دير مار شربل، هذا الصرح الروحي والوطني/ سركيس كرم

اذا أردنا التحدث عن دير مار شربل في سيدني لا بد من ان ننطلق من أسم الدير قبل كل شيء لندرك ان ما قد تم تأسيسه وتطويره في عاصمة الأنتشار اللبناني الحديث تحت لواء شربل الراهب القديس ليس بأمر جديد العهد على متابعين سيرة شربل وسيرة الرهبانية التي أنتمى أليها وتوّجها بطوباويته وقداسته ومحبته للرب يسوع. وقد تتغير مسيرة مؤسسات الرهبنة بالشكل بتبدل أسماء القيمين عليها، لكنها تظل تحافظ على النهج المحبب ذاته والأسلوب العفوي بطيبته والقريب من الناس بأرتكازه على التواصل المباشر مع المؤمنين وعلى الجد والعطاء والتواضع.
واليوم يستمر التوهج الأيماني بأشعاعه البارز تحت رعاية "ابونا الرئيس" الدكتور انطوان طربية الذي عزز وما زال قدرات دير مار شربل وكليته ومدرسته بأنجازاته الكنسية والفكرية والوطنية في مهمة حضارية سامية تمكنت من ان تتجاوز في ابعادها اية عوائق وصعوبات قد تعترض المسيرة عبر اعتماد الرؤية الواضحة التي تتجدد وتتعزز برغبة قوية وارادة راسخة  في مواكبة متطلبات العصر كنسياً وتربوياً واجتماعياً.
لقد عمل الأب الرئيس طربيه وما زال يعمل من خلال رسالة القديس شربل ومن ضمن اطار الألتزام الواضح ببث الأشعاع الماروني في كافة أرجاء العالم، فحقق الأنجازات التربوية والعمرانية والثقافية الرائدة التي تعجزأمامها في كثير من الحالات أضخم المؤسسات والتجمعات، مساهماً بميزات شخصيته الشامخة بتواضعها والكبيرة بفكرها المنفتح بجعل دير مار شربل قدوة يحتذى بها نجاحاً وتقدماً واستمرارية.
وقد أثبت أبونا الرئيس مراراً انه صديق الجميع بيده الممدودة الى الكل برحابة صدره التي تتسع لكافة ابناء الجالية وكذلك لضيوف الجالية اياً كانت توجهاتهم وسياساتهم. فنراه يغمر زوار الجالية بمحبته وبسخاء ينبع من اصالة وطنية متجذرة. وما من ضيف حل على هذا الصرح الوطني ألا وشعر بأنه في بيته وبين أهله ومحبيه.
ونجد الدير بمؤسساته التربوية والفكرية يستضيف بأستمرار الندوات والمحاضرات التي تسلط الضوء على شؤون هامة ومواضيع متنوعة تتناول قضايا تتعلق بالشبيبة والمجتمع والكنيسة من بينها الندوة القيمة التي أقيمت  مؤخراً حول الأرشاد الرسولي للشرق الأوسط.
أدام الرب هذا الدير والقيمين عليه، وأدامه قديسنا مار شربل رسالة روحية وانسانية ووطنية بها تعتز جاليتنا وتكبر. وأدامك الله يا ابونا الرئيس الدكتور طربيه  أرزة لبنانية تسمو في رحاب اوستراليا ولبنان وعالم الأنتشار.    

زَرْع بَصـَل/ مهندس عزمي إبراهيم

الأمر لا يحتاج لخبرة أو ذكاء أو تدقيق. في قرارات الدكتور محمد مرسي الأخيرة، بل في كل قراراته منذ أن أرتكب جريمة المَريَسة على مصر تكمن فيها أو من خلفها أهدافٌ دفينة تتسلل في ثنايا سياسته وتصرفاته، وأيضاً أهداف صريحة تصرخ في وجه المصريين وتدوي في آذانهم. وأقصد بذلك في وجه وآذان المصريين حقاً العاشقين لمصر، ومصر فقط. لا المصرين إسماً وقلوبهم شتى وشتات في كل أنحاء المعمورة خاضعين كالغنم أو كالعبيد لعشرات الرؤساء والقادة والدعاة والأئمة والموالي، وتابعين لعشرات الجماعات التي لا هدف لها إلا القتل والإرهاب وتمزيق الأوطان، ومُوالين لعشرات الدول التي لا قيمة لها عالمياً... كل قراراته بلا استثناء هي صورة من أهداف الأخوان السلطوية، ومسيرة مكملة لطريقها الدموي الطويل، وفصلٌ مُمِلٌ أو مثيرٌ من مسرحية الأخوان التي يُخرجها لنا مرشديها السوابق ومرشدها الحالي.
تاريخ الأخوان وطريقهم طويل مفروشٌ بدماء واغتيالات وتصفيات أشخاص وحرق منشئات وعقد صفقات مشوبة مع أعداء الوطن ما دامت تخدم مصالحهم وأهدافهم بلا حياء ولا خوف على هذا الوطن، بل ولا خشية من الله ولا من بطشه وعقابه.  لن تنسى مصر قولة مرشدهم السابق مهدي عاكف الذي قال "طظ في مصر واللي في مصر" هذه هي "فلسفة" الأخوان وشعورهم الحقيقي الصريح نحو مصر. كيف يكون مرشد الإخوان وقائدها وزعيمها وإمامها وممثل أعضائها ومندوب الله فيها هذا تفكيره وعقيدته، كيف يكون مواطناً صالحاً من مواطني مصر!!؟؟  وكيف يعتقد أحدٌ أن مرشد الأخوان أو جماعة الأخوان يهمهم صالح مصر أو صالح المصريين، أو صالح الإسلام؟؟.
وهاهنا المرشد الحالي محمد بديع.الذي يدير أمور جمهورية مصر من قصره بالمقطم ممسكا بخيوط الأراجوز يحرك بها الدمى على مسرح السياسة المصرية، ويملي أوامره وتعليماته لصبيه مرسي رئيس الجمهورية المنتخب، والذي لم يكن انتخابه فوق الشبهات. كل الدلائل تشير بل تؤكد أن بديع اليوم هو بدون أدنى شك رئيس مصر وحاكمها الفعلي غير المنتخب!!
الأخوان عن طريق قرارات محمد مرسي يسعون لتحصين مركزهم ووجودهم وشريعتهم في دستور مصر، كما يسعون لتحصين مبادئهم ومصالحهم وأهدافهم بدسها في اعلام مصر وصحافتها ومؤسساتها ونقاباتها ومناهج تعليمها.. إلى آخره.
 أما عن فكرة "التحصين" ويمكن ترجمة الكلمة إلى "التمكين" وهي أقرب مرادفاتها اللغوية، فقد دأبت الأخوان تدريجياً على مدى 84 عاماً بمصر وخارج مصر، بجذب الشباب للإنتماء لعضويتها بشعارات تلعب على الوتر الديني والعاطفة العقائدية. عملية لا تخرج عن عملية غسيل المخ. وتقوم بربط الأعضاء بقَسَمٍ لا يمكنهم "الردة" عنه والا يدفعون الثمن بحياتهم. ثم تكوين تنظيمات "جستابوية" "تجسسية" "مسلحة" وتدريبهم سرياً كأنظمة المخابرات والمافيا، حيث العضو في أي من رتب العضوية لا يعرف من رجال الجماعة سوى رئيسه المباشر، يتلقى منه الأوامر، لا يسأل ولا يستعلم ولا يعارض. فنظام الجماعة أن يكون الأمر والنهي والتدبير والتخطيط واصدار الأوامر صادر من أعلى، وما على كل عضو إلا السمع والتنفيذ بطاعة العمياء مهما ارتفعت رتبة العضو.
ففكرة التحصين أو التمكين ليست جديدة من الأخوان. فمنذ عام 1928، وهي جارية التحصين خطوة بخطوة، أو شبر بشبر لصالح الجماعة وفي سبيل الوصول لأهدافها بغض النظر عن صالح الوطن. فالوطن في الحقيقة ليس وطنهم.. فوطنهم أكبر وأوسع من الوطن. في حلمهم الهلامي أو الخيالي العالم على اتساعه يكون وطناً لهم، ولهم وحدهم، ولا شريك لهم!!
اليوم وصل الحال إلى أن الأخوان بجماعتها وأهلها وعشيرتها وأذنابها يتوهمون أنهم تحصنوا على صدر مصر، أو بالأصح لم يتحصنوا كفاية. فمرسي والمرشد البديع والجماعة وبناتها وبنات خالتها وتفريعاتها وتفريعاتهم: حماس والقاعدة والجهاد أو الاجتهاد في الارهاب وغيرهم، يأملون بتملك الأخوان على كرسي الرئاسة وعلى زمام مفاصل الدولة ودستورها، وأخواتها السلفيين (منافسيها ظاهرياً) والقاعدة والجهاديين الارهابيين والفوضويين والبلطجية وأهل المنكر والـ لا معروف يرتعون في الشارع المصري، وحماس في غزة تتسحب (أو يسحبها مرسي) إلى سيناء الغالية التي روتها دماء أبناء مصر الشهداء الأبطال، وأخيراً سماح مرسي لحماس بنقل مكتب قيادتها الرئيسي ومركز عملياتها الارهابية إلى القاهرة.
كلـــّــهم ليسوا بمصريين.. وان كانوا وُلدوا بها وعاشوا فيها ويحملون جنسيتها. لا تحصين لهم ولا لمبادئهم ولا لشورهم حتى لو زرعوا أنفسهم في أرض مصر كما يقول الفلاح المصري "زرع بصل". أي رؤوسهم في الأرض وأرجلهم تشير إلى السماء.. فلا بد من خلعهم. فلا تحصين لهم أبدا مادام في مصر مصري.
صحا المارد المصري، المصري الحقيقي، المصري الأصيل، المصري الوفي،  لكي (يُحصِّن) مصر ضد الـ لا مصريين. وسينجح المارد المصري إن عاجلا أو آجلا. فمصر ليست مزرعة الطغاة ومصطبة الغزاة بل هي مقبرتهم جميعاً. ومصر الطاهرة وأبنائها المؤمنون ليسوا غافلين ولا ضعفاء أمام مدعي الدين وسماسرته الرابحين من تجارته مستغلين العامة والبسطاء والأميين وحاجة الجياع والفقراء والعاطلين وهم السبب في جوعهم وفقرهم وبطالتهم، وهم الهاضمين لحقوقهم. وكل هذه الضيقات جاءت بالتخطيط الأخواني الإبليسي المسبق.
صحا المارد المصري من غفوته.. وان لم ينتصر اليوم على قوات الظلام. فغداً لناظره قريب.
مهندس عزمي إبراهيم

سامي مظلوم التاريخ والحاضر/ اكرم برجس المغوّش

سامي مظلوم في لقاء مع الزميل أكرم المغوّش

تمثال سلطان باشا الاطرش

سامي مظلوم التاريخ والحاضر في زيارة سلطان باشا الاطرش مع النجم سمير يزبك والشاعر مخايل الاشقر

عرف الاستاذ سامي مظلوم بالعدل والانصاف والوطنية الصادقة ومحبة الناس فهو النضال عينه...مظلوم نعم ولكن ليس مع الاحرار....
مظلوم مع قوم يجهل التاريخ...لماذا سامي مظلوم؟ مظلوم لانه يقول الحقيقة والحقيقة مرة عند من لا يعرفون الحق... عرفته ناظراً للاذاعة في منفذية ملبورن العامة ورئيساً لتحرير مجلة الثقافة ومديراً لاذاعة ال اس بي اس الحكومية في ملبورن ورئيساً ومؤسساً للكرنفال العربي...عرفته كاتباً واديباً ومضيافاً...عرفته مؤسساً لفرقتي تشرين وتموز المسرحيتين وهو الاكاديمي الذي تخرج من الجامعة اللبنانية كما عرفناه رجل اعمال ناجح وعميد اسرة متعلمة فاعلة في المجتمع تعمل لخير استراليا والوطن الام.
حدثني عندما زار عرين الثورة والثوار في القريّا عاصمة المقاومة في قلب سورية جبل العرب مسقط رأس ابو الثورات العربية القائد التاريخي البطل سلطان باشا الاطرش مع رفيق دربه الشاعر والاعلامي المميز المرحوم مخايل الاشقر  برفقة فنان الجمال والوطنية الاجمل سمير يزبك الذي يعاني حالياً من المرض شفاه الله...فاستقبلهم القائد البطل سلطان باشا الاطرش  وجلسوا الى جانبه يستعيدون التاريخ وبتواضع كان يجيبهم ويقول لهم ان الثوار قاتلوا ودافعوا عن سورية وبلاد الشام وانتصروا وحرروا البلاد ورفعوا راية الحرية على دار الحكومة في دمشق وبيروت بفضل الاف الشهداء والمقاومين الابطال الذين قاتلوا بصدورهم العارية واضاف ان التاريخ واحد ومشترك والعدو والمستعمر واحد ولا يمكن يا ابنائي الا ان نكون جميعاً مقاومة لنعيد فلسطين والجولان وعربستان ولواء الاسكندرون وننسى كل ما يعيقنا عن النصر .
قال لي الاستاذ سامي مظلوم ان القائد سلطان باشا الاطرش قائد مميز ولا يتكرر، تصور قائد بطل يقول الثوار قاتلوا وحرروا ولم نسمع من عطوفته كلمة انا ...انها العظمة عينها التي تسكنه واضاف ان استقلال لبنان وسورية كان بفضل الدماء التي سالت من اركان الثورة السورية الكبرى وابطالها  بقيادة البطل القائد العام سلطان باشا الاطرش ورفاقه الاحرار...
وفي استقلال لبنان الذي نحتفل به  لم يسقط الا شهيدان بطلان  الاول سعيد فخر الدين من عين عنوب استشهد في بشامون والثاني اديب البعيني من مزرعة الشوف استشهد في بيروت، ومن الفخر ان كلاهما من طائفة الموحدين الدروز ومن الحزب السوري القومي الاجتماعي... وقفة العز واحدة ارسى دعائمها البطل سلطان باشا الاطرش وحققها الزعيم سعاده والمعلم كمال جنبلاط واليوم القائد السيد حسن نصرالله مع ابطال الخلود والنصر في مجدل شمس وبقعاتا وعين قنية ومسعدة وفي الجولان كمال كنج ابو صالح وغالية فرحات وسيطان الولي وبشر وصدقي المقت وهايل ابو زيد ويعود الاستاذ سامي الى الاول فيقول في زيارتنا للبطل القائد سلطان باشا الاطرش ونحن نستحضر التاريخ...ارتجل الشاعر الكبير مخايل الاشقر محيياً البطل سلطان بهذه الكلمات ولحنها على الفور وانشدها المطرب الكبير سمير يزبك قائلاً:
يا طيب القلب ما داوي فدائي
قلبي راح مع حبي الفدائي
اتركوني موت في ارضي فدائي
تترجع فلسطين والجولان لكل العرب
ولم يكن من الاستاذ سامي الا ان اردف قائلاً ياقائدنا يا سلطان يا عنوان عروبتنا بنضالك حررت الانسان ورجعتلنا كرامتنا بتشهد سورية ولبنان.. وفلسطين المعتزة... بدنا نعيد مجد الانسان يا عنوان عروبتنا.
كلام مسؤول قاله الاستاذ سامي مظلوم متحدثاً عن محطات رائعة منها ما انشده النجم الكبير سمير يزبك
يا سورية عزك دام
ويا اجمل صورة رسام
فيكي قائدنا سلطان
مجد الامة وعزتنا
سامي مظلوم المناضل لك منا كل المحبة وانت تستعيد التاريخ وما اجمل التاريخ لانه الحافز للنصر الدائم....
تربة وطنا ما نبيعا بالذهب
ودم الاعادي نجبلو بترابها

