خربتوها وقعدتوا على تلها/ د. ماهر حبيب‏

لو فيه واحد كان فاكر إن الإنتخابات حا تخلى مصر حاجة تانية: واهم.
 لو فيه حد كان فاكر الإخوان حا يخسروا الإنتخابات: عايش فى الشبورة.
 لو حد فاكر إن بديل مبارك حد تانى غير الشيخ أبو إسماعيل: أقول له صح النوم.
 لو حد فاكر إن الدستور إللى جاى حا يتضمن كلمة واحدة تحمى الأقباط أو المسلمين الليبراليين: يبقى واحد خيالى مش عايش على أرض الواقع. والعينة بينة إكتساح التيار الدينى فى بداية الإنتخابات وفى المناطق إللى كان ممكن يكون فيها الرمق ولسه حا تشوفوا إكتساح مالوش حدود فى قرى وصعيد مصر وسلم لى على الديموقراطية وصندوق الإنتخاب.
قعدتوا تقولوا حزب الكنبة حا يطلع يكسر الدنيا قعدتوا تقولوا الإخوان حا يعرفوا حجمهم مصر بخير وطلعوا ننانيس الثورة يعملوا شبورة ويمثلوا دور الضحية فى ميدان التحرير ويعلنوا الحرب على الشرطة وبعدين يسوروا ميدان التحرير علشان ناويين يقعدوا فيه 30 سنة فى الشارع ويعملوا جمهورية الموز ومقرها مجمع التحرير ورمزها قاعدة التمثال المهجور بميدان التدمير.
حزب الكنبة إللى بتقولوا عليه نصه بدقون والنص التانى لابس نقاب وعند اللزوم بينزل الشارع ويعبر عن التطرف والدروشة إللى ماليه المجتمع والحق على إللى قرا الموضوع غلط فمن أول يوم من نكسة خساير قلنا إن دى الفرصة الذهبية لإقامة الدولة الدينية ففى وجود الحاج أبو عمامة ومعاه وزيرة خارجية ما تعرفش الألف من كوز الدرة وفى وجود تخبط سياسى فى مصر وناس إتنصب عليها ولقيت نفسها متورطة فى غلطات ما يقعش فيها مبتدئ سياسة فخلوا الإنتخابات قبل الدستور وخلت رئيس الجمهورية منظر زيه زى خيال المأتة والشارع الجاهل ديموقراطيا هو إللى سايق والحكاية تحولت لحرب بين من يعلى من شأن الدين ومن يتم تصويره على إنه هادم للدين وطبعا كلنا عارفين النتيجة.
يلا بعد الإنتخابات إيدينا فى أيد بعض نهد الهرم ونكسر أبو الهول ونحطم تماثيل الفراعنة ونحجب وننقب كل ستات مصر ونعين فى الحكومة إللى دقنه أطول ونحول كنايس مصر لمجمع خدمات ونمنع دخول السياح الأجانب ونطلع على شرم الشيخ والغردقة ونكسر القرى السياحية ونسرح العاملين فى السياحة ونهتف لأبو إسماعيل ونقوله إخترناك إخترناك ونحول مصر لأفغانستان جديدة أو صومال جديد وحا نهد حضارة 7000 سنة وكله ببركة ثوار التحرير إللى هبروا الهبرة من ماما أمريكا وقدموا مصر تفاحة مقشره لإخوان طظ فى مصر وشركاءهم أمات دقون وجلاليب قصيرة.
خربتوا البلد بثورتكم المشؤومة ومش إنتم وحدكم المسؤلين فالنظام السابق إللى خلى مفيش إختيارات يا إما نظام مبارك بفساده يا نظام الإخوان والسلفيين وطبعا شباب الفيس بوك والتويتر كان مجرد منيديل كلينيكس تستعمله مره واحدة وترميه وأهم ملقحين فى ميدان التحرير وإللى ما يشترى يتفرج وبقول لهم روحوا شوفوا لكم شغلانة بدل ما إنتوا بياعين كلام لا يودى ولا يجيب لأنكم خربتوها وقعدتوا على تلها

حزب العدالة والتنمية يحمل الأمانة/ د. مصطفى يوسف اللداوي


هنيئاً من كل قلوبنا لحزب العدالة والتنمية المغربي على ما حققه من نتائج مشرفة في الانتخابات البرلمانية المغربية، فقد من الله عليه واجتباه، وأكرمه إذ أعطاه، واصطفاه من بين الأحزاب وانتقاه، وحمله أمانةً عظيمةً تنوء عن حملها الجبال، ويهرب من هولها يوم القيامة الرجال، ولكنه استحق بجدارةٍ واقتدارٍ هذه المكانة العلية، والدرجة السنية، والوزارة العالية الرفيعة، إذ أنه أمينٌ على رسالته، وفيٌ مع شعبه، صادقٌ في نهجه، ماضي في سيره، مخلصٌ في عمله، لا يلتفت لغير صالح وطنه، ولا يعير اهتماماً لغير أهداف أمته، فحاز على ثقة الشعب، ونال شرف تقدمه على غيره، فهذه نتيجة العمل الجاد والمخلص، وهذا ثواب الشعب لمن يعمل جاداً لصالحه، ويثابر لخدمته، ويتفانى في رعاية قضاياه، وتبني همومه، ويسعى في حل مشاكله وتجاوز صعابه، وقد رأى الشعب شعاراته فآمن بها، وخبر أقواله فاطمأن إليها، وعرف رجاله فوثق بهم، فكان حرياً بالمغاربة العلويين أبناء الدوحة النبوية الشريفة أن ينحازوا لمن يرفع راية نبيهم الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

وهنيئاً للمغرب شعباً الذي منح ثقته لحزب العدالة والتنمية، وحمله أمانة إدارة شؤون البلاد، والنهوض بأحوالها، وسلمه مقاليد الحكم ليسوس البلاد في وقتٍ ضل فيه الحكام، وسادت فيه أجهزته فعاثت في الأرض الفساد، وحكمت فظلمت، وسادت فخربت، وملكت فحرمت، وعم جورها البلاد، وطغى في أرضهم الظلام، فكثر الفقر، وشاع الخراب، وسادت الفوضى، وتعمقت الشروخ الاجتماعية، وتمزقت عرى المجتمع وقد نكث الحكام غزله، وخربوا نسيجه، فكان أمل المغاربة وقد اختاروا حزب العدالة والتنمية أن يخرجوا معه من فقرهم، وأن يودعوا ببرامجه أزماتهم فيجد لهم حلاً للبطالة، ويوفر لهم بخططه فرصاً للعمل، وآفاقاً للاستثمار، ويضع حداً لأحلام الهجرة واللجوء، فتكون بلادهم خيراً من كل دول المهجر واللجوء، يتمسكون بها ويفضلونها على غيرها، أمل المغاربة الذين أعياهم السابقون، وأتعبهم الماضون، وقد اختاروا حزب العدالة والتنمية أن يتجاوزوا معه مشاكلهم وهمومهم المغربية والمغاربية، وأن تكون ولاية العدالة عدلاً، وفترة حكمها تنميةً وازدهاراً.

وشكراً لملك المغرب الذي أحب بلده وشعبه وأهله فعجل بالإصلاح، وسلك طريق السلامة، ونأى بنفسه وبلده عن الطرق الوعرة والمسالك الخطرة، وحمى المغرب أرضاً ووطناً وشعباً من الفوضى والخراب، فقرر إصلاحاتٍ دستورية، وأخرى اجتماعية، وعززها باقتصادية، وأوفى بعهده، ونفذ وعده، وهيأ لشعبه انتخاباتٍ شرعيةٍ شفافة، ومنحهم الفرصة لأن يقولوا دون خوفٍ كلمتهم، وأن يختاروا بأنفسهم حكومتهم، فأحسن إلى نفسه ووطنه، وحمى شعبه وأهله، وأعطاهم أكثر مما يريدون، ومنحهم أفضل ما يتمنون، فكان بخطواته مثلاً يحتذى، ونموذجاً يقتدى به، إذ أدرك أن ملكه يقوم على حب الشعب له، وصدقه معهم، وعرشه يقوم على قلوب أبناء بلده ويسكن في حنايا صدورهم، يحمونه ما حفظهم، ويفدونه ما صدقهم، ويلتفون حوله ما كان منهم ولهم، فكان قراره الحكيم أن يكون مع أبناء شعبه، فاستجاب لهم ليبقى معهم، ولبى طلباتهم لينعم وإياهم، وحقق خياراتهم ليأمن بها على بلده.

الأمانة التي حملها الشعب المغربي لحزب العدالة والتنمية أمانةٌ كبيرةٌ عظيمة، ومسؤولية تاريخية يحاسبون عليها أمام الله أولاً ثم أمام شعبهم، فهي ليست نزهة كما أنها ليست تشريفاً فقط، وليست منصباً يفاخرون به غيرهم، ويتيهون به على الأحزاب الأخرى، إنه اختبارٌ لهم بعد فشل الآخرين، وامتحانٌ لهم بعد عجز السابقين، وهي تجربةٌ إسلاميةٌ جديدة، كل العالم يرقبها ويتابعها، منهم من هو خائفٌ وجل من فشل التجربة الإسلامية، ويسأل الله أن يكللها بالنجاح، وأن يلهمها الصواب، ويجنبها الخطأ والزلل، إذ أن نجاحها نجاحٌ للأمة كلها، وانتصارٌ للمنهج الإسلامي ليكون هو البديل والحل المنتظر للخروج بالأمة من أزماتها ومشاكلها.

وآخرون يتربصون بحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي، ويشعرون بالغصة لفوزه، والحزن لتقدمه، والغيرة مما حققه، والألم لفقدهم مناصبهم والمواقع التي كانوا يتبؤونها، ويشعرون بأن الأمور قد انقلبت، والناس من حولهم قد انفضت، والمناصب التي كانت لهم قد تبخرت، ومصالحهم التي سهروا عليها سنين طويلة قد ينتابها الخطر، وستفتح هيئات الرقابة والتفتيش سجلاتهم، وستكشف عن المستور من حساباتهم وأرصدتهم، وستفضح شركاتهم وصفقاتهم، وستعري شبكاتهم المحلية والدولية، وقد تقودهم إلى المحاكم والسجون على كل ما اقترفوا بحق البلاد والعباد، فتراهم يضعون أمام الحزب القادم من عمق أماني الشعب لحمل الأمانة العقبات والعراقيل، ويضخمون في وجهه الأزمات والصعاب، ويتمنون له الفشل، ولا يرغبون في تقديم المساعدة له، أو النصح لحكومته، ويحذرونه من صعوبة المهمة، ووعورة الطريق، وعظم المسؤولية، لا حرصاً عليهم ولكن خوفاً منهم على مصالحهم.

إنه المصباح قد خرج من المشكاة ليحمل النور إلى المغرب وشعبه، فنسأل الله أن يكون هو المصباح المنير، الذي ينير عتمة ليالي الشعب المغربي، ويسلط الضوء على اهتماماته، ويكون النبراس المضيئ الذي يدل على الطريق، ويقود إلى سواء السبيل، ويهتدي به السالكون، ويسير على نهجه المخلصون، ويمضي على هداه العاملون، فهي أمانةٌ كبيرة تصدى لها حزب العدالة والتنمية، فليكن الحزب ورجاله على قدر الأمانة، وليمضي بها بقوةٍ وحزم، وأمانةٍ وصدق، وليكن مثالاً آخر ونموذجاً مختلفاً، لئلا يخيب آمال من انتخبوه، وألا يحبط نفوس من اختاروه، فالآمال عليه معقودة، والثقة فيه كبيرة، ولكن هذا يتطلب منه عملاً جاداً، وخططاً واقعية، وبرامج مدروسة، وآفاقاً واسعة، وعقلاً مفتوحاً على الجميع، يقبل بالآخرين، ويسمع للنصح ويصغي للرأي الآخر، فلا يكبت ولا يستبد، ولا يبطش ولا يظلم، بل يفتح الآفاق رحبة أمام كل مخلصٍ غيور، وصادقٍ مندفع، وراغبٍ في العمل والعطاء، ولا يحتكر لنفسه ما احتكره الآخرون، ولا يقصي بسياسته المخالفين، وليسعهم بحلمه، وليشملهم بانفتاحه، وليقبل بهم شركاء، يقاسمهم المسؤولية، يوحد بهم شعبه، ويقوي بهم شوكته، ويحصن باتفاقه معهم وطنه.


مصر: الفتاة التى فقدت "عذريتها"/ مجدى نجيب وهبة



** مصر .. فتاة ممشوقة القوام ، جميلة يافعة .. أطلقوا عليها "فتاة النيل" .. ضفائر شعرها تتدلى فوق نهديها فى دلال وكبرياء .. عينيها زرقاء كلون البحر .. صافية كصفاء مياه النيل ..

** مصر .. فتاة إلتف حولها الذئاب من كل صوب وتجاه ، كل يحاول أن ينال منها ، ولكنها ظلت شامخة أبية .. تدافع عن شرفها وعرضها ، وعن كرامتها ، ولا يهتز لها جفن .. تنظر إلى الذئاب حولها فى تعفف وكبرياء ، فمن هؤلاء الأقزام الذين صورت لهم أنفسهم أن يسعون لرضائها ، وطلب ودها ..

** ظلت "مصر الفتاة" شامخة ، إلى أن بدأت الضربات الموجعة تنهال عليها .. ظلت تقاوم ، وتقاوم ، وتقاوم .. ولم تجد "مصر الفتاة" من يقف بجوارها ، حتى الذين وعدوها ، وقالوا لها .. لا تخافى ياعروستى .. فنحن نؤمنك ، ولن نسمح بأى ذئب الإقتراب منك .. كانت كلماتهم معسولة ، ولكنها كلمات لم تترجم على الواقع المر الذى أصابها ، بركت على رجليها ، ولم يتقدم أحد لكى يسعفها ، أو يساعدها على النهوض ، بل تركوها وعيروها .. بدأ وجهها فى الإنكماش ، وجفون عينيها الواسعتين فى الذبول ، بينما الدموع تتساقط من عينيها ، وهى ترى الذئاب والعقارب والحيات تقترب منها أكثر ، وأكثر .. وهى تقف عاجزة .. تنظر بعين مكسورة ، وجسد متهالك ، ونفس مهزومة ، والضربات الموجعة تأتيها من كل صوب وتجاه .. بحثت عن الذين قالوا لها "لا تخافى .. نحن سوف نحميكى" ، فنحن نملك السلاح والقوة والقانون والهيبة .. ولكنها لم تجد أحد .. تركها كل هؤلاء للذئاب الضالة والأفاعى والحيات ..

