ـ1 نوفمبر 1954 يوم عظيم في حياة الشعب الجزائري/ سري القدوة

ان يوم أول نوفمبر يوم فخر و اعتزاز لشعب كافح أبناءه من أجل استرجاع الحق المسلوب وسيادة الوطنية ضد الاحتلال الاستيطاني الفرنسي  الذى عذب ودمر و قتل شعب امن بالحرية ووقف مدافعا عن كرامته وعن كرامة المواطن العربي وناضل بقوة مؤمنا بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية ..
اندلعت ثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي الذي احتلّ البلاد منذ سنة 1830، ودامت طيلة 7 سنوات ونصف من الكفاح المسلح والعمل السياسي، وانتهت بإعلان استقلال الجزائر يوم 5 جويلية 1962 بعد أن سقط فيها أكثر من مليون ونصف مليون قتيل جزائري، وذلك ما أعطى الجزائر لقب بلد المليون ونصف المليون شهيد في الوطن العربي.
انتهت الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962، وهو نفس التاريخ الذي أعلن فيه احتلال الجزائر في سنة 1830.
 وقد تلا إعلان الاستقلال الجنرال شارل ديغول عبر التلفزيون، مخاطباً الشعب الفرنسي. جاءَ الاستقلال نتيجة استفتاء تقرير المصير للفاتح من جويلية، المنصوص علية في اتفاقيات إيفيان في 18 مارس 1962، وأعلن على إثره ميلاد الجمهورية الجزائرية في 25 من سبتمبر ومغادرة مليون من الفرنسيين المعمّرين بالجزائر منذ سنة 1830.
إن التاريخ صنعه الشهداء فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فهذه الرحلة الطويلة للثورة الجزائرية لم تكن بالرحلة العابرة بل كانت تاريخا مشرفا للأمة تستحضر شهداءها وتحفظ أسماءهم عن ظهر قلب وتخلد رجالها عبر الاحتفال بيوم الاستقلال الجزائري ..
إن كتابة التاريخ تعكس أماني وطموحات الشعوب في الحياة الكريمة وبيوم خالد يكرس فيه الوفاء لمن هم أكرم منا جميعا واليوم وعندما نتحدث عن شهداء الجزائر الذين رووا الأرض الطاهرة بدمائهم دفاعا عن الثورة .. فأننا نكرس روح العمل الوطني والجاد ليحتفظ الإنسان بمبادئ الوفاء والتضحية وليكتب أروع صفحات العطاء بفعل تلك الدماء التي تنير الطريق للأجيال صانعة الثورة والتاريخ والحضارة..
إننا في يوم الجزائر نحيي الشهداء الذين كتبوا التاريخ وأناروا شموع الحرية وقهروا الظلم والطغيان وكانوا هم نبراس نسترشد منه لكتابة التاريخ للأجيال .. فتحية للصوت الوطني القادر علي تحقيق حلم الأجيال والحفاظ علي روح الثورة والتواصل .. تحية الي شهداء الجزائر الأبطال في يوم الاستقلال الخالد فينا وفي وجدان كل عربي حر شريف..
نبارك للشعب الجزائري العظيم .. شعب الشهداء والبطولة والوفاء ..  شعب التضحيات والمناضلين شعب ديدوش مراد والعربي بن مهيدي واحمد بن بلا وهواري بو مدين .. بذكري الاستقلال  وبهذا الانجاز الوطني الكبير الذي تحققه ثورة الجزائر اليوم  علي طريق التنمية والاستقرار والديمقراطية  ..
من فلسطين من قلب العروبة النابض .. من غزة وشوارعها .. من مخيم الشاطئ .. من جباليا الثورة  .. من رفح الصمود .. من نابلس جبل النار .. من جنين التحدي .. من رام الله العزة والعهد  .. من قدس الأنبياء , ومن فوق صخرتها .. نبرق بتحياتنا إلي شعب الجزائر البطل والي شهداء الجزائر وفرسان الحرية الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن ودفاعا عن الثورة والحق والحرية والحياة ..
من هنا من ارض الجزائر الحرة .. ارض الأحرار والشرفاء .. ارض المجاهدين الإبطال.. ارض الرجولة والشرف.. ارض الثورة.. تواصلت ثورة الجزائر وكانت كبيرة بعطاء الشعب الجزائري لتكتب صفحات مشرقة ومشرفة في تاريخنا العربي المعاصر ..
كانت الثورة الجزائرية .. ثورة الجماهير والحرب الشعبية التي خاضتها والكفاح المسلح الذي عمد بدماء الشهداء أساس طريق النصر وتحقيق البطولة قي هذا الزمن العربي الرديء فشكل انتصار الجزائر ثورة المليون والنصف شهيد حافزا أساسيا لبلورة مفهوم الانطلاقة للثورة الفلسطينية وإعلان حراك حركة فتح علي الصعيد الفلسطيني مستفيدة من الانجاز التاريخي الذي حققته ثورة الجزائر ومستلهمة من فكر الثورة الجزائرية أساسا في رسم إستراتجية الكفاح المسلح واعتماد حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد أسلوبا للممارسة ، وأيضا كانت خصوصية الوحدة الوطنية ووحدة الهدف بين مختلف الاتجاهات وتيارات المقاومة في الجزائر داعما أساسيا لإعلان وتبني حركة فتح شعار الوحدة الوطنية وربط هذا التقدم بمفهوم التكامل الوطني الذي استرشدت منه الثورة الفلسطينية في برامجها الكفاحية علي صعيد صياغة أسس التحرير وتشكيل قيادة جيش التحرير الفلسطيني ودمج لواء العاصفة كأساس ونواة أساسية لجيش التحرير الوطني الفلسطيني والتي حرصت الجزائر علي احتضان المقاومين الفلسطينيين وتدريبهم وتلقيهم العلوم العسكرية في كليه شيرشال فيما بعد ..
لا يمكن لنا ان نتحدث عن ثورة الجزائر وتلك البطولة دون الخوض في بعدها العربي وهذا الانجاز المهم الذي حققته ثورة الجزائر علي صعيد دعم الثورة العربية المعاصرة وترابط حركات التحرر في الوطن العربي حيث كانت ثورة الجزائر داعما لحركات التحرر العربية بكل شمولية الموقف والهدف والوحدة ..
ان الانجاز التاريخي الهام لثورة الجزائر ونيلها الاستقلال شجع العديد من البلدان العربية لنيل حريتها وشكلت الثورة الجزائرية أساسا للمشاركة الفاعلة لتكون النبراس الذي يسترشد منه الآخرون وهنا لا بد من الإشارة الى مقولة الزعيم التاريخي للجزائر المناضل القومي الكبير هواري بومدين حيث قال انا مع فلسطين ظالمة او مظلومة فهذا الحب الجزائري واحتضان الثورة الفلسطينية من قبل الجزائر الثورة والشعب وتدعيم العلاقات الأخوية يؤكد صدق العلاقة وقوتها بين الثورة الفلسطينية وثورة الجزائر .
بعد قرن وربع القرن من الزمان نالت الجزائر استقلالها، ولعل الثورة الجزائرية من أشد الثورات عنفاً وقتالاً وشراسة ، فيها سقط الشهيد تلو الشهيد حتى تجاوزوا المليون ونصف المليون شهيد ، وفيها نصب المستعمر قلاعه وسجونه ونال الشعب الجزائري الويلات وأيقن أن أكثر من قرن وربع القرن من الوجود زمن كافٍ حتى ينسى تسعة ملايين جزائري أنهم جزائريون، وحتى يذوبوا في الوطن الكبير فرنسا وفي مليون من الأوروبيين، هؤلاء الذين اعتقدوا أو أوهمتهم الرؤى الاستعمارية أنهم على أرضهم يعيشون , ولكن التاريخ كان الأقوى فانتصرت ثورة الحق وانتصرت الجزائر لتمحوا فرنسا ولتعيش الجزائر حرة عربية مستقلة .
هنيئا للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا في عيد استقلالها , وعاشت ذكري الاستقلال والمجد للثورة والخلود للشهداء الإبطال .
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net
infoalsbah@gmail.com

كوارث ونكت .. فى زمن الإخوان/ مجدى نجيب وهبة

** صدق أو لا تصدق .. بعض الحكايات قد تصلح نكت فى زمن جماعة "الإخوان المسلمين" .. وبعض الأحداث أصبحت كوارث أيضا فى زمن الإخوان والتى تتداولها جميع الصحف والمواقع على الإنترنت والفضائيات الخاصة والإعلام المصرى .. دعونا نبدأ بالنكت :
النكتة الأولى :
** بتاريخ 28 أكتوبر 2012 .. وفى ثالث أيام العيد .. خرجت علينا الصحف ببعض الأخبار .. حيث أكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن توصلت إلى ثلاثة خلايا تنظيمية غير معلومة العدد حتى الأن .. عناصر من تونس وليبيا وفلسطين بالإضافة إلى خلية مصرية .. وهم على إرتباط وثيق الصلة بالخلية التى تم ضبطها مؤخرا فى مدينة نصر .. كما كشفت مصادر سيادية أن قوات الأمن العاملة فى حملات التطهير بسيناء .. تمكنت فجر يوم 27 أكتوبر من القبض على خمسة من العناصر المنتمية للجماعات السلفية الجهادية .. وكانت أبرز هذه العمليات تستهدف الرئيس "محمد مرسى" أول أيام العيد ..
** كما تم إلقاء القبض على عناصر إرهابية بالأسكندرية .. كانت تخطط لنحو 13 تفجيرا فى أيام العيد .. وأوضحت المصادر أن عدد من هذه العناصر كانوا معتقلين .. وخرجوا بموجب قرارات عفو عام عسكرى ورئاسى .. ويتساءل البعض أين إذن هذه النكتة ؟..
** أقول لهم .. هل تعلمون من أفرج عن هؤلاء الإرهابيين .. فكيف أفرج عن بعض العناصر الإرهابية ثم تخرج من السجون لتستهدف الرئيس مرسى .. أليس كذلك؟؟ .. وماذا نتوقع بعد عودة كل العناصر الجهادية الهاربة إلى أرض مصر بعد أن أسقطت كل الأحكام الجنائية عنهم ؟!!..
النكتة الثانية :
** يبدو أن الخبراء السياسيين فى مصر إكتشفوا فجأة أن هناك تنظيم إرهابى موجود بسيناء .. بدأ ينطلق إلى القاهرة وهم يحذرون من إرتباطهم بتنظيم القاعدة .. وعلى سبيل المثال "خلية مدينة نصر" .. وهذه الخلايا بدأ إنتشارها مع "ثورات الربيع العربى" فى المنطقة .. وما تعرضت له أجهزة الأمن وعلاقة هذه العناصر بعناصر أخرى متطرفة موجودة داخل قطاع غزة .. وقد جعلوا سيناء مرتع لهم ، ومنطقة لتجارة السلاح ..
** فهل أعتبر هذا الخبر هو نكتة ؟ .. ماذا يتوقع الخبراء السياسيين بعد الإفراج عن كل الرموز الجهادية داخل السجون والمعتقلات بمصر أو الذين سمحت لهم رئاسة الجمهورية بالعودة إلى أرض مصر بعد إسقاط الأحكام الجنائية عليهم .. هل نتوقع عودتهم وعمل مصانع لإنتاج الملابس والإنخراط فى المجتمع أم مصانع للبسكوت والحلويات .. أم نتوقع عمليات إغتيالات وتفجيرات .. هل تذكرون الخطاب الذى أرسلته منظمة حماس إلى الرئيس مرسى تطالبه بعدم الإفصاح عن أسماء الفلسطينيين المتورطين فى المذبحة الإرهابية لجنود وضباط الجيش المصرى فى رمضان الماضى على حدود رفح المصرية .. وهم 16 ضابط ومجند من قواتنا المسلحة .. وللأسف حتى الأن لم تعلن أسماء المتورطين فى هذه المذبحة .. وإستشهد بعد هذا الحادث الإجرامى بعض الجنود والضباط ومازال النزيف مستمرا .. ومازال الإرهاب يتراقص .. ومازال الملف غامضا ؟!! ... ومازالت الأخبار تثير الضحك !!!.....
النكتة الثالثة :
** قال د. "عصام العريان" .. عضو جماعة الإخوان المسلمين بحزب الحرية والعدالة .. أن "دعاء الحجيج يوم عرفة يستجيب له الله .. فعندما دعا المسلمون من فوق عرفات والإخوان وقتها كانوا فى السجون رحل الرئيس الأسبق "أنور السادات" ، (تم إغتياله) .. وفى أيام الثورة .. عندما وقف المسلمون على صعيد عرفات إنتصرت الثورة وواصلت أشعارها" .. وأضاف العريان "أن الأمة الإسلامية بثوراتها التى بدأت فى تونس ومضت إلى مصر وليبيا واليمن ، وها هى فى سوريا .. متوقعا أن تعود أفغانستان محررة وتنشأ فى الدول الإسلامية الوحدة" .. وطالب الجميع أن يمضوا إلى الأمام وألا يلتفتوا إلى الخلف .. ودعا إلى نصرة الشعب السورى وحقن دماء الفلسطينيين فى غزة وفلسطين" ..
** وأتساءل ومعى الكثيرين من الشعب المصرى .. هل الله يستجيب للقتلة واللصوص عندما دعا الحجيج من فوق عرفات ، فأغتيل السادات برصاص الإرهاب .. وعندما أطلقت أمريكا كلاب جهنم لإسقاط العالم العربى ، وزعمت بالتحول الديمقراطى والربيع العربى .. وحدثت مذابح دموية .. وإلى يومنا هذا يعتبر د."عصام العريان" أن ذلك نصرا من عند الله .. عندما دعا المسلمون من فوق عرفات .. وهذا يعنى أن أبواب السماء كانت مفتوحة ، وإستجابت لدعاء الإخوان وهم فى السجون ونجحت 25 يناير .. وهو ما يجعلنا  ننصب الشيخ "عصام العريان" ولى من أولياء الله الصالحين ..
** ويبدو أن د. "عصام العريان" تناسى أن الرئيس "مرسى" ، رئيس حزب الحرية والعدالة السابق لجماعة الإخوان المسلمين .. قرر منح قلادة النيل للرئيس الراحل "أنور السادات" .. فى ذكرى نصر أكتوبر .. والتى تسلمتها السيدة "جيهان السادات" ونجله المهندس "جمال محمد أنور السادات" .. وهذا ما يوجب علينا أخذ فتوى الوالى "عصام العريان" فى حقيقة منح السادات قلادة النيل من عدمه !!! ..
** والنكات كثيرة .. ولكننا نترك للقارئ حرية إختيار العنوان المناسب .. أما عن الكوارث .. فسوف نذكر القليل جدا منها ..
** شهدت مزارع الدقهلية نفوق ما يزيد عن 80 ألف من الدواجن فى أول أيام عيد الأضحى .. حسب التقديرات الرسمية .. وقد حدثت هذه الحالات جميعها فى وقت واحد مما يدل على إنها بفعل فاعل متعمد ..
** خطوط ملاحية عالمية تنسحب من دمياط بسبب الغاطس .. وتدنى الخدمات والكفاءة فى التعامل الملاحى مع الشركات بما لا يسمح بإستقبال جميع سفن الحاويات ..
** حلقة السمك بالأسكندرية تتحول من "إحدى المعالم الأثرية" إلى خرابة هائلة بسبب حالة الإهمال والتدهور التى لحقت بها .. فقد إنتشرت بها القمامة .. وأصبحت أعمدة المبنى متهالكة .. وقد تنهار فى أى وقت فضلا عن البلطجة وسيطرتهم على مقاليد الحلقة .. وإنتشار الباعة الذين يبيعون الأسماك المجمدة على إنها طازجة بأسعار مرتفعة ..
** بحيرة قارون .. يهجرها الصيادون بعد إنخفاض إنتاج البحيرة من الأسماك .. مما حول شباب القرية إلى عاطلين .. ودفعهم إلى تعاطى المخدرات لضيق الرزق ..
** السكة الحديد .. بلغت خسائر السكك الحديد بسبب حوادث المزلقانات والإضطرابات وتزويغ الركاب 350 مليون جنيه ..
** مشكلة المياة .. بينما كانت مصر مشغولة بتوابع ثورتها وسقوط نظام مبارك .. أعلنت إثيوبيا أنها ستشرع إلى بناء سد النهضة بدعم من أمريكا وإسرائيل .. فى دعوة صريحة لدق طبول الحرب بين إثيوبيا ومصر .. لأن الصمت على هذه الجريمة يعنى تقلص حصص مصر والسودان لسنوات طويلة بل ربما للأبد .. والأخطر أن السماح بهذا السد سيغرى دولا أخرى بإقامة مشاريع وسدود مشابهة ما قد يؤدى إلى خنق مصر فعليا .. كما سيضع نهاية لسيطرة مصر على نهر النيل .. فى الوقت الذى تعتبر القاهرة أن منع بناء سد النهضة مسألة حياة أو موت ..
** إندلاع حريق هائل صباح الأحد 27 أكتوبر .. وثالث أيام العيد .. بالمركز التجارى بسوق ليبيا الشهير بمرسى مطروح .. والذى أسفر عن تدمير كل المحلات وإحتراقها عن أخرها .. والتى تقدر خسائر التجار بالملايين ..
** نكتفى بهذا الكم من الكوارث والمصائب والنكت التى حلت بمصر  .. فالمسلسل لن ينتهى .. وبركاتك ياشيخ "عصام العريان" !!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

