الفوضجية/ د. ماهر حبيب

خرج الفوضجية لحرق مقار إنتخاب الرئيس أحمد شفيق لأنهم يروا الديموقراطية هى نجاح مرشحهم فقط  بالظبط زى سعيد صالح عن المنطق لما واحد يضرب واحد على نافوخه يقع ما يحطش منطق مش هو ده المنطق برضه  والا أيه يا أساتذة يا تنتخبوا صباحى أو عبد المنعم لا نولع لكوا فى البلد نفس منطق أى ديكتاتور تنتخبونى والا تنتخبونى ما هو لو ما إنتخبتونيش حا أولع فيكم وبرضه حبقى الرئيس.
شوفوا الأنسة المحترمة أسماء محفوظ الست المؤدبة المحترمة إللى صادر ضدها أحكام بالتعدى على ناس محترمين ومطلوب سجنها بحسب حكم القاضى شوفوا الهانم بتقول أيه (غووور في ستين داهيه الله يحرقك من عند ربنا يا زباله) وأنا أسف لنشر زبالتها لكن بس علشان أعرفكم نوعية الناس إللى تحولت فى يوم وليلة لنجوم مجتمع وإذا كانت الست السياسية بتتكلم كده يبقى سابت أيه للعربجية وولاد الشوارع.
طبعا حريق مقار شفيق مش معزول عن تصريح المرشح الإستبن إمبارح فى مؤتمره الصحفى لما قال حا ندوس على معارضينا بالجزم وأنا أول ما قريت الهطل ده إفتكرته صحفى كاتب أى كلام لكن طلع الراجل بيقول على إللى صوتوا لشفيق القوى الساسية يعنى جماعة الإخوان وأصحابها سيدوسون بالأقدم كل من يحاول عودة النظام يعنى شفيق ودى كلمة السر لحرق المقار بالظبط زى بن لادن ما كان يطلع يقول بيان وتانى يوم نلاقى مصيبة كبيرة حصلت.
طبعا نحن نعيش أزهى عصور ديموقراطية الفوضجية بنظام فيها لأخفيها وهما ما عندهومش مانع يولعوا فى البلد كلها ما دام مستورة والحمد لله البلد حالها واقف من سنة ونص وبرضه لسه بتوع المظاهرات موجودين وصامدين ما دام خير ربنا كتير وخزائن على بابا مفتوحة والخير بالعملة الصعبة كتير علشان نعمل الفوضى الهدامة والرعاع يتحولوا إلى سوبر ستار.
أنا وكل الناس إللى زهقت من الأشكال دى من أيام محمد محمود والعباسية نطالب المجلس العسكرى بالحزم وقطع رقبة إللى يعبث بأمن البلاد خلاص إحنا طهقنا من الإسطوانة المشروخة وحكاية الناس إللى ماتت فى حرق الأقسام ومهاجمة السجون وحرق المولات ونهب المحلات والا إنتوا نسيتوا إللى حصل فى البلد أيام نكسة بناير ولازم القانون يتطبق على الوزير والغفير ومرشح الرئاسة إللى يثبت إنه أو أنصاره أشاعوا الفوضى أو حرقوا حتى كشك سجاير يباتوا كلهم فى السجن لأن البلد مش ناقصة وكمان بعد أيام حا يتحكم فى قضية الرئيس السابق / مبارك حا يعملوا أيه لو القاضى لقاه بريئ وحكم عليه بالبراءة أو الحكم ما جاش على كيف أسماء وأشكالها نجيب لهم مليون لتر سولار علشان يولعوا فى البلد ...إرحمونا من الفوضجية لأن ده لا يمكن يتسمى ثورة بل فوضى و لأن  إللى عاوز يعمل حاجة يا يعملها صح يا ياخد جزاؤه لو خالف القانون والا الثورة هى تسليم البلد للإخوان أو هد البلد على إللى فيها وكلمة فى ودن هؤلاء لو فضلتوا تعملوا كده الشعب بالعند فيكم حا ينتخب شفيق لأنه راجل حا يمسك البلد السايبة بأيد قوية ويعدل المايل ويصلح إللى إتخرب فالشعب يريد عودة الدولة وإنتم لا عاوزين دولة ولا غيره إنتوا عاوزين مظاهرة وتشبعوا فيها حرق


سأدعم د. محمد مرسي/ محمد محمد علي جنيدي

لا يمكن بعد ثلاثين عاما أعطي الفرصة مرة أخرى للفلول، ولا يمكن أن أقاطع وأمتنع عن التصويت.. لأنه معلوم أن الامتناع عن التصويت يعطي الفرصة وإمكانية التلاعب وتزوير إرادة الكثيرين من أبناء هذا الشعب المفترى عليه، ولن أسمح لنفسي أن تسهم في ذلك.. ولأنها أمانة سنحاسب بين يدي الله عليها - أقول: أنا لست إخوانيا ولم أكن يوما إخوانيا، ولم ولن أعطي انتمائي لأي حزب يمكن أن يغلب مصلحته على مصلحة الوطن ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، أنا فقط ( مصري ) ، والقول والادعاء بأن الإخوان أخذوا فرصتهم ( أقول ) اذكروا لي حكومة واحدة عبرت عنهم منذ نشأتهم، سأقول لكم حينها ( آمين ) أنتم على حق،..
سأنتخب د. محمد مرسي فأن أحسن أعدت التصويت لصالحه.. وإن لم يحسن فصوتي سيكون بالتأكيد لغيره،.. ولأنني مع بلادي وحسب.. فلم ولن أكون أبدا مع من سرق ونهب وامتص دماء هذا الوطن ولن أدعم بصوتي، ولن أدعم بصمتي هؤلاء الذين يريدون أو يدعمون للعودة بمصر الغالية إلا ما قبل نقطة الصفر.. أفيقوا إخواني وأحبائي المصريون.

مباراة سحب الثقة/ محمد الياسين


في غضون أزمة سياسية خانقة تكاد تطيح بالمالكي من كرسي الرئاسة ، صرح بعض اعضاء إئتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي والمنضوي تحت مضلة التحالف الوطني بأنه من الصعب إيجاد بديل عن المالكي لرئاسة الحكومة. في لقاء تلفزيوني لعزة الشابندر النائب عن دولة القانون ومستشار نوري المالكي والمقرب منه قال على من يريد سحب الثقة عن المالكي عليه ان يذهب الى البرلمان ويحاول ذلك ان استطاع ". الى ذلك أكد النائب عن إئتلاف دولة القانون خالد الاسدي في تصريح سابق على ان من يريد وينادي بسحب الثقة عن حكومة المالكي فليسحبها ، وأضاف ان المؤشرات تتجه نحو عقد الاجتماع الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني في وقت سابق ، على صعيد متصل أكد النائب عن دولة القانون ابراهيم الركابي على ان من يتخلف عن هذا الاجتماع لديه مآرب اخرى!.
 تلك تصريحات ومواقف عززتها تحركات طاقم المالكي في اوساط عشائرية ودينية واجتماعية مختلفة في اغلب المحافظات وقيامهم بنشاطات وفعاليات استقطبوا من خلالها كثير من شخصيات يسعى المالكي في المرحلة الراهنة الى ان يعول عليهم بأن يكونوا وكلاء مشروعه في البقاء على هرم سلطة بوليسية يسعى الى تثبيت دعائم لها في البلاد بالقوة ، ويوظفهم للعمل لحسابه في مناطقهم ، عبر اغراءات مالية وامتيازات شخصية يفرق بها عليهم دون " حساب او كتاب "! .
في استمرار الازمة وتصاعدها ، رفض نوري المالكي تلميحات السيد مقتدى الصدر بسحب الثقة عن حكومته وتحديده مهلة 15 يوم ،  وقال النائب عن "ائتلاف دولة القانون" في البرلمان شاكر دشر لجريدة "السياسة الكويتية" ان المالكي رفض مهلة الصدر بتحديد 15 يوماً لحل الازمة السياسية وتنفيذ بقية بنود اتفاقية اربيل الموقعة نهاية العام2010. في نفس السياق صرح الشيخ حميد معلة القيادي في التحالف الوطني بقوله ان التحالف الوطني غير مسؤول عن التصرفات الفردية لبعض اطرافه وينبغي على التحالف ان يخرج بموقف موحد ازاء الازمة الراهنة ".  
مؤشرات تصعيد الازمة كثيرة لاسيما في استهداف القنصلية التركية في محافظة البصرة جنوب العراق ، وذلك لدخول تركيا كطرف خارجي في ادارة الازمة السياسية عبر استضافتها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي " المُطارد " قضائيا من قبل الحكومة العراقية ، وتصريحات اردوغان الاخيرة التي انتقد فيها اداء حكومة المالكي بشدة .
من خلال متابعة احداث الازمة بين الاطراف  السياسية يبدوا انهم انتقلوا الى خوض "مباراة " تصفيات سياسية فيما بينهم . معطيات جديدة في الازمة طفت على مسرح الاحداث فقد صرح النائب عن الكتلة البيضاء جمال البطيخ بأن حراك الكتل السياسية يسير باتجاهين مضادين الأول يسعى الى سحب الثقة عن رئيس الوزراء، والثاني باتجاه استبدال رئيس مجلس النواب. وقال البطيخ إن الحراك السياسي الآن لا يصب في حل المشاكل العالقة وإنما يصب باتجاهين متضادين الأول يمثل المجتمعون في اربيل والنجف ويسعون لسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي، والطرف الآخر يسعى الى استبدال رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي باعتباره أخفق في إدارة المجلس".
في مسعى لسحب الثقة عن المالكي أكد رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي تقديم المجتمعين في النجف طلبا الى التحالف الوطني يقضي باستبدال رئيس الوزراء نوري المالكي بشخصية اخرى خلال اسبوع ،كذلك تصريح اخيه محافظة نينوى اثيل النجيفي على ضوء عقد المالكي اجتماع مجلس الوزراء في المحافظة قال " ان المالكي انتهى كرئيس للوزراء". في نفس السياق هدد نواب عن دولة القانون والعراقية "الحرة " و"البيضاء " في سحب الثقة عن رئيس البرلمان أسامه النجيفي ".
برغم من تصريح  عادل المالكي النائب عن دولة القانون بقوله "لدينا تطمينات من كتل ترفض سحب الثقة عن المالكي" ألا ان بعض التحركات تشير الى احتمالية نجاح مشروع سحب الثقة لاسيما مع استمرار مواقف التحالف الكردستاني والتيار الصدري الداعيين الى سحب الثقة عن المالكي ،وفشل زيارة مسؤول ايراني رفيع الى كردستان من اجل تهدئة الازمة ، وكذلك زيارة باقر جبر صولاغ احد المرشحين كبديل عن المالكي الى طهران والتي قيل انها جاءت بهدف كسب دعم الايرانيين في سحب الثقة عن المالكي وموافقتهم على ترأسه الحكومة .  فيبدوا من خلال قراءة مشهد الازمة السياسية ان اطرافها تتجه نحو خوض مباراة حاسمة في موضوع سحب الثقة والذي قد نشهده خلال الايام القليلة المقبلة .

مصـــر تباع وتؤجر بالمـــزاد يــا ولاد/ أنطــونــي ولســن

المزاد نوع من أنواع البيع يظن البعض أنه الأسرع وأيضا إحتمالية الحصول على أعلى سعر نتيجة تضارب المزايدون فيما بينهم كل يريد شراء ما هو للبيع في المزاد .
وفي أحيان أخرى لا يتم البيع بالمزاد لعدم التسويق المهني لجلب أكبر عدد من المشترين ، أو أن المعروض للبيع لا يرقى للمستوى المطلوب شراءه في أعين الحاضرين فيضيع على صاحب السلعة المعروضة للبيع بالمزاد تكاليف الدعاية وغالبا ما يكون المبلغ متفق عليه . وقد إختبرنا كل هذه الأشياء هنا في أستراليا والخاسر أحيانا صاحب ما يباع بالمزاد المشترط فيه العلانية . لذا يطلق عليه بيع بالمزاد العلني .
البيع بالمزاد العلني شيء معترف به في العالم ولا يخص شيء بعينه ، بل يشمل الإسكان والمحلات التجارية والمصانع وكما رأينا في مسلسل " لا أعيش في جلباب أبي " للعملاق نور الشريف والأستاذة عبلة كامل ودخول المعلم لشراء طائرة لم تعد صالحة للطيران وعندما سألوا المعلم ماذا سيصنع بها ، أجاب إنه رايح يقطعها حتت ويبعها خردة . معلم بيعرف إزاي يشفي الحديد ويبيعه ويكسب ويبقى من رجال الأعمال .
في مصر مثلا عندما تعلن الحكومة عن بيع شيء ما بالمزاد العلني يوجد إتفاق بين المسئولين الحكوميين ورجال الأعمال ، ويكون هناك شبه إتفاق بينهم وبين مشتري بعينه على أن يرسي عليه المزاد على الرغم من وجود مشترين أخرين . وكل له حيله .
في بعض الأحيان يتواجد بين المشترين شخصية غريبة عليهم وغالبا يكون معه أخر لزوم المنظرة والهيبة ، فتبدأ الأنظار في الإتجاه إليه وبأصوات خافته يسأل كل من الحاضرين بعضهم البعض مستفسرين عن من يكون هذا الجالس بينهم والذي تبدو عليه الجدية ويعرف قيمة المعروض للبيع بالمزاد العلني .
يبدأ المزاد بسعر في إنتظار المضاربة ونجد هذا الشخص يشير إلى تابعه بتقديم سعرا أعلى دون أن يفتح فمه أو يرفع يده إنما بإشارة إلى تابعة فيرفع يده عارضا ما يراه متفقا مع المعلم أو الباشمهندس . بعد فترة يزداد القلق بين الحضور فيرسل البعض رسله للتفاوض مع الرجل المجهول عن طريق تابعه بعرض مبالغ من المال بما يعرف في الوسط بـ " تعريقه " بمعنى يأخذ المبلغ المعروض عليه ويوريهم عرض كتافه ويرحل . وهو رزق الهبل على المجانين وكله عايز يعيش .
قد بسأل ساءل نفسه ما صلة هذا الرغي عن المزاد العلني وعنوان المقال . هل الدول تباع في المزاد كأي سلعة أو بيت أو مصنع مثلا ؟
وأنا بدوري أسأل الساءل ما رأيك أنت ؟ آلا ترى معي أن مصر تباع بالمزاد العلني هذه الأيام ؟!
وهنا سيحدث الخلاف في الرأي ليس بيني وبين أحد معين .. لكن بيننا جميعا كمصريين إن كان في داخل مصر أو خارجها . البعض سيقول نعم إنها تباع ، والبعض الأخر سينفي وبشدة لأن مصر لم تكن ولن تكن سلعة يصل بها الحال إلى البيع العلني وبالمزاد العام .
عن نفسي أنا مع من يقول نعم إنها تباع ، وفي نفس الوقت أنفي وبشدة لأن مصر لم تكن ولن تكن سلعة يصل بها الحال إلى البيع العلني وبالمزاد العام .
نعم مصر تباع هذا ما نراه على أرض الواقع منذ ذلك الإستفتاء الغير قانوني على تعديل بعضا من مواد دستور فاقد الأهلية ومهلهل ولم يعد يصلح العمل به .مواد خطط لها لصالح فئة معينة من المجتمع المصري والتي لا تختلف عن بيع أي شيء يراد بيعه لمؤسسة معينة أو معلم معين يرى فيه المسؤل دون غيره أنه بالفعل الصالح لإدارة شئون البلاد ويستحق أن يرسو عليه المزاد في اليوم المحدد للبيع العلني بما أطلق عليه الأنتخابات البرلمانية أولا والتي سينبثق منها من سيتولى في وضع دستور جديد يحدد الطريق الذي ستسير عليه دفة الحكم والعلاقة بين الحاكم إن كان رئيسا للبلاد أو مجلس الوزراء وهو الهيئة التنفيذ ية والهيئات التشريعيةالتي تم إنتخابها والتي سيخطار أعضاء الأغلبية الخطوط العريضة لما سيكون عليه الدستور الجديد لخدمة مصالحهم . ولا أعتقد أو يخطر على بال بشر لهم عقل يفكر أنهم سيعملون ذلك من أجل مصر أم الدنيا والشعب المصري المنهك والمتعب والذي وصل إلى حافة الهاوية ، هاوية المجاعة التي تنتظره ، وهاوية حربا أهلية يطبل لها ويدق طبول الحرب وبإسم الدين وإن زعموا أنهم سيحكمون بالديمقراطية مع مرجعية دينية . وفين ودنك يا جحا ..هو الحصان قدام العربية ، وللا العربية قدام الحصان !!
الدستور هو الحصان الذي سيتحمل أعباء العربة ليسير بها في الطريق الصحيح الذي إتفق عليه ويجب أن يكون الحصان سليما وقويا حتى يتحمل السير بالعربة المليئة بالمشاكل والإحتياجات التي يحتاجها الشعب المصري سرقت منه أمواله وحريته وكرامته .
وبدأ الإستعداد للمزاد وظهر من يريد الدخول في المزاد دون علم لهم بشأن إدارة شئون دولة لها ثقل مصر عمل لها المسلمون الأولون ألف حساب ، بل وشاركت مشاركة فعالة في شئون الدول الإسلامية منذ الخلفاء الراشدين وحتى الوقت القريب وكانت لها الريادة لولا خيانة أبناءها الحكام الثلاثة السابقين لها ، وكل صلاحيتهم " من يريد الدخول في المزاد " لحية وجلباب وسنجة وحرق وقتل أبرياء والإساءة إليهم وتكفيرهم دون حق.
نلحظ هذه الأيام حراكا بين الأحزاب الجديدة والموجودة من قبل والتضامن فيما بينهم حتى يكون لهم إئتلافا يحصلون به على أكبر عدد من التواجد البرلماني خاصة إن أحدهما " الوفد " له تاريخ سياسي قديم ومازالت شعبيته بين المصريين ، والإخوان الذين أصبح لهم حزبا " الحرية والعدالة " تيمما بالحزب التركي" العدالة والتنمية " ، ومما لاشك فيه إختيار كلمة الحرية ينم عن تحايل لا مبرر له لأن الحرية مع المرجعية الدينية لا أظن أنهما سيتفقان . مثلا في تركيا لم يسمح لزوجة رئيس الوزراء المحجبة بدخول الجامعة ولم يعترض رئيس الوزراء ولم تدخل زوجته الجامعة ولم تقم الدنيا . فماذا لوطالب البعض بإلغاء الحجاب " بل قريبا سمح للمنقبات بالإمتحان دون خلع النقاب وطبيعي المرجعية الدينية سترحب بذلك للمرأة كامل الحرية في إرتداء النقاب ولكن لا يحق لها خلع الحجاب .
الوفد والإخوان يتحدان ليصرا قوة فعالة في الإنتخابات القادمة في شهر سبتمبر المقبل من هذا العام 2011 وطلع لنا في البخت حزب جديد للسلفين " النور" علشان ينوله من الحب جانب ويدخل البرلمان ويكون واحد أو أكثر من الحزب ضمن من سيقومون بوضع الدستور الجديد ويا داهية دقي . الوفد والإخوان والسلفيين رايحين يضعوا الدستور الجديد بأسم الحرية والعدالة والنور وبمرجعية دينية مع تطبيق الشريعة .
الشريعة ليست بدعة جديدة على الشعب المصري ، بل هي موجودة في المادة الثانية من الدستور منذ على ما أتذكر دستور 23 والشيء الوحيد الذي إستجد هو إضافة الألف واللام فأصبحت المصدر الرئيسي للتشريع من أيام المرحوم الرئيس المؤمن .
التيارات الإسلامية بدأت تظهر على شكل أحزاب مختلفة التسمية لكنها متضامنة في الفكر بتحويل الحكم في مصر إلى حكم ديني بما يطلق عليه الدولة الدينية وعلى رأس التكتلات جماعة الإخوان وحزبهم " الحرية والعدالة "، وعندما نسأل عن وضع المرأة والقبطي يقولون لنا وبكل حرية لا يحق للمرأة أن تتولى شئون الحكم لأنها ناقصة الأهلية ولا تصلح شهادتها في المحاكم أو عقود الزواج كما نشاهد في المسلسلات التركية ، لماذا لأنها ناقصة الأهلية وكأن المرأة المسلمة في مصر أقل أهلية عن المرأة المسلمة التركية .
أما القبطي فحدث ولا حرج فليس له مكان في الدولة الدينية المرتقبة قريبا وسيكون " الملطشة " للتيارات الإسلامية كل حسب فتاوى شيوخه .. وإيه الجديد عليه !! وهي دي الحرية والعدالة .. مش كده والا إيه !! نسكت أحسن ، حنقول إيه دا الحكم بالمرجعية الدينية وإللي عاجبه عل الكحل يتكحل وإللي مش عاجبه يرحل والباب يفوت جمل .
نيجي بقى لأصحاب الفكر المدني والمنادون بالدولة المدنية نجد نصيبهم قريب جدا من الصفر. لأن المجلس الأعلى عندما عدل الدستور ووافق عليه الشعب زورا وبهتانا بالتلاعب في طريقة الإستفتاء حدد تاريخ الإنتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر وبعدها تشكل لجنة لوضع الدستور الجديد يشكلها ويختارها أعضاء البرلمان الجدد والذين نعرف مقدما هويتهم .
وتتضارب الأراء ، ويتبارى المزايدون على بيع مصر في من سيكون الشاري الجديد ليتحكم في البيت وأهل البيت عندما يرسي عليهم المزاد .
مصر في المزاد يا ولاد .. هل فيه حد جدع منكم يقدر يوقف المزاد ويحافظ على كرامة مصر إللي فيها كرامة كل المصريين ويحقق حلم الدين لله والوطن للجميع ؟؟!!

من له ذاكرة قوية سيتذكر أنني كتبت هذا المقال في شهر يونيو من العام الماضي 2011 .
وعندما خلوت إلى نفسي الليلة وبيني وبين شهر يونيو هذا العام يومان وليلة وبعد أن تم إنتخاب مجلسي الشعب والشورة وإنتخابات الرئاسة لعام 2012 وظهرت النتيجة والإعادة بين كل من د. محمد مرسي ود. أحمد شفيق والخلافات بين المرشحين الخاسرين ونتيجة الأنتخاب والتضارب بين أبناء مصر حول من له حق ومن ليس له حق في الإعادة . وامتلأ ميدان التحرير من جديد . وسط كل هذا الهم تأتينا الأخبار أن مصر فعلا لا قولا تباع وتؤجر بالمزاد لدول عربية تريد إزلال مصر وإركاعها للأستجداء وبأيدي من يتشدقون أنهم حقا لا باطلا مصريون . بالله عليكم آلم أكن محقا بتنبؤي العام الماضي أن مصر تباع بالمزاد ياولاد !!. إن لم تصدقوا راجعوا الصحف والمواقع الألكترونية والفضائيات ولينكر من ينكر وليتجمع من يتجمع في ميدان التحرير وكل ميادين الجمهورية وأتركوا مصر تقسم وتباع للشامتين وأنتم عن الهم ملهيين

إنتخابات الرئاسة في مصر/ أنطوني ولسن


دعونا أولا نهنيء أنفسنا على سير إنتخابات الرئاسة لهذا العام 2012 التي إن دلت على شيء ، إنما تدل على الخزين الحضاري العميق الممتد لآلاف السنين . وهذه بادرة مصر في أشد الحاجة إليها للم شمل الشعب المصري والأتجاه إلى إنهاض مصر من كبوتها التي تسببت في البلبلة والتوهان الفكري بين التيار الديني والتيار المدني الغير ديني . وسأحاول في النقاط التالية بإبداء
رأي الشخصي الذي يحتمل الصواب والخطأ .
أولا : القوات المسلحة" الجيش المصري " ، قوات الأمن " الشرطة المصرية " .
ثانيا : الأخوان المسلمون .
ثالثا : الأقباط المسيحيون .
رابعا : التيار القومي" حمدين صباحي " .
خامسا : السلفيون وعبد المنعم أبو الفتوح .
سادسا : الثورة والثوار والمرشحون .
سابعا : ماذا عن إنتخابات الإعادة ؟ ! .
أولا : القوات المسلحة" الجيش المصري " ، قوات الأمن " الشرطة المصرية " .
نشكر كلاهما على إنجاح إنتخابات الرئاسة لهذا العام 2012 نتيجة النظام والتواجد والتواصل بينكم وبين جموع الشعب مع إحترام كامل لآدمية المنتخب أو المنتخبة بعد أن كان ذلك مفقودا في جميع الأنتخابات أو الإستفتاءات السابقة والتي كان آخرها إنتخابات مجلس الشعب ومهازله والتي أثرت تأثيرا مباشرا على إنتخابات الشورى . نتمنى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يبقى بعد ظهور نتيجة الأعادة إلى أن يطمئن على سلامة الوطن والمواطنين . ولا ينساق وراء الأصوات التي تنادي برحيلكم. مصر مازالت في خطر وخاصة في هذه الحقبة الزمنية الحرجة من تاريخها . مع وضع في الأعتبار قوات الأمن " الشرطة " إعادة الثقة بهم والتأكيد أن الشعب المصري يجب أيضا أن يثق في أن الشرطة في خدمة الشعب قولا وعملا .
ثانيا : الأخوان المسلمون .
عندما يأتي الحديث عن الأخوان المسلمين يحتار العقل في تصنيفهم . لهم تاريخ نضالي طويل . لكن مع الأسف لم يكن تاريخا نضاليا من أجل مصر والشعب المصري . لقد قسموا الشعب المصري إلى أقسام ، مسلمون ومسيحيون أو نصارى كما يحلو لهم تسميتهم . المسلمون قسموهم إلى قسمين ، قسم جماعة الأخوان والقسم الآخر غير جماعة الأخوان الذين لم ينضموا إليهم. جماعة الأخوان أصبح لها بعد فترة وجيزة مرشدا له الولاء والطاعة . بدأت الأحلام تكبر من جماعة دعوية إلى جماعة سلطوية . بمعنى السعي وراء السُلطة . لم تقف تطلعاتهم إلى سُلطة مصر وحكمها ، بل أصبحت تسعى إلى الخلافة وإعادتها كما كانت .ظن المصريون بما أن الدعوة والتكوين تم على أرضها ومن بنيها فلابد أن تكون مصر هي بلد الخلافة . لكن وجدنا أن مصر مجرد ولاية ضمن بقية ولايات الخلافة . كان من الواضح أن تجد صعوبات للوصول إلى ما وصلوا إليه الأن من قوة وتنظيم في جميع أنحاء العالم .
أترك هذا وأعود إلى فترة ثورة 25 يناير عام 2011 وكيف إستطاعوا الحصول على الصدارة .وبطريقة ماكرة من المجلس العسكري الذي أصبح الحاكم المسؤل عن إدارة البلد مصر ، رأي تشجيع فريق إسلامي آخر هو الجماعة السلفية . وبمهارة فائقة من الأخوان إستخدموا السلفيين كفزاعة وبدأت اللعبة .
وصلنا إلى الأنتخابات البرلمانية وكانت المفاجئة . حصل الأخوان على الأكثرية تلاهم السلفيون ثم بقية التيارات الأسلامية الأخرى وبعضا من التيارات المدنية أو الليبرالية وكشف الأخوان عن حقيقة تسلطهم . ولم يلق تصرف البرلمان وتخبطه إرتياحا من المواطنين فلم يشارك الكثيرون من المصريين  في إنتخابات مجلس الشورى .بإختصار فقد الأخوان مصدقيتهم أمام كل من ظن أنهم قادرون على الأخذ بيد مصر إلى الأمام بعد أن أظهروا أنهم على العكس تماما فقد أخذوا مصر إلى ظلام الماضي والعصور الوسطى .

ثالثا : الأقباط المسيحيون .
الأقباط المسيحيون المهمشون المغبونون والضائعة حقوقهم وجدناهم لأول مرة يصرخون بصوت عال مدوي زلزل السماء والأرض وهم يهتفون بسقوط مبارك ونظام مبارك على إثر حادث كنيسة القِديسَينْ دون خوف أو تراجع عن مطلبهم .
بدأت ثورة 25 يناير وإذ بالأقباط المسيحيين يشاركون مشاركة فعلية وجادة وعلى جميع المستويات ، وفي جميع المحافظات ، يخرجون يهتفون منددين بحكم مبارك جنبا إلى جنب مع أشقائهم المصريين وكانت سيمفونية رائعة أظهرت حقيقة هذا الشعب العظيم . يصلي المسلم ، يحيط المسيحي به حاميا . يصلي المسيحي يحيط به المسلم حاميا . مشهد أعادنا نحن جيل الزمن الجميل الذي لم يمض عليه سوى فترتي السادات ومبارك حيث عاد إستقطاب المسيحيين بصورة علنية وفجة وحرمانهم من الكثير والكثير جدا من أبسط حقوقهم الأنسانية وأخذت الجماعات الأسلامية  والجهادية في حرق كنائسهم  والتنكيل به وسبهم علنا وفوق المنابر .
لكن فرحة ما تمت أخدها الأخوان وطاحوا ووجدناهم ما أن وصلوا إلى البرلمان وبدأوا بإقصاء المسيحي وعدم الأعتراف به كمواطن مصري كامل الأهلية وعادة الأسطوانات الكارهة للغير تعلو بأنغام رفض المسيحي من تولي أي مركز وأشياء كثيرة القاصي والداني سمعها ويعرفها .
عندما بدأت الأنتخابات هدأ صوت الأسطوانات . وفي انتخابات الأعادة إختفى تماما صوت الأسطوانات النشاذ وبدأ التودد والإشادة بهم وأنهم " المسيحيون " لهم كل حقوق المصريين أم أنه مجرد جلب أصواتهم لأنتخابات الأعادة . علما على إثر إعلان نتيجة الأنتخابات خرج أحد الأخوان يندد بالمسيحيين ويتهمهم بأنهم عضضوا شفيق الذي من الفلول .
الجانب الأيجابي بالنسبة للمسيحيين في مرحلة الثورة وحتى الأن ، أنهم عرفوا معنى عدم الخوف ، آمنوا بقيمتهم الذاتية ، أصروا على ممارسة حقوقهم وأداء واجبهم بكل أمانة ، عادة إليهم الثقة بالنفس . بل الأهم هو وحدة الكنائس المصرية التي يجتمع مصليها للصلاة بلجاجة وتضرع لله أن يحفظ مصر .
رابعا : التيار القومي " حمدين صباحي " .
التيار القومي هو تيار ناصري يؤمن بالقومية العربية متخذا جمال عبد الناصر مثالا يُحتذى به ، وقد وجد أنصار هذا الفكر في حمدين صباحي الرجل المناسب لهذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر . لم يحالف الحظ حمدين في إنتخابات الرئاسة ولكنه حصل على المرتبة الثالثة . وهذا لا يعيب الرجل ولا يقلل من وطنيته وعليه أن يقبل صندوق الأنتخابات الذي مهما حدث من مخالفات أو إدعاءات بشراء الأصوات أو إستبعاد قضاة لتوجيه الناخبين لصالح مرسي .عندي شهادة لا بد أن أستشهد بها . يوم الأنتخابات رأيت مذيعا يوجه ميكرفونه لأسرة مكونة من زوج وزوجة  وشابتين إبنتيهما . سأل المذيع الأم المحجبة  " التي يشع من وجهها نور المحبة والبساطة " من ستنتخبون ؟ أجابة السيدة الفاضلة أن زوجها وهي قد إختارا مرشحا وكل إبنة إختارت مرشحا مختلفا . في أسرة واحدة مصرية إختلفت الأراء حول من سينتخبون . وهذه هي الديمقراطية مطبقة على أرض مصر وبدون شك يوجد الكثير من هذه العائلة التي تؤمن وتطبق الديمقراطية بمعناها البسيط دون تعقيدات . وأقول للأستاذ حمدين .. عسى أن تكرهُ شيئا وهو خيرٌ لكم . المهم في الأعادة كما عهدناك تريد الخير لمصر أن توجه محبيك الوجهة الصحيحة لأختيار من يصلح لأدارة مصر التي تحبها وربما توفق في الأنتخابات القادمة . كم أتمنى عليكم المساهمة بالإسراع بوضع اللائحة الدستورية الملزمة قبل إنتخابات الإعادة ليستنير بها المرشح الفائز أيَ إن كان . البرلمان يماطل في اللجنة الدستورية حتى يعرف من الفائز ليفصل له دستورا حسب هواهم . وهذا شيء مرفوض بالطبع .
خامسا : السلفيون ود. عبد المنعم أبو الفتوح .
دخل السلفيون المعترك السياسي إبان ثورة الشباب بفرض العضلات والقوة ومع الأسف بدأوها مع فصيل من الشعب المصري يعمل المستحيل البعد عن  المشاكل وأعني به الأقباط المسيحيون إن كا في أطفيح أو قنا أو غيرهما . نظر الأخوان إليهم على أنهم يمكن إستخدامهم كفزاعة يخيفون بها بقية الشعب المصري لينحازوا إليهم ولا ينحازوا إلى السلفين .
بعد إنتخابات مجلسي الشعب يبدو أن السلفين إستيقظوا لمخطط الأخوان الذي ينطبق عليه المثل المصري الشعبي " زي الفريك ما يحبش شريك " فغيروا من أسلوب تعاملهم مع الناس وكان واجهتهم نادر بكار " مع حفظ الألقاب " . نجح بكار بأسلوبه وطريقة رده المبسط والواضح والذي لا يحمل آي تشنجات فإستمال إليهم الكثير .
عندما بدأت ترشيحات الرئاسة سطع نجم مرشح إستطاع أن يشد إليه الأنظار وهو حازم أبو إسماعيل " مع حفظ الألقاب " ورأى فيه السلفيون أنه الرئيس المرتقب فساندوه وأيدوه وأعتبروه رجلهم الذي سينافسون به أي مرشح آخر . قصة أبو إسماعيل معروفة والتي إنتهت بإبعاده عن سباق الترشح . نظر السلفيون إلى الساحة فوجدوا في الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الرجل المبتعد من الأخوان لأنه أصر على دخول سباق الرئاسة في وقت كانوا فيه يؤكدون أنهم لن يدخلوا هذا السباق . ومع ذلك ما أن أعلن عمر سليمان " مع حفظ الألقاب " الدخول في سباق الرئاسة حتى غير الأخوان فكرهم وقرروا بالنزول إلى السباق بالرجل الثاني لجماعة الأخوان خيرت الشاطر " مع حفظ الألقاب " بغض النظر عما حدث بعد ذلك فقد إتجه نظر السلفيون إلى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وتم الأتفاق على مساندته مما حدى بالأخوان بترشيح محمد مرسي " مع حفظ الألقاب " مرشحا إحتياطيا . وبقية القصة واضحة .
أتمنى على السلفيين أن يعوا الدرس وأن الشارع المصري قد وضع يده على محراث الحرية والتقدم العلمي والإجتماعي والسياسي فلا يأخذون نهج الأخوان ويتخذون لأنفسهم نهجا آخرا أكثر إنفتاحا وتماشيا مع متطلبات الزمن والنظر إلى الأمام .
سادسا : الثورة والثوار .
لن أطيل هنا فثورة 25 يناير 2011 هي ثورة شباب مصري " أخضر " على رأي الأستاذ رجائي عطية الكاتب والمفكر والمحامي. أي ليست لديهم خبرة بالسياسة وألاعيبها فحققوا في 18 يوم ما لم يحققه أحد على مستوى العالم بإجبار مبارك على ترك الحكم . الذين ضحوا بدمائهم من أول موقعة الجمل هم شباب الثورة . ومع ذلك رأينا الأخوان ينقضون على الثورة وينسبونها لهم ويتشدقون بها محاولين إقناع الناس أنهم هم الثوار ولا أحد غيرهم . لكن الحقيقة التي يعرف الناس عنهم أنهم إنتهازيون وعلى أتم إستعداد بتغير أراءهم ومبادءهم وكل شيء إذا أقتضت مصلحتهم ذلك . فما بالنا وهم الأن يتربعون على مجلس الشعب بشقيه ويطمعون في الرئاسة ووضع دستور يخدم مصالحهم قبل مصالح الوطن . وعن الأخوان والثورة إحيل هذا الموضوع إلى كل من الأستاذ عبد الرحيم علي الكاتب والعارف بأدق التفاصيل عن الأخوان ويشاركه في الرأي الأستاذ رجائي عطية الكاتب والمفكر والمحامي . أرجو البحث عنهما عن طريق اليوتيوب أو الدخول إلى جوجل والفضائيات .
لقد سبق وأشرت أن الثورة الحقيقية ثورة شباب مصر موضوع فوق رف آمن إلى حين إعادة تفعيلها وإعطاء الحق لأصحابه الحقيقين لا المزيفين ، ولا بد أن يأتي من يُشرك شباب وشبات الثورة معه في الحكم . لأن الحقيقة من يتشدقون بالمشاركة في الثورة لم يعطوا آي فرصة لأي من الثوار فرصة الوجود والمشاركة .
سابعا : ماذا عن إنتخابات الإعادة ؟
والأن بعد الوصول إلى تحديد من سيكون في الأعادة التي أصبحت ما بين د. محمد مرسي مرشح حزب العدالة " الأخوان " ، والمرشح المستقل الدكتور أحمد شفيق . وبدأ التقارب إلى الشعب لضمان الوصول إلى كرسي الحكم .وقد سمعنا الدكتور مرسي وهو يعد الجميع بالمساواة وأنه سيكون رئيسا لكل المصريين دون تميز . وقرأنا أيضا له أنه حال وصوله إلى الرئاسة سيعمل على إحياء الخلافة الأسلامية وفتح مصر وإجبار المسيحيين على دفع الجزية . وعن نفسي لا أظن أنه قال ذلك !!.. ولكني قرأته .
من يريد إحياء الخلافة الأسلامية عليه أن يذهب إلى أرض الخلافة وإحياؤها في مكة والمدينة حيث يتم إختيار الخليفة ويتم إعداد جيش المسلمين وبدء الفتح المبين ويدخلون مصر من جديد فاتحين محققين النصر المبين . لأنه لا يصح إحياء الخلافة في أرض محتلة كافرة . لكن إحياؤها في أرض الخلافة هو الحل وسوف يرحب بكم أقباط مصر المسيحيين قبل المسلمين مهللين مكبرين لأنقاذهم من سطوة وتسلط أعداء الدين .
أناشد كل الشعب المصري أن لا يتبع أحد في إختيار من سيصوت له يوم إنتخابات الإعادة . إلقي وراء ظهرك وفكر بعقلك وقلبك لمن تعطي صوتك الغالي والنفيس على قلب مصر . مصر على حافة إنهيار كامل ، إقتصاديا ، أخلاقيا ، إجتماعيا وسياسيا فكن أنت وهي وأنا وهو ونحن المنقذون لها بإختيار الصالح الذي يمكنه إعادة الأمن والآمان للمصريين . ندقق في إختيار الرجل الذي يعبر هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر بسلام بمساعدة كل المصريين . علينا أن نختار الرجل الذي نرى فيه إعادة حق شباب الثورة في المشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلاد بغض النظر عن خلفيتهم الدينية أو الأجتماعية أو السياسية . لا تضيعوا هذه الفرصة الهامة بالنسبة لكينونتنا .. أن نكون .. أو لا نكون  .                                                   

موقف الأردن الرسمي من أحداث سورية..!/ صالح خريسات

  اختلف المحللون السياسيون في الرأي، حول موقف الأردن السياسي، من الأحداث الجارية في سورية. هل يعتبر الأردن في صف النظام السوري القائم؟ أم هو في صف الجماهير الغاضبة في شوارع المحافظات والمدن السورية، وفي الأرياف؟ هل نستطيع أن نقول بأنه في صف المعارضة؟
ومن يؤكدون الرأي الأول، يؤيدون رأيهم بعدم سحب السفير الأردني من دمشق، وطرد السفير السوري من عمان، أسوة بدول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية الأخرى التي سعت سعيها. ويقولون أيضا، أن الأردن يجهد في منع دخول الأسلحة إلى الثوار السوريين عبر الحدود الأردنية السورية. واعتذر الأردن عن عدم السماح للدول الغربية وجامعة الدول العربية، بان تكون الأراضي الأردنية، منطلقا لأي عمل عسكري على الأراضي السورية.
   ويقولوا المحللون أيضا، بان الأردن لم يشارك المجتمع الدولي في فرض الحصار على النظام السوري، وانه لا زال يسمح بمرور الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء إلى الأراضي السورية، ويتساهل كثيرا في موضوع اللاجئين عبر الحدود، ويسمح لهم بالإقامة في مخيمات مؤقتة، وتزورها لجان خاصة، ويجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية، بينما كان بمقدوره أن يتخذها نقطة ضعف، يضغط بها على النظام السوري، ليتوقف عن أعمال القتل والعنف.
   أما القائلون بالرأي الثاني، فيعززون وجهة نظرهم بعدم صدور إدانة جذرية من الجانب الرسمي الأردني، للثوار السوريين، أو الجماهير الغاضبة في الشوارع السورية، التي تنادي بصوت مرتفع بإسقاط النظام، ورحيل الرئيس بشار الأسد. ويرى هؤلاء المحللون، أن التزام الإعلام الرسمي الأردني، بإظهار أعمال القتل والتعذيب التي يمارسها الجيش النظامي، واهتمام المعلق السياسي بالجانب الإنساني للازمة السورية، يظهر انحيازا واضحا من الجانب الرسمي الأردني، إلى صف الجماهير أو الشعب السوري.
   ولفهم هذا الموقف، ومعرفة الأسباب التي من اجلها يتخذ الأردن مثل هذا الخيار السياسي، يحسن بنا أن نشير إلى أن الأردن لا يرتبط بأية جماعة سياسية أو عسكرية على الأراضي السورية، ولم يقرر دعم أية فئة على حساب فئة أخرى، باعتبار هذه المسالة شانا سوريا.وقد بذل الأردن جهدا في محاولة تسوية المسالة بالطرق السلمية، قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن. ويبدو انه وقع إشكال، عندما خرجت الأزمة عن المحيط الجغرافي السوري، ووصلت إلى ميدان جامعة الدول العربية، ومن ثم انتقلت إلى المجتمع الدولي . فصار من الطبيعي أن يكون للأردن قرارا بالنسبة إلى ما يجري من أحداث، على الرغم من أن الأردن مع جماعة القرار العربي السياسي" الإجماع".
   وكان تصريح جلالة الملك عبد الله الثاني، بان الوضع في سورية معقد للغاية، هو أفضل ما يمكن أن يصف المرء به الأوضاع هناك. فالأردن مع استقرار الأوضاع في سورية، وهو ضد كل أشكال الهيمنة والطغيان ، ومع أن يكون المواطن العربي حرا، إلا انه رأى أن الحكمة هي البصر بالأمور، والإحساس بالواقع العملي. ورأى أن الشجاعة في السياسة، هي مزيج من الحذر والجرأة، حتى ترجع سورية وكل الأقطار العربية، إلى الهدوء الذي يسود النفس، بتقديرها للأمور، ووزنها للأشياء وزنا صحيحا، يحسب للواقع كل حساب.

وتستمر انتفاضة الأسرى/ سري القدوة

تلك هي الروح الفلسطينية المناضلة التي تؤكد حقيقة التواجد الفلسطيني وهي روح الإرادة والتحدي والبطولة التي خاضها اسري فلسطين في سجون الاحتلال في مواجهة حتمية ومصيرية كانت قد فرضت علي اسري خلف القضبان لا يمتلكون أي سلاح سوى الإيمان بحتمية الانتصار وسلاح الأمعاء الخاوية ( الإضراب عن الطعام ) في تحدي لسياسة الاحتلال المتغطرسة والتي انتهجتها مديرية السجون العامة بحق اسري فلسطين بدون وازع أخلاقي او ضمير وبشكل مناهض للقانون الدولي وبصلف وتكبر وكذب وخداع ومراوغة مارست عصابات مدرية السجون العامة الإسرائيلية منهجية مدروسة ومعدة مسبقا من اجل كسر صمود الأسري في سجون الاحتلال والتي حاولت أن تخدع اسري الحرية لتفكك هذا الصمود وتحبط الإضراب التاريخي الذي خاضه اسري فلسطين في سجون الاحتلال..
أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بما ورد من التزامات تجاه الأسري وعمل علي استخدام ورقة إنهاء الإضراب كذريعة من اجل فرض واقع جديد في سجون الاحتلال وبالتالي كانت محاولته إلي فك الإضراب دون الالتزام في الشروط والمعايير التي يجب عليه تطبيقها حيث حول الاحتلال من خلال المخابرات الإسرائيلية بعض الأسري إلي التحقيق مجددا وقام بفرض سياسة متغطرسة بحقهم في محاولة لإنهاء واقع الإضراب والظهور للعالم بان إسرائيل استجابت لمطالب الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال ..
وهنا لا بد من التوضيح مجددا بان معركة الصمود والبطولة والانتصار هي معركة مفتوحة ومستمرة حتى تحرير كل الأسري من سجون الاحتلال وفضح ممارسات الاحتلال وكشفها للعالم اجمع ..
أن تدويل قضية الأسري باتت مهمة وخاصة بعض الإضراب الشامل الذي خاضها الأسري وكشف ممارسات الاحتلال وسياسته العنصرية أمام العالم هي أولوية التوجه الفلسطيني في هذه المرحلة وان قضية الأسري باتت تشكل القضية الأساسية والمستمرة ولا يمكن السكوت او استمرار الصمت تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وان معركة الأسري هي انتفاضة مستمرة حتى تحرير كل الأسري من سجون الاحتلال وتبيض السجون ولا يمكن أن تمر مخططات الاحتلال بفعل الوعي الشعبي وبفعل الصمود البطولي لأسري الحرية..
انها معركة البطولة والشرف والفداء معركة الحرية التي يخوضها الشعب الفلسطيني بكل طاقاته من اجل نيل الحرية والاستقلال ومن اجل تكريس منهج الوحدة الوطنية كأساس للنضال الفلسطيني في هذه المرحلة المهمة والتي تتضافر بها الجهود العربية والدولية من اجل تحرير الأسري من سجون الاحتلال والعمل العربي المشترك لتسمية المبعوث الدولي لتحرير الأسري وفضح ممارسات الاحتلال ورفع القضية للأمم المتحدة حيث لا يمكن استمرار إسرائيل بحبس أبناء الشعب الفلسطيني حتى الموت واستمرار احتجازهم كرهائن لسياستها العنصرية فبات اليوم تدويل قضية الأسري امر مهم كأولوية لسياسة الفلسطينية والدبلوماسية العربية المشتركة ما بين مندوب فلسطين الدائم لدي الجامعة العربية والأمم المتحدة حيث الجهد المتواصل لرفع قضايا الأسري أمام المحاكم الدولية وفضح ممارسات الاحتلال بشكل يكفل تدويل قضايا الاسري والانتصار لصمودهم وبطولاتهم ..
أن المعركة الأساسية التي يخوضها شعبنا وأسرانا هي معركة شاملة متكاملة .. هي معركة الحرية التي يتطلع أسرانا إليها ولا بد أن ينكسر القيد وينتصر الأسري وينالوا حريتهم بقوة وعزيمة وإصرار وأيمان بحتمية الانتصار فهذا الحق الفلسطيني وهذه الإرادة لا يمكن أن تكون عابره او ينال الاحتلال منها .. فالانتفاضة انطلقت وستبقي انتفاضة مستمر حتى الحرية والاستقلال ..
اننا نتوجه بالتحية اللي اسري الحرية والي جماهير شعبنا المناضل بكل شرائحه الذين يقفون ويتضامنون مع الأسري بشكل دائم ونحيي هذه الروح وهذا الإصرار الدائم حيث الانتفاضة المستمرة في سجون الاحتلال هي الأساس في كسب معركة الأسري وتحريرهم والاستمرار بالانتفاضة حتى إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية  ..
التحية لأمهات الأسري الذين يشاركون في الاعتصام الدائم المناهض  للاحتلال والمتضامن  مع الأسري وتحية إلي المؤسسات الحقوقية العربية والفلسطينية التي تناضل بشكل دائم من اجل حرية الأسري تحية كل التحية ألي ( جريدة الشعب الجزائرية ) التي تتبني إصدار ملحق بشكل دائم يعالج قضايا الأسري .. تحية إلي الإعلامية العربية (  أمينه دباش ) الرئيسة المديرة العامة ومسئولة النشر والي (رئيس التحرير مختار سعيدي ) والي ( المخرج الفني عبد الملك العلوي ) وكل العاملين بجريدة الشعب الجزائرية علي جهودهم حيث يواكبون بانتظام بإصدار ملحق صوت الأسير والقدس للعام الثالث علي التوالي أسبوعيا في محاولة لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء قضية الأسري قضية حية من اجل الحرية وتحريرهم من سجون الاحتلال في خطوة مهمة تساهم بفضح جرائم الاحتلال وتشكل رأي عام عربي داعم لنضال الشعب الفلسطيني من اجل نيل حريته وتقرير مصيره والاستمرار في انتفاضة الأسري من اجل الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها ..

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

إلعبوها صح المرة دى/ د. ماهر حبيب

أولا بأهنى المصريين الناصحين على المفاجأة السعيدة بصعود الفريق أحمد شفيق لجولة الأعادة فى معركة الرئاسة المصرية وصحيح أنا من أنصار شفيق وكان صوتى بالتأكيد ليه لكنى كنت حاطط أيدى على قلبى لأن الهجوم على الرجل كان فظيع و الإهانات غير محتملة  ولكن المعدن النفيس تصقله النار والرجل خرج من غبار الإهانة وقلة الأدب مرفوع الرأس وإنتصر إنتصارا مدويا حتى لو خسر المعركة النهائية.
لكن تعالوا نقارن بين شفيق ومرشح الإخوان الإستبن فشفيق دخل الصراع فى وجود عمر سليمان الرجل القوى ولم يكن شفيق إحتياطيا لسليمان بينما مرسى دخل الإنتخابات بالصدفة لما حسوا إن مرشحهم مش داخل الإنتخابات المرة دى فجابوا ليه محلل علشان يحتفظ للشاطر ببدلة الرئيس ويخلى باله على الكرسى إللى حا يلزق للإخوان 30 سنة وزى ما مبارك كان حا يورث الرئاسة لجمال كمان مرسى حا يورث الكرسى بالتبنى لغاية ما ينضفوا صحيفة سوابق الشاطر.
شفيق خرج فى الإعلام ببرنامج واضح هو إستعادة الأمن وتنضيف ميدان التحشيش حاليا التحرير سابقا وتطبيق المواطنة والمساواة بين أفراد الشعب المصرى والأهم هو إنه حا يظبط التعليم عن طريق إستقدام بيوت خبرة عالمية لتصليح حال التعليم المايل وزى ما عمل فى مطار مصر العظيم والتحفة قرر إنه حا يكرر التجربة لأهم نقطة فى مصر وهى التعليم وطبعا راجل زى شفيق ما عندوش عقدة إن السياحة حرام وبالتالى حا تشهد السياحة طفرة عظيمة لإنقاذ الإقتصاد المتهاوى.
نيجى على الناحية التانية راجل لا نعرفه ولا سمعنا صوته راجل ما كنش فى الصورة راجل يدين للسمع والطاعة للمرشد وحالف يمين الولاء على المصحف والمسدس راجل من جماعة الإخوان إللى بيقسموا حتى المسلمين أنفسهم لإخوانى وغير إخوانجى يبقى حا يعمل أيه فى باقى خلق الله ممكن حد يفهمنى على أى أساس الراجل ده يخش الإعادة ده برنامجه سرى وما نعرفش عنه حاجة لكن نقول أيه ما هو دى لعبة الصندوق والإنتخابات إللى بيجيدها الإخوان من زمان.
طبعا من حق الإخوان وإخواتهم السلفيين وأعضاء التكفير والهجرة والجهاد والقاعدة وحملة الأعلام السودا إنهم ينتخبوا مرسى علشان فكرهم وهدفهم إقامة الخلافة وتولى المرشد أمور المؤمنين فقط لكن المصيبة إللى جاية من شباب التحرير وأتباعهم ( مش قصدى عصافير أمن الدولة ولا أعضاء لجنة السياسات المخفيين) حا يكرروا نفس غلطتهم من ساعة 11 فبراير لما قعدوا يندبوا ويصوتوا ويخرجوا من جمعة لجمعة ومليونية ورا مليونية ونسيوا يروحوا بيوتهم ويتفرجوا على التلفيزيون وإن زمايلهم الإخوان سابوا الميدان من زمان ولهطوا التورتة كلها وما سابوش ليهم حتى حتة قشطة صغيرة وبنفس الغباوة أتوقع إنهم حا يسلموا دقنهم للإخوان إللى حا يسحلوهم بعدين لما الرئيس الإخوانى يبعت قانون السحل لأعضاء مجلس الندامة الإخوانى إللى حا يوافق عليه بالأغلبية ويبعتوه لوزير الداخلية الإخوانى علشان ينفذه وطبعا حبايبنا بتوع ميدان فى التحرير قاعدين فى الميدان يمكن يبعتوا لهم ساندوتش كنتاكى أو حواووشى من شارع مجلس الشعب لكن اللحمة خلصت والمولد إنفض وبرضه لسه مش عارفين هما بينضحك عليهم ليه مع إنهم غلابة لكن مش عارفين إن الطريق إلى جهنم الإخوان مفروش بالنوايا الحسنة ومعارك محمد محمود والعباسية وياريت حد يوشوشهم فى ودانهم ويقول لهم الغلطة الجاية بورطة ومش حا ينفع الندم بعد الفاس حا تقع فى الراس ولكنهم يؤمنون إن التكرار بيعلم الشطار يا شطار ولكننا بنقول لكم بأعلى الصوت إلعبوها صح المرة دى


عيش ، حرية ،عدالة اجتماعية/ حسن سعد حسن

لقد ارتضينا جميعاً بالديمقراطية
وحكم الصندوق
فيجب علينا احترام ما أفصح عنه ،وحكم به
ولنعلم جميعاً بأن مصر لا يمكن أن تعود للخلف مهما كان
وأن الرئيس القادم مهما كان عليه أن يحترم الشعب ،وكلمته
وعليه أن يعلم علم اليقين أن بقاءة على كرسى رئاسة مصر ليس للأبد
ولكنه بقاء مرهون بحب الشعب له ورضاه عنه فلو لبى، واستجاب ،وحقق ما أراد المواطن ،وحلم به  ،وحافظ على كرامته واستمع لنقده ،وسارع ليعالج أوجاعه قبل أن تخرج أهاته ووفر له الاّمن، والاّمان، والغذاء، والكساء، وفرص العمل وغيره من المطالب
ولم يقصف قلماً، ولم يكمم فماً ،ولم يحجر على حرية كائناً من كان
أى حقق ما خرجت تنادى به الجموع الحاشدة فى كل ميدان
 (عيش ،حرية ،عدالة اجتماعية )
ظل على كرسى الرئاسة حتى تحين لحظة انتهاء مدة ولايته
أما لو خُيل إليه أنه جاء ليبقى ،وأنه فرعون مصرالجديد و جاء ليقول ما قال فرعون،وظن أن مصر ( عزبة ) له ولرجاله  وسلب خيراتها وباع ثرواتها وأهان كرامتها ،وسلب حريتها
فليعلم أن شعب مصر قادر ،وقوى وأنه شعب  عرف  كيف يعيد حقه ،وعرف ماذا يفعل ووعى الدرس تماماً
وعلى القادم إلى قصر العروبة أن يجمع كل القوى حوله ،ولا إقصاء لأحد مهما كان فكره وتوجهاته ومايؤمن به .
عليه أيضاً أن ينسى ما فات ،وما حدث له من البعض فليس مقامه مقام تصفية الحسابات ،والثأر من هذا أو ذاك فعليه أن يجمع لا يفرق .
عليه أن يعلم أنه رئيس لدولة كبيرة ،وعظيمة ،وعريقة فليكن تصرفاته، وأقواله ،وقراراته كلها على نفس المكانة.
عليه أن ينسى انتمائه لحزبه أو جماعته التى ينتمى إليها فهو رئيس لمصر، ولكل المصريين ،وليس لطائفة دون اّخرى
عليه أن يعلم أن العظمة لله وحد ه وأنه ليس بملهم، وأن قوله قول البشر يحتمل الصواب ،ويحتمل الخطا
ومن حق الجميع نقده فى غير تجريح ،ولا إساءة .
وعليه أن يتجنب ثناء هواة الطبل، والزمر، وأصحاب الحناجر الهاتفة له ليل نهار راجية عطاياه، ومنحه
عليه أن يكون القوة للضعفاء ،والستر للعراة، والملاذالاّمن  للخائفين ،وكلمة الحق، والعدل للمظلومين
عليه أن ينزل من برجه المحصن الحصين إلى كل شارع، وحارة يشاهد أحوال الناس
 وألا ينتظر تقارير من هنا أو هناك فالعين أصدق من الورق أحياناً

عزيزى رئيس مصر القادم
لقد جئت بإرادة الشعب ،وستبقى بإرادة الشعب ،وسترحل بإرادة الشعب متى أراد

تركيا آردوغان.. قائد اسلاموي التوجه لشعب مغلق ثقافيا/ سامي البدري

- صحفي وروائي عراقي
كإعلامي محترف، أسجل بادئ ذي بدء، أن ليس أخطر من دور الاعلام في التضليل وعكس الحقائق وإعطاء الصورة المناقضة للواقع... وخاصة عندما تتحول وسائل الاعلام إلى أداة بيد زعيم متسلط من دول العالم الثالث والدول النامية، فطم على نمط ونسق ثقافي ذي خلفية دينية متعصبة، فكرا وثقافة وممارسة، كالزعيم التركي، الاسلاموي التوجه والثقافة، رجب طيب آردوغان.
دولة بوليسية السلوك والتعامل
______________________
على عكس جميع طروحات حزب العدالة والتنمية وزعيمه، رجب طيب آردوغان، الذي يترأس الآن الحكومة التركية، في الانفتاح الثقافي والديمقراطية والابتعاد عن النهج البوليسي، المعروف عن سلوك وثقافة الدولة التركية، وبغض النظر عن الإرث التاريخي لمنهج ورؤية هذا الحزب وزعيمه التي ترجع إلى (في أسسها الثقافية والفكرية) إلى الرؤية الاسلاموية التي قامت عليها - في المنهج والسلوك - السلطنة العثمانية، كدولة إستعمار، متخذة من الاسلام برقعا وغطاء تمكنت من خلاله بسط نفوذها الاستعماري على الدول العربية الاسلامية لمدة خمسمائة من الاعوام العجاف التي مازالت الشعوب العربية تدفع ثمن إضطهادها وجبروتها وابتزازها الاقتصادي والثقافي إلى الآن، أقول على عكس جميع طروحات هذا الرجل في الانفتاح والديمقراطية، فإن كل ممارسة حكومية يواجهها الداخل إلى تركيا تناقض كل ما تشيعه عن سلوكه الحكومي - هو بالذات كرئيس للحكومة التركية الحالية - ماكنته الاعلامية وتصريحاته في التحرر والديمقراطية وترك النهج البوليسي الذي طبع سلوك ونهج وممارسة الدولة التركية منذ قيام السلطنة الاسلاموية فيها والى يومنا هذا. فأمام شباك جوازات المعبر الحدودي العراقي التركي عاملني رجل البوليس الذي ختم لي جواز سفري بكل جفاء وخشونة وإستنكف أن يعيد إلي جواز سفري بيده، فقد رماه بنفور قريبا من يديه دون أن يشير حتى إلي بأخذه.. كما واجهتني ورقة ملصقة على زجاج النافذة التي تفصلني عنه مكتوبة باللغة العربية (موجهة للزائرين والسياح العراقيين) تؤكد على أن الحكومة التركية تمنع موظفيها من أخذ الرشى من الزائرين والسياح العراقيين وتطلب منهم الابلاغ عن أي مطالبة لموظفيها بها، وهذا إنما يدل أن عملية إبتزاز السياح العراقيين مشاعة بين موظفي جوازات المعبر الحدودي بين العراق وتركيا، وإلى الحد الذي أجبر السلطات الأمنية العليا على لصق تلك اليافطة الصغيرة على شباك ذلك الموظف الذي لا يرد تحية زائري بلاده. ومشكلة التعامل البوليسي الجافة عينها واجهتني عندما رغبت بتمديد مدة تأشيرة دخولي إلى الجمهورية التركية؛ ومثل هذا الاجراء يتم في تركيا في دائرة البوليس المركزية في المدن التركية، والتي يطلق عليها تسمية (أمنيات) العربية الأصل، والتي تعني في اللغة العربية والتركية مديرية الامن المركزي. ففي مدينة جرم (بوضع ثلاث نقاط تجت حرف الجيم) واجهني رجل بوليس عصبي المزاج وحاد الطباع، إسمه حسن (وهو اسم عربي ذي خلفية دينية متأتية من اسم الحسن بن علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين في الدولة الاسلامية الغابرة) ليصرخ بي : ماذا تريد؟ فقلت أريد تمديد تأشيرة الدخول لشهرين إضافيين، فسألني ولم تمددها؟ قلت من أجل إكمال جولتي السياحية في تركيا، فسألني متصنعا الدهشة والاستغراب: سياحة في مدينة جرم؟! (وهو يعني أن مدينة جرم ليست سياحية) فقلت: لا ليس مدينة جرم تحديدا إلا أني الان هنا وأحتاج أن أمدد تأشيرتي كي لا اتجاوز على القانون، ثم سألته: هل ثمة ما يمنع مدينة جرم من تمديد تأشيرتي قانونيا، فزمجر بوجهي: إذهب وأصطحب مترجما من اللغة العربية إلى التركية فقلت أنا أولا أجيد اللغة الانكليزية، وهي لغة التواصل العالمية بين جميع شعوب الأرض وهذا يحتم على دائرة حكومية في بلد سياحي مثل تركيا توفير موظفين يجيدون هذه اللغة من أجل قضاء حاجات السياح الأجانب أولا، وثانيا من أين لي أنا السائح أن أتعرف على مترجم يجيد اللغة العربية في مدينة أنا أزورها سائحا؟ هز رأسه ممتعضا دلالة على عدم فهمه للغتي الانكليزية وكرر بصوته الحجري: هات ترجمان.. هيا إذهب! وهذه المقابلة اللاحضارية هي التي أوقفتني أمام حقيقة المأزق الثقافي الذي يعيشه الشعب التركي: الانغلاق وعدم الانفتاح على الثقافات الاخرى!
إنغلاق ثقافي!
___________
تلك المقابلة اللاحضارية مع رجل البوليس التركي في دائرة أمنيات مدينة (جرم) هي التي قادتني للوقوف على حقيقة المأزق الثقافي الذي تعيشه تركيا: الإنغلاق على ثقافة اللغة التركية والرفض العصبي لباقي ثقافات شعوب الأرض.. فجولة بحثي عن مترجم عربي/ تركي في شوارع مدينة (جرم) أوضحت لي، وبعد إسبوع من البحث، أن ليس من رجل أو إمرأة في المدينة كلها يجيد اللغة الانكليزية، بما فيهم مجموعة الصحفيين الذين يديرون إحدى صحف المدينة المحلية... ولكم أن تتخيلوا أن صحيفة تطبع أكثر من عشرة آلاف نسخة يوميا ليس بين موظفيها شخصا واحدا يجيد اللغة الانكليزية وليس فيها قسما للترجمة من الاساس! الشخصان الوحيدان اللذان إلتقيتهما وكانا يجيدان بعض جمل اللغة الانكليزية غير المترابطة، وبشكلها المدرسي البسيط، كانا طالبين جامعيين من خارج المدينة! أحد الشابين، وهو طالب يدرس نظم المعلومات في جامعة مدينة (جرم) كما أخبرني، إلتقيته في إحتفالية كان يقيمها الحزب السياسي الذي ينتمي إليه بمناسبة ذكرى وفاة زعيم الحزب المؤسس، (وهو أحد رؤساء الجمهورية التركية السابقين) سألته عن سبب عدم إجادة نسبة كبيرة جدا من الشعب التركي للغة الانكليزية فرد علي بجواب إفتراضي رجح فيه أن يكون أهل مدينتي أنقرة وإستنبول يجيدون اللغة الانكليزية، بصفتهما عاصمتين فقط، فقلت هذا مجرد إفتراض لأني عانيت مشكلة اللغة ذاتها في أنقرة وإستنبول فعاد للقول: (نحن فعلا لا نهتم بتعلم اللغات الأجنبية وحتى في نظامنا التعليمي في المدارس والجامعات) فسألته إن كان الأمر يتعلق بقرار سياسي يعود لقرارات ثورة الزعيم مصطفى أتاتورك، (الذي تزين صوره وتماثيله جميع واجهات البنايات والمدارس الحكومية وبالشكل الذي يدلل على سطوة حضوره كزعيم عسكري وثوري على طريقة دول العالم الثالث) فأجاب بخجل ظاهر: بصراحة لا أعرف!
أما الشاب الثاني، وهو يدرس الهندسة الميكانيكية في جامعة لم يسمها، فكان أكثر صراحة وأرجع السبب إلى خلل ثقافي في الرؤية القومية لعموم الشعب التركي وهو متأتي، كما قال، من عملية إنغلاق على الثقافة المحلية والتوجس من الآخر، حتى لو كان مشابها في الدين، كالعرب مثلا!
الطريف إن الطالبين كانا يجهلان تاريخ بلادهما لحقبة ما قبل ثورة مصطفى أتاتورك؛ وعندما أخبرتهما أن والدي أنا كان قد درس الطب البيطري في الإستانه، كاحد ضباط الجيش التركي أيام الإحتلال التركي لبلدي وباقي الدول العربية أيام حكم سلاطين بني عثمان، أستغربا كثيرا أن يكون بلدهما إستعماريا في مرحلة سابقة من تاريخه القريب، وحتى نهاية العقدين الأولين من القرن العشرين فقط.
رقابة بوليسية!
__________
لعلي لا أكشف سرا إذا ما قلت أن المؤسسة العسكرية، فكرا وممارسة، مازالت مهيمنة على حياة تركيا العامة، وصيغة وطريقة نظام الحكم فيها.. وهذا ما كشفته وتكشفه سعة تدخلات المؤسسة العسكرية في حياتها السياسية والعامة على حد سواء، عبر سلسلة الانقلابات العسكرية والتدخلات المباشرة لهذه المؤسسة العتيدة في تحديد شكل نظام الحكم وتوجهاته الايديولوجية، حتى بعد إذعان هذه المؤسسة لشكل الحياة الحزبية ونظام الانتخابات الحرة، التي ناضلت الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني من أجل فرضها عليها، كصيغة حضارية وديمقراطية لتداول السلطة في الحياة السياسية للمجتمع التركي، رغم تمثيل هذه الموسسة - العسكرية أعني - للصيغة والنهج العلماني لشكل الحكم ونظام الدولة وتوجهها الفكري والايديولوجي.
فهذه المؤسسة، ولعهد قريب جدا من أواخر القرن العشرين مارست صيغة الانقلابات العسكرية من أجل فرض إرادتها وقراراتها على شكل الدولة وحكوماتها المدنية المنتخبة بما يجعل لها النصيب الأوفر في صناعة القرارت السياسية الداخلية والخارجية، تحت شعار الحفاظ على الشكل العلماني لهوية الدولة، والذي فرضه زعيمها الروحي وقائدها العسكري، مصطفى أتاتورك، في إنقلابه على نظام السلطنة الذي كان يحكم البلاد عام 1924 .
أول شكل واجهني لهذه الرقابة التعسفية كان بإغلاق هاتفيّ الخاصين بعد دخولي لتركيا بثلاثة أيام فقط.. وعندما راجعت أحد فروع الشركة التي إشتريت منها خط الهاتف قال لي أحد موظفيها: أنت يا بنجي (أي أجنبي) وهذا إجراء معمول فيه وعليك مراجعة (المختار ) للحصول منه على إذن لإستخدام هاتفك الخاص لأتمكن من إعادة فتحه لك من جديد وبعد مرور ثلاثة أيام كاملة من تاريخ تقديم طلب إعادة فتحه! كلفني أمر مراجعة (المختار) أربعين ليرة تركية كأجور للتاكسي وليرتين كأجر لورقة الاذن من المختار، وعشر ليرات كاملة لفرع الشركة كأجرة لإعادة فتح هاتفي الخاص... وأيضا ثلاثة أيام من العزل والحرمان من إستخدام هاتفي الشخصي! فبأي دولة أخرى معمول بإجراء غلق الهاتف ( أؤكد هنا على أن الإغلاق كان لجهاز الهاتف وليس لشريحة خط الاتصال، وهذا من أجل منع المستخدم من إستخدامه بشراء شريحة خط جديد) لحين تسجيل الهاتف في سجلات الامن الرقابية ووضعه تحت الرقابة المباشرة؟!
الأمر الرقابي الثاني الذي واجهني في مجال الاتصال أيضا كان بمحاولة حصولي على شريحة الاتصال بالانترنيت؛ إذ رفضت شركة فودافون بيعي تلك الشريحة لأني يابنجي (أجنبي) رفضا قاطعا! وبعد جهد باعني أحد فروع شركة (ترك سيل) شريحة خط بإسم تركي وهمي وبسعر مائة وخمسون ليرة، رغم إنه كان معروضا للاتراك بسعر خمسة وستون ليرة فقط... وطبعا هذا السعر من دون سعر تعبئة رصيد أو ثمن إستخدام خدمة الانترنيت!
الخطوة الرقابية التي فاجئتني كانت بعد فتحي لخدمة الانترنيت على خدمة شركة (ترك سيل) إذ وجدت أن مواقعا كثيرة مغلقة، وأولها طبعا المواقع الاباحية، وهذا يأتي إنسجاما مع التوجه الايديولوجي لحزب العدالة والتنمية ورئيسه الذي يحكم البلاد حاليا بتوجههما الديني الذي كسبا به أصوات الناخبين القرويين وغير المتعلمين والمناهضين لفكر ونهج الدولة العلمانية اللذين فرض قواعدهما مصطفى أتاتورك على حياة الشعب التركي المسلم الثقافة والنهج، والذي لا يرى فيها غير الالحاد والابتعاد عن روح الدين والشريعة الاسلامية، هذه الرؤية التي أوصلت حزب العدالة والتنمية ورئيسه، رجب طيب آردوغان إلى السلطة، ونجحا في الفوز بها عبر عزفه على وتر هذه المشاعر التي حوربت لعقود، أيام تمسك الدولة ومؤسستها العسكرية بنهج الاتاتوركية العلماني المقنن للمظاهر الدينية على مستوى وجه الدولة ومؤسساتها الرسمية.. وطبعا تأتي هذه العودة إلى قوالب الدولة الدينية، على خلاف رغبة المؤسسة العسكرية الحريصة على النهج العلماني، وأيضا على خلاف ثقافة الانفتاح التي تمارسها أجيال الشباب والشابات في المجتمع والذين تصادفهم في عطفات الشوارع والحدائق العامة وهم يتبادلون القبل والملامسات بحرارة جنسية توقظ الفضول.
عضوية الاتحاد الاوربي بين تطلع الدولة التركية وإرثها الثقافي
_______________________________________
لطالما شغلني السؤال التالي: لماذا ترفض دول الاتحاد الاوربي إنضمام تركيا إلى منظومتها الاقتصادية والثقافية (كثقافة أوربية واضحة المعالم والصفات والاسس)؟ وبصياغة ثانية أكثر قربا وملامسة: هل فعلا تركيا مؤهلة ثقافيا وتنظيميا ونظاما وروحا للإنضمام إلى الاتحاد الاوربي؟ وما هي الموانع الحقيقية التي تمنع أوربا من قبول عضوية تركيا في منظومة الاتحاد الاوربي؟
وأعتذر للقارئ العزيز سلفا في أن إجابتي على هذين السؤالين سأبنيها على مشاهدتي وقراءتي الشخصية تحديدا وبعيدا عن الاسباب التي أعلنها ويعلنها الاتحاد الاوربي.
في تقديري أن أهم أسباب رفض الاتحاد الاوربي لقبول إنضواء الدولة التركية تحت سماء منظومته هو النهج العسكرتاري والبوليسي الذي يهيمن على روح الدولة والمؤسسات الحاكمة في تركيا.. فمؤسسة الدولة التركية، ورغم أن حكوماتها الاخيرة جاءت إلى سدة الحكم عن طريق صناديق الانتخابات إلا أن روح النظام المبسوط والقانون المطبق يقوم على روح القمع والرقابة البوليسية الدقيقة لكافة شؤون المواطن التركي وعلى الضد من حقوقه المدنية والانسانية في حرية الضمير وحق التعبير عن رأيه، وخاصة فيما يتعلق في حرية المعتقد الديني الذي تفرضه الدولة، بإعتبار أن الاسلام دين الأغلبية ودين الحزب الحاكم حاليا؛ وهو - الدين - كان وسيلة وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، عن طريق دغدغته للمشاعر الدينية للأغلبية غير المثقفة من شرائح الشعب، بعد عقود تعليقها أو كبتها في ظل علمانية الدولة والنهج الاتاتوركي. وبمعنى آخر فإني أرى أن أكثر ما يرفضه الاتحاد الاوربي في تركيا هو عدم علمية وعقلانية ثقافتها، وخاصة على الصعيد المؤسساتي وعلى صعيد الاسس التي يرتكز عليها بناء الدولة التركية.. فكيف لأوربا أن تثق (برصانة) دولة تقبل من حزبها الحاكم أن يتخذ من مشاعر العوام الدينية وسيلة للوصول إلى السلطة، ومن شعب تكون أغلبيته على إستعداد لقبول مثل هذه الخديعة؟
الدين يحفظه إيمان أتباعه لا قرارت حكومية ولا قوانين تحاسب الضمائر على معتقداتها.. وبالتأكيد فإن الحكومة التي تدين بدين الأغلبية وتتخذ منه وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية والسلطوية ستكون على إستعداد لعدم إحترام أديان ومعتقدات ألأقليات الدينية التي تشكل جزءا من نسيج المجتمع، وربما حتى إضطهادها، فيما لو خدمها هذا الاضطهاد في تحقيق المزيد من مصالحها السياسية.
المعوق الثقافي الآخر الذي شخصته، حسب مشاهداتي، كان حرص المؤسسة التعليمية التركية على ثقافة المجتمع المنغلقة، وخاصة فيما يتعلق بقلة الاهتمام بتعليم طلبة المدارس للغات الاجنبية وإجبارهم على المشاركة في الاحتفالات الرسمية التي تمجد المناسبات والرموز التاريخية والشخصيات العسكرية والسياسية.. وأذكر هنا أن أغلب التماثيل التي صادفتها في الشوارع والساحات العامة، والتي تتصدر واجهات البنايات العامة والمرافق التابعة للدولة، كانت لشخصيات عسكرية (بالبزة العسكرية) ولمجسمات المعارك والحروب والجنود الذين يشهرون سلاحهم، أمام القلة القليلة جدا من الرموز والشخصيات الفكرية والأدبية، كالشعراء والفنانين والكتاب.
وفي إستطلاع سريع أجريته على المكتبات التي صادفتني في شوارع المدن التركية (وهي قليلة فعلا قياسا إلى تعداد الشعب التركي) شكا جميع أصحاب تلك المكتبات من قلة مبيعات الكتب، كما أني لم ألحظ وجودا لكتب باللغات الانكليزية والفرنسية، على سبيل المثال، بين معروضاتها أبدا.. فهل شعب بمثل هذا الانغلاق الثقافي هو مؤهل فعلا لدخول المنظومة الأوربية وأن يحسب على ثقافتها؟
والأمر المهم الآخر الذي لفت نظري هو كثرة إنتشار المؤسسات العسكرية، المحروسة من قبل جنود مدججين بالسلاح في وسط المدن التركية، وهذا دليل واضح على على هيمنة المؤسسة العسكرية من ناحية، وعلى عدم الاستقرار السياسي أو هشاشته من ناحية أخرى؛ قياسا إلى حالة الاستقرار السياسي التي تعيشها أوربا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي النهاية أقول أني لا أنكر أن الاقتصاد التركي قد شهد نموا لا بأس به خلال اعوام حكم حزب العدالة والتنمية بالذات وأنها تشهد حالة بناء واضحة... ولكن هل هذا يكفي لدخولها الاتحاد الاوربي أمام حالة التدهور والانغلاق الثقافيين اللذين تعيشهما، على صعيد المؤسسات والأفراد على حد سواء؟

S_albadri60@hotmail.com


حزب الله الإرهابي وكذبة تحرير الجنوب/ الياس بجاني


مما لا شك فيه إن احتفالات الكذب والنفاق والتعمية بما يسمى "تحرير الجنوب" سنة 2000 من الاحتلال الإسرائيلي هي مهرجانات فلكلورية وإعلامية ومسرحيات هزلية مفبركة ومفرغة من كل مضامين الحقيقة والمصداقية. فحزب السلاح الإيراني والإرهابي الذي يحتل لبنان حالياً بكل ما في الكلمة من معنى لم يحرر الجنوب، وإنما يحتله.
حزب الله، هذا الجيش الإيراني يقهر سكان الجنوب وقد حولهم إلى رهائن وأكياس رمل وجعل من مدنهم وقراهم جبهات إيرانية ملالوية عسكرية وعقائدية وجهادية، وبراميل بارود ستنفجر بهم ومعهم في أية مواجهة عسكرية مع إسرائيل التي كانت نشرت مرات عديدة عبر صحفها ومواقعها الألكترونية صور لمئات المواقع التي يخزن فيها الحزب أسلحته ومن بينها مستشفيات ومدارس ومؤسسات حكومة ومنازل وأماكن عبادة، وكل الوقائع على الأرض الموثقة بتقارير وصور وخرائط تؤكد هذه الحقائق المخيفة التي يتعامى عنها حكام لبنان المحكومين وغالبية الطاقم السياسي الجاحد والعفن بفكره وممارساته.
وفيما وصل العالم المتحضر إلى القمر وحقق من التقدم العلمي والتكنولوجي ما لم يكن يتصوره خيال بشري، نرى وللأسف أن قادة حزب الله المنسلخين عن الواقع والسابحين في أوهام الألوهية والنصر والتحرير والقدرات الخيالية يستعيرون خطاب ملالي إيران وبعث الشام البالي ويغرفون من خوابي مفردات عكاظية نتنة أجادها صدام حسين والصحاف وأحمد سعيد وتميزت بها عهود الظلامية والتخلف، وذلك ليخاطبوا بها أهلنا وكأن هؤلاء اللبنانيين لا عقل ولا فكر ولا اطلاع ولا ثقافة عندهم.

السيد حسن نصرالله بوقاحة متناهية يصف يوم غزوة عصاباته وبلطجيته بيروت والجبل عام 2008 باليوم المجيد، وهو أيضاً صاحب شعار "لو كنت أعلم" الفاضح، وهو من يفاخر أنه حرر الجنوب سنة 2000 وهزم الصهاينة في حرب تموز الانتحارية وهو من يدعي إن الله أوكل لحزبه حماية لبنان.
نصرالله هذا يستخف بذكاء اللبنانيين ويتجاهل عن سابق تصور وتصميم الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني ألا وهي أن حزبه الإٌيراني الإلهي الإرهابي لا حرر ولا انتصر، ولا هو مقاومة ولا ممانعة ولا من يحزنون، وإنما شُبِه له ذلك في بعض المخيلات الحالمة والعقول المريضة والمنغلقة والمغيبة عن الواقع المعاش.
 
من المحزن جداً أن خطاب حزب الله التحريري الكاذب والمنافق بامتياز يُفرح عقولاً كثيرة هي نفسها التي كانت احتفلت في شوارع بغداد، بعد هزيمة صدام حسين الأولى وقبل سقوطه، بتظاهرات تهتف للانتصارات التي حققتها أم المعارك؟ هذه العقول ما زالت تحنّ لسماع الخطاب الذي سمعه العرب قبل حرب الأيام الستة سنة 1967، والذي كان يلوح بـ"الظافر" و"القاهر" وبإلقاء اليهود في البحر، فيما الحكام العرب ومنذ سنة 1967 يسجلون التنازلات بعد التنازلات التي ترضي القتيل ولم يرضى بها القاتل! فالعقل الذي يتجاوب مع خطاب حزب الله هو عقل لا يزال يخاف الحقائق فيلجأ إلى الألوهية والسحر والشعوذة.

وحتى لا تتكرر عمليات ذبحنا كالأغنام وغزوات حزب الله لمدننا وجبالنا، وحتى لا تستنسخ حكايات حروب العرب الفاشلة مع إسرائيل وتحديداً حرب الـ67، صار من حقنا أن نقول كلبنانيين إننا لا نريد أن يموت أولادنا مرة أخرى وألا تتكرر حرب تموز المدمرة. وهنا نريد أن نقطع إجازة العقل ونطلب من القيادات اللبنانية بكافة أطيافها وقف مسلسل التكاذب والدجل والخروج من عقلية وفخاخ التقية والذمية. عليهم الشهادة للحق والإعلان بصوت عال أن حزب الله هو جيش إيراني يحتل لبنان ولم يحرر الجنوب بل يحتله.
نطالب قادة لبنان أن يخرجوا من أفخاخ الذمية والتقية ويعلنوا ويعترفوا علناً أن حزب الله لم ينتصر في حرب تموز، ولا هو مقاومة، إنما نتاج عسكري ميليشياوي أصولي لحقبة احتلال سوريا لوطن الأرز، وفرقة عسكرية إيرانية تحتل أراضي لبنانية وتقيم عليها وفيها مربعات أمنية ودويلات خارجة عن شرعية الدولة اللبنانية.

من هنا فإن احتفال "حزب الله" بعيد التحرير الوهمي هو إهانة للعقل ولتاريخ لبنان وهرطقة كبيرة، كما أن كل من يشاركه هذه الكذبة الفاضحة هو إما منافق وذمي ووصولي، وإما أصولي وملالوي يتبنى مشروع هذا الحزب بإقامة دولة ولاية الفقيه في لبنان.
وفي سياق نفاق واسخريوتية وطروادية حلفاء حزب الله الطفيليين الحاليين نستعير من أحدهم وهو الجنرال ميشال عون حليف السيد نصرالله "الورقي والفاهم والمتفهم"، نستعير مقاطع من قراءته الموثقة بقلمه لإنجاز تحرير الجنوب ومبررات سلاح حزب الله الكاذبة. هذا طبعاً قبل أن ينقلب عون على ذاته ويقع في تجارب ابليس ويغتال تاريخه وينقض وعوده وعهوده طمعاً بمقتنيات أرضية فانية.

هذا بعض ما كتبه عون بقلمه: "حزب الله لم يحرر الجنوب، بل آخر تحريره 14 سنة". "إن الجنوب تحرر من أهله وأكبر دليل على ذلك أن أهل الجنوب موجودين في كل أنحاء العالم إلا في الجنوب". "لا سلاح ولا عقيدة ولا تمويل ولا قرار حزب الله لبناني" "مزارع شبعا كذبة". "وفي المناسبة ننصح لمن يريدون الاحتفاظ بالسلاح، بسحبه من الأيدي وخزنه، فمقاومة الاحتلال انتهت بزواله، ولا أمل بامتدادها إلى ما بعد الحدود، ولن يؤذي هذا السلاح بعد الآن سوى حامليه". "لماذا خافت النساء وهربت الأمهات مع أطفالهن إلى المخيمات الإسرائيلية، أليس الذي حدث هو نتيجة خطابات "بقر البطون في ألأسرة" على مرأى ومسمع من دولة تركض لاهثة وراء هذا الخطاب؟"
في الخلاصة إن المطلوب اليوم وقف مسلسل النفاق ولجم ألسنة المنافقين من تجار المقاومة والتحرير والممانعة وإخراج ملف أهلنا اللاجئين في إسرائيل من دهاليز السياسة  والتجني والإفتراء والمناكفات والمزايدات. الملف إنساني وحقوقي بحت، فليترفع الجميع عن الصغائر ويتعاملوا معه على هذا الأساس. ولكل القادة والسياسيين والمرجعيات في لبنان نقول: ارحموا ناسكم اللاجئين في إسرائيل، فكوا أسرهم، أعيدوهم إلى وطنهم وإلى كنف أهلهم وحافظوا على كراماتهم فكفاهم غربة وعذاب، وكفاهم ظلماً وذمية وتقية وتجنياً وتخلياً. إن العدل لا يعتبر عدلاً إلا إذا عم الجميع، فدعوا عدل وطن الأرز يشمل أبناءه المظلومين والمنسيين في إسرائيل.

تشريع نهب الاراضي الفلسطينية/ راسم عبيدات


..... أنا لا أعرف كيف لحكومة تشرعن ما يسمى بالبؤر الاستيطانية المسماة بغير الشرعية والمقامة على أراض فلسطينية خاصة،رغم وجود قرار لما يسمى بمحكمة العدل الإسرائيلية العليا بهدمها وإخلائها،أن تتحدث عن سلام أو أن يكون لها علاقة من قريب او بعيد بالسلام،وكذلك فهذه الشرعنة تثبت بالملموس وبما لا يضع مجالاً للشك بأن القضاء الإسرائيلي،وجد فقط من أجل خدمة وتشريع الممارسات الإسرائيلية والاحتلالية بحق الشعب الفلسطيني،من سن قوانين عنصرية إلى تشريع عمليات القتل وعزل الأسرى وتشديد ظروف اعتقالهم الى السماح باستخدام التعذيب في أقبية التحقيق وتشريعه،الى منح الحصانة لكل من يرتكب جريمة بحق الشعب الفلسطيني من جنود ومستوطني الاحتلال وغيرهم.

واليوم آخر تقليعات هذه الحكومة اليمينية المتطرفة هو إقرار وشرعنة البؤر الاستيطانية المقامة على أراض فلسطينية مغتصبتي "ميغرون" وجفعات اللبون" وغيرها.

 وهل هناك من عاقل في الجانب الفلسطيني ما زال يراهن على الخيار التفاوضي من أجل إسترداد أو إعادة حقوق للشعب الفلسطيني في ظل ما تقوم به حكومة الاحتلال من تصعيد وتكثيف للاستيطان في كل شبر من أراضي الضفة الغربية والقدس؟، ومن يراهن على ذلك فهو كمن يريد "طلب الدبس من قفا النمس" أو "حلب الثور"، فلم يعد يجدي الخيار التفاوضي والسلطة لا أسف على حلها ؟او رحيلها،فهي لا تمتلك من الصلاحيات اكثر من الادارة المدنية في زمن الاحتلال،وما يهم الاحتلال والأمريكان من وجودها وبقاءها هو التنسيق الأمني،وهنا أرى أن إكرام الميت دفنه، لا نريد ان نسمي على أنفسنا رئيس ووزراء  وألوية وعمداءوعقداء ..الخ، وهم لا يملكون لا حرية الحركة ولا التنقل او حتى اتخاذ القرار،أو حتى توفير الأمن للمواطن الفلسطيني،أو حتى منع هدم بيت أو اعتقال مواطن أو منع اقتحام قرية او مدينة،أو منع اعتقال مناضل فلسطيني حتى لو كان في عقر بيت السلطة.

 حكومة في ذكرى النكبة،تمارس قيادتها وحكومتها ومستوطنيها العربدة والزعرنة في شوارع مدينة القدس في مسيرات استفزازية، وتجبرتجار المدينة الفلسطينيين على اغلاق محلاتهم التجارية،وتعيق حركة تنقل المواطنين المقدسيين وتغلق الشوارع أمام حركة تنقلاتهم،وتقوم بزرع ألآلاف القبور الوهمية في الاراضي المحيطة بالمسجد الأقصى،وتزرع المزيد من البؤر الاستيطانية في قلب أحيائها العربية،وتصعد من وتيرة استيطانها في الضفة الغربية،وتخرج على القانون الدولي بكل صلف ووقاحة،لا نظن أن لها علاقة بالسلام لا من قريب أو بعيد،بل هي عملت على توسيع ائتلافها الحكومي من أجل مواصلة وتكثيف الاستيطان في كل جغرافيا فلسطين التاريخية،ورئيس وزراء حكومة الاحتلال"نتنياهو" يتحدث ويتبجح في ذكرى النكبة بأن القدس هي على حد زعمه قلب الدولة اليهودية،وهي غير خاضعة للتقسيم او الانسحاب منها،وكما هي القدس فستصبح غداً البؤرة الاستيطانية المسماة بالعشوائية"ميغرون" والمقامة على أرض فلسطينية خاصة قلب الدولة اليهودية،وبالتالي هدمها او اخلائها يشكل عملاً غير أخلاقي وتخلياً عن الحلم الصهيوني.

