فتح التي أحببت وبها آمنت/ ماجد هديب

 ما أروع الفتح أهدافا ومنطلقات, وما أجمل الفتح في كفاحها أسلوبا, وفي دقة إدارتها للازمات. ما أروع الفتح بجماهيرها وقت الحرب والسلم وفي الكوارث والأزمات. ما أروع الفتح برجالها ونسائها وشبابها, ومن فيها من أشبال وزهرات. ما أروع الفتح برصاصتها الأولى, بقنبلتها وقذيفتها, بحجر في يد شبل وآخر في يد زهرة, يوم ابعد العرب رجالها عن حدود النار في الأردن, وعن لبنان بعد أن أصبحت ساحة المواجهات.
 ما أروع عظمة قادتها الأحياء منهم والأموات , من احمد موسى أول شهيد لها  مرورا بمن قذف الاججار بوجه الاحتلال, ومن أطلق الصرخات . ما أبدع الفتح عندما تسامت على جراحها في كل محطة من محطات نضالها رغم الألم, رغم المؤامرات.
رحمكم الله يا قادة الفتح كنتم النخبة وتوجتم أقوالكم إلى انتصارات , رحمك الله يا ياسر , يا نبي القضية, يا صاحب الأفعال الساحقات الماحقات, رحمك الله  يا خليل الوزير, يا قائد العاصفة التي أحببت وبها من اجل فلسطين آمنت , فهى من جسدت الحلم, وهي وحدها من تحقق الأمنيات.

ما أعظم الفتح التي انطلقت بالفاتح من يناير عام الخمسة والستين,التي حولت اللاجئ إلى مقاتل من اجل فلسطين, ما أروع الفتح التي حولت النكسة إلى كرامة والتف حولها الملايين    وتسابق الشيب قبل الشباب لمعسكرات الثورة والفدائيين , وفي عجلون والأحراش كانت البطولة , والرجولة كانت في دبين , وفي جبال الشيخ بين الثلوج كان الدفء أكثر من أحضان أنظمة العرب المتصهينين منهم والمتخاذلين , وفي لبنان انتصر القرار المستقل واسقطتت الفتح الوصاية والتبعية والاحتواء وكان القرار وكانت البندقية من اجل فلسطين, وفي قلعة الشقيف والرملة البيضاء وفي بيروت كان الصمود ,وكانت البطولة رغم انف الحاقدين والمتآمرين.
  وفي غزة والضفة كانت السلطة بسواعد رجالها كنواة لدولة  على  حدود السبعة والستين  وعيون الفتح ما زالت مفتوحة على تحرير فلسطين كل فلسطين , وفي غزة  العزة رفضت المواجهة والصدام حقنا للدم لان صراعنا مع العدو لا مع المغرر بهم, أو مع المندسين , ورغم الدكتاتورية وحالات الاستئصال كانت الوحدة هدفها, ولم تثير القلاقل ولم تحاول المواجهة مع أخوة الدم ,وكنا حماة  وسندا لهم في ساحات المواجهة والميادين  .
هي الفتح التي آمنت بغيرها وأرادت منهم أن يكونوا عونا لها لا عليها مستأسدين ,هي الفتح التي آمنت بالانتخابات فصلا بين الحق والباطل , وما  بين البنادق إن كانت حرة أو مأجورة  لاختيار من هم أحرار وطرد كل من هم لاجدات خارجية تابعين.
هي الفتح التي حرص قادتها على خدمة الشعب  وكانوا الأصلب في العمل من اجل الدولة ,من اجل الملايين ,ولم تكن كما غيرها من بعض الفصائل تجار دم وسماسرة وفي الدين متملقين , ممن يرفضون المصالحة وعلى صدورنا  ما زالوا  جاثمين , بشعارات  الدكتاتوريات وما كان يقوله حكام العرب المخلوعين.
في ذكرى انطلاقة فتح الثامنة والأربعين هي الدعوة لكم أن تجددوا البيعة لها بان تزحفوا إلى ساحة السرايا من كل مدن ومخيمات غزة وقراها والحشد في كل الميادين ,لأنها الاصلب في حماية حقوقنا, والأكثر إخلاصا بكفاحها من اجل فلسطين , فهي الفتح التي أحببت, وبها آمنت  والى ساحة السرايا مع إخوة الدرب  سأكون أول الزاحفين.

الإخوان المسلمون وسنوات العذاب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

 لا يوجد في تاريخنا المعاصر حركةً أو حزباً أو جماعة عانى أتباعها واضطهدوا وعذبوا كما حدث مع حركة الإخوان المسلمين، الذي مضى على تأسيسها أكثر من ثمانين عاماً، اتسمت كلها بالشدة والضيق، والمحنة والابتلاء، والمطاردة والملاحقة، وعانت خلالها من التضييق والسجون والحرمان، ومن القتل والسحل والسحق، إذ سجن مئات الآلاف منهم، وأعدم المئات من قادتهم ومن المنتسبين إليهم، ولم يشهد التاريخ يوماً تصالحت فيه معها الحكومات، أو اتفقت وإياها الدول، بل تآمرت عليها كل الحكومات في أغلب الدول العربية والإسلامية، فلم تقتصر معاناتها على بلد المنشأ مصر، بل امتدت المحنة لتشمل دولاً كثيرة، تشابهت في الملاحقة، وتنافست في التعذيب، وفرضت قوانين عجيبة، تحاكم بموجبها أسر الإخوان، وتعدم أبناءهم، وتحرم أقاربهم، وتعاقب من يساعدهم.
اعتبرت بعض الحكومات العربية المنتسبين لحركة الإخوان المسلمين أنهم زنادقة ومارقين ومندسين، وأنهم إخوان الشياطين، وسمحت لأجهزتها الأمنية باعتقال المشتبه فيهم، وتعذيبهم وسحلهم، وقامت بتنفيذ إعداماتٍ ميدانية بحقهم، خارج إطار القانون والمحاكم، وأبقت على جثث كثيرٍ منهم في الشوارع والطرقات، ومنحت الكثير من عناصرها الأمنية الحق في قتل من يثبت إنتماؤه إلى حركة الإخوان المسلمين، دون الرجوع إلى هيئاتٍ قضائية، أو منح المتهم الفرصة للدفاع عن نفسه، ودحض التهم الموجهة إليه، في حربٍ معلنة أشبه ما تكون بحرب إبادةٍ وتصفية لكل أتباع الجماعة.
تدرك الحكومات التي حاربت حركة الإخوان المسلمين واضطهدتها، أنها الجماعة الأكبر في العالم العربي والإسلامي، وأنها الأكثر فعلاً وتأثيراً، والأعمق أثراً والأصدق عملاً، وأنها الأقدر على الحكم والإدارة، والأكثر صدقاً وأمانة، والأكثر تنظيماً وترتيباً، وأن المنتسبين إليها هم من خيرة أبناء الأمة لشعوبهم وأوطانهم، فهم من أكثر طبقات المجتمع وعياً وثقافة من الجنسين على السواء، علماء وأساتذة وطلاباً وأطباء ومهندسين ومحامين وفلاحين وعمالاً، وهم ينتشرون في كل المجتمعات العربية، ويتركون أثرهم في كل مكان، يقدمون العون والمساعدة، ويتنافسون في العمل والخدمة، ولهذا تآمرت وافترت عليها الحكومات خوفاً وفزعاً، فاختلقت لها التهم والأسباب التي تجوز لها إعلان الحرب عليها، رغم أنها تعلم أن أبناءها براء من كل التهم الموجهة إليهم، فهم من نسيج هذه الأمة، ومن عامة الناس وفقرائهم، ممن يحسون بهم ويدركون آمالهم وأحلامهم، ويشعرون بمعاناتهم وآلامهم، وأنهم لم يكونوا يوماً في الخندق المعادي للأمة أو المتآمر عليها.
بالغت الحكومات العربية وأجهزتها الأمنية القمعية في تعذيب عناصر الإخوان المسلمين، ومارست في حقهم صنوفاً من العذاب كان القتل أقلها وأهونها، وهو ما تمناه الكثير من أبنائها طلباً للنجاة، وخلاصاً من العذاب المستمر، الأمر الذي سمح للأفكار المتطرفة والمتشددة أن تنشأ وأن تظهر، ولدعوات الثأر والانتقام أن تسري، وقد كان بوسع الحكومات لو كانت مخلصة وصادقة أن تسمح لهذه الجماعة الوسطية بالعمل، وأن تتيح لها حرية التواصل مع المجتمع، إلا أن تطرف الأجهزة الأمنية هو الذي أدى إلى تمزيق الأمة وتشتيتها.
لم تعانِ حركة الإخوان المسلمين من ظلم وصلف وعسف الحكومات وأجهزتها البوليسية الضارية وحسب، بل إن الكثير من القوى والأحزاب العربية، القومية واليسارية، قد ناصرتها وأيدتها وتبنت مواقفها، ودعت إلى محاربتها واستئصالها من مجتمعاتها، وبالغت في كيل الاتهامات لها، ونسب الجرائم إليها، وهي تعلم أن أجهزة الأمن والمخابرات هي التي ترتكبها، دون مراعاةٍ للدم الذي يسفك، وللأرواح التي تزهق، فقط لتبرر لنفسها وللرأي العام ضرب جماعة الإخوان المسلمين ومحاكمة قادتها، ولم ينتصر أحدٌ منهم لجماعة الإخوان المسلمين، ولم يهبوا لنجدتها وقد كانوا قوىً تحررية وقومية ويسارية كبيرة، بل سكتوا عن الجرائم التي ترتكب بحقهم، والفواحش التي تنسب إليهم زوراً بهتاناً، وبقوا صامتين أمام جرائم تزوير التاريخ، وخداع المجتمع، وظلم فئةٍ كبيرة منه.
لكن جماعة الإخوان المسلمين في مصر وكل بقاع الأرض، صبروا واحتسبوا، واحتملوا العذاب الذي ذاقوه على أيدي زبانية الأنظمة الديكتاتورية، ولم يقابلوا الظلم بظلمٍ أبلغ منه وأبشع، بل أصروا على مواصلة نهجهم الوسطي، ولم يستجيبوا لكل الاستفزازات ومحاولات النشوز، وحافظوا على وجودهم في أوساط شعوبهم، وعملوا بصبرٍ وأناة، وثقةٍ ويقين، حتى جاء اليوم الذي انتصر لهم الشارع، وانتخبهم المواطن العربي، وقد كان محروماً من انتخابهم، وهو الذي يثق بهم، ويؤمن بجدارتهم، فوضع فيهم ثقته، وأودعهم أمانته، ومنحهم صوته بلا تردد، وارتضاهم مسؤولين عنه، حتى غدوا في كل الساحات العربية هم الأغلبية، بموجب صناديق الانتخاب وقوانين الديمقراطية التي كانت نتيجتها الواضحة والصريحة أنها مع حركة الإخوان المسلمين.
إن من حق جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها، وفي كل الساحات العربية، أن تمارس حقها في الحكم الذي منحها إياه شعبها، فهي لم تغتصب السلطة، ولم تجبر المواطنين في زمن الثورات والميادين، على أن يختاروها ويصوتوا لها، وأن يؤيدوا برامجها ويؤمنوا بشعاراتها، وهي لم تضع قوانين الانتخابات، ولم تشرف عليها، ولم ترشِ ولم تزور، ولم تحمل المواطنين ولم تبتزهم، ما جعل اختيار الشعوب لهم اختياراً حقيقياً، وفق انتخاباتٍ نزيهةٍ نظيفة، شهد بنزاهتها المراقبون والمتابعون، وأكد صدقية نتائجها القضاة ورجال القانون.
جماعة الإخوان المسلمين هم جزءٌ عزيزٌ من هذه الأمة، يتطلعون إلى خيرها، ويعملون من أجلها، وتحقيق عزتها واستعادة كرامتها، مخلصون صادقون عاملون، مثابرون مجاهدون صابرون، لا تهمهم المصالح، ولا تغريهم المناصب، ولا يعملون ليعرفوا، ولا يقدمون ليشكروا، اليوم تبرهم الأمة، وتعيد إليهم حقوقهم المستباحة، وتعتذر لهم عن الظلم الذي وقع عليهم، وتتبرأ من كل حاكمٍ وضابطٍ وضيعٍ أساء إليهم، وأخطأ في حقهم، وتتهم كل من يحاول أن يجردهم من الأمانة التي يحملون، مستعجلاً حسابهم، مشككاً في نواياهم، مخططاً للإنقلاب عليهم والإطاحة بهم، وهم خيار الأمة الحرة، وصوت المواطن العزيز، وإرادة الشعب الأبي، فلا ينقلب عليهم إلا متآمرٌ على الأمة، متطاولٌ عليها، محتقرٌ لإرادتها، مستهينٌ بعقولها، مستخفٌ بوعيها، مشككٌ في رشدها.

