اليمن بين بلقيس وعلى عبد الله صالح/ نرمين كحيلة



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم". وفي رواية له أيضاً: "الفقه يمان والحكمة يمانية". ولفظ مسلم قريب من لفظ البخاري. فالحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة منها رواية البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

فقوله صلى الله عليه وسلم:"وأرق أفئدة" أى ألينها وأسرعها لقبول الحق واستجابة للداعى لأنهم أجابوا إلى الإسلام بدون محاربة للين قلوبهم .. وقوله: "ألين قلوبًا" وفى رواية:"أضعف قلوبًا" أى أعطفها وأشفقها .. وقوله:"الإيمان يمان" أى الإيمان يمانى فنسب الإيمان إلى أصل اليمن إشعارصا بكمال إيمانهم.قال النووى:نسب الحكمة إليهم كما نسب الإيمان.. قال ابن حجر:والمراد بها هنا العلم المشتمل على المعرفة بالله.

وإن المتأمل فى قصة سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس يرى كيف كان اليمن دولة عظيمة لها حضارة عريقة وأهم ما كان يميزها هو الديمقراطية التى كانت تتمتع بها حتى فى عصور ما قبل الميلاد فنجد الملكة بلقيس لما قرأت كتاب سليمان عليه السلام جمعت وزراءها وعلية قومها ، و استشارتهم في أمر هذا الكتاب ، فقالت:" يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون.(النمل 32)" أي : حتى تحضرون وتشيرون . أى أنها أشركت شعبها فى القرار ولم تنفرد به رغم أنهم أوكلوا لها أمرها وفوضوها فى أمورهم وقالوا لها:" نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين" أي : نحن أقوياء قادرين على الحرب ، إن شئت أن تقصديه وتحاربيه. وبعد هذا فالأمر إليك ، مري فينا برأيك نمتثله ونطيعه. وفي ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها ، و تحسب لها ألف حساب. فكان رأي وزرائها " نحن أولوا قوةٍ و أولوا بأس شديدٍ " في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة.

إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم ، فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها .
قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلدًا عنوة أفسدوه ، أي : خربوه ، " وجعلوا أعزة أهلها أذلة" أي : وقصدوا من فيها من الولاة والجنود ، فأهانوهم غاية الهوان ، إما بالقتل أو بالأسر. وقال الله عز وجل تعقيبًا على كلام بلقيس وتأكيدًا له:" وكذلك يفعلون "


قال الحسن البصري ، رحمه الله : كانت هي أحزم رأيا منهم ، وأعلم بأمر سليمان ، وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه ، وما سخر له من الجن والإنس والطير ، وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمرًا عجيبًا بديعًا ، فقالت لهم : إني أخشى أن نحاربه ونمتنع عليه ، فيقصدنا بجنوده ، ويهلكنا بمن معه ، ويخلص إليَّ وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا ; ثم عدلت إلى المهادنة والمصالحة والمسالمة ، فقالت" : وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون" أي : سأبعث إليه بهدية تليق به وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك ، فلعله يقبل ذلك ويكف عنا ، أو يضرب علينا خراجًا نحمله إليه في كل عام ، ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا . قال قتادة : رحمها الله ورضي عنها ، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها!! علمت أن الهدية تقع موقعًا من الناس .

وقال ابن عباس : قالت لقومها : إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه ، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه .

وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص ، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين ، و يسجدون لها من دون الله ، و هذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان - عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء.. كانت حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب. أى أن عرشها وملكها لم يجعلها تتمسك بالحكم وتغلبه على العقل والمنطق فآثرت حماية شعبها من الهلاك والدمار وحقن دمائه"

ويبدو أن منهج الديمقراطية التى سارت عليه بلقيس كان معمولا به ليس فى عهدها فقط بل فى العهود التى سبقتها والتى تلتها.. ترى لو كان الهدهد يعيش فى عصرنا الحالى ورأى الرئيس على عبد الله صالح فماذا كان سيقول لسليمان عليه السلام؟ هل كان سيقول له رأيت رجلا لا يرحم شعبه ويعبد كرسى الحكم ، هل كان سيقول له رأيت رجلا ديكتاتورًا يقتل الأبرياء الذين يطالبون بالحرية؟ ترى ماذا لو علم سليمان عليه السلام بهذا؟ هل كان سيستدعى الرئيس على ويحاكمه على فعلته؟ أم كان سيحضر عرشه ويقول له اتقى الله فى هذا الكرسى؟

إن الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى لم يعذب قوم بلقيس رغم أنهم كفار لأن مملكتهم قائمة على العدل والشورى.. قال العلماء: إن الله تبارك وتعالى ينصر الدولةَ العادلةَ ولو كانت كافرة ، ويُهلك الدولة الظالمةَ ، ولو كانت مسلمة.

يعنى نحن العرب عرفنا الديمقراطية والشورى بمعناها الحق قبل أن تعرفها أوروبا وأمريكا فى العصر الحديث ، أليس من العيب أن نكون فى القرن الواحد والعشرين ويتسم حكامنا بالديكتاتورية ؟ أليس من العيب أن يعلمنا الغرب معنى الديمقراطية وقد أتى الاسلام بمبدأ الشورى وسبق بذلك كل ديمقراطيات العالم الحديث؟ ترى لو كان شعب الملكة بلقيس طلب منها التنحى هل كانت ستمتنع؟ إن الحكام العرب لا يستفيدون من التاريخ ولا من قصص القرآن ويوقعون أنفسهم وشعوبهم فى مهالك وأخطار حين يتركون دولا أجنبية تغزو بلادهم فى سبيل عدم ترك عروشهم.

فلسطين بين الداخل والخارج/ د. مصطفى يوسف اللداوي

إنه قدر مئات آلاف الفلسطينيين أنهم ولدوا بعيداً عن وطنهم، في شتات الأرض ومنافي العالم، فقد شاء الله لهم أن يكونوا وآباءهم لاجئين على بلادٍ ودولٍ كثيرة بعيدة عن وطنهم العزيز فلسطين، ولم يكن باستطاعتهم العودة إلى الوطن، أو الإقامة فيه، والرباط على أرضه، رغم أنهم جميعاً يتطلعون إلى اليوم الذي يعودون فيه إليه أعزةً كراماً، فاتحين محررين، يرفعون علم بلادهم فوق كل ذرى وتلال وطنهم الحبيب، فهذا حلمٌ يسكن قلوبهم، وينمو معهم، ولا يغيب عن ذاكرتهم، إنه حليب أطفالهم، ونشيد تلاميذ مدارسهم، ووصية الآباء والأجداد، يتوارثونه ويحفظونه ويقسمون بالله ألا ينسوه، وألا يتخلون عنه، مهما طال الزمن واشتدت المحن والخطوب، وهم إن كانوا في شتاتهم أكثر عدداً من أشقائهم في الوطن، إلا أنهم يرون أن الأصل في الأشياء هو الوطن وأهله، والأولوية هي لساكنيه وللمرابطين فيه، فهم المنزرعين في أرضه، والملونين لسمائه، والراسخين فوق ترابه.

الفلسطينيون في الشتات يشعرون بالألم والحزن يعتصر قلوبهم وهم يرون أبناء شعبهم في الوطن فلسطين، يقاسون ويلات الإحتلال، ويعانون من ظلمه وبطشه، يقتلون ويعتقلون، ويضربون ويصابون بجراحاتٍ أليمة ومقعدة، وقد كانت قلوبهم تتفطر وهم يرون جيش العدو يجتاح المدن الفلسطينية، ويقصف بطائراته ودباباته سكانها، فيقتل ويخرب ويدمر، وقد كانوا يتمنون أن يكونوا معهم وبينهم، يشاركونهم شرف المقاومة، وعزة الرباط والمواجهة، ويكون لهم سهمٌ مثلهم في قتال الإسرائيليين ومواجهتهم، وهم الذين أبلوا بلاءاً حسناً ضد الإسرائيليين على حدود بلادهم المختلفة، وخلال اجتياحاته المعتددة للبنان ومن قبل للأردن، ونفذوا ضده مئات العمليات العسكرية التي أوجعته وآلمته، وألحقت به خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، ومنهم رموزٌ في المقاومة كبارٌ وأشداء، رجالٌ ونساء، أوجعوا الإسرائيليين، وتركوا في ذاكرتهم جرحاً بالغاً لا تدمله الأيام، ولا تنسيهم آهاته السنون، وجعلوا من مقاومتهم للعدو مدرسةً جديدة ورائدة في فنون المقاومة والتحدي.

الفلسطينيون في الوطن يقدرون لأهلهم في الشتات توقهم الشديد للمساهمة في المقاومة، والمشاركة في القتال، ويشعرون بمدى الألم الذي يسكن قلوبهم إذ أنهم حرموا فضل الجهاد والمقاومة ومقارعة العدو الإسرائيلي وملاحقته، ويعترفون لأهلهم في الشتات أنهم حافظوا على جذوة الثورة الفلسطينية لسنين طويلة، وأبقوا على راية المقاومة عالية خفاقة، وتمسكوا بحق العودة، ورفضوا كل أشكال التجنيس والتوطين، ويقفون بكلِ تقديرٍ واعتزاز أمام عشرات آلاف الشهداء من أهلهم الذين سقطوا في معارك الأردن والكرامة وأحداث لبنان المريرة، ومعاركهم مع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اجتياحاتهم المتكررة للبنان، ومذابحهم المروعة في صبرا وشاتيلا، ويرون أنهم كانوا في تلك المرحلة هم الأقدر على تسلم راية القيادة، فقد كانوا الأكثر تضحيةً، والأقدر على إدارة دفة سفينة الوطن، كما كانوا الأكثر إيلاماً للعدو، فسلموا لهم بالقيادة، وتخلوا لهم عن الريادة، لقناعتهم الأكيدة بأنهم الأقدر والأكفأ، والأكثر خبرةً ودراية، والأفر حرية وفضاءاً، وهم يدركون أنهم في الوطن شركاء، وفي المقاومة فرسا رهان يتسابقون أيهم يقدم أكثر، وأيهم يضحي من أجل الوطن أكثر، ويدركون أن الأعمال هي التي تقدم، وأن المقاومة هي التي توجه، فمن كان رائداً كان قائداً، ومن كان مضحياً كان في الصدارة أولى.

ولما كانت المقاومة هي سباق تتابعٍ بين المقاومين، وميدان تنافسٍ بين حملة البندقية، ومضمار سباقٍ بين الممتازين عطاءاً وتضحية، كلٌ يسلم الرابة لمن بعده، وكلٌ يسلم عصا السباق للتالي من بعده، دون إحساسٍ بضيقٍ أو تبرم، ودون احتسابٍ لمكاسب شخصية، ومنافع فردية، فهذه أصول السباق ونظم المقاومة، صنعتها سنواتٌ طويلة من الخبرة الفلسطينية وغيرها من المدارس التي سبقت، نحترمها ونقدرها، ونلتزم بها ونطبقها، ولا نقف ضد طبيعتها وأحقيتها، فهذه سننٌ كونية، وقوانين تصنعها سنن التدافع والبقاء، التي على أساسها تقوم الحياة وتتطور، وقد علمتنا الأحداث أن القيادة تصنعها التضحية، وتصقلها المعاناة، إذ لم يتصدر القيادة في الوطن خلال سنواتٍ طويلة منذ الإنتفضة المباركة الأولى، سوى الذين قضوا في السجون والمعتقلات سنواتٍ طويلة من عمرهم، أو أؤلئك الذين قدموا زهرة أبنائهم في ميادين المقاومة والمواجهة، فالقيادة كانت ولازالت محنة وابتلاء، وتضحية ومعاناة، وسبيلاً للملاحقة والاعتقال، وهدفاً للإصابة والاغتيال، فما تقدم قائدٌ إلا وكان مرشحاً للقتل أو الإعتقال، أو معرضاً هو وبنوه وبيته للقصف والتدمير، فلا ريادة دون ثمن، ولا قيادة دون دم، ولا صدراة دون قيد، ولا محاولة لتقدم الصفوف ورئاسة الوفود، والتحدث أمام الجموع دون إحساسٍ بالألم كبير، تركه العدو في النفس والقلب والجسد معاً، علامات بارزة، هي شهادات باقية، ونياشين فخرٍ خالدة.

الحجر في أرضه قنطار، مثلٌ عرفه العرب، وحفظه التاريخ، إذ القيمة لمن سكن الوطن، ورابط على أرضه، وسقاه ثراه بدمه، وكان حجراً على الأرض يتعثر به العدو فلا يخطو، أو شجرةً في الأرض تمتد جذورها وتسمو أغصانها وتخضر أوراقها، لتكون في الأرض علامة بارزة لا تزول، وغزة اليوم حرة، فيها متسعٌ لكل القادة، وفيها مكانٌ لكل من أراد أن يتبوأ المسؤولية، يسهل فيها اللقاء، ويلتئم فيها الشمل، وتتحرر فيها الآراء، وتنطلق منها الأفكار، فتبدع العقول، وتتبارى الجهود، ويقصدها الزوار، ويتجه إليها المتضامنون، وتنطلق منها المساعي والوفود، لتبقي على راية المقاومة خفاقة، ولتحافظ على ثوابت الوطن الخالدة، أرضاً حدودها البحر والنهر، وعودةً لا تسقط ولا تعرف الصعوبة أو الإستحالة، وغزة كما الضفة الغربية، فيها مساحةٌ حرة، وفضاءٌ رحبٌ، ومتسعٌ لقادة أكثر، لكن على القاعدة الذهبية التي يجب أن تسود، أن من أعطى وضحى، ليس كمن خدمته الظروف، وأن من حرث وغرس ليس كمن حصد وقطف، فليسوا سواء، أليس هذا هو الحق الذي يتبع، والنور الذي به نهتدي ...

