الحص من رئيس وزراء إلى شاهد (ما شفش حاجة)/ محمد فاروق الإمام

أليس من المعيب أن يتحول رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص الذي يكن له السوريون كثيراً من الاحترام إلى شاهد زور للنظام السوري يبرؤه مما اقترفته وتقترفه يداه من جرائم ما سبقه إليها أحد لا في الشكل ولا في الكم ولا في المضمون، ويعلن عقب لقائه ببشار الأسد قاتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال وقاطع الرؤوس والأطراف وباقر البطون ومشوه خلقة الإنسان التي خلقها الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم.
أليس من المعيب أن يتحول هذا الرمز اللبناني إلى شاهد زور يبرئ ساحة الجلاد وينفي عنه كل هذه الجرائم التي يرتكبها جهاراً نهاراً بحق متظاهرين عزل ثاروا مطالبين بالحرية والكرامة المصادرة من السوريين منذ نصف قرن، مستكثراً عليهم المطالبة بها، وهو في لبنان الشقيق يتمتع وكل اللبنانيين منذ الاستقلال بأقصى درجات الحرية والكرامة والديمقراطية، ويقاتل هو قبل غيره من أجل مقعد نيابي أو وظيفة يجد أنها من حق أنصاره في الدوائر والمؤسسات اللبنانية، ولا يريد للشعب السوري أن يمتلك بعض هامش من الحرية والحق في المطالبة بإتاحة فرص العمل للجميع بالتساوي ويستعيد بعض الكرامة الإنسانية، أم أن اللبنانيين أخوة من الست يحق لهم ما لا يحق للإخوة من أبناء الجارية في سورية؟!
أليس من المعيب أن يستمع الحص لكلام الأسد ويصدقه ويحمله إلى الصحافة ووسائل الإعلام ينشره دون أن يكلف نفسه عناء التحقق مما يجري في سورية وما يلاقيه السوريون من قمع همجي ووحشي فاق ما فعله هولاكو في بغداد، وكان الأجدر به أن يستمع لصوت المعارضة أو على الأقل يشاهد على القنوات الفضائية المحايدة العربية والأجنبية بالصوت والصورة ما يجري في سورية من موبقات وآثام وفواحش على يد شبيحة النظام السوري ورجال أمنه، وكيف باتت المدن السورية من دون الجولان المحتل مسرحاً لعمليات الجيش السوري ومرتعاً لدباباته ومجنزراته ومدرعاته، وقد ذاقت بيروت والمدن اللبنانية الأخرى الويلات والويلات من هذه الأجهزة وهذه الأسلحة عندما استباحها الأسد الأب والأسد الابن بين أعوام (1976-2005)، أم أن الحص يتناسى كل ذلك على أمل أن يحوز على رضا الأسد الصغير ويؤمن له دوراً جديداً في الحكم ورئاسة الوزراء في لبنان قبل أن ينتهي أجله وقد تخطى السبعين من العمر؟!
الأسد الصغير الذي أوهم الحص في لقائه به في 28 أيلول المنصرم أن "الحوادث التي مرت بها سورية انتهت وأن المدن السورية تستعيد استقرارها، وأن السلطة في سورية تسهر على الوضع وتوليه اهتماماً بالغاً حفاظاً على سلامة الشعب العربي السوري وهنائه"، وقد ثمّن الحص مواقف سورية الأسد واعتبر في حديث لقناة "الجديد" اللبنانية بعد عودته من دمشق أنه عاد من زيارته للأسد "مطمئنًا" إلى أنّ الأوضاع السورية باتت مستقرة، موضحًا أنّ الرئيس السوري بشار الأسد أكد له أنّ "الاضطرابات في سورية انتهت".
كما أوضح الحص في حديثه أنّه "مقتنع فعلاً بأنّ الأزمة السورية انتهت، والرئيس الأسد يستند في الاطمئنان الذي أبداه إلى الوقائع"، واستطرد قائلاً: "الاضطرابات في سورية لا تتوسع بل على العكس من ذلك هي آخذة في الانحسار ولم يعد هناك من أحداث سوى تلك الجارية في حمص"، ورأى الحص أنّ "سورية مستهدفة كما أكد الرئيس الأسد في تصريحاته"، معتبرًا في هذا السياق أنّ الدول التي تمارس ضغوطًا على النظام السوري "لا تريد أن تهدأ الأوضاع في سوريا".
صح النوم يا حص.. الأوضاع في سورية ليست مستقرة ولن تكون مستقرة وليست بهذا التوصيف الذي حملته من دمشق إلى بيروت، فهذه المظاهرات الغاضبة تنطلق صباح مساء في معظم المدن والبلدات والقرى السورية وهي في تنامي وتصاعد، ولن تتوقف حتى تحقق الثورة أهدافها في إسقاط النظام ومحاكمة القتلة والفاسدين وتحقيق الديمقراطية وإقامة الدولة المدنية التي سيعم خيرها ليس فقط على سورية والشقيقة لبنان بل على كل المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتعود سورية دولة فاعلة في إرساء قواعد السلم والأمن في المنطقة والعالم.. ترفد الحضارة الإنسانية والمدنية الحديثة بطاقات أبنائها المشهود لهم بالإبداع في كل مناحي الحياة.
أخيراً نتمنى على السيد سليم الحص المعروف بعقلانيته ورزانته أن لا يكون بوقاً ينضم إلى قافلة الأبواق اللبنانية الرخيصة التي باعت نفسها للشيطان وتسوق دعاوي النظام السوري وافتراءاته الكاذبة الباطلة لقاء ثمن بخس لا يليق بمقام الحص ومكانته، ويحول نفسه من رئيس وزراء محترم ذو تاريخ محترم إلى (شاهد ما شفش حاجة)!!

لا لراعي يتركنا لذئاب تفترسنا/ الياس بجاني


بالتأكيد لم نتعود اليأس ولا الاستسلام للشدائد والصعاب والأزمات ولا الرضوخ لمشيئة الظالمين والإرهابيين وعبدة الأوثان. ولكن هل نحن فعلا كموارنة شعب وقادة ومسؤولين ورجال دين في الوطن الأم وبلاد الانتشار واعين ومدركين لما يحاك ضد كنيستنا البطرسية وضد لبناننا الحبيب وما يمثله من وطن رسالة وقيم وعلامة فارقة في الشرق الأوسط والعالم؟

إن الإيمان والوجدان والضمير ومبدأ احترام الذات والصدق يفرضون علينا مواجهة الإستقواء الإرهابي وسلاحه والأشرار والإسخريوتيين أولاً بجرأة وشجاعة وفروسية، وثانياً بالشهادة للحق دون خوف أو تردد والتمسك بالقيم والثوابت والروحانيات والشريعة حتى ولو وجدنا أنفسنا في مواجهة قاسية ومكلفة وغير مسبوقة مع بطريرك كنيستنا ومعه كل المطارنة، وإلا فنحن براء من مسيحيتنا ومسيحنا ودمه الظاهر والكتاب المقدس وتعاليمه، وخونة وجاحدين بحق كل نقطة دم قدمها الشهداء ومرتدين وأذلاء.

نسأل ونحن نرى انزلاق بكركي وبطريركها بشارة الراعي إلى مسارات بائسة وخيارات خائبة ومواقف لا تشرّف تاريخنا وبعيدة كل البعد عنا وعن تعاليمنا وحضارتنا وثقافتنا، نسأل بجدية كبيرة، ترى هل نجح محور الشر السوري والإيراني ومرتزقته المحليين وجماعات تجار المقاومة الكاذبة في بلدنا في احتواء بكركي وبطريركها وضمهما إلى أبواقه وصنوجه وأدوات شغله القمعية والإجرامية؟

وفي نفس الوقت نسأل البطريرك الراعي المنتقل دون خجل أو وجل وبسرعة فائقة إلى قم الإيرانية وقصر المهاجرين السوري ودويلة حزب الله في الضاحية الجنوبية هاجراً ثوابت بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، نسأله هل الموارنة بعد 1600 سنة وما يزيد من نضال وعطاءات وتضحيات أمسوا بمفهومه أتباع وأهل ذمة يساندون القتلة وجماعات الإجرام ضد المظلومين والمضطهدين ويطلبون الحماية من أنظمة دكتاتورية ومافياوية وأصولية؟

هل يسعى بشارة الراعي لتحويل بكركي إلى موقع مهمش وتابع كما هو حال باقي المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية في دول الجوار التي يستخدمها حكامها ومخابراتهم كأدوات وأبواق لتبرير ارتكاباتهم والتسويق لها؟ إن زيارة مفتي دمشق السني المستنكرة من أهل السنة في لبنان وسوريا والبلدان العربية إلى بكركي يوم الأربعاء 28 أيلول/2011، بأمر من الرئيس بشار الأسد هي خير مثال على ما نقول.

نعم الماروني عنيد ومتمرد ولا يقبل الذل والهوان والتبعية والعبودية، هكذا نفاخر نحن الموارنة وقد أثبتنا وبرهنا صدق هذه الصفات قولا وممارسة على مدار حقبات التاريخ بكل صعابها، فهل حتى هذه النعم الإلهية بطريقها إلى الاضمحلال من قلوبنا والوجدان؟ لا لن نخضع لسلطة بطريرك لا يشبهنا بعنادنا ولا بتعلقنا بالحريات ولا بتمسكنا بالقيم والمبادئ وبتعاليم الكتاب المقدس.

ولأننا من الحضارات الباقية في الشرق التي لها مذهبها المتميز وقيمها وتاريخها وهويتها وشخصيتها المستقلة وكنيستها الرائدة والوطن فلن نضحي بكل هذه العطايا الربانية من أجل مسايرة راعي متكبر ومتعجرف ومدعي وكثير الكلام ولا يعرف كيف يتدبر شؤون وأمور رعيته.

من هنا وبراحة ضمير نقول إن هذا الراعي المتنكر لثوابت صرحنا البطريركي الوطنية والإنسانية والإيمانية ليس راعينا لأننا لا نعرف صوته ولا هو يخاف علينا، لا بل يسعى لتركنا لذئاب الإرهاب والإجرام والأصولية لتفترسنا. لا، وألف لا لهذا الراعي، ونقطة على السطر.

القانون و العدالة/ د. طارق علي الصالح

(القانون قد يحقق العدل ولكن غالبا لا يحقق العدالة)

قاضي عراقي سابقا
رئيس جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا

عندما يتعرض الناس للظلم والاضطهاد، يطالبون بحكم القانون، وهم لا يدركون ان ما يطلق عليه "حكم القانون" لربما يعني الاستبداد والقمع والدمار. فباسم القانون تسلب الحياة والحريات والممتلكات وتهدر الكرامات وتنتهك الاعراض وتعلن الحروب وترتكب ابشع الجرائم والموبقات من قبل السلطة في الدولة.

هذه المقدمة المفزعة تقودنا الى ضرورة معرفة ما المقصود ب "العدل" الذي يقتضي ان يعبر عن جوهر القانون..؟ وما هو مفهوم "العدالة"..؟

لقد تجسدت فكرة العدل عبر العصور المختلفة من خلال نظريتين اساسيتين هما:
اولا: نظرية الاستنباط
ثانيا: نظرية الاستقراء
وقد ظهر كبار الفلاسفة عبر التأريخ لتبرير ماهية قواعد العدل وفق هاتين النظريتين.

اولا: نظرية الاستنباط:
تعتمد نظرية الاستنباط على وجود مبادئ كلية عامة لمختلف صنوف المعرفة بما فيها قواعد العدل المتعلقة بالحياة والموجودات خارج اطار العقل التي لا تحتاج الى دليل او برهان على صحتها ولا علاقة لها بالمحسوسات (التجربة) وهي الاساس للبرهنة على اية معرفة جزئية، وبذلك تختلف عن منهج العلوم الحديثة التي تقوم على اساس الانتقال من الجزئيات الى الكليات، كما سنرى. واصحاب هذه النظرية يعتمدون عادة على الخطابة والوعظ والقيم الثابته للترويج عن افكارهم، ولا يتعاملون مع الواقع المتغير في الزمان والمكان.

ومن ابرز فلاسفة هذه النظرية الفيلسوف الاغريقي افلاطون (347-427 ق.م)، وقد اعتبر افلاطون، قواعد العدل ثابتة ومطلقة وقائمة قبل وجود هذا العالم، بمعنى ان قواعد العدل موجودة في عالم اخر يمثل الخير والحق والمثل والاخلاق والقيم ، وان دور العقل السليم هو اكتشاف تلك القواعد. وقد سار على هذا النهج من بعده تلميذه الفيلسوف الاغريقي أرسطو (395-470ق.م)، ونلاحظ هذا النهج ايضا عند شيخ الاسلام الغزالي الذي توفي سنة 1111م، ونستند في ذلك على قوله "ان العلوم مركوزة في اصل النفوس بالقوة كالبذر في الارض والجوهر في قعر البحر او في قلب المعدن". ولكن الغزالي يختلف عن فلاسفة الاغريق في استخدام النهج الاستنباطي في القضايا الالهية فقط وليس في جميع المجالات، كما فند مبدأ العقلانية الذي كان مسيطرا على فلاسفة الاغريق، فكان يرى ان في الكون حقائق يعجز العقل عن فهمها التي اكدها من بعده الفيلسوف الالماني كانط (1724-1804م).

لقد تسببت هذه النظرية وافكار فلاسفتها الى الايمان بان المجتمع ينقسم الى طبقتين هما "النخبة" و "العامة" ومن بين النخبة يبرز الحاكم الفذ او القائد الضرورة الذي يتمتع بالعقل السليم القادر على اكتشاف قواعد العدل التي يفرضها على رعيته (عامة الناس) الذين عليهم واجب الطاعة حتى اذا تناقضت مع مصالحهم بشكل صارخ. ومن الواضح ان هذه الافكار تؤدي الى تشريع قوانين من شانها تكريس الظلم والاستبداد والطغيان وخرق فاضح لحقوق الانسان.

وعلى ضوء هذه النظرية سادت في القرون القديمة والوسطى في اوربا انظمة استبدادية وثيوقراطية قادها القديسين اوغسطين (304-430م) وتوما الاكويني (1225-1274م)، وكانت القوانين في ظل سلطتهما مستنبطة من صدى الوصايا الالهية والحق الالهي التي يمثلها عقل القديس الراجح باعتباره ظل الله في الارض، وكانت من العوامل الرئيسية التي ادت الى عرقلة النمو والازدهار في اوربا.

وبالرغم من تطور مفهوم العدل وفق ما جاءت به نظرية الاستقراء في عصر النهضة كما سنأتي الى ذكرها لاحقا، الا ان مفهوم العدل القديم وفق نظرية الاستنباط لازال مسيطرا على اذهان الكثيرين في بلدان العالم ولا سيما في العالم العربي والاسلامي، مما ادى الى استمرار وجود الانظمة الثيوقراطية والدكتاتورية والتخلف العلمي، لانها فرضت على الفكر عقائد معينة من الصعب الحياد عنها والتي من شأنها منع حرية الفكر والابداع وتحقيق العدل والعدالة.

