الثابت والمتغير في السيَّاسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين بالرئاسة/ سامي الاخرس

قرأ الإسلام السيَّاسيِّ الترُّكيِّ السيَّاسات الدولية والإقليمية قراءة معمقة بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالسلطة عام 2002، وصاغ نظريته السيَّاسيَّة التي تنطلق في رؤياها من المبادئ والتعاليم العلمانية الكمالية، على ثلاثة مستويات، المستوى المحليِّ والتركيز على الأوضاع الاقتصادية، وسبل الارتقاء في تنمية هذا الجانب الحيويِّ الذي يكفل تحقيق رفاهية اقتصادية للمواطن التركيِّ ومن ثمَّ للدولة التركيَّة، وعلى ضوئه يكفل كّسب ثقة الناخب وبالتالي صوته الانتخابي، ودعمه للحزب، وهو ما حدث في الفترتين اللتان حكم بهما حزب العدالة والتنميَّة- ولا زال-، المستوى الثاني السيَّاسات الإقليمية، والجوار البيئيِّ الإقليميِّ، انطلاقًا من نظرية"صفر مشاكل" للمنظر أو مهندس السيَّاسة التركيَّة أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية الحاليِّ، ومن خلالها استطاع بناء علاقات متوازية ومتزنة مع الدول العربيَّة، وفتح أسواق اقتصادية جديدة لها، دون الانحياز إلى المحورين العربيين"دول الممانعة أو دول الاعتدال" بل وقف على نفس المسافة منها، ورسخ علاقات مع السعودية، ومع سوريا، ومع مصر، ومع إيران، وتعاطي معهما بما يحقق مصالحه القوميَّة التركيَّة، والتوجه للرأي العام الشعبيِّ العربيِّ من خلال القضيَّة الفلسطينيَّة، ودعم الفلسطينيين في حصارهم، وفي الحرب التي شنتها "إسرائيل" عام 2008، حيث احتل حيز الفراغ الذي يشعر به المواطن العربيِّ من هامشية السيَّاسات الرسمية العربيَّة داخليًا وإقليميًا ودوليًا، والمستوى الثالث التعاطي مع القضايا الدولية وفق متغيراتها ومتحولاتها، والقدرة على التفاعل والتعاطيِّ مع هذه المتغيرات، وعليه لم يتخندق حول مواقفة الثابتة، وبنى علاقات مع روسيا واتجه لدول القوقاز، كما اتجه لدول أفريقيا واسيا.
قراءة الإسلام السيَّاسيِّ التركيِّ للاستراتيجيات السيَّاسيَّة مكنته ومنحته مرونة الحركة، وخاصة القبول، فهو مقبول دوليًا من طرفي القوة أوروبا والولايات المتحدة، ومقبول روسيًا وصينيًا، ومقبول إسرائيليًا وعربيًا، كما أنّه يستقبل استقبال الأبطال العربيَّة، ولم يجد من يطالبه بقطع علاقاته السياسية، والعسكرية، والاقتصادية مع إسرائيل بل انه يستقبل استقبال الأبطال من الشعوب العربيَّة، ومن قوى المقاومة والممانعة، ومن الحكومات الجديدة التي أنتجتها ثورات الربيع العربيِّ في تونس ومصر وليبيا.
وأصبح اللاعب التركيِّ هو الأكثر قبولًا خليجيًا كبديل استراتيجيِّ إقليميِّ للعرب، بفضل سيَّاساته التي لا يمكن تجزئتها، وفصل مكوناتها المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما فشل في قراءته الإسلام السياسيِّ العربيِّ الذي لازال يتقوقع في واقعه التقليديِّ، وقراءته التي صاغها المؤسس حسن البنا قبل عقود، بالرغم من أن الثبات صفة الجماد، أما علم السيَّاسة والحياة فهو علم متحرك متغير قابل للتطور، وقابل للانصهار مع المتغيرات والمتحولات والمعطيات.
هذا التقديم هو إسقاط للقراءة الحالية المتمحورة حول سيناريوهات الحالة المصرية، أو السيَّاسة المصرية التي عاشت ثلاثون عام بحالة سكون وثبات سواء على المستوى المحليِّ، أو الإقليميِّ، أو الدوليِّ، وتركت موروثًا لأيّ قوة تقود مصر، والتي تمَّ تحديدها فعلًا من خلال اختيار الناخب المصري مرشح الإخوان المسلمين"محمد مرسي" الرئيس الأوّل المدنيِّ والمنتخب ديمقراطيًا كجنين شرعي لثورة 25يناير التي أطاحت بحكم حسني مبارك، ولكنها لم تطيح بعد بنظامه، ويبدو أن هذه المهمة هي الآن على عاتق الرئيس الجديد"محمد مرسي" ولكن هل ينجح في ذلك في ضوء البيئة المحلية المصرية؟!
الإجابة على هذا السؤال تأتي في السياق العام لمعرض استعراضنا للثابت والمتغير في السيَّاسات المصرية بعد فوز"محمد مرسي" بالانتخابات المصرية، رغم إننا أوضحنا أن علم السيَّاسة أو السيَّاسة لا تعترف بالثبات، وقدمنا النموذج التركيِّ كمرشد تأكيدي على ذلك، وهو يتنافي مع الأصوات التي بدأت تتعالي بعد فوز"مرسي" أن الميراث ثقيل، والعبء كبير، لأنّه ورث موروث ثلاثون عام من الفساد وهدر الطاقات، ومجتمع يتصارعه البطالة، والمخدرات، والتضخم، والفقر، والعشوائيات...إلخ، إضافة لاستولادات ثورة 25يناير، والانفلات الأمنيِّ العام، وقضيَّة سيناء، والعلاقات مع "إسرائيل"، والعلاقات مع إيران، ومياه النيل، وأزمات سيَّاسيَّة واقتصادية واجتماعية كبيرة جدًا وخطيرة.
بكل تأكيد موروث ثقيل، وعبء كبير، ولكن دراسة تجارب الشعوب هي المدخل الأساسيِّ لحل كل هذه المعضلات، والتجارب غنية وثرية بإيجاد والحلول، فهناك تجربة النمور الآسيوية، وتجربة دول أمريكا اللاتينية، وتجربة اليابان، والصين، وآخرها التجربة التركيَّة التي ورثت موروث مأزوم، واقتصاد شبه منهار، وأزمات سيَّاسيَّة مع الغرب والشرق، وأوضاع داخلية يشوبها أجواء حرب وتمرد كرديِّ، ومؤسسة عسكرية متأهبة ومهيمنة على الحياة السيَّاسيَّة والدينية، ورغم ذلك حققت قفزات ونجاحات كبيرة جدًا خلال عقد من الزمن.
أول المهام التي لا بد وأن يبدأ بمعالجتها الرئيس المصريِّ وحكومته القادمة هي الأوضاع الاقتصادية المصرية الداخلية، وهي لا تحتاج لضخ مليارات الدولارات، بقدر احتياجها لقانون الحساب والعقاب، وإيقاف هدر الأموال، والقضاء على مظاهر الفساد والإفساد التي أصبحت وكأنّها قوانين ثابتة غير قابلة للتغيير، وهذه المهمة هي على رأس الأولويات في أيّ خطة إصلاح فعلية للاقتصاد، ما دون ذلك فكل البرامج والخطط لن تحقق أيّ نتائج مرجوة أو ملموسة، وسيبقى الحال عما هو عليه، ولن يشعر أو يحس المواطن المصريِّ بأي تغيير في مناحي حياته اليومية والأساسيَّة التي كانت العامل الهام والحاسم في ثورته على النظام السابق، فالمواطن العربيَّ عامة الذي يعاني من الفقر والقهر لا يبحث كأولوية أولى إلاَّ عن رفاهيته الاجتماعية، وخاصة المواطن المصريِّ الذي كان يهان في بلده وخارج بلده جراء سيَّاسة التجاهل التي كان يتعرض لها، وتَمارس ضده.
إذن فالثابت الأول والأولوية التي يجب أن تفرح على طاولة الرئيس المصريِّ الجديد هي ملف الاقتصاد المصريِّ، والذي يجب أن يكون على سلّم الأولويات، والاستعانة بخبراء اقتصاد، وقضاء، واجتماع الصياغة وكتابة رشته العلاج، لان أركان العلاج ليست اقتصادية بحتة، بل هي اقتصادية تتطلب عقوبات وأحكام، وقوانين جديدة تطبق على كُلّ المواطنين دون تحديد مستويات وطبقات، وكذلك علماء اجتماع لصياغة النظريات الاجتماعية المتهمة، والتي تتوافق مع الفسيفساء الاجتماعية المصرية.
أما الثابت الآخر هي السيَّاسات المصرية المرتبطة بالأمن القوميِّ المصريِّ، وهي هنا ترتبط بحركة حماس أو غزة على وجه التحديد، والعلاقة بين غزة وسيناء بوابة الأمن المصريِّ، والثاني "إسرائيل" ومعاهدات السلام، والثالث النيل ومياهه ودول منابعه.
منذ ثورة 25يناير، وتحليلنا لها وأثرها على السيَّاسات الخارجية المصرية، ذكرنا سابقًا أن النظام المصري السابق اعتمد في سيَّاساته الخارجية على جهاز المخابرات المصريِّ، وسلّم ملف الخارجية لهذا الجهاز، مما أحدث خللًا كبيرًا في دور مصر الحيوي وفاعليته، وأدى لتراجع هذا الدور، وأخذ قوى أخرى غير عربيَّة مكانة الدور المصريِّ، بل وانعكست على المواطن المصريِّ ذاته، حيث أصبح يُهان خارجيًا، بعد الثورة استلم ملف الخارجية الدكتور نبيل العربيِّ لفترة وجيزة استطاع خلالها أحداث اختراق حيويِّ خاصة فيما يتعلق بقضيتَّه دول حوض النيل، وهو ما يؤكد أن ِّ والدولي، كما صاغ أحمد داود أوغلو السياسة التركية بنظرياتها الثلاث.
فيما يتعلق بغزة وسيناء فإن المسألة لا تشكّل عبء خطير على مصر وأمن مصر، بل يمكن التعامل مع هذا الملف بكل حيوية ودينامية، وإنهائه من خلال سحب ملف غزة من جهاز المخابرات المصرية، ومنحه للخارجية المصرية أو الحاقه بالهيئة الاستشارية للرئيس، والعمل وفق ثلاثة آليات.
1.إنّهاء ظاهرة الأنفاق بين غزة ومصر كليًا من خلال فتح معبرّ رفح بحرية أكبر، والسماح بإدخال المواد الغذائية والسلع واحتياجات غزة، بذلك يكون انتهى موضوع التهريب كليًا وضبطت الحدود مع غزة أمنيًا، وثانيًا فتح سوق تجارية لمصر مع غزة، وغزة سوق استهلاكيِّ كبير جدًا.
2.العمل تحت رعاية وإشراف الرئيس المصريِّ على إنّهاء ملف المصالحة الفلسطينيَّة-الفلسطينيَّة من خلال الضغط على طرفي الصراع في تطبيق اتفاقية المصالحة بعيدًا عن عقلية الاستخبارات المصرية التي لم تفلح بتحقيق أيّ شيء على الساحة الفلسطينيَّة.
بل أن الانقلاب أو الانقسام جرى تحت رعايتها، وأعينها، وبذلك يحقق جانب تنسيق هام وحيوي لمصر مع الجانب الفلسطينيِّ وعدم السماح للملف الفلسطينيِّ أن يخرج من الرعاية المصرية.
3.أن تحقق البندين السابقين يصبح هناك رقابة مزدوجة من الجانب المصريِّ والجانب الفلسطينيِّ، وضبط العناصر المنفلتة والمتطرفة بالجانبين، وبذلك يعود الهدوء والضبط لسيناء، ويبدأ المواطن المصري يستشعر الأمن والأمان ورفاهية الحياة الآمنة.
أما على الجانب الإسرائيليَّ، وفيما يتعلق باتفاقيات السلام المصرية- الإسرائيلية، فلا يمكن للعقل والمنطق أن يتأمل أو يطالب الرئيس المصري بإلغاء هذه الاتفاقيات، أو التنكر لها، فهذا يأتي في إطّار الديموغوجيا السيَّاسيَّة، واللاواقعية؛ فهذه اتفاقيات دولية، إلغائها يحتاج لرأي عام إقليمي ودولي، وأسباب قاهرة لذلك، أيّ أن الإلغاء يعني إعلان حرب، وهل الرئيس ومن خلفه جماعة الإخوان مستعدون للحرب مع "إسرائيل"؟ وهل الشعب المصري مستعد للحرب؟ وهل منتخبي الإخوان ومرسي أنفسهم مستعدون للحرب؟!المطلوب ليس حربًا، بل المطلوب حربًا ولكنها حربًا بمفهوم ومعنى آخر، يمكن أن تعاقب "إسرائيل" أشدّ عقاب، وهي حرب سيَّاسيَّة تحافظ على حدود اتفاقيات كامب ديفيد في الإطار الذي يمس بـِ"إسرائيل"، أيّ وقف السيَّاسة الأمنية التي كانت سائدة وقائمة في عهد النظام السابق، والإبقاء عليها في أضيق الحدود الممكنة، وفي التعاملات المتعلقة فقط بأمن مصر القوميِّ، ثمَّ تقييد حركة السياحة اليهودية في سيناء وشرم الشيخ يقود أكثر قسوة وصرامة، فلا يعقل أن تطبق قيود قاسية وصارمة جدًا وعلى فلسطين غزة في معبر رفح وطار القاهرة، ويمنح الإسرائيليون كل التسهيلات الممكنة.
إذن يمكن تقييد أشكّال التعاون الأمني السابقة مع "إسرائيل"، وهي سيَّاسيَّة عقابية ناجعة تحافظ على أمن مصر من ناحية، وتمنح مصر قوة مواجهة أقوى من السابق مع التدخلات الإسرائيلية في دول القرن الإفريقي، ودول حوض النيل، ودولة جنوب السودان. فمصر كانت تمنح "إسرائيل" تسهيلات أمنية وسيَّاسيَّة واقتصادية وهي تدرك أنّها تضغط على دول النيل للمساس بمياه النيل، ولم تتعلم من تركيا التي تعاقب "إسرائيل" سيَّاسيًا وإعلاميًا جراء تدخلاتها في قضية الأكراد، وتعاطفها مع اليونان بخصوص المسألة القبرصية.
وفيما يتعلق بقضيَّة منابع نهر النيل ودول حوض النيل فهي تأتي في سياق الحلول والمعالجات الإستراتيجية لمصر، ولرئيسها القادم، وتعتبر أحد ملفات الأمن القوميِّ الهامة التي تتطلب معالجتها خطة متكاملة "أمنية، وعسكرية، واقتصادية، سيَّاسيَّة" أيّ عدم وضع الملف بين أمنية كالسابق، أو سيَّاسيَّة فقط، بل هذا الملف يحتاج لخلية طوارئ تقودها وزارة الخارجية المصرية تتكون من "الأمن أيّ خبراء أمن على أعلى مستوى، وعسكري أيّ خبراء ورجال الجيش، وخبراء اقتصاد من خلال مشاريع اقتصادية متبادلة مع دول حوض النيل، والسيَّاسة أيّ على الهرم السيَّاسيِّ المصري من خلال التحرك السيَّاسيِّ الاستراتيجيِّ وليس اللحظي أو الطارئ.
أمام هذه المعضلات الأساسيَّة التي تواجه الرئيس المصريِّ"محمد مرسي" لا يمكن رفع مستوى الآمال والطموحات لسقفها الأعلي، بما أن سبل العلاج الإستراتيجية تحتاج لحفظ إستراتيجية، وليس مسكنات كما كان يحدث سابقًا، حيث كان يتم تسكين المشاكل والأزمات، وليس علاجها، ممّا أدى للانفجار، والثورة.
يتبقى أمام الرئيس المصريِّ عدة ملفات لا تقل أهمية عن الملفات السابقة، وهي تحديد الاستراتيجيات السيَّاسيَّة للعلاقات العربيَّة ومن أيّ منطلقات يتم التعامل بهذه العلاقات، هل تتم وفق السيَّاسات السابقة؟ أم تشهد تغيير في الفهم السيَّاسي لهذه العلاقات.
في السابق كانت تقوم هذه العلاقات بناء على رؤية النظام المصالحة، وليس لمصالح مصر الدولة، وهو ما شُكّل عبً .
أضيف على كامل المواطن المصريِّ الذي كان يدفع ثمن هذه السيَّاسات، وأصبح فاقد لقيمة المواطنة سواء في بلده أو في خارج بلده، وهو ما يتطلب إعادة تقييم لجملة هذه العلاقات، وابعاثها على قاعدة المواطنة قبل أيّ اعتبارات أخرى.وأن تحدّد منطلقاتها من قاعدة الأمن القومي المصريِّ.
أما الثابت الأخير في السيَّاسات المتوقعة مصريًا هي العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ورغم التغيير في الهيكل البنائيِّ لبنية النظام السابق، والتغيير الكبير مع النظام الجديد، إلاّ أن العلاقات المصرية- الأمريكية، أو المصرية- الأوروبية لن تشهد متغيرات أساسيَّة وثابتة، بل يمكن أن تتطور لمزيدًا من التعاون.
خلاصة الأمر بإمكان الرئيس المصريِّ أن يعيد لمصر دورها الإقليميِّ والدوليِّ المفقود من خلال وضع وصياغة إستراتيجية سيَّاسيَّة تنطلق من المحاور الرئيسية الثلاثة المحايدة-الإقليمية-الدولية، واعتقد أن لدى مصر كفاءات يمكن لها أن ترسم سيَّاسات على أعلى المستويات.
سامي الأخرس

