استقيموا يرحمكم الله/ حسن سعد حسن

كاتب، وشاعر
(1)

لا أعرف لماذا يضيق البعض ذرعاً بالنقد؟!، وبيان الأخطاء ؟!،والمطالبة بالتصحيح ؟!.
نعم هناك نقد هدام يسعى إلى تعطيل حركة الوطن ،ويسعى بكل ما أوتى من جهد  لعرقلة تقدم الوطن نحو الأمام.
نعم هناك من ظن عن جهالة أن التعبير عن الرأى يسمح له بأن ينال من هيبة الدولة ،أو تعطيل مصالح المواطن، أو استخدام العبارات التى تخد ش الحياء ،والحقيقة هذا كله مرفوض من ا لجميع ،ومن كل التيارات .
البعض يسعى إلى النيل من الأشخاص دون أن ينتقد الأعمال ،والبرامج، والأفعا ل ،والأقول فهو يسلط الضوء فى نقده على( الشخص) وليس على ما قدم .
وقد يصل الأمر فى أحيان كثيرة إلى( تكفير) البعض للبعض بل ،والإتهام بالخيانة ،والعمالة ،و( الفلولية ) ذلك المصطلح الذى أصبح فضفاضاً ،وخرج عن سياقه الطبيعى.
نعم أنا مع النقد ،ولكن أى نقد؟!
أنا مع النقد البناء الموضوعى البعيد عن (الشخصنة ) فأنا مع من ينتقد القرارات، والأعمال ،والأفعال ،والتصريحات بدون تجاوز، وخروج عن الأخلاق، والأعراف ،والتقاليد التى تعارفنا عليها ،وما نادى به ديننا الحنيف، وكل الديانات السماوية التى لا تقر التجاوز.
وليعلم الذين يضيقون ذرعاً بالنقد أنهم فى أمس الحاجة إليه أكثر من غيرهم فهو يبين لهم أوجه القصور، ومواطن الخلل ،بل ويدرأ عنهم غرور السلطة .
علينا أن نتعلم جميعاً النقد الموضوعى القائم على أسس منهجية ،وعلمية ذلك النقد الذى يدفع للأمام ،لا الذى يعيدنا إلى الخلف أميالاً.
(2)
أحزن عندما أجد ( بعض ) من أطلقوا على أنفسهم ( دعاة ) ،وابتعدوا كل البعد عما جاء فى كتاب الله، وسنة رسوله من مراعاة الكلمة الطيبة ،والدفع بالتى هى أحسن ،والمجادلة  بالحسنى فأصبح كل منهم فظاً غليظ القلب ينفض الناس من حوله فاستباح الحديث فى أعراض النساء، وتكفير هذا ،وذاك ورمى الناس بالباطل .
وأقول لهم أين أنتم من كتاب الله ؟!، وأين أنتم من سنة رسول الله؟!، وأين أنتم من الصحابة ،والتابعين؟!هل تناسيتم دوركم الحقيقى ؟!وما يجب أن تكونوا عليه ؟! .
دخلتم إلى عالم السياسة  فأصبحت أقوالكم لها نكهة سياسية اختلط فيها الحق بالباطل ، وأصبحتم تحرفون الكلم عن بعض مواضعه دفاعاً عن تيار ما ضد تيار اّخر  .
انتصرت عليكم شهوة الأضواء ،وحب الظهور، وسكنتم الفضائيات ،فأصبحت دياركم، ومنابركم ،و كل ذلك  جعلكم تنحرفون عن الصراط المستقيم .
عودوا إلى دراسة كتاب الله ،وسنة رسوله عودوا كما كنتم دعاة حق تأمرون الناس بالمعروف ،وتنهون عن المنكر بالكلمة الطيبة ،وبالحسنى .
نعم هناك من الدعاة من ظلوا كما كا نوا دعاة حق ،لا دعاة منصب ،أو سلطان، أو جاه ،أو مال فهؤلاء نحبهم فى الله، وننحنى لهم إجلالاً فياليتكم كنتم مثلهم !
أقول هذا لمن شاء منكم أن يستقيم

بداية تصفية 23 يوليو.. محاكمة عبد الناصر/ مجدى نجيب وهبة

** هذا ما توقعته .. وما كتبته بالنص فى إحدى مقالاتى .. ولكن لا يريد أحد أن يقرأ أو يفهم .. والذين يقرأون قليلون .. البعض يرفض حتى التعليق ، فهم لديهم قناعة بالتكبر والعنتزة .. والبعض لا يهمه شئ ... حتى لو خربت مالطة !!!...
** لقد كتبت بالنص أن تصفية ثورة 23 يوليو قادمة لا محالة ... والتى بدأت بإقالة المجلس العسكرى بالكامل بعد أن سلم السلطة بالكامل لجماعة الإخوان .. وبدأت البلاغات تنهال ضد المشير والفريق "عنان" !!..
** فجأة وبدون أى مقدمات .. بعد مرور 45 عاما على موت المشير "عبد الحكيم عامر" .. يخرج علينا نجله ، ليقدم بلاغ يتهم فيه الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ، والفريق "محمد فوزى" ، والكاتب "محمد حسنين هيكل" ، و"شمس بدران" بتورطهم فى قتل المشير ..
** ويكشف محامى المشير "عبد الحكيم عامر" وأسرتة ، "عماد الدين فصيح" عن مفاجأت ومستندات .. فجأة وبعد 45 عاما عن تورط قيادات عسكرية كبيرة فى الستينات ، وقيادات صحفية فى التحريض على قتل المشير "عبد الحكيم عامر" ، ومنهم الكاتب "محمد حسنين هيكل" .. وبالطبع سيزج بكل هذه الأسماء فى دائرة الإتهام لإدانتهم ، وتشويه صورتهم ، والتخلص منهم .. ولأن الشئ بالشئ يذكر .. فلم يرد فى البلاغ أنه كان هناك علاقة عاطفية بين المشير "عبد الحكيم عامر" .. والفنانة الراحلة "برلنتى عبد الحميد" .. قيل فى بعض الصحف أنها علاقة غير شرعية .. وكتبت بعض الأقلام أنه زواج عرفى ، والبعض كتب أنه كان هناك مصالح بين قيادات الثورة ، والفنانة "برلنتى عبد الحميد" !!!...
** أما ما يثير الدهشة والسخرية .. أننا فجأة وبعد 45 عاما .. إكتشفنا أن المشير "عبد الحكيم عامر"  حكى ذلك بنفسه لأسرته من خلال مذكرات كتبها .. ونتساءل .. لماذا لم تظهر هذه المذكرات فى بداية حكم السادات ، أو حكم الرئيس "محمد حسنى مبارك" ؟!! .. ولكن شاءت الأقدار أن تظهر هذه الحبكة الدرامية فى ذلك الوقت .. وهى جزء من سيناريو تصفية الحسابات بين الإخوان وبين ثورة 23 يوليو .. بعد أن تمكن الإخوان من عرش مصر بمساعدة اللقيط "أوباما" ، والعاهرة "كلينتون" ..
** أما سيناريو المرحلة التالية .. سيتقدم البعض ضد ثروات أبناء الرئيس "جمال عبد الناصر" ، والتى سيحيلها النائب العام فورا للتحقيق وإدارة الكسب الغير مشروع .. لنكتشف فجأة وبعد 45 عاما أن أولاد الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" ، وزوجته الفاضلة .. هم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق وأرباب السجون .. وأعتقد أن نهاية التحقيقات ربما تؤدى إلى الزج بالدكتورة "هدى عبد الناصر" ، والمهندس "خالد عبد الناصر" إلى السجن .. بعد تنازلهم عن ثرواتهم وأملاكهم !!!
** ثم تأتى المرحلة الثالثة ، والتى سيقوم بها جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. أو الجماعات السلفية بهدم ضريح الراحل "جمال عبد الناصر" ، ونقل رفاته من مسجد "كوبرى القبة" الملاصق لوزارة الدفاع إلى مدفن مجرى العيون بمصر القديمة ..
** ويتكرر نفس السيناريو مع الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" .. فسيتقدم أحد المعتوهين ببلاغ يطالب فيه بالتحقيق فى إهدار حقوق مصر بعد معاهدة السلام ، والمسماة بـ "كامب ديفيد" .. وسيقول فى عريضة الدعوى أن إتفاقية "كامب ديفيد" هى سيناريو متفق عليه بين إسرائيل والسادات .. يتم بمقتضى هذه الإتفاقية ، السماح للجيش المصرى بعبور خط بارليف وعدم التعرض للقوات المسلحة المصرية .. ثم يأتى قرار وقف إطلاق النار ، ثم يليه معاهدة "كامب ديفيد" .. ويتكرر نفس السيناريو وتتم محاكمة السادات .. ثم يتقدم بلاغ أخر ضد أسرة الرئيس "محمد أنور السادات" ، والذى يحيله فورا النائب العام للتحقيق وإدارة الكسب الغير مشروع .. وعقب التحقيقات التى ستجرى لأسرة السادات .. سيتضح أن الأرض التى ورثها أبناء السادات ، أو أولاد أخيه هى من مال الشعب .. فيتم مصادرة كل ما يملكونه .. وربما يتم الحكم على النائب البرلمانى السابق "محمد عصمت السادات" بالسجن ، ومصادرة أموال الراحل "طلعت السادات" .. ثم تأتى المرحلة الثالثة ، وهى هدم قبر الرئيس "محمد أنور السادات" ، وهدم النصب التذكارى للجندى المجهول ..
** وأعتقد أن بعد هذا السيناريو .. الذى أؤكد كما أكدت سابقا أشياء كثيرة أخرى قبل حدوثها .. ستختفى ثورة 23 يوليو ورجالها .. وسيعتبر كل من إستشهد فى حرب التحرير لنصر أكتوبر 73 من جنودنا البواسل ، وضباطنا الشرفاء هو مرتزقة .. وليس جندى أو شهيد .. وسيتم مسح كل ذكريات نصر أكتوبر 73 .. من التاريخ ، ومن الكتب الدراسية .. ولن يدرس فى المناهج التعليمية سوى مذكرات الشيخ "حسن البنا" ، والشيخ "سيد قطب" ، والشيخ "عمر عبد الرحمن" ، والشيخ "أبو إسلام" ، والشيخ "وجدى غنيم" ، والشيخ "محمد حسان" !!!! ... فهم بالطبع شيوخ أفاضل ..
** وعمار يامصر ستان .. وتحية خاصة لكل أفراد المجلس العسكرى الذى لن ينساهم التاريخ .. وعلى رأسهم المشير "محمد حسين طنطاوى" .. والفريق "سامى عنان"!!!!.......................
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

التحرش الجنسي لا يعرف الأعمار/ راسم عبيدات


في سياق تعريفنا وتقديم أنفسنا للعالم بأننا "خير أمة خرجت للناس"،ولا أظن ولا أعتقد استنادا إلى ما نشاهده ونراه ونلمسه من أفعال وتصرفات وممارسات هذه الأمة يجعلنا متيقنين أن هذه الأمة هي التي تحدث عنها القرآن الكريم،فهذه الأمة فيها كل المواصفات إلا القول أنها "خير أمة أخرجت للناس"،فعندما على سبيل المثال نتحدث عن ظاهرة طارئة أو دخيلة على أخلاق وقيم وعادات وتقاليد أمة ما،فهذا يعني أنها غير متجذرة ومتأصلة فيها،وهي موجودة بفعل الفرض والإكراه،ولكن ما نجده في مجتمعاتنا العربية عند حديثنا عن ظاهرة التحرش الجنسي،فإن هذه الظاهرة أولاً تعبير عن عمق أزماتها الاجتماعية والجنسية،وهي مستحكمة ومتجذرة فيها،وهي نتاج لتلك الأزمات وهي ليست مستوردة أو طارئة بفعل العولمة والتقدم التكنولوجي أو انتشار الإباحية والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي،كما يحلو لنا في إيجاد الذرائع والمبررات لتبرير وجود وانتشار مثل هذه الظاهرة،فهذا التبرير أسهل وأقصر الطرق وليس بحاجة إلى استخدام العقل والفكر في عملية التحليل والوقوف على الأسباب الحقيقة الكامنة خلف وجودها وانتشارها كظاهرة مقززة ومقيتة ومسيئة،وعند النظر لتلك الظاهرة بعمق،نجد أننا غير قادرين بحكم طبيعة مجتمعاتنا الأبوية التي يعظم فيها الدجل والنفاق ويحجر فيها على العقل والفكر وعدم الاعتراف بوجود الأخطاء والسلبيات المدمرة والتي قادتنا الى ما نحن فيه من ذل وهوان وانهيار،ورغم ذلك كنا نحول كل هزائمنا العسكرية والسياسية الى انتصارات ورقية،كيف لنا ونحن نقدم أنفسنا كأمة ورع وتقوى وحصافة وعفة وأخلاق أن نعترف بوجود هذه الظاهرة عندنا،ونحن نتهم بها غيرنا ونستخدمها كحجة وبرهان على فساد وانهيار المجتمعات الأخرى ؟؟،وعند الغوص الجدي في أعماق ومسببات تلك الظاهرة وتحليلها بشكل علمي بعيداً عن استغلال المشاعر والعواطف والتوظيف السلبي للدين،نجد أنها نتاج عدم وعينا وحصانتنا ومناعتنا الأخلاقية والتربوية والثقافية والفكرية،وأنا أرجح كما أن شوارعنا  وعواصمنا العربية ستبقى رائجة فيها أسواق وتجارة البسطات،كما ستبقى فيها مستمرة ومتصاعدة ظاهرة التحرش الجنسي،وهي التي تستهدف الأنثى كأنثى كاسية أو عارية،محجبة او منقبة كبيرة أو صغيرة،والمأساة والطامة الكبرى عندما تجد أولاد مراهقين يتحرشون بنساء بجيل أمهاتهم أو أكبر منهم بسنوات،وفي أكثر من عاصمة عربية كانت ظاهرة التحرش جماعية وعلانية وفي الساحات العامة،ولم يكن الدافع لها لا العري ولا الإغراء ولا الإثارة،بل كانت عمليات التحرش تطال بنات ونساء حتى المحتشمات والمحجبات منهن،وهذا مؤشر على أن العملية التحرشية،تعبير عن وجود جوع ونهم جنسي مزمن،والعملية التحرشية لم تعد مقتصرة على الألفاظ والحركات الخادشة للحياء والماسة بالكرامة،بل تتعداها في العديد من الأحيان الى قيام البعض لاستعراض فحولتهم في مناظر مقززة أمام النساء،وهي تعبير عن انحطاط ما بعده انحطاط،أو القيام بلامسة أجساد النساء والتحرش بهن جسدياً بطرق يندى لها الجبين في حافلات وتكسيات النقل العام،وهنا تتجلى الغرائز الحيوانية والبوهيمية بأقذع أشكالها وصورها،وعندما تتحدث زميلة صحفية كما كتب أحد الصحفيين عن أن أحد ركاب حافلة نقل عام عندما كان يلوح لها بورقة عشرة دنانير من شباك الحافلة من أجل أن تصعد وتجلس بجانبه،كم شعرت بالخوف،فهذا مؤشر الى أي مدى وصل انحطاطنا وجوعنا ونهمنا الجنسي،وفي كل شوارعنا وعواصمنا وأزقتنا فإن الأنثى مشروع تحرش،وهذا ليس له علاقة لا بلباس ولا باحتشام فالأنثى كأنثى مستهدفة،وفي شوارع أوروبا او حتى دولة الاحتلال،لا تجد أفواج وزرافات وقطعان الشباب التي تنتظر فرائسها،ناصبة الكمائن في كل ناصية شارع وزقاق ومتحفزة للهجوم والانقضاض على فريستها،بل تجد بنات ونساء أقرب إلى العري لا أحد ينتهك خصوصيتهن ولا يتحرش بهن لا جسدياً ولا لفظياً،حتى أنك تجد من يتعانقون ويتبادلون القبل،أو يحتضنون بعضهم البعض في أوضاع حميمية دون أن يلتفت إليهم أحد،اللهم إلا إذا تواجد عرب ومسلمين هناك،فنجد أننا بحاجة إلى إعلان حالة الطوارئ والاستنفار العام.