قصة الذبح .. دروس مستفادة/ نرمين كحيلة

فى مثل هذه الأيام من كل عام يهل علينا عيد الأضحى المبارك ، وحتى لا يتحول هذا العيد إلى مجرد فرحة الفقراء باللحم وفرحة الأطفال بالخروف يجب على كل أب وكل أم أن يجمعا أبناءهما ويحكيان لهما قصة الذبح والدروس العظيمة التى نتعلمها منها وهى :

أولا: حكمة الذبح: فقد يسأل البعض ما سر هذا الطلب الغريب الذى طلبه الله سبحانه وتعالى من سيدنا إبراهيم ؟ وطبعًا الإجابة المعتادة على ذلك السؤال هى : امتحان إيمان كلا ًمن سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وقياس صبرهما واستسلامهما لأمر الله ، وهذا صحيح لكن هناك حكمة أخرى قد تغيب عن كثير من الناس وهى أن فكرة ذبح الأبناء وتقديمهم قربان للآلهة كانت عادة منتشرة بصورة كبيرة فى المجتمعات القديمة وخاصة فى بلاد العراق والشام. وكثيرًا ما كان الأب يأخذ ابنه إلى معابد الآلهة ويذبحه على المذبح أمام تمثال الإله تقربًا ولقضاء حوائجه ، وخاصة عندما تحل بالبلاد نكبات أو أمراض أو مصائب فأول ما يتبادر إلى الذهن فى ذلك الوقت هو التضحية بأعز ما يملك الإنسان لدفع غضب الإله ، وليس أعز على الإنسان من ولده ؛ فيقتله بالذبح أو بالحرق أو بأية وسيلة. ولقد علم الله سبحانه وتعالى أن ذبح المرء لولده هو أقسى شئ على النفس البشرية ، وما خلق الله الخلق ليعذبهم وإن كانوا هم قساة على أنفسهم ؛ فالله أرحم بهم منهم على أنفسهم فأراد الله إبطال هذا النوع من التضحية فاختار خليله إبراهيم عليه السلام ليكون هو المثال العملى لإبطال هذه العادة فأمره بذبح ولده ثم افتداه بكبش عظيم فى رسالة من الله إلى أهل الأرض أن يا ناس يا بشر يا مسلمين لا تذبحوا أبناءكم وإن كنتم لا محالة فاعلين فاذبحوا بدلا ًمنهم كبشًا.
وحتى لا يندثر هذا الأمر على مر الأزمنة ربطه الله تعالى بشعيرة من شعائر الدين الحنيف وهى شعيرة الحج. وقد امتثل العرب لهذا الأمر، وبطلت تمامًا عادة التضحية بالأبناء للآلهة ، وحتى عندما نذر عبد المطلب – جد الرسول صلى الله عليه وسلم – أن يضحى بأحد أبنائه وحاول الوفاء بنذره منعته قريش ، وكان فداء عبد الله – والد النبى صلى الله عليه وسلم – بمائة من الإبل.
ثانيًا: إن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم ينفرد بالقرار بل أشرك معه ابنه إسماعيل عليه السلام ؛ فعرض عليه القضية أولا ًحين قال: "يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك" ، ثم طلب رأيه واستشارته حين قال: "فانظر ماذا ترى"..وهذا درس يجب أن يتعلمه كل أب ؛ فإبراهيم عليه السلام أب ديمقراطى يستشير ولده رغم صغر سنه ، فهو ما يزال طفلا ً، كما أن هذا الأمر هو أمر إلهى يجب الانصياع له دون مناقشة ، فكان من الممكن مثلا ًأن يذبحه على حين غرة وهو نائم أو أن يقيده قسرًا ويقول له: أنا أبوك وهذا أمر إلهى وسوف أقتلك رغمًا عنك. ولن يلومه أحد إذا فعل ذلك ، ولكن إبراهيم عليه السلام أخذ بمبدأ الشورى والديمقراطية الذى هو من أهم وأسمى مبادئ الإسلام وهذا يدلنا على أهمية هذا المبدأ العظيم الذى استفاد منه سيدنا إبراهيم نفسه حين أشارعليه سيدنا إسماعيل بأفضل طريقة للذبح فقد قال له:"يا أبتاه لا تذبحنى وأنت تنظر إلى وجهى عسى أن ترحمنى فلا تجهز علىَّ. اربط يدى إلى رقبتى ثم ضع وجهى للأرض". فوضعه على وجهه ليذبحه من قفاه ، ولا يشاهد وجهه عند ذبحه ليكون أهون عليه. فذلك قوله تعالى:"وتله للجبين" ؛ أى : أكبه على وجهه.
ثم قال له إسماعيل:"إذا أردت ذبحى فاشدد وثاقى لئلا يصيبك شىء من دمى فينقص من أجرى ، إن الموت لشديد ، ولا آمن أن أضطرب عند الذبح إذا أحسست مس السكين ، واشحذ شفرتك حتى تجهز علىَّ سريعًا ، وإن أردت أن ترد قميصى على أمى فافعل ( مثلما فعل يوسف مع أبيه يعقوب عليهما السلام ) فعسى أن يكون هذا أسلى لها ؛ فقال إبراهيم عليه السلام: نِعم العون أنت يا بنى على أمر الله. وكان من نيجة الشورى أيضًا أن إسماعيل عليه السلام أطاع أباه فلم يقل له مثلا أنت كاذب ليس من المعقول أن يأمرك الله بهذا.. وإننا نفتقد اليوم فى مجتمعاتنا الشورى فالأب ديكتاتور فى البيت مع زوجته وأولاده ، والمعلم ديكتاتور فى الفصل مع تلامذته ، والمدير ديكتاتور فى العمل مع مرؤوسيه ، والحاكم ديكتاتور مع شعبه.. إننا نزرع الديكتاتورية فى مجتمعاتنا منذ لحظة الميلاد وحتى الوفاة وهذا هو سر تخلفنا وانحطاطنا.. بل إنه حتى فى صلاة الجماعة إذا لم يختار المصلين إمامهم بالشورى بطلت صلاتهم.. فيا كل أب ويا كل أم استمعا إلى أبنائكما وشاوروهم فى الأمر وسوف تريا أنهم سيطيعونكما عن اقتناع وحب.
ثالثا ً: أن إبراهيم عليه السلام هو مواطن عراقى يحب بلده – العراق – ولو كان يحيا بيننا الآن لتفطر قلبه على ما يحدث للعراق من احتلال وقتل وعنف ، فنتوجه جميعًا لله عزو جل بالدعاء أن يفك أسر بلد الخليل فى هذه الأيام المباركة ، وأن يعيده علينا العام القادم وهو ينعم بالحرية.
رابعًا: أن سيدنا إبراهيم رغم حبه لولده لم يشفق عليه أن يقتله طاعة لله ، وإننا اليوم نشفق على أبنائنا أن نوقظهم لصلاة الفجر وهو أقل شئ يمكن أن نقدمه لله فيجب أن يكون حبنا لله أشد من حبنا لأبنائنا ولأنفسنا.
خامسًا: صلاة العيد هى احتفال بهذه المناسبة السعيدة ؛ مناسبة افتداء الأبناء بدلا ًمن ذبحهم ، وهى فرحة مزدوجة ؛ فرحة الأب بنجاة أبنائه من الذبح وفرحة الفقير بحضور ضيف عزيز على مائدته وهو اللحم المحروم منه طوال العام وشكر لله على هذه النعمة.. يقابلنا الله لنتذكر هذه المناسبة ونشكره.

أوباما.. وسلطان والغريانى/ مجدى نجيب وهبة


** الثلاثة يريدونها فاشلة .. والفاشلة هى مصر العظيمة .. ومصر الحضارة .. ومصر الفرعونية .. الثلاثة يريدونها هشة ، ضعيفة ، ساقطة ، منكسرة الجناح ، مريضة .. الثلاثة تربطهم أفكار شيطانية تهدف بالعودة بمصر إلى كهوف الظلام .. تحوم حولها الغربان والوطاويط وخفافيش الظلام .. وتسكنها الحيات والأفاعى .. هذه هى مصر التى يريدونها الثلاثة ..
أوباما :
** منذ توليه الحكم فى أمريكا .. وهو يسعى بكل سفالة وحقارة لتدمير وإسقاط مصر .. وإستخدام كل أساليب البلطجة المحرمة محليا وعالميا .. ضلل العالم العربى بما أسماه "الديمقراطية الأمريكية" .. وهى كلمة السر التى لعب بها بقلوب البسطاء .. قام بتمويل وتدريب المنظمات الإرهابية ، وحرضهم على إسقاط مصر وليس إسقاط مبارك .. كذب على شعبه وأطلق على الفوضى الهدامة ، مسمى "الربيع العربى" .. بدأ بتونس وعندما نجحت التجربة .. قاد الفوضى فى اليمن وليبيا ومصر وسوريا .. تساعده إحدى حشرات العالم العربى ، وهى دولة "قطر" .. إستخدم كل أساليب الخداع ودمر ليبيا بكل المقاييس .. وزعم وجود ثوار .. والحقيقة أنهم مجموعة من المرتزقة دفعت بهم أمريكا وحلف الناتو برا لضرب ليبيا .. بينما أمريكا تمهد لهم الطريق عن طريق ضرب الجيش الليبى جوا وإستطاعوا أن يخرجوا القذافى من أحد الخنادق ومزقوه .. وهو نفس السيناريو الذى قام به بوش فى العراق .. وتم تصفية صدام جسديا كما تم تصفية العراق أمنيا وفكريا وحضاريا .. ظل يحرض وهو يدعو إلى سقوط مبارك وتنحيه عن الحكم .. وعندما نجحت أمواله فى شراء الخونة وأسقط النظام السابق .. أعلن وبكل وقاحة أن مصالح أمريكا مع جماعة الإخوان .. ونشطت العلاقة بين الإدارة الأمريكية بالكامل ، وبين مكتب الإرشاد .. وفى الإنتخابات الرئاسية دعم أوباما  "محمد مرسى" للفوز بكرسى الرئاسة .. وتحقق لهذا القبيح ذو الوجه الشيطانى ... المكون من وجه الأفعى وعيون البومة .. سقوط وتهاوى مصر وإنهيار إقتصادها .. وتطاول الأقزام والهلافيت على هيبتها .. وإختراق الحدود وتوغل السرطان وإنتشار الطاعون ..
** ويستمر البومة فى تحريضه ضد الجيش نفسه .. بعد سقوط المجلس العسكرى ويصرح "إن قتل المتظاهرين فى التحرير بالدبابات كان أمرا غير مقبول" .. وتناسى البومة أن دبابات الجيش كانت بالتحرير تحمى الإخوان والتنظيمات التخريبية الذين دعمهم ومعه راقصة السيربتيز "هيلارى كلينتون" ، والحرباء "آن باترسون" .. ولكن الذين دهستهم الدبابات لم يكونوا سوى الأقباط عندما خرجوا فى مظاهرات سلمية أمام ماسبيرو ودهستهم الدبابات والمدرعات .. ورغم ذلك مازال الفاعل مجهولا ...
** يقول البومة "أن مصر بها حكومة منتخبة الأن .. وعليها الحفاظ على الأقليات الدينية وحقوق المرأة" .. ونحن نرد علي "البومة" أن من نقصدهم هم الأقباط .. والأقباط ليسوا بأقليات أيها الأفعى .. وأن الأقباط هم أصحاب الأرض الفعليين وشركاء فى الوطن .. أما عن حقوق المرأة فكفاكم متاجرة بالحقوق والحريات .. ولتذهب إلى الجحيم أنت وكل من يسير على دربك أيها الإرهابى .. فلا نحتاج أن نسمع منكم أيها الأمريكان الإرهابيين أنكم تضغطون على النظام فى مصر لحماية حقوق الأقليات .. فمصر ليس بها نظام ديمقراطى أو حكومة ديمقراطية حرة وإنما بها جماعة إخوان متأسلمين يحكمونها الأن بمساعدتكم .. وأنت من دعمتهم .. فهم لا يعترفون بالأخر حتى من المسلمين أنفسهم الذين يختلفون معهم فى الرأى .. هذه الجماعة التى زكاها الإرهابى "أوباما" .. لتكون حليفته فى مصرستان ..
** والمصيبة التى يقولها "أوباما" البومة فى خطابه .. إنه ينسق مع دولة الإخوان لمكافحة الإرهاب معهم .. لأنه من المهم أن تنجح التجربة المصرية .. ونتساءل ونحن نضرب كف على كف .. أى إرهاب تقصده ، وأى إرهاب تحاربه .. ومن مع من ؟!! .. هذا هو السؤال الذى يعرفه هذا المخادع والمضلل .. الذى يمتلك رأس الأفعى وعين البومة ؟!!! ...
المستشار السابق "فاروق سلطان" :
** بعد بلاغ الفريق "أحمد شفيق" بتزوير إنتخابات الرئاسة .. صرحت لجنة الإنتخابات الرئاسية .. أن بلاغ "شفيق" لا تأثير له على الإطلاق فى نتائج الإنتخابات الرئاسية التى أعلنتها اللجنة العليا بفوز د. "محمد مرسى" .. وقالت المصادر أن قرارات اللجنة الرئاسية نهائية .. ولا تقبل أى طعن عليها بحكم القانون والإعلان الدستورى .. وأكدت اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية أن كل هذه التحقيقات الأن لا يمكن أن تمس نتيجة الإنتخابات الرئاسية حتى لو تم الوصول لجناة وتوجيه إتهامات إليهم .. وقطعا فأى متهم سيظل بريئا حتى تثبت إدانته بحكم قضائى نهائى ..
** وإذا كان هذا هو رد اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية التى يرأسها المستشار "فاروق سلطان" .. فنحن نتساءل ، أى قانون يحكم مصر ياسيادة المستشار "السابق".. هل قانون البلطجة أم قانون العافية ، أم قانون أحكم بما تشاء والجدع اللى ينفذ .. ربنا يرحمنا ويرحم هذا الشعب العظيم الذى وقع ضحية مؤامرة دنيئة جدا جدا ..
المستشار السابق "حسام الغريانى" :
** رئيس اللجنة التأسيسية لعمل الدستور .. الشعب لا يريدكم .. والشعب يرفضكم .. هل لا تشعرون ؟!! .. إن دستوركم باطل .. هل لا تفهمون ؟ .. لقد كرهنا كلمة الدستور بسببكم ... فمصر بلا دستور أفضل .. وليحكمها البلطجية والفتوات أفضل من الإصرار  بصورة غريبة جدا جدا على عمل دستور إخوانى سلفى أفغانى .. ليتكم تفهمون .. وترحمونا ؟؟!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