المجلس الأعلى للقــــوات المسلحـــة ومطالب الشعب/ أنطـــوني ولســـن


في يوم الجمعة الماضي 27 مايو هذا العام 2011 خرجت جموع الشعب المصري متوجهة إلى ميدان التحرير في القاهرة لتعلن ثورة التصحيح والتوضيح . لأن واقع الأمر هناك من يحاول طمث الثورة المصرية التي قامت في 25 يناير هذا العام 2011 وإستطاعت أن تجبر النظام المصري على التنحي وعلى رأسه الرئيس المتنحي مبارك وترك السلطة . وتم لها ذلك بالفعل بعد 18 يوما كما نعرف في يوم الجمعة 11 فبراير هذا العام 2011 وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد بتكليف من الرئيس المتنحي محمد حسني مبارك ، على الرغم أن الدستور يخول السلطة في حالة عدم وجود نائبا للرئيس أو الوفاة المفاجئة أو التنحي أو الطرد أن تتولى المحكمة الدستورية العليا أمر إدارة البلاد إلى أن يتم إنتخاب أو إختيار رئيس جديد . ومع ذلك قبل الشعب الثائر بشبابه هذا الأمر على ثقة كاملة بنزاهة القوات المسلحة بقيادة المشير حسين طنطاوي .
منذ 11 من فبراير هذا العام حتى يوم الجمعة الماضي 27 مايو من نفس العام 2011 ، أي بعد ما يقرب من مئة يوم حدثت أحداث يشيب لها الولدان وتجعل الشعب المصري يفتح فاهه في حالة إندهاش مستغربا لما يحدث على أرض الواقع بمصر .
جماعة الإخوان طفت على سطح الأحداث وأخذت الصورة لها متجاهلة تجاهلا ملحوظا شباب الثورة الذين عرضوا أنفسهم للخطر والذين أستشهد منهم 800 شاب وشابة على أيدي بلطجية النظام السابق الذي إستخدمهم لوأد الثورة في مهدها بعد 3 أيام من قيامها .
رأت الجماعات الإسلامية الأخرى في ظهور جماعة الإخوان التي كانت " محظورة " .. على الرغم أنها لم تكن محظورة بالفعل ، بل كانت علاقتها بالنظام علاقة القط بالفأركل منهما يداعب الأخر وقت المداعبة أو يجري الفأرويختبيء وقت تكشير القط عن أنيابه . وواقع الأمر أن الشارع المصري كان تحت سيطرتهم سيطرة تامة تلك السيطرة التي غيرت من صفات الشارع المصري الحميدة وحولتها إلى صفات غريبة هي خليط من الكُره والحقد واللامبالاة والصراع حول التقرب إليهم ليأتمر بأمرهم وينفذ ما يؤتمر به دون التفكير فيما قد يعود عليه من ضرر أو على الوطن مصر .
كان النظام السابق يرى ويشاهد ، بل ويوافق على عرض الأفلام والمسلسلات التي تظهر حقيقة الإخوان دون تدخل منه بحجة الديمقراطية والحرية ، ويالها من ديمقراطية وحرية طالما لا تطال رأس النظام !!
أعود إلى الجماعات الإسلامية الأخرى التي رأت في ظهور الإخوان بهذه الصورة التي تؤكد أنهم القوة الحقيقية في مصر الأن والتي بدأت تخطط وترسم لتولى الحكم في مصر في أي صورة من صور الحكم والوقوف الظاهر من المجلس الأعلى معهم مما يضع أولى علامات الإستفهام ، مما جعل الجماعات الإسلامية أن تتحرك للمشاركة في الصورة وخاصة بعد أن وافق الأعلى على التصريح بعودة 3000 إرهابي كانوا فارين خارج البلاد إلى مصرفبدأت في الظهور .. وياله من ظهور!!
لم تجد هذه الجماعات الإسلامية وعلى رأسها " السلفيون " سوى أقباط مصر المسيحيين " الحيطة الواطية " في إظهار قوتهم بحرق كنائسهم وقتل شبابهم ورجالهم ونسائهم وأطفالهم وهم واثقون من أن هذا العمل سيقربهم من القوة الجديدة " الإخوان " ، وبالتالي يبدأ الإخوان في إستخدامهم كفزاعة ليظهروا أمام الرأي العام بأنهم أفضل وأرحم منهم. وفي نفس الوقت يقومون بالتفاهم معهم على المشاركة في الإنتخابات القادمة . وطبيعي تتم المصاهرة على حساب مصر والشعب المصري و ... طــــــــوز في مصــــر... ولتحيا جماعة الإخوان وكل الجماعات الأخرى التي ستكون الحاكم القادم لمصر التي ستكون النواة الأساسية للخلافة الإسلامية التي ستتشكل منها الإمارات الإسلامية المتحدة خاصة أن المنطقة العربية على فوهة بركان الغضب الذي إنفجر وبدأت حمائمه الملتهبة تطال عروش حكام كان من الصعب الأقتراب منها مثل ليبيا وسوريا وغيرهما .زد على ذلك بركات سيدنا أوباما رضي الله عنه وأرضاه والذي قد يتولى الخلافة بإذن الله ليكون أول خليفة أسود كما هو أول رئيس أميركي أسود ، وأصبح لعنترة الحق من زواج عبلة بغض النظر الأن عن لونه وشكله . ومن الطبيعي أنا لا أقصد الإقلال من قيمة الأسود الذي فرحت يوم أن تولى سدة الحكم في أميركا أسودا . لأن بتوليه أعطاني أنا المصري المسيحي الأمل في أن يتولى مسيحي يوما سدة الحكم في مصر . ولا يمكنني أن أنسي أنني من صعيد مصر وبشرتي سمراء . ومن الطبيعي الأن لا يمكن أن أفكر في أن يتولى يوما في مصر ولا في أي بلد عربي مسلم أو مسلم غير عربي مسيحي سدة الحكم خاصة بعد أن بدأ الإخوان والجماعات الإسلامية في مصر من إظهار حقيقة نواياهم في وضع المسيحيين في مصر ، تارة هم " المسيحيون " من أهل الذمة على المسلمين حمايتهم طالما يدفعون الجزية ، وأخرى لا يحق لهم تولى المناصب الهامة في إدارة شئون البلاد .. وعندما سؤل الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي في برنامج " القاهرة اليوم " في إحدى حلقات هذا الشهر مايو عن تولى مسيحي سدة الحكم كان رده جازما حازما بـ لا إلا إذا سمح لمسلم بتولي سدة الحكم في دولة الفاتيكان ناسيا أو متناسيا أن دولة الفاتيكان لا يتعدى عدد سكانها الـ 1000 مواطن ورئيسها إن كان لنا مجازا إستخدام هذا اللفظ رجل دين يتولى المسئولية بإختيار سماوي عن طريق القرعة المقدسة وليس للدولة جيش ولا شرطة بل بعضا من الشعب يتولون الوقوف حول المقر البابوي غير مسلحين .وكنت أنوي كتابة مقال عن هذا الموضوع وأسأل فيه سماحته " د. صفوت حجازي " عن السعودية ولن يكون سؤالي عن إمكانية تولي مسيحي سدة الحكم ، لكن سؤالي بعيد كل البعد عن ذلك وهو هل يمكن لأي مواطن سعودي ليس من العائلة المالكة أن يتولى سدة الحكم في المملكة العربية السعودية ؟! وأترك لسماحتك الإجابة إن كان عندكم إجابة ..
ما يهمنا الأن هو الوضع في مصر فقد بدأت الشبهات تحوم حول المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسئول عن إدارة شئون البلاد . الشبهات لا سمح الله ليست شبهات فساد ، لكنها شبهات تراخي في إتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب لدرء حدوث مضاعفات نتيجة ذلك التراخي . وهو نفس أسلوب الرئيس المتنحي مبارك الذي كان يدير به شئون البلاد والذي أدى بمصر إلى حافة هاوية المجاعة والحرب الأهلية .
يقول العالمون ببواطن الأمور أن طبيعة الرجل العسكري التريس وعدم التهور أو الإسراع في إصدار القرارات التي قد تسبب ضررا للمصلحة العامة .
والحقيقة أن سبب إنتصار الجيوش في المعارك الحربية هو سرعة إتخاذ القرار وتنفيذه بناء على المعلومات التي لدي القائد حتى لا يعطي للعدو فرصة الإنقضاض عليه وهزيمته . بمعنى أن العسكري يجب أن تكون لديه الحنكة وبعد النظر في إتخاذ القرارات في أسرع وقت وبشدة ، أما التراخي والتباطء فلم يكن يوما سببا في أي إنتصار لأي قوى عسكرية في وقت الحرب فما بالنا في بلد يوشك على الإفلاس والمجتمع تتنازعه قوى مختلفة بعضها ديني والأخر مدني مع إصرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة على المضي قدما في تنفيذ الأنتخابات في شهر سبتمبر المقبل من هذا العام 2011 واضعا بذلك نفسه محل الشبهات على أنه مواليا للتيارات الدينية مفضلا لها على التيارات المدنية . التيارات الدينية والتي على رأسها جماعة الأخوان هي أكثر تنظيما من التيارات المدنية لأن الرئيس المتنحي مبارك أعطاها فرصة العمر لتلتحم مع الشعب وتحاول سد النقص الذي حرم منه من حكومة فاسدة ولم يكن هذا العطف لله تعالى بل كان مشروطا بالإنضمام إليهم ونشر التشدد الديني بالمظهر والعنف في كثير من الأحيان وهذا قاد مصر إلى ما هي عليه الأن . فماذا سيحدث لمصر لو أنهم بالفعل تولو حكم البلاد ؟
الشعبية التي للأخوان لا تعني أنهم قادرون على إدارة البلاد لأنهم ليست لديهم خارطة للحكم تشمل جميع مناحي الحياة السياسية والإقتصادية و الإجتماعية في مصر. لم نسمع منهم ما يجعل أي ناخب واع بالتقدم لإنتخابهم مفضلا لهم عن غيرهم من المرشحين إلا ما ينادون به من دولة إسلامية يكون المسيحيون فيها ذميون ولا مكان لأحد غير مسلم سني في البلاد . وهذا بطبيعة الحال يتماشي مع هوى البسطاء من الناس وغير المتعلمين من عامة الشعب وهذا يكفي الأخوان والتيارات الإسلامية الأخرى لتولى حكم مصر . وهذه مصيبة المصائب التي تضع الأعلى في موضع الشبهات .
أيضا قضايا الفساد المتهم بها النظام السابق وعلى رأسه الرئيس المتنحي مبارك يسودها ضباب كثيف لا أحد يعرف مصدره وسببه وعدم شفافية الأعلى في توضيح الأمور بالنسبة لتلك القضايا والتي تركزت على إستغلال المال العام للشعب ناسين أو متناسين ما هو أهم من ذلك وهو ما آل إليه حال المصريين بسبب عدم إهتمام الحاكم وسلطاته بأمور الشعب وتركهم له لقمة سائغة للإخوان والوهابيين وغيرهم من التيارات الإسلامية الحالمة برجوع الخلافة الإسلامية التي كانت تشمل 56 دولة عربية كما كان يتشدق بها البعض الأن ناسين أن تلك الدول ومن بينهم مصر كانت ولايات تخضع للخليفة ولم تكن دولا حرة مستقلة .. ولم تكن تحكم بمصريين .
الأخوان ليست لديهم مصداقية في القول ففي كل يوم لهم فكر جديد ورأي أخر وليست لديهم أجندة محددة يقنعون بها أحد بأفضليتهم عن غيرهم في تولي الحكم .
المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصراره على الإنتخابات البرلمانية قبل وضع الدستور الجديد يكون متهما بالتحيز التام للتيار الديني على التيار المدني وربما يكون بإيعاز من الرئيس السابق حتى يترحم الشعب على أيام حكمه مقارنة بحكم الإخوان القادم .لذا جاءت مطالب الشباب في ثورته الثانية بسيطة تتلخص في تأجيل الإنتخابات ـ وضع الدستور أولا ـ أن تكون اللجنة المشكلة لوضع الدستور من جميع أطياف الشعب ومنهم شباب الثورة ـ إعطاء فرصة للأحزاب الجديدة لعرض أجندة كل حزب أمام الشعب في ما سيفعله لمصر والشعب المصري مما سيساعد على عودة الحياة الحرة النظيفة والقضاء على الفتنة الطائفية .
المصريون أمام القانون متساوون في الواجبات والحقوق فيجب تفعيل القانون لتتم العدالة والمساواة لكل المصريين دون تميز.
فهل سيستمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب الشعب ؟؟!!
هذا سؤال لن يجيب عليه أحد غير المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأعماله المستقبلية وتفاعله أو عدم تفاعله مع مطالب الشعب .

ارفع رأسك يا أخي السوري الحر!/ سعيد علم الدين

ارفع رأسك يا أخي السوري في العالي ولا تبالي فلقد ذهبت عهود الذل والهوان ولن تعود!
ارفع رأسك في تل كلخ وفي البيضة وفي القامشلي وفي حوران وفي كل مكان من سورية ثورة الحرية والعنفوان!
فأنت اليوم بطل الساحات وأسد الشوارع وسيد الزمان والمكان.
ويا أم الشهيد ابتسمي لا تتألمي ، فابنك بجسده العاري المنتفض وروحه التواقة الى مجد الوطن على بشار انتصر ، بعد أن زج آل أسد سوريا 40 سنة بالهزائم والشرور والمفاسد والمحن وباعوا الجولان لاسرائيل بعد ان قبضوا الثمن في البقاء على عرشها الى الابد!
بسمتك الصادقة على ثغرك هي فخر وامل واعتزاز للشهداء والثوار وبسمة بشار الاسد الشاحبة الكاذبة هي رعب وخوف وانهيار!
النظام البشاري القاتل حتما سينهار والشهداء البواسل لهم ولقضيتهم الوطنية العادلة القرار!
الدماء الزكية التي تراق من اجل استعادة الكرامة هي مشاعل للحرية والاحرار!
ويا أخت الشهيد لا تحزني زغردي عاليا لصناع القدر!
الشعب السوري الثائر يصنع قدره بيده غير آبه بمخابرات ورصاص غادر وقضاء شبيحة وقدر!
ارفع رأسك يا أخي السوري الحر ، ارفع راسك عاليا في سماء المجد ، عانق شعاع الشمس وبهاء القمر ، وبشهداء ثورة الكرامة السورية افتخر ، بعد أن فاجأت بشار الأسد وجندلته سلميا في شوارع العناد وساحات البلاد فارتبك ومن الرعب بقوته الغاشمة ومدافعه تحشرج وبالرصاص زأر!
تابع نضال العنفوان البطولي الذي أذهل العالم فأنت حتما القادر المنتصر!
نظام آل أسد المخابراتي انتهى بعد أن وجه رصاص الحقد الى الصدور العارية.
الشعب السوري استأسد على الأسد ولم يعد يخاف احد ، لا كلاب المخابرات المسعورة ولا الشبيحة ولا قتلة الفرقة الرابعة ومهما كثر العدد.
هو شعب صبور الى ابعد الحدود .. خرج من زنزانة الخوف ولا ولن يعود !
هو من شدة الشوق الى الحرية الحمراء مع شمسها اتقد .. حمل دمه على كفه ومع لحده اتحد .. مستأسدا على الأسود .. بعد أن حطم الأصفاد والقيود ودب الرعب في قلب شبيحة الأسد!
يطلقون النار كالكلاب المسعورة في حالة من الهلع على المتظاهرين المسالمين والجنود الشرفاء الممانعين!
هو شعب شجاع صبور وعندما يثور يصلب عوده فلا يلين ولا يتراجع ولن يركع!
كيف لا وهو الذي اثبت للعالم اجمع انه بارادته الحديدية اقوى بكثير واصلب من ارهاب الرصاصة وقصف المدفع واجرام الدكتاتور!
وهكذا انحازت القوى العظمى وستنحاز أكثر الى الحق أي إلا جانب ثورة الكرامة والحرية السورية الباسلة.
شعب بصدره العاري المسالم يواجه الرصاصة الحاقدة والمدفع ولن يتراجع قيد أنملة عن تحقيق كامل اهدافه بالحرية والديمقراطية واسقاط نظام بشار الشمولي السقيم والاجرامي المقيم منذ 40 سنة على صدور السوريين.

