قناة الجزيرة :بدات خارج سياق الانظمة العربية وما تزال/ خليل الوافي


انها خمسة عشرسنة من الانجاز الاعلامي المتميز والمنفرد في الصيغة والتداول. الذي احرج اكثر من دولة عربية واجنبية .وشعر المواطن العربي بالصدمة المعرفية .ومدى جراة الاعلام الجديد الذي يطل علينا من عاصمة قطر .وتبث للعالم صورة مغايرة عما يجري في العالم بقراءات وتحليلات تمس الواقع العربي في الصميم .واحدتث فجوة عميقة في تهديم تقاليد الاعلام العربي المهترىء والمتحجر الذي ينحصر في متابعة ما تفعله الانظمة .وتضخم من مصطلحاتها الفضفاضة في تدعيم وارساء خريطة السلطة في تعاطيها مع الشان المحلي الذي ساءم من هذا الخطاب الاعلامي المتجاوز تاريخيا .والصورة المقنعة التي تضع المشاهد العربي في خانة المستهلك لبضاعة محلية رخيصة .لا ترقى الى طموحات الشعوب التي ظلت لسنوات مقيدة ومحاصرة تحت وطاة اعلام يخدم اهداف النظم الحاكمة .وتقويض دور الاعلام في طريقه الصحيح في التنمية و الوعي الثقافي ...
وجاءت قناة الجزيرة كخطوة مسبوقة في الاعلام العربي .ولم يصدق احد هذا التحول في بنية الخطاب الاعلامي العربي .واصبحنا امام قناة فضائية تنبش في المسكوت عنه .وتتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعت لخدمة مصالح النظام العربي الذي كان ومايزال يتحكم في وسائل الاعلام الموجودة .ويراقبتها بدقة متناهية .ولا يسمح بتجاوزات تراها الانظمة تهدد استقرارها وبقائها على هرم السلطة .وهذه الحدود تعد ممكنة في ظل نقل مباشر وحي للاحداث دون اللجوء الى قنوات فضائية غربية تحاول من جهتها ان ترصد ما يخدم مصالحها .ودعايتها في اعطاء صورة مشوهة عن صورة العربي وانظمة قمعية .التي لا تحترم حقوق الانسان .ولاتعترف بمبادىء الديمقراطية .شانها في ذلك استغلال المصدر الوحيد للمعلومة التي تبث عبر الاعلام العربي دون ان يعي ان الامور تسير في خط اعلام وحشي وفتاك بالعقول .والذي يخدم نوايا الغرب .واضعاف دور الاعلام العربي الذي يتخبط في الانقسامات والصراعات على السلطة والحكم وهذا الاعلام الذي يظل مغيبا ومعدوما في كثير من الحالات التي احبطت المشاهد العربي .ولم يعد يثق في اعلام ايديولوجي رسمي .يضع المتاريس عن اي تسرب لمعلومات عن جهات او احداث لا يراد لها ان تكون في متناول كل مواطن عربي الذي يتعطش لمعرفة ما يجري حوله وبعيون عربية وليس بعدسات الاجنبي المستلب
اطلت علينا قناة الجزيرة .وقد احدتث ذلك الشرخ الواسع الذي اصاب العقل العربي بالذهول والدهشة .وتساؤل في قرارة نفسه .وهل نحن فعلا امام اعلام حر ذا استقلالية كاملة في نقل الخبر .ونجحت الفضائية في الدوحة تصحيح صورة الاعلام العربي .وبدات تشوش على الاعلام الغربي .وتفضح خططه الرامية في اختزال المشهد الاعلامي في يد جهة تسوق ما تراه صالحا لها .وتترك ما يمكن ان يفسد عليها احتكارها المفرط لهذا الاعلام الخطير الذي يستعمل احيانا في اغراض تحريضية لصالح مجموعة ضد اخرى ..
وعانت الجزيرة صعوبات جمة ومضايقات مغرضة .وشنت عليها حرب عشواء في تغطياتها لحرب العراق ولبنان وفي حرب افغانستان والحرب على غزة .وقصف مكاتبها وتعرضها للسرقة والاتلاف .وقتل مراسليها .واقفلت مكاتبها في اكثر من عاصمة عربية وغربية .وهذه المعطيات اعطت لادارة القناة اصرارا للاستمراية والتفرد .والتميزغير المسبوق في التاريخ الاعلامي العربي والدولي الذي بدا ينافس كبريات الوكالات الاعلامية في امريكا وبريطانيا وفرنسا .واعطى زخما للسير باعلام يحترم عقل المواطن العربي .ويقدر مدى طموحات فئات واسعة من المجتمع في طي صفحة اعلام رسمي احتكاري وقطبي .يخدم مصالح الحزب الواحد والنظام الواحد .والمؤسسات المعزولة عن واقع الشعب .وعلى حساب الضمير العربي الذي يطمح اليه كل شاب ومتتبع الذي يبرهن على نضج اليات التعامل مع هذا الاعلام الجديد .الذي غير خريطة المشهد الاخباري والمعلوماتي .ويصبح في متناول الجميع.وتصمد الفضائية في وجه العاصفة الشرسة التي شكلت ضيقا وحرجا للادارة الامريكية في اكثر من مناسبة .وهذا التوجه الانتقالي في صناعة الخبر الاعلامي في الوطن العربي ما يزال يحتاج الى مزيدا من التطور والتنازلات .وفتح قنوات المبادرة العربية واقناعها بلعب دور حاسم واساسي في تغيير المفاهيم والعقليات للوصول الى صورة اعلامية شفافة ومستقلة لا تخدم اية جهة كيف ما كان نوعها وسلطتها في نقل المعلومة الحقيقية حول ما يجري في مكان ما من هذا العالم
ورغم المضايقات التي تعرضت لها الجزيرة وما تزال تتعرض لها .والتي افرزت خصوما تقليديين باتوا معروفين .وهذا المسار الذي دشنته الجزيرة لا بد ان يظل راسخا ومستمرا في نهجه الاصلاحي رغم امتعاض الطرف الاخر الذي لا يؤمن بالراي الاخر في طرح القضايا المشتركة التي تخص الامة العرية والاسلامية
وفي ظل المازق العربي حيال الاوضاع الجديدة التي خيمت على ثورة الربيع العربي .وما تمخض عنه من تغير في سياسات العربية .فلابد من وضع تصورات جديدة تخص قناة الجزيرة التي عرفت لحظات مد وجزر .والتشكيك في منطلقاتها والجهات الداعمة لها .وعن مصداقيتها في نقل الخبر .ورغم الاستقالات التي حصلت في شهر ماي الماضي وتغيير ادارة الجزيرة .فان المعطيات الواردة من الدوحة وما نقلته خلال الاشهر الاخيرة ينم عن تحولات نوعية سرعان ما اتجهت في توسيع هامش الحرية .وافاق الوعي والفهم في سياسة القناة حول ما يجري من حولها من احداث متشاركة تتطلب مهارة متميزة وتقنيات حديثة في توصيل المعلومة.وتغيير من مفاهيم واليات الطرح الاعلامي للاحداث الاتية بصورة متقدمة في الحصول على الخبر.وامتداد ه.وعدم التشكيك في مصداقيته.وتضارب الاخبار حول صحة الخبر ونفيه.وهذا يضر بالتوجه الاعلامي الذي دابت عليه القناة منذ اول بث لها في فاتح نوفمبر 1996.
وامام هذه الاستحفافات التي حركت الوعي العربي.وانططقت تدشن مراحل متفدمة في البحت عن الحقيقة الضائعة في المشهد الاعلامي الموصود من جهات ترى فيه خرقا سافرا في سياسات الاخر.التي تعمد على تزوير الحقائق.وحجبها على المشاهد العربي الذي لم يعد يتحمل هذا الكم الهائل من التعتيم الممنهج في حصول المواطن العربي.واحقته في فهم واستيعاب ما يجري من حوله من خلال عيون عربية صادقة .تعتمد على القيم الحضارية والانسانية .بعيدا عن منطلقات ذاتية او نفعية.بقدر ماهي تحاول جاهدة .رصد الخبر بامان ليصل الى المستهلك العربي الذي يحاول ان يستصيغ هذه التحولات الجذرية التي دابت عليها قناة الجزيرة في اعطاء الفرصة للجميع سواء لهذا الراي وللراي الاخر لتلتمل الصورة والحقيقة عند كل مشاهد في العالم .ويبقى المشاهد هو الحكم الاخير في فهم ما يجري من حوله .ومدى تجاوبه مع ما يقدم له تحت غطاء يحاول ان يكون نزيها في معالجة الخبر من مصدره الحقيقي..
الجزيرة تبحت عن كسب التاكيد الشعبي.والجماهيري.وقد كان لها ذلك .وتلقت عداوة مع الحكومات العربية التي لم تقبل هذا الانفتاح الذي يضر بمصالحها الاسراتيجية.وفضح مخططاتها الرامية الى فرض اعلام الجهل والامية على الشعوب.
وقناة الجزيرة لايمكن ان تحارب لوحدها امام تبارات الجمود.وافشال كل المحولات التي تحاول ان ترقى بمستوى المواطن العربي.وتفتح افاق واسعة لنهضة الشعوب والامم.وعلى هذا الاساس لابد ان يتحرك الاعلام العربي الحكومي منه والحر في الانخراط ضمن مسلسل الاصلاحات العميقة في المشهد الاعلامي العربي.ويتماشىمع ثورة الربيع العربي .و ما يفرزه الواقع العربي من تحركات تاريخية .تغير ملامح المرحلة القادمة من وطننا العربي الكبير الذي يزخر بالطافات الواعدة التي تنتظر فرصتها للاندماج في ركب التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .واعطاء .صورة متقدمة عن الوعي الاعلامي الجديدالذي يحلم به كل فرد من هها المجتمع العربي الذي يفاجىء العالم بتصميمه الدؤوب من اجل التغيير.

 khalil-louafi@hotmail.com.

التصعيد الاسرائيلي اهداف ومعانٍ؟/ راسم عبيدات


..... حكومة الاحتلال اعلنت حربا شاملة على الشعب الفلسطيني،والتصعيد جاء في ظل اشتداد أزمة الاحتلال الداخلية حيث تتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية والشعبية على خلفية ارتفاع الاسعار والغلاء في الشقق السكنية والمواد الغذائية والمواصلات العامة،وتصاعد الاحتجاجات وتوسعها وشموليتها من شأنه ان يطيح بحكومة نتنياهو،وبالمقابل فإن ما تحقق من نجاحات فلسطينية من شأنه ان يدعم ويقوي معسكر ونهج وخيار المقاومة في الساحة الفلسطينية ويسقط الرهان على المفاوضات كنهج وخيار وثقافة،فهناك انجاز وطني تحقق باتمام صقفة التبادل وتحرر مئات الأسرى الفلسطينيين الذين كان من غير الممكن تحررهم بغير هذه الطريقة والأسلوب،وما رافق ذلك من احتفالات جماهيرية وواسعة على طول ساحات الوطن وعرضه تمجد خيار ونهج المقاومة وتدعو الى سلوك نفس النهج والخيار في تحرير بقية اسرنا في سجون الاحتلال،وفي نفس السياق وبالتزامن مع ذلك خاض أسرانا في سجون الاحتلال اضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة تزيد عن عشرين يوماً، تمكنت من خلاله الحركة الأسيرة من توجيه رسالة قوية الى ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية والمستوى السياسي المسؤول عنها،بأن أسرنا لن يتنازلوا عن حقوقهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم التي عمدوها بالدماء والتضحيات، وفي هذا الاطار اعلنت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية واعترفت بعقائدية ومبدئية الأسرى الفلسطينيين وثباتهم على مواقفهم ومطالبهم بالقول نحن نواجه منظمه خطيره تابعه للجبهه الشعبيه وراسها سعدات في السجون نتمنى انهم لو لم يكونوا... نخشى من فك عزلهم ونخاف من تهديد قيادتهم ... ونتوقع مره اخرى من هؤلاء مواجهه اشد واقسى من التي قبلها،وليس هذا فحسب بل اصرار القيادة الفلسطينية على التوجه الى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على الإعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/1967 رغم كل التهديدات والضغوطات الأمريكية والاسرائيلية،هذه المعركة الدبلوماسية التي عرت وكشفت الموقف الأمريكي بشكل سافر،وكذلك تعميقها لعزلة اسرائيل الدولية،وما حققته هذه الخطوة من نجاحات دبلوماسية فلسطينية عالمياً.

كل هذه التطورات من شأنها أن تضع القيادة الإسرائيلية أمام خيارات جديدة على ضوء تلك المستجدات،فحكومة قامت على العنصرية والتطرف والحقد وانكار حق الغير في الوجود ولا تؤمن الا بسياسة العربدة والبلطجة والزعرنة،فمن غير المتوقع منها أن تسلك سلوك الاقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ولو في حدودها الدنيا (دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران )،ولذلك وجدنا حكومة الاحتلال ترفع من وتيرة تهديداتها للأسرى المحررين بالقتل واعادة الاعتقال اذا ما عادوا الى المقاومة،وكذلك فعل المستوطنين حيث أعلنوا عن جوائز مالية ضخمة لكل من يقتل اسير فلسطيني محرر ووزعوا صورهم على الجمهور الاسرائيلي،وأيضاً وزعت تعليمات صارمة على جنودها بعدم الوقوع في الأسر،وحتى لو حصل ذلك فإنها تدرس تطبيق قوانين جديدة،تقلل من الثمن المدفوع لقاء أي عملية تبادل،بما في ذلك قتل واغتيال قادة الفصائل الفلسطينية التي تنفذ اختطاف وأسر جنود اسرائيليين،وكذلك حتى تفرغ ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية الانجاز الذي حققه الأسرى في اضرابهم المفتوح عن الطعام من مضمونه،ولكي تتنصل من الوعود والاتفاقيات مع الأسرى بتحقيق جزء كبير من مطالبهم مقابل وقفهم وإنهائهم لإضرابهم المفتوح عن الطعام،شنت حرباً شاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية،ولكون الاضراب خيض من قبل رفاق الجبهة الشعبية تحت عنوان انهاء عزل الأمين العام للجبهة الشعبية القائد سعدات ورفاقه وأخوته الآخرين المعزولين،ولكون سعدات كان عنواناً ورمزاً بارزاً في هذا الإضراب،أقدمت حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها على تمديد عزله لعام آخر هو والمجاهد حسن سلمه،ولم تكتفي بذلك بل شنت هجمة شرسة على الأسرى من عمليات اقتحام لغرف الأسرى وتفتيشات مذلة ومهينة وتنقلات واسعة في صفوف الأسرى،ناهيك عن قيام حكومة الاحتلال وأجهزة مخابراتها باعتقال ما يزيد عن 75 مواطن فلسطيني من بداية تنفيذ صفقة التبادل وحتى الآن.

والحرب لم تطال الأسرى المحررين والحركة الأسيرة،بل شملت تهديدات بالتصفية للقيادة الفلسطينية،حيث دعا البلطجي ليبرمان الى تصفية الرئيس الفلسطيني محمود عباس،واعتباره ليس شريكاً في "العملية السلمية"،هذا الرئيس الفلسطيني الذي أقدمت اسرائيل على اغتيال وتصفية سلفه الرئيس الراحل ابو عمار تحت نفس الحجة والذريعة،في وقت طبلت وزمرت حكومة الاحتلال ومعها أمريكا وأوروبا الغربية بأن إزاحة الرئيس الراحل أبو عمار وتولى الرئيس أبو مازن السلطة مكانه،سيدفع نحو تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني،بل ربما تصبح الدولة الفلسطينية أرض اللبن والعسل،ولنكتشف لاحقاً رغم المعرفة المسبقة بذلك،بأن المطلوب اسرائيليا وأمريكياً وأوروبياً هو كرازي او مالكي أو عبد جليل جديد ينفذ الشروط والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية ويتخلى أو يتنازل عن حقوق شعبه،ولذلك عندما رفض الرئيس الفلسطيني الإستجابة لتلك الشروط،بدأت التهديدات والإتهامات الإسرائيلية له من قبل أركان الحكومة الاسرائيلية وبضوء أخضر أمريكي.