وقد اثرت نظرية الاستنباط ايضا على الفلسفة المثالية الالمانية بشقيها المادي والرومانسي. والتي تتجسد في فلسفة هيغل (1770-1831م )، والفكرة المثالية في هذه الفلسفة هي التي تخلق الواقع المحسوس وليس العكس، وتكون بذلك معارضة للعقلية العلمية التجريبية التحليلية التي سادت لدى رواد عصر التنوير.

لذلك اتجهت الفلسفة الالمانية نحو المزيد من القيم السلطوية الكلية، التي تجسدت في الادبيات السياسية للاحزاب الشمولية والتي استولت على الحكم في النصف الاول من القرن العشرين .
فالاحزاب الشيوعية التي تبنت فكر ماركس (1883-1818م) وهو القسم المادي من فلسفة هيغل اعتبرت سيادة الطبقة العاملة (دكتاتورية البروليتاريا) حق مشروع لها ومن حقها الاستيلاء على جميع وسائل الانتاج وادارة الدولة وتشريع القوانين التي تضمن لها هذه الحقوق، مما ادى ذلك الى اضطهاد وقهر شديدين لبقية طبقات المجتمع بما فيهم طبقة العمال وتدهور وانهيار الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع البلدان الشيوعية .

والاحزاب القومية ذات الطابع المثالي التي تمثل الشق الرومانسي من فلسفة هيغل تتحدث عن الامة كحقيقة مطلقة تجمع بينها وبين ارادة الله . لذلك رأى القادة الالمان والشعب الالماني بانهم فوق الجميع باعتبارهم الامة الارقى من بين الامم ، وان هذا التفوق العرقي يعطيهم الحق بالقيادة والهيمنة على بقية الامم، مما دفع بهتلر بعد انتخابه مستشارا لجمهورية المانيا عام 1933 الى بسط نفوذه ونهجه الدكتاتوري الفاشي وخوضه الحروب العدوانية . وخول نفسه اصدار القوانين Enabling Act مما زاد استبداده واضطهاده للشعب الالماني وغيره من الشعوب المحتلة.

وقد اثرت الفلسفة المثالية الالمانية بشقيها القومي والاممي في مختلف الاتجاهات السياسية في العالم العربي والاسلامي اكثر من تاثيرات الفكر الليبرالي الديمقراطي
لانها تناسب البيئة العربية والاسلامية التي اغلبها انظمة دكتاتورية فردية (تيوقراطية) او دينية (ثيوقراطية) كالنظام الايراني (ولاية الفقيه) والسعودي (السلفي) التي ينفرد حكامها بوضع قوانينهم الجائرة بحق شعوبهم باعتبارهم ذوي العقول السديدة والراجحة او خلفاء الله في الارض وحماة الحرمين الشريفين.

وعادة لا يوجد فصل للسلطات في ظل هذه الانظمة الدكتاتورية الاستبدادية ويكون القضاء تابعا كليا لسلطان الحكام وبالتالي فان التطبيقات العملية من قبل القضاء في ظل هذه الانظمة ستكون انعكاسا لقوانين جائرة بحق افراد المجتمع ولا سيما ان القاضي غير قادر على استخدام سلطته التقديرية بما تتطلبه مبادئ العدالة.

ثانيا: نظرية الاستقراء:
تقوم نظرية الاستقراء على الاستنتاج من الجزئيات والتجربة العملية للحصول على حكم كلي ينطبق عليها، فتكون منه قاعدة عامة. فخطوات المنهج الاستقرائي تبدا من المعرفة التجريبية الى محاولة تطبيقها والتحقق من صدقها عن طريق اخضاع تلك المعرفة للواقع، الذي هو المحك الاساسي في صدقها او كذبها . ولهذه النظرية اهمية كبرى في مناهج البحوث العلمية حيث يتوقف عليها تاليف القواعد العلمية العامة والتوصل اليها.

وعند البحث في الجذور التاريخية لمنهج الاستقراء عند الامم نجده في حضارة وادي الرافدين نتيجة اعتمادها على المفهوم الربوبي في معتقداتها الدينية الذي يفصل الدين عن الاخلاق، على عكس بعض الحضارات الاخرى المعاصرة كالحضارة المصرية التي اعطت مفهوما دينيا للاخلاق. ويعتقد الربوبيون بوجود خالق عظيم للكون ولكنه لا يتدخل بالشؤون الانسانية، فهم يختلفون عن الاديان السماوية الاخرى كاليهودية والمسيحية والاسلام.

ونجد المنهج الاستقرائي في الحضارة الاغريقية لدى السفسطائيين الذين ظهروا في القرن الخامس قبل الميلاد . وكانوا مجموعة من المعلمين المتجولين ، انشغلوا بواقع الحياة العامة وما يتعلق بها من مشاكل.

ولهذا رأوا بان "العدل " هو صيرورة اجتماعية وليس فكرة مجردة في عالم الخيال، اذ لا يوجد عدل ثابت ومطلق، وانما نسبي يتوصل اليه الانسان تبعا لمصالحه الذاتية، فالانسان هو مصدر العدل، اذا ما احسن واتقن مهارة الاقناع، فالانسان لدى السفسطائيين هو معيار الحقيقة ، وهو الذي يقرر بكل مسؤولية ما يضره وما ينفعه من خلال استخدامه العقل. لذا كان منهجهم واقعيا تجريبيا .

وكان الفيلسوف الاغريقي سقراط (399-464ق.م) يسير على نهج السفسطائيين في جانب الاهتمام بالواقع العملي (التجريبي) على الواقع النظري (العقلي المطلق)، وكان يناقش ويحاور الناس على اساس ان الحوار والنقاش هو الكفيل للوصول الى المعرفة الواقعية التي يشكل العدل جزءا منها.

ولكن لم يكتب للفكر السفسطائي بالانتشار نتيجة لنفوذ فلسفة افلاطون وارسطو الميتافيزيقية، التي جاءت منسجمة مع الانظمة الدينية والسياسية التي كانت سائدة انذاك في العصر القديم ، وقد استمر نفوذها طوال العصر الوسيط لكونها تساعد على دعم هيمنة الكنيسة الكاثوليكية على السلطة من خلال استخدام قوة الوحي الالهي ، واعتبار القديسين ظل الله في الارض مما يحق لهم الاستبداد والاستعباد وسفك الدماء كما جرى في محاكم التفتيش .

ولابعاد الفكر السفسطي شاعت الفكرة عن السفسطائيين بانهم لا يهمهم الوصول الى الحقيقة بقدر ما يهمهم دحر خصومهم وتحقيق النصر السريع عليهم من خلال تمويه الحقائق والتحايل بالالفاظ، وقد اتهموا بالزندقة والالحاد والسعي وراء المال.

وعرفت الحضارة الاسلامية منهج الاستقراء على يد بعض العلماء المسلمين، ومن بينهم عالم الاجتماع ابن خلدون (1332-1406م) حيث استخدم منهج الاستقراء لتفسير علم العمران وفق دعائم علمية قوية، فكان يستند في تفسير الظواهر التي قابلها تفسيرا يستند على التحليل والتركيب واستقراء الحوادث للتوصل الى الاحكام .

ووفقا لمنهجه العلمي يرى ابن خلدون بان مبادئ "العدل" نسبية وغير ثابته بشكل مطلق وتختلف من حيث الزمان والمكان، وان دور العقل كاشف ومؤثر في آن واحد في تحديد قواعد العدل الملائمة للمجتمع. ولا يؤمن ابن خلدون "بالوسط المرفوع" كما كان ايمان افلاطون وارسطو، حيث تصنف الاشياء في ضوء هذا القانون الى صنفيين متضادين لا ثالث لهما ولا وسط بينهما ، بل يؤمن بالتدرج من حالة الى حالة، ويرى ان درجة التطور الحضاري في اي مجتمع هي التي تحدد ماهية قواعد "العدل" المطلوبة لسد حاجاته، لذا فان رأي ابن خلدون ينسجم مع رأي الفلاسفة المحدثين الاوربيين .

وقد شهد عصر النهضة الاوربية تغيرات هامة في طريقة التفكير على يد مجموعة من الفلاسفة الذين تحدوا الفكر القروسطي القديم والسلطات الدينية ودعوا الى تحرير الفكر من العادات القديمة والعقائد الموروثة. وكان من الرواد الذين ادركوا غياب جدوى استخدام المنطق الارسطي الذي يعتمد على القياس، هو الفيلسوف البريطاني فرانسيس بيكون (1561-1626)، وقد قاد بيكون الثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على الملاحظة والتجريب.

وكان مؤمنا بقدرة العلم على تحسين احوال البشر ، وراى بضرورة ان يكون للانسان عقلية عملية جديدة يكون سبيلها المنهج الاستقرائي. الذي يكون الهدف منه ليس الحكمة او القضايا النظرية بل الاعمال. والاستفادة من ادراك الحقائق والنظريات للنهوض بحياة الانسان. وقد عبر عن ذلك بقوله " المعرفة قوة"

وقد استخدم الفلاسفة الاوربيين المنهج التجريبي في بحوثهم ودراساتهم السياسية والقانونية ومنهم مونتسكيو في كتابه روح القوانين . وازدرهرت استخدمات المنهج التجريبي لبحث العلاقة بين المجتمع الصناعي والنمط البيروقراطي والقانون. واستنتج بانه كلما اتجه المجتمع نحو اعتماد الصناعة كلما كان بحاجة الى استخدام النموذج الديمقراطي واتجه الى استخدام الاجراءات البيروقراطية الرسمية في مجال القانون (العدل) والعدالة والتقاضي.

وقد تأثر الفيلسوف البريطاني جون لوك (1704-1632) بالنظرية التجريبية (الاستقراء)، ورفض ان تكون المعرفة الانسانية فطرية تعتمد الاتجاه العقلي الميتافيزيقي وانها سابقة لاي تجربة، كما هو حال نظرية الاستنباط لدى افلاطون وارسطو.

ويرى لوك ان اي فكرة تتولد في الذهن، انما تعود الى مصدرها "التجربة" Experience ، فالانسان يولد وعقله يشبه الصفحة البيضاء الخالي من المعاني الاولية او الافكار الفطرية، فالعقل يستمد كل خبرته ومعلوماته من التجربة، لذا فان لوك يقول : "ان الانسان يبدأ بالتفكير حالما يبدأ يحس، عليه فان الاحساس سابق للتفكير، وليس هناك اي شئ في العقل، الا من قبل الاحساس".

ان رفض لوك لفطرية المعرفة ورده لجميع الافكار الموجودة في العقل الى الاحساس، تعتبر الاساس لبناء مفهوم العدل على الاسس التجريبية والواقعية الجديدة . لذا فان التجربة لدى لوك تعني "الحس + التفكير". وهنا اختلف لوك مع بيكون في اعطاءه دور حيوي للعقل ما بعد الاحساس، لترتيب وتنظيم قواعد العدل بما ينسجم ومتطلبات المجتمع في زمان ومكان معينين. ويتفق مع ابن خلدون على ضرورة ان تتمتع قواعد العدل المحسوسة بثبات نسبي تتطور نحو الافضل مع حركة المجتمع الحتمية.

وقد امتد هذا النهج التجريبي الحديث في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية على يد الفيلسوف البريطاني برتراتد رسل (1872-1970 م) والفيلسوف الامريكي وليم جيمس (1842-1910) الذي يقول عن الفكر التجريبي: "ان الانسان يحب ان يشاهد صحة رايه او خطاه في تجربته العملية فان جاءت هذه العملية التجريبية موافقة للفكرة كانت الفكرة صحيحة والا فهي باطلة" .

لقد ساعد انتشار هذه الافكار على اعتماد نظرية الاستقراء في صياغة قواعد "العدل" في القوانين وبناء الدولة على اسس الديمقراطية الليبرالية. واصبحت الفلسفة التجريبية اساس الفكر الليبرالي واهم مقومات الانظمة الديمقراطية الليبرالية في العالم. واصبح مبدا الفصل بين السلطات في الدولة من اهم الشروط التي تفرضها هذه الفلسفة على الانظمة الديمقراطية، مما يلزم وجود قضاء مستقل عن جميع السلطات الاخرى في الدولة، يسعى الى تطبيق مبادئ العدل (القوانين) التي جوهرها يتكون من مجموعة قواعد عامة، مجردة، محمية بجزاء، تعكس حاجات ومتطلبات الافراد والسلطات والمؤسسات ضمن اطار الدولة، تصدرها سلطة تشريعية (برلمان) شرعية منتخبة من الشعب على اسس المواطنة بعيدا عن الطائفية والعنصرية.

والقانون وفق هذا المنظور في ظل الانظمة الديمقراطية الليبرالية، يحقق "العدل" المجرد، بينما القضاء يحقق العدالة في فرض العقوبة المناسبة على الفاعل بما يتناسب مع طبيعة الجريمة المرتكبة والظروف الذاتية والمحيطة بالفاعل، استنادا الى السلطة التقديرية القانونية والقضائية الواسعة التي يتمتع بها القاضي وما تفرضه عليه طبيعة واجباته واستقلاليته.

خير اللهم ما إجعلوا خير/ ماهر حبيب‏


أنا حا أبطل شغل وأبطل أفكر وحا أتفرغ لتأليف الأغانى وكتابة الأشعار فى الثورة إللى جابتنا ورا لأنه دقت ساعة العمل الثورى وبدأنا نلم الغلة بتاعت الثورة وخلاص مصر اليوم فى عيد فإضراب أتوبيسات النقل العام شغاله وده بيدل على إن الأتوبيسات دى ما كانش ليها لازمة لأن الدنيا ماشية من غير الأتوبيس ودى كانت أتوبيسات بيشغلها النظام المخلوع علشان تلبخنا وما نفكرش فى حاجة وإحنا ماشيين فى الشارع غير إتقاء شر الأتوبيسات فماكانش عندنا وقت نفكر فى المخلوع أما بعد الثورة لأن كل واحد بقى عنده عربية وخصوصا الناس إللى كانت قاعدة فى ميدان التحرير لشهور وكان بينزل عليها المن من السما علشان كده ما كانتش بتحتاج لا تصرف لا على نفسها ولا عيلتها وعلشان كده بناقص أتوبيسات النقل العام وعقبال ما مترو الأنفاق يحصلها.