عبقرية "مرسى" .. أغبي رئيس دولة فى العالم/ مجدى نجيب وهبة

* لا أتصور أن هناك إنسان عاقل فى هذا الوطن .. يتصور أن يكون رئيس جماعة الإخوان المسلمين رئيس مصر .. وأنه أتى الحكم بإرادة شعبية وإنتخابات حرة نزيهة ..
** لا أتصور عقلية أى إنسان مهما كانت درجة فكره أو كانت درجة غباءه وخيانته للوطن .. ومهما كان موقعه سواء من خلال إشرافه على الإنتخابات الرئاسية أو إعلان النتيجة ، أو أحد قادة المجلس العسكرى .. أن يكون سعيدا الأن بعد أن تورط فى المساهمة لإنجاح رئيس جماعة الإخوان المسلمين ليحكم مصر .. ويسقطها إلى أسفل السافلين ..
** لا أتصور أن هناك عاقل واحد فى مصر .. يأمل أن تتقدم مصر إلى الأمام خطوة واحدة فى ظل حكم "عبقرينو أبو صباع" المشهور بالرئيس "الإستبن" .. وهو يرى القضاء ينهار ، الملاذ الأخير الآمن فى مصر .. ويدعى عبقرينو أن هناك معلومات أكيدة تسربت إليه من مصادره بعزم المحكمة الدستورية على عزله وتأييد تنحيه عن الحكم !! ..
** لا أتصور أى مصرى وحر شريف .. وهو يفكر فى حالة الوطن .. وما وصلنا إليه من إنهيار فى كل مرافق الدولة .. إلا ويرفع يديه إلى السماء ويدعى على كل الذين ساهموا فى إنجاح "مرسى العياط" ، ويخص بالدعاء المشير "طنطاوى" ، والفريق "عنان" !..
** لا أتصور أى سيدة مصرية .. أو شاب .. أو رجل .. أو فتاة .. شربوا من نيل هذا الوطن ، وأكلوا من أرضه الطاهرة .. إلا وهو يدعو على هذا اللقيط المتسول اللص ، لاعب الثلاثة ورقات "الإرهابى أوباما" .. وصديقته وزيرة الخارجية الأمريكية ، سليلة الكباريهات وراقصة السيربتيز ، العاهرة "كلينتون" .. الذين دعموا وصول مرسى للحكم .. لأنهم يعلمون أنها الطريقة الأفضل لإسقاط وتدمير مصر ..
** المشهد الأن فى مصر .. خرج كل الشعب المصرى فى القاهرة وكل المحافظات .. شعب لا ينتمى لأى أحزاب .. ولكنه ينتمى لحزب واحد ، هو حزب مصر العظيمة .. مصر الشامخة .. مصر الحضارة .. بعد أن رأها تتهاوى وتتساقط بين براثن الغربان والأفاعى وخفافيش الظلام ودراكولات الإرهاب ..
** خرج كل الشعب فى كل الميادين وكل المحافظات .. ومعهم كل الأحزاب السياسية بعد أن غسلت أيديها من عار دعمهم لعبقرينو الإخوان .. حتى وصل إلى سدة الحكم ..
** خرج الشعب المصرى الذى فاض به إلى ميدان التحرير ولم يعد هناك موطئ لقدم .. خرج كل الملايين من الشعب المصرى وهم يهتفون "إرحل .. إرحل" .. "إرحل يامرسى" .. "الشعب يريد إسقاط النظام" ..
** خرج شعب مصر بعد أن شعر بالمهانة وأنه أصبح مثار لسخرية كل شعوب العالم .. وهم يسخرون من شعب مصر الذى فرض عليه رئيس غير شرعى للبلاد .. يحكم مصر ، وحصل على الكرسى بالبلطجة والتزوير والتضليل .. ومساعدة أمريكا التى أرادت ذلك .. ودفعت له مبلغ 80 مليون دولار .. بل والكارثة أنها أعلنت صراحة على هذه الأرقام .. وأجرى الكونجرس الأمريكى التحقيق فى بعض البلاغات التى قدمت ضد أوباما .. ولكن يبدو أن مصلحة أمريكا كانت تقتضى تقديم هذه الرشوة .. فأغلق التحقيق على ذلك .. ولم نسمع عنه شئ حتى الأن ..
** نعم .. خرج شعب مصر ليس لإسقاط الإعلان الدستورى المكمل ، الذى أعلن عنه "عبقرينو أبو صباع" .. وهو بالمناسبة ليس رئيس مصر أو على الأقل أنا كمواطن مصرى لا أعترف به رئيسا بعد أن حنث القسم على حماية الوطن ، وأن يحافظ على الدستور والقانون .. فهو لم يحمى الوطن بل قسمه وأحرقه وأشعله وأسقطه .. كما إنه هدم القانون والدستور والقضاء .. فهو لا يستحق أن نطلق عليه رئيس مصر .. لأن هذا  المنصب هو عار سيلاحق كل المصريين وسيلاحق كل مؤسسات الدولة إن لم يتداركوا هذه الكارثة سريعا ..
** نعم .. خرج شعب مصر .. وهو يهتف "إرحل .. إرحل" .. خرجت الملايين فى كل المحافظات .. بل وصلت الكراهية والغل من هذه الجماعة التى تطاولت على الشعب المصرى أكثر مما ينبغى ، وقاموا فى محافظات عديدة بحرق مقراتهم ..
** جلس الملايين من شعب مصر .. الذين أعاقتهم ظروفهم عن النزول إلى التحرير أو إلى الميادين ليتابعوا الشعب المصرى وهو يهتف "يسقط .. يسقط حكم المرشد" .. "إرحل يامرسى" .. "مرسى يا إستبن .. هاندخلك السجن" .. وكان هذا الهتاف هو أكثر هتافات نقابة المحاميين هذا الكيان العظيم العملاق .. الذى أعلن عن رد كرامة الشعب والوطن من اللصوص والأفاقين ..
** خرج كل أعضاء نقابة الصحفيين والفنانين .. وهم يهتفون "إرحل .. إرحل" .. وقالوا "إرحل يعنى إمشى .. ياللى ما بتفهمش" .. وظلت الحشود حتى ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الأبيض 27 نوفمبر .. وهو أعظم يوم فى تاريخ مصر .. مصر الحضارة .. مصر الحرة .. خرج الشعب وخرج الملايين وبدأت قنوات الإعلام تبث هذا الحدث .. بينما تخرج علينا البيانات الهزيلة والكاذبة من مكتب الرئاسة .. فعندما إجتمع عبقرينو بالمجلس الأعلى للقضاة .. خرج علينا بيان يخاطب الشعب المصرى وهو يفترض بهم الغباء والجهل ..
** يقول البيان "إن المجلس الأعلى للقضاء وافق على الإعلان الدستورى .. وصرح أن حصانة القرارات تكون للقرارات السيادية" .. ورغم أن الكلام غير منطقى وكذبه القضاء الأعلى .. إلا أن السيد "ياسر أبو العزايم" ، المتحدث بإسم الرئاسة .. حاول أن يوهم الشعب أن من إجتمع بهم "عبقرينو" هم القضاء المصرى ، وهم المعنيون بالمشكلة .. أما عن بيان نادى القضاة وتوصياته بوقف أعمال المحاكم لحين سحب ما أطلق عليه "عبقرينو" الإعلان الدستورى المكمل ... فقد إستجابت له كل المحاكم فى مصر .. بل وقدم رؤساء نيابات إستقالتهم وطالبوا العودة والعمل فى صفوف القضاء .. وأغلقت كل المحاكم أبوابها .. وهى كارثة لأول مرة تحدث فى مصر .. ولكن إن دلت على شئ ، فهى تدل على رفض القضاء المصرى "الإعلان الدستورى المكمل" الذى أطلقه عبقرينو أبو صباع .. بل المهزلة أن يخرج علينا جماعة عبقرينو من مستشارين ومحاميين لبعض القضاة لأبناء عشيرته لحزبه المحظور دوليا للتهليل للقرار والإشادة بعظمة وفكر "عبقرينو" .. وهو ما جعل عبقرينو يتمسك أكثر بالقرار .. وقال معللا ذلك بأن هناك نية أكيدة من المحكمة الدستورية العليا أن يصدر حكمها فى 2 ديسمبر ، الأحد المقبل ... أولا بحل الجمعية التأسيسية للدستور .. ثم يصدر حكم أخر بحل مجلس الشورى .. ثم يصدر حكم ثالث وهذا ما يراه جماعة "طظ فى مصر" ، والسيد "عبقرينو" أنه كارثة وهو بطلان الإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره "عبقرينو" فى 12 أغسطس 2012 .. وعلى إثره أقال المشير .. وأصبحت السلطة التنفيذية فى يديه ، والسلطة التشريعية .. ولم يتبقى إلا السلطة القضائية .. فإذا سقط هذا الإعلان الدستورى قبل الأخير ، فهذا يعنى عودة المجلس العسكرى وعودة المشير ، وسحب السلطة التشريعية من حوزته .. ويصور عبقرينو أن هذه مصيبة كبيرة أن يعود المشير .. ونحن نسأل "عبقرينو أبو صباع"  .. هل سألت الشعب الذى خرج فى الثلاثاء الأبيض عن رأيهم فى المجلس العسكرى .. هل سألت الشعب عن رأيهم فى قبولهم حكم المجلس العسكرى .. أم أنت تعيش فى وهم من الخيال أنك أفضل من المجلس العسكرى .. وفى الحقيقة أنك أسوأ من أن يتخيل أى مواطن مصرى أن تحكم مصر .. ثم دعنا نتساءل ، إذا كانت عودة المجلس العسكرى سواء المشير أو من يخلفه هو مصيبه كما يتصورها "عبقرينو" .. فلماذا منح المشير وعنان قلادة النيل ..
** من الواضح أن عبقرينو وجماعته المحظورة ومستشاريه الظرفاء يعتقدون أنهم يديرون عزبة الصفيح ، أو عزبة القرود .. وليست جمهورية مصر العربية .. كان ذلك هو التصور الساذج للرئيس "عبقرينو" وجماعته .. وهو ما جعلهم يحشدون أتباعهم بالأمس فى كل وسائل الإعلام .. بعد أن أصيبوا بالذعر واللوثة من حجم وأعداد المطالبين بسقوط ورحيل مرسى العياط .. للدفاع عن مشروع عبقرينو والهجوم على المليونيات التى طالبت بسقوط النظام .. بينما الشعب يتابع المليونيات فى مصر وكل المحافظات .. لنفاجئ بالمذيع أو المذيعة وهى تعلن عن ضيف الحلقة ، وهو أحد كوادر الجماعة أو السلفيين .. فعلى سبيل المثال ، فى برنامج العاشرة مساء على قناة دريم ، تقديم وائل الإبراشى .. فوجئنا بضيوف الحلقة ، الحقوقى "حافظ أبو سعدة" ، والداعية "صفوت حجازى" ، حانوتى الميدان .. وبالطبع تحدث الأستاذ "حافظ أبو سعدة" عن كوارث الإعلان الدستورى وأنه يجب أن يخرج علينا مستر عبقرينو لإلغاءه حتى لا تتصاعد الأمور .. ثم توجه الإبراشى للداعية "صفوت حجازى" ، الذى لقب نفسه برجل الثورة .. فإذ بضغط الدم يرتفع عند المشاهدين .. وهم يرون البرود والتناحة والثقة الزائفة للشيخ الداعية وهو يمدح فى الإعلان الدستورى المكمل .. وأن هناك مؤامرة على الحكم .. وأن الرئيس تأخر فى قراره بإتخاذ هذه الخطوة ، وأن الموجودين بالميدان هم جماعة مأجورة تريد إجهاض الثورة .. وأن الدكتور "مرسى" إرتفعت شعبيته بعد إتخاذ هذا القرار ..
** وظل يتحدث ونحن يرتفع ضغطنا حتى وصل المنقذ لهذا الحوار الأسود ، المستشار "مرتضى منصور" ، وإذ بالضيف يهرول من الأستديو ويرفض إستكمال الحلقة وهو ما جعلنا نصفق للرجل العظيم "مرتضى منصور" ..
** كارثة أخرى فى قناة فضائية أخرى .. عندما إستضافت الإعلامية الجميلة "لميس الحديدى" بالأمس "محمد البلتاجى" .. الذى حرك مشاعرنا بالغضب .. وكدنا أن نحطم التليفزيون ، ونقذفه بالأحذية .. ولكن فى هذه المرة أنقذنا تدخل الفنان "مدحت العدل" الذى قام بالرد على "محمد البلتاجى" .. كما أنقذتنا الإعلامية "ريهام سعيد" عندما بدأ البلتاجى يتحدث عن نخنوخ ، وأنه وراء البلطجة فى التحرير وكل المحافظات .. وأنه على علاقة ببعض الضباط .. ولم يعترف البلتاجى بأن هناك ثورة فى الميدان والشارع المصرى فى كل المحافظات .. كشفت عن وقاحة الإخوان وطالبت بسقوط النظام ومحاكمة الإخوان .. وعندما تداخل بعض المتصلين مع لميس الحديدى للرد عليه ثار البلتاجى وكاد يبكى أمام لميس الحديدى ، وهو يقول لها "لقد وعدتونى كما أخبرنى الإعداد بعدم تلقى أى مكالمات حتى أنتهى من حوارى" ..
** وهنا نقول لفضائيات حرق الدم .. ما ذنبنا .. أرجوكم إرحمونا وكفاية علينا "عبقرينو" .. حرام عليكم أن تستضيفوا هذه الوجوه لتفرضوهم على الشعب المصرى .. كفانا .. كفانا .. مصر تتعرض لأكبر مؤامرة لإسقاطها .. إن لم تكن قد سقطت بالفعل .. وتحتاج لكل الإعلاميين الشجعان لمواجهة هؤلاء الكذابون والمضللين ..
** تحية خاصة للإعلامية "ريم ماجد" على قناة "أون تى فى" .. فقد قمنا بإنتقادها كثيرا جدا فى بداية أحداث ونكبة 28 يناير .. ولكن يبدو أنها أدركت حجم الكارثة .. فهى مواطنة مصرية ، نهتف ونقول لها "إلى الأمام دائما " .. كما نحيى الإعلامى "خيرى رمضان" ، والإعلامى "يوسف الحسينى" على قناة "أون تى فى" .. بل نحيى جميع الإعلاميين ولكن كفانا إستضافة هؤلاء المعتوهين ..
** مصر فقدت الكثير منذ أن رأينا وجوههم على الشاشة الصغيرة .. فليس هناك شعار إلا شعار واحد فقط "إرحل .. إرحل .. إرحل" .. "يسقط يسقط حكم المرشد" !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