كل ذلك ترافق مع شن عدوان على قطاع غزة لإفساد فرحة الاحتفال بتحرير الأسرى،وكذلك العمل على ضرب وتصفية قوى المقاومة ،او الحد من قدراتها ومنع تسلحها وتطوير أدائها العسكري والتسليحي،ولكن ما كان مفاجئاً لحكومة الاحتلال أن قوى المقاومة بمختلف أجنحتها العسكرية لم ترتجف أو تصاب بالذعر،أو تركن الى الندب والبكاء،بل ردت على ذلك العدوان بقصف طال مدن وتجمعات الاحتلال وبأسلحة أكثر تطوراً ودقة وأبعد مدى وفاعلية.

وكذلك التصعيد الاسرائيلي لم يقتصر على ذلك،بل واصل المستوطنين عربداتهم وزعرناتهم واعتدائهم على المواطنين وممتلكاتهم ومحاصيلهم على طول وعرض جغرافيا الوطن وتحديداً محصول الزيتون من حيث سرقته وقطع واحراق أشجاره ومنع المواطنين من جمع ثمار محاصيلهم وتحديداً في المناطق القريبة من المستوطنات.

ناهيك عن تصاعد وتائر الإستيطان في القدس والضفة الغربية،وأيضاً إستهداف المؤسسات المجتمعية المقدسية بالإغلاق والتصفية في إطار سياسة التطهير العرقي المنفذة بحق السكان المقدسيين،حيث تم إغلاق أربعة مؤسسات مجتمعية مقدسية تقدم خدمات اجتماعية وقانونية وتوعوية وإرشادية للسكان المقدسيين هي مؤسسات القدس للتنمية وشعاع النسوية وساعد وعمل بلا حدود،لتضاف الى أكثر من ستة وعشرين مؤسسة مقدسية جرى إغلاقها منذ ما يسمى بعملية السور الواقي/ 2002.

نعم هذا التصعيد الإسرائيلي والحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني،هي حرب تشن على نهج وخيار يتصاعد ويتطور ويتجذر في أوساط الشعب الفلسطيني،ألا وهو خيار المقاومة،في وقت يسقط فيه الرهان على نهج وخيار بائس ثبت فشله وعقمه في تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبنا وعلى مدار ما يقارب العشرين عاماً،ألا وهو نهج وخيار المفاوضات.

عبده النيجرو .. الشهير بـ "أفيونة"/ مجدى نجيب وهبة

ضاقت الدنيا فى وجه "عبده النيجرو" الشهير بأفيونة بعد أن صادرت الشرطة "صندوق الورنيش" الذى كان يسرح به على المقاهى ، وأصبح خالى شغل ، ولم يعد بمقدرته شراء الأفيون الذى أدمنه ، ولكن لإرتفاع أسعاره قرر تغييره بالبانجو ، وتبخرت القروش من جيبه ، ولم يجد حتى ثمن ما يأكله ، فنصحه أولاد الحلال بأن يذهب إلى التحرير ، فإعترض أفيونة لأنه لم يقرأ جريدة فى حياته ، ولا يفك الخط .. ويتذكر أخر رئيس لمصر كان "جمال عبد الناصر" .. يعنى أفيونة أخر طراوة ، فأقنعوه ولاد الحلال بأنه لا يهم مادامت نيته سليمة و"أم أفيونة" دعياله ..

لم يكذّب أفيونة خبر وإستلف بعض النقود وإشترى تى شيرت جديد كتب عليه "25 يناير" ، وإرتدى قبعة ونظارة نصف لبة ، وذهب مسرعا إلى ميدان التحرير .. وما أن وطأت قدماه الميدان إلا ووجد صديقه "شلبى الأعور" الشهير بـ "كفتة" يقف وسط دائرة ويلتف حوله مجموعة كبيرة من البشر ، بعض مقدمى البرامج الإعلامية والتوك شو لنقل تصريحاته على الهواء مباشرة كما إلتف حوله بعض المراسلين للقنوات الفضائية .. وبدأ "كفتة" يحكى ذكرياته عن 28 يناير وكيف إستطاع تسلق أحد الدبابات ولم ترهبه ، بل وكتب على أحد الدبابات بالبويا السوداء "يسقط حسنى مبارك" ، بل إستطاع أن يقف شاهرا علمه على أحد المدرعات الحربية ، وبالطبع لا بد أن تأخذ بعض القنوات حوار مع "عبده النيجرو" بعد أن قدمه صديقه على أنه "أخ مناضل من أفغانستان" ، وتحولت الكاميرات إلى "عبده النيجرو" الشهير بأفيونة ، وظل "أفيونة" يسرد ذكرياته .. بالقطع ليس مسح الأحذية ولكن كيف كانت علاقته بكلينتون وكيف توترت هذه العلاقة فى الأيام الأخيرة بسبب الغيرة العمياء التى أصابت "أوباما" ..

وسبحان الله بين الأمس واليوم تحول "عبده أفيونة" إلى نجم من نجوم السياسة تتهافت عليه القنوات الإعلامية ، فقد أصبح أشهر من "أبو الليف" ، بل صار "عبده أفيونة يقود سيارة B.M.W أحدث موديل ، ويضع أربعة خواتم فى أصابعه وسلسلة جنزير تتدلى من رقبته ، وفى إحدى المرات وهو جالس على مقهى قريب من التحرير .. إذ ببعض الصبية ماسحى الأحذية إقتربوا منه بعد أن أشار لأحدهم أن يمسح حذائه وإذ الصبى يصرخ "عبده النيجرو أهو .. أهو" ، وفى ثوانى معدودة إلتف حواله 10 ألاف ماسح أحذية ليعرفوا ما سر هذا التحول الذى أصاب "عبده أفيونة" ، مما دعاه إلى عمل منصة ليخاطب هذه الألاف ، ولم يكلف "عبده أفيونة" نفسه سوى إشارة من إصبعه إلى ميدان التحرير .. والنتيجة أن جميع زملاءه ماسحى الأحذية ألقوا بالصناديق بعيدا وفعلوا مثلما فعل أفيونة ، وإنطلقوا إلى التحرير .. لتحديد المصير ..

أما عبده أفيونة فقد تأبط ذراع "شلبى الأعور" وإنطلقوا يقدموا أوراقهم للترشيح فى البرلمان القادم لمجلس الشعب .. إنتهت

بين يدي حكومة النهضة في تونس/ د. مصطفى يوسف اللداوي

اختار التونسيون حركة النهضة دون غيرها من الأحزاب التونسية، وفضولها عن غيرها من الأحزاب الأخرى، فمنحوها أصواتهم، وأعطوها ثقتهم، وجعلوا منها الحزب الأكبر تمثيلاً، والأكثر حضوراً، والأقوى نفوذاً، والأوفر حظاً لتشكيل الحكومة القادمة، ولكنهم وضعوا تونس كلها أمانةً في أعناقهم، وعهدوا إليهم أن يخرجوها من أزماتها الموروثة، وأن يعيدوا إليها ما نزعه منها رئيسها الهارب، ثقة المواطنين وحبهم لوطنهم، وكرامة الشعب وعزة المواطن، ورخاء البلاد وسعادة العباد، وحرية الأحزاب وتعدد الأفكار، واستقلالية القرار وتأميم المصالح، ونزاهة الحكام وطهارة أكفهم، وعدالة القضاء وحيادية القضاة، ومهنية الأحكام والرأفة بالمظلومين، والمساواة في الحقوق ورد المظالم، واستدامة التنمية والمساواة في الرعاية، والعدالة في توزيع الثروات والحرص على تقسيمها، ومنح الفرص، وخلق الوظائف، ومحاربة الفساد، والقضاء على البطالة، والإحسان إلى ذوي الحاجة، وغيرها الكثير مما يطمح التونسيون أن تحققه لهم حركة النهضة، التي مَنَّ الله عليها وعلى قادتها إذ أخرجهم من السجن، وجاء بهم من النفي والإبعاد، ليكونوا هم القادة وهم الحكام، ففضل الله عليهم عظيم، ونعمته كبيرة، مما يتطلب منهم صدقاً وإخلاصاً، وعملاً وتفانياً، وتجرداً وعطاءاً، ليكونوا محل ثقة الشعب وينالوا رضا الله وبركته، كي يسبغ عليهم توفيقه ومحبته.

حركة النهضة تعلم حجم العبء الملقى على عاتقها وطنياً، والأمانة التي ستحملها في قادم الأيام، وهي تعرف أحوال بلادها الداخلية والظروف الدولية، وتدرك حجم التعقيدات التي تنتظرها، فالمهمات أمامها كثيرة، والآمال التي يعلقها عليها الشعب التونسي أكثر، والتحديات أكبر مما يتصورها أحد، والصعاب التي تعترضها أصعب من أن تذللها حكومة، أو أن تفكك أسبابها حركة، فالإرث الذي تركه الرئيس الهارب للحكومة التونسية الجديدة إرثٌ كبيرٌ، مليءٌ بالمخازي والفساد، ويعج بالفوضى والاضطراب، وعرى الخراب مازالت قائمة، وأزلام النظام مازالت موجودة، تعشش في كل مكان، تحاول التخريب والإفساد، وتسعى للإضرار، وتراهن على استعادة تونس وإعادتها إلى عهود الفساد والاستبداد، وهم يعملون في الليل والنهار لتقويض ما بناه التونسيون بدمائهم، وما صنعوه بتضحياتهم، فعلى حركة النهضة أن تدرك أنها ليست مقبلة على شهر عسل، وأنها ليست بصدد رحلة ممتعة، وأن طريقها لن يكون سهلاً ولا معبداً، وأن حجم العيون المراقبة، المحبة والحاقدة، سيكون كبيراً، لذا فإن عليها أن تتلمس خطاها بدقة، وتحسن كيف تبدأ وإلى أين تسير، وعليها أن تعرف من تصادق ومن تحالف، ومن تستبعد وتستثني.

التونسيون جميعاً ارتضوا التجربة الديمقراطية الأولى التي خاضتها بلادهم، واعترفوا بنتائج الانتخابات بغض النظر عن الفائز فيها، فهم يدركون أن للديمقراطية ثمن، وأن عليهم أن يقبلوا ثمنها ونتيجتها أياً كانت، وإن جاءت مخالفة لآمال وتطلعات البعض، ولكن الشعب هو الذي قرر واختار، وعلى الجميع احترام وتقدير خيار الشعب، فهو صاحب الشأن ومالك القرار، وعلى حركة النهضة أن تقدر قبول التونسيين نتائج الانتخابات واعترافهم بها، واستعدادهم للتعامل مع الفائز فيها، كما كانت هي ستقدر نتيجة الانتخابات وخيار الشعب لو اختار غيرها، ومنح أصواته ووضع ثقته في حزبٍ آخر، فعلى حركة النهضة أن تحفظ للآخرين ما كانت تحب أن يحفظ لها لو كانوا مكانها وكانت مكانهم، فكما كانت تسعى لأن تكون شريكاً في الحكم فلتشرك الآخرين، وكما كانت لا تحب أن تقصى عن الحكم فلا تقصي أحداً، ولما كانت قد عانت من الحرمان فلا تحرم أحداً، ولما كانت قد دفعت ثمن آرائها ومعتقداتها فسجنت وعذبت وأبعدت، فلا تكوي الآخرين بالنار الذي اكتوت به، فهي أكثر من استشعر الظلم وعاشه، وأكثر من عانى من بطش الهارب ولسع سياطه، فهم وحدهم من علقوا على أعواد المشانق، وهم وحدهم من دفعوا حياتهم في أقبية السجون وفي ظلام الزنازين.

التحديات الداخلية التي تنتظر حركة النهضة لا تقتصر على الديمقراطية وإشراك الآخرين وعدم إقصاء أي طرف، وإطلاق الحريات وإفساح الفضاء للإعلام الحر والرأي الآخر، فهذه التحديات هي أخلاقيات لدى حزب النهضة، وهي تعاليم نشأت عليها وأكد عليها زعيمها الغنوشي، فلن يكون في عهدها تكميمٌ للأفواه، وتقييدٌ للحريات، ومصادرة للرأي، ولن تفتح السجون للمخالفين، ولن يعاقب أصحاب الرأي الآخر، ولكن على حركة النهضة وهي التي كانت مبعدة ومقصاة، ومحاربة ومطاردة، أن تجد حلولاً للاقتصاد التونسي، وأن تنهض به من كبوته، وأن تحرره من قبضة بعض المستأثرين به والمسيطرين عليه، وأن تؤمن دورة رأسمالٍ عادلة، يستفيد منها الفقراء، ولا يظلم فيها الأغنياء، يعود خيرها على البلاد، وينتفع بها الشباب والساعين إلى العمل، والباحثين عن الوظائف، كما أن الأسرة التونسية، امرأة وطفل، بحاجةٍ إلى جهودِ حكومة حركة النهضة، تنهض بالمرأة وتعطيها حقوقها، ولا تسمح بالتغول والاعتداء عليها، تحفظ مكانتها، وتعيد إليها احترامها وتقديرها، كما تعنى بالأسرة والطفل، تربيةً وتعليماً وتهذيباً، فالأسرة التونسية في عهد الهارب قد وقع عليها ظلمٌ كبير، وتجني خطير، ونالها من العذاب والأسى الكثير، والتونسيون ينتظرون من حكومة النهضة أن يكون لها لمساتها وجهودها المخلصة في إنقاذ المرأة والطفل والأسرة من براثن السوء التي زرعها فيها النظام السابق.