** بدأ الجميع يرقص حولها رقصة الموت ، حتى خارت قواها ، وسقطت على الأرض .. هتكوا عرضها رغم مرضها ، لم يرحمها أحد ، فالجميع نهشوا فى لحمها وعرّوها ، وغرسوا أصابعهم فى جسدها النحيل .. كانت تتحلى ببعض الأساور فى معصمها .. إنتزعوا هذه الأساور .. كانت ترتدى عقد من اللؤلؤ يتدلى من رقبتها .. إنتزعوه وأسقطوه وألبسوها عقد من الحجارة وزجاجات المولوتوف .. قذفوها بكرات اللهب .. أحرقوها ، وظلت تصرخ والجميع يرقص حولها رقصة الموت ..

** تركوا النار مشتعلة بها ، حتى تحولت إلى قطع صغيرة من الفحم .. ولم يعد أحد يبكى عليها .. فقط أسقطوها ، وهم يرفعون رايات النصر ..

صوت الأقباط المصريين

مقتل الشابة ميريام الأشقر والمسؤولية/ الياس بجاني


شقيق الضحية ميريام الأشقر، أنطوان، عقب الصلاة على نفسها في بكركي يوم الأحد 27 ت2/11: "ميريام قديستنا وشفيعتنا كانت ذاهبة لتتلاقى بالرب كما فعلنا الآن في هذا القداس، والرب اختار ان يبقيها عنده شهيدة وقديسة في السماء". "قبل أن نبدأ أحب أن أتشارك معكم صلاة من إنجيل ميريام الملطخ بالدم وهي من مزمور 18 كانت تصليه قبل أن يهاجمها المجرم: "حبائل الموت اكتنفتني وباغتتني سيول الهلاك وإشراك الموت نصبت قدامي، في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وبلغ صراخي أذنيه. أرسل من عليائه فأخذني، أخرجني إلى الأمان، فخلصني لأنه رضي عني".

طبياً إن الشفقة Sympathy)) إحساس عابر وآني لا يساعد ولا يجدي، في حين أنه لا يمكن لأحد أن يتحسس ويتفاعل مع عمق وتأثير الكارثة الكبيرة التي منيت بها عائلة الضحية الشابة ميريام الأشقر في ساحل علما الكسرواني إلا إذا وضع الإنسان نفسه عقلياً وعاطفياً مكان أفراد العائلة المفجوعة وعاش المأساة تقمصاً ووجداناً كما يعيشونها هم بكل آلامها وأوجاعها ومعاناتها وصدمتها والشعور بعدم وجود أمن حتى داخل الأديرة (التقمص العاطفي ((Empathy، وهذا أمر علاجي معمول به في حقل الطب النفسي.

مقتل الشابة ميريام هو كارثة بكل ما للكلمة من معنى مما يستوجب على المسؤولين الروحيين والسياسيين الذين يتحملون كامل المسؤولية تماماً كالقاتل المجرم مواجهة المشكل بإيمان وضمير وتجرد وشفافية والعمل الجدي والفاعل على عدم تكرار حدوث هكذا جرائم بإزالة المسببات والظروف التي كانت وراء مقتل ميريام ، كما أن العدل يقضي بأن يعاقب بشدة كل من تسبب بوقع هذه الجريمة كائن من كان دون مسايرة لمقامات أو "لفلفة" لحقائق أو تلطي وراء مواقع.

بداية ومن منطلق إيماني مسيحي بحت ميريام لم تمت، بل انتقلت من الموت إلى الحياة وروحها الطاهرة هي في حالة رقاد بانتظار عودة المسيح يوم الحساب الأخير، ومن قتل جسدها لم يتمكن من قتل
روحها الطاهرة. "وأقول لكم، يا أحبائي: لا تخافوا الذين يقتلون الجسد، ثم لا يقدرون أن يفعلوا شيئا، ولكني أدلكم على من يجب أن تخافوه: خافوا الذي له القدرة بعد القتل على أن يلقي في جهنم. أقول لكم: نعم، هذا خافوه" (لوقا 12/04 و05).

حملت ميريام إنجيلها ومسبحتها وقصدت الدير المحاذي لمنزل ذويها لتصلي كما تعودت منذ سنين إلا أن يد الإجرام الغادرة والإبليسية والمخابراتية البعثية كانت بانتظارها فأردتها بوحشية وقلب متحجر ووجدان عفن. الجريمة لم تُرتكب على طريق أو في مقهى أو بار أو في أي مكان تقع فيه عادة الجرائم، بل وقعت في دير وهنا الكارثة الكبيرة لأن القاتل وهو ضابط مخابرات سوري كان يعمل حارساً في هذا الدير بأجر شهري مقداره 600 دولاراً أميركياً.

نعم القاتل ضابط مخابرات سوري كُلف حراسة دير ماروني في كسروان لا يبعد عن مقر البطريركية المارونية في بكركي سوى مئات الأمتار فقط. أمر لا يصدق ولا يمكن تصوره ويطرح مع الغضب والاستنكار والأسى والقرف عشرات الأسئلة المحقة التي لا بد وأن الأجوبة عليها تدين بشدة الراهب المسؤول عن الدير الذي وظف هذا المجرم ليكون عيناً مخابرتية سورية تراقب مقر البطريرك الماروني وطبعاً ليجعل من الدير نفسه وكراً مخابرتياً ومرتعاً للجريمة.

أيعقل أن الراهب المسؤول عن الدير لم يجد مواطناً مارونياً لبنانياً بإمكانه القيام بهذه الوظيفة ليعطيها لضابط مخابرات سوري؟
لا، لا، هذا أمر مريب وفي منتهى السخف والإجرام والغباء والتخلي لأن الآلاف من شباب الموارنة تحديداً واللبنانيين عموماً هم عاطلون عن العمل ويقفون في "الطوابير" على أبواب السفارات الأجنبية بقصد الهجرة لتأمين عمل شريف ولقمة عيش كريمة.

أي إيمان هذا، وأي ضمير ذاك، الذي يسمح ويجيز لمن نذر العفة والطاعة والفقر وقبل الدعوة الكهنوتية أن يقترف هذا العمل المشين والمستنكر وغير المبرر تحت أي حجة وطبقاً لأي منطق؟
بصوت عال نقول للمسؤولين عن الدير وللرهبنة التابع لها انتم من يتحمل المسؤولية الأولى، ولولا إهمالكم وجحودكم والكفر لما كانت وقعت الجريمة، وبالتالي يجب أن يحاكم المسؤول عن توظيف المجرم وطرده من الرهبنة.

إن من وظف هذا المسؤول المخابراتي البعثي في الدير هو شريكه في ارتكاب الجريمة، كما أن كل المسؤولين الروحيين المعنيين الذين عرفوا بالأمر هذا ولم يصححوا الخطأ هم أيضاً شركاء ويجب محاكمتهم، ونقطة على السطر.

بإختصار المطلوب عدم توظيف أي غريب ليس فقط في أديرة لبنان، وإنما أيضاً في أي موقع لبناني والبدأ فوراً باستيعاب الشباب اللبناني في كل الوظائف ولدى لبنان ليس فقط الأعداد اللازمة والكافية، بل أيضاً الكفاءات، وذلك تماماً كما تتصرف كل دول العالم التي تحترم مواطنيها والقوانين وكرامة الإنسان.

قضائياً يفرض القانون اللبناني أن يُحاكم المجرم في لبنان، وفي حال تم ترحيله إلى سوريا تحت أي حجة ليحاكم هناك كما أشيع فإن الأمر هذا يعني ببساطة أن ميريام ستقتل مرة ثانية ولكن هذه المرة على يد الدولة اللبنانية.

نطلب لنفس ميريام الراحة الأبدية في جنة الخلد إلى جوار البررة والقديسين ولذويها ورفاقها ومحبيها نعمتي الصبر والسلون.

اضاءة على جمعية "الصوت" لتعميق الوعي الفلسطيني/ شاكر فريد حسن

نشطت على ساحة الجماهير العربية الفلسطينية داخل الخط الاخضر العديد من الجمعيات الاهلية والمؤسسات الثقافية التطوعية ، التي اخذت على عاتقها تعميق وتجذير الوعي الفلسطيني والمساهمة في العمل الوطني والنضالي والنهضة الثقافية والفكرية والعلمية الفلسطينية . ومن هذه الجمعيات ، جمعية "الصوت"، التي تشكلت وتأسست في اواخر السبعينات بالناصرة ، مدينة الحب والسلام والعاصمة الثقافية لشعبنا . وكان من ابرز اعضائها الناشطين والفاعلين المناضل منصور كردوش ، والشاعر جمال قعوار، والشاعر احمد حسين،والاديب نواف عبد حسن ، والشاعر عمر حموده الزعبي وغيرهم .
وضعت "الصوت" امام ناظريها مشروعاً وبرنامجاً ثقافياً ينهض بثقافتنا الفلسطينية الانسانية التقدمية الملتزمة ، ويقدم فكراً فلسطينياً شجاعاً خالصاً من الافتعال والتأرجح بين الالتزامات والمواقف الغامضة على ساحة قضية واضحة وضوح الالم ، والعمل على اصدار الانتاج الادبي الابداعي الملتزم لادبائنا المغيبين والمحاصرين ، سواء منهم المستجدين او النابهين او المبعدين عن النباهة – على حد تعبير اللجنة الادبية.
وكانت "الصوت" افتتحت برنامج النشر باصدار "الكلمة الحرة" وهو كتاب يضم مقالات كتبها اعضاء الجمعية للتعريف بمبادئ الصوت واهدافها . ثم توالت الاصدارات المتنوعة في حقول الشعر والادب والفكر السياسي ، فصدر عنها كتاب "كامب ديفيد – تسوية ام تصفية" للدكتور حاتم صديق ابو غزالة من نابلس، وهو اسهام وجهد فلسطيني يفضح مؤامرة كامب ديفيد ويكشف ابعادها واهدافها ، ومجموعة "الريح والجدار" للشاعر جمال قعوار ، وقصائدها مرآة تعكس الواقع المأساوي في شعر ثوري صادق ، وكتاب "من اجل المستقبل" وهو عبارة عن استطلاع رأي حول فكرة انشاء جامعة عربية في البلاد، ومجموعة "الوجه والعجيزة" للقاص احمد حسين ، وتتسم بفنيتها المذهلة ووعيها النافذ ورؤيتها الواضحة لابعاد المأزق الجحيمي لابناء شعبنا الفلسطيني. اضافة الى كتاب "نحن والمستقبل" للدكتور قسطنطين زريق ، وهو بحث حول الاوضاع الراهنة لقضايا الامة العربية واستشراف لمستقبلها ، وديوان "منزرعون " للشاعر منيب مخول ، الذي يتمحور حول قضية الارض والتشبث بالجذور والهوية ، وتتحدث قصائده عن الالم والنقمة والرفض ازاء ما يحدث من عمليات نهب ومصادرة .
وكذلك ديوان "صعلوك من القدس القديمة" للشاعر المقدسي فوزي البكري ، وهو شعر وطني صادق يعبر عن احاسيس كل فلسطيني يشعر بالقضية في مختلف نواحيها السياسية والطبقية والوطنية ، وقدم له الكاتب الفلسطيني المخضرم عادل سمارة بدراسة عميقة وافية ، وغير ذلك من منشورات ومطبوعات.
وبحكم الظروف الاقتصادية القاهرة ، ولاسباب ذاتية وموضوعية ، اغلقت جمعية "الصوت " ابوابها وتوقفت عن اداء مهمتها ورسالتها الوطنية ، ولم تستكمل مشروعها الثقافي التعبوي الريادي والطليعي ، الذي يصب في خدمة النضال الوطني التحرري والمشروع الثقافي الفلسطيني .
والحق ان "الصوت" كان لها اسهام رائد واثر فعال في تنمية الذوق الادبي والثقافي ، وتأصيل الوعي الملتزم ونشر الفكر الفلسطيني المقاوم ، وقد عملت بجد واخلاص وتفاني من اجل ايصال الصوت الفلسطيني الى الآذان الواعية في المنطقة والعالم ، لأجل الحق والعدل والخير والسلام .