الخيار بين "راحة العمل" أو "راحة الضمير"/ صبحي غندور

مع بدء كلّ عام جديد، يتجدّد عند الأفراد والشعوب الأمل بتغييرٍ في حياتهم وظروفهم نحو الأفضل، دون إدراك أنّ "الزمن" وحده لا يُغّير الحال، وبأنّ سياسة "حسيبك للزمن" ربّما تنجح عاطفياً لكنّها لا تُغيّر عملياً من الواقع شيئا. قد يحدث ربّما العكس، حيث يؤدّي تراكم السلبيات مع مرور الزمن إلى مضاعفة المشاكل والأزمات.
إنّ نهاية عام، وحلول عام جديد، هي مسألة رقمية رمزية لا تغيّر شيئاً من واقع حال الإنسان أو الطبيعة في أيّ مكان أو زمان. لكن المعنى المهم في هذا التحوّل الزمني الرقمي هو المراجعة المطلوبة لدى الأفراد والجماعات والأوطان لأوضاعهم ولأعمالهم بغاية التقييم والتقويم لها. فهي مناسبة لما يسمّى ب"وقفة مع النفس" من أجل محاسبتها، وهي حثٌ للإرادة الإنسانية على التدخّل لتعديل مسارات تفرضها عادةً سلبيات الأوضاع الخاصّة والظروف العامّة المحيطة. ولا يهمّ هنا إذا كانت هذه المحطَّة الرقمية الزمنية هي في روزنامة سنة ميلادية أو هجرية، أو هي مناسبة لعيد ميلاد أفراد أو تأسيس أعمال أو لأعياد وطنية، فالمهم هو إجراء المراجعة والتقييم والتقويم، ومن ثمّ استخدام الإرادة الإنسانية لتحقيق التغيير المنشود.
لكن بعض الناس (كأفرادٍ أو كجماعات) تكون إرادتهم مُسيّرة من قِبَل آخرين، بفعل ظروف الحاجة أو بسبب الضغوط وعناصر القوة التي تفرضها إرادة البعض المتمكّنين بالمال أو بالسلطة وفق ما يُعرف بصطلح "الترغيب والترهيب" أو "القدرة على المنح والمنع". وهنا يحصل الفارق، بين منْ إرادتهم الذاتية مشلولة ويعيشون حياتهم في خدمة إرادة آخرين، وبين من إرادتهم حرّة لكن يعانون من "الترهيب أو المنع". فالنّاس هم على درجاتٍ في المعرفة والعلم، أو بعناصر القوة بمعناها الشامل للقوى المادية والمعنوية (المال والنفوذ والسلطة وأدوات القمع). وفي الحالات كلّها، تتوفّر للبعض إمكانات التحكّم بآخرين، وإعلاء أو تهميش من يرغبون. ويحصل هنا أيضاً الفارق بين من يرضون العيش في حالة الرضوخ لإرادة الآخرين، فتكون إرادتهم مُهمَّشة، حتّى لو لمعت أسماؤهم في المجتمعات، وبين من يرفضون هيمنة الآخرين على إرادتهم، ويصرّون على مواجهة الواقع المرفوض رغم كلّ العقبات.
إنّ المعيار في الحياة، من وجهة نظري، هو منطلَق الإنسان ومبادئه وليست النتائج التي تترتّب على هذا المنطلق والمبادئ، حيث يسقط هنا شعار: "الغاية تبرّر الوسيلة". فلا يجوز مثلاً لكاتبٍ أن يجعل "قلمه" مرهوناً فقط لإرادة الآخرين من أجل تأمين "بحبوبة العيش" أو بحثاً عن الشهرة أو عن "الأمان الجسدي". لذلك، من المهمّ لدى كل إنسان معرفة مدى استعداده لرفض أو قبول هيمنة "إرادة الآخر" كمبدأ. فكم من أسماء بارزة تتصدّر المجتمعات، وبعضها يصل أصحابها إلى مواقع مسؤولة عالية، كرئاسة دول أو حكومات، لكن إرادتهم تكون مرهونةً لآخرين، معلومين كان هؤلاء أم مجهولين. وكم من أصحاب إرادةٍ مستقلة، لا نعرفهم ولا نسمع عنهم، ثمّ نكتشف لاحقاً دورهم الكبير في تغيير مجتمعات أو أحوال جماعات. فالتهميش الذي يحصل لهؤلاء هو خاضعٌ لنسبيّة المكان والزمان، لا لطبيعة أعمالهم أو ما قد تنجزه أعمالهم في المستقبل. هو أمرٌ مشابهٌ تمام الشّبه، بين إنسانٍ حرٍّ في تفكيره وعمله وإرادته غير أنّه بسبب حرّيته هذه معتقَلٌ في سجن، وبين آخر طليق لكنه مستعبدٌ من قِبَل آخرين رغم أنّه يملك جاهاً أو مالاً أو سلطة. فمَن، في هاتيْن الحالتين، هو "الإنسان الحر"؟!
فخيرٌ للإنسان المفكّر أو الكاتب أو الإعلامي أن يكون خاضعاً للتهميش الإعلامي أو "الحصار" المالي أو الاجتماعي، من أن يكون فكره أو قلمه مسيّراً من آخرين، رغم لمعان اسمه هنا أو هناك.
ولعلّ في تجارب الإعلاميين والكّتاب عموماً، الكثير من المحطّات التي يكون فيها الخيار هو بين "التهميش" وحرّية الفكر والكتابة والعمل من جهة، أو التلميع والثراء، لكن مع تجيير الفكر والقلم لصالح جهاتٍ و"أجندات" محدّدة.
الأمر نفسه ينطبق على المراكز والمؤسسات الثقافية وعلى المنابر الإعلامية، حيث نجد الكثير منها يخضع لتأثيرات "المموّل" ومصالحه حتّى وإن تناقضت مع المبادئ التي قامت عليها هذه المراكز والمؤسسات. فقد تكون في "أجندة المموّلين" أولويات قضايا ومسائل ليست بالضرورة هي الأولويات العملية لهذه المؤسسات، لذلك يحصل الخيار هنا أيضاً بين "راحة العمل" أو "راحة الضمير"!!.
وإذا كانت أبرز سمات المرحلة الراهنة عربياً هي هيمنة التشرذم والانقسامات والصراعات القائمة على مضامين طائفية ومذهبية وإثنية، فإنّ من ينشط فكرياً وعملياً من المؤسسات أو من الإعلامين والكتّاب لتصحيح مسار هذه المرحلة، يُصبح من "المهمّشين" أو من "المغضوب عليهم"!. فالواقع السلبي العربي الراهن هو حصاد لما جرى زرعه في السنوات الماضية، ولما يتمّ التشجيع عليه فكرياً وإعلامياً من جهات محلية وخارجية، نافذة وقادرة، ولها مصالحها فيما يحدث من صراعات وانقسامات. 
وكمثال على ذلك، نجد أنّ تجربة "مركز الحوار العربي"، التي بدأت في واشنطن في ديسمبر من العام 1994، قد قامت على نقيض ما هو يسود الآن في الحياة الفكرية والسياسية العربية، من انقساماتٍ على أسسٍ إقليمية وطائفية وإثنية، هذه الظواهر المرضية الخطيرة التي تزداد الآن في المجتمعات العربية لأنّها موضع دعمٍ وتأييد من مواقع مختلفة، ومن بعض الجماعات المؤثّرة في المجتمع المدني العربي، إضافةً إلى السعي الأجنبي والإسرائيلي على نشر هذه الأوبئة التفتيتية في البلاد العربية، وبين العرب أينما وُجدوا.
فتجربة "مركز الحوار العربي" بدأت وتستمرّ في زمنٍ عربي لم تعد فيه قضيةٌ واحدة تجمع العرب، ولم يعد هناك همٌّ واحد للعرب. وما حاولته تجربة "مركز الحوار"، في أعوامها الثامنة عشرة السابقة كلّها، وبالإصرار عليه، هو مسألة الجمع بين الهويّة العربية الحضارية في الهدف،‎ والحوار العربي في الأسلوب. وأيضاً، السعي قدر الإمكان للتنسيق، ولو في الحدّ الأدنى، بين الطاقات الفكرية والثقافية والحركية العربية المتواجدة بمنطقة واشنطن، وبينها وبين مثيلاتها في البلاد العربية. فهي تجربةٌ سبحت وتسبح عكس التيّار الراهن بكلّ سماته السلبية هنا وهناك!..
***
لقد كان الهاجس، في السنوات الأولى من تجربة "مركز الحوار العربي"، هو هاجس ترسيخ القناعة بأهميّة الهويّة الثقافية العربية المشتركة وبضرورة أسلوب الحوار الجاد والعقلاني بين العرب..
وفي السنوات الماضية كلّها، كان الهمّ الأول هو المحافظة على استقلالية تجربةٍ ذات هُويّة عربية واضحة، تستوعب الخصوصيات الوطنية، لكنّها لا تقبل بأن يتمّ استيعابها لصالح فئة أو خصوصية ضدّ أخرى، فهي وُجدت لتخدم وتفيد كل العرب وكل القضايا العربية المشتركة، وعلى ساحة أميركية تزداد فيها أيضاً التحدّيات أمام العرب وعلى الهُوية العربية!.

سيروا حالمين بالجنة أو بالجحيم/ أسعد البصري

يجب أن يحذر المثقف من انتقاد السلطة على أساس أخلاقي فقط
يجب أن يكون النقد فكريا يفتح بوابة جديدة للتأمل
النقد الأخلاقي هو فخ يقع فيه المثقف حين يتعب دماغه
فيتحول إلى واعظ أو شتام أو مداح
وكل هذه الأطوار متشابهة و مثيرة للشفقة
إن الحقيقة تختنق
وهي تخرج رأسها من الماء لتستنشق الهواء
أدباء كثيرون صاروا يعرفون الطريق
إنه الغضب يطفو كقارب نجاة
شيء رائع أن ترى الكذب يعاني عزلته
والحقيقة الأسيرة تكسر القيود
لا بد أن تعني هذه الإرهاصات شيئا في النهاية
الكتابة كانت أجمل قبل عشرين سنة
كنا هكذا نلقي الكلام على عواهنه
حفاوة الفوضى بنفسها من خلال العيش واللغة
الآن واحسرتاه !! الكتابة أصبحت مسؤولية
صرت أكتب وأمحو
صارت اليد ترتجف
لم تعد الكتابة تلك اللعبة البريئة
لقد تحولت إلى أمر في غاية الجدية
لم تعد الكتابة تلك المهنة التي (( ما توكّل خبز ))
إنما عليك أنت وحدك تتوقف مسؤولية العفاف
الكتابة مصدر رزق الكتبة الميتين
بينما هي مصدر جوع و خطر و عوز عند الأحياء
الناس يعرفون الحقيقة لكن تنقصهم الثقة
لهذا يبحثون عن كاتب
ما هي مشكلة الأنبار ؟؟ لماذا يتظاهرون ؟؟
الجواب بسيط وهو لا يمكن أن يستقر العراق
بأحزاب دينية مذهبية تحكمه
العراق بحاجة إلى وضع هؤلاء في السجن
وتأسيس حكومة علمانية وطنية عربية عراقية
السيد نوري المالكي أراد مساعدة بشار الأسد
فوجد نفسه وقد وقع في مشكلة كبيرة
أليست السياسة مفيدة لعضلات البطن
لأنها حقاً تبعث على الضحك أحيانا
أعتقد أننا يجب أن لا نقع بفخ العقلانية و الواقعية
هؤلاء اللصوص الذين يحكمون العراق اليوم
كانوا يمارسون أقصى أنواع المستحيل والخيال عندما كانوا معارضين
كانوا يشكلون فصيلاً من الجنود
للقتال مع الجيش الإيراني ثمانينات القرن الماضي
يؤسسون ميلشيا مسلحة شمال العراق
ك حركة الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي
كانوا مقاتلين في الجبال ينصبون الألغام
يقطعون الطريق على الجندي العراقي البطل
يكتبون في صحف من ورقتين تصدر كل أسبوع
كان حزب الدعوة يفجر مخفر حدودي ويعلن مسؤوليته عن التفجير
يتسللون من الحدود إلى العراق لأغراض تنظيمية
يقومون بكل هذه السخافات ضد نظام جبار حديدي
مؤلف من سبعة فيالق و فرق خاصة و حرس جمهوري
مع أرقى أجهزة المخابرات والإستخبارات والأمن
مع هذا صمدوا و صمدوا إلى أن جاء الإحتلال الأمريكي
و دخلوا بغداد المحتلة قادة جددا للعراق
لهذا على كل حالم بنظام أفضل من حكومة الفساد هذه
أن لا يخدعه كلام الواقعية والعقلانية أبدا
سيروا حالمين بالجنة أو بالجحيم لا يوجد منفذ آخر للوجدان
ما هي مطالبنا ؟؟
في الحقيقة نحن لا نطالب بديموقراطية أو فاشية أو حقوق إنسان
ولا نطالب بحرية تعبير ولا حرية جنسية ولا فيدرالية ولا حربة إجهاض
عندنا مطلب واحد فقط
هو اجتثاث كل أعضاء الحكومة والبرلمان
ومن الآن يجب إعداد قائمة سوداء بأسمائهم
نريد وجوها عراقية وطنية غير هؤلاء الخونة
نحن لا نعرف بعد ما نريد لكننا واثقون مما لا نريد
وهو هؤلاء الذين يحكمون العراق اليوم من المنطقة الخضراء
الديمقراطية السوداء في العراق
منحتنا حق التصويت للكبش الأسود والكبش الأبيض
لكنها لم تعبد شارعاً واحداً
لا نريد ديمقراطية في العراق
هل أنتم مجانين ؟؟
الحكومة العراقية العميلة تعاني عزلة شديدة اليوم
بعد هجومها على الأكراد و مسعود البارزاني من جهة
وبعد احتجاجات الرمادي وقطع الطريق الدولي إلى سوريا من جهة أخرى
عزلة شديدة لأنها حكومة مكروهة و منبوذة وفاسدة
وإذا استخدمت القوة سيكون حالها أسوأ من حال بشار الأسد