وداعا أنور عبد الملك فارس الثقافة الوطنية/ زهير الخويلدي

"ان عملية تغير العالم لا تحدث بشكل موضوعي آلي بحت من جراء تطور القوى الانتاجية... انها عملية تلعب فيها الارادة السياسية دورا رئيسيا يمتد مجاله من الجيو- سياسة العالمية والإقليمية الى الدين وصراع الحضارات."[1]
غادر الدنيا يوم 18 جوان 2012 الماضي بباريس مفكر عربي مستنير هو أنور عبد الملك المولود في 23 -10- 1924 بالقاهرة وقد تراوحت حياته في التنقل بين فرنسا ومصر والتردد بين الأدب وعلم الاجتماع وبين الماركسية والفكر النهضوي وبين الصحافة والتدريس وبين البحث الأكاديمي ضمن مؤسسات عالمية والمشاركة الميدانية للأنشطة الحقوقية للجمعيات الأهلية ولكنه قد عرف في الأوساط الثقافية بكشفه باكرا عن أزمة الدراسات الاستشراقية وابتعادها عن الروح الموضوعية وبحث عبر منهج الجدلية التاريخية عن الشروط المادية لتغيير وضع العالم نحو الأفضل ولكنه اصطدم بالخصوصية الحضارية والتباين بين الواقع الغربي الذي أنتج أفكار الاشتراكية والقومية والمعطيات الجديدة التي اقتضاها كفاح شعوب العالم الثالث ضد الاستعمار والعولمة المتوحشة ولذلك نراه قد انتبه الى استحالة تطبيق الأساليب العلمية الغربية على المجتمع المصري الذي تخترقه روحا شرقية. لقد جمع عبد الملك بين مشاركة أبناء الوطن همومهم وانشغالاتهم وتبني قضايا الهوية والتجدد الثقافي وخاض معركة الأمة ضد التبعية والهيمنة السياسية والفكرية الغربية وفكر بجدية في الموقع التي يمكن أن يحتله الجيش في المجتمع والدور الذي لعبته هذه المؤسسة العسكرية في التاريخ السياسي والوطني لمصر وآمن بالثقافة الوطنية بوصفها المشترك الديمقراطي بين المسلمين والمسيحيين وحاول ابداع بديل حضاري يعبر عن عزيمة أرض المحروسة على التصدي لكل المشاريع الاستيطانية والأطماع التوسعية وحاول التأليف بين الأصالة والعصرية وبحث عن العروة الوثقى التي تجمع القوى المتعددة التي يتكون منها النسيج الاجتماعي للهوية الوطنية في اطار الحركة العربية الواحدة ولذلك دعا الى ارساء قواعد ومؤسسات تكرس الحوار الوطني وتبني الجبهة الوطنية وتحرص على وحدة المجتمع وتصميمه ضد رياح العولمة الاختراقية التفكيكية.
لقد اختار عبد الملك الفكر العربي الثائر الانطلاق من ثيمة الشارع وتجرأ على السلطة وأرسي جسر تواصل بين المعرفة والممارسة ويبحث في شروط المقاومة وحاول تشييد تحصينات ضد الانبتات والمسخ وذلك بايجاد مفاتيح استراتيجية جديدة للتنمية عن طريق التفكير في عالم ما بعد القطبية وتفعيل التعاون جنوب/ جنوب والانفتاح على تجارب أمريكا اللاتينية في التنمية. لقد نصح الراحل بضرورة تكثيف الشراكة مع القوى الصاعدة وخاصة الصين وروسيا وتقوية التجمعات الاقليمية والتكتلات المحلية في سبيل تحقيق الانتصار في معركة الأمة من أجل التقدم والديمقراطية. في الحقيقة لقد أصيبت الثقافة العربية بخسارة فادحة لرحيل المفكر الاستراتيجي والرجل الوطني الحر أنور عبد الملك وسيظل الشعار الذي رفعه كعنوان لأحد مؤلفاته - المواطن هو الحل، الحلقة المفقودة التي يجب أن يتم تداركها من أجل الارتقاء. لقد تقلد الراحل العديد من المناصب المهمة في أرقى المؤسسات العلمية وحصد مجموعة من الجوائز والتشريفات ولكن الجائزة الكبرى هي مساهمة فكره الوقاد في الربيع العربي وبقاء صورته في وجدان محبيه وقرائه. تعازينا الحارة الى شباب الثورة العربية في هذا المصاب الجلل ونأمل أن يكون القادم أفضل.
المراجع:

[1] أنور عبد الملك، تغيير العالم، منشورات عالم المعرفة، طبعة الكويت، سنة 1985 رقم عدد95 .ص.05.

فيروس النفاق/ حسن سعد حسن

هناك ( فيروسات ) بشرية قادرة على تلويث ،وإفساد كل صالح حفاظاً على مكاسبها ،وكلما كان ( الشخص) أكثر مناعة كان قادراً على التصدى لها .
ولكن لا بد لمن حوله من المخلصين أن يساعدوه على المقاومة بتبصيره ،وتقديم النصح له .
وتستخدم تلك (الفيروسات البشرية ) كل ما لديها من قدرات بلاغية ،ومالية، وعقلية فى سبيل تحقيق مرادها، والوصول لهدفها
تارة بالمديح الزائف، وإعلانات التهانى ،وغيره من وسائل رخيصة أفسدت حياتنا، وكدرت معيشتنا.
كم جلبت تلك الفيروسات من خراب ،ودمار، ووضع غير المناسب فى المكان الغير المناسب ،وضاعت الحقوق، وفرت الكفاءات فأصبحت طيوراً مهاجرة تمنح علمها ،وقدراتها لغير وطنها الذى أهدر قيمتها؟!
كم من مناصب ،وأموال تنعم بها هؤلاء المنافقين دون وجه حق؟!
كم من مصائب حلت على هذا الوطن من هؤلاء المفسدين الفاسدين الذين يفسدون كل صاحب سريرة نقية مستغلين طهارة عقله ،وبراءة نفسه؟!
كم من شوارع ، ومدارس ،ومؤسسات كانت وسيلة لنفاقهم فأطلقت عليها أسماء شخصيات تحاكم الاّن ؟!
كم من احتفالات أقيمت ،وألقاب منحت تحت شعار ( النفاق للجميع )؟!
كم من حقائق، وبطولات حرفت بأقلام مدادها ( النفاق )؟!
لا بد لنا جميعاً أن نقف لهم بالمرصاد ،ونتصدى لأساليبهم الرخيصة الدنيئة ،ونكشف نفاقهم أمام العالمين ،ونقول لهم كفى نفاقاً ،كفى هراءاً.
لن يعود النفاق كما كان سلعة رائجة.
لن يكون للمنافق مكان بيننا ،ولن نسمح لكم أن تلوثوا وطننا مرة اّخرى كما فعلتم فى مرات سابقة فكنتم أعزة بنفاقكم، وصار الأطهار من أ بناء الشعب كلهم أذلة .
لا مكان بيننا إلا لكل مخلص لهذا الوطن، ومحب له، ومجاهداّ من أجله .
أما أنتم يا هواة الطبل ،وعشاق الزمر، والتصفيق، والمديح الزائف فقد عرفكم الشعب، وعرف أهدافكم ،وأساليبكم ،وأصيب بسمومكم فليس لكم إلا العمل ،والإخلاص لكى يكون لكم مكان بيننا .
قال نزارقبانى فى قصيدة( نفاق ):
كَفَانَا نِفَاقْ!..

فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟

ونحنُ انتهَيْنَا

وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَا

نِفَاقٌ ..

نِفَاقْ ..

إنَّ قُبْلاتِكَ الباردَهْ

على عُنُقي لا تُطَاق

وتاريخُنا جُثَّةٌ هامِدَهْ

أمام الوُجَاق

الشعب يريد رئيس أمور/ نرمين كحيلة

أتعجب حقا لمن ينتقدون الرئيس محمد مرسى من أجل أن شكله لا يعجبهم وأنه غير وسيم مما حدا ببعض الصحفيين وصفه بأنه ليس حسين فهمى أو رشدى أباظة ولذلك لا يحق له أن يضع صورته فى أية مصلحة حكومية فهل هذا منطق؟

قالت لى إحدى قريباتى فى تبريرها لاختيارها لشفيق بدلا من مرسى أنها تفضل شفيق لأنه وسيم وأنيق وابن ناس أما مرسى ففلاح.. للأسف هذا منطق كثير من الناس رغم تفاهته وسطحيته.

ماذا سيستفيد الناس لو أن رئيسهم أجمل رجل فى العالم ولكنه لا يفهم شيئا وأودى بمصر إلى الهاوية ؟ فربما الدكتور مرسى عند الله أعز وأكرم وأنفع للأمة من حسين فهمى ورشدى أباظة اللذان كانا كان يشربان الخمر ويصاحبان النساء فبئس التشبيه.

قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ الَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ".

قال ابن القيم في روضة المحبين : إن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجتني سواكاً من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مم تضحكون؟) ، قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال: (والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد) رواه أحمد (.
يجتني سواكاً: يقطف السواك ، الأراك: من شجر البوادي ويُصنع منها السواك ، تكفؤه: أي تحرّكه يميناً وشمالاً حموشة ساقيه: دقّة الساقين..أى أن الصحابة رضوان الله عليهم لما رأوا نحافة ساقى عبد الله بن مسعود ضحكوا فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقال لهم:إن هذه الساق التى تضحكون منها هى أثقل عند الله من جبل. أحد أى أن عبد الله هذا الذى لا يعجبكم شكله ربما يكون عند الله أفضل منكم جميعا.

وهل يُقاس الناس بأشكالهم وألوانهم؟! وهل يضرّ عبد الله رضي الله عنه ضعفه ونحوله؟!! لا والله؛ فإن لصاحب تلك الساقين فضائل تُثقل الميزان، وأعمالاً تُقرّ العين، ومزايا تُبهر الألباب، جامعاً في ذلك بين جمال السيرة ونقاء السريرة.
وسيدنا موسى عليه السلام كان أسمر البشرة أجعد الشعر ولكن الله اصطفاه وفضله على بنى إسرائيل بالنبوة ووضع عليه محبة منه حتى أحبه كل من رآه.