حرب اوباما ونتنياهو على الفلسطينيين/ ابراهيم الشيخ

 ان ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة  من اجل الحصول على مكانة دولة غير عضو يعتبر خطوة مهمة لتثبيت الوضع القانوني للدولة الفلسطينية، ولكن هذه الخطوة ليست نهاية المطاف، وهي خطوة اقل ما يمكن فعله في ظل الظروف الحالية.
يذهب الفلسطينيون وسط تفاؤل كبير بانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وهناك اجماع من قبل كل مكونات الشعب الفلسطيني على هذه الخطوة المهمة، وعدم الاذعان للضغوطات والتهديدات الاسرائيلية والامريكية الرامية الى عرقلة مساعي الفلسطينيين في الامم المتحدة.
بالرغم من طمأنة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاسرائيليين والادارة الامريكية والاوروبيين والعالم بان السلطة ستعود الى طاولة المفاوضات بعد الحصول على وضع فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة، وتصريحاته  التي قال فيها بأن الفلسطينيين لا يريدون التصادم مع احد، لا مع امريكا ولا مع اسرائيل، الا ان الهجمة الاسرائيلية ما زالت مستمرة، لانها  ترى في الخطوة تحد من قبل الفلسطينيين الذين يسعون لاثبات حقوقهم التي يعمل الاحتلال على طمسها والتنكر لها.
وتطل علينا دولة الاحتلال بتهديدات وعقوبات من بينها وقف دفع اموال الضرائب وتعقيد حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، واحتمال الغاء اتفاقية اوسلو، وتذهب اسرائيل بعيدا في تهديداتها واجراءاتها العقابية الى حد تفكيك السلطة الفلسطينية والاطاحة برئيس هذه السلطة، وهنا لا بد من التنويه بان اسرائيل هي المستفيد الاكبر من اتفاقات اوسلو، وذلك من خلال خلق سلطة فلسطينية ليس لها سلطة بالفعل، وكذلك انهاء حالة المقاومة في الضفة الغربية، وكأن كل هذا لا يكفيها، وتهدد  أيضاً بإلغاء هذه الاتفاقات كابتزاز للسلطة الفلسطينية من اجل ثناءها عن التوجه الى الامم المتحدة، فالغاء هذه الاتفاقية هو مصلحة فلسطينية، لان اكثرية الشعب الفلسطيني تعارض اتفاقية اوسلو التي لم تحقق اقامة الدولة المنشودة.
 اكثر ما يخيف دولة الاحتلال الاسرائيلي من المسعى الفلسطيني، والذي سيؤدي الى قبول فلسطين كدولة مراقبة هو نيل عضويةمحكمة  الجنايات الدولية، وبالتالي سيكون بمقدور الفلسطينيين معاقبة دولة الاحتلال وقادتها على الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.
من ناحية اخرى اسرائيل تسعى الى حل القضية الفلسطينية بمفاوضات ثنائية دون تدخل طرف ثالث أو حتى الاستناد الى مرجعيات الامم المتحدة، لان دولة الاحتلال تخاف القرارات الدولية، وهي تسعى فقط للتوصل الى تفاهمات مع الفلسطينيين تفرضها عليهم، لكي تضمن امنها ومستقبلها، ولكي تحتفظ باكبر مساحة من الاراضي، ولهذا السبب ترفض اللجوء الى مرجعيات الامم المتحدة التي يجب ان يتمسك بها الفلسطينيون.
 اما الموقف الامريكي فهو كما كان دائماً،  موقف داعم لسياسة دولة الاحتلال، ولا شيء جديد على هذا الصعيد، لذلك تقوم ادارة اوباما بضغوط مباشرة على الفلسطينيين من اجل ثنيهم عن الذهاب الى الامم المتحدة، والتهديد بقطع المساعدات واغلاق مكتب المنظمة في الولايات المتحدة، وهذا يدل على ان ادارة اوباما السابقة كما الجديدة لا تختلف في رؤيتها تجاه القضية الفلسطينية، وهناك الكثير من السذج في الوطن العربي من الذين راهنوا على أن ادارة اوباما الجديدة ستكون مختلفة وداعمة للقضايا العربية.
اوباما يدعم ثورات الشعوب العربية وحقوق الانسان والحرية والديمقراطية من جهة، ولكنه من جهة اخرى يستثني الشعب الفلسطيني من هذه الحرية ارضاءاً لدولة مغتصبة لاراضي وحقوق الاخرين، ويتساءل الفلسطينيون لماذا  كلهذا الاجحاف بحقهم، مع العلم ان الإيمان بمبادئ الحرية ونشرها لا تعرف الاستثناءات، وهي حق لكل انسان، ولكن الحقائق التي تتبعها امريكا منافية لهذه المبادئ. 
وها هو اوباما وبفضل الديمقراطية والحرية التي ينكرها على الاخرين قد وصل الى أعلى منصب في اقوى دولة في العالم، فلماذا لا يجلس مع نفسه، ويتذكر من اين اتى اجداده الذين هاجروا الى امريكا من اجل الحياة الافضل والتمتع بالحرية، وما ذنب الفلسطينيون ليقابلوا بكل هذا الاجحاف، وهم الذين يناضلون من اجل العيش بحرية، هم يُعاقبون ويحارَبون من قبل امريكا ومن قبل دولة الاحتلال الصهيوني، ويقوم اوباما بدعم هذه الدولة الصهيونية بجميع انواع الاسلحة، ويكرر التزامه بأمن هذه الدولة.
ويبدو ان وصوله الى سدة الرئاسة قد اعماه عن رؤية الحقائق، فالفلسطينيون هم الذين يحتاجون الى من يطمئنهم على امنهم ومستقبلهم، وهم الذين يدافعون عن انفسهم، وهم الذين يناضلون من اجل حقوقهم والعيش في دولة امنة، وليس الدولة المحتلة التي تفرض الوقائع على الارض من خلال سرقة الاراضي وبناء المستوطنات من اجل إسكان اناس أتوا من جميع اصقاع الارض ليستوطنوا هذه الارض وبالقوة، القوة التي تستمدها دولة الاحتلال من الدعم السياسي والعسكري للادارات الامريكية المتلاحقة، ان ادارة اوباما وغيرها من الادارات السابقة لم تسمح بإدانة الكيان الصهيوني في الامم المتحدة مهما ارتكب من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وجعلت امريكا من هذا الكيان دولة فوق القانون.
ان الرئيس اوباما الذي حصل على جائزة نوبل من اجل السلام  حتى قبل ان  نرى أو يرى العالم مدى التزامه بتحقيق السلام والعدل، فهو لم يحقق السلام كما وعد خلال فترة ولايته الأولى، ووعوده ذهبت ادراج الرياح، ولم تقم الدولة الفلسطينية، ويساورنا الشك بأنها ستقوم في فترة رئاسته الثانية، لانه ما زال كما هو داعما قويا لدولة الاحتلال، وها هو يهدد ويحذر من ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة من اجل الاعتراف بهم كبقية البشر، لأن يكون لهم دولة حرة ومستقلة.

كاتب وصحفي فلسطيني

نصر اللات.. لقد مججناك ولم يعد أحد يصدقك/ محمد فاروق الإمام

بداية لابد من أن نضع أمام الجميع حقيقة صوم عاشوراء والاحتفال به كما جاء في الأثر، فإنه عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود صياما، فقال ما هذا قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فصامه موسى شكرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.
أما احتفال حسن نصر اللات في هذه المناسبة فمغاير لما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالف لما عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، فهو يحتفل وجماعته في هذا اليوم بذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه في فتنة سياسية، جعلها الفرس بدعة لشق صف المسلمين لتقويض دولتهم ثأراً لزوال ملك الساسانيين وإطفاء نارهم على يد المسلمين، لا أصل لها في الدين ولا صلة لها به من قريب أو بعيد، والمراد بها تكريس الحقد في النفوس وإزكاء نار الفتنة وإشعال أوارها بين المسلمين وإضعافهم وتفريق كلمتهم، وقد مضى على هذه الواقعة أكثر من 1400 سنة جرّت على المسلمين من الفتن والاقتتال والحروب والويلات والعذابات والمرارات، تحت شعار (يا لثارات الحسين)، أنهاراً من الدماء والآلاف المؤلفة من الضحايا، كان المسلمون في غنى عن كل آثارها وتداعياتها التي يدفع المسلمون اليوم أثماناً باهظة من الفرقة والتنابذ والجهل والتخلف، والتي شغلت المسلمين عن متابعة الفتوح ونشر هذا الدين العظيم في آفاق الأرض، ولعل أقرب مثال يمكن الاستشهاد به هو إقدام الصفويين في إيران على طعن ظهر المسلمين كلما تقدموا نحو الغرب فاتحين، وكان من أبرز هذه المواقف عندما كان العثمانيون يحاصرون فيينا بقيادة السلطان سليمان القانوني عام1529م وكانوا قاب قوسين او أدنى من فتحها والانطلاق إلى ما بعدها غرباً ليفتحوا أوروبا كاملة، راح هؤلاء الصفويون يشنون هجوماً على الدولة العثماتية المنشغلة بحصار فينا للإنكفاء عنها والاضطرار لمواجهة الغدر الصفوي الذي كان يريد تدمير الدولة العثمانية ويستغل كل انشغال لجيوشها في تحقيق ذلك.
 ويحدثنا التاريخ عن فرقة من هؤلاء تسمى الحشاشيين كان يتزعمها رشيد الدين سنان الذي كان يحقد على السلطان صلاح الدين ويتآمر مع الصليبيين عليه وعلى الإسلام - لأنه أسقط الدولة العبيدية (الفاطمية) في مصر - واتفق مع القائد الصليبي (كمشتكين) على قتل صلاح الدين في قلب معسكره ليبقى الصليبيون في بلاد الشام، فأرسل مجموعة من ثلاثة عشر حشاشًا استطاعت التغلغل في المعسكر والتوجه نحو خيمة صلاح الدين، إلا أن أمرهم انفضح قبل أن يشرعوا بالهجوم، فقُتل أحدهم على يد أحد القادة، وصُرع الباقون أثناء محاولتهم الهرب.
يوم أمس الأحد 25 تشرين الثاني الحالي خرج علينا حسن نصر اللات كعادته بخطاب من مخبئه في أحد سراديب الضاحية الجنوبية عبر شاشة عملاقة يلقيه على مسامع مناصريه المغرر بهم، وقد أطفأ سُرج عقولهم كما كان يفعل إبليس ومسيلمة الكذاب وابن سبأ اليهودي والمختار بن أبي عبيد الثقفي صاحب الكرسي مع ضعاف العقول والنفوس ويغرر بهم، ويدفعهم إلى المهالك في الدنيا والآخرة مغمضي الأعين مغلقي الآذان والعقول كأنهم أنعام بل هم أضل.
وأنا هنا أجتزئ بعض الفقرات التي تهمنا مما جاء في خطاب نصر اللات الذي اعتدنا على سماعه في مثل هذه المناسبات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتفنيد ما جاء فيها.
حسن نصر اللات بعد المقدمة المطولة التي لا يهمنا أن نأتي على ذكرها يقول: "نتقدم بالعزاء لصاحب العزاء، إلى بقية الله في الأراضين، مولانا صاحب الزمان (يقصد به إمامهم الغائب في أحد سراديب سامراء)، وإلى مراجعنا العظام، وإلى سماحة الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله".
وهنا يقرن ويساوي في الجاه والعظمة بين إمام مظلوم (بزعمهم) فر واختبأ في أحد سراديب سامراء خوفاً من القتل، وبين ظالم جبار يشجع ويؤيد ويناصر أطغى طغاة الأرض جهاراً نهاراً وعلى الملأ دون حياء أو خجل ويجعل منه آية من آيات الله العظمى ويدعو الله بأن (يديم ظله).. أدام ظل سحابته السوداء عليه وحشره الله معه يوم القيامة، فالمرء يحشر مع من أحب.
ثم يقول وهو يزكي نار الفتنة بين المسلمين:
"نحن نعتبر أن يزيد هذا العصر (ملمحاً إلى يزيد بن معاوية)، الذي يجب أن نواجهه كربلائياً وحسينياً وزينبياً، هو المشروع الأمريكي - الصهيوني، ونحن في مواجهة هذا اليزيد، كل الحسينيين والزينبيات، وسنبقى وستبقى هذه المواجهة بالنسبة إلينا هي الأولوية المطلقة".
وهنا يقارن نصر اللات بين يزيد بن معاوية الذي لفق له فرس إيران والشعوبيين الأباطيل والأكاذيب والتهم ووصموه بكل رذيلة وشنيعة، ليجعلوا منه خليفة باغي وظالم وماجن، وقد فند الكثيرون من المؤرخين كذب هذه الإدعاءات التي وصموه بها، يقارنه بالمشروع الأمريكي-الصهيوني، الذي هو وأسياده في قم جزء منه والشواهد على ذلك كثيرة وكثيرة جداً من إيران غت إلى الدعم المخابراتي واللوجستي الذي قدمه الإيرانييون للأمريكيين في غزوهم لأفغانستان والعراق بشهادة كبرائهم، وما يدعونه محض افتراء، وإن كان هناك ظلم وقع على الحسين بن علي رضي الله عنهما فإنه لا ينسحب على المسلمين ويلاحقهم تحت شعار (يا لثارات الحسين) بعد أكثر من 1400 سنة والله يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، فما علاقة المسلمين بما يسوّقه نصر اللات ويجدد النداء به ليزكي أوار الفتنة بين المسلمين في كل مناسبة مبتدعة أو مدسوسة؟!
ويضيف قائلاً: "إنني هنا أحذر على امتداد العالمين العربي والإسلامي، من خطورة تحويل الأصدقاء إلى أعداء، والأعداء إلى أصدقاء".
ويضيف قائلاً: "نعم هناك من يسعى، من خلال إثارة الفتن المذهبية، والتحريض الطائفي والمذهبي، أن يدق إسفيناً، أو يضع الحواجز النفسية، بين غير العرب والعرب، وبين الشيعة والسنة".
لقد مججنا مثل هذا الكلام المكرر ولم يعد يصدقك يا نصر اللات أحد.. فأسيادك أتباع الولي الفقيه في قم الذين تدافع عنهم.. هم من كشروا عن أنيابهم  وشمروا عن مخالبهم وأظهروا حقدهم الدفين وأبانوا عن نواياهم وأطماعهم في البلاد العربية يرددونها صباح مساء عبر إعلامهم، على لسان مسؤوليهم في كل المناصب والمؤسسات العسكرية والمدنية وفي كل مناسبة: (الكويت محافظة إيرانية.. البحرين محافظة إيرانية.. البصرة محافظة إيرانية.. جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى جزر إيرانية) ودعمكم للحركات الشعوبية المشبوهة في البحرين والكويت والسعودية، ومحاولات التبشير بمذهبكم في البلدان المسلمة ونشر أباطيلكم وبدعكم فيها، ومناصرتكم للباغي بشار الأسد قاتل الأطفال والشيوخ والنساء ومدمر المدن وحارق الأشجار ومهدم الجوامع والكنائس وكل ما له صلة بالحياة والتاريخ والإسلام، وقد فضحتكم جنائز المقتولين من أعضاء حزبكم الذين قضوا على يد الجيش السوري الحر في معارك جهادية كما تقولون، وكأن جهادكم بات في قتل السوريين ومقاومتكم هي على أرض سورية من دون إسرائيل، ووقوع العشرات من أفراد الحرس الثوري الإيراني أسرى بيد الجيش السوري الحر الذين جاؤوا ليشاركوا جزار سورية في القتل وسفك دماء السوريين بفتاوى من معممي قم، مدعين أنهم جاؤوا لزيارة الأماكن المقدسة في سورية والحج إليها، وكأن البيت الحرام قد تحول إلى دمشق بقدرة قادر، وتحتفلون أنت وهم بعاشوراء وذكرى قتل الحسين وأنكم تسيرون على خطاه، وتتبجحون بأنكم مع الضعفاء والمستضعفين والمظلومين، فمع من تتحدث يا نصر اللات وإلى من توجه دعاويك وأكاذيبك وقد خبرك الجميع، فأنت لا تنظر إلى الناس بعين النحل حتى تبصر الحقيقة إنما تنظر بعين الذباب لتقع على ماهو مستقذر من افتراءات وأكاذيب.