علينا أن نعترف أولاً إذا أردنا أن نصل إلى شوارع خالية من التحرش او البسطات،بأن لدينا مشكلة عميقة جداً،ولا ينفعنا أو يفيدنا الحديث عن أننا خير أمة أخرجت للناس،فالذي يحكم علينا هو سلوكنا وأخلاقنا وعملنا في أرض الواقع وليس مجموعة فروض نؤديها كشعائر منفصلة عن الواقع،نحن نعيش أزمة عميقة جدا جداً اجتماعية وجنسية،نتاج ثقافة جهل وتخلف ومواريث اجتماعية بالية،ومجموعة من الدراويش والمأزومين ينصبون من أنفسهم علماء وشيوخ ورجال افتاء يسيئون للدين والمرأة وكل ما له علاقة بالعروبة والإسلام،ولن تخلو شوارعنا من ظاهرة التحرش والقطعان المتحرشة إلا عبر حركة وعي وتثقيف ومعالجة جادة وحقيقية لأزمة نقر ونعترف بوجودها،أما إذا استمرينا في العمل والتعامل وفق سياسة النعام ندفن رؤوسنا في الرمال وجسدنا مكشوف،ونردد كالببغاوات بأننا مجتمعات تقاة ونساك وورعين،والقول ان  هذه المظاهر والظواهر غريبة ودخيلة  على مجتمعاتنا،فإن تلك الظواهر والمظاهر ستتفاقم وتتزايد،فنحن شاهدنا في أكثر من مرة ومناسبة بأنها جرت وطالت النساء علناً وجهراً في الأماكن العامة،وعدم التصدي لها ومعالجتها من جذورها عبر عملية تربية وتوعية وتثقيف جدية،فإن الأمور ستصل بالنساء الى ما وصل إليه حال نساء المسلمين عقب الهزيمة في معركة أحد،حيث أصبح الكفار يتحرشون بهن علناً وجهراً في الشوارع العامة،وهذه المرحلة عندنا ليست بالبعيدة،فأية أنثى يقودها حظها العاثر للتأخر في الدراسة أو العمل ليلاً،فهي لن تنجو من عملية تحرش سواء من المارة أو سائقي الحافلات والتكسيات،وهي من لحظة خروجها من جامعتها أو مدرستها أو عملها،تبدأ الاستعدادات لمثل هذه المعاكسات والمعارك،وهي في داخلها تلعن اليوم الذي وجدت أو ولدت فيه في مثل هذه المجتمعات المصابة بداء الشيزوفرينيا في كل شيء.
وأنا أعرف أنها في داخلها تصيبها حالة غثيان ودوار،وتتساءل لماذا تستطيع أن تعيش بحرية وأمان في أي من تلك العواصم التي نقول عنها بأنها عواصم للفجور والدعارة،وفي عواصمنا تطاردها ذئاب بشرية من أجل أن تلتهم جسدها رغماً وقسراً عنها.
القدس- فلسطين

انه التاريخ/ سري القدوة


باختصار : انك ( اخي ابو مازن ) تصنع معالم الدولة الفلسطينية وتمضي علي الطريق مؤمن بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية وتحمل هموم شعبك ولذلك وصفوك ( بالإرهابي الدبلوماسي ) لأنك تمضي في الطريق المحرج لهم والكاشف لكذبهم واستمرار خداعهم للعالم .. وكشف زيفهم وكشف اوراق اللعبة وطرح كل الاوراق بكل صدق وشفافية امام العالم .. فهذا ابسط شيء ممكن أن نعمله في مثل هذا الوقت وهذه الظروف .. فتحية لصوتك الفلسطيني في الامم المتحدة والذي يتلمس حقوق شعبنا ويمضي مطالبا بحقوق دولتنا ..

كلماتك رغما عن حزنها الا انها تعطينا الامل ويكبر فينا الفرح ويتجدد فينا العطاء من اجل وطنا طالما حلمنا به وكان كل فلسطيني يحمله امانه من خلال وصايا شهدائنا وأجدادنا حيث استمرت مسيرة نضالنا جيلا وراء جيل واليوم يكون الامل هو عنوان مرحلتنا القادمة وكما قالها الرئيس الشهيد ياسر عرفات في نفس المكان لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي ..
التحية لك اخي القائد ابو مازن .. تحية لجهودك ولصوتك الوطني المعبر عن ارادة شعبنا وعن صمود شعبنا في مواجهة غطرسة المحتل وإرهاب دولة اسرائيل المنظم ...

كلمة الرئيس محمود عباس تعبير صادق عن ارادة شعب يبحث عن السلام ويرغب في العيش بحرية وامن وحياة حرة كريمة بعيدا عن الاحتلال .... نتمنى ان يتفهم العالم صوت شعبنا .. وان يساعدونا من اجل حريتنا وكرامتنا ودولتنا فشعبنا اليوم يتطلع الي انصافه من قبل المجتمع الدولي ويدنا ممدودة الي السلام الشامل .

شكرا للرئيس محمود عباس علي جهوده وعطاءه فهو حقا يخمل هموم شعبنا اسمحوا لي ان اشكره مع انه لا مجال للشكر فهو الرئيس وهذا واجبه ولكن اشكره لأنه مصر وصاحب قضية عادلة ويمثل كل شعبنا وحقا كانت كلماته اليوم تعبير عن ارادتنا فتحية كل التحية لك اخي القائد ابو مازن .. تحية لجهودك ولصوتك الوطني المعبر عن ارادة شعبنا والي الامام حتى تحقيق ارادة شعبنا وقيام دولتنا وقريبا اخي الحبيب ابو مازن سيرفع شبل فلسطيني علمنا الفلسطيني خفاقا فوق ربوع القدس .

صوتك اخي الرئيس جاء صوتا قويا وأنت تؤكد علي أن منظمة التحرير الفلسطينية لا تقبل القسمة علي اثنين وان شعبنا سيتمر من اجل صنع السلام وأنت تؤكد أن صنع السلام يتم عبر الحق الفلسطيني ..

لقد بات اليوم التأكيد علي أن الفرصة الاخيرة لصنع السلام القائم علي حل الدولتين هو في غاية الاهمية من اجل المضي قدما نحو الدولة الفلسطينية وانه لا مجال للعب والخداع مرة اخري حيث أن فرصة السلام هي الفرصة المواتية الان ولا سلام دون رحيل الاحتلال ..
صوتك اخي ابو مازن كان هو صوت الاسري صوت الشعب الفلسطيني صوت كل فلسطين التي قدمت الشهداء عبر مسيرة طويلة من النضال وعبر جيل عاش النكبة والنكسة والانتكاسة وعن اطفالنا الذين يتطلعون الي دولة فلسطينية تكفل لهم العيش بحرية وكرامة وامن وسلام  .

أن خطابك التاريخي اخي ابو مازن  عبر عن  غضب الشعب الفلسطيني تجاه الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة كما عبر عن تصميم الشعب على تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وعكس كرامة الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل حقوقه وأعاد رسم خارطة الصراع بشكل واضح بين الشعب الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال وسلطات تطلق العنان للمستوطنين ليمارسوا الإرهاب والانقضاض على الأرض الفلسطينية.

اكثر من ست مرات قام العالم بالتصويت لكلمات الرئيس محمود عباس واختتم العالم بالتصفيق الحار وقوفا كلمة الرئيس محمود عباس وهذا الشيء رغم بساطته الا انه يعكس مدي احترام العالم لفلسطين ومدي رغبة العالم الحقيقة في منح شعبنا حقوقه ..
اننا نتلمس الامل مجددا بصناعة الغد الافضل لأطفالنا ولنعيش بعيدا عن النكبة وان يكبر الحلم فينا وان يكون لنا دولة اسمها فلسطين تسكن فينا ونسكن فيها بعيدا عن الغربة والتشرد والشتات ... هذا الشيء الذي ينشده كل فلسطيني حر والذي يبحث عنه كل اب وام فلسطينية  أن يعيش شعبنا علي ارضه وان يري اطفالنا اياما كريمة حرة وحياة سعيدة وعطاء من اجل وطننا الذي يعكس طموحنا ومستقبلنا ويحقق وصية اجدادنا ..

فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني وهذا هو العدل الذي نعمل ونطمح لتحقيقه من خلال قيام دولتنا الفلسطينية وإيصال صوتنا للعالم والاعتراف بحقوقنا بعيدا عن الارهاب والقمع والتنكيل بشعبنا وان يعيش شعبنا موحدا في اطار المؤسسات ودولة القانون ..
انه المستقبل الفلسطيني المشرق والمشرف .. انه التاريخ الذي يصنعه الرئيس محمود عباس .. فتحية لك اخي الحبيب وقائدي ابو مازن ..

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

عباس ونتنياهو واختلاف الأولويات/ ابراهيم الشيخ

من غير المعروف ان كان القاء الكلمات المتتالية  في الجمعية للأمم المتحدة من قبل كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجرد صدفة ام مُخطط لها.
خطاب الرئيس عباس كما الخطابات السابقة طالب بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يقبع تحت الاحتلال ويعاني شتى انواع التعسف والعنصرية من قبل دولة لا تقيم اي معنى للقيم الانسانية، وتم التركيز على وقف الاستيطان الذي يلتهم الارض الفلسطينية، إذ حذر عباس من تزايد هذا لاستيطان الذي اسماه العنصري الكارثي، والتمسك بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ان كلمة عباس كانت ناجحة اذ نالت تصفيقات الحضور المتتالية مما يعني الدعم في الجمعية العامة للمواقف التي طرحها  حيث طلب الحصول على وضع فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة وقال بأنه سيسعى الى طلب العضوية الكاملة في المستقبل، الا ان هذا كله لا يعني شيئاً ان لم توافق امريكا واسرائيل على ما يطرحه الفلسطينيون.
بعد فشل المفاوضات الماراثونية  مع دولة الاحتلال والتي تماطل منذ عشرين سنة دون تقديم اي حل أو أي تنازلات للفلسطينيين وانما بالعكس تزيد من وتيرة الاستيطان لفرض الوقائع على الارض في ظل صمت عربي واذعان غربي لما تقوم به اسرائيل دون التحرك لفعل اي شيء لردعها، ويزداد الدعم لها ماديا وعسكرياً من قبل الولايات المتحدة الاميركية، فالشعب الفلسطيني في موقف صعب ووُضع بين خيارين احلاهما مر، الاول وهو الاعتماد على الامم المتحدة التي منذ  سنة  64 سنة لم تستطع حل القضية الفلسطينية بسبب الدعم الامريكي اللامتناهي لدولة الاحتلال بالرغم من وجود قرارات تنص على حقوقه، الا ان هذه القرارات تم نسيانها في ادراج الامم المتحدة وأكلها الغبار دون تطبيقها، اما الخيار الثاني وهو المفاوضات مع الطرف الاسرائيلي الذي يتهرب من القرارات الدولية ويسعى الى الاستفراد بالفلسطينيين واجراء مفاوضات ثنائية بفرض وجهة نظره لحل الصراع والذي بالتأكيد سيكون مجحفا والذي بالطبع سيرفضه الفلسطينيون.
 وعند ذلك  ستفرض اسرائيل الحل الذي  تريده وهو تقديم كانتونات مقطعة الاوصال للتحكم بها، ولن تسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة، وهي تلوح بالانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية وهذا ما صرح به قبل ايام وزير الفاع الاسرائيلي ايهود باراك، ان فكرة الانسحاب من جانب واحد من الممكن ان يكون بالفعل ما تفكر به اسرائيل في المستقبل كما فعلت في غزة وجنوب لبنان، وسبب ذلك ان اسرائيل لا تريد اجراء مفاوضات مع الفلسطينيين لكي لا تكون مجبرة ومضطرة للتنازل واعطاءهم ما يريدون وما يطالبون به.
اما من ناحية اخرى بالنسبة لخطاب نتنياهو والذي بدأ بالرد على كلمة الرئيس عباس بأن حل النزاع يجب ان يكون من خلال المفاوضات وليس من خلال الامم المتحدة تظهر امتعاض نتنياهو من كلمة عباس والذي اتهمه بالتشهير باسرائيل واعلان دولة من جانب واحد دون التنسيق مع الطرف الاسرائيلي، ولكن هذه امور سيرد عليها نتنياهو بعد العودة من نيويورك، لان القضية الفلسطينية والسلام مع الفلسطينيين لم يكونا على سلم اولوياته، وانما  تركزت كلمته على  قضية الاسلحة النووية الايرانية وتأثيرها على اسرائيل والشرق الاوسط والعالم.
 ويتضح من كلمة نتنياهو كم هذا الملف النووي الايراني يقلق اسرائيل، فنتنياهو وكما الاسرائيلين الاخرين بارعين  باستدرار عطف القوى الدولية الى جانبهم، واقناع العالم  بأن  شعبهم ودولتهم مهددين ويجب على العالم الغربي الدفاع عن دولة اسرائيل، وتناسى نتنياهو القنابل النووية التي تملكها اسرائيل وتهدد العالم العربي بأكمله.
اراد نتنياهو اظهار اسرائيل كدولة متحضرة وتقف مع قوى العصرنة اي مع الدول الغربية وليس مع قوى التخلف، وبطريقة غير مباشرة اشار الى الذي حدث مؤخرا في الوطن العربي وهاجم المتطرفين الاسلاميين الذين يجب محاربتهم وهم يهددون ليس اسرائيل فقط وانما  كل العالم المتحضر.
ان لقاء زعماء العالم في الجمعية العامة كل سنة والقائهم للخطب ما هو الا مناسبة  لكل دولة للتعبير عن مشاكلها وعن امانيها، ولكن الامم المتحدة اصبحت عاجزة عن حل النزاعات بين الدول بسبب تقاطع مصالح الدول الخمس التي تتحكم بالعالم وكل جهة تريد رسمه حسب مصالحها ورؤيتها.