أما الغلة الكبيرة قوى فهى فى البورصة إللى بتخسر كل يوم 10 مليار جنية بصراحة حاجة تفرح لأننا بقالنا 8 شهور والبورصة عمالة تخسر فلوس بالهبل ولسه فيه فلوس فى البورصة ما خلصتش وده بيدل على قوة الأقتصاد المصرى إللى بيمشى لواحدة من غير ما حد يشتغل ودى حاجة محتاجة ناس متخصصة تقول لنا الحكومة بتصرف علينا منين إذا كانت البورصة خربانة والسياحة مدفونة فى القرافة ومعظم موظفى البلد عاملين إضراب و المطالب الفئوية ما بتنتهيش ولسه الناس فاكرة إن شرف لقى البلاطة إللى كان المخلوع حاطط تحتها الفلوس بس هو مش عايز يقول لنا علشان ما نكسلش أكثر من كده.

عاوز أقول حاجة كمان إن ورق الفلوسكاب إللى بيستخدمه الطلبة فى نسخ الدروس الخصوصية حا يختفى من السوق لأن الحكومة حا تطبع المليار ونص جنيهات علشان تسكت بيها المدرسين لأن الحكومة مش معقول تطبع فلوس حقيقية ده كان حا يكلفها الشيئ الفلانى لكن ممكن تطبع الفلوس على الورق الأبيض أو حتى ورق الجرايد خلينا نستريح شوية من كلام الجرايد.

طبعا من الحاجات المشجعة جدا وإللى تخلى الواحد ينام وفى بطنه بطيخة صيفى هو إن الشرطة وظباط الشرطة لقوا الحافز إللى حا يخلى كل واحد يشتغل بأقصى طاقته لعودة الأمن لأن الواحد لما يلاقى الجزاء الحسن والتقدير المناسب حا يغيير علشان الحسنة الكبيرة تبقى من نصيبه فالحكم الغيابى إللى صدر على ظابط ب 25 سنة سجن علشان قتل مسجل خطر أطلق النار على الظابط ده بصرحة حاجة جميلة جدا لأن الظابط ده يستاهل الإعدام لأنه كان بيحاول تأدية واجبه ودى حاجة مش كويسة وده لعدة أسباب السبب الأول إنه كان عاوز يشتغل فى حين الناس كلها مبلطجة لأن الخير كتير ومغارة على بابا موجوده وكل واحد يحتاج حاجة ييجى ياخدها ثانيا الظابط كان لازم يدى الراجل ده بومبونى أو شيكولاته بدل ما يتبادل معاه النار ثالثا الظابط ده بعملته السودا زود شهداء الثورة واحد وبالرغم من إنه مسجل خطر لكن رئيس وزرائنا الطيب حا يطلع قرار بتسمية شارع من الشوارع بأسم البلطجى الشهيد وحا يطلع له معاش شهيد ويمكن يمنحه وشاح النيل رابعا يعنى الظابط ده يعمل العملة السودا دى ويشجع بقية زمالاته على إنهم يرجعوا يشتغلوا بزمة بصراحة ما عندهوش حق.

حا نقول على أيه والا أيه والا ايه كفاية عليكوا كده علشان تعرفوا تناموا علشان أنا عارف من أول النكسة ما حصلت وإنتوا ما بيجيلكومش نوم من الفرحة لكن لازم الواحد يستريح شوية ما هو مش معقول حا نفضل فرحانين كده على طول الله ما إجعلوا خير

الخـونة: أسـرار تكشف لأول مرة/ مجدى نجيب وهبة


** هل هناك ترابط بين أحداث الخرطوم التى جرت عقب مباراة الجزائر يوم 18 نوفمبر 2009 ، وبين الإنفلات الأمنى وأحداث 28 يناير 2011 .. لو رجعنا للوراء قليلا وإستعرضنا أحداث الجزائر فى الخرطوم ، لوجدنا أن هناك تشابه كبير بنفس السيناريو ونفس القائمة السوداء لمن باعوا الوطن وإستهانوا وإستخفوا بحريته وكرامته ، وقد أصيبوا بالعمى وعدم الحس الوطنى ..

** نعم بالمستندات .. إنهم نفس الوجوه القديمة ، والدور الذى مارسوه فى الأحداث الأخيرة هو نفس الدور فى الأحداث الجارية ، فهل ما مارسوه لم يكن سوى بروفة لقلب نظام الحكم ، ثم إسقاط الدولة .. نقول نعم قد نجحوا فى إسقاط النظام ، ونؤكد أيضا أنهم على بعد أمتار قليلة لإسقاط الدولة المصرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة ..

** فى الأحداث الأخيرة قبل إندلاعها أصدرت "أمانة الإعلام فى حزب التجمع" فى القاهرة بيانا بعنوان "نداء إلى الجماهير العربية لمتابعة مباراة مصر والجزائر" ، وطالب البيان تلك الجماهير أن ترفع أعلام فلسطين إلى جانب أعلام مصر والسودان والجزائر .. وقال البيان أيضا "إجعلوا علم فلسطين يرفرف فى السماء ، فقضية فلسطين هى التى توحد العرب" .. فما هى علاقة العلم الفلسطينى بمباراة فى كرة القدم ؟!!! ..

** نعود لأحداث الخرطوم .. والخطة التى نفذها جهاز "الشبح" أنصار الخضر ، وهو الإسم الحركى لجهاز المخابرات الجزائرية برئاسة "توفيق" ، الإسم الحركى لـ "محمد مدين" رئيس الجهاز الذى عرف بتجنيده للإرهابيين والمتطرفين وهو قائد تنظيمات "سرية دينية" .. هذه المجموعات ليس لهم أى علاقة بالمباريات ولا بكرة القدم .. وإنما هم مجموعات مدربة ومنظمة تعمل بشكل جماعى وليس فردى ، وخلال الهجوم تنقسم إلى ثلاث مجموعات .. الأول يقوم بالهجوم .. الثانى بالتمويه .. الثالث بالتغطية أو الإبلاغ عن وجود شرطة لكى يتم الفرار .. ، الأعمار متقاربة وكلها فى حدود شبابية .. "لاحظوا نفس سيناريو مجموعة الإخوان فى إندلاع الفوضى وأحداث 28 يناير بالقاهرة" ..

** كتبت صحيفة جزائرية أنه يجب أن يتوافر فى الجمهور المسافر مواصفات محدودة .. القدرة البدنية .. صغر السن .. موافقة الأهل ( كما لو أنهم ذاهبون إلى معركة جهادية) .. لاحظوا معى هى نفس التعليمات التى أصدرتها أحزاب تخريبية من توافر "الخل والرشاش وزجاجات السفن أب" ، وإحلال الصف الأول محل الثانى ، هذا وتبادل المواقع والكر والفر بين المتظاهرين والشرطة حتى تصل الشرطة إلى درجة الإجهاد ويتساقط أفرادها ..

** .. قام هذا الفصيل الجهادى بالذهاب إلى الخرطوم فى طائرات حربية قدرت بمائة رحلة طيران ، وكذبت السلطات السودانية وقالت أنهم ستون رحلة فقط .. وبعد وصولهم وزعت على أغلبهم وجبه موحدة مطبوع عليها العبارات التالية بالعربية والفرنسية "وجبة فردية للقتال – وزارة الداخلية – المديرية العامة للأمن الوطنى – مكتب الإعاشة" .. هذه الفقرة تذكرنا بوجبات الكنتاكى التى تم توزيعها على المتظاهرين بالتحرير ووصلت على حد إعتراف السيد البدوى رئيس حزب الوفد ، فقد قال أنه يرسل أكثر من 1000 وجبة يوميا ، كما إعترف بعض رجال الأعمال وعلى رأسهم الإستشارى ممدوح حمزة بإمداد المتظاهرين بالخيام والبطاطين والمياه والمثلجات ومجموعة من البسكويتات من بعض المصانع .. "نحن نحاول الربط بين بعض الأحداث التى جرت بالخرطوم وبين سيناريو أحداث التحرير والتى بدأت بفوضى 28 يناير " ..

** قام هذا الفصيل الجهادى بإرتداء زى موحد أقرب إلى أن يكون أعضاء فى وحدات عسكرية مدربة ، وقد إرتدت زيا مدنيا مموها ، ما يعنى أن الجمهور المصرى كان بصدد مواجهة ميليشيات وليس مباراة فى كرة القدم .. لم يدخل هؤلاء إلى السودان بجوازات سفر ولكن بوثائق سفر لرحلة واحدة .. قالت المصادر أن تلك المجموعات تسمى فى الجزائر بمجموعات "الكسحة" وهو ما يشار به إلى البلطجية ..

** لم يكن مواطن مصرى واحد شريف يبعد عن الأحداث الإرهابية التى تعرض لها المصريين على أرض الخرطوم وهم يصرخون .. لم يصدقوا أنفسهم وتساءلوا ما الذى يحدث .. حضرنا فى عرس كروى ضم الفنانين ونجوم المجتمع .. وجدنا أنفسنا أمام ميليشيات جزائرية مسلحة دون أى سقف أمنى يحميهم ، ورغم الشحن المستمر للإعلام الجزائرى ، كانت هناك تحركات لشخصيات إعلامية تحركهم مجموعة من المصالح .. تعلو فوق كرامة الوطن والمواطن ، بإطلاق مبادرات أخاء ومحبة وروح رياضية لشعب وحكومة لا يستحقانها ..

** بدءا من حملة جريدة "الشروق" المصرية والتى تراجع عنها الناقد "حسن المستكاوى" بعد أن دعا إليها عندما وجد لوعا جزائريا ، وعدم إستعداد جدى ، بل إكتشف كونها وسيلة لتغيبينا عما يدبرونه ، فعاد عنها فى خيبة ولم يبقى سوى مبادرة "وردة ومصحف" لكل لاعب جزائرى والتى جاءت من جريدة "المصرى اليوم" ، ليقدمها "مجدى الجلاد" خارج السياق الشعبى والمزاج الجماهيرى العام فى مصر الرافض لتطاول الجزائريين .. توازت معها رحلة "شوبير" إلى الجزائر فى سقطة مهنية ورياضية ووطنية سرعان ما عاد منها ، لكن بعد فوات الأوان ، وجرى ما جرى فى السودان فى تلون منه مع صحيفة المصرى اليوم !! ... إعتذر شوبير للشعب المصرى .. أما "المصرى اليوم" فتحولت إلى فقاعة إعلامية دون اللجوء إلى الإدانة وإنما على إستحياء إعلامى لمحاكمة المسئولين الجزائريين عما بدر منهم !! .. لم يكن الموقف المخزى والمتأمر للجريدة هو الوحيد الذى قبض الجلاد ثمنه لخيانة الوطن وخيانة مشاعر المواطنين فقد باتت المصالح الشخصية تحرك هذا الجلاد ..

** أما ما جرى بعد المباراة فكان الطامة الكبرى التى لم يكن أحد يتوقعها .. وهى أن يقف شخص أمام مشاعر الجماهير الغاضبة وضد كرامة المواطن المصرى وكرامة أهله الذين سافروا إلى السودان ، وما لاقوه من أفعال سافلة ومنحطة وترويع وتهديد بالقتل دون سبب من الجزائريين .. قائمة سوداء ضمت أسماء من مناضلى الميكروفونات والفضائيات يستخفون بأرواح المصريين .. إنهم مجموعة من الخونة .

· المخرج "خالد يوسف" .. خرج علينا من منزله المكيف وقت الأزمة على شاشة "القاهرة اليوم" الذى كان يستقبل إغاثات المصريين من غارات الجزائريين ليكذبنا دون أن يكون موجودا أثناء الأحداث .. ولم يحاسبه أحد على تهمة البلاغ الكاذب والإدعاء بأحداث لم يراها ، وقام بفجور ليس له مثيل ليقول أنه لا توجد إصابات وما يجرى فى السودان مجرد تزاحم من المصريين وسوء تنظيم من السودانيين وأن الموقف لم يكن بالخطورة ، وإنه إتصل بالبعثة المصرية فردا فردا ، وليس هناك أى شئ مما يصل إليكم .. إنها مجرد مبالغات .. قال ذلك هذا الكاذب ولسنا ندرى بأى صفة أو جرأة أتته ليلفق هذا الكلام على الهواء وكل زملائه الفنانين يستغيثون ويرتعدون .. وحسنا ما فعله "عمرو أديب" ، ورفض كلامه وقال له لا يمكن أن نسمع منك كلاما عن الأشقاء فى هذه الأثناء ، وقطع المكالمة ..

** لقد ذكرنى هذا الموقف بنفس الحوارات التى أدارها بعض الخونة من الكتاب فى حوارات تليفزيونية ولا فرق فى هذه الحوارات بين الأولى أو المصرية أو النيل الإخبارية أو الحياة 1 أو الحياة 2 أو دريم 1 أو دريم 2 أو o.t.v أو الجزيرة الداعرة ، فكل هذه القنوات لبست رداء الخيانة والخسة والعار وأدارت ظهرها لمصر ، وأعطت وجهها للكلاب والذئاب والأفاعى والحيات ، حتى أنهم ظلوا يتضاحكون على بعض القنوات المصرية والشريفة قبل أن تتلوث وهى تستقبل الإستغاثات من بعض المواطنين للتبليغ عن هجوم البلطجية وإقتحام المنازل والشقق وتهديدهم بالقتل وترويع الأمنين وسرقة أموالهم وهم يستغيثون بطلب النجدة من القوات المسلحة .. وصل بعض الفجور ببعض الكتاب أن يتهموا بعض أفراد الحزب الوطنى أو بعض المسئولين بعمل هذه التمثيلية وتلفيق هذه الإتصالات ..

· أما ذو الإبتسامة الخبيثة والوجه الثعلبى "محمود سعد" ، كان المفترض أن يستضيف فاروق جعفر و"عبد الستار صبرى" للتعليق على المباراة وذلك قبل أن تتوارد أنباء عن أحداث العنف التى جرت عقب المباراة .. وبتعالى غير مفهوم ، طلب محمود سعد ألا يقدم الفقرة الرياضية مكتفيا بالتعليق على الأحداث أنها "مباراة وعدت" ، وأكمل حلقته مع الشيخ "خالد الجندى" وتجاهل "محمود سعد" الحدث وأنهى برنامجه فى الساعة 12.10 أى قبل موعدها بخمسين دقيقة كاملة .. وبالطبع لم تشهد الحلقة أى تغطية إعلامية تناسب الحدث المروع الذى تابعته جميع الأسر المصرية فى ذلك الوقت إلا البيان الذى أذاعه وزير الإعلام .. ويعود "محمود سعد" بعد الأحداث يوم السبت لأسباب شخصية .. برر أمام الجمهور سبب إمتناعه عن نقل مشاعر الناس المتأججة وقرر أن يتبنى موقفا عكس مشاعر الجماهير ، ووصف ردة الفعل الشخصية بأنها مبالغ فيها وأن الموضوع فى نهاية الأمر مباراة كرة قدم ، وأنه لا يجوز أن يدين الشعب الجزائرى وأنهم يحبون المصريين وأهال التراب على جميع الإعلاميين الذين خرجوا يتحدثون بإنفعال بمن فيهم زميلاه فى البرنامج .. الأستاذ تامر أمين والأستاذ خيرى رمضان وبدأ يهاجمهم جميعا ..