على حركة النهضة أن تدرك أنها ليست أمام اختبارٍ داخلي فقط، وأن التحديات التي تواجهها خارجياً أكبر بكثيرٍ من تلك التي تنتظرها وتتربص بها في الداخل، فهي حركةٌ إسلامية، تحمل المنهج والرؤيا الإسلامية، والعالم بأسره يخشى الحركات الإسلامية، ولا يتوقع منها خيراً، ولا يظن أنها ستنجح في إدارة أي حكومة، بل إنه يراهن على فشلها ثم على انقلاب الشعب عليها، وانفضاضه من حولها وندمه على انتخابها، فهو يشيع أنها حركاتٌ ظلامية منغلقة، وأنها لا تستوعب الجديد ولا تتعامل مع التطور، وهي ترفض الحوار ولا تقبل بالرأي الآخر، وأنها ستعيد البلاد إلى عهودٍ مضت وتاريخٍ سبق، ولكن حركة النهضة تدرك هذا التحدي وتعترف بصعوبته، وستتصدى له وستنجح في تجاوزه، وهي تعلم أنها تقف بالنيابة عن جميع الحركات والأحزاب الإسلامية أمام اختبارٍ صعب، فإما أن تنجح في الحكم وإدارة البلاد وتنجح معها الأحزاب الإسلامية، وإما أن تفشل تجربتها ويفشل معها النموذج الإسلامي، ولكنها ستنجح وستثبت للتونسيين أن خيارهم كان صحيحاً، وأن ثقتهم في محلها، وأن أملهم في حكومة نهضتهم لن يخيب.

moustafa.leddawi@gmail.com

عندما تتكلم كاهنة دمشق أشعر بالغثيان/ محمد فاروق الإمام

في مقابلة أجرتها كاهنة النظام السوري بثينة شعبان مع صحيفة (اندبندانت) البريطانية الصادرة يوم أمس الجمعة 28 تشرين الأول الحالي قالت في غمرة دفاعها عن نفسها حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها " ليست لدي أصول باستثناء أصول حبي لأهل بلدي، فالأمريكيون يفهمون الأصول على أنها دولارات فقط، وأنا لا أملك دولارات في أي مكان في العالم".
وأضافت شعبان "من المثير للسخرية حقاً أن أكون على قائمة العقوبات الأمريكية بينما تباع كتبي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وبإمكاني الذهاب إلى أوروبا إن شئت، لكن خطة سفري الوحيدة في الوقت الحاضر هي القيام بزيارة محتملة إلى السعودية".
وحول العلاقة مع قطر وتركيا، قالت شعبان "أجد موقف تركياً لغزاً.. لأن سورية فتحت للأتراك البوابة الأمامية للعرب وسمحت لهم بالمجيء إلى هنا من دون تأشيرة، وغمرت بضائعهم أسواقنا، ونحن لا يمكن أن نلتزم بسياسات الآخرين واعتقد أن هناك أسباباً أكبر وأضخم، فسيكون هناك درع مضاد للصواريخ في تركيا، والأخيرة عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وأضافت "لا أعرف ما هي في الكعكة بالنسبة لتركيا، وحين سمعت بعض التصريحات من قبل مسؤول تركي عنا شعرت أنه كان من المفترض أن يكون المعلم ونحن التلامذة، ونحن لم نفعل أي شيء لإثارة هذا الموقف من تركيا".
وقالت شعبان"إن موقف قطر يدعو للاستغراب".
كاهنة دمشق بثينة شعبان لا تملك أصول مالية في أمريكا ولا دولارات وهذا تعرفه أمريكا ونحن والعالم.. وتعرف أمريكا ونحن والعالم أن كتب هذه الكاهنة تباع في أوروبا وأمريكا لأن ما فرضته أمريكا من عقوبات على بعض الضالعين في قتل الشعب السوري وسفك دم أبنائه هي عقوبات رمزية بمثابة مذكرة اتهام تسبق السوق إلى قفص العدالة الذي ينتظرها وينتظر كل أولئك الذين أوغلوا في ذبح السوريين وتلوثت أيديهم بدمائه.. أما عن حبها لبلدها الذي تدعيه فهو ضرب من ضروب الحب القاتلة التي نراها صباح مساء في شوارع وأحياء وبيوت وزنقات مدينتها حمص العدية الصابرة المصابرة التي تتلقى الطعنات في الظهر من هذه الكاهنة المتنكرة لمياه وملح المدينة التي نشأت وترعرعت في أحضانها، كحال كاهنة أفريقيا (ديهيا) التي – من فرط حبها لبلادها – أحرقت الأخضر واليابس وتركت تلك البلاد التي كانت تمتد كبساط سندسي بواحاتها وخمائلها وعمرانها في كل شمال أفريقيا إلى صحراء قاحلة أورثتها لأحفادها ومن جاء بعدها قاعاً صفصفا.
كاهنة النظام السوري من فرط حبها لبلدها حمص تشير على سيدها بشار أن يرسل إليها فيالق الجيش وقطعان الشبيحة والأمن ليسفكوا دماء أهلها ويستبيحوا حرمة منازلها ودور عبادتها ويدكوا بالمدفعية أحياءها والبيوت على رؤوس ساكنيها وقصف قباب المساجد والمنارات على رؤوس المعتكفين والمصلين والمحتمين بمحاريبها، لتحصد أكبر عدد ممكن من الشهداء يوم جمعة الحظر الجوي الذي ناهز الخمسين ضحية.. ما أفظع هذا الحب وما أشنعه أيتها الكاهنة!!
كاهنة النظام السوري تخطط – كما جاء في المقابلة – لزيارة المملكة العربية السعودية، دون أن تشير إلى دواعي ودوافع هذه الزيارة غير المرحب بها في بلاد الحرمين الشريفين التي تأنف من استقبال هذه الكاهنة الملوثة أياديها بدم السوريين أشقاء أهل الحرم الذين يتحرقون للذود عن أشقائهم الذين يذبحون من الوريد إلى الوريد على يد المافيا الحاكمة في دمشق ومستشارتهم بثينة شعبان، وحتى وإن كان في نيتها الفرار – وقد اقترب الفصل الأخير من نهاية النظام – إلى تلك البلاد الطاهرة النقية، فإنها لن تجد في استقبالها إلا رجال الأنتربول يقتادونها إلى لاهاي حيث محكمة العدل الدولية!!
أما عن النعوت التي أمطرت بها هذه الكاهنة تركيا الجارة والشقيقة ودعاويها بأن النظام السوري هو من فتح للأتراك البوابة الأمامية للعرب وسمح لها بالمجيء إليها من دون تأشيرة، وغمرت بضائعها أسواق سورية والبلاد العربية فشيء يثير الضحك والسخرية، فأبواب العرب كانت على الدوام مشرعة للأتراك واستثماراتهم وخبراتهم وبضائعهم قبل وصول سيدها إلى سدة الحكم، والعرب والعالم كله يعرف أن تركيا هي من انتشلت دمشق من عزلتها وفتحت لها أبواب أوروبا وأمريكا، ولبت رجاءها في إقناع إسرائيل بالجلوس معها في مفاوضات سرية لعقد اتفاق صلح معها، فسهلت ذلك تحت رعايتها لتكون الداعمة لها والضاغطة على الصهاينة، وأن تركيا كانت إلى الأمس القريب ناصحة وأمينة مع النظام السوري تقدم له النصح والحلول العقلانية لما يجري في سورية من أحداث وتترك له الفرص ليستدرك الأمر دون جدوى، حتى إذا ما أعلنت عن موقفها الشجاع إلى جانب الشعب السوري المظلوم الذي يقتل بدم بارد على يد جلاديه، أصاب هذه الكاهنة وأسيادها في دمشق وإعلامهم الصرع والجنون والسفاهة فراحوا ينعتون تركيا ورجالاتها بأقذع النعوت التي يعاف اللسان عن ذكرها.
أما عن استغراب هذه الكاهنة من موقف قطر حيال ما يجري في سورية من مجازر وعمليات قتل فهذا دليل إدانة لها ولنظام سيدها، وقد كانت قطر إلى الأمس القريب صديقة متميزة للنظام السوري تشد من أزره وتدعمه في كل المجالات، واستثمارات قطر في المشاريع السورية الحيوية فاقت المليارين، لأن قطر الصديقة كانت صادقة مع النظام السوري وقدمت له النصيحة تلو النصيحة للكف عن جرائمه وسفك دماء شعبه والاستماع إلى مطالب الشعب في تحقيق أمانيه في الحرية والكرامة والديمقراطية بأسلوب حضاري، والتوقف عن الحل الأمني في معالجة ما يجري، لأن العنف لا يفضي إلا إلى العنف وخراب البلاد وتدميرها وزيادة الأحقاد والنزاعات والصراعات، وبالتالي دفع المجتمع الدولي للتدخل حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، دون أن تجد الدوحة عند النظام آذان صاغية إلى كل هذه النصائح والدعوات، وعندها كان لابد لقطر أن يكون لها موقف واضح وحيادي من كل ما يجري في سورية.
أخيراً أقول لكاهنة دمشق أن تقف للحظة واحدة مع بقايا ضميرها إن كان هناك بقية وتراجع حساباتها، ولا توغل كثيراً في تنكب هذا الطريق الذي تسير عليه فنتيجته محسومة، والعبرة العبرة من دروس من سبقنا وليس بيننا وبينها فواصل زمنية وعليها الصدق مع سيدها والإشارة عليه بأن يعتبر.. فأين بن علي، وأين حسني مبارك، وأين القذافي، وقد طوتهم الشعوب في إعصارها الهادر الذي لا تقوى كل طواغيت الأرض في الوقوف في مواجهته أو النجاة منه لأن مع الشعوب إرادة السماء ومع الطواغيت إرادة إبليس وشياطين الأنس، وشتان.. شتان بين الإرادتين؟!

ليتنا نتعلم الدرس الإسرائيلى!/ رأفت محمد السيد

الكثيرون يتخيلون ان مبادلة جاسوس إسرائيلى مقابل خمسة وعشرون سجينا مصريا هى صفقة ناجحة للمصريين من كل الوجوه ، لكنى كمواطن مصرى ومثلى ملايين أشعر داخلى بالمهانة والعار ، فأنا لم انس ابدا على مدى ثلاثة عقود سابقة مكانة المواطن المصرى فى عيون حاكمه وحكوماته المتعددة ، ولاأخجل أن أقول وهى الحقيقة كنا فى عيونهم "حشرات لاقيمة لها " ولذلك كان المصرى يهان بالداخل والخارج لذلك إنتفض المصريون بعد ثورة 25 يناير ليعلنوا عن أنفسهم من جديد ، ليعرف العالم كله ان المصرى صاحب عزة وكرامه ولن يقبل المهانة بعد اليوم ، أعلم أن إسرائيل لديها الإستعداد ان تطلق سراح مئات بل ألاف السجناء المصريين مقابل الإفراج عن مواطن واحد إسرائيلى ، وهذا له دلالة واضحة ويعكس قيمة ومكانة المواطن الإسرائيلى داخل إسرائيل وخارجها ، فإسرائيل التى ولدت كراهيتها فى صدرى منذ نعومة اظافرى أعترف أنها أعطت درسا عظيما أمام العالم كله فى كيفية تقدير أبنائها والحفاظ عليهم وبذل الغالى والنفيس من اجلهم فالمواطن الإسرائيلى فى عيونهم يعادل مائة مواطن مصرى وقد يزيد ، فمتى نرى الإنسان المصرى فى عيون حكامنا وحكوماتنا له قيمه وتحترم ادميته وتحفظ كرامته فى وطنه ليحترمه العالم اجمع ليتنا نتعلم الدرس .



ازدواجية خطاب الجامعة العربية من الازمة في سوريا/ خليل الوافي




يبدو ان الجامعة العربية ما تزال تتعامل بعقلية الماضي .رغم مظاهر الحياة الجديدة التي دشنتها ثورة الربيع العربي الذي غير جملة وتفصيلا صورة المشهد السياسي العربي .وقطع الطريق مع مخلفات الماضي السحيق في الضحك على الذقون .وممارسة اشكال المراوغة التي عهدناها في كثير من المواقف والتصريحات التي لم تخرج عن نطاق السياسة القائمة في النظام العربي وامام شعوب وجدت نفسها مكبلة بسياسة سلطة قمعية .لا تضع مجالا للشك في طمس الحقائق .والغياب التام للمواقف الصريحة والمسؤولة تلبي مطالب الشعوب .واتخاذ اجراءات حاسمة .تخدم القضايا المصيرية التي ما تزال عالقة رغم مروراكثر من ستين سنة على طرحها في جملة المؤتمرات والمنتديات الدولية دون ان تعالج بشكل نهائي ومفصلي .وبقيت تداعيات هذه النتائج تخيم بظلالها على القرارات اللاحقة .وقد مرت احداث عصيبة على الامة العربية والاسلامية .ولم تاخذ دورها الرئيسي في ترجمة طموحات الشعوب على ارض الواقع .والتدخل لفك النزاعات الاقليمية .وخاصة القضية المشتركة التي تتمثل في الصراع العربي الاسرائيلي الذي يعتبر حلقة الوصل لجل الهزائم المتتالية .والنكسات التي اصابت الشارع العربي بالاحباط التاريخي .والذي لم يعد يحتمل اكثر.._
وهاهي الجامعة اليوم تمارس سلوكها القديم في ما يجري داخل سوريا من انتهاكات لحقوق الانسان .وهي تحاول ارسال رسالة مفادها .انها تقوم بدورها على احسن وجه .وتفاوض من موقعها الضعيف للحيلولة دون تدخل عسكري مرتقب .وتعطي مزيدا من الوقت للنظام البعثي في قتل المدنيين .وتتلاشى فرص احتواء الازمة في ظل سياسة القتل الممنهج ..
ان اللجنة الوزارية التي ذهبت الى دمشق يوم الاربعاء الماضي .عادت خاوية الوفاض .وملامح تنذر بخطورة النوايا النظام المعلنة والخفية .وتبادل المجاملات والالقاب الضخمة التي لا تقدم ولا تؤخر .والشعب السوري يقتل كل لحظة امام انظار العالم .ولا احد يتحرك في تجاه وقف نزيف الدم .وحماية المدنيين .واتخاذ خطوات جريئة وحاسمة لانقاذ ما يمكن انقاذه بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة
وساد احباط كبير في اوساط المتتبعين .والمواطنين .وكل احرار العالم .ولم يرق الى مستوى الشعوب المقهورة على امرها .وكان الاعتقاد السائد ان الجامعة العربية بعد هذه الاحداث التي دشنتها تونس ومصر وليبيا .ستغير في موقفها وعقليات الانظمة العربية التي ما تزال تفكر بمنطق القديم .وهذا يضر بمصالح الشعوب .ويعطي انطباعا ماساويا عن مواقف جامعة الدول العربية التي لم تستفد من التحولات التي شهدها المشهد السياسي والفكري خلال بداية هذه السنة
وامل الكثيرين ان تكون للجامعة اليد الطولى في صناعة قرارات حاسمة وحيادية دون اعتبارات سياسية ضيقة تخدم مصلحة البعض على بقية المجموعة العربية .ولهذا بات من الواضح من الان تغير الجامعة من سياساتها .وتعد نفسها لخوض معركة التحدي من اجل بقائها .واشعاعها في نصرة المظلوم .واعطاء الحق لصاحبه .وتوسيع دائرة المصالحة مع جميع المصالح والمكاتب التي تتوفر عليها الجامعة في كل قطر عربي واجنبي .وتحرك سياسة تفعيلية .لهذه الفروع التي لا تمثل حقيقة دورها .ولاتمثيليتها الحقيقية في التعريف بالقضايا العربية .والصراع المرير مع الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.واعطاء الضوء الاخضر لاعلام الجامعة بان يقوم بدوره الرئيسي في تصحيح ما افسده الاعلام الغربي حول قضايا الارهاب .وسياسة امريكا المنحازة دائما لحليفتها الاستراتيجية اسرائيل .والراعي لمصالحها .والعناية الخاصة التي توليها الادارة الامريكية لها .ومحيطها الاقليمي ..
اننا نعيش فجوة عميقة بين الخطاب السياسي الرسمي .وبين وقائع حية على الارض .وهذا الشرخ في معيارية المواقف يجعل فكرة الثقة غير مطروحة بتاتا في ظل انكماش الشعب الى الوراء .وانظمة تبدو في الواجهة تصنع ما تشاء بمصير شعوبها .وهي بذلك تؤكد انها لا تعنيها مصلحة الشعوب لا من بعيد ولا من قريب وان الامر يدخل في سياسية ضيقة .تحافظ على حميمية القرابة بين توجهات الدولة في ما بينها .لانها تغرف من المعين نفسه .فكيف لها ان تنظر بعين الرحمة لما يجري لشعب اعزل تمارس في حقه ابشع مظاهر القتل والتنكيل .وهنا استحضر منظمة حقوق الانسان والامم المتحدة في حماية المدنيين والقوانين في هذا الشان واضحة وصريحة ويعرفها الكل .واذا كان الامر يتعلق بدولة غير عربية او اسلامية لتحرك المجتمع الدولي بسرعة لافتة لحماية المدنيين الذين لا يتكلمون اللغة العربية ويدينون بدين الاسلام
وهنا تظهر خطورة تواطؤ المجتمع الدولي حيال ما يجري في سوريا خوفا من اندلاع حرب اهلية .وضياع مصالح الغرب في المنطقة .وبالدرجة الاولى حماية امن واستقرار اسرائيل من اي تدخل دول الجوار في صراعات قوية لا يمكن التنبؤ بنتائجها التي تضع المنطقة على حافة الهاوية .واصبح الفكر السائد حول مصداقية الجامعة العربية في معالجتها لقضايا راهنة بالمستوى المطلوب تعكس الطابع الايديولوجي والذي يتسم بالهشاشة التي تتجه نحو امتلاك معرفة لحقائق الواقع .واعادة انتاجها .وبذلك نكون امام خطاب سياسي يعيد نفسه وينتج اخطاء الامس
واقع الثورة يجري من داخل سوريا .والقرارات المتخذة تجري في واد اخر يصب في اطار اهتمامات الدول العربية التي تعاني من ازمة ثقة في ما بينها .وتضارب المصالح يغلب عليه توحيد الرؤى والمواقف في ترجمة المبادرات الى حقائق ملموسة تنقذ وجه العربي من شماتة الاخر _ العدو .ونحن اليوم ننتظر اخر المحاولات حيث ان يوم الاحد المقبل قادم لا محال لاختبار نوايا النظام .وقرارات الجامعة

ظهور الحقيقة .. أوباما هو المخطط لتدمير مصر/ مجدى نجيب وهبة



** هذا المقال هو الفكر الذى نشرناه منذ إندلاع فوضى 28 يناير ، ونحن نصر على الذى يقود هذه الفوضى هو اللقيط "أوباما" وقد لقبناه بعدة ألقاب تتماشى مع دناءته وحقارته فى السطو على الشعوب وخلق القصص وهدم الأنظمة وتسليمها للإخوان المسلمين .. ويمكن الرجوع لمقالاتنا السابقة ..