ذكرى رحيل مؤسس "الجمهورية الأولى" في مصر/ صبحي غندور


تتعدّد التحليلات بشأن ما يحدث الآن في مصر، ويختلف الكثير من المصريين والعرب حول توصيف طبيعة نظام الحكم الحالي فيها، إذ وصف البعض هذا النظام بأنّه "الجمهورية الثانية"، بعد "جمهورية العسكريين" التي بدأت مع "ثورة 23 يوليو" في العام 1952. وخطورة هذا الوصف أنّه يضع حقبة جمال عبد الناصر في سلّةٍ واحدة مع حقبتيْ أنور السادات وحسني مبارك، رغم إدراك هذا البعض لخطأ هذا التوصيف، ولما فيه من ازدراء شديد للحقبة الناصرية التي تناقضت سياساتها الداخلية والخارجية مع كلّ ما جاء بعدها.
ولقد حاول هذا البعض "التنظير" لثورة 25 يناير بأنّها ثورةٌ أيضاً على ثورة 23 يوليو، وبأنّها ثورة من أجل الديمقراطية فقط، وضدّ استبداد النظام السابق وفساده، وليست ثورةً أيضاً على سياسة التبعيّة والعلاقات مع إسرائيل، والتي قزّمت دور مصر الطليعي في عموم المنطقة، وأضعفت مصر نفسها بعد أن قيّدتها منذ نهاية عقد سبعينات القرن الماضي بأغلال المعاهدات.
ربما يصّح القول أنّ مصر تعيش الآن حقبة "الجمهورية الثالثة" والتي لم تتّضح بعدُ ملامح رؤيتها الإستراتيجية لكيفية بناء مصر الداخل اقتصادياً واجتماعياً ودستورياً، ولا أيضاً التغييرات التي ستحدثها في السياسة الخارجية.
فمصر تشهد الآن ولادة هذه "الجمهورية الثالثة" فيها، بعد جمهورية "ثورة 23 يوليو" التي قادها جمال عبد الناصر، ثمّ جمهورية "الارتداد على ثورة يوليو" التي حصلت في فترتيْ السادات/مبارك. ومن غير المعروف بعد كيف ستكون سمات وسياسات هذه "الجمهورية الثالثة" الوليدة حديثاً، أي ما بعد ثورة 25 يناير.
هنا أهمّية أن يحدث الآن التكامل المطلوب بين ما قامت من أجله "ثورة يوليو" وما كانت عليه من نهجٍ تحرّريٍّ عربي، وبين ما هي عليه "ثورة يناير" من أهداف سياسية واجتماعية. مصر بحاجة إلى هذا التكامل بين الثورتين، والأمّة العربية جمعاء بحاجةٍ إليه أيضاً.
وهاهي المنطقة الآن تعيش مرحلةً جديدة من الاستقطابات الدولية/الإقليمية، في ظلّ غيابٍ متواصل لمشروع عربي مشترك، ولإرادة عربية مشتركة، وهو أمر لن يحدث قبل ظهور نتائج التحوّل السياسي الذي يجري الآن في مصر، لمعرفة كيف سيكون عليه الدور المصري في عموم المنطقة، وما مدى تأثيراته المرتقبة على المشاريع الدولية والإقليمية.
وقد يعتبر البعض أنّ الحديث الآن عن ناصر هو مجرّد حنين عاطفي لمرحلةٍ ولّت ولن تعود، بينما يُغرق هذا البعض الأمَّة في صراعاتٍ وخلافاتٍ عمرها أكثر من 14 قرناً، ونتائج تلك الصراعات لن تكون إعادة نهضة الأمَّة العربية بل تقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية تتناسب مع الإصرار الإسرائيلي على تحصيل اعتراف فلسطيني وعربي بالهُويّة اليهودية لدولة إسرائيل، فتكون "الدولة اليهودية" نموذجاً لدويلاتٍ دينية ومذهبية منشودة في المنطقة كلّها!.
فهو "زمنٌ إسرائيلي" نعيشه منذ رحيل ناصر المفاجئ في 28 سبتمبر 1970، وبعد الانقلاب الذي حدث على "زمن القومية العربية" حين كانت مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي طليعته. فاليوم تشهد مصر وكل بلاد العرب "حوادث" و"أحاديث" طائفية ومذهبية وإثنية لتفتيت الأوطان نفسها، لا الهويّة العربية وحدها.
هو "زمنٌ إسرائيلي" الآن على مستوى العالم أيضاً. فعصر "كتلة عدم الانحياز" الذي كانت مصر رائدته، تحّول إلى عصر "صراع الشرق الإسلامي مع الغرب المسيحي"، بينما تهمّش "الصراع العربي/الصهيوني"، ومكاسب إسرائيل في هاتين الحالتين هي وحدها التي تتحقق.
لذلك، فإنّ الكتابة عن ناصر ليست ابتعاداً عن الحاضر أو تجاهلاً للمستقبل أو حنيناً لماضٍ يفتقده عشرات الملايين من العرب، بل هي دعوةٌ للمقارنة بين نهجٍ يسود الآن في التعامل مع الأزمات، مقابل نهج "ناصري" واجه أزماتٍ مشابهة لصراعاتٍ لم تزل مستمرّة لأكثر من نصف قرن.
لقد عاشت المنطقة العربية في بداية الخمسينات وحتى منتصف السبعينات من القرن العشرين – رغم الكثير من التعثّر والانتكاس- صحوةً قومية عربية لم تعرف لها مثيلاً في تاريخها الحديث. فقبل الخمسينات، وامتداداً في القرون العجاف تحت الحكم التركي ثمّ سيطرة دول الغرب على العرب، لم يكن للعرب حولٌ ولا قوّة تُذكر.
منتصف القرن العشرين جاء حاملاً معه متغيّراتٍ كثيرة في المنطقة العربية، وفي العالم ككلّ. فالخمسينات التي كانت موقعاً زمنياَ وسطياً للقرن العشرين، كانت أيضاً من خلال قيام "ثورة 23 يوليو" عام 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، بدء انطلاق حركةٍ قومية عربية وسطية "لا شرقية ولا غربية"، ترفض الانحياز إلى أحد قطبيْ الصراع في العالم آنذاك، وترفض الواقع الإقليمي المجزّئ للعرب كما ترفض الطروحات القومية الأوروبية العنصرية والفاشية أو أسلوب الضمّ العسكري، وتنطلق من أرض مصر التي هي موقع جغرافيّ وسط يربط إفريقيا العربية بآسيا العربية. وقد استطاع جمال عبد الناصر من خلال موقع مصر وثقلها القيادي، أن يحقّق للمرّة الأولى صحوةً قوميةً عربية تؤكّد ضرورة التحرّر الوطني والاستقلال القومي والانتماء إلى أمَّةٍ عربيةٍ واحدة، وتدعو إلى وحدة وطنية شعبية في كلّ بلدٍ عربي، وإلى استخدام الوسائل السلمية في التغيير وفي الدعوة للوحدة العربية، وإلى نهضةٍ عربيةٍ شاملة في الأطر كلّها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
طبعاً كانت سمة تلك المرحلة هي خوض "معارك التحرّر الوطني من الاحتلال والاستعمار"، وهذه المعارك لم تسمح كثيراً ب"الحديث عن الديمقراطية" خاصّةً وأنَّ العالم آنذاك كان قائماً على تجربتين: التجربة الرأسمالية في الغرب، التي تقوم على تعدّد الأحزاب والحريات العامَّة مع النظام الاقتصادي الحر، والتجربة "النموذجية" الثانية والسائدة حينها كانت التجربة الشيوعية (السوفييتية أو الصينية)، والتي كانت ترفض أساساً وجود حزبٍ آخر غير الحزب الحاكم ولا تقبل بأيّ نوعٍ من الحرّيات العامة في المجتمع، وتقوم على الاقتصاد الاشتراكي الموجَّه والمُسيطَر عليه من قبل الدولة.
لذلك كان من الطبيعي في منطقةٍ عربية تريد التحرّر من الغرب الرأسمالي (كحال معظم دول العالم الثالث آنذاك) أن تطلب المساندة من "الشرق الشيوعي" وأن تتأثّر بمفاهيمه للحكم سياسياً واقتصادياً.
وصحيحٌ أنّ "مرحلة ناصر" انتهت منذ أربعة عقود، لكن دروسها للحاضر والمستقبل ما زالت قائمة، فالهُوية  العربية هي حالة انتماء لكل العرب ولم يخترعها جمال عبد الناصر، وهي ليست مضموناً فكرياً وسياسياً قائماً بذاته ليختلف بشأنه العرب، بل هي هُوية ثقافية مشتركة لكلّ سكّان الأمّة العربية بغضّ النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وأصولهم الإثنية. ثمّ أنّ النهضة العربية الشاملة تحتاج إلى دورٍ مصريٍّ فاعل وإلى تكامل بين وضوح الهويّة العربية وبين البناء الديمقراطي السليم وبين الحرص على أولوية التحرّر الوطني واستقلالية القرار السياسي.
رحم الله جمال عبد الناصر الذي أدرك أنَّ قوّة مصر هي في عروبتها، وأنَّ أمن مصر لا ينفصل عن أمن مشرق الأمَّة العربية ومغربها ووادي نيلها الممتد في العمق الإفريقي. رحم الله تعالى جمال عبد الناصر، الذي حرص كردٍّ على هزيمة عام 1967 على أن يوقف أيّة صراعات عربية/عربية وعلى أن يبني تضامناً عربياً فعّالاً، فصالح كلَّ من عاداه من العرب، ورفع شعار أولويّة المعركة مع العدوِّ الصهيونيّ، حيث قامت حصيلة ذلك جبهةٌ عربية واسعة جمعت "دول النفط" مع "دول المدفع" في إطارٍ تضامنيٍّ عام، ساعد على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية وخوضها لمعارك حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية لمدّة عامين، ثمّ كان هذا التضامن ذاته وراء القرار في حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، الذي جمع بين استخدام السلاح والاقتصاد والسياسة في المواجهة مع إسرائيل ومن يدعمها.
مصر الناصرية كانت لا تستنزفها صراعات طائفية أو إيديولوجية، ولا تلهيها معارك هامشية عن المعركة الرئيسة مع العدوّ الصهيوني. وقد ربط القدر بين يوم انفصال سوريا عن مصر في 28 سبتمبر عام 1961 وبين أوّل أزمة صحية تعرّض لها جمال عبد الناصر، ثمّ ربط القدر أيضاً بين وفاته في 28 سبتمبر عام 1970 وبين مناسبة ذكرى الانفصال آنذاك.
ولعلّ خير شهادة لعبد الناصر أنّ أول جرح له كان في فلسطين ثم مات من أجلها حيث دفع حياته ثمناً لوقف نزيف الدم العربي الذي كان يحدث لأشهر في الأردن، ومن أجل الحفاظ على التضامن العربي وعلى القضية الفلسطينية.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

ضربة معلم..!/ صالح خريسات

توقفت سيارة احد السياح في الصحراء، وحاول صاحب السيارة تشغيلها فلم يفلح، فالتجأ إلى مدينة قريبة. ومن هناك اتصل بممثل الشركة التي صنعت السيارة في المنطقة، فأرسل إليه خبيرا ميكانيكيا إلى مكانها. وقد حاول الخبير أن يشغل المحرك فلم يفلح أيضا.
وهكذا وجد السائح نفسه مضطرا إلى التخلي عن السيارة.وصدف أن اقترح أحد الحاضرين أن يعرض الأمر على عامل ميكانيكي بسيط، فقبل صاحب السيارة، وبعث إلى ذلك العامل. فوصل إليه في نهاية النهار، وكان يمتطي بغلا لا سرج عليه، فترجل هذا الميكانيكي واقترب من السيارة وألقى عليها نظرة سريعة، ثم قال:ألا توجد مطرقة؟ وجيء له بالمطرقة، فأمسكها وطرق بها على ظهر الموتور، ثم قال لصاحب السيارة: اصعد فسافر...وأخذ السائح مكانه وراء مقود القيادة، واشتغل المحرك، وتحركت السيارة. وحينئذ هبط الرجل من سيارته ليدفع أجور ذلك الميكانيكي. وحين سأله كم يريد؟ قال الميكانيكي البسيط: مئة دولار. فتعجب السائح وقال له: طرقتين بالمطرقة بمائة دولار؟!.. هذا يساوي عشر سنتات. فأجاب الميكانيكي: نعم. سأتقاضى منك عشر سنتات لقاء ضربتين و99 دولارا وتسعين سنتا لمعرفة أين يجب أن تقع تلك الطرقتان؟! أليس هذا أفضل من أن تبقى السيارة هنا أسبوعا كاملا حتى يأتي ممثل الشركة؟ أليس هذا أفضل من ان تمشي مسافة طويلة على قدميك؟ أو تركب البغل؟ فاقتنع السائح ودفع ما عليه وانصرف.
والعبرة في هذه الحكاية، أن العشرة سنتات، وهي أجور العمل، يمكن تقديرها بسهولة. أما باقي الحساب وهو التسعة والتسعين دولارا وتسعين سنتا، وهي ثمن معرفة "أين" فذلك يصعب تقديره. إنها ثمن تعيين الخطأ، وقدرة علاج ذلك الخطأ، وتحمل المسؤولية في نجاح المعالجة.
 هذه الحكاية لها دلالتها في حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فكلما أتت حكومة جديدة، خرج الناس إلى الشوارع، قبل أن يعرفوا خيرها من شرها، يطالبون بالتغيير. وكلما جاء وزير جديد، اتهمه الناس، قبل أن يباشر عمله، بالتقصير. بل إن فترة تقبل التهاني، بالوزارة الجديدة، غالبا ما تكون كافية، لنشر أسوأ الشائعات، عن هذا الوزير أو ذاك. فما الذي يرضي الناس، وبخاصة في هذه الظروف الصعبة، التي لا تحتمل الخطأ؟
إنهم بالتأكيد، يريدون التخصص في الوزير، والتخصص في المدير، والتخصص في الموظف. حتى يمكن  الاستفادة منهم ومن خبراتهم. فليس من المعقول أبدا، أن يكون المواطن والدولة والبيئة، حقول تجارب لهؤلاء الأشخاص.
 فالوزير المؤهل بالعشائرية والمحسوبية، تبقى الفائدة منه قليلة ومحدودة، وقد تكون معدومة بسبب المصادمات بينه وبين زملائه. ويتحول طاقم الوزراء إلى موظفي استقبال، ينتظرون من يفكر نيابة عنهم.
لقد سرى في أدبيات السياسة الأردنية، أن منصب الوزير، أو المدير العام، منصب سياسي، لا يخضع للتخصص. وهذا خطأ كبير، دفعت الدولة ثمنه، بعد أن تبين لها سوء الإدارة وحجم الخطأ. فالشارع الأردني لا يريد أكثر من الرجل المناسب في المكان المناسب.
  ويعني هذا، أن منصب الوزير، أو المدير، اختصاصي لا علاقة له بالسياسة. إنه واسطة يجري على طريقها التطور الاقتصادي والاجتماعي، ويشكل عدم وجودهما، عبئا ثقيلا على اقتصاد الدولة.

دكتورة إنعام الهاشمي : فيتو/ د. عدنان الظاهر

  
ما كنتُ أحسبُ أني سأقف يوماً مُعارضاً ومُحتجّاً على بعض ما تنشر السيدة الدكتورة إنعام الهاشمي .. فقد نشرت ـ حتى اليوم ! ـ حلقتي حوار أجرته مع السيد عبد الرزاق عبد الواحد لم تقل في أي بلد أو في أية مدينة حصل اللقاء وذاك الحوار. لقد لمّعت السيدة وجهاً ما أشدَّ سواده وساهمت في إخراجه من عزلته ومن الطوق المضروب حوله نتيجة ارتباطه حدّ الذيلية والهبوط الأخلاقي والإنساني المروّعين زمان صدام وحكم البعث في العراق. ربط مصيره بصدام وعَديَ والعالم يعرف والعراقيون يعرفون من كان صدام حسين ومن وما كان ولده عدي ! لقد صرّح السيد عبد الرزاق ذات مرة أنه شاعر العراق وليس شاعر صدام حسين ! الآن .. اليوم ... رفعت السيدة إنعام هذا الرجل درجة أعلى وبوّأته مكانة أرفع مشكوكاً فيها أصلاً لأسباب عدّة سأذكر لاحقاً بعضَها . أسمته [ شاعر العرب الأكبر ] !! أضع أمام السيدة بعض الأسئلة :
أولاً ـ هل أجمع العرب وشعراؤهم أنّ هذا الشاعر هو شاعرهم الكبير فكيف بالأكبر؟
ثانياً ـ هل اجتمع شعراء العرب وقرروا أو اختاروا بالتصويت السرّي أو العَلني هذا الرجل شاعراً أكبرَ لهم ؟
ثالثاً ـ الدكتورة تعرف ، وهي كذلك شاعرة ، أنَّ الشعر والشعراء أصناف هي :
1 ـ شعر وشعراء بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي
2 ـ شعر وشعراء التفعيلة
3 ـ شعر وشعراء البين بين .. أي شعراء البحور والعمود الشعري العربي وشعر التفعيلة معاً
4 ـ شعر وشعراء قصيدة النثر
فعلى رأس أيٍّ من هؤلاء الشعراء يقف عبد الرزاق عبد الواحد كبيراً بل وأكبرهم؟
تؤلمني المجاملات المُبتسرة والسطحية فكيف أتقبّل المداهنة والتدجيل وهل أعزو ذلك إلى الجهل أو إلى التسرّع حدَّ الإنزلاق أم أعزوه للغَفَلة وحُسن النوايا ؟
تأريخ السيد عبد الرزاق عبد الواحد معروف يعرفه عراقيو الداخل والكثير من عراقيي الخارج لذا سوف لن أطيل وقوفي عند هذا الموضوع سوى أنْ أقولَ : كيف ربط هذا الرجل مصيره بمصير طاغية كبير وجلاّد دموي قلَّ نظيره في عالمنا المعاصر .. قتل العراقيين وشرّدهم وحارب بالباطل وغزا حتى أوصل العراق إلى ما هو عليه اليوم ؟ والأنكى أنه ما زال يدافع عن سيّده وولي نعمته صدام حسين حتى اليوم !
أعود لمقامة الشعر والشعراء لأسأل الدكتورة إنعام الهاشمي : على أية أسس قررتِ الحكم أنَّ عبد الرزاق هو شاعر العرب الأكبر ؟ هل أجريت على شعره دراسات نقدية أصولية مُعمّقة وقارنتيها بشعر فحول شعراء العربية بفئاتهم الأربعة سالفة الذِكْر ؟ هل أجرى غيرُك مثل هذه الدراسات ؟ لا أراه إلاّ مجرد ناظم شعر لا يختلف عن نظرائه من شعراء البحور سوى مُكنته من اللغة العربية بحكم الإحتراف لها كمدرس سابق للأدب واللغة في مدارس العراق ثم ارتباطه بدنيا الشعر احترافاً وارتزاقاً . لذا على السيدة إنعام أنْ تعتذر عمّا قالت عنه وما أسبغت عليه أمام الشعراء العراقيين ثم العرب .
لَعَمري ! لم يقل أحدٌ لا قبلُ ولا بعدُ أنَّ المتنبي هو شاعر العرب الأكبر بل قال العراقيون ذلك عن محمد مهدي الجواهري وكان ذلك كذلك خطأ جسيماً لا يُغتفر لا لأنَّ الجواهري ليس بشاعر كبير ولكنْ لأني أراها شطحة غير مُستحبّة ولم تحظَ بإجماع الشعراء العرب . مضى زمنٌ كنّا نسمع فيه أنَّ أحمد شوقي هو أمير الشعراء ! لم أسمع مثل ذاك ولا مثل هذا في تأريخ الشعر لدى الأمم الأخرى سوى ما قال الشاعر الإيطالي دانتي في الكوميديا الإلهية " إنَّ هوميروس هو ملك الشعراء " وما قال الشاعر الألماني غوتيه عن الشاعر الفارسي حافظ " إنه أُستاذي " . وعلى ذِكر المتنبي .. روى السيد عبد الرزاق في حواره مع الدكتورة إنعام الهاشمي أنَّ الجواهري قال له [[ أنا البحتري وأنتَ المتنبي ]] !!. هل يقول الجواهري مثل هذا الكلام ؟؟ سأفترض أنه قاله .. أليس وارداً أنه قاله من باب السخرية والتهكم لأنه العارف بنرجسية وطاووسيّة الشعراء ؟ هَبْه قال ما قال .. فما الذي دعا عبد الرزاق أنْ يحمل هذا القولَ محمل الجد حدَّ روايته للسيدة الهاشمي بحضور الشاعر فائز الحدّاد ؟
سأل أحدهم عبد الرزاق عبد الواحد في زمن صدام حسين : من هو الأعلم باللغة العربية [ شيء قريب من هذا ] فكان جوابه : صدام حسين والمتنبي ! في هذه المحاورة قال عن نفسه : مصدران في اللغة لا يفارقناه هما القرآن والمتنبي ! فمن يا ترى يُصدّق شخصاً كهذا ؟ طبيعي ... كان في ذاك الزمان يرفل بالنعيم والإمتيازات متنقلاً من مديرية عامة إلى أخرى ويسكنُ قصراً مُنيفاً مُطلاّ على دجلة وتحته سيارة مرسيدس .. وكان غيره من مثقفي الشعراء وشعرائهم وأدبائهم يضربون في أرض الله مشرّدين يبحثون عن بلد يقبلهم لاجئين وتحمّلوا وعوائلهم  ما تحمّلوا ولم يخدموا المجرم الدموي الأكبر ولم يقدموا له ولاء الخدم والمرتزقة ولم يخرقوا له البخور ولم بسجدوا له أو يعبدوه كما كان شأن السيد عبد الرزاق عبد الواحد .
يُعجبني في عبد الرزاق عبد الواحد أنه كسابقه الراحل عبد الوهاب البياتي .. لم يشتما الشيوعيين ولا الحزب الشيوعي العراقي إنما فعل ذلك المرحوم بدر شاكر السياب في مقالاته سيئة الصيت " كنتُ شيوعياً " التي  نشرها في جريدة بغدادية يومية زمان عبد الكريم قاسم . إعترف السياب أنه كان شيوعياً لكنَّ الشاعرين الآخرين أنكرا أنهما بالفعل كانا . لا أعرف هل كان البياتي عضواً في الحزب أو كان مُرشّحاً لعضويته لكني أعرف أنَّ السيد عبد الرزاق عبد الواحد كان عضواً في الحزب الشيوعي العراقي وقد جاء الحلة عام 1961 منقولاً من بغداد للتدريس في ثانوية الحلة للبنين وجاء بعده بقليل الترحيل التنظيمي الأصولي فتم ضمّه إلى تنظيمات مدينة الحلة .
الأخوة المندائيون يعرفون جيداً ما ومَن هو عبد الرزاق عبد الواحد ودوره التخريبي في محاولات تحويل كتابهم المقدس ( كنزا ربّا ) إلى نسخة من القرآن الكريم . وما دام قد ذكر في محاوراته اسم طارق عزيز وقال عنه إنه شاعر ولديه شعر جيّد ..  فلا بأس من المقارنة بين هذين الرجلين فطارق أساء لدينه وللمسيحيين عامة بإغرائهم أو إجبارهم على الإنخراط في حزب البعث .. وحذا عبد الرزاق عبد الواحد حذوه في توريط أبناء دينه وحثّهم على الدخول في حزب البعث فما كانت النتائج يا عبد الرزاق أيها " الصابئي الشيعي " كما يحلو لك أنْ تنعت نفسك ؟ أنت فررتَ وسلمتَ بجلدك لكنْ بقيت جاليتك في العراق تعاني من القتل وسرقة الممتلكات والتهجير القسري وقد أفلح آخرون منهم في مغادرة وطنهم العراق وقبول التشرّد في أقطار هذا العالم .
محطات مع الأستاذ عبد الرزاق عبد الواحد :
1 ـ جاء الحلة في العام الدراسي 1953 / 1954 مدرّساً في متوسطة الحلة للبنين وكان معروفاً عنه أنه رجلٌ صابئي شيوعي . كنتُ وقتذاك ما زلتُ طالباً في الخامس الثانوي أدرس في ثانوية الحلة للبنين وما كانت بيننا معرفة
2 ـ تم فصله من وظيفته عام 1954 لأسباب سياسية
3 ـ أكملت دراستي الثانوية وانتقلتُ إلى بغداد فكنتُ أراه في محل للصياغة في شارع النهر يمتلكه رجلٌ مندائي لحيته بيضاء طويلة .. كنت أراه مشغولاً بمصوغة فضية تلميعاً أو جرخاً أو حكّاً فكان واضحاً أنه كان يعمل صائغاً أو مساعداً في محل صياغة
4 ـ وفي نفس تلك الفترة كنت أحياناً أراه جالساً في حديقة كلية الطب وما كنتُ أعرف أنَّ فتاة كانت تدرس في هذه الكلية هي خطيبته وابنة خالته السيدة سلوى عبد الله وكان يلتقي بها هناك
5 ـ كرَّ الزمنُ كما هو شأنه يكرُّ ولا يفرُّ ... فحدث ذات أمسية من أمسيات إتحاد الأدباء العراقيين ـ كنتُ حاضرها ـ عام 1961 أنْ قرأ عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة عنوانها ( يا خالَ عوفٍ عجيباتٌ ليالينا .. يقصد الجواهري ) جارى فيها قصيدة الجواهري ( يا أمَّ عَوفٍ عجيباتٌ ليالينا .. ) وكانت تحمل الكثير والمرير من الشكايات حول ما آلت إليه الأوضاع السياسية في تلك الحُقبة حيث الإغتيالات والتصفيات والتنكيل والإقصاء من الوظائف والإبعاد عن مدائن الموظفين إلى مدن بعيدة عن مساقط رؤوسهم فقد أتى الحلة موظفون ومدرّسون من أهالي الشطرة وهيت وعنه وراوة والموصل وكردستان . لم تصبر حكومة عبد الكريم قاسم طويلاً إذْ سرعانَ ما صدر أمرٌ بنقل عبد الرزاق من معاون مدير معهد الفنون الجميلة في بغداد إلى مدرّس في ثانوية الحلة للبنين.
كان الأخ والصديق الدكتور محمد إبراهيم الربيعي حينذاك مُديراً لهذه المدرسة وهو يعرف الكثير عن عبد الرزاق ! عرفت عبد الرزاق معرفة جيدة وكان قد باشر في وظيفته وأنا كنتُ أدرّس في متوسطة الحلة للبنين ( نفس المدرسة التي سبق ودرّس عبد الرزاق فيها عاماً واحداً ثم فُصل من وظيفته حين كان ما زال محسوباً عليها ) وتوطدت العلاقات فيما بيننا لأسباب يعرفها هو ولا بدَّ أنه يتذكرها بكافة تفاصيلها فذاكرة الرجل قوية . وحين آنَ أوان مغادرتي العراق لألتحق بزمالة للدراسة في جامعة موسكو طلب مني أنْ أحمل ديوانه الشعري معي إلى موسكو وأنْ أنقل للشاعر عبد الوهاب البياتي ( كان وقتذاك ما زال معاونَ ملحق ثقافي ) رجاءه في أنْ يحاولَ إعادة طبع الديوان بسبب ما فيه من أخطاء مطبعية كثيرة . إعتذرتُ ! قلتُ له أنت تعرف ظروفي السياسية وأخشى أنْ تكتشفَ الكتابَ شرطةُ المطار فيحدث لي ما قد يحدث وأنا مغادر العراق . إقتنع الرجل بحجّتي وكنتُ صادقاً فيها . حصلت مناسبة في جامعة موسكو كنتُ حاضرها وكان البياتي هناك . عرّفته بنفس ونقلت له رجاء عبد الرزاق فأجاب على الفور : أنا نفسي أواجه صعوبات في طبع كتبي فكيف أساعد غيري ؟ المهم أني نقلت للبياتي رجاء عبد الرزاق .
6 ـ ثم كرَّ الزمنُ الكرّارُ .. أكملتُ دراستي وعدتُ للعراق ـ وما كان يجب أنْ أعودَ ـ فوجدتُ عبد الرزاق عبد الواحد مُدرّساً في إحدى مدارس مدينة الدور . بعد فترة نُقل مُحرراً في مجلة المعلم أو أقلام وكانت إدارتها في وزارة الثقافة والإعلام في الباب الشرقي .. وكان عبد الجبار البصري رئيساً أو مديراً لتحريرها . زرته عام 1972 مرّات قليلة وكان يزوره كذلك صديقه يوسف الصائغ .. كما كنتُ أرى هناك المرحوم عبد الجبار عبّاس [ عبّوسي ] الناقد المعروف الذي رحل مُبكّراً للأسف .
7 ـ كان عبد الرزاق أحد ثلاثة من الأدباء المعروفين درسوا في كلية الآداب [ أو التربية ] أواسط سبعينيات القرن الماضي للماجستير تحت إشراف الراحل الدكتور علي جواد الطاهر ونالها ثلاثتهم بجدارة وكانت تلك مناسبة فريدة في بابها تندّر بها المثقفون والشعراء طويلاً لأنهم جميعاً كانوا قد كبروا وجاوزوا سنَّ الدراسة المألوف وكانوا جميعاً موظفين . الآخران هما المرحوم هاشم الطعّان ثم يوسف الصائع .
8 ـ تركتُ العراق فجر التاسع من شهر تموز عام 1978 ولم أتابع موضوع عبد الرزاق عبد الواحد لأني كنتُ أتوقع أنه سينجرف فيسقط في فخاخ البعث وهذا ما حصل .

الإساءة للإسلام وللرسول/ ايمان حجازى

أخيرا وبعد تفكير عميق وتردد وأخذ ورد مع نفسى تجرأت وشاهدت المناظر التى يطلق عليها مجازا فيلم مسىء للإسلام ولرسول الإنسانية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم 
ومن خلال معرفتى البسيطة للفن وخبرتى الأكثر بساطة بالأفلام فلم أجد لا فن ولا فيلم وإنما هو مجرد أضغاث أحلام لإنسان أكل أكلة مغشوشة ونام ففاجأته الكوابيس بأشباحها وشياطينها وصورت له نفسه الشريرة يفعل السوء وعندما أفاق أو إستفاق أراد أن يقص للعالم ما رآه ولكنه خجل أن يقول أنه كان المفعول به فى كابوسه هذا ,ولأنه يريد الشهرة والإنتشار فقد تفتق ذهنه المريض عن هذه الفكرة البلهاء وهى أن يسرد الأحداث على أنها تخص الإسلام وتخص رسول المسلمين وهو لا يدرى أن الرسول أكبر وأعظم من أن تمسه تفاهاته تلك , وأن القرآن العظيم لم ينزل على محمد ليخلد محمد أو ليمجده بين عشية وضحاها , وأن القرآن الكريم غير قابل للطمس ولا للتحريف ولا لتفصيله طبقا للأحداث , فقد قال المولى جل وعلا فى كتابه العزيز .... إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ..... بمعنى أنه لا يمكن لأحد أن يعبث فيه ولا أن يقضى عليه 
وإذا كانت هذه نظرة أى موتور أو أى معتوه يخرج على الإسلام ورسوله فيهاجم ويعبث ويهجو فسوف يجد الآلاف من الحجج والفقهاء يردون عليه ويقابلونه بالشدة أو باللين ليردوه عن فعله أو ليعادوه
ولكن كيف هى الحال إذا تجرأ على الإسلام ونبى الإسلام من يعتبر نفسه معتنقا للإسلام ؟؟
وكيف هى الحال إذا قام أحد المسلمين بسن قوانين وشرع تشريعات يتبعها المسلمون فى كافة أنحاء البلاد بل وخارجها أيضا ضاربا بأحكام القرآن عرض الحائط غير مكلفا نفسه بشرح أسبابه للبسطاء ومتجاهلا غيرهم ممن يعتبرون أنفسهم نخبة أو مثقفين ؟؟
كيف هى الحال عندما يذكر المولى جل وعلا فى محكم آياته ..... وأحل الله البيع وحرم الربا ..... ونأتى نحن معلنين أننا نطبق شرع الله ونتعامل بما لا يخالف شرع الله فنحل القرض الربوى بل ونقننه أيضا ونعيد تسمية الفائدة بالرسوم الإدارية  ونلوذ بقاعدة فقهية أن الضرورات تبيح المحظورات ,,,,,,,,,,,,,,,, ويتساءل الإنسان البسيط فى بلادنا هل هذه الضرورات التى تبيح المحظورات مستجدات علينا !!!!!!!!!!!!؟..... يعنى وليدة اليوم فقط
كيف هى الحال عندما تطالعنا المواد الفيليمة المنتشرة على اليوتيوب والتى تعلن للعالم بأن بعض الأحكام القرآنية أخذت عن الحيوانات , قد يكون قائلها شيخ جليل وعلامة ولكن للأسف الشديد لا أشعر بالفخر جدا عندما أعلم مثلا أن حكم رجم الزانى والزانية مشتق من القرود , فأين جاء هذا النص ومن أخبرنا به , بل الأكثر ماذا ستضيف لنا هذه المعلومة !!!!!!؟
كيف هى الحال عندما يتصدر من يسمون أنفسهم بالدعاة البرامج الدينية بصفة مستمرة ويتزعمون السباب وتوجيه الإتهامات  ويخلعون عباءات الكفر والفجور على كل من يريدون ؟؟؟ بينما نحن نعرف أن من صفات المسلم أنه ليس شتاما ولا لعانا ولا مغتابا
هل كل هذه الأفعال والتى تصدر منا نحن يا أمة الإسلام لا تستحق منا الثورة والقصاص !!!!!؟
متى سنثور على أنفسنا ؟؟
متى سنقتص لمحمد وللقرآن بل للإسلام نفسه منا نحن أمة الإسلام !!!!؟؟
أنا طبعا لست مع من سب النبى ولا الإسلام ... فهو دنىء ووقح – وفعله ينبؤ عنه ويدل عليه .......... ولكن أما آن الأوان أن نكف نحن عما ننهى الغير عنه
إستقيمو يرحمكم الله يا أمة الإسلام........ وإتقو يوما لا ينفع فيه الندم
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

الأزمة السورية برؤية غربية مختلفة/ نقولا ناصر

("كتائب الجيش السوري الحر منهكة ومنقسمة وفوضوية وغير فعالة"، ولذلك فإن هذا الجيش "بحاجة إلى القاعدة الآن")