· وفى العاشرة مساء كما تعودنا مع مقدمة البرنامج "منى الشاذلى" .. كان الأمر للبعض مجرد تصفيات حسابات سياسية لمجموعات إرتبطت بمصالح خاصة مع الجزائر أو وجدتها فرصة للهجوم على النظام ، بعد ما هالهم إلتفاف الشعب حول حكومته فى موقف يمس كرامة المواطن المصرى ..

· عمرو الشوبكى .. الذى إستاء منذ يومين من الإجراءات الأمنية ضده أثناء عودته من بيروت .. قدم تفسيرات غريبة لما جرى فى السودان ، وحمل المصريين والسياسة الداخلية أسباب ما تم هناك ، وأن الأوضاع فى مصر من قمع وخلافه كانت سببا ، دون أن يفسر ما علاقة ذلك بالهجوم البربرى المرتب من الحكومة الجزائرية ضد الشعب المصرى ، وكان الشوبكى قبل المباراة كتب مقالا يثنى فيه على الجزائريين ويلوم فيه الإعلام المصرى ووصفه بالمنفلت وغير المسئول .. لم يختلف خطاب الشوبكى عن مداخلة الشاعر "جمال بخيت" صاحب رحلتى الشتاء والصيف إلى الجزائر الذى ظل يبكى على الشعب الجزائرى وقام بسب جميع المصريين وأولهم هؤلاء الفنانين الذين كذبوا وضللوا فيما قالوه من أخبار بالإعتداء عليهم ، كما ندد بالدولة المصرية دون سبب مبرر محملها مسئولية ما حدث ، وقد برر أسباب العنف فى مداخلته مع منى الشاذلى أنه جاء ردة فعل لسلوكيات المصريين الخاطئة ..

· أما "حافظ الميرازى" الذى منع من التليفزيون المصرى وعاد مثل من عادوا فى الفوضى ، فلا يمكن فهم تحامله على الدولة والشعب المصرى وإصراره على أن يعكس الأوضاع ويقدمنا فى صورة الهمج وإدعائه أن إعتداء المصريين على أتوبيس الجزائريين وإصابة عدد من جماهيرهم ، بل وصف الشعب المصرى بالغوغاء وأنهم يتصرفون كالغوغاء وإتهمهم بتحطيم 240 سيارة بعد مباراة مصر والجزائر بالقاهرة ، رغم أن الإحتفال لم يزيد عن إصابة بعض السيارات التى لم يتعدى عددها 20 سيارة نتيجة تسلق الجماهير على أسطح هذه السيارات وهم يحتفلون بالنصر ، فقام الميرازى بضرب العدد فى 100 .

** هؤلاء هم قائمة الخونة بعضهم أدار التخريب الذى حل على مصر إلى الأن .. وهنا السؤال هل كانت عملية الخرطوم مدبرة .. ولماذا وقف هؤلاء الخونة ضد المشاعر الوطنية للشعب المصرى رغم السفالة والحقارة التى تعرض لها نجومنا الأفاضل هناك ، وظلوا يضللون فى الرأى العام حتى صدقهم الناس .. ولدينا الشرائط والمواثيق والأدلة التى تثبت تضليل كل هؤلاء ضد شعب مصر .. نعم إنه نفس السيناريو ونتساءل من هؤلاء ومن يحركهم ومن يدفع لهم .. أننى أضع أحداث سابقة أمام القراء الأعزاء ، وعلينا بربط الأحداث السابقة بالأحداث الحالية .. ونتساءل مصر إلى أين .. هل مصر إستسلمت لهؤلاء المرتزقة .. وإذا مازالت مصر شامخة رافعة الرأس فكيف نحاكم هؤلاء الخونة الذين دمروا مصر ... وفى إنتظار إجاباتكم .

صوت الأقباط المصريين

إلحقونا إنهم يصيفون في مارينا/ فاطمة الزهراء فلا‏

ماذا يحدث يا مصر في الخفاء؟ إنهم يبيعون أعضاءك ..قطعة , قطعة ولا يبالون بالدم النازف من وجهك , وكل شرايينك , ولا أحد يجري لإنقاذك ..وقف الجميع يتشفي فيك وفي ثورتك علي الفساد , وكأن الحرية حرام عليك ..هاهو قلبك معلق في المزاد , كل الخونة وقطاع الطرق الذين ظلوا ينهبون خيرك سنوات طويلة أقسموا بدنياهم الفاسدة وهواءهم الملوث ألا يدعوك تفرحين بما أنجزت , فدبروا المكائد وأحاكوا المؤامرات ليسرقوا فرحتك , ويطلقون اللصوص يعيثون بلا وازع من ضمير , الجميع اشترك في المؤامرة وليس اللصوص وحدهم , خطباء المنابر , وأباطرة الكلام , جميعهم أقسم أنه مع الثورة وهاجموا النظام والمخلوع والفساد ونواصي الإعلام المزيف , وهللوا للثوار , وإمعانا في الإخلاص طالبوا بالقصاص من أعداء الثورة الذين قتلوا الثوار, وقد نسوا شيئا هاما وهو القصاص لشهداء العبارة وشهداء القطار , وشهداء بني سويف ..إنه النفاق يا وطن ,خافوا علي مناصبهم فتعلقوا بقطار الثورة الذي أرعبهم ولكن حينما عرفوا أنها بلا أرض صلبة وبلا ثوار يخافون عليها إلا القلة التي تلاشت في زحام الثورة, فعاد المفسدون إلي غيهم وتلاعبهم بالوطن فرحين , مبتهجين بالكبار الذين ذهبوا إلي الجحيم دون أن يستدل عليهم, فانتشروا يدبرون الفتن بجميع أشكالها وألوانها وظهر كل صاحب مصلحة يعلن أنه يريد نصيبه من أشلاء الوطن المذبوح المضمخ في دمائه , الغارق في فقره وأحزانه .إلي أن صرخ الشعب من الجراح الثخينة التي سببتها له الثورة وكأن أحزانه لا تنتهي , فلعن أيامه كلها , ومن له غير الله وحفنة الجنيهات التي لم تعد تكفي لرغيف خبز حاف وآه ياوطن إنهم يعدون العودة ليعود لهم الوطن إلي قلوبهم التي لا تتواني عن أكل مال النبي , يضعون الوصلات لضمائرهم الخربة وهاهم أحضروا الشعراء الذين ينتظرون الفرصة كي يشتهروا وهاهم الإعلاميون الذي أصابهم الرعب أيام الثورة يعلقون شعارهم الجديد سوف نعبر الأزمة وماعدش لزمة للاختفاء وعلي رأي عمرو دياب راجعين , ويروح أنس في ستين داهية , وهانضرب تحت الحزام كل صاحب فكر يقول كلمة حق وسوف تكون لنا دروس مستفادة مماحدث ولن نترك الأقلام الحرة تتوسع في انتشارهاوسنقوم بكسرها وهي لا تزال في المهد .أيها الشعب انتبه إنهم يعدون العدة لتنفيذ مخططهم الإجرامي لضرب الثورة من الأعماق , وأول الضربات الموجعة أنهم يتهمون الثورة بأنها ليست بنت حلال وكلما سنحت الفرصة قالوا لها أين أبوكي يابنت...أيها الناس لقد جاءتكم الفرصة علي طبق من فضة وأصبحتم أحرارا , هل تعودون مرة أخري للشقاء والقهر ’ والأثرياء يمرحون في مارينا , وأنتم تحت قيظ الشمس تستغيثون إلحقونا

وقفة مع خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس التاريخي/ شاكر فريد حسن

اجمع الساسة والمراقبون والمحللون السياسيون ورجالات الصحافة والاعلام ، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تألق في خطابه ، الذي القاه مساء يوم الجمعة الماضي امام الهيئة العامة للامم المتحدة . وان هذا الخطاب هو خطاب تاريخي وسياسي وعقلاني وقوي وجلي وواضح كالشمس ، من حيث مضمونه ودلالاته واسلوبه ، ولا لبس فيه او تراجع قيد انملة عن الثوابت والمرتكزات الوطنية الفلسطينية ، التي نصت عليها مقررات المجالس الوطنية الفلسطينية . علاوة على كونه احد اهم خطابين في التاريخ الفلسطيني الحديث ، هو وخطاب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في اروقة الامم المتحدة سنة 1974.
ولا جدال ان ابا مازن بخطابه التاريخي هذا اعاد القضية الفلسطينية الى مركز الصدارة ومسارها الصحيح في الاجندة والمحافل الدولية .
لقد توقف ابو مازن في خطابه عند محطات مهمة ومفصلية في الرواية التاريخية الفلسطينية منذ النكبة وحتى يومنا هذا. وكشف حقيقة المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة، متهماً قادتها بالتعنت والمراوغة وعدم الجدية والتعاطي مع الحل السلمي العادل لقضية الشعب الفلسطيني ، مؤكداً ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تعثرت واخفقت ولم تحقق شيئاً ملموساً منذ انطلاقتها قبل 18 عاماً ، وان اسرائيل من خلال المماطلة والتسويف تسعى الى عرقلة جهود السلام واطالة عمر الاحتلال وتخليده وتكريس الاستيطان في المناطق الفلسطينية .
وفي الواقع ان خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرك الشارع الفلسطيني واثار من جديد التأييد السياسي لهذا الخطاب ، لما تضمنه من تمسك بالثوابت الفلسطينية وبالحق المشروع للشعب الفلسطيني باقامة دولته الحرة المستقلة . وقد تجلى هذا التأييد خلال الاستقبال الحار والحافل لابي مازن في شوارع رام اللـه والمحافظات الفلسطينية الاخرى فور عودته الى ارض الوطن.
ومع تأييدنا المطلق لمضمون الخطاب التاريخي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي داعب الحلم الوردي الفلسطيني بالحرية والاستقلال ، واحرج الرئيسين الامريكي والاسرائيلي ، اوباما ونتنياهو ، وحشرهما في الزاوية ، والذي اضاء شمعة الدولة الفلسطينية ، فان المهمة الآن والعاجلة هو حشد التأييد الدولي للمطلب الفلسطيني والاسراع في ترجمة اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين "فتح" و"حماس" وتوطيد الوحدة واللحمة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني . فالوحدة الوطنية هي صمام الامان للوقوف في وجه "الفيتو" الامريكي والضغوطات الدولية والمؤامرات التصفوية ، التي تستهدف النيل من الحق الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني .

المعارضة السورية تحتاج الى مواقف سياسية في تغليب المصلحة العليا للوطن/ خليل الوافي



يختلف المشهد السوري عن بقية الثورات العربية .نظرا للتركيبة المذهبية والطائفية .وتباعد التيارات السياسية التي ترى احقيتها الاساسية في اي تشكيلة مرتقبة تساند الشعب في محنته ..وتقوي موقفها حول الاحداث المتلاحقة التي يتعرض لها المواطن السوري على مدار ستة اشهر .
وامام هذه الفجوة الشاسعة بين تيارات المعارضة في الداخل والخارج .لم تصل الى حلول ملموسة في التوافق العام لجميع الاطراف في صياغة مجلس وطني انتقالي باسم المعارضة السورية تضم الاطياف و الالوان السياسية . والحكمة تستدعي _ خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا _اعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن مواقفها الرامية للحفاظ على الهوية السورية والعربية .وتذويب الخلافات الجانبية لنصرة قضية الثورة .ثورة الكرامة التي ما تزال تقدم مزيدا من الشهداء و الجرحى .ولا تبدو في الافق اي انفراج في موقف دمشق في التهدئة و التوقف في قتل الابرياء .بل الامر يتزايد في تصاعد مستمر .وعلى المعارضة في الداخل والخارج ان تقوي شوكتها في تلاحم الجميع تحت موقف واحد يبعد الاطراف عن اي ردود فعل سلبية لا تخدم مصالح الثورة .وتعطل مسلسل الاصلاحات في سوريا .
الثورة دخلت شهرها السابع .والامور مستعصية نظرا لتشبت النظام الحاكم بالموقف الرافض و الرامي الى اخضاع الشعب واذلاله ليركع تحت صوت الرصاص و المدافع .لكن الامر تجاوز الخطوط الحمراء والاعراف الانسانية في التعاطي مع الشعب بهذا الشكل الهمجي .والبدائي في ترويض الشعب على الطاعة.
ان النظام السوري كان يراهن على الخيار الامني في بسط سلطته .لكن من المفارقات العجيبة في سياسة الانظمة التي فشلت في كثير من المستويات تقديم صورة حقيقية عن اسباب استعمال القوة العسكرية امام شعب مجرد من السلاح .ومن يكون هذا الشعب ...يا للعار العربي .كيف يظل صامتا حيال ما يجري في سوريا الجريحة . وداب الحكام على اختيار عنوان الصمت في كل ما يجري عربيا منذ بداية القضية الفلسطينة التي ظلتت عالقة في دواليب منظمة الامم المتحدة .وما تمارسه الادارة الامريكية من ضغوطات للعدول عن موقف القيادة الفلسطينية بتقديم طلب امام الجمعية العامة كامل العضوية .وهذا ما اثار البيض الابيض في استعمال حق الفيتو الامريكي الذي يراعي المصالح الاسرائيلية في المنطقة .
ان الذي جرى للسفارة الاسرائيلية في مصر و الاردن خير دليل على التوجه الجديد في تحرك الشارع العربي الذي يرفض اي تعاون مع الكيان الصهيوني . والملابسات التاريخية في هزيمة 67 زما كان قبلها او بعدها من نكسات اثرت بشكل كبير غعلى مفهوم القومية العربية التي تم ابادتها في اول الطريق .وافشال اي محاولة جديدة تكرس هذا المنحى في اتجاه البحث عن هوية وقومية عربية تقف في مواجهة لمد الامريكي في رعاية مصالح الطفل الذلل اسرائيل..
نعود الى الشان السوري .ومحاولة اضفاء الشرعية على المعارضة لتكون قوة بديلة للدفع بالخيارات الجديدة للوقوف ضد اساليب القتل التي ينهجها النظام في حق الابرياء.و الضغط على الحكومات الغربية و العربية وخاصة الدول الحليفة للنظام مثل ايران وتركيا وخاصة ورقة الادارة الروسية التي تستطيع ان تعيد صياغة المشهد السوري في حلة مغايرة ...