قضاة الملاعب أم قضاة المتاعب/ رأفت محمد السيد


مهازل التحكيم المصرى عرض مستمر لاينتهى، فلايمر موسم كروى إلا ونرى فضيحة جديدة للتحكيم المصرى تعكس مدى تردى حالة الحكام المصريين ، لدرجة أن سمعة التحكيم المصرى السيئة قد منعت الإستعانة بالحكام المصريين فى المحافل الدولية ككأس العالم والدورات الاوليمبية العالمية وغيرها ، والغريب أن أخطاء الحكام المصريين لاتغتفر، لأنها أخطاء ساذجة بمعنى ألف باء تحكيم ، فأخطاء التحكيم التى أراها فى أغلب الأحيان متعمدة قد تفقد أحد الفرق الحصول على بطولة أوقد تتسبب فى هبوط أحد الفرق إلى دورى المظاليم وقس على هذا أو ذاك حجم الإنفاق والتعب والمعاناة التى يقاسى منها الفريق الذى ضاعت منه البطولة ظلما أو الذى هبط دون اى ذنب إرتكبه سوى خطأ بشرى متعمد وليس من قبيل الصدفة ، ولااحد يستطيع ان يجزم ماهى اسباب تردى حالة التحكيم فى مصر ؟ هل هناك شبهة رشوة تقدم من أحد فرق المقدمة إلى الحكم ومعاونيه ؟ أم هل إنتماءات الحكم وميوله لفريق ما قد يفقده حياديته فنجده ينحاز إلى الفريق الذى يحبه ويشجعة وينتمى إليه حتى لو لم يفصح عن هذا الإنتماء لوسائل الإعلام المرئى والمقروء والمسموع ؟ هل تأثير الجماهير ذات الشعبية الكبيرة مثل الاهلى والزمالك يكون لها ضغط نفسى وعصبى على الحكام فنجد من يتأثر يالسلب ومن يتاثر بالإيجاب ؟ بمعنى أن الضغط الجماهيرى قد يجعل الحكم ينحاز إلى الفريق صاحب الجماهيرية والشعبية فتكون القرارات لصالحة أيا كانت "فلمسة غير متعمدة داخل منطقة الجزاء لصالح الفريق صاحب الشعبية تحتسب فورا ضربة جزاء دون مراعاة مايقع من ظلم على الفريق الاخر ، وعلى العكس فقد تتسبب الجماهيرية لدى حكم أخر إتخاذ قرارات عكسية ضد الفريق صاحب الجماهيرية ليثبت شجاعة وبطولة زائفة فيذاع سيطه ويأخذ من الشهرة غير المشرفة مايجعله حتى فى نظر الفرق المنافسة حكم ظالم، أم أن إنخفاض المقابل المادى للحكام وتأخر صرفة يجعل المسأله بالنسبة إليهم تحصيل حاصل ، فهم يريدون شهرة وانتشار حتى لو بالباطل فمكسبهم من الشهرة أكبر بكثير من مقابل هزيل يحصلون عليه وبعد عذاب ومطالبات عديدة قد تصل إلى حد الإعتصامات والتظاهرات الفئوية
إن التحكيم المصرى فى ازمة حقيقية ولابد من الوقوف على الاسباب الحقيقية التى وصلت بالتحكيم لهذه الدرجة من السوء ، أنا أعلم أن الحكم بشر وأعلم أن الخطا وارد ولكن عندما تتكرر الاخطاء ذاتها فلاتغتفر ، عندما يتم التغاضى عن ضربة جزاء صحيحة مائة فى المائة لايختلف عليها إثنان لصالح فريق ايا كان صاحب شعبية او غيره فهذا حرام لانه ابخس حق فريق فى تحقيق النصر على الفريق الاخر ، عندما لايحتسب هدفا صحيحا لصالح فريق أيا كان بدعوى التسلل مع العلم بأنه لاتوجد شبهة أى تسلل فهذا حرام ، عندما يقوم الحكم بإنذار لاعب على لعبة معينة ويتغاضى عن إنذار لاعب الفريق المنافس على لعبة شبيهة بها تماما فهذا حرام ، وعندما يتغاضى عن طرد لاعب تعمد إيذاء لاعب أخر أو سبه علنا بما يعكس سوء سلوك من اللاعب يستوجب الطرد ويقوم بطرد لاعب بالفريق المنافس لم يصدر منه هذا التصرف المشين فهذا حرام ، الأمر جد خطير إن اردنا المتعة الحقيقية لمشاهدة مباريات تعكس عدالة تحكيمية ، فعلى الرغم من أن الدورى المصرى يعد من امتع الدوريات العربية والإفريقية بشهادة الجميع إلا أن هذه المتعة قد أفسدها التحكيم الظالم الضعيف والهزيل ، إن وصف الحكم بالقاضى يعنى اشياء كثيرة لابد أن يعيها جميع الحكام إذا ماارادوا النجاح والإستمرار فلو فهموا معنى تسميتهم " قضاة الملاعب " لأنهم يفصلون بين فريقين يتباريان فى مباراة لابد من وقوع اخطاء فيها والحكم دوره ان يعطى الحق لصاحبه دون النظر إلى الإنتماءات ولا الالوان ولا الشعبية ولا الجماهيرية ولا اى شئ من هذا القبيل ، لقد أصبح الحكام المصريين وهم قضاة الملاعب "قضاة المتاعب" والتعصب والعصبية ، بل لقد أصبحوا اسبابا رئيسية فى الشغب الذى يحدث فى كافة الملاعب المصرية ، ولو عدنا لأى شغب جماهيرى حدث فى الملاعب المصرية أو غيرها فسوف نجد ان السبب الرئيسى فى اغلبها هو التحكيم ، ياقضاة الملاعب عليكم مسئولية وامانة فى ترسيخ العدل فيما تحكمون ، ولايسترعى إنتباهكم شعبية نادى او جماهيره ، فالمشجع إذا ماعرف الحزم والعدل والنزاهة فى حكم ما إحترمه وقدره بينه وبين نفسه لأنه قد تأكد أنه لن يظلم فريقة على الاقل ولن يخاف سطوة جماهيرة فمن هنا يأتى الإحترام ومن هنا تستحقون بالفعل لقب قضاة الملاعب ولكن بهذا الاسلوب الذين تديرون به المباريات فأنتم مازلتم قضاة المتاعب ، وأقول لكم الا تستحون من طلب أغلب الفرق المصرية إستقدام حكام اجانب ، ألا يؤثر فيكم ذلك ، ألا تتعلمون شيئا من هؤلاء الحكام الذين هم ليسوا بملائكة فهم ايضا يخطئون ولكن اخطائهم بسيطة جدا وغير مؤثرة على الإطلاق فى نتيجة مباراة ، ويمكن أن تغفر لكم الجماهير مثل هذه الاخطاء ولكن إصراركم على عدم الحيادية هو ماسيجعلكم دائما فى نظر الجميع "قضاة المتاعب "

هل هي جبهة الحكيم/ عطا مناع

نعم هي جبهة الحكيم، لكنها تفتقر للحكيم، وقد لا يختلف اثنان على ذلك، فشتان ما بين الكلمة والكلمة، الكلمة التي هي السيف المجاهر بالحقيقة ووضوح الموقف في تفاصيل التفاصيل، وبلا شك أن تعليق الجبهة الشعبية لاجتماعاتها في اللجنة التنفيذية عبر عن وضوح في الرؤيا، وجاءت العودة لتكون نتيجة طبيعية للمصالحة التي نتمنى أن لا يكون اليسار الفلسطيني شاهد زور على عملية محاصصة قد تدفع بشعبنا وقضيتنا لما لا تحمد عقباه على اعتبار أن السياسة لا تُأخذ بالنوايا.
بالأمس حضرت الجبهة الشعبية اجتماعات اللجنة التنفيذية، وقد رحب الرئيس عباس خلال الكلمة التي ألقاها بعودتها، لكن الملفت للنظر أن الرئيس قال إننا نرحب بعودة الجبهة الشعبية بعد حل الخلافات الداخلية لديها، وهذا هو مربط الفرس، والسؤال هل تعليق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينية حضورها اجتماعات اللجنة التنفيذية جاء بناء على الخلافات كما جاء على لسان الرئيس عباس؟؟ كانت الجبهة أعلنت وقتها أن التعليق جاء بناء على عودة السلطة للمفاوضات المباشرة، ولا أريد أن أخوض بالتفاصيل على اعتبار أن التصريحات التي صدرت عن قيادات الجبهة استنكرت نهج التفرد والاستكانة للنهج الأمريكي الإسرائيلي وكان هناك وضوح في الموقف تجاه تعليق حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية، وبالطبع وبعد رجوع الجبهة لحضور الاجتماعات يطرح السؤال نفسه، هل تغيرت المعطيات والأسباب التي أدت إلى وقف التعليق؟ بالطبع نتمنى ذلك.
دعونا نبتعد عن التلاعب في الكلمات، فالقضية ليست قضية إعلان بتعليق الحضور أو العودة، والقضية ليست قضية بروتوكولية وحضور شكلي يؤدي إلى إضافة كمية هي عبارة عن شاهد زور على مرحلة لا تحتمل المتغيرات الغير مدروسة، وبالتالي هناك حاجة لإقناع الشعب الفلسطيني الذي شاهد عصي الأجهزة الأمنية الفلسطينية المتصالحة تنهال على رؤوس من نادوا بعدم الذهاب للمفاوضات المباشرة في رام للة، والذين خرجوا في مسيرة سلمية مطلبيه في غزة، ورغم ذلك المطلوب من كل فلسطيني عفا اللة عما مضى بشرط عدم العودة للذي مضى.
أحاول أن استحضر كلمات مواقف الحكيم جورج حبش، وخاصة أن شعبنا يفتقر للحكماء الذين لم يرهنوا مواقفهم للحالة وتصميمهم على التمسك بما نادوا من أجلة وإخلاصهم لما انطلقوا من أجلة حتى اللحظة الأخيرة والرمق الأخير على اعتبار أن القضية ليست شخصية، وان فلسطين ليست ملكاً لأحد، وبالتالي التقدم على العادي الذي ينادي بالممكن الآني على صعيد القضية الفلسطينية ببعدها الداخلي والنضالي، فهو الذي لم يؤمن بالحدود ونادى بتحطيمها وبشر واستبشر بذلك وهو على فراش موته عندما صمم أن يعرف أخبار غزو من ماهر الطاهر لتكون الابتسامة الأخيرة لرجل عاش غمار الفكر والثورة وربط بين النظرية والتطبيق، وها نحن نشهد وبعد رحيله عنا بسنوات انبعاث أبناء اللد من رفاقه يجتاحون الحدود في الذكرى الثالثة والستين لنكبة شعبنا ليصولا إلى حيفا ويافا ويعلنوا عودتهم ولو إلى حين، وفي ذلك رسالة واضحة لكل الأطراف.
لا يمكن لأي عاقل رفض الوحدة الوطنية، ولكن الوحدة الوطنية لا تؤسس على الكم، للوحدة الوطنية روافع تاريخية علينا التمسك بها، ولا يمكن الاستكانة للشكل الذي هو الوجهة الأخر للتبعية، ولا يمكن ربط الحضور والتعليق باستحقاقات هذا الفصيل آو ذاك كما حدث مع الجبهة الشعبية التي أوقفت السلطة استحقاقاتها أو مخصصاتها، ولا يمكن ربط العودة للجنة التنفيذية بالضائقة المالية التي هي حالة دائمة.
لماذا العودة عن التعليق؟؟؟ واضح أن هناك مستجدات وطنية، لكن ماذا لو عدنا إلى المفاوضات المباشرة وبدون شروط؟ ماذا لو تعرقلت المصالحة؟ وما العمل إذا فشلنا في تشكيل الحكومة؟ وما هو الموقف العملي من الاعتقال السياسي وخاصة آن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يهددون بالإضراب المفتوح عن الطعام؟
عادت الجبهة الشعبية لتحضر اجتماعات اللجنة التنفيذية، هل يعني أننا بصدد مرحلة جديدة؟؟؟ هل هذا الموقف يعبر عن وضوح رؤيا واستحقاقات مرحلة؟؟؟ هل كما قال الرئيس عباس حل للخلافات الداخلية؟ هل للجانب المالي دور في اتخاذ القرار؟ هل في الجبهة الشعبية حمائم وصقور؟ داخل وخارج؟؟ غزة وضفة؟؟ هل تسرعت الجبهة في العودة؟ وهل تَسرعت بالأصل في تعليق حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية؟هي مجرد تساؤلات لا تصل إلى درجة الاتهام، لكن من المهم اعتماد وضوح الرؤيا وخاصة في ظل الضبابية التي تغلف الأجواء الفلسطينية حتى في ظل اتفاق المصالحة الذي انتظرناه طويلا.
قد نكون بصدد مرحلة جديدة وخاصة بعد توقيع اتفاق المصالحة الذي وقعته فتح وحماس، وإذا افترضنا أننا تجاوزنا أثار الانقسام ودخلنا كفلسطينيين حالة من الحراك الديمقراطي ولا اقصد الانتخابات فقط وإنما ترسيخ الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان الفلسطيني على صعيد حرية الرأي والتعبير وإعادة الاعتبار لشعبنا وقضيتنا، واستبعد أن من مصلحة الحركتان المتصالحتان تعزيز الديمقراطية إلا في الجوانب التي تخدم أجندتهما ومن خلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي لن تأتينا إلا بالديمقراطية الشكلية التي هي انعكاس للعشائرية السياسية.
إن الوضع الفلسطيني بعد المصالحة على مفترق طرق ويحتاج لفعل حقيقي تقوده فصائل المعارضة التي لم يعد مقبولا أن تمارس المعارضة الناعمة المعتمدة على فلسفة التلقي والترحيب الغير مستندة إلى التغيير الحقيقي الذي طالما انتظره الشعب الفلسطيني، ومن الصعب أن نشهد التغيير طالما أن المعارضة غارقة في نرجسيتها التي تقف عائقاً أمام الشعار والممارسة التي تشكل الضمانة الحقيقية للجم أية تجاوزات تستهدف النسيج المجتمعي والمشروع الوطني، والفرصة سانحة وناضجة لتشكيل جبهة معارضة تقودها فصائل منظمه التحرير الفلسطينية أو بعضها لإحداث تغيير في موازين القوى الداخلية، وما لعبة تشكيل الحكومة إلا دليلاً صارخاً على أننا نعيش الحالة الخلافية ولكن بشكل آخر، فالذي اطلع على الأسماء المرشحة للحكومة الجديدة يستنتج وبسهولة أن المشهد السياسي يدور في حلقة مفرغة، وان أطراف الصراع انتقلت من الحالة لتناحريه إلى لعبة عض الأصابع التي ستفضي إلى تقسيم الكعكة.
قال احدهم الحمد للة أنهم وقعوا اتفاقية المصالحة قبل ذكرى النكبة فقد جاءت فعاليات ذكرى النكبة أل 63 مختلفة فقد رسمنا بروفة العودة، وقال لي صديق من غزة كسروا احد أضلاعه لن نخافهم وسنستمر في النزول إلى الشارع ورفع صوتنا، كان ذلك قبل توقيع الاتفاق، وقال أخر نريد أن نتنفس الهواء النقي بعيداً عن الحسابات الضيقة الأفق، وقد تكون الفرصة مواتية للجم أية محاولة للعودة إلى الوراء ما يفرض على الجبهة الشعبية وقوى اليسار وكل الرافضين حشرنا في عنق الزجاجة استحقاقات لا بد منها.

أسرى القدس والداخل مجدداً/ راسم عبيدات

......... يساور أهالي أسرى القدس والداخل والأسرى أنفسهم المزيد من القلق والشكوك حول وعلى مصير أبنائهم ومصيرهم، وهذا القلق وتلك الشكوك نابعة من أحاديث دارت وتصريحات خرجت على لسان العديد من قادة حماس حول قرب إتمام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل،والأحاديث والتصريحات تلك،أشارت وتحدثت عن أنه من الممكن أن تتم الصفقة متجاوزة هؤلاء الأسرى وبالذات القدماء منهم،والذي يشكلون ما نسبته 37% من مجموع الأسرى القدماء الذين قضوا عشرين عاماً فما فوق في سجون الاحتلال( 136 ) أسير،والحديث هنا ليس في إطار التكهنات أو التوقعات،بل وصلت رسائل من السجون تشير إلى تلك الإمكانية،وهذا استدعى تصريحات وعقد مؤتمرات صحفية لأهالي أسرى القدس والداخل حول هذه القضية تحذر من إتمام صفقة التبادل بدون أسرى القدس والداخل.