لم تعد إلا قلة تجادل بأن ما يجري في سورية ليست حربا، سواء كانت حرب عليها أم حرب فيها أو حرب أهلية أم حرب دولية وإقليمية بالوكالة أو هي حرب عواملها داخلية وخارجية متقاطعة ومتداخلة، لكنها بالتأكيد حرب تم التمهيد لها بحرب إعلامية تستمر كجزء لا يتجزأ منها، وكانت الحقيقة أول ضحاياها. لذلك بات التحليل المحايد الباحث عن الحقيقة فيها قطعا نادرا، وفي هذا السياق كانت المقابلة المطولة "في العمق" التي قدمت رؤية غربية مختلفة للأزمة السورية ونشرتها في الثاني والعشرين من هذا الشهر "آشيا تايمز"، المسجلة في هونغ كونغ، مع البروفسور د. غونتر ميير، مدير مركز أبحاث العالم العربي بجامعة يوهانس غوتنبيرغ الألمانية، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لدراسات الشرق الأوسط والمجلس الاستشاري الدولي للمؤتمر العالمي للدراسات الشرق أوسطية، ورئيس الجمعية الأوروبية للدراسات الشرق أوسطية، ومؤلف اكثر من (140) كتابا ومقالة خلال أربعين عاما تقريبا من تخصصه في أبحاث الأقطار العربية، وبخاصة سورية ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي العربية.
واستنتج الباحث الألماني أنه "حتى الآن، كانت إسرائيل والولايات المتحدة هما الفائزان الرئيسيان" من الأزمة السورية التي مكنت الأولى "من حشد دعم هام" من واشنطن والعواصم الأوروبية في نزاعها مع إيران، بينما "تربح الولايات المتحدة من الاعتماد المتنامي لبلدان مجلس التعاون الخليجي على الحماية العسكرية" الأمريكية ومن "مبيعات الأسلحة التي سجلت أرقاما قياسية" إليها.
داخليا، يرى د. غونتر أن "سياسة التحرير الاقتصادي" و"رفع الدعم عن المدخلات الزراعية" التي انتهجتها الحكومة السورية منذ عام 2006، "إضافة إلى فترة جفاف طويلة"، قادت إلى تدهور جوهري في الزراعة في المناطق الريفية "التي يعود أصل المعارضين للنظام إليها"، وإلى نزوح حوالي (1.5) مليون فلاح إلى المدن، كما كان الحرفيون من الخاسرين من تلك السياسة بعد "إغراق السوق السورية بالواردات الصناعية الرخيصة" ولذلك، على سبيل المثال، تحولت دوما من ضواحي دمشق إلى مركز مقاومة للحكومة" وحصلت المعارضة على دعم ضواحي حلب التي نزح إليها الفلاحون بينما كانت "الطبقات الوسطى في المدن وبخاصة التجار المستفيدين كثيرا من تحرير الاقتصاد ... لا يزالون موالين" للحكم. 
إعلاميا، انتقد د. غونتر "التغطية الإعلامية الرئيسية في معظم وسائل الإعلام الغربية" التي "كانت متحيزة بصورة واضحة" ضد "النظام السوري" لكنها "تغيرت تدريجيا خلال الشهور القليلة الماضية"، مضيفا ان "معظم" هذه الوسائل وكذلك "الحكومات الغربية" تأخذ المعلومات من مصادر المعارضة باعتبارها "أكيدة" بينما "ترفض الأدلة على أن للمتمردين استراتيجية مبرمجة لتسويق المجازر باعتبارها دعاية" من النظام. وعربيا قال إن "الصورة الايجابية" السابقة لفضائية "الجزيرة" القطرية "تحطمت عندما أصبحت القناة صوتا لسياسة الحكومة القطرية من جانب واحد ... بل إنها أنتجت أنباء كاذبة عن النظام السوري".
وعن موقف بلاده ألمانيا، قال إنه "من الواضح أن الحكومة الألمانية تعلمت درسها من الامتناع عن دعم التدخل العسكري في ليبيا"، و"هذه المرة، لا تلعب ألمانيا دورا قياديا فقط في إطار" عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سورية "بل أيضا في دعم القوى الغربية الموحد للمعارضة السورية، ويشمل ذلك تقديم المعلومات الاستخبارية"، وكشف أن أعضاء في وكالة المخابرات الخارجية الألمانية يتمركزون في سفن قبالة السواحل السورية واللبنانية وفي قاعدة لحلف الناتو قرب أضنة في تركيا لجمع المعلومات عن تحركات الجيش العربي السوري ونقلها إلى "الجيش السوري الحر"، إلى جانب عملاء المخابرات البريطانية والأمريكية.
وكشف د. غونتر أن "الجيش السوري الحر" حصل "مؤخرا" على "14 صاروخ ستينغر"، وقال إن "كتائب" هذا الجيش "منهكة ومنقسمة وفوضوية وغير فعالة"، ولذلك فإن هذا الجيش "بحاجة إلى القاعدة الآن"، ولذلك أيضا فإنهم "طلبوا الدعم من جماعة القاعدة" في "وادي الفرات الشرقي" للاستيلاء على حاميات للجيش السوري، ليضيف بأن "أعداد ... السلفيين والجهاديين وأتباع القاعدة" الذين يتدفقون على سورية "تزداد بسرعة"، وقال إن "الفظائع الأخيرة التي ارتكبتها جماعات المتمردين" قد "زادت" التأييد الشعبي للنظام الحاكم، مستشهدا على ذلك  "ببعض زملائي العرب".
كما تحدث عن "تقارير تفصيلية بأن دول الناتو بالتعاون مع العربية السعودية يحضرون لهجوم خادع بالأسلحة الكيماوية في جنوب سورية سوف يتم توجيه اللوم عنه إلى نظام الأسد من أجل تسويغ غزو دولي ضخم"، مضيفا بأن بيان الحكومة السورية الذي أكدت فيه أنها "لن تستعمل الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أبدا" هو بيان "يمكن الثقة فيه" بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استعمال هذه الأسلحة أو حتى تحريكها معناه "تجاوز للخط الأحمر".
ولفت نظر د. غونتر أنه لأمر "صاعق أن قلة قليلة فقط من ضباط وجنرالات النظام وقيادييه قد انشقت حتى الآن" بالرغم من أن السعودية وقطر أعلنتا أنهما "سوف تنفقان ما لايقل عن 300 مليون دولار لدفع رواتب مقاتلي المعارضة ... وكحوافز مالية" للانشقاق، و"هذا يؤكد مدى الاستقرار الذي لا تزال عليه قوة الحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية".
واستبعد د. غونتر إقامة منطقة عازلة آمنة في سورية لأن إقامتها لن تتحقق إلا "بحرب شاملة للناتو والقوات المتحالفة معه من البلدان العربية" تتطلبها "حماية اللاجئين في ملاذ آمن" يتطلب بدوره فرض "منطقة حظر طيران" لا يمكن فرضها إلا بحرب شاملة.سوف يكون "حجمها ونفقاتها ومدتها مروعة"، وأوضح وجود "تقارير ... بان العربية السعودية ستكون مستعدة لدفع نفقات تدخل عسكري شامل من حلف الناتو في سورية".
وإقليميا، قال إن "المجابهة مع إيران وكذلك التدخل في سورية" وغيرها في العالم العربي "يعتبر أيضا قتالا من أجل البقاء للأسر الحاكمة في مجلس التعاون الخليجي". وحول موقف تركيا من الأزمة قال إن "تأييد غالبية السكان الأتراك في البداية لتغيير ديموقراطي في البلد المجاور يتضاءل" الآن بينما يزداد الاعتقاد بأن "تورط أنقرة في الأزمة السورية سوف يكون له تأثير سلبي في الأمن والاقتصاد الوطني"، كما اعتبر مبادرة مصر الأخيرة إلى تأليف مجموعة إقليمية رباعية تضم إيران للبحث عن حل للأزمة السورية يتعارض مع الموقفين الأمريكي والخليجي من إيران وسورية ويتنافس على النفوذ الاقليمي معهما، كما اعتبر أن الاحتجاجات العربية المعادية لأمريكا على فيلم "براءة المسلمين" وقتل السفير الأمريكي في بنغازي مؤخرا "قد تؤثر تأثيرا جادا في دعم الولايات المتحدة للمعارضة في سورية ... وتقود إلى إعادة النظر في السياسة الأمريكية" تجاهها.
ومع أن "القوات المسلحة الإسرائيلية قد أنهت كل الاستعدادات اللازمة لشن هجوم على إيران في أي وقت"، فإن توقع وقوع هجوم كهذا "لا يؤخذ به كأمر مسلم به" بعد المعارضة الأمريكية له، وهي معارضة قادت دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "تغيير استراتيجيتها" لتطالب بإعلان أمريكا عن "خطوط حمر" يجب على إيران عدم تجاوزها "لكن وزير الدفاع الأمريكي رفض هذا الطلب على الفور" أيضا، كما قال غونتر، ليستنتج بأنه "لا يوجد أي خطر مباشر بأن تشن إسرائيل هجوما على إيران - في الأقل ليس قبل الانتخابات الرئاسية التالية في الولايات المتحدة".
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

دبلوماسية على أكبر صالحي لم تعد تقنع أحداً في العالم/ محمد فاروق الإمام

مع تحفظي الشديد على وجود إيران في لجنة الاتصال الرباعية التي قامت بمبادرة من مصر، مع معرفتي بأن هدف مصر من اختيار إيران في هذه اللجنة هو وضعها أمام مسؤولياتها الأخلاقية والدينية تجاه ما يجري في سورية من قتل مبرمج في سلسلة من المجازر والمذابح التي يرتكبها النظام البربري الحاكم في دمشق ضد المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ، ومن تدمير للمدن والبلدات والقرى بمخطط ممنهج على مدار 18 شهراً دون أن نسمع لإيران، الدولة التي سمت نفسها بجمهورية إيران الإسلامية وجعلت من نفسها المتحدثة باسم الإسلام والوصية عليه، والداعمة للشعوب الإسلامية المقهورة والمظلومة كما تدعي، لم نسمع منها ولو كلمة تنديد بما يقوم به هذا النظام الدموي أو تطلب منه التوقف عن جرائمه، وهي المعروفة بتحالفها الوثيق والاستراتيجي مع هذا النظام الباغي المتجبر، بل على العكس تجاهر بمناصرتها لهذا النظام وتمده بكل أشكال المساعدة والدعم والمشورة بما فيها الرجال والعتاد والسلاح، وتعلن ذلك على الملأ صباح مساء، غير آبهة بكل المجتمع الدولي الذي هزته صور المجازر والمذابح التي تناقلتها وسائل الإعلام على الشاشات الفضائية العربية والأجنبية، وهي تحكي إلى أي مستوى وحشي وصل إليه هذا النظام الدموي من الانحطاط الإنساني والأخلاقي والإجرامي!!
علي أكبر صالحي أعلن في مقابلة مع التليفزيون المصري بثها يوم الثلاثاء 18 أيلول، "إن موقف إيران من الأزمة السورية هو أن يكون الحل سوريّاً نابعا من السوريين أنفسهم وليس مفروضاً من الخارج ويعتمد على التعامل بواقعية مع المعطيات السورية التي تتحدث عن حكومة تمثِّل النظام مع وجود معارضة".
مضيفاً أنه "يجب ان يكون الحل نابعا من التعامل مع كل منهما حكومة ومعارضة سورية، دون وضع شروط مسبقة باستبعاد أحدهما كشرط تنحي الرئيس بشار الأسد". وأعرب صالحي عن تفاؤله بشأن نجاح المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة السورية من خلال اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
دبلوماسية صالحي وكلامه المنمق الجميل لم تعد تقنع أحد في هذا العالم الذي بات على علم بكل الوقائع التي تجري على الأرض في سورية مما يؤكد مشاركة إيران الفعلية في كل ما يرتكب فيها من مجازر ومذابح وعمليات قتل ممنهجة وتدمير منظم وهادف للمدن والبلدات والقرى، ولم يعد بإمكان صالحي ولا كل المدلسين من دبلوماسيين وإعلاميين إيرانيين وبعض عملائهم الصغار في لبنان حجب الشمس بغربال، فكل الحقائق تشير بأصابع الاتهام إلى طهران بأنها شريك فعلي لما يرتكبه النظام السوري الباغي بحق الشعب السوري على ضوء تصريحات القادة الإيرانيين من رأس هرمهم خامنئي إلى صغار ضباط وحدات جيشهم منذ انطلاقة الثورة السورية المباركة وحتى يوم أمس، حيث أمر كبيرهم خامنئي الحرس الثوري وجيش القدس بأن يقصروا أعمالهم على الدول القريبة من إيران، ويقصد في ذلك دول الخليج والعراق وسورية ولبنان وتركيا حيث خلايا هذه القوات النائمة في هذه البلدان لإشاعة الفوضى والحرائق تأكيداً لما وعد به الأسد الصغير في أولى خطبه بعد انطلاقة الثورة أنه سوف يفجر المنطقة كلها وينقل الحرائق إلى الدول المجاورة، وبالفعل فها هو ذا يهدد صراحة دول الدوحة والرياض بنقل فتيل الحرب إلى بلدانها، وقد بدأ بالفعل بتحريك عملائه من عناصر حزب العمال الكردستاني للقيام بعمليات نوعية ضد الجيش التركي والأماكن الحساسة في المدن التركية، وكذلك في تحريك عملائه الذين باعوا أنفسهم للشيطان في لبنان بهدف توسيع دائرة الصراع في المنطقة وبالتالي تصدير أزمته إلى خارج الحدود السورية لكسب المزيد من الوقت لإطالة عمر نظامه المتهاوي عبر ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح بحق الشعب السوري المصمم بعناد وإصرار وثبات على ثورته حتى إسقاط هذا النظام مهما غلت التضحيات وارتفع الثمن، غير آبهة بما تقدمه طهران من دعم عسكري ولوجستي واستشاري لهذا النظام الذي يتلقى الضربات من الثوار يومياً حتى بات 70% أو يزيد من الأراضي السورية والمدن السورية في قبضة الجيش الحر وإدارته، وأن ما بات يملكه هذا النظام هو فقط أماكن تواجد دباباته ومدفعيته وهنكارات طائراته التي يستبيح بها أجواء سورية من أقصاها إلى أقصاها قتلاً وتدميرا وهذا أقصى ما يمكن أن يفعله باعتراف المحللين العسكريين المحايدين.
إيران التي لا تريد أن تقتنع بأن شريكها الاستراتيجي في قصر المهاجرين هو في النزع الأخير من عمره وأن سقوطه بات مسألة وقت، وتحاول بإصرار وعناد الشد من أزره ودفعه إلى المزيد من ارتكاب المجازر والمذابح بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، وتغدق عليه بما حوته ترسانتها العسكرية من أسلحة فتاكة وذخيرة مدمرة عبر جسور برية وجوية وبحرية، مرافقة كل ذلك بمزيد من التصريحات المؤيدة والداعمة لهذا النظام، فكل العالم سمع تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني محمد على جعفرها التي نقلتها صحيفة الجارديان يوم 17 أيلول الجاري والتي اعترف فيها أن عناصر من كتيبة "فيلق القدس" التابعة للحرس الثورى، موجودون حاليا فى سوريا لمساندة نظام الرئيس بشار الأسد فى مواجهة حركات التمرد التى تسعى للإطاحة بالحكم. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول عسكرى رفيع بأن عناصر من الحرس الثورى يقاتلون فى سوريا جنبا إلى جنب مع النظام السورى.
كما أكد اللواء حسن فيروز آبادي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن "الحرب الجارية في سورية هي حرب بلاده"، وجاءت تصريحات اللواء فيروز آبادي على هامش استعراض عسكري للقوات المسلحة الإيرانية يوم الجمعة 21 أيلول.
والمضحك أن إيران والنظام السوري لا يزالان يلعبان على وتر المقاومة الذي بات نشازاً لا يصدقه أحد، بعد أن تأكد للجميع أن كل هذه الضجة الإعلامية التي تثيرها إيران حول نيتها في القضاء على إسرائيل، والضجة الإعلامية التي تثيرها إسرائيل بأنها ستضرب المفاعلات النووية الإيرانية ما هي إلا فقاعات بالونية متفق عليها بين الكيان الصهيوني وأمريكا ومعممي قم الذين يحكمون طهران، وما تصريحات الأسد الصغير التي أدلى بها عند لقائه بوزير خارجية إيران، والتي قال فيها، إشارة منه إلى الثورة ضده: "ليست سورية المستهدفة الوحيدة، بل الهدف هو القضاء على محور المقاومة بمجمله".
وجارى رئيس الأركان المسلحة الإيراني الأسد الصغير قائلاً: إن "ما قاله بشار الأسد صحيح، لأن سورية تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس، وقد حافظت على هذا الخط منذ أعوام".
طهران تخشى من سقوط الأسد، لأن سقوطه هو سقوط نظام الملالي في طهران، ولهذا فهي تعتبر أن أمن النظام السوري من أمنها، وهذه استراتيجية أعلنها علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى الإيراني في (17/8/2012).
خوف القادة الإيرانيين من سقوط نظام الأسد هو المبرر الذي يدفعهم إلى هذه المواقف المتشددة إلى جانبه، لأنهم يعتقدون أن سقوط نظام الأسد هو المقدمة لسقوطهم، وهذا دليل سوء تقدير وعمى بصيرة لدى هؤلاء القادة الذين ربطوا مصيرهم بمصير هذا النظام الذي يجمع كل الخبراء والمحللين والعاملين في حقل السياسة أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.

