المغربيات و ممارسة الجنس عبر الانترنيت/ علي مسعاد


لصديقي أحمد الكثير من الحكايات الطريفة ، مع صديقاته و أصدقائه على الموقع الاجتماعي " الفايس بوك " ، فهو على تعبير ، أخصائيي الطب النفسي " مدمن " على الانترنيت و لا يتصور نفسه بدون " حاسوب " أو خارج التغطية لساعات بله لأيام وشهور ، ففي كل لقاء حكاية و ضمن كل حكاية الكثير من الأحداث التي لا تنتهي إلا لتبدأ ، و قصة دعوته إلى ممارسة الجنس عبر الانترنيت ، من إحدى صديقاته اللواتي تعرف عليهن عبر " الفايس " ، كانت محور نقاشنا ، نهاية الأسبوع الماضي ، بإحدى المقاهي الراقية بالبيضاء .
كانت العلاقة في بداياتها " فايسبوكية " و لا زالت ، فهو لحد الساعة لم يلتقي بها وجها لوجه ، لكن دعوتها له ، لممارسة الجنس عبر"الويب كام " ، دفعت به إلى سؤالها ، عن الطريقة المثلى لتحقيق رغبتها ، فكانت بداية خيوط الحكاية ، التي قد تحدث هنا أو هناك ، لكنها في الأخير ، تبقى من أحدث التقليعات ، لبنات اليوم ، من أجل الحصول على المال و بأسهل الطرق ، و لأن للشبكة العنكبوتية أوجه متعددة ، قد تكون من بينها البحث عن المعرفة و العلوم الحقة ، فإن من بينها كذلك " الشات " و المحادثة عبر المسينجر ، و التي غالبا ما قادت العديد من الشباب العربي و منه المغربي ، إلى تكوين علاقات عاطفية ، بعيدة عن الرقابة العائلية ، لتتحول إلى مغامرات جنسية ، خلفت ورائها ضحايا عديدين ، في كلا الجنسين ، الشباب و الإناث .
فيكفي زيارة القليل من مقاهي الأنترنيت ، سواء بالأحياء الشعبية أو العصرية ، حتى تكتشف أن اهتمامات شابات وشباب اليوم ، هو البحث عن " الجنس " و مواقع الدردشة بالأساس ، و لعل محرك البحث العالمي " غوغل " ، لخير دليل على الكلمات الأكثر بحثا لدى جيل اليوم ، هي كلمة " الجنس " ، لدرجة أن البعض منهم لا يخجل من ممارسة " العادة السرية " داخل مقاهي الأنترنيت ، ما بالك بغرف النوم ، حيث أصبح لكل شاب غرفته الخاصة ، في الشقق الراقية كما في الأحياء الشعبية .
و لأنه ، كما سبق و أن قلت ، كما أن للتقنيات الحديثة محاسن ، فإن لها كذلك مساوئ
، بحيث أن شاشة الحاسوب قد عوضت بيوت الدعارة وبامتياز ، ف" الدعارة الإلكترونية "
أو كما يحلو للكثيرين ، قوله ممارسة الجنس الكترونيا ، قد انتشرت بشكل كبير ، على حد قول إحدى الأخصائيات ، في علم الاجتماع بسبب " غياب التكافل الاجتماعي و التراجع في القيم الأخلاقية و انعدام التنسيق بين مختلف الجمعيات و الحركات النشيطة في مجتمعنا و تفشي العنف الأسري و العائلي و كذلك العنف ضد النساء و الفتيات ، كل هذه العوامل مجتمعة إلى جانب عوامل دخيلة ساهمت في بزوغ الكثير من الظواهر و التي أصبحت تهدد النسيج الإجتماعي " ، إنتهى هنا كلام الأخصائية في علم الاجتماع .
فيما يرى أبو بكر حركات أخصائي العلاج الجنسي و الطب النفسي و الأكثر حضورا ببلاطو برنامج " الخيط الأبيض " بالقناة الثانية " بأن من بين الآثار الخطيرة لممارسة الجنس عن بعد ، أن هناك بعض الأشخاص الذين يصابون بالعجز عن ممارسة حياتهم الجنسية الطبيعية بشكل عاد ، حيث إن هناك رجالا قد يعانون من عدم القدرة على الإنتصاب في حالة الممارسة الواقعية أو القذف السريع و غيرها من الآثار التي تنتج عن ممارسة الجنس الإفتراضي " .
وما ارتفاع عدد الفتيات اللائي يمارسن الجنس عبر الانترنيت ، إما بسبب المفهوم الخاطئ للتربية الجنسية ، الذي كرسته التنشئة الإجتماعية الخاطئة المبنية على الممنوع " حرام ، عيب ، حشومة " ، أو بسبب حب الإكتشاف و التجربة ، فكان العالم الإفتراضي ، برأي الكثيرين ، المكان الأنسب الكثيرين لممارسة الجنس عن بعد ، بعيدا عن المراقبة ، باعتبارها الممارسة الجنسية الأنجع بدون حمل أو فض للبكارة ، التي مازالت تحظى باهتمام العديدين ، في مجتمع " النفاق " و الحرية الجنسية ، و الأرقام التي أشارت إليها الإحصائيات الأخيرة ، عن نسبة استخدام الانترنيت في تصفح المواقع الإباحية و الجنسية ، والتي أصبحت تزيد يوما بعد يوم ، إلا دليل آخر عن تجدر الظاهرة ، في المجتمعات المحافظة ظاهريا و المنحلة في العمق .
ما يدفع إلى دق ناقوس خطر و إلى مراجعة أساليبنا التربوية ، التي لم تعد تستوعب التطور الإعلامي الجديد و إيقاع الحياة السريعة ، ما يفيد أن سياسة النعامة أو القفز عن مثل هذه المواضيع ، ليس حلا على الإطلاق ، بل يجب فتح باب النقاش ، للوقوف عند الأسباب و المسببات ، بحثا عن الحلول الواقعية ، بعيدا عن الإثارة الرخيصة و المجانية .

رياض المالكي و6 مليون دولار/ د. إبراهيم حمّامي

دون مقدمات ...

يوسف الشايب صحفي شاب فلسطيني كتب تقريراً في صحيفة الغد الأردنية بتاريخ 30/01/2012 عما يجري في سفارة سلطة رام الله في باريس، ملف صغير من ملفات أكبر وأخطر عن مقار للسلطة في الخارج تُسمى سفارات، كُتب عنها وما زال الكثير، وباستثناء بعض "السفراء" المشهود لهم بالكفاءة والوطنية، فإن بعضاً آخر هو مثال سيء لا يليق بصورة شعبنا الفلسطيني.

بعد أسابيع من نشر التقرير، اشتكى "المتورطون" المفترضون، وكعادتهم استغلوا القضاء الفلسطيني لتكميم الأفواه كما فعلوا في مرات سابقة مع صحفيين واعلاميين آخرين، كان آخرهم الصحافية مجدولين حسونة عن تقرير آخر حول ملف فساد في احدى المستشفيات الفلسطينية.

رياض المالكي أحد الأسماء الواردة في التقرير لم يعجبه تضامن زملاء الشايب من صحفيين واعلاميين فصرّح وبتشنج وعصبية ضد الشايب ومن تضامن معه، مطالباً بطرده ومعتبراً أن ما قام به خطيئة.

وهنا أضع تسلسل قضية الصحفي يوسف الشايب، منهياً بتقريره الذي جيّش السلطة ضد شخص واحد، حتى يصل للجميع، حول العالم بأسره، ولا يبقى حبيس أقبية التحقيق في رام الله، وليتم التحقيق فيه، وهذا أبسط ما نقوم به دعماً وتضامناً مع الصحفي الشاب يوسف الشايب

· 30/01/2012 صحيفة الغد الأردنية تنشر تقريراً حول الفساد في سفارة فلسطين في باريس

· 25/03/2012 استدعاء يوسف الشايب معد التقرير وتوقيفه لمدة 48 ساعة بناء على شكوى مقدمة من وزارة خارجية حكونة فيّاض و"السفير" الفلسطيني في باريس هايل الفاهوم وزوجته ونائبه صفوت أبراغيت بتهمة "القدح والتشهير"

· النيابة تشير أن الشكوى المقدمة تتضمن المطالبة بتعويض مادي من المشتكين بقيمة ستة ملايين دولار!

· 27/03/2012 نيابة رام الله ترفض زيارة وفد نقابة الصحفيين لزميلهم المعتقل للاطمئنان عن صحته، ونقابة الصحفيين تستهجن مطالبة المشتكين تعويضات بملايين الدولارات من الصحفي يوسف الشايب، والذي جرى توقيفه على ذمة التحقيق بعد نشره تقريرا عن فساد البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بباريس

· محكمة صلح رام الله تثبت احتجاز الصحفي يوسف الشايب 15 يوماً آخر والشايب يبدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله واحتجازه – الاربعاء 28/03/2012

· 28/03/2012 نظم عشرات الصحفيين صباح اليوم الاربعاء اعتصاما تضامنيا مع الصحفي الشيايب امام وزارة الخارجية الفلسطينية ومجمع المحاكم في مدينة رام الله، ورفع الصحفيون في الاعتصام الذي دعت اليه نقابة الصحفيين تضامنا مع يوسف الشايب يافطات تدعو الى احترام الجسم الصحفي والحقوق والحريات الاعلامية، وصون حرية التعبير والنشر، والسلطة الرابعه، مطالبين بمحاكمة المتورطين في قضايا فساد واختلاس، وليس محاكمة الصحفيين الذين يكتبون عن الفساد، رافضين محاولات تكميم الافواه وتقييد الصحافة.

· تركزت أسئلة التحقيق وبحسب عضو نقابة الصحفيين عمر نزال على مصدر معلومات الشايب، وهو الأمر الذي رفض الافصاح عنه إلا بقرار من المحكمة

· رئيس اتحاد طلبة فلسطين في فرنسا سابقا زهير العسلي - أحد مصادر المعلومات التي رفض الصحفي كشفها – يبث رسالة مسجلة على موقع يوتيوب بعنوان "براءة يوسف الشايب"ـ موجهة لرئيس سلطة رام الله محمود عباس والقضاء الفلسطيني، وقال العسلي - فلسطيني يحمل الجنسية الفرنسية - إنه يتقدم بشهادته لبراءة يوسف الشايب، وأضاف أن الأخير احتجز ظلما، مشيرا الى انه كان "ضحية" سفارة فلسطين بفرنسا، موجها إصابع الاتهام إلى نائب السفير، وتحدث عن اعتداءات وإهانات تعرض لها طلبة فلسطينيون آخرون.

· 29/03/2012 أحد الأطراف الواردة في تقرير صحيفة الغد، وأحد المشتكين رياض المالكي "وزير خارجية" فيّاض، يشن هجوماً تشنجياً على الصحفيين والاعلاميين المتضامنين مع زميلهم، مستغلاً موقعه ومؤتمره الصحفي في بغداد، لينصب نفسه محققاً وقاضياً مطالباً بطرد الشايب من نقابة الصحفيين، معتبراً أن ما نشره هو تلفيق وتزوير كيدي – متجاهلاً تماماً ما نشره المواطن الفلسطيني الفرنسي زهير العسلي والذي يؤكد ما كتبه الشايب

· 30/03/2012 ما زال يوسف الشايب رهن الاعتقال وما زال المالكي وسفيره طلقاء!

العدل والنزاهة المفترضة والمنعدمة عند سلطة رام الله، كانت تقتضي استدعاء الواردة أسماؤهم في التقرير والتحقيق معهم وأخذ أقوالهم، بدلاً من التستر والتغطية عبر استغلال القضاء واصدار الأحكام المسبقة.

رياض المالكي الذي أعتبره شخصياً مثال أكثر من سيء للسياسي الفلسطيني، يطالب ومن معه من "المتورطين" المفترضين، والمشتكين "المساكين" بتعويض قيمته 6 مليون دولار أمريكي، من صحفي شاب يعيش في الضفة الغربية، وهم يعلمون علم اليقين أنه لا يمتلك ولا جزء من هذا المبلغ، لكنهم يطالبون لا لشيء إلا لإرعاب من يمكن أن يفعل فعلته.

لكن....

لا تحزن أيها الجريء يوسف الشايب، فقد قادهم غباؤهم المعتاد لأن يعرّفوا العالم بما كتبت، وأن يخرج التقرير بعد أسابيع طوى فيها النسيان ما فيه، وأن يورطوا أنفسهم أكثر.

لا تجزع فجرأتك والتزامك بأخلاق الصحفي ومهنيته بعدم الافصاح عن مصدرك، جعل جريء آخر هو زهير العسلي يخرج للضوء ليفضح هذه الزمرة أكثر وأكثر وبشريط مصور بالصوت والصورة.

لا تقلق فموقف المالكي وقضاء رام الله ومحاولات إرعاب وإرهاب الجسم الصحفي لن تزيد الاعلاميين والصحفيين إلا إصرار على كشف وفضح وتعرية مواقف المتخاذلين والفاسدين

ونختم هنا بنص التقرير الذي كتبه يوسف الشايب والذي كان سبباً في اعتقاله.

لا نامت أعين الجبناء

اتهام البعثة الفلسطينية في فرنسا بالتجسس

يوسف الشايب – جريدة الغد 30/01/2012

رام الله - أكدت مصادر فلسطينية متطابقة، أن البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في فرنسا، "متورطة في قضايا تجسس وعربدة"، عبر نائب السفير صفوت ابراغيت، وبـ"تواطؤ رئيس الصندوق القومي الفلسطيني، رمزي خوري، ووزير الخارجية رياض المالكي، والسفير الفلسطيني في باريس، هايل الفاهوم.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها لـ"الغد"، إن "ابراغيت وعددا من زملائه في البعثة الدبلوماسية الفلسطينية بفرنسا، يقومون بمهام أمنية عبر الضغط على الطلبة وتوريطهم لتقديم خدمات استخبارية حول نشاطات بعض الجمعيات والتجمعات الإسلامية في فرنسا، وفي دول عربية لصالح أجهزة أمنية أجنبية وفلسطينية"، مشيرة إلى أن ابراغيت المحكوم بالسجن خمسة أشهر بتهمة الاعتداء على فلسطيني في باريس، "مدعوم من خوري وتربطهما علاقات خاصة".