أوباما يدعم الإخوان لإغتيال مصر
أوباما الحالم ... والإسلام الأمريكى
أمريكا ... الراعى الرسمى للإرهاب
أمريكا تقود سيناريو الخراب .. ونقول إحذروا غضب الرب
أمريكا ... ووهم حماية الأقباط
سيناريو المؤامرة بين الإخوان المسلمين وإسرائيل لهدم مصر
أسرار التحالف بين "أمريكا وإسرائيل والإخوان"
الرئيس أوباما وسيناريو الفوضى الهدامة
أوباما : السيناريو القادم .. إسقاط الجيش المصرى
** هذه هى بعض المقالات التى أوضحت فيها الخطة التى ينفذها السيناتور أوباما لتدمير وتخريب مصر بل هاجمت أقلام كثيرة مقالاتنا ومازالوا حتى الأن ، ولكن لى الفخر أن تندلع بعض الأقلام لتؤيد ما كتبته بعد أكثر من 10 أشهر لتأكيد ما كتبناه منذ 28 يناير حتى الأن ..



*************

اتهم الكاتب المحافظ جيفري كونر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقوية المتشددين الإسلاميين في العالم العربي، وقال إنه يقود موجة انحدار أميركا والصعود السريع للجهاديين المسلمين.

وأوضح الكاتب في مقال بصحيفة واشنطن تايمز أن الربيع العربي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحول إلى شتاء إسلامي خلافا لمزاعم إدارة أوباما، فالتحرك الشعبي في العالم العربي لم يؤد إلى ميلاد الحرية من جديد وما يعنيه ذلك من ازدهار الديمقراطيات الليبرالية في البلدان العربية، بل إلى نجاح الأصوليين الإسلاميين في استغلال غضب الشارع من الفساد وأنظمة التسلط كحصان طروادة لنشر التطرف.

وقال الكاتب إن حزبا إسلاميا في تونس (حركة النهضة) يملك روابط أيديولوجية مع الإخوان المسلمين في مصر يقترب من الفوز بالانتخابات، وهدفه هو القضاء على التقاليد العلمانية الموروثة عن فرنسا، وتأسيس نظام ديني إسلامي، تعتمد أسسه على منع الخمور وإرغام النساء على ارتداء الحجاب وتطبيق الشريعة، أما النساء غير المسلمات فسيعاملن على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية.

وأضاف الكاتب أن مصر ستشهد بدورها انتخابات مماثلة في الشهر القادم، ويتوقع فوز الإخوان المسلمين بأكبر عدد من المقاعد، وهدف هذه الجماعة هو إعادة الخلافة وجعل القاهرة مركزا لسلطة رجال الدين الأصوليين، والسياسة الخارجية للإخوان مبنية على كره إسرائيل وأميركا، خاصة أن سيناء أصبحت وكرا للإرهابيين ومنطلقا لمهاجمة إسرائيل.

ويضيف أنه ومنذ سقوط مبارك قتل المسلمون عددا من الأقباط وهدموا عدة كنائس، ولم يبق في مصر سوى ثمانية ملايين قبطي، وتنظر إليهم جماعة الإخوان على أنهم يشكلون خطرا على مصر، ولهذا فإن مصر قد تكون على حافة حرب أهلية، ومع ذلك يبقى أوباما ساكتا أمام الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط.

وفيما يتعلق بليبيا قال الكاتب إن أوباما دعم الثوار الذين حاربوا القذافي الذي كان طاغية ولا يستحق أن تُذرف عليه دمعة واحدة، لكن السؤال هو: ماذا بعد القذافي؟ لأن سياسة أوباما والناتو اعتمدت على تسليح وتدريب الإسلاميين الليبيين الذين كان معظمهم في العراق وأفغانستان يقتلون الجنود الأميركيين، بل إن بينهم عناصر من تنظيم القاعدة، كما أن هؤلاء المسلحين أغاروا على مخازن سلاح القذافي واستولوا على نحو 20 ألف صاروخ أرض-جو، بعضها في الطريق لحركة حماس، وربما سيستخدم بعضها في إسقاط طائرات تجارية أميركية.

وانتقد الكاتب الحكومة الانتقالية الليبية، وقال إن إدارة أوباما تصر على تكرار أنها معتدلة ومؤيدة للديمقراطية، لكنها أعلنت أنها ستحكم ليبيا وفق الشريعة الإسلامية، وأباحت تعدد الزوجات ومنعت الفوائد البنكية، وهذا يعني أن هلال المسلمين في الطريق.

وعرج الكاتب على العراق فقال إنه أكبر فشل لأوباما، فهو أمر بسحب الجنود كما وعد في حملته الانتخابية ولن يترك سوى 150 جنديا لحماية السفارة الأميركية، وهذه خيانة لـ4400 جندي أميركي سقطوا، بالإضافة إلى الآلاف الذين تشوهوا أو أصيبوا بالشلل، كما أن الانسحاب سيترك فراغا تترصده إيران وتسعى لملئه، كما أن العراق قد يغرق في صراع طوائفه العرقية والدينية، وملالي إيران بصدد تصدير ثورتهم الشيعية ولو مع خطر تدمير سنة العراق وأكراده، وهذا رغم أن دماء الأميركيين سالت من أجل عراق مقرب من الغرب وليس عراقا بيد إيران الشيعية.

وقال الكاتب إن جنرالات أميركيين حذروا من أن الانسحاب المستعجل سيقلب كل المكاسب التي تحققت بعد 2007، لهذا طلبوا إبقاء 10 آلاف جندي على الأقل.

وختم الكاتب بقوله إن ملالي إيران هم الذين فازوا، فبعد حصولها على القنبلة النووية ستبتز طهران جيرانها وتسيطر على المنطقة وتضع يدها على أكبر مصادر النفط العالمية.

وقال الكاتب إن حكام أميركا اليوم يشبهون أباطرة روما عشية سقوطها، فهم لم يروا الخطر الذي كان يمثله البرابرة، لهذا فإن عمل أوباما اليوم هو إدارة انهيار أميركا، أما ترحيبه بالربيع العربي فليس سوى تمويه يخفي الحقيقة المرة ، وهي أن الإسلاميين قادمون ويهددون الحرية في كل مكان يمرون به

صوت الأقباط المصريين

عولمة الديمقراطية والعدل والاتحاد/ صبحي غندور


تتزامن في هذه الفترة قضيتان عالميتان تجمعان بين السياسة والاقتصاد، بين المطالبة بالديمقراطية السياسية في بعض البلدان وبين الحاجة للديمقراطية الاجتماعية في بلدان أخرى، بين ابتغاء العدل السياسي وبين السعي للعدل الاجتماعي، بين محاولة تأمين لقمة العيش وبين التساؤل عن ضمانة حرّية العيش نفسه. فالجوع والخوف هما أسوأ ما يُبتلى به فردٌ أو جماعة.

قد تكون الحروب بين الدول هي المسؤولة أحياناً عن وجود حالتي "الخوف والجوع"، لكن قد تحدث الحروب أيضاً بسبب تفاقم مشكلة "الخوف من الآخر"، كما قد يشهد العالم حروباً إقليمية لأسباب اقتصادية. فهي حالات سببية لحروب، كما هي حصادٌ طبيعي للحروب نفسها.

وإذا كان مفهوماً ما تخلّفه الحروب والكوارث الطبيعية من حالات الجوع والخوف، فإنّ من غير المبرّر أن نراها (هذه الحالات) تطرأ على مجتمعات لا هي في حال حرب ولا تعيش مخلّفات كارثة طبيعية. فالجوع والخوف في هذه المجتمعات هما محصّلة لغياب العدل السياسي والاجتماعي، ولأساليب القهر التي تمارسها الحكومات ضدّ شعوبها، أو لانتشار الفساد والاحتكار وسوء توزيع الثروات الوطنية، وانعدام التخطيط الشامل اقتصادياً واجتماعياً، ولشراسة المستفيدين من نظم الحكم الفاسدة.

ولا أعتقد أنّ الديمقراطية وحدها فقط هي العلاج السحري الناجع لحالتي الجوع والخوف. فليس بالضرورة أن ترتبط الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية وبالأمن الاجتماعي وبالقيم الأخلاقية. ولعلّ خير مثال على ذلك، الأنظمة الديمقراطية الغربية عموماً التي حرصت على النظام الديمقراطي داخل مجتمعاتها بينما أباحت لنفسها استعمار واحتلال شعوب أخرى. فهي ديمقراطيات عنصرية لأنها استباحت شعوباً أخرى لصالح مصالحها، وهي حتّى غير عادلة في مجتمعاتها أحياناً كما هو معظم "الديمقراطيات الغربية" التي لم تقم أصلاً على العدل الاجتماعي بين الناس، حيث ما زال القوي الغني يأكل الضعيف الفقير، وهذا سياق طبيعي للترابط الحاصل في الغرب بين الديمقراطية في نظام الحكم السياسي وبين مقوّمات الاقتصاد الرأسمالي القائم على تشجيع الاستغلال والاحتكار.

ولم يتحقّق التقدّم العلمي والتكنولوجي في الغرب ورفاهية العيش في مجتمعاته حصيلة وجود الديمقراطية فقط، وإنّما أيضاً حصيلة أحد أمرين أو الاثنين معاً: السيطرة على شعوب أخرى ونهب ثرواتها.. والنظام الاتحادي التكاملي الذي أوجد قدرات اقتصادية هائلة. فالمواطن الأميركي قد يعجز عن العيش الكريم في ولايةٍ ما فيغادر إلى ولاية أميركية أخرى.. كذلك في أوروبا الموحدة الآن حيث يتنقّل الأوروبيون بحرّية كاملة بين دول الاتحاد الأوروبي، فتبقى الكفاءات والثروات الفكرية والمادية والمهنية داخل المجتمع نفسه، وهذا ما هو مفقودٌ في المنطقة العربية حيث تهاجر الكفاءات والأموال العربية من أرض العرب إلى دول الغرب.

إنّ "الديمقراطية والاتحاد" هما الآن في الغرب وجهان لمشروع نهضوي واحد لمستقبل أفضل، بينما سعت الدول الغربية عموماً إلى المساهمة في تجزئة القوى الدولية الأخرى المنافسة لها، أو المستهدفة منها. لكن ثبت أيضاً عدم قدرة "الديمقراطية والاتحاد" وحدهما على ضمان التقدّم والنهضة في ظلّ غياب العدل الاجتماعي، بدلالة ما يحدث الآن من حراك شعبي كبير في الدول الغربية ضدّ طبيعة الأنظمة الاقتصادية والمالية الحاكمة.

ولقد راهن البعض، أو اعتقد خطأً، أنّ "العولمة" هي التي تملك مفتاح حلّ الأزمات الاقتصادية في العالم، وبأنّها ستؤدّي إلى تخفيف حدّة معاناة الشعوب، فإذا بالدواء المفترَض يتحوّل هو نفسه إلى مساهم بانتشار الداء في أكثر من بلدٍ وقارة.

إنّ العالم يعيش حالةً من الفوضى ومن صراع المفاهيم حول هويّة العصر الذي دخلته الإنسانية بعد انتهاء الحرب الباردة بين القطبين الرئيسيين للعالم في القرن العشرين، هذه الحرب التي انتهت بانهزام وانهيار قطب المعسكر الشيوعي (الاتحاد السوفييتي) مقابل فوز وتعزيز قدرات المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

فبسقوط المنافس الشيوعي العالمي، بقيت "الرأسمالية" وحيدة في طرحها لنموذجٍ سياسي واقتصادي وثقافي متكامل لا يمكن أخذ بعضه دون البعض الآخر. فالصيغة السياسية للأنظمة الليبرالية هي الوعاء السياسي لمضمون "الاقتصاد الحر" والمنافسة التجارية الحرة.

ولأنّ "المنافسة الحرة" هي أساس في النظرية الرأسمالية، فإنّ حواجز الحدود والثقافات يجب أن تسقط أمام روّاد الرأسمالية من أصحاب شركات كبرى ومفكرين واقتصاديين وسياسيين. كذلك، فإنّ "المنافسة الحرة" تعني المنافسة وسط أبناء المجتمع الرأسمالي نفسه، وتكون نتيجة المنافسة محكومة بقانون "البقاء للأقوى".

لذلك، جاءت "أطروحة العولمة" كنتاج طبيعي لوجود الفكر الرأسمالي نفسه والذي لا يعترف بحدودٍ جغرافية أو حواجز ثقافية.

وقد تختلف أساليب "عولمة" هذا الفكر ومحاولات نشره من عصرٍ إلى آخر، من استعمار مباشر (كما كان في الماضي) إلى محاولة التحكّم بالقوى الفاعلة داخلياً (كما هو في الحاضر)، لكن يبقى الهدف عند دعاته: تأمين مزيد من الأسواق للاستهلاك، ومزيد من الثروات للاستيلاء عليها، وتقنين العلاقات داخل المجتمعات وبين بعضها البعض على أساس أوضاع ثقافية وسياسية واقتصادية تصون قوانين "الرأسمالية" ووجودها ودورها.

وستضطرّ الأنظمة الرأسمالية الآن، والتي يُعاني معظمها من أزمات حادة، إلى مراجعات كبيرة في أفكارها وممارساتها وربّما إلى تعديل مفاهيم جوهرية في طبيعة "الاقتصاد الحر" بحيث لا يُترك "السوق" وحده كمرجعية، وإلى اعتماد التدخّل الحكومي في مراقبة حركة "السوق"، والتخطيط الاقتصادي الشامل الذي يجمع بين مسؤولية "القطاع العام" ودور "القطاع الخاص". وهذه مفاهيم تنحو نحو صيغة "الاشتراكية الاجتماعية" التي تعتمدها الآن بعض الدول، والتي تقوم على الجمع بين الديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية، وبين "الاقتصاد الحر" من جهة، ورقابة الدولة وتخطيطها الشامل من جهة أخرى.

لقد كانت دول العالم الثالث (وهي المنطقة العربية وأفريقيا وأميركا اللاتينية وقسم كبير من آسيا) تعيش، خلال حقبة صراع "المعسكر الشيوعي" والمعسكر الرأسمالي"، همّاً يختلف في طبيعته عن هموم دول "العالم الأول" الغربي و"العالم الثاني" الشرقي.. فقد كان الهمّ الأول لدول العالم الثالث هو التحرّر الوطني من السيطرة الاستعمارية المباشرة التي ميّزت القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.