هذا الفيلم.../ أنطوني ولسن


هذا الفيلم البزيء الذي تسبب في إثارة العنف وإيزاء مشاعر المسلمين هل نصنفه أنه إزدراء للأديان ، أم صراع الأديان ، أم صراع الأله ؟
مفهومي الديني عن الأديان أنها تساعد الأنسان على معرفة الله وتتبع تعاليمه الملخصة في حب الله والأنسان صنع يديه . من الطبيعي إننا عندما نحب إنسانا نحب أيضا أبناءه وبناته وعائلته . فما بالنا بالله خالق الكون والأنسان والحيوان وكل دابة على الأرض والبحار والجبال وجعلَ كل شيء لخدمة هذا الأنسان . آلا يجدر بنا أن يكون حبنا للجميع أم ندخل في مهاترات ومنازعات وخلافات حول من  ،  من الأديان هو من عند الله ، ومن ليس من عند الله ؟
إذا وضعنا الأديان في مثل هذا الوضع . نكون دون أن ندري قد أوجدنا صراعا بين الأديان يعقبه صراعا بين الأله ، ونقع في خطأ الأشراك بالله عز وجل كما كان يفعل الأنسان قبل لقاءه مع الله عبر رسله وأنبياءه وحسب الأيمان المسيحي عبر ذاته المتجسد في إبن الأنسان يسوع المسيح .
جُبل الأنسان على الصراع لكي يعيش بعد أن طُرد من الجنة لمخالفته أمر الله . فصارع الطبيعة والبيئة والوحوش ومن الطبيعي صارع أخاه الأنسان من أجل البقاء . فهل وصل الأنسان إلى ما يبتغيه ؟ الأجابة لا لم يصل الأنسان إلى ما يبتغيه ويرضيه .
هذا الأنسان الأول الذي صارع ليصل إلى مبتغاه ومن أجل البقاء إستطاع أن يقهر الوحوش والبيئة وينتصر على خصومه في قتال شرس عاقبته إزهاق أرواح إخوة له في البشرية . ولم يختلف عنه الأنسان الحالي الذي وصل إلى أعلى مراتب العلم والمعرفة وأصبح متحكما في أشياء لا يمكن لأجدادنا الأولون أن يتخيلوها .. فقط يتخيلوها . ومع ذلك بقي هذا الوحش الذي داخل الأنسان هو .. هو لا يتغير ويتلذذ في إيذاء أخيه الأنسان إن لم يكن إيذاءا جسديا ، يكون إيذاءا معنويا وهو أشد ألما .
أطلق الرئيس أوباما مارد ا فى شكل ما أطلقوا عليه " الربيع العربي " . خرج المارد يبحث عن ضحايا يفتك بهم من البشر . لم يجد هذا المارد وسيلة يستطيع بها تحقيق غايته إلا سلاح الدين . لأن المارد درس وعرف وفهم تأثير الدين عند العرب الذي على عكس مفهومه عند غير العرب فاختار أهم فصيلين دينين هما الفصيل الوهابي والفصيل الأخواني وكلاهما له القدرة والمقدرة على تحقيق مآرب هذا المارد الذي أطلقه أوباما ليحقق به ما لا نستطيع أن نخمن ماهو .
لكن هل هذان الفصيلان وحدهما كافيان لتحقيق ما يريده الرئيس أوباما من إطلاق هذا المارد ؟
من الطبيعي أعتقد إنه " الرئيس أوباما "  مع المخابرات الأمريكية يعرفان جيدا أن " الفصيلين " يحتاجان إلى من يحركهما بعد أن تأكد من نجاح المارد إلى حد ما في القضاء على الرؤساء التقليديّن الذين كانوا يحكمون دول الربيع العربي إذا إستثنينا سوريا التي دفع أبناؤها ثمنا باهظا من دمائهم وراحتهم وتشريدهم خارج البلاد .
لكي يتم تحريك الفصيلين ليتم للمارد القيام بعمله على خير وجه . جعل من أحدهما " الوهابي السلفي " في مصر منافسا للأخر " الأخوان المسلمون " . وأوحى إلى " الأخوان المسلمون " إستخدام " الوهابية السلفية " فزاعة يخيف بها الشعب المصري المسا لم ليثير الفتن بين المصريين . تارة بين المسلمين والمسيحيين ، وأخرى بين المسلمين السلفيين والمسلمين غير السلفيين .وقد دفعوا لشيوخ التفرقة أموالا باهظة لتحقيق ذلك .
كل هذا لم يحقق في مصر ما إبتغاه مطلقي المارد فجاءت فكرة إخراج هذا الفيلم البزيء الذي سيشعل فتيل الفتنة في مصر . بل في العالم .
تم عرض الفيلم في دار عرض بأميركا . لكنه لم يحظ بإهتمام أحد . فتم إيقاف عرضه .
أراد صانعوا الفيلم ومن وراءهم إعادة نشر الفيلم على مستوى العالم فوضعوه على " يوتيوب " وتم نشره . وهنا إنطلقت الشرارة بشراسة أ قوى مما حدث مع الصور الدنماركية وكتاب سلمان رشدي . لأن الفيلم تعرض لرسول الأسلام وشخصه مباشرة .
لكي يتم لمطلقي المارد " الربيع العربي " تحقيق أكبر قدر من الفتنة إن كان على مستوى مصر أو العالم أشركوا بعضا من أقباط المهجر في " لا أعرف توزيع أو نشر " هذا الفيلم الذي لا يتجاوز عرضه 14 دقيقة . وبالفعل إنفجرت قنبلة الغضب الأسلامي في مصر وفي جميع أنحاء العالم مهددة متوعدة تطالب بالقصاص من صانعي هذا الفيلم " البزيء " وكان جُل غضبهم منصبا على أقباط المهجر وطالبوا بمحاكمتهم لا غيرهم من الذين شاركوا بالفعل في إنتاجه وتمثيله وكتابة سيناريو الفيلم .
كل هذا شيء طبيعي يعبر عن ردة الفعل لدي المسلمين . لكن ما هو غير طبيعي كان ومايزال نوعية المشاركين في الغضب .
خرجت في مصر جحافل المحتجين متجهة إلى السفارة الأمريكية صارخة مطالبة بالقصاص. وتم إنزال العلم الأميركي ووضع علم القاعدة الأسود مكانه وهددوا بحرق السفارة .
في سيناء ظهر بوضوح العلم الأسود مشاركا في صرخة الغضب المصرية هناك .
وجود علم القاعدة ليس بجديد مع الربيع العربي الذي هو في حقيقة أمره شتاء غضب مزلزل ومرعب أكثر منه ربيعا عربيا .
كانت السفيرة الأمريكية في مصر آن باترسون في إجازة قصيرة وقت إندلاع شرارة الغضب لكنها عادة مسرعة لتوقف الأعتداءات على السفارة الأمريكية التي هي رمز لأميركا ووجودها على الأرض المصرية . وسبحان الله في سويعات قلبلة تم إخلاء كل الغاضبين المحتجين على هذا الفيلم البزيء مع إنزال علم القاعدة ورفع العلم الأميركي . ولا ندري من هو الممسك بهذه العصا السحرية التي نجحت في تحقيق ذلك بعد عودة سيادة السفيرة الأمريكية السيدة  آن باترسون  إلى مصر وإنهاء الأحتجاج .
في ليبيا تم قتل السفير الأميركي والتمثيل بجثته إحتجاجا على الفيلم .
في أستراليا خرجت جموع المحتجين في شوارع قلب مدينة سدني دون طلب مسبق لقوات الأمن الأسترالي لمواكبة المسيرة وهذا أمر في غاية الأهمية في أستراليا ولا يسمح لأي تجمعات أو إحتجاجات الخروج دون تقديم أسباب الأحتجاج ويوم الأحتجاج ، ولا دخل للحرية والديمقراطية في أمن وسلامة الناس .
خرج المحتجون ومن بينهم رافعي أعلام القاعدة ، واطفال في سن الخامسة والسابعة يحملون لافتات إحتجاجية ، وهذا يخالف القانون الخاص بحماية الطفولة . حمي المشهد واحتك البعض مع الشرطة وتم الأعتداء على البعض من أفرادها .
غضب الشعب الأسترالي غضبا شديدا . لكن مساعي رؤساء الجمعيات الأسلامية بالتعاون مع المسؤلين من الشرطة الأسترالية وعلى رأسهم السيد نك قلدس نائب رئيس شرطة ولاية نيو سوث ويلز وهو مصري الأصل مسيحي الديانة أسترالي الجنسية ويتحدث العربية .
السؤال هنا .. ما ذا يعني ظهور العلم الأسود علم القاعدة وبكثافة في جميع الأحتجاجات التي إنتشرت وستنتشر حول العالم ؟ وهل ظهور علم القاعدة بهذه الكثافة يعتبر تحديا للرئيس أوباما ؟  وهل كل هذه الأحتجاجات الصاخبة ستوقف من يسيئون إلى الأديان والأنبياء والرسل ؟
هناك علامات إستفهام حول حكام العرب ومنهم الرئيس المصري وجماعة الأخوان حول صمتهم صمت القبور حيال كل ما جرى ويجري كردات فعل حول هذا الفيلم البزيء ؟
في مصر تعلو الأصوات ضد أقباط المهجر . بل  نقرأ ما جاء في جريدة " نهضة مصر " : خبر في الصفحة الخامسة كتبه مصطفي عطية بعنوان .. الأخوان : الفيلم المسيء للرسول عليه السلام خلفه منظومة متكاملة وتطالب الكنيسة بتحديد موقفها من أقباط المهجر..
ما الهدف من وراء محاربة أقباط المهجر وتأليب الكنيسة ضدهم ؟ هل لأن أقباط المهجر أصبح لهم هذه القوة من تد اخل مع حكومات الدول التي يقيمون بها  وبيدهم محاربة الأخوان وغير الأخوان ؟ قد يكون هذا صحيحا . لكن هل يفعلون هذا كرها في الأخوان والمسلمين أم حرصا على وطنهم مصر وسلامته من الذين يريدون تفكيكه وبث نار الفتنة بين أبناء مصر ؟
أقباط المهجر هم جزء لا يتجزأ من مصر . لم يخونوا مصر . لم يفعلوا شيئا يشين سمعة مصر ، لكنهم شرف كبير لمصر وكل المصريين . وهم أقباط المهجر ليسوا أقل وطنية من مصطفي كامل الذي كان يحارب الأستعمار الأنجليزي وهو في فرنسا ، أو محمد فريد الذي حمل الراية من بعده . ونحن أقباط المهجر لن نتخلى عن الدفاع عن مصر ومن يريدون تدمير مصر وإضعافها لتكون لهم خلافة مصر فيها ولاية تابعة بعد أن إستقلت وأصبحت دولة لها كيانها بين الأمم .
أقول لكم ليس فقط أقباط مصر المسيحيين وحدهم يحرصون على سلامة مصر . بل معهم أقباط مصر المسلمين .
دعوني أنقل لكم ما وصلني من أخ مسلم معاتبا أقباط أستراليا ، وردي عليه ثم رده إستجابة لردي...                                                                                                            

 رسالة المهندس محمد هلال إلى أبناء الجالية المصرية في أستراليا


Dear Friends
I am forwarding this email to some of the media and to our friends including some of the Egyptian Coptic Christians.
Please read our Society email and in it the words of Sheikh Ali Gomaa, the Mufti of Egypt.
These trashy and inflammatory films can never be considered under freedom of expression or any kind of freedom as it is meant to inflame and agitate people and emanating from people with deep seated hate to peace and coexistence.
Many of the US and European Egyptian Coptic Christian groups have already condemned this film and its maker declaring that the maker of this film and his group do not represent the true Egyptian Coptic Christians.
I haven’t seen something similar from our Australian/Egyptian Coptic Christian yet. A condemnation might have been already issued and if it is, please forward it to me to be able to spread it in the Muslim community to strengthen the unity that we have as Egyptians and the unity we have as Muslims and Christians.
Best regards
Mohammed Helal
وألى حضراتكم ردي عليه :
تعليقي على موضوع هذا الفيلم
عزيزي الأخ محمد
تحية طيبة .. وبعد
هذا الموضوع كم هو مؤسف ومقزز لنفس كل إنسان في قلبه حب للأخر وخاصة شقيقه في الوطن
الحرية لا تعني أن أسب الأخر أو ما يؤمن به الأخر . لأن الحرية بمفهومها الصحيح أن تقف عند أول
حدود حرية الأخر . ومن حق الأخر المتضرر أن يرفع قضية ضد من خدش أو إقترب من حريته وأهانه
كما تفضلت وذكرت أن فضيلة مفتي الجمهورية قد أدان الفعل . كذلك الإشارة أن ذلك يبعث على تأجيج
نار الفتنة الطائفية في مصر أكثر مما هي عليه . لكن يجب علينا جميعا أن نعي الدرس ونعرف كل ما يحيط بنا
من مؤامرات الهدف منها تفكيك المجتمع المصري وإدخاله في حرب أهلية تجاوزها بالفعل بعد إستبعاد مبارك
بخسائر لا يمكن مقارنتها بما حدث ويحدث في البلدان العربية الأخرى . وهذا يرجع الفضل فيه إلى عقلانية أولي الأمر والشعب المصري
برأي المتواضع أن هذا الفعل يهدف إلى إثارة الرأي العام المصري وإشعال نار الفتنة وإلهاء الناس بعيدا عن ما قد يكون يدبر ويعد في الخفاء .
إ خوتك من المسيحيين في أستراليا مما لا شك فيه يدينون الحدث ولا يوا فقون عليه . ليس عن خوف أو مجاملة . لكن عن تجارب مروا بها سواء قبل مجيئهم إلى أستراليا أو لأخوة لهم في الوطن مصر من المسيحيين الأقباط وما يحدث لهم من أشياء لا يرضى عنها كل إنسان عنده ذرة من إحترام عقيدتهم وإيمانهم المسيحي . وهذا لربما يكون سببا لعدم إسراعهم بإدانة ما حدث وشجبه إسوة بإخوة لهم في أستراليا من الأقباط المسلمين الذين لم يدينوا أي فعل يحدث ضد المسيحيين الأقباط في مصر وما يتعرضون له ولعائلاتهم وتكفيرهم وتعيريهم بأنهم يعبدون رسول مثل بقية الرسل ويعتبرونه الله . ناهيك عن ما يريدون وضعه في الدستور المزمع كتابته مادة عن الذات الإلهية والتي أعتقد أن من يدعي أن إنسانا نبيا أو غير ذلك إلها هو عيب في الذلت الإلهية ويجب مجازاته ومحاكمته .وأنا هنا لا أختلق لهم عذرا . فقط أحاول أن أشركك وأشرك إخوتي وأخواتي من المسلمين في أن يكون الترابط بيننا مبنيا على المحبة والأخاء كما كنا وما عشته أنا وأسرتي مع إخوة وأخوات لي من المسلمين لا أمي ولدتهم ولا أبي أنجبهم لكن أمنا مصر راعتنا جميعا . الحب والمحبة والتسامح والغفران من شيم الكبار وأهل الإيمان والعلم . أتقدم إليكم وإلى جميع أبناء الجالية الأسلامية في أستراليا ومصر والعالم الأسلامي بالمشاركة معكم ونبذ هذا العمل الغير إنساني ولا يدل على شيء سوى أن من قام به ونشره ليس هو إساءة للمسلمين فقط .. لكنه إساءة إلى البشرية جمعاء وإلى المعنى المقدس لكلمة حرية.
مع خالص محبتي
 أنطوني ولسن
الساعة 12.20 صباح يوم الخميس 13 / 9 / 2012
وجاءني رده الأخوي

رد المهندس محمد هلال على تعليقي

Dear Anthony
I really appreciate your reply which I except from our brothers.
When those extremists be it from the so called Muslims or Christians we all must stand to reject their attempts to disturb the peaceful life we all expect to have be it in Egypt, in Australia or anywhere.
We will be much cleverer than them inshaaAllah.
I have always rejected any extreme view or any attack against our Christian brothers and will always do so because I believe that God will be the final judge at the end and no one have the right to claim to be superior than others or more righteous than others.
Shokran for your email.
Best regards
Mohammed helal
هكذا تخاطبنا وهكذا يجب أن يكون الحوار بين الأخوة الأشقاء أبناء مصر في أي مكان إن كان داخل مصر أو خارجها .
وأختم مقالي بتعليق وتساؤل :
أولا التعليق :
كان بين المتظاهرين يوم السبت الماضي 15 سبتمبر 2012 في سدني ضد هذا الفيلم شابتان تحملان بوستر عليه منظر " تواليت " وبداخله صورة للمتنيح مثلث الرحمات قداسة الأنبا شنوده الثالث . وأتساءل .. ما دخل قداسته بهذا الفيلم ؟ وقداسته رمز ديني مسيحي له قامته وسمي ببابا العرب لما عرف عنه من محبة لكل الناس مسلمين ومسيحيين ، كذلك صموده ومنعه للمسيحيين الذهاب إلى القدس لفريضة الحج إلى كنيسة  القيامة حيث كانت قيامة السيد المسيح له المجد إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . فهل مثل هذا الفعل لا يعتبر إزدراءً لشخصية مسيحية ورمزا من رموز الأيمان المسيحي يستوجب تقديم الشابتان  إلى المساءلة من جانب الشرطة ورجال القانون ؟  وأيضا لم نسمع إحتجاجا من مسلمين أو هيئات إسلامية أو إعتذارا على وجود مثل هذا البوستر ؟
ثانيا التساؤل :
 التساؤل يدور حول ما يسمى بإزدراء الأديان الذي لم أفهم المقصود به . هل فقط المقصود به هو إزدراء الدين الأسلامي فقط ؟ أم جميع الأديان؟
كذلك ما رأي من يطالبون بوضع قانون يُجرم كل من يزدري ويسيء للأديان ، هل يمكن محاكمة شيوخ الفضائيات وخطباء المنابر الذين يزدرون ويسيؤن إلى الأيمان المسيحي ؟؟!!.
لأنني في حيرة من أمري . هل هو إزدراء الأديان ؟ ، أم صراع الأديان ؟ ، أم انه صراع الألهة لا سمح الله ؟؟!!...
 