ما الذي يحدث في مصر؟!/ أنطوني ولسن

لا أحد يعرف ما الذي يحدث في مصر . أحداث لم نتعود أو نصدق أنها قد تحدث في مصر لبشاعتها ولأنها تتعلق بالبراعم الصغيرة التي لا حول ولا قوة لها عندما تقع بين فكي ذئاب بشرية لا قلب ولا ضمير لديها .
مقالي اليوم هو نقل لبعض من تلك الأحداث التي نشرت أو أذيعت عبر الإعلام المصري .
أولا : إغتصاب براءة الأطفال في مصر ...
جاء هذا الخبر بالصوت والصورة لطفلة في السادسة من عمرها عندما يغلق المدرس باب الفصل و يختلي  بها ، ثم يبدأ بخلع ملابسه ويجبرها بخلع البنطلون الذي ترتديه ويمارس معها الجنس دون رحمة أو شفقة . وقد تحثت الفتاة بنفسها للأعلام بعد حجب وجهها .أنقل لكم ما تم عمله من وزارة التربية والتعليم تجاه هذا المدرس .
 وقف المدرس مغتصب "طفلة إدفو" عن العمل نهائيا ومنع صرف مستحقاته.. ونقل مدير المدرسة
قالت صافيناز إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم بأسوان إنه تم وقف المدرس "س.ب - 45 سنة" الذي اعتدى جنسيا على طفلة في السادسة من عمرها بمدرسة "حاجر المواساة" بمدينة البصيلية بادفو شمال أسوان عن العمل نهائياً ، بجانب حجز جميع مستحقاته المالية ومنع صرفها نهائياً لحين انتهاء تحقيقات النيابة.
وأكدت صافيناز إبراهيم في تصريحات خاصة "لصدي البلد" أنه تم أيضاً صدور قرار بنقل مدير مدرسة حاجر المواساة ، وبدء التحقيقات الفورية مع جميع العاملين بالمدرسة للتعرف والتوصل إلى حقيقة الواقعة.
وقالت - فيما يتعلق بالمدرس - إن البعض يروي أنه متهم في الواقعة ، والبعض الآخر يرى أنه مظلوم ، ولكن في كل الأحوال تجري حالياً تحقيقات النيابة التي سيتم معها توضيح حقيقة الموضوع.
وأضافت وكيل وزارة التربية والتعليم أن هذه الواقعة دقت معها ناقوس الخطر حيث تم صدور تعليمات مشددة لكافة العاملين بالمنظومة التعليمية بتكثيف الإشراف المدرسي ، ومنع تواجد أي تلاميذ في الفصول بمفردهم ، مع وضع عقوبات رادعة في حال أي تجاوزات حفاظاً على سلامة أبنائنا من أي اعتداءات.

ثانيا : مهندس يغتصب 5 أيتام من نزلاء جمعية رسالة ...
كتب محمد مهدي ومحمد شعبان :
تجرد مهندس فني من المشاعر الإنسانية واستغل تواجده بجمعية رسالة لرعاية الأيتام ، لأداء بعض الأعمال الموكلة إليه ، وتعدى جنسيا على 5  من أطفال الجمعية ، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لإتخاذ الإجراءات اللازمة .
انتقلت قوة أمنية الى مكان الواقعة بقيادة اللواء طارق الجزار ، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ، وتبين أن المتهم " أسلام . ح " تواجد بداخل الجمعية ، لقيامه ببعض الأعمال المكلف بها  ، وأنه قام بمغافلة الموظفين بالجمعية ، وهتك عرض طفلين ، وتعدى جنسيا على 3 أخرين من أطفال من الجمعية وهددهم بإيذائهم في حالة إفشاء الأمر .
تم ضبط المتهم ، وبمواجهته أمام اللواء كمال الدالى ، مدير الإدارة العامة للمباحث ، إعترف بإرتكاب الحادث ، وتحرر المحضر رقم 7571 إداري الطالبية ، وجار العرض على النيابة .
أترك لكم التعليق ...
ثالثا : ذبح طفلتين بسبب شهوة سفاح ...
كتب عمرو المزيدي ..
شهدت منطقة أوسيم بالجيزة جريمة مروعة حيث قام عامل بذبح طفلتين ليلة عيد الأضحى حتى لا تكشفا فضيحة ممارسة الرذيلة مع زوجة أب الطفلتين الضحيتين اللتان إستيقظتا فجأة ، فتجرد من أي مشاعر إنسانية وقام بذبحهما بلا أدنى رحمة ، وفور وقوع الحادث وإبلاغ أجهزة الأمن ، وقد تمكنت قوة من مباحث الجيزة من إلقاء القبض على المجرم وتم إخطار النيابة بذلك لمباشرة التحقيقات .
تلقى العميد حسن عبد الهادي ، مأمور مركز شرطة أوسيم بلاغا من " رجب .ع.أ " سائق ، يفيد فيه بالعثور على طفلتيه " شروق " 5 سنوات و " أصالة " 7 سنوات مذبوحتين داخل شقتهما . فانتقل المقدم عطية نجم الدين ، رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم إلى مكان الواقعة ، وتبين أن الطفلتين مذبوحتين من الرقبة . وأفادت التحريات والتحقيقات التي قادها اللواء طارق الجزار نائب مدير مباحث الجيزة ، والمقدم محمد مختار أن والد الطفلتين انفصل عن والدتهما منذ سنوات وأن الطفلتين تقيمان برفقتة وأنه عاد إلى المنزل بعد عمله على السيارة الأجرة التي يمتلكها فاكتشف مقتل ابنتيه . تم تحرير المحضر 4937 / 2012 إداري مركز أ وسيم بشأن مقتل الطفلتين وإخطار اللواء حسن شلبي مدير أمن الجيزة الذي أمر بإحالة المتهمين إلى النيابة للتحقيق . وكشفت تحقيقات النيابة ان المتهم محمد حسن أحمد سعيد 32 عام كان يقيم بالعقار المواجه وفايزة أحمد عبدالله  23 عام ربة منزل زوجة والد المجني عليهما وتم طرده من مسكنه لأكتشاف زوجها محاولة إنشاء علاقة غير شرعية معها . وصباح يوم الحادث تقابل مع الثانية بشقتها بالطابق الأرضي وذلك لأخبارها بسلوكيات زوجها وعقب تقابلهما اتفق معها على ممارسة الرذيلة . وأثناء ذلك استيقظت المجني عليها الأولى وشاهدتهما وخشية افتضاح أمرهما قام بذبحها وألقاها أرضا . ثم استيقظت المجنى عليها الثانية على إستغاثة شقيقتها ، فتخلص منها أيضا وتخلص من الأداة المستخدمة وفر هاربا ، وأيدت المتهمة الثانية نفس الأقوال .
[ فتش عن النسوان تجد سبب الأحزان ورمش عين الحبيبة يفرش على فدان ] .
رابعا : صدق أو لا تصدق " بطة " تتعرض للأغتصاب . خبر من تركيا ...
نشرت صحيفة  " خبر تورك " التركية تفاصيل حادثة اغتصاب جديدة في محافظة بورصا بمنطقة مرمرة ، ولكن هذه المرة لم تكن الحادثة كغيرها من حوادث الأغتصاب المعتادة في تركيا ولا في العالم بأسره .
" البطة " هي بطلة تلك الحادثة التي قررت الشرطة على إثرها اعتقال مواطن تركي عقب شكوى من أنسبائه بأنه اغتصب إحدى بطاتهم عندما كان مقيماً عندهم ذات ليلة ، وذلك بعدما أفصح حمى الرجل عن عثوره على ريشاً ودماء في سرير الغرفة التي أقام فيها زوج ابنتهم ، بالإضافة إلى البطة التي لم تكن قادرة على السير ، بينما صرحت حماة الرجل باكتشافها لقميص الرجل مغطى بالدماء وملقى على شجرة في صبيحة اليوم التالي .
نسيب العائلة – البالغ من العمر50 عاماً – أنكر الأتهامات الموجهة إليه مضيفاً أن هذه الأتهامات تهدف إلى تشويه سمعته ، إلا أنه عند فحص البطة تبين تعرضها لتهتك في جهازها التناسلي وفي أمعائها ، مما استدعى خضوعها لعدد من العمليات الجراحية .
التقارير البيطرية أفادت باستقرار الحالة الصحية للبطة حيث باتت بصحة جيدة ، ولكنها مازالت تحت الرعاية الصحية ...
[ شيء يضحك وشيء يبكي ] ....
خامسا : يوم الثلاثاء 6 من نوفمبر 2012 يوم سباق الخيل العالمي بمدينة ملبورن / أستراليا ...
ويتصادف معه الأقتراع في أميركا على رئاسة الحكم ...
في ملبورن تتوقف الحياة تماما عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم لبدء سباق الخيل الذي يبدأ الأستعداد له بأيام وتتوافد إلى المدينة عشرات الأ لاف من البشر من جميع أنحاء المعمورة ، وتتسابق النساء في أنواع الفساتين وما يرتدين مع المنافسة أيضاً على أجمل القبعات التي تضعها كل سيدة فوق رأسها .
بطبعي أنا غير مقامر . مشترك في نادي آر إس إل  منذ أكثر من أربعين سنة لم أدفع سنتا في لعبة البوكر ماشين حتى اليوم وإلى الأبد . فأنا أعتز بآدميتي ولا أخضع لماكينة من حديد أترجاها أن أربح مهما كان الربح .
أما سباق الخيل السنوي في  ملبورن طبيعي لم أكن أذهب إلى ملبورن . لكن كنت أشترك أحيانا في إختيار الحصان وأحدد رقمه وأدفع أقل مبلغ . مثلا أشتركت مع صديق بعد أن إستشرنا الخبراء وراهنا على حصانين ودفع كل منا 15 دولار . ذهبنا إلى الغداء في نادي قريب منا ، في طريقنا ألى النادي لمحت على الأرض ورقة خاصة باللعب ، طلبت من صديقي أن يلتقطها من الأرض . إلتقطها وأعطاها لي .
في النادي إنتظرنا الطعام الذي طلبناه . أعلنوا عن الرقم الذي نحمله والذي يعني أن الطعام جاهز وعلينا أن نتوجه لأخذه . ما أن سمعت الرقم حتى أمسكت بالورقة التي التقطناها من الأرض وكتبت الأرقام الثلاثة كما نطقوا بها . طلبت من صديقي أن يذهب ألى مكان الأشتراك ويعطيهم الورقة ويلعب فقط بدولار لكل منا . لم يفهم منه الأفندي الأسترالي ولعب لكل منا بنصف دولار فقط . ولكم أن تتعجبوا كسبنا الثلاث خيول الأوائل وكسب كل منا 210 دولارا وخسر كل منا ال 15 دولار التي رهنا عليها ، ومع ذلك لم أراهن بعد ذلك .
الحديث بالحديث يذكر ، وأتذكر منذ 4 أعوام وكانت الأنتخابات الأمريكية وراهنت على الحصان الأسود ، بل كتبت مقالا وأطلقت عليه الأمل ونشر في العدد السنوي للجريدة مع وضع صورته على الغلاف الخارجي .
بعد 4 سنوات والأنتخابات الأمريكية في نفس يوم سباق الخيل العالمي بمدينة ملبورن  هذا  العام وإنتخابات الرئاسة الأمريكية . وكم أنا نادم على إختياري الحصان الأسود الذي ظننت أنه الأمل . لأن من الواضح أنه خيبة أمل مع كل أسف .
 