وإذا ما صحت تلك التكهنات والتوقعات بقرب إتمام الصفقة بدون هؤلاء الأسرى،فهذا سيشكل كارثة حقيقية،فإذا كان أوسلو والذين وقعوا عليه قد ارتكبوا خطيئة بحق هؤلاء الأسرى،فإتمام الصفقة بدون أسرى القدس والداخل سيشكل قمة الخطايا وسيوجه طعنة غادرة الى نضالات وتضحيات هؤلاء الأسرى،وستكون لذلك تداعيات كبيرة وخطيرة على أهالي هؤلاء الأسرى والأسرى أنفسهم،فعدا عن كون ذلك استجابة للشروط والاملاءات والتقسيمات الإسرائيلية التي فرضتها على المفاوض الفلسطيني،بالتخلي الطوعي عن تمثيل هؤلاء الأسرى باعتبارهم من حملة الجنسية والهوية الإسرائيلية قسراً ،فهو أيضاً استجابة أخرى للمعايير الإسرائيلية بعدم إطلاق سراح أسرى من القدس والداخل- مناطق 48- للاعتبارات تلك،والجميع يدرك تماماً أن نافذة الحرية بعزة وكرامة لمثل هؤلاء الأسرى وتحديداً الذين قضوا عشرين عاماً فما فوق،متوفرة لهم من خلال تلك الصفقة فقط ،أو صفقات شبيهة فقط،وخصوصاً أن حكومة الاحتلال ترفض إطلاق سراح أي أسير مقدسي أو من الداخل الفلسطيني من خلال ما يسمى بحسن النوايا أو صفقات الإفراج أحادية الجانب،وهذا بالملموس يعني أن جزء كبير من هؤلاء الأسرى سيتحولون من شهداء مع وقف التنفيذ إلى شهداء فعليين،وخاصة أن الكثيرين منهم مع طول فترة الاعتقال وظروفه وشروطه القاسية واللا إنسانية،يعانون الكثير من الأمراض،هذه الأمراض في ظل غياب الرعاية الطبية وتوفير العلاجات اللازمة، تحولت إلى أمراض مزمنة وخطيرة،دفع عدد من هؤلاء الأسرى حياتهم ثمناً لها،وأيضاً فهؤلاء الأسرى الذين دفعوا ثمناً باهظاً على الصعيد الشخصي والاجتماعي والوطني،ستتولد عندهم حالة كبيرة من الإحباط واليأس وعدم الثقة بالثورة وفصائل العمل الوطني والإسلامي،وبالهدف الذي من أجله ناضلوا وضحوا،على نحو أكبر وأوسع وأعمق وأشمل من الحالة التي تركها أوسلو عليهم،وهذا سيترك بصماته بشكل عميق على وحدة الحركة الأسيرة وصلابتها وتماسكها وبنيتها وهياكلها التنظيمية والاعتقالية،وخاصة أن الاحتلال وإدارات سجونه وأجهزة مخابراته،لم تترك فرصة من أجل شق وحدة الحركة الأسيرة،ودفع أسرى الداخل للتخلي عن تنظيماتهم وفصائلهم،مقابل منحهم العديد من الامتيازات الشكلية،تلك الخطوة التي لعب أسرى الداخل دوراً كبيراً في التصدي لها وإفشالها،والتداعيات والمخاطر تلك ستتعدى وتتجاوز الحركة الأسيرة الفلسطينية،إلى ضرب وحدة النضال الوطني الفلسطيني،والمزيد من التآكل في النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وكذلك فهناك مسألة خطيرة قد تنشأ عن مثل هذه القضية،أي إتمام صفقة التبادل بدون أسرى القدس والداخل،وهي زيادة الضغوط على أسرى القدس من قبل دائرة السجون وأجهزة مخابراتها وبعض الأسرى ممن تضعف عزائمهم وهممهم إلى تقديم "استرحامات" إلى رئيس دولة الاحتلال من أجل النظر في قضاياهم وتخفيض فترة محكوميتهم أو تسهيل شروط وظروف اعتقالهم.

إن أسرى القدس والداخل جزء صميمي من الحركة الأسيرة الفلسطينية،وهم ناضلوا وضحوا من أجل نفس الأهداف التي ناضل وضحى من أجلها باقي أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية والأسرى العرب،وبالتالي لا يحق لأي سلطة أو فصيل فلسطيني وطني أو إسلامي،أن يتخلى عنهم أو يتنازل عن قضيتهم،وبدون مواربة أو اختلاق للحجج والأعذار،فإن تنفيذ أي صفقة تبادل متجاوزة لهم، يرتقي إلى درجة الطعن والغدر والخيانة الوطنية لنضالات وتضحيات ومعانيات هؤلاء الأسرى.

وخصوصاً وأننا نعلم علم اليقين،أن الشروط والمعايير الإسرائيلية،حول هؤلاء الأسرى،تم كسرها في أكثر من صفقة تبادل،لعل أشهرها صفقة التبادل التي نفذتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة- في أيار/1985،والتي تحرر بموجبها (1150 ) أسير فلسطيني وعربي من أصحاب الأحكام المؤبدة والعالية،ومنهم العشرات من أبناء الحركة الأسيرة الفلسطينية من القدس والداخل،ودون أية شروط أو قيود على حركتهم أو العودة إلى أماكن سكنهم وإقامتهم،ولذلك فلا حجج أو أعذار أو مبررات،لتنفيذ أو إتمام أي صفقة تبادل كانت ب"شاليط" أو غير "شاليط" يستثنى منها أسرى القدس والداخل،فالمهم الثبات على الموقف والشروط والمطالب،وحتى لو طالت او تأخرت تلك الصفقة،فالاحتلال في النهاية سيستجيب ويوافق على المطالب،فتأخر الصفقة وشمولها على أسرى القدس والداخل وكسرها للمعايير الإسرائيلية،أفضل مليون مرة من إتمامها وفقاً للشروط والمعايير الإسرائيلية.

أنا عشت مع هؤلاء الأسرى وتفاعلت وتجادلت وتناقشت مهم معهم،وأدرك حجم الأضرار والمخاطر التي ستترتب على التخلي عنهم،وتركهم وحيدين بدون أي حاضنة أو عنوان وأمل وهدف،وربما ستكون ردات فعلهم أعنف وأشد مما قد يتصوره البعض،ومن ذاق مرارة وقساوة السجن وطول البقاء فيه،مع انعدام أي بارقة أمل،قد يندفع نحو خيارات غير محسوبة وقد تكون مدمرة.وخصوصاً أن إدارات السجون وأجهزة مخابراتها والمتسلحة بعقلية الانتقام والثأرية والإذلال،ترفض الإفراج عن الأسرى حتى الذين يعانون منهم من أمراض خطيرة كالسرطان وأمراض القلب والفشل الكلوي وغيرها،وكذلك الذين يعانون من أمراض نفسية وعصبية خطيرة أيضاً،إلا بعد أن تكون متيقنة انه لا أمل لهم بالشفاء،وقد استشهد العديد من هؤلاء الأسرى بعد فترات قصيرة من إطلاق سراحهم،من أمثال الأسرى الشهداء هايل ابو زيد ومراد ابو سكوت وسيطان الولي وغيرهم.

ونحن لا نريد لأسرى القدس والداخل وتحديداً القدماء منهم،أن يواجهوا ويلقوا نفس المصير،فعلى السلطة الفلسطينية والأحزاب والفصائل،أن تتجه نحو تحريم أية صفقة تبادل لا تشتمل على أسرى القدس او الداخل،وعدم التسليم أو التعاطي مع أية شروط إسرائيلية ترفض التفاوض مع الطرف الفلسطيني حول أسرى القدس والداخل من أجل إطلاق سرحهم أسوة بأسرى الضفة والقطاع.

بلال فضل .. ورغبة الإنتقام .. ومليونية التحرير/ مجدى نجيب وهبة


** توجست من المبالغة فى تفاؤل بعض الأصدقاء والمواقع الإلكترونية وهم يهللون لمقال للكاتب بلال فضل بجريدة المصرى اليوم بتاريخ 26 مايو 2011 فى صفحة كاملة بعنوان "لماذا يجب أن ننزل غدا إلى ميادين التحرير" مع توظيف بعض عناوين المقال وإستخدامها لجذب البسطاء مما لا يعرفون أهداف الذئاب الماكرة !! ، والتى تشد حماس البلهاء والمغيبين ... مانشيت يقول "قامت الثورة لكى نعيش فى بلاد لا ينشف فيها ريقنا من أجل أن نحظى بإجابات قاطعة على أسئلتنا المصيرية" – قلت فى نفسى خير ، ما هذا التحول - .. مانشيت أخر "المجلس الأعلى للقوات المسلحة قام بدور رائع فى الثورة لكن هذا الدور الأن أصبح عبئا على الثورة" .. مانشيت ثالث "الثورات أصلا تقوم لكى يطلب كل ثائر ما يراه حقا لا بديل عنه ويتوقف نجاحها على قدراتها فى إحداث توافق عام حول مطالب الثائرين" .. مانشيت أخر "الأخطاء التى يرتكبها مسئولون مثل يحيى الجمل وسامى الشريف لا يتحملونها هم بل يتحمل وزرها المجلس العسكرى" .. لاحظوا اللعب بالمانشيتات البراقة لجذب الجهلاء والإكتفاء بقراءة العنوان فلا وقت لقراءة المقال ، بل أنه بدأ مقاله ببعض الكلمات الناعمة على طريقة أفلام أمينة رزق .. قال "هل فقد خيرة أبناء مصر نور أعينهم من أجل أن ترى مصر العدالة (طشاش)؟ .. هل ضحى المصريون بأموالهم ومصالحهم من أجل أن تستعيد مصر ثروتها المنهوبة حسب التساهيل؟ .. هل تعرض أبناء مصر للإختناق بفعل قنابل الغاز "المباركية" من أجل أن تشم مصر نفسها وتستعيد نفسها ، أم أنهم قدموا تلك التضحيات التى أذهلت العالم لكى ترضى مصر بقليلها وتحمد ربنا على قد كدة وتبوس إيديها وش وضهر وتعود ثانية لكى تنظر ما يجود به حكامها عليها" .. وتنتهى مقدمة الغزل للكاتب ويدخل مباشرة فى الموضوع وهو يخاطب الجيش المصرى .
** يقول "ياجيشنا العظيم أليست مصر أكبر من الجميع .. أليس دم الشهداء أغلى من حسنى مبارك وأولاده وأصدقاء عمره .. أليس الوقت كالسيف .. ألا يستحق الشعب المصرى أن يفرح مرة واحدة من (نفسه) فرحة كاملة غير مقطوشة ، لكى نطلب منه بعدها أن ينتج ويعمل ويتطلع إلى مستقبل ليس فيه وزراء فشلة ولا عدالة منقوصة ولا كرامة مهدرة ولا ثروات منهوبة" .. ويواصل بلال فضل بالإكتفاء بهذا القدر من الأسئلة وهو يتساءل هل يبدو هذا الكلام تسخينا ضد المجلس العسكرى فى إطار حملة الإنتقادات الموجهة إليه .. هل هذه الأسئلة ترغب فى شعللة الأجواء للحشد من أجل الموجة الثانية من الثورة غدا؟ .. ويتساءل بسخرية إذا ظننت ذلك فأنا أحييك على حسن ظنك .. وفى إستعلاء بإعتباره كاتب "تحرير أوى" وجه كلامه للمجلس العسكرى قائلا إذا كنت تقرأ لى بإنتظام ولست محتاجا لأن أعيد لك نشر ما سبق أن كتبته فأنت تعلم أننى سبق أن كتبت عقب فض الجيش لإعتصام تسعة مارس مقالا بعنوان "إنقذوا شعار الجيش والشعب إيد واحدة" ، وبالرجل العالم ببواطن الأمور يستمر بلال فضل قائلا أننى نبهت فى مقال سابق إلى أن الثورة تواجه أخطارا كثيرة على رأسها إحداث وقيعة بين الجيش والثورة ، وتحول الكتلة الصامتة إلى قوة مواجهة ضد الثورة .. وللعودة لبعض فقرات هذا البراجراف لاحظوا أن الأستاذ بلال فضل تحدث عن عدة مقالات كان يجب أن يلتزم بها الجيش حتى لا يخرج الكتلة الصامتة وتتحول إلى قوة مواجهة .. ولست أدرى ماذا يعنى بالكتلة الصامتة ، هل هم الأقباط الذين تظاهروا فى ماسبيرو للمطالبة بحقوقهم المهدرة ووقف نزيف الإرهاب والبلطجة ضدهم من قبل المتأسلمين والسلفيين والإرهابيين وفتاوى الجوامع والزوايا والتحريض على هدم الكنائس !! .. أم يقصد الكتلة الصامتة التى تحترم رئيس الدولة ولا تتظاهر فى غوغائية وبلطجة لتحويل الوطن إلى بحور من الدم والتشفى وتصفية الحسابات ، كما نرجو أن نلاحظ أنه لم يتعرض إلى الأقباط بكلمة واحدة ولكن كل كلماته عن تعرض أبناء مصر للإختناق بفعل قنابل الغاز المباركية ، ويعود بلال فضل لتهديد المجلس العسكرى بتحرير 27 مايو !! ، والتى إعتبرها بلال فضل هى دعوات تنادى بجمعة ثانية للغضب وثورة ثانية ، ويظل بلال فضل يلف ويدور للوصول إلى الهدف الذى كتب من أجله وهو يهدد بالشباب مع الشعار الذى رفعوه "ماحسيتش بالتغيير وعشان كدة هانزل التحرير" .. والذى إعتبرها بلال فضل "ثورة الغضب الثانية" ويبلع الجهلاء الطعم ويهللون للكاتب بلال فضل فها هو يتحدث عن "عدم وجود تغيير" .. أحمدك يارب .. بلال بقى فى صف الشعب وليس الإخوان ، ولم يستغرق التفاؤل كثيرا فبعد سطرين من هذه العبارات المنمقة فى صيغة إستفسار للمجلس الأعلى قائلا "من قال أن الثورات تقوم من أجل التغيير .. الثورات ياسيدى تقوم من أجل التطهير ، والتغيير عملية يمكن أن يقوم بها حاكم ظالم يخشى ضياع عرشه فيقوم بإصلاحات جذرية أو واسعة أو حتى محدودة ، وقد كان ألاف الكتاب والسياسيين فى عهد المخلوع مبارك يطالبونه طيلة الوقت بالتغيير ، فبالله عليك أين هو التطهير الذى حملته الثورة حتى الأن ؟!! ... وكدنا أن نصل إلى ربع المقال ومازال فضل يلف ويدور حتى يصل إلى هذه الفقرة نرجو قراءتها جيدا لأنها ليست لها علاقة بمشاكل الأقباط مع المجلس العسكرى أو مع وزارة تسيير الأعمال ، يقول فضل "لعلك تذكر أنه كان فى الثمانية عشر يوما التى سبقت حكم مبارك بعض من يطالبون بالإعدام الفورى لمبارك ونصبوا له مشنقة فى ميدان التحرير ، لكنهم عندما رأوا أنه سيقع هو وجلاده تحت طائلة القانون عادوا إلى بيوتهم منتظرين أن يشهدوا ذلك فلم يشهدوا إلا تلكؤ وتلاعب بمشاعر الناس وإستخفاف بدماء الشهداء وألام الجرحى ومحاباة لمبارك وأسرته والعادلى تؤدى إلى عدم تحقيق لمبدأ الردع العام الذى قامت القوانين أصلا من أجل تحقيقه" ... هذه العبارة هى مربط الفرس لمقال بلال فضل الحمساوى الذى خدع البسطاء من الشعب بعنوان مقال ليس له علاقة بمضمون الموضوع ..
** ويواصل فضل مقاله النارى يقول "هناك من يحاول تشويه الموجه الثانية من الثورة (يقصد جمعة 27 مايو) بالتركيز على مطالب غريبة الشكل وردت فى بعض صفحات الفيس بوك تدعو للتصادم مع المجلس العسكرى .. وفى زحمة المقال طالب الكاتب الحمساوى المجلس العسكرى عن ما أسماه بالمطلب البرئ الذى يدعو للإفراج عن الضباط الذين نزلوا إلى الإعتصام 9 إبريل لأنهم بالفعل إرتكبوا مخالفة عسكرية صريحة تستوجب عقابهم ، ولكن على حد قوله كل ما فى الأمر هو تخفيف الأحكام الصادرة ضد هؤلاء الضباط بالسجن عشر سنوات مراعاة لمشاعرهم الوطنية .. هكذا دأب الكاتب بلال فضل أكثر من ثلاث مرات للتوسط لدى المجلس العسكرى بالإفراج عن بعض البلطجية الذين تم ضبطهم فى حملة التطهير التى قامت لها جموع من الشعب والجيش لتطهير ميدان التحرير وتم إعتقال عديد من الشباب ومعهم أسلحة بيضاء وأسلحة نارية ومخدرات ، ويتكرر هذا المشهد أكثر من مرة وفى كل مرة يتم الإفراج عنهم رغم ضبط أسلحة معهم ، وينتقل فضل لمحاولة الزج بإسم الفريق أحمد شفيق وإختيار مانشيت يقول فيه "مهازل تنكشف كل يوم حول الأموال المهربة والدور الذى لعبه أحمد شفيق فى ذلك" .. فيبدو أن فضل قد تأثر بالفبركة الإعلامية التى أطلقها الحقود والكاتب الأوحد محمد حسنين هيكل ، فقد أطلق تصريحات فاشينكية عن ثروات مبارك وحينما إستدعى إلى مكتب النائب .. أنكر كل ذلك ونسب هذا التضليل لجريدة الأهرام .. لقد تناسى هذا الكاتب الذى يلقبونه الأقزام فى الإعلام المصرى بالكاتب الكبير ، وهم الفئة التى لم تقرأ ما كتبه هيكل قبل أكتوبر 1973 ، وهو يصف خط بارليف بمعجزة خطوط الدفاع التى لو حاول الجيش المصرى إقتحامها فسوف ينهار نصف الجيش إن لم يكن الجيش بالكامل ويظل يمجد فى خط بارليف .. وبعد نصر أكتوبر العظيم كان أول قرار للسادات هو طرد محمد حسنين هيكل من مصر .. إنها لتذكرة الأقزام من الصحفيين ، ثم يستشهد بلال فضل بحوار كان سيجرى بينه وبين الإعلامى يسرى فودة وعلاء الأسوانى وبعض الضيوف ولكن الحلقة ألغيت فى اللحظات الأخيرة .. وهو ما إعتبره سلسلة من الأخطاء تضاف إلى المجلس العسكرى ونتساءل للأستاذ الكاتب الحمساوى لماذا بالذات "يسرى فودة" و"علاء الأسوانى" هل الإنفلات الإعلامى أصبح سمة هذا الزمن ومن لا يتفق مع المخربين الساعيين لتدمير مصر لصالح أجندات هم يعلمون أكثر من الأخرين من تكون .. أن يتحول المعارضين إلى فلول النظام وفلول الحزب الوطنى وفلول الغول .. خلاص تحولت هذه اللبانة إلى أسطوانة مشروخة لتهديد كل من يقف ضد المخربين للوطن أضيف عليها تهمة "موقعة الجمل" التى نتج عنها موت ثلاثة أحدهم مجند وإصابة العديد .. ولم نسمع عن قائدى الجمال والأحصنة هل مازالوا أحياء يرزقون أم أموات دفنوا فى ميدان التحرير ؟!! .. ولماذا لم نسمع عن التحقيق مع أى أحد منهم علانية ولا حتى غير علانية هل تبخروا بالجمال والأحصنة وأخذهم الريح وطاروا ؟؟!! .
** ويقترب بلال فضل للنهاية من مقاله النارى وهو يخاطب المجلس العسكرى قائلا "إن نجاح الثورة يتوقف على قدرتها على إحداث توافق عام فى مطالب الثائرين وقد شهد أحد تلك المطالب نجاحا ساحقا على مرحلتين .. المرحلة الأولى كانت "إرحل يعنى إمشى .. يمكن مابتفهمش" ، وهى لم تستمر أكثر من يومين قبل أن ننتقل إلى مرحلة أخرى "إرحل يعنى إمشى ياللى ما بتفهمش" ، أما المطلب الأهم والأبرز "الشعب يريد إسقاط النظام" .. ويعود بلال فضل لتصوير سيناريو الشهداء والقتلى ليعود يكرر تفاصيل المشهد (مصاب من أبطال الثورة إسمه مصعب أكرم الشاعر يتصل من ألمانيا بالإعلامى القدير محمود سعد ليقول له تفاصيل مخجلة ومخزية عن القتلة الذين لم يتعرضوا للحساب فى وزارتى الداخلية والصحة حتى الأن" .. مصابون يتحدثون مع الكاتب على الهواء عن ضغوط تمارس ضدهم لسحب بلاغاتهم ضد حبيب العادلى والضباط المتهمين بالقتل والإعتداء على المتظاهرين بل يعترف لمصاب بإنه حصل على عشرين ألف جنيه لكى يتنازل عن بلاغه لأن الضابط الذى أطلق عليه النار مازال فى الخدمة فى نفس موقعه وقال له ولأبيه "لو أنا ماأذيتكش هايجى الضابط اللى بعدى وهيأذيك" .. ولم يقل لنا بلال فضل من هو هذا المصاب الذى رفض عشرون ألف جنيه ولماذا لم يبلغ المجلس العسكرى للتحقيق فى شكواه ولا هو ياحرام لجأ لسيادتك بصفتك صحفى التحرير وكاتب الثوار ونصير المظلومين ..
** ونكتفى بهذا القدر للكاتب بلال فضل الذى وضعه فى شبه تهديد للمجلس بيوم الغضب الجمعة 27 مايو وهو يناشدهم بإحضار مبارك وأولاده وتعليق المشانق لهم ومحاكمتهم فى التحرير وسط صراخات مصاصى الدماء والهنود الحمر .. لقد تناسى فضل أن من حافظ على بقاء ثوار التحرير هو الجيش نفسه ، وتناسى بلال فضل أن التحرير هو الجيش نفسه ، وتناسى بلال فضل أن التحرير ضم عناصر من حماس وحزب الله والإخوان أما البلهاء من الأخرين فلم يكونوا سوى كمالة عدد لعمل الشو الإعلامى .. ونسأل الكاتب الحمساوى لماذا لم تذكر شهداء نجع حمادى 2010 وأين حقوق هؤلاء .. لماذا لم تذكر شهداء كنيسة القديسين ليلة رأس السنة .. لماذا لم يتحدث الكاتب عن ضحايا العمرانية وعن ضحايا إمبابة .. وعن السفالة التى تعرض لها الأقباط من هتافات طائفية ضد الكنيسة والعقيدة .. لماذا لم يدافع بلال فضل عن كنيسة عين شمس الغربية .. لماذا لم يدافع عن الذين قبض عليهم ظلما فى أحداث إمبابة ومظاهرات ماسبيرو والأستاذ الفاضل المحامى علاء رضا رشدى .. لماذا لم يبحث الكاتب الهمام إلا عن جزئية واحدة هى محاكمة مبارك وأولاده .. فهل بعد هذه الدعوة التى أطلقها الكاتب مازال هناك بعض المغيبين والبلهاء لمشاركته فيما أسماه جمعة الغضب بميدان التحرير الموافق 27 مايو ..
** لقد كتبت عبارة فى مقالى السابق ولكن يبدو أن الكثيرين ولكن يقيسون المقالات بالشبر .. إقرأوا هذه الفقرة جيدا " كلمة أخيرة للقس متياس نصر والقس فيلوباتير جميل .. لقد ورد بالصحف يوم 22 مايو 2011 أن شباب ماسبيرو قرروا تعليق إعتصامهم حتى يوم 27 مايو بعد وساطة إئتلاف شباب الثورة الذى وعد بتبنى مطالبهم على أن يتظاهروا مع الثوار فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل .. وهنا أحذر القس متياس والقس فيلوباتير وشباب ماسبيرو من الوقوع فى هذا الفخ فليس هناك فى التحرير سوى جماعة الإخوان المسلمين وجماعة صفوت حجازى وجماعة محمد البلتاجى .. نحن نحييكم على مواقفكم الرائعة والمشرفة .. ولكنى أحذركم .. أحذركم من الذهاب أو التعبير عن مجرد الرأى فى ميدان التحرير ، فميدان التحرير يستغل الأن لمحاكمة مبارك وأسرته وتصفية الحسابات بين الإخوان والنظام السابق .. وميدان التحرير يستغل الأن لفتح معابر رفح بلا قيد ولا شرط وكسر الحدود وسيطرة حماس على سيناء إن لم تكن سيناء قد وقعت فى أيديهم .. فوقوا فليس كل أهبل يقول كلام نجرى وراءه" ...
** وأعود وأكرر تحذيرى أن طلبات الأقباط سوف تكون صرخة مكتومة وسط هدير من الأصوات بمحاكمة مبارك وأبنائه وكسر المعابر بين مصر وغزة وطرد السفير الإسرائيلى والزحف المقدس حتى غزة لتحرير فلسطين بأخر جندى مصرى ، بينما الإخوان يعقدون الصفقات مع قطر والإمارات .. ويمكنكم سؤال أحد قيادى الإخوان خيرت الشاطر ، من أين الأموال والأرصدة التى حصلتم عليها من الصفقات مع أحد المنظمات اليهودية فى شركة سلسبيل بالإشتراك مع حسن مالك .. وكان الرصيد المعلن 2006 هو 250 مليون جنيه .. فما هو المبلغ الأن ؟؟ .
** كلمة أخيرة .. هناك فخ ينصب فى ميدان التحرير لتحقيق أجندات معينة وليست للأقباط لهم شئ .. فهل تفهمون .. ونختتم المقال بإستشهاد بلال فضل بما كتبته روزاليوسف حول "كون حسين سالم يمتلك وثيقة سفر إسرائيلية نشرت صورتها على الملأ ، ونضرب كف على كف .. أعداء الأمس صاروا أصدقاء اليوم .. روزاليوسف التى تخصصت فى محاربة الفساد والإرهاب الأن تركب موجة الثورة وتنقلب وتتغير وتتلون وتنشر وتعلق بوسترات تناشد المواطنين بإعادة قراءتها لتحقيق مطالب الثوار .. وعجبت عليك ياوطن .. أخيرا أختتم مقالى بالمقولة المأثورة "حى على التحرير .. الإسلام هو الحل" .

بالوثائق وليس بالشكوك لابد من محاكمة رؤساء البنوك/ رأفت محمد السيد

هل كل ماينشر فى الصحف المصرية منذ إندلاع الثورة وحتى الان لايحرك ســـاكنا لدى المســئولين ســـواء بحكومة الدكتور شرف أو المجلس العسكرى بشأن تورط بعض رؤساء مجالس إدارة البنوك القومية والخاصة من خلال مساهمتهم في تهريب أموال عدد من رجال الأعمال ووزراء سابقين – وأرى أنه قد حان الوقت لمحاسبتهم بتهم عديده يأتى فى مقدمتها تهمة الخيانة العظمى – فالأمر جد خطير لاسيما بعدما نشرت جريدة الأهرام المصرية على لسان مصدر رقابي رفيع أن بعض رؤساء مجالس إدارات البنوك القومية والخاصة قد ساهموا في تهريب أموال عدد من رجال الأعمال ووزراء سابقين خلال ثورة‏25 يناير‏، كما كشف المصدر عن أن رجال أعمال وبعضا من رموز النظام السابق قد تمكنوا من تحويل
7 مليارات دولار الي دول الاتحاد الأوروبي وســويســرا وأمريكا وبعض الدول العربية, وذلك بتعليمات مباشـــــرة من جمال مبارك نجل الرئيس السابق, وأكد المصدر ان جمال مبارك قد قام بتعيين غالبية رؤساء مجالس إدارات البنوك الحاليين والذين كانوا يعملون معه في سيتي بنك, كما شارك في تعيين محافظ البنك المركزي مقابل تعيينه عضوا بمجلس إدارة البنك المركزي المصري ، وقد تم تعيينه بالفعل عضوا بالمجلس بالاضافة الي تعيين جمال مبارك عضوا بمجلس إدارة البنك العربي والذي كان يرأس مجلس إدارته الدكتور عاطف عبيد سابقا, والذي كانت تشارك مصر فيه بنسبة15%, وأكد المصدر أن هناك مطالبات قد تمت بين جمال مبارك وبعض رؤساء البنوك منذ بدء اندلاع الثورة حتي تنحي مبارك وهو الوقت الذي قامت فيه البنوك بتحويل هذه الأرصدة الضخمة لما يقرب من25 من رجال الأعمال ورجال السلطة السابقين, وقال المصدر إن هذه التحويلات قد أثرت بالسلب علي احتياطي البنك المركزي المصري بدرجة كبيرة ، والغريب أن بعض الصحف قد اشارت منذ فترة إلى قيام بعض رؤساء البنوك بإجراء تحويلات إلى الخارج خلال الثورة الامر الذى كان يستوجب إتخاذ إجراء سريع وحاسم ضد من يثبت تورطه فى هذه الجريمة البشعة التى اضرت بإقتصاد البلاد ضررا بالغا ، كما اشارت جريدة الاهرام ايضا فى يوم سابق إلى تورط رئيس مجلس إدارة بنك الاسكندرية فى صفق بيع بنك الاسكندرية والبنك المصرى الامريكى وذلك مقابل رئاسته للبنك بعد بيعه وحصول جمال مبارك على عمولة البيع ( الثمن ) قبل غتمام صفقة البيع – كل هذه الامور ومازلنا لم نر حتى الان إستدعاء لمن تم إتهامهم بالأدلة الدامغة ، وأؤكد أنه لو كان التباطؤ فى محاكمة هؤلاء الفاسدين خشية تدهور الإقتصاد نظرا لترأسهم اماكن ذات حساسية وتعد عصب الإقتصاد القومى المصرى فانا اؤكد ان مصر بها من الكفاءات الكثير والكثير الذين يستطيعون حل "العقدة " التى تواجة الإقتصاد المصرى كما ان هناك من الكفاءات من لايحب الخراب ويتمنى ان يجعل من مصرفة الكبير كيان إقتصادى "عامر " بالامل فى غد مشرق ولن تنضب الكفاءات فى مصر وسيكون القادم لامحالة " لطيف " وإن كان فى السابق غير ذلك ، فهناك الكثيرون الذين ينتمون بل يعشقون تراب هذا الوطن الذى نتمنى له كل التقدم والرقى ، مازالت الشبهات تحوم حول بعض رؤساء البنوك فى قضايا عديدة يأتى فى مقدمتها التحويلات التى تمت خلال الثورة ومن قام بها ولمصلحة من ومالدوافع التى دعت لذلك ؟ كما انه لابد من إعادة فتح ملف بنك الاسكندرية ، بل لابد ان يعود البنك مرة اخرى ملكا للدولة مثلما حدث مع عمر افندى بقرار شجاع اعاد الحق مرة اخرى إلى اصحابة ، لاسيما مع تقدم مصدر مسئول ببنك الإسكندرية ببلاغ للنائب العام بسرعة فتح ملف صفقة بيع البنك إلى مجموعة سان باولو الإيطالية.‫وقال المصدر إن الموظفين قدموا خطاب استعجال للنيابة العامة مؤخرًا يطالبون فيه بالإسراع بفتح الصفقة لوجود العديد من المخالفات، لاسيما في ظل توافر جميع المستندات التي تؤكد وجود شبهات حول تقييم البنك وتدخل لجنة السياسات في بيعه، وأشار إلى أن صفقة البيع تمتاز بأنها محكومة وجميع أطرافها ومستنداتها ونتائجها معروفة لاسيما أن البنك المركزي يشرف على "الإسكندرية" ‫ولفت إلى وجود حالة من الغضب بين موظفي البنك بسبب اعتلاء المحسوبين على رئيس مجلس الإدارة السابق لسدة الأمور والفروق الكبيرة التي لا تزال موجودة بالمرتبات فضلاً عن غياب الأسس الواضحة للتقييمات السنوية ، نناشد جميع الشرفاء فى هذه البلد بان يحاربوا الفساد فى كل مكان ، فلن ينصلح حال هذا البلد إلا ببتر بؤر الفساد والتخلص منهم والزج بهم فى السجون ن لابد من تطهير مصر من كل مدعى الشرف والعفة فى عهد النظام السابق وهم فى الحقيقة تفوقوا على عصابة على بابا والاربعين حرامى، إنهم بلغوا من الإحتراف منافسة عصابات المافيا العالمية ، طهروا مصر من كل فاسد مهما كان منصبة ومهما كانت سلطته ، مصر امانة فى اعناقكم ، مصر امانه فلتحافظوا عليها .