وأوضحت ان ابراغيت صهر مسؤول العلاقات الخارجية في المخابرات الفلسطينية، العميد جهاد تايه، الذي اغتيل في غزة 2006، وتبنت جماعة دينية مسؤولية اغتياله آنذاك، بذريعة أنه "ضمن شبكة من العملاء الدوليين الأمر الذي يعرفه جيدا كل من تعامل معه من خلال دائرة العلاقات الدولية في جهاز المخابرات العامة". وساق تنظيم قاعدة الجهاد في فلسطين في بيان آنذاك، أسبابا للاغتيال من بينها، أن تايه "عمل على إسقاط شريحة كبيرة من طلاب وطالبات الجامعات في الخارج وذلك بالتنسيق المباشر مع الموساد، وساهم بتسليم معلومات استخباراتية خطيرة في الساحة اللبنانية وخاصة في الحرب اللبنانية الأخيرة العام 2006".

واضافت المصادر المتطابقة "أن خوري والمالكي، وبدلاً من اتخاذ إجراءات بحق ابراغيت لكم الشكاوى ضده، ولإساءته لسمعة البعثة الدبلوماسية في فرنسا، تمت ترقيته إلى منصب نائب سفير، بشكل غير قانوني"، مشيرة إلى أن لجنة مكونة من خوري والمالكي وأبو نبيل (مسؤول مالية حركة فتح)، هي من قررت ترقيته، كونها الجهة المكلفة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإقرار ترقيات وتنقلات العاملين في البعثات الدبلوماسية الفلسطينية.

وأشارت المصادر إلى أن هكذا إجراء يصب في "مصلحة رمزي المالية"، وأن "المالكي لا يستطيع أن يقول لا لرمزي، لأن الأخير وافق له على تعيين أخيه مستشاراً في اسبانيا وابنة شقيقته في السفارة الفلسطينية بسلوفينيا، وهو ما ينطبق على السفير الفاهوم، بعد تعيين شقيقه في بعثة فلسطين في اليونسكو".

وتشير المصادر إلى "أن ابراغيت ومن يقف وراءه يقومون بتهديد كل من يعترض طريقهم، ويحاول كشف فسادهم وسوق أخلاقهم، وأن التهديد قد يطاول مسؤولين كبارا كما حدث مع ليلى شهيد، أو من هم أقل درجة، وأن التهديد قد يطاول بعض الطلبة أو الناشطين أو التجار أو حتى فنانين فلسطينيين وعربا، أو أهاليهم من المقيمين في الأراضي الفلسطينية".

وأضافت المصادر أن: "السفيرة ليلى شهيد اشتكت ابراغيت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأنه أهان نهلة الشهال الناشطة اللبنانية، وعمل ومن معه على شق حركة التضامن الفرنسية اثناء حصار الرئيس عرفات.. نبيل شعث يعرفه ويعرف زعرناته، ويمكن سؤاله عن ذلك".

وأكدت المصادر أن أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، ومن بينهم نبيل شعث، على علم بما يحدث في فرنسا، بصفته مفوض العلاقات الدولية في الحركة، وكذلك أبو ماهر غنيم، وغيرهما، كما أن الرئاسة تلقت شكاوى في هذا المجال، ولم تحرك ساكناً، ومن بينها شكوى السفيرة ليلى شهيد". وقالت: "الصدام منذ أكثر من عشر سنوات، لكن في آخر خمس إلى ست سنوات ساءت الأمور كثيراً، خصوصا أن رمزي خوري هو من يتحكم بالأمور لأنه من يتحكم بحنفية الفلوس".

وتلقى مندوب "الغد" نسخة من رسائل الكترونية وتقارير تطالب بعزل نائب السفير الفلسطيني في باريس صفوت ابراغيت، منها ما قاله مترجم فلسطيني مقيم في فرنسا: "البلطجي صفوت ابراغيت وأزلامه ما يزالون في السفارة. بل إن مرتبه قد زاد واصبح يجالس السفير الذي ادعوه لرفع الغطاء عنه.. أسألكم بالله عليكم إخوتي بأن تقوموا بعمل احصائي بسيط لعدد النشاطات التي تمت على الساحة الفرنسية منذ قدوم هذا البلطجي وأعوانه وقارنوها بالفترة او الفترات التي سبقته لتكتشفوا المفاجأة بأم اعينكم.. انهيار تام في العمل الفلسطيني.. استقالات، تسفيرات، انسحاب الشرفاء من مواقع والدفاع تحت ظل التهميش والترهيب والضرب والدم الذي ما يزال يسيل.. كيف يعقل أن يكافأ من اعتدى وظلم حتى سالت دماء ضحيته وادانته محاكم العدل الفرنسية بمنصب دبلوماسي فخري في سفارتنا".

لكن مصادر في وزارة الخارجية الفلسطينية، نفت هذه الأنباء، مشيرة إلى أنها لا تخرج عن كونها "كيدية".

وقالت لـ"الغد"، إن أصحاب ما يسمونها بالشكاوى، "لا بد وأن لهم مصالح شخصية من ورائها، ويهدفون إلى الإساءة لمسؤولين بعينهم في الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية"، مشددة على أن الوزارة لم ولن تتوانى عن فتح أي تحقيق حال تلقيها أي شكاوى.

إلى... الأغلبية/ حسن سعد حسن

-إلى الأغلبية
التاريخ ينظر إليكم ويسجل
إما ذكركم بأنكم من وضع حجراًمن أجل بناء مصر
وإما ذكركم بأنكم من وضع حجراً من أجلةتعثر مصر
- أيتها الأغلبية ( الساحقة ) إن الشعب الذى منحكم ثقته ،وحملكم شرف تحمل المسئولية لم يقدم لكم (شيكاً على بياض ) لتفعلوا به ماتريدون
- ولم يعطيكم صوته لكى تؤسسوا لأنفسكم وتحتكروا كل شئ .
- عليكم أن تعلموا وأن تفهموا أنه قادر على أن يسلبكم تلك المكانة التى منحكم إياها فى أى وقت ،وعندما يريد فتلك المكانة، والثقة مرهونة بمدى احترامكم له ،ولرأيه ولرموزه
- عليكم أن تعلموا أن الدستور هو عقد اجتماعى، وليس عقد احتكار وانه يمس حياة كل مصرى على أرض هذا الوطن الطاهر وليس لفئة دون اّخرى.
عليكم أن تعلموا أن الشعب المصرى ليس لعبة تحركها أصابعكم وذراعكم السياسى كما تريدون وتبعاً لمصالحكم الشخصية وأمزجتكم.
- عليكم أن تعلموا أن الإعلام لن يعود كما كان بوقاً للأغلبية يهتف بحياتها ليل نهار، وإن كنتم تريدون ذلك فهذا نذير شؤم فماذا ستفعلون لو كان الحكم بإيديكم هل ستقلبون الحقائق لصالحكم ؟!
- وتكمموا الأفواه ؟!
- وتقصفوا الأقلام ؟!
- هل تلك هى نظرتكم للأغلبية؟!
- وهل تلك هى نواياكم ؟!
أفصحوا عما بداخلكم نريد المصارحة

اعلموا أن قيادة الوطن أمانه ،وأنها ليس شبيهة بقيادة نقابة أو جماعة
نخن نقدركم ونعلم أن وجودكم فى الحياة السياسة يزيدها قوة ،ولكن عليكم أن تصححوا نهجكم وتبتعدوا عن مصالحكم الشخصية
فإما تكونوا على قدر تلك المسئولية وإلا ارحلوا واتركوها لمن يعرف معنى المسئولية وقدر ها
ولله الأمر من قبل ومن بعد


القانون حبيب الفقراء/ محمد محمد علي جنيدي

يبدو أن القانون هو حبيب الفقراء، ورفيقهم فهو يضبطهم ويحاسبهم ويدخلهم السجن ليهذبهم ويقومهم.. فدائما ما نجده يركض خلفهم كظلهم لا يستطيع فراقهم بحال من الأحوال.. أما الأغنياء فهو لا ينسجم معهم وهم لا يطيقونه، وغالبا ما تحول بينه وبينهم سهول وجبال وبحار ومحيطات، وإذا ما قدرت بينهم مواجهة، واشتعلت نار الخصومة بينهما، وأصبح كلاهما وجها لوجه وأراد محاسبتهم وإدخالهم السجن لتهذيبهم وتقويمهم.... تعالت الأصوات.. المصالحة المصالحة......

هي الارض .. في ثيابنا مفاتيحها/ سعيد الشيخ

في الثلاثين من آذار من كل عام يحتفل شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات بذكرى يوم الارض الخالد .
في مثل هذا اليوم وأينما كان الفلسطيني يأتيه عبق الارض مع ربيع متجدد لعهد متجدد بأن تبقى هذه الأرض بلاد الفلسطينيين مهما اوغل الاحتلال الصهيوني سكاكينه في الكينونة الفلسطينية.
الجسد سيظل عصيا على الزوال والابادة، يطلق روحه الخضراء على حرائق الاحتلال، والتراب سيظل يحتضن شجرة الزيتون كرمز تاريخي لشعب يكافح من اجل الحق والعدالة، وفي سبيل حريته وتقرير مصيره في اقامة دولته المستقلة..حيث وفي مثل هذا اليوم يتجدد حلم الاستقلال بالدولة الحرة فوق ترابنا الوطني. نعض على جراحنا ونحلم..
في عرس الأرض نمد أوصالنا المقطّعة بكل الخلجات والنبضات كي يذهب نشيد الوطن عاليا فوق الاسوار والجدران العازلة وفوق الاسلاك الشائكة في التحام القرى الرافضة للمصادرة والقرى المدمرة منذ ان حفر الكيان العنصري مجزرته الاولى في لحمنا وترابنا.
لهذي الارض الق التخوم وتجليات الولوج الى لحظة هي كل حين حبلى بالتحول والبرق والرعود .. تحمل وعدها وتنتظر الميلاد، تنطلق صوب المخاض.....
ستقوم المدن العريقة من خرائبها وسيتفسخ الهيكل.سيتقدم المخيم منتفضا على آلامه خالعا قمصان العويل والبكاء، ليعانق الهواء القادم من فضاءات لا زالت تحفظ تذكارات اسلافنا.
الآن من رحمها ينهض مخيم جنين المقتول شاهدا ..وينهض مخيما صبرا وشاتيلا ومن اهدابهما تنتشر ثقافة الحياة بعدما ارادوا لهما تاريخ من المجزرة... تقوم غزة من جرحها الناري تقاوم الحصار وتقاتل المحرقة ، تشعل الف سؤال وسؤال للضمير الاوروبي والامريكي منتج حضارة العصر.
كيف لهذه الحضارة ان كانت صادقة ان تتعايش مع العدوان والاغتصاب، كيف تغمض عينيها عن آلة الدمار الصهيونية وهي تقوم بشكل يومي بابادة عرقية لكل ما يمت لفلسطين التاريخية بصلة؟
دعاة الحرية والديمقراطية الرسميون في الغرب ما شكل حريتهم هذه التي ينادون بها عندما يكونوا شركاء العدوان على بلادنا ويحتفلون حول نار محرقة شعبنا الاعزل؟
نعم انها مسألة اخلاق ومسألة ضمير.ومعايير العالم الغربي تصفعها دماء اطفال فلسطين المراقة بلا رحمة وبدم بارد ..
ويظل سؤال المرأة الغزاوية وهي تصرح به من خلال بكائها المر امام احدى كاميرات الفضائيات مدويا في بريتهم : ماذا فعلنا بكم حتى تلحقوا بنا كل هذا الاذى؟ ونضيف: كيف الحضارة تظل على انتمائها الى الرقي وانتم تطبخون لنا الكارثة تلو الكارثة على مدى اربع وستين عاما.
أم ان للتوحش ارتقاءاته؟
*****
ويدور اخوة لنا حول جراحنا ويسألون، فقط يسألون وهم في ابراجهم : ماذا فعل القتل بكم؟
لان لنا رائحة الزعتر.. لنا الموال والعتابا والميجنا.. ولنا نهار جميل مضى ولم نمت.
لنا طفل ينام العشب والشجر بين أصابعه .. تجري الانهار بين يديه ، ويولد في الافق غيم وسحاب.
تمطرنا بلادنا عرسا للارض ، ويكون لها يوم ونهارات اخرى ساطعة بالشموس تؤدي الى وطن يشبهنا على مر الازمان والتاريخ.
نلملم اشلاءنا في يوم الارض ونطلق الحناجر بالنشيد ، يشاركنا شرفاء العالم في هتاف انساني ضد صانعي الموت ومسببي القهر والاضطهاد، اولئك الذين يلطخون بهاء الوجود وينشرون في الكوكب كل اسباب الدمار والابادة.
هو لحمنا العاري امثولة الارادة في تحدي الطغيان، حيث اصفاد القتلة الصهاينة ذوبان امام نشيد الحياة الأقوى الطالع هدرا من اعماق التاريخ لسقوط الروايات الملفقة، ولتفسخ حديد ترسانات عسكرياتهم المتكئة على اساطير مهترأة لا تشفع لجرائمهم ولا تبررافعالهم المستبدة بألق وجودنا فوق هذه الارض، تحت هذه السماء، حيت الهواء لنا. ولنا ان نعيد الهواء الى قصباتنا الهوائية كي نؤمن الحياة لأجيال فلسطين القادمة.
هي الارض، في ثيابنا مفاتيحها
في اجسادنا تاريخها
وفي طيبتنا قدسيتها
نمنح الصبح دمانا.. فشرّعي مواسمك الخضراء لامتدادات احلامنا ولكل مايشبه الحياة في اندفاعاتنا .. وعانقينا ..آه ضمينا واحتوينا من بدايات الوجع الى نهايات اليقين.
هذا احتشادنا.. احتشاد الضحايا مند ان سحب الوطن من تحت اقدامنا على يد الحركة الصهيونية وبمساعدة القوى الامبراطورية الاستعمارية ندق جدران الكوكب كي الدنيا يعمها الامن والسلام. ندق جدران الكوكب من اجل حق العودة الى الارض السليبة، ليكون لنا الوطن المرتجى بكل شغف انساني.