الشكل ليس له قيمة لأن ملامحنا جميعا ستفنى فى التراب فكلنا بعد الموت هياكل عظمية لا يستطيع أحد ان يفرق بينها ولكن العمل هو ما سيبقى.

وكذلك حين فتح المسلمون فارس وطلب كسرى منهم أن يفوضوا رجلا للتحدث باسمهم فاختاروا رجلا أسود فتعجب كسرى وقال:أما وجدتم غير هذا الأسود كى يتحدث عنكم ؟ فقالوا له إنه أفضلنا فتعجب كسرى.

عن عائشة رضى الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها كذا وكذا -تعني أنها قصيرة- فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.

وهذا يذكرنا بموقف أبى ذر الغفارى حين كان فى مجلس ومعه بعض الصحابة فقدم اقتراحا لم يعجب بلالا فقال أبو ذر لبلال رضى الله عنهما:حتى أنت يا ابن السوداء تخطئنى؟ ولما بلغ الأمر الرسول صلى الله عليه وسلم تغير وجهه وقال:"أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس .. وقال يارسول
الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة
ثم خرج باكيا من المسجد ..

وأقبل بلال ماشيا ..فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..وقال :والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!!فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبَّل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا .

والمفهوم من القصة أن أبا ذر رضى الله عنه تصور أن سواد بشرة بلال رضى الله عنه سوف يمنعه من التفكير الصحيح وهذا هو نفس التفكير المريض لدى البعض الآن فما علاقة الشكل الخارجى بالعقل؟ وهذا هو ما يؤكده المثل الشعبى الدارج:"لا تأخد من الأصلع لا رأى ولا نصيحة لو كان الله يحبه لجعل رأسه صحيحة"

أتعجب من أننا مازلنا نعيش عصر الجاهلية الفكرية حتى بين النخبة أو الصفوة كما يسمون أنفسهم وهذا نتاج طبيعى للإعلام الفاسد الذى ركز انتباهنا طوال السنوات الماضية على مسابقة ملكات الجمال ، وأجمل طفل فى العالم ، فعمل جاهدا على تسطيح فكر المجتمع وتوجيهه لجمال الصورة والصوت بصرف النظر عن جمال الطباع والأخلاق.

لو يعلم من يسخرون ويتغامزون ويلمزون سواء فى الصحف أو الإعلام أن الله عز وجل توعدهم بالويل والثبور فى سورة الهمزة :"ويل لكل همزة لمزة...."

وقال أيضا:" ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (الحجرات:11)

احترموا كلمتكم أيها الإعلاميون حتى لا تكون دليلا ضدكم يوم القيامة.

المجلس العسكرى ينتقم من مصر.. ويبيح شرفها وعرضها

** مازلت أكتب وأنا لا أصدق نفسى .. ملايين الرسائل تصلنا عبر الهاتف ، وعبر موقعنا ، وعلى صفحاتنا بالفيس بوك .. وقد أصابتهم الدهشة ، وأخرستهم المفاجئة .. وهم يشاهدون المجلس العسكرى وهو يسلم مصر الثورة .. مصر الحرة .. مصر الفتية إلى جماعة الإخوان المسلمين .. زاعما أن الشعب هو الذى إختار ، فى الوقت الذى يخرج الشعب بالملايين وهم فى ذهول من هذا الخنوع الغير مبرر .. فالمجلس يعلم أن النتيجة مزورة .. وأن الشعب لم يختار ، ولكن الإخوان والتنظيمات التخريبية هى التى إختارت ، وهى التى هددت المجلس العسكرى بحرق مصر بمن فيها إن لم يفوز مرسى .. هؤلاء الذين لم يتعدوا بضعة ألاف معتصمين بالتحرير .. قد نقول أن هذا التهديد ربما يخيل على الست "أم ترتر" .. ولكن لا نتصور أن يخيل على المجلس العسكرى الذى يدير شئون أكبر دولة فى العالم العربى .. ويقود الجيش المصرى ، الذى هو ثالث أعظم جيوش العالم ..
** ملايين من الشعب المصرى .. خرجوا ساخطين .. لا يصدقون أن يسلم المجلس العسكرى مصر للإخوان .. وكأنها عزبة "أم حنفى" ، أو عزبة "الست سنية شخلع" .. وليست مصر الكبرى !! ..
** البعض توهم أن الذى سيحكم مصر هو الرئيس "محمد مرسى العياط" .. وتناسى كل هؤلاء البلهاء أن "مرسى العياط" هو النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين ، وأن المرشد قال " أن منصب المرشد هو أعلى من منصب رئيس الدولة" .. وأنه لا يمكن فصل فكر محمد مرسى عن فكر الجماعة بأى حال من الأحوال ، فهو ضمن تنظيم ليس داخل مصر فقط ، وإنما هذا التنظيم يمتد إلى كل دول العالم .. وإذا توهم البعض أن "مرسى" قد ينفصل عن الجماعة ، فهم واهمون ومضللين لأنفسهم ، لأن إذا إنفصل عن الجماعة فستكون أول مكافأة له هى إغتياله على الفور .. فرئيس دولة مصر الأن ، هو بالحقيقة والمستندات ، أحد كوادر تنظيم الإخوان المسلمين !!..
** نعم .. ملايين من الشعب المصرى .. أصابتهم صدمة عصبية ونفسية ، ربما أفقدتهم القدرة على الحركة والكلام .. وأفقدتهم إنتماءهم لهذا الوطن .. فهل يعقل أن يسلم الأب إبنته لمغتصبيها .. بل ويقيم الأفراح والولائم .. وهو يسمع صراخها ، وهى تغتصب ويطلق الأعيرة النارية .. إبتهاجا بهذا العار ..
** ملايين من الشعب المصرى .. يصرخون ويبكون ، وهم يرون هذا المجلس ، وهو يتاجر بشرف الوطن فى سوق النجاسة .. وكأن لسان حاله .. يقول أن هذا الشعب لقيط ، وغير شرعى .. ويجب الإنتقام منه .. وتساءلت هذه الملايين الملكومة .. إذن ، لمن خرجنا ، ولمن هتفنا ، وعمن دافعنا .... هل كنا ندافع عن وهم وسراب .. وماذا إذن عن الوطن ، وعن الحدود ، وعن سيناء ، وعن الأسلحة التى دخلت بالألاف إلى مصر .. هل هذه الأسلحة كانت معدة لتوجه فى صدور هذا الشعب الطيب المخدوع ؟!! .. ولماذا إختفت التحقيقات فى هذا الملف ، ولم تعلن حتى الأن .. وما هى الجهة التى حرضت على دخول هذه الأسلحة ؟!! .. ليعرف الشعب المصرى إلى أى طريق يسير ، وما هو المستقبل الذى ينتظر هذا الوطن ؟!!!...
** وتساءل الشعب .. كيف بعد كل هذه الهتافات للمجلس العسكرى .. والشعب يساندهم ، والبعض يحذرهم "ألا يسلموا مصر للفوضى" .. و"ألا يسلموا مصر للدمار والخراب" .. و"ألا يسلموا مصر للإخوان" .. وهو ما أكده المجلس العسكرى فى أكثر من تصريح لقادته العسكريين بأنهم لن يسلم مصر للإخوان ، وأن تسلم مصر لحكومة مدنية .. ولن تركع مصر ؟!!!!...
** إذن ، ما الذى يحدث أمام أعيننا .. هل ضحك المجلس العسكرى على كل هذا الشعب .. هل خدعنا المجلس العسكرى ، رغم أنه أجبرنا على الخروج أكثر من مرة ، للتعبير عن مساندة هذا الشعب للمجلس العسكرى ..
** لقد رأينا بالأمس .. إحدى السيدات ، وهى تلطم وتمزق ملابسها بسبب فوز "مرسى" .. هل وصل هذا الفيديو للمجلس العسكرى .. وإذا وصله .. ألم يشعروا بالخجل والعار .. وهم يرون أحد بنات مصر الشرفاء ، وهى تبكى حزنا على هذا الوطن ، ومن شدة إنفعالها ، تشق صدرها وتصرخ وتلطم على شرفها الذى باعه المجلس العسكرى ؟!!..
** يعلم المجلس العسكرى جيدا .. وتعلم اللجنة العليا القضائية للإنتخابات أن هذه الإنتخابات مزورة .. وبالمستندات .. فماذا كان الثمن حتى تسلم الإخوان حكم مصر ؟!! ..
** أرجو ألا تستهزأوا بمقدرات وعقول هذا الشعب وتدعون إنكم خفتم على البلد بعد هذه التهديدات" .. فهل الثمن أن ترضخون لمجموعة من البلطجية يمكن أن تتكفل بهم سرية واحدة من الشرطة العسكرية .. لكى يفرضون مطالبهم على مصر والمجلس العسكرى يخضع لهم ، ويتم بيع هذا الوطن .. هل هذا يعقل ؟!! .. إنها كارثة ومصيبة بكل المقاييس .. وهو ما يحدث فى مصر ..
** لقد خدعنا هذا المجلس .. وتوهمنا أن لنا جيش قوى يحمى الشرعية فى البلاد .. ويحمى الحدود ، ويحمى أمن مصر .. ولكن إتضح أننا بياعين كلام على البرامج التليفزيونية ، وفى الصحف المقروءة .. وأن كل ما يقال لا يعدو وهم وسراب .. وأن مصر منذ 25 يناير ، وهى تترنح ، فلا قانون ولا جيش ولا شرطة ، ولا دولة ولا حكومة ولا مؤسسات .. وإنما التحرير هو من يدير شئون هذا الوطن ..
** هل يعقل أن تدار مصر من العاهرة "كلينتون" ، واللقيط "أوباما" .. ويصدرون الأوامر من واشنطن .. يقولون "حان الوقت للتغيير ، وعلى مبارك أن يرحل الأن" .. فيرحل مبارك ويسلم السلطة للمجلس العسكرى .. والمجلس العسكرى يسلم مبارك للغوغاء لمحاكمته ، وإهانته ، وجعله كعب داير بين المستشفى والمحكمة يوميا لأكثر من شهر متواصل .. ثن النهاية تأتى فى خطاب حنجورى يطلقه رئيس المحكمة ، ليحكم على مبارك بالمؤبد ، حتى يوضع فى سجن طرة .. ويقولون "نحن ننفذ قرار المحكمة!!" .. بينما يتراقص الإخوان ، بل لقد إستاء البعض منهم من الحكم ، وطالبوا بإعدام مبارك !!!..
** هل يعقل أن تفرض أمريكا "مرسى" على المجلس العسكرى ، فيرضخ لهم فورا .. بدون أى تردد ، أو الرجوع إلى الشعب ، أو الرجوع إلى صندوق الإنتخابات رغم ثبوت أن هناك عمليات تزوير بالجملة .. تغاضت اللجنة الإنتخابية بقيادة المستشار "فاروق سلطان" ، و"عبد المعز إبراهيم" عن نظرها .. وخرجت النتيجة ساخرة بكل المقاييس .. فالطعون التى قدمت بالدلائل والمستندات والمحاضر التى حررتها النيابة ، ضاعت جميعها هباء ، وخرجت اللجنة بعد فحص كافة الطعون لتزعم أنه لم يكن سوى 4 أصوات هنا ، أو 7 أصوات هناك .. وتم تصحيح الخطأ ، وبناء عليه أعلنت نفس النتيجة التى أعلنها مرسى قبل فرز جميع اللجان ، وهو ما يدل بالدليل القاطع والبرهان ، أن هذه النتيجة كان متفق عليها قبل إجراء الإنتخابات .. لكى يسلم المجلس مصر للإخوان .. فى لحظة توقف أمامها التاريخ ، ليشهد على هذه المهزلة ...
** ومن المضحكات المبكيات فى مصر المحروسة .. أن يخرج علينا الفريق "أحمد شفيق" ، ليشكر اللجنة ، ويهنئ "مرسى" .. ثم يغادر البلاد مع بناته إلى دولة الإمارات .. خوفا من الإتهامات التى سيقوم جماعة الإخوان المسلمين بملاحقته بها لزجه فى السجن .. وهذا حقه ، بعد أن إنقلبت الأهرامات وتحول الهاربين من السجون والمسجلين خطر ، والإرهابيين .. إلى سيف مسلط على رقاب كل المصريين .. والمصيبة أنه عقب كل بلاغ ، يتم إستدراج المسئول .. ثم لا يمضى يومين ويقدم إلى المحاكمة ، ويظل رهينة الحبس على ذمة البلاغات ويمنع من السفر .. ثم بعد جلستين أو ثلاثة ، يتم الحكم عليه ، ليقضى بقية عمره داخل أسوار السجون ..
** إننا فى ذهول .. ومعنا الملايين من هذا الشعب المخدوع .. وهو يتساءل أين ذهبت مصر ؟!! .. هل يمكن أن يحكم مصر مجموعة من التنظيم السرى للإخوان المسلمين ، الذى مازال سرى حتى الأن .. يساندهم مجموعة من البلطجية ، الذين لا يتعدوا عشرين ألف .. أطلقوا على أنفسهم "ثوار" .. أما بقية هذا الشعب والملايين .. يقفوا عاجزين ومشلولين ، لا يملكون القدرة على الحركة والكلام .. بل هم الذين يتهمون بأنهم هم البلطجية ، وتنقلب الإتهامات ، ويتم كالعادة الزج بهم فى السجون !!..
** كان أهون على هذا الشعب أن يخسر حرب وإثنين وثلاثة .. مهما كانت الخسائر .. ومهما كانت التضحيات .. وألا تسلم مصر بهذه الخساسة لمن هم ألعن من أى فصيل أو جنس بشرى فى العالم ..
** لم نكتب كلمة واحدة شعرنا فيها بالتجاوز .. ولكن دائما نقول "عندما تجد الفوضى إبحث عن الجماعة" .. عندما نجد العبث إبحث عن الجماعة .. عندما نجد الإرهاب والتطرف إبحث عن الجماعة .. ولكن يبدو أن من يساند الجماعة ، لا يريدون الكشف عن هذه البلاغات أو التحقيقات .. وإلا دعى البعض أن الثورة لم تحقق أهدافها ..
** عندما تسلم مرسى الحكم .. قالوا فى الإعلام العفن على كل القنوات العفنة .. "الحمد لله .. الثورة حققت أهدافها" .. فلو تحققنا فى الكلمة لأدركنا ، ونحن نقول للمعتوهين ، إذن الثورة هى الإخوان .. ونتساءل ، كيف تقولون أنها ثورة ، وهناك من إتهم من تنظيم حماس ، التابع لجماعة الإخوان المسلمين بإراقة دماء الأبرياء .. كيف تقولون أنها ثورة وهناك بلاغات عديدة قدمت ضد الإخوان ، وأنهم وراء أحداث كثيرة من فوضى لإنتهاكات ، لخلق أزمات حدثت فى الشارع المصرى ..
** وقد كان أخر هذه البلاغات ما قدمه وزير التضامن الإجتماعى "جودة عبد الخالق" فى بعض نواب برلمان مجلس الشعب المنحل ، والمنتمين لحزب الحرية والعدالة .. بأنهم متورطين فى خلق أزمة البنزين والسولار .. وهذا ما كتبناه وأضفنا عليه أزمة البوتجاز ..
** هؤلاء هم جماعة الإخوان الذين يحكمون مصر الأن .. والذى أحد أفرادهم هو رئيس مصر الحالى .. فهل تبرأ من هذه الجماعة حتى نوليه الإئتمان على الوطن ، والإئتمان على مستقبلنا ومستقبل أولادنا .. هل غسل أيديه من أفكار هذه الجماعة حتى نعتبره رئيسا لكل المصريين ..
** للأسف الشديد .. لقد تعودنا من هذا الشعب النفاق حتى النخاع ، وها نحن نرى الإعلام الذى فجأة أدار وجهه لجماعة الإخوان وتناسوا جرائمهم ، وماضيهم ، وما صرح به "سيد قطب" ، وتناسوا فتاويهم لتعيش مصر مرحلة لن يكتب عنها التاريخ شيئا .. فقد توقفت عقارب الساعة ، وسوف تمر علينا أيام سيتذكر الجميع ما أكتبه .. ولم يمضى بضعة أسابيع على تجربتنا مع الإخوان ، عندما دخلوا البرلمان ، وأشعلوا الشارع بأكمله ، وعندما حل البرلمان ظلوا واقفين على أبواب البرلمان رافضين الإعتراف بحكم المحكمة الدستورية العليا ، بل ومشعلين حتى اليوم جميع الميادين ، حتى يتم تنفيذ مأربهم .. فهذه هى نماذج من جماعة الإخوان الذين أصبح رئيس مصر هو أحد كوادرهم ...
** وفى النهاية .. ماذا بعد للمهنئين لمرسى ، والمهرولين لكسب ود الإخوان .. أقول لهم ، الأيام القليلة القادمة ستكشف عن الوجه الحقيقى للإخوان .. والذي ظلوا يمارسونه فى الخفاء ثمانون عاما .. عندما يملكون الدولة ويتحكمون فى الداخلية ، والإعلام ، والتعليم .. فهل ستظل ياشعب مصر صامتا على هتك عرض هذا الوطن .. أم ستخرج .. وليكن ما يكن؟!!!!....