ان الثورات العربية خدمت مصالح العديد من الدول الغربية في شقها السياسي الذي يعزى الى طبيعة المرحلة .والصراعات الداخلية في الالتفاف على الثورة .وتقويض دورها الطلائعي في احياء نخب شعبية نزيهة تخدم مصلحة الوطن و المواطنين..وعلى الثورة العربية ان تظل يقظة ومتفتحة لاي اختراق يعطل نجاحها وانتشارها على بقية الدول العربية التي لا يعنيها الاصلاح في شيء..
واذا كانت تنشا مجالس جديدة للمعارضة السورية في تركيا وفرنسا والمانيا .ولائحة الدول الحاضنة يمكن ان تزداد .لكن السؤال الجوهري اي معارضة تمثل الشعب السوري في ظل هذا الشتات . والمواقف المتباينة .والحساسيات التاريخية في اهلية ومصداقية من هو جدير بتمثيل السوريين في الداخل والخارج .ان احكام الضمير الوطني سيذلل الصعاب .ويفتح قنوات التواصل لخدمة مصالح الشعب والوطن على حد سواء..

كلمة في حق الثورة العربية/ خليل الوافي

من وحي الكلام
في خضم الاحداث المتسارعة .لايمكن الحديث عن الثورة بمعناها الحقيقي في بلورة تصورات .وجمع المعلومات عن طرق استنتاج الخلاصات .والارهاصات الاولية التي تدعم ماهية الثورة .ونجاحها على ارض الواقع .لان امكانيات حدوثها في هذه الظرفية التاريخية تجعل المتتبع لكل ما يجري من حراك شعبي صادق .وتردد فئات اخرى التي تتواطا مع الانظمة القمعية بوسائل غير مباشرة .وغير مسؤول في الانخراط والمشاركة .باعتبارها _.ومن موقعها الذي تمثله لا ترى نفسها معنية بما يجري من حولها .وهذا في حد ذاته يساهم في تعثر نجاح الثورة .وسبل تحقيقها في وقت يحسم المعادلة .وينهي اي تبعات تعطل مسلسل الاصلاحات في هذا البلد او ذاك .
الثورة تعني المشاركة الجماعية و الفعلية في اتخاذ مواقف محددة تضمن استقلاليتها .وانحيازها التام لحاجيات المواطن البسيط .وتحقق بعض من احلامه التي لا تخرج عن دائرة الماكل والمشرب وبيت ياويه .لكن هذا المعطى يقلص اهداف الثورة وقواعدها الاصلاحية .والقضاء على جميع اشكال الانظمة السابقة .وتطهير مؤسسات الدولة من رموز الفساد .ومظاهر الاحتواء التي تطمح لتوسيع دائرة الفقراء الى جانب تعميق الهوة بين الاغنياء .وبسط نفوذ اقلية تعيش في الغنى الفاحش .وفئات محرومة من ابسط مقومات العيش الكريم .وفي ظل هذا التباعد الصارخ جاءت الثورة العربية لتضع حدا لهيمنة السلطة الحاكمة على كل شيء .واخراج المواطن من اقفاص فردية يخضع بعدها لانواع تجارب الجوع والاذلال والتهميش .وفرض سياسة الترهيب والترغيب والتهديد حتى يظل هذا المواطن حبيس فكرة واحدة .الولاء الاعمى والتبعية .والمراقبة المستمرة .وعدم ابداء الراي او الاحتجاج على الاوضاع .او حتى الاشارة بالاصبع في اتجاه مسؤول كيف ما كان مركزه
هكذا هي السلطة في تعاملها _الديمقراطي_ في انصاف المواطن والاهتمام المتزايد به حتى لا يخرج عن السيطرة .وفي ظل هذه الاوضاع انفجرت ثورة الربيع العربي الذي يقاوم اشكال الاستبداد .ومظاهر التهميش و الاقصاء .وما تزال الثورة الشبابية تقاوم اخطبوط الفساد رغم سقوط رموز النظام السابق في اكثر من دولة عربية[b]
نحن لم نرق بعد الى مستوى الحرية.في ممارساتها وتجلياتها.في كتابة حرة عن ثورة تلقائية في تحركاتها .ولان الكتابة ما تزال غير حرة ومقيدة بوسائل شتى _لا داعي لذكرها الان _فالكتابة في حقيقتها تتعدد وجوه تباينها في طرح قضايا الوطن التي لا تعالج بالكلام .واللغط السياسي الذي يحاول التقليل من شان هذه الثورة العربية .والتشكيك في نجاحها .وتحقيق اهدافها الكبرى المعلنة والخفية .وبقدر ما تصاغ حولها دوافع واقعية يترجم تفاصيلها تاريخ الوقائع الذي لا يكتب الا في واقعية التحولات التي ظهرت على سطح التفاعلات الاجتماعية التي تحتاج فيها قراءة الواقع من منظور حساسية المرحلة .وعدم الافراط في تقديم خطابات سيلسية لا تخدم الفترة الانتقالية التي يمر منها كل قطر عربي في بحر هذه السنة التي باشرت على النهاية .والسنة المقبلة في احياء بطولة الشارع العربي .وبداية صناعة المشهد السياسي الحقيقي لمستقبل الامة عبرقنوات تفعيل حركات التحرر التي تدشنها الثورات الخالدة لابناء هذا الوطن الكبير...
الوقت امامنا لتدارك عثرات الماضي .وتحفيز بوادر الحاضر نحو انتعاشة مفعمة بالصدق والنوايا الحسنة .وتاسيس عهد جديد مع شعوب المنطقة العربية التي تعي مرحليا من يهدد كيانها واستقرارها ومستقبلها _هناك_ في دوائر القرار السياسي التي تطمح في استغلال مقدرات الشعوب.وعودة الانتداب والحماية بحجة تطبيق مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان التي لا تقوى على تطبيقها في بلدانها عندما يتعلق الامر بالصراع العربي الاسرائيلي .واعتبار كل ما هوعربي فهو ارهابي يتناقض ومصالح شمال غرب الكرة الارضية
اننا نعاني من استلاب الداخل والغزو الايديولوجي من اعداء الامس .واصدقاء العرب في الحصول على النفط العربي الذي لا نستغله كقوة ضغط على العالم .وتحقيق السيادة والكرامة والرقي لكل عربي على امتداد الوطن العربي الكبير ...
كل شيء كان بايدنا .ولم نحاول ان نحافظ على توازننا السياسي والاقتصادي في عدم السقوط في فخ التبعية التي اصبحت واقعا لا يمكن الهروب منه .والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح =اما زال بريق امل للخروج من هذه التبعية ونحن على مشارف عهد جديد في اثبات مشروعية الحراك الشعبي من اجل التغيير....

إذا رحل الأقباط.. أين البيزنس/ مجدى نجيب وهبة



** فى مقالى الأخير "مجدى الجلاد .. يواصل حملته التحريضية ضد مصر" ، قرأت بعض التعليقات والعبارات التى يتصور قائلوها أنهم ينالون من مقالى بمثل تلك العبارات البلهاء والإتهامات الساذجة .. الحق إننى ضحكت كثيرا وقتما قرأت ما يقولونه فقد وصفنى أحدهم بأننى أحد مشجعى التيار الإسلامى ..
** حقا لقد أحزننى هذا الغباء المرتبط بالجهل الفكرى والسطحى لمجموعة من المراهقين الذين يرددون كالبغبغاوات ما يملى عليهم زعمائهم الجهلاء ، متصورين إهانتنا .. فإرتدت بذاءاتهم إلى صدورهم لتكشف عن ضحالة فكرية وجهل عميق ، فكل ما ساقوه من تعليقات وأفكار أرادوا نشرها كالسموم وهللوا لها ليس سوى تعبير عن الغل والحقد الملئ بقلوبهم ، وهم يتوهمون أنهم أصابونى بالإحباط ، ولكن الحقيقة أننى مازلت أضحك .. فشر البلية ما يضحك ، ولأنهم حمقى وجهلاء فلا عتاب عليهم !! .. المهم دعونا ألا نخرج من دائرة الإرهاب التى أحاطت بنا ولا تدعوا هذه الحشرات عن التصدى للأحداث الإجرامية ..
** أحداث كبرى تمر بها مصرنا الغالية ، وجرائم طائفية وصلت إلى أقصى درجات العنف والفوضى والعبث .. أزمات تأتى وتذهب فى تواصل مستمر ، فلا أخبار مفرحة بل أنها جميعا أخبار محزنة تجعلنا ننفجر غضبا أو نتمزق حزنا .. وأنا أقرأ بعض تعليقات أحبائى القراء على موضوع أخر بموقع "صوت الأقباط المصريين" .. ردا على موضوع "المسمار الأخير فى نعش الأقباط" .. لقد أيد الفكرة القليل ولكن إستاء الكثير ، البعض تشبث بالأرض حتى لو نقلوا الأهرام أو النيل فهو سيظل يعيش على هذه الأرض وبعض الأقباط بالخارج قال أننى أتمنى أن أعيش فى مصر وأدفن فيها .. ولن نغادرها !! .. نقول له إذن لماذا هاجرت .. هل تحلل لنفسك ما تحرمه للأخرين ؟!! ..
** نعم أحترم كل رأى سواء كان متفق معنا أو معارضا لنا ، ولكن واجبنا أن ننبه الأخرين إلى خطورة الوضع على المواطنة فى مصر الأن .. دعونا من الشعارات البراقة والخطب الحنجورية ، فكل هذا لن يفيد بشئ ، بل سيكون الخدعة الكبرى التى سينزلق إليها الأقباط فى مصر .. وسواء تجمع 70 مليون مواطن أقباط ومسلمين على رفض جماعة الإخوان المسلمين ، ولم يتبقى سوى 15 مليون يؤيدون الجماعات الإسلامية .. فسوف تكون نتيجة الإستفتاء صادمة حتى لو تم تعيين مراقب دولى وفريق عسكرى أمام كل صندوق أو إقتراع إنتخابى .. لا يعرف ألاعيب الإخوان إلا من درس هذا الملف جيدا ، الإخوان تدعمهم أنظمة عربية وإيرانية ودولية ، ولديهم المال الذى يستطيع أن يشترى الذمم بداية من الناخب حتى المسئولين على اللجان ، ياريت تعرفوا هذا جيدا .. بل وستكون النتيجة فاضحة وكاذبة ، كما حدث فى الإستفتاء الأخير ، وسيلتزم الحنجوريين الصمت ، وربما يلجأون للصراخ فى الفضاء الواسع فى الصحراء أو داخل دورات المياه .. نعم ستكون النتيجة صادمة للجميع سواء ذهبنا أو لم نذهب ، فالنتيجة ستكون 85% لصالح الإخوان والتيارات الإسلامية والسلفية ، وكفانا غرور حتى نظل نكذب ثم نكذب ، وفى النهاية مطلوب أن نصدق كذبنا ، ونتعايش فيه ، وبعد ذلك لن يستطيع أحد أن يفتح فاه أو يملك حق الشكوى فقد إختار الإسلام دين الدولة والشريعة هى الحاكم والحدود هى الفاصلة .. نعم سيعم الخراب والفوضى والدمار كل شبر من أرجاء المحروسة ..
** لقد هاجمنا البعض عندما طالبنا فى مقال سابق عقب أحداث كنيسة القديسين بعنوان "حقنا للدماء إفتحوا أبواب الرحيل" .. البعض وافق والبعض إعترض .. وتوهم البعض أن مطالبنا قد تجد إستجابة لدى السفارات الأجنبية ولكن للأسف ذهب بعض الأقباط للسفارة الأمريكية والأسترالية ، ولم يجدوا سوى المهانة والطرد ، فى الوقت الذى رحبت فيه السفارة الأمريكية بمنح تأشيرة الهجرة لأسر وأفراد مسلمين .. ولم نعى الدرس ، "إن الجميع يطالبون أقباط مصر بعدم الرحيل ، حتى تظل القضية مشتعلة فإذا رحل الأقباط ، وهدأت الأوضاع فإذن أين تكون المصالح ، وأين يكون البيزنس ، وكيف تتربح "مجالس حقوق الإنسان" .. وتحصل على رواتبهم إن لم يكن هناك مشاكل يتحدثون عنها وسبوبة لكسب الدولارات" ، وما ينطبق على المستفيدين داخل مصر من حالة الإحتقان والجرائم الطائفية ، هو ينطبق على الدول الإستعمارية وطريقتها فى نهب ثروات الشعوب والعمل بكل طاقة لكسر شوكة مصر حتى تتاح لهم فرصة الهيمنة على المنطقة العربية بأكملها والخليج بصفة خاصة ..
** نعم لقد طالبت الرحيل ، منذ أحداث كنيسة القديسين حقنا للدماء وأتساءل .. لقد سقط النظام وظهر من هو ألعن من النظام ، فماذا تغير .. إنتقلنا من فساد إلى أسفل السافلين .. إنتقلنا من أحداث إرهابية إلى القانون الإرهابى ، والقوانين الوضعية .. لقد طالبت بالوقف الفورى لفكرة الإنتخابات البرلمانية فى مدة لا تقل عن سنتين حتى يتم القبض على فلول الإرهاب الذين إنتشروا فى كل إنحاء وربوع المحروسة ولكن للأسف يخرج كل يوم خبر من المجلس العسكرى ليؤكد على إتمام الإنتخابات فى موعدها .. لذلك فلم يعد أمام الأقباط إلا طريق واحد أيا كانت نتائجه وهو مقاطعة الإنتخابات القادمة ونشر إعلان بجميع الصحف ، والحصول على توقيعات الأقباط بالموافقة على عدم الإنتخاب .. وكالعادة هاجم الكثير الفكرة دون أن يقرأوا الأحداث التى وصلنا إليها ، ودون أدنى تفكير .. وقد أخذتهم النخوة والجلالة متوهمين أن هنا فى مصر ستكون الإنتخابات فى ظل ديمقراطية أو مراقبة دولية أو تحت إشراف مجالس حقوق الإنسان أو تحت الإشراف القضائى .
** لقد طالبت بالرحيل فى بلاد الله الواسعة حتى لو إضطرت أى دولة محترمة وشريفة أن تقوم بالتبادل بين المسلمين والأقباط ، لست أهذى ولا أخرف ، فالأيام القادمة هى أصعب مما تتصورون والمجلس العسكرى لا يفعل شئ بل أن بعض الداعرات يوجهون السباب للمجلس ، وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ مصر .. فإذا كانت أمريكا تدفع المال لتخريب مصر يمكن القبض على كل المحرضين داخل الوطن والمنظمات التخريبية والضرب بيد من حديد على كل الإرهابيين والمخربين ، سيجد المجلس وراءه أكثر من 70 مليون مصرى شريف يقفون بجانبه ويدافعون عن الوطن .. وسيعرون ويفضحون السياسة الإستعمارية لأمريكا حتى لو جوعنا .. حتى لو لم نجد رواتب أو أموال نصرف بها على أسرنا .. وسينكشف هؤلاء المخربون الذين باعوا الوطن وقبضوا الثمن .. إنهم يعرفون أنفسهم فى الصحافة والإعلام ..
** نعم سوف تظل مصر هى الشامخة أيها الكلاب .. وسنظل نردد أجمل ما رددته شادية "ياحبيبتى يامصر" معبرة عن المشاعر النافذة إلى القلوب .. جامعة لدموع الفرح والألم .. إنها أيقونة الشعور الوطنى .. يتساءل البعض لماذا هذه الأغنية بالذات ، وقد سمعناها فى التحرير أيام النكبة .. أقول لهم لا تسألوا فقد سرقها الإخوان كما سرقوا كل شئ فى الوطن ، ولكنهم لم يسرقوا هذا المقطع الرائع "ماشافش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن" ، ومن يعجز عن فهم هذا سيكون السبب معلوما للجميع .. على الأقل لدينا "أصله ماعداش على مصر" ..
صوت الأقباط المصريين