 

بالمستندات : جرائم "الإخوان" وميليشياتهم فى مصر/ مجدى نجيب وهبة


** نحن نقدم للعالم .. وللمجتمع المصرى ، جرائم هذه الجماعة التى سطرها التاريخ بالدم .. بينما نجدهم الأن يحتلون وسائل الإعلام وفرض علينا المجلس العسكرى ، أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين "محمد مرسى العياط" .. يدعون الشرف والفضيلة .. ويطالبون بتصفية حساباتهم مع كل من أدانهم فى الماضى .. فتم إقصاء العديد من القيادات الشرطية .. وعندما رفض الوزير "محمد إبراهيم" تنفيذ هذا المطلب .. تم إستبعادة وتعيين أخر بديلا عنه .. رغم أن الماضى يكشف عن جرائم بشعة إرتكبوها ، حيث عميت عيونهم ، وصمتت ضمائرهم .. ولم يعد إرهابهم يفرق بين رجل وشاب .. أو طفل وإمرأة .. أو مسلم ومسيحى ، أو من يؤدى شرف الخدمة العسكرية ليحرس حدود مصر فى شمال أو جنوب سيناء ...
** هذه هى بعض جرائمهم .. ليقرأها العالم .. ويعلم حقيقة الإخوان الكذابون والمضللون الذين لم تخرج العملية الأخيرة البشعة على حدود رفح .. وشيعت جثامين 16 شهيدا من خير جنود مصر الأبرار ..
*****************
** فى نهاية الثمانينات .. دعمت أمريكا المقاتلون العرب الأفغان ، ضد روسيا .. حتى إنسحبت روسيا وتوقفت الحرب بين الأفغان والروس .. فوجدوا ألاف منهم أنفسهم بلا عدو يقاتلونه .. مما أدى إلى إشتعال الحروب الضارية بين الجماعات الأفغانية ضد بعضها البعض لحسم معركة الصراع على السلطة .. وكما إستغلوا الشعارات الدينية فى قتل "الروس" بزعم أنهم "كفرة" .. إستغلوا نفس الشعارات فى قتل بعضهم البعض ، وقتل إخوانهم المسلمين بإعتبارهم "الأعداء" ...
** وتطورت المهمة من ضرب السوفييت إلى السيطرة على الحكم فى الدول العربية ، وأعلنوا علي بعض الأنظمة الجهاد ، ورفعوا الأعلام السوداء عالية خفاقة .. وأصيبت عيونهم بالعمى ، وقلوبهم بالتوحش .. فإنقلبوا على بلادهم مثل الوحوش الضارية يقتلون ويحرقون ، وكان من بينهم عدد كبير بتكليفات مباشرة من زعيم القاعدة الإرهابى السابق "بن لادن" ، والذى نصب نفسه خليفة للمسلمين ..
** كان هدف "الإخوان" ، وميليشياتهم فى مصر ، هو ضرب رموز الدولة ، والمثقفين ، والمفكرين .. وخلق حالة من الإرهاب المعنوى بين المصريين حتى يصمت الجميع ، ويغلقوا أفواههم .. خوفا من الرصاص والمتفجرات والإغتيالات ..
** كانت البداية إغتيال الدكتور "رفعت المحجوب" عام 1990 ، بالقنابل والبنادق الألية .. وأشرف على تلك العملية "مصطفى حمزة" ، وخصصت له 3 ملايين دولار للإنفاق على تلك العملية ...
** وقد ورد إسم الإرهابى "مصطفى حمزة" ، ضمن المتهمين فى حادث المنصة ، الذى راح ضحيته الرئيس "انور السادات" ، وأخرين .. وهو الذى أشرف على محاولة إغتيال الرئيس "مبارك" فى أديس أبابا .. وإتهم بمحاولة إغتيال " نجيب محفوظ" ، وإغتيال "فرج فودة" .. ومذبحة الأقصر عام 1997 ...
** كان هدف الإخوان ، وميليشياتهم فى مصر ، هو ضرب الشرطة المصرية .. ورفعوا شعار "قتل ضابط أو جندى كل 24 ساعة" .. حاولوا إغتيال وزير الداخلية "حسن أبو باشا" .. ثم قاموا بعملية إنتحارية فاشلة ، لإغتيال "حسن الألفى" عام 1993 ، وقبلها محاولة إغتيال "زكى بدر" .. ونجحوا فى إغتيال أهم رموز مقاومة النشاط الإرهابى فى مصر .. اللواء "رؤوف خيرت" ، مسئول النشاط الدينى بمباحث أمن الدولة ، وأحرقوا سيارته أمام منزله !!! ...
** إننا هنا نرصد بالمستندات والوقائع والأسماء ، حتى لا يدعى البعض أنهم ليس لهم علاقة بأى عمليات إرهابية ، وأنهم فصيل يدعو للسلام ، وإنهم يؤمنون بالمواطنة .. وإنهم ضحايا النظام السابق ، وهو ما دفعهم إلى مقاومته .. وحتى نكشف كذب رئيس الدولة الحالى ، الذى يدعم الإرهاب بالإفراج عن بعض الأسماء التى ربما تورد جرائمهم فى هذا المقال ... وهذه جرائمهم الإرهابية القذرة الخسيسة التى وقعت أحداثها منذ عام 1993 حتى 1997 فقط ..
إلقاء قنبلة مولوتوف على سيارة شرطة بإمبابة ..
إلقاء متفجرات على سيارة شرطة فى شارع القبط بإمبابة ..
قيام شخص بإلقاء عبوات ناسفة على أتوبيس لشركة "نوفا" للسياحة ..
إلقاء عبوة حارقة على سيارة شرطة كان يستقلها مدير المباحث الجنائية بالجيزة ..
إلقاء عبوة ناسفة على أتوبيس سياحى بشارع الهرم ..
إلقاء عبوات حارقة على قوات الشرطة بشارع السودان بإمبابة ..
إطلاق الرصاص على أربعة أتوبيسات تقل سائحين ألمان فى الأقصر ..
معارك بين الجماعات والشرطة فى منفلوط والبحيرة ومصر القديمة والمطرية وقليوب وأسوان ..
عبوات ناسفة أمام المتحف المصرى من قبل جماعة المصريين الأفغان ..
إعتقال 60 من أعضاء "فريق الإغتيالات" الذين يستهدفون الشخصيات الأمنية والسياسية ..
إنفجار عبوة ناسفة فى مقهى وادى النيل بميدان التحرير ..
إلقاء عبوات ناسفة على سيارات الشرطة فى ديروط ، وأسيوط ، وميدان التحرير ، وأبو تيج ، والبرارى ، والقللى ، ومحطة مترو الأنفاق بالمرج ، ومدينة نصر ، ودشنا بقنا ، وشركة ناتكو للمرسيدس بالدقى ..
محاولات لتهريب السلاح من السودان ، وكمين لوزير الداخلية فى شارع الأزهر ..
محاولة تدمير شركة سياحية بإستخدام عربة أيس كريم ..
محاولة تفجير هيئة الكتاب بكورنيش النيل .. وقد وصل الضحايا من قوات ضباط وجنود الشرطة إلى نحو 70 شهيدا .. أشهرهم اللواء "عبد اللطيف الشيمى" مساعد مدير مباحث أمن أسيوط ، واللواء "عبد الحميد غبارة" مساعد فرقة شرطة قنا ، والعمداء "ممدوح عبده عثمان" نائب مدير أمن الدولة بأسيوط ، و"محمود الديب" رئيس التحقيقات بمديرية أمن قنا .. والعقداء "كمال شعلان" أمن الدولة بشبرا الخيمة ، و"نبيل خليل" طبيب شرطة ، والمقدم "محمد السيد ندا" مباحث أمن الدولة بقنا ، والرائد "محمد حسن عبد الشافى" ، والنقيب "علاء البنا" بقطاع شرق القاهرة ، ومجموعة أخرى من الضباط والجنود الذين دفعوا أرواحهم فداء لهذا الوطن ، ضد العصابات الإرهابية ..
جرائم الجماعات الإرهابية "الإخوان المسلمين" ضد الأقباط :
** هذه الجرائم بدأت تتركز ضد أقباط مصر .. منذ عام 1972 .. حتى 2012 ..
عام 1972 .. إشعال النار فى جمعية الكتاب المقدس بالخانكة .
عام 1975 .. إعتداءات وحشية من المسلمين أثناء شهر رمضان وتكسير محلات الأقباط والإعتداء على كنيسة الملاك فى أسيوط .
عام 1978 .. إعتداء الجامعات الإسلامية على طلبة مسيحيين بالسيوف والجنازير فى محافظة أسيوط .
عام 1981 .. إعتداءات الإخوان المسلمين على الشرطة والمسيحيين فى محافظة أسيوط – الإعتداءات الدموية على الأقباط فى الزاوية الحمراء وقتل 86 مسيحى والإعتداء على مئات المنازل والمحلات وسرقتها وحرقها ونهب محتوياتها ، ولم يقدم أى أحد للمحاكمة – مذبحة أسيوط التى راح ضحيتها المئات وذبح فيها ضباط شرطة أقباط .
عام 1990 .. أحداث دموية فى منفلوط وسقوط 6 شهداء و50 جريحا – حرق أراضى زراعية فى بولاق الدكرور بسبب شائعة بناء كنيسة – الإعتداء على أقباط أبو قرقاص – الإعتداء الدموى على الأقباط فى أبو المطامير بالبحيرة وقتل 6 من بينهم كاهن المركز .
عام 1991 .. هجوم إرهابى مسلح من العصابات الإسلامية على الأقباط فى إمبابة .
عام 1992 .. مذبحة راح ضحيتها 13 قبطيا فى قرية المنشية بأسيوط – مقتل 4 من الأقباط ونهب وسرقة وتخريب وفوضى تجتاح طما .
عام 1993 .. تكرار الإعتداء على الأقباط فى مدينة أسيوط .
عام 1994 .. هجوم إرهابى مسلح على دير العذراء مريم بالمحرق بالقوصية وقتل 5 رهبان بالمدافع الرشاشة .
عام 1996 .. إعتداءات دموية على الأقباط فى كفر دميانة فى الشرقية وسقوط العديد من القتلى ومئات الجرحى .. مذبحة النصارى فى البدارى بأسيوط عام 1996 ، فقد هجم الإرهابيين على بعض المحلات وأمطروهم بوابل من رصاصات الرشاش ، نتج عنه حصد أرواح 7 من الأقباط ، و4 من المسلمين ، وسارت نعوش الضحايا فى موكب جماهيرى مهيب ، يندد بالإرهاب .. وجرائم عديدة نفذت ضد الأقباط قد لا تسعها مئات الصحف ..
عام 1997 .. قتل 9 أقباط أمام كنيسة مارجرجس بقرية الفكرية مركز أبو قرقاص – قتل 13 قبطى وإصابة 6 بجراح فى عزبة كامل تكلا التابعة لقرية بهجورة مركز نجع حمادى ... كما وجهوا لطمة قاسية ، للسياحة فى مصر بعد حادث الأقصر عام 1997 بالدير البحرى .. ونفذوا العملية بأسلوب الحيوان الخسيس .. وتصوروا أنهم ضربوا الأمن المصرى فى مقتل .. وهزوا ثقة العالم فى مصر .. ونجحت القوات المصرية فى قتل أحد رموز الإرهاب ، وهو "طلعت ياسين همام" فى منطقة كوبرى القبة ، وكان المسئول عن تنفيذ عمليات تنظيم القاعدة فى مصر !!! ..
عام 1998 .. مذبحة الكشح الأولى فى سوهاج وقتل قبطيين وإلقاء جثثهم على مشارف القرية .
عام 1999 .. مقتل مسيحيين من كنيسة مارجرجس بهليوبوليس برصاص الإسلاميين .
عام 2000 .. مذبحة الكشح الثانية ونهب بيوت المسيحيين وقتل وذبح وحرق 19 قبطى أمام أسرهم .
عام 2002 .. إعتداء المسلمين على كنيسة السيدة العذراء بإحدى قرى المنيا .
عام 2003 .. هجوم عصابات إسلاميين على قرية جرزا مركز العياط محافظة الجيزة – قتل السيدة نعمة ملاك شفيق على أيدى عصابات إسلامية .
عام 2005 .. مهاجمة الكنائس القبطية والمسيحيين بمدينة الأسكندرية وإصابة العشرات – قتل المحامىالقبطى ذكى خنقاً ثم إلقائه من شرفة مكتبه – الإعتداءات الهمجية على محلات ومنازل الأقباط قرية كفر سلامة إبراهيم وكنيسة أبى سيفين مركز منيا القمح .
عام 2006 .. إنتشار حوادث دامية بالطرق التى يقتل فيها بشكل واضح المسيحيون – الهجوم الدموى على المصلين الأقباط بكنائس الأسكندرية – الإستيلاء على أراضى الأقباط بقرية الحمام بمركز أبنوب محافظة أسيوط – تهجير 15 عائلة من قرية حجازة قبلى مركز قوص محافظة قنا – أحداث دموية ضد الأقباط بقرية كفر سلامة بالشرقية – قطع رأس أحد الأقباط فى أسوان – جريمة غامضة لإحدى أقارب الأنبا بطرس مدير قناة أغابى – ذبح موظفة قبطية فى قنا – قتل الشاب ممدوح حنا النمر فى وضح النهار على يد الإسلاميون فى صفط اللبن – إحتلال المسلمين منزل قبطى فى نجع حمادى وسرقة كل ممتلكاته – إغتيال الشماس ثابت يوسف إسحق من عزبة الشريف التابعة لمحافظة المنيا بعد تهديده حتى لا يتوجه إلى القداس – تواطئ الشرطة فى الإعتداء على المسيحيين فى دير مواس .
عام 2007 .. جرحى من الأقباط وتدمير منازلهم ومتاجرهم بقرية بمها العياط – التحرش بالأقباط عقب صلاة الجمعة بالعليقات بالأقصر – قتل الشاب أمير عبد الله أندراوس بطعنة من إبن إمام مسجد – هجوم الإسلاميين على كنيسة العذراء بالدخيلة – هجوم إسلامي على عائلتين مسيحيتين وسقوط 4 جرحى وخسائر جسيمة فى الممتلكات فى قرية صفط ميدوم مركز الواسطى - هجوم علي مسيحيين في قريه كوم امبو باسوان - إعتداء المسلمين على الأقباط بمولد‏ ‏العذراء‏ ‏بالسلامية - قتل إثنين من الأقباط بخمسين طلقه في الرقبه فى قرية طوق بسوهاج بجانب قرية الكشح - اعتداءات على منازل الأقباط وسرقة ممتلكات في قرية بني منصور بمركز البلينا بسوهاج - محافظ المنيا يشرد 29 أسرة مصرية مسيحية بنوا بيوتهم على أرض يمتلكونها - الاعتداء بالأسلحة البيضا على القسس في دير مواس - الامن يقتحم الكنيسه المعمدانيه في مانتوت في ابوقرقاس المنيا و يضرب المصلين و يطردهم من الكنيسه - مقتل قبطيين برصاص مواطنين مسلمين بمنطقة إمبابة - مدرسه العياط الثانويه بنات تجبر الفتيات علي ارتداء الحجاب مسلمات كانوا ام مسيحيات - حرق خمس محلات لأقباط في أرمنت - طعن قبطي بسكين ونهب أمواله في مكان عمله الكائن في نجع حمادي - تواطؤ المحافظ ومأمور قسم الشرطة مع مسلمون لهدم منازل الاقباط في قرية منتوت في أبو قرقاص
عام 2008 .. مصرع 4 راهبات وأصابة خامسة بعد عودتهن من الإسكندرية - يقتل شاباً قبطياً طعناً بالسكين فى قرية دفش - اختطاف زوج الناشطة الحقوقية هالة المصري وطلب أتاوة مالية - تحطيم محطة بنزين يملكها قبطى وإصابة ستة أقباط فى شبرا - تهمة ملفقة : هتك عرض طفل مسلم وحبس مسيحيين بالرغم من أن تقرير مفتش الصحة قد نفي وجود اعتداء جنسي - إغتصاب طفل مسيحي بمسجد القرية بمير مركز القوصية – والطبيب الشرعى يؤجل الكشف 21 يوماً - إعتداء على ممتلكات قبطى بمساعدة عضو مجلس الشعب ومساندة الشرطة المصرية - ضابط مباحث البوليس بنقطة المهندسين يختطف مواطن مسيحى - قفل مطبعة يملكها مسيحيين لأن الحكومة أصدرت ترخيص المطبعة بالخطأ - إصابة أربعة أقباط بالرصاص فى المنيا - الهجوم بالرصاص والسلاح وخطف رهبان في دير أبو فانا بالمنيا - محكمة بشبرا ترفض سماع شاهد مسيحى - شرطة بورسعيد تسحل مواطنين أقباط لقيامهم بفتح مقهى يمتلكوه في شهر رمضان - الأمن يعتقل أقباط قرية “دفش” بمركز سمالوط بمحافظة المنياعقب الإعتداء على قبطى لإجبارهم على الصلح - سقوط قتيل قبطى فى مغاغة وإجبار الأقباط على قعدات العرب - مصرع 15 تلميذا قبطيا في حادث سير في مصر - مصرع 15 تلميذا قبطيا في حادث سير في مصر .
عام 2009 .. تعذيب شاب مسيحى يدعى ويجه موريس ذكى من قبل الجماعات الإسلامية ثم إغراقه فى النيل – إعتداءات طائفية ضد المسيحيين فى عين شمس والوراق – ذبح قبطى على الطريقة الإسلامية فى سوهاج – قتل قبطيين هدرا عزيز سعيد وأمير إسطفانوس ليلة الإحتفال بعيد الميلاد – رش المسلمين أحماض كيميائية "ماء نار" على الأقباط الفتيات لتشويههم فى القاهرة والأسكندرية وبعض محافظات الصعيد - الأعتداء على مسيحيين فى عيد الميلاد وهم خارجون من كنائس مختلفة - الأهالي المسلمين يرشقون منازل الأقباط في حي الأزهري بمدينة بني سويف بالحجارة - محامون من الأخوان أعتدوا على محامية قبطية أمام دار العدالة محكمة أبوقرقاص وتركوها غارقة في دمائها - إصابة 7 مسيحيين بقرية نزلة رومان مركز أبوقرقاص بالمنيا - المسلمون يقتلون قبطياً أسمه صبري شحاتة بسبب شائعة بقرية دوماص مركز ميت غمر محافظة الدقهلية - إعتداء مسلمى قرية كودية المسلمين على كودية النصارى بأسيوط – الإعتداء على الأقباط فى فرشوط .
عام 2010 .. قتل 6 شباب أقباطا وأمين شرطة وإصابة 17 أثناء إحتفالهم بعيد الميلاد فى مدينة نجع حمادى محافظة قنا .
عام 2011 .. مع فجر جديد وصلت تهنئة الإرهابيين للمسيحيين بكنيسة القديسين بسيدى بشر أثناء خروجهم من صلاة ليلة رأس السنة وتمزيق 25 مسيحى وتحولت أجسادهم إلى أشلاء – الإعتداء على سور دير وادى النطرون وهدمه بإستخدام دبابات الجيش وبعض أديرة البحر الأحمر – الإعتداء على مجموعة من المسافرين فى قطار المنيا بمركز سمالوط من قبل أمين شرطة إرهابى وسقوط قتيل وإصابة 6 أفراد من المواطنين المسيحيين بإصابات خطيرة – هدم كنيسة صول من قبل المتطرفين السلفيين
فى عام 2011 أيضا .. قام بعض البلطجية من السلفيين بمحافظة قنا بقطع أذن المواطن أيمن مترى وإحداث إصابات عديدة برقبته وجسمه بزعم وجود علاقة بينه وبين فتاة مسلمة .. وبعد كل ذلك يجبر المواطن على التصالح والتنازل عن المحضر خوفا على نفسه وعلى أسرته .. ويتم الحكم ببراءة مرتكبى هذه الجريمة ...
عام 2012 .. تهجير أقباط العامرية بالأسكندرية .. والتى بدأت بالإعتداء على أسرة شاب مسيحى بحجة وجود صور ومقطع فيديو لعلاقة جنسية تجمع بين هذا الشاب وسيدة مسلمة من القرية .. وطلبوا أن يغادروا القرية ، ويتركون كل أموالهم .. ثم أعقب ذلك الهجوم على جميع منازل الأقباط وقذفها بالحجارة .. وإقتحام عدد من المحلات وحرقها وسرقتها ونهبها .. يقود هؤلاء الغوغاء شيخ سلفى يدعى "شعبان" ..
** هذه هى جرائم الإخوان المسلمين وميليشياتهم فى مصر .. ضد الوطن .. وضد الأقباط ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