اسمعتم عن وقاحة أكثر من هذه الوقاحة؟؟،حكومة تشرعن نهب الأراضي الفلسطينية،وتضع قرارات محكمة عدلها العليا في سلة المهملات،ونحن ما زالت سلطتنا كمن"يشاهد الذئب ويقص على أثره"،ونعول على أن يكون هناك سلام مع مثل هذه الحكومة،والتي ردت على رسالة الرئيس ابو مازن بعد 18 عام من القحط والجدب والمفاوضات العبثية والعقيمة بتأكيد موقفها وخياراتها السابقة بتأبيد وشرعنة الاحتلال،مع منح الفلسطينيين صلاحيات أقل من صلاحيات الإدارة المدنية في عهد الاحتلال.

أعتقد ان هذه المواقف الصريحة والواضحة لا تحتاج منا الى معاجم طبقية لكي نفهمها،فهي تقول لنا بكل وضوح بأن أقصى ما نعطيه لكم من أرضكم ووطنكم هو فتات وكانتونات  معزولة،سموها كما شئتم إمبراطورية تعتاش عل ىموائد وأموال الدول المانحة،وترهن حياة ومعيشة شعب بأكمله لمؤسسات النهب الدولية من بنك وصندوق دوليين،شعب أصبحت الغالبية العظمى من موظفيه وأسرهم  همها الأول والأخير الراتب،والراتب رهن بالسلوك والمواقف الفلسطينية،تمنحنا اياه الدول المانحة ومؤسساتها الدولية وفق شهادة حسن سلوك لسلوكنا تقررها إسرائيل والولايات المتحدة وعليها يتوقف صرف الراتب او عدم صرفه،ونجتر حديث ممجوج عن دولة ومؤسساتها في ظل احتلال بغيض.

ونواصل تخبطنا وفقدان الرؤية نعدل وزارة ونرهق ميزانيات سلطتنا برتب ومناصب جديدة يترتب عليها نهب وهدر للمال العام،ومن ثم نتحدث عن اتفاق لإنهاء الانقسام وإقامة حكومة تكنوقراط  لمدة محدودة انا اشك انها سترى النور،فقوة الدفع الواقفة خلف الانقسام والمستفيدة من وجوده فلسطينيا وعربيا واقليميا ودوليا اكبر بكثير من القوى الساعية الى إنهائه،وفي كل مرة يجري فيها اتفاق محاصصة وبرعاية أموال النفط الخليجية،يتبخر هذا الاتفاق على صخرة الرفض الإسرائيلي- الأمريكي،واللتان تريدان ان يتضمن برنامج هذه الحكومة بنداً صريحاً بالاعتراف بالاتفاقيات السابقة،والتي لم تبقي إسرائيل منها سوى اسمها.

في ظل ما تقوم به حكومةالاحتلال من شرعنة لنهب الاراضي الفلسطينية واسرلة وتهويد لمدينة القدس،وانكشاف واضح لكل مواقفها وسفورها ورفضها ل  وخروجها على كل القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية،فإن أي عاقل افلسطيني يصل الى نتيجة واحدة، هي ضرورة بناء إستراتيجية فلسطينية جديدة،تغادر خانة ونهج المفاوضات العبثية والضارة،وتعيد الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني،وكذلك تنقل ملف القضية الفلسطينية برمتها الى هيئة الأمم المتحدة،وبما يخرج المفاوضات من مرجعيتها الثنائية،وشرط ذلك الأساس تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني عبر إنهاء بوابة وملف الانقسام المدمر،هذا الانقسام الذي ينتشر كالسرطان في الجسد الفلسطيني،بدون اجتثاثه واقتلاعه فإنه سيدمر كل الجسد الفلسطيني،وسيعطي الفرصة للاحتلال لكي يواصل مشروعه في زرع فلسطين بالاستيطان والمستوطنين،وبالتالي يتبدد مشروعنا الوطني وتضيع حقوقنا وقضيتنا.

النكبة المركّبة كمنتج لقيادة فاسدة/ سعيد الشيخ

في برنامج "الذاكرة السياسية" على فضائية العربية يطل المدعو محمد رشيد أو خالد سلام أو أسماء عديدة اخرى، بما ان الرجل هو شخص واحد ويحمل خمسة جوازات سفر من دول مختلفة.. المهم ان الرجل الذي كان مستشارا ماليا للراحل ياسر عرفات يدلي ما في ذاكرته من أحداث ومواقف تحيط بالكشف عن جولات المفاوضات ما بين الفلسطينيين من جهة والاسرائيليين والاميركيين من جهة أخرى والتي افضت كما هو معروف الى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية.
"الشعب الفلسطيني لم يخسر شيئا من هذه المفاوضات"!
يقول رشيد المتهم من قبل السلطة بأنه اختلس من خزائنها ملايين الدولارات...فيرد المتهم التهمة بكشفه ان رئيس السلطة وأولاده ايضا يكدسون الثروات من أموال الشعب الفلسطيني.
والشعب الفلسطيني لم يخسر شيئا؟!!
محمد رشيد لم يكن هو ولا أجداده او والديه في فلسطين عام 1948 ليشعر كيف الفلسطينيون عانوا من مرارة الخسران وهم يشاهدوا مدنهم وقراهم تسقط الواحدة تلو الاخرى بيد العصابات الصهيونية، حتى كانت لها هذه الدولة التي قامت على أراض فلسطينية أصيلة في التاريخ الفلسطيني...وذاكرة الالم هذه لم تظل محصورة في الجيل الفلسطيني الذي هجّر من فلسطين شريدا ولاجئا، بل هي تعيش مع كل الاجيال الفلسطينية لان روايتها ما زالت تنتقل من جيل الى جيل.
وهو لم يأت الى النضال الفلسطيني من المخيم حيث معاني النكبة تتجسد هناك بكل معاني القهر والحرمان مما يكسب النضال بعده الوجداني في هدف الحرية وتغيير الواقع المرير. لم يأت محمد رشيد الى الثورة الفلسطينية ثائرا بل موظفا في مؤسساتها له حساباته التي تختلف عن حسابات الثوار. وقد استطاع ان يوظف ذكاءه وفطنته ليختلس الملايين ويكدس ما كدسه من ثروة تفوق التوقعات ويفرّ من أراضي السلطة مطلّقا "النضال" وأهله.
والشعب الفلسطيني لم يخسر شيئا؟!!
محمد رشيد لم يحلم كما يحلم أبناء المخيمات خصوصا والفلسطينيون عموما .. هؤلاء الذين يتطلعون الى العودة الى ديارهم وممتلكاتهم في الوطن كتتويج لسنوات الكفاح .. اذ بالقيادة المتنفذة في منظمة التحرير تعترف بكيان العدو .. تعترف بالتوقيع والختم عن تنازلها عن المدن والقرى المحتلة ، وهنا مقتل الامل في حرمان الاجيال الفلسطينية من مجرد الحلم في ان يكون لها يوما للعودة، وتعود فيه الى حيفا وعكا وصفد وكل فلسطين التاريخية بعاصمتها القدس.
الخسارة المتأتية من المفاوضات مع العدو كانت نكبة جديدة مرّها يضاهي مرارة النكبة الاولى ان لم يكن أكثر ... حيث الاولى كانت من فعل الاغتصاب، وللضحايا حق المقاومة. أما الثانية فهي من فعل التخاذل والتواطؤ المريع. حيث تحيل القيادة الفلسطينية الحقوق الفلسطينية وتاريخ النضال والمقاومة الى هباء.
لم يكسب الشعب الفلسطيني من اتفاقيات اوسلو وملحقاتها شيئا ... تربح منها اسرائيل شرعية وجودها، ويخسر الفلسطينيون حق المطالبة بوطنهم التاريخي بمقابل هذه الملهاة التي اسمها سلطة وطنية.
من أين يفهم محمد رشيد وأمثاله هذه المعادلة طالما ان النضال كان بالنسبة اليهم هو البحث عن الثروة في هذه الثورة ... الخامدة.
أم ان الفهم يتعطّل امام بريق المال والمصالح الضيقة؟
----------------------------------------------------
كاتب وشاعر فلسطيني

مصر.. وكالة بدون بواب/ مجدى نجيب وهبة

** عندما خرج الشباب المصرى فى 25 يناير ، مطالبين بـ "حرية – عدالة – عيش" .. كانت مطالبهم هى الحفاظ على تراب هذا الوطن ، وعدم الإنسياق للفوضى ، أو هدم أى مؤسسات بالدولة .. فى الوقت الذى يطالبون فيه بإسقاط الفساد ، وإسقاط الحكومة التى فشلت فى تحقيق مطالبهم .. وإسقاط الإعلام الذى ترك مشاكلهم ، وجرى وراء مصالحه ، والبحث عن المادة الإعلانية ، أو تهديد وإبتزاز بعض رجال الأعمال بالدفع أو التشهير !!! ...
** ولأنها كانت فترة من أسوأ الفترات التى مرت بها مصر .. وسقطت القلاع الصناعية .. ووقف نمو الثروة الحيوانية .. وعانى الفلاح فى أرضه ، وفقدت الكثير من المحاصيل الزراعية .. تارة بسبب تبوير الأرض ، وتارة أخرى بسبب نقص المياه .. وتحولت مصر إلى أشباح ووكالة بدون بواب .. كان لا بد من ثورة.. أو إنقلاب عسكرى محدود سلمى على السلطة ، يسانده الشعب المصرى جميعا .. ولكن كان شعب مصر كما عودنا دائما .. رفيقا بوطنه ، محافظا على أمنه وسلامته .. لم يكن هدف الجمع الشعبى والبشرى الهائل ، للخروج يوم 25 يناير .. إلا تعبيرا صادقا عن الشعور باليأس والإحباط وفقدان الأمل !!! ..
** على الجانب الأخر .. كانت هناك الأفاعى وذئاب الجبل .. تراقب الموقف عن قرب .. وكانت هناك حركات ومنظمات سياسية وتخريبية ، تسعى منذ فترة طويلة لإسقاط الدولة .. بل وتتلقى دعم وتدريبات من بعض الأنظمة الإرهابية والمنتشرة فى "صربيا" ، و"أمريكا" ، و"بريطانيا" .. هذا بجانب العنصر الهام والمنظم ، وهو "جماعة الإخوان المسلمين" !!! ..
** أطلق شباب مصر الثائر الشرارة الأولى على الفساد وتدنى الأوضاع ، وسوء الخدمات ، التى إستغلتها كل القوى والمنظمات التخريبية ، وجماعة الإخوان المسلمين .. فى إشعال وحرق مصر بأكملها .. وإختفى شباب ثورة 25 يناير .. بعد أن بدأت تظهر زجاجات المولوتوف ، وطلقات الرصاص الحى .. وإختلط الحابل بالنابل ، وظلوا يزحفون حتى وصلوا إلى ميدان التحرير .. ليعلنوا إعتصامهم بالميدان .. وأن المظاهرة سلمية ... ويعلنوا مطالبهم .. لم يكن إعتصامهم بالتحرير هو بمحض الصدفة ، بل كان مخطط له ...
** لم يكن بالميدان سوى الإخوان المسلمين ، وميليشياتهم ، وبعض كوادر من منظمة حماس ، وحزب الله ، و6 إبريل ، والوطنية للتغيير ، وكفاية ... فرض كل هؤلاء سياجا أمنيا حول المعتصمين ، وعلت أصواتهم وهديرهم .. فى الوقت الذى وضعت خطة جهنمية للهجوم على أقسام الشرطة وحرقها ، وإخراج المساجين ، وسرقة الأسلحة .. والهجوم على مراكز الأمن المركزى ، وحرق سياراتهم ، لشل حركة الداخلية ، والهجوم على السجون بإستخدام الأسلحة النارية .. بل وصلت إلى هدم السجون بالبلدوزرات .. وقذف شرطة السجون بالأسلحة النارية ، والقنابل الحارقة .. وإستطاعوا تهريب ألاف من السجناء من جميع سجون مصر .. وقتل العديد من ضباط وجنود الشرطة .. وكان الهدف إحداث فوضى عارمة فى البلاد !! ..
** خرج الشعب المصرى لمواجهة هذه الفوضى .. وقالوا للبلطجية "سوف نحمى بيوتنا" .. وتكونت اللجان الشعبية .. فى الوقت الذى سلط الإعلام العفن أضواءه وكاميراته على ميدان التحرير ، ومنصة الميدان التى إستولى عليها زعماء الإخوان .. "محمد البلتاجى" ، و"عصام العريان" ، و"محمد المرسى" ، و"سعد الكتاتنى" ... وحضر خصيصا الشيخ "يوسف القرضاوى" ، الذى لم يستطيع دخول مصر منذ ثلاثين عاما .. إلا فى هذه اللحظة .. ورغم أنه نذير شؤم ، إلا أن الإخوان حملوه فوق الأعناق .. حيث إكتست سماء مصر بالبوم والغربان .. ولم يعد المسئولين أو الإعلام يروا فى مصر كلها إلا ميدان واحد فقط ، هو ميدان التحرير .. وإختار الإخوان و6 إبريل فى كل محافظة ، ميدان ليعلن تضامنه مع التحرير !! ..
** وظلت الأقسام محاصرة .. وتعرضت للحرق والسلب والنهب ، وقتل ضباط وجنود الشرطة ، وإقتحمت مكاتب أمن الدولة ، وسرقت ونهبت الملفات ، وحرقت البنوك ، ومحلات عديدة .. وقتل مواطنون عديدون .. وفكت صواميل القاهرة .. وتحولت مصر كلها إلى وكالة بلا صاحب .. وزاد سقف مطالب الإخوان بعد البيان الأول للمجلس العسكري ، بالوقوف مع المطالب المشروعة للثوار .. ويبدو أن المجلس العسكرى لم ينتبه لمن هم بالميدان .. الذين ظلوا ضيوفا على جميع القنوات المصرية والفضائية .. وكان أشهرهم الداعية "صفوت حجازى" بلقاءاته الإعلامية العديدة ، وإنتقاله من قناة إلى أخرى ، والذى حمل لقب "حانوتى الميدان" .. وظهر معه المستشار "ممدوح حمزة" ، و"فريدة الشوباشى" ، و"عمار على حسن" ، و"علاء الأسوانى" ، و"جمال فهمى" ، و"بلال فضل" ، و"مجدى الجلاد" ، و"جورج إسحق" ، والمتحولة "منى مكرم عبيد" ، والشمطاء "هالة سرحان" ، والناعمة "منى الشاذلى" ، والوافد "يسرى فودة" ، و"معتز مطر" ، و"ريم ماجد" ، و"دينا عبد الرحمن" ، و"مصطفى بكرى" ، و"محمود سعد" ، ونشطاء عديدون .. وفريق عمل قناة "أو تى فى" ، وقناة "الحياة 1 ، 2" ، وفريق "النيل الإخبارية" ، والقنوات المصرية ....
** كل هؤلاء .. إلا إعلامى واحد فقط .. هو الإعلامى الوطنى الشريف "تامر أمين" .. الذى ظل حريصا على أمن وسلامة الوطن ، باكيا على ما يحدث بين أبناء هذا الشعب .. وظل حريصا على نداءاته التى لم تنقطع للإحتكام للعقل ، والمحافظة على الوطن ، وإعطاء فرصة للتغيير السلمى ، والكف عن كل مظاهر الفوضى .. فالمحلات تسرق ، والمواطنين يقتلون ، والكنائس تهدم ، والفوضى تعم الشوارع !!! ..
** ولكن .. صمت الجميع .. ولم نسمع إلا أصوات العاهرات التى بدأ يعلو سقف مطالبها وبذاءاتها .. فقد سمعنا إحدى هؤلاء العاهرات ، وهى تسب الرئيس "مبارك" ، بينما كان مازال رئيس الدولة عبر أحد القنوات الإعلامية المأجورة .. إنفرط الخيط الذى يربط المؤسسات المصرية .. وسقطت الشرطة .. ولم يعد أمام الشعب إلا الجيش .. وكان الإخوان أمكر الماكرين ، ومعهم هذه المجموعات التخريبية .. فرفعوا لافتات "الجيش والشعب إيد واحدة"!!! .. بينما خرج الشعب المصرى الأصيل فى كل ميادين مصر ، رافعين الأعلام المصرية ، وليس الفلسطينية أو السعودية .. وحملوا شعارات "الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة" ..
** وإبتلع المجلس العسكرى الطعم .. ولم يدركوا أن رفع شعار "الشعب والجيش إيد واحدة" ، هو شعار ماكر .. يقصدون به هدم مؤسسة الشرطة ووزارة الداخلية وأمن مصر .. حتى وصل إلى الهجوم على المبنى ، والتبول على أسواره .. والإعلام ينقل كل هذه الأحداث .. وكانه ينقل مباراة للمصارعة الحرة .. أو أحداث فى دولة أخرى خارج مصر .. رغم أن هذه الواقعة ستعتبر وصمة عار فى جبين جهاز الشرطة ..
** ولكن .. من المسئول ؟!! .. هل تحول مصر إلى وكالة بدون بواب .. هى التى منحت الفرصة لكل هذه الحشرات والأفاعى والكلاب أن تنهش فى عرض الوطن ؟!!!!
** لقد تلخص المشهد بسعادة أمريكا فى إسقاط النظام .. ثم هدم الدولة .. وإسقاط مؤسساتها .. وقدمت الدعم المالى التى أعلنت عنه "آن باترسون" ، السفيرة الأمريكية بمصر ، أو وزيرة خارجية أمريكا "هيلارى كلينتون" ، أو السيناتور "جون كيرى" .. وقد وصلت أرقام تمويل هذه المنظمات التخريبية ، وجماعة الإخوان المسلمين إلى أكثر من مليار ونصف مليار دولار .. بل وقدمت أمريكا المكافأت .. وأعطت تأشيرات لزيارة أمريكا لكل أعضاء هذه المنظمات أو الحركات التخريبية .. فى الوقت الذى كانت لا تسمح ، بل وترفض إعطاء تأشيرة لأى مواطن مصرى للسفر لأمريكا ..
** وبدأت تظهر البشاير .. فالفوضى فى كل مكان .. والبلطجة سائدة .. وخرجت كل رموز الشر من السجون والمعتقلات ، وأصبحوا متحدثين بإسم الشعب المصرى ، ونجوم فى الفضائيات ... ونتيجة لكل هذه الفوضى .. رأينا مجلس الإخوان المسلمين ، والسلفيين .. الذي لا يمكن أن نطلق عليه "مجلس الشعب" ، حتى لو كان فى قمة فساده .. فما نراه هو مجلس "الجماعة" .. يخططون للجماعة .. ويفصلون القوانين للجماعة .. ويتلقون الأوامر من المرشد العام .. ويهرولون إلى كل وسائل الإعلام .. بعد محاولة تحسين صورتهم .. وطمس معالم وجوههم .. وتهذيب لحاهم .. وإرتداء البدل ورابطة العنق .. وبدأوا يستخدمون منظف الأسنان بدلا من المسواك .. ويضعون العطور .. وتحولوا بين يوم وليلة من إرهابيين ، وجماعات محظورة .. إلى قادة وثوار وأبطال ..
** وبدأوا مسلسل الإدانة للزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" وإسقاط شعبيته .. كما جاء الدور على بطل الحرب والسلام "محمد أنور السادات" .. والذى وصفه أحد المرشحين الإسلاميين لرئاسة الجمهورية "عبد المنعم أبو الفتوح" ، بالخائن المنبطح الذى سلم فلسطين لليهود .. لنعود لنغمة "بالروح بالدم .. نفديك يافلسطين" .. وتفتح أبواب مصر لمنظمة حماس الإرهابية .. والجهاد الإسلامى .. وتنظيم القاعدة .. والدعوة لتكريم د. "أيمن الظواهرى" .. وعمل تمثال لقائد تنظيم القاعدة ، الراحل "أسامة بن لادن" .. بدلا من تمثال الزعيم "محمد فريد" !!!ّ ..
** وبعد السطو على رئاسة الدولة .. لا قدر الله .. سيطالبون بوضع تمثال الأب الروحى للإخوان المسلمين "حسن البنا" ، فى وسط ميدان رمسيس .. ليجعلوه مزار لكل القادمين إلى الميدان .. ثم يعقب ذلك تمثالا أخر للشيخ "سيد قطب" .. ثم نبدأ فى عرض تشريفى لأسماء كبار ومرشدين الإخوان "حسن الهضيبى .. مهدى عاكف .. محمد بديع" !!! ..
** بالطبع .. هذه الصورة الظلامية سوف تحدث .. لو لم يحسم الجيش المصرى هذه المهازل .. ويعلم الجميع أن مصر لها صاحب .. ولها قائد .. ولها شعب .. وليست وكالة بدون بواب !!!!!! ...
صوت الأقباط المصريين

