القطاع الفني ، بضرورة الاهتمام و إيلاء الكثير من العناية للقطاع الفني .
وذلك حتى يكون لنا جيل مسرحي ، قادر على التمييز بين الجيد والرديء من الأعمال المسرحية ، له ذائقة فنية ويحترم " قدسية الخشبة " وملتزما بطقوس "الفرجة ".
لأن ما نراه اليوم ، من مشاهد أمام المركب الثقافي حسن الصقلي ، يطرح أكثر من سؤال :
عن سبب خلط الجمهور بين " المسرح " و " المركب الرياضي " ، بحيث أن جمهور الأطفال و الشباب ، يحملون معهم ، ثقافة " هجينة" تخل بقواعد " الفرجة " المسرحية ، فبين " الصراخ " ، " الصفير " والتصفيق بمناسبة وبدونها ، يخلق " شوشرة " للجمهور المتتبع للعرض المسرحي وفق قواعده المتعارف عليها .
وما يزيد الطين بلة ، الأسرة التي تصطحب معها الأطفال الصغار ، مما يخلق " الفوضى " داخل قاعة العرض ويخل بالفرجة كما يجب .
صحيح ، أن مدير المركب يردد لازمته للآباء والأمهات ، بترك الأبناء بالمنازل ، لأن الإدارة قد خصصت لهم ، عروضا خاصة بهم ، إلا أنه لا " حياة لمن تنادي ".
دون الحديث عن الحوارات الجانبية أثناء العرض المسرحي ورنات الهاتف والضحك المجاني ، مما يتطلب تدخل الجهة المنظمة ، أكثر من مرة .
مما يطرح أكثر من سؤال :
لماذا تغيب الوجوه الفنية والثقافية و الإعلامية والجمعوية ، عن الملتقيات و المهرجانات المسرحية ؟ا
لأنه ، بحضور هؤلاء وأمثالهم وإلتزامهم " الصمت " أثناء العرض المسرحي ، سيكونون عبرة ، لجمهور الأطفال والشباب ، الذين يملئون القاعة ب" صفيرهم " و صراخهم " و من شأنه أن يعطينا جمهورا مسرحيا ، ملزما بشروط وقواعد " الفرجة" .
لأن 9 أيام ، لا تكفي ، لتربية جيل مسرحي ، قادر على التمييز بين قواعد الفرجة الرياضية والفرجة المسرحية .
9 أيام لا تكفي ، لتكوين جيل مسرحي ، له دراية بتاريخ المسرح المغربي ويعرف عنه الكثير من المحطات و الأسماء التي " ناضلت " من أجله ومن أجل ترسيخ قواعده .
9 أيام ، لا تكفي في غياب أوراش مسرحية ، ندوات في وعن المسرح ، حركية مسرحية محلية ، لقاءات مفتوحة مع أبرز الوجوه الفنية ، مسرح مدرسي ، جمعيات و أندية مسرحية بدور الشباب ، وهنا أتساءل بالمناسبة : أين هي النقابات والاتحادات الفنية ؟ا أين هي الجمعيات التي استفادت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟ا لما " هرولت " جميعها إلى " الفصالة " و " الخياطة" ونسيت تربية الذوق الفني والجمالي لدى أطفال وشباب الحي ؟ا أين هنا دور محترف جمعية " الواحة" ، هل دوره مقتصرعلى تنظيم المهرجان الشعبي المغاربي كل سنة ، دون تربية وتكوين جيل مسرحي ؟ا أين هي النخبة المحلية ؟ا
لأن ما يحدث خلال الأيام المسرحية الأولى ، بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، هو إفراز لكثير من الغيابات التي كان من شأنها ، أن تعطينا جمهورا " رياضيا " داخل المسرح .
وهذا إن دل على شيء فإما يدل على أن هناك خلل ما ، يجب محاصرته إن لم نقل الحد منه ، لنحقق المطلوب من تنظيم أيام مسرحية ، تطلبت الكثير من الأموال ، من أجل تنظيمها بهذه المناسبة العالمية .
فهل خلال 5 أيام ، المتبقية من عمر الأيام المسرحية الأولى ، سنستطيع متابعة ما تبقى من العروض المسرحية في جو مسرحي 100 في 100 أم لا ؟ا ذلك ما سنكشفه اليوم ، خلال العرض المسرحي " وجه المحاين " الذي سيقدمه المركز الثقافي الروسي للعلم والثقافة بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المركب الثقافي حسن الصقلي ،كما العروض المبرمجة ، خلال الأيام القادمة ك" مسرحية " لعبة الحب " لجمعية مسرح اليوم والغد و مسرحية " للا مولاتي " لفرقة أكاديما و مسرحية " جنون البقر " لفرقة مسرح الشعب – تواصل و مسرحية اليوم الختامي الخاصة بالأطفال " الجدة فلة " لمسرح تروب دور .
Casatoday2010@gmail.com