المرأة في حضارة وادي الرافدين/ سهى بطرس قوجا

الحضارات القديمة الأولى ما هي إلا انعكاس للماضي الذي بناهُ أجدادنا والتطور والازدهار الذي تحقق في عهدهم. ولو القينا نظرة على تاريخنا وتصفحنا في صفحاتهِ لوجدنا بأن أعظم الحضارات هي حضارة ما بين النهرين وأنها الأقدم والأعرق والأكثر تأثراً على مسيرة البشرية حتى يومنا هذا. ونحن ورثة تلك الحضارة المتميزة وورثة أولى القوانين المدونة في العالم (قانون حمورابي).
لقد كانت حضارة مابين النهرين في مراحلها التاريخية حضارة واحدة مُوحدة غير مُجزأة والتي استمرتْ أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وعلى ضفتي نهري دجلة والفرات نشأتْ أعظم المدن في التاريخ: سومر، بابل، آشور، أور، أكد. وكان أهلها يسمون نسبة إلى أسم مدنهم مثلا: السومريون يدعون هكذا نسبة إلى مدينة سومر، والآشوريون نسبة لمدينة آشور ... وهكذا بالنسبة للبقية. وهنا ليس من الضروري التفريق بين الهويات الحضارية، فهم في النهاية جميعاً هويات عراقية أصيلة ساهمَتْ في تكوينها الشعوب العراقية القديمة في عصورهم المختلفة، والتي مازال تأثير وأصداء هذه الحضارة مُستمر على البشرية لحْد يومنا هذا.
مكانة المرأة في حضارة وادي الرافدين: 
العائلة كانت أساس المجتمع العراقي القديم، وكان الرجل في العصور التاريخية يتمتع بسلطات كبيرة على أفراد عائلتهِ تصل في بعض الأحيان إلى حّد قتلهم أو بيعهم. ومن خلال ما سنوردهُ  بشرح مُختصر عن مكانة المرأة في الحضارات القديمة، أو الأصح ما يُخبرنا به التاريخ، نقع على صورة مؤلمة لواقع المرأة إنسانيًا وثقافيًا وأخلاقيًا، واسترقاقها من قبل الرجل ومن قبل مُجتمعها، مُوضحاً فيها نظرتهِ الضيقة للإنسان قبل أن تكون لنصفهِ المُكمل. فالمرأة مُكملة الرجل ولكن هذا الأمر كان غائب تماماً عن الحضارات القديمة بنسبة، مُقلصين دورها وفرصها في الخوض في الحياة بصورة عامة، وحياة الرجل بصورة خاصة.
1 ـــ المرأة في الحضارة البابلية:
الدولة البابلية (626- 539 ق.م): قامت هذه الدولة على يد أقوام من الجزيرة العربية وهم الكلدانيون، ومن أشهر ملوك هذه الدولة نبوخذ نصر (604-562 ق.م). والى عهده تُعزى مُعظم الآثار المُكتشفة في بابل ومنها (الجنائن المعلقة). 
أما المرأة في الحضارة البابلية كانت عديمة الأهلية، محرومةٌ من حقوقها، كانت مُملوكة وليست مالكة سواء كان للزوج أو الأب، وأيضا ليس لها الحق في أن ترث زوجها بعد موتهِ أو ترث من والدها، على اعتبار أن التركة تكون للذكور وحدهم باعتبارهم امتداد لأسم العائلة. كذلك كانت المرأة تباع من قبل الرجل وكأنها سلعة من السلع، فقد كان الرجل البابلي يُعرض بناتهِ للزواج، بعد أن كان يُنادى عليهم من قبلهِ لكل عابرّ سبيل، وأيضا كان الرجل البابلي يدفع ببناتهِ للبغاء عند افتقارهِ للمال. فكان يتاجر بهنْ من أجل المال.
ليس هذا فقط وإنما كان بإمكان الزوج عند عدم مقدرتهِ على ردّ دينهُ لدائنهِ أن يقدم زوجتهِ أو أبنتهِ للدائن سدادًا لديونهِ! (ولكنهم تحرروا من هذه العبودية في السنة الرابعة). فالمرأة عندهم وبنظرهم لمْ تُخلق ألا لإسعاد الرجل، وكان يُنظر إليها نظرة احتقار. كما كان من حق الزوج أن يحكم على زوجتهِ بالموت غرقًا لأقل الأسباب، كطلبها للطلاق أو إذا كانت مهملة لشئون بيتها وتربية أولادهم فكانت عرضة للحكم عليها بالطلاق دون أن تأخذ شيئاً. كما كان يحق لهُ أن يلقيها في النهر إذا ما شك في سلوكها، لأنهم كانوا يعتقدون أنهُ عند رميها فأن النهر سينقذها إذا كانت بريئة لان آلهة النهر لا تظلم، وإذا لم تكن ستغرق. كما كان للأب وحدهُ القرار الفاصل في زواج بناتهِ، وإليهِ يرجع حق اختيار كنتهِ في ما بعد.
2 ـــ المرأة في الحضارة السومرية:
تعتبر الحضارة السومرية من أقدم الحضارات التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين، وقد ظهر اسم سومر في بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومن أشهر ملوك سومر (اتو حيكال). والسومريون سبقوا الحضارات البشرية بكل الإبداعات كالشعر والملحمة الأدبية والعلوم والموسيقى وإقامة المدن بمفهوم المدينة، وفيها قامت أولى المدارس والتي أسموها بــ (بيت الألواح) في الفترة من 2300 ق.م.
المرأة السومرية كانت عند السومريون تعامل مُعاملة فظة وقاسية، فلم تكنْ معاملتها أحسن مقارنة بالبلدان المجاورة، وذلك على الصعيد الاجتماعي ومن حيث حريتها وكرامتها. فكان يحق للزوج أن يبيع زوجتهِ وأولاده إذا ما أرهقهُ الدين، كما كان يحق لهُ قتلها غرقًا إذا تخلتْ عن واجبات الأمومة. كما كان يستطيع أن يُطلقها بسبب أو بدون سبب أو يتزوج عليها، أما إذا أرادتْ الطلاق فكانتْ تُقتل!
3 ـــ المرأة في الحضارة الآشورية:
الآشوريون (2000- 612 ق.م) هم من أقوام الجزيرة العربية التي قدمت إلى وادي الرافدين منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد. عاصمة الدولة الآشورية هي نينوى، ومن أشهر ملوكهم آشور نانيبال صاحب المكتبة المشهورة، وقد أصدر الآشوريون عدد من القوانين سميت بالقوانين الآشورية والتي كانت مدونة على ألواح من الطين المكتشفة.
أما بالنسبة لمكانة المرأة عندهم، فقد أنخفض مركز المرأة الاجتماعي مُقارنة بمكانتها في الحضارتين السومرية والبابلية، فقد كانت تعتبر مُلكاً للرجل، ولهُ الحق في أن يُحرمها من كل ما تملك، ويُطلقها متى أراد. أيضاً كان الآشوريون من أقدم الشعوب الدينية التي أخضعت النساء للحجاب وكان يتضمن ستر الرأس والوجه، وكان يُسمح فقط للمرأة الحُرة أن ترتدي الحجاب، بينما الجواري كانت ترتدين الحجاب عند خروجهنْ مع سيدهم. وهذا ما أكدتهُ الحفريات المُكتشفة حيث تم العثور على لوحات طينية تتكلم بشكل تفصيلي عن الحجاب وقوانين أخرى تفرض على النساء اللواتي لا يرتدينْ الحجاب.
أما بالنسبة للزواج، فالرجل عندما يريد الزواج يُحضر الأصدقاء ويُعلن أمامهم أن هذه المرأة أصبحتْ زوجتهِ ويتم وضع الحجاب على رأسها وتحجيبها. وهناك بعض المواد في القوانين الآشورية القديمة كانت تنص على زواج المرأة وأحيانا على مُعاقبتها ومنها:  مُعاقبة المرأة التي تنطق بالكفر وذلك في (المادة 2) من اللوح الآشوري الأول، بعدم جواز اقترابها من زوجها أو أبنها أو أبنتها.
وفيما يخص الجرائم الجنسية فكانت القوانين الآشورية بشأنها تنص على (اختبار الماء)، مثل اتهام رجل زوجة رجل آخر بالزنى، فكان على المرأة المُتهمة إن تلقي بنفسها في النهر لإثبات براءتها (المادة 17 من اللوح أ من القوانين الآشورية).
هكذا كان حال المرأة في تلك الفترات من الحضارات، كانت قاسيةٌ عليها جداً.  وهذا ما دفع بالملك حمورابي لسنَّ قوانين ووضع نظام يصونُّ فيهِ الحقوق المسلوبة ومنها حقوق المرأة وتحريرها من العبودية.
وبذكرنا نحن لكل ما أصاب المرأة قديمًا، إنما نريد بها العظة والعبّرة، وأن نُعطي للأجيال القادمة دفعة قوية ليرفعوا بكل ثقة وقوة، شعار العدالة والمساواة، ووضع قوانين وتطبيقها فعليًا لحفظ حقوق المرأة وحريتها وإنسانيتها، واستقرارها في مجتمع يعرف قيمة وجوهر هذا الإنسان التي لها دور تاريخي شامل على مرَّ العصور. والمرأة كما هو معروف ما تزال بحاجة إلى الإنصاف والمساواة في كافة ميادين الحياة، وأيضًا ما أحوجها إلى الاهتمام والرحمة والديمقراطية والعدل دون تعصب وتحقير يُقلل من كيانها وأنوثتها.
ونحن لا نريد أن نعيش على أمجاد الماضي، بل نعيش في حاضرٍ نكون نحن صانعيهِ. وأن نثبتْ بأنهُ لدينا القدرة على تحمل المشقة والنضال الطويل لنعاود تواصل الحضارات نحو الرقيّ. وكل ما يهمنا ويعنينا في النهاية هو أن تكون حقوق المرأة كتلة واحدة لا تتجزأ.

هل اعتذر عبّاس من أمير قطر؟/ د. إبراهيم حمّامي


بعد أن أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لأن مئات الملايين لم تمر عبرهم، وبعد التفوه بعبارات أقل ما يقال عنها بأنها "قذرة" وتعكس أخلاقهم ضد الأمير القطري وزوجته، ها هو عبّاس يعلن بعد اتصال بينه وبين أمير قطر ما يلي:
“إن زيارة أمير قطر أصبحت وراءنا، وكان هدفها إنساني، وهذا شيء محترم، لكن هناك سوء فهم من قبل حماس لهذه الزيارة”!
لا يمكن تصور هذا التصريح إلا من خلال اعتذار رسمي عن المواقف المشينة لسلطة وحركة عبّاس ووقوفها ضد الزيارة.
يتحدث عبّاس عن موقف محترم، وهو وسلطته وحركته لم يقدموا إلا قلة الاحترام وقلة الأدب، الاحترام هو آخر ما يتحدث عنه عبّاس وطغمته، بعد ما بدر منهم خلال الأيام الماضية.
الاحترام هو أن يقبل أمير قطر أن يتحدث مع أمثالهم، وهم الذين خاضوا في عرضه ووصفوه بأقبح الأوصاف.
وللتذكير نسوق مثالين فقط لقلة الأدب وانعدام الأخلاق والاحترام التي مارستها السلطة وحركة فتح ضد الأمير حمد وزوجته، مع ملاحظة أن المثالين لمواقف رسمية، ناهيك عما كُتب وقيل من قبل أبواقهم وأزلامهم من شبيحة القلم واللسان:
-         عضو المجلس الثوري لحركة فتح بسام زكارنة وعلى صفحته على موقع الفيس بوك يقول نصاً: ننتظر زيدي فلسطيني يلقي بحذائه في وجه أمير قطر الذي أتى بتعليمات أمريكية لترسيخ الانقسام!!! أين أبطال غزة
-         الموقع الرسمي لحركة فتح على الفيس بوك أيضاً نشر ما أسماه قصيدة يكيل فيها السب والشتم للأمير وزوجته وبعبارات أترفع عن ذكرها لأنها من "الزنار ونازل" – لا استغرب لأن هذه أخلاقهم
لذلك نقول لا يمكن أن يصرح عبّاس مثل هذا التصريح، و"يفقش" على مناخيره ألف بصلة، ويبلع حقيقة أن إعادة إعمار غزة - التي ساهم ويساهم في حصارها والتحريض عليها - قد بدأ.
الجيد أن يعرف كل شخص حجمه ومكانته، وأن يعرف عبّاس وطغمته أنهم لا يمثلون ولا حتى عنزة جرباء، وما حديثهم عن الشرعية المزعومة من خلال منظمة كان اسمها منظمة التحرير وتحولت لمنظمة التفريط، بشهود زور من بقايا يسار يجعجع نهاراً ويبصم لعبّاس ليلاً، ليزاودوا بعد ذلك ويبيعونا وطنية وشرف.
عبّاس يفقد كل شيء هو ومن معه، ويحاولون اليوم بيع وهم جديد وأكذوبة اسمها دولة غير كاملة العضوية، ليعلنوا انتصارهم وأن حققوا شيء.
عبّاس وطغمته باتوا أضحوكة ومضغة في لسان الجميع، ولا يملكون من أمرهم إلا ممارسة ما يجيدونه وتربوا عليها من أخلاق جمهورية الفاكهاني، ودبكات هز الكتف بحنية.
عبّاس وباقي الطغمة أكلوها وبلوعها..
قلناها ونكررها: موتوا بغيظكم.
لا نامت أعين الجبناء

يحدث في محكمة بيت لحم/ عطا مناع

هنا التذمر سيد المكان، والزمان يفرض نفسه على الحضور، الوجوه ُمتجهمة، والتمتمات تعطي المشهد لوناً رمادياً، وبعض المتهمين يسيرون في الساحة باتجاه زنزانة الحجز المرحلة الأولى من المحاكمة، ويصطف الحضور الذي تكتظ به سيدة العدالة لإفساح المجال لهم أو للتمعن في وجوههم لحب الاستطلاع لا أكثر.             
المحامون منتشرون في المكان لمتابعة قضايا قديمة وللبدء في قضايا جديدة، قال احدهم لماذا يدرس شبابنا مهنة المحاماة في ظل هذا الاكتظاظ من المحامين؟؟؟ رد آخر علية بابتسامة ألا ترى يا رجل: كل الشعب هنا، هكذا يبدأ الحديث الذي لا نهاية له بين الحضور الذي يجسد التنوع الفكري والمجتمعي للشعب الفلسطيني.                             
لمح من بعيد الشاعر الفلسطيني أمان اللة عايش، وبعد أن تصافحا جاء السؤال التقليدي لماذا أنت هنا؟؟؟؟ فجاء الجواب باهتاً، احد الأشخاص اشترى مني عقار بقيمة 90 ألف شيكل وادعى أنة لا يملك شيكات ودفع لي بواسطة الكمبيالات، اخذ نفساً عميقا وقال يريد أن يدفع لي المبلغ بواقع 200 شيكل في الشهر وهذا من حظ أحفادي لان السداد سينتهي بعد 20 عاماً، واخرج من جيبه بطاقة تؤكد أن المدان يمتلك عقارات ومشاريع وتجارة تمتد من الخليل إلى بيت لحم، انتهى النقاش الذي لا فائدة منة سوى التذمر الذي قد يدخل الراحة إلى نفس صديقه.                               
شعر ببعض التعب وقرر أن يجلس على كرسي وحيد في ساحة المحكمة، لا مكان للصمت هنا، الكل يريد أن ُيفرغ ما في جعبته عله يجد طريق السلامة.                
أشعل سيجارة ونفث بكل ما في صدره من قرف، ورد التحيةِ بأحسن منها على رجل في الأربعين من عمرة يستند على عكازتين ودار بينهما الحوار التالي.               
كيف الحال يا أستاذ                                                                          
الحمد لله، لكن اللة يسعد خليها بدون أستاذ.                                              
بدأ حديثة دون مقدمات، أنا من قرية ارطاس وأكيد أسمعت قصتي، لم يفتح مجال للرد وقال: ساعدني أنا اتعبت، أصبحت من سكان المحكمة، والوضع عندي في البيت يزداد صعوبة، شده حديث الرجل وقاده حب الاستطلاع لمعرفة تفاصيل أكثر فقال: مجاري الجيران تدخل إلى بيتي وأنا رجل مريض والجار يقول أنها مياه نظيفة فقلت وفي حضرة  القاضي توضأ من هذه المياه وصلي وسأتنازل عن القضية.                      
هنا لا يكتمل الكلام فهو كغيره تحت الطلب، صعد إلى قاعة المكاتب حيث القضاة فوجد رجلاً متعباً لكبر سنة، هو يعرفه جيداَ، فكان السؤال الاعتيادي: شو المشكلة ؟؟؟؟ كان قلقاً فثلاثة قضاة ينظرون في قضيته، بدأ الحديث عن محلة التجاري المغلق منذ أكثر من سنتين، دخل في الكثير من التفاصيل متعلقاً بالمحامي الذي لا زال في الجلسة لعل وعسى إن يضع حداً لمأساته كرجل مُسن، تنفس نفساً عميقاً وقال: إذا لم احصل على حقي ألان فمتى احصل علية؟؟؟ أنا رجل كبير في السن ويفترض أن اعتاش من هذا العقار.                                                                                          
جاء صوت الجابي عبر الميكروفون ليضع حداً للحوار، حركة نشطة في ساحة المحكمة الداخلية، والناس من كل الأعمار ينتظرون دورهم والاتكال على اللة أولا وهمة القاضي المنهك من كم القضايا التي إمامة، ففي بلدنا إذا حلم احدهم أن جارة داس له على طرف يستطيع أن يتوجه للنيابة العامة ويرفع قضية، وإخواننا في النيابة لا يردون طلباً لأحد، لدرجة أن له صديق اتهم بتقليم شجرة الجيران التي دخلت لساحة منزله وبقى يرتاد المحكمة لسنوات.                                                                      
تعب صديقنا الذي آثر عدم الحديث عن سبب وجودة في المحكمة، وقرر أن يراقب ويتمعن، اجتاحت أعماقه العديد من الأفكار، أيعقل أن حاله وحال غيرة من الموطنين كما الخراف يساقون للذبح النفسي ولا مخلص، لكن ما ذنب السلطة القضائية؟؟؟؟ هذا هو القانون؟؟؟؟ والعدالة عمياء ولا تأخذ إلا بالمكتوب على الورق.                     
اقتربت الساعة من الواحدة، وفجأة تذكر عادل إمام ومسرحية شاهد مشفش حاجة، وتذكر مشهد ما بعد المحكمة حيث أطل عادل إمام برأسه من الشباك وبدأ يشتم الناس في الشارع، ويتوعدهم برفع قضية على كل واحد منهم، تذكر أنة يعيش في زمن العولمة ونصف الراتب، وتذكر أن العيد على الأبواب، واستحضر فرحة المواطن الغزي لنظافة الشورع ودعواته للشيخ حمد والشيخه موزه وأخذة الصور التذكارية في شوارع غزة النظيفة بفضل ألشيخه موزه، ضحك ولعن الزمان والمكان وتذكر نكات الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن خروف العيد الذي امتشق السلاح دفاعاً عن النفس.
تذكر أهل الكهف الذي ناموا لأكثر من 300 سنة في كهفكم احتجاجاً وقرفاً، وعاد بالذاكرة 24 ساعة للوراء مستحضراً سبب وجودة اليوم في حضرة العدالة، وتذكر حديث الشرطي في مركز شرطة بيت لحم وهو يقرأ علية التهمة التي جاءت مختصرة: أنت شتمت دايتون والسلطة، واشتملت التهمة على كلمات لا يستطيع أن يفكر فيها.  
أشعل سيجارة وقرر أن يقول كلمته ويلعن الظلام، وفكر للحظة أن يعلن العصيان في بلد استأنست للخنوع والواسطة والمحسوبية واللعب بالبيضة والحجر، وإذا بصوت يطلب منة الدخول لقاعة المحكمة ليقف إمام قاضي شاب ، عندها قرر أن ينتظر لليوم التالي ويحكي قصته مع من قالوا له انك شتمت دايتون، تذكر الماغوط وخروجه على الناس قائلاَ سأخون وطني، وجاء صوت مظفر النواب متناغمتا مع الماغوط عندما وصف الحالة التي وصل إليها وطنه قائلاً أهذا وطن أم مبغي.                            
يتبع