إذ أن "الديمقراطية" و"العدالة الاجتماعية" هما أساس لبناء المجتمعات من الداخل حينما يكون هذا الداخل متحرّراً من سيطرة الخارج. لكن عندما يخضع شعبٌ ما للاحتلال أو للسيطرة الخارجية، فإنّ مفاهيم ووسائل تطبيق الديمقراطية أو العدالة الاجتماعية، ستكون بما يتناسب حصراً مع مصالح المحتلِّ أو المسيطر، لا بما يؤدّي إلى التحرّر منه أو من نفوذه المباشر.

عربياً، فإنّ التكامل بين غايات الديمقراطية والعدل والإتحاد هو ضرورة لازمة لأي نهضة عربية منشودة. فالحرّية، بمعناها الشامل، هي التي تحتاجها الأمّة العربية. الحرّية التي ترتبط فيها مسألة التحرّر من سيطرة الخارج مع مثيلتها في التحرّر من الاستبداد الداخلي والحكومات الفاسدة. الحرّية التي يمتزج فيها تطبيق الديمقراطية السياسية مع العدالة الاجتماعية في كل بلد عربي حتى تستطيع الأمّة أن تتكامل لاحقاً فيما بينها، فيكون تكامل أقطار الأمّة على أساس ديمقراطي سليم، هو الضمانة لتكون أمَّةً "آمنة مطمئنّة يأتيها رزقُها رَغَداً من كلِّ مكان" بعدما ذاق معظم شعوبها "لباس الجوع والخوف" بما كان يفعله الحكّام أو المحتلّون!.

أحزان وأفراح وأتراح!!/ محمد فاروق الإمام

الكلمات تعجز عن مواساة الإخوة الأتراك في مصابهم بالحدث الجلل.. الزلزال الذي ضرب جنوبها الشرقي قبل أيام وأودى بحياة المئات وشرد الآلاف.. والكلمات تعجز عن التعبير عن الفرحة التي انتابت شعب تونس الشقيق وهو يكحل عينيه بأول انتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها نحو 90% من المواطنين بمليء حريتهم واختيارهم منذ إعلان الاستقلال عام 1956.. وتعجز عبارات التهنئة بكل ألوانها وبلاغتها للأشقاء الليبيين وقد سقط هُبل وقضي على أسطورة القذافي وانجلت الظلمة من سماء ليبيا بعد تلبد دام أكثر من أربعة عقود.. وذرف دمعة حزينة على الشعب اليمني الشقيق الذي يتعرض لقمع دموي واستهبال من دكتاتوره الأرعن المستبد الذي يتمسك بصولجان الحكم ضد إرادة شعبه، الذي يخرج متظاهراً بالملايين كل يوم منذ أكثر من ثمانية أشهر مطالباً برحيله.
أما الحديث عن سورية فالأمر جلل.. فلا زالت آلة القمع الأسدية تستبيح الإنسان السوري في الشارع متظاهراً سلمياً، وفي البيت مع أسرته آوياً، وفي جنازة الشهداء مشيعاً، وفي المسجد عاكفاً أو مصليا، أو إذا ما دفعته نخوته لإسعاف جريح ينزف.. فالمدن والبلدات والقرى السورية محاصرة ومقطعة الأوصال، تستبيحها قطعان الذئاب الكاسرة ومجموعات الضباع الجائعة التي يطلقها النظام الأسدي لتفتك بالسوريين، بغض النظر إن كانوا نساءً أو أطفالاً.. شيوخاً أو شباباً.. فالكل مستهدف والكل مطلوب، فمصاصو الدماء لا يتورعون حتى عن الجرحى والأموات ولا يميزون بين إنسان أو حيوان.
كل هذا القمع الفظيع والوحشي يحدث واللجنة العربية التي شكلتها الجامعة العربية في طريقها إلى دمشق بعد موافقة النظام على استقبالها بعد تردد وإحجام، وقد أعد جوفة من المقربين على أنهم يمثلون المعارضة، بعد أن أخفق في إقناع بعض رموز المعارضة في الداخل على اللقاء مع اللجنة، وستطالب هذه الجوقة (الديكور) لجنة الجامعة العربية بأن يكون الحوار مع السلطة تحت سقف الوطن، ودون أي تدخل خارجي سواء كان عربي أو أجنبي، دون الممانعة بوجود رمزي للجامعة العربية كمراقبين.
لقد كان أول بنود قرار الجامعة العربية الطلب من النظام السوري أن يتوقف فوراً عن قمع المتظاهرين السلميين ووقف عمليات القتل وسحب الدبابات من المدن وإبعاد كل المظاهر المسلحة من الشوارع، ورداً على ما طلبته الجامعة العربية لإنجاح مبادرتها، قام النظام بعكس ذلك بقتل وجرح واعتقال وتهجير المئات قبل الترحيب باللجنة والقبول بزيارتها لدمشق، تعبيراً عن رفضه لأي مبادرة عربية أو دولية، لوقف هذا القمع الأعمى والمجنون الذي يتبعه كوسيلة وحيدة لإجهاض الثورة التي انطلقت في سورية على امتداد رقعتها بكل مدنها وبلداتها وقراها منذ نحو ثمانية أشهر، مطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية ورحيل النظام الديكتاتوري والشمولي الذي جثم على صدر سورية لنحو نصف قرن، ذاق خلاله الشعب السوري كل طعم المرارات وألوان العذابات وفنون الفساد والتخلف، وتردي الحالة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصناعية والتجارية والمهنية، إضافة إلى فقدان أجزاء عزيزة من تراب الوطن (الجولان)، وهزائم وانكسارات عسكرية (حرب حزيران 1967 وحرب تشرين 1973 وحرب لبنان 1982 وضرب المنشأة النووية في دير الزور وضرب عين الصاحب العسكرية والتحليق فوق القصور الرئاسية)، ومشاركة الأعداء في احتلال بعض الأقطار العربية (احتلال الأمريكيين للعراق 2003) أو في دعمها في اعتدائها على البعض الآخر (دعم إيران في حربها مع العراق 1980-1988)، والتدخل بشؤون بعض دول الجوار ودعم الإرهابيين في إثارة القلاقل والخلافات والصراعات الطائفية بين أعراقها وطوائفها وفصائلها (لبنان وتركيا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية).
ستحل اللجنة العربية ضيفة على النظام وقد انقضت نصف المدة التي أعطتها الجامعة العربية مهلة للنظام السوري، كي يتوقف عن قمع المتظاهرين السلميين ويتوقف عن قتل السوريين المدنيين ويبدأ بالحوار الجاد مع المعارضة السورية برعاية الجامعة العربية وتحت سقفها، وهذا ما رفضه النظام على لسان مندوبه في الجامعة العربية قبل صدور بيانها، فماذا ترتجي هذه اللجنة من النظام السوري الذي أخل بأول بنود المبادرة التي تدعو النظام إلى الوقف الفوري للقمع والقتل، وسحب الدبابات وكل المظاهر المسلحة من المدن والبلدات والقرى السورية؟!
المجلس الوطني الذي يمثل المعارضة السورية الحقيقية في الخارج والداخل أعلن أنه يمكن أن يلتقي مع النظام تحت سقف الجامعة العربية فقط على أساس تسليم السلطة ورحيل النظام بكل مكوناته، وأعلن رئيس المجلس برهان غليون أن النظام سقط ولم يعد أمامه إلا الرحيل.
كما دعا غليون الشعب السوري إلى الإضراب العام في كل المدن والمحافظات السورية الذي يمكن أن يصل إلى العصيان المدني، الذي سيكون الضربة القاضية التي ستسرّع في سقوط النظام ورحيله، وقد بدأت العديد من المدن والبلدات في درعا ومحافظتها وحمص ومحافظتها وإدلب ومحافظتها ودير الزور ومحافظتها تنفيذ هذا الإضراب منذ أيام ولم يتمكن النظام بكل وسائل قمعه البربرية من ثني الناس عن هذا الإضراب الذي شل الحياة في تلك المدن والبلدات والقرى.
بقي من مهلة الجامعة العربية للنظام نصفها ولم يتحقق على الأرض أي شيء من طلباتها، فلا يزال النظام سادراً في غيه موغلاً في بطشه وقمعه، يسفك الدماء ويستبيح المحرمات والمقدسات، ويقصف المدن والبلدات والقرى بالمدفعية ويدك منازلها على رؤوس ساكنيها، مخلفاً الخراب والدمار والأنين والعويل والبكاء في كل مدينة أو بلدة أو قرية يدخلها قطعان شبيحته ورجال أمنه، فماذا سيكون عليه موقفكم بعد كل هذا الذي يقترفه النظام من آثام وفواحش إذا ما انتهت مدة الخمسة عشر يوماً التي أعطيتموها لهذا النظام وماذا ستفعلون؟!
الشعب السوري تعب من سماع الكلمات وهو بانتظار الأفعال.. مجَّ التصريحات النارية والمتخاذلة والبيانات المنددة.. يريد قرارات فاعلة تجسدها الوقائع على الأرض، فهذا النظام الذي لا يعرف سوى القمع والعنف لا يمكن كف يده إلا بالوسيلة ذاتها التي يفهمها، فهل سنسمع عن قرارات حاسمة للجامعة العربية تنصف بها الشعب السوري وتساعد في وقف المسلسل الدموي الذي يعيشه منذ أكثر من سبعة أشهر، قدم خلالها أكثر من خمسة آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمهجرين، وعندها فقط سينشد الشعب السوري (بلاد العرب أوطاني.. وكل العرب إخواني)!!

علمهم يا رفيقي احمد/ راسم عبيدات


يخاطب الشاعر المقدسي الرفيق علي عبيدات الرفيق القائد احمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي خاض اضراباً اسطوريا مفتوحاً عن الطعام لمدة 22 يوماً في عزله بسجن "ريمون" الصحراوي،والذي على أثره تم نقله الى مستشفى سجن الرملة بسبب دخوله في نوبات من الغيبوبة المتقطعة،من أجل انهاء عزله هو ورفاقه واخوته الأسرى الذين أراد الاحتلال وادارة سجونه أن يدفنوهم أحياء في تلك الأكياس الحجرية وعلب الصفيح النتنة ،سعدات المتمرد والمنتصر دائماً في كل معاركه على الاحتلال وأجهزة مخابراته ومحاكمه وقضاته وجلاديه وإدارة سجونه،أعلن بصوت ثوري جهوري مجلجل بأنه لن يرضخ ولن يذل ولن يستكين ولن يستسلم ولن يسقط الراية أو يتخلى عن الهدف والمبدأ الا بالشهادة او تحقيق النصر،ومن أجل أن تصان منجزات ومكتسبات الحركة الأسيرة،وأن لا تصادر حقوقها،ومن أجل حركة أسيرة لها عزتها وكرامتها،ولكي تستعيد دورها ومكانتها كحركة تحتل الموقع النضالي المتقدم في الصراع،وهي التي كانت بمثابة الحصون والقلاع والمدارس والجامعات الثورية التي تخرج القادة والكادرات في مختلف المجالات والميادين السياسية والتنظيمية والحزبية والجماهيرية وحتى التعليمية منها،اعلنت الحركة الأسيرة الفلسطينية وفي المقدمة منها رفاق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى رأسهم أمينهم العام الرفيق القائد احمد سعدات،أن ذلك لن يتحقق الا بخطوة استراتيجية،ألا وهي الاضراب المفتوح عن الطعام،وبالفعل بدأ رفاق الجبهة ومعهم أخوتهم الأسرى معركتهم النضالية في السابع والعشرين من أيلول الماضي،في تلك المعركة والحرب صادرت ادارة السجون كل وابسط مقومات الحياة من زنزانة الرفيق القائد وشريكه ورفيق "برشه" القائد المجاهد جمال أبو الهجا،والحملة طالت حتى ملح الطعام الذي يحفظ الجسم والمعدة من العفونة،مما تسبب للرفيق القائد سعدات الدخول في نوبات من الغيبوبة المتقطعة،ورغم ذلك كان يصر على القول بأننا ماضون نحو أهدافنا ولا تراجع الإ بالشهادة او النصر،وهنا يخاطب الرفيق عبيدات القائد سعدات بالقول" لم تغب عن الوعي يا رفيقي فنحن الغائبون" في فقرة ذات معاني ودلالات عميقة،فالرفيق القائد رغم غيابه عن الوعي بسبب الاضراب المفتوح عن الطعام،يرى عبيدات بأنه بكامل وعيه،فهو يعي ويدرك ما يريد،الهدف أمامه واضح،بينما نحن الواعون غير المدركين لأهدافنا،ويؤكد عبيدات بأننا نحن الغائبون عن الوعي،فسعدات امتلك الإرادة والقرار ووضوح الرؤيا،ونحن لا لإرادة ولا قرار لدينا ولا رؤيا واضحة ولا استراتيجية موحدة ويواصل عبيدات قوله للرفيق القائد سعدات " اضرب هناك عن الطعام ..عن الكلام ....وعلق لنا بوصلة ...فنحن الضائعون" هنا عبيدات كلماته تزداد لسعاً وحدة فهو يقول للرفيق سعدات بإضرابك المفتوح عن الطعام حددت لنا البوصلة والهدف،فنحن أصبحنا ضائعون تفرقنا الانقسامات والاقتتال على سلطة وهمية والصراع على مراكز وامتيازات ومغانم في زمن كله مغارم..... ويواصل عبيدات مخاطبته للرفيق سعدات بالقول"علمنا احمد العربي....وقل لنا رأساً برأس" مستعيراً كلمات الرفيق القائد في الذكرى الأربعين لإستشهاد الرفيق القائد ابوعلي مصطفى أمين عام الجبهة الشعبية السابق الذي اغتالته قوات الاحتلال الاسرائيلي في مكتبه برام الله 27/8/2001،حيث عاهد الرفيق سعدات الرفيق القائد الشهيد بالثأر والإنتقام له بالقول" الرأس بالرأس والعين بالعين..." فهذا الرفيق أقرن القول بالفعل عندما ثأرت الجبهة الشعبية وأنتقمت لاغتيال امينها العام الشهيد ابو علي مصطفى بتصفية الوزير الصهيوني المتطرف زئيفي،كذلك نرى الرفيق عبيدات واثقاً ومتيقناً من انتصار وجه الرفيق سعدات الذي تعلوه البسمة دائماً رغم القيد والأسر والمعاناة على السجان المشبع بالحقد والعنصرية والعنجهية والغطرسة،فهو يخاطبه بالقول"يا رفيقي أحمد.. سينتصر وجهك الباسم على السجان، فهكذا علمت تجارب الحركة الأسيرة بإن ارادة الأسير ستقهر القيد والسجان والقضبان وتنتصر عليها، وكما انتصر احمد في اضرابه المفتوح عن الطعام هو ورفاقه واخوته الأسرى انتصرت من قبله الحركة الأسيرة، وهو ايضاً شاطرها وشاركها هذا الانتصار في معارك نضالية سابقة،معارك الأمعاء الخاوية،حيث كان النصر دائماً حليف الحركة الأسيرة،فقد دافعت عن حقوقها وانتزعت منجزاتها ومكتسباتها وعمدتها بالدماء والتضحيات،فقد استشهد على مذبحها الأسرى الشهداء عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة وعلي الجعفري واسحق مراغة وانيس دولة وحسين عبيدات وغيرهم،وتحت هذا العنوان وهذا الشعار خاضت الحركة الأسيرة اضرابها الاخير في 27/9/2011 ما عمد بالدم والتضحيات لا ينتزع الا بالدم والتضحيات،ويكمل عبيدات مخاطبته وقوله للرفيق القائد " وسيوذيب صمودك الثوري ...صلابة القضبان" هنا يؤكد عبيدات على ان الصلابة والعناد والصمود والثابت على الموقف وعمق الانتماء قادرة ان تفتت وتكسر حتى قضبان السجن والزنازين المعروفة بصلابتها وقوتها.