صوت الأقباط المصريين

المجتمع المقدسي يدخل مرحلة الاستنقاع؟/ راسم عبيدات

بمقتل الشاب المقدسي هيثم المؤقت،يكون المجتمع المقدسي قد دخل مرحلة الاستنقاع،والاستنقاع هو الانهيار الشمولي الذي يلف القيادة والقاعدة،المعارضةوالموالاة معاً. وما يدعونا لهذا القول هو أن المسألة لم تعد تتعلق بارتفاع وتيرة وحدة الخلافات والمشاكل الاجتماعية،او تصاعد العنف والعبث بأرواح المواطنين بشكل جنوني،بل أن هذاالعنف المتصاعد المنفلت من عقاله،وفي ظل سيادة حالة من التجييش العشائري والقبلي والجهوي والطائفي،وغياب المحاسبة والمساءلة والحلول الرادعة،وتسييد مظاهر الفلتان والبلطجة والزعرنة،وفقدان الثقة بالسلطة والحركة الوطنية لدورها الباهت واتخاذها لإجراءات رادعة وجدية من شأنها أن تعلي شأن القانون وحفظ السلم الأهلي والمجتمعي وتوفير الأمن للمواطن،وتسليمها مقاليد الربط والحل للوجوه ورجال العشائر،والتي غالباً ما تكون حلولهم قائمة على"الطبطبة"وإبقاء النار تحت الرماد،سياسة إطفاء الحرائق،واعتماد فنجان القهوة كحل سحري لكل المشاكل والجرائم مهما صغرت أو كبرت،ناهيك عن أن الحلول العشائرية في أغلب الأحيان،هي مناصرة أو الوقوف الى جانب القوي ضد الضعيف،وتدخل في حلولها الكثيرمن الاعتبارات لها علاقة ب"تسليك" المصالح ومراعاة الخواطر بين رجالات العشائر.

وفي الوقت الذي نرى فيه أن جريمة قتل الشاب المقدسي هيثم المؤقت،هي خروج سافر عن كل الأعراف والتقاليد والقيم والأخلاق والشرائع السماوية والقوانين الوضعية،وتجاوز لكل الخطوط الحمراء التي تجاوزتها الأحزاب والفصائل قبل الأفراد،مسألة الإيغال في الدم الفلسطيني واستباحته، فإن هذه الجريمة يجبان تضعنا أما ناقوس خطر جدي،حيث أن المراقب والمتابع لإعلانات التعازي التينشرت في جريدة القدس،تؤشر الى أننا نقف على مفترق طرق ومرحلة غاية في الخطورة،ألاوهي ليس فقط هتك و"فكفكة "وتفتيت النسيج المجتمعي المقدسي،بل تحويل المجتمع المقدسي الى كيانات اجتماعية منفصلة تجمعها رابطة القرابة والدم والتحلل من أي انتماء آخر،أي تعظيم دور وشأن القبيلة والعشيرة على دور وشأن الوطن،بمعنى آخر تقسيمات جغرافية ساحوري،خليلي،عبيدي،طوري،عيساوي...الخ،وفيحال حدوث أي مشكلة ولو كانت لأسباب تافهة،ومعظم خلافاتنا ومشاكلنا هي لأسباب تافهة تتطور المشكلة إلى حرب قبيلة توضع فيها اعتبارات الأخلاق والدين والانتماءجانباً،والتعازي المنشورة للشهيد المؤقت،تؤشر إلى أن هناك عودة بنا إلى مرحلة الانتداب البريطاني،مدني،فلاح،لاجيء..وغيرها،فجريمة قتل الشاب المؤقت هي مدانة من كل فئات وطبقات المجتمع الفلسطيني مدانة وطنياً وعشائرياً وأخلاقياً وشرائعياً،ولكن تصويرالأمور على نحو بأن هذا الشهيد يخص فئة مقدسية دون غيرها،فهذا منزلق خطر جداً فالعائلات المقدسية مكون أساسي من مكونات المجتمع المقدسي،ويقع عليها دور ريادي وقيادي في تذويب النعرات العشائرية والفئوية والحفاظ على السلم الأهلي،وليس العمل على أن تعلو النعرات العشائرية والقبلية فوق الشأن المقدسي والوطني،وأي جريمة ترتكب بحق أي إنسان فلسطينيا ومقدسي وبغض النظر عن أصوله وجذوره الطبقية والعشائرية،فهو ابن هذاالوطن وهذه المدينة،هذه المدينة التي يكفيها ما يمارس بحقها من انتهاكات واعتداءاتمن قبل الاحتلال الإسرائيلي،تستهدف أسرلتها وتهويدها عبر سياسة تطهير عرقي بغيضة،ونشر كل أشكال وأنواع المفاسد والموبقات والجرائم بين أبنائها،وبالتالي واجب الجميع التصدي ومواجهة ومقاومة تلك الإجراءات والانتهاكات والممارسات،وليسالعمل على تقديم الخدمة المجانية للاحتلال والمساهمة في تحقيق ما يصبو اليه من أهداف خبيثة في تدمير مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي.

نحن لسنا ضد تشكيل الروابط والتجمعات العشائرية،إذا ما قامت على أساس عمل الخير ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة وتوعية الشباب والنهوض بهم،ووضعت مصلحة الوطن والبلد فوق أي مصالح أخرى،ولكن أن تكون الروابط والتجمعات العشائرية من صلب أهدافها رصد أموال الصناديق من أجل التشجيع على الخلافات والمشاكل الاجتماعية وتعميق الجهوية والعشائرية والقبلية،فهذا شيء على درجة عالية من الخطورة،ولعل سلطة اوسلو لعبت دوراً أساسياً في هذا الجانب فهي شجعت ورعت العشائرية وغذتها على حساب الوطن والانتماءالعام،وبالتالي شعور الناس بسيادة حالة الفلتان وقيام مليشيات وعصابات بممارسة بلطجة وزعرنة بحق الناس والتعدي على حقوقهم وكراماتهم وممتلكاتهم، هي التي دفعت بالمواطنين الى الانسحاب نحو العشائرية والقبلية،لشعورهم بأن هذا المبنى الاجتماعي،قد يوفر لهم الأمن والألمان والحمايةمن تلك المليشيات والعصابات.

نحن في القدس وفلسطين عموماً دخلنا مرحلة الاستنقاع،أيأعلى مراحل الانهيار والتفكك رغمما يبدو عليه المجتمع في الظاهر من تماسك وتعاضد،فالسطح لا يعكس ما يجري في العمق ولا يعكس حقيقته،وما الأحداث المؤسفة التي جرت في مدينة القدس مؤخراً وراح ضحيتها فتى في مقتبل العمر وشاب يافع لأسباب لا تستوجب لا القتل ولا الجرح ولا التدمير،بل تستوجب تحكيم صوت العقل والضمير ووحدة الهدف والمصير،وما استتبع تلك الأحداث منتداعيات ونتائج خطيرة قد تترك بصماتها عميقاً على وحدة النسيج المجتمعي المقدسي،وبما يصيب هذا النسيج من مقتل في العمق،بحاجة الى اناس حكماء،الى أناس ورجال عقلاء غيورين على مصلحة القدس والوطن قبل مصلحة عشائرهم وقبائلهم.

المأساة هنا ليست في كون الاحتلال هو الجذر والأساس في هذه المشاكل وهذا العنف الذي أصبح يستشري بين أبناء شعبنا،بل لا بد لنا من الاعتراف بوجود مشكلة حقيقية في هذا الجانب،فنحن في الإطار النظري والشعاراتي والخطابي،نتحدث عن قيم المحبة والتسامح والأصالة ووحدة الانتماء والهدف والمصير...الخ من تلك اللازمة الطويلة من الإنشاء والسجع والطباق،ولكن في إطار الممارسة والتطبيق على أرض الواقع نجد هناك بوناً شاسعاً بين ما نتحدث به وبين ما نترجمه على الأرض،وهذا يوجب علينا أن نبحث بشكل جاد عن مكامن الخلل ولماذا أي خلاف بسيط أو شخصي يتطور الى حروب واحتراب يعيدنا الى عصور الجاهلية؟؟.

علينا أن نعترف بوجود مشكلة حتى نستطيع أن نعالج المشكلة،علينا مغادرة خانة دفن الرؤوس في الرمال وكل أجسامنا مكشوفة،نحن جميعا بارعون ونحفظ كل ما تقوله الكتب السماوي من دعوة للمحبة والتسامح وعدم قتل النفس بغيرذنب ودم المسلم على المسلم حرام...الخ،وكذلك نردد شعارات الانتماء الوطني فوق أي انتماءآخر والرجل المناسب في المكان المناسب ومجتمع مدني تصان وتكفل فيه الحريات والكرامات... والخطوط الحمراء التي لا يحق لأي منا تجاوزها مثل الايغال في الدم الفلسطيني والخيانة الوطنية وانتهاك حرمات دور العبادة والمشافي ودور العلم ... والمساواة أمام القانون والمساءلة والمحاسبة ومحاربة الفساد ...الخ.

ولكن في إطارالترجمة والتطبيق تتبخر كل هذه الأشياء،ونجد عمليات الحلول الترقيعية و"الطبطبة" تبدأ من الحلول العشائرية حتى تصل الى قمة الهرم السياسي والقضائي والأمني.

علينا أن نعترف بأننا ما زلنا بعيداً جداً عن المجتمع المدني،وان لدينا حالة عميقة من الجهل والتخلف ويكمن في أعماقنا عصبية قبلية ،لم يجري التخلص منها،بل في أي مشكلة مهما كانت بسيطة تطل هذه العصبية برأسها عالياً وتنتشر انتشار النارفي الهشيم.



القدس- فلسطين


لحظات قاسية في تاريخ الوطن/ سلوي أحمد ‏

في تمام الساعة الثالثة والنصف عصر يوم الاحد الموافق الرابع والعشرين من يونيو للعام 2012 كانت مصر في انتظار حدث سيقلب الموازين ويغير الاتجاهات انه اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتي سيتحدد فيها اسم المرشح الفائز برئاسة الجمهورية من بين ااثنين من المرشحين هما احمد شفيق ومحمد مرسي .