مجدى الجلاد يواصل حملاته التحريضية ضد مصر/ مجدى نجيب وهبة



** يبدو أن جريدة "المصرى اليوم" لن يهدأ لها بال إلا عندما تجد مصر وقد إحترقت عن باكورة أبيها .. فى هذا اليوم سيجلس السيد الجلاد على مكتبه ليتلقى التهانى من الأحباء والأعزاء أعداء الأمة المصرية ، وحتى لا نكون متجنيين على هذه الجريدة التى تصر على البحث عن الأخبار المحرضة والمشعلة للحرائق منذ فترة طويلة داخل وطننا العزيز .. فلنقرأ بعض النماذج للأخبار المنشورة على صفحة الجريدة فى صفحة "قضايا ساخنة" ..
· خبر بعنوان "الحرية والعدالة : تأجيل الإنتخابات دون إستفتاء ينهى شرعية العسكرى وسنرد بثورة جديدة" .. الجماعة الإسلامية تحذر من البطلان ، ومحمد حبيب يقترح القائمة المفتوحة .. يقول الخبر "إعتبر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين أن الأيام المقبلة هى مرحلة حاسمة فى عمر الثورة ، خاصة إذا أصر المجلس العسكرى على تأجيل موعد الإنتخابات البرلمانية دون إستفتاء الشعب وقتها سيكون إنقلاب عسكرى وإنتهاء الشرعية ولا حل إلا لثورة جديدة" ، سنكتفى بهذا القدر من الخبر المدفوع الأجر .. ونتساءل كم قبض مجدى الجلاد من أموال الإخوان لنشر مثل هذا الخبر الذى بالقطع سيثير الفتنة وسيحرك الغوغاء لمزيد من الفوضى التى حلت بمصر ، والكارثة أن يعلن الجلاد فى وقت لاحق بنشوب خلاف بينه وبين كوادر جماعة الإخوان المسلمين فى مصر ، وأن هناك تبادل فى الإتهامات بينهم .. ونتساءل عند فقرة الخبر "إعتبر حزب الحرية والعدالة .. الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين" .. ما معنى هذه العبارة الواردة على لسان سعد الكتاتنى والمنشورة فى بداية الخبر .. هل نفهم أن هناك ذراع أخر عسكرى .. نرجو التنويه حتى يفهم العامة إلى أى مدى وصلت العلاقة بين الأحزاب فى مصر والمجلس العسكرى المسئول عن أمن وسلامة الوطن فى هذه الفترة .. وهو الإعلان عن وجود جناح سياسى وجناح عسكرى "تنظيمات مسلحة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين" .
** خبر أخر .. "الأشعل : العسكرى ضيع فرصة تاريخية ومصر تحتاج لثورة ثانية .. مد العمل بـ "الطوارئ" يعنى أن مبارك مازال موجودا" .. يقول الخبر "قال السفير عبد الله الأشعل أن مصر تحتاج إلى ثورة ثانية وملهم حتى تتحقق الأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير ، وأضاف "المجلس العسكرى" كان يريد تطبيق أهداف الثورة ، لكنه لم يتمكن لسببين أولهما أنه وضع لنفسه مجموعة من المستشارين لم يحسنوا تقديم المشورة إليه ، والثانى أنه لم يفهم أن المصريين عندما قاموا بالثورة تجردوا من ذواتهم إلى ذات جماعية واحدة وعندما قام المجلس بتبريد الثورة عاد الناس إلى ذواتهم فلجأ إلى صيغة ثالثة وهى التوفيق بين النظامين القديم والجديد وضيع على نفسه فرصة تاريخية بوضع مصر على طريق حكم ديمقراطى صحيح" .. ونتساءل لماذا تصر الجريدة على نشر الأخبار والتصريحات التحريضية ليست اليوم ولا الأمس ولكن منذ بداية إصداراتها الصحفية ، حتى إننا أطلقنا عليها "المصرى الإخوانجية" .. ألا يرى الجلاد أن مصر على مهب الريح وأنها أصبحت فى مفترق الطرق ولا تستطيع أن تتحمل أكثر من تلك الطعون التى توجه إلى قلبها ، وأن الطعن فى المجلس العسكرى بهذه الشراسة سوف يفقد المجلس هيبته وستتحقق النتائج المطلوبة وهى إسقاط الدولة بأكملها ..
** خبر أخر أكثر إستفزازا ... "الإعلام الغربى : محاكمة مبارك دخلت نفقا مظلما" .. شهادة طنطاوى زادت الشكوك حول إمكانية تبرئة الرئيس السابق .. ويقول الخبر "أبرزت عدة وسائل إعلام غربية أمس أقوال المشير محمد حسين طنطاوى أنه أول حاكم عربى يمثل للشهادة ، وأقواله كانت حاسمة ونادرة ومخيبة للأمال فى الوقت نفسه لأنها غذت الشكوك حول إمكانية براءة مبارك من الإتهامات الخطيرة الموجهة إليه ، وإعتبرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية محاكمة "مبارك" دخلت نفقا مظلما بعدما طالب محامو أسر الشهداء برد المحكمة ، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المحاكمة التاريخية للرئيس السابق توقفت بشكل مفاجئ بعد طلب محامى الضحايا رد القاضى .. وتساؤلى للأخ المناضل الحمساوى وردة على وردة مجدى الجلاد .. هل هذا الخبر خبر مهنى وإعلامى ووطنى .. أعتقد أنك تلميذ فى "kg1 " وكان يجب ألا تنشر مثل ذلك الخبر إطلاقا لأنه من شأنه هو إشعال الفوضى بالشارع المصرى لهذه الأسباب :
** أولا .. حينما تنشر الصحف الغربية هذه الأخبار ، فأنت تعلم جيدا أن هناك مخطط وسيناريو يتم تنفيذه من قبل الداعرة "الإدارة الأمريكية" ضد مصر وتشاركه فى ذلك بريطانيا وفرنسا وحلف الناتو على الأبواب .. وأنه لا يجوز الطعن يا أستاذنا المثقف فى أحكام القضاء أو إجراءات المحاكمات .. وأن ناقل الكفر هو كافر ، وأنت تنقل لنا الأخبار المحرضة ضد الوطن وتقوم بالتحريض لإشعال الشارع المصرى .. وكان يجب التصدى المهنى إذا كان لديك أصلا حس مهنى لمثل هذه الأخبار التى تروجها هذه الصحف القذرة منذ بداية إصداراتها .
** ثانيا .. ما شأنهم بشهادة المشير أو بإجراءات المحاكمة .. سواء كان المدعين بالحق المدنى أو الإعلام الغربى ، فالمشير حضر لإدلاء شهادته أمام المحكمة وهو رجل يمثل رئيس الدولة وأنه يجب بأى حال من الأحوال ألا يتعرض للمساءلة من قبل بعض محامى التعويضات أو الباحثين عن الشهرة أو محامى بير السلم .. هل المطلوب هو أن يدخل المشير قاعة المحكمة وهو يلوح لجميع محامى المدعين بالحق المدنى وهم جميعهم من جماعة الإخوان المسلمين أو الباحثين عن الشهرة رافعا يديه بعلامة النصر وسط تصفيق الغوغاء وهتافاتهم الصاخبة ؟!! .. هل المطلوب هو أن يجلس القاضى على المنصة دون أى إجراءات ويصدر أحكامه بالإعدام على الرئيس السابق وكل من يقدمه جماعة الإخوان حتى يهدأ مجدى الجلاد وينشر عن عدالة المحاكمات فى مصر .. وتهدأ "الإندبندنت" البريطانية وصحيفة "واشنطن بوست" ، وتهدأ أمريكا بأكملها ..
** إن ما يفعله محامى الإخوان المدعين بالحق المدنى لدم الشهداء ، هو محاولة جرجرة المحكمة فى صراع معها والتشكيك فى الإجراءات القضائية وهذه الحملة تبناها أحد المحامين الحقوقيين والمدعين بالحق المدنى وقد سبق أن إتهمه المستشار مرتضى منصور أثناء إجراء محاكمته فى موقعة الجمل على الهواء مباشرة فى صورة بلاغ إلى النائب العام لتقاضيه 2 مليون دولار أمريكى .. لماذا صمت الجميع عن هذا البلاغ هل نقوم بتفصيل إعلام صادق وأمين حتى يظهر هذه الفوضى التى تعيش فيها مصر الأن .. لقد طالبنا أكثر من مليون مرة بإحضار صحيفة سوابق كل من قيل عنهم أنهم شهداء ، وطالبنا مليون مرة بالذين سقطوا قتلى أمام الأقسام والسجون أن تحصر أسمائهم ، ولكن التضليل والصوت العالى وإنحياز الإعلام القذر والمتأمر على مصر قد يدفع ثمنه الوطن جميعا فى تلك القصة التى أصبحت تصيبنا بالغثيان وتكررت فى الأفواه وهى دم الشهداء ، ونتساءل لماذا يصر الإعلام على كشف الحقيقة من وجهة نظر وإتجاه معين ، ما الذى قبضه الإعلام ثمنا للترويج لهذه القصص .. ما الذى قبضته الصحافة المنبطحة حتى تتغاضى عن تسليط الضوء على الحقيقة ، بل أنه فى معظم الأحوال يتم التعتيم عليها فورا ، أما عن رد المحكمة فقد سبق أن تنبأنا بذلك فى بداية الجلسات إنه إذا لم تعجب جماعة المحامين المنتميين للإخوان المسلمين سير المحاكمة ، وأنها كما يرون فى نظرهم ليست عادلة فقد تنبأنا أنهم سيحدثون هرج ومرج داخل القاعة وسيتهمون كل من تطوله أيديهم فهى وسيلة رخيصة لإرهاب القضاء المصرى والحكم بشريعة الإخوان ..
** ونعود لنفس النغمة "دم الشهداء" .. لقد قرأنا جميعا تصريحات نسبت إلى إحدى المستشفيات بالطب الشرعى أن الذين تم دفنهم مؤخرا وكان البالغ عددهم 25 قتيلا وظلوا فى المشرحة ورفض أهاليهم إستلامهم ، وأقيمت لهم حفلة تخرج عسكرية رائعة إتضحوا أنهم مسجلين خطر ، وبعضهم من الذين هربوا من السجون ومحكوم عليهم بالإعدام والبعض بالمؤبد .. لماذا لا تسلطون الضوء على هؤلاء وتكشفون دور الإخوان فى إبتزاز مصر بقصة وهمية مثل موقعة الجمل ودم الشهداء ، وإذا كان هناك قصة يدان ويحاكم عديد من الحكومة السابقة بموقعة الجمل .. لماذا تركنا القاتل وتشبثنا بمن قلنا عليهم محرضين .. أين هم القتلة الذين هجموا على متظاهرى التحرير .. ألا يوجد إثنين أو ثلاثة أو أربعة مازالوا أحياء يرزقون ، ولماذا لم تقدمهم المحكمة لسؤالهم بإعتبارهم شهود إثبات ومدانين فيما نسب إليهم .. من هو الذى حرضكم .. إن هذه القضية لا تحمل أى إلتباس لعدم وجود أى أداة للجريمة ولكنها كلها بنيت على إدعاءات باطلة وبلاغات مغرضة ..
** نقول للجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم .. ألا تخجل من نفسك أيها الحمساوى وأنت تقود مصر إلى الخراب وإلى المجهول .. لقد طالبت أكثر من مرة بتقديمه للمحاكمة بتهمة التحريض على أمن وسلامة الوطن وقدمت المقالات التى تدينه والمنشورة بالجريدة .. ضمن أحد هذه المقالات دعوتكم للأسطول "الحرية 2" بالخروج من موانئ مصر والإبحار مباشرة إلى غزة وهو يعلم جيدا أن هذا الأسطول قد يتعرض للضرب من قبل الجهاز الإسرائيلى ، فماذا كان يقصد الجلاد ، هل كان يحرض مصر على المواجهة مع إسرائيل .. لم تكن هذه الدعوة الأولى والأخيرة بل لقد دعوتم أكثر من مرة إلى فتح المعابر بين مصر وغزة وهدم أى معبر يفصل بينهما ، كما ذكرتم فى أحد مقالاتكم وأنتم تحللون الإعتداء الصارخ على مراكز الشرطة بالعريش وذكرتم فى جريدتكم وبقلمكم أن هؤلاء ليسوا إرهابيين ولكنهم ثوار مثل ثوار التحرير بل وقلت أن هؤلاء الثوار سوف يتظاهرون مرة أخرى إن لم تتحقق مطالبهم وإستطعت أن تحول دفة هذه الجريمة الإرهابية وتطمس لوحاتها وتضلل الرأى العام حتى لم يتحدث أى منبر إعلامى عنها إلا على إستحياء رغم أن الجيش المصرى وقوات الشرطة المصرية قامت بالقبض على عناصر عديدة من الإرهابيين داخل منطقة سيناء وتم ضبط عديد من الأسلحة وقذائف الهون وبعض الصواريخ المضادة للدبابات وبعض الأسلحة الألية ، ورغم ذلك لم يعد أحد يتحدث عنها ..
** كل هذه الأفكار التى ترعاها من خلال جريدتك كان يجب أن تحاكم عليها ، أما المضحك فى هذا الموضوع أنك أدرت برنامج فى أحد الفضائيات فى شهر رمضان السابق بعنوان "إنت وضميرك" .. نقول لك ياشيخ "إتقى الله فى ضميرك" ..
صوت الأقباط المصريين