أطفال الشوارع قنبلة موقوتة وجرح نازف في مجتمع العدالة الاجتماعية/ د. رافد علاء الخزاعي


لعل المتتبع لما اكتبه يتساءل لماذا اركز على مبدأ العدالة الاجتماعية في مقالاتي حول المهمشات من النساء وذوي الاحتياجت الخاصة والاطفال.

ان ما افرزه الربيع العربي والتغيير الاني في المنطقة العربية والاسلامية وفي اعتقادي الشخصي هو امتداد فترة الخميسنيات من القرن الماضي من صراع طبقي ساهم في طحن الطبقات الوسطى من المجتمع وهي طبقة الموظفين وزاد هذا الصراع في نشؤ قوى اقتصادية قريبة من السلطة تساهم في سحق طبقات الشعب مع مارافقته من استنزاف في طاقات الامة في الحرب المستعرة بصورة التهديد الاسرائيلي للدول العربية وخلق اعداء جدد هم تركيا وايران ليساهموا في خظم هذا الصراع.

في وفق هذه التغييرات افرزت خيارات الجماهير في انتخاب القوى الاسلامية التي تحمل في ادبياتها السياسية هي بناء دولة العدالة الاجتماعية في المساواة بين الرعية.

ان الاختبار لهذه القوى خلال العقد القادم هو النجاح في تحقيق العدالة الاجتماعية عبر وضع استتراتيجية حقيقية في حل مشكلات المجتمع المزمنة الفقر والجهل والمرض والبطالة وازمة السكن .

أن واجب الدولة في النظام الاسلامي ضمان معيشة الافراد ،

وهي بذلك تتبع احد هذه الطرق الثلاث :
اولاً : ان توفر لهم اعمالاً يرتزقون بها الى حد الكفاية.

ثانياً : ان تضمن معيشتهم الاساسية في حال عدم توفر فرص العمل. ويتم هذا الضمان من خلال صندوق الحقوق الشرعية الذي(يجب ان يقنن وفق معطيات الدولة الحديثة) لاحظنا فعالياته المعاشية سابقاً في عهد الخلفة الثاني عمر بن الخطاب والخليفة الرابع امير المؤمنين ابو الحسن عليه السلام في المساواة التامة في رعية الدولة.

ثالثاً : ان تنشىء لهم هيئات ولجان متخصصة لاستحداث مختلف الاعمال في الزراعة والصناعة والاعمال التجارية.

وكل هذه الطرق التي تهدف الى ضمان معيشة الافراد يمكن ايجادها ضمن حدود الدولة والنظام الاجتماعي ، لان الارض بكل خيراتها لا تبخل على الانسان بعمل ، وان العقل البشري ـ بكل طاقته الجبارة ـ يفتح آفاقاً واسعة لتطوير مصادر الغذاء في البحار والمحيطات والانهار. وهذه الخيرات تستطيع اشباع ملايين الافراد ، خصوصاً اذا استخدمت وسائل الانتاج الزراعي والحيواني الميكانيكية التي تستطيع مضاعفة الانتاج الغذائي بكلفة اقل. وكل هذا النشاط والاستثمار يقع تحت عنوان حق الجماعة في التمتع بمصادر الثروة الاجتماعية ، فتضمن الدولة حقوق القاصرين والعاجزين عن العمل فضلاً عن حقوق عموم الافراد باستثمار مصادر الثروة الطبيعية بكافة انواعها المعروفة. فالأرض بخيراتها الهائلة انما خلقت للجميع كما ورد في

قوله تعالى : (هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُم ما في الارضِ جَميعاً).
وهذا الضمان ينبع من جوهر النظرية الاسلامية للانسان. فالفرد ـ حسب النظرة الاسلامية ـ ليس كياناً مادياً فحسب ، بل هو كيان مادي وروحي شريف ، والجوع يمزق هذا الكيان ويحط من قدره ، وبذلك فلا بد من اشباع حاجاته الاساسية في العيش الكريم. والى هذا التفضيل اشار القرآن الكريم بقوله : (وَلقد كَرمنا بني آدم وَحملناهُم فِي البَر وَالبحر وَرزقناهم مِن الطيَّبات وَفضلناهم على كَثير ممَّن خَلقنا تَفضيلاً) فمن حق المخلوق على الخالق اشباعه وكسوته ، واي نقض لهذا القانون الكوني انما هو نقض لصميم مفهوم العبودية بين المربوب والرب. فالجائع لا يستطيع عبادة الله ، ولا يقدر على تحمل التكاليف الشرعية ، فكيف يأمره الخالق اذن ، بالعبادة ولا يضمن له العيش الكريم ؟ ولا شك ان المولى عز وجل خلق للافراد مصادر غذائهم وكسوتهم ، ولكن سوء التوزيع الذي يقوم به الانسان هو الذي يحرم البعض من حقوقهم ويتخم البعض الآخر. وهذا يفسر ـ الى حد ما ـ تأكيد الاسلام المستمر على الانفاق الواجب والمستحب على الفقراء والمساكين ، خصوصاً في موارد الانفاق التي درسناها سابقاً ، كالصدقات الواجبة ، والكفارات ، والاضحية ، والانفال.

من الثروة الاجتماعية يغطّي حاجات الفقراء الواسعة ، ويرفع من مستواهم ويمنحهم فرصاً للعمل والانتاج ، ويساعد الدولة على بناء المدارس والمستشفيات ووسائل التدريب والتأهيل الاجتماعي. هذا اضافة الى ان الضرائب التي فرضها الاسلام كالصدقة الواجبة والكفارات والاضحية ، والضرائب التي شجّع الافراد على دفعها بدافع الاستحباب كالصدقة المستحبة والانفاق في سبيل الله ، ترفع حوائج المعدمين وتسد رمقهم وتشبعهم. وبالاجمال ، فان المجتمع الاسلامي يصرف اكثر من خمسة وعشرين بالمائة من وارداته على الطبقة الفقيرة في سبيل رفعها الى مستوى الطبقة الاجتماعية الواحدة التي يهدف الاسلام خلقها في المجتمع الانساني. وهذا الوارد الضخم الذي يخرج من جيب الطبقة الغنية ليدخل في دخل الطبقة الفقيرة ، يساهم مساهمة عظيمة في تضييق الفوارق الطبقية بين الافراد حتى يمحيها محواً من الخارطة الاجتماعية ، ويضع بدلها نظاماً انسانياً عادلاً مؤلفاً من طبقة موحدة مختلفة الدرجات ؛ بينما يصرف النظام الرأسمالي اثنين بالمائة فقط من وارداته على الفقراء كاعانات غذائية لاشباعهم ، او صحية لمنع تفشي الامراض بينهم. وان نظاماً كالاسلام يصرف ربع واردات افراده ومعتنقيه على الفقراء جدير بان يحقق اعلى درجات العدالة الاجتماعية في المجتمع البشري وجدير بقيادة العالم والبشرية المعذبة بعذاب الجوع والفقر والمرض نحو شاطئ الامان والعدالة والاستقرار الاجتماعي.

وانا اسير في شوارع بغداد او دمشق او القاهرة او بيروت يصادفني اطفال في اشارات المرور او في زوايا الشوارع والاسواق اطفال في عمر (4-9) سنوات او شابات في عمر (11-18ٍسنة) وهن يحملن اطفالا رضع او عجائز بمنتهى الحيل والاستجداءات حتى يستعطفوك في ماتدر عليهم بمبلغ نقدي .

وفي احيان اخرى ترى اطفالا ويافعين في سوق العمل وسط الكبار في الاسواق وهم هاربون من مقاعد الدراسة وغيرهم يتسكعون في الاسواق وقسم منهم يدخنون السكاير او الناركيلة في المقاهي او يحتسون المشروبات او الحبوب المهلوسة والمؤثرة عقليا او يشمون التنر او مذيبات الاصباغ والسيكوتين لما له من تأثير عقلي وهذياني بالنسبة لهم.

انهم اطفال الشوارع , جرح في ضمير الانسانية في مجتمع نسمع به الاذان خمس مرات وحكومات اتخذت من الدين ستارا لها للقفز على عقول الجماهير.

وهيئة الأمم المتحدة أولت اهتماماً بالغاً بهذه المشكلة مما أعطاها بُعداً دولياً أكثر في التركيز عليها حيث عرفت طفل الشوارع: \"أي طفل كان ذكرا أم أنثى يجد في الشارع مأوى له ويعتمد على الشارع في سكنه ومأكله ومشربه بدون رقيب أو إشراف من شخص مسئول\"

إن المسألة ليست مسألة اطفال او يافعين انهم نتاج مجتمع هدم الاسرة وفككها لانعدام الامن الاجتماعي من طلاق ويتم وتشريد وتهجير ان اغلبهم أحداث يتامى انحرفوا، بل هي علة تمتد إلى أعماق المواقف المجتمعية والسياسات الحكومية, ومع الأسف، لم تتنبأ أي خطة وطنية بظهور هذا العدد الذي لا حصر له من أطفال الطريق، ومع ذلك هناك أكثر من مايربوا ثلاثين مليوناً منهم في وطننا العربي حسب احصائيات منظمة الطفولة في الامم المتحدة، وفقا للتقديرات المتحفظة، منتشرين في كل أرجاء العالم, يتساءلون: من يعبأ بالأمر؟!.
إن البقاء يعني العمل، وحتى أطفال الشوارع الذين يعيشون في الغالب على السرقة، يعتبرون أنفسهم عمالاً شرعيين، والحياة بالنسبة لمعظمهم شاقة وهي عبارة عن كدح لا ينتهي لقاء عائد هزيل يدعو إلى الرثاء, كلهم يحاولون وبشتى السبل ان يظلوا على قيد الحياة، عن طريق الاختلاس والإغارة والمقايضة والإسهام في القطاع غير الرسمي على غرار ما يقول رجل الاقتصاد.

بدأت في البروز بشكل خطير تلك هي ظاهرة متسولي العصر الحديث، الذين يتسكعون في المدن بأعداد متزايدة.

ولظروف عديدة، بعضها خارج عن إرادتهم يجبر أطفال الشوارع على العيش على هامش عالم الكبار وهم في البلدان النامية يتكونون نتيجة الهجرة من الريف إلى المدن، ونتيجة البطالة والفقر والأسر المنهارة.
وصبية الشارع في كل مكان، يركزون اهتمامهم على الأماكن التي يمكن العثور فيها على كل ما يمكن التقاطه، يميلون إلى التجمع نهاراً في مناطق التسوق المزدهرة, وبالإضافة إلى تنظيف الأحذية وغسيل السيارات, كما يعملون في دفع عربات اليد، وحمل أكياس التسوق، وينقبون في مقالب النفايات وسط القاذورات بحثاً عن اشياء من المعادن أو البلاستيك لبيعها.
إن الشارع يوفر لأطفاله صورة مجتمع دون الاندماج في قيمه : القرب دون المشاركة، ويصبح الشارع رمزا لمحنتهم, إنه يحل محل المدرسة، ومنهاج الدراسة فيه مختلف تماماً.

إن الشارع هو الإرث العام للملايين من البشر، حتى قبل أن تلوثهم سموم المخدرات والدعارة والجريمة.

ان اطفال الشوارع نستطيع تقسيمهم إلى ثلاثة أنواع:
1-أطفال يعيشون بين الشارع و البيت.
2- أطفال يشتغلون بالشوارع، و أغلبهم يحققون دخلا لا بأس به.
3- أطفال يتعرضون للاستغلال البشع من طرف الشارع ، إما عن طريق تشغيلهم في ظروف صعبة أو عن طريق الاستغلال الجسدي.

انها مشكلة ازلية يغذيها الفقر والنزاع والذي يجعل الأسر تدفع بأبنائها إلي ممارسة أعمال التسول والتجارة من بعض السلع الهامشية مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر الشارع‏.‏

في الغالب ، لا تخلو أي مدينة عربية من أطفال في حالة يرثى لها.تجدهم في مواقف السيارات.. قرب المطاعم .. على الأرصفة .. في الحدائق.. لا ملجأ لهم و لا مسكن، فهم يتخذون بعض الأماكن و الحدائق المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء. معظمهم – للأسف – ينحرفون، فيتعاطون التدخين و المخدرات بل الكحول أيضا، و قد تطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام في عدد من الحالات. و لا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا، فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر ، ضحايا عوامل مجتمعية و اقتصادية لم ترحمهم و لم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها.