 

محاولة جديدة لاغتيال لبنان/ صبحي غندور


وسط الخلاف بين اللبنانيين حول الجهة التي كانت وراء اغتيال وسام الحسن، وبعد كيْل الاتهامات شرقاً وغرباً، من المهم التوقّف عند المناخ المناسب لبنانياً للأعمال الإجرامية والإرهابية، كتلك التي أودت بحياة الحسن وقبله العديد من الشخصيات اللبنانية السياسية والدينية والأمنية. فمرحلة ما بعد انتهاء الحرب اللبنانية في العام 1990 كانت فرصة لبناء وطن جديد قائم على مشروع وطني توحيدي، لكن الحكومات والمعارضات المتلاحقة أصرّت على المشروع الطائفي/المناطقي/المصلحي أولاً.  وهاهو لبنان مرّةً أخرى يدفع الثمن باهظاً.
أيضاً، فإن الهزيمة العسكرية لإسرائيل في لبنان، منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، واضطرارها للانسحاب من أراضيه بفعل المقاومة اللبنانية، ثم فشل عدوانها في العام 2006، لم يكن هزيمةً نهائية للمشروع السياسي الإسرائيلي، بل سعت إسرائيل منذ تحرير لبنان من احتلالها عام 2000 إلى جعل أيّة مقاومة لها بمثابة إرهاب دولي يجب محاصرته وعزله، وإلى جعل الموقف من المقاومة اللبنانية مسألة ينقسم عليها اللبنانيون كما هو الواقع اللبناني اليوم.
طبعاً، هو سؤال لبنانيّ مشروع عن مستقبل سلاح المقاومة، لكن هذا الأمر أصبح، كما القضايا اللبنانية الأخرى، مادة في صراع إقليمي/دولي ومشاريع سياسية للمنطقة، عوضاً عن اعتباره مسألة وطنية عامة اشترك كلّ لبنان في تحمّل تبعاتها خلال فترة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهي قضية مرتبطة حتماً بتوفر سياسة دفاعية لبنانية تضمن ردع أي عدون إسرائيلي.
وقد استطاعت إسرائيل في احتلالها المباشر أوّل مرّة عام 1978 لمناطق عديدة من جنوب لبنان وإقامة "دولة لبنان الحر" بقيادة الرائد سعد حداد، ثمّ في احتلالها وغزوها لمناطق أخرى وللعاصمة بيروت في العام 1982، أن تكون هي أكثر العوامل تأثيراً في الحرب اللبنانية وفي انعكاساتها الفلسطينية والسورية والعربية عموماً.
وامتزجت في القرن الماضي المخطّطات الإسرائيلية بلبنان القائمة على مشاريع التجزئة والتقسيم مع الاحتلال للأرض ومع محاولات القضاء على المقاومة المسلّحة، فضلاً عن إضعاف وإنهاك سوريا والمقاومة الفلسطينية في صراعات عربية/عربية، بينما كانت خطوات التسوية والمعاهدات تجري على جبهات عربية أخرى.
ولعلّ من المهمّ أن يتساءل فرقاء الصراع في لبنان، عن مدى مسؤوليتهم المباشرة عن الاحتقان السياسي المتزايد في لبنان وعن توفير المناخ المناسب للتدهور الأمني ولوقوع اغتيالات وقتلى وجرحى أبرياء.
فاللبنانيون أينما وُجدوا يتساءلون: إلى متى هذا الانقسام السياسي الحاد الذي يأخذ أبعاداً طائفية ومذهبية ومناطقية ويلفّ عنق الدولة اللبنانية ويهدّد الوطن بأسره وجوداً وأمناً، بعدما تهدّدت وانحدرت سبل العيش والحياة الاجتماعية للمواطنين في كلّ مناطقهم وطوائفهم.
لقد اقتسم الحاكمون منذ عام 1990 الحكم ومنافعه، وحاول كلّ طرف أن يجعل من نفسه ممثلاً لفئة أو طائفة أو منطقة، فاستمرّت العقلية نفسها التي كانت سائدة قبل الحرب عام 1975، ونشأ جيل ما بعد الحرب في بيئة سياسية فاسدة معتقداً أنّ المشكلة هي في "الآخر" اللبناني، لكن لم يدرك هذا الجيل الجديد أنّ مشكلة وطنه ومشكلة مستقبله هي في التركيبة السياسية التي تتولّى التداول السياسي والتي ترفض التخلّي عن امتيازات النطق السياسي باسم هذه الطائفة أو المذهب أو المنطقة.
حبّذا لو أنّ الشباب اللبناني يتحرك للمطالبة بحرّيته أولاً من زعامات سياسية طائفية موروثة، بعضها يورث أبناءه العمل السياسي وهو ما زال على قيد الحياة السياسية!. حبّذا لو يتساءل الشباب اللبناني: تُرى لماذا تمارس الديمقراطية في لبنان فقط من خلال توريث معظم الحاكمين والمعارضين لأبنائهم وأقاربهم؟ ثمّ لماذا تنتقل البندقية من كتف إلى كتف على جسم هذا الزعيم أو ذاك، لكن لا يتغيّر عنده قانون التوريث السياسي؟ أليس حالٌ كهذا هو المسؤول عن الاستقواء بالخارج كلّما دعت الضرورة؟ ألا يجعل هذا الأمر من لبنان مزرعةً لا وطناً؟ ويحوّل الناس من شعبٍ إلى قطيع يُساس ثمّ يُذبَح عند الحاجة؟! أوَليس ذلك هو السبب الأول لكثرة التدخّل الإقليمي والدولي في الساحة اللبنانية؟
لكنّ ما يحدث في لبنان اليوم هو أكبر من لبنان نفسه. فأطراف إقليمية ودولية عديدة وظّفت، طوال العقود الأربعة الماضية، أرض لبنان وصراعاته المحلية من أجل مشاريعها الخاصة و"حروبها المفتوحة"، لكنّ ذلك ما كان ليحدث لولا تعامل اللبنانيين (كما الأطراف الإقليمية والدولية) مع لبنان بأنّه "ساحة صراع" وليس وطناً واحداً لكلّ أبنائه.
فلا العدالة ستكون هي مرجعية الأطراف الدولية المعنية بالمسألة اللبنانية، ولا للأسف أيضاً المشروع الوطني التوحيدي هو الآن مرجعية الأطراف اللبنانية الفاعلة بالأزمة اللبنانية .. وحده المشروع الإسرائيلي هو الذي يحاول نخر الجسم اللبناني واستنزافه، مستفيداً من سلبيات العرب واللبنانيين بحقّ أنفسهم، ومن إيجابيات "المشاريع الدولية والإقليمية" المتقاطعة مع مصالح المشروع الإسرائيلي في لبنان وبالمنطقة عموماً.
إنّ قرار مجلس الأمن رقم 1559 الصادر في سبتمبر 2004 نصّ على إنهاء الوجود العسكري السوري في لبنان، وهذا ما حصل فعلاً عقب اغتيال رفيق الحريري، لكن هذا القرار استهدف أيضاً ما هو أكبر من طاقة لبنان. فقد استهدف نزع سلاح "حزب الله" والمنظمات الفلسطينية في المخيمات، وكلا الحالتين ليستا مسؤولية لبنانية أو عربية، بل هما نتيجة للسياسة الإسرائيلية العدوانية المستمرة على اللبنانيين والفلسطينيين. فهل شكّل اغتيال وسام الحسن، في أحد أهدافه، تنفيذ البند الثاني من القرار 1559 من خلال المراهنة على إشعال فتن طائفية ومذهبية يتورط فيها سلاح المقاومتين اللبنانية والفلسطينية؟! وهل ستنأى إسرائيل بنفسها عن فرصتها الذهبية هذه لتحقيق هدفٍ عجزت عن الوصول إليه في حربها على لبنان عام 2006؟!
صحيحٌ أنّ هناك جهاتٍ وأجهزة أمنية عديدة (غير لبنانية) تتحرّك في لبنان، لكن كان من غير الإنصاف، على مدى السنوات السبعة الماضية، تجاهل العامل الإسرائيلي في الاغتيالات الأمنية والسياسية اللبنانية.
وما يحصل في لبنان ينطبق على الحال العربي عموماً الآن، دون أن يعني ذلك استبعاداً لأطرافٍ محلية أو عربية أو دولية في تغذية التأزّم، لكن التوقّف عند الدور الإسرائيلي له أهمّية قصوى في منطقةٍ تشهد تحوّلاتٍ كبيرة وإعادة رسم جديد لخرائطها السياسية والجغرافية.
هل يعقل مثلاً تناسي ما قامت به إسرائيل، في سنوات عمرها الأولى، من تفجير مؤسسات أميركية وبريطانية في القاهرة، ثمّ انكشاف ذلك لاحقاً فيما عُرف باسم فضيحة "لافون"، حيث استهدفت إسرائيل تحريض الأميركيين والبريطانيين على مصر آنذاك؟
وهل يجوز تناسي ظاهرة كوهين العميل الإسرائيلي الذي استطاع الوصول إلى مواقع سوريّة مسؤولة في مطلع الستينات من القرن الماضي؟
وهل نسي اللبنانيون والفلسطينيون الأعداد الكبيرة من العملاء الإسرائيليين الذين كشفوا عن أنفسهم مع الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وبينهم من كان مرافقاً لياسر عرفات في مقرّه الأمني في بيروت، وآخر كان معروفاً باسم "أبو الريش" يتسكّع في شوارع بيروت ويتظاهر بأنّه إنسان مشرّد ومختل عقلياً، فإذا به عقيد إسرائيلي قام بترشيد القوات الإسرائيلية في بيروت حينما دخلتها في أيلول/سبتمبر 1982، وكان دليلها لمنازل ومكاتب قيادات فلسطينية وسوريّة في منطقة رأس بيروت؟! وآخرون من العملاء الذين أعلنت عنهم أحزاب لبنانية ومنظمات فلسطينية وجرى نشر أسمائهم في الصحف اللبنانية أواخر العام 1982.
إذا كانت إسرائيل وأجهزتها الأمنية تتسلّل إلى أهمّ المواقع السياسية والأمنية في دولٍ كبرى، ومنها الحليف الأكبر لها أميركا، فلِمَ لا تفعل ذلك مع أعدائها "الجيران" لها؟. فرغم كلّ العلاقات الخاصّة يين أميركا وإسرائيل، ترفض واشنطن الإفراج عن جيمس بولارد، الأميركي اليهودي الذي يقضي عقوبة السجن منذ مطلع التسعينات بتهمة التجسّس لإسرائيل، وقد انضمّ إليه مؤخّراً عملاء جدد كانوا يعملون لصالح إسرائيل في مواقع أمنية أميركية، ومن خلال علاقتهم مع منظمة "الإيباك"، اللوبي الإسرائيلي المعروف بواشنطن.
ثمّ ماذا عن الدكتور ماركس وولف الذي كان مسؤولاً عن جهاز الاستخبارات العسكرية في ألمانيا الشرقية الشيوعية، وقد لجأ إلى إسرائيل بعد سقوط حائط برلين وانهيار النظام الشيوعي فيها، وهو الذي كان يشرف على العلاقات الخاصّة مع منظمات وأحزاب يسارية في دول العالم الثالث ومنها المنطقة العربية؟!
وهل كان باستطاعة إسرائيل أن تغتال خليل الوزير في تونس وكمال ناصر وكمال عدوان في بيروت وغيرهم من القيادات الفلسطينية في أماكن أخرى لو لم يكن لديها العديد من العملاء والمرشدين في هذه الدول؟
من السذاجة طبعاً تجاهل كلّ ذلك واعتبار أنّ إسرائيل هي طرف محايد ومراقب لما يحدث في "جوارها" العربي المعادي لها، بل سيكون من السخف الاعتقاد بأنّ إسرائيل قبلت بروح رياضية هزيمتها العسكرية في لبنان وبأنها ستسامح من قاومها!. فهل يشكّ أحدٌ بمصلحة إسرائيل في اغتيال لبنان؟!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