مرسى دبح القطة/ د. ماهر حبيب

مرسى دبح لكم القطة دبح الدستور دبح المرحومة ديموقراطية دبح القضاء دبح النايب العام وفتواته ضربوا الحريرى والفخرانى وكل واحد حا يعمل فيها سبع البرمبة شومة وعصاية وياخد إللى فيه القسمة وبعدها يضرب دماغه فى أقرب حيط علشان ما حدش حا يسمع ولا يشوف ما خلاص  القطة إندبحت وماتت من يوم ما زحلق المشير وعنان بطريقة أسهل من زحلقة واحد فى قشرة موز.
طبعا كل المظاهرات إللى طالعه و قوى المجتمع المدنى المهلهلة حا تفضل تبكبك فى ميدان التحرير يومين تلاتة وحتى اسبوعين ثلاتة وحا يخش عليهم البرد ومفيش بطاطين قطرى ولا ساندوتشات كنتاكى ولا حتى من التابعى الدمياطى فا حيخلص البنزين وكل واحد يروح يتدفى تحت البطانية فى بيته ويقعد يحلم فى المنام إنه قاعد عامل أسد جسور فى التحرير والفضائيات عماله تعمل معاه لقاءات وعمالين يتزاحموا عليه لدرجة إنهم ما خدوش بالهم وزقوه لغاية نهر النيل من كتر إندفاعهم ولما حس إنه مبلول صحى من النوم وقال الله ما إجعله خير وقام مغير هدومه من سكات بدل الفضايح قدام المدام.
بصراحة مرسى أو بتعبير أدق الإخوان حاسبينها صح سيبك من الإصلاح سيبك من حل مشاكل البلد سيبك من المزلقنات المفتوحة هما عاوزين حاجتين الأولانيةغزة وطبعا إنتو عارفين أو مش عارفين اللعبة الكبيرة إللى عملتها حماس لما جرت شكل إسرائيل وإبتدت إسرائيل تضربهم وموتت لهم كام واحد وراح مرسى عمل بطل المنطقة وقال لأمريكا أنا حا أحل لكم المشكلة دى بطل ياد إنت وهو رمى الصواريخ الصوتية وعندى دى يا حبيبى يا أوباما وما تزعلش يا صديقى بيريز عاوز أيه ؟حماس ومش حا تهوب نحيتك طول ما أنا وإنت متفهمين وأنا ضامنهم وعاوز أيه يا صديقى نتانياهو شوية مجسات يلا حطهم هى كانت بتاعت أبونا دا إحنا مستليفينها من حماس مؤقتا لغاية ما نشوف صرفة ونعمل لهم فيها دولة صغنونة ومحندقة وعش العصفورة يقضينا وراضيا عنى يا تانت كلينتون دى مجيتك عندى غالية على قوى وسيب وأنا أسيب حا تعدولى موضوع الدستور حا أعديى لكم موضوع حماس ده وقد كان مشيت هيلارى وتانى يوم أوباما بيصرح إنه معجب بالرجل المعجزة مرسى وبراجماتيته وسلم لى على البراجماتية.
والتانية مصر وطبعا دى شعبها غلابة يخاف ما يختشيش يطلع الإخوان بمظاهرة تنقلها كل الفضائيات ويطلع مرسى متشنج كالعادة ويبخ فيكم بختين تكشوا وتطلعوا بمظاهرات تملا عين الشمس تروح الفضائيات مصورة الركن البعيد الهادى وتفتكروا إن المولد إنفض فترجعوا لعيشتكم إللى إتعودتوا عليها وإنتوا بتسبوا للعيش والعيشة وإللى عايشنها وتلعنوا أبو خاش العيش والحرية والعدالة الإجتماعية وتقولوا ما أنا كنت متنيل على عين أهلى وقاعد كان لازمتها إيه المشورة مظاهرة رايحة ومظاهرة جاية وثورة رايحة ومش راجعة وديكتاتور رايح وديكتاتور راجع بإخوانه وإخوانكم البعدا عمالين يوزعوا أنفسهم على كل المواقع فشر الحزن الوطنى إللى طلع هاوى بالنسبة لحزب الديكتاتورية والندالة وبكده مرسى حط أيده على مصر بره وجوه وكل الفلفصة التحريرية مجرد وقت لغاية ما تنسوا و  ربنا يدينا ويديكم طولة العمر  30 سنة إخوان كمان مادام مرسى دبح القطة والقطة طلعت روحها من غير خربشة ولا حتى لحقت تقول ناو ناو

إلى النائب إيلي ماروني: هل مطالبتك بتسليم من قتلوا أخيك جريمة/ الياس بجاني

النائب والمحامي في كتلة حزب الكتائب عن زحلة ايلي ماروني هو بالواقع من أكثر النواب اللبنانيين وضوحاً وشفافية ووطنية في مواقفه الجريئة، ونحن كنا ولا نزال من المتابعين باستمرار ورضى كاملين لأنشطته ومواقفه كافة، إلا أننا فوجئنا اليوم بكلام قاله لجريدة السياسة الكويتية لا يشبهه ولا يتماشى مع تاريخه النضالي والقانوني ويتعارض مع كل ما عرّف عنه من تمسك بالحق وبالعدالة، خصوصاً وانه محامي وابن زحلة المقاومة، وأخ لشهيد قاتله لا يزال طليقاُ ودون محاكمة وعقاب، كونه هارباً إلى سوريا نظام الأسد ومحمياً من مخابرات النظام السوري ومن جماعة هذا النظام في لبنان.
النص الحرفي لتصريح النائب ماروني لجريدة السياسة عدد 25 تشرين الثاني/2012 الذي هو موضوع مقالتنا: "وعن موقف حزب الكتائب من كلام الكاردينال بشارة الراعي بشأن المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, شدد ماروني على أن حزب الكتائب أكد أكثر من مرة أنه لا تجوز مهاجمة الكاردينال الراعي في وسائل الإعلام ولا يجوز أن نرد عليه بغض النظر عن موقفنا الرافض لما قال، ونحن من أكثر الفرقاء المتمسكين بالمحكمة الدولية لأن لنا فيها ملفات أيضاً، ونحن ننتظر الحقيقة والحق، لذلك نتمنى على الجميع أن يبادروا إلى معاتبة البطريرك أو إلى إبداء ملاحظاتهم على مواقفه في بكركي وليس عبر وسائل الإعلام".
كم كنا نتمنى لو جاء هذا التصريح اللا قانوني والا مسيحي من نائب حزب الكتائب السيد سجعان القزي أو من الوزير الكتائبي السابق سليم الصايغ أو من غيرهما من القياديين في الحزب، أما وإنه جاء على لسان ماروني المحامي وأخ الشهيد وابن زحله فهذا أمر فيه ليس فقط العجب العجاب، بل الحزن والحيرة والاستغراب والاستنكار كون المسيحية الحقة في جوهرها والتي يؤمن بها ويدافع عنها ماروني هي حق وشهادة للحق وجرأة وليس فيها مسايرة أو مداهنة لمقام أو لأي موقع سياسي أو ديني عملا بقول القديس بولس الرسول: "لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح".
إيمانياً وانجيلياً ووطنياً وحقوقياً وأخلاقياً نلفت العزيز النائب ماروني إلى أن السيد المسيح لم يساير أو يغض الطرف عن ممارسات الذين انتهكوا حرمة الهيكل وحولوه إلى سوق، بل حمل السوط وطردهم علناً ولم يستدعيهم للتحدث معهم في غرف مغلقة، وهو في نفس الوقت لم يساير ولم يتملق رجال الدين من الكتبة والفريسيين الذين كانوا يشوهون المفاهيم الإيمانية ولم يسكت عن أفعالهم بل أنبهم وانتقد أقوالهم وممارساتهم بشدة وعلناً وليس خلف الأبواب المغلقة وشبههم بالقبور وخاطبهم قائلاً وعلناً أيضاً وليس خلف الأبواب المغلقة: "يا أولاد الأفاعي". وهو الذي علمنا قدسية المواقف غير الفاترة والعلنية: "من ليس معي فهو ضدي ومن لا يجمع فهو يبدد"، وهو من قال لنا لا تتلونوا وتطيلوا في الكلام و"ليكن كلامكم بنعم نعم وبلا لا، وما زاد عن ذلك فهو من الشرير". كما أن انجيلناً المقدس يلزمنا أن لا نكون فاترين في مواقفنا، بل شفافين وواضحين كوننا أبناء نور ولسنا أبناء ظلمة: "لأنك لست بارداً ولا ساخنا، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي".
يا حضرت النائب المحترم إن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس، ومسيحياً من حق أي مؤمن كأن من كان، لا، بل من واجبه الإيماني والأخلاقي والكنسي والإنساني أن ينتقد ويؤنب وعلنية ممارسات وأقوال رجال الدين، كما فعل المسيح، وذلك عندما ينحرفون عن التعاليم الكنسية والإنجيلية ويتخذون مواقف تتعارض مع دعوتهم لأنهم خدام نذروا العفة والطاعة والفقر وقبلوا دعوة الله لهم لحمل الرسالة والبشارة وليس للدفاع عن أو التملق لحكام وملوك الأرض أو احتضان القتلة والمجرمين والوقوف ضد العالية. "لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم. لَو كانَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم لَدافعَ عَنِّي حَرَسي لِكي لا أُسلَمَ إِلى اليَهود. ولكِنَّ مَملَكَتي لَيسَت مِن ههُنا".
ونلفت النائب ماروني وكل من يدافع عن مبدأ عدم التضوية علنية على مواقف سيدنا البطريرك الراعي السياسية إلى أن الانتقاد في مفهومه العلمي والقانوني هو غير التهجم، في حين أن الانتقادات التي تتناول سيدنا الراعي علنية هي لمواقفه السياسية والوطنية والقانونية وليس لأمور وشؤون دينية أو كنسية. أي أن غبطته هو من أدخل نفسه علنية وليس من وراء الأبواب إلى زواريب السياسية المحلية والإقليمية، وبالتالي أصبح طرفاً كباقي السياسيين، ومن هنا يأتي حق أي مؤمن ومواطن أن يتعامل مع مواقفه هذه تأييداً أو معارضة.
نسأل بمحبة النائب ماروني إذا كانت مطالبته المستمرة هو شخصياً السلطات اللبنانية باعتقال ومحاكمة من قتل شقيقه هي ممارسات مخالفة للقانون وليست من حقه؟ 
ونسأله أيضاً عن فاعلية سياسة حزب الكتائب القائلة بضرورة عدم انتقاد مواقف الراعي السياسية علنية والتحادث معه في أي شأن من هذا القبيل خلف الأبواب المغلقة؟
عملانياً ومنطقياً نرى في الواقع المعاش أن سياسة الحزب هذه قد أثبتت عدم جدواها وفشلها لأنه ومنذ انتخاب سيدنا الراعي بطريركاً ومواقفه السياسية المحلية والإقليمية تتناقض كلياً مع كل ما يؤمن به ويمثله حزب الكتائب ومعه ثورة الأرز، وسيدنا لم يعد ولو خطوة واحدة إلى الخلف، بل هو مستمر في مواقفه المؤيدة للأسف لمحور الشر السوري والإيراني، وقد توج مواقفه هذه من روما باعتراضه العلني وليس من خلف الأبواب على من يطالبون بتسليم القتلة من أفراد حزب الله للقضاء.
في الخلاصة يا حضرت النائب العزيز نستنتج احتمالين ليسا لصالح سياسة "خلف الأبواب" الكتائبية التي نستغرب أن تدافع عنها أنت شخصياً: أما أن حزب الكتائب لا يناقش سيدنا في شأن مواقفه التي تتعارض مع كل ما هو كتائبي، أو أن سيدنا يسمع للحزب ولا يلتزم. وبالتالي هذه سياسة كتائبية غير مجدية والمطلوب من الحزب تبديلها والتوقف عن التسويق لها.
بمحبة وصدق نطالب النائب ماروني المحامي والشجاع والوطني وأخ الشهيد أن يكون معنا في مقدمة الذين يتعاطون مع مواقف سيدنا الراعي السياسة علنية وليس خلف الأبواب عملاً بقول السيد المسيح: " فما من مستور إلا سيكشف، ولا من مكتوم إلا سيعلم، فكل ما قلتموه في الظلمات سيسمع في وضح النهار، وما قلتموه في المخابئ همسا في الأذن سينادى به على السطوح. (لوقا 12/02-03)