المقدسييون.. وتسريب الأملاك والعقارات للمستوطنين/ راسم عبيدات

..... بداية من الهام جداً القول بأن استهداف القدس سكاناً وممتلكات (عقارات وأراضي ) بغرض الأسرلة والتهويد والتطهير العرقي،هي عملية تشارك به كل المستويات الحكومية الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة السياسية والقضائية والأمنية والشرطية،وتلك الأجهزة ومستوياتها المختلفة تنسق كل خطواتها وإجراءاتها مع الجمعيات الاستيطانية(العاد وعطروت كوهانيم وغيرها) وما يسمى بسلطة أرض إسرائيل والصندوق القومي اليهودي وعبر ما يسمى بقانون أملاك الغائبين،هذا القانون الذي يعتبر بمثابة السيف المسلط على رقاب المقدسيين،والذي يجري تفعيله كلما شعرت الحكومة الإسرائيلية بأن هناك أرض او عقار له أهمية إستراتيجية في عملية توسيع الاستيطان في مدينة القدس تقوم بتطبيقه،وتقوم من خلاله بالاستيلاء على العقار او الأرض المستهدفة،فهذا القانون العنصري يعتبر كل فلسطيني مقدسي موجود له شقيق أو قريب من الدرجة الأولى خارج القدس،حتى لو كان في الضفة الغربية وليس خارج فلسطين هو غائب،وتجري عمليات نقل وتسريب لأملاك المقدسيين من أراضي وعقارات إلى تلك الجمعيات الاستيطانية،ليس من خلال قانون أملاك الغائبين،أو الاستيلاء القسري من قبل حكومة الاحتلال،أو إدعاء الملكية والشراء من قبل الجمعيات الاستيطانية،بل يجب التنبه إلى قضية على درجة عالية من الخطورة،ألا وهي قيام جهات مشبوهة محلية يتعاون فيها بلطجية ومشبوهين وسماسرة ورجال أعمال ومحامين ومهندسين وبعض المأجورين النافذين في مواقع تسمح لهم وتمكنهم من الإطلال والاطلاع على أوضاع ملكية أراضي وممتلكات المواطنين،وهل هم موجودين في البلد أو خارجها؟،حيث يقومون بتزوير ملكية تلك الأراضي والعقارات وتسريبها الى الجمعيات الاستيطانية،أو يقوموا باستغلال أي خلاف أسري أو عائلي أو عشائري حول ملكية عقار أو أرض ووجود عدد او أحد الورثة في الخارج،فيقوموا برفع قضية أمام المحاكم الإسرائيلية،وبما يعني ذلك أنهم وفروا الغطاء لما يسمى بحارس أملاك الغائبين لكي يصبح شريكاً في العقار او الأرض كخطوة على طريق نقل ملكيتها الى الجمعيات الاستيطانية،وبموجب هذه السياسة سربت أملاك في الشيخ جراح كرم المفتي وعدة بيوت هناك وبيوت في الطور والبلدة القديمة وسلوان وغيرها،وبيوت أخرى في شعفاط والشيخ جراح ستؤول الى نفس المصير،إذا لم يجري تدخل جدي من قبل السلطة الفلسطينية والحركة الوطنية والمؤسسات الدينية والمجتمعية لوقف ضعاف النفوس والجشعين وفاقدي الانتماء والضمير من مواصلة طريق المحاكم الإسرائيلية،وليس هذا فحسب بل في ظل إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري،ومنع سكان الضفة من دخول القدس،وجدنا أن هناك بلطجية وزعران ومافيات من بعض أصحاب الربطات الفاخرة والسيارات الفارهة،ومن يسمون أنفسهم بعالية القوم، يقومون بوضع أيديهم على تلك الأراضي او الممتلكات زوراً، وفي العديد من الأحيان وجدت تلك الممتلكات طريقها للتسريب إلى الجمعيات الاستيطانية وحارس أملاك الغائبين.

إن الأكثر استهدافا بهذه السياسة الإسرائيلية هي ما يعرف بالحوض المقدس (سلوان والشيخ جراح والطور ومشارف العيسوية،فبيت سمرين في سلوان والذي أمهلت السلطات الإسرائيلية عائلة سمرين المالكة له إخلاءه حتى يوم الاثنين 28/11/2011 بادعاء ملكيته للصندوق القومي اليهودي، ولكن حركة السلام الآن الإسرائيلية تؤكد على ان هذا المنزل هو واحد من عدة منازل يتم استهدافها في سلوان بعد أن تمت عملية مقايضة اشترك فيها حارس أملاك الغائبين والصندوق القومي اليهودي ومنظمة "هيمنوتا" التابعة له والمنظمات الاستيطانية في سلوان.

وقالت السلام الآن " على مدى السنوات العشرين الماضية عمل الصندوق القومي اليهودي على نقل عقارات فلسطينية في القدس الشرقية الى المستوطنين.عشرات الدونمات والمنازل التي تأوي عشرات الفلسطينيين في سلوان تم إخلائها من قبل الصندوق القومي اليهودي عبر إجراءات متعددة ونقلت الى المستوطنين في جمعية "العاد" وفي الكثير من الحالات نفذ الصندوق القومي اليهودي هذه الأعمال من خلال منظمة "هيمنوتا" التابعة لها".

وذكرت السلام الآن انه" في سنوات 1980 وبداية 1990 تم الإعلان عن عشرات العقارات في سلوان باعتبارها أملاك غائبين وبيعت لسلطة التطوير.وفقا للقانون فانه يطلب من سلطة التطوير ودائرة أراضي إسرائيل إدارة هذه الأملاك بمساواة ودون تمييز على أساس القومية ، ولكن خلافا لذلك عمل الصندوق القومي اليهودي و"هيمنوتا" على أساس مذكرة من قبل الصندوق القومي اليهودي يتم بموجبها تأجير او نقل ملكيات عقاراتها الى ملكية اليهود فقط ، ومن اجل الالتفاف على المساواة قامت السلطات في بداية ال1990 باستخدام الصندوق القومي اليهودي و"هيمنوتا" لنقل العقارات في سلوان الى المستوطنين".

وأكدت على انه "في 23 ايار 1991 تم التوقيع على اتفاقية مقايضة ما بين سلطة التطوير و"هيمنوتا" بموجبها تقوم سلطة التطوير بنقل 30 دونما من املاك الغائبين في سلوان الى "هيمنوتا" بمقابل اراض تمتلكها في منطقة وادي عاره ، والغرض من هذه الصفقة ، كما عرفه مدير دائرة الأراضي في الصندوق القومي اليهودي وهيمنوتا كان "إبقاء هذه الممتلكات تحت الملكية اليهودية" ، ولاحقا تم تأجير بعض هذه العقارات الى منظمة "العاد" الاستيطانية بدون مناقصة".

وقالت السلام الان"غالبية هذه العقارات كانت مأهولة بالعائلات الفلسطينية التي لم تعرف حتى ان بيوتها تم الإعلان عنها كأملاك غائبين وقد بيعت في اتفاقية المقايضة الى "هيمنوتا" وتم تأجيرها للمستوطنين ، وقد بدأت "هيمنوتا" بمطالبة الفلسطينيين بإخلاء منازلهم".

وأضافت" لقد بنى المستوطنون مركز الزوار"مدينة داود" بالقرب من منزل عائلة سمرين ولذا فان المنزل هو ذات أهمية إستراتيجية للمستوطنين لأنه يمنحهم امتداد اكبر في مدخل سلوان بما يؤدي الى تغيير كبير في الحي".

وأشارت إلى انه "يمكن لعملية الإخلاء ان تتوقف وذلك أولا، بأن تقرر هيمنوتا بإبقاء البيت للعائلة الفلسطينية التي عاشت فيه لسنوات طويلة بدلا من نقل ملكيته للمستوطنين وثانيا فان بإمكان الشرطة أن تقرر عدم المساعدة في إخلاء العائلة بل ووقف العملية ، فقد امتنعت الشرطة عن إخلاء المستوطنين من بيت "يوناثان" في سلوان منذ أكثر من 3 سنوات حتى بوجود قرارات من المحكمة التي طلبت منها مراراً ان تخلي المستوطنين منه".

وبيت سمرين ليس الوحيد المستهدف،بل الاستهداف يطال عشرات العقارات والممتلكات والأراضي المقدسية وتحديداً في الحوض المقدس،في إطار تغير الواقع الديمغرافي في المدينة ،وضمن سياسة إسرائيل التي تهدف إلى تحريف تاريخ مدينة القدس أيضاً، منحت حكومة نتنياهو وما يسمى بحارس أملاك الغائبين الجمعيات الاستيطانية حق السيطرة على عقارات مقدسية تشمل أراضي ومنازل في القدس وخاصة في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح، وخصصت لها الموازنات اللازمة.

كما طرحت حكومة الاحتلال الإسرائيلية، مخططات'لإقامة حديقة توراتية على الجهة الشرقية من جبل المشارف والطور والعيسوية'، يتم بموجبها تغيير تصنيف هذه الأراضي من مناطق بناء ومناطق مبان عامة إلى حدائق وطنية توراتية ويحدد فيها البناء بشروط مشددة وضمن قيود صارمة بهدف إقامة اتصال جغرافي بالمستوطنات الإستراتيجية حول مدينة القدس.

وهذا المخطط الخطير يأتي ضمن سلسلة من الخطوات الاستيطانية المتسارعة في القدس والتي في مجملها تكمل بعضها البعض من أجل تغيير الطابع الديمغرافي للقدس لتصبح ذات غالبيه يهودية على حساب الوجود العربي الفلسطيني والذي يمثل انتهاكا فاضحاً للشرعية الدولية والقانون الدولي .

ان الوضع الحالي في مدينة القدس على درجة عالية من الخطورة،والمدينة تتعرض لعملية ذبح واستهداف شاملة،جزء كبير منها مسؤول عنه الاحتلال،ولكن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا أيضاً،فلا يجوز ان نشارك نحن في عملية الذبح تلك،من خلال ترك الحبل على غاربه لمن يعبثون بأرضنا وممتلكاتنا،ويساهمون في ضياعها وتسريبها خدمة لجشعهم وطمعهم وغياب الوازع الاخلاقي والضميري عندهم،وفقدان الانتماء.

حين اغلقت السلطة صحيفة "الاتحاد"..!/ شاكر فريد حسن

تعد صحيفة "الاتحاد" من اعرق الصحف الفلسطينية والشيوعية والعمالية ، التي ما زالت تواصل صدورها منذ سنة 1944 وحتى يومنا هذا ، من حيفا ، تلك المدينة التي تركها زيتونة فلسطين الشاعر عبد الكريم الكرمي( ابو سلمى) وبقيت مفاتيح بيته بجيبه حتى رحيله عن الدنيا . ومنذ ذلك الحين ،وهذا المنبر والسلاح الثقافي والفكري والسياسي في ميدان العطاء ورحاب النضال والكفاح.
ورغم تبدل الاحوال وتغير الظروف ، صمدت "الاتحاد" وبقيت في الارض لانها نفعت الناس وذادت عنهم ، وناصرت المظلوم ، ووقفت مع الحق، وتجندت لمقاومة الباطل والوقوف ضد الاستغلال والاضطهاد والعدوان والاحتلال.
وفي حقيقة الامر ان تاريخ هذه الصحيفة هو نسيج واحد متكامل ، انساني ، وطني، طبقي، اممي، ثوري من جميع النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية . ومن على صفحاتها تعرفنا على الثقافة الاممية والتقدمية والادب الانساني الثوري والشعبي والطبقي الملتزم ، واعلامه ورواده . وقدمت اكبر اسهام في بلورة وتطوير الحركة الادبية والثقافية وخلق جيل من الشعراء والكتاب الوطنيين والتقدميين والثوريين .
ولعل اهم مساهمة قامت فيها هذه الصحيفة العمالية هي التربية الانسانية والتثقيف بروح الاممية والكرامة الطبقية والقومية ، ومن يراجع تاريخها منذ نشوئها وصدورها وحتى اليوم، يلاحظ ثبوتية ورسوخ مواقفها المبدئية من مجمل القضايا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية ، وفي طليعتها المعضلة الفلسطينية .
وقد برزت "الاتحاد" في فضح وكشف جرائم الاحتلال الاسرائيلي ، وتصعيد التضامن مع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني في مقاومة المحتل وانجاز الحقوق الوطنية المشروعة . وعندما اندلعت واشتعلت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ، انتفاضة الحجرعام (1977) اطلق عليها صحيفة "الانتفاضة" بفعل دورها الوطني والانساني الكفاحي ضد جرائم ومذابح وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي.
ونتيجة هذا الدور وهذه المواقف المؤازرة لانتفاضة شعب اعزل مقاوم بالحجر والمقلاع ضد الدبابة والمدفع والسلاح ، صدر امر عسكري اسرائيلي بمنع "الاتحاد" من الصدور لمدة اسبوع كامل ، كاجراء تعسفي ظالم يهدف الى اخراس الكلمة واسكات الصوت العقلاني الهادر الداعم للانتفاضة . وما كان من هيئة التحرير ورئيس التحرير آنذاك الكاتب والسياسي والاديب الفلسطيني المعروف اميل حبيبي ، امام هذا المنع،الا اللجوء الى اصدار صحيفة "المهماز " التي كان يصدرها قبل عقود خلت . ثم عادت الصحيفة للصدور بعد المنع القسري لتكمل رسالتها ومشوارها ، رغم الصعاب والاوضاع المالية الصعبة، مع الكلمة الجادة والموقف السياسي المبدئي والثقافة الوطنية والطبقية الشعبية المنحازة ابداً لجماهير الطبقة العاملة ، والدفاع عن حقوقها ومصالحها، والنضال في سبيل السلام والمساواة والحرية والديمقراطية والعدل والتقدم الاجتماعي والحضاري.

الأطلال/ د. ماهر حبيب


شريط الأحداث إللى عمال يجرى قدام عينينا زى الأفلام الهندى وهو فى الحقيقة فيلم هوليودى من تأليف وإخرج الحاج أبو عمامة ومساعد المخرج ست البيت كلينتون وإنتاج قطرى والحقيقة الفيلم الهابط ده عمال يحقق أرباح خيالية للمنتج والمخرج والكومبارس والضحية هو المتفرج إللى هو إحنا لأنهم نصبوا علينا وقدموا لنا فيلم مضروب أصابنا بالتخلف العقلى والجمهور كسر السينما على إللى فيها من كتر خيبة أملهم فى الفيلم.

يبدأ الفيلم بحدوتة ما تستاهلش هى حدوتة أبو عزيزى إللى إنتحر بسبب ظروفه الخاصة ولأنه سيناريو متفق عليه بدأت المظاهرات ولأن بن على راجل ذكى فهم الملعوب بدرى بدرى وخلع وسقطت تونس فى يد الإخوان عن طريق صندوق الإنتخاب وبكرة وبعده حا نشوف تونس وهى لابسه الحجاب والجلابية الأفغانى والسياح لفينهم فى شوال وبيفتحوا الشوال جوه المية فى حمام السباحة والسايح بعد ما يخلص الحمام يلفوه فى الشوال وهو خارج علشان ما حدش يشوفه.