في ختام 2012، مصـر محتـلة فعـلاً/ مهندس عزمي إبراهيم

إذ نستقبل عام 2013 بآمال الخير والاستقرار لمصر ولأبنائها، نذكر لعام 2012 تقدير العالم أجمع لبابا العرب، مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عندما عبر الوجود إلى دار الخلود، كما نذكر له أيضاً عبور السفينة المقدسة، كنيسة الأقباط الأرثوذكس، بهدوء وسلام وحكمة وشفافية تحت قيادة الملاح الحكيم نيافة الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك رغم ما كانت تمر به الساحة المصرية من أعاصير سياسية وفوضوية، حتى تم اختيار الرب لصاحب القداسة البابا تاوضروس الثاني ليجلس على كرسي مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية.
يحضرني اليوم مقال نشرته في 25 أغسطس 2012، بعنوان "مصـر محتـلة". فغداً أو بعد غد يودعنا عام 2012، تاركاً بصماته السوداء على صدر مصر الفتاة، مؤكداً أن "مصـر محتـلة" فعـلا. يعيش فيها "المصري مسلماً ومسيحياً" مقهوراً في خوف ورعب وفقر وجوع وبطالة، بينما يمرح ويرتع فيها وفي حناياها المحتل وهو جماعة الأخوان المسلمين ومعهم أخواتها الاسلاميون الوهابيون والجهاديون والقاعدة وحماس ومأجورو إيران وقطر والسعودية.. وغيرهم.
أسرد هنا معظم فقرات مقالي المذكور:
ما كنت أود أن يأتي يوم في حياتي لأكتب مثل هذا المقال.. وما كنت أود أن ياتي يوم في حياتي واشعر بما أشعر به اليوم من خزي وكآبة وإحباط وعار. كل الأمور والأدلة والمعالم من حولنا تشير إلى أن وطنـّا، مصر الحبيبة "محتــلة". ولا يمكن لعاقل مصري مسلم أو مسيحي أن يشك في ذلك أو ينكره.
وتعريف الاحتلال في العرف الدولي وفي القواميس العالمية هو "عملية استيلاء دولة أو قوة أجنبية على جميع أو بعض أراضي دولة أخرى". وبموجب القانون الدولي "يكون هناك احتلال حين تمارس دولة أو قوة ما سيطرة فعلية غير مقبول بها على أراضٍ لا تملك حق السيادة عليها" الاخوان المسلمون ليست دولة غازية ولكنها "قوة أجنبية" غازية تمارس سيطرة فعلية غير مقبول بها على أرضٍ مصرية لا تملك حق السيادة عليها.
معظم العامة يفكرون في نوع واحد من الاستعمار وهو الاحتلال العسكري لأنه الأقدم تاريخياً والأكثر وضوحاً كالاستعمار البريطاني والفرنسي والتركي مثلاً في العصور القريبة. وهو استعمار بغيض، ولكنه ليس أخطر أنواع الاستعمار.  فالاستعمار الايديولوجي أشد خطورة وتأثيراً وسلبية على الدول المستعمَرة، وتزداد خطورته عندما يجمع الصفتين: الايديولوجية والعسكرية معاً، كما هو في الاستعمار العربي الاسلامي عندما غزا واحتل دول الجوار الأربعة:مصر وفارس والشام والعراق وما تبعهم من دول أخرى شرقاً وغرباً. فقد كان استعماراً عسكرياً وايديولوجياً.
قامت عبر التاريخ حروب وغزوات كثيرة. ومصر بحكم امتداد تاريخ وجودها في أعماق الزمن ولأهمية ثرواتها الانتاجية وموقعها الاستراتيجي تعرضت لعديد من الاستعمارات العسكرية التي مهما تراوحت فترات بقائها بمصر ورغم وضوح آثارها وتأثيرها على المجتمع المصري لم تَمحُ هوية الوطن وأبنائه، ولا لغته ولا ثقافته ولا تقاليده ولا كرامة مواطنيه.
أما الاستعمار العربي لمصر (ولغيرها) فكان استعماراً إلى جانب طابعه العسكري البربري له طابعه الايديولوجي أو ما يسمى الغزو الديني أو العقائدي أو المذهبي. هذا اللون من الاستعمار أو بالأصح "الاستيطان" هو أقسى أنواع الاستعمار قاطبة. فالمستعمر العربي استعمر الدول بحد السيف وفرض الدين على مواطنيها لا بالتبشير والتوعية والدعوة، بل عنوة وقسراً يشهد بذلك الأختيار الثلاثي الشهير: الإسلام أو الجزية أو القتال أي القتل وتبع ذلك بطرق أخرى كالضغط والظلم والتمييز والتهجير والكبت والقمع والإذلال والارهاب والتعصب والاغتصاب والاستبداد والاستعباد والجزية والسبي والتكفير، والتصفية الجسدية الفردية والجماعية، والاستنزاف المعنوي والاقتصادي، هذا علاوة على تقييد بل تحريم وتجريم ممارسة الأديان الأخرى.
نتج عن ذلك أن صار أبناء مصر وشقيقاتها الشام والعراق وفارس وغيرها، حتى من أسلم منهم، مُذَوَّبين على المشاع فيما يسمى "الدولة الدينية الكبرى" أو "الحكم الديني الإقليمي" ضائعين عرقاً وهوية، منسيين تاريخاً، فاقدين لغة، مندثرين تقاليداً، مُداسين حضارة، محتَقرين عقائداً وأدياناً، ومواطنين من الدرجة الثالثة عشر في عقر أوطانهم. فتلك الدول محتلة بكامل معنى الاحتلال. ولا يختلف في ذلك عاقل. وعلى العموم فهذا فصلٌ من التاريخ ومُقـَدَّرٌ واقع ولن يفيد البكاء على اللبن المسكوب، أذكره بقصد الانتبـاه إليه فالأخوان على وشك أن يدفعوا مصر إلى ذاك المستنقع من جديد بعد أن أفاقت من وحله في عصر نهضة القرن العشرين العظيمة.
كما أدرجت في مقدمة المقال أن تعريف الاستعمار هو "استيلاء دولة أو قـوة أجنبية على جميع أو بعض أراضي دولة أخرى". مخطيء من يظن أن جماعة الأخوان المسلمين ليست "قـوة أجنبيـة". فأعضاؤها وقادتها ومرشدوها ليسوا مصريين، أو تابعين لمصر أو حتى تابعين لأي دولة عربية أو دولة مسلمة أو غير مسلمة. فهم جماعة على "المشاع" في كل أنحاء العالم حتى في الدول الغير مسلمة. الاخوان أعضاء جمعية عالمية أقسَم أعضاؤها يمين الولاء "للجماعة" لا "لوطن معين".. ولاؤهم وانتمائهم ليس لمصر، ولا لأي وطن معين!!
هذه هي الحقيقة!! وأدرج هنا قسَم الولاء الاخواني حرفياً ولن يجد به القاريء أي ذكر لولاء لمصر أو ذكر أي وطن:
(("بسم الله الرحمن الرحيم. أُبَايِعُكَ بِعَهْدِ اللهِ ومِيثَاقِهِ عَلَىْ أَنْ أَكُونَ جُندياً مُخلِصًا، عَامِلاً في جَماعَةِ الاخوان المُسْلِمِينَ، وعَلَىْ أَنْ أَسْمَعَ وأُطِيعَ في العُسْرِ واليِسرِ والَمنْشَطِ والمَكْرَهِ إلاَّ في مَعْصِيةِ اللهِ، وعَلَىْ أَثَرَةٍ عَلَىّ، وعَلَىْ ألاَّ أُنَازِعَ الأمرَ أَهْلَهُ، وعَلَىْ أنْ أَبْذُلَ جُهْدِي وَمَاليِ ودَمِي في سَبيلِ اللهِ ما استطعتُ إِلى ذَلِكَ سَبِيلاً واللهُ عَلَىْ مَا أَقُولُ وَكِيلٌ" "فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا "))
مخطيء من يظن أن عضو جماعة الاخوان المسلمين له ولاء لمصر. نعم، منهم ملايين ولدوا بمصر من أباء وجدود مصريين وعاشوا ويعيشون بها ويحملون جنسيتها. ولكنهم أعضاء تابعين لجماعة "الاخوان المسلمين" وهي جماعة بلا وطن معين. شأنها شأن الجماعات الإرهابية العالمية كـ"القاعدة" منظمة أسامة بن لادن الإرهابية.التي تتبرأ منها ومن أعضائها كل الدول حتى التي ولدوا بها والتي يقيمون فييها
وتاريخ الاخوان بمصر معروف. هم موجودون في مصر منذ عام 1928، ولم تقم لهم قائمة إلا اليوم. لقد طفوا على السطح فترات، وطوردوا واختفوا تحت االسطح وفي المنفى وفي بطون السجون والمعتقلات فترات أطول. وذلك بسبب مطامحهم السلطوية التوسعية الشمولية واستعدادهم الدموي تحت شعار "السيفين" و"أعـِـدُّوا" لتحقيقها بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة، التصفيات والاغتيالات المعنوية والجسدية أنواعٌ منها.
ولكن لم تصل الاخوان إلى مأمولها السلطوي حتى قامت "زوبعة 25 يناير 2011"، بمجموعة من الشباب المصري الحر المنتفض والمتشوق إلى الحرية والديموقراطية وإصلاح الوضع الاجتماعي والاقتصادي بمصر. وكان ينقص هؤلاء الشباب القيادة والتخطيط والخبرة السياسية. فاندسَّت الاخوان بين صفوفهم بمكر ودهاء وتضامنت مع الجماعات الاسلامية الأخرى واقتنصوا منصات ميدان التحرير وميكرفوناتها اقتناصاً. سرقوا ثورة الشباب وأعلنوا ملكيتها رغم رفضهم المشاركة فيها في أيامها الأولى. ثم بالتضامن مع الاسلاميين وبتخاذل أو تضامن القيادة العسكرية الحاكمة أشاعوا في مصر جواً لم تره مصر في أي عصر من تاريخها الطويل. غمروا مدنها وقراها، وشوارعها وحواريها، وميادينها ونواصيها بالفوضى والارهاب والقتل والحرق والنهب والخطف والسحل والاغتصاب وقطع الطرق ودهس الأبرياء وهتك العرض وتعرية العذارى.. حتى كتابة هذا المقال.
وكما سرقوا ثورة الشباب أو ثورة التحرير، سرقوا عمليات الانتخاب الثلاثة بمساعدة المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير ممحمد طنطاوي والفريق سامي عنان (شاء المجلس أم لم يشاء) (بل في الحقيقة شاء وباع لهم مصر بخسة). اشتروا مصر أو سرقوها بخبث الثعالب باصرارهم أن تتم الانتخابات قبل وضع الدستور. بِدءاً بالالعوبة الفاجرة بالتصويت بـ "لا" تؤدي لجهنم و"نعم" تؤدي للجنة، تلاها مهزلة انتخابات البرلمان المفبركة، ثم انتهت بانتخابات رئاسة الجمهورية التي قيل فيها ما قيل. تمت تلك الثلاث مراحل الانتخابية التي يدَّعي الاخوان أنها ديموقراطية وشفافية بطرق أقل ما يقال عنها أنها غير ديموقراطية وغير نزيهة، بل محشوة بالتزوير والتزييف والارهاب والتلفيق والرشاوي والتهديد. لخصها الدكتور خالد منتصر بمهارة وصدق فى مقال له بعنوان (("ديمقراطية الزيت والسكر والمسطرة". وأستسمحه بنقل فقرة منه حرفياً "تزييف وتزوير الوعى بدأ من منابر المساجد التى احتلها الاخوان والسلفيون الذين لا يحتاجون إلى مقار أو لافتات، فكل مسجد أو زاوية فى مصر صارت مقراً انتخابياً ولافتة دعائية، وبعدها نقول ديمقراطية! تبدأ الخطبة بذكر أفضال وعظمة وجمال وتقوى وورع حزب الله الاخوانجى، وتنتهى بالدعاء على الفسقة الفجرة أعداء الله من الليبراليين والعلمانيين من حزب الشيطان، ومن أفلت من مفرمة تزييف الوعى المنبرية ، دخل فى مغسلة الفضائيات الدينية التى تمارس نفس الدور بشكل أكثر مهارة وبفلوس ورواتب أكثر وفرة!! ومن أفلت من هذا وذاك اشتراه الاخوان بكيس رز وزيت ولحمة، واشترى أولاده بقلم ومسطرة مكتوب عليها اسم الحزب!! وبعدها نقول ديمقراطية."))
بكل ذلك.. وبالضغوط من دول مغرضة شرقية وغربية، وبالتهديدات والتحالفات الغير سوية تسرب الاخوان إلى نواصي السلطة بالشارع المصري. وبالصفقات المريبة السرية والعلنية التي أدت لركوب الدكتور محمد مرسي عضو جماعة الاخوان وأحد قياداتها على صهوة مصر. وبتبعية الرئيس للأخوان مقسَماً بالولاء لمرشدها وأهدافها التوسعية التي "على المشاع"، أي لا ولاء لوطن بعينه، فيمكن الجزم بعدم ولاء مرسي حاكم مصر لمصر. ولا إخلاصه لها لأن تكون دولة حرة مستقلة!!
لأن ولاءه للجماعة التي جوهر أهدافها أن تكون مصر ولاية أو دويلة شأنها شأن الصومال وأفغانستان ونيجيريا في خلافة وهمية خرافية جوفاء لا قوائم لها ولا فائدة منها إلا أغراض شخصية سلطوية بحتة لمن ينادون بها. خلافة بعيدة عنا جغرافياً وفلسفياً وفكرياً وقلبياً ومعنوياَ واقتصادياً.. خلافة لا تنتج ولا تعمل ولا تزرع ولا تصنع ولا تبدع ولا ترعى ولا تراعي. خلافة تحكمنا بالريموت كنترول وتسحب أموال الوطن (الخراج السنوي) ليثرى الخليفة وحاشيته وذبانيته وحريمهم وجواريهم وما ملكت أيمانهم.. ويجوع الغلابة المستعبَدين أبناء الوطن "دويلـة مصـر" وأخواتها!!.
هل في هذا المنطق تجَنـّي على السيد الرئيس محمد مرسي؟ طبعاً لا. فكل الدلائل تؤيد اعتقادي. قراراته ليست مصرية الهدف. خُطبُه يلقيها من منابر المساجد، تحياته في افتتاح خطبه موجهة إلى "أهلي وعشيرتي" لا إلى "أبنـاء وطني"، تعاطفه مع التيارات والجماعات المسلحة والمتطرفة دينياً والمتأسلمين حماس وقادة غزة والقاعدة والسلفيين والوهابيين وغيرهم خريجي السجون، والترحيب بحاملي سلاح الجهاد الإرهابي الدولي، وعفوه عن الارهاببين المعتقلين لجرائم أمنية وطنية، وفكرة بيع قناة السويس لامبراطورية قطر، وزيارات أمير قطر المشبوهة السرية لمصر ولغزة، ومحاولة تقسيم مصر واهداء أجزاء غالية من أرضها المقدسة لغيرها. وفتح حدود الوطن لمن يشاء من الارهابيين والمهرىبين والمغرضين يدخل ويخرج كرواد البارات وبيوت العاهرات. كل هذا وغيره صارفاً النظر عما تعانيه مصر من مشاكل في جميع حناياها الحيوية الداخلية وعجز في ضرورات واحتياجات الشعب الحياتية اليومية من مياه وخبز وغاز وكهرباء، إلى بطالة وبلطجة وفوضي أمنية وفساد اجتماعي وانحلال أخلاقي وركود اقتصادي.
هذا علاوة على المناورات الشائنة التي أدت إلى تفصيل دستور اخواني على مقاسه ومقاس الجماعة، والضغط على المعتدلين مسلمين ومسيحيين حتى اضطرارهم للانسحاب من لجانه وقراراته. واصدار المشايخ الاخوانيين والاسلاميين لفتاوي عديدة تعسفية مغرضة بتكفير واهدار دم المواطنين الأبرياء مسلمين و مسيحيين المختلفين معهم في الرأي دون رادع من قانون. واستبدال رؤساء التحرير ورجال الصحافة والأعلام المعارضين والمعتدلين بآخرين اخوانيين. واغلاق الفضائيات المعارضة في الرأي رغم اطلاق العنان للفضائيات الدينية المتطرفة التي تبث البذاءة والحقد والتلفيق والتحريض على سفك دماء المواطنين. هذه عينات فقط من تمكين الرئيس مرسي الأخوانجي للأخوان للسيطرة على مقاليد الدولة ومفاصل اجهزة ومؤسسات ووزارات وسلطات تشريعية وتنفيذية والسعى الى الاستحواذ على السلطة القضائية.. الأمر الذي لا يترك مجالاً للشك على أن مصر (محتلة باحتلال بحكم عسكري ديني أخواني قمعي سلطوي) يطرد فكرة المدنية الحرة والديموقراطية الحقة من مصر ويغلق الباب خلفها لأمـد طويـل (لا قـدَّر اللـه).
الاستعمار العسكري يمكن التخلص منه بثورات شعبية أو نضال قومي خلال سنوات معدودة، وهناك استعمارت عسكرية لم يدم حكمها إلا بضعة شهور. أما الاستعمار الايديولوجي الديني وهو عسكري في نفس الوقت فيشهد التاريخ أنه لا يمكن التخلص من براثنه وأنيابه في قرون. حيث يتسلح المستعمر الديني بسلاحين: فكل أعضائه وتابعيه مجاهدون مجندون مسلحون مدرجون في مليشيات منظمة عسكرية وإعلامية مدربة لقمع وتحطيم وتخوين وتهشيم وتهميش أي معارضة، كما أنه يلعب بمشاعر العامة البسطاء والأميين وهم غالبية الشعوب في دول الشرق، ويقنعهم أن المعارضة للحاكم أو لنظام الحكم هي نضال ضد "اللــه"، وكأن المستعمر هو "اللــه" أو موكلٌ منه، ويتهم معارضيه بالكفر والزندقة ويحلل قتلهم باسم "الديـن" وباسم "اللـــه".
لقد بدت هذه الأيام بشائر ومعالم، بل براثن وأنياب هذا التيار الاستعماري فارتفعت أصوات اخوانية متطرفة تتشدق بالتكفير والتمييز وفرض الجزية. لا يفرض الجزية على أبناء الوطن إلا مستعمِر. مقالي هذا ليس ضد الإسلام بل ضد "الإسلام السياسي" و"الاستعمار الاخواني". فقد حكم مصر في أزهي عصورها الحديثة عصر "الزمن الجميل" مصريون مسلمون مؤمنون لم يرتفع في عصرهم صوت متطرف بمثل هذه الترهات. لأنهم كانوا مصريين مسلمين مؤمنين حقيقيين أوفياء لمصر. ولم يكونوا مستعمِرين.
الرئيس الحاكم لمصر اليوم اخواني، أي أنه عضو في جماعة الاخوان بل ومن قياداتها، ولم يكن يصل إلى كرسي الرئاسة لولا اجتهادات الاخوان التى يعلم الشعب المصري والعالم كله أنها اعتمدت في منهجها لذلك على التزوير والتلفيق والخداع والتخوين والتخويف والتهديد والارهاب والصفقات المشوبة سرية وعلنية بداخل مصر وبخارجها خاصة مع حماس وقطر والسعودية وإيران وأمريكا واسرائيل.
وأعجب كل العجب من د. محمد مرسي رئيس جمهورية مصر. الرجل الذي عاش وعمل ورَبّى أولاده وذاق طعـم الحياة الكريمة الحرة هو وأسرته في أمريكا منبع الحرية وحصن الديموقراطية والإنسانية ومعقل احترام القانون، والإيمان بأن رعاية الفرد من رعاية الوطن، كيف يرضى للمصريين أبناء وطنه بأقل من تلك المحاسن!!
ولكني أعرف السبب، ومتى عُرف السبب بطل العجب. السبب سببان أولهما أنه اخوانجي والاخوان جماعة قمعية سلطوية ضد الحريات بصفة مطلقة. والسبب الثاني أنه أقسم للولاء للأخوان، والخنث بقسَم الاخوان ثمنه الاغتيال الصريح.
نودِّع عام 2012، إلى غير رجعة تاركاً مصر بين يدينا محتلة بالفاشية الدينية المتأسلمة. ولن ينكر ذلك إلا إخواني أو جاهل أو مخدوع. ولكن إلى أجل ليس ببعيد حين يستيقظ رمسيس مصر الجديد. إبن مصطفي كامل ومحمد فريد وسعد زغلول وغيرهم من الأبطال الأوفياء لمصر. أو ينهض لمصر البكباشى البطل جمال عبد الناصر، مصري حر من جيشها الباسل ليتحد مع أبناء مصر الأحرار في الساحة السياسية لإيقاف "أخوَنة الوطن". فيساندهم ويوحدهم ويحتضن أتباعهم ويؤلف شمل أحرار وشباب وكل شعب مصر من فلاح وعامل ومدرس ومهندس وطبيب ورجل وامرأة ومسلم وقبطي صفاً واحداً، ويقودهم في 2013 نحو الحرية البيضاء أو الحمراء ويرفع عن مصر هذا الردى المشرئب، الاحتلال البغيض والكابوس الثقيل الكئيب.. فتعود مصر حـرة أبيَّـة ديموقراطيَّـة تكفل لمواطنيها نقاء وكرامة الحياة وحرية الإبداع والتعبير وحرية الأديان لجميع مواطنيها.
مهندس عزمي إبراهيـم