اليسار الفلسطيني.. أفاق تطوره ومستقبله/ راسم عبيدات

من البديهي والمسلم به القول أن اليسار الفلسطيني بمختلف ألوان طيفه السياسي، هو حاله موضوعيه في المجتمع الفلسطيني، لأنه يعبر عن مصالح فئات وقطاعات واسعة في المجتمع الفلسطيني، وعلى مستويات مختلفة سياسية ، اقتصادية ، إجتماعية ، ثقافيه،فكرية ... الخ ، ولكن هذا اليسار يفتقر الى الحوامل والأدوات السياسية والتنظيمية، التي تمثله، لكي تصعد وترتقي به الى الدور والفعل المؤطر والمنظم في الجوانب السياسية والفكرية والإجتماعية ... الخ ، وما يجب علينا قوله أن دور ووزن هذا اليسار في المجتمع الفلسطيني ، رهن بقدرته على الفعل وتقديم نفسه، كقوة مؤثره قادرة على كسر حالة الاستقطاب الثنائية القائمة في المجتمع الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وتحقيق هذا الهدف رهن أيضا، بالشخوص والحوامل والأدوات وطرائق العمل، وكذلك الذهنية والعقلية الحزبية اليسارية المغلقة، وعدم رؤية هذا اليسار لنفسه كبديل جدي، أو ترجمة هذا الشعار لفعل على أرض الواقع، وحتى اللحظة الراهنة لم نتلمس ان هذا اليسار يراهن على نفسه في أن يشكل بديل وقطب مؤثر وفاعل في الساحة الفلسطينية، بل على أساس التبعية والتذيل لأحد القطبين الرئيسين في الساحة الفلسطينية بدل من أن يبني ويشق لنفسه طريق مستقل، يرسخ في وجدان الشعب الفلسطيني وثقافته السياسية ، بحيث يشكل بديل للبرنامج البرجوازي الليبرالي الذي تمثله فتح،والبرنامج البرجوازي المحافظ بالمعنى الاجتماعي والفكري والذي تمثله قوى الإسلام السياسي، برنامج حماس، واستنادا الى ذلك ولحاله التوهان والضبابية الفكرية،وتعدد التعبيرات السياسية والتنظيمية لقوى اليسار الفلسطيني، بالإضافة الى التربية التنظيمية الخاطئة ، والعصبوية والإنشداد الى الذات، ونزعات المغالاة والنرجسية فعلا وحضورا وحجما عند بعض هذه القوى،إستمرت حالة الشرذمة والانقسام في صفوف هذا اليسار.
 ويجب أن لا يغيب عن بالنا أبداً أن هذا اليسار بمختلف مكونات طيفه وتعبيره السياسي، كان له إسهاماته الكبيرة والكثيرة والتي ما زالت موجودة وملموسة الى حد ما،والتي أغنت وأثرت التجربة والساحة الفلسطينية في مختلف ميادين الفعل والكفاح والنضال،والعمل المجتمعي والجماهيري والشعبي بمختلف أشكاله،بل كان اليسار الفلسطيني في دور الريادة والقيادة في أساليب العمل السري والتنظيمي والاعتقالي،وكذلك العمل الجماهيري،وكان هذا اليسار مكون رئيسي في بلورة الهوية والكيانية الفلسطينية، وله دور بارز في صوغ برامجها وتوجهاتها وتصوراتها وقراراتها،ورغم الثمن المكلف والباهظ الذي دفعته قوى اليسار الفلسطيني دماً وسجوناً ومطاردةً وملاحقةً وحصاراً في سبيل الثبات على المواقف والدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية،والانحياز للطبقة العاملة فكراً وممارسة،إلا أنها أخفقت في أن تحفر لنفسها مكانة عميقة في الوجدان والذاكرة الشعبية الفلسطينية،وكذلك عجزت أن تكون وتتحول إلى أحزاب جماهيرية بالمعنى الكامل،بل ما نراه اليوم أن هذا اليسار معضلاته  وهمومه وأزماته ما زال يغلب عليها العمق والشمولية،وبما يهدد مستقبله، وينقله من الدور القائد والشريك في النظام السياسي الفلسطيني م-ت-ف إلى دور التبعية والتهميش في الخارطة السياسية الفلسطينية،وفي مجمل الحياة المجتمعية الفلسطينية،أن بقي يتعامل مع أزماته في إطار من النمطية والرتابة العاليتين،وتغّيب لغة المبادرة والإبداع والفعل،وإجادة لغة النقد والتحليل دون وضع البدائل العملية ووضعها موضع التنفيذ.
ورغم الحديث المتكرر عن تشكيل جبهة يسارية موحدة أو ائتلاف يساري،كمقدمة لجبهة ديمقراطية عريضة،تضم كافة القوى المؤمنة بالخيار الديمقراطي،لتحقيق نوع من التوازن الداخلي أمام قطبي فتح وحماس، وبما يشكل حماية للبرنامج والمشروع الوطني من التبدد والضياع،بفعل سياسات الانقسام والخيارات السياسية المطروحة،وما يجري في المجتمع من تحولات تحد من التعددية وحرية الرأي والتعبير،وفرض قيم غريبة على المجتمع،تتعارض مع كل قيم الحداثة والتنوير،وخصوصاً بعد تقدم المشروع الاسلاموي وما يحمله من مخاطر جدية على الحريات السياسية والمجتمعية والتعددية،وما يحمله القائمين عليه من فكر انغلاقي إقصائي،ينظر لليسار والفكر اليساري على انه بمثابة السرطان في المجتمع الذي يجب اجتثاثه، وهذا يجب ان يكون بمثابة ناقوس خطر يجب أن يدق أمام كل قوى الحداثة والتنوير.
واليوم عندما يجري الحديث عن حوارات لتشكيل جبهة يسارية موحدة،وحتى لا يخفق هذا الجهد،ولا يكون وحدة لمجموعة من القوى،تعيش العديد من الأزمات المركبة والمتداخلة فكرياً وسياسياً وتنظيمياً،وبالتالي تنتج قوة مأزومة على نحو أشد وأعمق،فأرى أن هناك العديد من المسائل التي يجب أن تجيب عليها تلك القوى،إذا ما أرادت طي صفحة أزماتها واشكالياتها المتراكمة،والأسئلة والأجوبة بالضرورة أن تخرج عن الرتابة والنمطية المعهودة، فهذه القوى مجتمعة عليها أن تقر أن أزماتها النوعية،بحاجة لأسئلة وأجوبة نوعية،وعليها أن تجيب على السؤال المحوري والهام،بعد كل هذه النضالات والتضحيات الكبيرة جداً،لماذا أخفق اليسار،وأين أخفق؟ والإجابة على هذا السؤال بحاجة إلى نقد تشريحي وجريء وبدون مواربة،وضحك على الذات قبل الآخرين،وتحليلات سطحية وعاطفية واستنتاجات مجزئة وقاصرة،تحول الهزيمة لنصر وتضخم الحجم والذات والدور والفعل ،وهذا حسب وجهة نظري في اللحظة الراهنة غير قادرة على القيام به،العديد من قيادات هذه القوى والتي شاخت وتكلست وتعودت على نمط معين من العمل،وهي تستحوذ وتهيمن على احزابها ولا تفسح المجال للقيادات الشابة لكي تأخذها دورها في القيادة ورسم سياسة واستراتيجية التنظيم،فهناك البعض مضى على وجوده في الهرم القيادي أكثر من أربعين عاماً،وأخرى متخمة بالعمل المكتبي والمهام العملية على حساب الإبداع النظري والفكري والتنظيمي والسياسي، ونحن أمام قيادات تحاكي ولا تنتج ،وفكفكة حلقات الأزمات التي تعصف بقوى اليسار وتحديداً الفكرية منها،بحاجة إلى عقول وإرادات قادرة ودون تردد على مغادرة خط وعيها وسيرها التقليدي إلى وعي وخط سير جديد في تحليل أسباب الأزمة،وكذلك الإجابة على أسئلة الأزمة بقيت في نفس إطار التأويلات المحدودة،من طراز الحصار وشحة والموارد المالية،الظرف الموضوعي المجافي،وغياب الديمقراطية الحزبية،والجمود وضعف البنى الحزبية والتنظيمية،وغياب الحاضنة اليسارية،وغياب وضعف الخطاب الاجتماعي والديمقراطي وغيرها،رغم أن هذه الظروف الموضوعية المجافية نفسها،بل وعلى نحو أكثر سوء،وبالرغم من ذلك تمكن حزب الله من تجاوزها،وتوجيه هزيمة قاسية لإسرائيل أكثر من مرة،وبما يعظم من دور القيادة المبدعة والمالكة للإرادة والإستراتيجية الواضحة،والمنصهرة والملتحمة مع الجماهير والمعايشة همومها واحتياجاتها.
ومن هنا نرى أن هذه المقاربات التأملية فيها نقد لعوامل الضعف والركود،وليس لعوامل الأزمة،أي للعوامل الحاضنة للضعف والتي تطورت لتصبح عوامل إدامة وتعميق للأزمة،وعلينا الإقرار على أن جوهر الأزمة اليسارية ومظهرها العام،هو في مشروعها النظري وهويتها الفكرية،هذه الأزمة لم تكن طاغية وملحوظة في مراحل المد الوطني والانتصارات التي حققها الفكر الشيوعي على المستوى الكوني،ولكن هذه الأزمة أخذت بالتطور والتعمق من بعد الحقبة "الغورباتشوفية" وانهيار مركز الاشتراكية الاتحاد السوفياتي سابقاُ،وكل القوى اليسارية الفلسطينية،تعاملت مع هويتها الفكرية،على أساس أنها منظومة نظرية جاهزة،جرى إقحامها قسراً على واقع اجتماعي- اقتصادي ودون النظر لخصوصيته،ولم تنتج أي من القوى اليسارية فكراُ ونظرية اشتراكية معربة تتواءم مع هذا الواقع،وتأخذ بعين الاعتبار جوانب حياته الروحانية والتراثية،حتى أن الكثير من عناصر تلك الأحزاب وبعض قياداتها،لم تهضم هذه النظرية،وبقي تبنيها لها في الإطار الشكلاني والاستعراض والتباهي،وهناك العديد من النماذج ممن أساؤوا لأحزابهم وتنظيماتهم وللنظرية نفسها قبل أساءتهم للجماهير،من خلال اختزالهم للنظرية في التحريض على الإيمان والمؤمنين ودون أن يعوا أن هذه هي نظرية للعدالة الاجتماعية والمساواة والتوزيع العادل للثروات...الخ،وترديد لصيغ وكليشهات جاهزة عن المدرسة السوفياتية،ومن كان يخرج عن تلك الاجتهادات،يتهم بالقومجية والماوية والتروتسكية،ولكن والحق يقال أن هناك العديد من قادة الفكر في تلك الأحزاب،كان لهم إسهامات نظرية مهمة،وأخص بالذكر القائد الراحل الكبير حكيم الثورة جورج حبش والرفيق الشهيد القائد أبو علي مصطفى ونايف حواتمه والرفيق الراحل القائد بشير البرغوثي واحمد قطامش وداود تلحمي وماهر الشريف،ومن الهام جداً قوله هنا أيضاً،أن صلاحية أي فكر لا تقاس بالمناقب الأخلاقية الرفيعة لأصحابه،ولا بالشحنات الثورية والإنسانية التي يشملها خطابه،مع أهميتها الرمزية والمعنوية،وإنما بعلاقة الترابط التي ينسجها مع الواقع أولاً،ثم وعي هذا الواقع ثانياً،ثم إنتاج المفاهيم والشروط التي تنتج تغير هذا الواقع ثالثاً.
ومن هنا أرى أن الحوارات التي تجريها القوى اليسارية،من أجل توحدها،بقدر ما لها من أهمية وقيمة عالية في صفوف قواعدها وأنصارها وقطاعات واسعة من جماهير شعبنا الفلسطيني،والتواقة لهذه الوحدة واستعادة هذه القوى لدورها وحضورها بين الجماهير ،فإن هذه القوى مطالبة بالوصول لهذه الوحدة بشكل متدرج،وأن تبنى هذه الوحدة على أسس وقواعد صلبة،تتجاوز الرؤى والنظرات الضيقة،والمصالح الفئوية المقيتة،فأي فشل من شأنه أن ينعكس بصورة سلبية كبيرة ليس على قواعد وأنصار هذه القوى،بل وعلى الكثير من قطاعات شعبنا الفلسطيني،والتي ترى في هذه القوى خشبة خلاص وحاضنة ومعبرة عن همومها ومصالحها وتطلعاتها،والإخفاق من شأنه أيضاً أن يضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل هذه القوى ودورها الوطني التحرري ومشروعها الاجتماعي – الديمقراطي.
وفي الختام أرى ان هناك مسائل ملحة وهامة تنتصب أمام قوى اليسار الفلسطيني،ألا وهي ضرورة أن تقف تلك القوى أمام أوضاعها ،وقفة نقدية صارمة،ضرورة أن تعبر عن هويتها الفكرية والايدولوجية بشكل واضح،ضرورة ان تسلم أمور قيادتها الى قيادات شابة تضخ دماء جديدة في عروقها،وأن تحفظ للقيادات القديمة تاريخها واحترامها،فالمطلوب قيادات منتجة على صعيد الفكر والنظرية والعمل،مطلوب مغادرة من تنمط وتكلس وأصبح عبئاً على تنظيمه،لا يستطيع سوى اجترار النقد والتجريح أو القيام بمهام التشريفات،مطلوب قيادات تنهض بأوضاع اليسار في كل خانات وميادين العمل،وأن تنتهي ظاهرة العمل النخبوي والفوقي،مطلوب قيادات تتغلل في أوساط الجماهير،وأن تبتدع وتبدع أشكال جديدة ومتطورة للعمل والنضال تستوعب كل الطاقات،مطلوب قيادات موحدة وجامعة لا قيادات طاردة ومنفرة.