رومني وأوباما والرهان الخاسر/ محمد فاروق الإمام

من يراهن على نتائج الانتخابات الأمريكية لوقف شلالات الدم في سورية كمن يراهن على حصان خاسر، فكلاً من رومني وأوباما ينطلقان من سياسة واحدة وإن اختلف الخطاب عند كل منهما، فرومني وأوباما أسيران للوبي الصهيوني ومصالح إسرائيل كما تراها الحكومة العبرية في تل أبيب، وهذه حقيقة لا يختلف عليها كل المحللين والعارفين ببواطن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأنا هنا لا أقلل من شأن القضية السورية التي ستكون ولا شك القضية الأبرز أمام الرئيس الأمريكي المقبل، بالرغم من أن كلا المرشحين ينظران إليها بعين عبرية لكسب أصوات الناخبين الصهاينة الذين هم من يقررون نتيجة الانتخابات الرئاسية في أمريكا، كونهم قوة مالية وإعلامية مؤثرة ومنظمة، بعكس الجالية العربية والإسلامية في أمريكا المشتتة والمتباينة المشارب والانتماءات والولاءات، رغم أنها – باعتقادي – هي أكثر عدداً في الولايات المتحدة، وكان من الممكن أن تكون القوة المؤثرة الأعظم في أي انتخابات تجري لو كانت على قلب رجل واحد.
ولو قرأنا الانتقادات التي شنها رومني لأوباما قراءة جيدة لوجدنا أن رومني انتقد أوباما كونه لم تبذل إدارته "جهداً لمساعدة المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولكنها على العكس عملت على تقليص الامدادات للمعارضة"  كما أن رومني لم يتعهد في خطابه رسمياً بإمداد الثوار والجيش الحر بالسلاح النوعي الذي يكفل لهم إمكانية تحييد سلاح الجو الذي يستخدمه الأسد في قصف المدن وارتكاب المجازر الجماعية بحق المواطنين والعزل في كافة المدن والبلدات والقرى السورية في طول البلاد وعرضها، فقد كان واضحاً عندما تحدث عن أن إدارته "ستعمل مع شركائها الدوليين من أجل وصول الأسلحة إلى أيدي المعارضة التي يجب تسليحها بشكل كاف لمواجهة دبابات وطائرات الأسد".
وكلا المرشحان كانا واضحين بشان القضية السورية، فكلاهما يؤكدان على أنه لابد من التشاور مع حليفتهما الكبرى إسرائيل في أي عمل بشأن مستقبل سورية ما بعد سقوط الأسد، فكل الأطراف الدولية بما فيها حلفاء النظام السوري وعملائه متفقون على أن النظام يسير نحو الهاوية عاجلاً أم آجلاً، رغم مراودة البعض الأحلام السرابية في إمكانية صمود الأسد ونجاحه في وأد الثورة الشعبية، ويناطحون الصخر في محاولاتهم اليائسة ضخ الحياة في شريان الأسد التي جفت كل الدماء فيه.
إسرائيل صاحبة المصلحة الأولى في مصير الأسد ومن سيأتي من بعده تجد نفسها في موقع لا تحسد عليه، فهي لا تعرف من سيأتي بعد الأسد وشكل النظام الذي سيحل بعد سقوط نظامه، وقد عاشت سنوات العسل في عهده وعهد أبيه وتخشى أن تتذوق الحنظل ممن سيأتي بعده، وأمام حيرتها أمام القادم الجديد الذي تخشاه وتتهيبه تجد نفسها أن السليم بالنسبة لها هو إطالة عمر النظام الذي يقدم لها خدمة هي أجل وأعظم من كل ما قدمه خلال الأربعين سنة الماضية، فهو سيترك لها بلداً مدمراً محطماً مفلساً، تتناهشه الصراعات الطائفية والدينية والمذهبية التي ينفخ في رماد نارها، هذا البلد العظيم الذي كانت على الدوام تحسب له ألف حساب قبل أن تغتاله يد الضلال والإثم والفساد في الثامن من آذار عام 1963، وتجعل منه بلداً منكوباً بحكامه المستبدين الذين تناوبوا على نهش لحوم أبنائه وتخريب بنيانه وإفساد مجتمعه لنحو خمسين سنة.. هذا البلد الذي يحتاج – كما يقدر الخبراء – إلى 200 مليار دولار لإعادة بناء ما دمره هذا النظام، وإلى ما يزيد على ثلاثين سنة من الجهد والعمل لتقف سورية على قدميها معافاة مما ألحقه نظام الأسد بها من خراب ودمار وإفساد وتفكك للنسيج المجتمعي السوري.
من هنا فإننا نجد التقاعس الأمريكي والغربي في التفكير بجدية في إيجاد حل للقضية السورية ووقف نزيف الدم فيها هو الموقف الذي تريده إسرائيل وتؤيده، لأن إطالة عمر النظام السوري يعني لها المزيد من تعقيد المسألة السورية والمزيد من اتساع الجرح الذي تتلذذ بمرآه وتذرف دموع التماسيح عليه، وهي تجد الدولة التي كانت في يوم من الأيام هي من تخشاها مقطعة الأوصال محطمة البنيان منشغلة عنها في لملمة جراحها وإعادة بنيانها من الصفر يوم غادرتها القوات الفرنسية المحتلة عام 1946، وما أشبه سورية هذا اليوم بسورية الأمس الذي مضى، مع أضعاف أضعاف الجراحات والعذابات التي سيخلفها هذا النظام في الجسد السوري بعد رحيله!!   

موتوا بغيظكم!‏/ د. إبراهيم حمّامي


أصدقكم القول يا سادة أني أتشفى بسلطة العار وبقايا اليسار في هذا اليوم.
لا أملك إلا أن أتشفى وأنا أراهم يسقطون أكثر وأكثر ويبتعدون عن نبض الشارع والجماهير، لا أملك إلا أن أبدأ بقول الله تعالى "قل موتوا بغيظكم".
أمير قطر يزور قطاع غزة فتثور ثائرتهم، وتحت أعذار ومبررات واهية تبدأ بأنهم الشرعية والممثل الشرعي والوحيد- مبررات سلطة العار ولا تنتهي بأن لقطر علاقات مع "اسرائيل" – موقف الجبهة الشعبية وبقايا اليسار.
باختصار ودون إطالة:
·       أنتم لا تمثلون حتى أنفسكم، الخونة والعملاء يا سلطة العار يمثلون فقط من يعملون لديه، وفي حالتنا هذه أنتم تمثلون وجه الاحتلال القبيح
·       منظمة التحرير بشكلها وقيادتها الحالية لا تشرف أي فلسطيني حر، ناهيك أن تكون ممثلاً له، بالعامي "فشرتم" أنتم ومنظمتكم التفريطية أن تمثلونا اليوم
§       يقول يحيى رباح رئيس اللجنة القيادية العليا لفتح في غزة "إننا في فتح بحجمها ودورها في الساحة الفلسطينية، كونها صاحبة المشروع الوطني لا تُدعى للوقوف في طابور إستقبال وإنما تدعى للمشاركة في تقرير كل تفاصيل هذه الزيارة من الألف إلى الياء. حيث لا يليق بفتح أن تتواجد فقط لإستقبال الأمير حين نزوله من سيارته. ولذلك نحن رفضنا وكان يجب على الحكومة القطرية والحكومة في غزة أن تتصل معنا منذ البداية لمشاركتنا جنباً إلى جنب لتوصيف هذه الزيارة وتحديد أهدافها وكيف ستكون وليس مجرد إلتقاط صورة عند الإستقبال" – يا سيد رباح ويا حركة فتح الكبير كبير بمواقفه الحالية اليوم وليس بتاريخ مفترض تتغنون به، والشعب الفلسطيني أكبر منكم ومن فتح ومن كل الفصائل
§       أما حجة تكريس الانقسام، العبوا غيرها فأنتم أصل الانقسام وسببه، وأنتم من حرضتم على ضرب غزة، وأنتم من طار "الكبير" ما غيره لعواصم العالم مستجدياً ابقاء الحصار، وأنتم من نقض الاتفاق تلو الاتفاق، وأنتم من يُجري الانتخابات وحدكم لتنافسوا أنفسكم وتخسروا، وليس ذنب قطر التي سعت بكل قوة لتحقيق المصالحة أن الشعب الفلسطيني منقسم، ولا ذنب أهلنا في غزة أن يبقوا رهائن لعبّاس وطغمته، والأهم أنه لا مصالحة ولا لقاء مع الخونة والعملاء، فهمتوها ولا نحكيها بالعبري؟
§       يضيف رباح أفندي: "ما من شك أن هذه الزيارة ربما توجه ضربة قوية جداً للمصالحة وتثير الطموحات والأوهام من جديد"، وأنه "كان يجب الاتفاق مع الرئيس محمود عباس منذ البداية، واستشارته أولاً، لأنه رأس الشرعية وهو من يقرر أين تقع المصالح الفلسطينية العليا، كان يجب سؤاله كيف تتم الزيارة"! – يعني ما ضل إلا عبّاس وطغمته ليعلموا الشعب الفلسطيني المصلحة الوطنية وليعلموا قطر كيف تكون الزيارات، أضحكتمونا أيها ال ....، ولا بلاش!
·       عضو مجلس ثوري لحركة فتح يدعو لاستقبال أمير قطر بالأحذية، العيب مش عليك يا بسام زكارنة، العيب على اللي حاوي أمثالك
·       أما بقايا اليسار فحجتهم العظيمة المفحمة أن لقطر علاقات مع "اسرائيل"، على قولة اخوانا المصريين "يااااه، لقيتوا التايهة"، بالله عليكم ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تبصمون كالقطيع على مقررات منظمة التفريط المسماة منظمة التحرير، لتعارضوها بالصراخ والضجيج، وتطأطأوا الرؤؤوس بعد أن قطع عنكم عبّاس مصروفكم الشهري عقاباً لكم بداية هذا الشهر؟
·       وعن موقف اليسار المهتريء أقتبس ما كتبه الأستاذ صالح النعامي" إن المضحك المبكي أن تبرر بعض فصائل م.ت.ف قرارها مقاطعة زيارة أمير قطر بعلاقات الأمير مع إسرائيل!!!. يبدو هذا التبرير سفيهاً لدرجة تثير الغثيان، لأنه إن كانوا حقاً يصدقون ما يقولون، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا إذن تجسلون مع أبو مازن على نفس الطاولة، وهو الذي يعتبر التعاون الأمني مع إسرائيل جزءاً من مفهومه لـ " الأمن القومي " الفلسطيني.  لا يحتاج الأمر إلى مفكر ملهم حتى يتبين أن قرار المقاطعة جاء رداً على قرار عباس وفياض قطع المخصصات المالية عن هذه الفصائل في أعقاب المظاهرات التي نظمت ضد غلاء الأسعار وزيادة الضرائب، وبالتالي استغلت هذه الفصائل الفرصة لكي تثبت لفياض أنها لن تعود لما كانت عليه."
أعذروني يا سادة فإني اليوم أتشفى بالحاقدين على شعبنا، وأتشفى بحثالات القوم وهم يَنظُرون ولا يُنظَرون، وأتشفى ب"فلول" شعبنا وهو يتميزون غيظاً وقد سقطت مؤامراتهم على غزة وأهلها.
قطر ستمول مشاريع بمئات الملايين منها إنشاء مدينة سكنية لمن تم تدمير منازلهم، وتقيم مستشفى للأطراف الصناعية لمن قطعت أطرافهم، وتعيد تأهيل أهم شارعين في غزة، وغيرها من المشاريع، أين أخطأت يا ترى حتى تقفوا هذا الموقف المشين؟
نتحداكم يا سلطة العار وبقايا اليسار أن لا تسيروا في الشوارع التي ستؤهل بأموال قطر، وأن تقاطعوا المستشفيات التي ستبنيها قطر، وأن لا تطالبوا بشقق سكنية في مدينة حمد التي ستبنيها قطر، كونوا رجالاً ولو لمرة – مع أني أشك في ذلك – وقاطعوا أموال قطر ومشاريعهم كما قاطعتم أميرها، أم أنكم ستعودون لنغمتكم الممجوجو عن تاريخكم النضالي وحقكم في كل ذلك؟ شاهت الوجوه!
ربما هو الحزن والنحيب على مئات الملايين التي لن تستطيعوا سرقتها ونهبها، أو ربما المشاريع القطرية لا ترقى لمستوى الانجازات العظيمة من أكبر سدر كنافة وأكبر صحن مفتول أو مسخّن!
ترى لو كانت زيارة الأمير لرام الله تحت حراب المحتل، هل كان موقف سلطة العار وبقايا اليسار هو نفسه، أما أن الأشعار كانت ستكتب في سمو الأمير؟
العالم قرف هؤلاء فلم يجد نعيقهم لزيارة القدس للتطبيع مع المحتل صدى، ودخل الزعماء غزة وهي تحت الحصار، مفارقة كبيرة وهامة، ثم لا تريدون لأمثالي أن يتشفوا بأمثالهم؟
ألطموا الخدود وشقوا الصدور وانتحبوا كما شئتم، مكانكم قد حجز ومنذ زمن في مزابل التاريخ، والتي لا نشك أن المزابل أيضاً سترفضكم.
شكراً لقطر وأميرها
ونختم كما بدأنا: موتوا بغيظكم!