حزب الله والأحداث في سوريا!/ لاحظ س حداد


ما هو موقف حزب الله وحليفه المتمرّد، زعيم الرابية، من الأحداث الجارية في سوريا؟

سؤال يتبادر إلى الذهن عندما تتوالى الأنباء المقروءة والمصورة عمّا يجري في سوريا هذه الأيام لا سيما بعد اتساع رقعة التظاهرات الشعبية لتشمل، بالإضافة إلى محافظة درعا، العاصمة دمشق والعديد من المحافظات السورية المتنائية، وأيضاً، ما تتناوله الصحافة العالمية عن العنف المخيف والقاتل الذي تتعامل به سلطات النظام مع المتظاهرين والغضب الدولي المتزايد على هذه التصرفات غير الانسانية؛ هذا بالإضافة إلى ما تتناقله وسائل الأنباء عن فشل نظام الأسد في استيعاب الانتفاضة الشعبية بالرغم من إعلانه عن الإصلاحات المنوي اتخاذها، وترى أن توقيتها أصبح غير ذات قيمة بل محاولة لشراء الوقت..
ما يتخوف منه اللبنانيون هو أن الأحداث السورية، التي تتفاعل داخلياً، قد تُحفّز النظام السوري إلى زيادة الضغط على الانقلابيين من حلفائه الموالين له في لبنان من أجل تسهيل مساعي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتستعجله تأليف حكومة، كيفما كان، دون إرضاء بعض هؤلاء الحلفاء، تكون عضداً له، قد يقتضي الاستنجاد بها، إذا ما تبيّن له أن هبوب العاصفة الكبرى بدأت تدق أبواب نظامه التي بدأت بالتخلخل فتقوم بدعمه وتوقف انهياره ..

هذا، إن حصل، فهو، أي الرئيس ميقاتي، المشهود له بالذكاء والحنكة، لن يكن لديه بدٌّ من الاعتذار عن تأليف هكذا حكومة أو الإسراع إلى طرح تشكيلة حكومية ترضي ضميره الوطني وتمثل قناعاته التي أعلنها عند قبول ترشيحه، ذلك كي لا يُصبح كبش فداء للنظام السوري على حساب عموم أبناء وطنه أو أبناء مدينته وانتمائهم بشكل خاص فيأتي الرفض من الرافضين..
ما يشجعنا على هذا الاعتقاد هو موجة التراجع الخطابي الني ظهرت مؤخراً عند عدد من قيادات حزب الله وحركة أمل، مواقف بدَت وكأنها ترفع الغطاء أو تقبّ البـاط عن تصلّب الحليف الذي وُضِعَ في بوز المدفع وتركه يتحمل منفرداً نتائج غوغائيته في المطالبة بالحصول على حق الفيتو في الحكومة العتيدة فتكون له القيادة عوض أن تكون لرئيسها..

وحده المحولاتي لقطار السياسة الجنبلاطية، الذي يسعى إلى استعادة خط سير القطار السوري باتجاه وطنه حيث نراه يهرع إلى دمشق ويجتمع، تارة مع بعض ضباط عهد الوصاية وطوراً إلى القيادة المشغولة حتى الاختناق بمعالجة شدائدها، طالباً أو مستأنساً بالرأي الذي لم يعد صائباً فيعود بخفي حنين ويخلو وفاضه من بشائر مجديّة.. حتى حزب الله استلم الرسالة السورية اللاسلكية فأخذ يعمل بموجبها؛ إلاّ أن الأهم من هذه الرسالة هي الرسالة الايرانية التي لا زالت مبهمة والتي قد تبقى كذلك إلى أمد غير محدد حالياً..

الخوف الحقيقي يبقى، أن يتصرف حزب الله بموجب الرسالة الايراني المبهمة أو يتصرّف من عندياته مستبقاً النتائج التي يبدو أنها باتت ترعب الجميع، وأن تستفزّه المواقف والأحداث المتسارعة في سوريا والمنطقة العربية فيقوم، بتشجيعٍ متعاظم من حليفه الأساسي، زعيم الرابية، ومن داعمه ومورده الرئيس، النظام الايراني، الذي نراه راصداً لما يجري في بلد حليفه السوري، ودفعه للمبادرة إلى استكمال إنقلابه السياسي/العسكري، والانقضاض على الدولة اللبنانية والأستيلاء على السلطة فيها، ما يجعله غير مُحتسب للعواقب التي ستترتّب على هكذا تصرّف، وغير مبالٍ لما سيُعرّض الوطن ككل وواضعاً الجميع، نعني حلفاءَه القريبين والبعيدين، قيد الأمر الواقع ويعيد خلط جميع الأوراق في البلد في استغلالٍ شنيع لانشعال المجتمع الدولي بالأحداث الجارية حالياً لتحقيق أهداف استراتيجية ولاية الفقيه التي يعمل عليها منذ إنشائه..
قد لا نكون مخطئين في الظن أن حزب الله، بتصرفه هذا قد يخلق وضعاً جديداً يصعب التكهن بنتائجه إلاّ أنه حتماً سيضر بوضعه الخاص في التركيبة اللبنانية إذ سيكون كمن سعى إلى حتفه بظلفه كون جميع المكونات اللبنانية ستتكوكب ضد تصرفه ولن ينفعه دعم الداعمين وإن اعتمد على بعض الأصوليين والتفجيريين؛ وسيكون خروجه عظيماً..

من هنا، يتوجب على قادة ثورة الأرز، التي ستصبح أكثر واقعية بانضمام الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني إليها، عليهم أن يكونوا أكثر حذراً واستعداداً لدرأ خطر هكذا تصرّف قد يقوم به حزب الله تحت شعارات همايونية يعلنها نصيره الذي أمسى وحيداً في مساندته اليوم بعدما تكشفت التقارير المتتالية والطروحات الخجولة لباقي الحلفاء المحليين والاقليميين، وفي مقدمهم النظام السوري، عن تراجع كبير في إمكانية توفير حقيقي للدعم المطلوب..

نتمنى على الرئيس المكلف تشكيل الوزارة اللبنانية أن لا يتهاون في اتخاذ الخطوة اللازمة والضرورية، والتعاون مع فخامة رئيس البلاد لاستبعاد حصول ما لا تحمد عقباه وألاّ يثابرا على نهج المراضاة والترضية بل لتكن يدهم قاضة على الأعنة قبل انطلاق عربات الفوضى التي ندفعها أحصنة باتت هجينة تماماً، لا ولم تُساس لبنانياً..

صانك الله لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم