فتح ثورة الانتصار وإرادة التحدي/ سري القدوة

منذ لحظات الولادة الأولي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ( الثورة الفلسطينية ) تعرضت إلى العديد من المؤامرات فمنهم من ادعى بان هذه الحركة عابرة ولا يمكن أن تستمر .. ومنعم من قال إن توقيتها خاطئ ومنهم من شكك في قدرتها علي التواصل .. ومنهم من قال إنهم مجموعة تتعامل بالعاطفة ولكن هذه الحركة استمرت وكان لها أن تكون أعظم ثورة في التاريخ العربي المعاصر وان تكون رائدة حركات التحرر العربية مقدمة الشهداء وآلاف الأسري وموجهة العمليات العسكرية النوعية الموجعة للعدو الصهيوني..
إن بساطة الفكرة وسهولة ووضوح شعار حركة فتح الأول ( ثورة حتى النصر ) أعطاها قوتها علي التحرك وسهل علي الجماهير الفلسطينية الالتفاف حول أعظم حركة والتعامل معها بكل وضوح لصناعة الانتصار والاستمرار بالنضال الفلسطيني بكل قوة وبإيمان بحتمية الانتصار ..

أنها إرادة أبناء الفتح التي قادت الثورة الفلسطينية المعاصرة ..

لم يكونوا سوى مجموعة أشخاص لكنهم امنوا بحركتهم وبقضيتهم العادلة وانطلقوا ليرسموا من عيلبون ضوء الانتصار القادم .. وليقدم الدكتور محمد ( ياسر عرفات ) تجربة وطنية وثورية ويستمر بالثورة من الانطلاقة ألى الدولة وكأن التاريخ الفلسطيني المعاصر قدر أن يكون في شخصية هذا الرجل الذي قدم أروع صفحات النضال عندما بدأت حكاية عيلبون وانطلق الرجال ليتبادلوا كلمة السر ( حتى يغيب القمر ) واستمرت حركة فتح .. استمر الشعب الفلسطيني في أعظم ثورة في التاريخ المعاصر ..

إن حركة فتح والتي تتعرض لمؤامرة التصفية والاحتواء وتتعرض إلى مؤامرة التشرذم والتشتيت والانقسامات الداخلية في صفوف أبنائها لقادرة اليوم أن تجدد انطلاقة العمل والبناء التنظيمي وهي وبدون ادني شك الحركة الأقوى فلسطينيا وهي القادرة علي مواصلة مسيرة البناء والتحرر وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ..

إن التاريخ لا يمكن أن يكون تاريخ عابر بالنسبة لحركة فتح فهي وجدت لتبقى وتنتصر وان إرادة أبنائها هي الأكثر قوة وصلابة وهي التي تستطيع الانتصار علي مؤامرات السيطرة والاحتواء ..
حركة فتح ينضم إلى صفوفها خيرة أبناء الشعب الفلسطيني وطليعتهم الوطنية والثورية والعلمية والإعلامية.. وكل يوم يؤمن أبناء شعبنا بحركتهم وبقدرتها علي الصمود فهي الحركة التي قاتلت من اجل الدولة وهي الحركة التي فاوضت من اجل الدولة وهي الحركة التي حمت شعبنا ورفضت أن ترفع السلاح في وجهة أي فلسطيني وتحملت الكثير من الاتهامات وتشويه صورتها من اجل الحفاظ علي الدم الفلسطيني ..

إن حركة فتح تاريخها مشرف ويفتخر الفلسطيني انه ينتمي إلى حركة دافعت عن شعبنا وحمت الدولة الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني وقدمت خيرة قيادتها شهداء وأعضاء لجنتها المركزية كانوا شهداء من اجل فلسطين وهي الحركة التي بنت جيش التحرير الوطني الفلسطيني وقوات الثورة الفلسطينية وكتائب شهداء الأقصى وجناح العاصفة والتشكيلات العسكرية المخلفة من قيادات ميدانية قاتلت ودافعت عن الثورة الفلسطينية في معركة بيروت والكرامة وفي الانتفاضة الأولي والثانية واعتقل خيرة قيادتها وأبنائها في سجون الاحتلال وكان لها التنظيم الجماهيري المميز ( حركة الشبيبة واتحاد لجان العمل الاجتماعي ولجان المرأة للعمل الاجتماعي ) بالإضافة إلى إنها الحركة التي تمتد في الوسط الجماهيري الفلسطيني والمؤسسات النقابية والصحية والتعليمية والإعلامية الفلسطينية .. حركة فتح هي ثورة الشعب الفلسطيني التي يحق لأبنائها أن يفخرون بها وبانتمائهم إليها لأنها حركة التحدي وإرادة الصمود والتواصل..
حركة فتح أول حركة وطنية مقاتلة للكيان الصهيوني وما تزال وتعتبر "منشئة" السلطة الوطنية الفلسطينية... ولها قوتها وحضورها علي الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي..

عظيمة هي فتح التي تؤمن بحتمية الانتصار ويستعد أبنائها للتضحية من اجل الهدف الأول للحركة وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ..

إنها أرادة التغير والقوة وعنصر التحدي الذي يميز أبناء فتح وقدرتهم علي التفاعل مع المعطيات والمتغيرات الفلسطينية والعربية والدولية..

فتح هي صراع الحضارة وهي التي تمتلك قوة الحضارة والتاريخ المشرف الذي يؤهلها بأن تستمر في قيادة الثورة الفلسطينية بقوة الفكرة ووضوح الرؤية والاستعداد الدائم للتضحية وقدرتها علي التفاعل مع المعطيات والمتغيرات ..

كما قلنا سابقا تعددت المؤامرات وتنوعت للقضاء علي الثورة الفلسطينية ومحاربة منظمة التحرير الفلسطينية عبر سنوات طويلة من النضال لكنها كانت فتح هي الأقوى وهي التي استمرت في الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية أهلنا والحفاظ علي انجازات السلطة الوطنية الفلسطينية بالرغم من محاولات الانقلاب الفاشلة التي قامت بها حركة حماس خلال السنوات الماضية ومن قبلها حركة الانقلاب التي تعرضت لها حركة فتح بعد خروجها من لبنان .. فكانت الحركة هي الأقوى والأكثر صلابة وتماسك ضاربة بعرض الحائض كل المؤامرات وفوتت الفرص علي كل من يتاجر بالقضية الفلسطينية لتكون هي الأقوى والأكثر صلابة لأنها هي حركة الجماهير الفلسطينية وهي ثورة التاريخ الفلسطيني المشرف لشعب فلسطين.
عاشت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
المجد كل المجد لشهداء الثورة الفلسطينية الأبرار
المجد لشعب فلسطين العظيم والنصر للثورة .. ومن نصر إلى نصر وإنها لثورة حتى النصر ..
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية


جذور الضغينة عند العرب/ عـادل عطيـة

من يربي هذه الأمة ؛ لكي تدين الآخرين، مرتين:
مرة: على ما لا تراه فيهم؛ لأنه لا يُرى!
ومرة: على ما تراه خلاف ما يُرى!
فتغتصب في الأولى سلطة الله.
وفي الثانية ترتكب خطيئة الكذب والتجني على الحقيقة، بوصم اناس بصفات رديئة ليست فيهم:
فهم يحكمون على الآخر بانهم يتميزون بقذارة الروح، ومصيرهم إلى الجحيم!
كما يتهمونهم، بأنهم يتميزون بقذارة الجسد، مع أن هذا الآخر، يعيش بينهم: في مجتمعهم، في شارعهم، في سكنهم، في عملهم!
من يربي العرب؛ لكي يتجهوا أكثر نحو أفصى التطرف، وحتى تصبح محبة الآخر قدرة سامقة، يفتقدونها؟!..
من يربي هؤلاء؛ لكي يقتلوا، بكل أنواع القتل، من كان على دين آخر؟!..
لقد حدثتنا الأخبار عن العرب منذ جاهليتهم.. فمنهم الذين تعودوا الحرب والقتال، فإذا لم يجدوا عدواً يحاربونه، حارب بعضهم بعضاً.. حتى قال القائل منهم:
وأحياناً على بكر أخينا إذا مالم نجد إلا أخانا!
سيول من الألم، تنهال على قلوبنا، فتنبت مرارة، وتنبت أيضاً أسئلة كفيفة، نقضي بسببها الكثير من الوقت؛ لننبش داخل ذاكرة التاريخ؛ والعثور على الإجابة المُرّة.
لابأس.. لنستمر، ونحاول...
هنا حادثة، ربما تكشف عن سر النفوس المطبوعة بالأنانية، والبغض، والعنف:
في الوليمة التي اقيمت بمناسبة فطام اسحق، سخر اسماعيل – أبو العرب - ، من أخيه الصغير!
يبدو أنه كان يرضع كبيراً، كما كان يرضع صغيراً- فقد كان في ذلك الوقت قد بلغ السادسة عشر من العمر - كان يرضع من أمه هاجر، التي كانت تسيئ إلى سارة، كيف تكون إساءة الإنسان لاخيه الانسان، حتى تكون كرامته مهملة، وقابلة للجرح!
وهكذا سارت ذريته على هذا الدرب المرير، جيلاً بعد جيل. وجراحاتها، تُذكّرنا، بأن كل حوادث العنف، والموت، تحدث أثناء احتفاليات الآخر!
السؤال الأكثر أهمية: هل نيأس من ردع هؤلاء، بعنف المحبة الأخوية، التي تسمح لكل شخص بأن ينتصر على الانانية، وأن يقضي على الاختلافات والخلافات بين أولاد ابراهيم؟!..
الشيء الوحيد الذي يستطيع قهر كل هذا الشر الموجود في القلوب، هو حب الله، حبه المتطرف، والثوري، والمعدي!...

زوادة إيمانية للسنة الجديدة/ الياس بجاني


"هذه هي وصيتي: أحبوا بعضكم بعضا مثلما أحببتكم. ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه. وأنتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به". (يوحنا 15/12-14)

مع بداية السنة الجديدة، أنعم علينا يا رب بالوعي والبصر والبصيرة والحكمة حتى لا نتغرب ونبتعد عن فكر وممارسات ونفسية وروحية ذكرى الميلاد المجيدة. ذكرى المحبة والتواضع والعطاء والأخوة والأبوة والغفران. أغدق علينا يا رب وزنة المعرفة المجردة من الأنانية والطمع لنثمن عالياً هذه الزوادة المقدسة فنحملها معنا بثقة وتفاني طوال أيام السنة، ونتعلق بها ونحافظ عليها مهما تغيرت وتبدلت الظروف، ونسير بهداها متكلين بإيمان وثقة على محبتك وعطفك أنت يا أبينا السماوي.

مع بداية السنة الجديدة نتضرع لك يا رب السموات والأرض ويا أبينا القدير أن تظللنا بمحبتك في كل أيامنا الحلو والمرة والفرحة والحزينة، والصعبة والمسهلة، وأن ترافقنا برأفتك في كل سقطاتنا والخيبات، وأن لا تحرمنا من نعّم المحبة والتواضع والشفافية والصدق والشهادة للحق والانفتاح على الغير. نستغفرك ونطلب منك أن تقوي وتعضض إيماننا لترافقنا روحية الميلاد المقدسة فكراً وقولاً ونفسية باستمرار ولنتذكر في كل ثانية أننا ترابيون من التراب جبلتنا، وإلى الترتب سنعود، وبأننا لن نأخذ معنا من مقتنيات هذه الدنيا الفانية أي شيء يوم تسترد منا وديعة الحياة (الروح).

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب حتى لا يغيب عن بالنا أنك محبة وأننا لن نأخذ معنا يوم نغادر هذه الدنيا الفانية غير زوادة أعمالنا، وفقط هذه الزوادة والتي على أساسها سوف نقف أمامك يوم القيامة والحساب الأخير. انعم علينا بنعمتي الحكمة والعقل لندرك أن كل إنسان على هذه الأرض هم أخ لنا ولنتعامل معه على هذا الأساس كما أوصيتنا.
يا رب نور عقولنا لندرك أن كل ما هو معنا ولنا من مال ونفوذ وسلطة وعائلة ومعرفة هي وزنات مؤتمنين عليها، وأن المطلوب منا أن نستثمرها في ومع كل إنسان بحاجة إليها.

لنصلي حتى لا نصاب بمرض بالغرور، وأن لا نحمل في وجداننا لوثات الحقد والكراهية والانتقام.
لنصلي حتى لا نكون عثرة في حياة وسعادة أي شخص أخر، بل وسيلة محبة وصلح ووئام وسلام.
لنصلي حتى يغسل الله نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا من كل أنانية واستكبار وليساعدنا بهدايته لنكون ودعاء كالأطفال.
لنصلي حتى ندرك أن علينا التقيد قولاً وفعلاً بالوصايا العشرة، وبكل ما جاء في "صلاة الأبانا" التي أوصانا الرب أن نصليها.

لنصلي حتى ندرك أن ذكرى الميلاد هي للصلاة والتوبة والغفران ومراجعة الذات وتقديم الكفارات وليست فقط للاحتفالات والملذات والهدايا والمأكل والمشرب.
لنصلي حتى ندرك بعمق أن الله لا يقبل صلواتنا وذبائحنا وتضرعاتنا أن لم نغفر لمن يخطأ إلينا ونتصالح مع كل من يعادينا ونعاديه.
لنصلي حتى لا يغرقنا الغرور في وحل الأنانية، وأن لا يخدر قلوبنا ويميتها تعلقنا بممتلكات الدنيا ومغرياتها.

لنصلي كي نبقى دائما من الشاكرين والممتنين لأبائنا وأمهاتنا فقراء كانوا أم أغنياء، أتقياء أم أشرار، وحتى لا يموت الإحساس في دواخلنا ونعاملهما كما الغرباء والأعداء ونصاب بعاهتي الجحود ونكران الجميل. لنصلي كي ترافقنا روحية ميلاد المخلص طوال أيام السنة. لنصلي حتى لا يغيب عن بالنا ولو لثانية واحدة أننا أولاد الله المحب والمعطاء والغفور الذي افتدانا بابنه الوحيد ليعتقنا من نير عبودية الخطيئة، هذا الأب الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له وباقِ معنا في لساننا والضمير.

مع بداية السنة الجديدة، ساعدنا يا رب أن نتذكر باستمرار أن يوم الدينونة الأخير حيث الحساب والعقاب آت وعلينا بالتالي أن نكون دائما على استعداد له بزوادة أعمالنا. وساعدنا أن نأخذ العبر مما جاء في إنجيل القديس متى 25/31-45 تحت عنوان يوم الدينونة: "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، ومعه جميع ملائكته يجلس على عرشه المجيد، وتحتشد أمامه جميع الشعوب، فيفرز بعضهم عن بعض، مثلما يفرز الراعي الخراف عن الجداء، فيجعل الخراف عن يمينه والجداء عن شماله. ويقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا، يا من باركهم أبـي، رثوا الملكوت الذي هيـأه لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضا فزرتموني، وسجينا فجئتم إلي. فيجيبه الصالحون: يا رب، متى رأيناك جوعان فأطعمناك؟ أو عطشان فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فآويناك؟ أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فزرناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي عملتموه! ثم يقول للذين عن شماله: ابتعدوا عني، يا ملاعين، إلى النار الأبدية المهيـأة لإبليس وأعوانه: لأني جعت فما أطعمتموني، وعطشت فما سقيتموني، وكنت غريبا فما آويتموني، وعريانا فما كسوتموني، ومريضا وسجينا فما زرتموني. فيجيبه هؤلاء: يا رب، متى رأيناك جوعان أو عطشان، غريبا أو عريانا، مريضا أو سجينا، وما أسعفناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: كل مرة ما عملتم هذا لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي ما عملتموه.: فيذهب هؤلاء إلى العذاب الأبدي، والصالحون إلى الحياة الأبدية"

يا رب نور عقولنا والضمائر لنعمل بوصيتك ونتصالح معك ومع ذواتنا والآخرين: "وإذا كنت تقدم قربانك إلى المذبح وتذكرت هناك أن لأخيك شيئا عليك، فاترك قربانك عند المذبح هناك، واذهب أولا وصالـح أخاك، ثم تعال وقدم قربانك". (متى 05/23-24)

مع بداية السنة الجديدة أفض علينا يا رب وأغدق من نعمة المحبة ولا تحرمنا منها وأغفر خطايانا وضعفنا والسقطات لأنك أنت محبة ونحن دون محبة نعود إلى العدم


مجرد إقتراح/ علي مسعاد

من بين آخر التقليعات ، التي أتحفتنا بها ، القنوات الأرضية منها والفضائية ، هي برامج " المسابقات " التي تعتمد في أساسها ، على المكالمات الهاتفية و الرسائل النصية ، التي بموجبا يمكن للمشاهدين ، الفوز إما بسيارة فاخرة أو شقة على شاطئ البحر أو المبيت في فندق مصنف أو غيرها من الإعراءات ، التي تدفع المشاهدين بمزيد من الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية الأرضية منها و الخلوية .
وهي تقنية ، كان الهدف منورائها ، بالنسبة على الأقل ، للقنوات الفضائية ، الحصول على دفعة مالية ، تغطي تكلفة الأستديوهات والعاملين بها و حصد مزيد من الأموال ، عبر تغذية " الأحلام " لدى جيل " النت " و " التلفزيون " .
هذه المسابقات الفضائية ، إنقسم بشأنها الكثيرون ، بين مؤيد ونعارض لها ، بالنظر لإستغلالها للظرفية النفسية والمادية لمعظم المشاهدين و بأنها تساهم في " أحلام اليقضة " و الإتكالية لدى جيل اليوم ، حيث تنتشر لديهم ثقافة " الإستهلاك " وبإمتياز .
لكن ، شخصيا ، لي وجهة نظر خاصة ، في الموضوع ، بحيث يمكن لي القول ، بإعتباري من المشاهدين المفترضين لهذه القنوات الفضائية ، التي إنتشرت كالنار في الهشيم ، عبر الساتل ، أنها لم تضع ضمن برامج " المسابقات " ، الحصول على وظيفة أو تغطية مصاريف عملية جراحية أو غيرها من الأمور اليومية ، الناس في أمس الجاحة إليها ، من السيارة أو الشقة أو الفندق أو رحلة سياحية ، وهنا أنا أتكلم ، عن القنوات الوطنية ، التي نهجت الأسلوب عينه ، في كثير من المسلسلات والسيتكومات و برامج الواقع .
خاصة وأن آخرإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط تقول ، على أن " إن عدد العاطلين بالمغرب ارتفع ب 28 ألف شخص، وأن معدل البطالة عرف ارتفاعا طفيفا يقدر ب 0.1 نقطة، فيما تراجع معدل الشغل بـ 1.2 نقطة خلال الفترة نفسها، وأن ارتفاع البطالة كان ملحوظا خاصة لدى الشباب الحضريين المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، وجاء في مذكرة المندوبية أن عدد العاطلين عرفا ارتفاعا بـ 2.7 في المائة على المستوى الوطني منتقلا من مليون و21 ألف عاطل خلال الفصل الثالث من سنة 2010 إلى مليون و49 ألف عاطل خلال الفترة نفسها من سنة 2011، أي بزيادة قدرها 28 عاطلا، 9 آلاف في المدن و19 ألف بالقرى ، وأكدت المندوبية أن عاطلا من بين اثنين، أي ما يعادل 51.3 في المائة طالب للشغل لأول مرة، مؤكدة أن 24.5 في المائة من العاطلين في حالة بطالة اثر حصولهم على شهادة، و29.4 في المائة جراء توقف نشاط المؤسسة المشغلة أو الطرد، و16.1 في المائة إثر التوقف عن الدراسة دون الحصول على شهادة" .في ظل هذا الواقع ، ألم تفكر إدارة التلفزيون المغربي ، في المساهمة في تقليص من نسبة عدد العاطلين بالمغرب ، خاصة و أن موضوع " الشغل " من بين الرهانات الكبرى ، للحكومة الجديدة ، إلى جانب السكن و الصحة و التعليم .
الملفات الضخمة ، التي تنتظر الحكومة الجديدة و التي يراهن عليها المواطن ، ليحكم لها أو عليها .
ماذا لو ، أمطرتنا قنواتنا الفضائية ، بأسئلة بليدة كالتي تمطرنا بها كل دقيقة وثانية ، عن مصير " حديدان " و أبطال " العشق الممنوع " و " رمانة وبرطال " للحصول على وظيفة عمومية أو لدى الخواص .
أو في التسريع بموعد إجراء عملية جراحية ، في مستشفى عمومي أو التكفل بأعقدها لدى المصحات الخاصة ، أكيد أن نسبة المشاركة سترتفع و كذا نسبة المشاهدة إلى القمة و يعود المشاهد المغربي ، إلى القنوات الوطنية التي هاجرها ، بسبب كثرة مسابقات الغناء والمسلسلات التركية و المكسيكية و برامج الواقع ، التي تدفع بالشباب إلى الغناء والزواج و الفكاهة الرخيصة ، بعيدا عن واقع " البطالة " و التغطية الصحية الغائبة و البناء العشوائي وغيرها من القضايا و المشاكل اليومية ، التي لا تعرف طريقها ، للإسف ، إلى التلفزيون المغربي .

To Mr. Bruno Gamba, Chairman of Bank of Alexandria/ رافت محمد السيد

الإستقرار يبدأ من داخل البيت ؟!
Stability begins at home
حالة من الاحتقان والغضب الشديد تسود حاليا بين جميع العاملين ببنك الإسكندرية لاسيما القدامى منهم وهم يمثلون الأغلبية الساحقة بالبنك العاملون بالبنك هم الأسوأ حالا من بين جموع العاملين بالقطاع المصرفي ، فقد باعهم النظام السابق ضمن صفقة البيع المشبوهة والتي مازالت تُنظَر من القضاء المصري للفصل فيها ، فمنذ ذلك التاريخ المشئوم الذي تم فيه بيع البنك والعاملين بالبنك في معاناة شديدة من عدم تحقيق المساواة بينهم وبين العاملين في القطاع المصرفي ، فالعاملون لم يتم معالجة الرسوب الوظيفي لهم طبقا للوائح والقوانين وطبقا لتواريخ تعيينهم مابين الوظيفة والأخرى في حين يتم على الجانب الأخر تعيين عاملين جدد ليس لهم أية خبرات مصرفية بدرجة مدير إدارة مباشرة متخطيا ستة وظائف يمر عليها الموظف القديم كي يحصل على هذه الدرجة الوظيفية وبعد مرور مايتجاوز سبعة عشر عاما من الخدمة الفعلية بالبنك حسب اللوائح ، ومع ملاحظة أن هناك جيوش من العاملين تستحق هذه الدرجة الوظيفية وتعدت مدة خدمتهم أكثر من ثلاثين عاما ولم يحصلوا عليها حتى الآن - فهل هذا عدل ؟ هناك أيضا حالة من التجمد الوظيفي في الوظائف الستة التي أشرت إليها سابقا لم يتم النظر إلى ترقية أصحابها حتى هذه اللحظة - فأكم من مراقبين يستحقون الترقية إلى وظيفة نائب مدير إدارة طبقا لتاريخ التعيين وحسب الفترات البينية التي تنص عليها اللوائح لم يتم ترقيتهم وكذلك الحال أيضا بالنسبة للوظائف الأخرى من مصرفي (ب) وحتى رئيس قسم لم يتم ترقيتهم وفقا للوائح وهو مايطلقون عليه معالجة الرسوب الوظيفي والذي قامت بمعالجته كل البنوك الأخرى في هدوء وسكينة إلا هذا البنك الذي تصر إدارته على إذلال العاملين وعدم تحقيق مطالبهم المشروعة في حصولهم على ترقياتهم المستحقة ، طبقا لمدة خدمتهم على الجانب الأخر فإن مرتبات العاملين بهذا البنك ضئيلة للغاية فهي لاتتناسب مع مظهر ووضع ومكانة ومخاطر وظيفة "موظف بنك " فضلا عن أنه بالمقارنة بالبنوك الأخرى العاملة بمصر حتى بنوك القطاع العام والحكومة كالبنك الأهلي المصري أو البنك المركزي لاتوجد نسبة وتناسب نهائيا بين مرتبات العاملين ببنك الإسكندرية وبين هذه البنوك مع أن هذا البنك يتبع لأكبر مجموعة مصرفية في العالم هي مجموعة «سان باولو الشهيرة » والتي تحتل المركز الرابع علي مستوي الاتحاد الأوروبي فضلا عن حصول بنك الإسكندرية مؤخرا على جائزة أفضل بنك في مصر وذلك من قبل مجلة اليوروموني – أكبر المجلات الدولية المعنية بالشئون البنكية والمالية وهى جائزة رفيعة لاتُمنح إلا للبنوك المتميزة وهى نتاج جهد وتواصل من العاملين بالبنك لاسيما القدامى الذين مازالوا يحملون لواء تشغيل البنك وتقدمه ، وأقول صدق أو لاتصدق أن مرتب ساعي بالبنك المركزي ( مع عظيم إحترامى للوظيفة وشاغلها ) يعادل مرتب مدير إدارة قديم ببنك الإسكندرية ، وعندما طلب العاملون إعداد هيكل واضح وشفاف وعادل يحدد مستويات وظائفهم ومدد ترقياتهم وهيكلة أجورهم لتتناسب بما يتوافق مع السوق المصرفي وبالمساواة ولاشئ غير المساواة قاموا بإعداد هيكل يقضى على أحلامهم من جديد بعد صبر دام طويلا لظهور هذا الهيكل اللعين ، مطبقين المثل القائل " تمخض الأسد فأنجب فارا" وذلك لمواصلة مسلسل المساومات التي تعودوا عليها فهم الإيطاليون وما أدراك ما الإيطاليون ؟ إن كنت لاتعرفهم فاسأل عنهم في أوربا – يعشقون المفاوضات التي يجيدونها وأساليب الكر والفر التي لايجيدها من يريدون حقوقهم دون ضجيج ولكنهم تعودوا دائما على ألا يحصلوا على حقوقهم إلا بالضجيج الذي يتم رغما عنهم مضطرين إلى ذلك لأن هناك من يريد إذلالهم ليحصلوا على حقوقهم وهم لن يقبلوا الذل والمهانة ومصرون على الحصول على حقوقهم ، فقد سلكوا كل الطرق المشروعة والشرعية من خلال اللجنة النقابية التي تمثلهم وتم مخاطبة النقابة العامة للبنوك ومخاطبة السيد محافظ البنك المركزي ومخاطبة مجلس الوزراء ممثلا في رئيسة الدكتور كمال الجنزورى وحتى هذه اللحظة لم تحرك تلك الجهات ساكنا بمساواتهم بأحد البنوك العاملة بمصر لاسيما البنك الاهلى الذي كانت الإدارة الإيطالية قد وعدت بمساواتهم به في خلال ثلاث سنوات تنتهي في مارس 2014 الأمر الذي لم يتم حتى هذه اللحظة . أناشد جميع المسئولين بالدولة إيجاد حل فوري وسريع لمشكلة العاملين ببنك الإسكندرية خوفا وحرصا منى كمواطن مصري على تأثير هذه الوقفات الاحتجاجية من أسوان إلى الإسكندرية على نتائج هذا البنك ونجاحاته وعلى تقدمه بفضل العاملين به لاسيما القدامى أصحاب الخبرات الكبيرة التي مازالت اللبنة الأساسية وحجر الزاوية والأساس في تقدم هذا البنك ورفعته بالإضافة إلى مساهمة بعض العاملين الجدد من أصحاب الكفاءات والحماس والرغبة في التعلم واكتساب الخبرات من زملائهم القدامى ليتسلموا الراية جيلا بعد جيلا لمواصلة مسلسل النجاح والتقدم فالبنك هو الباقي والأفراد زائلون .. فقد ملَّ العاملين من المسكنات والوعود البراقة والكلمات المعسولة على غرار ماكان يحدث إبان العهد البائد ولن يرتضى العاملين حلا سوى تحقيق العدل ومساواتهم فورا بزملائهم بالقطاع المصرفي .
أناشد السيد برونو جامبا رئيس مجلس إدارة البنك بأن ينظر إلى الأمر نظرة موضوعية مفادها أن الاستقرار دائما يبدأ من الداخل وأن تحقيق استقرار العاملين هو الأساس في تحقيق كافة النجاحات التي يبغيها أي مستثمر يريد مواصلة النجاح والتقدم كما أناشده سيد برونو أن يحكم العقل في تنفيذ مطالب العاملين ، "فالبنك سمعة" لو اهتزت فقد الكثير من عملائه وهو مالا يرتضيه أي من العاملين المضطرين بناء على توجهاتكم إلى القيام بإضراب أو وقفة احتجاجية قد تؤثر من جديد على سمعة البنك التي من المؤكد أنها تهمكم – أناشدك سيد برونو أن تنظر إلى ماتمر به البلاد من ظروف لايرتضى الحكيم وصول الأمور إلى هذا الحد وأذكرك بان استقرار أي مؤسسة يبدأ من الداخل ونجاح أي مؤسسة ينسب إلى العاملين بها وفشلها ينسب إلى إدارتها ، لاتستمع إلى توجيهات أقطاى فهو لايريد خير هذا البنك فهو مازال بينه وبين العاملين ثأرا لن ينساه ، فهم الذين خلعوه من منصبه هو ومن عاونوه على الإضرار بمصالح العاملين ، لاتستمع إلا لصوت العقل الذي سيحقق لكم أقصى المكتسبات ويحقق للعاملين استقرارهم وأمانهم ، فا لعاملين لايطلبون سوى المساواة والعدالة الاجتماعية أليس هذا بالفعل حقهم
إن استقرار البنك يبدأ من الداخل من مكتبك سيد برونو ومن معاونيك وعلى رأسهم سيد أندريه المشرف والمسئول عن اخطر قطاع بالبنك وهو قطاع الموارد البشرية – أتمنى أن تصدر منشورا سريعا يحتوى على بندين اثنين يحل تك المعضلة دون استخدام العبارات المطاطية الشهيرة والتي لن ينخدع بها العاملين مرة أخرى وهما – تقرر زيادة المرتب بنسبة % وتكون نسبة مقبولة تحقق لهم المساواة مع البنك الاهلى الذي اخترتموه كبنك مقارنة واعتقد ألا تقل عن 50% من المرتب الشامل – والبند الثاني فيه تقرر معالجة الرسوب الوظيفي للعاملين طبقا لتاريخ التعيين وحسب الفترات البينية لكل وظيفة طبقا للائحة مع عدم النظر على تاريخ أخر ترقية وذلك اعتبارا من 1/1/2012 ، وثق أن هذين البندين سيجعلان العاملين في قمة السعادة وبداية صفحة جديدة وانتظر منهم الكثير والكثير – الم اقل لك أن الاستقرار يبدأ من الداخل .
raafat.1963@gmail.com


عام "الشارع العربي".. فمتى عام "المجتمع العربي"؟/ صبحي غندور

العام 2011 كان بلا شكّ عامَ "الشارع العربي"، عام التحوّلات الهامة في كثير من أوطان الأمَّة العربية. لكن من الإجحاف وصف عام 2011 بأنّه عام "الثورات العربية". فالثورة تعني تغييراً جذرياً في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وليست عملية تغيير أشخاص وحكومات فحسب. الثورة تعني أيضاً توفّر قيادة واضحة ورؤية فكرية - سياسية ناضجة لمرحلة ما بعد إسقاط النظام، الأمر الذي لم يتوفّر حتّى الآن في أيِّ بلدٍ عربي شهد أو يشهد حراكاً شعبياً من أجل التغيير.

أيضاً، تعبير "الثورة العربية" يوحي وكأنّ ما يحدث في المنطقة العربية هو ثورة واحدة موحّدة في الأساليب والقيادات والأهداف والظروف، وعلى أرضٍ واحدة وفي كيانٍ واحد، وهذا كلّه غير صحيح. فالمنطقة العربية هي أمَّة واحدة، لكنّها تقوم على 22 دولة وكيان وأنظمة حكم مختلفة. فوحدة "الشارع العربي"، من الناحتين السياسية والعملية، هي غير متوفّرة بسبب هذا الواقع الانقسامي السائد لقرنٍ من الزمن تقريباً، وبالتالي فإنّ المشترك الآن هو حدوث انتفاضات شعبية عربية، لكن بقوى مختلفة وبظروف متباينة وبأساليب متناقضة أحياناً. فما حدث من أسلوب تغيير في تونس ومصر لم يتكرّر في ليبيا أو اليمن أو سوريا أو البحرين، ولم تكن سلمية التحرّك الشعبي هي الأسلوب الواحد المتّبع في كل هذه الأماكن، ولا كانت أيضاً مواقف المؤسسات العسكرية فيها متشابهة أو متجانسة مع ما حصل في تونس ومصر مثلاً.

وكان واضحاً، وما يزال، غياب المعيار العربي الواحد لتقييم هذه الانتفاضات الشعبية. فقد يكون معيار البعض هو العامل السياسي المحلي فقط، والذي يرتبط بالمسألة الديمقراطية، بينما قد يكون المعيار لدى البعض الآخر هو مدى قدرة هذه الانتفاضات الشعبية على البقاء متحرّرة من التدخل الأجنبي، وعلى تأثير هذه الانتفاضات سلباً أم إيجاباً على نهج مقاومة الاحتلال والهيمنة. ففي مصر مثلاً، انعقدت الآمال العربية على أن يكون ما حدث فيها من تغيير داخلي مقدّمة لعودة دور مصر العربي، ولتحرّرها من قيود المعاهدات مع إسرائيل ونهج التبعية الذي ساد منذ توقيع معاهدات "كامب ديفيد"، بينما الحالة معاكسة في تقييم أثر ما يحدث في سوريا، ومن انعكاساته على نهج المقاومة في فلسطين ولبنان وعلى مسألة التطبيع العربي مع إسرائيل.

أيضاً، تختلف المعايير العربية ممّا حدث حتّى الآن في المنطقة، تبعاً للمواقع العقَدية الفكرية والسياسية، كما هي أيضاً في المعايير الدينية والمذهبية والإثنية عند من يعتبرونها مرجعيتهم لتحديد مواقفهم من أيّ شأن أو أمر. فلذلك وجدنا ترحيباً بالنتائج السياسية لانتخابات مصر وتونس لدى جهات معينة، وهواجس ومخاوف لدى جهات أخرى، رغم انطلاق كل هذه الجهات من مبدأ دعم ما حدث من تغيير للأنظمة السابقة. الأمر نفسه ينطبق على دعاة المعايير الطائفية والمذهبية والإثنية، حيث دعم أو رفض التغيير في أيّ مكان ينطلق عندهم من هذه المعايير والمصالح الفئوية.

لكن مهما كان هناك من ملاحظات وتساؤلات مشروعة على ما حدث في المنطقة وما يحدث، فإنّ هذه التطورات المهمّة الجارية الآن على أرض العرب، تحمل إيجابيات كثيرة أهمّها تحطيم جدار الخوف النفسي الذي كان يفصل بين المواطن وحقوقه في الوطن، ومن ثمّ إعادة الاعتبار لدور الناس في عمليات التغيير المطلوبة بالمجتمعات بعدما كانت في السابق حكراً إمّا على المؤسسات العسكرية أو في المراهنة حصراً على التدخّل الخارجي.

أيضاً، أهمّية ما يحدث الآن هو إحياء الأمل لدى عامّة العرب بإمكان التغيير وعدم الاستسلام لليأس القاتل لأحلام الشعوب بمستقبل أفضل. لكن هذه المتغيرات تحدث في مناخ تزداد فيه الطروحات الانقسامية في المجتمعات العربية، وقد سادت في الفترة الأخيرة بأشكال طائفية ومذهبية مختلفة، وهي تتناقض مع طبيعة صحّة الواقع؛ الذي هو بين حاكم ظالم وحكومات فاسدة من جهة، وبين مواطنين ومحكومين مظلومين، ينتمون لكل الطوائف والمذاهب والعقائد، من جهة أخرى.

ولعلّ ما يحدث الآن في عموم أرض العرب، هو تعبيرٌ لا عن خطايا حكومات وأنظمة فقط، بل هو مرآةٌ تعكس الفهم الشعبي العربي الخاطئ للدين وللهويتين العربية والوطنية، ولمدى خلط بعض المعارضات بين مواجهة الحكومات وبين هدم الكيانات الوطنية، ولسقوط بعض المعارضين والمفكّرين في وحل وهُوّة التفكير الطائفي والمذهبي.

إنّ ما جرى في السودان مع مطلع العام 2011 لا ينفصل عمّا جرى في شمال العراق بعد احتلاله في العام 2003، ولا عن محاولة فصل جنوب اليمن عن شماله، ولا عن تصاعد العنف ضدّ الكنائس العربية، ولا عن إثارة الغرائز الانقسامية بين المذاهب الإسلامية. بل إنّ كلّ ذلك يؤكّد جدّية المشروع الإسرائيلي/الأجنبي الساعي لتفتيت ما هو أصلاً مقسّمٌ عربياً، ولإقامة دويلات دينية وإثنية "فيدرالية" ترث "النظام العربي المريض" كما ورثت اتفاقيةُ (سايكس/البريطاني وبيكو/الفرنسي) مطلع القرن الماضي "الدولة العثمانية التركية المريضة".

جسد الأمة العربية يحتاج الآن بشدّة لإعادة الحيوية النابضة في قلبه المصري، في ظلّ أوضاع عربية كانت تسير في العقود الأربعة الماضية من سيء إلى أسوأ، ومن هيمنة غير مباشرة لأطراف دولية وإقليمية إلى تدخّل مباشر في بلدان الأمّة، بل باحتلال بعضها، كما حدث أميركياً في العراق، وإسرائيلياً في لبنان وفلسطين، وغير ذلك على الأبواب الإفريقية والآسيوية للأمّة العربية التي بدأت كياناتها الكبرى بالتصدّع واحدةً بعد الأخرى.

إنّ قلب العرب جميعاً الآن على مصر، وهم معها ومع حركتها للتغيير، وكلّهم أملٌ بأن تعود مصر لدورها الريادي العربي، وأن تتحرّر مصر من قيود "كامب ديفيد" التي كبّلتها لأكثر من ثلاثة عقود فأضعفتها داخلياً وخارجياً.

مصر لها الدور الريادي في التاريخ القديم والحديث للمنطقة، ومصر لا يمكن أن تعيش منعزلة عن محيطها العربي وعمّا يحدث في جناحيْ الأمّة بالمشرق والمغرب، فمصر هي في موقع القلب، وأمن مصر وتقدّمها يرتبطان بالتطوّرات التي تحدث حولها. فالاختلال بتوازن مصر وبدورها يعني اختلالاً في توازن الأمّة العربية كلّها.

إنّ البلاد العربية هي أحوج ما تكون الآن إلى حركة جيل عربي جديد، تتّصف بالديمقراطية والتحرّر الوطني والعروبة معاً. حركة تستند إلى توازن سليم في الفكر والممارسة بين شعارات الديمقراطية والتحرّر الوطني والهوية العربية، حركة شبابية تجمع ولا تفرّق داخل الوطن الواحد، وبين جميع أبناء الأمَّة العربية..

إنّ وجود حكومات فاسدة واستبداد سياسي وبطالة واسعة وفقر اجتماعي وغياب لأدنى حقوق المواطنة المتساوية وللحريات العامة وانعدام فرص العمل أمام الجيل الجديد، كلّها عناوين لانتفاضات شعبية جارية أو كامنة وراءها عشرات الملايين من المظلومين والفقراء على امتداد الأرض العربية. لكن ماذا بعد الانتفاضات، وعلى أساس أيّ برنامجٍ للتغيير؟

ثم هل تغيير نظام الحكم سيؤدّي حتماً إلى إصلاح المجتمع؟ العلاقة بين المسألتين هي طبعاً جدلية، لكن من المحتّم أنّ إصلاح المجتمع هو السبيل إلى إصلاح الدولة ونظام الحكم فيها. فالحركات السياسية حينما تعطي الأولوية لتغيير أنظمة الحكم، فذلك يعني بالنسبة لها بناء أطر حزبية فئوية ثم صراعات سياسية يومية مع "الآخر" في المجتمع، ثم صراعاتٍ لاحقة داخلية على السلطة والمناصب.. بينما إصلاح المجتمع يعني بناءً سليماً للدعوة والدعاة، ويوجب حسن الأسلوب والتعامل مع "الآخر" في المجتمع، واستخدام التأثير الإيجابي في الناس من خلال العمل الثقافي والفكري البعيد عن الفئوية والانتماءات الضيقة والمصالح الخاصة. فالمعيار ليس بإقرار حق وجود "الآخر" فقط، بل بحقّه في دوره كشريك طبيعي في المجتمع، وبضمان صيانة حقوقه الكاملة كمواطن أولاً في وطن للجميع.

يا شعب مصر من ينهي لنا مهزلة نبيل العربي؟/ محمد فاروق الإمام

عجبت لأهل مصر وثوارها ونخبها وعقلائها في اختيارهم لنبيل العربي ليكون وجه مصر في الجامعة العربية أميناً عاماً لها، فقد كان اختيارهم لهذا الرجل العاجز في وضعه في المكان العاجز أم المصائب، فما هكذا تساس الأمور يا مصر يا أم الدنيا وما هكذا يكون الاختيار، وقد تعودنا على مصر رصانة العقل وبعد الأفق وكثرة الرجال الأخيار من علماء ومثقفين ومفكرين، فقد ضيقتم باختيار العربي لهذا المنصب واسعاً ينبض محيطه بوفرة العقلاء والوطنيين والشجعان والأحرار.
الجامعة العربية تستحق من مصر رجلاً يعيد لها روح الحياة التي افتقدتها على مدار عمرها إلا في أحايين قليلة، لتأخذ دورها وتتفاعل مع المستجدات التي تعصف بالمنطقة العربية، حيث الشعوب تنتفض ثائرة على أنظمة طاغية خرقاء تريد أن تبعث هذه الأمة من رقادها الطويل، وتعتقها من القمقم الذي حبسها فيه حفنة من الطغاة والمستبدين لنحو ستين عاماً ويزيد، أفسدوا خلالها ونهبوا وبغوا وتجبروا واستكبروا ونازعو الله الحكم والإرادة والمشيئة في الأرض، سمة حكمهم قول فرعون (ما أرى لكم من إله غيري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).
وكان سبيل رشادهم الذي أرادوه لنا مخضباً بقاني الدماء، صبغ حياة الملايين في مشارق هذا الوطن المنكوب ومغاربه، وأزهق أرواح الآلاف وجوّع الملايين وعرّاهم وجهّلهم، وغيّب في السجون والمعتقلات الآلاف يرسفون بالأغلال ويحيون العذابات والقهر والإذلال، وأقصى ونفى الآلاف وضيق الأوطان على رحابتها عليهم ليعيشوا لاجئين في أرض ليست أرضهم وفي أوطان ليست أوطانهم، مجبرين غير مخيرين في التأقلم في تلك البلدان على مضض والعيش فيها على الكفاف والفاقة والمعاناة والحرمان.
وانتفضت هذه الشعوب بعد أن ظن الناس أن هذه الأمة باتت عالة على نفسها وعلى الأمم الأخرى.. انتفضت بوجه طغاتها تريد الحرية التي اغتصبت والكرامة التي ديست والعدالة التي افتقدت والثروات التي بددت والأموال التي انتهبت، وسارت عجلة هذه الثورات كالإعصار الذي لا يقف أمامه إلا الجُهال والسفهاء والحمقى، فهوت عروشهم كأنها بيت عنكبوت الواحد تلو الآخر، وكل منها أخذ نصيبه الذي يستحق، فطاغية تونس زين العابدين بن علي آثر السلامة والفرار، وطاغية مصر حسني مبارك جُرجِرَ صاغراً على سرير إلى قفص العدالة، وطاغية ليبيا معمر القذافي أراد من مجرور المياه الحماية فعاجلته إرادة السماء ونفذ فيه حكم الله، وطاغية اليمن علي عبد الله صالح ينازع الغرق دون أن يتمكن حتى الآن من الإمساك بطوق النجاة.
أما نمرود الشام وطاغيتها بشار الأسد فله نكهة تميزه عن غيره من هؤلاء الطغاة الذين، على مكرهم ودهائهم، تهاووا سريعاً الواحد بعد الآخر.. نمرود الشام هذا الذي استباح الأوطان وما فيها من إنسان وحيوان وشجر وحجر لنحو عشرة أشهر متتالية راح ضحيتها ما يزيد على ستة آلاف شهيد وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والمعتقلين والنازحين والمهجرين، ولا يزال يوغل بدماء السوريين وأعراضهم ومقدساتهم وحرماتهم وهو يظن – واهماً – أنه سيحقق ما لم يتمكن من سبقه من طغاة من تحقيقه، وأنه سيبقى في حمى شبيحته ورجال أمنه وكتائب عسكره، مستفيداً من ضعف العرب ومن سوء تدبيرهم وهوان قراراتهم وخذلان رجالاتهم، وتأييد بعض الدول الذين يخيفهم هذا الإعصار الذي يضرب جنبات وطننا العربي من الانتقال إلى بلدانهم، وهذا ما حصل بالفعل حيث المظاهرات والانتفاضات تعم مدن روسيا سند النظام السوري وحليفته والمنافحة عنه في مجلس الأمن، وكذا الحال بالنسبة إلى إيران التي يهز عرش ملاليها احتقان شعبي رافض لسياستهم الداخلية والخارجية، قد يثور بركانه في أية لحظة ويدك ما أقاموا من حصون البغي وقلاع الفساد.
لقد أسعف النظام السوري ومد بعمره مواقف الجامعة العربية الهزيلة المترددة، التي ظن السوريون أن قراراتها التي اتخذتها ستوقف شلال الدم وتكبل يد النظام وتوقفه عند حده، ولكن العكس هو ما حصل فقد عرف النظام كيف يتعامل مع الجامعة بشخوص القائمين عليها وفي مقدمتهم أمينها العام نبيل العربي الذي طأطأ الرأس بخنوع لمواقف النظام وشروطه وطلباته، والتي جعلت من المبادرة العربية والبروتوكول نكتة مضحكة وأكذوبة سمجة لا تستحق حتى التوقف عندها لعدم جديتها وتفعيلها على أرض الواقع، فقد ذهب المراقبون الذين اختارتهم الجامعة إلى سورية بعد مهل ومهل أتاحت للنظام الفرصة تلو الفرصة للإيغال بدم السوريين، حيث قضى ما يزيد على ألفي شهيد بين توقيع النظام على البروتوكول ووصول المراقبين إلى دمشق، في الوقت الذي لم ينفذ النظام البنود الأساسية للمبادرة العربية التي على النظام القيام بها قبل وصول المراقبين، والتي تتلخص في: (وقف القمع والقتل، وسحب الآليات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والبلدات والقرى، وإطلاق سراح جميع السجناء والمعتقلين السوريين، والسماح لوسائل الإعلام العربية والأجنبية بدخول سورية لتغطية الأحداث باستقلالية ومهنية، والسماح بالمظاهرات السلمية، والتفاوض بين النظام والمعارضة في الانتقال إلى الحكم الديمقراطي المدني)، وكل هذا لم يتحقق منه شيء، وعلى العكس فإن آلة القتل لا تزال مستمرة تحصد الناس في طول البلاد وعرضها، وكأن ما أرسلته الجامعة من مراقبين وظّفوا ليكونوا الغطاء لممارسات النظام السوري الإجرامية، فكل ما نسمعه من هؤلاء المراقبين الإشادة بالنظام وحسن تعامله مع بعثة الجامعة، في الوقت الذي كنا نشاهد في المحطات الفضائية وشاشات التلفاز كيف يمتنع أعضاء هذه البعثة من الاستماع إلى مناشدات ودعوات أبناء حمص الجريحة ليقوم هؤلاء المراقبون بزيارة أحيائها المنكوبة للاطلاع على ما يجري فيها وما هم عليه من جراحات وعذابات!!
أخيراً نناشد الشعوب الثائرة التي انتصرت على طغاتها في تونس ومصر وليبيا أن يهبوا لنجدتنا بعد أن خاب رجاؤنا في الجامعة العربية وأمينها العام وبعثة مراقبيها، وندعوهم لغضبة مضرية لأجل الحرائر والثكالى والأرامل والأيتام والشيوخ والأطفال، ويمارسوا ضغوطاً حقيقية على حكامهم الجدد ليقفوا إلى جانبنا في مواجهة فرعوننا الصغير بشار الأسد، وأعتقد أن من حق أهل الشام عليهم الوفاء لما قدمت الشام لأجلهم من دماء وشهداء.

اعملوا حيطة/ عبير حجازى

عندما تفجرت مشكلة السفارة الإسرائيلية رأى المسئولون أن الحل هو بناء سور وعندما اشتعلت أحداث محمد محمود كان الحل هو بناء سور من الأسلاك الشائكة وكذلك كان السور هو الحل الذى لا غنى عنه فى أحداث القصر العينى !!
ولم تقف ظاهرة ( السور هو الحل ) عند هذا الحد بل بدأت فى الانتشار على جميع المستويات وكأنها عدوى قد أصابت المسئولين جميعا , فما إن بدأت بتصفح الأخبار اليوم إلا ولاح لى خبر مفاده أن السيد محافظ دمياط يعتزم بناء سور يحيط به مبنى المحافظة بغرض حماية المنشأة من السرقة !!
ربما تنتشر ظاهرة الأسوار هذه لتصبح الطابع المميز لمصر فتملأ القاهرة وضواحيها حتى يطلق عليها اسم مدينة الأسوار بدلا من مدينة المعز .
أسوار , أسوار , أسوار ليست المشكلة فى بناء الأسوار وإنما فيما وراء بناء هذه الأسوار , فيما تدل عليه هذه الأسوار , فيما هو ناتج عن بناء هذه الأسوار .
أولا : ما هى دلالة معالجة أى أزمة ببناء سور ؟ دلالتها تفكير حجرى , ضعف فى الرؤية , هروب من المواجهة , اتجاه للعزلة , عدم القدرة على حل المشكلة وإن كان تفكير المسئولين فى مصر قد وقف عند هذه الدلالات فلا عجب مما نحن فيه الآن .
ثانيا : ماذا كانت النتائج المترتبة عن بناء هذه الأسوار فى كل مرة ؟
أحداث السفارة .. نتج عن بناء الثور كارثة
محمد محمود ... كارثة
مجلس الوزراء .. كارثة
ومع كل هذه الأحداث والكوارث , ما زال هناك اتجاه لبناء مزيد من الأسوار مما يدعونا لاقتباس مقولة كابتن محمد لطيف .. اعملوا حيطة !!
كتب أحد الولاة إلى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وأرضاه يطلب مالا كثيرا لبناء سور حول الولاية
فما من عمر بن عبد العزيز إلى أن قال له وما فائدة الأسوار .. حصنها بالعدل .. ونقى طرقها من الظلم ..
ليت كل مسئول فى مصر أى كان موقعه يقرأ هذه المقولة لعمر بن عبد العزيز , ليت كل مسئول فى مصر يفهمها ويعيها جيدا
ليت رسالتك تلك يا عمر تصل لكل مسئول فى هذا البلد حتى يعرف أن العدل والمساواة ومنع الظلم هم أساس الأمن والأمان فلا أسوار تنفع ولا عزلة تفيد ولكن شعور كل مواطن على أرض هذا البلد بالعدل ثم العدل ثم العدل هو ما سوف يحقق الأمن ويشعر الناس بالأمان .
ولتكن هذه هى نقطة البداية التى لا بد أن يبدأ بها أى مسئول فى أى منصب ولتكن أولى مهام البرلمان الجديد والرئيس الجديد أيضا ألا وهى تحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين بحيث يشعر كل مواطن على أرض مصر بالعدل , بالمساواة فكلنا مصريون لا فرق بين مسلم وقبطى , فقير وغنى , متعلم وأمى كلنا مواطنون لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات مهما اختلفت اتجاهاتنا وميولنا وانتماءاتنا فلا يجب أن يفرق بيننا فى المعاملة ولا أن يميز طرف عن طرف
العدل من صفات الرحمن وكلمة السر فى كل مكان وزمان , العدل أساس الملك واستقرار الشعوب
يروى أن رجلا قد مر بعمر بن الخطاب وهو نائم تحت شجرة فنظر إليه متعجبا ثم قال عدلت فأمنت فنمت يا عمر , فلم يلجأ عمر لأسوار ولا حراسات وإنما عدل وأمن , أمن على نفسه وأمن على أمته , ليتنا نتعلم منهم جميعا ونعود لتعاليم ديننا سريعا فلا منظمات ولا دعاه لحقوق الإنسان تغنى , فديننا العظيم قد وفى وكفى منذ مئات السنين , عودوا لتعاليم دينكم يرحمكم الله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) وساعتها ستستغنون حتما عن بناء الأسوار .

السيناريو القادم.. إغتيالات لقادة "المجلس العسكرى".. و"الشرطة".. و"السياسيين"/ مجدي نجيب وهبة


** منذ إندلاع فوضى 28 يناير 2011 ، لحرق مصر وهدمها .. وأنا أقرأ الإحداث مسبقا ، وقد كتبت العديد من المقالات لكى أحذر وأناشد العقول الرشيدة أن تستوعب خطورة المرحلة القادمة .. كتبت عن كل هذه الأحداث التى تدور فى الشارع المصرى الأن ، ولكن أحد لم يسمع ، أو يؤيدنى فيما أقول إلا القليلين ، بل سخر الكثيرين .. وقال البعض "يا أخى نحن فى ثورة .. لا داعى لهذا التشاؤم" .. حتى عندما كتبت عن السيناريوهات التى تديرها أمريكا ، لتنفيذ مخطط هدم مصر وتقسيمها ، بل وهدم منطقة الشرق الأوسط بالكامل ، وتحدثت عن سيناريو تنفيذ خطة "جنة إسرائيل 2010" ، والتى بدأت منذ عام 1985 .. صمت الكثيرين .. وعندما حذرت من تصاعد الأحداث ، فالمستفيد الوحيد هو جماعة الإخوان المسلمين وجماعة "6 إبريل" ، وحركة كفاية ، بل وقلت فى كل مشكلة ، إبحثوا عن جماعة "الإخوان" وجماعة "6 إبريل" ، فهم مدبرون ومخططون لكل سيناريوهات الفوضى منذ 28 يناير 2011 حتى الأن ، ولكن أصاب الجميع الغباء والبلاهة .. وإدعى الكل المعرفة والذكاء ، رغم أنهم يتصفون بالبلاهة والغباء ...

** حذرت من الإشتراك فى الإنتخابات البرلمانية الحالية ، ولكن كأن هناك مكيدة بينى وبين بعض الأقباط على أحد القنوات المسيحية ، فصار يحذر يوميا بعدم الإستماع للذين يدعون بعدم الذهاب إلى الإنتخابات .. شاهدنا إصرار من بعض المرشحين والمرشحات الأقباط بدعوة الأقباط بالتوجه للإدلاء بأصواتهم .. فهذا واجب وطنى وقومى .. حتى أنهم طالبوا بإقحام الكنيسة فى الدعوة وحث المواطنين على التصويت .. وهو ما جاء بالنتيجة العكسية ضد بعض المرشحون الذى إستغلها جماعة "الإخوان" فى نشر بعض الإشاعات عن تنصير "مصر" ، والذى جعل الجميع يصوتون لحزب "الحرية والعدالة" نكاية فى الكنيسة ... كتبنا مقالات عديدة بأن أخطر ما يتم فى مصر الأن هو إجراء الإنتخابات قبل وضع الدستور .. وهو ما كانت تسعى إليه جماعة "الإخوان" ، ولكن يبدو أن جميع مرشحى الأقباط كانوا فى حالة نشوة ، فقد وجد الفرصة أخيرا لأن يضعوا لافتات كبيرة فى الميادين تحمل أسمائهم للترشيح لمجلس الشعب القادم ، بل وجدها البعض فرصة لتستضيفه بعض القنوات بصفته النائب القادم ليعرض برنامجه ..

** قلت فى مداخلة تليفونية على قناة فضائية على الهواء ، وأيضا فى برنامج فى قناة أخرى .. أن الإخوان سيحصلون على نسبة 80% من البرلمان القادم ، وأن الـ 20% الباقية سيكونوا مجموعة من الأحزاب موالية للإخوان ، ولم يصدقنا أحد ، وقال بعض البلهاء أن نسبة الليبراليين والأحزاب المستقلين ستكون كبيرة ، وستضعف نسبة الإخوان ... ولكن كما توقعنا ، فقد صرح د. "محمد أبو الغار" ، رئيس حزب المصرى الديمقراطى فى حوار له بجريدة "أخبار اليوم" بالعدد الصادر فى 24 ديسمبر 2011 ، أن 75% من أعضاء البرلمان المقبل إسلاميين .. وللأسف بعد إتمام المرحلة الأولى والثانية ، لم نرى المرشحين الأقباط الذين فشلوا فى الإنتخابات ، وسقطوا سقوطا مروعا .. مثل زعيم حركة كفاية "جورج إسحاق" .. وغيره الكثيرين ...

** ناشدنا المجلس العسكرى أكثر من مرة ، بغلق ميدان "التحرير" ، فى مقال نشر فى مارس الماضى بعنوان "إغلقوا التحرير قبل إحتلال الوطن" .. كان رد أحد الكتاب والمقيمين بأمريكا ، وهو ناشط سياسى ، بمقال "التحرير هو الحل" .. يبدو أن صديقنا لم يعرف طبيعة الفوضى التى عمت الشارع المصرى ، وما هى طبيعة الإخوان ، رغم أنه كان أكثر الكتاب الذين هاجموا الإرهاب ، وكشفوا عن جرائمه ...

** وقد صدقت تنبؤاتنا ، وتحول ميدان التحرير إلى بؤرة إجرامية للفوضى وشرارة الإرهاب ، وخيام لعناصر إجرامية ، وجحور لميليشيات حماس ، ومخابئ للأسلحة والمولوتوف لإسقاط الدولة ، بل وصار ميدان "التحرير" هو المكان الأمن لإستقطاب كل البلطجية والصبية أولاد الشوارع ، والفتيات الهاربات من أسرهن ، فالتحرير تحول إلى كرنفال للبلطجة والفوضى والدعارة وتعاطى المخدرات ...

** المصيبة والكارثة .. بعد كل الذى نراه أمام أعيننا .. نجد الشئ الغريب وهو الإصرار على الحديث عن أن من هم متواجدين بالتحرير هم من الثوار الوطنيين ، وأن إتهام البعض لهم بالبلطجة ، هو كلام مرسل ، لا يوجد دليل واحد على صحته .. ونتساءل ، من الذى حرق "المجمع العلمى" .. يقولوا لك "المجلس العسكرى" .. ومن الذى أشعل شارع "محمد محمود" ، محاولين إقتحام مبنى الوزارة .. يقولون لك "قادة الشرطة والأمن المركزى" .. "فجور" لم أرى مثله فى حياتى ، ويساعدهم على هذا الفجور العاهرات مقدمات البرامج الفضائية .. وما أكثرهم ، بل الشئ الغريب أن نجد كاتب إسلامى ، وهو د. "حسن نافعة" ينتقل من القناة الأولى ، إلى النيل الإخبارية ، إلى قناة دريم ، إلى قناة المحور ، إلى قناة cbc ، إلى قناة التحرير ، إلى محطة مصر .. دون أن يحاول أن يستبدل بدلته ، أو يلتقط أنفاسه ، فمهمته هى الدفاع عن جماعة "الإخوان" ، وطمس فكرة البلطجة والفوضى ، وتأكيد أن كل من بالتحرير هم "ثوار ووطنيين" .. حتى عندما طلبت أحد المتصلات بالبرنامج توجيه اللوم له ليتقى ربنا فى مصر .. كان أكثر برودا مما يتصور المشاهد ، وبدأ يدافع عن البلطجية بوصفهم "ثوار" ، وكأنه لم يفهم أن الرسالة موجهه له وليس للبلطجية .. نقيس على ذلك إختيار ضيوف هذه البرامج ، لتكذيب كل من يقول أن هناك أولاد الشوارع أو بلطجية فى التحرير .. بل يصب الإدانة كلها على المجلس العسكرى ، والمصيبة الكبرى أن هذا المدعو "حسن نافعة" ، هو معين من قبل المجلس العسكرى ، فيما أسموه "المجلس الإستشارى" ، وهو مجلس إخوانى بنسبة 100% .. لم أصدق نفسى أو عينى وأنا أتابع كلاب برامج "التوك شو" ، والقنوات الخاصة والقنوات المصرية ، وهى تقلب الحقائق ، وتظل هذه البرامج تتحدث عن البلطجية الذين كانوا يعتلون أسطح المبانى المجاورة لمبنى "المجمع العلمى" ، الذى أحرقه أولاد الشوارع والبلطجية بالميدان ، وهم يحاولون أن يدافعوا عن المبنى .. وقيل أن هؤلاء هم حراس ، والمسئولين عن أمن مبنى مجلس الشعب والشورى .. ترك الإعلام القذر الصبية والبلطجية ، وبنات الشوارع والإرهابيين المنضمين لحركات إرهابية ، وهم يهللون ويهتفون لحرق مبنى "المجمع العلمى" .. وتمسكوا بمن وقف أعلى أسطح هذه المبانى ، وهم يقذفون الأبطال الشرفاء الذين كانوا يحرقون المبنى بالطوب على حد زعمهم ، وما روجوا له فى برامجهم ، بل أنه تم تسليط الضوء على أحد الواقفين بأعلى أحد الأسطح وقد قرر أن يتبول على هؤلاء البلطجية .. ويطالبوا بالكشف عن أسمائهم ومحاكمتهم .. ولا أدرى .. محاكمتهم على ماذا أيها السفلة والمأجورين ..

** فى غمار هذا السيناريو الممنهج ، والمرتب ، والمدبر بدقة .. وجدنا العاهرة "كلينتون" تتجه بوجهها القبيح ناحية التحرير ، وهى تدين الجيش المصرى بإستخدام القسوة فى التعامل مع "الثوار" ، فى إستغلال للموقف ، وهى تتحدث عن المجلس العسكرى ، وكيف يتعامل مع فتاة بهذه القسوة ، وهذا العنف ، وتناست هذه العاهرة ما كان يتم فى سجن "أبو غريب" ، من قبل القوات الأمريكية بإجبار السجناء على ممارسة اللواط والشذوذ الجنسى والإعتداء الجنسى عليهم من قبل الجنود الأمريكان ، بل وكانت المجندات الأمريكيات تقوم بذلك ، وتجبر السجناء على ممارسة الدعارة والجنس معهم أمام أعين الجميع ، بل ورأينا أن بعض المجندات الأمريكيات كانوا يعبثون بأجساد السجناء ، ويتم تصويرهم ويتفاخرون بهذه الصور .. وقد صورت كل هذه الإنتهاكات .. كما يبدو أن العاهرة "كلينتون" ، لم تعلم شئ عن الإنتهاكات التى مارسها الجنود الأمريكان فى العراق ، وكيف إغتصبوا الفتيات أمام أعين أهلهم .. وكتبنا عن إغتصاب الطفلة "عبير" ، ثم قتل أسرتها بالكامل .. وقتل "عبير" الطفلة بعد إغتصابها من قبل جنود أمريكا ، وبعد ذلك أشعلوا النار فى المنزل ، ليلتهم كل من فيها .. يبدو أن العاهرة "كلينتون" ، لم تشاهد كيف تم سحل متظاهرى "وول ستريت" ، وكيف عوملوا ، وقد سمعنا صراخهم ، وكيف سحلت الفتيات والنساء ، ووضعت رؤوسهم فى التراب وتم رش "إسبراى" على وجوههم لتظل عالقة بأجسادهم مدة طويلة .. وكم عدد الذين إعتقلوا ، والسبب أنهم تجرأوا ونزلوا من فوق الرصيف ، ونسأل العاهرة "كلينتون" ، والحقير "أوباما" .. ماذا ستفعل الإدارة الأمريكية لو أغلق الكونجرس الأمريكى ، ومنعهم بعض الغوغاء من عقد إجتماعهم ، وماذا ستفعل العاهرة "كلينتون" والحانوتى "أوباما" .. لو أشعل المتظاهرين مبنى "البنتاجون" أو "البيت الأبيض" .. نريد إجابة من الحقيرة "كلينتون" ، والإرهابى "أوباما" .. ومن كل المتنطعين المدافعين عن الديمقراطية الأمريكية ، والذين مازالوا يطلقون على "الدمار العربى" إسم "الربيع العربى" .. هل سمعتم فجور وعاهرات وقوادين أكثر بجاحة من كل هؤلاء ..

** كتبنا وقلنا عندما يتمكن جماعة "الإخوان" من الحكم ، ستظهر جماعة "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" ، لتمارس دورها ، وهو ما يطلقون عليه "الشرطة الدينية" ، وكان هذا هو مطلب بعض الحقوقيين والإعلاميين والصحفيين ، وظلوا يهددون فى جهاز الشرطة ليسقطوه .. بل سمعنا وشاهدنا المحامى الحقوقى "أمير سالم" الذى ظل يوجه بذاءته لجهاز الشرطة ، ويهدده ، بينما جميع القنوات التليفزيونية تفسح له الطريق .. لمزيد من هجومه ضد رجال الشرطة .. وهذه الأشرطة متواجدة يمكن الرجوع إليها للتأكد من كل ما نكتبه .. وهو الأن يدعو محبته للأقباط ، ويهدد الإخوان والسلفيين بأنه سيقدم نفسه للإستشهاد لو أحد إقترب من أقباط مصر – "برافوا" – طبعا سيصفق له البلهاء والأغبياء كالعادة ، وستنشر له بعض المواقع التافهة حواره فى الإعلام المأجور ، وربما غدا نكاية فى شخص الغلبان ستقوم قناة مسيحية بإستضافته ... وهم لا يدرون كل هؤلاء الأغبياء أن كل هذه الوجوه هى تنفذ سيناريو هدم وتقسيم مصر .. ألم يكن من الأجدر بهم الدفاع عن مؤسسات الدولة لحماية المواطن سواء كان هذا المواطن مسيحى أم مسلم ، أم نحارب مؤسسات الدولة ، ثم نتباكى على الدفاع عن المواطنين ، بعد أن نسقط الأجهزة الأمنية ، ونسقط دوافعها فى الدفاع عن الوطن ..

** أما أخطر ما يدور فى الشارع المصرى الأن ، هو الدعوة التى رفعها أحد محامى جماعة الإخوان ضد حركة "الإشتراكيون الثوريين" ، وحدد فى الدعوة ثلاثة أسماء .. قالوا أن هدفهم هو ضرب المؤسسة العسكرية ، وإسقاطها ، وضرب المؤسسة الأمنية ، وضرب كل المؤسسات بالدولة ، فجماعة الأناركية المسماة بـ "الحركة الإشتراكية الثورية المصرية" ، هى لا تعترف بالوطن ، أو الجيش ، أو الشرطة ، وهى ترى أنه يجب أن يتم تصفية كل هذه الأجهزة .. وقال رافع الدعوى ، وهو ينتمى لتيار "الإخوان المسلمين" ، أنه رفع الدعوى بصفته مصرى يخاف على هذا الوطن ..

** وبعد بضعة ساعات ، أصدر جماعة الإخوان المسلمين تصريح قالوا فيه أنهم لم يقيموا دعوى ضد حركة "الإشتراكيون الثوريين" ، وإن دعوى المحامى هى فكره الخاص ، وليس لهم أى علاقة بها .. ويتساءل البعض ألم يدعى الإخوان المسلمين أنهم وطنيون حتى النخاع ، يخافون على هذا الوطن، وأن النظام السابق ظل جاثما على أنفاسهم ، ولم تؤهلهم الظروف لتقديم أنفسهم للمجتمع .. أقول لكل هؤلاء أن جماعة الإخوان يتلونون كالحرباء ، فهم يغيرون جلدهم كل ساعة .. ولكن لماذا إستنكروا الدعوى التى رفعها محامى الإخوان ضد مجموعة أعلنت عن تواجدها وأفكارها الدموية ، بل أن ذو الوجه الأصفر "محمود سعد" ، قام بإستضافتهم على الهواء فى أحد برامجه التافهة ، ليقدموا أنفسهم فى حرية تامة ، ويرددوا نفس الشعارات والأفكار التى تهدم مؤسسات الدولة بأكملها !!! ..

** كما أؤكد أن رفض الإخوان للدعوى هو يعنى أن الفوضى والإخوان وجهان لعملة واحدة قبيحة ، وأن وجود هذه التيارات يسهل تبرير جرائم الإغتيالات العسكرية القادمة لبعض أعضاء المجلس العسكرى ، وبعض أفراد جهاز الشرطة ، وبعض السياسيين الغير مرغوب فيهم ... وهناك أسماء ربما قد نسيت طرحها ، وعندما يتم البحث عن الجانى ، سيتساءل الكثيرون عن الفاعل .. هل هو من حركة "الإشتراكيون الثوريين" ، أم الفاعل من حركة "6 إبريل" ، أو حركة "كفاية" ، أو أى حركات من هذه الأسماء الجدد الثورية ، وبالقطع سيبتعد الإتهام عن القتلة الأصليين ..

** أؤكد إن لم يفيق المجلس العسكرى ، ويعيد الكثير من حساباته فى تعامله مع الأوضاع التى طفحت على أرض الوطن .. وأن يعيد هؤلاء المجرمين إلى السجون ، فلا فائدة ..

** أؤكد إن لم يكشف المجلس العسكرى عن العناصر الإرهابية المتمركزة فى التحرير ، والقبض على كل مشتبه فيه فى كل الأحداث التى وقعت ، فلا فائدة .. ولا داعى أن نردد كلمة "اللهو الخفى" أو كلمة "عناصر مندسة" ، فالمجرمون والإرهابيون أصبحوا يعلنون عن أهدافهم ويلعبون بأوراق مكشوفة للجميع ..

** أؤكد إن لم يكشف المجلس العسكرى عن التمويلات التى حصل عليها بعض الإعلاميين فى الإعلام المرئى والمقروء والرشاوى التى قدمتها جهات عديدة مثل جماعة "الإخوان" ، لتوجيه مسار الرأى العام فى تجاه حزب "الحرية والعدالة" ، فلا فائدة .. حتى أن هناك إعلان على إحدى القنوات الفضائية ، يقول أن الجماعة ستطبق الشريعة الإسلامية ، ولكن هناك إخوان مسيحيون فهم يطبقون شرائعهم .. فهل هذه دعوى لقبول حكم الإخوان والتمهيد لذلك ...

** لقد كتبنا مقالات عديدة أحدها مقال بعنوان "مصر إسلامية أيها الكفار" .. ورغم ذلك كنا نقصد تحذير الجميع بتلك الأيام التى نعيشها الأن .. ولكن يبدو أن الغباء سيظل مستمرا .. ومازال البلهاء يهلون علينا عبر شاشات الإعلام .. فهل من حل ؟!!!!!!!!!! .........

صوت الأقباط المصريين

صراعُ الحضارات، أقبحُ القباحات/ صبري يوسف



أتذكّر أيام زمان، كنتُ أتناقش مع الزُّملاء والزميلات بعض قضايا التطوّر والتحضُّر والكثير من هموم المرأة والظلم الجاثم فوق رقبتها الطريَّة، وإذ بي أحياناً كنتُ أصادف بعض النِّساء، أو أنثى ما، تقف في وجه رؤاي قائلة يا أستاذ أنا قانعة ومبسوطة هكذا، بكلِّ هذه الضغوط والحال والأحوال، ولا أريد تغييراً أو تطويراً على أحوالي والخ .. كنتُ آخذها برحابة صدر، وأردُّ عليها، يا عزيزتي أنا لا أدعو إلى تحرير أنثى مثلكِ بل لا بدَّ من وجود هكذا نماذج في عالمنا وإلا كيف سنعرف أن مجتمعنا ما يزال متخلِّفاً، ومسروراً في تخلفه، وكنّا نغوص أحياناً في كوميديا نقاشيَّة ساخرة، والطريف بالأمر أن يقبل المرء واقع حال تخلفه والظلم الجاثم عليه، فكيف تدّعي أنثى ما في الكون انها سعيدة بحالها وواقعها عندما يكون واقعها مريراً؟ ولهذا فإنَّنا نحتاج في مثل هذه الحالة إلى جهود مضاعفة لتغيير صيغة تفكير الكائن الحي أنثى كانت أم رجلاً!

المبدع لا يملك مفتاحاً سحرياً، مثله مثل أيّ كائن حيّ، لكنَّ الفرق بينه وبين الإنسان العادي، انه مبدع، والكارثة الكبرى أنَّ المبدع نادراً ما يكون مقبولاً لدى أيَّة سلطة سواء كانت السّلطة سياسية أو دينية أو مدنيّة، أو مجتمعية الخ .. لأنَّه غالباً ما يتجاوز برؤاه صيغة تفكير واقعه وهو يجنح نحو عوالمه الفسيحة الرَّحبة بعيداً عن تقيُّدات آخر زمن، والمبدع الحقيقي يغوص في عوالم جديدة وعرة ليقدِّم أبهى ما لديه للمتلقِّي، لكن المتلقِّي كائناً مَن كان لا يستوعب أحيانا كثيرة هذه الفضاءات التي يغوص فيها لهذا تراه غير مقبول أحياناً بطروحاته وأفكاره ورؤاه، فمثلاً كوبرنيكوس، طرح فكرة دوران الأرض، فاعتبروه مجنونا يهذي؟ وسقراط من الفلاسفة العمالقة حكموا عليه بالموت مسموماً، وهكذا فلكي يحقِّق المبدع دوره كاملاً فإنّه يحتاج إلى مؤسَّسات تدعم رؤاه وأفكاره وتوجُّهاته لا أن تبقى مؤسَّسات في وجهه وقوى فاقعة وداكنة في طريق تبصره فلا يجد والحالة هذه سوى الرَّحيل نحو عالم يسوده الهدوء والفرح والنور والإبداع الحقيقي، لأن المبدع جلّ تفكيره الإبداع وليس الجاه والسلطة والمال والشهرة .. لكن بعض هذه المسائل تتحقق كتحصيل حاصل، كالشهرة والمال والموقع ... ولكن هو في العمق يهدف إلى خلق نصٍّ جديد غير مطروق، إبداع فكرة غير مسبوقة وهكذا نراه في سباق مع ذاته ومع الحياة!

لو عدنا إلى عوالمي في الكتابة، ببساطة هدفي من الكتابة هو المتعة أولاً وأخيراً، لأنَّني أشعر عندما أغوص في عوالم النصّ، بنوع من المتعة والفرح والبهجة والنشوة، لا تعادلها أيَّة نشوة على وجه الدُّنيا! لهذا فأنا عبر الكتابة أحقِّق رغبة ومتعة خاصّة وفعلاً لا أكترث بالمتلقِّي لكن هذا الاكتراث يأتي كتحصيل حاصل فنصِّي بالنتيجة يبقى ملكَ القارئ أثناء قراءته، ولكني مع هذا لا أتوقّف عند ردود فعله كثيراً، خاصة عندما تكون انطباعاته بعيدة عن عوالمي التي أهدف إليها، وأنا أرى أنَّ من أكبر مشاكل الحياة والكون والساسة والشَّرق والغرب وحوار الحضارات أنَّ الأطراف المتشابكة لا تصغي إلى بعضها بعضاً بشكل حضاري ولا تريد أن تستفيد من خبرات بعضها بعضاً، فكلُّ طرفٍ يطرح نفسه عبقري عصره ولا يصغي إلى الآخر الذي تجاوز مراحل العبقرية لأنه في مرحلة تشكيل وصياغة أسس العبقرية والتطور الكوني، ببساطة عوالم الشرق يفتقر إلى نقطة جوهرية ومحورية في صراعه مع العولمة والكون والحداثة وما بعد الحداثة والانترنت والفضائيات وعشرات قضايا تطوير وتغيير الحياة، وهو أي عالم الشرق وأقصد المؤسسات الرسمية والحكومية والذين هم في موقع المسؤولية على كافة الأصعدة، لا يحاولون الاستفادة من منجزات العصر وتقنيات العصر وتطورات العصر، حتى الديموقراطية يفهمونها خطأً والحرية لا يفهمونها إلى بشكل أعوج، فمثلاً حالما يتحدّث كاتب ما يقيم في الغرب، فكرة ما حداثوية تطورية وفيها نفس ديموقراطي سرعان ما يُتّهم بتحيُّزه للغرب والخيانة، وأنه يحمل أفكار هدّامة، والاتهامات جاهزة دون أن يقلِّبوا أفكاره ويقدِّموا دراسات تحليلية عن رؤاه، فهل كانت أفكار كوبرنيكوس هدّامة عندما طرح فكرة كروية الأرض؟ من هذا المنظور لا أتوقَّف عند ردود فعل المتلقِّي خاصَّة إذا كانت قاصرة، فلا يمكن لمتلقي عادي أن يتقبَّل لوحات تشكيلية غارقة في الإبداع، لا يفهم أبعاد وعوالم اللوحة فيأتي ويقول هذه عبارة عن شخبطات! أو يأتي قارئ أجوف في الرؤية ويدَّعي ان محمد الماغوط أو حنا مينة أو عبدالرحمن منيف في كتاباتهم أفكار هدّامة، بالمختصر المفيد، يجب على أية دولة أو أمّة أو مؤسَّسة مهما كانت صغيرة أن تهتم بمبدعيها حتى ولو كان المبدع على صعيد تلحين أغنية بسيطة جدّاً أو كتابة نصّ شعري أو قصّة ما أو لوحة تشكيلية، فالدولة أو الأمّة التي لا تهتم بمبدعيها وبمفكريها هي أمّة في طريقها إلى الزوال والإضمحلال والتقوقع والتخلف، عندها لا يمكن اللحاق ببقية الأمم الناهضة! والأمّة العربية في الكثير من رحابها وتلالها أمّة غير مهتمة بمبدعيها لهذا نجد فيها كل عوالم النهوض من أقتصاد وطاقة بشرية شابة وجغرافية دافئة وملايين الأسباب التي تقود إلى قمة التطوُّر والتحضُّر ومع هذا فهي أمَّة مهزومة أمام فتّاشة من فتَّاشات الدُّول النَّاهضة مثل اليابان والغرب والصِّين.. لماذا؟ لأنها لا تعرف كيف تستثمر إمكانياتها الاقتصادية والفكرية والحضارية والجغرافية وهمّها الوحيد الضغط على مواطنها الذي جل تفكيره أن يحصل على جواز سفر وفيزة إلى دولة من دول الغرب، ولو تمّ تسهيل الخروج والسياحة للمواطن في العالم العربي إلى قارات أوربا وأميركا لأصبح العالم العربي شبه خالٍ من السكان خلال قرن أو قرنين بإستثناء قادة الأمّة وبعض المتنفعين، وأحياناً يراودني أنَّ القادة أنفسهم يريدون أن يشمِّعوا الخيط إلى عالم الغرب لما في الغرب من رفاهية وهدوء وفرح وحياة رغيدة، ولهذا تجد بعضهم يعبرون خلسة إلى عوالم لندن وباريس ويصرفون في ليلة وضحاها ما يكفي لآلاف الأطفال الجائعين في دنيا الشَّرق!

الموضوع مفتوح وطويل والصفحة هنا لا تتّسع للدخول في تفاصيل أسباب خلخلة أجنحة الشرق!!

قال عبد الرحمن منيف، "مَن يملك الشَّرق يملك العالم" ..
نحن في الشَّرق ولا نملك العالم، لماذا؟ لأنَّنا لا نملك الشَّرق الذي هو شرقنا فكيف سنملك ما ليس لنا؟!
لهذا أكتب شعراً، كي لا أملك الشرق ولا الغرب، كي أملكَ نصّاً منبعثاً من وهج الرّوح، من الينابيع الخفيَّة المتدفِّقة من شهقة الحلم! أكتب كي أعيد توازني في الحياة، فأنا إنسان مخلخل الأجنحة وبي آلاف الهموم والجراح والأحزان ودموعي تكفي لسقاية زنابق بيتنا في حوشنا العتيق، أكتب من أجل الخلاص من ضجر هذا الزَّمان، زمنٌ فاقع لا لون له ولا طعم سوى طعمِ الهزيمة! أكتب من أجل البحث والغوص عميقاً نحو كائن غير مرئي متخفّي خلف لهاث حرفي ، كائن له بسمة إنسان، كائن من نكهة المروج البرّية، أكتب لأن الكتابة هي جنّتي الفسيحة التي أسبح في كنفها، لا يعجبني رؤى الشَّرق ولا حتّى رؤى الكثير من قادة الغرب، أكتب كي أهرب من أحزان النهار ومن خفافيش الليل، أكتب لأن الكتابة تغلغلت في أعماقي الخفية وأصبحت عشيقتي السرمدية، هي التي خفَّفت عنِّي الكثير من فظاظة غربتي وفظاظة تعاملات البشر، هي التي أنقذتني من ورطات لا حصر لها، الكتابة هي خشبة خلاصي من فقاقيع هذا الزَّمان، زمن يلهث خلف الفقاقيع، زمن بائس، يحتاج إلى قرون فسيحة كي يفهم أنَّ الحياة لا تتطلَّب كلّ هذه الصراعات السَّخيفة والحروب القميئة، أليس عارّاً ونحن في بداية قرن جديد وما يزال على وجه المعمورة من يفكر بطريقة العصور ما قبل الحجرية، العراق آهٍ .. يا عراق، أبو الحضارات على وجه الدُّنيا وهو يغوص الآن برؤى أشبه ما تكون منبعثة من مستنقعات مستفحلة بالطاعون والسل الرئوي، أول قرية عُمِّرت في الكون كانت في أرضِ العراق أوَّل حضارة كانت في العراق، بلاد ما بين النَّهرين أمُّ الحضارات، الآن بلاد ما بين الحربين وما بين السمّين وما بين مجانين تنطح بعضها بعضاً على توجيهات قادة هذا الكون، كون ينجرف نحو براثن الدمار، كون لا قائد له ، مجموعة من سكارى هذا الزَّمان يتحكَّمون بجغرافية الكون، ونحن معشر الشُّعراء لا نملك سوى أقلامنا نشهرها في وجه قباحات هذا العالم!
هل قرأتم نصّي، أميركا حضارة نارٍ وكبريت؟! هل قرأتم: حصار الأطفال، قباحات آخر زمان؟!.. هل توافقوني الرأي أن صراع الحضارات هو قباحة القباحات، فإلى متى سيدور الإنسان في حلقات فارغة، بعيداً عن قيم الحضارة، وقيم الإنسانية؟ نحن الآن أحوج ما نكون لحوار إنساني كوني، يعيد للإنسان انسانيته، بعيداً عن التعصب الديني والقومي والعرقي والقارّي والشرقي والغربي، ويجب أن ننظر إلى الإنسان كإنسان على إمتداد الكرة الأرضية برمتها، ونضع مخطَّطات ورؤى جديدة لمعالجة مشاكل الفقر والجهل والمرض والحروب والتفجر السكاني وتلوث البيئة، بحيث أن يكون هدف سياسات الكون برمّتها بناء وتطور الإنسان، وإلا سيكون مصير الكرة الأرضية ومصير هذا الكائن الحي ـ الإنسان الدوران في حروب مجنونة إلى أجلٍ غير مسمّى!
أيّها الإنسان العاقل على وجه الدنيا، لقد آن الأوان أن تأخذ دوركَ كاملاً بما فيه خيركَ وخير البشرية!


كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

فحيح الأفاعي/ ميمي أحمد قدري

قبل أن تقرأوا ما كتبت هذه الأديبة والسيدة الفاضلة، أردنا في الغربة أن نقول لها: خير رد على نقيق الضفادع هو الانتاج المميز، إن كان نثراً أو شعراً، لأننا بذلك نعلم الثرثارين درساً قد لا ينسونه أبداً مفاده أننا لا نأبه بهم إطلاقاً، وأننا خلقنا، رغم أنوفهم، للإبداع المتواصل.. وأنت يا ميمي مبدعة شاء من شاء وأبى من أبى، ولقد خلقت للإبداع المتواصل.. فلا تتوقفي عند حواجز ألسنتهم المريضة وإن رموك بمليون كلمة رديئة، لأن كلمة واحدة مبدعة منك تكفي لردعهم وإخراسهم. وإليكم ما كتبت ميمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))
أحاول بشدة أثناء كتابة هذا النص أن أكون موضوعية في نظرتي لهذه الصفة المقيتة، انها صفة (( الخوض في أعراض النساء))..!
قسما بمن رفع السماء ، لقد ارتجف القلم بين اصابعي وانخلع القلب من بين الضلوع وأنا أكتب هذه الجملة ...
فما أقبحها !!
عبارة مقززة ولكن الكثيرات بدون وعي منهن وبدون وجل أوخوف من الله يستخدمنها كسلاح ضد النساء لقصم ظهورهن وذبح الأتقياء .. أو لتعطيل مسيرة الناجحات المتميزات...كرها منهن لرؤية أي ناجح أو مبدع متميزا أوحقداً على سيدة ميزها الله بالفضيلة... سوف تقتصر مقالتي على كره النساء لبعضهن وغيرتهن التي تشعل النار في كل أخضر وتعكر صفاء السماء.
هناك نساء يستخدمن ألسنتهن كأذرع الأخطبوط تلتف بكل قوة حول سيدة معينة .. يشعرن بتميزها وتفوقها وعلوّ شأنها .... لعدم مقدرتهن على تقبّل من ميزها الله بصفة من الصفات أوقبولهن بقضاء الله وعدله في الأرض ... هؤلاء النساء دائما وأبدا لا يشعرن براحة البال ولا يشعرن بالسعادة لنجاح الآخريات بل على العكس يكرهن نجاح الكل .. فتكون خطتهن لعرقلة الناجحين هي تسليط شياطين ألسنتهن ... على بعضهن البعض... يستخدمن كل وسيلة لتحطيم الناجحات .. ففي البداية يشككن في سر النجاح ... واذا لم يفلح الأمر ولم يعطي الغرض منه.... يستخدمن سلاحا أشد فتكاً ألا وهو الخوض في أعراض النساء!!!
الخوض في أعراض النساء!!!... سلاحا نتيجته مدمرة... ولكن يا ترى ؟؟!! السلاح يفتك بمن ؟؟ ... هنا السؤال ... ومن وجهة نظري أُجيب ::: فالرصاصة تخترق قلب القاتل... هذا السلاح الصادر من أرض عفنة .....يرتد الى صدر حامله.. فمن يستخدم سلاح السب في العرض يفقد مصداقيته ويفقد شرفه ... لأن من الطبيعي من يهون عليه عرض النساء ... هان عليه عرضه ومن يذكر المرأة بسوء .. فذاك من طباعه وأخلاقياته لان الخوض في الأعراض ذنب يكب صاحبه على وجهه في النار...
ألا تهتز خلجات النفس وأنتن تعلمن لربما تكُنّ وقوداً للنار في يوم لا ينفع فيه مال ولا ولد؟؟!!!
كلمة أخيرة لمن تستخدمن هذا السلاح النابع من كيدهن وغيرتهن من مثيلاتهن ::: اكبحن جماح أهوائكن ... فمن يتبع هواه فلقد خسر خسرانا عظيماً .... استغفرن الله يغفر لَكُن فأبواب التوبة مفتوحة لكل عباد الرحمن .... والدنيا لحظة أمام ساعة الآخرة!!! ....والله لايترك حق العبد ولا يتنازل عنه الا إذا سامح العبد في حقه .. وأقول كلمة لمن تتعرضن لهذه البذاءة ولمن تتعرضن لكيد بعض النساء فاقدات القوة وفاقدات حب وجه الله وفاقدات نعمة الرضا ... أقول لهن فالسيدة (عائشة) تكلم عنها السفهاء وسبوها والى الان ... تُعقد المؤتمرات والجمعيات للدفاع عنها برغم انها ليست بحاجة لتبرئة ..فالله تعالى برّأها من فوق سبع سماوات من افكهم، انها زوجة خاتم الأنبياء(ص) وابنة الصديق ... وأم المؤمنين المقربة من قلب سيدنا محمد(ص)...
فلا تحزنُنّ وأنتّن الآعلات... وتذكرن أن رسولنا الكريم سيدنا محمد (ص)... تطاول عليه بعض الحاقدين والسفهاء وقليلو العقل ... فصبر وتحمل في سبيل رسالته ... فيجب عليكن الصبر ولاترددن الأساءة بمثلها ولكن ارددن بأقلامكن وحاولن إصلاح ما فسد على يد من فقد العقل والشرف والضمير
ولا يوجد أحسن من كلام الله لكي أختم به مقالي ... لعل هؤلاء الغافلات تهتز قلوبهن لذكر الله ...فيستعذن بالله من شرّ ألسنتهن وعواقبه في الدنيا والآخرة
الله سبحانه وتعالى نهى عباده عن الظلم
فى آيات فى القرآن
حذرهم فيها من الظلم
بسم الله الرحمن الرحيم))
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ))))
"والله لا يحب الظالمين"
"فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين"
"وما للظالمين من أنصار"
"ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النارومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون
" وما للظالمين من نصير"
"بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله ومالهم من ناصرين"
"والظالمون مالهم من ولى ولا نصير"
"والله لا يهدى القوم الظالمين"
"إنه لا يفلح الظالمون"
"فانظر كيف كان عاقبة الظالمين"
"وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون"
"فتلك بيوتهم خالية بما ظلموا إن فى ذلك لآية لقوم يعلمون"
"فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين"
"الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق اولئك لهم عذاب أليم"
صدق الله العظيم))
اللهم جنبنا وإياكم الظلم والظالمين
ميمي احمد قدري

الخوف/ علي مسعاد

Casatoday2010@gmail.com

هل كان لشباب " التي جي في " و " التوين سانتر " و " الترامواي " ، انتظار كل هذه السنوات الضوئية ، حتى يتحرروا من هاجس " الخوف " لديهم ، الهاجس الذي شكل ، " حجرة عثرة " أمام الكثير من المبادرات و الطموحات الشخصية ، لجيل الأمس ، وحال دونهم ودون أحلامهم الشخصية في الحرية والتحرر ؟ا هل كان علينا ، كجيل تربى وسط " الخوف " من السياسة ، من الموت ، من المستقبل ، من الآخر ، الانتظار طويلا ، حتى يطل علينا " المخترع الأمريكي " مارك زوكربيج " بالشبكة الإجتماعية " الفايس بوك " وغيره من المخترعين ، بغيرها من المواقع الالكترونية ، حتى نتحدى "الخوف " و نكسر " الطابو" ، الذي إمتد من الماء إلى الماء ؟ا
أطرح هذا السؤال ، الذي يستمد مشروعية ، من الدور الذي قامت به ، التكنولوجيا المعلوماتية ، في تسريع انتقال الربيع العربي و التخلص من هاجس " الخوف " ، بفضل " الفايس بوك " و " غوغل +" و " التويتر" و " اليوتوب " غيرها من الشبكات الاجتماعية و المواقع الالكترونية ، التي ساهمت بدور كبير ، في انتشار الوعي السياسي و الحقوقي ، لدى الفئة الأكثر تضررا ، من حيث غياب السكن ، الصحة ، الشغل ، ...إلخ .
بالأمس الرقيب ، كان " عباس بن فرناس " و " قاسم أمين " ، وغيرهما من الأسماء التي تجرأت ، لتقول كلمتها في زمن "كبت " الطموحات الشخصية و" قتل " التطلعات و الأحلام الفردية ، ليشكلا كغيرهما من الأسماء " الطفرة " النوعية ، في البحث عن الذات بعيدا عن لغة " القمع " و " الاحتقار الذاتي "، الذي رسخته أساليب تربوية ، ليس من صالحها ، أن تغرد أصوات "خارج السرب " ، أساليب رجعية تخاف من التميز و الابتكار و الاختراع وتركن إلى الاستسلام ، إلى أمر الواقع و الرضا بالنصيب و المكتوب ، كأن قدرنا أن نظل ،أسيري " لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم " و أنا ومن بعدي الطوفان " وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى الكسل و الخمول و النرجسية الفارغة و التماهي مع آراء الآخرين ، على حساب الكرامة الشخصية و المواقف الذاتية .
ليأتي زمن " البوعزيزي " الذي قال كلمته ومضى ، لتلتحق به قافلة شهداء " الجرأة " على قول " لا " للحكرة ، للظلم ، للفساد ، للقهر النفسي و غيرها من الأمراض المترسبة عن " الخوف " .
" المرض النفسي " ، الذي لن نحاربه ، هكذا بين يوم وليلة ، بل يلزمنا الكثير من الوقت و الكثير من العمل و العلم و الدراسة و البحث الرصين .
لان ثقافة " النت " وقتل الوقت بالإبحار في الشبكة العنكبوتية ، وحدها لا تكفي للدخول ، في رهان الإدارة الإلكترونية و مواجهة الحرب الحضارية الجديدة و التكنولوجية المعلوماتية ، التي أصبحت رهان المستقبل .
فتكسير جدار " الخوف " من أجل التعبير عن الرأي و الرأي الآخر و إخراج كل المكبوتات النفسية التي ترسبت لسنوات ، بسبب " ديها في راسك " ، " لي خاف نجا " ، وغيرها من الأمثلة التي برع فيها " الآخرون " من أجل إخافتنا ، من حب مغامرة الإكتشاف و مواجهة المجهول .
لأن الخوف كل الخوف ، من جيل " الموروكو مول " ، هو يتحول خوفنا من جرأتهم إلى الخوف عليهم ، من الإبحار في بئر ، بدون زاد فكري و علمي و ثقافي ، يحصنهم من الآخر ، كالذي يهرب من " الخوف " إليه .
وتلك هي الإشكالية .