من نكسة "موشى ديان" .. إلى نكسة "مرسى العياط"/ مجدى نجيب وهبة

** فى يونيو 1967 .. تعرضت مصر لنكسة وهزيمة أسعدت بعض الأشقاء العرب ، وأحزنت البعض الأخر .. فقد سمعنا عن شيخ جليل رحمه الله ويعلمه الجميع .. قام بصلاة ركعتين شكر لله على الهزيمة والنكسة التى تعرضت لها مصر ...
** كانت نكسة يونيو 1967 .. صراع إسرائيلى أمريكى إستعمارى .. ضد مصر .. لم تكن صراع بين مصر وإسرائيل فقط ، ولكن ما أجج إشعال الحرب هو التهديدات النارية من الرئيس "جمال عبد الناصر" ، وبعض القادة العسكريين بأن لهم القدرة على الإطاحة بدولة إسرائيل فى غضون بضعة دقائق .. ثم غلق مضيق "تيران الحيوى" ..
** فى يونيو 1967 .. شحن العرب "عبد الناصر" ، ومعهم منظمة فلسطين ، لمواجهة إسرائيل على طول الجبهة المصرية .. وكانت المفاجأة للقوات المصرية هى الحرب المفاجئة التى أقدم عليها سلاح الطيران الإسرائيلى ، بضرب جميع مطارات القوات المسلحة المصرية .. مما سهل تساقط الجنود المصريين كالعصافير على الجبهة المصرية ، ولم تستغرق هذه الحرب أكثر من ستة ساعات هزم فيها الجيش المصرى دون مواجهة حقيقية للعدو الإسرائيلى..
** فى 5 يونيو 1967 .. كان الطيران الإسرائيلى يعربد فى سماء القاهرة ، وكان يمكنه أن يطلق قذائفه لضرب الشعب المصرى .. ولكن ذلك لم يحدث إلا فى مجزرة واحدة فقط هى مجزرة مدرسة "بحر البقر" ..
** وبعد الهزيمة .. ألقى الزعيم "جمال عبد الناصر" خطابه الشهير ، وهو يتحدث إلى الأمة .. ويعترف بالهزيمة .. بل ويقرر أن يتنحى عن الحكم ، وأن ينضم إلى الصفوف الأمامية للمقاتلين .. وكانت نبراته تنم عن حزن عميق ، فقد كان "عبد الناصر" زعيما وطنيا حتى النخاع .. لا يمكن أن يشكك أحد فى وطنيته أو إخلاصه للوطن ..
** وعقب الخطاب مباشرة .. خرج كل الشعب المصرى رافضين الهزيمة ، مطالبين بالنصر .. وظلوا يهتفون فى كل الشوارع والميادين وكل محافظات مصر "هانحارب .. هانحارب" .. خرجوا فى لحظة إنكسار "هزيمة" ، تحولت إلى لحظة نصر ..
** إنه الشعب المصرى الأصيل العظيم .. الذى خرج ليرفض تنحى جمال عبد الناصر ، ويطالبه بالإستمرار .. بل ورفض هذا الشعب الهزيمة ، وظلوا يهتفون "هانحارب .. هانحارب" .. "بالروح .. بالدم .. نفديكى يامصر" .. ومنذ هذه اللحظة ، بدأت القوات المسلحة تعيد ترتيب صفوفها ، وظهرت الشعارات الوطنية فى كل شبر من أرض هذا الوطن "الجيش والشعب إيد واحدة" .. ثم رحل "عبد الناصر" ..
** وتولى "السادات" المهمة الصعبة ، وتحمل السادات ما لا يمكن أن يتحمله رئيس دولة من إنتقادات وسخرية وإستخفاف .. ولكنه كان يثق فى الجبهة الداخلية وهى الشعب المصرى العظيم .. وفى الجبهة العسكرية التى أعيد بنائها على طول خط المواجهة .. حتى تحقق نصر أكتوبر العظيم .. ورفعت مصر هاماتها عالية ، ورفع كل العرب رؤوسهم وإستردوا كرامتهم ، وبدأوا فى جنى ثمار ما دفعته مصر من أرواح وشهداء أبنائها الأبرار لتحرير سيناء ، وتحرير الإرادة المصرية ..
** لقد تذكرت هذه الأيام الكالحة السواد .. التى مرت على مصر وهى منكسرة ، مهزومة .. ظلت تعانى من غطرسة العدو الإسرائيلى حتى تحقق أعظم نصر فى تاريخ الأمة العربية ... قد نخرج منه ببعض الدروس المستفادة التى مرت بها مصر فى هذه السنوات ..
1-      وقوف الشعب خلف قيادته العسكرية فى ثقة تامة لتحقيق النصر ..
2-      إلتحام كل أبناء الشعب المصرى وإنصهارهم فى هدف واحد هو حب مصر والتضحية من أجلها بالروح والدم ..
3-      الإعتزاز بالعلم المصرى والإعتزاز بالسلام الجمهورى  ..
4-      الموقف الرائع للفنانين والكتاب والإعلاميين .. فكل قدم فى مجاله كل ما يملك من إبداع وتضحية فى سبيل هذا الوطن ..
** الجميع يتذكر حفلات السيدة العظيمة الراحلة "أم كلثوم" ، وهى تجوب كل الدول العربية والأوربية لكى تشدو بأعزب أغانيها ، وتجمع التبرعات لدعم الجيش المصرى ، والجبهة الداخلية .. فى الوقت الذى تحولت فيه إلى سفيرة تمثل مصر فى كل الدول التى ذهبت إليها ..
** نتذكر الفنان  والعندليب الأسمر الراحل "عبد الحليم حافظ" الذى ظل يشدو بالأغانى الوطنية التى تلهب مشاعر الجيش والشعب .. نتذكر كل الفنانين الذين بكوا وضحوا ورفعوا إسم مصر عاليا فى كل الدول ..
** تذكرت كل ذلك وأنا أشاهد ما وصلت إليه مصر الأن ..  من إهانات للفنانين والكتاب والإعلاميين .. فنحن فى كارثة ألعن ألاف المرات بل وملايين المرات من نكسة 1967 ..
** الجيش والشعب لم يعد إيد واحدة .. فالشعب يطلق عليه الرصاص فى الميادين والشوارع وأمام قصر الإتحادية من جماعات إرهابية بليت بهم مصر والجيش لا يحرك ساكنا .. ويصدر بيانات فنكوشية .. بأن الجيش يقف على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية .. ودعونا نتساءل ، هل الإخوان تيار سياسى؟ .. هل الإخوان تيار ثورى؟ .. هل الإخوان ينتمون إلى ثورة 23 يوليو التى خرج بها الضباط الأحرار وطرد الملك وتحققت العدالة الإجتماعية بين أبناء الشعب المصرى ..
** الإخوان ليس لهم علاقة بأى ثورات عربية أو مصرية .. ولكنهم يجيدون فن الإنقلاب على الحكومات وإسقاطها .. بل وإسقاط الدول التى يسيطرون عليها ..
** فى نكسة 1967 .. لم يظهر عنصرى الأمة ، بل عنصر واحد .. وفى نكسة مرسى العياط ، ظهرت الخلافات والفتاوى والسفالة وقلة الأدب والحروب الأهلية والحروب الطائفية والإعتداء على الأقباط ، وطردهم من منازلهم ، والإستيلاء على اموالهم ونهب ثرواتهم ، وخطف الفتيات القصر وإجبارهن على الأسلمة .. وظهر بعض القضاة المتشددون على خلفية طائفية ..
** فى نكسة 1967 .. لم تقذف إسرائيل الشعب المصرى .. ولم تلقى عليهم قنابلها .. بإستثناء ما حدث فى مدرسة "بحر البقر" .. وفى نكسة مرسى العياط ، قذفت ميليشيات الإخوان وميليشيات حماس التابعة للإخوان القوات المسلحة المصرية ، وهى تقوم بحراسة الحدود ، وإستشهد 16 جندى وعسكرى ، أثناء تناولهم طعام الإفطار فى رمضان الماضى .. ووجهت ميليشيات حماس والإخوان رصاصها إلى صدور المصريين فى كل الشوارع والميادين وبجوار أسوار "قصر العروبة بمصر الجديدة" ..
** فى نكسة 1967 .. لم تقذف محكمة واحدة .. وفى نكسة مرسى العياط قام بالإعتداء على المحكمة الدستورية ، مع سبق الإصرار والترصد .. وقسم القضاء .. وأحيل النائب العام للتقاعد وهذا ليس من سلطته ، وتوغل على السلطة القضائية وحصن قراراته وحصن الطعن عليها .. فى سابقة أولى لم تحدث فى تاريخ مصر فى يوم من الأيام .. وعلقت جميع المحاكم أعمالها .. وإعتدى مرسى العياط وأتباعه الشياطين على القضاة وأخرهم الإعتداء على المستشار الجليل "أحمد الزند" ..
** فى نكسة 1967 .. لم يسقط الدستور المصرى .. ولم تسقط مصر رغم الهزيمة .. وفى نكسة مرسى العياط ، سقط الدستور وسقطت مصر ، وتم تزوير وتزييف الحقيقة بالبلطجة والإكراه ..
** فى نكسة 1967 .. إحترم الإسرائيليين الفنانين المصريين والإعلاميين ، وفى نكسة مرسى العياط أهين الفنانون وتم سبهم بأبشع الألفاظ ، وشهر بهم على القنوات والبرامج الإسلامية ..
** فى نكسة 1967 .. لم تتساقط القطارات .. ولم تذهب أرواح الأبرياء فى جرائم معدة مسبقا وممنهجة ، ولكن فى نكسة مرسى العياط ، سقطت القطارات وراح ألاف الضحايا أمام حوادث إجرامية دبرت من قبل العصابة الحاكمة لتسقط الدولة فى براثن الفوضى ..
** فى نكسة 1967 .. لم تدمر المؤسسات الأمنية  ولم يطالب الشعب بتطهير الشرطة أو القضاء أو التلسن بألفاظ وقحة على القادة العسكريين بأنهم مفسدون .. وفى نكسة مرسى العياط حدث كل ذلك ، وخرج الغوغاء والإرهابيين يطالبون بتطهير الشرطة وتطهير القضاء وإخراس الجيش المصرى ..
** فى نكسة 1967 .. لم ينقسم الشعب المصرى ، بل إلتحم فى بوتق واحد لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية .. وفى نكسة مرسى العياط ، إنقسم الشعب بل إنقسمت الأسرة الواحدة ، والشارع الواحد .. وأصبح الجميع يتحفز للأخر ..
** فى نكسة 1967 .. كانت الدولة تملك إرادتها .. وفى نكسة مرسى العياط ، أصبحت الدولة عاجزة وفاشلة ومنهارة وساقطة .. ولا تملك من إرادتها أى شئ ..
** فى نكسة 1967 .. ظل الشعب يتغنى بيوم النصر حتى تحقق .. وفى نكسة مرسى العياط خرج الغوغاء لمحاصرة الإعلام والصحافة وتكميم الأفواه وحرق الأقسام وهدم أسوار السجون وإندلاع الفوضى العارمة .. ومحاصرة المحاكم ومنع قضاتها من أداء عملهم .. لكى تمرر الأحكام بالبلطجة والقهر والإرهاب ..
** فى نكسة 1967 .. ظل الشعب المصرى محتفظا بكرامته رغم الهزيمة .. وفى نكسة مرسى العياط ، إنكسر الشعب وسقطت كرامته وهزم من جماعة من البلطجية والهاربين من السجون وأصحاب العاهات ..
** لقد نجت مصر من نكسة 1967 .. وخرجت أكثر قوة وصلابة بعد أن توحد شعار "الجيش والشعب والشرطة إيد واحدة" .. والأن مصر تمر بنكسة أكثر وقاحة وسفالة وإجرام وإرهاب .. فالجيش فى وادى والشعب فى وادى والشرطة فى وادى .. ولم نعد نعرف من المسئول عن تزوير إستفتاء الرئاسة .. ولم نعد نعرف من المسئول عن التزوير فى إستفتاء الدستور .. ومن المسئول عن إرهاب المحاكم والقضاة .. ومن المسئول عن الفوضى الهدامة التى إندلعت فى مصر .. فهل يعود الشعب كما إلتحم فى نكسة 1967 لمواجهة نكسة مرسى العياط .. أم نقول العوض على الله فى مصر إلى الأبد !!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