في هذا التوقيت جلس المصريون امام شاشات التلفاز في انتظار اعلان اسم المرشح الفائز من قبل اللجنة العليا الانتخابات الرئاسية بدأ المستشارفاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وبعد اداء السلام الوطني في القاء كلمته التي استمرت لما يقرب من الساعة قبل اعلان اسم المرشح الفائز تحدث فيها عما تعرضت له اللجنة العليا للانتخابات من اتهامات بالتزوير وما بذلته من جهد في الانتخابات سواء في الجولة الاولي او الجوله الثانية ثم تحدث بعد ذلك عن الطعون التي تقدم بها كلا المرشيحين ,كل هذا وسط حالة من الترقب والانتظار المميتين وسط حالة من القلق والتوتر من قبل من يشاهدون وينتظرون النتيجة النهائية التي ستسفر عنها نتائج الانتخابات الرئاسية .

استرسل المستشار في الحديث حتي كادت القلوب أن تتوقف من الاضطراب والخوف الي ان جاءت اللحظة التي اقترب فيها اعلان الاسم الفائز للتعالي الأصوات بالدعاء ويزداد الخوف شيئا فشيئا وتزداد ضربات القلب معها ,من مؤيد لمرسي يريد ان يسمع انه هو الفائز لانه يري في ذلك انتصار للثورة والثوار ومؤيد لشفيق يري انه هوالسبيل الي الاستقرار والوحدة والفرصه في النجاة من استيلاء الاخوان المسليمن علي كرسي الحكم في مصر.

في تلك الاثناء جاءت اللحظة الحاسمة واستعد المستشار لاعلان الاسم الفائز وسط قلوب تزاد دقاتها لحظة بعد اخري حتي كادت ان تتوقف واقتربت اللحظة اكثر فاكثر حتي جاءت لحظة النطق باسم المرشح الفائزليكون هو محمد مرسي .

وكم كانت قاسية تلك اللحظة علي النفس ففي الوقت التي علت فيها الفرحة وجه مؤيدي محمد مرسي وتعالت الاصوات في التحرير تعلن فرحتها بهذا الفوز التاريخي الكبير كما يرونه رأ يت انا الدنيا وقد اسودت ولفها االظلام في تلك اللحظة رايت وكأن مصر التي عشنا معها وعرفناها طوال تلك السنوات تلملم نفسها وترحل لتقبل مصر اخري مجهولةالمستقبل متخبطة الخطي لا تعرف الي اين سوف تمضي وما الذي ينتظرها .

جاء االخبر وكأنه جبل ثقيل افقدنا القدرة علي التفس واستنشاق الهواء ومضت ساعات اليوم والعقل في حالة ذهول لدرجة وصلت الي التسليم بالامر ومتابعة الاحداث وطننت انه هكذا انتهي الامر الي ان بدا ت ساعات الليل في الانقضاء ساعة بعد الاخري لينتابي شعور بان مصر تودعنا وترحل وانه هذا هو اخر يوم لنا معها رايتها وكانها تودع كل شئ وتمضي فتمنيت ان يطول الليل ولا يطلع الفجر حتي لا تتركنا .

ولكن بدأت الساعات في الانقضاء وبدأ الوقت في المرور ولاول مرة أري الظلام يخيم علي نور الفجر واري الصبح الجديد يقبل دامع العينين حزين يبحث عن بلد كانت تشرق شمسها عليه كل يوم فلا يجدها . غادرت مصر التي عشقنا ترابها وارضها وسماءها غادرت مصر التي عشنا معها ثلاثون عاما غادرت وتركتنا واقبلت مصر اخري لا نعرفها لا تعرفنا تمضي فلا نعرف الي اين تسير والي اين تاخذنا معها وسط هذا الظلام الدامس الذي لا يدع مجال لشعاع من نور يهدينا الي الطريق .

اقبل الصبح الجديد والقلب في حالة انقباض وحزن يتوقع المخاطر في كل خطوة تمشيها القدم لا يري طريقا للمستقبل ولا يجد مكانا للامل بل يمضي محمل بالاحزان جريح يبحث عن الوطن الذي كان يبحث عن مصر فلا يجدها يناديها فلا تجيبة رحلت وتركتنا ولا نعرف اذا كانت ستعود ام انه فراق الي الابد , ورحيل بلا عودة غادرت مصر العروبة وتركتنا لمصير مجهول لا يعلمه الا الله .

المصريون يتنفسون الصعداء بعد فوز مرسى واعلان النتيجة... ويترقبون ما وعد/‏ سمير احمد القط

بين اجواء من الانتظار والترقب والخوف والحذر ونسمات من الامل سادت جموع الشعب المصرى اعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بمصر فوز المرشح الدكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، ليصبح بذلك أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير
وفور اعلان النتيجة احتفل المتظاهرون بميدان التحرير، بفوز الدكتور محمد مرسى، بمنصب أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير، وأطلق عدد من المحتشدين منهم بالميدان الشماريخ، فور إعلان المستشار فاروق سلطان، رئيس اللجنة العليا منذ قليل، نتيجة الانتخابات شارك اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى تأمين مقر الهيئة العامة للاستعلامات، الذى تعقد به اللجنة العليا لانتخابات رئاسة الجمهورية مؤتمرها فى تمام الساعة الثالثة من مساء اليوم، لإعلان المرشح الفائز فى انتخابات جولة الإعادة بين المرشح المستقل أحمد شفيق والمرشح محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة.
وأكد بدين، الذى حرص على مصافحة جنود الجيش، أنه حضر للاطمئنان على تأمين المؤتمر، ولرفع الروح المعنوية للجنود الموجودين داخل المركبات الحديدية تحت أشعة الشمس الحارقة.

وقد شهد مقر مؤتمر إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية اليوم الأحد، بالهيئة العامة للاستعلامات، حضورا مكثفا من قبل وسائل الإعلام، التى تمكن بعضها من الدخول إلى مقر المؤتمر، فى حين لا يزال البعض منها متمركزا أمام باب الهيئة لرصد الأجواء الأمنية المحيطة بها.

وأصدر اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة تعليماته لرجال الشرطة بتنظيم عملية التغطية الإعلامية من خارج مقر اللجنة، حيث طلب من كاميرات القنوات الفضائية الابتعاد عن باب الهيئة قليلا.

بينما تمركز عدد من قوات الشرطة العسكرية داخل وخارج مقر الهيئة فى الشوارع المحيطة بها، وعدد من مدرعات الجيش، فى حضور اللواء حمدى بدين عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقائد الشرطة العسكرية. فى حين كونت قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية سياجاً أمنياً استخدموا فيه الحواجز الحديدية والبشرية فى الشوارع المجاورة لمقر الهيئة فى مدينة نصر. وكان أعضاء اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، برئاسة المستشار فاروق سلطان قد وصلوا إلى مقر الهيئة العامة للاستعلامات لإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ووسط حراسة أمنية مشددة، وصل المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة وأعضائها المستشار ماهر البحيرى النائب الأول للمحكمة الدستورية، والمستشار أحمد شمس الدين خفاجى النائب الأول لمجلس الدولة، والمستشار محمد ممتاز متولى النائب الأول لمحكمة النقض والمستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محكمة الاستئناف، والأمين العام للجنة الرئاسية المستشار حاتم بجاتو، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الأمانة العامة.
وكانت حالة من الترقب الشديد، وسط أجواء من السعادة الحذرة، تسود الاجواء داخل مقر حملة الدكتور محمد مرسى المرشح لرئاسة الجهورية، حيث تتم الآن الإعدادات للمؤتمر الصحفى للحملة، عقب إعلان النتيجة مباشرة.
وفى السياق ذاته، بدأ توافد عدد من أعضاء الهيئة العليا والمكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة إلى مقر الحملة بشارع منصور بوسط البلد، لحضور المؤتمر الصحفى الذى سيتم انعقاده عقب اعلان النتيجة، من قبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية.