ماهي اسباب هذه الظاهرة المستفحلة في مدننا وتشكل لغما قابلا للانفجار في الامد القريب؟
1-التفكك الاسري : نستطيع اعتبار الطلاق من الأسباب الرئيسية لاستفحال هذه الظاهرة، ذلك أن افتراق الوالدين يعرض الأبناء للتشرد و الضياع بالضرورة، و يكفي أن نعلم أن 90 % من أطفال الشوارع لديهم آباء و أمهات ، إما أب أو أم. فهم ليسوا لقطاء او ابائهم او امهاتهم يعشيون شظف العيش او في السجون او هم مدمنون وعاطلون عن العمل مما يسبب اجبار ابنائهم على اتخاذ الشارع مكانا للارتزاق مع وجود مافيات المتسولين والذين يبتكرون طرقا وفنونا في تطويع وتدريب الاطفال. واخرها انك ترى طفل منهمك في المذاكرة في ظل بصيص ضوء أسفل عمود إنارة في الشارع والظلام الدامس يحيط به من كل اتجاه ، ولأنه صغير الحجم ضئيل البنية يخطو عليه الماشيين وقد تدهسه الأقدام وسط الظلام وقد يأخذ أحدهم العطف عليه ويمنحه دينار أو ربع دينار، فهو واضع بجواره مناديل ورقية للبيع او علبة حلوة اوعلكة او ميزان.

اني في بادي الامرتعجبتُ من مثابرة هذا الطفل وإصراره على النجاح والتفوق ، فهو يذاكر ويعمل في آن واحد ، ولكن صديقتي أخبرتني أنها شاهدت بجوار بيتها أكثر من طفل مثله إنها طريقة جديدة للتسول .ولعل كم من صورة نشرت على الفيس بوك اوصفحات التواصل الاجتماعي لتثير قريحة المتلقين بالتعليق.

2- الفقر :– بسبب عدم كفاية أجرة الأب مثلا – يؤدي إلى دفع أبنائها للعمل بالشارع او كثرة عدد افراد الاسرة او مرض الاب وعدم وجود مصدر رزق مالي مستقر للاسرة.

3- المشاكل الأسرية : فالأطفال حساسون بطبعهم، وكل توتر يحدث داخل البيت يؤثر سلبا على نفسية الطفل الهشة فيجد بالشارع ملاذا لا بأس به بالنسبة لما يعانيه. وخصوصا في البيوت المزدحمة وسكنة العشوائيات.

4- الانقطاع عن الدراسة : ذلك أن كل أطفال الشوارع هم أطفال لم يكملوا تعليمهم لسبب أو لآخر، حيث يصبح وقت الفراغ أطول و الآفاق المستقبلية أضيق، فينضمون بالتالي إلى قافلة التشرد. وفي العراق قانون غير مفعل هو قانون الزامية التعليم للمرحلة الابتدائية ووجود اليات تنفيذية لتطبيق هذا القانون , مع صعوبة الحياة الاقتصادية ومطاليب المدارس بمستلزمات الدراسة مما يشكل عبئا ثقيلا على كاهل الاسرة وزحام المدراس وقلة البنية التحتية لها ومارافق تلك الفترة من حوادث عنف اثرت على سير التعليم وكثرة البطالة التي تشكل احباطا لبعض الاسر في ارسال ابنائهم للمدراس.

5- نمو وانتشار التجمعات العشوائية التي تمثل البؤر الأولي والأساسية المستقبلة لأطفال الشوارع‏.‏ تفاقم حدة مشكلة الإسكان وعدم توافر المسكن الصحي وعدم تناسب السكن مع حجم الأسرة‏.‏

6-‏ ارتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأسر التي تدفع بأطفالها إلي الخروج للشارع‏.‏

ان هذه الاسباب الكامنة وراء تفاقم ازدياد.التسرب من التعليم ودفع الأطفال إلي سوق العمل والشارع.

وقد أثبتت الإحصاءات العالمية أن هناك من 100 - 150 مليون طفل يهيمون في الشوارع، وفي إحصائية صدرت عن المجلس العربي للطفولة والتنمية عن حجم هذه الظاهرة في العالم العربي بينت أن عددهم يتراوح ما بين 7 -10 ملايين طفل عربي في الشارع. اما في العراق لا توجد إحصاءات دقيقة تبين حجم هذه الظاهرة واتجاهاتها إلا أننا بدأنا نلحظ زيادة في حجمها في المدن الرئيسية , مما دفع الصحافة المحلية ومنظمات المجتمع المدني إلى نشر أكثر من تحقيق صحفي عنها. وتتفق الدراسات الحديثة عن هذه الظاهرة مع دراسات سابقة لأسبابها حيث بينت أن الفقر وارتفاع عدد أفراد الأسر وضعف التعليم وغياب الدور المؤثر للأب في الأسرة وافتراق الأسرة بسبب الطلاق تمثل الأسباب الرئيسية لانتشار الباعة والمتسولين من الأطفال في شوارع العاصمة بغداد.

ورغم أننا لاحظنا عجز الدوائر الحكومية ذات العلاقة عن إيجاد حل لهذه المشكلة رغم اتفاقهم على أهمية القضاء عليها مما ساهم في انتشارها بشكل كبير في الفترة الأخيرة. وقد وجدت هذه الدراسات أن عدد لا يستهان به من هؤلاء الأطفال لا تتجاوز أعمارهم التسع سنوات أي في سن الدراسة. وما يحزن القلب أننا كنا نشاهد بعضهم في الفترة الصباحية في وقت يفترض أن يكونوا مع أقرانهم داخل المدرسة. وأطفال الشوارع مشكلة لابد من السعي لدراستها وضع حلول لها من قبل الجهات المختصة المهتمة برعاية الطفولة في العراق في غياب التشريعات والمؤسسات الفاعلة في هذا المجال. فهؤلاء الصغار انتهكت طفولتهم وهم معرضون لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية كثيرة. فمن الناحية النفسية والانفعالية هذه الفئة عادة ما تكون مصابه بالقلق إلى جانب الحقد على المجتمع والعصبية و الحرمان من أبسط حقوقهم مثل اللعب، مع شعورهم بعدم الأمان والظلم. ومن الناحية الجسدية فهؤلاء الأطفال معرضين لحوادث السيارات أو الأمراض الصدرية والتحرشات الجنسية أو حتى تعلم عادات سيئة. كما أنهم للأسف الشديد يتعرضون لسخرية واستغلال بعض ضعفاء النفوس من المارة. و ويلاحظ عليهم أيضا مشكلات سلوكية أخرى كالكذب والسرقة والتحايل لعدم توفر الرقابة الأسرية، و يتدني لديهم مستوى الطموح لينحصر في توفير لقمة العيش. وتأثير هذه الفئة خطير على المجتمع لشعورهم بالحرمان والنقص فقد يلجئوا مستقبلاً إلى الانتقام من هذا المجتمع الذي خذلهم، فهم بحاجة إلى الاستقرار النفسي والاجتماعي والجسدي، كما أن المكوث الطويل بالشارع يؤدي إلى عدم التوازن النفسي والعاطفي لدى هؤلاء الأطفال، فالشارع يغرس فيهم الميل إلى العنف إضافة إلى الشعور بالغبن والظلم الذي يولد لديه الرغبة في الانتقام، أما من الناحية الاجتماعية فإنه يجد نفسه متشبعاً بقيم فرضها الشارع عليه مما يؤدي إلى ظهور مجتمع تميزه ثقافة فرعية هي ثقافة وقيم الشارع. وهذه الثقافة والقيم التي يكتسبها هؤلاء الأطفال من الشارع تضيف إلى أسرهم هما إلى هم وهي التي تعاني أصلا من مشاكل متعددة. فالأطفال في مثل هذا العمر يتشربون سلوكياتهم وقيمهم من البيئة المحيطة بهم الأمر الذي يشكل خطورة على مستقبلهم إذا ما استمدوا هذه الاتجاهات والقيم من الكبار والمنحرفين. مما يجعل هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة تهدد أمن المجتمع واستقراره.

ان الحلول يجب ان تبنى على استتراتيجيتين طويلة الامد وقصيرة الامد في نشر مبادى الدولة الاجتماعية التي تتغنى بفكرها الاحزاب الاسلامية التي تسيدت السلطة بارادة الجماهير و بارادة عباد الله .

وأي استراتيجية لحل هذه المشكلة برأيي لابد أن تنبني على محورين \"المحور العلاجي\" ويتجلى من خلال تطوير أساليب الاتصال المباشر وتقديم خدمات الرعاية العاجلة لأطفال الشارع ومتابعة تسربهم من المدارس ووضعهم وعوائلهم وفق برنامج حكومي صادق للرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية التي تكفل بها الدستور العراقي ودساتير المنطقة التي ستاخذ على منواله.

والهدف من هذا المحور هو خلق بيئة مدرسية جاذبة للطلاب. \"المحور الوقائي\"، الذي يعتمد على تطوير أساليب وبرامج وسياسات فاعلة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الأخرى مثل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل والجمعيات الخيرية بهدف الحد من انتشار الظاهرة، والتعامل المباشر مع أسبابها والعوامل المرتبطة بنموها وتطورها. مع الاستفادة من التجارب العديدة التي نجحت في بعض الدول المتقدمة في الرعاية الاجتماعية مثل السويد واليابان.

مع الاخذ بنظر الاعتبار التغيرات الاخلاقية والسلوكية التي تشبع بها اطفال الشوارع مثل؟
1- الشغب والعند والميول للعدوانية : يرى الكثير من الباحثين ان معظم أطفال الشوارع لديهم نوع من العدوانية نتيجة الإحباط النفسي الذي يصيب الطفل من جراء فقدانه الحب داخل أسرته، ويزداد الميل إلى العدوانية مع ازدياد المدة التي يقضيها الطفل في حياة الشارع، حيث يتعلم من الحياة في الشارع ان العنف هو لغة الحياة في الشارع، بالإضافة إلى ان أطفال الشوارع يمارسون العنف نحو بعضهم البعض.

2- الانفعال الشديد والغيرة الشديدة: فالحياة في نظر طفل الشارع هي لعب وأخذ فقط دون الاهتمام بالمستقبل، وهما الشيئان اللذان فشل في الحصول عليهما من أسرته التي دفعت به إلى الشارع رغماً عنه.

3- التمثيل: أطفال الشوارع تعودوا على التمثيل، لأنه من ناحية إحدى وسائلهم الدفاعية ضد أي خطر يواجههم، أو حين يقبض عليهم، كما انه يستخدم من قِبل أطفال الشوارع للإضرار بأطفال آخرين باتهامهم كذباً بسلوك أو فعل أشياء معينة لم يفعلها هؤلاء الأطفال.

4- التشتت العاطفي: ويتمثل لدى أطفال الشوارع من خلال كثرة البكاء والطلبات الكثيرة، وغير المحددة وعدم الكف عن البكاء حتى لو أقنعتهم عدة مرات باستحالة تلبية مطالبهم.

5- عدم التركيز: مستوى أطفال الشوارع الدراسي ضعيف جداً، فمنهم من لم يلتحق بالتعليم ومنهم من يتسرب من الدراسة مبكراً كما أنهم لا يستطيعون التركيز على أي حديث قد يكون طويلاً.

6- ليس لديه مبدأ الصواب والخطأ: طفل الشارع بهروبه من المنزل حطم نسبياً الضبط الخارجي عليه، والمتمثل في رب الأسرة، والذي كان يوجهه، ولأن أسلوب الضبط الخارجي كان يمارس من الأب أو من عائل الأسرة بعد الوالدين بدرجة كبيرة من التسلط على الطفل فكان من نتيجة هذا ان الأب قد سلب من الطفل عنصر الضبط الداخلي الذي يتولد من خبرة الطفل الذاتية في ممارسة حياته.

7- حب التملك والمساواة مع الآخرين‏.‏

8- حب ألعاب الحركة والقوة‏.‏

9- بالإضافة إلي الممارسات الشاذة لأطفال الشوارع مثل‏:‏ شم (الكلة) والبنزين والحبوب المهلوسة والمؤثرة عقليا والشذوذ الجنسي بين الأطفال والاغتصاب لأطفال الشوارع. أن بنات الشوارع قنبلة موقوتة توشك على الانفجار في وجه المجتمع في أي وقت ، حيث يتعرضن للاغتصاب ويبعن أنفسهن للهوى مقابل المال ، والأمر الخطير المترتب على عدم وجود إحصاءات بأعداد أطفال الشوارع أنه لا يمكننا حصر عدد بنات الشوارع الحوامل وعدد أطفالهن وشهادات الميلاد والوفاة لأنه طفل نتاج اغتصاب أو علاقة غير مشروعة .

اذا ماهي الحلول المقترحة للمشكلة؟؟

ان تطوير التعليم الأساسي لأطفال الشوارع وحماية الأطفال الذين يعانون من صعوبات من التشرد في الشوارع. وتتركز الأنشطة على ما يلي:
(1) زيادة توعية عامة الجمهور بالمشكلات الخاصة بأطفال الشوارع وتلك التي تنجم عن عدم تطبيق الحق في التعليم للجميع.

(2) توفير دعم تقني للمنظمات والمؤسسات من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الأطفال.

(3) تعزيز الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص على المستويين الوطني والدولي من أجل ضمان استدامة عمل اليونسكو وفعاليته والقاء الدور الكبير على الموسسات الدينية الخيرية لتحمل المسؤلية الشرعية خصوص هولاء الاطفال.

أن هذه المشكلة موجودة منذ زمن بعيد، فهي بالفعل قضية كبيرة، فأبناء الشوارع هم أناس عاشوا على هامش المجتمع، وبالتالي فهم ضحايا المجتمع، وأيضًا ضحايا لسياساتٍ كثيرة خاطئة، والآن أصبحت قنبلةً موقوتةً يتم استخدامها الآن بشكلٍ غير آدمي، فهم وجدوا مَن يعطيهم الأكل والشرب والمال، وهم- طبيعي- محرومون من هذه الحقوق ومتعطشون لها، ان في تبؤ الاحزاب الاسلامية السلطة في البلدان التي تعيش المشكلة هي في مواجهة حقيقة في نجاح برنامجها التنموية في خدمة الانسان وراس استترايجيتها العدالة الاجتماعية والا ان اطفال الشوارع هم قنبلة موقوته للثورة كثورة الزنج والصعاليك والشطار . ان الان الاختبار الحقيقي لنجاح العدالة الاجتماعية العربية الاسلامية بتجربتها الجديدة والا الانتقال الى الحكومات المدنية كما في اوربا التي تسمؤ بالانسان وكرامته .