المشهد التانى فى الفيلم الهندى كان فى مصر وخربوا الدنيا فى ميدان التحرير ولأن الرئيس السابق مبارك كان فهمه بطيئ خلع نفسه بعد 18 يوم وبدل ما يروح يعيش فى حتة محترمة بعيد عن الهم ده تصور إنه حا يفضل محترم ولكن لأنها ثورة إستولى عليها الإخوان قرروا الإنتقام من حسنى مبارك وإتبهدل الراجل وإتحط فى القفص زى القرود فى جنينة الحيوانات ولأن السيناريو بتاع المخرج الأمريكانى والمنتج القطرى منصوص عليه يا الإخوان يا بلاش خربت الدنيا لما تنبه شباب الفيس بوك إنهم كانوا عبارة عن بغلة تركبها وتوصلك لأخر الشارع وخرجوا الشباب لأن كل واحد نزل الميدان سواء كان من عصابة أوباما أو من المنصوب عليهم أو جماعة أبريل ومايو ويونيو يؤمن بالمثل فيها لأخفيها فتخانق الجميع ويتم تمزيق مصر لكذا حتة ومش مهم مصر لكن المهم هو كعكة الحكم.

وفى وسط المشهد التانى كان هناك المشهد الليبى إللى فيه تم تدمير ليبيا لأنى لا أعتقد إن قوات الناتو إللى قعدت تضرب القذافى كانت بتحدف عليه بومبونى لكن الإخراج الأوربى للجزء ده جه بنظام التخيل ومهماش من المدرسة الأمريكانى إللى بتكسر الدنيا والكاميرات بتصور لكن المسيو ساركوزى يؤمن بأنه يستعين على قضاء حاجته بالكتمان فتم تدمير ليبيا سوكيتى ودبح القذافى ووضع السيخ المحمى فى مؤخرته وخروجه من فمه كأردئ أنواع أفلام الرعب وبرضه ليبيا وقعت فى أيد الإخوان الليبين علشان يكملوا الوحدة الإخوانية.

ثم جاء المسلسل السورى ورأينا الوزير القطرى ورئيس الجامعة العربية قاعد جنبه زى قلته ويتم إدارة الحوار السورى بنفس الطريقة التى تم بيها الحوار الليبى وسوف يتم الضغط حتى النهاية لكى تسقط سوريا فى يد الإخوان ويتم الإتحاد مع إخوان تركيا ثم إخوان حماسستان غزة مع وجود إخوان الأردن معاهم ثم يضع الجميع أيديهم فى يد إخوان مصر وإخوان ليبيا مع إخوان البشير وإخوان الغنوشى بتونس وها هم إخوان المغرب يكتسحون الإنتخابات فيتحول الشرق الأوسط إلى منطقة إخوان القاعدة والجهاد ويترك الحاج أبو عمامة المنطقة وقد تحولت لقطعة خراب ودمار وعلى الرئيس الأمريكى القادم مواجهة الخراب وكأن كل رئيس أمريكى بيتوحل فى حاجة ويسلم الرئيس إللى بعده خابور أشد من الخابور الأولانى فبعد ما واجهه بوش مأساة 11 سبتمبر خرب الدنيا بغزو العراق وسلم الخاذوق لأوباما إللى بدل ما يكحلها عماها وخلى الحكاية سورياستان +أردنستان + غزستان + مصرستان + سودانستان + ليبياستان + تونستان + مغربستان = مورستان ورجع المنطقة 14 قرنا من الزمان.

وللأسف الشديد لا يوجد الأن مخرج مبدع زى المخرج الراحل حسن الإمام إللى يخلينا نعيط طول الفيلم لكن فى الأخر فجأة يتجوز البطل والبطلة ونعيط من الفرح وإحنا بنتفرج ع الرقاصة فى الفرح ولكن لأن أوباما خلى الرقص حرام فقد تم الإكتفاء بالحزن والهم والعباسية وميدان التحرير وأقول للمخرج أبو عمامة روح منك لله خربت لنا بلادنا وتركتنا نبكى على الأطلال

ارفعوا ايديكم عن الصحفي زياد عوض ..!/ شاكر فريد حسن

اقدمت الاجهزة الامنية التابعة لحركة "حماس" قبل ايام ، على اعتقال المصور الصحفي زياد عوض ، مراسل وكالة "اسوار برس" المعروفة بموضوعيتها ونزاهتها واستقلاليتها وشفافية عملها وتعاملها الموضوعي مع الحدث ، وقامت بمصادرة جهاز الحاسوب الخاص به والكاميرات التي يستخدمها في اثناء عمله الصحفي.
وياتي هذا الاعتقال التعسفي غير المبرر في خضم اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل في القاهرة ، وفي اجواء الانفراج والتوافق بين حركتي "فتح" و"حماس" على الخطوات المستقبلية لانهاء الانقسام الفلسطيني وصياغة مشروع توافقي يصب في خدمة المصلحة الفلسطينية والمشروع الوطني التحرري الفلسطيني .
وهذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها اجهزة "حماس" الامنية باعتقال وملاحقة الصحفيين الفلسطينيين الذين يؤدون عملهم الصحفي ويقومون بتغطية ما يجري على الساحة الغزية والشارع الفلسطيني في القطاع ، فقد سبق اعتقال هذا الصحفي عدد آخر من الزملاء العاملين في هذا المجال وينتمون لفكر آخر مغاير لتوجهات ومواقف وممارسات حركة "حماس". وبهذا الاعتقال المرفوض تكشف الاجهزة الامنية الحمساوية عن وجهها الحقيقي المعادي لحرية العمل الصحفي والاعلامي وللفكر العقائدي الاخروي ، والعداء للكلمة الحرة المستقلة والفكر السياسي المختلف وحقوق الانسان والحريات الصحفية.
ان هذا الاعتقال دليل ومؤشر على الانحدار الذي تشهده المسيرة الفلسطينية ، فبعد ان كان للكلمة الفلسطينية الحرة والديمقراطية مكاناً واضحاً تحت الشمس ، وبعد ان كان الفلسطيني يباهي الدنيا والامم بانعتاقه من سطوة القمع والكبت والحصار الثقافي والفكري حتى وهو تحت نير الاحتلال ، فقد تبدل الحال الى النقيض ، وبات عشاق الكلمة واصحاب الفكر والثقافة ومتعاطي القلم يعانون الكبت والبطش والملاحقة والاعتقال ، الذي عانوا منه طويلاً من قبل سلطات الاحتلال ، وما زالوا، كما يحصل اليوم مع الصحفية الفلسطينية المقدسية اسراء سلهب ، التي تم اعتقالها .
ان اعتقال الصحفي زياد عوض يندرج في اطارعمليات القمع السياسي والارهاب الفكري ، وهو اعتقال سياسي تعسفي الهدف منه ترهيب واسكات الاقلام الحرة وتكميم الافواه ومصادرة الحقيقة وتغييبها .
اخيراً فاننا ندين ونستنكر ونرفض هذا الاعتقال الذي طال هذا الصحفي المبدع العامل في وكالة "اسوار برس" ونطالب باطلاق سراحه ، ولتوقف حملات الاعتقال والمضايقات ضد الصفيين الفلسطينيين من الفصائل الاخرى على خلفيات سياسية او نقابية او ايديولوجية.

وليام جندال وقراءة في ربيع الثورات العربية!!/ إعداد عبدالواحد محمد

"وليام انجدال" “William Engdahl”

ما يحدث في عالمنا العربي اليوم من ما يعرف بربيع الثورات العربية يضعنا في تساؤل مفتوح حول الهوية العربية القادمة من خلال قراءة واعية لما يحدث في عواصمنا التي يتأرجح الصراعات الداخلية فيما بين مد وجذر دون جوهر حقيقي لمعالجات اجتماعية وسياسية واقتصادية بقدر يعود بكل ميادين الثورات إلي حالة من الهدوء الإيجابي الذي يدفع إلي البناء السياسي الجديد والاقتصادي المآمول بما يعود بالنفع المفيد علي الجموع والتي ظلمت بفعل فاعل وعلي رأسها طبقة المثقفين وغيرها من فئات اجتماعية نتيجة لاحتكار السيطرة علي ثروات البلدان من جانب رجال الاعمال المسيسين خصوصا في العقدين الآخرين بين العشريني والألفية الثالثة دون نظر للقاعدة التي خرجت بشكل عفوي للثورة علي حكامها بعدما نالها التهميش والظلم بجهل من ساعد هؤلاء علي ذلك من الحكام الذين أفتقدوا الرؤية السياسية في بناء اجتماعي عادل يحفظ الهوية بمعناها الجوهري بتوزيع الثروة بشكل عادل لنجدنا في ورطة من الداخل والخارج فالكل له أجندة ومكاسب وأطماع يريد تحقيقها بكل الطرق لكي تصبح ثورات الحرية في خبر (كان )وتنحرف عن مسارها الطبيعي لتصبح هشة وتلفظ أنفاسها سريعا بفعل عقار (الترمادول ) الزائف الذي يحرك جسد دون عقل ؟!
ليكون المصير المؤلم استنزاف واغتصاب وسيطرة علي الأرض والنفط والعقل بلغة من يقرر لعقود طويلة يدفع ثمنها الجميع في دورة الطحونة الامريكية التي تراهن علي غياب القدوة وسط عواصف تفجرت بدون قائد يعيد الاستقرار للعقل الذي غاب كثيرا عن المشهد السياسي العربي من فرقة وتفاهة وزعامة مريضة كانت في صالح من يقرر اليوم وغدا ؟!
ومن هذا الهم أقدم للقارئ العربي هذا الحوار الصحفي الذي يترجم جزء مما نحاول أن نقرأه مع الصحفي الامريكي( وليام جندال) لتليفزيون موسكو برؤيته الخاصة والتي نتفق ونختلف معه لأنه يعبر بطريقة تحتمل الصواب والخطأ !!
الحوار الصحفي
المذيعة : مستر "انجدال" شكرا لحضورك. بالعموم لم يواجه العالم ، من قبل
هذا الكم من المشاكل الإقتصادية والسياسية في نفس الوقت. هل تظن أن كل
هذه المشاكل ، وتضارب المصالح بين الدولار واليورو ، والصراع في شمال
أفريقيا والشرق الأوسط تغذي بعضها بعضا ، ومتصلة فيما بينها ؟


"انجدال" : ما أراه في كل هذه الأزمات ، وقرار قصف ليبيا ، وأزمة
الدولار والإقتصاد الاميركي ، وتصرف الولايات المتحدة الأميركية
في الفترة الأخيرة هي كلها دلائل على تفكك دولة عظمى ، والتي بدأت
تتكون بعد الحرب العالمية الثانية.


ولا احد في "واشنطن" يريد الإعتراف ، تماما كما كان الحال في بريطانيا
منذ مئة سنة ، أن هذه هي بداية إنهيار الامبراطورية ! وكل هذا متعلق ليس
فقط في محاولة الإبقاء على هذه القوة متكاملة ، بل على توسّع نفوذها إلى
بقية الدول.


المذيعة : هل تقصد أن ما يحصل في الشرق الآوسط وشمال أفريقيا هو محاولة
من الولايات المتحدة للآبقاء على نفوذها ؟


"انجدال" : طبعا ، فقد تمّ الإعلان عن هذا المخطط في عهد جورج بوش ، بعد إحتلال "العراق" عام 2003 ، وتمّت تسميته "الشرق اوسط الكبير" !


وقد أظهروا خارطة عمّا يدور في ذهنهم ، وهو السيطرة وإدخال "الديمقراطية" (كما سمّوها) إلى العالم الإسلامي : أفغانستان ، باكستان
هبوطا إلى إيران ، سوريا والدول المنتجة للبترول ، وإستطرادا إلى دول
شمال أفريقيا.


والأحداث التي نسميّها "الربيع العربي" قد تمّ التخطيط لها منذ سنوات. والمحرّضون على ما يُسمّى "الإنتفاضات المفاجئة" في "مصر" و "تونس" وغيرها ، كلها تمّ التحضير لها ! وبعض القياديين ، اي المحرّضين عليها تمّ تدريبهم في بلغراد-صربيا ، وتمّ تمويلهم من قبل وزرارة الخارجية الاميركية.


هذا الأمر كان تحت سيطرة وزارة الخارجية الاميركية ، والمخابرات الاميركية. السؤال : لماذا يفعلون ذلك ؟ برأيي هناك سببان :


الاول : هناك ثروات ضخمة في دول الشرق الآوسط. وأحد قواعد الآجندة ،
تحديدا كما فعلوا في الإتحاد السوفياتي السابق هو إدخال "الخصصة" ،
وسياسة "الإقتصاد الحر" ، حتى يتمكن "صندوق النقد الدولي IMF"
والمصارف الغربية والمؤسسات المالية من التدخل والسيطرة !
(هذا ما لم ينجح ولم يستطيعوا تطبيقه أبدا ، فلا تزال معظم الصناعات في "روسيا" ضمن سيطرة الدولة ، مباشرة ام غير مباشرة).


الثاني : الهدف ، كما فعلوا عسكريا في ليبيا وجنوب السودان ، وهو "تحييد" المناطق النفطية ، والتي هي إستراتيجيا ضرورية "للصين" ونموّها. فالموضوع يتمحور حول السيطرة على "الدولار الأسيوي" ، وهو امر تحدّث عنه "زبيغنيو بريجنسكي" في كتابه "رقعة الشطرنج" ، ومحاولة منع "الصين" و "روسيا" من التعاون وتشكيل فريق واحد إقتصاديا وسياسيا !


المذيعة : هل يمكننا أن نقول بصدق أن تلك الدول في الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا قد أصبحت أقرب إلى الديمقراطية ؟


"انجدال" : أصدقائي في "تونس" و "مصر" يقولون لي أن العكس ما
حصل ! فالإقتصاد في حالة أسؤأ ، فمثلا "ليبيا" كان لها اعلى مستوى معيشة بالنسبة لدول شمال أفريقيا ، وبعد القصف الناتو أصبحت البلاد خراب نتيجة القصف. أما إقتصاد "مصر" فهو في حالة مزرية ، والقيادة العسكرية لا تزال تسيطر على الحكم. للمعلوم أن هذه القيادة العسكرية كانت جالسة في
"البنتاغون" عندما انطلقت الثورة ، وكانوا بإنتظار إشارة من البنتاغون
للعودة وإستلام الحكم !