وعبيدات مؤمن بأن الانتصار في الاضراب المفتوح عن الطعام الذي قاده سعدات،هو انتصاراً لكل أبناء الحركة الأسيرة،وستنعكس آثاره ايجاباً على كل السجون والمعتقلات،وهذا الانتصار ملك لكل أبناء الحركة الأسيرة،حيث يقول هنا"ويضيء فكرك الحالم عتمة نفحة وعسقلان...".

وايضاً يؤكد ويشدد عبيدات بعدما تم تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام،بعد أن اضطرت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية لمفاوضة الأسرى والاستجابة الى العديد من مطالبهم،وفي المقدمة منها إنهاء شبه كلي لظاهرة العزل الانفرادي،والاستجابة للشروط والمطالب الحياتية الأخرى،الى حتمية هزيمة الجلاد والمحتل والطاغي والباغي،فهكذا التاريخ يعلم،بأن النصر دائماً حليف المضطهدين والمظلومين،وأنه من الاستحالة أن ينتصر احتلال مهما طال الزمن على إرادة شعب ينشد التحرر والحرية، وهنا يقول"إن محتلك إندحر وأنتصر أحمد الإنسان..."

نعم نقول بأن هذا الرفيق أسطورة في النضال والتضحية والعطاء،كان النموذج والمثال في كل المعارك والميادين،لم يخذل شعبه ولم يبخل عليه في العطاء والتضحية،وعاهد شعبه أن يجعل من كل الساحات والميادين والأماكن التي يتواجد فيها ساحة من ساحات النضال،وهو ليس من القيادات الخائفة والمرتجفة،والتي لم تكن لا نموذجاً ولا مثالاً للحركة الأسيرة في التضحية والعطاء والصمود والثبات،وحتى في الجوانب المسلكية والحياتية،بل لا نجافي الحقيقة أنها ولدت إحباطات ويأس وعدم ثقة عند أبناء الحركة الأسيرة،والتي كانت تهمس سراً وأحياناً علناً بالقول:ألآن ندرك لماذا لم تنتصر ثورتنا حتى الآن،ولماذا بقينا كل هذه السنوات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية؟؟.

ونختم بالقول كما قال الرفيق عبيدات في مخاطبته للقائد سعدات"إضرب هناك عن الطعام عن الكلام وعلق بوصلة لنا  فنحن الضائعون".


صحفى مغيب يتطاول على أ. مفيد فوزى/ مجدى نجيب وهبة



** يبدو أن أحد صحفيى الدستور أصيب بالإستياء جراء حوار الأستاذ مفيد فوزى مع الإعلامى معتز الدمرداش الذى نقل على الهواء مباشرة على قناة الحياة ، فى برنامج "مصر الجديدة" .. فصال صحفى الدستور وجال متهما الأستاذ مفيد بأنه أحد فلول النظام السابق ورمز من رموزه قلبا وقالبا ، حيث تشهد عليه حواراته مع مبارك والمدعوق "العادلى" ، فقد كان الواجهة الإعلامية للإثنين ... وكأنها سبه فى جبين الإعلامى مفيد فوزى .. وتناسى صحفى الدستور أنه كان يحلم أن يحضر أحد لقاءات الرئيس ، ليس هو فحسب بل أن كل الكتاب والصحفيين والإعلاميين كان حلمهم أو أمنية حياتهم أن يقابلوا الرئيس مبارك .. والأن هم يدعون البطولة والشرف ويغيرون جلدهم مثل الحية !! .. وإستشهد صحفى الدستور ببرنامج "حديث المدينة" للإعلامى مفيد فوزى ، وقد كانت حلقات هذا البرنامج هى كشف جرائم المجتمع والذى أطلق عليها "حديث المدينة" .. وبالمنطق والعقل كان البرنامج يكشف نواحى القصور والتسيب فى أماكن عديدة فى المجتمع ، ولم يكن لتلميع النظام السابق وإنما لكشف الجرائم وفضح المسئولين !! .. إلا أن الصحفى يبدو أنه إستاء من حوار الأستاذ مفيد ، وتحول كل من ينتقد الوضع الراهن فى نظره هو من النظام السابق ، وبالقطع عليه أن يصمت ويسأل قبل أن يركب" .. وهى الجملة التى ساقها صحفى الدستور للإستهزاء بالأستاذ مفيد ، بل ووصفهم الصحفى بالمفتشر كدة "كانوا علانية مع نظام مبارك وزباينته" ، لكنهم عايزين ياكلوا عيش وبقلاوة ومايقدروش يستغنوا عن ألاف الجنيهات اللى بيلهفوها فى بطونهم بالأونطة فإيه المطلوب ؟!! .. سهلة .. نقلب على "الوش التانى" أصل العيال أخذت على العز وأكل الوز ولو الأمور رست بس على الراتب العادى مش هانلاقى ناكل ولا نلبس ولا نجيب ماكياج يحلى "وشنا العكر" ..

** ويواصل صحفى الدستور .. "لذلك لو وقف أ. مفيد فوزى أمام المرأه وواجه نفسه صراحة سيجد أن أمنيته الغالية أن يعود نظام مبارك الواجهة مرة أخرى ، ويعود أيضا حبيب العادلى ليحكم بالحديد والنار ، وينهى هذا الإنفلات الأمنى البشع .. ولماذا المرأه فقد قالها صراحة فى حواره مع معتز الدمرداش " ... نكتفى بهذا الإقتباس من مقال صحفى الدستور للرد على حوار الأستاذ مفيد فوزى ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يقرأ أى مقال أو حوار أو ما بدأ يتردد داخل المجتمع من تساؤل الجميع والشرفاء وليس البلطجية والإخوان "مصر رايحة على فين" ..

** لم يرى صحفى الدستور سوى أ. مفيد فوزى ليهاجمه ويستهزئ بحواره لأن الرجل والإعلامى الكبير لن ينزل بمستواه للرد على هذا الصحفى ولكن لأن الهجوم ضد أ. مفيد أصبح على الملأ فمن حق أى إنسان يرد على هذا المقال المستفز ..

** يرى الكاتب أن الدنيا ربيع والجو بديع ولولا الفيس بوك والتويتر لما نجحت الثورة وأسقط النظام . وهذا أول الغيث والكذب والتضليل الذى يعيش فيه الكاتب بل يعيش فيه الألاف من الشعب المصرى أو بالأدق والأصح المستفيدين من الفوضى والتخريب والإخوان المسلمين والسلفيين والإرهابيين ، ولم يكن هذا فقط هو رأيئ ولا رأى أ. مفيد فوزى ولكنه رأى الملايين من الشعب المصرى ولكن الإعلام المضلل والصحف الكاذبة المأجورة والتى قبضت الثمن "ثمن خيانة الوطن" هى التى ساعدت وروجت لهذه الأكاذيب بزعم أن الثورة هى الطريق إلى الديمقراطية .. وأقول لم ينجح هذه المظاهرات إلا المجلس العسكرى الذى إلتزم منذ البداية بحقوق المتظاهرين المشروعة وللأسف أدار المجلس ظهره للملايين ولم يرى فى الثورة إلا ميدان التحرير .. علما بأن ظلت كل الميادين تصرخ بالإستقرار ولكن صوت المضللين كان أعلى وليس أكثر .. يساندهم إعلام حقير وقذر بجانب الجزيرة العاهرة .. ولم تكن المرة الأولى التى أحذر فيها من هذا الإعلام العاهر ولكن لم ينتبه العامة والأقباط خاصة إلا بعد العرض الشيق الذى قدمته المتطرفة "رشا مجدى" وكادت أن تشعل الوطن بأكمله ، وخرج علينا وزير فاسد ليكذب كل ما سمعه العالم من تحريض وشحن ضد أقباط مصر ، بل ويؤيد سياسة الإعلام المصرى ، رغم أن هذا الإعلام وهذه المذيعة أشعلت الفتنة الطائفية وأشعلت الحرب الأهلية لولا عناية الله على هذا الوطن لإندلعت الحرب الأهلية فى كل ربوعه .. وهذا لم يحدث مطلقا فى زمن الحكومة السابقة ..

** نقول للكاتب لو أن الجيش أراد أن يلم المتظاهرين كالفراخ للعودة إلى منازلهم فى خلال ساعة زمنية لإستطاع ولكنه رفض هذا السيناريو فقد رغب المجلس العسكرى بالتغيير وهو ما أعتبره إنقلاب عسكرى سلمى على السلطة ، وذلك لرفض التوريث .. ونحن نؤيد هذه الخطوة من الجيش المصرى وأعلننا عن ذلك فى أكثر من مناسبة ولم نرفضها .. هذه هى الحقيقة التى يرفضها كل متخلف ، بل وصلت البجاحة بالإخوان وساكنى العشش أن يرسلوا إنذارات وتهديدات شبه يومية للمجلس العسكرى بالعودة للثكنات .. وإلا ....؟!!!! .. ، وللأسف يصمت المجلس على هذه البذاءات فى الوقت الذى يحكم على المدون نبيل مايكل سند بالسجن ثلاثة أعوام بسبب ما نشر فى مدونته ، ثم يحال إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية للكشف عن قواه العقلية ، فى الوقت الذى نجد التطاول من بعض الفتيات والمنظمات الإرهابية على المجلس والجميع يعلم ذلك ..

** يبدو أن الصحفى لم يرى هذا البركان من الفوضى والدمار الذى تسبب فى خسائر بالمليارات من هدم للسياحة علاوة على الفتاوى التى لم نكن نسمع عنها لمجموعة من الإرهابيين والتى وجدت طريقها إلى الإعلام المصرى ، فألغت معظم الأفواج السياحية رحلتها إلى القاهرة ، بعد التهديد من سعد الكتاتنى وياسر البرهامى وعبد المنعم الشحات ، وفـتاوى تكفير السياح ومحاولات هدم التماثيل والتحدث الدائم فى الإعلام المصرى والقنوات الفضائية للترويج للدولة الإسلامية وسط ترحيب من الإعلام المصرى والصحف المصرية والإدارة الأمريكية التى أكدت ورحبت بوصول الإخوان ..

** يبدو أن الصحفى لم يشاهد فتاوى التكفير للأقباط فى برامج إعلامية تبث على الهواء مباشرة والكارثة أن تخرج علينا بعض العمائم لتبرير هذه الفتاوى وتكتب أقلام أخرى تبرر ولم نسمع كلمة "عيب" فقد تحول قاموس حياتنا بعد 25 يناير إلى التلسن بكل ما هو بذئ وسافل ..

** يبدو أن الصحفى لم يسمع عن شابة من أسرة فقيرة تكاد أن تجد قوتها بالعافية .. وإذ بها فى خلال بضعة أشهر أصبحت تمتلك سيارة B.M.W مكافأة على مشاركتها الفعالة فى سيناريو هدم مصر !! ..

** لقد تحدث صحفى الدستور عن الأموال التى كان يحصل عليها مؤيدى النظام السابق ، ولم يتحدث عن الملايين التى حصل عليها بعض الشباب والحقوقيين والمنظمات الإرهابية من الإدارة الأمريكية التى بلغت أكثر من مائة مليون دولار ، وحتى لا تتطاول علينا بعض الألسنة فهذا بإعتراف كلينتون وليس "سيد زوكة الأقرع" .. نعم إعترفت السفيرة الأمركية "أن باترسون" بأنهم تم دفع مبلغ 65 مليون دولار لأفراد ومنظمات حقوقية وحركات سياسية ، وإشتعل الشارع لكشف هؤلاء الممولين من قبل الإدارة الأمريكية وبعد أقل من أسبوع هدأ الجميع وتناسوا هذه الحدودتة ..

** لم يرى صحفى الدستور حجم الجرائم اليومية على الطرق وقتل أصحاب السيارات وخطف السيدات وسرقة سيارتهم تحت تهديد السلاح ..

** لم يرى صحفى الدستور إنهيار الحالة الأمنية وتحولت الأقسام إلى أكشاك لبيع السجائر وأصبحت هدف للبلطجية وأرباب السوابق للهجوم عليها وحرقها وضرب الضباط وسرقة الأسلحة ، لم يحدث هذا فى زمن "المدعوق العادلى" ، كما وصفته فى عباراتك ....

** يبدو أن الصحفى لم يسمع عن البلطجة التى أصبحت تسود المحاكم بسبب بعض المحامين البلطجية الذين يرهبون القضاة ويندسون وسط هذا الصرح الشامخ ليسقطوا هيبة القضاء المصرى .. وهم يعلمون أن سقوط القضاء هو سقوط للدولة المصرية ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يشعر بإنزعاج الإعلامى الرائع مفيد فوزى وهو يبحث من خلال حواره عن مصر "التى خرجت ولم تعد حتى الأن" ، ولكنه جعل من حواره مادة للسخرية والإستهزاء بإعلامى قدير قدم الكثير لمصر وللوطن ، ولكننا أصبحنا فى زمن المسخ وزمن الصوت العالى والبلطجة والسفاهات ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يشعر بتوقف الدراسة بجميع المحافظات وأن المدارس لا تعمل إلا بنسبة حضور 5% من التلاميذ منذ بداية العام الدراسى ، لخوف أولياء الأمور من البلطجية وإنعدام الأمن بالكامل فى الشارع المصرى ، بجانب إعتصام معظم المدرسين وإضرابهم عن العمل ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يسمع عن إنهيار البورصة المصرية والخسائر بالمليارات وإرتفاع نسبة الديون وتهديد البنك الدولى بالتعرض للإفلاس ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يسمع عن مذبحة ماسبيرو حين خرج أقباط مصر مطالبين بمحاكمة محافظ أسوان وبناء الكنيسة ، أو المبنى الذى قام المحافظ بالإستعانة بالسلفيين بهدمه نكاية فى أقباط القرية ، وهو ما كان يجب محاسبته على هذه الأفعال المشينة التى لم تصدر من قبل من جهة أى مسئول بهذه الصورة الفجة ، ولكن المحافظ لم يحاسب وظل يتحدى الجميع ، بل أن ما عوقب هم الأقباط فقد تم قتلهم وسحلهم بالمدرعات العسكرية ليسجل التاريخ ، أول جريمة بشعة ضد أقباط مدنيين عزل ، بل ويتم القبض على بعض المتظاهرين بزعم أنهم الذين أطلقوا النار على الجيش !!! ، ومازال التحقيق مستمرا للكشف عن الحقائق ..

** يبدو أن صحفى الدستور لم يعرف كم عدد السجناء الذين هربوا من السجون المصرية ومعهم أسلحة .. وقتلوا الضباط والجنود ، والأن يحاكم الضباط .. فى حين أن الإرهابيين الفعليين للمجازر الدموية طلقاء أحرار يذهبون إلى المؤتمرات فى أمريكا ويجتمعون بكبار المسئولين ولا أى محاكمة أو محاسبة وكأننا أصبحنا سكارى لا ندرى ماذا نفعل ؟!! وإلى أين نحن سائرون ؟!! ...