أقول لصلاح عودة الله : عيب!/ سعيد الشيخ

في عالم الصحافة والادب تكثر السرقات التي ندرجها عادة تحت مسمى"السرقات الادبية"، وهي أعمال مشينة لا يشعر بهولها وخسّتها الا الضحية ممن وقع عليها الاعتداء.
وقد وقع عليّ الاعتداء هذه المرة.. فقد أقدم "دكتور" يدعى "صلاح عودة الله" من القدس بإقتباس وسرقة مقال لي منشور في موقعي "الوان عربية" وعدة مواقع أخرى.
لقد فجعت وصدمت من هذا التصرف الصبياني.. ورحت أتساءل: كيف لدكتور تسوّل له نفسه هذه الوضاعة؟ كيف لإمرئ يحمل صفة دكتور ان يقدم على هكذا فعل مشين؟ وهكذا دكتور يكتب منذ سنوات على الشبكة العنكبوتية، بما يستنج المراقب ان كل ما كتبه هذا طيلة السنوات الماضية كان ادعاء وليس من بنات أفكاره.
وفي وقائع السرقة التي في صددها هنا ، ان "صلاح عودة الله" قد اقتحم مقالي ولطش الفكرة والمضامين الاساسية للمقال ثم الادهى من ذلك أنه أخذ منه جملا وافية وكاملة، مما لا يدع الشك بأن المسألة كانت مجرد توارد أفكار، بل هو عمل اقدم عليه "الجهبذ" بكل تخطيط وتصميم مما أوقع نفسه بالغباء. ذلك لأن مقالي مازال منشورا في موقعي تحت تصنيف قلم التحرير، وفي مواقع أخرى تحت عنوان "هل هو من الجنس البشري من تمنى موت الاطفال" وأعدت بعد يومين نشره في مواقع أخرى تحت عنوان "الفرق بين ان تكون فلسطينيا وبين ان تكون اسرائيليا".
هل الدفاع عن حقوق الاطفال يا صلاح تكون بسرقة مقالات الاخرين .. أي مفارقة بائسة هذه؟
ومن المؤسف حقا ان بعض المواقع التي نشرت "مقال" عودة الله والتي رحت الاحقها عبر الشبكة العنكبوتية لنشر تعقيب لي في اسفل المقال لتوضيح هذه السرقة قد أحجمت عن النشر لتكون بذلك قد شاركت في هذه السرقة وتواطأت مع هذا الانحطاط. وللتعيين أذكر ان أكثر هذه المواقع هي من الاردن التي يبدو ان الكاتب قد أقنعها بأنه كاتب.
أتحدى "صلاح عودة الله" من القدس ان يخرج الى العلن وينكر ويدحض سرقته لمقالي.. وان يشرح للقراء لماذا مقاله " أطفال فلسطين وحقهم في الحياة" يشبه مقالي الى حد ان جمل مقالي قد قفزت الى مقاله.
هذه الواقعة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، فقد سبق منذ سنتين ان ارسل لي عودة الله مقالا الى "الوان عربية" لنشره وقد نشرته لأتفاجأ بسيل من التعليقات تقول ان المقال كان مسروقا.
ختاما لا يسعني الا ان أقول لصلاح عودة الله : عيب أن تسرق وأنت دكتور.. أم هذه الاخيرة أيضا ملطوشة ومزوّرة!!

سعيد الشيخ/ مدير موقع الوان عربية
www.alwanarabiya.se

نتنياهو: (الارهاب الدبلوماسي)/ سري القدوة

الارهاب الدبلوماسي مصطلح سياسي متجدد لرئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .. هذا المصطلح هو خاص به ( ماركة مسجلة ) حيث وصف دبلوماسية القيادة الفلسطينية والتي تطالب بحقوق شعبنا وتعمل علي فضح اسرائيل بالمحافل الدولية وصفها ( بالإرهاب الدبلوماسي ) .

غريب هو تفكير عقلية الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو ليس كونه صاحب هذا (المطلح السياسي ) الغريب بل لإصراره علي عدم الاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه السياسية ضاربا بعرض الحائط كل الجهود الدولية التي من الممكن أن تؤدي الي تفاعل العملية السياسية .. بل يؤكد هذا المصطلح مدي عنجهية نتنياهو وحماقة تفكيره والسلاح الذي يواجه به الشعب الفلسطيني .

أن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني اصبحت بمفهوم اسرائيل هي ارهاب من نوع جديد هو ( الارهاب الدبلوماسي ) وان السعي الي فضح ممارسات اسرائيل التي تمارس ( ارهاب الدولة المنظم ) من قصف وعمليات قتل وإبادة للشعب الفلسطيني هي دفاع عن النفس كما تصفها وزارة الخارجية الاسرائيلية ..
هذا منطق العربدة والقوة ولغة القتل التي تمارسها عصابات الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني والتي تعتمد علي التضليل والكذب الاعلامي والهيمنة الامريكية علي المؤسسات الدولية ..

وفي الوقت الذي يبذل فيه المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية الجهود الحثيثة لإقرار حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء ألاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، فإن حكومة التطرف الاسرائيلية ماضية في تحدي الارادة الدولية من خلال فرض سياسة الأمر الواقع التي تتناقض وقواعد القانون الدولي، وخاصة استمرار الاستيطان وتهويد القدس والحصار الجائر وتهديد فرص السلام وحل الدولتين ..

فقد أصدرت وزارة الخارجية الاسرائيلية تعليماتها لممثل اسرائيل في مجلس حقوق الانسان في جنيف، بقطع كافة العلاقات فورا مع مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والمفوضة العامة لحقوق الانسان الجنوب افريقية نابي بليه، ردا على قرار المجلس تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الاستيطان في الضفة الغربية.

هذا هو منطق العربدة التي تمارسها عصابات نتينياهو الرافضة لمشروع السلام الفلسطيني والتي تصر علي استخدام وسائل القمع والإرهاب الفكري والقمع والتطرف وعمليات التصفية لشعب فلسطين الذي يطالب بحقوقه وتقرير مصيره .. فقد عقدت الخارجية الاسرائيلية اجتماعا لبحث موضوع تشكيل لجنة تقصي حقائق في الاستيطان من قبل مجلس حقوق الإنسان وقررت الخارجية قطع علاقات اسرائيل بمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وكذلك مع مفوضية المجلس الجنوب افريقية نابي بليه.

وقد اُعطيت تعليمات لممثلها في المجلس للإعلان الفوري عن قطع علاقة اسرائيل بالمجلس.
بل اعلنت اسرائيل بأنها لن تسمح للجنة تقصي الحقائق بالوصول الى اسرائيل ولن تتعاون بشكل مطلق مع هذه اللجنة ولا مع مجلس حقوق الإنسان ، وبنفس الوقت سوف تقطع اسرائيل كافة العلاقات مع المفوضة نابي بليه، وتحمّلها مسؤولية تشكيل لجنة تقصي الحقائق في الاستيطان الاسرائيلي على اراضي الضفة الغربية.

ان شعبنا الفلسطيني لا يخضع لهذا الابتزاز الاسرائيلي الذي يهدف الى وقف السعي السياسي الفلسطيني الى مساءلة اسرائيل ومحاسبتها على خروقاتها للقانون الدولي ولحقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف
بعد أن قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بناء على طلب تقدمت به السلطة الوطنية الفلسطينية، وسرعان ما بدأت إسرائيل تفكر في فرض عقوبات على السلطة بينها وقف تحويل اموال الضرائب والبالغة نحو 520 مليون شيكل شهريا ووضع الخطط من قبل الخارجية الاسرائيلية للتصدي ( للإرهاب الدبلوماسي ) علي حسب زعم نتينياهو وحكومته الذي تقوم به القيادة الفلسطينية .

أن تلك السياسات الاحتلالية لن تنال من شعبنا ولن تثنينا علي المضي قدما في ايصال الرسالة الفلسطينية وفرض الحقائق والوقائع علي المستوي الدولي وأننا في ظل ذلك نقول أن هذه الاموال فلسطينية وليست اسرائيلية وان حكومة الاحتلال تعمد الى تدمير اقتصادنا جراء هذه الممارسات.

وبات المطلوب الان وقف الاستيطان والاملاءات وفرض الحقائق على الارض وان تصويت واشنطن ضد قرار تشكيل لجنة تحقيق حول الاستيطان يدلل ايضا على أنها منحازة تماما لإسرائيل وفقدانها للبوصلة حول متطلبات العملية السلمية.

وان الانتصار الدبلوماسي الفلسطيني هو ما يجعل الاحتلال يتخبط وهذا الانتصار الفلسطيني هو ما يفرض وقائع الدولة الفلسطينية القادمة لا محالة ..

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

دستور.. يا أهل الدار!/ محمد محمد علي جنيدي

من المعروف أنه لم يكن صالحا لكل شيء الأخذ بحكم الأغلبية، بل الصحيح أن حكم الأغلبية غالبا ما يكون مفتقدا للمنطق الرشيد والفهم المستنير،علاوة على أن أغلبية اليوم ربما يصبحون هم أقلية غداً، ودورات التاريخ تشهد دائما بذلك، بل أن الله تعالى جعل تداول الأيام سنته الباقية بين الناس.. ولو أن الشعوب تقرأ تواريخها بإمعان.. لاختلف أسلوبها في التفكير وبالتالي ستختلف معايير اختياراتها في من سيمثلها.
المشكلة الآن تكمن في أن الدستور لا يمكن أن يكون عمره الافتراضي كعمر دورة مجلس شعب أو شورى بحال، وعليه.. أرى أن واجب الإخوان والسلفيين يقتضي عليهم ترك جميع الفصائل السياسية والمذاهب الدينية والنقابات المهنية وكل من يشرب من ماء هذا النيل أن يسهم ويشارك في صياغة دستور بلاده.. الذي ربما يمتد العمل به لأكثر من مائة عام ذلك لو أرادوا لمصرنا أن تمشي ثابتة على قدميها.