قبلة صحفية على جبين دبــــــــــــي/ د. عبدالله المدني

عدتُ توا من دبي بعد أن شاركت مع زميلات وزملاء من الأسرة الصحفية البحرينية في أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى الصحافة العربية، فوجدت لزاما عليّ أن أشارك القراء في بعض ما إلتقطته عيناي و سمعته أذناي.
لست هنا، بصدد وصف دبي، وما أنجزته أو ما تتمتع به من جمال ورونق، وتنظيم وبهاء، ورخاء وإزدهار، وإستقرار وأمن مستتب، وبنية تحتية راقية، وتسهيلات خدمية على أعلى المستويات، فهذه باتت من الأشياء البديهية التي تقابلك بمجرد وصولك إلى مطارها، بل باتت من الأشياء التي وصل صداها إلى أطراف المعمورة، إلى الدرجة التي صرنا معها نقول للغريب حينما يستفسر عن موقع بلادنا الصغيرة "إنها بالقرب من دبي"، من بعد أن عشنا دهرا كنا نقول فيه أنها بجوار السعودية أو الكويت. نعم، لقد صار حلم كل فرد، سواء في الغرب المتقدم أو في الشرق الصاعد أن تطأ أقدامه أرض دبي ليرى رؤية العين ما سمع أو قرأ عنها.
لقد تغير الزمن كثيرا، فما كان قبل أربعة عقود فقط جزءا من "ساحل متصالح" تتناثر على أرضه أبنية طينية متواضعة، ووطنا لا يعرفه أحد خارج نطاق بحيرة الخليج، وإمارة فقيرة في بنيتها التحتية، طاردة لمواطنيها، غير جاذبة للأجنبي، بطيئة في حراكها اليومي، كئيبة في شكلها ومظهرها الخارجي، صارت تنافس اليوم سنغافورة وهونغ كونغ، في السياحة والتجارة والخدمات والمرافق والإنشاءات والمواصلات وناطحات السحاب والمهرجانات والأضواء والإستثمارات الأجنبية، بل صار يصفها الغربيون بأنها مكان يجد فيه الزائر والمقيم ما قد لا يجده في نيويورك (تفاحة أمريكا الكبرى) من بهجة ومتعة ومغريات!
لا يكفي دبي أنها تختال مع إشراقة شمس كل صباح فوق هامات السحب كصبية حسناء في يوم عرسها، ولا يكفيها أنها تقدم كل يوم ما هو ماتع ومبهر وجديد ومبتكر، ولا يكفيها ميناءها الأسطورة في جبل علي الذي تحول في غضون سنوات قليلة من شاطيء مهجور للصيادين إلى منطقة حرة تقصدها كبريات شركات الشحن، ومطار يستقبل اكثر من 120 مليون مسافر سنويا، وحاضنة لجيوش من العمال والفنيين من أصقاع الدنيا، وإنما تحاول أيضا أن تكون عاما بعد عام حاضنة للمبدعين والمفكرين، وحملة الأقلام والعدسات، والمتخصصين في الإعلام الجديد، من أبناء السلطة الرابعة، فتجمعهم تحت سقف واحد من شتى أرجاء الدنيا، ليتعارفوا ويتحاورا ويتبادلوا الأفكار والتجارب بحرية تامة وجرأة وشفافية، علّ ذلك ينير الطريق أمام الأجيال الإعلامية الشابة، أو يبعث بدماء وأفكار جديدة في جسد الجيل الحالي من الإعلاميين الذين عاشوا حقبتين مختلفتين، شتان ما بينهما من حيث الأدوات والوسائل، وسرعة الحركة والتواصل، وكم المعلومات المتدفقة، ومساحة الحريات المتاحة.
وسط نحو 3000 إعلامي وإعلامية إستضافهم منتدى دبي للصحافة هذا العام، وجـُنـّد لإستقبالهم والسهر على راحتهم جيش من طلبة وطالبات كليات الإعلام في جامعات الدولة العامة والخاصة، وجدتُ نفسي مجهدا لكثرة ما كررت من إجابة على سؤال واحد ظل يتردد على ألسنة كل من ألتقيتهم من إعلاميين من دول الخليج العربية ولبنان ومصر والأردن والمغرب وتونس. كان محور هذا السؤال هو "كيف حال البحرين؟ وإلى أين تمضي أمورها؟ وهل هناك آفاق لحسم أزمتها؟"
وبقدر ما أسعدتني تلك التساؤلات التي جسدتْ حب الكثيرين من الزملاء - ولا سيما من الأشقاء الخليجيين - للبحرين من ناحية، وخوفهم عليها من ناحية أخرى، فإني تمنيت لحظتئذ لو كنت أمتلك قدرات خارقة من تلك التي لا تتوفر إلا لأجهزة الإعلام الرسمية والحكومات ذات الميزانيات الضخمة كي أضع الجميع أمام الحقيقة والواقع بالصوت والصورة، والأرقام والبيانات، فأخرس بها كل من يحاول التذاكي أوالتحجج بنص تويتري مجهول المصدر أو بإسم وهمي، كدليل على مشروعية النهج التخريبي الذي يسير عليه ما يسمى بـ "جمعيات المعارضة" البحرينية.
ولأن البحرين "تستاهل"، فقد قمتُ بما يمليه علي واجبي وضميري، لكن الجهد الفردي مهما كان شكله، لا يـُحدث تأثيرا في قناعات ومواقف المتلقي بالشكل الذي يـُحدثه الجهد الجماعي المنظم المستند إلى قاعدة صلبة من المعلومات والبيانات، خصوصا حينما تكون هناك تحت القبة نفسها فئة مضادة، جاءت من غير دعوة لتستغل الحدث في فبركة الأخبار، ودس السموم، وقلب الحقائق ضد وطنها، أو تكون هناك فئات أخرى تبارك مساعي الأخيرة وتعمل على مساندتها ودعمها لوجستيا بسبب إلتقاء أجنداتها و أهدافها الطائفية المقيتة.
تمنيت وقتها لو كان لـ"الإعلام البحريني الرسمي" حضور هناك عبر منصة أو زاوية تديرها مجموعة من الشباب المؤهلين من خريجي كليات الإعلام، أو المتخصصين في مجال العلاقات العامة وذلك من أجل المساهمة في تنوير من يبحث عن حقيقة الأوضاع في البحرين. لكني تذكرت أن هذه الأمنية قديمة، ونقلنا فحواها قبل أكثر من عام للجهة المعنية، متمنين عليها أن تستعد للتجمع الإعلامي في دبي في شهر مايو من كل عام، وأن تحجز لها فيه موقعا عبر التواصل مع الأشقاء في دولة الإمارات العزيزة الذين لا نشك لحظة واحدة أنهم سيترددون في مد يد العون لأشقائهم في البحرين. لكن يبدو أن عمك "أصمخ"، أومشغول بأمور أخرى أكثر من إنشغاله بصورة وطن إستباحتها قوى الإفك، وقنوات الدجل الفضائية، ومعهما شخصيات رسمية عربية وأجنبية حاقدة، حتى باتت البحرين الموصوفة بـ "أم البلادين" ملطشة لكل من هب ودب.
إنه لعمري أمر محزن ألا يـُولي الإعلام البحريني هذا الأمر إهتماما، وينشغل عنه مثلا بتشكيل لجان التفتيش والتنقيب لفحص كلمة هنا او عبارة هناك وردت في مسودة عمل أدبي روائي (وليس سياسي) قائم على الخيال البحت لمواطن مخلص ، قبل حجب إذن الطباعة والنشر عنه تحت ذرائع واهية لا تصمد لحظة أمام ما نعيشه في اللحظة الراهنة من فضاءات مفتوحة على مصراعيها للمعرفة والقراءة والتدوين والإطلاع من تلك التي بإمكان أي مبدع أن يضع مؤلفه بداخلها ليقرأه الملايين دون رقيب أو حسيب. ويزداد الألم والإحباط حينما تدعو القيادة في كل خطاب لها إلى فتح الأبواب أمام المبدعين وتشجيعهم وإيلائهم الإهتمام الكافي، وصون حريتهم في التعبير والإنتاج، ليأتي مسئولون من الصف الثاني ويصدروا فرمانات معاكسة، فيسيئون بذلك ليس لأنفسهم وإنما لوطن عـُرف منذ الازل بالريادة والإنفتاح والحريات.
ونختتم ببعض ما كتبه الصديق سمير عطاالله عن دبي بعد مشاركته معنا في المنتدى آنف الذكر .
"يأتي إليها ويمر بها ملايين الزوار، وليس بها نهر أو جبل ولا نسمة مجانية كبلاد الأرز، ولا فيها نيل أو أقصر. دبي صيغة مناقضة للعالم العربي. تعمل وتعيش، ولا تثرثر، وتجري معاملاتها مع الدولة عبر الإنترنت، وليس عبر ميادين التحرير والعباسية. وفيها حريات كثيرة ليس بينها حرية الإعتداء على أملاك الناس وأرزاقهم وأعمارهم."

*باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: مايو 2012
البريد الإلكتروني: elmadani@batelco.com.bh