المذيعة : إذا المحرّضون على هذه الأحداث ، اي الولايات المتحدة الأميركية
وبعض الدول الآوروبية ، هل يمكنهم أن يعيدوا الأوضاع إلى طبيعتها ؟
أو أن هذا ليس لصالحهم ؟


"انجدال" : لا أظن لثانية أنهم مهتمون أن يكون الوضع طبيعيا أم لا ، كل
ما يهمهم ، خاصة "البنتاغون" هو السيطرة العسكرية. والخطوة التالية
لما يُسمّى "المجلس الإنتقالي" في ليبيا ، والذي هو دمية ، إعطاء الإذن
للناتو بإنشاء قواعد عسكرية داخل ليبيا ، وهو امر لم يحصلوا عليه في
فترة نظام "القذافي" !


نفس الأمر بالنسبة لجنوب السودان ، هو عاجز عن الدفاع عن نفسه. وبوجود قوات عسكرية للناتو “Africom” ، تنسق مع قيادة منطقة أفريقيا.


والمثير أن هذه القيادة اُنشأت عام 2006 ، بعد الهجوم الدبلوماسي الإقتصادي الصيني على أفريقيا ، ودعوة قيادات أفريقية إلى "بيجين" ، حيث تمّ توقيع معاهدات مهمة للتنقيب عن النفط ، وإنشاء مستشفيات ، وتقديم قروض ميسّرة،
كل ما لم يفعله "صندوق النقد الدولي" في أفريقيا خلال ال 30 عاما الماضية !


وقد كان لهذا الامر نتائج مهمة "للصين".


المذيعة : أعلم أن لك رأيك الخاص في هذا الموضوع ، ولكن ... من الذي
سيدفع تكلفة هذه الحروب ؟


"انجدال" : علينا أن نعود إلى الثمانينات ، عندما كان الدولار العملة الإحتياطية في العالم.


والصين لديها فائض تجاري ضخم ، لذا فماذا نفعل في ال 3 ترليون دولار
من سندات الخزينة الأميركية الموجودة في المصرف المركزي الصيني ؟
فعليا ، يوجد القليل من الأسواق الضخمة للآستثمار فيها ، لذا فالمكان الوحيد
"للصين" لكي تستثمر فيه فائضها هو الدولار او اليورو.


والواقع أن اميركا لا يمكنها أن تموّل كل هذه الحروب إذا لم تشتري "الصين" سندات خزينة لديها. فمن السخرية أن "الصين" تموّل الحروب المقامة ضد مصالحها !


المذيعة : هل تظن أن الولايات المتحدة لديها فرصة لتعويم نفسها من الآزمة الإقتصادية الحالية ؟


"انجدال" : الطريق الوحيد لكي يخرجوا من هذه الأزمة ، اي "وول
ستريت" هي إيجاد طرق جديدة "للنهب" ، "فالربيع العربي" موجه
للسيطرة على ثروة النفط بعد خصصتها.


المذيعة : إذا لم يستطع الدولار المحافظة على سيطرته ، هل تظن أن بإمكان
اليورو أن يأخذ مكانه ؟


"انجدال" : السبب بوجود الأزمة اليونانية ، في منطقة اليورو ، أن ذلك
هو جزء من الحرب الخفية بين الدولار واليورو.


فقد بدأت ، عندما أخذت "الصين" تتشكى من الولايات المتحدة والعجز الكبير
في ميزانيتها ، وتعريض الدولار للخطر ، وبالتالي سندات الخزينة الاميركية
التي أشترتها "الصين" !


فجأة ، وقبل أن ينفجر الوضع ، حصلت الأزمة اليونانية ، وقد تمّ تفعيل الآزمة
عام 2002 ، ولم يفتعل احد هذه الازمة غير "غولدمان-ساكس" أكبر مصرف
في اميركا ، وإتصالاته السياسية العميقة في "واشنطن".


فمن الواضح جدا أننا إذا تتبعنا "خيط المال" نجد أن الأزمة اليونانية خُطط
لها أن تنفجر "عند الطلب" من قبل "وول ستريت" والخزينة الأميركية ، وأيضا المصرف الإتحادي الفدرالي FRB ، في سبيل المحافظة على قوة الدولار.


ولكني لا ارى الإقتصاد الأوروبي في خطر لسبب كبير هو أن اوروبا لا
تزال منطقة صناعية ولديها إنتاج صناعي كبير.


المذيعة : هل تظن أن بعض الدول الأوروبية ، لنقل مثلا "فرنسا" ، ستستفيد
من الأحداث في ليبيا ؟


"انجدال" : كنتُ سأقول لك هذا ، "فساركوزي" ، عندما انفجر الوضع في
"ليبيا" ، كان له لقاء في آذار ، في باريس ، مع قيادات "المجلس الليبي
الإنتقالي" ، وقد همس في آذانهم : الحصول على المداخيل النفطية في منطقة "ليبيا" الشرقية ، مقابل المال والسلاح للمقاتلين ! هذه إنتفاضة موّلها
حلف "الناتو" وال CIA ، والمخابرات الفرنسية !


المذيعة : والان ، ماذا تتوقع أن يحصل ؟


"انجدال" : أرى أنه سيحصل نفس السيناريو الذي حصل في "العراق" أم
في "أفغانستان". يوجد في "أفغانستان" 17 قاعدة عسكرية دائمة ، معظمها
قواعد جوية ، وهي ليست لقصف "طالبان" ، ولكنهم يتحضّرون لحرب قادمة
، بعد عشر سنوات ، مع "الصين" وربما "روسيا" !


مناطق عسكرية في قلب أسيا ؟! هذا امر لم يحضل في ذروة الحرب الباردة
!لذا أظن أن "ليبيا" مهيأة لنفس المصير.


المذيعة : ماذا ، برأيك ، على "روسيا" أن تقوم به في الأحداث الجارية الان ؟


"انجدال" : أظن على "روسيا" أن تقوم بتصحيح الخلل الحاصل ، وإعادة
التوازن للخلل في الإستراتيجية الشديدة الخطورة لحلف "الناتو" والولايات المتحدة.


بإمكان "روسيا" أن تقف سدا في وجه محاولات الولايات المتحدة ، في مجلس الامن ، ومنعها من إتخاذ قرارات بشأن "سوريا". ولا أظن ، ايضا ، أن "الصين" ستوافق ، أيضا ، على إعادة سيناريو "ليبيا" في "سوريا" !


وأنا آمل أن تقوم "روسيا" بهذا !


المذيعة : شكرا لك على وقتك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
كاتب وصحفي مصري
abdelwahedmohaned@yahoo.com



منقول من التلفزيون الروسي – موسكو


شرارة الزر الإلكتروني وسقوط الديكتاتوريات/ لافا خالد

في الثورات و آلياتها، مصائرها وحواراتها الداخلية، حدود ساحاتها وملامح أبطالها، المتناسخين في فصولها والمتّحدين خلف شعاراتها، نكتشف أنّ الرأسمالية التي نفت عصر "الملاحم"على حدّ تعبير اسحق دويتشر، قد خلقت عبر ميكانيزم قمعها وقهرها الداخلي، والمُصَّدر لهامشها، أشكال جديدة لأسطورة هي الأقرب الى الواقع، ﻷنها خرجت من عالم الرموز الميثولوجية ومدن اليوتوبيا الفردوسية، لتتجه قبل الساحات الشبابية صوب مملكة معارفهم، وبداية مملكة تحرّرهم من خلال ثائر يضغط على الزر اﻻلكتروني، فالشرارة التي أحرقت سهلاً على حد تعبير زعيم الثورة الصينية (ماوتسي تونغ) تحوّلت إلى الزر الإلكتروني الذي أسقط حكومة وأنهى دكتاتوراً وتجاوزه.

إنهم ثوّار جدد، لم ينطلقوا من متاريس الطبقات وﻻ من غابات رجال حرب العصابات... إنهم ثوّار عصر العولمة وعوالم تخلق ألف ثورة، ثوّار تم توصيفهم بـ "ثوار الفيس بوك" الذين غيَّروا المسرح بل والحدث بكامل تفاصيله، فالثورة معهم ومن خلالهم وبعد نهاية الأسطورة التي كانت تفسيراً طفوليّاً لنظرة الإنسان لذاته ولما يحيط به هي بداية لأسطورة مفسّرة للعلم الطبيعي والاجتماعي وبأدواته.

الثورات، من القرمطي حمدان والخرّميّ بابك، لحين آخر ماويّ أو جيفاريّ مروراً بمقتحمي السماء من بوابات الكومونة الباريسيّة، كانوا ضمن حدث وصيرورة تاريخية ﻻ تخرج عن إطار القصة أو المسرحية. فكان هناك دوما الكاتب ممثلاً بـ" منظّمة" أو "حزب ثوري"، وأبطال مغامرون "ثوّار المدن" أو "رجال حرب العصابات الثورية" إضافة لجمهور يتابع المسرحية، وفي أفضل الأحوال فإن الفصل بين الممثلين والجمهور يمكن اختراقه جزئيا كما الحال مع ربيع الديمقراطية في أوروبّا الشرقية وهذا يذكرنا بمحاولة الأب الشرعي للمسرح الواقعي اﻻشتراكيّ حينما حاول ردم المسافة وهدم الحاجز بين الجمهور والمسرح.

شرارة الزر الإلكتروني التي أحرقت عواصم الدكتاتوريّات العربية بدءا من تونس ومرورا بمصر وليبية واليمن وليس انتهاء بثورة شعب سوريا الحر ضد أعتى دكتاتوريات العصر الحديث أعادت إنتاج قراءاتنا للمفاهيم المتوارثة، فتراجع دور الحزب وتقدّم الشباب، تراجع دور الطبقة وتقدم دور الجماهير، تغيّرت نظرتنا للـ "بؤرة الثورية"، ليست هي جبال جيفارا وغابات هوشي منه، هي الساحة والحارات التي استيقظت في الليلة الثانية بعد الألف. الزر الإلكتروني أعاد مفاهيمنا للأصدقاء والأعداء، الرئيسيين منهم والثانويين، بل ظهر هناك أعداء جدد يضافون لأجهزة القمع إن لم نقل هم الأكثر عداءً للثورة، إنهم المرتزقة من شبيحة الإعلام الإلكتروني وخبراء اختراق مواقع الفيس بوك والبريد الإلكتروني.

لقد فرض ثوّار الفيس بوك أسئلة مازالت لم تطرح بعد على صعيد توثيق الثورات. فالثورة الروسية كتب عنها ووثّقها (جون ريد) بأيامه العشرة التي هزّت العالم، أو (تروتسكي) الذي كتب في تاريخ الثورة الروسيّة، أو (جيفارا) الذي وثق الحدث في مذكراته.

كتابة تاريخ الثورات المعاصرة (ثورات الشباب) بحاجة إلى جهد خارق، فتوثيق موبايلات الشباب صوروهم المرسلة للفضائيات وتوثيق الحدث في مئات الصفحات الشبابية للثورة يحتاج إلى أكثر من (ريد) أو (تروتسكي) فالثورات قبل ثورات الشباب كانت تأخذ شكلا عموديا وفي أفضل الأحوال يتخذ شكلاً هرمياً، في حين أن الثورات الشبابية اتخذت شكلاً أفقيّاً نتيجة لحجم المشاركة الجماهيرية من جهة وﻻستمرارها لفترات طويلة من جهة أخرى، كما هي الحال مع الثورات الليبية واليمنية والسورية.

بسرعة إيقاع وتناغم الزر الإلكتروني ـ إيجازا لتراكمات التطورات العلمية والتكنولوجية ـ ومع اللمسة الشبابية ـ رمزاً لتراكم المقموعين والمهميشن ـ تحوّل الناس البسطاء، بل وحتى الأمّيين منهم إلى مراسلين يرسلون موادّهم عبر الفيس بوك والتويتر وكاميرا الموبايل إلى كُبرى وسائل الإعلام العالمية. الثورات الشبابية خلقت الإعلام الشعبيّ، الذي أضاف نبضة الحقيقة للإعلام الموجّه برأس المال الماليّ.

هل قامت الثورات الشبابية بدمقرطة اﻻعلام الموجّه، أم أنّ سلطة رأس المال المُنتج لوسائل الإعلام دخلت ساحات الشباب بغرض احتواءها أو توجيهها حسب متطلبات تراكمها النقدي وتراكماتها الاجتماعية التي تنتهي بمقبرة تم تسميتها بنهاية التاريخ؟

للزر الإلكتروني الذي أحرق تاريخاً للقمع وسلسلة للثوارث مفاجآت في الطريق، وما ساحات الغرب التي رفعت شعار "احتلوا وول ستريت" إﻻ جزء من الشرارة الإلكترونية التي ستغيّر وجه التاريخ، فالتاريخ "بداية" وليس نهاية كما أعلن (فوكوياما)، وبداية التاريخ تبدأ بأغنية. فالأغنية حينما تمتزج بالعمل الإنساني وبشكل أدقّ بالإنتاج فإنّها موحّدة للنسق العام لحركة المنتجين، فكيف الحال إن جمعت الأغنية الجماهير في ساحات الثورة؟

"هيلا هوب هيلا هيلا هيلا... هيلا هوب هيلا هيلا هيلا" هي الأغنية التي يغنيها الصيادون، وكانت قبلها أغانٍ تجمع المزارعين في حقول الحصاد، وقبلها أصوات إنسانية تجمع البشر البدائيّين حينما يرمون السهام والرماح كي تنطلق سويّة صوب الفريسة. الأغنية وبشكل أعمّ الفن كان لها دور في العملية الإنتاجية لحين تحوّل الإنسان إلى جزء من روبوت رأسمالي بلا مشاعر. فهل فقد الإنسان ذاته بعد أن ربح العالم كلّه؟

هي حقيقة، لولا روح الثورة والجين الذي نحمله عبر كروموسومات جبل أولمب والثورة البرومثيوسية، ولولا ثورات الشباب في منطقتنا والتي حملت أجنحة صوت شبيبتنا روحاً للثورة لما تلقفه شباب الرأسماليات الغربية فكانت الصرخة "احتلوا وول ستريت" بديلا عن شعار "يا عمال العالم اتحدوا".
الثورات الشبابية أعادت للأغنية الجماعية دورها كمنتجة للثورة، بل وسيلة إنتاج ثورية. الأغنية الجماعية لشابات وشبّان الشرق أعادت مفهوم الفن في منطقتنا بل وفي العالم أسره، حينما تغني الآلاف المتوحّدة اغنية لسميح شقير، أو لبقيّة (لوركات) ثوراتنا، فإننا بحاجة الى (أرنست فيشر) كي يكتب مجدّداً كتابه "ضرورة الفن".