شعب "ضحية "حاكم/ رأفت محمد السيد


هل تصدق أن شعب مصر باكمله فقراء واغنياء ، جناة وأبرياء ، نساء ورجال ، شيوخ واطفال ، مسلمين ومسيحيين ، مثقفون وجهلاء ضحية حاكم إسمه حسنى مبارك ، هذا الرجل يتحمل وحده معاناة هذا الشعب المقهور على مدار ثلاثة عقود ، لاأحدا غيره ، هذ الرجل الذى أعطاه الله كل شئ ، السلطة ، والمال ، والجاه ، والحسب ، والنسب ، فطغى فى الأرض وانفصل عن شعبه وساعده على طغيانه حاشيته من بطانة السوء ، واراد الله ان يكون هذا الرجل عبرة لكل طاغية ، بل عبره  لكل من تسول له نفسه أن يستهين بشعبه المقهور
 فكانت حكمته  سبحانه وتعالى أن جعل نهايته تبدأ من داخل بيته ، من زوجته وأولاده ، فجعلهم أعداء له وهو لايشعر ، فكانوا قطعا أحد أهم الاسباب التى عجلت بوضع نهايته المأساوية .
 هذا الرجل الذى سخر كافة المؤسسات الامنية فى خدمته وتأمينه هو واسرته ، بل والبطش بكل من يقترب منه ، أو من يريد هز عرش رئاسته ، هذا الرجل الذى تخيل نفسه فرعون مصر الحديثة ولم ينقصه سوى ان يقول لشعبة صراحة وبملء الفيه قولا مثلما قال فرعون " ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون " هذا الرجل الذى ترك شعبه يتجرع مرارة الفقر والجوع والجهل والحرمان من كل شئ ، حتى بلغ الامر بالكثيرين من هذا الشعب أنهم باتوا يبحثون عن طعامهم فى صناديق القمامة ،  فى الوقت الذى كان هو وأسرته ونظامه يتناولون طعام الغذاء ساخنا من أكبر مطاعم فرنسا وغيرها بالطائرة ، هذا الرجل الذى كان يعطى حاشيته ورجاله ونظامه والمقربين مرتبات شهرية خياليه بالملايين تكاد تكفى وتحل مشاكل ألاف الاسر فى الوقت الذى ترك فيه جميع العاملين فى الدولة يعانون اشد المعاناة من ضعف المرتبات التى لاتكاد تكفى توفير خبز فقط لاسرهم .
 هذ الرجل الذى تفشت فى عهده الأمية بصورة ملحوظة لانه لم يهتم بمنظومة التعليم بدءا من المعلم مرورا بالمناهج الدراسية العقيمة وانتهاءا بالمدارس والتلاميذ ، هذا الرجل الذى اهمل أبسط حقوق المواطن المصرى فى توفير الكشف الطبى اللائق والعلاج المجانى لغير القادرين ، كما لم يهتم ايضا بالطبيب الذى أنفقت عليه اسرته ألاف الجنيهات بخلاف المشقة والتعب والسهر شهورا وسنوات حتى صار طبيبا ليجد نفسه بعد كل هذا العناء يحصل على مرتب ضئيل يكاد يكفيه بالكاد كمصاريف إنتقال للمستشفى يوميا ، علما بان اغلب هؤلاء الأطباء من اسر فقيرة فلا يستطيعون  تملك عيادات خارجية تساعدهم على تحمل أعباء الحياة كغيرهم من الاغنياء ، هذا الرجل الذى لم يوفر لشعبه وسيلة مواصلات تحترم ادميتهم فنجد من شدة الزحام والتكالب من يسقط فتدهسه سيارة ، والغريب أن من يموت ليس له ديه ولا تعويض ، فالله  وحده هو الذى يتولى ذويه .
 لو أن كل المليارات والقصور والفيلات والشقق الفاخرة  والأراضى وغيرها والتى كان  يمتلكها مبارك وأبنائه وحاشيته بخلاف الأموال وسبائك الذهب التى هربت للخارج قد انفقت بما يرضى الله ورسوله على هذا الشعب المسكين ، اليس الحال الان كان سيكون غير الحال حتى الظالمين والجناة والطاغين يتحمل ذنبهم هذا الرجل لانه لم يردعهم بل ساعدهم على طغيانهم فافسدوا فى الارض فسرقوا ونهبوا وأرهبوا الأمنين ظنا منهم أنهم قد قضوا على هذا الشعب وهم لايدركون أن الشعب إذا أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر – وقد كان وسقط بعض رموز الفساد بثورة إلهيه من صنع الله وحده بأيد مصرية طاهرة من شباب مصر وستاتى البقية الفاسدة تباعا واحدا تلو الاخر لأن الله يمهل ولايهمل .
 إن الذين يبكون على مبارك ألتمس لهم كل العذر ، فمن حقهم ان يبكوا عليه بدلا من الدموع دما ليل نهار ، ولاألومهم على مايفعلوه من إثارة فتن ، وإشاعات مغرضة ، ليجعلوا مصر دوما فى حالة من عدم الإستقرار لانهم هم الذين استفادوا وحدهم فى عهده على حساب هذا الشعب ، عندما جعلوا منه القائد الملهم ، والحاكم بامره ، واستغلوا تخديره بمعسول الكلمات ، فجمعوا الأموال واشتروا الاراضى بأبخث الاثمان ، وسرقوا ونهبوا حتى تضخمت ثرواتهم وعاشوا حياة الملوك والامراء فكيف لايبكون ويتباكون على رحيله .
إن الإرث الذى تركه مبارك ثقيل ومليء بهموم واحزان هذا الشعب الذى هو الضحية الاولى له ولنظامه الفاسد ، ولذلك فإن من قبل وارتضى أن يحمل هذه الأمانة فعليه أن يصلح ماافسده من كان قبله ، ولزاما عليه ان يبدأ بالفقير ، عليه أن يشعر هذا الشعب بأنه واحدا منهم ليس بالكلملت ولا الشعارات ولكن بالأفعال والقرارات التى تعوضهم عن السنوات العجاف التى عاشوها ، هل سيجد هذا الشعب "ضحية الحاكم السابق" أملا فى غد مشرق يعيد إليه كرامته وامنه وأمانه  من جديد – هل سيعوض الحاكم الحالى احلام هذا الشعب العظيم إلى حقيقة أم أن الكرسى له بريق خاص يجعله ينفصل عن هذا الشعب فتتحول احلامه إلى كوابيس مزعجه ويكون قدر هذا الشعب أن يكون دوما ضحية حكامه ، الأمل فى الله كبير والثقة التى أوليناها للرئيس مرسى تفوق الحدود ولكن لن نستطيع الإنتظار كثيرا فكل مصرى يتلهف إلى حياة كريمة لاسيما ونحن اعظم شعوب الارض بشهادة التاريخ والجغرافيا – حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم.