لا تسوية في الأفق .. والمصالحة هي الرد/ راسم عبيدات


....... من خلال الخطابات التي ألقاها نتنياهو وأوباما،يتضح بشكل جلي وواضح،أنه لا تسوية في الأفق،فنتنياهو يقول بأنه لا عودة لحدود الرابع من حزيران،لأن ذلك على حد زعمه يشكل تهديداً لأمن إسرائيل،أما اوباما فرغم انه في خطابه تحدث عن دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بدون ذكر للقدس أو قضية اللاجئين،لكنه أما ضغط اللوبي الإسرائيلي منظمة "ايباك" كما هو الحال في موضوع الاستيطان لم يصمد أو يثبت على موقفه،بل تراجع عن موقفه هذا هذه المرة سريعاً ً وبزمن قياس وبما لا يزيد عن ثلاثة أيام،حيث قال بأن العودة لحدود الرابع من حزيران،يجب ان تأخذ بالحسبان التغيرات الديمغرافية على الأرض،وهذا يعني تشريع الاحتلال،وإدارة الظهر لمقررات الشرعية الدولية.

باختصار وبالفم المليان عمق التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وتطابق مصالحهما في المنطقة،يجعل من الصعوبة بل من الاستحالة،أن تجد إدارة أمريكية تستطيع أو تتجرأ على أن تفرض حلاً على إسرائيل،أو حتى مجرد التلويح بفرض عقوبات عليها لخروجها وتمردها على قرارات الشرعية الدولية،وبالتالي ما تعمل عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة في ظل ضعف الحالة العربية،وعدم وجود تهديد جدي وحقيقي لمصالحها في المنطقة،هو الاستمرار في إدارة الأزمة ،وتقديم وعود وشيكات بلا رصيد للعرب والفلسطينيين،مع منح إسرائيل الوقت الكافي،من أجل أن تستكمل مشاريعها ومخططاتها في التهويد والأسرلة وفرض الوقائع والحقائق على الأرض،من تكثيف وتصعيد الاستيطان في القدس والضفة الغربية،وبما يتفق مع خطة نتنياهو بتأبيد وشرعنة الاحتلال،مقابل تحسين الشروط والظروف الاقتصادية للسكان الفلسطينيين تحت الاحتلال،وبمساعدة دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي ودون تحمل حكومة الاحتلال لأية مسؤولية هنا.

إن هذه المواقف الأمريكية والإسرائيلية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني،والرافضة لأية تسوية سياسية تلبي الحدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني،حتى لو كانت دولة في حدود الرابع من حزيران،تجعل من المتعذر على أية قيادة فلسطينية،مهما تحلت بالواقعية والاعتدال،أن تعاود تجريب نهج المفاوضات العبثية،والتي هي ليست اكثر من مضيعة للوقت ولحقوق الشعب الفلسطيني،فمن يصرح أنه لا لدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران،ولا انسحاب من القدس ولا حق عودة ولا عودة لاجئين،يقول للفلسطينيين كما يقول المثل والمأثور الشعب"صحيح لا توكل ومقسم لا توكل وكل تتشبع"،وأيضا أوباما الذي عقب خطابه في جامعة القاهرة حزيران/ 2008،هذا الخطاب الذي هلل وطبل له الكثير من زعامات النظام العربي البائد وجوقته من جهابذة السياسة والإعلام والصحافة والفكر والثقافة،بأن هناك تغير استراتيجي في المواقف الأمريكية من القضايا العربية والقضية الفلسطينية،تتكشف حقيقة هذه الموقف على انها تكرار على نحو أسوء لمواقف الإدارات الأمريكية السابقة.

ومن هنا فإنه بات من الملح والضروري للفلسطينيين،سلطة ( رام الله وغزة ) وأحزاب وفصائل ومؤسسات مجتمع مدني وأهلي)،بعد كل هذا الانكشاف السافر والصلف والعنجهية والتنكر والعداء من قبل الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية للحقوق الوطنية الفلسطينية،وبعد التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة في الرابع من هذا الشهر،العمل بشكل جدي وسرع لوضع اتفاق المصالحة موضع التنفيذ وبمشاركة كل ألوان الطيف السياسي،وحماية هذا الاتفاق من التخريب والإفشال،حيث أن إسرائيل وأمريكا تسعيان بكل قوة من أجل إفشال هذا الاتفاق،فإذا أتم أبو مازن المصالحة مع حماس أتهم بأنه يشجع "الإرهاب" واذا لم تتم المصالحة،يتحدثون عن ضعفه وعدم وجود شريك فلسطيني!!،ومن جهة أخرى أوباما يريد من حماس أن تعترف بإسرائيل وتلتزم بالاتفاقيات السابقة،وبالمقابل كل أحزاب اليمين والتطرف من" اسرائيل بيتنا" ومروراً بالأحزاب الدينية وانتهاء بالتوراتيين المتطرفين،لا يطالبهم اوباما بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.

أي نفاق وازدواجية هذه؟،وأي ديمقراطية وعدل وحرية وحقوق إنسان وتقرير مصير التي يتحدثون عنها؟،والتي يحرمونها ويتخلون عنها عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني،ويردون من هذا الشعب أن يمتثل لشروطهم وإملاءاتهم ورؤيتهم لما يسمى بالسلام،وأن يتخلى عن حقوقه وأهدافه الوطنية.

القيادة الفلسطينية الآن أمام اختبار جدي،اختبار في ظل لحظات حاسمة وتاريخية،فبعد استكمال مشروع المصالحة وتشكيل حكومة التكنوقراط،عليها أن تبني إستراتيجية بديلة تقوم على الصمود والمقاومة،إستراتيجية تلتف خلفها كل فصائل العمل الوطني والإسلامي والمجتمعي،وتعيد الاعتبار للبرنامج والحقوق الوطنية الفلسطينية،وكذلك ان تنقل ملف القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة وإخراجه من يد الرعاية الأمريكية واللجنة الرباعية،فالرباعية بوق وصدى للمواقف الأمريكية،ولا تمتلك أي رؤية أو صلاحيات أو قرارات مستقلة،وأمريكا تتماثل وتتطابق مواقفها مع المواقف الإسرائيلية،بل تشعر أحياناً أنها أكثر تطرفاً من المواقف الإسرائيلية.

إزاء ذلك على القيادة الفلسطينية أن تتمترس خلف موقفها،وعدم الرضوخ أو الاستجابة لأية إغراءات وضغوط واشتراطات أمريكية بالعودة للمفاوضات،فهذه المفاوضات لن تنتج لا دولة ولا قدس ولا حق عودة،فمن يتخذ قرار حق النقض "الفيتو" ضد اعتبار الاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية غير شرعي وغير قانوني،وكذلك من يهدد بحق نقض"فيتو" آخر ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عند عرض ذلك على مجلس الأمن الدولي في أيلول القادم،والقيام بزيارات لقادة الدول الأوروبية من أجل حملها على رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عند عرض ذلك على مجلس الأمن الدولي،فهو لن يقف الى جانب حقوق شعبنا الفلسطيني،ولذلك على القيادة الفلسطينية أن تستمر في جهودها وخطواتها،وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات الإقليمية والدولية،من أجل تأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مجلس الأمن في أيلول القادم،وحتى لو اتخذت أمريكا حق النقض "الفيتو" ضد ذلك،فعلى القيادة الفلسطينية أن تستمر في فضح وتعرية المواقف الأمريكية وخوض معركة الاعتراف من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة،فلم يعد من المجدي الرهان واللهاث خلف وعود أمريكية وأوروبية غربية كاذبة،تم تجريبها واختبارها على مدى عشرين عاماً،لم تنتج سوى مزيداً من الاستيطان ومصادرة للحقوق الفلسطينية،وعلى ضوء الثورات العربية،فلا بد من إعادة القضية الفلسطينية الى حاضنتها القومية العربية،فهي الكفيلة بتقوية الحلقة الفلسطينية،كذلك يجب أن تشعر أمريكا عربياً بان هناك تهديد جدي وحقيقي لمصالحها في المنطقة،وبما يجبرها على إحداث تغير جدي في مواقفها لصالح الحقوق العربية والفلسطينية.

فالواضح على ضوء المواقف الأمريكية والإسرائيلية التي عبر عنها بخطابات اوباما ونتنياهو أنه لا تسوية في تلوح الأفق،وأن المنطقة مقبلة على مرحلة من الاحتمالات المفتوحة.


كذبة وهرطقة عيد تحرير الجنوب اللبناني/ الياس بجاني

إن الاحتفالات الرسمية في لبنان بما يسمى زوراً وبهتاناً، "عيد تحرير الجنوب" في 25 أيار من كل سنة، هي مسرحيات مهينة لذاكرة وذكاء وعقول وتضحيات اللبنانيين، وخيانة فاضحة لدماء الشهداء الأبطال، كما أنها عروض مبتذلة وهزلية واستعراضية مفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية والوطنية.

هذا، ومن المحزن والمستغرب والمخيف في آن، أن خطاب حزب الله الشعوبي والمذهبي والتحريضي والغزواتي الذي يروج لحروب طواحين الهواء لا زال يُفرح بعض العقول المسطحة وهي مستنسخة عن تلك العقول الغبية التي كانت تحتفل في شوارع بغداد بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول للأسف ما زالت تطرب لخزعبلات الانتصارات الوهمية التي سمعها العرب قبل حرب الأيام السة سنة 1967، والتي كانت تلوح برسوم صواريخ "الظافر" و"القاهر" وبإلقاء اليهود في البحر، والكل بالطبع مدرك للهزائم المدوية التي حصدتها شعوب المنطقة بسبب تلك السخافات.

هذا العيد "الكذبة والإهانة" فرضه على دولة لبنان المحتل السوري الذي انكشف الآن أمره وسقطت عن وجهه المزيف والحربائي كل أقنعة التحرير والمقاومة والممانعة والعروبة والوحدة الكاذبة، وها هو هذا المحتل منذ ثلاثة أشهر وبشكل يومي مستمر يقتل أبناء شعبه واهانة كراماتهم وتدمير مدنهم وبلداتهم، وقد تفوق في إجرامه المستشري على فظائع أعتى المجرمين وعلى كل دموية جماعات المافيا وتوابعها. وبما أن الاحتلال البعثي المجرم هذا قد انتهى إلى غير رجعة، فمن الحق والعدل بمكان أن تنتهي فصول "مسخرة" عيد تحرير الجنوب" ويشطب من سجلات الدولة اللبنانية ومن العقول والذاكرة إلى غير رجعة وغير مأسوف عليه.

وحتى تتوقف مهازل الذمية والتقية، ومن أجل أن لا تتكرر مأساة حرب تموز 2006، "حرب لو كنت أعلم"، وغيرها من الحروب الجهادية التي يبشرنا فيها السيد نصرالله، وحتى لا يُستنسخ إجرام غزوة أيار 2008، وحتى لا تُعاد مسرحيات التحرير والمقاومة الخادعة، وخزعبلات "وحدة المسار والمصير"، وحتى لا يموت أولادنا مرة أخرى من أجل قضايا خادعة وغير لبنانية، من أجل كل هذا نطالب بإلغاء القرار الحكومي الذي جعل من 25 أيار عيداً وطنياً، كما نطالب القيادات اللبنانية الوطنية أن تعلن بشجاعة أن حزب الله لم يحرر الجنوب، ولا هو عربي أو حزب تحرير ومقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا البغيضة لوطننا، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية

نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال إن حزب الله أعاق وآخر تحرير الجنوب ما يزيد عن 14 سنة، ولم يكن له أي دور في تحريره، وهو انهزم وهزم معه كل لبنان في حرب تموز، وأن لا قيامة للدولة اللبنانية في ظل وجود دويلته، كما أن الاستقلال لن يصبح ناجزاً وكاملاً قبل عودة أهلنا اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين وتعويضهم عن كل أنواع الظلم والتجني والإفتراءات التي تعرضوا لها.

الكل يعرف، وبالكل نعني أصحاب العقول الراجحة، والضمائر الحية، والجباه الشامخة، والرؤوس العالية، الكل هذا يعرف أن حزب الله لم يحرر الجنوب، بل أعاق وعطّل وأخر تحريره لسنوات، وأن كل ما يبني عليه مشروعية مقاومته منذ عام 2000 وما قبل ذلك هو مفبرك وملفق ولنا في ما كان ميشال عون، حليف حزب الله الأول اليوم، قد قاله يوم كان لا يزال قريباً من الله ومن الحقيقة وقبل أن يسقط في فخاخ أطماعه ونزواته الأرضية.

في أسفل أقول "حرفية" للعماد ميشال عون، هي غيض من فيض في هذا السياق قالها يوم كان يخاف الله ويشهد للحقيقة، وهي تتناول واقع حزب الله المقاوماتي وكذبة التحرير وفبركة ملف مزارع شبعا:
2/5/2000/: "وإلى أن يحين العيد الحقيقي، نرفض الاشتراك بأعياد التخدير، ونترك نشوتها للمدمنين على المخدرات؟""
29/5/2001/: "إن الحقيقة المرة التي نلمسها اليوم هي تحوّل المقاومة إلى أداة سياسية تسخّرها دمشق في خلق المعادلات الداخلية، لتركيز سياساتها في لبنان، وتدعيم نظامها في سوريا"
14/7/2001/: "لقد قاومت سوريا عملية الانسحاب الإسرائيلي، ولما لم تفلح في منعها، أجهضت بضغطها على لبنان تنفيذ القرار 426، وابتدعت قضية مزارع شبعا بغية إبقاء لبنان خاصرة رخوة لإسرائيل ومنطقة واقية لسوريا".
9/4/2002/: "قضية مزارع شبعا كذبة، وأنا مسؤول عما أقول، لا يمكننا تعديل الخريطة على مزاجنا، مزارع شبعا ليست لبنانية، وحتى ولو كانت الأرض لبنانية فهي مضمومة سورياً منذ زمن ولبنان سكت عنها، والحكومة اللبنانية لم تذكر مرة أن لديها أرضاً محتلة خاضعة لتنفيذ القرار 242، على العكس قالت أنها لست معنية بالقرار 242، وليس لدي أرض محتلة، فلا يمكن أن تتراجع وتتبناها بعد تنفيذ القرار 425 وتقول أن لديها أرضاً محتلة".
23/6/2000/: "وبالمناسبة ننصح الذين يريدون الاحتفاظ بالسلاح، بسحبه من الأيدي وخزنه، فمقاومة الاحتلال انتهت بزواله، ولا أمل بامتدادها إلى ما بعد الحدود، ولن يؤذي هذا السلاح بعد الآن سوى حامليه، كما لا معنى لأي تحرير لا يتحول إلى سيادة وطنية مطلقة".

من هنا فإن لا صدق في هذا العيد كما أن غالبية الذين يشاركون الاحتفال به هم من طينة ميشال عون، ومن جماعات المنافقين والذميين والوصوليين، وسوف يكونون في مقدمة من يتخلون عن حزب الله وينقلبون ضده عندما تتغير رياح الأمر الواقع وهذا يوم قريب لا محالة.

في الخلاصة، حزب الله لا يمت للبنان ولا للبنانيين بشيء، فهو جيش ملالي إيران في لبنان، وإيراني بالكامل في عقيدته وفكره وتمويله ومشروعهً وتنظيمه وقيادته ومرجعيته وتسليحه وقراره، وهو ليس مقاوماُ ولكنه يتاجر بشعارات المقاومة والتحرير، ويهزأ بأرواح وكرامات وسلامة وأمن ولقمة عيش اللبنانيين، ويأخذ بالقوة المسلحة "والبلطجة" و"التشبيح" والإرهاب لبنان الدولة والشعب رهينة. حزب الله تنّين إيراني يقضم ويفترس ويهمش مؤسسات الدولة اللبنانية، ويضطهد وينكل باللبنانيين بهدف إقامة دولة ولاية الفقيه الإيرانية على كامل التراب اللبناني، وكل كلام في غير هذا الإطار هو هراء ونفاق وقيض ريح.