ماذا يعنى مرسى رئيسا لمصر/ مجدى نجيب وهبة


** أكتب هذا المقال قبل بضعة ساعات من إعلان نتيجة الفائز برئاسة جمهورية مصر العربية .. التى صارت تتراوح بين كل لحظة وأخرى ، تارة الإدعاء بفوز الفريق "أحمد شفيق" .. وتارة أخرى بفوز "محمد مرسى" .. لكى أؤكد للجميع ، إنها ليس نتيجة إستفتاء ، ولكنها فى حقيقة الأمر هو حكم تصدره محكمة التاريخ المصرى .. فإما الإعدام أو البراءة !!..
** الإعدام يعنى وصول ، وفوز "محمد مرسى" .. والبراءة تعنى فوز الفريق "أحمد شفيق" .. وإنقشاع الغمة والغشاوة من فوق سماء مصر ، وتطهير أرضها .. ولا حل ثالث بينهما !!!..
** دعونا نفترض فوز "محمد مرسى" بالرئاسة ، وهو ما يعنى الحكم بالإعدام على مصر ، وسقوطها إلى الأبد .. فماذا يعنى ذلك .. ولماذا الحكم بالإعدام ؟!! ..
** يعنى ذلك .. أن الشعب المصرى هو أغبى شعب فى العالم .. فقد فرط فى حريته وكرامته ، ومستقبله .. وسلمه لحفنة من اللصوص والمتاجرين بالإسلام .. وخُدع على مدار عام ونصف ممن هم مسئولين عن أمن وسلامة الوطن ..
** يعنى ذلك .. أن المجلس العسكرى هو المتهم الأول فى تسليم مصر للإخوان ، ولجماعة محظورة .. وإخفاء جميع المستندات الدالة على إدانتهم .. هذه المستندات التى أعطت الفرصة لأمثال "محمد مرسى" أن يرشح نفسه رئيسا لجمهورية مصر العربية .. والتى كان يجب تقديمها للمحكمة لمنع هذا المرشح من التقدم لهذا المنصب الرفيع !! ..
** هذه المستندات .. هى مَن هم الذين أحرقوا أقسام الشرطة ، وإقتحموا السجون ، وقتلوا ضباط الشرطة ، وجنود الأمن ، وهربوا السجناء ، وعناصر من سجناء خلية "حزب الله" اللبنانى ، وسجناء من حركة "حماس" !!.. ألم تعلن الجماعة ، وميليشيات الإخوان أن حركة "حماس" هى تابعة لجماعة الإخوان المسلمين !!..
** هذه المستندات .. هى أين هم المتهمين الذين سلمتهم اللجان الشعبية للشرطة العسكرية ، أثناء إنفجار الأوضاع الأمنية فى مصر عصر 28 يناير 2011 .. وهم يحملون أسلحة قناصة ، ومنشورات ، وضبط معهم أموال طائلة ، وزجاجات مولوتوف .. بعضهم كان فوق أسطح عمارات التحرير ، وبعضهم كان فوق سطح عمارة "البغل" بالسيدة زينب ، ومعهم أسلحة قناصة تصل مداها من السيدة زينب إلى التحرير وشارع الفلكى بباب اللوق .. أين كل هؤلاء ، ومن هم ، ومن ورائهم ؟!!..
** هذه المستندات .. هى مَن حرض الصبية على إقتحام مبنى وزارة الداخلية ، ومحاصرته ، وضبط مع أحد أفراد هؤلاء البلطجية ، فى شارع "محمد محمود" ، قنبلة كانت معدة لإلقائها على ضباط وجنود الشرطة!!..
** هذه المستندات .. هى أين هذه العناصر التى حرضت على حرق المجمع العلمى بالقصر العينى .. وشاهدنا بعض الصبية ، وهم يتراقصون من السعادة بعد حرق تاريخ مصر .. والبعض الأخر إعترف على أسماء المحرضين ..
** هذه المستندات .. هى سر الزيارات المتبادلة بين جماعة الإخوان المسلمين .. والإدارة الأمريكية ، وكأن مصر تحولت إلى عزبة بلا صاحب !! ..
** هذه المستندات .. هى تطاول الناشطة السياسية "أسماء محفوظ" على المجلس العسكرى ، وبعد القبض عليها ، وخروجها بكفالة 20 ألف جنية ، فجأة وبدون مقدمات يتم الإفراج عنها ، وإغلاق ملف التحقيق ، وتدلى هذه الفتاة بتصريحات أمام كاميرات الإعلام .. بأن الضغوط الأمريكية على المجلس العسكرى هى التى أدت لخروجها .. وإذا كان صحيح ، وحدث ذلك بالفعل .. فكيف يخضع المجلس العسكرى للضغوط الأمريكية ، وما هو الثمن .. وما هو الداعى ليفرج عن متهمة أهانته وحرضت على المجلس العسكرى .. وحثت الشعب على النزول للإقتتال مع جيش مصر ؟!! ..
** هذه المستندات .. هى البجاحة التى أصابت بعض الحركات التخريبية ، وظهورهم فى الإعلام بكثافة ، وتحولوا من بلطجية إلى ثوار !!..
** هذه المستندات .. هى إختفاء معظم الملفات الخاصة بالذين ضبطوا فى أعمال تخريبية ضد الدولة !!..
** هذه المستندات .. هى رضوخ المجلس العسكرى ، لكل مطالب جماعة الإخوان المحظورة قانونيا .. ثم فجأة وبدون مناسبة ، تسقط الأحكام السياسية والجنائية عنهم ، بعد تقديم طلبات للعفو عن هذه الجرائم ..
** هذه المستندات .. هى مَن هم الذين يمولون المخربون ، والمعتصمون بميدان التحرير .. وتحويل الميدان إلى بؤرة لتنظيم القاعدة !!..
** هذه المستندات .. هى الإرهابيين الذين قبضوا عليهم فى العريش ، وهم يهاجمون أقسام الشرطة ، ونقاط التفتيش .. وقتل العديد من الضباط والجنود المصريين .. من هم هؤلاء .. ويتبعون أى تنظيم .. وأى حركة تخريبية !!!..
** هذه المستندات .. هى ملفات الجماعات التى أحرقوها فى مكاتب أمن الدولة ، لطمس جرائمهم ..
** هذه المستندات .. هى أسرار دخول كل هذه الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات ، ومحاولة بعض الإعلاميين وقنوات التليفزيون ، الشوشرة على أخطر قضية تواجه مصر ، والإدعاء بأنهم تجار سلاح !!! .. وهذا إستهزاء بالعقل المصرى ، قد يفهم أنه يمكنه الإتجار فى الأسلحة النارية .. ولكن كيف يمكن الإتجار فى الصواريخ الموجهة ضد الطائرات !!..
** هذه المستندات .. هى إختفاء كل الملفات الأمنية ، والتخريبية ، وإختفاء كل المعلومات ...
** هذه المستندات .. هى الثقة والبجاحة والتحدى الذى واجه به الجماعات المحظورة ، الجيش المصرى .. وإعلان "صفوت حجازى" أن الإخوان ، وحركة حماس وجهان لعملة واحدة .. وأن القدس هى العاصمة القادمة وليست مصر .. وإنه سيتم فتح الحدود بين مصر والسودان ، والصومال ، وأفغانستان ، وغزة !! .. ورغم ذلك لم يوجه له مسئول واحد أى إستجواب ، رغم عمليات الشحن والتحريض المستمرة يوميا ضد الشعب والمجلس العسكرى ..
ماذا يعنى وصول "محمد مرسى" لرئاسة مصر؟!!
** يعنى .. إنهيار السياحة فى مصر ، وهروب كافة السائحين ، وغلق الفنادق ، وإنتشار السياحة الدينية لجماعات طالبان ، وإيران ، وأفغانستان ، والصومال .. يعنى كذلك إنهيار مورد رئيسى من الإقتصاد المصرى ، والحكم بالبطالة على أكثر من خمسة مليون مواطن ، ترتبط دخولهم بالسياحة ...
** يعنى .. غلق البنوك والإستثمارات ، والبورصة ، وتحكم الإخوان فى الإقتصاد المصرى ، بعد إنهياره .. وهو ما يؤدى إلى التحكم فى المواطن المصرى ..
** يعنى .. سقوط دولة المواطنة ، وجمهورية مصر العربية ، وهروب كل رجال الأعمال سواء الأقباط أو المسلمين !!..
** يعنى .. فتح الحدود على كل دول الإرهاب لتصبح مصر الدولة الرائدة فى تصدير كل التنظيمات والحركات الإرهابية إلى كل دول العالم ...
** يعنى .. تلوث سمعة المواطن المصرى ، وإطباغ صفة "إرهابى" عليه .. ليكون دخوله إلى أى دولة فى العالم ، هو محظور ، وأن تصنف مصر على أنها دولة تأوى "الإرهاب"!!!..
** يعنى .. عودة دولة الخلفاء الراشدين ، وتطبيق شرع الله ، ودولة المرشد ..
** يعنى .. سقوط مصر بالسكتة القلبية ، ودخولها فى غيبوبة ، ربما تستمر عشرات السنوات ..
** يعنى .. إلغاء وزارة الداخلية ، وظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وإنهيار القضاء المصرى ، وتفكيكه ، وعودة القضاة المستبعدون ، وبداية عمل قضاة للمحاكم الشرعية الإسلامية ..
** يعنى .. إقصاء كل الرتب العسكرية ، ومحاكمتهم ، ودمج الجيش المصرى فى جيش الإسلام الفلسطينى .. ومنظمة حماس ، وحزب الله ، والأقصى .. على أن يكون القائد العام للجيش الإسلامى الجديد هو النائب الأول للمرشد العام !!..
** يعنى .. إختفاء الصحافة والإعلام فى مصر ، وإرتداء معظم المذيعات الحجاب ، وتغيير البرامج التليفزيونية ، وتقليص الأفلام والمسلسلات وتحويلها إلى برامج دينية !!..
** يعنى .. تغير كل مناهج التعليم .. وتحويل التعليم إلى حفظة القرآن .. ومروجى الفتاوى التكفيرية ..
** يعنى .. البقاء لله فى دولة مصر ، بعد أن سلمها المجلس العسكرى للجماعة .. مما يؤكد كل مقالاتنا التى بدأنا سلسلة كتاباتها منذ نكبة 25 يناير .. ونحن نحذر المجلس العسكرى فى مقالات عديدة بألا يسلم مصر لجماعات متطرفة ، وأن يوفى بالعهد .. وكما تسلمها دولة مدنية ، عليه أن يسلمها دولة مدنية ..
** يعنى .. نجاح المخطط الأمريكى فى أسلمة وتخريب مصر ، وإسقاطها .. وهو ما حذرنا منه منذ 25 يناير .. وسخر منا الجميع .. أقول لكل هؤلاء .. إشربوا أيها الكذابون والمنافقين والأفاعى من كئوس السم الذى قدمته أمريكا إلى مصر ..
** وفى النهاية .. علينا أن ننشط ذاكرتنا ، ونعود إلى الوراء قليلا .. إنه لم تكن هناك ثورة .. بل كان إنقسام .. جزء قليل من الإخوان ، والحركات المعارضة ، و6 إبريل ، إعتصموا فى التحرير ، وقيل أنهم معارضين للحكم .. وبقية الشعب خرج فى كل الميادين بالألاف مطالبين بالإستقرار .. بعد التنازلات التى قدمها الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" ، وتعيين اللواء "عمر سليمان" نائبا له ، وتعهده بأن تكون هذه أخر فترة لولايته ، وأنه يسعى لتسليم مصر إلى حكم مدنى ، حتى يجنب الشعب المصرى الفوضى الهدامة .. وهذا يعنى أنه قد تحولت بعض الميادين إلى معارضين ومؤيدين .. وبعد إندلاع الفوضى فى 28 يناير 2011، ونزول الجيش للميادين والشوارع .. أعلن المجلس العسكرى أول بيان له .. بأنه "مع المطالب المشروعة للثوار" .. ومن هنا إنطلق لفظ "ثوار" على هؤلاء المعارضين .. وهذا ما يؤكد أنه لم يكن هناك ثورة ، بل كانت مظاهرة ، ثم معارضة للإخوان والتنظيمات السياسية !!!..
** والأن .. ماذا يعنى وصول "محمد مرسى" إلى حكم مصر ؟!!! .. أترك لكم التعليق ..
صوت الأقباط المصريين

الفتنـة نائمـة، لعـن الله من أيقظها/ مهندس عزمي إبراهيم

الطائفية نزعة بشرية طبيعية موجودة في نفسية الإنسان منذ بدء وجوده. ولأنها نزعة انحرافية بكل مصطلح اجتماعي فقد أودع الخالق في قلب الإنسان وفي عقله وضميره نوازعاً أخرى طيبة توازن الطائفية وتهذبها وتحد من شرها. كما أن جميع الأديان سماوية أو غير سماوية بها ثراء من التعليمات والآيات البيِّنات التي تذمها وتناقضها وتحرمها. زد على ذلك أن القانون في المجتمعات المدنية المتحضرة درعٌ دستوريٌ يحرم الطائفية ويعاقب من يرتكبها أو يتبناها أو ينادي بها.
فنزعة الطائفية بلا شك موجودة فينا. وليس ببعيد في التاريخ أنه في "الزمن الجميل"، عصر نهضة مصر وهو أرقى عصورها في القرون الحديثة، انتصرت مصر على عفن الطائفية ودفنتها بكل الأسلحة الحضارية: بالدستور العادل وبالقانون المدني وبالثقافة وبالعدالة وبحب الشعب والحكومة للتعايش والاستقرار الاجتماعي، وإلى جانب تلك الأسلحة القيـِّمة كلها انتصرت بالجانب الصائب من الدين.
عشنا وعاشت مصر في سماحة "الزمن الجميل" حتى أتى مصر "الزعيـم" "الرئيـس المؤمـن" فأيقظ الطائفية.وأثار الفتـنة للأسف "بين أبنـاء وطنـه" وهو الرئيس المسئول عنهم وعن استقرارهم جميــعاً. فكان أول من أشعل فتيل الفتـنة لتلهب نارها حنايا مصر، ومنذ حينئذ وحتى يومنا هذا تلسع رائحتها العفنة خياشيم أبنائها.. المسلمين قبل المسيحيين.
"الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها." حديث يُنسَبُ إلى الرسول
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ " سورة البقرة : 204- 205

وقف "الزعيــم"
في "مجلـس الشعـب" الغشيـم
وأعلـن في خطاب جمهوري
بصـوته الجـَـشّ الجهـوري
" أنا مســلم " "ورئيـس دولـة مسـلمة "
***
طب ما احنـا عارفيـن انـه مسـلم
هي دي عايزة معلم؟؟
وايه الجديــد؟
هاتوا القاموس.. هاتوا الفقيــه!
هـل احنـا كنـا شكيــنا فيــه؟
***
كان حـد قال إنه بقى يهـودي كافـر
والا عشان هـُـوا خد بعضُه وسافـر
إلى اسرائيـل
وبعدها عبر المحيط.. لأمريكا
مشوار طويـل
ومضى معاهدة مع اليهـود
فيها وعـود
ما عجبتش "إخـوانه" في بعض البنـود
***
على راسه بطحة بيحسس عليها
أو بيداريـها
أو هيَّ حفـرة وطـَب فيـها
علشـان يداري موقفـه
مع "اخوانه المسلمين"
لما غضبوا عليـه
وحطـوه في صَفّ الخائنين
***
وبكل خِـسَّـه
عشـان يؤكــِّـد أنـه لـِسَّـه
من الأعضاء المخلصين
وأنه "مؤمـن"
زي كل المؤمنين
ســلك سياســة ملـَـوَّعـَة
سياسـة صفـرا مُقـَنــَّعـَة
وزي المثــَـل ما قـال
ساب "الحمـار" وراح يعـَض البَرْدَعـَة
***
والحق دا مش بَردَعـَة
دا البـــــــــــابـا.. ابن مصر العفيـف
مصـري شريـف
مصـري نضيـف
مصـري أميــــن
يشهد على ذلك
وداعـه من جميع المؤميـن
ومن بـلاد العالميــن
وتقــــول لميـــن!!
***
يا زعيــم
جايـز تكـون لسَّـه زعيـم
في الجحيـم
البابـا عمـره ما كان ولا يكون بَردَعـَـة
ظلمتـه بس عشـان تعــوم في المَعْمَعـَـة
وبرضه إخوانـك صادوك
قفـشوك في لحظــة هايــلة مشعشعـَـة
هفــّـوك بكــام رصاصـــة مفـرقـَعـَـة
طبعاً دا كـان
أقـول عشـان
بـدأت "فِتـــنة" لسـَّـه نــارها مولـَّعـَـة
***
والبـــــابا
لو تـدرك العــدل ومـَــداه
الله حَمـــاه.. الله رَعــــاه
الله فــَــــداه
الله وَهــَـب لـه بعــدك حيـــاه
لأنه عمـــره.. ما نســــاه
ولأنه ما بيعبـدش الزعيــم
ما بيعبـدش حــَــد
غيـر الإلــَـه
مهندس عزمي إبراهيــم

مصر والرئيس/ أنطوني ولسن

إن تولى مرسي الرئاسة ... لا أمان
وإن تولى شفيق الرئاسة ... لا إستقرار

الشارع المصري في حالة هيجان وغضب وعدم إستقرار . تتقازفه تيارات كثيرة وكلها متضاربه فيجد المواطن المصري البسيط نفسه حائرا بين التيار الأسلامي الذي له في قلبه ووجدانه مكانة تعمقت عبر سنوات وسنوات منذ دخول الإسلام مصر وتعاقب الحكام المسلمين على حكم مصر وازداد الفكر الإيماني المسلم في تفكيره وتصرفه وتعامله مع مقتضيات الحياة اليومية ، وأصبح المسجد هو المصدر الأساسي لتوجهاته اليومية ومعيشته . لذلك كان ومايزال إمام المسجد هو المؤثر الحقيقي في تكوين شخصية الشارع المصري . ومن الطبيعي إلى جانب الإمام يكون وجود مشايخ الفقه والفتوى تأثيرات مباشرة على الناس خاصة في أيامنا هذه التي أصبح فيها العالم قرية صغيرة يمكن معرفة كل شيء ومتابعة آي شيء قد يحدث أو يحدث في أي شارع أو حتى حارة صغيرة في أي قرية أو مدينة أو بلد في العالم . ومن الطبيعي التكنولجيا الحديثة عبر الأثير إن كان تلفزيونياً أو إذاعياً عبر فضائيات قربت الوصال والمشاهدة بصورة إعجازية مما أصبح فيه الأنسان يشاهد ويسمع ويقرأ أي شيء لحظة صدوره مهما كان بعد المسافة بين قائل الخبر ومستمعه أو مشاهده .

مع كل هذه التغيرات التي أثرت تأثيراً فعلياً وجوهرياً في حياة وتفكير وتصرفات شعوب كثيرة آمنت بالديمقراطية وحقوق الأنسان في العالم الغربي ومن سار على نهجهه . نجد عكس هذا يحدث في الدول العربية بالتحديد التي تعيش مدنية الحياة الجديدة لكنها لا تطبق شيئاً من الديمقراطية ، ولا تعترف بما يطلق عليه حقوق الأنسان ويعتمدون على ما تنص عليه التشريعات الدينية السماوية في طرق معيشتهم . بل أنها إزدادت بزيادة مشايخ الفتاوى الذين أصبحوا العقل المفكر للإنسان العربي مهما إرتقت درجاته العلمية .