الثورة ضرورة إنسانية كي يكسب الإنسان نفسه، ساحات الجمع في سقيفة الشباب بداية لكي يعود الإنسان لذاته بعد أن خسرها في مسيرته لامتلاك العالم كله.

الوجيز في الكلام، قال (ماركس): "حين الثورة لن يخسر العامل سوى قيوده"، وقال الشباب حين الأغنية الجماعية في ساحات السلطة الشبابية، لن نخسر سوى تكلّس تاريخنا ونربح من جرّاءها سرّ الخلود الذي بحث عنه كلكامش...

الثورة في ساحات الشباب إعادة لمفهوم العمر والزمان، كما هي إعادة لمفهوم الثورة والطبقات.
موقع منارات
www.manaraat.com

الفوضى تعم مصر .. والمستفيد الإخوان المسلمين/ مجدى نجيب وهبة

** مما لا شك فيه أنه عندما تعم الفوضى والبلطجة الوطن ، فالسؤال الطبيعى لرجل الشارع هو .. من المستفيد ؟!! ..

** منذ 28 يناير ، وحتى تنحى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير ، ومصر تسبح فوق بركان من الفوضى والدمار .. ففى أحداث قتل المتظاهرين بميدان التحرير فى 28 يناير ، تم ضبط مجموعة تتكون من 5 أفراد ، ومعهم أسلحة توضع عليها كاميرات قناصة تصل مداها إلى 5 كم ، وتم ضبطهم على أحد الأسطح بعقار بأحد مبانى عابدين .. ومع ذلك يبدو أن هناك أيادى خفية تتدخل دائما فى إخفاء هذه الملفات ، وتهريب هؤلاء المتهمين ، فسرعان ما يظهروا ، وسرعان ما يتبخروا فى الهواء .. فلا نقرأ سوى سطر أو كلمتين على الخبر ، ثم تختفى معالم هذه الجريمة ، ولا نقرأ عنها شيئا حتى ينساها الجميع ..

** فإذا كنا قبضنا على هؤلاء ، فأين هم ، وماذا تم بخصوص التحقيقات التى أجراها النائب العام ، وإذا كانت التحقيقات والأدلة التى ضبطت معهم من أدوات الجريمة تدل بما لا يدع للشك أن هناك أيدى متأمرة دفع بها داخل منطقة الميدان لقتل المتظاهرين ، لتحقيق أكبر عملية وقيعة بين المتظاهرين والنظام السابق ، فأين إختفت ، وهل تخشى جهات التحقيق .. ظهور أدلة تورط جهات خارجية فى عملية التخريب فى مصر ، حتى لا تبرئ من هم بالسجون الذين يتم التحقيق معهم .. وإذا صح ذلك ، فنحن أمام كارثة كبرى ليس لها حل ، سوى أن هناك من باعوا مصر ، وقبضوا الثمن ، وكل التمثيليات التى تجرى حتى الأن هى تحصيل حاصل ، وما يريدونه الذين قبضوا ثمن بيع مصر سيحدث ، مهما فعلنا ، ومهما كتبنا ، ومهما كشفنا عن وثائق ومستندات ، فكل شئ لا قيمة له ، وكله فى الطراوة ..

** أثناء إعتصامات التحرير ، تم ضبط مجموعة من عناصر حزب حماس ، وحزب الله اللبنانى ، وبعض أفراد من تنظيم "الجيش الجهادى" وسط الميدان ، بل تم تصوير بعضهم وهم يعدون زجاجات المولوتوف ، وقد شاهدناهم على شاشات القنوات المصرية من خلال البث المباشر ، ومع ذلك لن نسمع عن هذا الخبر أى شئ ، بل أن الذين إتهموا فى هدم أسوار السجون ، وتهريب السجناء السياسيين ، من أعضاء تنظيم خلية حزب الله ، الذين حكم عليهم بأحكام تتراوح ما بين 15 عاما وبين المؤبد ، ومحبوسين فى السجون المصرية ، وعلى رأسهم القيادى الإرهابى "سامى شهيب" ، وغيره الكثيرون ، وقد شاهدناهم وهم يتحدثون من غزة عقب هروبهم بعد ساعتين فقط عبر وسائل الإعلام المرئية .. ومع ذلك فالجريمة ثابتة ، إلا أنه بقدرة قادر نسينا هذا الملف بالكامل ، وإختفى ، ولم نعد نسمع عن من هى العناصر التى إقتحمت السجون والأقسام وهربت المساجين ، وأين إختفت هذه السيارات ذات الدفع الرباعى ، واللودرات التى هدمت أسوار السجون ، وكل الضباط يدافعون عن السجون حتى نفذت ذخيرتهم .. ومع ذلك فالشئ الغريب ، أن هناك إصرار على تقديم ضباط الشرطة الذين دافعوا عن الأقسام والسجون إلى المحاكمة بتهمة قتل الثوار ، وكتبنا أكثر من مليون مرة أن من يهاجم الأقسام ، ومديريات الأمن ، ويحرقها ، ويهدم أسوار السجون هم ليسوا ثوار ، ولكنهم مجموعة بلطجية مأجورين ، إلا أنه يتم تحويل الملف بقدرة قادر ويصبح هذا البلطجى شهيد ، والشرطى متهم ... ومع ذلك تكرر نفس السيناريو فى إختفاء هؤلاء المجرمين والإرهابيين ، الذين تم ضبطهم فى ميدان التحرير ، وإختفت ملفاتهم وإختفت دلائل الإتهام ، ولم نعد نسمع عن هذا الملف شيئا ...

** أثناء مظاهرات وإعتصامات التحرير ، تم ضبط سيارات بها أجانب ، ومعهم منشورات .. للتحريض ضد الوطن ، وجنسياتهم مختلفة وغير مصرية ، وضبطت هذه السيارات من قبل اللجان الشعبية التى إنتشرت فى هذا الوقت ، للمحافظة على الأحياء السكنية من البلطجية ، والخارجون على القانون والهاربون من الأقسام والسجون ، ومع ذلك لم نسمع شئ عن هذه السيارات ولا الأشخاص الذين قبض عليهم ، ومن لهم صلة بهذه المنشورات ، ومن هم ومن يمولهم ومن دفع لهم .. ومع ذلك ، فكلما هدأت الأمور تعود للإشتعال مرة أخرى ، هدم للكنائس وحرقها .. فتاوى ضد السياحة .. خلق الأكاذيب ، وإختلاق المواجهات مع الشرطة لكى تظل مهمشة ، وفى حالة إنكسار ، ثم نعود ونظل نتحدث عن اللهو الخفى الذى يحاول الوقيعة بين الشرطة والشعب ، وبين الجيش والشعب .. دون القبض على اللهو الخفى الذى يشعل الحرائق ، كلما هدأ الوطن والمجتمع .. رغم أن هذا اللهو الخفى معروف لدى الجميع ، وهو أمامنا فى الإعلام المصرى ، والفضائيات ، وفى جميع الصحف الصادرة فى مصر .. ومع ذلك نتعمد تجاهله ، ونبحث عن من نطلق عليهم اللهو الخفى ...

** يخرج علينا بيان من المجلس العسكرى بأن المؤسسة العسكرية خط أحمر ، لا يجوز المساس بهيبتها أو التعرض لأفرادها بالقول أو الفعل ، ومع ذلك يصدر تصريح كل يوم لأحد الإرهابيين الإسلاميين الذين خرجوا من الكهوف والبرك والمستنقعات والسجون ، وهم يهددون المجلس العسكرى ، ويطالبون برحيله الأن والعودة إلى ثكناته .. ومع ذلك لم يقبض المجلس العسكرى على أى أحد ، رغم البذاءات والتهديدات التى تطول الجيش المصرى ، والمجلس العسكرى ..

** لقد كتبنا أكثر من مقال ، وأكدنا أنه لولا المجلس العسكرى الذى رغب فى تغيير النظام السابق ، لما إستطاع أحد أن يجبر النظام بأكمله أو الحكومة بأكملها على الرحيل ، ومع ذلك يصر بعض البلهاء والمغيبين والخونة على التجريح فى المجلس العسكرى ، وإعتباره دخيلا على الثورة .. بعض هذه النماذج التى تطعن فى المجلس العسكرى كل لحظة ..

"صلاح أبو إسماعيل" .. يمهل المجلس العسكرى حتى نهاية الأسبوع لتسليم السلطة ، والعودة لثكناتهم .. "د. سعد الكتانتى" .. يهدد المجلس ، ويعلن أن وجودهم على الساحة الأن غير دستورى .. "عبد المنعم الشحات" .. يطالب برحيل المجلس العسكرى ، وبهدم الأثار ، وإغلاق السياحة .. "سليم العوا" .. يصدر بيان كل بضعة دقائق ، يطالب بتسليم السلطة ، ورحيل المجلس الأن ، والتحريض على الإعتصامات .. ومع ذلك لم يعترضه أحد ، ولم توجه له تهمة واحدة .. "عبد المنعم أبو الفتوح" .. يطالب بتسليم السلطة فورا .. "محمد البرادعى" .. نفس المطالب ، ويدعو الثوار للتواجد بالتحرير للتحريض ضد المجلس العسكرى .. رغم أنه هو الذى منع مصر من إقامة مشروعها النووى ، وهو نفس الشخص الذى حرض ضد العراق ، وكذب وضلل عندما قام بالكشف عن أسلحة الدمار الشامل داخل العراق ، وإدعى كذبا أن بها أسلحة بيولوجية وكيماوية فتاكة .. الإستشارى "ممدوح حمزة" .. يقود شباب 6 إبريل ، ويسدد لبعضهم الكفالات المالية ، ويسرف ببذخ ، ولم يسأله أحد ، لماذا تفعل ذلك ، ولمصلحة من رغم أن شباب 6 إبريل ، لهم علاقات بالكونجرس الأمريكى ، وبأحد المنظمات الصربية التى تدربت بعض أفرادها على كيفية قلب نظام الحكم .. وفى 2008 ، ضبطت عناصر عديدة من تنظيم 6 إبريل ، أثناء حريق المحلة ، فقد قادوا عملية حرق وتدمير المحلة بالكامل ، بعد إعلان عمال المحلة بالإعتصام للمطالبة بحقوقهم فى 6 إبريل 2008 ، ومع ذلك لم يسأله أحد ، وقد سبق أن إعتقل فى سجون لندن أكثرمن ثلاث سنوات ...
** فى الأحداث الأخيرة ، خرج السلفيين يقودهم "صلاح أبو إسماعيل" لإستعراض العضلات ، وتهديد المجلس العسكرى بتسليم السلطة ، ثم غادروا الميدان ، بعد أن أعلن "صلاح أبو إسماعيل" أن من يريد البقاء فليبقى ، ومن يريد الرحيل فليرحل ، وكأن التحرير قد تحول إلى عزبة خاصة يمتلكها ويديرها الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" ، ومن هم على شاكلته ، وظل بعض السلفيين بالميدان ، وقالوا سنظل معتصمين حتى تتحقق مطالبنا ، ويوم السبت طلب بعض ضباط الداخلية فض الإعتصام ، لمنع تعطيل حركة الإنتاج ، إلا أن البعض منهم تعاملوا مع ضباط الشرطة بسلوك مشين ، وإعترضوا ، وهاجموا بعض أفراد الشرطة ، مما إستفز الشرطة ، فقاموا بهدم خيامهم ، وطردهم من الميدان .. وعادوا ومعهم المئات ، ثم الألاف ، وظهر مجموعة من البلطجية بالمئات الذين ظلوا يهاجمون مبنى وزارة الداخلية ، ويقذفون المبنى بالمولوتوف والحجارة .. مما إستفز رجال الشرطة الذين ظلوا أمام مبنى وزارة الداخلية للدفاع عنه ، وقاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لمحاولة تفريقهم وإبعادهم عن المبنى .. إلا أن الإعلام الذى باع مصر ظل يقلب الأوضاع ، تارة يقول "الشرطة هاجمت الثوار" ، و"الشرطة أصابت وأسقطت قتلى بين الثوار" ، و"هناك حالة إستفزاز تصيب الثوار عندما يروا رجال الشرطة" .. وإقترحت "فريدة الشوباشى" بنقل الوزارة حتى يهدأ الثوار ، وإقترحت "بثينة كامل" التى تهاجم الشرطة والجيش منذ يناير ، وليس الأن بتسليم السلطة فورا لحكومة إنقاذ وطنى ..