رسالة إلى أستاذنا الدكتور محمد البرادعي/ محمد محمد علي جنيدي

أقول لسيادتكم ردا على هذا الخبر الذي جاء بموقع المصري اليوم في الثلاثاء 25 / ديسمبر 2012م.
أنتم أيضا تستقطبون وتفرقون وتقسمون المصريين بغير أي دليل إلى فئتين إحداهما ( رجال الأعمال المؤهلين والمتعلمين والمهنيين ) والأخرى ( الإسلاميين والأميين ) وتنحازون إلى فئة دون أخرى بحسب رأيكم، بل وتصادرون حق الأغلبية الـــ 64% الذين صوتوا بنعم لمشروع الدستور الحالي وتجتهدون لتصنعوا دستورا يطيح برأيهم وحقهم في التعبير عن إرادتهم!، لا أعرف من أين أتيتم بنتيجة هذا الفرز الذي بنيتم عليه رأيكم!، وكأنكم اطلعتم على شخوص المصريين جميعا وهم يصوتون شخصا شخصا، أوَ كل من قال نعم أصبح في رأيكم إما إسلامي أو لا يقرأ ولا يكتب!!،.. فمن ذا الذي أعطاكم الحق لمصادرة إرادة أغلبية هذا الشعب الذي صوّت بنعم حتى ينصاع لدستورٍ سوف تقومون بإعداده!، أهذه هي الحرية التي تفهمونها!، وهذه ديمقراطيتكم التي تتشدقون بها وتدعون الشعب لقبولها، لقد كنت مؤيدا لكم طوال الوقت بل وكنتم أنتم الأول الذي أسعى لانتخابه إذا تقدمتم للترشح، ولكن انكشف كل المستور لنا الآن، وأخيرا أقول لكم سيدي ( بئس الديمقراطية التي لا تحترم إرادة أغلبية شعبها مهما كانت انتماءاتهم!!).

الدستور الفلسطيني إلى أين؟/ عبد الكـريم عليــان

قبل أيام دُعيت لورشة عمل أو لقاء تفاكري يناقش موضوع "الدين وحقوق الإنسان في مسودة الدستور الفلسطيني ـ الدروس المستفادة من تجارب دول الربيع العربي"، حيث نظم اللقاء معهد الحقوق التابع لجامعة بير زيت، وفي الجلسة التي حضرتها قُدمت ثلاثة أوراق من قبل أساتذة في القانون، وترأس النقاش عميد كلية الحقوق بجامعة الأزهر بغزة.. الورقة الأولى ناقشت إشكالية العلاقة بين الدين والدولة منذ انهيار الخلافة العثمانية، وتطرق الباحث لدساتير المملكة المغربية وتونس ومصر وفلسطين.. أما الورقة الثانية قدمها باحث آخر تناول فيها نموذجين إسلاميين هما الدستور الإيراني، والدستور السعودي، وقدم لمحة تاريخية عن النموذجين.. أما الورقة الثالثة تطرق فيها الباحث إلى مفاهيم الشريعة الإسلامية وأحكامها ومبادئها.. وامتلأت الصالة بجمهور من المهتمين طلبة وكتاب ومحامين ومخاتير ..إلخ، أجمع الحضور في المداخلات والنقاشات التي دارت بعد تقديم الأوراق الثلاثة بموافقتهم التامة على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، علما بأن الحضور لم يشتمل على تيارات سياسية إسلامية، وكذلك يسارية، وإن وجد أفراد قلة من التيارين.. مما ثار لدي تساؤلات مهمة نحاول أن نناقشها هنا..
هل نعيب على منظمي اللقاء عدم حضور تلك التيارات السياسية؟ أم أن اللقاء كان يؤدي مهمة (مدفوعة الأجر) يريدون تسجيل إتمامها فقط ؟ أم أن ما قاموا به هو من قبيل العبث الأكاديمي الذي تعودنا عليه، وهو عزلة جامعاتنا الغزية عن المحيط ومشاكله المختلفة..؟ أم هي نظرة فوقية من قبل هؤلاء وكان عليهم اختيار جمهور من الطلبة ليمارسوا عليهم دور السلطة؟؟ مع احترامنا الكبير للباحثين الذين قدموا أوراقا ومعلومات قيمة بذلوا جهدا كبيرا ومضنيا في الوصول إليها لا يقدر بثمن.. لكنها تحتاج إلى وقت كبير لمناقشتها والخروج منها بتوصيات مفيدة.. أيضا لا نفهم ما جاء في عنوان اللقاء "الدروس المستفادة من تجارب الربيع العربي"؟ ماذا يقصد بذلك بالنسبة لنا..؟ حيث لم يتطرق أحد لذلك الموضوع، هل أصبح دستور تونس بعد الثورة دستورا يُحتذى به؟ هل في الثورة والصراع الجاري في مصر على الدستور إشارة لنا كفلسطينيين؟؟ أسئلة كثيرة لم تنتهي إن بقينا بعيدين عن الجوهر الحقيقي لمشكلة الدساتير العربية، ونحن جزء من تلك الأنظمة..
تلك الأنظمة سواء كانت دساتيرها تطبق الشريعة الإسلامية بشكل كامل أم بشكل جزئي؛ فهي لم ترتقي بشعوبها إلى مستوى أصغر دولة في أوروبا من ناحية حقوق الإنسان في تلك الدول، أو من النواحي الأخرى من أنشطة مجتمعاتها.. نحن لا نفهم كيف لم يخطر في ذهن الباحثين الأفاضل هذا الجوهر؟ لماذا لم يقم أحدهم بمقارنة الدستور الفرنسي أو السويسري بدستور عربي مثلا ؟ لماذا نستمر في طحن الهواء؟ الجميع يعرف أن أحكام الشريعة متباينة في التفسير والتأويل، والجميع يؤكد أنه بعد الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لم يأتي حاكما عادلا مثله، والباحثين أكدوا لنا أن الأنظمة التي تعتمد في دساتيرها كل أحكام الشريعة أو جزء منها لا يقومون بتطبيقها تماما.. من يقول لنا أن آل سعود مثلا يطبقون أحكام الشريعة على أفراد العائلة الحاكمة مثلا..؟ ها نحن في غزة بعد ست سنوات من حكم حزب حماس التي تتخذ من الشريعة دستورا للحكم على شعب غزة.. هل يقول لي أحد أنها طبقت العدل في حكمها؟؟ ألا يكفي أنها شرذمت النسيج الاجتماعي والأسري والثقافي في غزة؟ ناهيكم عن الانقسام السياسي الذي طال كل مناحي الحياة للشعب الفلسطيني، ولا نعيد ما رصدته ووثقته منظمات حقوقية من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان على مدى السنوات الماضية !!
إذا كان الدستور يعني: "مجموعة القواعد القانونية التي تتعلق بنظام الحكم من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية" فلماذا لم يتطرق الباحثون إلى النظام السياسي الفلسطيني؟ أليس هذا هو جوهر الصراع والتشظي وليست الشريعة الإسلامية إن كانت مصدرا للتشريع، أم لا..؟ نعتقد أن أحكام الشريعة في العبادات والمعاملات لم يختلف عليها أحد، بل الخلاف هو في الحاكم وطريقة الحكم.. وهذا هو الجوهر الذي يحتاج إلى مناقشة.. بمعنى علينا أن نسأل الناس ونستفتيهم في قبولهم، أم رفضهم لوجود أحزاب سياسية دينية!! أليست هذه هي المشكلة الرئيسية للشعوب العربية أيضا؟؟ لماذا لا نسأل أنفسنا سؤالا مهما عاشته أوروبا قبل أن ترتقي بالديمقراطية التي نطمح بتطبيقها لدينا..؟ لماذا لا تسمح دساتير تلك الدول بترخيص أحزاب دينية؟؟ هل نعود إلى تاريخ العصور القديمة والوسطى في حكم الكنيسة أو سيطرتها ومشاركتها في الحكم؟؟ نذكر قصة قديمة ـ كنا قد تعلمناها في مناهج البحث العلمي، تقول القصة: في أوروبا القرن الثالث عشر اجتمع قساوسة الكنيسة لكي يحددوا عدد الأسنان في فم الحصان، حيث كانت المعرفة في ذلك الوقت تنتجها الكنيسة فقط ! ولا يجوز أخذها من جهات أو أشخاص غير الكنيسة ورجال الدين.. وحين اجتمعوا ثلاثة جلسات لهذا الشأن ولم يتوصلوا لمعرفة عدد الأسنان في فم الحصان، تدخل أحد التلاميذ الذين كانوا يحضرون الجلسات؛ فطلب منهم أن يحضروا حصانا ويفتحوا فمه ليحصوا الأسنان فيه.. حينها شاط غضب القساوسة ورجموه بالأحذية وطردوه، ومن ثم حرموه من استكمال تعليمه.. من منا ينكر أن الشعوب الأوروبية دفعت ثمنا باهظا عبر قرون طويلة ثمنا للديمقراطية؟!
يا سادة! إذا لم نتعلم من تجاربنا وتجارب الآخرين؛ فلن يصلح حالنا، ولن نرتقي بشعوبنا.. دستورنا يجب أن يلبي حاجات شعبنا الذي عانى من الانقسام ولن يسمح باستمراره أو وقوعه من جديد.. دستورنا يجب أن يعالج القضية الاقتصادية التي أضعفت من صموده.. دستورنا يجب أن يعمل على تأصيل هويتنا في الوحدة وعموميات الثقافة التي مزقها الاحتلال ومن لف حوله.. دستورنا يجب أن يحدد علاقتنا بالشعوب والدول التي وقفت معنا ومنحتنا الثقة في أن نكون شعبا إنسانيا يشارك باقي شعوب الأرض إنجازاتها الحضارية.. يا سادة! لا توجد على الكوكب دولة صافية العرق أو اللون أو الدين.. ولا نعتقد أن دساتير الدول التي فصلت الدين عن السياسة لم تأخذ من الدين تشريعات وقوانينا تساهم في نشر العدل والحرية بين الناس.. لذا فليأخذ دستورنا من أحكام الشريعة ما يفيدنا ويعمل على حفظ التوازن بين قوى مجتمعنا.. لكن علينا ألا نسمح باستغلال الدين في صراع طبقي وفئوي يضعف من مسيرتنا وتحقيق أهدافنا.. علينا أن لا نُغيّب الجوهر عن الشكل والفطرة، نحو دستور فلسطيني يُحتذى به..  

النظام السوري آيل نحو السقوط/ خضر خلف

الكل يدرك بأن نظام بشار الأسد آيل للسقوط ، وان نهاية النظام التي تظهر معالمها أصبحت وشيكة ، كبداية نهاية ألقذافي ، ولكنها مسألة وقت ، ومسالة الوقت يجب علينا أن نقف عندها ونمعن بالتفكير،  وسؤال أنفسنا عن تكلفة انتظار سقوط الأسد؟
 
  أنني كمواطن عربي أتساءل أين هي جامعة الدول العربية ، التي نراهن عليها في ظل الربيع العربي ، والجماهير الشعبية المزمجرة . 
أين هي هذه الجماهير المزمجرة  التي لم تحرك تلك الجامعة الهزيلة  وشعب سوريا يباد ويحرق  أمام أعيننا جميعاً؟ 
  أين الجماهير التي اتخذت من شعاراتها وصرخاتها بالقول لن ترضى.. لن نركع .. لن نسكت.. ولن نقبل ؟
وبلا شك أن صمت قادة الأنظمة العربية والإسلامية هو الذي شجع وجعل الأسد يتمادى بإبادة الشعب في سوريا ،  لو كانت هناك ردود فعل ملموسة من هذه الأنظمة القابعة على صدور شعوبها لما أقدم  النظام في سوريا على إبادة أهلنا في سوريا   .
نعم أن هذا الصمت بحد ذاته هو مشاركة لقادة الأنظمة لما يحصل في سوريا من قمع وإبادة ، لو عدنا ونظرنا إلى نتائج كل مؤتمرات لا بل مؤامرات الجامعة العربية وما نتج عنها من اجل الأمة العربية والإسلامية ، وكذلك  القمم العربية ماذا أفرزت من النتائج للأمة وشعوبها  ومقدساتها، حتى ولو كان على الصعيد الإعلامي وعلى صعيد الرؤية و النظرة العربية الإسلامية تجاه الأمة و ما يتعرض له الوطن العربي ،
 بلا شك كانت هناك نتائج متعددة ، كتابات للبيانات والشجب والاستنكار وإلقاء بيانات للامين العام للجامعة العربية  أو من يرأس الجامعة في حينه . 
  نعم تناولت عناوين الصحف والفضائيات العربية والعالمية، أبرز القضايا الراهنة بالساحة العربية والإسلامية ، أهمها استمرار نزيف الدم في سوريا ، وتعداد لعدد شهداء سوريا على الشريط الإخباري لكل فضائية ، والنظام المستبد يمعن بإبادة الشعب وتهجيره ، والتخطيط بالتعاون مع طهران، وروسيا لسحق المعارضة وجيش سوريا الحر المعارض بالكيماوي فيما بعد.
وهذا بحد ذاته يدخل في صلب الوضع في سوريا ، وصلب عقيدة كل عربي ومسلم ، بان الجامعة العربية أصبحت عاجزة عن اتخاذ القرار لحماية أهلنا في سوريا ، وأصبحت تنتظر سحق أهلنا في سوريا بالأسلحة الكيماوية لتنتظر من يحسم الأمر النظام أم الجيش الحر ، بحجة عدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية ، باختصار الربيع العربي ، وزخم الجماهير الشعبية المزمجرة ، لم تصل بعد إلى الجامعة العربية ، وبقيت وقادتها كما هي ، سلطة تنفيذية للإدارة الأمريكية ، أي أنها تجسد الشرطي الأمريكي والغربي على امتداد الوطن العربي للحفاظ على مصالح الغرب على امتداد الوطن العربي ولا تعطي الأهمية للوطن العربي و الشعوب العربية والإسلامية.
نعم ينتظرون نهاية الحرب في سوريا ، والكل يدرك ساعة الصفر لنهاية النظام قد اقتربت ، واقترابها يعني  لنا اقتراب تنفيذ المخطط  الإيراني الروسي المعد لخلاص ونجاة النظام في ساعة الصفر وساعة الحسم ، بالتعاون مع طهران، وروسيا لسحق المعارضة وجيش سوريا الحر المعارض بالكيماوي، تلك الكيماويات التي تسمى بغازات الأعصاب التي تسبب شللاً في الأعصاب وأعراض أخرى مما تؤدي إلى الموت، تتميز هذه الغازات عن غيرها بالسمية العالية وبأنها عديمة اللون والرائحة تقريباً، وبذلك يصعب اكتشافها على عكس الأسلحة الكيماوية الأخرى.
من اجل ذلك هناك ضباط وخبراء إيرانيين يجهزون قنابل وعبوات الهيروجين وكلوريد السيناجين,   إن هذه الأنواع من الغازات قاتلة خلال دقائق قليلة جدا.
     
وكذلك خبراء وضباط  الروس مع غاز الكلوروبكرين الذي يخترق الأقنعة الواقية مجبراً مرتديها على نزعها ليلقى مصرعه بغاز آخر أشدّ سمية .
نعم وبلا أدنى شك يستعد نظام الأسد مع حليفته طهران, وروسيا إلى سحق الشعب وجيش سوريا الحر عبر أسلحة كيماوية  بحلول ساعة الصفر.
 يستعدون لاستخدامها في أماكن تواجد الثوار والمناطق الثائرة على النظام, وهو ما سيؤدي إلى قتل أكبر عدد ممكن في وقت قصير جدا، ويحقق النظام الخلاص ، يا شعوب الأمة إلى متى الانتظار .
اليوم  وجب على شعوب الأمة  الوقوف تجاه مسؤولياتها التاريخية نحو أشقائها بسوريا الثورة ، مطالبة بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء، وانتهاك الأعراض ،  قبل فوات الأوان ، من خلال  تفعيل ألاحتجاجات بكافة الميادين على امتداد الوطن العربي والإسلامي ، وأمام السفارات الروسية، من اجل الضغط على الحكام والأنظمة العربية وروسيا ، لنصرة الإخوة والأهل  ، وما يكون فيه دفع أذى إيران وروسيا وبعض قادة الأنظمة الذين عن الحق ساكتين وعن نصرة سوريا غافلين ،  فلنقل لكل حاكم  ، ولكل صاحب سطوة ، بان أذاكم للأمة أصبح شديد ، وناصحوهم قليل ، والمتملقون لهم كثير ،فيضيع الحق في غمرة المجاملات والمداراة ، ونذكرهم ونذكر أنفسنا  بان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرأ ممن يعينهم على ظلمهم ، ولا ينصرهم على أنفسهم وأهوائهم بردعهم عن الظلم، وقد جاء هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه ستكون بعدي أُمراء ، من صدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض ) ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  .... هكذا هم قادة أنظمتنا  .
الكاتب العربي الفلسطيني
خضر خلف

شكر الله سعيكم.. خلوا بيننا وبين هذا الإرهابي القاتل/ محمد فاروق الإمام

تتزاحم في هذه الأيام، وقد دنت ساعة الحسم، المبادرات المطروحة من هنا وهناك ومن خلالها كل يغني على ليلاه ويدعي حبه للشعب السوري وحقن دمه وإشفاقه على سورية ومنع تقسيمها، والكل في حقيقة الأمر يسعى من خلال هذه المبادرات لإيجاد مخرج آمن لسفاح سورية وكبراء عصابته والحيلولة دون سقوط النظام والضغط على المعارضة للجلوس مع هؤلاء القتلة للتفاوض حول تقرير مصير سورية ما بعد الأسد.
وقد صمت هؤلاء عن قصد أو غير قصد صمت أهل القبور عن نهر الدماء الذي تفجر من أجساد السوريين.. وعشرات الآلاف من الشهداء الذين أزهقت أرواحهم، وأضعافهم ممن فقدوا أو غيبوا في السجون والمعتقلات، وإجبار الملايين على ترك بيوتهم هرباً من براميل الموت وقنابل الطائرات ودانات المدفعية والدبابات داخل سورية وخارجها، وقد عم الخراب والدمار المهول جميع المدن والبلدات والقرى السورية التي غدت أطلال مدن وبقايا حياة، جعلت الناس يهيمون على وجوههم في كل الاتجاهات على غير هدًى، بحثاً عن ملجأ في كهوف الجبال ومنحنيات الوديان وفي ظل جذوع الشجر يحميهم من شظايا الصواريخ والقنابل ورصاص القناصة، يبحثون عن الأمن والأمان المفقود، وحتى عند عثورهم على هذه الأماكن فآلة القتل تلاحقهم أينما ارتحلوا وأينما حلوا.. وعندما كانوا يبحثون عن رغيف الخبز يسد جوعتهم وجوعة أطفالهم للبقاء في عالم الأحياء، كان القصف المجنون يحول القليل من رغفان الخبز التي تمكنوا من الحصول عليها بعد انتظار وعناء مغموسة بالدم النازف من أجسادهم بفعل القصف المجنون الذي لا يميز بين مسالم ومقاتل، وعندما كانوا يبحثون في الغابات عن بقايا أغصان الأشجار ليعودوا بها إلى أطفالهم ليتدفئوا على نارها كان الموت بانتظارهم على يد شبيحة النظام.
المأساة أكبر من أن يحاط بها أو الإتيان على مفرداتها فكل ما يجري في سورية مرعب ومخيف ويدمي القلوب، وكل هذا يجري منذ أكثر من عشرين شهراً دون أن تتحرك للمجتمع الدولي جارحة أو يهتز له ضمير، فكل الصور الحية التي تخرج من سورية وما تحمله من مآس وآلام وأحزان وخراب ودمار ونزوح وشتات ولجوء باتت جزءاً روتينياً من حياة أفراد هذا المجتمع البئيس يشاهدونه على الشاشات الفضائية كما يشاهدون مسلسلات الرعب وأفلام عصابات المافيا!!
في هذه الأجواء الرعيبة والمخيفة والمؤلمة والمحزنة شق أحرار سورية طريقهم ليسطروا ملاحم تقصر عند ذكرها كل البطولات الخارقة التي روتها لنا كتب التاريخ، ويبهروا العالم بما يحققوه من انتصارات سريعة وماحقة على جيش خائن أدار ظهره للعدو الصهيوني، وتوجه بفوهات مدافعه ودباباته وراجمات صواريخه وبنادقه إلى ظهور أبناء جلدته ومواطني بلده، يقتل ويدمر ويسبي الحرائر ويفعل ما لم يفعله التتار في بغداد وحلب ودمشق، والصليبيون في بيت المقدس، والفرنجة في غرناطة وأشبيلية لإرضاء نكرة لا أصل له، تربع على حكم سورية بقوة البسطار والبندقية، هذا الجيش الخائن الذي تنكر للقسم الذي ردده أفراده صباح مساء وفي كل المناسبات الوطنية، وتدفع له الرواتب وتشترى له الأسلحة والعتاد والتجهيزات من عرق وجهد هذا الشعب الصابر والمصابر ليحمي حدود الوطن ويذود عن الحياض، فلا يجد هذا الشعب في المحصلة أنه وحده المستهدف دون الأعداء!!
أقول في غمرة هذه الانتصارات الباهرة التي حققها ويحققها الجيش السوري الحر والثوار الأشاوس، وهم يتقدمون بخطى ثابتة نحو مخبأ هذا الأفاك المجرم ويضيقون الخناق عليه، يتسابق هذا المجتمع الدولي الذي غض الطرف عن هذا القاتل السفاح لأكثر من عشرين شهراً ليفعل ما فعل بسورية وشعب سورية.. يتسابق هؤلاء إلى طرح مبادرات من أجل تأمين مخرج آمن لهذا المجرم كي ينجو من القصاص.. ولكن هيهات هيهات لهذا الأخرق من قارب نجاة يحمله، وقد أعطب الثوار كل القوارب وقطعوا كل الحبال، حتى بات الطريق إليه سالكة للقبض عليه ودفعه إلى يد العدالة، التي لن يرضى الشعب السوري عنها بديلاً ولو تدخلت كل قوى الأرض، فوقوف هذا المجرم في قفص العدالة هو أقل ما يمكن أن تقبل به الثورة السورية وفاء لأرواح الشهداء الذين قضوا على مذبح الحرية ووفاء لدماء الأطفال وأعراض الحرائر وقباب ومآذن دور العبادة.
آن للعالم وما يسمى بالمجتمع الدولي أن يصمت خجلاً من موقفه المشين والغير أخلاقي مما يجري في سورية، ولعل هذا العالم وهذا المجتمع شاهد على شاشات التلفاز يوم أمس المجزرة البشعة التي ارتكبها النظام في مدينة حلفايا حيث أقدم طيرانه المجرم على قصف الطابور الذي ضم مئات الأطفال والنساء والشيوخ والرجال المصطفين أمام الفرن الوحيد في المدنية للحصول على رغيف خبز يسدوا به جوعتهم بثلاثة صواريخ أدت إلى استشهاد ما يزيد على مئة شخص وإصابة المئات بجروح مختلفة، تزامناً مع عرض وزير إعلام النظام في مؤتمره الصحفي الذي عقده في دمشق أمس، مستخفاً بدماء السورين وتضحياتهم داعياً المعارضة في الداخل والخارج للجلوس إلى طاولة الحوار وإن ينسوا إلى الأبد موضوع إسقاط النظام ورحيل بشار الأسد، وتزامناً مع عودة الإبراهيمي إلى دمشق للقاء مجرميها لعرض خطته المتضمنة – كما سربت وسائل الإعلام – أن يبقى بشار الأسد في منصبه حتى انتهاء مدته القانونية إلى عام 2014، فبالله عليكم أيها العالم وأيها المجتمع الدولي هل هناك في سورية مواطن واحد يقبل مثل هذا التخريف؟!
ختاماً أقول للمتسابقين والمتزاحمين على تقديم المبادرات وأطواق النجاة لهذا السفاح: (شكر الله سعيكم نرجو أن تخلوا بيننا وبين هذا الإرهابي القاتل!!)....