** أخيرا أقول لصحفى الدستور .. ياريت قبل ما تكتب إسأل نفسك إنت رايح على فين ؟!! ...

صوت الأقباط المصريين

من مسقط إلي القاهرة : في صحبة الكاتب حيدربن عبدالرضا/ عبدالواحد محمد

من القلائل الذين تجد لكلماتهم صدي حقيقي عندما يعبرون عن قضايا وطنية وعربية ذات مدلولي ينتمان لكل ما تجسده العقول المستنيرة من صور إبداعية وفكرية وإقتصادية الكاتب العماني حيدر بن عبدالرضا اللواتي بمنطق فيه سلطنه عمان تكتب حاضرا ومستقبلا بلا علل وعقد سئمنا منها كثيرا في أوطاننا بل تجده دمث الخلق متواضعا في تصرفاته الشخصية كما هو في كتاباته المنهجية مبدعا من طراز فريد والتي تجذب كثير من قراء الضاد علي صفحات الشبيبة العمانية .. والزمن .. والعمانية .. وغيرهما من صحف عمان الكبري وقد جمعنا لقاء الصداقة والفكر في فندق شبرد المطل علي نيل القاهرة في 29/9/2011 الموافق الجمعة وتجاذبنا أطراف الحديث حول ربيع الثورات العربية التي هي بين نقد لفئة يمينية تسعي للحفاظ علي مكاسبها في ظل النظم السياسية المتهالكة عمرها الإفتراضي وفئة ثورية تريد تجديد الدماء بلون شبابي يحرك المياة الراكدة صوب النهر الكبير والعالم الذي تغير وتتطور كثيرا كثيرا كثيرا بعد إنهيار روسيا الشيوعية .. وكان حيدر عبدالرضا كمفكر عربي جامعا ومانعا لكثير مما نعانيه اليوم بفعل تراكمات إيديولوجية خاطئة أدت لتراجعنا عن تحقيق مشاريع نهضوية وبناء وطن عربي كبير لا يعتمد علي الآخر بشكل نبدو فيه عجزة ومبتوري الساقين ؟
كما جمعتنا جلسة لتناول طعام العشاء في مطعم فلفلة المعروف في شارع قصر النيل والذي يطل علي ميدان التحرير وسط مظاهرات عارمة من قوي سياسية مختلفة وتحدث عن أهمية الحرية كاتبنا الصحفي حيدر عبدالرضا في حياة الشعوب مهما كانت الخسائر التي تبدو كارثية في الشكل وعنوان مختلف لم نعتاده في ظل تخلف الحاكم وسيطرة رجال السلطة علي رقاب العباد ؟
وتناولنا الطعام والساعة تقترب من الثامنة ليلا معا ونحن نتجاذب معا حديثا قلبيا في صيف القاهرة وبين أحضان حضارتها المعمارية التي تستشعره في بهو المطعم رغم ملامحه الأمريكية ؟
ليحكي كثير من مشاهدات إبداعية لكبار مفكريننا وعلماءنا ومبدعيننا من عصر لآخر العقاد .. طه حسين .. توفيق الحكيم .. انيس منصور..يوسف السباعي .. نزار قباني .. محمود درويش .. سعاد الصباح .. مرورا بهؤلاء الشباب الذي مازال يأتينا صوتهم العذب من ميدان التحرير مطالبين بتحقيق أهداف الثورة المصرية وعلي رأسها العدالة الإجتماعية وأستعادة روح العلم الذي يبني وطن مؤسساتي بلا علل وعقد كما ذكر كاتبنا الكبير في بهو فندق شبرد وكان بالقرب منا من صفحناهم لأنهم ضمن وفد اتحاد الصحفيين العرب الذين جاءوا القاهرة ومعهم كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا لبحث كثير من قضايا الصحافة العربية والتي هي ليست حديثنا هنا وكان من بينهم رئيس نقابة الصحفيين الإماراتية محمد يوسف .. ونقابة الصحفيين العراقية مؤيد اللامي .. ورئيس نقابة الصحفيين الاردنية والذي لا يحضرني اسمه فكان فندق شبرد في حضرة كاتبنا الكبير حالة من ثورة مفكر ومن ثورات الربيع العربي هو الآخر فكل منا يبحث عن سبيل للخروج من أزماتنا الحقيقية وليست المفتعلة بفعل سياسة عرجاء ؟
ومن رحم ميدان التحرير تذكر كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا ذكرياته في القاهرة في العقدين الآخريين من القرن العشرين طالبا في الجامعة الأمريكية في كلية السياسة والاقتصاد والعلوم السياسية والتي مررننا بها مترجلين معا عبرأحدي مداخل ميدان التحريرالقريبة من مسجد عمر مكرم بعدما سمح لنا شابين من اللجان الشعبية الذين يقومون بالتأمين بالمرور وتبادلا التحية مع الكاتب الكبير عندما عرفوا أنه من الشقيقة العربية سلطنة عمان ورد عليهم بالتحية ثم مضي يتحدث معي عن سعيه لمواصلة دراسته الإكاديمية والعلمية بنيل درجة الدكتوارة من الجامعة الامريكية فرع مصر لأنه يشعر بروح مصر دائما رغم ما اصابها من زحام وسلبيات لا تمت بمصر التاريخ لكنها كانت لا مراء نتيجة سياسة الحاكم الذي لا يري غير نفسه مناضلا في الميدان وهذه عللة العلل التي نسعي دوما للنجاة منها مع ربيع الثورات العربية وتخلل لقاءنا العديد من القضايا التي تشغل بال كل مثقف عربي ومن بين تلك القضايا ( ليبيا ) التي لا توجد بها مؤسسات تحمي مصالحها وقت الأزمات لذا سقط القذافي المختبئ في جهة ما ( لم يكن القذافي قتل علي أيدي ثوار ليبيا عندما وجدوه في أنبوب للصرف ) مختبئا مع بعض حراسه الخميس 20/10/2011 وتذكرت عندما عرفت بخبر قتل القذافي جزء من لقائي الحميمي بالكاتب الكبير وكيف وصل الحال بدولة نفطية مثل ليبيا أن تكون بلا عقيدة عسكرية ودبابات ومدافع كتائب القذافي تحصد الثوار ؟
ومضينا في مطعم فلفة الأمريكي في الشكل ..المصري في الجوهر قرابة الساعة نتحدث سويا ونرتشف من عصير المانجو وفي عين كاتبنا الكبير كثير من صفحات تكشف مدي الظلم الذي يعاني منه الوطن العربي الكبيرمتعدد الثروات والمواهب ! ثم غادرنا مطعم فلفلة متجهين سيرا علي الاقدام إلي المكان المفضل لتناول عمنا نجيب محفوظ وحرافيشه (القهوة) في جلسة الجمعة عبر شارع شامبليون المطل علي المتحف المصري مباشرة وحديث الأدب هذه المرة يضمنا تحت سماء القاهرة حتي عبرنا كوبري قصر النيل وسط زحام وبهجة بالحرية التي أشار عنها كاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا بانها اغلي شئ في الوجود رغم المتاعب والمصاعب الناشئة عنها حتي تبني الدول بفكر جديد ؟
والنيل العذب يغازلنا بهواءه النقي وينفحنا كثير من روائع نجيب محفوظ ومنها ( الكرنك .. السكرية .. خان الخليلي .. حب فوق هضبة الهرم .. ثرثرة فوق النيل .. حتي وصلنا إلي مقصدنا وسط عبير نيلي وأشتهاء لعودة نجيب محفوظ وجلسنا علي منضدة تطل علي فندق سمراميس .. وجراند حياة .. من الجهة اليسري وعلي الجهة اليمني (الأوبرا) بتراثها الثقافي وجاء النادل وطلب فنجان من الشائ الأخضر وشخصي المتواضع فنجان من القهوة المضبوط بالوش كعادة المصريين وكعادة عمنا نجيب محفوظ ليتسم الحوار بيننا بدفئ القاهرة ونحن نغوص سويا في عالم الأدب والتاريخ والجامعة وكأن بيننا نجيب محفوظ يكتب تاريخ من ثورات عربية تنبا بها وعاش ليري قاهرة جديدة ؟
وكاتبنا الكبير حيدر عبدالرضا مازال يتحدث معي عن ربيع الأدب بعدما تناول حوارنا معا مجموعتي القصصية ( نانا ) والتي أهديتها له وما تحمله من رؤية هي الأخري ثورية علي كل المشاعر التي تمنع الحب من النمو بلا ضريبة وكارت أحمر ؟
وأجلنا الحديث في مجموعتي القصصية الثانية ( مسكونة )وما تحمله من غموض ربما يبدو من عنوانها حتي نلتقي ثانية وخاصة أن الساعة تلو الساعة لتمضي مسرعة وفي عينه ربيع الثورات العربية مازال يغازله ويغازل كل من يسعي للحرية علي آمل لقاء آخر قبل مغادرته القاهرة متوجها لمسقط لكن كان اللقاء عبر النقال لظروف عمله وإنهاء أجراءات قبوله بالجامعة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراة ومقابلة بعض أصدقاءه القدامي ومنهم رئيس تحرير الزميلة وكالة أنباء الشرق الاوسط ولم يخلو الحوار من إنتخابات نقابة الصحفيين في القاهرة .. وجريدة الزمن العمانية التي توقفت .. والشبيبة .. والجمعية العمانية للصحافة .. وزياراته لكربلاء .. وكثير من روائع الفكر والتاريخ والأحلام القادمة !
ومن الرائع هديته التي جلبها معه من مسقط والتي لابد من ذكرها عبر هذه السطور للقارئ وهي علبة حلوي عمانية تشبه الملبل الأبيض في مصر ولكنها بلون بني كان لها مذاق ممتع لدي ولدي أسرتي وما تحمله من فلكلورية مثقف شغوف بكل تراث أجدده العمانيين ..
ومن بين تلك الإبداعات التي ننقلها للقارئ مقاله الذي جاء بعنوان (مطار مسقط الدولي وانطباع الزائرين عنه ) وكان قد أرسله لي عبر بريدي إلكتروني بعدما غادرالقاهرة بلده الثاني بحمد الله وسلامته ليكون شاهدا علي فكر كاتب كبير يمد جسور من عطاء لا يتوقف لكونه يحلم بحاضرا مضيئا ومستقبلا أكثر تقدما فتحية لكاتبنا الكبيروالصديق حيدر عبدالرضا وأهلا به في قاهرة نجيب محفوظ مرة ومرات قادمة ..
كاتب مصري
abdelwahedmohaned@yahoo.com
..............................

من وحي واقع الكاتب الكبيرحيدر بن عبدالرضا (مطار مسقط الدولي وانطباع الزائرين عنه)
..............................

المطارات في بعض الدول هي الأماكن التي تعطي أول إنطباع للزائرين القادمين من الخارج عن قوة الدول الاقتصادية وحالتها الاجتماعية في الكثير من الأحيان. ورغم صغر مطار مسقط الدولي وتواضعه أمام المطارات الأخرى في المنطقة، إلا أن ملامح كثيرة للمطار تم تغييرها خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة للتوسعات التي جرت فيه، وكان آخرها افتتاح الصالات الجديدة للمغادرين وتخصيص صالات أخرى للذين يسافرون على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال وإنشاء السوق الحرة وتخصيص كاونترات جديدة لشركة الطيران العماني التي تتوسع يوميا بطريق عمودي وأفقي.

والكل يعلم بأن الحكومة تبذل جهودا متواصلة في بناء مطار دولي جديد منذ عدة سنوات ليتم تجهيزه وافتتاحه في ظرف السنوات الثلاث المقبلة. ومن هذا المنطلق نظمت وزارة النقل والاتصالات مؤخرا جولة تعريفية للصحفيين والاعلاميين لمطار مسقط الدولي مع بدء تنفيذ مبنى المسافرين، حيث تواجد في هذه الجولة كل من معالي الدكتور احمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات والدكتور جمعة بن علي آل جمعة رئيس مجلس ادارة الشركة العمانية لادارة المطارات، اللذين حرصا على تقديم جميع المعلومات اللازمة عن العمل الذي يجري بالمطار الجديد في إطار الدعم الذي يلقاه قطاع المواصلات في السلطنة، ليس على المستوى الجوي فحسب، بل أن القطاعين البحري والبري هما الآخران ينالان نفس الأهمية والرعاية لدورهما في دعم التنمية وتعزيز النمو الاقتصادي والسياحي والاجتماعي للبلاد.

معالي وزير النقل والاتصالات أكد في حديثه في هذه الجولة بأن الافتتاح الرسمي لمطار مسقط الدولي الجديد سيكون في اكتوبر 2014، وأن الجهود تتضمن أيضا تطوير مطار صلالة الدولي، باعتبار أن الكثير من الزائرين يترددون على هذين المطارين كل عام، وأن المبالغ المالية المخصصة لهما تزيد عن ملياري ريال عماني (5,2 مليار دولار أمريكي)، حيث بدأت الشركات المعنية بتفيذ الانشاءات في العمل في هذين المشروعين، ويسير العمل بهما بوتيرة متسارعة.
وهنا نشير إلى بعض الأرقام المهمة التي وردت في حديث معالي الوزير حيث أن البناء بمطار مسقط الدولي سيحتاج إلى 30 ألف عامل في وقت الذروة. ونعلم جميعا بأن معظم هؤلاء العمال سيكونوا من العمالة الوافدة، اللهم في بعض الأعمال التي سوف تسند إلى العمانيين في المرحة الحالية. أما الرقم الآخر المهم في هذا الاطار هو مبنى المسافرين الذي سيلبغ طوله 4 كيلو مترات، الأمر الذي يعطى انطباعا من الآن بأن المطار سيشهد حركة كبيرة في عدد الطائرات المغادرة والقادمة إلى السلطنة، ناهيك عن آلاف فرص العمل التي سترتبط بهذا المشروع الحيوي الذي نأمل بأن يكون العنصر العماني والكار الوطني متواجد فيه. الوزير من جانبه أكد هذا الأمر قائلا: "أن مبنى المسافرين بمطار مسقط الدولي الجديد سوف يحدث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الطيران وسيكون تحفة معمارية جميلة تستحق ان تكون بوابة عمان وان تعطي الانطباع الجيد لكل مسافر بالرغبة دائما للعودة الى السلطنة موضحا ان مبنى المسافرين سيتضمن 58 موقفا للطائرات". والكل يتفق مع المسؤول بأن المطار الجديد سيكون رافدا اقتصاديا واجتماعيا وتجاريا للمجتمع العماني من حيث قدرته على توفير وظائف متعددة وفرص استثمارية، خاصة للشباب العماني الذي يمكن له أن يقوم بادراة المحلات والمطاعم والخدمات التي يحتاج إليها القادمون والمغادرون. فأمام الشباب الباحث عن العمل في ظرف السنوات المقبلة في هذا المشروع الحيوي 9 آلاف وظيفة لتشغيل المطار وجميع قطاعاته المختلفة من الطيران العماني والشركة العمانية لادارة المطارات.

إن ملامح مطار مسقط الدولي الجديد بدأ يلاحظه الكثير من الناس المترديين على الشارع المؤدي إلى المطار من خلال الحركة اليومية للشاحنات والآليات والأجهزة التي بدأت تنتشر على رقعة واسعة من الأرض المخصصة لهذا المشروع الكبير، وهذا ما يتم أيضا في مطار صلاة الدولي، وأن تشغيلهما في المستقبل سيكون مكسبا جديدا للبلاد، الأمر الذي سيدعم من الحركة التجارية والسياحية والثقافية بين السلطنة وسائر الدول الأخرى في العالم. ولا شك أن هذا الاهتمام يأتي ضمن الاستراتيجية الشاملة للسلطنة بتطوير قطاع الطيران المدني في السلطنة بشكل عام، ومطاري مسقط وصلالة الدوليين بشكل خاص.

لقد تم تشكيل عدة لجان لمتابعة العمل في هذين المشروعين المهمين اللذين سيتم تزويدهما بالأنظمة المتكاملة لإدارتهما مستقبلا، وكذلك لمتابعة مختلف الجوانب الفنية والمالية والتعاقدية للمشروعين، بالاضافة إلى العناية بدراسة شاملة ومتكاملة للمسارات الجوية العمانية بحيث تتلاءم مع حركة الطائرات على المدرج الجديد بمطار مسقط الدولي الذي سوف يستوعب عند تجهيزه 58 موقفا للطائرات، الأمر الذي سيؤدي إلى استقطاب عدد كبير من شركات الطيران العالمية إلى هذا المطار الجديد. وبالتالي سيعطي انطباعا متغايرا للزائر القادم إلى عمان أو الذي يقف برهة لساعات محددة في المطار.