تعظيم سلام .. للقس متياس وفيلوباتير ومظاهرات العار تجتاح أمريكا/ مجدى نجيب وهبة


** نعم .. تعظيم سلام للقس متياس نصر والقس فيلوباتير جميل ، فقد تحملوا المسئولية الكاملة فى الإعتصام المفتوح أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون يشاركهم شباب ماسبيرو ، والتى ضمت الألاف من الشباب والرجال والسيدات والفتيات على مختلف الأعمار .. إعتصموا جميعا على قلب رجل واحد لتلتحم صراخاتهم وهتافاتهم تحت شعار واحد "معتصمون .. معتصمون .. حتى الإستجابة لمطالبنا العادلة والمشروعة" .. نظروا جميعا إلى السماء وهم يرنمون "كيرياليسون .. كيرياليسون .. إرحمنا يا الله" .. تطلعوا إلى السماء وهم يهتفون ويصرخون "يارب .. يارب" ليسمعهم ويدافع عنهم ، ثم ينتقلون إلى الأغانى والأناشيد الوطنية ، ويرددون فى صوت واحد "ياحبيبتى يامصر" .. لم يبحث الأباء الكهنة عن الشو الإعلامى أو السبق الصحفى ، بل بحثوا عن الحقوق المشروعة لأقباط مصر .. بحثوا عن الأمن والأمان .. بحثوا عن العدالة والحب والمواطنة .. بحثوا عن دولة القانون ، كان الهدف أن تصل صراخاتهم للمسئولين الذين أداروا ظهورهم للأحداث الإرهابية التى أصابت أقباط مصر منذ 25 يناير ، والظلم والإضطهاد الذى بلينا به منذ هذا التاريخ ، وتساءلنا هل ثورة 25 يناير هى ثورة شعبية أم ثورة "خومينية" يحركها جماعات الإخوان المسلمين ، وكانت الإجابة ليست من خلال الشعارات الجوفاء التى يرددونها فى الساحات أو فى ميدان التحرير ، بل وصلت الردود من خلال أحداث الشارع المصرى التى لا تكذب ولا تتجمل ولكنها تسرد الحقيقة ولا تقوم بالعمليات الإرهابية خلف الأبواب المغلقة أو داخل الأنفاق ..
** ولكن الرد وصلنا فى وضح النهار أمام الجميع .. حينما تحرك الغوغاء وهم يهتفون أثناء هدم كنيسة صول "إسلامية .. إسلامية .. لا مدنية ولا غربية" ، ثم أقاموا الصلاة على أرض الكنيسة المهدمة ، وقد رأى العالم أجمع هذه الأحداث وفشل الجيش المصرى فى توقفهم بل لجأوا للشيخ السلفى "محمد حسان" الذى توسط إليهم وأقنعهم بإعادة بناء الكنيسة بناءاً على فتاوى عديدة من بعض الشيوخ السلفيين وفشل القانون فى التعامل مع الظاهرة والفكر الإرهابى ..
** جاءنا الرد الثانى حينما إنطلق الأشرار من السلفيين وأقاموا الحد على مواطن مسيحى وقطعوا أذنه على إثر إشاعة بوجود علاقة بينه وبين مسلمة تبيع جسدها لراغبى المتعة ..
** جاءنا الرد حينما رفض المتأسلمين والإخوان والسلفيين قبول تعيين محافظ مسيحى وهتفوا هتافات طائفية ضده وضد الكنيسة وضد أقباط مصر .. وقطعوا الطريق البرى وأتلفوا خطوط السكك الحديدية وعجزت الدولة عن إثنائهم عن قرارهم ، ولجأت مرة أخرى للشيخ "محمد حسان" الذى حضر ومعه رئيس تحرير على شاكلته ، وفشل الجميع وقرر رئيس الوزراء تجميد مركز المحافظ لحين حضور الست سكسكة والست أم سلومة الأقرع والست أم جمالات حرامية الغسيل ، وتكوين لجنة ثلاثية للضغط على الغوغاء فى قنا لقبول محافظ قنا ..
** جاءنا الرد حينما إشتعلت منطقة إمبابة عقب إِشاعة بإختفاء سيدة ساقطة هربت من زوجها وتركت أولادها وتعرفت بشاب مسلم تزوجته عرفيا وإعتنقت الإسلام ، وبعد أن إستمتع العشيق ببعض الليالى الحمراء قرر تركها كالكلبة الضالة فى الشوارع وأرادت أن تلفت الأنظار إلى إسمها مرة أخرى فلجأت إلى وسيلة إطلاق إشاعة بإحتجازها بأحد الكنائس وهى تريد أن تفك أسرها .. وبدأ تنفيذ الفيلم الساقط "نحن الإرهابيين" وشاهدنا جميعا الإعتداء على منازل الأقباط وإحراقها وسلبها وسقوط 15 قتيل وإحتراق كنيسة مارمينا والإعتداء على كنيستين أخرتين وسقوط مئات المصابين مع ترديد نفس الهتافات "إسلامية .. إسلامية" ... هذه هى الصورة فى الشارع المصرى ، تصفية حسابات مع النظام السابق والعمل على إنشاء محاكم تفتيش فى ميدان التحرير لإعدام كل أعداء الإخوان بقيادة رئيس محكمة سابق يدعى "محمود الخضيرى" وهو وأسرته من جماعة الإخوان المسلمين وسبق إتهام أخيه وإعتقاله منذ أيام عبد الناصر .. أما الأخير فقد أحيل للتقاعد بسبب أفكاره وهو الأن يزعم أنه رئيس محكمة التحرير لمحاكمة مبارك وعائلته ، وبالطبع سيكون الحكم بالإعدام وسط تهليل وصراخات الإخوان والغوغائيين .. إذا فثورة 25 يناير هى ثورة إخوانية ومن يقول غير ذلك فهو إما واحد من ثلاثة أن يكون غبى أو معتوه أو جاهل ..
** نعم كان الإعتصام هو الأمل الأخير الذى لجأ إليه أقباط مصر بعد توغل الإرهاب فى محاولة لتكرار سيناريو العراق أو لبنان ... إعتصم الأقباط بعد أن أدركوا أن الوطن يحترق بنيران الإرهاب والتطرف فى صورة تنم عن عودتنا إلى عصور الجاهلية وظلام الكهوف .. إنهم يتربصون بالوطن فى كل مكان ستجدهم يراقبوا كالثعالب والثعابين ، حتى تأتى الفرصة للإنقضاض على الوطن بأكمله ..
** قرأنا تصريح للمرشد العام د. محمد بديع وقد تناقلته معظم المواقع الإلكترونية وبعض الصحف الخاصة الصادرة فى 21 مايو 2011 ، وهو يطالب المجلس العسكرى بعدم الإستمرار فى الحكم بعد 6 أشهر وكأن الوطن سبوبة ينتظرها الإخوان للسطو عليها .. يقول المرشد العام "أستحلفكم بالله بألا تبقوا يوما واحدا بعد 6 أشهر" .. ماذا تفهمون يا أصحاب العقول الرشيدة والمفكرين الأقباط والإعلام الحر من هذا الترجى والإستعطاف من الذئاب الماكرة .. هل تعتقدون أن المرشد العام يبحث عن مصلحة الوطن .. الإجابة عودوا إلى جرائم الإخوان منذ قتل الشيخ الذهبى وفرج فودة ومحاولة إغتيال نجيب محفوظ وإغتيال السادات وقبلها محاولة إغتيال عبد الناصر فى حادث "المنشية الشهير" وجرائمهم الكثيرة وأيديهم الملطخة بالدماء .. إنهم يحثون المجلس العسكرى أن يرحل ويترك لهم الوطن وكما قال قبل ذلك "نحن سنربى هذا الشعب" على تعاليم الإسلام .. فهل لا يعلم المجلس العسكرى كل ذلك وخطورة إجراء إنتخابات برلمانية فى الوقت الذى لا يوجد فيه أى تنظيم حزبى فى الشارع المصرى وأن الحزب الوحيد والمنظم والعنقودى هو الإخوان المسلمين .. هل لا يعلم المجلس العسكرى أن التقارب بين مصر وإيران هو من أهداف الإخوان .. هل لا يعلم المجلس العسكرى أن تظل مصر مغيبة ونظل نردد الشعارات عن الأمن الداخلى والخارجى لمصر ونترك الغوغاء يعبثون فى الأرض فسادا ويصرون على الوصول للحكم حتى لو جعلوا الأرض بحورا من الدم لتحقيق حلم الهلال الفارسى ، ومنذ يومين خرج علينا تصريح غريب وعجيب لأحد لواءات الجيش المصرى لصحيفة واشنطن بوست أنه لو أتيحت فرصة للإخوان للوصول للحكم فهى لن تكون إلا مرة واحدة .. نقول لكم ياحضرة المجلس العسكرى الطيب ، أحذركم من وصول الإخوان المسلمين لكرسى الحكم فإذا تم ذلك لا قدر الله فلن يتركوه حتى لو تم تدمير وتخريب مصر بأكملها وتحولت شوارع المحروسة إلى جثث وأشلاء الضحايا لا تجد من يدفنها ..
** لقد صرح المجلس العسكرى أن الدولة تنزلق فى منعطف خطير فالخسائر بالمليارات والإقتصاد فيها والسياحة تخسر 40 مليون دولار يوميا والبطالة تصل إلى 70% والمخزون للعملة الصعبة بدأ يتعرى .. البلد فى مصيبة كبيرة .. ماذا تنتظرون ، هل مازلتم تحققون المطالب الشرعية للثوار .. هل تظل منطقة التحرير هى التهديد للوطن والتخريب وكل فرد يعيش مع نفسه فى دور البطولة ، وأنتم تملكون القدرة على القضاء على هذه الفوضى والقضاء على الإرهابيين الذين أطلقتوهم من السجون وأنتم تملكون القدرة على إدارة دفة البلاد حتى تتعافى من هذا الوهم .. يجب أن يعلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن الإخوان سيجهضون أى مؤتمر لا يحقق أغراضهم الدنيئة .. دعونا من الديمقراطية الزائفة التى تسعون إلى تطبيقها على جثث الأقباط .. إن كل من ينادى بذلك فهو إرهابى أفاق ، نحن نحتاج إلى الضرب بيد من حديد على كل فلول الإرهاب التى تسرطنت فى الشارع المصرى .. وبعد كل ذلك هل سيظل الجيش المصرى والمجلس العسكرى يقول "نحن نراقب ولا نحكم" ..
** كلمة أخيرة للقس متياس نصر والقس فيلوباتير جميل .. لقد ورد بالصحف يوم 22 مايو 2011 أن شباب ماسبيرو قرروا تعليق إعتصامهم حتى يوم 27 مايو بعد وساطة إئتلاف شباب الثورة الذى وعد بتبنى مطالبهم على أن يتظاهروا مع الثوار فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل .. وهنا أحذر القس متياس والقس فيلوباتير وشباب ماسبيرو من الوقوع فى هذا الفخ فليس هناك فى التحرير سوى جماعة الإخوان المسلمين وجماعة صفوت حجازى وجماعة محمد البلتاجى .. نحن نحييكم على مواقفكم الرائعة والمشرفة .. ولكنى أحذركم .. أحذركم من الذهاب أو التعبير عن مجرد الرأى فى ميدان التحرير ، فميدان التحرير يستغل الأن لمحاكمة مبارك وأسرته وتصفية الحسابات بين الإخوان والنظام السابق .. وميدان التحرير يستغل الأن لفتح معابر رفح بلا قيد ولا شرط وكسر الحدود وسيطرة حماس على سيناء إن لم تكن سيناء قد وقعت فى أيديهم .. فوقوا فليس كل أهبل يقول كلام نجرى وراءه ...
** كلمة أخرى لأقباط المهجر .. لقد شاهدنا موقفكم المتخاذل وأنتم تشاركون أقباط مصر فى مظاهراتهم وإعتصامهم ، وهنا لا أقصد أن أحثهم على الخروج والتظاهر فهذا شأنهم ولكن ما دعانى إلى الكتابة فى هذا المشهد المتخاذل هو ما رأيناه من وقفة هزيلة فى ولاية كاليفورنيا والذى جعلنا نصاب بالقرف والإشمئزاز والغضب فرغم الإعلان عن ميعاد هذه الوقفة الإحتجاجية إلا أن عدد الأفراد الذين حضروا لم يصل إلى عشرون فردا .. نعم أصابنا هذا المنظر بالقرف فقد ظللنا نراقب الحوارات والمداخلات التليفونية عبر قناة الحقيقة أو قناة الطريق .. صراخ وبكاء وعويل على أقباط مصر بل كتبت فى أحد مقالاتى "إفتحوا أبواب الرحيل حقنا للدماء" .. ولكن كانت تأتى الردود من أمريكا لن نترك مصر وسوف نستشهد داخل كنائسنا ولن نغلقها وصرخت إحدى السيدات فى القناة منذ يومين وهى تصرخ أن يخرج الجميع للإعتصام وهى تبكى وسيدة أخرى صرخت فى القناة وهى تشتكى أن أمن سجن طرة يقدمون العصائر للمحبوسين وتساءلت بينى وبين نفسى ما علاقتها هى بتقديم عصائر أو لحوم أو حفلات ترفيهية ، وكانت النتيجة هى الخروج المخزى والعار لأقباط أمريكا ربما خوفا من العسكرى الأزرق وهو يلوح بعصاة ، أو ربما قالوا إحنا مالنا خلينا فى البث نتفرج على التليفزيون والمظاهرة هاتيجى لحد عندنا والبعض وجدها فرصة ثمينة بعد سماع كلمات الأباء الكهنة بالصمت وعدم الخروج ، وقال البعض أن ولاية كاليفورنيا أشهرت إسلامها ونيويورك لا يوجد بها مسيحيين وميتشجينين فى الويك إند وكله فى الباى باى .. نقول لهؤلاء شكرا ونذكركم بالسيدة مروة الشربينى حينما أغتيلت على يد أحد النازيين الألمان ، فقد إشتعل العالم وخرجت المظاهرات من كل صوب وإتجاه وتمت مقاطعة البضائع الألمانية وأحرق العالم الألمانى فى كل دول العالم وهى مواطنة واحدة .. ولكن دم الأقباط ثمنه رخيص فى مصر .. نقول لأقباط أمريكا شكرا فسياستكم لا تختلف كثيرا عن سياسة "بائع الروبابيكيا ولاعب الثلاث ورقات أوباما" .. شكرا لوقفتكم الحاشدة مع أقباط مصر .. نقول لكم هل لا تخجلون من أنفسكم ؟ .. هل البيزنس أثمن من دم أخوك فى مصر ؟ .. نقول لكم إخجلوا من أنفسكم وكفوا عن المناداة لأقباط مصر بالإستشهاد وأنتم تجلسون فى النوادى وتستمتعون بحياتكم .. ياخسااارة ..
** نعم نحن نعلم أن الموقف لم يكن بالمفاجأة ولكننا تعودنا منكم على التجاهل ومصمصة الشفاة والسلبية .. نعم الأن ليست لكم أى جذور تربطكم بمصر .. فالحب لا يباع ولا يشترى .. الحب مشاعر لا إرادية تنطلق من القلوب قبل العقول .. لقد حزننا عليكم أكثر من حزننا على ضحايانا .. لقد حزنت على الذين تعشموا فيكم من البسطاء من أقباط مصر إعتقدوا وتوهموا أنكم عونا لهم .. إعتقدوا وتوهموا أن لهم سند وأصدقاء فى أمريكا يفتخرون بهم ويتباهون بهم ، ولكنكم كشفتم عن وجهكم القبيح وسقط عنكم قناع البطولة الزائفة .. ورفضتم العشم وأعلنتم أن هذا ليس شأنكم .. شكرا للقمص مرقس عزيز على تعبه ومحبته .. شكرا للقائمين على قناة الحقيقة ومحبتهم العظيمة فى خدمة قضايا الأقباط .. لقد إكتشف أقباط مصر أن أقباط أمريكا يستقوون بهم وليس العكس ، بينما أقباط مصر يستقوون بربهم الجبار ..
** كلمة أخيرة لقداسة البابا .. منذ أحداث نجع حمادى ليلة الإحتفال بعيد الميلاد المجيد 6 يناير 2010 وقد إستقبلت قداستكم المهنئين بالعيد يوم 7 يناير رغم سقوط شباب فى عمر الزهور لترتوى منهم الأرض العطشانة .. لم تصدر الكنيسة بيانا واحدا لقداستكم ضد هذه الأعمال الإجرامية .. قداستكم تكتفون بالصلاة ورفع شكوانا إلى الرب .. نعم نحن نحتاج لصلواتكم ولكنى أتساءل أليس هناك ياقداسة البابا وسيلة للتعبير وإستنكار هذه الأحداث الإجرامية والمتكررة التى يتعرض لها الأقباط والكنيسة .. لماذا الصمت ياسيدنا على كل الأحداث التى تمر بها الكنيسة حتى عندما زحف السلفيين إلى مقر الكاتدرائية كانت عظة قداستكم عن التسامح .. ياسيدنا لسنا جميعا قديسين .. نحن بشر .. وقداستكم مسئول عن جميع أرواح الأقباط وأمن وسلامة الكنائس .. نرجو من قداستكم أن تكفوا عن الصمت فالأقباط فى مصر يبادلونكم حب عظيم وأنتم تبادلونهم بنفس الحب ولكن هناك نار مشتعلة فى الصدور لا تجد من يمتصها أو يبردها .. فهل من إستجابة ...
** نتمنى ألا ننتظر كثيرا حتى حدوث أحداث طائفية وإجرامية جديدة .. وتهاجم كنائس جديدة ، فالسيناريوهات جاهزة للغوغاء .. نقول أخيرا رسالة إلى العالم .. لكم الله يا أقباط مصر الصابرين والمتحملين للألام والأوجاع ..