ثورات التغيير لم تنته بعد/ ابراهيم الشيخ

ان الوطن العربي يعيش حالة من الفوضى والتشرذم، لا الانظمة متصالحة مع بعضها، ولا الشعوب موحدة داخليا، حيث ما زالت الخلافات السياسية والدينية هي سيدة الموقف، والشعوب مفرقة بين سني وشيعي، وبين مسلم ومسيحي، وبين مؤيد للثورة السورية ومعارض لها،  وما بين مؤيد لحماس ومعارض لمقاومتها، ويدور خلاف حول من هو العدو ايران ام اسرائيل ام تركيا ام امريكا، هذا هو حال الوطن العربي الذي يفتقد الى المرجعية الدينية والسياسية.
 ان ريح الثورات والتغيير ما زالت تعصف بالوطن العربي من كل الاتجاهات، ومن غير المعروف ما سيتمخض عن هذا التغيير بعد هدوء العواصف وتراجعها، وهي لا تبدو بانها ستنتهي بسرعة،  والدلائل تشير الى انها ستقلب الأوضاع رأساً على عقب.
ان المراقب للاوضاع الذي يمر به الوطن العربي اصبح لا يقدر على حل طلاسم السياسة المتخبطة التي تعيشها بلادنا من استقطابات وخلافات مذهبية وسياسية، ومن الملاحظ بان هذه الحالة تطورت بعد ثورات ما يسمى الربيع العربي
ان زلزال التغييرات في الوطن العربي لم ينته بعد، ويبدو انه في بداياته، وهو ينتقل من بلد الى اخر حسب ما رُسم له، فكم بلد كان يظن نفسه بمنأى عما يحدث في المنطقة، ولم يتصور بعض الزعماء ومن وراءهم الشعوب بأن شيئاً من هذا القبيل كان من الممكن ان يحصل في دولهم.
 ان  ما يسمى بثورات الربيع العربي اقتصرت على عدة دول، ولكن ماذا عن الدول الباقية، فهذا التغيير الذي حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن وما يحصل في سوريا قد بدأ عفويا، لان الشعوب وبمحض ارادتها ارادت التخلص من الانظمة الدكتاتورية، ولكن تغير مسار هذه الثورات عندما بدأت قوى خارجية اقليمية ودولية تتدخل في هذه الاحداث، وهنا اخذت هذه الثورات اتجاها اخر، وحاولت هذه القوى الخارجية استثمارها من اجل فوز التيارات الاسلامية، والتي وبالفعل وصلت الى السلطة، مما ادى الى تهميش القوى الحقيقية التي قامت بهذه الثورات.
ان القوى الحقيقية التي قامت بالثورة، والتي هدفت الى تغيير ملموس في المجتمعات لم تأخذ دورها في عملية التغيير الديمقراطي، وهذه المتغيرات التي حدثت في هذه البلدان لم ترقَ الى تأسيس وخلق مجتمعات ومؤسسات مدنية حرة قادرة على ممارسة حريتها بالشكل الصحيح، ولذلك بدأت هذه القوى التي هُمشت بالتحرك، وهذا الحراك بدأ ينشط  في مصر وتونس.
وستحاول هذه القوى والتي تشعر بأن ما حصل في بلدانها ليس هذا ما حلمت به وطمحت اليه، ولذلك ستشهد المرحلة القادمة تحركات لهذه القوى بهدف الضغط على هذه الانظمة الجديدة لتغير من سياساتها، وان تأخذ رأي الشعوب ومصالحه بعين الاعتبار، وعدم تكرار تصرفات الانظمة الاستبدادية السابقة.
 بلا شك ان القوى التي تحركت من اجل التغيير في الوطن العربي لم تكن لديها اهداف موحدة من وراء التغيير الذي حصل، فالأهداف تختلف من فرد الى اخر، ومن جهة سياسية الى اخرى، فهناك من اراد ممارسة الحرية والديمقراطية بعد حكم دكتاتوري استمر لسنوات طويلة، وهناك من رأى في التغيير فرصة لفرض ايدولوجيته وافكاره على المجتمع، وهناك من رأى في هذا التغيير فرصة لايجاد عمل افضل وحياة افضل بعد الكشف عن فساد الزعماء الذين نهبوا البلاد والعباد.
وفيما يتصل بثورة الشعب السوري، والتي بدأت عفوية كما بدأت الثورات الاخرى، ولكنها بعد ذلك استُغلت من قبل قوى اقليمية من اجل فرض رؤيتها وافكارها على هذه الثورة، وهنا اصبح واضحا ان ما يسمى الربيع العربيي فقد نقائه واهدافه السامية، واصبحت الشعوب تدرك بان التغيير هو ليس من اجل الديمقراطية والحرية الحقيقية، وانما من اجل وصول احزاب بعينها بدلا عن الانظمة الدكتاتورية.
ان شعوب الدول التي تم فيها التغيير تنتظر من الانظمة الجديدة بان تُحقق لها الحرية، وعدم ممارسة القمع الفكري والسياسي، فصمت هذه القوى لفترة من الوقت لا يعني اذعانها لهذه الانظمة، وانما هو لاعطاء الانظمة الجديدة فرصة، ولرؤية ما تستطيع هذه الانظمة من تحقيقه لمصلحة الشعوب.
ان مرحلة التغيير لم تنته بعد، وشكل هذا التغيير في الوطن العربي لم يتبلور بعد، ومن غير المعروف كيف سينتهي وأين، لان عاصفة التغيير ما زالت مستمرة حتى في البلدان التي حصلت فيها الثورات.
كاتب  فلسطيني


غزة وراءنا والإنتخابات للكنيست تعود للصدارة: باي حق ندعو النساء للتصويت؟/ نبيــل عــودة


عدنا لمعركة الإنتخابات  بعد حرب غزة الثانية وسقوط "الردع الإسرائيلي" سقوطا مهينا، وما كان له ان يتعزز بواقع شعب لم يعد له ما يخسره الا كسر قيود  الإحتلال !!
انا لا اشعر بأي حافز للمشاركة في معركة الإنتخابات القادمة، هذا الجو سائد في وسط الجماهير العربية في اسرائيل . في الانتخابات الماضية شارك 58% فقط  من أصحاب حق الإقتراع العرب. فكريا انا مقتنع تماما ان الإمتناع عن المشاركة في التصويت يعطي نتائج أسوأ مما نتوقعه من المقاطعة.   فكريا على الأقل ارى أهمية المشاركة بالتصويت وتعزيز القطاع العربي داخل الكنيست. على الأحزاب العربية اقرار استراتيجية انتخابية لرفع نسبة التصويت بين المواطنين العرب ، دعاية مشتركة اذا أمكن ، دون المنافسة بين القوائم العربية على الأصوات، أرى أن المنافسة ستساهم في ابعاد مصوتين عرب عن المشاركة قرفا ومللا من الصراع بين أحزاب وقوائم من المفترض انها تعبر عن مصالح مشتركة ، فلماذا اذن تكون الجنازة حامية ما دام الميت كلب؟
اتجاهي أقرب للجبهة الديمقراطية – الحزب الشيوعي- رغم رفضي لبعض مواقفها السياسية خاصة من سوريا. على المستوى السياسي العام والإجتماعي انا متماثل تماما مع برنامجهم.  يجب اعطاء  الناخب العربي حرية الإختيار وان تخوض الأحزاب العربية التي لا ارى فائدة من تجمعها بقائمة واحدة ، لأسباب كثيرة هامة، بعضها أيديولوجي وبعضها شخصي  ان تخوض دعايتها الإنتخابية بتنسيق مشترك  . اتوقع ان يخلق هذا الأمر جوا صحيا ، يشجع الممتنعين على المشاركة بالتصويت.
الأمر المقيت والمثير للغضب بين الأوساط الواعية هو مواصلة استبعاد النساء عن الأماكن المضمونة. الجبهة مع الأسف وضعت مرشحة في المكان السادس، ضمن تعهد ان يستقيل من الكنيست بعد سنتين رأسي القائمة محمد بركة وحنا سويد على امل ان تحصل الجبهة على أربعة مقاعد كما هو عدد مقاعدها اليوم، ليحل مكانهما المرشحان الخامس والسادس أيمن عودة ونبيلة اسبنيولي .هذه  التعهدات لا تعني شيئا ولن تخدم انتخابيا هذه القائمة. ما اراه ان واقع المرأة في تراجع نسبي كبير ، يمثل مجمل التراجع في تقدم المجتمع المدني العربي . اذ لا يمكن تحقيق تقدم في قضية المرأة طالما ظل مجتمعها قبليا في مبناه وعلاقاته  ويحرمها من الحقوق السياسية المتساوية.

تساهم المرأة في الدول المتقدمة بحصة تكاد تكون مساوية لحصة الرجل في جميع نواحي الحياة. . في عالمنا العربي وفي المجتمع العربي داخل إسرائيل  أرى ان المرأة ، حتى الأكاديمية ، تخضع لقيود مستهجنة،   نجد ان واقع المرأة لا يختلف بمجمل مضمونه. ولكن هذه الظاهرة تخفي واقعا أشد مرارة . واقع اتساع البطالة في صفوف النساء بالمقارنة مع الرجال. واقع التمييز من داخل مجتمعها ( العربي في اسرائيل في حالتنا) هو أشد مضاضة من التمييز ضد النساء في المجتمع الأوسع ضمن التمييز العام ضد الاقلية العربية بكل مركباتها..
كيف سنقنع المرأة الفلسطينية المواطنة في اسرائيل ان تشارك بمعركة انتخابات يسيطر عليها الذكور ، ولا ترى بشائر  خير بأن تكون مشاركة فعلا وليس بالشعارات فقط؟
الموضوع له أهميته ليس بايصال ممثلة نسائية الى هيئة مقررة  ، وهي مسألة هامة جدا، انما لها وقع أخلاقي تربوي للمجتمع الذي تدعي الأحزاب انها تمثله. هل هو تمثيل ذكوري والمرأة تابعة لقرار الرجل  ؟
الإنتخبات كما اراها ليست منافسة على سياسات ،خاصة في الوسط العربي، ولا ابالغ بالقول ان مساحة الإتفاق السياسي واسعة جدا بين الأحزاب العربية، ومعظم الخلاف هو على المستوى الأيديولوجي ، وهو غير مطروح للحسم في هذه الإنتخابات مثلا،  مع اني لا اتجاهل الفجوة الفكرية الواسعة بين التيارات المتنافسة في الوسط العربي داخل اسرائيل.
 يؤسفني اني لا ارى مستقبلا سياسيا للأقلية العربية بمثل ما أحلم به.
ما اراه استمرار في السقوط الى الحضيض!!
ما أراه المزيد من الاضطهاد الشوفيني الذكوري للمرأة من المضطهدين في الواقع الإسرائيلي. أي ان المرأة تعاني من اضطهادين ، من ذوي القربى ومن السلطة الصهيونية.
 لا اعرف هل نسبة النساء الممتنعات عن التصويت ستكون أكبر من نسبة الرجال؟
القائمة التي اقرتها الجبهة مثلا، نفس الوجوه الأربعة بنفس الأماكن،المرأة للمكان السادس المستحيل، مع تعهد باستقالة المرشحين الأولين بعد سنتين، تعهد لا قيمة له، لا ارى ان هناك دافعا للنساء  للتصويت.
هذا من ناحية، من ناحية أخرى استمرار الحفاظ على تركيبة القوائم، وكأن لا بديل للشخصيات التي ترأسها وتملأ المواقع المضمونة، رغم انهم يمارسون نشاطهم منذ سنين طويلة جدا، هي ظاهرة لا تشجع على اقناع مقاطعي الانتخابات بتغيير موقفهم من مقاطعة التصويت..
رغم كل السلبيات، التي تجعلني مصوتا رغما عن أنفه. الا اني اشدد على اهمية التصويت ورفع عدد الممثلين العرب في البرلمان، واهمية ان لا يحتدم النقاش بين المضطهدين ، بل ان تكون حملة دعائية منسقة ومشتركة في ظروف استحالة اقامة قائمة مشتركة.