الأمـــــن الاقتصــــادي/ صبحـة بغـورة

تـولـي الكثير من الدول أهمية بالغة لمسألة الأمن الاقتصادي وأصبحت كل الأنظمة في عصرنا الحديث تضعه على رأس أولوياتها الوطنية  واهتماماتها الرئيسية نظرا لارتباطه الوثيق بالأنشطة الحياتية الحيوية وبإدارة مقدرات البلاد من الثروات من جهة ، ونظرا لعلاقته المباشرة في تحديد دخل الأفراد وتحديد مستوياتهم المعيشية من جهة أخرى ، ولكن الجهود المبذولة لبلوغ المستوى المرجو لتحقيقه اصطدمت في الكثير من الحالات بحواجز أو تعثرت أمام صعوبات  لأسباب مختلفة وما تشابه منها قد تفاوت من حيث حدته من بلد لآخر حسب الظروف الداخلية و طبيعة علاقات القوى في المحيط الدولي ،  والجديد في الموضوع الذي نتناوله أن الأمن الاقتصادي أصبح ينظر إليه على أنه أحد المكونات الأساسية في منظومة الدفاع الوطني، بمعنى أنه قد أصبح عدم توفر حد أدنى من الأمن الاقتصادي في بلد ما يعني مباشرة هشاشة الدولة ، فالمفهوم الحديث لمسألة الدفاع الوطني أصبح يستند إلى ثلاثية تشكل النماذج الجديدة للدفاع وتتمثل في الأمن الاقتصادي ،الأمن المدني والأمن العسكري
                                        .    .    .    .    .    .    .
 من الدول ما يشكل موقع إقليمها الجغرافي مشكلة لها  ، ونسوق لتوضيح ذلك مثالا  لبلد ما عندما يكون إقليمه الجغرافي شاسعا وشبه جاف تقل فيه الموارد المائية الكافية والمهدد في نفس الوقت بظاهرة التصحر الجارف ويتميز بتوزيع سكاني غير متوازن  يكون هذا البلد حتما في وضعية هشة لأنه سيكون ضعيفا اقتصاديا خاصة في ظل التغيرات المناخية شديدة التقلب التي يصعب معها رسم سياسات تنمية زراعية يمكنها تأمين احتياجات الشعب الأساسية من المواد الغذائية الضرورية ذات الاستهلاك الشعبي الواسع ، ومنه يجد مثل هذا البلد نفسه في حالة تبعية مفرطة للخارج تزيد من متاعب الدولة في ضبط و إعداد الميزانيات السنوية حيث أن الأسواق الخارجية ستكون هي المحدد لحجم فاتورة الاستيراد .
 كذلك تشكل طبيعة التركيبة الاقتصادية لدولة ما مشكلة حادة لها ولعل الدول المرتبطة ارتباطا شديدا بمورد واحد كبعض الدول المصدرة لمواد الطاقة كالبترول والغاز، ستكون بنيتها الاقتصادية هشة لأن هيكلها عاجز أو قاصر لا يسمح بإحداث التنوع في مصادر الدخل ولن يمكن لهذه الدول التحرر التدريجي من قيود التبعية في الغذاء والعلاج .. وحتى في مجال إدارة الاقتصاد وسيبقى مجرد بلد " ريعي" أي سيقف عند حدود تحصيل عوائد تصديره لمواد طبيعية لم يكن لجهد الإنسان فضل فيها حتى أسعار  ثرواته  تتحدد بالأسواق الدولية أي دون إرادتها ودون تدخل مؤثر منها ، لذلك فالدول المصدرة  " لمادة واحدة " تواجه ضعفا هيكليا في اقتصادها يعرضها لخطر التقلب في الأسعار ، ولا يضمن لها نظامها الإنتاجي الأمن الغذائي , الأمن الصحي و التكنولوجي بل وحتى صيانة منشآتها الإستراتيجية ، وهذا يعني تبعية هذه الدول في مجال المعلومات أي أن نظامها الاقتصادي سيجد صعوبة بالغة في التكيف في المقتضيات الدولية خاصة منها المتعلقة بالانضمام للمنظمة العالمية للتجارة  ، أما اللجوء إلى توحيد جهود المنتجين و المصدرين لمادة طبيعية ما من أجل ضبط أسعارها  لصالحهم فتراها  تصطدم بسقف منخفض من الآمال ذلك لأن اعتبارات التنمية في هذه الدول وما تتطلبه من استيراد ضخم للمواد المصنعة والاستهلاكية ومستلزمات قطاعات الخدمات تقتضي بداهة قدرة مالية معينة لمواجهة أعباءها لا يتسنى لها توفيرها بدون الاستمرار في التصدير وفق الأسعار التي يحددها  لقانون السوق العالمية ولا يجدي نفعا إظهار القوة عن طريق التهديد بإحداث الندرة لأن الندرة المفتعلة في مصادر الطاقة بصفة خاصة ستؤدي ببساطة إلى ارتفاع ثمنها في الأسواق الدولية وبالتالي حدوث زيادة منطقية في تكاليف الإنتاج ومنه ارتفاعا في أثمان السلع التي ستجد طريقها للتصدير إلى نفس الدول التي كانت سببا في مسلسل الارتفاعات المتوالية مما يحيلنا مباشرة إلى ضرورة الاستعداد لتقبل ارتفاعا فاتورة الاستيراد ، منطق العلاقات التجارية الدولية واضح ، انه صراع القوة ، ستنظر الدول الأكثر تصنيعا في العالم إلى الدول المصدرة للطاقة كمن ينظر إلى خصمه ، وأي محاولة لاحتكار عملية تحجيم الإنتاج كوسيلة لتحديد الأسعار سيتم اعتبارها جريمة في حق الدول المتقدمة التي تقود قافلة الحضارة الإنسانية إلى عوالم من التقدم التكنولوجي حيث لم تخطر من قبل على قلب بشر ، وستكون هذه الدول مطالبة بالحفاظ على ريادتها مما يضعها مضطرة في موقع المعاقب وهذا الموقع مكتسب منذ عشرات السنين تحسبا من احتمالات حدوث تقلبات في موازين القوى وتهديد المصالح امتثالا للقاعدة أن المعاقب يجب أن يمتلك قوة أكبر من الجاني حتى يتمكن من معاقبته ..
وتكون أيضا الهشاشة المالية كبيرة في دولة ما حتى أنها تشكل تهديدا ثقيلا على نظامها الاقتصادي عندما يكون نظامها البنكي قديما و متخلفا،ونظامها المالي غير فعال ، ويصاب النظام المصرفي بالضعف إذا تعطل العمل بالمعايير الدولية فيما يخص الشبكة النقدية بين البنوك في الأمور المتعلقة بنظام التعويض الذاتي ونظام الدفع الشامل ودعائم الدفع وتأمين النظام المالي، فالتأخر الكبير في عمليات التسوية المالية يؤدي إلى تبذير معتبر للموارد والى أحداث سيولة نقدية غير قانونية وكذا إلى أعاقة الاستثمار الوطني و الأجنبي ، وكل هذا بطبيعة الحال يشكل بالتالي خطرا جسيما على الأمن المالي ، ومما يزيد في الأمر تعقيدا أن مثل هذه الأوضاع هي نتيجة أو انعكاس لغياب أكيد لإجراءات التدقيق المحاسبي الداخلي وعمليات مراقبة المعلومات الخاصة بالمودعين و المكتتبين وعدم الأخذ بالمعايير الدولية في مجال حساب المخاطر و أدوات قياسها .
شهد العالم أجمع كيف أن الصدمات البترولية الخارجية والتبعية المفرطة للخارج قد أثرتا بشدة وبشكل سلبي على التنمية الوطنية للدول النامية وزادتا من هشاشة  أنظمتها ، هذا بالإضافة إلى ارتباط النمو في العديد من الدول بالظروف المناخية التي باتت متقلبة منذ سنوات ومثل تلك البلاد التي تعرف هذه الأوضاع تعيش حالة تعرف  "بالتنمية غير المنتهية " أي تلك التي لم تستقر على رسم معالم أساسية لاستراتيجيات واضحة الأهداف فهي كمن يدور في حلقات مفرغة من سياسات لا تؤسس لتنمية حقيقة ذات أسس قوية وسياسات واضحة تهدف لحقيق أهداف محددة ، ومما يزيد في درجة تعقيد الأمور هو الاطمئنان الخادع لاستمرار تدفق عوائد التصدير في الدول ذات المورد الواحد فالفوائض المالية ليست في كل الأحوال مؤشرا ايجابيا على صحة الاقتصاد بل قد يمثل مشكلة إذا  لم يستطع الجهاز الإنتاجي استيعابها ، كما أن ما تفرضه "العولمة" من تحديات لن تناسب هذه الأنظمة لأن مقاييسها الاقتصادية يحددها منتوج واحد ووحيد ، ومثل هذه الاقتصاديات تكون شديدة الحساسية إزاء المحيط الخارجي الذي يتسم في أدنى مستويات اضطرابه بالتقلبات الحادة والمستمرة في أسعار صرف العملات مثل التي أحدثت كما جرى مؤخرا إضرابات عنيفة خلال الأزمة المالية العالمية في تقدير قيمة الصادرات والواردات وتقييم القوة الشرائية للاحتياطات النقدية للدول والقيمة الحقيقية لحجم الديون المالية المستحقة فيما بينها ، فالتغيرات المفاجئة في قيمة العملات أصبحت تصيب أكبر النظم الاقتصادية للدول الأكثر تصنيعا في العالم بكثير من الاهتزاز بالرغم من أنها  تعتبر فرضا الأقوى منعة وصلابة ،  أما بقية الدول فان الأمر ينصرف مباشرة إلى الحديث عن احتمالات قوية بحدوث ظاهرة إفقار ووهن اقتصادي يبلغ في خطورته مستوى تهديد الأمن والسيادة الوطنيين   
                                       .    .    .    .    .    .    .
 إن الدول التي تفطنت مؤخرا إلى طبيعة هذه الأوضاع  ولجأت إلى وضع معالجات لبلوغ اقتصادها مستوى من الكثافة الاجتماعية و السكانية و السياسية و الإستراتيجية قد أحالت نفسها إلى مواجهة مسألة أخرى تتعلق بالاحتياج إلى سيادة الدولة في مجال الأمن الاقتصادي  حيث أن جوهر الأمن الاقتصادي يتطلب البحث عن النموذج الجديد للدولة القوية التي تضبط المسارات الاقتصادية و الاجتماعية بوسائل ضبط و إدارة و تنظيم عن طريق شراكة  لا تهمل على المدى القصير مصالح المدى الطويل بمعنى أن لا يجر الطمع في مكاسب صغيرة وظرفية إلى إغفال الأهداف الإستراتيجية للدولة التي تعني مستقبل شعبها ومكانتها الاقتصادية ، وتبرز هنا معضلة أخرى  فبين خيار تخلي الدولة عن دورها كطرف أساسي في كل عمليات التنمية و اللجوء إلى منطق اقتصاد السوق ـ الذي أصبح حديثا غير مرغوب فيه ومحل انتقادات متعددة ، وبين الاتجاه إلى حصر مهام الدولة  على عملية الضبط و التحكم  تحت مفهوم" الدولة الحارسة " ـ التي أيضا أصبحت غير مجدية بعد بروز تحديات محيط دولي تفرضه قواعد العولمة ،أصبح الأمر يقتضي تصميم مفاهيم جديدة لدور الدولة ووضع صيغ جديدة للأمن الاقتصادي تراعي بصفة أساسية المحيط الدولي الحالي المشكوك فيه أمام الحلول الليبرالية واختفاء منطق الدولة الحامية ، كما تهدف في الوقت نفسه إلى تحديد إستراتيجية للتنمية وفق رؤية علم الاقتصاد أي تستند إلى مسألة الفعالية وليس إلى مسألة إيديولوجية ، فسيرورة النشاط الاقتصاد لا تتحمل الحماقات السياسية لأنه شديد التأثر بنتائجها  كما أن طبيعته تأبى الانصياع نحو فرضيات قائمة فقط على مجرد ولاءات سياسية تفرضها تحالفات سياسية لا تعطي بالا للبنيات الاقتصادية وتركيباتها ومجالات النشاط المنتجة فلا تفرق بينها وبين تلك الأنشطة التي تفتقد لأدنى المقومات للنهوض بها .
من هنا يمكننا التوصل إلى أن مفهوم الأمن الاقتصادي يعالج قوة الأجهزة المختلفة للدولة وقدرتها كالشبكات الكهربائية، الاتصالات، شبكات المياه، الشبكات النقدية ... بإبقائها في حالة عملياتية باستمرار ، إن الصدى الواسع لدائرة تقبل الأمن الاقتصادي يؤدي تلقائيا إلى بروز قضايا كبرى في الدفاع عن المصالح الإستراتيجية لكل دولة ليس فقط في معنى قدرات رد الفعل ولكن أيضا في تدعيم مواقع القوة التي أصبحت تحتل أهمية بالغة في سياسات الدول ومنها إقامة مشاريع الشراكة الحقيقية بين مؤسساتها الوطنية والشركات العالمية ذات الاستخدام الكثيف للتكنولوجيا الحديثة المنتجة للثروة ، إقامة شبكة واسعة من العلاقات الدولية في إطار التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية ، وتشجيع عملية جلب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في مشاريع وطنية ، وتوطيد العلاقات مع مختلف مجالس رجال الأعمال في دول العالم  ، ولعل الأهمية التي تكتسيها مثل هذه الاعتبارات كانت وراء إنشاء ملحقات اقتصادية في سفارات دول العالم للقيام بمهام متابعة ورصد إمكانيات إقامة التعاون الاقتصادي وتحديد الآفاق المستقبلية لطبيعة المشاريع الاستثمارية الممكنة وتحين الفرص المناسبة لتحقيقها والتمهيد لها في أوقاتها المناسبة والتحضير العملي لخطوات التنفيذ ، وضمان سرعة الاتصال والتواصل مع مختلف الجهات المسؤولة لتعزيز علاقات التعاون وتنويعها وتوسيعها إلى مختلف المجالات الأخرى ، وضمان تنسيق جهود التقارب الفعال من خلال المشاركة المتبادلة في المعارض الدولية المتخصصة وتنظيم زيارات الوفود وضبط جدول أعمالها و لقاءاتها ، مثل كل هذه الجهود القائمة فعلا بين مختلف دول العالم وعلى نحو مكثف ومتسارع سواء على المستويات الثنائية أو الجماعية  تمثل في حقيقتها دعائم قوية ومنعشة لاقتصاديات الدول كما تعد بدائل متعددة أمام تقلبات الظروف السياسية ومتغيرات العلاقات الدولية فتكسب النظام الاقتصادي لدولة ما مرونة أكبر في التحرك في مواجهة المشاكل و الأزمات الاقتصادية ، هذا بالإضافة إلى كون مثل هذه الأنماط من التعاون تخلق المصالح المشتركة الذي سيحرص كل طرف منتفع فيها وبها إلى ضمان استمرارها قائمة بالمساهمة الجادة والتكاتف النشط في إبعادها عن أي مصدر يهددها بالتعثر أو بالزوال ،  ويبقى على كل حال الاقتصاد العام هو مركز التنمية و محرك النمو الاجتماعي بالرغم من رفض بعض الفاعلين الاقتصاديين لسيطرة الدولة فهؤلاء أنفسهم لا تراهم يبادرون بالمخاطرة  المحسوبة بل  ويحجمون عن المغامرة ، ومن جهة أخرى ـ ومن باب الإنصاف ـ  فالملاحظ أنه بالرغم من الضمانات التي تقدمها الدولة فهي لا تبدي ثقة كبيرة في المؤسسات والافتقاد إلى بناء شبكات الثقة التي تعتبر العامل الأول للتنمية يدفع تلقائيا للحذر وسيكون مظهره عدم فتح رأس المال للمساهمين .
ومن الدول أيضا ما يشكل موقع إقليمها الجيـوـ سياسي مشكلة ذات طبيعة أخرى لها حيث قد تجد نفسها أمام حالات من العداء السياسي من بعض دول الجوار لأسباب قد تتعلق بمطالب ترابية حدودية أو لإطماع في مناطق غنية بالثروات الطبيعية ، أو قد تكون هذه الدول عرضة لموجات من الهجرة السرية لمواطنين من دول مجاورة فارين من الفقر أو الجفاف أو الحروب الأهلية أو عرضة لأشكال مختلفة من الجرائم المنظمة كالتهريب وعمليات تبييض الأموال والاتجار بالمخدرات ونشاطات عصابات قطع الطرق بالمناطق الحدودية النائية ... أو أن يكون موقعها قريبا جدا من مناطق صراع سياسي محتدم  وتهديدات عسكرية لا يستبعد مع تطور حدتها أن يتطاير شررها إليها ،  أو أن تجد نفسها أمام التزامات  تاريخية قومية تمت صياغتها في اتفاقية للدفاع المشترك ، في مثل كل هذه الحالات تبرز على رأس الأولويات ضرورة ربط علاقة وثيقة بين مقتضيات الدفاع الوطني وتنمية البلاد لأن هناك علاقة مباشرة بين مستوى التنمية عموما و مستوى القدرات العسكرية المكتسبة أو تلك التي يراد امتلاكها ، لذلك هناك من الدول في الوقت الراهن من بلغت بها الشكوك في درجة سلامة الوضع الأمني في الإقليم الذي تنتمي إليه ترى بأنه إذا لم تتحسن الظروف الاقتصادية لجيرانها فان ذلك سيشكل تهديدا مباشرا وجادا لأمنها ولتجانسها الاجتماعي لذلك فهي تستشعر حاجتها الملحة لامتلاك قوة عسكرية ردعية بصفة دائمة كافية لضمان سلامة وأمن حدودها واستقرارها الداخلي ، ولكن امتلاك مثل هذه القوة خاصة في البلدان ذات المساحة الشاسعة وتعدد دول الجوار من جهات الأرض الأربعة يبقى رهن وجود اقتصاد قوي يضمن تمويل برامج التسليح الحديث الذي يتطور من سنة لأخرى وتمويل البرامج التعليمية المتطورة لتشكيل قدرة بشرية كبيرة مؤهلة علميا لاستيعاب واستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة والمتجددة في الحرب كما في السلم ، الثابت الآن أنه لابد من تطوير الاقتصاد الذي يكون مؤسسا على المعرفـــة ، ومجالاتها التربية ، الإعلام والاتصال ، التجديد ، ومناخ الأعمال، وكلها مكونات أساسية من شأنها التشجيع على اتخاذ إجراءات تحفيزية اقتصادية تتعلق بضبط الحواجز التعريفية وحق الملكية وتقوية البنية التحتية و تطوير الخدمات والمرافق العامة والتحكم في عمليات إدارة التنمية الوطنية ومشاريع الشراكة وتكريس التشاور الاجتماعي مع الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين وفق مبدأ " الديمقراطية التساهمية " بالإضافية إلى ضبط عملية التأهيل النوعي للموارد البشرية عن طريق تنظيم الدورات التدريبية ذات المستوى العالي  والمتابعة المستمرة للدوريات و النشرات العلمية و التقنية المتخصصة ، إن الضرورة الآن بالنسبة للدول النامية وتلك التي تنتمي إلى مجموعة المصدرين لمادة واحدة هي الأخذ بمبدأ تضافر رؤوس الأموال والمعرفة والتنظيم كمفاتيح لبناء اقتصاد تنافسي .
لاشك في أن المنافسة الاقتصادية نشاط حتمي ضمن نظام اقتصاد السوق فهي العنصر الأساسي للرأسمالية و محركها ، والمنافسة تدفع إلى التجديد وتساعد على تطوير العلاقة بين النوعية و السعر باستمرار رضا المستهلك ، إن غزو السوق الوطنية أو الدولية كهدف استراتيجي ذات أولوية بالنسبة لبلد ما يجعلها دوما في حالة تعبئة مرتبطة بهذا النشاط ، ويصبح نفس النشاط عنصرا أساسيا لأمنها الوطني،وهنا يلعب الذكاء الاقتصادي دور الأداة الضرورية لهذه الإستراتيجية، فالدول النامية تكون مقيدة في عملية تطوير وتيرة ممارستها وثقافتها بسلسلة علاقات متقاربة من الذكاء الاقتصادي تكون متناسبة مع الأولويات المدرجة وذلك بسبب هشاشتها .
قد تكون أيضا البحبوحة المالية لبلد ما سببا في بروز تعقيدات تجعله أكثر هشاشة وتتسبب بالتالي في زعزعة استقرارها إذا كان لا يلقي بالا للذكاء الاقتصادي وكان وحيد الإنتاج و التصدير ، في مجال الذكاء الاقتصادي لا توجد أسواق كبيرة أو صغيرة ولكن الجهد المبذول فيما يخص مجال الكثافة هو المعيار ، كما إنه حسب مفهوم " المناطق الاقتصادية " التي  قد تبدو أنها  تسهل كثيرا عملية الدخول للسوق العالمية ولكن مجرد الانتماء إليها في نفس الوقت يقلص القدرة على اختيار الشركاء بتضييق هامش هذا الاختيار في حدود دول هذه المنطقة أو تلك وبالتالي تتحدد كثيرا عمليات التحسين النوعي للإنتاج والانتشار الجغرافي لها ،ومن الذكاء الاقتصادي تقييم التوابع النسبية والأنشطة الفرعية التي تتطور داخل الاقتصاد وتقدير انعكاساتها على الأمن الوطني للبلاد في مجال إنتاج المواد الغذائية و الأودية والطاقة و السلاح .. وهكذا نلاحظ  أن من السياسات ما لا ترفع العناء بل تؤدي إلى إحداث المزيد من الضغط .
إن الأمن الاقتصادي وفق ما ذكرناه إذن يشمل فيما يشمل الأمن الصحي و الأمن الغذائي و الأمن البيئي وأمن الطاقة ...  وإذا كان المفهوم يسبق عادة الأداة ، والوظيفة هي التي تحدث الهيئة فان الأمن كونه غاية في حد ذاته يجعل الدفاع أحد وسائله و يصبح بالتالي من الضرورة المنطقية القبول بأسبقية الأمن على الدفاع  على خلفية أن الأمن يعطي أولوية لتحليل ومعالجة الهشاشات بمعنى التخلف فيما يتولى الدفاع مهمة تقييم التهديدات والمخاطر ، وهنا يحدث التحول من الأمن عن طريق الحرب إلى الأمن عن طريق الدفاع ومنه الدفاع الاقتصادي .
                                       .    .    .    .    .    .  
وعليه تتشكل لنا المقومات الثلاثة اللازمة لأن تؤدي دولة ما دورا رياديا في منطقتها يضمن أمنها :  قوة اقتصادية ذات دعائم ثابتة ومتنوعة المصادر ، قوة عسكرية رادعة في حالة عالية المستوى من التسليح والتدريب ، سلطة سياسية مستقرة في إطار ديمقراطي وتعددي راسخ و عتيد ، وإذ يصعب حقيقة الجزم أي من هذه المقومات الثلاثة كان له السبق التاريخي للوجود في حياة الأمم أو إن كان ثمة ثبات في موضعه في سلم أولويات الدولة بصفة مطلقة فان الثابت بما لا يدع مجالا للشك بأن بين القوى الثلاثة علاقة تكاملية دائمة قد يكون لإحداها أفضلية نسبية في وقت معين على سبيل المعالجة الظرفية لقضية بعينها ثم لا يلبث أن يجري تراجعها بسلم الأولويات في وقت لاحق أمام مقتضيات وضع جديد بمعطيات مرحلية أخرى تتطلب معالجات مغايرة عن المرحلة السابقة عليها ، فليس من التحضر الإنساني مثلا وشروط النظام الديمقراطي مواجهة المناورات السياسية من قبل الأحزاب السياسية الشرعية الممثلة بالمجالس النيابية والبرلمان بالقوة العسكرية " الرادعة " !  كما لا يمكن أن تعيش سلطة سياسية في أجواء السلام والاستقرار بدون توفر قوتي الاقتصاد و الأمن ، والأمثلة التي يجوز أن نذكرها للتدليل على صحة فرضية ضرورة وجود هذه المقومات بصفة متزامنة ومتكاملة يمكن أن نسوقها من تاريخنا المعاصر الحديث فكم من دولة تمتعت بنظام سياسي ثابت و مستقر وثروات مالية ضخمة فقدت عزها وانهارت أركانها في لحظات طيش عدواني خارجي بسبب افتقارها إلى قوات مسلحة قادرة على التصدي و الردع ، وكم من دولة جيشت الجيوش وأقامت نظاما اقتصاديا قويا انهارت في لحظات بسبب هشاشة نظامها السياسي المستبد وانفصال الشعب وجدانيا عن السلطة بعد تفاقم مظالمها تجاه أبنائه ، فيما أودت الأوضاع  الاقتصادية الصعبة بدول تتمتع بنظام سياسي عتيد وجيوش جرارة إلى تدهور مكانتها الدولية وتراجع دورها كطرف مؤثر وفاعل في الكثير من القضايا الدولية وباتت في حالة أشبه  بالضعف وبالعزلة ، وعليه يمكن القول أن مسألة الأمن الاقتصادي هي في صلب مهام الدفاع الوطني إن لم تكن كذلك قضية أمن قومـــي .