نصائح إسرائيلية للفلسطينيين/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يقوم رئيس الحكومة الإسرائيلية وزعيم حزب الليكود اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو بدور الناصح الأمين للشعب الفلسطيني، ولرئيس السلطة الفلسطينية، مبدياً حرصه على الشعب الفلسطيني، واهتمامه بمشاكله وهمومه، وقلقه على مستقبله ومصالحه، وخوفه من المصير المجهول الذي يتهدده، وكأنه ليس مصدر الخطر الذي يحدق بالفلسطينيين، وأنه ليس صانع الموت الذي يلاحقهم، وأنه ليس المغتصب لأرضهم، والمعتدي على حقوقهم وحياتهم وممتلكاتهم، وأنه وكيانه ليسوا السبب في كل ما يتعرض له الفلسطينيون من محنٍ ومصائبٍ وابتلاءات، إنه يذكرنا بقصة الثعلب الذي تقمص يوماً ثياب الصالحين، ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين، ويحذر فريسته من كيد المخادعين، وينبهها من مغبة الوقوع في شراك الأشرار والخائنين، بينما نسي أسنانه التي يسيل منها دم ضحاياه.

ينصح نتنياهو السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بعدم الاتفاق مع حركة حماس، وعدم تنفيذ بنود المصالحة معها، فهي حركةٌ إرهابية، تتطلع إلى تحرير فلسطين، وإقامة دولةٍ فلسطينية سيدة حرة ومستقلة، فوق كامل التراب الوطني الفلسطيني من البحر إلى النهر، وهي تتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ومتلكاتهم، وترفض حلول التعويض والتوطين واستبدال الأوطان، وتؤمن بحتمية زوال دولة إسرائيل، ورحيل المستوطنين عن أرض فلسطين، وتؤمن بالمقاومة المسلحة طريقاً لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعتقد بأن زمن الهيمنة الإسرائيلية قد ولى، وأن إمكانية هزيمتها وتحقيق النصر عليها أصبح ممكناً، وهي حركةٌ ترفض الاعتراف بشرعية الدولة العبرية، وتنكر كافة الاتفاقيات التي وقعت معها، ولا تعترف بمفاعيل الإتفاقيات الأمنية والسياسية، وهي حركةٌ تتعاظم قوتها العسكرية، وتتضاعف أعداد مناصريها ومؤيديها، ولهذا فإن الاتفاق معها سيعرض السلطة الفلسطينية إلى الخطر، وسيخلق لها مشاكل كثيرة مع المجتمع الدولي، التي ستمتنع عن التعاون معها ومساندتها، وربما يزيد اتفاقها مع حركة حماس من أزمتها المالية، وسيعرض مؤسساتها ومرافقها الإقتصادية إلى مخاطر عديدة.

وينصح نتنياهو الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية بضرورة الحفاظ على حال الفرقة والإنقسام، ويحذره من النتائج السلبية التي ستترتب عليه نتيجة المصالحة الفلسطينية، إذ ليس من صالح السلطة الفلسطينية أن تعود اللحمة والتواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، بل إن من صالح السلطة الفلسطينية أن تحافظ على حالة الفصل القائمة، وأن تحول دون إعادة الوحدة إلى صفوف الشعب الفلسطيني، فحركة حماس حركةٌ قوية متجددة، وهي حركةٌ متشعبة وممتدة، ومؤيدوها ينتشرون في كل مدن الضفة الغربية، وهم كالخلايا النائمة، ينتظرون فرصة الاتفاق لينطلقوا من جديد، ويستعيدوا قوتهم التي ضبطتها أجهزة أمن السلطة، ومنعت انتشارها وامتدادها، وقد يكونون في الضفة الغربية أقوى من نظرائهم في قطاع غزة، عدداً وقدراتٍ مالية وإمكاناتٍ عسكرية، بما قد يشكل خطراً على قوة ونفوذ السلطة الفلسطينية.

وينصح نتنياهو رئيس السلطة الفلسطينية بعدم تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، وأن يحافظ على الحكومة الفلسطينية الحالية، وأن يبقي رئيسها سلام فياض رئيساً لها، فهو القادر على جلب الاعتراف الدولي بالحكومة الفلسطينية، وهو القادر على استدرار أموال الدعم والمساعدة الدولية، وهو القادر على استكمال بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، ويحذره من مغبة تشكيل حكومةٍ فلسطينية تضم بين أعضاءها وزراء من حركة حماس، إذ من شأن حكومة الوحدة الفلسطينية أن تجر الويلات على الشعب الفلسطيني، وأن تدفع المجتمع الدولي إلى مقاطعة السلطة الفلسطينية، وتشديد الحصار عليها، والامتناع عن التعاون معها، وتضيق الخناق على الشعب الفلسطيني كله، إذ أنها لن تكون حكومة سلام، ولن تستطيع أن تكون شريكاً حقيقياً على طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تستمر أطرافها في إطلاق الصواريخ على المستوطنات والبلدات الإسرائيلية، ولهذا فهو ينصح رئيس السلطة الفلسطينية بأن ينحاز له، وأن يفضل السلام معه، وأن يدير ظهره إلى حركة حماس، إذ أن المستقبل معه واعدٌ وزاهر، بينما سيكون مدمراً له ولسلطته إن هو فضل المصالحة مع حماس على خيار السلام مع إسرائيل.

ويحذر نتنياهو من أن حكومة الوحدة الفلسطينية لن تتمكن من إعادة إعمار قطاع غزة، فإسرائيل لن تسمح لأي حكومةٍ فلسطينية تكون حركة حماس جزءاً منها، من إدخال مواد البناء والتعمير إلى غزة، وأنها ستقف بالمرصاد لكل من يحاول المباشرة في البناء والإعمار دون موافقة حكومته، محذراً من مغبة اختبار جدية نواياه، أو اختبار قدرات جيشه العسكرية، فهو جادٌ في تهديداته، وجيشه قادرٌ على تنفيذ مخططاته وأهدافه، وحماية أمن كيانه وحياة مواطنيه.

الإسرائيليون جميعاً لا يحبون الخير لنا، ولا يسعون لمصالحنا، ولا يهتمون بقضايانا، ولا يألمون لنا، ولا يحزنون لحزننا، إنهم يفرحون لمعاناتنا، ويخططون لأذيتنا والإساءة لنا، إنهم لن يرضوا عنا حتى ولو اتبعنا ملتهم، وأصبحنا مثلهم، أو عملاء لهم، أو خدماً لمشاريعهم، إن جل همهم أن يستولوا على أرضنا، وأن يحوزوا على خيراتنا، وأن يخضعونا لنفوذهم، لننسى أرضنا، ونفرط في حقوقنا، وألا نشكل خطراً على كيانهم ومستقبل وجودهم، ويخطئ كل من يركن إلى الإسرائيليين ويظن بهم خيراً، فالمفاوضات معهم وهمٌ وسراب، والطريق معهم تشردٌ وضياع، والثقة بهم خبل، وتجربتهم من جديد سخافةٌ وقلة عقل، والاعتقاد بصدقهم سذاجة، وانتظار عدلهم كتوقع ظلٍ في رابعة نهار صيفٍ في صحراء قاحلة، إنهم بالمفاوضات لن يمنحونا حقنا، ولن يخرجوا من أرضنا، ولن يخضعوا للقوانين ولا للشرائع الدولية، ولن يتوقفوا عن ظلمنا وقتلنا واعتقالنا وطردنا وتشريدنا ومصادرة أرضنا وسلب المزيد من حقوقنا، ولهذا فإن الأمل أن يدرك رئيس السلطة الفلسطينية أن المصالحة الوطنية هي الخيار الأصح، وهي الرهان الصحيح على الحصان الرابح، وهي خيار الشعب الفلسطيني، وأمنية الأمة العربية والإسلامية، وطموح الخيرين والصادقين في هذه الأمة، أما الرهان على المفاوضات مع العدو والركون إلى وعوده، فهو رهانٌ على حصانٍ معقورٍ خاسر.

على هامش نكباتنا المتجددة/ أحمد عرار

في مثل هذا الوقت من كل عام ينصرف الرأي العام العربي عن البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الهزائم والنكسات ويبحث عن شماعة طال تعليق هزائمنا عليها "المتآمرين" الأجانب و "الخونة" العرب و إسرائيل. وهذا ما حدث خلال الستين عاماً التالية لهزيمة 1948.

في كتابه "دروس النكبة مجدداً"، يقول المؤرخ قسطنطين زريق :"من هذا الوقت المبكر أصبحت نظريتـي "المؤامـرة" و "الخيانـة" هما التفسيران الجـاهزان "للهزائم" و"النكسات" و "النكبات" العربية. فبدلاً من البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الهزائم والنكسات والنكبات ننصرف للبحث عن "المتآمرين" الأجانب و "الخونة" العرب الذين تسببوا لنا نحن الضحايا في كل هذه المصائب" ويضيف زريق " أنه إذا كنا قد سارعنا باتهام الملك فاروق في القاهرة،والملك عبد الله في عمان، والهاشميين في بغداد، والسعوديين في الرياض، وآل حميد الدين في صنعاء ، أي اتهام كل "العروش" بالخيانة، ومن ثم هزيمة "الجيوش" العربية عام 1948، فمن الصعب اتهام قيادة قومية عملاقة مثل عبد الناصر "بالخيانة" التي حدثت في النكبة الجديدة عام 1967. وهكذا لم يبق على ساحة التفسير إلا نظرية "المؤامرة" أو "الخداع"، على غرار "توقعناهم من الشرق فجاؤونا من الغرب" . و يطرح زريق بعضا من الأسباب الحقيقة وراء هزائمنا المتكررة فيعتبر غياب الديمقراطية، والهوة الثقافية ـ الحضارية، وغياب الإعلام المهني الموضوعي الذي يواجه الرأي العام بالحقائق ، وغياب التخطيط العلمي للسياسات الداخلية والخارجية، وغياب الوحدة العربية هي أهم الأسباب في كل هذه النكسات و النكبات ويقول بأن الحماسة والشجاعة اللتان لا تنقصا المواطنين العرب، ليستا بديلتين للحكمة والواقعية وحسن التدبير والمصارحة.

الشلل و العجز الثلاثي

يطرح د. عبد الله تركماني رؤيته لأسباب النكبات المتجددة فيقول :"إن العالم العربي مشلول بسبب عجز ثلاثي : عجز عن تحقيق الحرية، وعجز في المعرفة، وعجز في تمكين المرأة".

إن البحث في سؤال المسؤولية حول أسباب هذه النكبات يطرح العديد من الإشكاليات و الإشكالات المتداخلة و المترابطة التي تشترك فيها الأطراف الداخلية و الخارجية إلا أن العدل و النزاهة تقتضي منا أن لا نُحمل أي طرف نصيب الطرف الآخر، وفي تاريخ الستين عاما في البحث عن الإجابات تختلف الرؤى لكنها تتفق على الجزء الذي يخصنا نحن العرب في مسؤوليتنا عن نكباتنا . ومن الأسباب الداخلية يقول تركماني :" بأن استبداد الحكومات العربية وهيمنة الجانب السلفي من تراثنا على الفكر العربي كانا من العوامل الأهم في هذا التأخر.

يكتب برهان غليون في كتابه " العرب ومعركة السلام:" لقد انتابني شعور بالغم والثورة في الوقت نفسه . شعور بالغم ، لأنني وأنا أتأمل الوضع الراهن أجد أننا نحن العرب لم نستفد ولو ذرة واحدة من الدرس الذي كان علينا أن نأخذها من نكبتنا في فلسطين عام 1948. فنحن في الوقت الذي نبكي فيه فلسطين ما قبل 1948 التي ذابت في أيدينا كما يذوب الرمل ، نعيش من دون أن يغير هذا في نمط حياتنا ولا في سلوكنا زمن اغتصاب فلسطين ثانية ونشاهدها تضيع أمام أعيننا وتصادر من بين أيدينا.ويقول بأن الأكثر مأساوية من هذا كله والذي يمكن اعتباره شاهداً مأساوياً على خطاب عربي يمارس مزيداً من الهروب إلى الأمام، أن الخطاب العربي المعاصر قد جعل من النكبة شرطاً حضارياً لكي ينهض العرب، ويجيب غليون على سؤال عدم قدرة العرب على الاستفادة من دروس النكبات و النكسات فيقول:"إن ذلك كامناً في أسبقية الحرب الداخلية على المواجهة الخارجية، وهذا ما يفسر سلوك العرب على مدى خمسين عاماً، الذين يظهرون مزيداً من البأس في الداخل لحماية النظام والاستقرار، ومزيداً من الخنوع والانصياع في الخارج لشراء سكوت إسرائيل والدول الأجنبية . وهنا تكمن المأساة.


ولعل التحدي الأكبر الذي يستوجب على المجتمعات العربية مواجهته هو التحكم في نقاط ضعفها نفسها وفي مقدمتها نظمها السياسية، ومنظوماتها الاقتصادية والأمنية والإدارية والاجتماعية والثقافية، واكتشاف هذه النقاط وإدراك النقائص والسعي إلى معالجتها . هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين الفاعل التاريخي القادر على تحديد أهداف وبلورة استراتيجيات، والدخول في تنافس أو تفاهم مع الأطراف الدولية الأخرى . فلا أمل اليوم لطرف في التأثير على مصيره الخاص إلا إذا نجح في أن يكون شريكا مع الآخرين في التعاطي الإيجابي مع التحديات العالمية، فالمشاكل التي يعاني منها هي نفسها التي تعاني منها بقية المجتمعات، ولا مجال لبلورة حلول ناجعة لها إلا من خلال منظورات إقليمية وعالمية .
--

أحمد عرار
مدون وناشط مجتمعي
عضو مؤسس لحركة شباب
عضو الهيئة الادارية لتحالف القوى المدنية

عضو الحملة الوطنية الشبابية لإنهاء الانقسام
منسق مبادرة نداء الوطن

ahmedarar5@gmail.com
00972598702035
http://ahmadarar.blogspot.com/