سن القلم: الربيع والخريف/ عـادل عطيـة

• الربيع الخريف!
ما أعجب فصول الطبيعة عند العرب، فربيع الثورات العربية، هو ذاته خريف الأقليات المسيحية!...
• نوبل ونبال:
في ذكري الأديب نجيب محفوظ، علينا ألا ننسي: أن غيرنا منحه جائزة نوبل، ونحن طعناه بالنبال!...
• وجه العطاء:
أقول للنوّاب القادمين إلى مجلس الشعب، والواعيدين بالعطاء، أن عظمة العطاء ليس في العطاء ذاته، بل في نوعه وسماته، فهناك من يعطي خيراً، وهناك من يعطي شراً!..
• معجزة إقتصادية:
في بلادنا المنهوبة، حيث أصبح الفقر أسود، لا ينفع فيه حتى القرش الأبيض، ما يزال البعض في فقر أبيض، أي مستورة!...
• سلام واعتصام:
في كل يوم جمعة، البعض يردد: "الصلاة والسلام"، والبعض الآخر يردد: "الصلاة والاعتصام"!...
• إتجاه الموت:
قال لي: اني أحب مصر "موت"، فقلت له: أي موت تقصد: فهناك من يموت هو من أجلها، وهناك من يريد أن تموت هي من أجله؟!...
• جزء من الحياة:
على أرضنا المشرقية، نحن أول من أستقبل ويستقبل شمس الحياة، وأول من أستقبل ويستقبل ليالي الموت.. عزاؤنا: أن الموت جزء من الحياة!...
• تطبيق اللاتطبيق:
إن كان الإنسان لا يحسن ممارسة الشرائع السماوية في نفسه، فكيف يتمكن من ذلك في غيره؟!...
• علامة:
يفصل الله بالظلام بين نهار ونهار. ويفصل الإنسان بالظلام عندما يُطفيء الأنوار بين عام وعام.. ألا يصبح الظلام بذلك علامة في كتاب الكون!...

استراتيجية الصراخ/ نقولا ناصر

يصعب الاختلاف مع المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الأميركية، فكتوريا نولاند، عندما قالت يوم الأربعاء الماضي إن "الصراخ من فوق الأسطح لن يغير شيئا على الأرض"، في معرض توبيخها لأربع دولة أوروبية، هي فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال، لأنها تجرأت في اليوم السابق على اصدار بيان مشترك اعربت فيه فقط عن "استيائها" من استمرار دولة الاحتلال الاسرائيلي في توسيع مستعمراتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 باعتبارها "تطورات سلبية تماما"!

ولا يمكن طبعا الا الاتفاق مع نولاند، لأن الرد الفلسطيني والعربي والاسلامي على الاحتلال العسكري والاستيطاني الاسرائيلي وعلى الدعم الأميركي له قد اصبح مقتصرا على "الصراخ" من فوق المنابر العربية والاسلامية وفي المحافل الدولية منذ "الاجماع" العربي الاسلامي على "السلام" كخيار "استراتيجي" وحيد يحرص على تجريد الشعب الفلسطيني من اي خيار غير الصراخ ... عبثا.

وكانت الدول الأوروبية الأربعة قد اصدرت بيانها في اعقاب جلسة لمجلس أمن الأمم المتحدة حول "الشرق الأوسط" يوم الثلاثاء الماضي تناوب خلالها على الميكرفون ممثلو المجموعات الدولية لإدانة بناء المستعمرات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وبخاصة في القدس، ولم تشذ عن هذا الموقف الذي ايدته اربعة عشر دولة عضو في مجلس الأمن الا الولايات المتحدة، العضو الخامس عشر. وقد وصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا "الاجماع" الدولي ب"التاريخي". ومع ذلك، فإن تاريخية هذا الاجماع لا تعدو كونها بدورها "صراخا" من فوق اسطح الأمم المتحدة "لن يغير على الأرض شيئا".

و"شذوذ" الولايات المتحدة في مجلس الأمن يوم الثلاثاء كان تكرارا لشذوذ مماثل في اليوم السابق، عندما اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار بعنوان "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير" ايدته (182) دولة عضو باستثناء سبع دول تقودها الولايات المتحدة وكندا ودولة الاحتلال الاسرائيلي إضافة الى "دويلات" بالاو، وميكرونيزيا، وجزر المارشال، وناورو، وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي الكاميرون، وتونغا، و ... "جنوب السودان"!

وبالرغم من "تاريخية" شبه الاجماع الدولي غير المسبوق على دعم هذا القرار فإنه بدوره لا يعدو كونه "صراخا" "لن يغير على الأرض شيئا" وقرارا يضاف الى عشرات القرارات الأممية المماثلة التي صدرت عبر السنين منذ النكبة عام 1948 والتي سوف تظل حبرا على ورق طالما ظل "الصراخ" هو السلاح الوحيد الذي يسمح به "الاجماع" العربي على "مبادرة السلام العربية" للشعب الفلسطيني وهو السلاح الوحيد الذي تجيزه "عملية السلام" الأميركية العقيمة التي تبذل واشنطن اليوم قصارى جهدها من اجل استئنافها والتي، للمفارقة، نص القرار الأممي الجديد على ضرورة استئنافها، على أسس منها "مبادرة السلام العربية"!

وقد دعا القرار "كل البلدان" وحثها على مواصلة دعمها ومساعدتها للشعب الفلسطيني، مما يوجب وقفة عند "الصراخ" الحالي حول "المساعدات" الأميركية للشعب الفلسطيني. ففي اليوم ذاته الذي كانت نولاند توبخ فيه الأوروبيين على "صراخهم" كان يدور سجال علني حول هذه المساعدات.

إذ بينما كان وزير اقتصاد السلطة الفلسطينية برام الله د. حسن أبو لبدة يصرح للقدس العربي يوم الأربعاء بان المساعدات الأميركية "يجب أن لا تكون مشروطة"، متجاهلا حقيقة أنها كانت منذ البداية "مشروطة" بالتزام منظمة التحرير الفلسطينية ب"استراتيجية الصراخ"، كان سفير دولة الاحتلال في واشنطن العاصمة، مايكل أورن، يصدر بيانا في اليوم ذاته يتضمن "ترحيب الحكومة الاسرائيلية بقرار الكونغرس رفع التجميد عن تمويل الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية" لأن هذا الرفع سيكون على وجه التحديد "مشروطا".

فخطة الانفاق الأميركية للسنة المالية 2012 تنص على عدم ذهاب اي معونة اميركية الى الفلسطينيين "إذا حصل الفلسطينيون، بعد تاريخ سن هذا القانون، على الوضع ذاته كالدول الأعضاء أو على العضوية الكاملة كدولة في الأمم المتحدة أو في أي وكالة متخصصة فيها، خارج أي اتفاق متفاوض عليه بين إسرائيل وبين الفلسطينيين"، كما جاء في مشروع القرار الخاص بالمساعدات الخارجية الأميركية للسنة المالية المقبلة، وإلا ستقطع المساعدات الأميركيية للسلطة الفلسطينية ضمن إجراءات اخرى تشمل "إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن" كما جاء في بيان السفير مايكل أورن.

أي ان الإدارة الأميركية لا تكتفي بفرض التزام أي قيادة فلسطينية ب"استراتيجية الصراخ"، بل تصر على ان تفرض عليها كذلك أين "تصرخ" ومتى وماذا تقول في صراخها وكيف تقوله "دون تحريض" ودون "شروط مسبقة"!

ولم يغب عن أبو لبدة في تصريحه للقدس العربي أن الحديث "يجري في الولايات المتحدة الأميركية لوضع اطار عام لتقديم المساعدات الأميركية للفلسطينيين في عام 2012 يركز بالدرجة الأولى وبشكل عام على الجوانب الأمنية وتعزيز القدرات الأمنية الفلسطينية"، مما يذكر بأن المساعدات الأمنية للسلطة الفلسطينية التي تقدم عن طريق "مكتب دايتون" في القنصلية الأميركية في القدس قد استثنيت من تجميد المساعدات التنموية والانسانية التي تقدم عن طريق ال"يو اس ايد" خلال العام الحالي، ويرجح أن يستمر هذا "الاستثناء" في حال رفض منظمة التحرير لشروط الحصول على هذه المساعدات في السنة المقبلة، ومما يذكر كذلك بأن هذا "التركيز" الأميركي "بالدرجة الأولى على الجوانب الأمنية" إنما استهدف ويستهدف وسوف يظل يستهدف محاصرة ومطاردة وتصفية اي سلاح دفاعي فلسطيني في مقاومة الاحتلال لا يقتصر على "الصراخ" يأسا أو ألما أو احتجاجا أو غضبا.

لقد وصف أبو لبدة "التركيز الأمني" للمساعدات الأميركية بانه يحدد "وظيفة أمنية" للسلطة، ويقلص "وظائف السلطة للوظيفة الأمنية وما تحتاجه اسرائيل وما لا تحتاجه"، وهذا "مؤشر خطير" كما قال، و"موقف خاطئ"، يساعد "في تعزيز الأمن الاسرائيلي"، ويدخل المساعدات الأميركية "في اطار الولاء (الفلسطيني) لاسرائيل"، مما "يتناقض مع أبسط قواعد الأخلاق". أليس هذا ما كانت تقوله المقاومة الوطنية تعليقا على "التنسيق الأمني" للسلطة مع قوات الاحتلال؟

وحتى لا تظل أوصاف أبو لبدة للمساعدات الأميركية مجرد "صراخ ... لن يغير شيئا على الأرض"، فإن تحذيراته أو إنذاراته التي وردت في مقابلته بأن "هذا لن يقبله الفلسطيني من الرئيس وحتى أصغر طفل فلسطيني"، وبان الأميركيين "لن يجدوا فلسطينيا يقبل بهذا الأمر"، وأن "الموقف الفلسطيني الرسمي واضح في هذا المجال وهو الاعتذار فلسطينيا عن قبول المساعدات الأميركية"، سوف يظل بدوره مجرد "صراخ" لن ينجح في حجب حقيقة ان "الموقف الرسمي الواضح" للمنظمة والسلطة كان على العكس من ذلك تماما، وسوف يستمر على ما هو عليه على الأرجح، ما لم تترجم هذه التحذيرات او الانذارات الى إجراءات عملية تتجاوز مجرد الصراخ حقا، مثل إعلان موقف رسمي قاطع على أرفع مستوى برفض المساعدات الأمنية إن لم تكن جزءا من حزمة مساعدات تنموية وإنسانية على طريق الاعتراف بالتحرر والحرية وتقرير المصير، إعلان يردفه في الأقل تجميد "التنسيق الأمني" إن لم يكن وقفه نهائيا، فذلك يجب ان يكون تحصيل حاصل لأي وقف للمساعدات الأميركية طالما أنها كانت تستهدف تمويله أولا واخيرا، وبالتالي التوقف أيضا عن استقبال "المنسق الأمني" الأميركي مايكل مولر، خليفة كنيث دايتون، طالمات انتفت مهمته بوقف المساعدات الأميركية أو برفضها، فالنتيجة يجب أن تكون واحدة في الحالتين.

أي أن الوقت قد حان للفصل بين المساعدات الأميركية وبين "التنسيق الأمني" مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ولربط المساعدات الأميركية وغير الأميركية بالتنمية الفلسطينية المفضية الى التحرر الوطني والحق في تقرير المصير، والتوقف عن تقديم هذه المساعدات وقبولها من أجل إقامة دولة فلسطينية ... في ظل الاحتلال.

لكن زيارة الأميرال الأميركي هاري هريس في الأسبوع الماضي، وهي ثالث زيارة له، وتفقده لأوضاع الأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة الغربية، هي مؤشر الى ان حال السلطة في رام الله سوف يظل ينسج على ذات المنوال، والى أن أوصاف ابو لبدة للمساعدات الأميركية سوف تظل مجرد "صراخ" لن يغير شيئا على الأرض في "استراتيجية الصراخ" المفروضة أميركيا وعربيا وإسلاميا و"فلسطينيا" على الشعب الأفلسطيني حتى يفرجها الله.

كاتب عربي من فلسطين

آن الأوان لنزرع بذور الرحمة والمحبة والوطنية ولنعمل معاً لمصلحة لبنان و ديمومته/ ايلي معلوف

رفاقي مناصري اللبنانيون الجدد
بداية أتوجه اليكم خصوصا والى كافة اللبنانيين عموماً بأحر التهاني بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة المباركة مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والخير والسلام.
عام أخر يمضي وما زال الوطن يتخبط بنار اللامبالاة وعدم الاستقرار وانعدام الطمأنينة نتيجةانعدام الثقة بين الفرقاء اللبنانيين واتباع لغة التخوين والإرتهان للخارج على حساب الوطن.
ينتابني شعور بالأسى على ما تؤول عليه الاوضاع الراهنة ,حيث الواجب كان يقضي بأن نكون قدوة لباقي البلدان في التعايش ومثالاً للمحبة والسلام, الى أن فُقدت القيم و تدنى مستوى الحوار ليبلغ اقصى درجات الوقاحة و فُقِدان الحياء لدرجة تمس احترام الوطن أولاً ومن ثم المواطن .
ها نحن على مشارف وداع عام و استقبال اخر و الوطن
يفتقر الى أدنى متطلبات الحياة الكريمة، لا كهرباء ولا مياه صالحة، لا طبابة ولا حتى أدنى مستوى بيئي على جميع الأصعدة، وهجرة الشباب مستمرة .
منذ الاستقلال توالت الحكومات تلو الأخرى الوطن يتصدع ويتهاوى ويتراجع لا بل يموت ونحن لا نحرك ساكناً.
اما آن لنا التفكير بقلب و ان نفكر بلبنان الوطن و بأولادنا ومستقبلهم وبشيخوختنا في بلد هو لنا
آن الأوان لنزرع بذور الرحمة والمحبة والوطنية ونعمل معاً لمصلحة لبنان و ديمومته
على أمل أن نستقبل العام الجديد بايمان “بالوطن “استودعكم متمنياً لكم أعيادا مجيدة وكل عام و انتم بخير.

رئيس حزب اللبنانيون الجدد
ايلي معلوف