** وبالطبع كان هذا المطلب هو لـ د.محمد البرادعى ، وسليم العوا ، وصلاح أبو إسماعيل ، ومحمد البلتاجى ، والعديد من الكتاب الذين باعوا مصر ، وقبضوا الثمن ، والإعلاميين الذين إزدحمت بهم القنوات العاهرة ، وهم يهيلون التراب على المجلس العسكرى ، وعلى الشرطة ، وخرجت المنشورات بتكوين حكومة إنقاذ وطنى ، ولم يفيدنا أحد من هى هذه الحكومة التى يطالب بها المعتصمين بالتحرير ، حتى خرجت علينا بعض المنشورات تحمل أسماء عديدة ، تطالب بتشكيل حكومة إنتقالية فورا منهم ، وتطالب تشكيل قضاء برلمانى مدنى ، بمعنى الثورة على القضاء المصرى وعزله ، وتعيين قضاء موازى من مجموعة بالتحرير معتصمين ، وهذه المجموعة تسيطر عليها شباب 6 إبريل ، ويقودهم الإستشارى ممدوح حمزة .. وقد وزعوا منشورات للحكومة الجديدة لإنقاذ الثورة ، والقضاة المرشحين وهم أعضاء لحكومة الإنقاذ ، وبعض الأسماء التى وردت لإحتلال مناصب القضاة :

"حازم صلاح أبو إسماعيل" .. السلفى زعيم السلفيين .. "عبد المنعم أبو الفتوح" .. الذى إتهم بجمع الأموال لتدعيم تيار الإخوان عقب أحداث غزة الأخيرة ، ويلقب بالجراح التجميلى للإخوان المسلمين .. "محمد سليم العوا" .. الذى لا يطيق أن يرى الكنائس ، أو أجراس الكنائس ، وقد إتهم الأقباط والرهبان بتخزين الأسلحة ، ومازالت فتواه يعانى منها الأقباط بسبب هذا الجهل والسفالة والحقارة التى أطلقها فى فتواه .. "هشام البسطويسى" .. الذى أحيل للتقاعد لعدم الصلاحية بسبب ميوله الإخوانية .. "حسام الغربانى" .. أحد كوادر الإخوان المسلمين .. "طارق البشرى" .. شارك فى الدستور ، وقد إنتقده الجميع بسبب إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين .. "زكريا عبد العزيز" .. أخرج القضاة من وقارهم ، وهيبتهم ، وطالبهم بالخروج إلى الشارع للوقوف ضد الدولة ، وأحيل للتقاعد بسبب إنضمامه فى أفكاره مع الإخوان .. "أحمد مكى" .. أحد قضاة الإخوان .. "محمود الخضيرى" .. أخيه يكون أحد كوادر الإخوان المسلمين بالأسكندرية ، الذين قادوا تنظيم الإخوان ، وحكم عليه بالسجن ، ووالد زوجته ، والعائلة بأكملها .. ويؤمن بأفكار المرحوم "سيد قطب" ..
** سأكتفى بهذه الأسماء التى طرحها المتظاهرون فى التحرير ، لتكشف عن هويتهم وأهدافهم ، وللأسف نجد بعض الأقباط الذين ليس لديهم أى حس وطنى أو فكرى أو سياسى ينضمون إلى هذا الفصيل دون أن يدروا أنهم يدعمون الإخوان ويؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية ..

** وهكذا .. فالجميع يعمل لصالح هذا التيار الإرهابى ، وغدا لا تلوموا إلا أنفسكم ، بعد أن يكون التيار الإسلامى والفكر الوهابى والشيعى قد سيطروا على الدولة بأكملها ، وهو ما ظهر جليا فى الإنتخابات النقابية لنقابة المحاميين ، والذى يظهر فى نقابة المهندسين ، والذي سيتكرر فى معظم النقابات حتى يصل لإنتخابات مجلس الشعب ، ثم للحكم ، فلا وجود لأقباط مصر ، وسط هذا الزخام من الإسلام السياسى ، رغم الهتافات الكاذبة التى يجيدها جماعة الإخوان حتى وإن أعلنوا رفضهم للإنضمام لهذا الإعتصام والتظاهر إلا أنهم متواجدين بكوادرهم المسماة بمسميات أخرى والتى إنطلقت من الميدان تهتف "مسلم يعنى قبطى" .. "قبطى يعنى مسلم" ..

** فى النهاية .. نقول لكل الذين قبضوا .. لا تبكوا على مصر أيها الأغبياء ، فسوف ترون أيام أسود مما تتصورون ..

صوت الأقباط المصريين


الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى !/ نبيل عودة

لم يعرف تاريخ الفكر الحديث نظرية اجتماعية،فلسفية، اقتصادية وسياسية، بمثل اتساع الفكر الماركسي. ولم يعرف عالمنا تيارا فكريا عاصفا بمثل التيار الماركسي. ولم يؤثر أي فكر سابق، بالقوة الهائلة التي ميزت الفكر الماركسي منذ اواسط القرن التاسع عشر.
الماركسية عصفت بكل الفكر الفلسفي السابق، بكل النظريات الاجتماعية التي سبقتها،بكل الفكر الاقتصادي والسياسي الذي سبقها.
الماركسية لم ينحصر تأثيرها في بقعة جغرافية محددة، بل شملت عالمنا كله، بكل قاراته، بكل مجتمعاته، بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية.لم تظل بقعة جغرافية ، ومجتمع إنساني لم يطوله تأثير الفكر الماركسي.
ان دور الماركسية الفكري والفلسفي في الانقلاب الذي أحدثته في الحياة الإنسانية الحديثة هو شبيه بالدور الذي لعبه العالمين الشهيرين كوبرنيكس وغاليلو في الأبحاث والاكتشافات الفيزيائية.
وأقول بصراحة مطلقة، لا يبدو ان قوة جذب الماركسية في تراجع او ضمور . ما زال الفكر الماركسي يشكل عنصرا مركزيا في حياة عالمنا. لا فرق بين مؤيد او رافض لهذا الفكر.
الماركسية شملت في طروحاتها مختلف المواضيع، من الاقتصاد الى الفلسفة الى الثقافة الى علم الإجتماع الى التاريخ الى السياسة. الماركسية لم تتوقف على التنظير فقط، بل كانت ايديولوجيا ثورية انتفاضية، وهذا ما عناه ماركس بقوله:" ان الفلاسفة لم يفعلوا غير ان فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة تتقوم في تغييره". إذن الماركسية تطورت كفلسفة للتغيير الثوري في جميع مجالات الحياة.
يبدو واضحا ان قوة الماركسية منذ بداياتها، تمنع العديد من اتباع هذا التيار، من فهم متغير لجوانب عديدة وهامة من الفكر الماركسي. وهذا أيضا بفعل الجمود العقائدي الذي ساد خلال فترة ستالين، والنهج الملتزم باسلوب ديني بكل التنظيرات السوفييتية. والتجاوزات الخطيرة للقواعد الماركسية التي ميزت حقبة ستالين، والتي رغم ما جرى من اعادة تقييم ونقد لتلك المرحلة، ما زالت سائدة بعقليات الكثيرين من الماركسيين والأحزاب، وعمليا هم عالة على الفكر الماركسي وعلى الحركة الشيوعية ، ومقياسا سلبيا لهذا التيار. ويبدو ان بعض المتحدثين باسم الماركسية يكررون بشكل ببغاوي مقولات تجوزها التطور التاريخي، دون ان يعوا بشكل علمي دقيق اختلاف الواقع اليوم عن منتصف القرن التاسع عشر وما قبله. وان بعض ما كان صحيحا في فترة ماركس، لم يعد يشكل معيارا سليما في وقتنا الراهن، يمكن البناء عليه.
لا اقول ذلك نفيا لصحة تشخيص ماركس في فترته الزمنية ، انما بعض ما كان صحيحا في وقته،وبنى عليه نظريات اساسية في فلسفته، بات منذ زمن بعيد ، يحتاج الى اعادة نظر شاملة ، وطرح بدائل نظرية جديدة. سرعة الضوء تبين انها غير مطلقة وان هناك جزيئات أسرع من الضوء. فهل يجوز ان تبقى قياسات عالمنا مبنية على جوانب خاطئة في نظرية من الأكثر شمولا في التاريخ البشري؟
ما اكتبه ليس اختلافا حول صحة ما كان في الفترة التي صاغ فيها ماركس رؤيته، انما لأن التطور التاريخي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات البشرية، قادنا الى واقع جديد مختلف .
ان من يتعامل مع الماركسية كمقولات دينية، يعيش في اشكالية صعبة، تتميز بجمود عقائدي، وانقطاع عن الواقع الاجتماعي والسياسي. وهذا مع الأسف يميز بعض الأحزاب الشيوعية.
في العلوم تجري انقلابات . قوانين فيزيائية كانت حتى وقت قريب تعتبر نهائية، تبين انها نقضت. وتتطور نظريات جديدة مكانها. ليس نفيا لها انما تطويرا وتجديدا.
ان تطور العلوم يجري عبر نقدها ومحاولة نقضها أيضا. في الفكر يجب ان نفهم ان النقض والنقد هما ميزة للتطور والتطوير ، وليس للنفي والالغاء.
الماركسية بكل عظمتها الفكرية، لم تطرح نفسها كرؤية الهية، انما كفكر انساني محدد بعوامل اجتماعية ، اقتصادية، تاريخية ومعرفية.
تابعت في الفترة الأخيرة مقالات وتصريحات قادة شيوعيين. ومع كل ما احمله من احترام لدورهم السياسي الطلائعي، الا اني بت أشعر بقلق عميق من تمسكهم بمقولات عفا عنها الدهر. والمشكلة الأخطر التي تنبع من ذلك، هو تحويل تلك المقولات الى أسس للبناء الفكري والسياسي والتحليل الاجتماعي واتخاذ المواقف السياسية والاجتماعية من نضالات مختلفة ومن أحداث عديدة، والأخطر أن تلك المقولات تعتبر قاعدة لكل استراتيجيتهم الفكرية، الاجتماعية والسياسية.
المسالة تتعلق أيضا بمدى المام بعض القادة بالنظرية الماركسية. لدي شكوك ان المامهم سطحي جدا. ربما يحفظون بعض المقولات بشكل ميكانيكي. ولكن ملاحظتي الصعبة اني ارى بعدهم المتزايد عن الفكر الذي يدعون انهم ممثلوه وناشروه والضاربين بسيفه.
عندما يؤكد زعيم حزب شيوعي انه ينطلق في تحليله من نظرية الماركسية اللينينية الأممية والطبقية، ويكرر مع كل جملة تمسكة بالمفهوم الأممي والطبقي في تحليله السياسي وصولا الى مواقفه ومواقف حزبه .فمن السهل ان نفهم انه يتعامل مع مجتمع القرن الحادي والعشرين، بمقاييس اواسط القرن التاسع عشر.
بالطبع ترتفع الآن أسئلة كثيرة.
فانا اطرح رؤية دون ان اطرح تبريرها.
ما اعنيه بسيط.
ساتناول نظريتان لماركس لم يثبت التطور التاريخي صحتهما. وهما من الأسس الهامة في الماركسية. ويعتمدها الكثير من الماركسيين بصفتها بؤبؤ العين في مناهجهم السياسية.
اولا نظرية الصراع الطبقي : تطرح الماركسية مسألة الاستقطاب الاجتماعي المتزايد لدرجة التضاد والتناحر بين الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع البرجوازي (الطبقة العاملة من جهة والبرجوازية من الجهة الأخرى)، وصولا الى الصدام التناحري، أي بقضاء طبقة على أخرى، والماركسية في رؤيتها التاريخية تطرح بان التناحر سيقود الى استلام الطبقة العاملة السلطة والقضاء على البرجوازية. الى جانب ذلك وارتباطا بنفس الموضوع طرح ماركس نظرية الأممية ، أي ان الصراع الطبقي يوحد بين عمال العالم، يقوي التضامن الأممي بينهم، ويساعد بعضهم البعض، وينسقون نضالاتهم، ضد برجوازيتهم.أي نقل المفهوم الطبقي من إطاره المحلي إلى إطاره الدولي. وعليه الطبقة العاملة ( البروليتاريا) لا تناضل ضد برجوازية بلدها فقط، بل ضد برجوازية البلدان الأخرى أيضا.
لم يثبت صحة هاتان النظريتان. في عصرنا لم يحدث أي صراع طبقي. والأممية لم تكن الا مجرد شعارات غير قابلة للتنفيذ. لم نشهد وحدة طبقية عمالية ضد برجوازية بلدان مختلفة.الانتماء الإثني والإنتماءات الدينية برزتا بقوة أكبر في جميع أحداث عالمنا. بل نعيش أممية برجوازية تسمى العولمة. كل النضالات الطبقية، لم تتجاوز المطالب المعيشية والاجتماعية، أي لم تخرج عن اطار المجتمع المدني بكل تركيبته، وتلخصت طروحاتها بتحسين ظروف الحياة والخدمات والعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية المختلفة،ولم يطرح أي شعار لاسقاط نظام برجوازي ، بمفهوم استبداله بنظام مختلف، أي نظام اشتراكي. ولم يكن أي صراع طبقي تناحري في تاريخ البشرية منذ بداية القرن العشرين.
حقا هناك تضامن مع شعوب ضد المعتدين من الخارج او القمع السلطوي من الداخل. والتضامن ليس وقفا على الطبقة العاملة، بل قوى برجوازية تتضامن أيضا وترفض أي اعتداء على حقوق الانسان ، وذلك انطلاقا من مفاهيم حقوق الانسان التي اقرت في دساتير الدول الراسمالية ( الاستعمارية) ، وكانت أكثر تقدما من مفاهيم حقوق الانسان في دول المجموعة الاشتراكية ، على الأقل في التطبيق.
الماركسية تتحدث عن شكلان من التناقضات ، الأول تناقضات تناحرية والثاني تناقضات غير تناحرية ( وهذه لن نتناولها الآن).وحسب الماركسية فان التناقضات التناحرية هي بين قوى وفئات اجتماعية متعادية نتيجة وضعها الاقتصادي ومصالحها وأهدافها الجذرية،وهذه ميزة لكافة مراحل تطور المجتمع الرأسمالي وتتخلل كافة جوانب حياته المادية والروحية.
من الواضح ان ماركس في نظرته الطبقية اعتمد على معرفته الجيدة للتاريخ الفرنسي ومنها الثورة الفرنسية (1789-1799م). التي أحدثت تغييرات كبيرة في المجتمع الغربي بشكلٍ عام وفي نظام الحكم الفرنسي بشكل خاص. وكانت لها آثار بعيدة المدى على بقية أوروبا أيضًا. وقد أدخلت الثورة الفرنسية المُثُل الديمقراطية إلى فرنسا لكنها لم تجعل الدولة ديمقراطية. ومع ذلك فقد أنهت الحكم المطلق للملوك الفرنسيين، وجعلت الطبقة المتوسطة قوية. وقد أدت الأوضاع الإجتماعية والسياسية والإقتصادية المتردية إلى الثورة. بدأت الثورة بأزمة اقتصادية حكومية، ولكنها سرعان ما أصبحت حركة للتغيير العنيف.
ثم كانت تجربة ثورة 1848 التي قام بها العمال والطلبة وكانت اول ثورة عمالية. و
وعندما صاغ ماركس مع زميله انجلز «بيان الحزب الشيوعي» (1848) وضع البيان كما كتب لينين لاحقا "الخطوط العريضة لتصور جديد للعالم، وخاصة طرحهما لنظرية صراع الطبقات، و نظرية الدور الثوري التاريخي العالمي للبروليتاريا – خالقة المجتمع الشيوعي الجديد". أي ان ماركس اعتمد على ظاهرة عايشها ، وفيما بعد جاءت كومونة باريس (1871) وهي حركة نقابية وعمالية يسارية، قامت بثورة تعتبر أول ثورة إشتراكية في العصر الحديث ، إستولت على السلطة في فرنسا لمدة شهرين. كل هذا عزز مفاهيم ماركس النظرية حول الصراع الطبقي التناحري. أي اقتبس حالة تاريخية في فرنسا، اعتبرها مقياسا دوليا لا مناص منه حيث تنشا طبقة عاملة مقابل الطبقة البرجوازية برجوازي ، والصراع ألتناحري بينهما هو حتمية تاريخية.
على الورق ، الحسابات سهلة. في الواقع الحياتي الأمور ناقضت توقعات ماركس. لا أقول أخطأ، ولكن التحولات التاريخية في المجتمع البرجوازي، وزيادة الرفاهية، وتطور الطبقة العاملة العلمي والتكنولوجي،ونشوء فئات عمالية إدارية ، من مهندسين ومحامين ومدراء بنوك وموظفين في مختلف المناصب الهامة، وتطور مفاهيم الحقوق العمالية والفردية في المجتمع ، وتطور الخدمات والتأمينات المختلفة، جعل النظام الرأسمالي نظاما ديمقراطيا ليبراليا، نظام رفاه اجتماعي، يقدم من الحقوق الأساسية ، ما تجاوز العالم الاشتراكي بمراحل هائلة.
ثورة اكتوبر (1917) لم تكن انتفاضة عمالية ، بل انتفاضة ساهم فيها الجنود والفلاحين، وروسيا كانت اضعف حلقة رأسمالية، أي ان تطور الطبقة العاملة فيها كان ضعيفا وللثورة أسباب بعيدة عن الصراع الطبقي التناحري.
بلا شك يمكن تحليل المجتمع بالمفاهيم الطبقية، ولكن ليس بمفاهيم الصراع الطبقي التناحري.انما بمفاهيم العدالة الاجتماعية والنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان والمطالب الاجتماعية والخدماتية العامة.ان طرح شعار ثورة اشتراكية اليوم يبدو مأخوذا من رواية عن الخيال العلمي.
كل الصراعات الطبقية اللاحقة لم تكن تناحرية، بل تميزت بقاعدتها الاجتماعية الواسعة من اجل مطالب اجتماعية عامة لجميع فئات المجتمع ، ولم تتخذ طابعا طبقيا او طابع صراع ضد سلطة البرجوازية ، بل طابعا اجتماعيا مدنيا سلميا عاما.
الخطأ هو بناء سياسات الأحزاب الشيوعية على مفاهيم لم تصمد بالتجربة التاريخية، وكانت ظاهرة اوروبية محصورة بدولة معينة، وتركت امتدادها في دول الجوار،المانيا مثلا، ولم تتحول الى قاعدة تاريخية حتمية.
نفس الأمر ينسحب على مفهوم الأممية، لصلته الوثيقة بالمفهوم الطبقي الماركسي.
ما كان صحيحا في تحليل ماركس لظاهرة اوروبية لا يمكن ان يبقى أبد الدهر وكأنه نص ديني مقدس.
نفس الأمر حول البروليتاريا ، التي كانت ظاهرة اوروبية، لم تظهر خارج القارة الأوروبية.مثلا لم تنشأ البروليتاريا في الولايات المتحدة. ومن اسباب نشوء هذه الظاهرة ( البروليتاريا) اقرار قوانين اوروبية حول الأرض التي سلبت الفلاحين المراعي والحقول لحساب التطور الصناعي، وحولتهم الى عمال ملحقين بالصناعة، لا يملكون الا بيع قوة عملهم.
اعتقد ان الموضوع يحتاج الى جهود مشتركة ، لتطوير الطروحات ، وليس اسقاطها. ولم اكتب لأقلل من قيمة الفكر الماركسي وقوته التي لم تتأثر بسقوط أنظمة ادعت انها تطبق الماركسية.
nabiloudeh@gmail.com