هل يوجد شيء أسوأ من ضربة عسكرية ضدّ إيران؟/ حمّودان عبدالواحد

كاتب عربي يقطن بفرنسا
إذا كانت قيمةُ المبتدأ في بِنية اللغة العادية التي يتكلم الناس بها في حياتهم اليومية تكمن في خَبَره ، فإنّ العكس هو ما يحصل في اللغة السياسية ، إذ أنّ أهمّيّة الخبر في نَحْوِ هذه اللغة تُسْتَمَدّ بالأساس من المبتدأ ، ومن الشكل الذي يتخذه على وجه التحديد : لا يمكن للخبر بمفرده أن يفيَ بالغاية المقصودة من وراء كلّ خطاب سياسي ، إنّه بحاجة قوية إلى مبتدأ يكون أحياناً على صيغة سؤال يثير فضولَ المتلقي ويحمّسه لمعرفة ما ينطوي عليه وما يرمي إليه.
من هنا الأهمية الكبيرة للسؤال التالي : هل يمكن تصوّرُ وجود شيء هو أسوأ وأخطر وأشرّ من القيام بعمليّة عسكرية ضدّ المنشآت النووية في إيران ؟ هذا السؤال طرحه المسؤولون السياسيون في إسرائيل وأمريكا ، وكرّره أكثر من مرّة ، كلّ على طريقته وحسب ألفاظه ، عددٌ من قادة الرأي وزعماء الأحزاب ورؤساء الحكومات في الغرب عموما. ولم يبذل هؤلاء جهداً ما للبحث عن جواب لهذا السؤال ، لأنّهم كانوا يعرفون كلّ عناصره مسبّقاً ولهذا السبب طرحوا السؤال !
حين يواجهُ مسؤولٌ سياسي إسرائيلي أو أمريكي مثلا جماهيرَ القاعات المجتمعة لسماع كلامه، أو ميكروفونات وآلات التسجيل وكاميرات الصحافيّين ، ويخاطبهم قائلا : هل تعرفون الشيء الأخطر على العالم من هجوم عسكري نقوم بها ضدّ إيران ؟ ثمّ يمرّ في سرعة الضوء – أيْ دون الوقوف على الأوجه السوداء ، وما أكثرها ! ، لهذه" الضربة العسكرية " في شتّى الميادين والمجالات – إلى تقديم الجواب ، وأيّ جواب ! ، فإنّ هذا يعني أنّه يعرف مسبّقاً أنّه لن يستطيع إقناعَ المخاطَبين بالأدلّة الواقعية والعقلية، فيلجأ إلى مراوغة شكلية تلعب بالكلمات آمِلاً أن يغيّبَ السامعون تحكيمَ العقل والتفكيرَ السليم الحكيم ويستسلموا للغة العواطف والانفعالات...
وحتى لا نكون مثل هؤلاء ، وقبل أن نُفْصِح عن خبر أو جواب السؤال أعلاه ، نرى من الأنسب أن نقول كلمة بصدد " الضربة العسكرية " تهدف إلى استيعاب خفايا السؤال المطروح ونواياه.
يؤكّدُ أغلبُ الخبراء و المحللين والمراقبين السياسيين ، شرقيين وغربيين على حدّ سواء ، أنّ القيام بعملية عسكرية ضدّ المنشآت النووية الإيرانية هو إقدامٌ على مغامرة ستكون تداعياتُها دون شكّ كارثية على الجميع ، على المنطقة العربية والإسلامية ، وبعض الدول الأسيوية والغربيّة ، وعدد من الأنحاء في بقية العالم ..
ولن تقتصرَ العواقبُ الوخيمة لهذه المغامرة اللاعقلانية على المجال العسكري وما سوف يَترتّب عنه من دمار وعنف وقتل وسفك للدماء وإهدار للأرواح البشرية ، بل ستتعدّاه ، حسب نفس المحللين ، إلى مجالات أخرى - يأتي على رأسها كلّ من المجال الاقتصادي والمالي والثقافي - ستحصل لها أضرارٌ ضخمة وعميقة ستدفع ثمنَها غاليا الملايينُ من مواطني عدد كبير من الدول في العالم من الطبقات الفقيرة والوسطى على وجه الخصوص..
في ضوء هذا الإنذار الأحمر من تبعات الضربة العسكرية ضدّ إيران إنسانيا واقتصاديا وماليا وثقافيا ، يحسن بنا أن نعيد صياغة السؤال المطروح أعلاه حتى يدرك القارىءُ حجمَ وهولَ الزلزال الإقليمي والعالمي الذي ينتظرُ العربيَ وغير العربي ، المسلمَ وغير المسلم : هل يوجد فعلا شيءٌ أبشع وأشرّ من " الكارثة المأساوية اليقينية " التي ستنتج عن مهاجمة إسرائيل بالمعونة الأمريكية – مباشرة أو غير مباشرة – لإيران ؟ هل العالم مستعدّ لمواجهة اشتعال المنطقة العربية والإسلامية بكاملها، ودخولها في دوامة من العنف أو تعرّضها لردود فعل هزّات الزلزال العسكري ؟ هل فكّرنا بجدّية في إمكانية سقوط أعداد كثيرة تُقدّرُ بالآلاف من الضحايا الأبرياء ( أكانوا من العرب والمسلمين ، أو من اليهود وغيرهم .. كلّ نفس بشرية بريئة تبقى مقدّسة كيفما كان أصلُها ودينُها ) والجرحى ؟ هل سنكون مستعدّين لرؤية البُنى التحتية ، هنا وهناك ، مدمرة بشكل يرجع ببعض الدول والمجتمعات إلى القرون الوسطى ؟ هل سنكون قادرين على الصمود في وجه الأزمات المالية والاقتصادية التي ستنتج لا محالة من اندلاع الحرب بين إيران وحلفائها ، وإسرائيل وأصدقائها ؟ هل نقبل بالدخول في نزاعات وفتن واشتباكات دينية وثقافية بين المسلمين - الذين لن يروا بعين الرضا والمتفرج ما ستتعرض له إيران كدولة إسلامية على أيدي تحالف يهودي مسيحي – وبين الآخر المنتمي إلى قوى هذا التحالف ؟
تُخفّف إسرائيل من كلّ هذه العواقب وتهوّن من شأنها ، وكذلك تفعل الإدارةُ الأمريكية ، ويتبعهما في هذا الموقف بعضُ الزعماء الغربيّين الذين يقللون على سبيل المثال من ردود أفعال المسلمين ويعتقدون أنّ النزاعَ السياسي بين السنة والشيعة كفيلٌ بردع العالم السني عن التجاوب السلبي مع الهجوم على إيران ، بل يراهنون على ردود فعل إيجابية نظرًا – حسب رويتهم للأشياء – لما ستؤدي إليه العمليةُ العسكرية من شلّ النفوذ الشيعي والحدّ من تقدّمه في العالم الإسلامي .. وحتى إذا ما سلّمنا بصحّة هذا الأمر فإنّه ينطبق فقط على الأنظمة الحاكمة ، أما الشارع العربي الإسلامي فلا يشاطر حكامَه هذا الموقف بل يرفضه ويُحذّر منه. أمّا المشهد الإيراني الداخلي فسيعرف تكتلَ القوى السياسية كلّها ، قوى السلطات والمعارضة ، واتحادها في وقفة رجل واحد ، جنباً إلى جنبٍ مع الشعب الإيراني برمّته ضدّ العدوان الخارجي !
لا يعرف أحدٌ بالضبط ما الذي سيحدث إثر الضربة العسكرية ، لكن الردود والتداعيات ستكون عنيفة جداً ومؤلمة على جميع المستويات ، وبعض الوزراء في إسرائيل ( ليبرمان) يعترفون صراحة بأنّ حربًا ضدّ إيران ستكون كابوساً على الجميع ، ومع ذلك يتجاهل متخذو القرارات من المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل وأمريكا كلّ التحذيرات . لماذا ياتُرى ؟ لأنّ الثمن الغالي الذي تتطلبه التكاليفُ الباهظة للهجوم على إيران لا يرقى في تقييماتهم إلى مستوى " هدف الأهداف " الذي يُرادُ تحقيقه ..
هذا الهدف له علاقة وثيقة بإرادة تتجاوز بكثير ظروفَ السياسة من انتخابات وتحالفات حزبية وقواعد أخرى من قواعد اللعبة الديمقراطية. إنّها إرادة من طبيعة عقدية وإيديولوجية راسخة في تصوّر إسرائيل لوجودها وأمنها ومستقبلها... وهو تصور يقول بحتمية و" قداسة " تفوّقها العسكري على المسلمين والعرب ، وبضرورة خدمة مصالحها بنفسها انطلاقا من قيمها ومبادئها القائمة على عنصريْ " النخبة المختارة " و " الوعد الإلهي " ، وما يترتّب عنهما من الحق الديني والتاريخي في الهيمنة والتوسع والاستعمار .. ولا يخفى على أحد أنّ هذه الرؤية للأشياء لا تعترف بالقانون الدولي لأنّه من صنع البشر ويمشي في اتجاه ينفي الإرادة الإلهية ، كما أنّها تقرّ بعدم مساواة البشر ( أفرادا وجماعات ودولا ) أمام القانون ، لهذا تتعامل إسرائيل مع القرارات الدولية وبنود الهيئات والمؤسسات الأممية بغطرسة واحتقار...
إنّ موقف الغرب من برنامج إيران النووي يندرج في إطار علاقاتها السياسية ومواقفها التوسعية الامبريالية من القضايا العربية والإسلامية ...وهذا الموقف الذي تمثله خير تمثيل الفرنسية طِريز دِلْبِش Thérèse Delpech ( المديرة السابقة للشؤون الاستراتيجية لوكالة الطاقة الذرية ) ينبع ، كما يقول باسكال بونيفاس Pascal Boniface في كتابه الأخير " المثقفون الملفِّقون : الانتصارُ الإعلامي لِخُبراء الكذب " ( طبعة ج.ك. كاوسيفيتش ، 2011، ص 120 ) ، من عقيدة شبه رسمية راسخة عند أغلب ساسة العالم الغربي تقول بأنّ الغرب له قيم كونية إنسانية وينظم حياتَه السياسية وفق إطار ديمقراطي لا تشاطره فيها معظمُ بقية بلدان العالم الذي تحكمه أنظمة استبداديّة أو ديكتاتورية معادية للغرب. لذلك على الغرب أن يظل حذرًا ويسعى إلى حماية نفسه من كلّ من هو ضدّ القيم الكونية الإنسانية ، وذلك بكل الوسائل حتى ولو كانت عسكرية.
وانطلاقا من هذه الفكرة ، يدّعي هؤلاء ، بل ويسلّمون ، بأنّ السلاح النووي لمّا يكون في أيديهم وأيدي إسرائيل ، هو شيء مقبول لأنهم يحكّمون الديمقراطية في شؤونهم وما استجدّ من مشاكل في العالم !لكن لمّا يتعلق الأمرُ بالآخرين، فإنّهم يجزمون بأنْ لا حقّ لهم في امتلاك هذا السلاح بدليل أنّ مراجعَهم اللاديمقراطية غير موثوق بها ومن شأنها ليس فقط أن تسمح باستعماله بل أن تُسَهّل تسريبَه إلى الخارج وتصديرَه إلى الجماعات " الإرهابية ".
ولا فائدة من التدليل هنا على أنّ عدداً هائلا من الخبراء والمثقفين ورجال السياسة الغربيين يروّجون لهذه العقيدة ، ويسخّرون لخدمتها كلَّ جهد ووقت ، وفكر ومال ، ودعاية كاذبة وتلفيقات ( لا يجب علينا أن ننسى كذبة أسلحة الدمار الشامل في عراق الرئيس الراحل صدام حسين التي لم يعثر عليها أحد حتى اليوم )... وهؤلاء يحذّرون في تدخلاتهم وأنشطتهم وأعمالهم وتقاريرهم من إغفال واقع البحوث العلمية النويية في الدول العربية والإسلامية ، وإهمال ما توصلت إليه من نتائج والتطورات التي حصّلت عليها ... وهم يمارسون كثيرا من الضغوط على كل الهيئات والمؤسسات الدولية المكلفة بمتابعة ما يحدث في هذا المجال حتى تسرع في التدخل وتذعن لرغباتهم وأهدافهم. ولهذا لم يندّدوا بقتل العلماء الإيرانيّين ، بل ربّما وجدوا في ارتكاب هذه الجريمة الخطيرة التي يحارب أصحابُها العلمَ والمعرفة والعقل شيئا يدعو إلى الارتياح...
ويبدو أنّ الشعوب العربية والإسلامية ليست ساذجة إلى درجة أن يغيب عنها ما يحرّك الساسة الغربيين في التعامل مع قضاياها : إنّها لا تشكّ لحظة واحدة في أنّ بواعث أخرى كإرادة الهيمنة على أراضيها والسطو على ثرواتها من بترول وغاز مثلا تقف وراء تجنيد كلّ ما بوسع الغرب للحيلولة دون انتشار العلوم في صفوف مواطني المجتمعات العربية والإسلامية ، واقتناء الوسائل التقنية الضرورية للقيام بالتجارب في المختبرات وتطوير سبل البحث ومناهج الاستكشافات ...
وترى هذه الشعوب أنها كلما حققت نجاحًا مرموقاً أو تقدمًا ملموسًا على مستوى المعرفة العملية والتكنولوجية في الميدان الذرّي والفزيائي والكميائي.. ، إلا وشكّكت القوى السياسية الغربية فيه ورمت بظلال الريبة حول الأهداف منه... وعلى الرغم من نفي إيران أن تكون لها قنبلة نووية أو تفكّر في صنعها وأن تكون أهدافها من تطوير برنامجها النووي عسكرية ، فإنّ القوى الغربيّة ( الليبراليية - الانتهازية ، المصنّعة للأسلحة الفتاكة بكلّ أنواعها ... ) لا تتّسع عقولُها لتصوّر وجود علم تجريبي وإنجازات علمية عند المسلمين والعرب ، لها علاقة بالطاقة والبيئة ، من أجل أهداف مدنية وسلمية ...
فلا غرابة إذن أن نرى العالمَ الغربي يعير كبيرَ اهتماماته إلى كلّ البرامج العلمية في المنطقة العربية والإسلامية ويفرض عليها رقابة وشروطا تتوسل دائما بالقوانين والعقود الدولية كعلل لفرض حذر عليها ومحاولة إيقافها أو تجميدها ومنعها.
في ضوء هذا السياق، لا نظنّ أنّ القارىءَ سيتفاجأ بالجواب على السؤال المطروح في بداية هذه الورقة. يُعْزى للسيناتور الأمريكي McCain John جون مكاين تصريحٌ مشهور - يُرجَعُ إليه وكأنّه برهان قاطع على صحة الموقف ونزاهة الرأي - يقول فيه : " الشيء الوحيد الذي يمكن له أن يكون أسوأ وأشرّ من العملية العسكرية ضدّ إيران هو إيران النووية " !
ياله من جواب وياله من أسلوب إقناع ! يالها من عملية بهلوانية ، وياله من مشهد سحري ! المهرّج التعب الهرم يفاجأ المنبهرين بحركاته الميكانيكية الإصطناعية في سيرك اللغة الإنشائية بالكشف عن كلمات لم يكن ينتظرها أحد ! برافو عليك يامكين ، لقد برهنتَ على أنّك تُجيد بامتياز ممارسةَ أسلوب الأدبيات الرخيصة التي تستهزىء بالعقل الإنساني وتشتم جانبَ الذكاء فيه بكلّ وقاحة !
أنْ يكذبَ الإنسانُ على الناس من أجل تضليلهم فهذا شيء فيه شرّ كبير ، لكن أن يكذب الإنسانُ على نفسه فهذا هو الشرّ بعينه !

برنامج إخراج سوريا من الصراع مع إسرائيل/ نقولا ناصر

النقد الأهم من التشرذم وغياب القيادة الموحدة الموجه ل"المعارضة" التي تتصدر ما يسمى "الربيع العربي" هو عدم وجود برنامج سياسي لها غير العناوين الليبرالية الفضفاضة حمالة الأوجه للدعاية "الانسانية" للسياسة الخارجية الأميركية التي تتلخص في الدولة المدنية التي يسود فيها القانون والتي تستخدمها هذه المعارضة ومرجعيتها الأميركية استخداما انتقائيا بين دول التجزئة العربية ككاسحة ألغام ثقافية وإعلامية تجتذب إليها قطاعات شعبية متعطشة إلى الحريات المدنية والعامة في الأقطار العربية التي لا تزال تمتلك سيادتها الوطنية لكنها تفتقد هذه الحريات، والحالة السورية الراهنة مثال حي تتركز عليه الأضواء الآن.

لكن ل"الربيع العربي" برنامج معلن غير مكتوب يجري تطبيقه على أرض الواقع، وأي نجاح في تطبيق هذا البرنامج على "الحالة" السورية له نتيجة واحدة مؤكدة هي تأهيل سوريا لتوقيع "معاهدة سلام" مع دولة الاحتلال الاسرائيلي بالشروط ذاتها التي أبرمت بها المعاهدتان المصرية والأردنية اللتان أخرجتا مصر والأردن من دائرة الصراع، ليكون إخراج سوريا من هذا الصراع هو النتيجة الحتمية لانتصار "الربيع العربي" فيها، وفي هذا الحالة سيكون لبنان هو التالي، وهذ وصفة مثلى لترك عرب فلسطين ووطنهم وأرضهم وقضيتهم لقمة سائغة سهلة الهضم للمشروع الصهيوني.

وهذا الاستنتاج لا ينتقص من دور عرب سوريا التاريخي في الدفاع عن فلسطين وقضيتها، تماما مثلما لم ينتقص إخراج مصر من الصراع من دور شعبها التاريخي المماثل حتى بعد فرض معاهدة السلام عليه، وهو استنتاج لم يصدر عن المعارضة السورية ما يدحضه بصورة قاطعة، لا بل صدر عنها كل ما يرجحه ويعززه.

وليس سرا أن القيادة "الفكرية" الأميركية لل"الربيع العربي" قد أفصحت عن تمنياتها بأن يتوحد ليبراليو "الفيسبوك" و"تويتر"، وبخاصة قيادات الحركات الشبابية، في حزب سياسي، وقد تم فعلا في اليمن إشهار "حزب الربيع العربي" تحت شعار عام فضفاض حمال أوجه هو "عدالة، تنمية، رقي"، لكن القيادة المالية واللوجستية الخليجية ل"الربيع العربي" كانت سباقة فنجحت في تحويل "الاسلام السياسي" إلى حزب الأمر الواقع ل"الربيع العربي"، كما أثبتت نتائج الانتخابات التونسية والمصرية والمغربية، حيث أصبح حزب الربيع العربي بجناحيه الليبرالي والإسلاموي هو الحاكم ، وبحكم الأمر الواقع في اليمن وليبيا وسوريا والكويت والأردن حيث يقود "الاسلاميون" المعارضة بشعارات إسلامية وأجندة أميركية.

وبالرغم من المناوشات السياسية بين مشروعي حزبي الربيع العربي الليبرالي والاسلاموي، فإن تحول هذه المناوشات إلى صراع سياسي على السلطة بين المشروعين مؤجل حتى يتم حسم الصراع على سوريا على وجه التحديد. وفي هذه الأثناء يمكن قراءة البرنامج السياسي لحزب الربيع العربي من الممارسة العملية لجناحيه.

فهذا الحزب معني أولا بالانكفاء الاقليمي للتركيز على الشأن الداخلي "أولا"، فالقطر العربي الذي يحكم فيه أو يأمل في الوصول إلى الحكم فيه معني أولا وآخرا ببناء "دولة مدنية" على الطريقة الأميركية وإلى أن يتحقق هذا الهدف سوف تظل القضايا العربية والإسلامية مؤجلة في أحسن الحالات، لذلك فإن الفصل بين القطري وبين القومي والإسلامي مبدأ أساسي من مبادئ حزب الربيع العربي.

وهذا الحزب ليس معنيا ، ثانيا، بغياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية واستفحال البطالة وانتشار الفقر وعدم التوازن في توزيع مشاريع التنمية وهي الأسباب الرئيسية التي أخرجت الملايين من الناس إلى الشوارع ومنحت "الربيع العربي" زخمه الشعبي، حتى في الأقطار التي "سقط الرئيس" فيها وتسلم جناحا الحزب السلطة. لذلك فإن الالتزام بالاقتصاد الحر والملكية الخاصة والفردية وخوصصة القطاع العام من المبادئ الأساسية للحزب، ولا مجال للعودة إلى أية أفكار اشتراكية مستمدة من فكر شيوعي "ملحد"، ومن هنا فإن "مخلفات" هذه الأفكار من النصوص الدستورية التي تحاول حماية القوى الشعبية المنتجة من عمال وفلاحين من تغول رأس المال والاحتكار قد أصبحت من مخلفات الماضي التي يجب التخلص منها.

وتوطيد الأمن الداخلي، ثالثا، مهمة لها الأولوية كشرط مسبق لا غنى عنه من أجل عودة الرساميل "الوطنية" التي هربها "الربيع العربي" وجذب رؤوس الأموال الأجنبية التي لم تعد مطمئنة على أي استثمارات جديدة لها في مناخ الفوضى الأمنية والاقتصادية والسياسية والقانونية الناجمة عنه، مما يقتضي الفصل كمبدأ ثالث بين الاقتصادي وبين السياسي في العلاقات الخارجية وبخاصة مع الدول الغربية المستوردة لرؤوس الأموال الوطنية الهاربة والمصدرة لرؤوس الأموال الأجنبية الاستثمارية ومع المؤسسات الدولية الممثلة لها كالبنك وصندوق النقد الدوليين، وبالتالي لا مانع من التعاون الأمني معها.

ولأن هذا الحزب لا يملك حلولا غير الحل الرأسمالي الليبرالي لغياب العدالة الاجتماعية، فإن اللجوء إلى "الحل الديني" وعدالته السماوية يظل هو البديل المتاح الوحيد كمبدأ رابع من مبادئ الحزب يقتضي فرض شرع الله على المجتمع والدولة معا، وكتحصيل حاصل فإن العلمانية وفصل الدين عن الدولة وما يرتبط حكما بهذه الرؤية من حريات لا تعود منسجمة مع هذا المبدأ [مما يقتضي، مثلا، حماية المجتمع من "الاباحية" التي تفشت يتحويل المرأة إلى مواطنة كالرجل ويقتضي إعادتها إلى حضن الشرع الذي يصون عفافها. ومن الواضح في هذا السياق أن الوحدة الحالية بين الجناحين الليبرالي والإسلاموي لحزب الربيع العربي مقبلة إن عاجلا أو آجلا على انقسام وصراع بسبب الاختلاف حول هذه الحريات].

وحتى "لا يخون" الحزب الملايين التي خرجت إلى الشوارع في "الربيع العربي" فإن ميكافيلية الغاية تسوغ الواسطة مبدأ خامس من أجل وصول الحزب إلى السلطة باسمها [حتى لو اقتضى الأمر انتهاك محرمات قومية أو إسلامية مثل الاستقواء بالأجنبي واللجوء إلى الإرهاب باسم "الجهاد" ومحاكاة أنظمة الاستبداد في انتهاك حقوق الإنسان وإقصاء الآخر والتضليل الإعلامي والإفتاء بقتل النفس التي حرم الله قتلها].

وكل المبادئ السابقة تقتضي التزام حزب الربيع العربي بمبدأ سادس يرفض الحوار والحلول السياسية في الداخل ويسوغ الحوار و"التفاهمات السياسية" مع الأعداء التاريخيين والحاليين للأمة، ويسوغ العنف والعصيان المسلح والارهاب ل"إسقاط النظام" [مع أن أي نظام حكم عربي ليس أكثر استبدادا وقمعا من نظام شاه إيران السابق حيث كان الحراك الشعبي كافيا لاسقاطه دون عنف وإرهاب].

وأسوة بنجاح التجربتين العراقية والليبية، أصبح هدم الدولة ومؤسساتها كطريق إلى "تغيير النظام" مبدأ سابعا مقبولا لحزب الربيع العربي، ولا مانع في هذا السياق من فسح المجال لتنظيم القاعدة كي يعمل إلى جانبه، ليحمله المسؤولية عن النفخ الدموي في نار الطائفية [وكما أدخل الاحتلال الأميركي للعراق القاعدة لسيستخدم سلاحها الطائفي في ضرب الوحدة الوطنية حول المقاومة العراقية فإن حزب الربيع العربي قد أدخلها إلى سوريا لسيتخدم سلاحها الطائفي لضرب وحدة جبهة المقاومة التي تحتضن كل الطوائف والمذاهب].

ولأن التيار القومي العربي وقوى المقاومة المؤتلفة معه في مواجهة الأعداء التاريخيين للأمة يمثل العقبة الرئيسية أمام وصول حزب الربيع العربي إلى السلطة، فإن التناقض مع هذا التيار يمثل التناقض الرئيسي كمبدأ ثامن للحزب، يقتضي تهميش دوره في الربيع العربي ومنعه من المشاركة في السلطة، و"إسقاط النظام" في الأقطار التي تحكمها أطياف منه بكل الوسائل كما حدث في العراق وكما يحدث في سوريا، بسبب التهديد الذي يمثله هذا التيار للداعمين الرئيسيين لحزب الربيع العربي في الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين [لذلك فإنهم "يجتثون" البعث في العراق، ويهدمون نصبا تذكاريا لجمال عبد الناصر ويغيرون اسم شارع يحمل اسمه في ليبيا، ويتهم محمد بديع مرشد الاخوان المسلمين في مصر عبد الناصر بالكفر لأنه أتى بالاشتراكية، مكررا فتوى للشيح د. يوسف عبد الله القرضاوي - - الذي يحاولون تنصيبه "بابا" للربيع العربي معصوما عن الخطأ مع أنه ليس للمسلمين بابا ولا لديهم أحبار ورهبان - - الذي هاجم في خطبة له في الثاني من آذار / مارس الجاري ثورة الثالث والعشرين من يوليو – تموز المصرية والوحدة بين مصر وبين سوريا واعتبر انفصال سوريا عن مصر "انتفاضة اسقطت الاستبداد" وهو نفسه الذي وصف حزب الله الذي يقود المقاومة اللبنانية ب"حزب اللات"].

وهذا التناقض الرئيسي يفرض مهادنة دولة الاحتلال الإسرائيلي والتلويح ب"السلام" معها والتعاون مع حماتها الأميركان والأوروبيين كمبدأ تاسع، مما يقتضي "احترام" المعاهدات والاتفاقيات المبرمة بينهم وبين أنظمة الحكم التي أسقطها "الربيع العربي"، ويقتضي أيضا التحالف مع "النموذج التركي" كمثال يحتذى للتحالف الليبرالي – الإسلاموي المتحالف استراتيجيا مع الولايات المتحدة تحالفا يسمح له ب"الاختلاف" فقط مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ولا يسمح له بالصراع معها.

وهذه جميعها وغيرها مبادئ برنامج سياسي لثورة مضادة لحركة التحرر الوطني والديموقراطي العربية الطامحة إلى العدالة الاقتصادية والاجتماعية ووحدة الأمة وتحرير فلسطين، ولإخراج سوريا من الصراع مع إسرائيل، ولتسليم فلسطين وشعبها لمصيرهم الصهيوني، وهذا برنامج سرعان ما ستنفض عنه ملايين الأمة عندما تكتشف بأنها خرجت من "الربيع العربي" أكثر فقرا وبطالة، وأقل حريات وإنصافا، وأكثر فرقة وتشتتا على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وقبلية، وأبعد عن الوحدة وأعمق تجزئة، وأنقص سيادة، وأكثر خضوعا للهيمنة الأجنبية، وأقل استفادة من ثرواتها ومواردها الوطنية والقومية، وأبعد عن فلسطين من أي وقت مضى، يعمل فيها الأكثر تخلفا وكيلا للأجنبي في قيادة المنطقة.

وربما لهذه الأسباب يرفض "حزب الربيع العربي" كتابة برنامجه السياسي وإعلانه، لكن هذا البرنامج الممارس غير المكتوب ربما يكون أيضا أقوى أسلحة دمشق في الدفاع عن ثوابتها القومية وبرنامجها الإصلاحي من أجل التغيير والتحرير معا، لأن جماهير الربيع العربي المليونية سوف تكون رصيدها الاستراتيجي عندما تكتشف هذه الملايين الخديعة الكبرى ل"الربيع العربي" التي وقعت في فخها.

غير أن على دمشق التي اعترفت بمشروعية حراكها الشعبي أن تعترف كذلك بأن الملايين التي خرجت في ما يسمى "الربيع العربي" لا يمكن أن تكون مدفوعة ب"مؤامرة" أميركية، بل بدوافع موضوعية ومشروعة، اختطفتها المؤامرة الأميركية وحرفتها عن مسارها، فمنح واشنطن فضيلة القدرة على تحريك الملايين العربية مجاف للحقيقة تماما، ولو كانت الولايات المتحدة قادرة حقا على تحريك كل هذه الملايين العربية لكانت واشنطن تستحق قيادتها عن جدارة.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

قداسة البابا شنودة الثالث جال يصنع خيراً مثل سيده/ أنطوني ولسن

رجل الله المؤمن الصالح لا يرحل ، وطبيعي لا يموت وإنما ينتقل كل ما فيه إلى مكانه الأصلي ، الروح إلى السماء حيث كرسي الرب ، والجسد إلى حيثما جاء .. من الأرض .. من التراب بعد أن يكون قد أدى الجسد المطلوب منه مع الروح وجاهدا الجهاد الحسن وتكلل صاحبهما الإنسان البار قداسة البابا شنودة الثالث بإكليل البر .

الجملة الأخيرة " كما سمعنا " التي قالها قداسته :

يــارب أنت تعلم أنه لم يعد لدي قوة بعد ...

إذا تأملنا المعنى الروحي لهذه الجملة نفهم شخصية قائلها ومدى إرتباطه مع الرب . ونستطيع أن نقول أنه بالفعل رجل الله البارالذي خطى خطوات سيده الرب يسوع المسيح الذي جال يصنع خيرا ، والذي لم يخرج من فمه شيئا رديا . كما أنه كان الإنسان الذي بلا خطية . والرب يسوع خالف كل ما كان اليهود يفعلون من ناحية الحياة والعبادة . وضع الرب يسوع أسسه لحياة الإنسان أن تعتمد على " الحب " .. حب قريبك كانفسك .. أحبوا أعداءكم .. باركوا لا عنيكم .. أحسنوا إلى مبغضيكم .. و..و إلخ من بذر بذور المحبة بين الناس .