الحراك الشعبي العربي يكاد ينحرف عن مساره/ نقولا ناصر


(كيف يعقل لحكومات تضطهد شعوبها وتحتل أو تدعم احتلال أوطان الغير أن تدعم شعوب الأمم الأخرى بعامة والحراك الشعبي العربي بخاصة من أجل التحرر السياسي والاقتصادي)

منذ انفجرت أزمة النظام الرأسمالي الليبرالي المعولم في الولايات المتحدة قبل أكثر من عامين، توقع المعارضون اليساريون وغير اليساريين لهذا النظام بل وحرضوا على حراك شعبي أميركي ضد هذا النظام من أجل تغييره أو اصلاحه في الأقل، خصوصا بعد أن حلت الادارة السياسية لهذا النظام في واشنطن العاصمة الأزمة المالية للقلة المسؤولة في المقام الأول عن انفجار الأزمة والتي تركز الثروة والسلطة السياسية بين يديها من جيوب الأكثرية الساحقة التي كانت ضحية لها.

وفوجئ هؤلاء المعارضون عندما جاء الرد الشعبي الأول عربيا في أقطار كان النظام السياسي فيها قد حولها الى نماذج للعولمة الرأسمالية بنسختها الأميركية الليبرالية والى توابع تدور في فلك القيادة الأميركية لهذا النظام استراتيجيا وعسكريا وأمنيا وسياسيا واقتصاديا.

غير أن القيادة الأميركية لهذا النظام سرعان ما نجحت كما يبدو في تنظيم ثورة مضادة تمكنت أولا من احتواء الحراك الشعبي في هذه الأقطار العربية وحصره في اصلاحات تجميلية للأنظمة السياسية فيها لا تمس جوهر النظام الاقتصادي الذي أفرزها ولا تطال علاقاتها الخارجية التي تبقيها أسيرة المدار الأميركي، ثم تمكنت ثانيا من حرف الحراك الشعبي العربي عن أعدائه الحقيقيين وتناقضه الرئيسي باتجاه تناقضات ثانوية في الأقطار العربية التي تجهد لشق طريق وطني مستقل لها خارج الفلك الأميركي.

لقد بدأ الحراك الشعبي العربي، الذي درج وصفه ب"لربيع العربي"، في السابع عشر من كانون الأول / ديسمبر عام 2010 باحتجاج "اقتصادي" فردي عندما أشعل محمد (طارق) البوعزيزي نارا في نفسه لم تستطع كل الاطفائيات الوطنية والدولية للنظام الرأسمالي الليبرالي المعولم اخماد ألسنة اللهب التي امتدت بسرعة تحبس الأنفاس لتشعل حريقا اقليميا كان من المنطقي والمتوقع أن يحول الاحتجاج الاقتصادي الفردي للجامعي التونسي العاطل عن العمل الى ثورة عربية اجتماعية – اقتصادية تغير النظام الاقتصادي والأنظمة السياسية والقمعية التي أفرزها كي تحميه.

لكن التدخل الأميركي – الأوروبي، الذي أفرز ظاهرتين، هما الحرص على عسكرة الحراك الشعبي ثم دعمه بالتدخل الخارجي العسكري وغير العسكري، العلني والسري، يكاد اليوم يحول النار الشعبية العربية الى نار تأكل نفسها، كي يبدأ العد العكسي للحراك الشعبي العربي عمليا في اليوم التالي لاندلاع "ثورة 17 شباط / فبراير" في بنغازي الليبية عندما فوجئ العالم بالمتظاهرين "السلميين" مسلحين تسلحا مكنهم من السيطرة على معسكر كتيبة الفضيل المجاور للجيش النظامي.

وعسكرة الحراك الشعبي السوري التي اتخذت من الاحتجاجات السلمية دروعا بشرية لها بدأت في وقت مبكر وسط تعتيم وتشويش اعلامي يخلط عمدا بين الهاربين من التجنيد الاجباري وبين الانشقاق العسكري، وبين تجار السلاح المحترفين وبين مهربيه الذين يستهدفون التمرد المسلح. وإذا كان التعتيم الاعلامي المتعمد يغطي على سقوط ما يزيد على ألف ومائتين عسكري وشرطي ورجل أمن عدا عن مدنيين منهم أكاديمين ضحايا لهذا التمرد باعتباره دعاية حكومية، فكيف يمكن تفسير ما جاء في تقرير لموقع "ديبكا" الالكتروني الاسرائيلي وثيق الصلة باستخبارات دولة الاحتلال في الرابع عشر من آب / أغسطس الماضي، على سبيل المثال، من أن "القوات السورية تواجه مقاومة شديدة، وتنتظرها مصائد مضادة للدبابات، وحواجز محصنة يحرسها محتجون مسلحون برشاشات ثقيلة... ويفكر الاستراتيجيون في حلف الناتو بصورة متزايدة في ضخ كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، ومدافع المورتر، والرشاشات الثقيلة في مراكز الاحتجاج لكسر ظهر القوات المسلحة الحكومية". ونسب التقرير الى "مصادر اسرائيلية" لم يسمها قولها إن القيادة العليا التركية وحلف الناتو يدرسان تنظيم "جهاد" بتجنيد آلاف من "الإسلاميين" على نمط "الجهاد" و"المجاهدين" الذين نظمتهم وكالة المخابرات المركزية الأميركية ضد الغزو السوفياتي السابق لأفغانستان. إن أي محاولة لدحض مثل هذه التقارير بالادعاء أن دولة الاحتلال الاسرائيلي قد سخرت أجهزتها لتأييد الرواية السورية الرسمية عن "السلفيين" العائدين من "مقاومة" الاحتلال الأميركي في العراق، الذين قدرت مصادر (مثلا المستشار السوري خالد الأحمد في تصريج للديلي ستار اللبنانية باللغة الانكليزية في 23/9/2011) عددهم بأربعة آلاف في جبل الزاوية والفين في منطقة حمص، سوف تكون محاولة لا يصدقها عقل ولا يقبلها منطق.

إن "حركة احتلوا الوول ستريت" التي بدأت في العاصمة المالية الأميركية لنظام العولمة الرأسمالية في نيويورك قبل أكثر من شهر لتتوسع منها الى بقية مدن الولايات المتحدة قبل أن تمتد عبر المحيط الأطلسي الى المراكز الأوروبية المماثلة، والتي ترفع شعار "نحن ال99%" من الشعب، في وجه قلة ال1% المتحكمة في الثروة والسلطة والقرار السياسي والاقتصادي، ربما جاءت في وقتها كي توقظ الحراك الشعبي العربي، ليستعيد وعيه، ويصوب اتجاهه، ويوحد صفوفه، ليظل التسعة والتسعون في المائة وراء هذا الحراك في مواجهة الواحد في المائة، الذين ارتهنوا القرار الوطني للحماية الأجنبية لاحتكارهم للسلطة والثروة. وقد عرفت "حركة احتلوا الوول ستريت" نفسها على موقعها الالكتروني بانها "حركة لا قيادة لها... والشيء الوحيد الذي يجمعنا كافة هو أننا التسعة وتسعون في المائة الذين لن يتسامحوا بعد الآن مع جشع وفساد الواحد في المائة"، فهل يختلف هذا الوصف كثيرا عن الحراك الشعبي العربي! لماذ إذن يكاد هذا الحراك يضيع بوصلته!

وفي حرص الواحد في المائة العرب على الحماية الأجنبية أذعنوا لاحتلال فلسطين كأمر واقع منذ ما يزيد على ستين عاما، واستسلموا لواقع الاحتلال الأميركي للعراق كقدر لا راد له، وشلوا أي عمل عربي مشترك حتى في حده الأدنى بحيث أصبحت الشراكة مع حلف الناتو اليوم هدفا لهم أقوى من أي معاهدة للدفاع العربي المشترك، شراكة تستحق التضحية بالاستقلال الوطني لأقطار عربية أخرى "عربونا" لها، ليكون الوضع العربي الراهن، العاجز عن الدفاع والفاشل في صنع السلام، وضعا تمنحه جامعة الدول العربية التي يتحكمون بقرارها "شرعية" تحظر على مقاومة الاحتلال وتهديد السيادة الوطنية أي استعانة بأي دعم يرفضون هم أو يعجزون عن توفيره لها.

والمفارقة، كما كتب أحدهم في الغرب، أن المحتجين العرب المؤيدين للديموقراطية يدفعون اليوم من دمائهم ثمنا لقيم ثقافية وسياسية أميركية بينما تستنزفهم الإدارة الحاكمة في واشنطن حتى الموت بتبنيها سياسات داخلية وخارجية تجاه العالم العربي تتناقض مع هذه القيم في حد ذاتها من ناحية وتتناقض معها بتبنيها لجدول أعمال دولة الاحتلال الإسرائيلي من ناحية ثانية.

وإذا لم تكن "حركة احتلوا الوول ستريت" كافية لفتح الأعين على تحريف أهداف الحراك الشعبي العربي وعلى حرفه عن أهدافه فإن هذا الحراك في مساره الحالي يتجه نحو الانتحار الذاتي، فحلف الناتو وقيادته الأميركية الذين يتحايلون الآن لاجهاض الحراك المماثل لشعوبهم لا يمكن أن يكونوا أنصارا للحراك الشعبي العربي. فعندما اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما زيادة الضرائب على من يزيد دخلهم السنوي على مليون دولار من الأميركيين، سارع رئيس مجلس النواب الجمهوري في الكونغرس، جون بويهنر، الى معارضة الاقتراح باعتباره، كما قال، يرقى الى "حرب طبقية".

ولم يكن الطابع الطبقي ل"حركة احتلوا الوول ستريت" بحاجة الى جون بويهنر لاثباته، فهي تحتج على انعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية، وجشع الشركات الكبرى وقوتها ونفوذها وجماعات ضغطها التي حولت النظام السياسي الى خادم لمصالحها وحارس لها، ولذلك فإنها تطالب بلجنة رئاسية مهمتها "إنهاء سيطرة المال على ممثلينا في الكونغرس"، وتعترض على "سيطرة الواحد في المائة من الأميركيين على 40% من ثروتنا". ولذلك ايضا اتخذت الحركة "ساحات تحرير وتغيير لها" في شارع المال الرئيسي قرب مركز التجارة العالمي والبورصة في نيويورك، وفي أوروبا اتجهت مسيرة للحركة نحو مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، نيويورك ألمانيا، وعندما فضت الشرطة البريطانية تجمع الحركة أمام بورصة لندن خيمت امام كنيسة سانت بول التاريخية على مقربة منها فأغلقتها أمام السياح، وفي روما استهدفت مصلحة الضرائب ووزارة الدفاع، الخ.

في الرابع من هذا الشهر، كشف تقرير لرويترز إحدى حيل قلة الواحد في المائة لتحسين صورتهم وامتصاص النقمة الشعبية على جشعهم وفسادهم. ف"في مواجهة الحديث عن الحرب الطبقية في واشنطن ومسيرات الاحتجاجات على الوول ستريت، يستقوي بعض اللاعبين الكبار في أميركا الشركات الكبرى بالأعمال الصغيرة في ما يرى فيه مراقبون تحركات لتحسين صورتهم في زمن غضب عام متصاعد". فقد "تبرعت" شركة "ستاربوكس"، وهي أكبر سلسلة لتجارة القهوة في العالم، بخمسة ملايين دولار تقرضها لل"أعمال الصغيرة" والمنظمات غير الربحية. وتستعد شركة جنرال اليكترك العملاقة لاستضافة اجتماع في ولاية أوهايو "لتشجيع نمو الشركات متوسطة الحجم". لكن رويترز اقتبست من الاقتصادي بمعهد ابحاث السياسة الاقتصادية بواشنطن، جوش بيفنس، قوله تعليقا على مبادرات كهذه: "إنه استعراض في الأغلب. فالشيء الوحيد الذي سوف يحسن وضع العمالة في العامين المقبلين هو سياسة اقتصادية شاملة". والجدير بالذكر أن دعم "المانحين" الأميركان والأوروبيين لل"أعمال الصغيرة" والمشاريع الفردية في الدول العربية يأتي في رأس أولوياتهم، كما هو الحال مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو اس ايد" على سبيل المثال.

والمفارقة المفجعة أن هناك من نجح في دفع بعض الحراك الشعبي العربي الى الاستنجاد بتدخل الحكومات الغربية التي تحاصر شعوبها الثائرة عليها وتقمعها، بالضد من كل منطق، إذ كيف يعقل لحكومات تضطهد شعوبها، وتحتل أو تدعم احتلال أوطان الغير، أن تدعم شعوب الأمم الأخرى في حراكها من أجل التحرر السياسي والاقتصادي!

واللافت للنظر أن حرف الحراك الشعبي العربي عن مساره وتحريف أهدافه قد أعماه عن القاسم المشترك الحيوي الذي يربطه ب"حركة احتلوا الوول ستريت" التي أصبحت عالمية الآن. ومن الواضح أن هذه الحركة التي تصف نفسها بأنها "حركة بلا قيادة"، أو "حركة مقاومة لا قيادة لها" كما وصف امتداد هذه الحركة في جنوب افريقيا نفسه، سوف يقود عدم وجود قيادة لها الى إجهاضها وحرفها عن مسارها، حيث تبدو اليوم جماهير ماركس ولينين من العمال والملايين المتساقطة من الطبقة الوسطى التي افقرتها العولمة الرأسمالية في الغرب تتحرك دون قيادة النظرية الماركسية وأحزابها الشيوعية. وبصورة مماثلة سوف يقود غياب أي قيادة نظرية وسياسية الى عدم تنظيم الحراك الشعبي العربي وحرفه عن مساره.

ويتضح انحراف هذا المسار، بالمقارنة مع "حركة احتلوا الوول ستريت"، في عدم وضوح التوجه الاجتماعي للعوامل الاقتصادية التي فجرت الحراك العربي في المقام الأول، وهو حراك في "شعبويته" تعبير واضح عن "الصراع الطبقي"، وبالتالي كان المفترض أن تكون خنادق الصراع واضحة بين التسعة والتسعين في المائة من المحرومين وبين الواحد في المائة التي يطالب الحراك بإسقاط نظامها السياسي.

لكن هذا الحراك في بعض ساحاته يكاد ينحرف عن هذا التناقض الرئيسي باتجاه صراعات ثانوية، فيتخذ في بعضها طابعا دينيا أو يدفع اليه، فيثير انعكاسات سلبية على وحدة صفوف الحراك نظرا للتعددية التاريخية الدينية والطائفية والمذهبية، ويتخذ في بعضها الآخر طابعا "ليبراليا" يتحدى الايمان الديني للشعب أكثر مما يتحدى التيارات الدينية السياسية، بحيث يكاد يتحول الصراع الطبقي في جوهره الى صراع ديني – ليبرالي، مما ينذر باستنساخ اقتصادي للنظام السياسي الذي أسقط أو ما زال الحراك يجهد من أجل إسقاطه، وبحيث يكاد الحراك الشعبي ينسى حقيقة أن الواحد في المائة التي يسعى الى إسقاط نظامها السياسي لا دين لها أو طائفة أو مذهب، وفيها من كل الأديان والطوائف والمذاهب، وترتبط مصالح جميعها بالعولمة الرأسمالية، وبالتالي فإنها الوحيدة التي لها مصلحة في التدخل الأجنبي لدول العولمة، وهي الجهة الوحيدة التي لها مصلحة في عسكرة الحراك الشعبي العربي، فالقلة المحتكرة للثروة والسلطة هي الوحيدة التي بحاجة الى السلاح والتدخل الأجنبي لحمايتها وللتعويض عن فقدان التأييد الشعبي لها. لذلك فإن الدعوة الى عسكرة الحراك الشعبي والمطالبة بالتدخل الأجنبي باسم الحراك ذاته هما دعوة ومطالبة تغطيان على المستفيد الوحيد منهما، والتسعة والتسعون في المائة ليسوا بحاجة لهما، وبالتأكيد لن يكونوا هم المستفيد منهما.

* كاتب عربي من فلسطين