خربشات لأجيء-4: الوطواط/ عطا مناع

نحن في خطر، طرح تقليدي وقد يكونُ عقيماً، من تقصد بنحن!!!! هل تقصد الشعب الفلسطيني؟؟؟؟ أم انك تقصد قضية اللاجئين؟؟؟؟ ما الفرق؟؟ نحن فلسطينيون وقضيتنا لا تتجزأ ولا زالوا يحاولوا تفريغها من مضمونها لدرجة أنهم اعتقدوا أنهم حولونا إلى مجرد شيء يفتقر للروح، إلا إننا هنا باقون....... إلا تعلم أن المادة لا تباد وتتخذ إشكالا أخرى؟؟؟ إلا تعلم أن الكلمة تحمل في أحشائها التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا؟؟؟ من قال لك إننا في خطر؟؟؟ هي مجرد أزمة وستزول، هل تعرف لماذا؟؟؟ لان جذورك ضاربة في الأرض عميقاً، والأرض ترعى جذورها، الأرض لا تغدر بمن أحبها.
لكننا مشتتين منقسمين على أنفسنا، أتصدق انك أصبحت عبئاً عليهم؟؟؟؟ النكبة عبئ؟؟ والمخيم عبئ وحتى المنظمة التي رويتها بدمك أصبحت عبء، ألا تصدقني؟؟ مع حق فنحن نعيش في زمن ضاعت فيه الحقيقة، زمن فقدان الذاكرة..... أيعقل أن تنسى طريق الآلام وإكليل الشوك وملايين المصلوبين؟؟؟ كيف تنسى البدايات وتتشبث بعقمك الذي حولك لوليمة للمتسابقين على نهشك والتلذذ بما تبقى منك؟؟ من أنت لتدير ظهرك لمن رحلوا وقالوا أن حقهم لن يضيع لانك يا فتى سيشتد عودك وتصدح بصوتك في صحراء البؤس إنها لي!!!!! أيعقل أن أمين السر انتصر على عالمك؟؟؟؟
أمين السر هذا كما الوطاويط لا يعيش إلا بالعتمة، ولا يتآمر عليك إلا بالعتمة، أمين السر هذا ليس من لحمك ودمك، وأمين السر سيتلاشى أمامك لانك الكينونة والمصير، أنت أيها الأبله العنوان، أيعقل أن تمر عليك صبرا وشاتيلا دون أن تستوقفك!!!! هل من المعقول انك تؤمن بالذبح المباشر!!!! في صبرا استهدفوك أنت واستهدفوا نسلك، ارجع إلى التاريخ وفتش في صفحاته أيها "المنبوذ" المسلوب الذاكرة!!!!
صبرا كانت الوليمة، وصبرا كانت الجريمة، هناك في صبرا كانت البداية، خرجوا عليك بخوفهم وذبحوك وخصوا فتيانك....... اقرأ!!!!! أيعقل انك لا تقرأ ولا تفهم أنهم استساغوا لحمك!!!! أين أنت يا صاحب اللحم المر لماذا لم تخرج عن صمتك وتعلنها حذاءً في وجوههم بأنك صبرا وصبرا أنت!!!! وانك الدولة والدولة أنت، وانك السبب والنتيجة، ألا تعلم انك المتجدد دائماً وفي عروقك تسري دماء الذي وقفوا في وجهة العاصفة وقالوا أنهم سيعودون إليها كرامة حتى لو بعد مئة عام.
هل تعلم انك تكرر نفسك؟؟؟ ستون عاما وما يزيد وأنت تستحضر الصورة، حملت على كتفيك اللحم والأحلام إلى الخلاص وقلت إنا لها راجعون، وقرأت الفاتحة على طريقتك الخاصة واستوطن اللحم المرة شريط ذكريات في رأسك، وأيقنت انك ستحمل يوماً ما حلماً ولحما إليها على أكتافهم فثق بهم فهم الهدف والدولة والثورة والعودة وما أنت سوى حامل للأمانة فاحذر من نفسك أولا...... فالنفس أمارة بالسوء وتذكر انك هوية والهوية لا تموت؟ واحذر أن تضيع منك الوجوه، ففي الوجوه تعيش الرواية، والوجوه هي جنونك الذي يطل عليك في نيسان يذكرك يأتيك بالوجوه التي حاولوا بروايتهم أن يغيبوها.
كان اللة في عونك، فالذكريات ثقيلة كصخرة سيزيف تحملها على صدرك من مهدك إلى لحدك، وفيها وزادتك في رحلة العذاب الطويلة، لا تتعب ولا تكل..... ممنوعُ أنت من التعب...... ممنوع عليك أن تنسى الوجوه والمفتاح والحنون، وإذا داهمك التعب توضأ بترابها ففي ترابها يكمن العلاج، وفي ترابها تحتبس الذكريات، الم يقول ل كان الأرض إنسان والإنسان ارض، الم تسمع بالحكاية..... حكاية الذين تعمدوا بترابها وقالوا إنا راجعون إليها رغم الحواجز والمسافات الطويلة، ترابها أنت...... وأنت ترابها وانظر إلى الخلف للحظة وأمعن النظر في التراب سترى ما عجزت عن رسمت الحكاية، لكن الأطفال مسكوا بالقلم وكتبوها حلماً لا يموت.
ما رأيك أن أعود بك للوراء لتتذكر؟؟؟ لعل وعسى أن تنفعك الذكرى وتدخل السكينة في قلبك وتحميك من نفسك التي عليك أن تكرهها لصالح السريرة، ففي السريرة تكمن أبديتُك، وفي السريرة تترعرع ديمومتك، وتذكر أنت أيها التائهة في صحراء اللجوء لا شيء بدون السريرة والديمومة، وبدون دق كل الجدران وخربشة حكايتك في قلوب من سيأتوا من بعدك.
يا اللة .... أعفنا من هذا الضياع..... من فلسفة الهروب من الذات...... لماذا هذا اليأس الذي يدغدغ النفس...... كيف يمكن أن تواجه اللحظة عندما يأتوك وتسلمهم قبل الرحيل.... ما لهم يأتوك يلفهم الصمت لدرجة انك بت تخشى النوم...... هل وصلت الى حالة من العجز لتستعين بالذين رحلوا يأتونك في غفوتك ليذكروك بان لك جذور وان هناك أرواح هائمة لا ترتاح إلا بالمستقر الأخير، ما أكثرها تلك الأرواح المعذبة التي أغمضت العيون وهي تحلم بان تدفن مع حفنة من ترابها أو بعضا من الميرمية.
بالأمس جاءك وللمرة الأولى بعد ا نغادرك ولا زال يعيش في داخلك، هذا الكهل الذي علمك ما لم يعلمك إياه احد، علمك بالممارسة أن الوطن بشر وتفاعل أبديي لا يموت مع الموت..... لماذا تتكرر زيارته لك هذه الأيام؟؟؟؟؟ أيعقل أنة غاضب منك؟؟؟؟ أو أنة عاتب عليك؟؟؟؟ لماذا جاءك من الموت صامتاً على غير عادته؟؟؟؟ فقد الابتسامة المعهودة وكان ميتاً؟؟؟ لماذا يأتيك من الموت ميتاً هذا الذي رفض الموت واحتقره واعتبره عادياً؟؟؟؟ لماذا يأتيك من الموت وملامح الحيرة تغرق في الصمت ويضرب عن الكلام.
لا اعرف لماذا تنتابك الأفكار المجنونة الخارجة عن العادة؟؟؟؟؟ أهي الصحوة أم الصرخة في وجه الصحراء؟؟؟؟ أم انك أدركت الحقيقة بعد أن تداخلت الالون وسيطر الليلكي على المشهد وغابت الفوارق ولم تعد تفرق بين يسارك ويمينك.
ألان أنصحك أن تتوقف عن خربشتك وتواجه البرد الذي يجتاحك، تغلب على بردك وتذكر الذي خربش على جدران عين الحلوة ما حلم به وما آمن به، وتمسك بالفكرة التي قتلتك، ايعقل ان تقتل الريشة رجلاً؟؟؟ نعم مصيبته في أفكاره التي قتلته وعاد ملايين الحناظله يبشرون بالمستقبل والعودة الحقيقية بعيدا عن الحل المتفق علية.

الدور الامريكى فى النكسة المصرية/ مجدى فودة

1- تسليط الجزيرة بمعرفة المخابرات الامريكية كى تقوم هى بالحشد بالنيابة عن الثوار فقد كان يكفى خبر صغير يقول ان غدا مليونية كما اذاع الثوار دون ان يلاحظ احد ان الجزيرة هى من دعت اليها " حقيقة " وليس الثوار !!

2_ خروج اوباما وهيلارى كلينتون لاعلانهم التمسك ب" بمبارك " فى البداية وهو ما يدركه كل مثقف وجاهل انت نتيجته فى الميدان هو ان يتمسك المتظاهرين اكثر بتنحيه وتخرج هتافات ضده بالعمالة وقد حدث ذلك حرفيا !!

3_ والغريب انها بعدها باسبوع خرجت لتشيد " بشباب النكسة " بل قابلتهم هيلارى كلينتون لتهنئتهم واعطاء ما يلزم من جوائز !! هدية على اسقاط عميلها كما يدعو !!

4_ لا ننسى الجائزة الدولية التى اخذها وائل غنيم واستقبال اوباما له ... ايضا لتهنئته على اسقاط عميل امريكا !!

5_ السيارات الدبلوماسية الامريكية التى دهست المتظاهرين والتى كان جواب مبارك عنها فى التحقيقات .. " رد باندهاش ثم قال كيف يتم سرقتها من السفارة الامريكية وهى مأمنة بالمارينز ؟"

6_ ما زال الدور المشبوه الذى يلعبه " عمر عفيفى " على ارضها دليل لا يقبل التشكيك فى نية امريكا اتجاه مصر وان كل ما يحدث كان بعلمها وارادتها

7_ مبارك حتى لحظتة الأخيرة فى الحكم جنب الشعب المصرى اكتمال هذا المخطط القذر باعلان تنحيه ورفضه استخدام القوة مع المتظاهرين من قبل الجيش او الشرطة وهو الفخ الذى ما زالت تنصبه امريكا لنا حتى الأن

8_ تمويل امريكا باعتراف الجميع لكثير من المنظمات والمؤسسات والناشطين الحقوقين والسياسين واللعبة لمن لا يفهمها بسيطة جدا .. هى لا يهمها ان تمول من يمثل سياستها فمن الممكن ان تمول الجميع بغرض اظهار الفوارق وتضخيمها وزرع الكراهية بين ابناء الشعب الواحد لكى يتكفلوا هم بتصفية وطنهم !!

9_ وهو دليل قاطع على وجود جماعات مسلحة كانت تقتل المتظاهرين .. هل يتذكر احدكم حادثة الاغتيال التى تعرض لها " عمر سليمان " اثناء تلك الاحداث واكدتها جميع الوكالات الاخبارية بما فيهم ال سى ان ان ؟ ليس من المنطقى ان يتعرض مدير المخابرات لاغتيال من الشرطة او قناصتها كما تدعو .... دليل لا يقبل الشك ولا ينكره سوى مكابر

10_ هل فيما قولت معلومة مشكوك فى صحتها ؟ فلما المكابرة بالله عليكم ؟ كونك اشتركت وخدعت فى تلك المؤامرة افضل مليون مرة من ان تكذب على نفسك وتستمر فى هدم وطنك .. الرجوع الى الحق فضيلة
لا تهين من احبك لانك لن تجد من يحبك