أخذ ولم يعطِ؟/ غالم مدين

صحافي من الجزائر مقيم في فيينا    


 رافقت زيارة الدولة التي أدها الرئيس الفرنسي,فرنسوا هولاند , الى الجزائر  زخما إعلاميا , حتى أ ضحى  الحدث الأهم في سجال المشهد السياسي ,على المستوى الجزائري , بالإضافة الى أن هذه الزيارة التي كانت كلتا الدولتين تتوجس خيفة من أن تفشل,وبالتالي فشلها سيرخ بظلال عودةألا إستقرار,والذي خيم على خط قصر المرادية , وقصر الإليزي ,خلال العهدة الرئاسية لنيكولا ساركوزي, وهوالإنطباع الذي, تجلى من خلال الإهتمام الذي الكبير الذي, أولاه البلدين الى أهمية نجاح هذه الزيارة , التي تم التحضير لها على مستوى عالي ,خاصة بعد  أن دخل اليمين الفرنسي على الخط لإفساد الزيارة ,من خلال خرجات إعلامية, و تصريحات, خرجت عن الإطار الائق, و يبدو أن الهدف منها كان , وضع أفخاخ , في طريق الزيارة التى كان يرتقب منها, وبخاصة من قبل البعض في الجزائر , بأنها ستحمل مفاجأة إعلان إعتذار من فرنسا عن ماضيها الدامي في الجزائر ,خلال حقبة إحتلال الجزائر 133سنة ,ولكن هذا لم يحدث ,ولم  يقدم هذا الإعتذار, تحت قبة البرلمان  الجزائري, الذي عاد الى النشاط في دورة إستثنائية, للإستماع الى الرئيس الفرنسي الذي خطب في الحضور,و قدم مجرد إعتراف,بأن الفترة الإستعمارية للجزائر كانت قاسية ,وبشعة, وظالمة , وتحمل ذكريات مؤلمة, وبهذا القول الفصل,والتحصيل الحاصل,لم يحصل المطالبين بالإعتذار,على هذا الإعتذار, الذي أصبح في الجزائر عند البعض من النخبة السياسية , سجل تجاري تزيد  به , في المسرح السياسي , ولم يكون هناك إجماع  على قلب واحد في هذا الخصوص,وهو مايبدو, أن باريس إستشعرته ,ولم تبدي  إهتمام لهذه الأصوات المطالبة بهذا الإعتذار,وأشد المطالبين بمطلب الإعتذار,هم من يطلق عليهم في الجزائر,إسم الأسرة الثورية , وهو تشكيل من قدماء المجاهدين الذين حاربوا فرنسا ,و أبناء شهداء الثورة التحريرية الجزائرية , و المتشبعين بالفكر الجزائري المحافظ ,فلم  يقولها الرئيس فرنسوا هولاند ,كلمة صغيرة في حروفها ,كبيرة في مدلولها ,بعد أن حبست أنفاس الجميع,والمتتبعين للشأن الجزائري,الفرنسي طيلة فترة كان,الحديث ,داخل الجزائر و فرنسا  منصب عن هذه الزيارة , وشغلت الرأى العام في البلدين, و كانت حبلى بكل التخمينات , الى أن صعد الدخان الأبيض ,وإنجلى  الخبراليقين, الذي كانوا  فيه يستفتيان,وفي اليوم الموعود, وبهذا يتأكد بأن, النبة السياسية في  فرنسا مازالت لم تتصالح مع ماضيها خارج الحدودها الجغرافية,والدليل الحركة الغيرالأخلاقية  اليد البغيضة, التي قام بها على المباشر وزير الدفاع الفرنسي السابق جرار لونغي,اليميني  عضو حكومة ساركوزي, عندما سئل عن تكرار الجزائر مطلب الشعب الجزائري  من فرنسا ,الإعتذار عن سنوات, إحتلال أجدده , الارض الجزائرية, وهي الحركة  التي إستفزت المشاعر في الجزائر. تبخر الحلم الذي رواد البعض من الطبقة السياسية في الجزائر, و تأكد بأن مطلب الإعتذار, لم يكن مطلب السلطة الرسمية في الجزائر,وهذا مإتضح بصورة جلية للعيان و السمع, و قالها  بعضمة لسانه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي  في مؤتمر صحافي, مع نظيره الفرنسي لورن فابيوس,لذا يمكن القول بأن الزيارة , التي إستحوذت على الرأي العام في الجزائر, وأعطها الإعلام, الرسمي , والمستقل, بتغطية منذ مدة ,و هالة فاقت كل التوقعات , حتى أضحت الحدث الأبرز  في الجزائر,و أفردت مختلف العناوين الإعلامية  مساحة كبيرة للحديث عن هذه الزيارة , ومن الجانب الفرنسي 100 صحافي يرافق, و أكثر من 300 شخصية ,من وزراء و مسؤولي المؤسسات الكبرى والنواب,أضخم وفد يرافق,الرئيس الفرنسي في الطائرة الرئاسية التي حلت بمطار هوار ي بومدين الجزائر,وبالعودة الى نتائج المتمخضة عن الزيارة ,يتضح أن هذه الزيارة لم تصب إلا في سلة  الجانب  الفرنسي , و كأني بالجزائر ترد  دين  عليها الى فرنسا ,وتجلى ذلك في التوقيع على إعلان الجزائر للصداقة و التعا ون مع فرنسا, و هو إطار يؤسس للعلاقات الجزائرية الفرنسية , من 2013 الى 2017 أي فترة العهدة الرئاسية للرئيس فرنسوا هولاند,بديلا عن مشروع إتفاقية الصداقة و التعاون,التي كان إقترحها الرئيس الفرنسي السابق , جاك شيراك , سنة 2003 خلال زيارة دولة للجزائر, لكنها لم تجسد في الواقع المعاش, ولم تكن موضوع الحديث خلال فترة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ,لأن هذا الأخير عاث فسادا في سيرورة العلاقات الجزائرية الفرنسية,والتي وصلت في بعض الأحيان الى التنابز بالكلمات من قبل كبار المسؤولين ,و الخروج عن الإطار الدبلوماسي, وتواتر الحديث,على أنه الرئيس السابق ساركوزي كان يحرض على  حدوث ما سمي بالربيع العربي في الجزائر,الزيارة التي أحدثت لغط إعلامي ,توجت بالتوقيع على إعلان الجزائر, وهو إطارجديد  للعلاقات الثنائية,بالإضافة الى  التوقيع على 7 إتفاقيات إقتصادية  إستراتيجة وشراكة, ومذرة إتفاقية تفاهم مالي, لم يفصح عن فحوى هذه الإتفاقية , و قد يدفعنا  التخمين ,الى أن نشم  طلب الحصول على قرض مالي من الجزائر,لأن عدم ذكر فحوى التفاهم المالي,المذكور,يصبح فضفاض قابل للتأويلات , خاصة إذا علمنا  أن  الجزائر تتوفر على بحبوحة مالية من الإحتياط المالي, يقدر بأكثر من 200 ملياردولار, من عائدات النفط ,نائمة في البنوك الأجنبية ,هذا مجرد تخمين عن مضمون الإتفاق المالي....خاصة و أن إقتصاد فرنسا  يوجد في عنق الزجاجة ,وإرتفاع مؤشر البطالة في صفوف الطبقة العاملة في فرنسا, و هذ الوضع  قد يدفعها , الى حذو مسار اليونان ,وإسبانيا,هذا  الوضع هو الذي يدفعنا الى هذاالاعتقاد؟؟. الزيارة التي و صفها وزيرخارجية فرنسا لورن فابيوس ,بالزيارة المثمرة ؟ وخروج بعض الصحف الجزائرية بنعتها, تحت عنوان ,نصف إعتراف بالملايير,لكن هناك من ينسى أو يتنسى ,إن فرنسا في التسعنيات القرن الماضي هي, التي أنقذت الجزائر من الأزمة المالية الخانقة, و التي , وصلت الى درجة عدم القدرة على توفر السيولة النقدية لدفع الرواتب ,جراء  الحبل الخانق للمدونية , التي فاقت 25 مليار,وشلل الماكنة الإقتصادية وضغوط صندوق النقد الدولي الذي وقع إتفاق ستاند با ي مع الجزائر , قبل الدخول في مفوضات إعادة هيكلة  الديون المستحقة عليها , و كان المدير العام للصندوق في تلك الفترة الفرنسي كامدسوس ,, ولعب دورا كبيرا في التفاهم والتوصل الى إتفاق مع الجزائر, لإعادة جدولة تسديد الديون المستحقة, لقد عرفت الجزائر في التسعنيات القرن الماضي أزمة سياسية , مالية  أصبحت فيها غير قادرة على تسديد فوائد الديون , حرب داخلية طاحنة , و أمام هذا الوضع منحت فرنسا الجزائر قرض بملغ  6 مليار فرنك فرنسي العملة التي كانت متدولة أنذاك,  و هو القرض الذي أعاد الروح للإقتصاد الجزائري المنهك  بحرب داخلية , أتت على الأخضر و اليابس ,و إستنزاف إقتصادي رهيب , بفعل ضربات من كانوا في الجبال , يعثون فسادا, لمبدأ معتقدين بأنه الصواب .هي الجرعة المالية التي ,مكنت القادة العسكريين , الذين كانو يتحكمون بناصية , الحكم في الجزائر بعد  إنقلاب 1991, الذي جعل الجزائر شبه في عزلة دولية , و مقاطعة غير معلنة , و أدارت لها الظهر معظم الدول الفاعلة , و غير الفاعلة على المستوى الدولي , و كانت البلاد على شافة الإنهيار الدراماتيكي , لأسس الدولة , و غياب شبه كلي لها ,على مستوى العديد من الموسسات, ولم يسلم من هذا الا المؤسسة العسكرية , التي بقيت متماسكة بعض الشيء, وهذا بحكم أن صقور المؤسسة العسكرية , الذين كانوا يتحكمون في مفاصل السلطة,كانوا من نفس المدرسة , أي المدرسة العسكرية الفرنسية , اللذين كانوا  مجندين فيها تحت العلم الفرنسي, و يقال بأن المؤسسة العسكرية الفرنسية , هي من أوعزت لهم ,فكرة  الإلتحاق بصفوف الثورة الجزائرية , في أواخر الستينات ,أي  سنة  قبل  الاستقلال بعد أن تبين لها,وباليقين إستحالة النصر على الثورة الجزائرية, وأنها تاركة الجزائرعاجلا,لذا يشوب الشبوهات, حول بعض الجنيرلات في الجيش الجزائر,على أن لهم ,ولاء لفرنسا, ولعب دور  الحفاظ على مصالحها,والتمتع بالإمتيازات , في إبرام الصفقات و المشاريع الكبرى ,وكذلك الدعم الذي كانت تتلقاه  السلطة التي كانت تمسك الحكم في الجزائر في تسعنيات الدموع و الدماء,و الغطاء الذي كانت توفره لهم فرنسا على الصعيد الدولي عندما كان يشتد الخناق على سادة القرار في الجزائر,من قبل الهيئات الدولية التي كانت تتحدث ,عن فضاعة  أهوال الحرب الأهيلة,و الدم المسكوب على فوهة الكلاشينكوف,لذا يبدو أن رد الجميل حان وقته, فلقد عاد الرئيس فرنسوا هولاند,الى باريس, بسلة مملوءة  بالفاكهة ,المتمثلة في كتلة من الإتفاقيات الاقتصادية,و المشاريع الإستثمارية ,فاخزينة الجزائر تسيل العاب, 200مليار دولار, وبهذا نعتقد أ ن الجزائر ترد لباريس ,ماعليها من  جميل,في أيام السود 

إرحل يا مرسى.. حقنا لدماء المصريين/ مجدى نجيب وهبة

** سؤال أتوجه به إلى النخبة السياسية ، وعلى رأسهم الإخوانى ، عضو البرلمان المنحل "عمرو حمزاوى" ، والسياسى "أيمن نور" ، ود. "محمد أبو الغار" ، والسيد "عمرو موسى" ، وبعض النخبة السياسية فى مصر ، وبعض الشخصيات المتحولة والمتلونة ، والإعلامى "سيد على" ، وغيرهم الكثيرين من المتلونين ... ألا تخجلون من أنفسكم ؟!! .. ألا تستحون ؟!! .. ألا تشعرون بالعار وأنتم تتحدثون عن الحوار الوطنى ؟!! .. أى حوار وطنى أيها الكذابون المضللون ؟!! .. هل مازلتم تعتقدون أن الرئيس "محمد مرسى" لم يفقد شرعيته ، ومازال رئيسا لكل المصريين .. هل تعتقدون أن الرئيس "مرسى" قد تدارك الخطأ الذى أوقع البلاد فيه ، عندما قام بإصدار الإعلان الدستورى المكمل ، وأمر عصابته بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ، ومنع القضاة من ممارسة عملهم .. وأصدر قرارات بقوة القانون تحصن قراراته من الطعن عليها .. ونصب نفسه ديكتاتورا ، وحرض أتباعه على الفوضى وقتل المعتصمين والمتظاهرين .. ثم أعلن بعد أن طرح الدستور للإستفتاء عن إلغاء الإعلان الدستورى ، مع كل قراراته الصادرة .. هل تعتقدون أيها الأغبياء أن "مرسى العياط" ، إستجاب لضغوطكم .. إنه لم يلغى هذا الإعلان الدستورى المضلل ، إلا بعد أن حقق أهدافه ، وهو ما يجعلنا أن نحذر بعض القوى والأسماء والتيارات السياسية المتوالية مع جماعة التخريب فى مصر ، الإخوان المتأسلمين ، أن تتحدث بإسمها فقط دون الإدعاء بأنها تتحدث بإسم هذا الشعب العظيم ..
** ونقول لهذه الوجوه والأفاعى .. كفاكم تمثيل أيها الكذابون والأفاقين .. كفاكم تمثيل أيها اللصوص ، فقد طفح الكيل بنا منكم ، ودعوكم من الإلتواء حول العبارات والأهداف والمعانى .. فلم يوجد هناك أى مطالب بالحوار الوطنى الذى تتحدثون عنه .. وإنما هناك مطلب شعبى واحد هو رحيل النظام ، وتقديم "محمد مرسى العياط" للمحاكمة الفورية .. وكلها تصل إلى الخيانة العظمى للشعب والمعروف أن عقوبتها الإعدام ..
** ألا تستحى بعض القنوات الإعلامية والتليفزيون المصرى بكل قنواته ، وعلى رأسهم النيل الإخبارية .. ألا تستحون من أنفسكم وأنتم تكذبون وتزورون وتضللون الشعب وتتحدثون عن النظام والمعارضة .. هل مازلتم تعتقدون أيها السفلة والمأجورين أنه مازال هناك نظام ورئيس دولة تتحدثون عنه بكل إجلال وتقدير .. لماذا لا تتحدثون عن شهداء سيناء من الضباط وجنود الجيش المصرى .. وتتساءلون أين الجناة ؟ .. لماذا لا تتحدثون عن مذبحة قصر الإتحادية ، وتعليمات الرئيس لميليشياته بسحق وضرب المعتصمين ؟!! ..
** لماذا لا تتحدثون عن الإصرار الغريب والعجيب على وضع دستور مصر بالإكراه ، وبه بنود بيع مصر ، وبيع مؤسساتها والتفريط فى سيادتها ؟!!! ... لماذا لا تتحدثون عن إنهيار السياحة والإقتصاد ومحاولة تسول حكومة "مرسى" أى أموال من الدول المتاحة مهما كانت نسبة الفوائد ؟!! ..
** لماذا لا تتحدثون عن إنقسام الشعب وخروجه للقتال كلا ضد الأخر .. ولم يخرج علينا مرسى العياط بكلمة واحدة لوقف دماء المصريين .. لماذا لا تتحدثون عن عمليات التزوير الفجة فى الإستفتاء على الدستور ، وتضليل إرادة الشعب من رفض الدستور إلى الموافقة عليه ؟!! .. لماذا تتجاهلون كل ذلك ، ولا نرى على شاشتكم إلا الوجوه العكرة والأشكال القذرة ، التى سيطرت على إعلامكم ومنابركم لإصرارها على بث سمومها أمام الشعب المصرى ، وأنتم تشاركونهم وتفسحون لهم الوقت والبرامج ليمارسوا الكذب والإرهاب ونصرة رئيس فقد شرعيته !!...
** هذا هو الإعلام المصرى العفن .. وكل قنواته ، "النيل الإخبارية" ، القناة الأولى ، القناة المصرية ، وللأسف كل العاملين بهذه القنوات يأخذون رواتبهم من أموال وضرائب الشعب المصرى ..
** ألا تستحى جريدة الأخبار والأهرام والجمهورية وهى تصر على نشر الأكاذيب على الشعب المصرى .. هل مازالت هذه الصحف تروج لدستور الإرهاب ، ودستور بيع مصر ، ودستور تقسيم الوطن ، ودستور العار ، ودستور تعليمات أمريكا لإسقاط مصر ..
** ألا تشعر هذه الصحف المملوكة للشعب ، وهى تحصل على رواتبهم من هذا الشعب بالخجل والعار ، وهى تنحاز لرئيس طبقا للقسم الذى أقسمه أنه فقد شرعيته .. وهى تنحاز لرئيس أيديه مغضبة بالدماء .. وهى تنحاز لرئيس أسقط مصر ودمر قضائها ، وعلقت كل المحاكم أعمالها .. وعلقت كل النيابات أعمالها ..
** وفى النهاية .. أنتم عار على مصر .. سوف يلعنكم التاريخ أينما كنتم ؟؟!!! ..
** أخيرا .. رسالتنا إلى جيش مصر العظيم .. إلى متى ستظل صامتا .. لا تدافعون عن شرف هذا الوطن ، وتجعلونه فريسة للأفاعى والحيات .. ومؤامرات التقسيم التى صارت تعلن على الملأ .. وسيناريوهات إسقاط المؤسسات ، وإحداهما المؤسسة العسكرية ، ومؤسسة القضاء الشامخة .. إلى أين تدعون الغباء وعدم المعرفة .. وتدعون للحوار الوطنى .. أى حوار وطنى تتحدثون عنه .. فبالأمس كان القتال فى الأسكندرية بين المجرمين السلفيين والإرهابيين المتأسلمين .. وبين جموع الشعب السكندرى .. ومع ذلك يظل الجيش صامتا .. لا يتحرك .. والدولة تنهار وتسكن فى براثن الحروب الأهلية .. فإلى متى هذا الصمت ؟ .. وإلى متى هذا التجاهل ؟ .. قد لا نلوم القيادات الشرطية عندما تقف عاجزة عن ممارسة مهامها .. وسط هذه الفوضى العارمة التى تندلع بموافقة رئيس الدولة ، والذى يصدر تعليماته بحظر التعامل أو القبض على الإرهابيين أو البلطجية .. فالحل لم يعد أمامنا إلا نزول الجيش الأن قبل غدا .. لحماية هذا الوطن من هذه الغمة وهذه النكبة التى أحلت به ..
**  أخيرا رسالتنا إلى محمد مرسى العياط .. إرحل .. إرحل .. إرحل .. لقد فقدت شرعيتك وكفاك كذب وتضليل فى الشعب المصرى ..
** إن ما فعلته بالوطن فى مدة لا تتجاوز ستة أشهر أكثر بملايين مما فعله مبارك فى 30 سنة ، مبارك قدم لمصر الكثير .. وفى السنين الأخيرة ترك الغوغاء والفاسدين .. وتحول إلى ديكتاتور لم يعد يسمع أهات شعبه أو تطلعاتهم ..
** نعم .. كان هناك فساد فى الحكم .. ولكنه لم يصل إلى حد بيع أرض مصر ، ومؤسساتها ، وتدمير شعبها ، وإسقاطه ، وزرع الفتن بين المسلم والمسلم ، وبين المسلم والمسيحى .. والكنيسة والأزهر .. وإنقسام الشارع المصرى بين مؤيد ومعارض ، وإنهيار الإقتصاد والسياحة والدولة ، وإغلاق كل المصانع ، وفقدان مصر هيبتها .. فقد فعلت كل ذلك أيها الديكتاتور الفاشى "مرسى العياط" فى غضون ستة أشهر .. فهل آن الأوان لكى ترحل حقنا للدماء ؟!!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