عذبوه .. جلدوه .. وضعوا فوق رأسه إكليل من الشوك .. سخروا منه وهو يحمل صليبه إلى الجلجثة .. هتفوا بأصوات الغدر وعدم العرفان بما فعله لهم من شفاء مرضاهم ، وإقامة موتاهم ، وإطعامهم من سمكتين وخمسة أرغفه ، أخبر السامرية بإحتياجها إلى ماء الحياة وليس ماء الشرب . غفر للمرأة الزانية عندما قدموها له بعد ضبطها وهي في حالة الفعل ليجربوه ، وعندما كشف أسرارهم وأخبر كل من حاول يرميها بالحجر عن خطيئته كان كل منهم يلقى بالحجر من يده ويترك المكان خجلا . عندما لم يعد أحد منهم في المكان أمسك بيدها وأوقفها وسألها إن كان أحد مازال يدينها . وعندما تلفتت حولها ولم تجد أحدا تطأطأت راسها وردت عليه لا ياسيدي . فكان رده إشارة إلى قوة الغفران التي يمتلكها بقوله ولا أنا أدينك إذهبي ولا تفعلي ذلك مرة أخرى .

ومع ذلك صلبه من كانوا يتربصون به من أعداء الحب والمحبه . ومع ذلك قال وهو على عود الصليب " صليب العار " الذي صلب عليه مع اللصوص وهو البار . أقول قال مقولته الشهيرة " يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ما يفعلون "

وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا . فأجاب الآخر وإنتهره قائلا أولآ أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه . أمَا نحن فبعدل لأَننا ننال استحقاق ما فعلنا . وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك . فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس . إنجيل لوقا الأصحاح الثالث والعشرون " 39 – 43 " .

تعليم الرب يسوع كلها وهي كثيرة تدعو إلى المحبة والتسامح وفعل الخير غير ناظر إلى شكر أو أشياء مادية زائلة . لكنه كان يريد خلاص النفوس .وكل من صار على درب المسيح نال الحياة الأبدية .

وهذا ما فعله قداسة البابا شنوده الثالث قبل إختياره الإلهي وبعده ، كان يريد خلاص النفوس بإتباع خطوات سيده في معالجة الأمور وما أكثرها في مصر والعالم كله .

واجه قداسته على الصعيد المصري الكثير من التغيرات والتيارات المتشددة ضد المسيحيين في مصر . واجه ظلم إسرائيل للفلسطينيين من إحتلال أراضيهم بدون وجه حق فوقف إلى جانب الفلسطينيين معضدا لقضيتهم غير عابءٍ بما قد يواجه من غدرالإسرائيلين .

كان صاحب رؤيا يريد للكنيسة أن تستمر في رسالتها دون خوف فساهم في دخول أصحاب المؤهلات العلمية إلى الكهنوت فهم سيكونون أكثر الناس تفهما للناحية الجسدية للبشر ويقدرونها لما لهم من علم مع ما سيلتقونه من علوم روحية فيكون لهم المقدرة على معالجة الجسد والروح .

أيضا كان صاحب رؤيا لما يحدث في العالم حوله من إبتعاد الكثير من مسيحي الغرب عن الرب يسوع والكنيسة . فعمل على محاولة إنقاذ الأجيال الناشئة من أبناء الأقباط بالخارج ببناء الكنائس وبرشامة كهنة و شمامسة من المهاجرين أنفسهم فبدأت مع هبوط في الخدمة الروحية المسيحية في الغرب بين أبناء الغرب ، إرتفاع في الخدمة الروحية المسيحية للكنيسة الشرقية الأرثوذكسية وبناء الكنائس في جميع أنحاء المعمورة وبعض من دول الخليج . بدون شك شجع هذا الفعل الكنائس الشرقية الأخرى وصارالعمل التبشيري المسيحي يشق طريقه ويجذب إليه العديد جدا من أبناء الغرب بالصلاة والإنضمام إلى الكنائس الشرقية أرثوذكسية أو كاثوليكية أو إنجيلية أو أي إجتماع للإخوة وخلاص النفوس والكنائس الأخرى . وبدأت ملامح التغير في الغرب من البعد عن الكنيسة إلى التشجيع على العودة إلى بيوت الله لسماع إنجيل المسيح باللغتين العربية والإنجليزية أو أي لغة أخرى يتكلم بها أهالي هذه البلاد .

إستطاع قداسته أن يكون كما يقولون " رمانة الميزان " بالنسبة للأحداث التي تحدث للمسيحيين في مصر . لم يحرض مسيحيا واحدا ضد مسلم ، بل عمل على بذر الحب بين الأشقاء . وقف صلبا ضد التيارات المتشددة الإسلامية ولم يعبأ أو يلتفت لإساءتهم له شخصيا . له شخصية كارزمية لعلمه ومحبته وخبراته الإيمانية والحياتية . كان ذكيا لماحا خفيف الظل يحب النكتة وما يعرف عندنا نحن المصريين " القفشه " ، أي سرعة البديهة في الرد على ما يقال أحيانا بنكتة ضحك القائل والمستمع . كان متواضعا حنونا محبا للناس فأحبه الناس ، وظهر ذلك جليا في وداع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير . لقد عرفت جنازته بالمليونية للعدد الكبير من الشعب المصري الذي بكاه ، مع حزن وآسى على رحيله في جميع أنحاء العالم غربيه وشرقيه .

قداسة البابا المعظم شنودة الثالث رحيلك ترك أثرا كبيرا في نفوس من أحبوك ، وشعور بالذنب لكل من أساء إليك .

لنا رجاء في الرب يسوع المسيح أن نلقاك في الفردوس .

حقيقة الموقف الروسي من الأزمة السورية/ محمد فاروق الإمام

لقد خُدع الكثيرون بموقف روسيا من الثورة السورية والنظام الديكتاتوري الذي يحكم سورية، عندما أشهر الفيتو في وجه قرار أممي يدين قمع النظام السوري لشعبه الذي تظاهر سلمياً طلباً للحرية والكرامة والديمقراطية لمرتين متتاليتين متحدياً الإجماع الدولي، بحجة أنه يريد الدفاع عن القانون الدولي ويرفض التدخل الخارجي في إزاحة الأنظمة وتغييرها بعيداً عن مصالح ورغبات شعوب هذه الدول، مغمضاً عينيه عما يجري في سورية من انتفاضة شعبية عارمة عمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها، تطالب صراحة بسقوط النظام ورحيله، جابهها النظام بقمع وحشي وبربري ما سبقه أي نظام ديكتاتوري لفعل ذلك بشعبه عندما انتفض أو ثار عليه طلباً للحرية، فقد غيرت ثورات ربيع أوروبا الشرقية بعد تفكك الاتحاد السوفييتي هذه الأنظمة الديكتاتورية التي حكمتها لسنين طويلة دون ارتكاب مجازر أو مذابح أو عمليات قتل ممنهج كما يفعل النظام السوري بشعبه، وحتى عندما ثارت بعض الشعوب العربية على حكامها المستبدين نجد أن هؤلاء الحكام ارتضوا بالرحيل الطوعي أو التنازل عن الحكم، كما حدث في تونس ومصر واليمن، باستثناء ليبيا التي حكمها ديكتاتور أرعن مجنون هب العالم سريعاً لحماية الشعب الليبي من جبروته ووحشيته.
أقول لقد خُدع الكثيرون بمرامي وأهداف موسكو عندما استعملت حق النقض الفيتو لإفشال قرارين يدينان النظام السوري ويضعان حداً لنزيف الدم الذي لم يعد يحتمل، وقد تجاوز عدد الشهداء العشرة آلاف وأضعافهم من الجرحى والمفقودين والمهجرين والنازحين، وارتفاع معدلات القتل اليومي إلى أرقام مهولة، وبأساليب وحشية يعاف فعلها الذئاب والضباع. فهذا "لافروف" يعلن عن الأسباب التي دفعت موسكو لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن، وجعلتها تقدم للنظام ترسانة من الأسلحة الفتاكة والحديثة والمتطورة، وقد امتنعت لعقود طويلة من تقديمها خشية استعمالها في مواجهة إسرائيل وتحرير الجولان المحتل، إلى أن جاء الضوء الأخضر من تل أبيب أن لا تخشوا من فعل النظام أي شيء يعكر أمن وسلامة الحدود الشمالية لدولة إسرائيل، وإننا راغبون في بقاء النظام فهو الوحيد الذي يمكن أن يحمي حدودنا الشمالية، وذكّرت تل أبيب موسكو بما جرى في لقاء جمع جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل وموشي ديان وزير دفاعها وحافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع في نيقوسيا بقبرص عام 1968، وقد قدم موشي ديان حافظ الأسد للسيدة جولدا مائير وهو يربت على ظهره قائلاً: "هذا البطل هو من سيحمي حدود إسرائيل الشمالية".
وفي هذا السياق فإننا نذكر بأن اللوبي الصهيوني القوي الذي يحظى بتأييد عدد كبير من أعضاء الدوما الروسي هو ليس أقل قوة في توجيه السياسة الروسية من صنوه اللوبي الصهيوني في أمريكا الذي يتحكم في سياسة الكونجرس الأمريكي ويجعله ينحاز إلى تأييد إسرائيل تأييداً مطلقاً.
نعود إلى لافروف لنتعرف إلى الأسباب التي دعت موسكو للوقوف إلى جانب النظام السوري الديكتاتوري الذي يقتل شعبه منذ أكثر من اثني عشر شهراً.
قال (لافروف) في حديث مباشر في مقابلة مع محطة روسيا اليوم: "إنّ الموقف الدولي حول ما يجري في سورية موحد", وقال محذرا: "إنه إذا سقط نظام الأسد، فستنبثق رغبة قوية وتمارس ضغوط هائلة من جانب بعض بلدان المنطقة، من أجل إقامة نظام حكم سنيّ في سورية، ولا تراودني أيّ شكوك بهذا الصدد"!!
لقد وضع لافروف النقاط على الحروف وأسفر عن وجهه القبيح تصريحاً لا تلميحاً بأن خوف موسكو من أن أهل السنة هم من سيحكمون فيما إذا سقط نظام عائلة آل الأسد، وبالتالي فإن لدى موسكو خشية من أن تتشجع الشعوب المسلمة في عقر دارها وتثور على نظامها الذي لا يقل عن نظام آل الأسد وحشية في التعامل معها، وقد شهدنا ما ارتكبه الروس من مذابح ومجازر بحق أهل الشيشان عندما ثاروا ينشدون الاستقلال عن موسكو أسوة بباقي دول الاتحاد السوفييتي التي اختارت الاستقلال عن موسكو بعد تفكك هذا الاتحاد.
وهنا نتساءل: هل ما يحق للروس وهم الأكثرية من أن يكونوا حكام بلادهم أمر عادي، وفي المقابل يعارضون أن يحكم السنة سورية وهم يشكلون 80% من سكانها، وعليهم البقاء رهناء لعصابة تحكمهم لا تمثل في فسيفساء النسيج السوري إلا قلة من المؤيدين المنتفعين، وهم لا يشكلون في أكثر الأحوال إلا أقل من 5% بعد أن تخلى عن هذا النظام أكثرية الطائفة العلوية الكريمة التي ينتمي إليها رأس هذا النظام والأربعين حرامي الذين معه، وقد استغلهم لعقود طويلة وجيرهم لخدمته وخدمة أغراضه، ولم يحصد هؤلاء منه إلا الفقر والحرمان والتهميش والتجهيل، ما خلى بعض من انتفع من هذا النظام من أصحاب النفوس الضعيفة أو الجاهلة أو الحاقدة أو ممن لا ينتمون إلى تراب الوطن، أمثال مندوب النظام في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وانساقوا خلف هذا النظام وخدموه وأعانوه على ظلمه وسفكه لدماء السوريين.
أخيراً أقول للافروف إن الشعب السوري الثائر هو من يقرر من يحكمه بعد أن تتحقق له قيام الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة أو الانتماء، وقد خاض في الماضي، عقب الاستقلال عن فرنسا، تجربة ديمقراطية قل نظيرها حتى في بلاد مهد الديمقراطيات، وقد تعايش الجميع تحت ظل علم الاستقلال في انسجام وتوافق وتحابب وتوادد وتعاون، حتى غدت سورية تقترب كثيراً من الدول المتقدمة والمتحضرة، وتتفوق على بعضها في كثير من مناحي الحياة العلمية والصناعية والزراعية والتجارية، إلى أن أصيبت بفيروس العسكر الذين انقضوا على الحكم انقلاباً بعد انقلاب إلى أن وصل الأمر إلى آل الأسد الذين حولوا سورية إلى مزرعة وشعبها إلى خدم، إلى أن قيض الله لها جيل من الشباب الرافض للذل والخنوع والعبودية فثاروا لانتزاع الحرية والفوز بالكرامة وتجسيد حلمهم إلى حقيقة في إقامة دولتهم المدنية ونظام حكم ديمقراطي تحكمه صناديق الاقتراع ويتداول فيه الناس الحكم بشفافية بعيداً عن الاستئثار والإقصاء، يكون فيها الناس سواسية تحكمهم مؤسسات وقوانين يتوافقون عليها، بعيداً عن الأكثرية أو الأقلية أو العرقية أو الدينية أو المذهبية أو الطائفية، وأن دفاع موسكو عن هذا النظام لن يجدي فقد قال الشعب كلمته بإسقاط النظام ورحيل أهله، وأن على موسكو أن تصحح مسار سياستها التي تخالف بها كل نواميس الحياة، وتمد يدها إلى الشعب السوري وهو الذي كان على الدوام صديقاً وفياً للشعب الروسي، وأن على موسكو أن تقابل الوفاء بالوفاء وإلا فإنها لن تحصد إلا الشوك إذا ما بقيت على موقفها المؤيد للقتلة والمجرمين، وتفقد وإلى الأبد كل مصالحها في الشرق الأوسط وفي المنطقة العربية تحديداً.