أين الهويّة العربية في الطروحات الدينية والديمقراطية؟/ صبحي غندور

كما صحَّ القول المعروف: "كم من الجرائم تُرتكب باسمك أيتها الحرية"، فإنّ جرائم عربية عديدة كانت تُرتكب باسم الهوية العربية... لكن، هل أدّت الجرائم باسم "الحرية" إلى التخلّي عن هذا الهدف النبيل والمطلب المشروع لكلِّ فرد وجماعة وأمَّة..؟!

لقد كان الخيار القومي العربي - وما يزال- يعني القناعة بأن العرب أمَّة واحدة تتألف الآن من أقطار متعدّدة لكنها تشكّل فيما بينها امتداداً جغرافياً وحضارياً واحداً وتتكامل فيها الموارد والطاقات. والمتضرّرون من هذا الخيار هم حتماً من غير العرب الذين، في الماضي، كما هم في الحاضر، يمنعون تكامل الأمَّة العربية؛ حفاظاً على مصالحهم في المنطقة، وعلى مستقبل استنزافهم لخياراتها ومواردها وطاقاتها المادية والبشرية.

وكان من المفهوم أن يحارب غير العرب (على المستويين الإقليمي والدولي) فكرة القومية العربية، لكن لِمَ إطلاق السهام على هذه الفكرة من بعض أبناء العروبة؟ وما هي أسباب تراجع الدعوة القومية العربية لصالح دعوات أممية دينية، أو اقليمية طائفية؟ وهل يمكن اعتبار الفكر الديني مسألة تتناقض مع فكرة العروبة؟

هذه التساؤلات ليس بموضوع جديد على منصّة الأفكار العربية. فهو موضوع لا يقلّ عمره عن مائة سنة، فمنذ مطلع القرن العشرين يدور التساؤل في المنطقة العربية تحديداً حول ماهيّة هويّة هذه المنطقة، وهي المرحلة التي بدأ فيها فرز العالم الإسلامي بعد انتهاء الحقبة العثمانية إلى دول وكيانات. لكن ما حدث خلال القرن العشرين أثبت عدم إمكان الفصل في المنطقة العربية ما بين العروبة الثقافية والإسلام الحضاري. فالعروبة والإيمان الديني حالة متلازمة في المنطقة العربية، وهي مختلفة عن كل علاقة ما بين الدين والقوميات الأخرى في العالم الإسلامي. فقد كان على تركيا، لكي تبتعد عن الدين (وهو هنا الإسلام)، ولتأخذ بالعلمانية وبالمنحى الأوروبي.. كان عليها أن تتمسّك بقوميتها التركية. وهذا المثال الذي حدث في تركيا جعل الكثيرين من العرب، المتمسّكين بدينهم الإسلامي، يعتقدون أنَّ الحديث عن العروبة يعني التخلّي أيضاً عن دينهم، قياساً على التجربة التركية العلمانية في مطلع القرن العشرين، بينما الأمر يختلف من حيث العلاقة بين العروبة والإسلام، وهي مسألة خاصّة بالعرب لا تشترك معهم فيها أيّة قومية أخرى في العالم الإسلامي. فالعربية هي لغة القرآن الكريم، والثقافة العربية هي التي انتشرت من خلالها الدعوة الإسلامية في العالم. فحينما يتمّ فصل العروبة الثقافية عن الإسلام الحضاري، فكأنّ ذلك هو فصل لغة القرآن الكريم عن القرآن الكريم نفسه، وكأنّه فصل للأرض العربية التي عليها المقدّسات الدينية.. عن الدين الإسلامي. هذه الخصوصية في العلاقة تجعل من إضعاف العروبة إضعافاً لوعاء الإسلام الثقافي، والعكس صحيح أيضاً. فحالة الجزائر، حينما كانت تحت الاحتلال الفرنسي، خير مثال على ذلك، إذ حاولت فرنسا أن تضع بديلين في الجزائر: بديلاً حضارياً، وهو الحضارة الغربية بدلاً من الحضارة الإسلامية؛ وبديلاً ثقافياً، حينما حاولت "فَرْنسة" الجزائر وفرض اللغة الفرنسية بدلاً من اللغة العربية. فكيف حافظت الجزائر على عروبتها وعلى إسلامها؟ لقد فعلت ذلك من خلال التمسّك بالقرآن الكريم. فمن خلال التمسّك بالإسلام نفسه، تمسّكت الجزائر بعروبتها. وقد حدثت حالة مشابهة في المشرق العربي حيث كان الدفاع عن اللغة العربية والثقافة العربية (والذي ساهم به العديد من الأدباء المسيحيين العرب) هو محافظة على لغة القرآن الكريم وتراث الإسلام الثقافي.

فحتى لو كانت هناك ممارسات كثيرة، باسم العروبة أو باسم الإسلام، تسيء إلى العروبة نفسها أو للإسلام نفسه، فإنّ خصوصية العلاقة بين العروبة الثقافية والإسلام الحضاري، تستوجب حرصاً على الهوية العربية لدى كل التيارات الفكرية والسياسية التي تقود الآن حركة التغيير الشعبية في البلاد العربية. فمن الأخطاء الشائعة مثلاً، فهم القومية العربية وكأنها أيديولوجية عقائدية وسياسية، بينما القومية العربية هي إطار للهويّة الثقافية بغضّ النظر عن العقائد والأفكار السياسية. إذ يمكن أن تكون قومياً عربياً علمانياً؛ ويمكن أن تكون قومياً عربياً إسلامياً؛ ويمكن أن تكون قومياً عربياً ليبرالياً.. أي نستطيع وضع أي محتوى "أيديولوجي" داخل هذا الإطار القومي. فالقومية هي هويّة، هي إطار تضع فيه محتوًى معيناً، وليست هي المحتوى. المشكلة التي حدثت، خاصة في النصف الأول من القرن العشرين، تكمن في أنّ معظم الطرح القومي كان في حال تجاهل لدور الدين في الحياة العربية بشكلٍ أصبحت معه دعوة القومية العربية تعني للبعض الإلحاد أو الابتعاد عن الدين، عوضاً عن طرحها كهويّة أو كإطار ثقافي يشترك فيه العرب ككلّ، مهما كانت اختلافاتهم الأيديولوجية أو انتماءاتهم الفكرية والسياسية.

وهاهم العرب الآن يختلفون حتّى على الهويّة الوطنية نفسها، وعلى ما فيها من تعدّدية داخل المجتمع الواحد. ولم تستطع الطروحات العربية الفكرية، في العقود الماضية، أن تضع أمام الأجيال العربية الجديدة رؤيا فكرية سليمة تستطيع هذه الأجيال أن تعمل في ظلّها لبناء مستقبل عربي أفضل، وبتحديدٍ أكثر، لم ينجح التيار الفكري القومي في القرن الماضي، ثم أيضاً بما اصطلح على تسميته بتيار "الصحوة الدينية" في الربع الأخير منه، في بناء الأسس الفكرية والثقافية السليمة للعرب حاضراً ومستقبلاً. وهذا يُفسّر ما نراه الآن من صراعات فكرية في المنطقة ومن تغييب شبه كامل لمسألة الهوية العربية في الحراك الشعبي من أجل الديمقراطية.
إنّ أساس الخلاف بين التيّارين "العلماني" و"الإسلامي" هو فكري محض، ولا يجوز إلحاق القضايا الوطنية العامة بطبيعة هذا الخلاف. فالهُويّة، الوطنية أو القومية مثلاً، أصبحت ضحيّةً لهذا الخلاف بين التيّارين في المنطقة العربية، بينما لا تتناقض إطلاقاً الهُوية الثقافية للشعوب مع معتقداتها الدينية. إنّ العكس هو المفروض أن يحدث بين التيّارين "الإسلامي" و"العلماني"، أي أن يبقى الاختلاف قائماً في المسألة الفكرية، وأن يتمّ البحث عن المشترك من القضايا الوطنية والاجتماعية، حيث لا دين أو لون فكري للاحتلال، أو للاستبداد السياسي، أو للفقر، أو للظلم الإجتماعي.

إنّ النقطة المركزية الآن، التي يتمحور حولها الاهتمام السياسي والإعلامي العربي، هي مسألة الديمقراطية المنشودة في المنطقة، والتي ترتبط بآليات انتخابية أو بمؤسسات دستورية، دون الانتباه إلى أنّ أساس العطب في الجسم العربي هو في "الفكر السائد" منذ عقود طويلة بالمجتمعات العربية. والحديث عن "الفكر" لا يعني النخب المثقفة في المجتمع فقط، بل هو شامل لما يسود الأمَّة من تراث فكري ومعتقدات وعادات وتقاليد ومفاهيم لأمور الدين والدنيا، شكّلت بمجملها الواقع العربي الراهن.

فالفكر السائد الآن في المنطقة العربية تغلب عليه الانتقائية في التاريخ وفي الجغرافيا، وينطبق عليه ما تعيشه الآن الأمَّة العربية من ظواهر انقسامية مرَضيّة بأسماء طائفية أو مذهبية أو إثنية، حيث ينظر إليها البعض من أطر جغرافية ضيّقة، وبمعزل عمّا حدث ويحدث من تدخّل خارجي في عموم الأمَّة، كما هو أيضاً الفهم الخاطئ أصلاً للدين أو للهويّة القومية، اللذين يقوم كلاهما على التعدّدية ورفض التعصّب أو الانغلاق الفئوي.