الهرم الاكبر اعجوبة الدهور والازمنة 4-5/ لطيف شاكر

  الهرم الاكبر بين العقيدة والتنبؤات
 
نشأت عقيدة الهرم الاكبر –معبد اله الشمس- اول عقيدة للتوحيد نزلت علي ارض مصر في عصر ماقبل الاسرات او قبل التاريخ –بدأت في مدينة أون "عين شمس" حيث كان يوجد الهرم الرمزي المقدس( بن بن ) للاله وكان كما ورد في الاساطير القديمة مصنوعا من معدن سري يعكس أشعة الاله بالنهار ويشع نوره طول الليل . وهو الهرم الذي ورد ذكره في اسطورة اطلنتس ونشأة الاهرام والمسلات فيبنوا الهرم الاكبر في مرحلته الاولي بارتفاع 43متر كمرصد فلكي لتلقي رسالات السماء عن طريق الفلك والتنجيم وعند تكملة بنائه في المرحلةالثانية بلغ ارتفاعه 143 مترا تقريبا وهو منسوب المصطبة العليا الحالية التي كان يوضع فوقها الهرم المعدني الذي اطلقوا عليه اسم (عرش الاله )   كما ورد اسمه في متون الاهرام وكتاب الموتي ورمز اليه باسم (الافق المنير).
هناك ايضا نظرية آخري أمكن الاستدلال عليها من برديات منف تصف عرش الاله بأنه كان علي شكل كرة معدنية كبيرة من نفس المعدن علي شكل قرص الشمس نفسه وكانت الكرة تعكس أشعة الشمس طوال التهار ويتغير اتجاهها بتغير زاوية الليل وهو ماكانوا يستخدمونه في ارصادهم الفلكية وتحديد علاقة التنجيم بالزمن . كما كانت تعكس اشعة النجوم والافلاك كمرآة راصدة طوال الليل فتحدد دوراتها ومساراتها وانتقالها في قبة السماء بين بروجيها وبيوتها .
فكان الهرم الاكبر هو معبد الاله الواحد وبيت اسراره فسجلت اسرار تنبؤاته علاقة السماء بالارض او علاقة البشرية برسالات السماء المتتالية التي تدعو الناس الي عبادة الاله الواحد وهوما اوضحته تنبؤات الهرم من تحديد تاريخ موجات الايمان والالحاد ونزول الكتب السماوية ورسالاتها المتتالية التي تتفق جميعها في العقيدة والمصدر والرسالة والدعوة .
مما يلفت النظر ان رسالة التوحيد الاولي التي عبر عنها الهرم الاكبر مازالت تجد لها صدي في المجتمع البشري الحديث , ممثلة في احدي الديانات او الجماعات الغربية التي يطلق عليها(جماعة الروزيكروشان ).الذي سنوضحها فيما يلي :
جماعة الروزيكروشان  اي الصليب الوردي او الهالة الوردية في لغات اخري وترجع نشأة هذه الجماعة الي اوائل القرن الخامس عشر ويبلغ تعداد الطائفة حوالي عشرون مليون او اقل ينتشرون في دول اوربا وامريكا لهم معابدهم الخاصة ويؤمنون بالاله الواحدالذي يرمز له بقرص الشمس او القوة الخفية خلف الشمس التي تهب الحياة في الارض وتحرك الكون في قبة السماءالتي يجلس الاله علي عرشها .
وتعتبر طائفة الروزيكروشان ان جميع الديانات الاخري التي تنادي بالتوحيد ابتداء من اخناتون ثم ابراهيم وموسي والسيد المسيح خرجت جميعها  من مصر لنشر العقيدة في انحاء العالم وكل دعوة او رسالة ماهي الا دعوة لتصحيح الايمان بالاله الواحد كلما انحرف الناس عن العقيدة الاصلية او خرجوا عن التعاليم التي وضعها الاله للبشر ليسيروا بمقتضاها .
وتعتبر جماعة الروزيكروشان ان الهرم الاكبر هو كعبة العقيدة وبيت الاله الذين يحجون اليه كل عام من جميع انحاء العالم في ميعاد عيد الاله . ومازالت تصل وفودهم كل سنة حيث يحضرون في جماعات عن طريق تنظيم هيئاتهم في فرنسا وامريكا حيث يتجمعون من انحاء العالم ويحضر مع كل مجموعة احد قادتهم الدينيين ويقومون بمراسم الحج وزيارة الهرم الاكبر   ويؤدون طقوسهم الدينية امام الناووس بغرفة الملك التي يطلقون عليها اسم (المحراب المقدس لروح الاله ) .
كما يرتدون اثناء طقوسهم الدينية محرمة فرعونية مثلثة الشكل كرمز للهرم او ثالوث القوي الالهية . ويضعون علي صدورهم وردة حمراء ترمز الي دماء الحياة التي تجري في عروق البشر وتدور بانتظام كدورة الافلاك كما تتوقف الحياة عندما يأمرها الاله بالتوقف . ويضعون ايديهم متقاطعة فوق صدورهم كالطريقة الفرعونية ويتلون الصلاة التي يقولون انهم يحتفظون بها في معابدهم السرية وهي من البرديات والمتون القديمة التي كانت  محفوظة داخل الهرم .
ومما هو جدير بالذكران ان تلك النصوص التي يرددونها في طقوسهم لاتخرج عن بعض اناشيد اخناتون ومتون كتاب الموتي , ومن بينها مايتلونه في قداسهم امام الناووس وفيه يقولون ( هو الاله الواحد , اخفي من ان يعرف جلاله .. وأسمي من ان يناقش أمره , وأقدر من ان يدرك شأنه , يخر له الانسان صعقا لتوه من الرهبة اذا نطق اسمه وحدد مصير الكائنات كلها بحكمة . مااعظم اعماله فهو الاله الاوحد ولاشبيه له).
وتهتم تلك الجماعة بالهرم وما يتعلق به من الغاز واسرار كما ان لها مكتبة خاصة تحوي مجموعة ضخمة من المؤلفات والمطبوعات تدور جميعها حول عقيدة التوحيد وعلاقتها بالهرم الاكبر وتاريخ الفراعنة . ومن بين مطبوعاتهم التي وضعت عن الهرم الاكبر (النبؤات الرمزية للهرم الاكبر) للدكتور سبنسر لويس الذي ضمنه جميع التنبؤات التي كشفها علماء الفلك والآثار والغيبيات في مختلف العصور . وايضا كتاب (الهرم الاكبر بيت الاسرارالخفية )  و(عقيدة التوحيد والعودة الي الحقيقة) .
وضمت جماعة الروزيكوشان مجموعة كبيرة من كبار العلماء والكتاب العالميين وفنانين من بينهم علي سبيل المثال وليم بتري عالم الاثار, ودافيسون عالم الفلك, ونيوتن عالم الرياضيات وسبنسر لويس عالم الكهنوت وبول روبنسون المغني . 
 لطيف شاكر
 

ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للانتصار/ راسم عبيدات

في مقالة سابقة لي حذرت من الاستثمار السياسي المتسرع للعدوان على غزة،ولكن واضح من قراءة متانته لبنود اتفاق الهدنة بأن الذي حصل سيعيدنا الى ما حصل في اتفاق اوسلو،والذي كان اتفاقاً انتقالياً لمدة خمس سنوات،والخمس سنوات أصبحت خمسات،ودخل مشروعنا الوطني في نفق مظلم،وما زال شعبنا الفلسطيني يدفع ثمن هذا الاتفاق سياسياً ومجتمعياً وتبديداً لحقوقه ولمشروعه الوطني،وعدا عن ان نتنياهو الذي وافق على اتفاق الهدنة مع المقاومة الفلسطينية،هو من أعاد فتح الاتفاق – اتفاق اوسلو- أعاد التفاوض على المتفق عليه، او ما يعرف باتفاق الخليل،وبعد ذلك أصبح كل بند من بنود الاتفاق بحاجة لاتفاق،واوسلو جاء كثمرة استثمار سياسي متسرع لانتفاضة الحجر الفلسطيني في أواخر كانون أول 1987،واليوم على الرغم من ان العدوان على غزة أثبت ان شعبنا في القطاع يختزن ويجترح القدرات العالية والنفس التضحوي في الصمود والمقاومة،وأن المعركة أثبتت أن الوحدة والمقاومة هي التي تصنع الانتصارات،وأن المقاومة لها الحيز الأكبر في ضمير ووجدان شعبنا،ومعطى أساسي في معادلة الصراع مع العدو،وهي التي تشكل الرافعة الحقيقية لمشروعنا الوطني،حيث توحد جناحي الوطن وانخرطوا في المقاومة دفاعاً عن وجودنا ومشروعنا الوطني،وصمود شعبنا وتوحده شعبياً من أهم العوامل التي عمقت من ازمة الكيان الصهيوني وأربكت حساباته،ناهيك أن المقاومة أثبتت انها طورت من قدراتها عسكرياً ومهنياً،وبفضلها تحقق الإنجاز والصمود والانتصار.
أخذت مفاعيل الصمود والمقاومة تمتد الى أكثر من ساحة عربية واقليمية ودولية،وهناك من استشعر بأن لهيب الصمود والمقاومة الفلسطينية من شأنها ان تشكل خطراً جدياً على سيناريوهاته ومخططاته وحساباته في المنطقة،ولذلك وجدنا أن حركة سياسية نشطت انطلاقاً من العاصمة المصرية وبضوء أخضر أمريكي وموافقة إسرائيلية من اجل محاصرة مفاعيل المقاومة والصمود الفلسطيني ومنعها من تحقيق انتصار من شانه تغيير معادلات الصراع القائمة في المنطقة،فأي تطورات غير محسوبة أو تخرج عن الايقاعات من شأنها ان تدفع بالأمور الى الخروج عن السيطرة،ولذلك كان التحالف المصري- القطري- التركي وبرعاية وإشراف أمريكي كامل يقود الحركة السياسية،فهم من يمتلك التأثير والقدرة على تطويع حماس،وخصوصاً حمد القطري صاحب نظريات الاستجداء وبث الإحباط واليأس في صفوف الجماهير و"تنعيجها" حيث بادر الى جمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة وألقى عليهم خطبة عصماء،ليصار بعد ذلك لعقد لقاءات مع المخابرات المركزية الأمريكية وعاموس جلعاد رجل المهمات الخاصة لدولة الاحتلال،ويبدأ الحجيج الى قطاع غزة وظرف دموع التماسيح على شهداء شعبنا والتقاط الصور في المشافي والمناطق التي تعرضت للقصف،وتصوير قضية شعبنا على أنها قضية إنسانية إغاثية،تتلخص في فتح المعابر او رفع الحصار مقابل توفير الأمن للاحتلال،ومن ثم تكثفت الحركة السياسية حيث ألقت امريكا بثقلها في العملية وأرسلت وزيرة خارجيتها كلينتون لتحمل مجموعة رسائل سياسية،ولتقول للرئيس أبو مازن لا ذهاب لهيئة الأمم المتحدة ويجب لجم المقاومة،وإلا البديل جاهز وحمد عراب المشروع الأمريكي سخي والدفع وبالدولار،وكذلك لتقول لمصر إذا لم يتم الضغط على حماس والقوى الأخرى في القطاع فلا منحة ولا معونة امريكية،ومرسي بحاجة الى توثيق وتعميق تبعية النظام لأمريكا وتحسين علاقاته مع إسرائيل،حتى يتمكن من إرساء دعائم نظامه،ومن هنا كلف مرسي بشكل رسمي من قبل أمريكا للقيام بالدور من أجل انجاز قضية الهدنة وليس التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وبالذات حماس واسرائيل،وبين الأخذ والرد والشد جرى التوصل الى اتفاق الهدنة وواضح من خطاب مشعل انه أراد ان يقول ويوجه في شكره لمصر وتصوير مرسي على انه تشي جيفارا او فيدل الكاسترو وشتان ما بين مصر المقاومة في عهد عبد الناصر ومصر في عهد مرسي الوسيط بين المقاومة والاحتلال وكذلك لقطر وتركيا،رسالة سياسية بأن حماس لم تعد محسوبة على المعسكر المعادي لأمريكا،معسكر ايران- سوريا - حزب الله.
إن الخشية الكبيرة في هذا الاتفاق ان يجري تحييد المقاومة ولجمها،وتصبح القضية بدل ان تكون قضية احتلال وحقوق شعب طامح للحرية والإستقلال،هي قضية مقايضة الحقوق الوطنية برفع الحصار وتحسين الظروف الاقتصادية لشعبنا في قطاع غزة من خلال حرية التنقل والعمل،وهذا ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة وبيان الرباعية ووزيرة الخارجية الأمريكية وحمد ومرسي واوغلو وكل هذا الطابور المتحالف سياسياً،وهنا نصبح أمام ما يصبو ويهدف إليه نتنياهو من شرعنة وتأبيد الاحتلال في ظل سلام اقتصادي،والأكثر خطورة هنا إذا ما كانت البنود تشتمل على ضمانات مصرية  ومن مرسي شخصياً بمنع تهريب السلاح الى غزة،ومصادرة الأسلحة الثقيلة للمقاومة ووضعها تحت اشراف لجنة ثلاثية مصرية- قطرية- امريكية-أي هنا نقطة على درجة عالية من الخطورة،وهي تنسيق أمني كما هو حاصل في الضفة الغربية.
ثمة مخاوف وشكوك كثيرة وحركة سياسية غير مؤتمنه،لطبيعة الأشخاص الذين يقودون هذه الحركة والمشروع السياسي الذي يروجون له في المنطقة  ككل،وثمة مشاريع مشبوهة يجري تداولها  بشأن القضية الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني،بحيث يجري تفكيك المشروع الوطني،ونقل الإنقسام الحاصل الى مرحلة الشرعنة والترسيم من خلال إقامة كيان او إمارة في غزة يجري توسيع حدودها باتجاه سيناء،مع نفوذ مصري وسيطرة مصرية على تلك الإمارة،على ان يجري إقتسام ما تبقى من الضفة الغربية ما بين إسرائيل والأردن،وهذا ما عبر عنه الأمير حسن بن طلال علناً .
الان وبعدما ما تحقق من إنجاز وانتصار شعبي ،وبعدما اعدنا الإعتبار الى المقاومة كمعطى أساسي ورئيسي في الصراع مع العدو،بوحدة شعبنا في معركته ونضاله على امتداد فلسطين التاريخية،فإنه بات من الملح والضروري العمل على تثمير هذا الإنجاز والانتصار من خلال العمل على تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقة وإنهاء ظاهرة الإنقسام المدمرة ،ورسم استراتيجية سياسية موحدة،من شانها أن تفشل كل المشاريع والمخططات المشبوهة المستهدفة القضية والمشروع الوطني الفلسطيني،والمستفيدة والعاملة على بقاء الإنقسام وتعميقه وتكريسه في الساحة الفلسطينية ،وهذه الإستراتيجية يجب ان تبنى من خلال شق مسار سياسي جديد،لا يرهن ويقامر بمشروعنا وحقوقنا الوطنية من خلال إستمرار الدوران في دهاليز وحلقات المفاوضات العبثية،بل بالاعتماد على طاقات وقدرات شعبنا ومقاومته التي أثبتت انها قادرة على أن تصنع الكثير إذا ما كانت هناك قيادة تمتلك الإرادة والقرار،وإذا لم يدفع ما انجز وتحقق في غزة فصائل الى التوحد وحماية المشروع الوطني من كل ما يحاك ويخطط له في الدوائر والغرف المظلمة،فإن المشاريع المشبوهة ستنحر وتقتل المشروع الوطني الفلسطيني وتفككه،ولذلك مطلوب من الجميع التخلي عن الفئوية وضيق الأفق،والشروع في مصالحة حقيقية تنهي الإنقسام المدمر،حتى تتمكن من تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.