لذا أصبحت الديمقراطية رجس من عمل الشيطان يجب إبعاده والبعد عنه فلماذا نحتاجه وعندنا شريعتنا الإلهية السماوية التي حددت للإنسان المسلم طريق حياته الذي ينقله إليه رجال الفقه والفتوى من مشايخ وعلماء دين ؟! . هذه حقيقة .. لماذا الأحتياج إلى الديمقراطية وكل هذه الهرطقات !!

هذا الفكر الرافض للديمقراطية وحقوق الإنسان أوجد الشخصية المزدوجة التي تتبع السلف الصالح علناً وتؤيده بل وتكون أشد تطرفاً وتشدداً عن من ينادون به ، وفي الخفاء يتمتعون بالديمقراطية ويؤمنون بحقهم في الحياة والتمتع بها . وهذا في قسم كبير من رجالات السلطة والمال وبدون شك بعضا من رجال الفقه والدين في جميع البلاد العربية المسلمة ومعظم البلاد الإسلامية غير العربية .

هذا يأخذنا إلى ما يعاني منه الشارع المصري حالياً من هيجان وغضب وعدم إستقرار بسبب تصارع من يريدون حكم مصر بعد سقوط نظام مبارك والإعتقاد بسقوط الجمهورية الأولى من حكم العسكر بحكم إسلامي تطبق فيه الشريعة ويكون الدستور فيه إسلامياً وتتحول مصر إلى دولة إسلامية " على الرغم أنها كذلك منذ دخول العرب " . لكن المقصود هنا هو التأكيد على أن تكون مصر إسلامية في كل مناحي الحياة وبالقانون ومن يخالف أو تخالف يطبق عليع وعليها حكم شرع الله . وتصبح مصر إيراناً أخرى أو بنجلادش أو الصومال أو أفغانستان ومن الطبيعي لا بد وأن يخضع كل من هو غير مسلم مهما كان دينه أو فكره أو إنتمائه الفكري. الحجاب لجميع نساء مصر واللحية والسروال لجميع رجالها ويكون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سُلطة رجال الأمن يوجهون الناس الوجهة التي تروق لهم . لا فن ، لا بنطال للمرأة ، لا تعليم لها ولا مكان لها في إدارة شئون البلد والنقاب أفضل لها من الحجاب والمنزل هو مكانها والعودة إلى ختان البنات وزاجها في سن صغير . أما عن الأقليات إن كانت مسيحية أو نوبية أو بدوية سوف تكون تحت نير الظلم من الجماعات الأسلامية المتشددة .

وهذا بدون شك سوف يتم لو أن الأخوان والسلفين أصبحوا القوة الحاكمة في مصر بعد أن تكتمل سلسلة الحكم بفوز الدكتور محمد مرسي بكرسي الرئاسة . سنجد أنفسنا نحكم بنظام رفضه الشعب فإذ بنا نراه في صورة الأخوان والسلفين .. الرئيس منهم ، نواب الرئيس .. منهم ، البرلمان بشقيه ... منهم ، رئيس الوزراء والوزراء ... منهم ، المجالس المحلية ... منهم ، المحافظين ... منهم ، ومن الطبيعي لا وجود لغيرهم من الشعب المصري مسلماً أو مسيحياً . إن كان مسلماً أن ينضم لهم ويصير عضوا في جماعة الأخوان أو السلفين ، أما المسيحي فعليه السمع والطاعة ولا مكان له في إدارة شؤون البلاد ولا يحق له الألتحاق بالقوات المسلحة أو الشرطة ، ولا رئاسة أي عمل حكومي . وبهذا لا أمان سيكون في مصر لأحد إلا لأتباعهم من المسلمين و لأصحاب الشخصية المزدوجة التي أشرت إليها سابقاً .

وهذا ظهر واضحاً وجلياً في الفترة التي تولت فيها التيارات الأسلامية السيطرة على أول برلمان منتخب بعد سقوط نظام مبارك فقد أظهروا وجههم الحقيقي وما سيقمون بفعله دون مواربة وبكل بجاحة وصراحة مما جعل كل مصري يتوجس الخوف منهم ويفقد الثقة بهم وبدأت المعارضة ونجاح الدكتور مرسي في الجولة الأولى للأنتخابات لم يكن من غالبية الشعب المصري بل كان من التنظيم الأخواني فقط وبدون مساهمة السلفين الذين إصطفوا وراء الشيخ حازم أبو إسماعيل ثم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح . وطبيعي ليس من الأقباط المسيحيين الذين تيقنوا من خديعتهم عندما وضعوا نائباً لرئيس الحزب " الحرية والعدالة " الإخواني نصرانياً " على حسب قولهم " لا يهش ولا ينش ولا صوت أو كينونة له .

وهنا حقيقة أقول دون تردد :

إن تولى مرسي الرئاسة ... لا أمان في مصر .

والأن بعد أن تحدثنا عن ما يمكن أن يحدث لو أن الدكتور محمد مرسي تولى كرسي الرئاسة لمصر . وأعتقد أن ما كتبناه هو الحقيقة .

نأتي لو أن الفريق أحمد شفيق هو الذي سيتولى كرسي الرئاسة لمصر ما الذي يمكن أن يحدث .

الفريق أحمد شفيق مرشح الفلول لكرسي الرئاسة والمستبعد من قبل التيارات الأسلامية الذين أصدروا قانوناً أطلق عليه قانون العزل السياسي الذي أعتمد فيه من أصدروا القانون على أنه كان رئيساً للوزراء كما عينه الرئيس السابق حسني مبارك بعدما قامت ثورة 25 يناير عام 2011 .

قيل الكثير عن سبب إختيار الرئيس السابق مبارك للفريق شفيق لتولي رئاسة وزراء مصر في أدق وأحرج فترة واجهها مبارك في حكمه .

لن أذكر شيئا مما قيل ففيه مديح عنه ، على عكس ما حاولت التيارات الأسلامية من تشويه صورته أمام الشارع المصري الذي إن دل على شيء إنما يدل على خوف هذه التيارات من وجوده خصما في سباق الرئاسة .

إنتهت إنتخابات الرئاسة بإعادة بين كل من الدكتور محمد مرسي عن حزب " الحرية والعدالة " الذراع السياسي للأخوان المسلمين . جاء في الترتيب الثاني بفارق قليل الفريق أحمد شفيق .

تمت الأنتخابات .. إنتخابات الأعادة وأعلن منسقي حملة الدكتور محمد مرسي أنه فاز وهو الرئيس .. رئيس مصر .

قيل الكثير عن تلك المبادرة المستعجلة لأعلان مرسي رئيسا لمصر وبدأ الحديث عن قسم اليمين وأين سيكون . إختار البعض ميدان التحرير ليؤدي د. مرسي اليمين هناك وسط الشعب على الرغم من أن نتيجة الأنتخابات لم تكن قد أعلنت بعد .

نفس الخطأ وقع فيه منسقي حملة شفيق بإعلان فوز شفيق بالرئاسة مع فارق أنهم لم يقوموا بما قام به أتباع مرسي .

تقدم كل جانب بطعونات بلغ عددها 440 طعنا لمخالفات حدثت من كلا المتنافسين . تم تأجيل إعلان نتيجة الأنتخابات إلى حين الأنتهاء من النظر في تلك الطعونات من قبل اللجنة العليا للأنتخابات الرئاسية المسؤلة عن ذلك .

الشارع المصري في حالة غليان بعد صدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة للأعلان الدستوري المكمل ، وحل البرلمان ومليونية اليوم الجمعة التي ستتجه إلى ميدان التحرير مطالبين بإلغاء الأعلان الدستوري المكمل وحل البرلمان .

لو فرضا فاز الفريق أحمد شفيق . ماذا سيكون عليه الوضع في مصر ؟

بدون شك دون تردد أقول:

إن تولى شفيق الرئاسة ... لا إستقرار .

ونسأل .. ما العمل ؟!

مصر أصبحت بين سندان الأخوان ومطرقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأصبح الصراع بينهما علنيا ونخشى ما نخشاه أن يؤثر هذا الوضع على الأوضاع المتدهورة في مصر . ولا أحد بيده زمام الأمور والقدرة على العمل الفعلي لتهدئة الأمور وإصلاح ذات البين وتجنيب مصر حرباً أهلية غير المجلس الأعلى للقوات المسلحة .

أمام هذه الصورة المحزنة والمؤسفة التى وصلت إليها الحال في مصر . إذا كانت نتيجة إنتخابات الأعادة لصالح د. مرسي بدون شك لا أمان . إذا كانت النتيجة لصالح الفريق شفيق بدون شك لا إستقرار. فأين المفر ؟؟!!

زد على ذلك ما يحدث على حدود مصر مع إسرائيل ، والتهديد بالتحكم في مياه نهر النيل كما جاء في هذين الخبرين .

إسرائيل بدأت التحرك والتحرش في سيناء .

إثيوبيا تهدد ببناء سد النهضة ، أو ربما تكون قد بدأت بالفعل البناء . وهذا سيؤثر تأثيرا كبيرا على مصر .

كلمة أهمس بها في أذن السيدة هيلري كلينتون مسؤلة الخارجية الأمريكية .. نرجوكي .. نرجوكي لا دخل لأميركا بالشأن الد اخلي لمصر . لا نريد تدخل أحد بإملاء ما نفعله أو ما لانفعله .

وأختم بالدعاء الذي يردده كل محب لمصر..

إحفظ بلادنا يارب .. إحمي أراضيها ..