ســُــنـّة التاريخ: دوام الحال من المحال/ د. عبدالله المدني

وأنا أشاهد في الصحف صور إستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا للسيد "تشانغ قاولي" عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي في مدينة "تيان جين" في جمهورية الصين الشعبية والوفد المرافق له في زيارته الحالية للمملكة، عادت بي الذاكرة عشرات السنين إلى الوراء، حينما كانت المملكة أرضا محرمة على ساسة الصين الشيوعية، وكان مجرد ذكر إسم الأخيرة جريمة نكراء، دعك من الإحتفاظ بصورة للمعلم "ماو" أو بنسخة من كتابه الأحمر الصغير- الذي تحول اليوم إلى مجرد هدية يبتاعها السياح من أرصفة الشوارع في بكين وشنغهاي تذكارا للأيام الخوالي- أو حتى مجرد إمتلاك طابع بريد صيني يتغنى بإنجازات "ماو تسي تونغ" ورفاقه.
لقد تغير الزمن وتغيرت معها المحظورات والممنوعات إلى مسلمات ومسموحات. وهذه سنة التاريخ التي تقول "إن دوام الحال من المحال"!
فالرياض التي ظلت على مدى عقود طويلة من الزمن تعادي بكين وتصف قيادتها بـ "الملحدة" ونظامها بالنظام الراديكالي المشاغب والمثير للقلاقل، خصوصا في ظل دعمها العسكري لما كان يـُعرف بالجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج، إلى الحد الذي إستنكرت فيه بشدة العدوان الصيني على الأراضي الحدودية الهندية في عام 1962 ، على الرغم مما كان يعتري العلاقات السعودية – الهندية وقتذاك من جفاء بسبب تماهي سياسات الزعيم الهندي الراحل "جواهر لال نهرو" مع سياسات الرئيس المصري جمال عبدالناصر الثورية المؤججة لمشاعر الثورة والإنقلاب ضد الأنظمة العربية الملكية في سنوات المد القومي من القرن المنصرم، كانت تعترف بجمهورية الصين الوطنية أو تايوان كممثل شرعي لكامل التراب الصيني، مع إنفتاح واسع في المجالات الإقتصادية والتجارية والعسكرية على الأخيرة، بما في ذلك تمويل السعوديين لجزء من البنية التحتية التايوانية. ولا يزال هناك طابع بريدي تايواني يذكر التايوانيين بأن السعوديين هم من مولوا إنشاء الطريق السريع الضخم الموصل ما بين مطار "تشيانغ كاي شيك" الدولي ووسط العاصمة. أما بكين فقد عملت المستحيل، لكن دون نجاح يــُذكر، لإستمالة السعوديين وتليين مواقفهم إزاءها، بما في ذلك إصدارهم لبيانهم المعروف في عام 1955 بالوقوف إلى جانب المملكة ضد الإمبريالية البريطانية حول قضية "البريمي" على نحو ما ورد في صحيفة الشعب الناطقة بإسم الحزب الشيوعي الحاكم.
وظلت الحالة على ما هي عليه دون أدنى تغيير يــُذكر إلى أن أملتْ المصلحة الوطنية العليا للرياض تغيير مواقفها من النظام الصيني. وقد ساهمت عدة عوامل في حدوث ذلك التغيير التاريخي: أولها إنتهاء حقبة "ماو تسي تونغ" السوداء ووصول قادة إصلاحيين جدد إلى هرم الدولة والحزب بسياسات إنفتاحية تنبذ تصدير الثورة والإيديولوجية الماركسية والتدخل في شئون الدول الأخرى، وثانيها الموقف الصيني المندد - لأسباب أيديولوجية وإستراتيجية - بالتدخل السوفياتي في أفغانستان المتاخمة لحدود الصين من الشرق، وثالثها – وهو الأهم – حاجة الرياض للحصول على صواريخ بالستية متوسطة المدى لقوات دفاعها الجوي من أجل الردع وتفادي تداعيات الحرب العراقية – الإيرانية على أمنها وإستقرارها وسلامة ترابها الوطني.
وعليه فإن نقطة الإنعطاف الرئيسية في العلاقات الصينية – السعودية بدأت في اللحظة التي توجه فيها الأمير "بندر بن سلطان" – سفير المملكة وقتذاك في واشنطون – إلى بكين في زيارة سرية في منتصف ثمانينات القرن الماضي من أجل إتمام صفقة الصواريخ المذكورة بقيمة إجمالية – يقال أنها بلغت نحو 3.5 بليون دولار. هذه الصواريخ التي لم يكن بإستطاعة الرياض الحصول عليها من الولايات المتحدة بسبب إعتراض اللوبي الصهيوني داخل مراكز صنع القرار الإمريكية.
بعدها كرت سبحة الزيارات المتبادلة على أرفع المستويات ما بين مسئولي البلدين، حاملة معها أو على هامشها سيلا من التطورات التي تجسدت في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في عام 1990، وتبادل السفراء، وإنهاء الرياض لعلاقاتها القديمة مع تايبيه، وتنظيم كل بلد للمعارض التجارية و الفعاليات الثقافية في عاصمة البلد الآخر، ناهيك عن إزدهار التجارة البينية بين البلدين وبلوغها أرقاما قياسية (إرتفع حجم التبادل التجاري البيني من 290 مليون دولار في عام 1990 إلى نحو 5.1 بليون دولار في عام 2002 ، فإلى 40 بليون دولار في عام 2008 مع توقعات بإرتفاعه إلى 60 بليون دولار مع نهاية 2015).
والمعروف أن هذه الجهود توّجت بتفضيل الرياض لشركة "سينوبيك" الصينية المملوكة للدولة على شركات غربية عدة لجهة منحها حق التنقيب والإستغلال لما في باطن صحراء الربع الخالي من ثروات الغاز الطبيعي على مساحة أربعين ألف كيلومتر مربع، وذلك في عام 2004. والحدث الآخر الذي توّج الجهود المذكورة ودفع علاقات البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية تمثل في قيام العاهل السعودي لأول مرة برفقة وفد كبير بزيارة رسمية إلى بكين في عام 2006 ، وذلك ضمن جولة آسيوية له، علما بأنه كان قد زار بكين في عام 1998 حينما كان وليا للعهد، ناهيك عن الزيارة التي كان قد قام بها للرياض في عام 1999 الرئيس الصيني السابق "زيانغ زيمين" والزيارتين اللتين قام بهما خلفه "هو جينتاو" للمملكة في عامي 2006 و2009 .
إن الدبلوماسية السعودية تولي اليوم إهتماما متزايدا بالصين لما تمثله من ثقل على الساحة الدولية، ولا سيما بعد أن برزت الأخيرة كثاني أقوى إقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الإمريكية التي يتعرض إقتصادها حاليا لضغوط ومشاكل هائلة. كما أن أحد الأسباب الأخرى للإهتمام السعودي المتزايد بالصين مرده إحتلال الأخيرة لمرتبة أكبر مستوردي النفط الخام في العالم. والنفط هنا يلعب دورا محوريا لجهة جذب بكين نحو لعب دور إيجابي في قضايا منطقة الخليج الأمنية. ومن هنا لم تأت من فراغ دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر الأمن الخليجي، الذي إنعقد في عام 2004 في المنامة، والذي شدد فيها على ضرورة إشراك الصين، ومعها الهند، في أية مشاريع أو صيغ أمنية خاصة ببحيرة الخليج العربي.
وجملة القول أن كل الظروف اليوم مهيأة أكثر من أي وقت سابق للصين للقيام بالدور الذي يمليه عليها ما بلغته من بروز سياسي وإقتصادي وتجاري وصناعي وعسكري لجهة المشاركة الفاعلة في أمن المنطقة التي تمدها بشريان الحياة، حماية للأخيرة ممن يتربصون بها، سواء أكانوا حلفاء تقليديين أو قوى إقليمية مشاغبة لا تريد لها السلام والإستقرار والأمن.
وفي إعتقادي المتواضع أنه بقدر ما تبعد الصين نفسها عن الأنظمة الإقليمية الفاشية بقدر ما يتعزز مركزها في الخليج، وتضمن الحصول على الإمدادات النفطية التي هي بأمس الحاجة لها من أجل مواصلة طريقها في دروب الإزدهار والتفوق وبلوغ مرتبة القوة العالمية الأولى. أما التلكؤ والتردد لإعتبارات إيديولوجية أو عاطفية جمعتها يوما ما ببعض الأنظمة الإقليمية فسوف يجلبلها الخسران والصداع على نحو ما حدث لها في ليبيا، مع ملاحظة فارق الحالة الخليجية عن الحالة الليبية من ناحية مخزون النفط والأسواق والقدرة الشرائية وفرص الإستثمار المربحة.
د. عبدالله المدني
* محاضر وباحث أكاديمي في الشئون الآسيوية من البحرين
تاريخ المادة : سبتمبر 2011
الإيميل:elmadani@batelco.com.bh

ما معنى أن أثور؟/ حمّودان عبدالواحد

كاتب عربي يقطن بفرنسا

" تُصيب القوّة الكثيرة المفرطة صاحبَها بالعمى والصمم فلا يرى ولا يسمع واقعَ الآخر
إلا حين يأخذ الكلمة وأحيانا بالسلاح ! هنا يسمعه ، لكن بعد فوات الأوان ! " (1)


إلى كلّ عربي مظلوم ومقهور
يرفض السقوط أمام عواصف الإعلام المدمّرة
والتخلي عن الحقيقة أمام حملات التضليل !

-------------------

حَريّ بكل إنسان يَتمتع بأدنى قسطٍ من نور العقل والحضور الوجودي أن يقفَ وقفة تأمّل مليئة بالتواضع والخشوع أمام " الشعب " ، ولا بدّ لكل إنسان يأبى إلا أن يعيش وفق انسجام بينه وبين بشريّته ، أن يستفتي قلبَه ويستمع لكلامه الباطني ومفرداته الروحية ودقاته الناطقة بالحياة بشأن " الشعب " ...
وكيفما كان الموقعُ الذي يحتله الانسانُ في حياته الاجتماعية والمهنية والسياسية والثقافية وأيضا الحضارية – حاكما أو محكوما ، تابعا أو متبوعا ، آمرا وناهيا أو طائعا منفذا ، أستاذا أو تلميذا ، مديرا أو موظفا ، قويا أو ضعيفا ، غنيا أو فقيرا ، كبيرا أو صغيرا ، رجلا أو امرأة ، غربيا أو شرقيا... – لابُدّ أن تأخذه قشعريرة وتهزه رعشة ، لابدّ أن ترتعد أوصاله وتحدث له دهشة فيبقى مذهولا حائراً ، لمّا يفاجأه انفجارُ " الشعب "... فلا يفهم ولا يعرف من أين أتى هذا الانفجارُ وقد ظل البركانُ ساكنا هادئا ، خامدة جمراتُه ومنطفئة نيرانُه طيلة حقب من الزمن البعيد...
كيف تبدأ الثورة ؟ هل بالكلام الرنّان المعسول والجمل المنمّقة المزركشة ؟ هل بحدثٍ سياسي أو اجتماعي كبير تشارك في نشأته حشودٌ من الناس دفعة واحدة ؟ أم بأشياء بسيطة ووقائع اجتماعية صغيرة ، وفْق منطق تدريجي ، وعن طريق أناس بسطاء يتكلمون لغة الواقع العادية ؟ ثمّ ، ما وجه الشبه بين تمرّد الطبيعة وعصيانها ، والثورة في النفس والمجتمع ؟
لنسمع ما يقوله الشاعرالهولندي ( 1) Remco Campert حتى نفهم بعضَ ما يجري في الخفاء من استعداد بعض الظواهر الطبيعية والإنسانية والكونية لتصبح فجأة زوابعًا وصواعقا وخروجًا عن المألوف :
تبدأ الثورة بكلمات بسيطة لا بالخطب الفضفاضة ...
كما العاصفة ، تبدأ في الحديقة بريح ناعمة ونسيم...
كالقطة لما تهيج...
كما هي الأنهار الواسعة
تمتلأ عن طريق جداول الماء الصغيرة
الجارية بصمت بين أشجار الغابات...
كالحريق في البحر
يشتعل كما السيجارة
بنفس عود الثقاب...
مثل الحبّ يبدأ بنظرة
باحتكاك نبرة صوت تصيبك...

لكن كيف تنتشر الثورة ويُكتبُ لها التوسع والامتداد في الزمان والمكان، وتستطيع أن توصل صوتها إلى كلّ شرائح المجتمع وطبقات الناس ؟
يقول Remco Campert في نهاية قصيدته بلغة بسيطة جدّا :

فكما تطرح على نفسك سؤالا
هكذا تبدأ الثورة
تطرح هذا السؤالَ على الآخر...

ويعرف الشعراءُ الكبار هذا المعنى أكثر من غيرهم خصوصًا إذا كانوا من الذين لهم تجربة في المقاومة أو النضال من أجل حق الشعوب في تقرير مصيرها مثلا. كلّ الذين التزموا في حياتهم بالحفاظ على إنسانيتهم بتحريرها من قيود الأناة الفردية الضيّقة ، وتخليصها من سلاسل العبودية وقوى الاستعمار والهيمنة ، وأنظمة القهر والظلم والقتل ... كلّ هؤلاء فطنوا ، في قفزة نوعية مدهشة ورائعة ، أثناء خوض غمار معركة " المعنى والحرية " ضد مشاريع " العدم والعبث " ، إلى ما تؤول إليه إرادة الفرد المتمرّد الثائر… وهم يعرفون تماما ما يَقصدُ إليه روني شار René Char ، هذا الشاعر الفرنسي الذي كان ممّن التحقوا بالمقاومة في الجبال فحمل السلاحَ ضدّ الاحتلال الألماني لبلده ، لمّا يقول :
" أثور إذن أتفرّعُ أتشعّبُ ،

هكذا يحسن بالبشر أن يتكلموا إلى المحرقة التي ترفع من شأن تمرّدهم " (2).

لا شك أنّ ما يبوح به المعنى الشعري هنا لمفهوم الثورة هو مُتعدّد وغير محصور، لكنّ وقفة حازمة عليه وإن كانت سريعة ، تقود إلى استخراج بعض عناصره الدلالية الأساسية :
- الثائر ، كحامل الشعلة ، يمرّرها إلى الآخرين الذين يقومون بنفس الدور إلى ما لا نهاية ،
- كلما كثر القمعُ والتنكيل والقتل ، كلما ازداد عددُ الثوار وقويت شوكة الثورة ،
- تبدأ الثورة ككلمة تحيل إلى مفرد بصيغة المفرد " الثائر" ، ثمّ تتحوّل إلى لفظة تدلّ على جمع ، ولو صيغت في شكل مفرد ، يمثله " الشعبُ " خيرَ تمثيل ،
- رسالة الثائر تبقى على ممرّ السنين خالدة لأنها تملك من قوة التأثير وسحر الجاذبية ما يجعلها
قادرة على عبور الأجيال و اختراق الحدود الجغرافية وحواجز أخرى ،
- يلحق الثائرُ رمزيا بالطبيعة ليشاركها همّها في إعادة ترتيب العناصر، وتهيىء الأجواء لتمكين الحياة من الظهور بحُلل ٍ وألوان ٍجديدة...
- يستطيع الثائرُ بفعله المتمرّد المناهِض أن يعانق – فيما وراء الفرد والمجتمع والطبيعة - الأبعادَ المترامية ، الحقيقية والرمزية ، للكون والوجود في تدفقاته وتحوّلاته وتوسّعاته ، وسيره قدما نحو الأمام...
هذه هي بعض معاني " أثور إذن أتشعب وأتفرّع... " وهي لعمري العلم بعينه والمعرفة الحقيقية بنوع العلاقة التي تربط الفردَ بالثورة ، ومن ثم يولدُ شعباً وأمّة ، بل عالمًا إنسانيًا كونيًا تتعدّى حدودُه الوجهَ المادي للأشياء والكائنات لتصلَ إلى طبيعتها الوجودية وحقيقتها الروحية وكلّ التداعيات الرمزية المرتبطة بها.

*******
حين تشعر وتعي أنّ أيامك ليست في الحقيقة سوى لحظات متوالية من النوم والنعاس ، والتفرج على الاشياء والاستهلاك... ، لمّا تجد نفسَك تتهالك على الكراسى ، وتحسّ أنْ قد مسّكَ حبّ التقاعس والكسل ... لمّا تتأكّد من أنّك من العاشقين للانبطاح والتثاؤب ... عندما تتيقن من أنّ فيروس الجمودِ والركون قد نجح - بفضل مخططات المراقِب القامع المستبدّ الظالم - من التسلل إلى نفسك ونفث فيها سمّ السلبية والتواكل والتسويف ، في حين أنّ حقوقك الانسانية الأساسية مهضومة ، وأنّ الحياة في هذا الكون من حولك في حركة دائمة ونشاط مستمر ، منفعلة متحوّلة ، باحثة متسائلة ، فاعلة وخلاقة... ، تعرف عندئذ أنّك لست سعيدا لأنّك ، ببساطة ووضوح ، مُحتلّ نفسيا وعقليا وماديا...
وإذا اكتشفت ، أيها القارىء ، في ذهولٍ عنيف وخبَل نفسي محبط هذه الحقيقة المزعِجة الرهيبة ، أنّك واحدٌ من الخرفان في " أسرة القطعان المطوّعة المُقادة " ، وأنّ حالتك من الشقاء والتقهقر والنفي والغياب والاحتضار ما هي عليه ... ، فما الذي يمنعك من اللحاق بمواكب الشعوب العربية والاسلامية ، وضمّ صوتك إلى طموحاتها النبيلة ومطالبها المشروعة وقضاياها العادلة... ؟ ما الذي يحول بينك وبين وضع يدك في يد فلسطين المحتلة الضعيفة المظلومة ، التواقة إلى استرجاع حرّيتها وأرضها المسروقتيْن ؟
وقبل أن ننطلق كالسهم الخارق ، لننصت باحترام وإجلال ، إلى صوت الشاعرالفرنسي جون مالغيو Jean Malrieu ، وهو ينشد في إقدام وجرأة وأمل ، لكنْ بوضوح الثائر وشفافية قناعته بالمخاطر التي تحوم حول انتفاضته ونهضته وتطلعه إلى التحرر :

إذا كانت السعادة ليست من حظنا في هذه الحياة ،
سننطلق للقاءها
وعندنا لكي نستأنس بها هذا المعطف العجيب الثائر...

إذا حَدَث أن هدّدَ حياتَك خمولٌ ما
فخاطِر بها... (3)

-----------------------------------

(1) Warschawski Michel, Au pied du mur, Syllepse, Paris, 2011, p. 22.
(2) تعتمد ترجمتنا لهذا الشاعر الهولندي على النسخة الفرنسية كما نشرها عدد من المواقع على الإنترنت
(3) René Char, La recherche de la base et du sommet, Gallimard, Paris, 1971, p. 148
(4) ترجمنا هذه الأبيات من قصيدة للشاعر بعنوان " انتفاضة حشود " Levée en masse