شرعية على صفيح ساخن/ جواد بولس

أعلنت إسرائيل الرسمية على أنّها حققت ما رسمته منذ بداية اعتدائها على أهل غزة من أهداف. لقد ادّعى قادتها أن العملية العسكرية حقّقت قسطًا وافرًا من الردع الذي سيبطل كثيرًا من نزعات حماس والفصائل الفلسطينية المقاوِمة في غزة للشروع في عمليات عسكرية، محدودة أو واسعة، ضد أهداف إسرائيلية وضد مواطنين إسرائيليين. وكذلك ضمنت موافقة "غزّية" لهدنة راسخة وطويلة الأمد ستعيد للجنوب الإسرائيلي طمأنينته وانغماسه في عيش رغيد كما يليق بشعب دولة لا تستبيح دم شعب آخر ولا تحتل أرضه.
قادة إسرائيل يستعينون بحالة الشمال الإسرائيلي الذي ينعم بحياة طبيعية منذ نهاية المواجهة مع "حزب الله" عملية، خلّفت هي أيضًا، عدا الدمار والخسائر، نزاعًا حول من انتصر ومن كان الخاسر المندحر.
لا أعتقد أن إسرائيل حقّقت كل ما أعلنت عنه كأهداف مرجوّة من وراء قصفها وتسببها بقتل مائة وستين من أهل غزة وأعداد كبيرة من الجرحى وكم هائل من الدمار في "الأموال ونفوس العيال". ربما على عكس ما توقّعت ورسمت، جنت على بعض من أحلامها وقضت على بعض من آمالها، وهي في أحسن الأحوال عكست مجدّدًا ما تجيده  "كعربيدة" عاشت وستبقى تعيش على حد السيوف. وفي أسوأ الأحوال كانت في مغامرتها الأخيرة شجاعة، بل "أشجع من حصان أعمى".
في غزّة، حماس مزهوّة بنصرها، وكذلك فصائل مقاومة أخرى. في غزّة وجع وحزن وبكاء أمهات على أطفال ضحايا عنجهية خرقاء. في غزة شعب يكابد، يخاف، يقلق، ينام، يفيق، يذعر، لكنّه يعشق الحياة ويصر أن يجد إليها السبيلا. لم يحقق العدوان الإسرائيلي على غزة ما انتظره من ردع وتخويف وتركيع.
كم قيل وسيقال في نوايا حكومة إسرائيل من وراء ما أسمته بعملية "عامود الدخان". كل ما ألصق بها من نوايا وأهداف افتراضية مبرّر وصحيح، وسيبقى الفرقاء على طرفي نقيض. الكل يدّعي النصر لصالحه وغزّة، حتمًا، ستكذّب الطيّار.
إلى ذلك، وعلى مستوى آخر، فلقد كشفت هذه المغامرة الإسرائيلية عن بعض الحقائق الهامة التي ستؤثر على ما سيأتي من فصول غائبة في ملهاتنا الفلسطينية ومستقبل مدن الرمل والصفيح التي لن تنسى ولن تصفح. 
مصر كانت وما زالت هي مصر. عادت إلى دورها كوسيط يشارك، يدعم، يربط ويحل من باب "في بيته يؤتى الحَكَم" فهي وسيط مقبول على الأطراف، لا سيما أمريكا "أوباما وكلينتون" وعلى إسرائيل كذلك. مصر الجديدة هي مصر الأمن والدبلوماسية ماثلة وممتثلة للمصلحة العليا المصرية. ولذا لا أستبعد تبادل سفراء الدولتين قريبًا وإعادة العلاقات إلى ما فرضته وثيقة "الزواج العرفي" الأولى الموقعة في كامب ديفيد، والتي ما زالت قائمة، ومصر تعهّدت، أول ما تعهدت، بالمحافظة عليها. 
كذلك أكّدت هذه "الحُريب" أنه إن كنت في الشرق فتحدث كأهله. فاللغة هنا هي لغة الحرب والقوة ورد الصاع صاعين. فها هي "م.ت.ف" تصرخ وتعيد وتصرخ: غايتنا السلام ودربنا المحبة. خدودنا منبطحة للصفعات والقبل. لا صواريخ تزغرد بل حناجر تدعو للرب وللحلم والحياة. قيادة فلسطينية تتمسك بخيار سلمي واحد ووحيد، سلمي حتى الشهادة والانتحار، وإسرائيل تعرض، تتمادى، تذل، تهين، وتقمع، تتجبر، تستوطن، تقتل وتقلع الزيتون والأمل لتبقي ندامات وحسرات. فهل يعقل أن يكون الدرس وافدًا من شواطئ غزة بطعم الموت ورائحة الدم ولغة تصر على أن إسرائيل "ڤيلا جميلة في الغابة". أيعقل أن لا يكون هنالك خيارات إلّا خيارات الغاب ولغاته؟!
وغزة تعيدنا إلى دروس في "الشرعية". كيف يصنعها الواقع وكيف تكون، إزاءها، الأحكام السلطانية. واقعنا متحرّك، تمامًا، كما الرمال في غزة وأعمدة الدخان الإسرائيلي التي لبّدت "ربيعنا" وخلطت أوراقنا من جديد؛ فبعدما صدّقنا أن الشرعية تعطى بالسلم، بالتوكيل والائتمان؛ جاءتنا "ألسنة اللهب" وكذّبت الحكاية، ففي غزة شهدنا كيف يحوّل "العالم" قضية الشرعية إلى لعبة ومسألة تطير وتحط على جناح مصلحة وواقع تفرضه الإرادة والبندقية. شرعية تجهض وتهجر وشرعية تقبل، تستعاد وتفرض من خلال  فوهة مدفع وعلى رأس صاروخ أضاء ليل إسرائيل "كالفجر". 
مصر ستمضي في مهمتها وستفرض في المستقبل القريب مصالحة فلسطينية شاملة. مصالحة لا تشبه ما قد كان ممكنًا تحقيقه قبل معركة غزة الأخيرة. فاليوم ستنضم وتسير حماس وفصائل مقاومة أخرى من تحت أقواس نصر، وهذا حقها، ولكن لن يكون تكافؤ في هذه المصالحة وستكون مخلخلة وضعيفة. ربما بعدها سيتوافق الجميع على إجراء انتخابات عامة في فلسطين لتغلق خانة جديدة فيما يتشكل من فسيفساء يستحوذ اللون الأخضر فيه على أكبر القطع. 
وفي إسرائيل، التي طالبت الأكثرية الساحقة من شعبها بالاستمرار بقصف غزة وإحراقها كي يتعلم "إرهابيوها" قواعد البقاء في غابة الشرق، في إسرائيل هذه ستزحف الخارطة السياسية يمينًا صوب ما يتشكّل فيها من نظام عنصري يبقينا على منزلق خطير وصفيح ساخن.
إنها تكهنات أولية إزاء مستقبل ملتبس، لن أحزن إن أخطأت بها، فلقد كتب حكيم أن لا بأس إذا عملت واجتهدت وأخفقت، فالمهم أن تختم حياتك بالندم على أمور جديرة بالندم.
     

يحدث هذا للأسف في زمن "الطرامواي"/ علي مسعاد

عضو الإتحاد الدولي للإعلام الإلكترونية

" ماما شري ليا طعريحة  " قالت الطفلة ، ببراءة إلى أمها .
أجابتها أمها ، بثقة زائدة في النفس : " لا لا أبنتي الغنى حرام ...و الطعريجة حتى هيا ..حيث كانغنو بيها ..و الإسلام كحرم علينا الغنى بالطعريجة و غيرها " .
 لكن الطفلة ، إستنكرت بعفوية ،" وعلاش الناس كيشيرو الطعارج في السوق و المكونيكات " .
 قاطعتها أمها بصرامة " هما شغلهم هاداك ، المهم هنا مانديروش بحالهم و صافي " .
هذا مقطع ، من حوار تناهى إلى مسامعي و أنا في طريقي إلى المسجد ، لم أتمكن من سماع بقية الحوار ، لأنني كنت أمشي بخطوات سريعة ، حتى لا تفوتني الركعة الأولى ، لأن الفقية ، بمسجد " المعاكيز " ، بسيدي البرنوصي ، أسرع من " التي جي في " ، في صلاته ، لأسباب أجهلها ، هل نحن في زمن السرعة ، حتى في تأدية فروض الصلاة ، نأكل بسرعة ، نشرب بسرعة ، نمارس الجنس بسرعة ، نتكلم بسرعة ، نسوق بسرعة ، حتى أصبحت الحياة بلا معنى و بلا ذوق .
المشهد الذي ، خلفته ورائي أعاد بذاكرتي ، بعيدا إلى الوراء ، حين عاد والدي رحمة الله عليه ، من صلاة الجمعة ، شخصا لا نعرفه ، فأبي قبل الصلاة ليس هو الآن ، ماذا تغير ؟ا ، لقد صدمتنا تصرفاته و أبي المتسامح ، المحب للحوار و أغاني أم كلثوم و فريد الأطرش ، ليس هو ، إنه شخص آخر الذي أمامي ، فجأة ،صرخ في وجوهنا " شوفو ، من دابا ، مانبقاش نشوفكم كتفرجو في البرابول ، راه حرام ، الفقيه كال لينا اليوم في الخطبة ، راه هاد البارابول حرام و لي كيشوفو غايتعذب في النار " ، فأجبته بتلقائية " ولكن الواليد ، راه ماكاين والو في القناة الاولى .غير أفلام و مسلسلات معاودة ، حفظناهم و الإشهار ،،مايمكنش نتحرمو من الفراجة ، حيث الفقيه كال البارابول حرام " ، فأجاب بطريقة لا مجال فيها للرد " راني هضرت معاكم ، صافي " و حتى يتأكد الوالد ، بأن لا أحد ، سوف يخرج عن طاعته ، أزال " جهاز الإستقبال " عن التلفاز و أخفاه عنا ، لحسن الحظ ، أن الحماسة لم تذهب بالوالد إلى المدي البعيد ، ليكسر الجهاز ، بل احتفظ به ، فقط ، بعيدا عن الأعين .
ومن حسن حظنا أيضا ، أن الأمر لم يدم  طويلا  ، حتى أحس الوالد ، بالملل جراء الإعادة و إعادة الإعادة لبرامج القناة الأولى و الثانية ، فقال بعفوية ، أضحكتنا جميعا " كون هاد الفقيه ، كان كيشوف هاد القنوات ديالنا ، كاع ما يكول في الخطبة ديالو حيدو البارابول ، راه ماكاين ما يتشاف في الحقيقية ، الله يسمح لينا ..نوض اوليدي الله يرضي عليك ، جيب لينا  داك البارابول و ركبو..نشوفو أش واقع من خبار  في الجزيرة " .
مشكلتنا ، نحن أن لخطياء الجمعة و أصحاب الفتاوى الدينية ، نظرة  لديننا الإسلامي الحنيف السمح ، لا تتعدى دائرة " الحرام و الحلال " ، في حين أن هذا الذين يشمل الكثير من المعاني و المفاهيم السامية ، التي ترتقي بالإنسان من الحيوانية إلى الإنسانية بكرامة ، والأم ، التي تلقن إبنتها ، منذ نعومة أظافرها ، بأن الغناء حرام و لا نقاش ،لتحرم بذلك ابنتها الفرحة ، بمناسبة " عاشوراء " ، ليست إلا ضحية من الضحايا الكثر ، للفتاوى الرخيصة التي تمل القنوات الدينية ، صباح مساء  و أبي ، بدوره  ذو الفهم البسيط للدين ، لم يسلم كغيره ، من سحر الكلام بحيث أنه وجد بأن كلام الخطيب ، مقدسا ، لا يناقش و لا يجادل ، و من يجرؤ على ذلك ، فهو ملعون .
لكن ، الدين الإسلامي ، هو عكس ذلك بكثير ، فهو دين التسامح و التفاهم و الشورى ، إو أن شئت التدقيق ، إنه دين الحوار بامتياز  وليس فقط ، هذا حرام و هذا حلال ، ولا نقاش و جدال .
و هذا للأسف ، إختزال ، أساء به المسلمون أنفسهم إلى الإسلام ، عن قصد أو عن غيره  و ما الصورة المتداولة اليوم ، عن الإسلام في الغرب ، إلا جزء من الصورة ، وليس الصورة كلها  .
لأن مثل هذه المفاهيم الخاطئة و التي تجد لها رواجا ، عبر النت و المساجد و المجالس العائلية ، التي تردد كالبغاء ، كل ما يقال دون تفكير أو تدبر ، يعطون إنطباعا سيئا ، عن الإسلام الحقيقي .
ولعل المقولة الشهيرة ، التي قيلت ذات يوم " الحمد لله أنني عرفت الإسلام ، قبل أن أعرف المسلمين " لخير دليل على ما أقول .
لذا فنحن ، اليوم ، مدعوون جميعا ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى إعادة الأمور في الكثير ، من اليقينيات التي أصبحت مع مرور الوقت ، مسلمات ، دون إعمال للعقل و الفكر و تلك لعمري ، هي عمق الإشكالية ، التي أصابتنا في مقتل ، في زمن " التي جي في " و " الطرامواي " .
الحل هو إعمال ملكة الفكر و العقل .