شهرٌ حاسم لمصير منطقة "الشرق الأوسط"/ صبحي غندور

تشهد منطقة "الشرق الأوسط"، بما فيها البلاد العربية والقوى الإقليمية الفاعلة حولها، كإيران وتركيا وإسرائيل، حالةً تُشبه المخاض الذي يسبق الولادة. فبلدان المنطقة كلّها كانت في السنتين الماضيتين حبلى بمتغيّرات تحدث إمّا فيها أو حولها، دون معرفةٍ حاسمة لاتّجاه هذه المتغيّرات أو لمدى انعكاسها على مصير الأزمات والعلاقات والكيانات في هذه المنطقة الشديدة الحساسية من العالم.
وقد أدّت تفاعلات الأحداث الجارية الآن في سوريا، وقبلها في ليبيا، إلى بروز تطوّرٍ سلبي في العلاقات بين الأقطاب الدوليين، خاصّةً بين واشنطن وموسكو، وهو أمرٌ يهدّد الآن الأمن العالمي ويطرح علامات استفهامٍ كثيرة حول مستقبل أزمات دولية عديدة، معنيّة بها واشنطن وموسكو معاً. وقد كان التوافق الدولي الذي حصل بشأن مهمّة كوفي أنان قد أعطى مؤشّراً إيجابياً لم يصمد طويلاً، حيث تبيّن أن موسكو وواشنطن اتّفقتا من خلال دعم مهمة أنان على ضبط حدود الخلافات بينهما حول الملف السوري ولم يتّفقا على طبيعة الحلّ السياسي المنشود لهذا الملف. ولذلك ظهرت التباينات مؤخّراً (والانتقادات المتبادلة) بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة حول مصير مهمّة أنان وحول مستقبل النظام السياسي في سوريا.
للأسف، المنطقة العربية هي الآن تحت وصايةٍ دولية غير مباشرة، بل بعض قوى المعارضة العربية تدعو علناً لجعل هذه الوصاية حالةً قانونية منشودة. وللأسف أيضاً، ليس هناك الآن مرجعية عربية فاعلة قادرة على ضبط الصراعات الداخلية في بلدان المنطقة وعلى منع التدخّل الأجنبي فيها. ذلك كلّه يجعل مصير المنطقة وأزمات بلدانها مرهوناً بقراراتٍ دولية وبإراداتٍ خارجية وبمدى التوافق أو الصراع بين القوى الكبرى.
هي حالةٌ شبيهة بما كانت عليه المنطقة منذ مائة سنة، حيث كانت هناك إراداتٌ دولية تتحكّم في مصيرها بل وتصنع طبيعة أنظمتها السياسية وحدود كياناتها السياسية الوليدة بعد انتهاء حقبة "الدولة العثمانية". وهي مرحلةٌ انتعشت فيها الأفكار المطالبة بالإصلاح والتنوير والتغيير، لكن كان الواقع على الأرض يسير في اتّجاه معاكس. هي مرحلة كانت تتزامن فيها مشاريع التدويل والتقسيم للبلدان العربية مع نموّ دور الحركة الصهيونية في فلسطين والعالم عموماً.
الآن، يتوقّف مستقبل أزماتٍ عديدة في المنطقة على قرار واشنطن وموسكو. فزيادة حدّة التوتّر بينهما تعني مزيداً من التأزّم في الملفّات الساخنة في "الشرق الأوسط"، وفي مقدّمتها "الملف السوري" و"الملف الإيراني"، وهذا سينعكس حتماً على كلّ البلدان المجاورة لسوريا وإيران، وعلى "الملف الفلسطيني" أيضاً وأبعاده العربية الدولية، وعلى منطقة الخليج العربي والاقتصاد العالمي. لذلك، كانت الأنظار متّجهةً في الشهر الماضي (أيّار/مايو) لقمّة مجموعة الثماني في "كامب ديفيد" لمعرفة مقدار التفاهم أو التعارض بين موسكو وواشنطن حول سوريا وإيران، لكن غياب الرئيس الروسي بوتين عن القمّة منع الحسم في قراءة طبيعة العلاقات والتفاهمات الأميركية/الروسية، مما أدّى أيضاً إلى استمرار الغموض في كيفيّة رؤية مستقبل سوريا ومصير الموقف الدولي من "الملف النووي الإيراني".
ولذلك أيضاً، كانت قمّة المكسيك لمجموعة العشرين هي المحطّة الهامّة التي انتظرها المعنيّون بأزمات "الشرق الأوسط" لمعرفة اتّجاه الريح في العلاقات الأميركية/الروسية، ثم جاءت تصريحات بوتين وأوباما بعد لقائهما في هذه القمّة لتعطي أملاً محدوداً بإمكانيّة التفاهم بينهما حول كيفيّة التعامل السياسي مع الأزمة السورية. وهذا التطوّر الإيجابي النسبي سيرتبط حتماً بنتائج محادثات موسكو حول "الملف النووي الإيراني".
فمن المهمّ الانتباه إلى أنّ التوافق الروسي- الأميركي الذي حصل في السابق على إعداد وإعلان خطّة أنان، قد رافقه أيضاً آنذاك التفاهم على كيفيّة التعامل مع الملف النووي الإيراني، حيث تزامن إعلان الخطّة بشأن سوريا والإجماع في "مجلس الأمن" على دعمها، مع نجاح جلسة المفاوضات التي حدثت في إسطنبول أولاً ثمّ في بغداد حول الملف النووي الإيراني.
إنّ الشهر الحالي (حزيران/يونيو) سيكون شهرا حاسماً لمصير العلاقات بين موسكو وواشنطن وللأزمات الساخنة في منطقة "الشرق الأوسط". فإذا جرى فعلاً تثبيت وتفعيل التفاهمات الأميركية/الروسية بشأن الملفّين السوري والإيراني، فإنّ ذلك سيكون حتماً لصالح الحلول السياسية التي ستعطّل الكثير من مشاريع الحروب الأهلية والإقليمية، والتي لا يعرف أحدٌ مداها أو حسابات الربح والخسارة فيها.
لقد أصبح واضحاً الآن أنّ إدارة أوباما لا تجد مصلحةً أميركية في زيادة الخلاف والتناقض مع المواقف الروسية والصينية. كذلك أيضاً هي رؤية الاتحاد الأوروبي، المتضرّر الأول من عودة أجواء "الحرب الباردة" بين موسكو وواشنطن، في ظلّ التراجع الاقتصادي الأوروبي والحاجة الأوروبية لعلاقاتٍ اقتصادية وسياسية جيّدة مع الصين وروسيا.
أيضاً، لا تجد الآن الإدارة الأميركية أيَّ مصلحةٍ في تصعيد التوتّر مع إيران أو في تبنّي مقولة استخدام الضربات العسكرية على مواقع إيرانية وسوريّة، بل تنظر إدارة أوباما إلى هذا العمل العسكري المطلوب إسرائيلياً، ومن بعض الأصوات في الكونغرس الأميركي، كخطرٍ أكبر على أميركا ومصالحها من أيّة حربٍ أخرى خاضتها في العقود الماضية. فالحالتان الإيرانية والسورية تختلفان تماماً عن حالة كوسوفو أو ليبيا، أو حتّى العراق وما أدّت الحرب الأميركية عليه من أضرار كبيرة على الولايات المتحدة.
لذلك حصلت هذه التفاهمات الأميركية/الروسية على كيفيّة التعامل مع الملفّين السوري والإيراني، لكن هي الآن تفاهمات على منع استمرار الانحدار السلبي للملفّين أو وصول أيٍّ منهما لحالة الحرب الإقليمية أو العالمية، ولم يصل بعدُ التفاهم الأميركي/الروسي إلى حدِّ التوافق على كلّ المطلوب مستقبلاً من وجهة نظر كلّ طرف، فهي مسألة مفتوحة الآن لمزيدٍ من التفاوض، لكن الامتحان الفعلي لها سيكون خلال الأسابيع المحدودة القادمة، قبل أن تنشغل إدارة أوباما وأميركا كلّها في شهر نوفمبر بالانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث ستكون إعادة انتخاب أوباما لفترةٍ ثانية هي المحطّة الأهم لبناء الاتّفاقات الممكنة بين المحورين: الأميركي/الأوروبي، والروسي/الصيني، على قضايا دولية عديدة بينها خطّ الأزمات الممتد من طهران إلى غزّة، مروراً بالساحتين السورية واللبنانية.
فخيار التسويات هو الخيار الوحيد المتاح حالياً أمام الأقطاب الدولييين، حتّى لو كانت هناك "معارضات" لهذه التسويات على مستويات محليّة وإقليمية. وهاهي المنطقة العربية من جديد أمام مراهناتٍ على "الخارج"، بعضها يأمل بحلّ مشاكل مصدرها الأساس هو ضعف "الداخل" وتشرذمه، وبعضها الآخر يسعى إلى مزيدٍ من التدخّل الأجنبي، حتّى لو كان على حساب وحدة الأوطان والشعوب معاً!.

*مدير "مركز الحوار العربي" – واشنطن

معايير الاحتلال المزدوجة في هدم وتسوية المساكن/ د. مصطفى يوسف اللداوي

في الوقت الذي تسارع فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منازل الفلسطينيين وطردهم منها، تحت حججٍ وذرائع مختلفة، كالبناء دون ترخيص، أو المخالفة في البناء، أو البناء في مناطق ممنوعة، أو البناء فوق أراضٍ تملكها الدولة العبرية، أو الاعتداء على أملاك الغائبين، أو بحجة اغتصابِ أراضٍ يملكها يهود، فإن هذه الحجج والذرائع سرعان ما تزول وتتبخر إذا كان صاحب المسكن يهودياً وليس إسرائيلياً، إذ أن العرب الفلسطينيين من المسلمين والدروز والمسيحيين القاطنين في أرضهم المحتلة عام 1948، والمتمسكين بقراهم وبلداتهم، والذين رفضوا مغادرتها رغم السياسات العنصرية الإسرائيلية ضدهم، فإن قرارات الهدم تشملهم، وإجراءات الطرد تطالهم، ولا يستثنون منها كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، فيطردون من بيوتهم، وتصادر أرضهم، وتسوى بالتراب مساكنهم، ولا يحق لهم الاعتراض على قرارات الهدم أو المصادرة، بل إن المحكمة العليا الإسرائيلية تصادق على القرارات الصادرة بحقهم، وتمنح السكان المعترضين أياماً قليلة لتسوية أمورهم، والبحث عن أماكن بديلة، وقد حدث هذا الأمر مع قرى عربية بأكملها فضلاً عن بيوتٍ ومساكن متفرقة.
لا تقتصر السياسات العنصرية الإسرائيلية على مدينة القدس، حيث يواجه سكانها العرب، المسلمون والمسيحيون، هجمةً يهودية شرسة، تستهدف مدينتهم وهويتهم وأرضهم وبيوتهم ومساجدهم ومدارسهم ومؤسساتهم، وكل ما يمس العروبة والإسلام بصلة، بل إن سياسات الهدم والمصادرة تستهدف كل المدن والبلدات الفلسطينية، سواء تلك التي تقع ضمن ما يسمى "الخط الأخضر"، أو في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، وقد تحتج السلطات الإسرائيلية بأن المساكن المشادة والمباني القائمة تقع بالقرب من معسكراتٍ للجيش الإسرائيلي، أو بالقرب من مستوطناتٍ إسرائيلية، أو أنها تعترض مشاريع شق طرق جديدة، علماً أن هذه البيوت والمساكن أقدم بعشرات السنين من معسكرات الجيش ومن المستوطنات والطرق الالتفافية، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد فتح معسكراتٍ للجيش أو بناء مستوطناتٍ بالقرب من مساكن وأراضي الفلسطينيين، ثم تبرز حجتها المستجدة لتهدم أو تصادر القديم الأصيل، لصالح المستجد الدخيل، وتضفي في أغلب الأحيان صبغة قانونية على ممارساتها من خلال تغطية القضاء الإسرائيلي لما تقوم به.
أما الجانب الآخر من الصورة، الذي تبرزه السياسة العنصرية الإسرائيلية البغيضة ضد السكان الفلسطينيين، فهو الاستثناء الفاضح من هذه القرارات ومن غيرها للمواطنين اليهود فقط، ممن لا يملكون الحق في البناء أو الامتلاك، من المهاجرين الجدد، ومن سبقهم من مغتصبي الأرض، الذين طردوا أهلها منها، وحلوا مكانهم، وشرعوا في البناء والتوسع على أراضٍ لا يملكونها، واغتصبوا بيوتاً ليست لهم بعد أن طردوا ساكنيها منها، فلا تستطيع الحكومة الإسرائيلية ولا سلطة الإدارة المحلية طرد أي يهودي من مسكنه، أو الإقدام على هدم بيته، وإن كان مخالفاً أو معتدياً أو مغتصباً، ولا ضير إن جاور مسكنه معسكراتٍ للجيش الإسرائيلي، أو كان قريباً من الطرق الالتفافية السريعة، فإما أن يفاوض اليهودي على مسكنه ليعوض مسكناً في مكانٍ آخر، أو يمنح مالاً مقابل مسكنه، وإلا فإن على السلطات أن تتدبر أمورها، وأن تغير خرائطها، وأن تعيد رسم مسار الطرق الجديدة، أو تنقل معسكرات الجيش إلى أماكن لا تزعج السكان اليهود، ولا تهدد مساكنهم وبيوتهم.
قد يحدث أن تقوم الحكومة الإسرائيلية بإخلاء بعض التجمعات السكنية العشوائية، وتجبر القاطنين فيها على الرحيل، وتسلط الأضواء على ما تقوم به، وتحاول أن تظهر للمجتمع الدولي أنها تقف ضد إرادة بعض مواطنيها، وأنها تجبرهم على الرحيل والمغادرة، ومن يرفض الالتزام والتعاون فإنها قد تستخدم ضده القوة، وقد أظهرت وسائل الإعلام بعضاً من هذه الحوادث، وكشفت عن قيام الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة لإجبار بعض المستوطنين على الرحيل، ولكن ما لا تظهره وسائل الإعلام أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا تقوم بهدم مسكنٍ إلا لتبني عشراتٍ مكانه، ولا تتخلى عن تجمعٍ سكني إلا لتقيم سلسلة من المستوطنات الأخرى، فهي تتعمد تفكيك التجمعات العشوائية، التي يقوم بها متطرفون يهود، أو مستوطنون متشددون، لصالح مستوطناتٍ أكبر وأكثر تنظيماً، وأقدر على الثبات والصمود، ولكنها لا تقوم بتفكيك أيٍ من المستوطنات الكبرى، التي تتوسط المدن الفلسطينية، وتستولي على مساحاتٍ كبيرة من أرضهم، وتحرم السكان من حقهم في مياه الشرب أو مياه الري لصالح المستوطنين والمستوطنات.
أما المحكمة العليا الإسرائيلية التي تصادق دوماً على القرارات العسكرية بإخلاء وهدم بيوت ومساكن الفلسطينيين، فإنها تقف بالمرصاد لأيٍ من قرارات الحكومة الإسرائيلية في حال عزمها إزالة المخالفات وهدم بعض المساكن العشوائية التي يقيم فيها اليهود، في الوقت الذي ينشط فيه حقوقيون إسرائيليون لدفع الهيئات التشريعية لاستصدار قراراتٍ تحول دون قيام الحكومة وسلطات البلديات بهدم أي بيتٍ تعود ملكيته ليهودي، حتى ولو كان البيت مغتصباً من مالكيه العرب، أو مخالفاً لقوانين وشروط البناء.
ويدافع الإسرائيليون عن مسعاهم لمنع الحكومة من هدم أي مسكنٍ لليهود، بأن المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع أن يتحمل مناظر المواطنين وهم يجبرون على إخلاء بيوتهم، فمناظرهم صعبة وتثير الشفقة والحزن معاً، ولا يمكن لصاحب ضميرٍ حي أن يقبل أو أن يسكت عن طردهم، فيجب على المسؤولين الإسرائيليين العمل على عدم تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة، والعمل على ترسيم البيوت التي مضى على إقامة سكانها اليهود فيها عدداً من السنين، بغض النظر عن أصل المخالفة، وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تتحلى بالأخلاق والقيم اليهودية، التي تمنع ظلم اليهودي لأخيه اليهودي، وليس هناك في تشريعهم ظلماً أبشع من قتل اليهودي أو طرده من بيته ومسكنه، وعلى القائمين على أوامر الهدم والطرد أن ينظروا ملياً إلى صور الأطفال والنساء، الذين يبدو على وجوههم البؤس والشقاء، فبعضهم لا يجد ما يسد رمقه أو يصلب عوده، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بطردهم إلى الشارع، حيث لا مأوى لهم ولا طعام.
يبدو أن النشطاء الإسرائيليون ذوي القلوب الرحيمة، الذين يمتلكون مشاعر جياشة وأحاسيس مرهفة، إلى الدرجة التي لا يستطيعون فيها رؤية الأطفال والنساء اليهود وهم يجبرون على الرحيل من بيوتهم، أنهم لا يرون آلاف الفلسطينيين الذين يجبرهم جيش الاحتلال على الخروج من منازلهم، في الصيف والشتاء وفي الليل والنهار، ويقوم بهدم ونسف بيوتهم على ما فيها من متاعٍ وأغراضٍ خاصة، بعد أن يمنحهم دقائق معدودة للخروج من البيوت، وحمل ما يستطيعون من متاعه، وفي أحيانٍ أخرى لا يسمحون لهم بحمل أي شئ من أغراضهم، بل إنهم يمنعون الأطفال الصغار من إخراج ألعابهم ودفاتر مدارسهم، حيث يجعلها النسف والهدم ركاماً بعضه فوق بعض، فيبدو أن الإسرائيليين أصحاب القلوب الرحيمة لا يرون هذه المناظر، ولا يحسون بحال هؤلاء المساكين، وكأنهم يرون بعينٍ واحدة، وعينهم صهيونية لا ترى العربي، ولا تشعر بغيرهم، ولا تبالي بأحزان ودموع غير اليهود، وكأن المشاعر الإنسانية تتجزأ وتتقسم، وأن القيم والأخلاق تتمايز وتختلف.