البحث عن الذات من أجل الآخر/ سهى بطرس قوجا

حياتنا رحلة بحث دائم من أجل إيجاد الذات. نعم الذات تسكن داخل الإنسان، أنها بداخلهِ، ولكن ليس الكل يعرف أين تختبئ، لا يعرف كيف يجدها ويُخرجها كي تُبهر خارجهِ وتعكس على الآخرين؟! لكونهِ أحيانا كثيرة يُضيعها أو يجعلها مُستترة بتصرفات كثيرة لا إرادية منهُ، ويُبقيها خامدةٌ، راكدةٌ، منسيةٌ! وهو مع الأسف لا يعرف ذلك ولا يُدركهُ ألا في لحظة حرجة من لحظات الحياة، فيتذكرها ويتذكر إنسانهُ ويتذكر الآخر، ويبدأ بالبحث عنها لإيجادها وإرجاعها إلى مسكنها، ولكن بعد ماذا، فربما يكون قد فات الأوان؟!
ولكن هنا نسأل، هذا الآخر من هو؟!
كونكَ تحيا هذه الحياة، فالطبيعي أن يُصادفك أثنان فيها وهما: (الآخر والآخرة)، الأول والمُتمثل بالمُكمل الثاني للحياة (شريك الحياة)، والثاني هو فعلك الجيد في حياتك من أجل آخرتك (الموت)! والأثنان مُترابطان وصلتهما واحدة وعلى علاقة عكسية تبادلية، كون الأعمال تدل على النيات والنوايا، وسواء كانت الأعمال حسنةٍ أم سيئةٍ، فالطبيعي أن تعكس على الآخر أيًا كان في حياتك، وهذا ما سنوضحهُ بشرح مُبسط.
الله حينما أراد الحياة للإنسان، أراد لهُ في نفس الوقت (آخر) مُكمل لهُ، يعيشان الحياة معًا مُتلازمان، مُتكاملان، مُتفاهمان، مُتعاونان، أحدهما يجد نفسهُ في الآخر ومن خلالهِ، يُضحيان معًا بكل شيء واحدًا من أجل الآخر بعيدًا عن الأنانية والذاتية المُنغلقة، وأيضا يقطعان سنوات العمر معًا، فالآخر من هو؟! الآخر هو كل إنسان غير ذاتك أو غيرك (أنتَ)، هو شخصًا آخر غير شخصكَ أنتَ، قد يختلف عنك أو يُخالفك، وأما قد يتوافق معك ويوافقك، وأما قد يكون النقيض أو الشبيه، وهذا واقع موجود، لكن في جميع الحالات، مع هذا الآخر وبهِ تكون أنتَ ذاتك ....  كيف؟! 
الجميع يبحث عن شيء ما في حياتهِ مثل: الطموح، المستقبل، المال، الشهرة، الأمل، الأمان، المتعة، الرقيّ، التعليم، العمل، الآخر ....الخ، لأنهُ يعرف أنهُ بحاجة لهذا البحث من أجل حياتهِ، ولكن أهم هذه جميعها هي البحث عن الذات من أجل الآخر. بحثًا مُتوافقًا ومُتقبلاً لهُ وبالنتيجة سيجدّ الأمور الأخرى تتحقق في حياتهِ بنسبةٍ طبعًا، كون الإنسان عندما يجد ذاتهُ، يكون قد حقق كل شيء جميل في حياتهِ ويكون قد وجدَ الآخر! وهذا الآخر جزء لا يتجزأ ولا يمكن الانفصال عنهُ، بلْ لابدّ من الاتحاد والتوافق والتواصل معهُ وتقبلهِ من خلال تقبل النفس والذات أولاً. فإذا كنت قد تقبلتْ نفسك وذاتك عندها تكون قد تقبلتْ الآخر، بالاحترام والتقدير والتفاهم وبالمعرفة المُتبادلة، وعندها أيضًا تكون أنت هو، وهو أنت (علاقة تكافئية). 
فالإنسان وجدَ في هذه الحياة ليعيش مع الآخر (الإنسان) مثيلهُ، ومن أجل الآخر (الموت)، وعلى حسب نوعية تعاملك مع الآخر يكون مقياس إيجادك لذاتك. فلا يوجد أحدٌ يعيش لذاتهِ ومع نفسهِ، هنا هي الأنانية الانفرادية، كون تفكيرهُ مُتمركز حول نفسهُ ويعيش لها فقط لإرضائها، مُندمجًا معها دون الآخر! وهذا بالتأكيد سيؤثر على ما حولهُ ويجعل العلاقات الإنسانية تتقلص وتتمركز حول نقطة واحدة وهي الذات المُنفردة!
نعم، الذات المُنفردة التي تكون مُجردة من المحبة، والتي هي أساس العلاقات، وكذلك هي أصل التوحد مع الآخر، لذا من يحبَّ ذاتهُ، يحبُّ الآخر ويتقبلهُ ويعينهُ في مسيرتهِ لأنهُ ينظر إليهِ من خلال محبتهِ لنفسهِ.
يكون لهُ عكازًا يستندُّ عليه، لا يتفاخر ولا يتعالى عليه، ولا يقول لهُ، أنت أنتَ، وأنا أنا! لا يجعلهما مُنفردين ولا يضع حاجزًا بينهما، بلْ يقول لهُ:" أنتَ أنا، وأنا أنتَ"، ولنْا طريق واحدة هي (الآخرة) و معًا نحن إليها سائرين. ولاحظوا أنهُ مهما أكثرنا من قول كلمة (أنا) في حياتنا، فإن الآخر يختفي رويدًا رويدًا، لأن هنا الأنانية تسيطر وتأخذ مكانتها في النفس! وأيضًا فعلنْا الجيد سوف لا نجد لهُ وجود أو حضور أو أثر! وعلى مقدار أعمالنْا يكون تواجد الآخر في حياتنا، ومن خلالهِ تُقيم حياتنا ويكون لها معنى وصدى دائم.   
فعندما أحقق إنسانيتي كإنسان من خلال أعمالي وأفعالي التي ترضي الربّ والآخر والبشرية، حينها أكون قد حققتْ ذاتي من خلال الآخر ومن خلال كل ما أقدمهُ لهُ، أيًا كان في حياتنا. وحينها كذلك أكون قد أرضيتْ آخرتي عندما يحين موعد الرحيل، وأعمالنا وأفعالنا التي هي جواز مرورنْا للآخر، وبه نجد ذاتنا التي قد نفقدها في يوم من الأيام إذا فقدنا هذا الآخر ولمْ نعطهِ الاستحقاق الذي يستحقهُ أو الاستحقاق الذي يليق به ويحقق وجودهُ وكيانهِ كإنسان خُلق ليكون إنسان. 
والآخر مثلما ذكرنا ليس شرط أن يكون هو (الشريك المُكمل) للحياة فقط، بلْ الآخر اتسعتْ أفاقهِ ليشمل العالم كلهُ. وعندما تبني ذاتك، تُشكلها، تُحددها، تُكونها من العدم، حتى وإن كانت عصيةٍ، وعندما تفعل كل ما يُرضيها ويُرضي الآخر، فأنك تجدها لتحيا من أجل هذا الآخر، الذي قلنْا عنهُ أنهُ قد يكون المُكمل للحياة أو الآخرة.

حذار من الإستثمار السياسي المتسرع للعدوان على غزة/ راسم عبيدات

......عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى- انتفاضة الحجر- في اواخر عام 1987 ،كان الرهان عليها في ان تحقق الحد الأدنى من الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني،دولة على حدود الرابع من حزيران 1967،وان تنقل الدولة الفلسطينية من الإمكانية التاريخية إلى الإمكانية الواقعية،وتشكلت قيادة الانتفاضة الموحدة لهذا الغرض،وتولت إدارة شؤون الانتفاضة والشعب الفلسطيني في كل المجالات والميادين،وقد استطاعت الانتفاضة ان تنهك العدو وان تجعل من مشروع احتلاله مشروعا خاسراً،ولكن هناك في الساحة الفلسطينية من استعجل قطف الثمار السياسية لتلك الانتفاضة وأدخلنا في نفق أوسلو المظلم،والذي ما زال شعبنا يدفع ثمن دخوله في هذا النفق وهذا المسار حتى اليوم،حيث انه شكل انتصار ثانيا لدولة الاحتلال،واتى بسلطة فلسطينية محدودة الصلاحيات وغير مالكة للسيادة،والاحتلال جعل منها وكيلا ً رديئاً له،وهي حتى اللحظة الراهنة،بعدما أقامت تلك السلطة فإنها عاجزة عن الخروج من هذا المجرى والمسار التصفوي،حيث نمت مصالح وامتيازات للفريق المنتفع من هذه السلطة،وهو يحرص على بقاءها واستمرارها كمشروع استثماري ومصالح وامتيازات،وكذلك الاحتلال أيضاً يحرص على وجودها كسلطة لما توفره له من تنسيق امني وتبعية اقتصادية،وهذا الجزء المهم للاحتلال من اتفاق اوسلو.
واليوم عندما يشن الاحتلال عدوانا غاشماً على قطاع غزة من أجل كسر ارادة المقاومة وتطويع شعبنا هناك ودفعه الى مشاريع وحلول سياسية تنهي المقاومة،وتفرض عليه حلول في جوهرها تصفية للمشروع الوطني الفلسطيني وشطب للقضية الوطنية،فإننا نحذر من أية استثمارات سياسية متسرعة لنتائج العدوان على غزة والتي قدي تقودنا الى ما قادنا إليه أوسلو.
 في الوقت الذي تسجل فيه مقاومتنا وشعبنا هناك أروع ملاحم البطولة والصمود والانتصارات،فإن هناك شيء ما يطبخ في الخفاء ويدبر لغزة والمقاومة،ونحن لسنا ضد حملات الدعم والتضامن لشعبنا في القطاع،والزيارات العربية والإسلامية،ولكن ما أخشاه ما تحمله تلك الزيارات من مدلولات وأهداف سياسية،وخصوصاً ان هناك تشكك وعدم ثقة في أول المبادرين لتلك الزيارات للقطاع وما يحمله من رؤيا ومشاريع سياسية، وخصوصاً اننا نعلم جيداً انه لعب دوراً كبيراً في تطويع حماس وتحريضها على النظام السوري واحتضن قيادتها،وواضح أن له اجندات سياسية،والزيارات التتابعية من بعده للمصريين والتونسيين وكذلك وفد وزراء الخارجية العرب وامين عام  ما يسمى بجامعة الدول العربية والاتصالات العربية والاقليمية والدولية،وبالتحديد اللقاءات التي عقدت في مصر والتي ضمت قطر وتركيا ومصر ومسؤول المخابرات المركزية الأمريكية جاك مورن،وما تبعها من لقاءات هذا الحلف السياسي القطري المصري التركي مع الأخوة خالد مشعل ورمضان شلح،والتصريحات التي صدرت عن قادة مشيخات النفط بتحكيم العقل في المجابهة مع إسرائيل،وما صدر عن وزراء الخارجية العرب من بيان لا يتعدى اللازمة والأسطوانة المشروخة عن الشجب والاستنكار والإدانة،ومحاولة البعض منهم إشاعة مناخات الإحباط واليأس بين الجماهير العربية،من خلال الحديث عن عدم القدرة على محاربة اسرائيل او دعم غزة عسكرياً،وتصوير ما يحدث في قطاع غزة على انه كارثة انسانية،وليس شعب يقاوم ويناضل من اجل نيل حريته واستقلاله،وفي الوقت الذي استأسدت الجامعة العربية وصاحب هذه التصريحات على سوريا،عندما تلقت الضوء الأخضر الأمريكي،واجتمعوا على عجل وقرروا طرد السفراء السوريين وفرض عقوبات اقتصادية ومالية على سوريا واقتراح ارسال قوات عربية الى هناك،وكذلك الإصرار على دعوة مجلس الأمن للتدخل العسكري في سوريا تحت البند السابع،تجعلنا على قناعة بان طبخة سياسية يجري العمل عليها،طبخة ربما تكون واحدة من أهم مخاطرها مقايضة رفع الحصار عن غزة بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية،او أن يكون تحت المسؤولية المصرية،فنفس الهدف كان أثناء الحرب العدوانية الإسرائيلية على المقاومة اللبنانية وحزب الله في تموز/2006 ،حيث  أن التحالف المعادي الصهيوني- الأمريكي – الأوروبي الغربي ومعهم معسكر الاعتدال العربي أنذاك أصروا على أن وقف العدوان يتطلب نزع سلاح حزب الله،الأمر الذي رفضه الحزب بقوة،وعلى المقاومة الفلسطينية بكل ألوان طيفها السياسي،أن تعي وتدرك وترفض،أن يكون ثمن العدوان على القطاع هدنة طويلة مقابل تحقيق مكسب هنا او هناك،فأي حل سياسي لا يضمن الرفع الكامل للحصار على قطاع غزة وفتح المعابر بشكل دائم،وعدم نزع سلاح المقاومة،وإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية لجهة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،وغير ذلك فإننا سنعود مرة أخرى الى دهاليز اوسلو على نحو أسوء وبما ينذر بتصفية القضية الوطنية والمشروع الوطني،فلا هدنة بدون بثمن وبدون أن يرفع الحصار وتفتح المعابر ويطلق سراح الأسرى ويتحقق برنامج الحد الأدنى في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،وحق العودة لشعبنا الى ديارهم التي شردوا منها.
نعم المقاومة تصمد وتتوحد في القطاع،وتحقق إنجازات وانتصارات،ومفاعيل هذا الصمود والإنتصار ستنعكس على مجمل الصراع العربي- الإسرائيلي،وهناك من يريدون أن يفرغوا هذا الإنتصار من مضمونه،وينشطون من أجل وتحت ذريعة وقف العدوان على غزة،وحصر المسألة في الجوانب الإنسانية،وليس الحقوق السياسية،وهم لا يردون لهذه المقاومة أن تستمر وتتطور وتتصاعد،فلديهم مهامهم واجنداتهم في الساحات الأخرى،والتي يخشون بأن استمرار العدوان على شعبنا في قطاع غزة،قد يؤثر على سير مخططاتهم وسيناريوهاتهم،وخصوصاً أن أسهم النظام السوري وإيران وحزب الله ترتفع في الساحتين العربية والدولية،حيث أن معظم الأسلحة التي يقاتل فيها مقاتلو قوانا وأحزابنا وتنظيماتنا ويدكون فيها مدن ومغتصبات العدو،هي قادمة  من ومنتجة هناك،وهذه ما لا يرده من يسمون أنفسهم قادة ما يسمى بالربيع العربي،فلذلك يهرعون الى غزة من أجل أن لا تستمر المقاومة،فاستمرارها تهديد لعروشهم ومخططاتهم السياسية.