أسرة أبو رأفت العيساوي والعيساوية نموذج نضالي مقدسي متميز/ راسم عبيدات


أسرة المناضل أبو رأفت العيساوي،هي احد النماذج النضالية المتميزة،ليست على مستوى القدس فقط،بل على مستوى الوطن وحتى على مستوى كل الشعوب المضطهدة وحركات التحرر العالمية،وهي قدمت وتقدم دروساً في النضال والتضحيات،قلما تجد لها نظيراً،ووالدي الأسرى المناضلين سامر المضرب عن الطعام منذ أكثر من 145 يوماً،والذي تحرر في صفقة الوفاء للأحرار وأعيد اعتقاله مرة أخرى تحت حجج وذرائع خرق شروط الصفقة والإفراج،في قرصنة غير مسبوقة في التاريخ،وخروجاً سافراً عن كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية،اليوم جرى الاعتداء عليه في محكمة الصلح بالقدس بطريقة همجية هو وأسرته من قبل قوات ووحدات قمع السجون المسماة ب"النحشون"لا لذنب اقترفوه إلا أنهم يريدون رؤية ابنهم سامر والاطمئنان عليه،والاحتلال تضايق من ما يتمتعون به من قوة وصلابة ومعنويات عالية،ولذلك فقد صوابه وهجم عليهم كالوحش الضاري،وأعتقل شقيقة الأسيرين سامر ومدحت المحامية شيرين العيساوي،وهي أسيرة محررة أيضاً،لعبت دوراً بارزاً في دعم قضية الأسرى عامة وقضية الأسرى المضربين عن الطعام خاصة،وأسرة العيساوي والتي أعرف أفرادها فرداً فرداً الوالدين والأبناء والمحامية شيرين يوزعون معنويات على ثورة بأكملها،فهي عائلة تربت على النضال والمقاومة وتاريخها مشرف يعرفه القاصي والداني،فهي قدمت ابنها فادي شهيداًً للوطن،ومرت فترات طويلة كانت الأسرة تتوزع على اكثر من سجن لزيارة أبنائها الثلاثة في السجون مدحت وسامر وشادي،او شيرين ومدحت ورأفت،وتعرضت للكثير من المضايقات والاهانات من قبل الاحتلال الصهيوني شرطة ومخابرات وسجانين من أجل كسر إرادتهم وثنيهم عن النضال والمقاومة،ولكن من يمتهن النضال والمقاومة والانتماء عن قناعة حتماً سيكون عصياً على الكسر.
إن من يستحقون النياشين والتماثيل،هم أمثال والدي الأسرى سامر ومدحت،وليس الباحثين عن الشهرة والمال والمتاجرين بنضالات وتضحيات شعبنا،او الذين يجيرون نضالات وتضحيات الأسرى لمصالحهم ويتسلقون عليها،وأنا انحني إجلالا واحتراماً لمثل هذه الأسرة المناضلة التي أنجبت إبطالا يقارعون المحتل في كل الميادين والساحات،وكذلك تلك البلدة التي أنجبتهم والتي تقارع الاحتلال يومياً وبشكل مستمر،ولم تخلو سجون الاحتلال في يوم من الأيام من الأسرى من أبناء العيساوية،والذين شكلوا نماذج نضالية وتضحوية ولهم حضورهم الدائم والبارز في كل المعارك الاعتقالية والدفاع عن حقوق الأسرى ومنجزاتهم ومكتسباتهم،حتى في فعاليات التضامن مع الأسرى لهم حضورهم المميز والفاعل على صعيد القدس،والاحتلال أصبح يتمنى لو أنه يصحو ويجد أن العيساوية قد اختفت عن الخارطة او غابت عن الوجود،كما هو الحال أيام غزة قبل الخروج منها،وانا على يقين بأن الاحتلال يدرس التخلص من العيساوية وغيرها من القرى المقدسية الأخرى كالمكبر وصورباهر،ضمن مخططات التطهير العرقي،لخلق الأغلبية اليهودية في القدس العربية.
نعم بلدة العيساوية ساحة حرب ونضال حقيقية،حيث المواجهات والاحتجاجات والمسيرات والإعتصامات والمهرجانات شبه اليومية ،وكذلك الاعتقالات شبه يومية،والمواجهات التي تحدث في العيساوية،ربما هي الأعنف في مدينة القدس وبشكل مستمر ومتواصل،وحجم المشاركة الشعبية والجماهيرية فيها أوسع وأشمل واكبر من أي قرية فلسطينية أخرى،ومستوى الوعي والحس الوطني فيها،علينا أن نعترف بأنه أعلى منه في أية منطقة أخرى،وهذا بحد ذاته يدلل على أن الحركة الوطنية هناك متجذرة ولها قواعدها وحضورها،وهي تتصلب وتتقوى وتتطور في أساليب مقاومتها ومواجهتها للاحتلال وإجراءاته وممارساته القمعية في ميادين العمل والفعل والنضال،وساحات المواجهة الحقيقية.
ستبقى أسرة أبو رأفت العيساوي وبلدة العيساوية،نموذجاً نضالياً مقدسياً متميزاً،وهي تثبت للاحتلال الصهيوني بأنه رغم كل الهجمة الشرسة على القدس من اسرلة وتهويد وتطهير عرقي،فإن ذلك لن ينجح في كسر إرادة شعبنا،ولن يجبره على الهجرة والتشرد،فشعبنا مصمم على الصمود والبقاء في قدسه وعلى أرضه،ومصمم كذلك على أن تبقى القدس عربية،مهما زرعتم فيها من مستوطنات واحطتموها بجدران الفصل العنصري،ومهما إتخذتم من قرارات وشرعتم من قوانين عنصرية،وكذلك سياستكم التي بنيتموها على أساس أن كبارنا يموتون وصغارنا ينسون،عبر محاولة احتلال وعي طلبتنا والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية من خلال أسرلة مناهج التعليم،هي الأخرى لن يكتب لها النجاح،فهذا الشعب مصمم على نيل حريته واستقلاله،وهو لن يرضى بأقل من حقوقه التي كفلتها له الشرعية الدولية،ولن يأتي ذلك اليوم الذي ستجدونه فيه قيادة فلسطينية تتنازل عن الحدود الدنيا لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة،وأية قيادة تقدم على ما دون ذلك هي تنتحر سياسياً وسيلفظها شعبنا كما لفظ الأجسام البديلة التي حاول الاحتلال ان يفرضها على شعبنا رغم إرادته.

سامر العيساوي وأيمن الشراونه وبقية الأخوة والمجاهدين من الأسرى المضربين عن الطعام،يجترحون المعجزات،ويسجلون بطولات غير مسبوقة،تثبت بان الاحتلال مهما بلغ من جبروت وطغيان،لا بد ان يتراجع وينهزم أمام الإرادة والصمود،فالمهم بالدرجة الأولى امتلاك الإرادة،لأن من يدخل المعركة منكسر الإرادة،يستحيل ان يحقق نصراً،وتجارب وبطولات وتضحيات الأسرى،يجب أن يتعلم البعض منها في الساحة الفلسطينية ويبني عليها الكثير في إدارة معاركنا مع الاحتلال بكل أشكالها،وليعلم البعض بأن شعار الحياة مفاوضات غير قادر ان يجلب او يعيد حقوقاً لشعبنا بعد كل التجارب المريرة والفاشلة في هذا الجانب،والتي لم تحقق لشعبنا سوى المزيد من الخسارات،والمزيد من الشرذمة والانقسام.

أي حضور مغربي على شبكة الأنترنيت؟ا/ علي مسعاد

عضو الإتحاد الدولي للإعلام الإلكتروني

المتتبع للحلقة الأخيرة ، من البرنامج الحواري " مباشرة معكم " بالقناة الثانية المغربية ، لا بد و أن يشيد بداية ، بنجاح معد الحلقة الزميل جامع كلحسن بمعية الزميل الحسين وزيك و كذا كافة معدي البرنامج ، في اختيارهم لموضوع الحلقة الأخيرة ، الذي أصبح يفرض نفسه بقوة الواقع ، على الصفحات الأولى لأهم المواقع الإخبارية و الصحف و المجلات المغربية ، بإختلاف توجهاتها الإعلامية و خطها التحريري .
لا لشيء ، إلا لأن موضوع الحلقة ، الذي يتعلق ب"مخاطر الأنترنيت " ، التي إنتشرت بين شباب اليوم ، هو موضوع الساعة و بإمتياز .
مخاطر جمة ، وصل صداها إلى ردهات المحاكم ، بالنظر إلى التصرفات الجانحة التي أصبحت تؤدي بالبعض إلى إرتكاب خروقات قانونية ، بوعي أو بدونه ، في ظل إنفتاح إعلامي و تكنولوجي و ثورة معلوماتية ، أدت بمن لا يحسن إستعمالها إلى الإدمان و إلى حالات نفسية و مرضية ، أصبحت تتطلب جلسات طويلة أمام طبيب نفسي متخصص أو البعض منهم إلى رفع شكاوي أمام المحاكم ضد تصرفات رعناء لأشخاص ، لم يستوعبوا بعد  الدور الحقيقي للإعلام الرقمي و الشبكات الإجتماعية ، في خلق التواصل و نشر الثقافة و العلوم و الفكر ، فوظفوها في تشويه صورة الآخرين و نشر غسيل بعضهم البعض ، أمام العالم ، دون أن يردعهم في ذلك ، وازع ديني أو أخلاقي .
فيما البعض الآخر ، قد  وظف الشبكة العنكبوتية في النصب ، الإبتزاز و الإحتيال ، بأسماء مستعارة و معلومات مغلوطة .
يحدث كل هذا ، في غياب ملحوظ ، كما جاء على لسان المتدخلين ، لجمعيات المجتمع المدني  وكذا  في غياب حملات تحسيسية و توعوية بمخاطر الأنتريت في المؤسسات التعليمية و في شبه غياب لحضور سلطة الأسرة في الرقابة القبلية و الآنية لما يقوم به ، فلذات أكبادهم ، بسبب الجهل الرقمي و التكنولوجي .
و في غياب و هذا هو الأهم ، مواقع مغربية بمضمون مغربي ، يمكن من خلالها شباب اليوم ، التعرف على أوجه الحضارة المغربية و التعدد الثقافي المغربي و بالأعلام و الوجوه الثقافية و الأدبية و الفكرية و الفنية و الرياضية ، من أجل نشر ثقافة بديلة لما تروج له بعض مواقع الدردشة و الإباحية في صفوف شباب اليوم .
و لعل المداخلات التي تقدم بها ضيوف الحلقة ، خلال هذا البرنامج للإجابة ، عن سؤال " كيف نتجنب مخاطر الأنترنيت ؟ا" تعكس بالملموس ، مدى تغلغل التكنولوجيا المعلوماتية في المشهد اليومي لجيل اليوم ، الذي أصبح مدمنا على الشات و الفايس بوك و المواقع الإباحية و البحث عن الترفيه و ضياع الوقت عوض البحث و الدراسة و إستكمال البحوث في مجال تخصصاتهم .
ولعل الصور العارية و الفيديوهات التي تنشر الفاحشة ، التي يتداولها رواد النت ، إلا دليل على التوجه العام ، للعديد من شباب اليوم ، الذين وجدوا متنفسا في الشبكة ، لتعويض النقص و لتفريغ الكبت الذي عشعش في قلوب و قلوب جيل ، إبتعد عن الروحانيات و القيم الأخلاقية في مجتمع الإستهلاك و المظاهر الكاذبة ، ليجد نفسه ضحية شبكات متخصصة في نشر الرديلة و الإباحية في المجتمعات المحافظة و المسلمة .
مخاطر ستزداد إستفحالا ، إن لم تقم " الأسرة ، المدرسة ، الإعلام ، الشارع ، المسجد ، و جمعيات المجتمع المدني "  بدور تكاملي ، من أجل تحصين جيل اليوم ، قبل أن نجد أنفسنا أمام ظواهر نفسية و إجتماعية ، ما كان لها أن تنتشر كالنار في الهشيم ، لو إجثتت في مهدها  وتم تجفيف ينبوعها في أساسه ، قبل أن يفوت الأوان و يستفحل  بالتالي الأمر لدرجة الإستعصاء .
ف"سياسة النعامة  التي تخفي رأسها في الرمال " ، لن تزيد الأمر إلا سوءا ، إن لم يقم كل منا بواجبه و من موقعه ، درءا للأخطار المحدقة بنا من كل جانب .
و لعل البرنامج الحواري" مباشرة معكم " للزميل جامع كلحسن ، كان نقطة  بداية الطريق ، في انتظار الخطوات اللاحقة  ....

بطل الشعب العراقي/ أسعد البصري

مَنْ هم أبطال الشعب ؟؟
إنهم أولئك الذين في فترة حرجة من تاريخه قاموا بعمل بطولي
عمل يخص الكرامة والوحدة الوطنية
فأبطال الشعب ليسوا الذين يبنون الجسور و يشقون الطرق
بل أولئك الذين في لحظة حاسمة حافظوا على روح الأمة
خسر العراق بطلا من أبطال التحرير والتأميم والوحدة الوطنية
العجائز في العمارة و الأطفال في الموصل والفلاحون في زاخو
يبكون بطل التحرير والنزاهة وباني مجد العراق و مستقبله
الرئيس الوطني الكبير جلال الطالباني
الله يستر من القادم بعد الفراغ الكبير
الذي تركه  جلال الطالباني
العراق سيضيع ، هذه محنة كبيرة
تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى
هؤلاء الذين يقولون إنه لا يجوز انتقاد الجميع
نقول لهم بأن سرقة سبعمئة مليار دولار من قوت أطفال العراق
خلال السنوات القليلة الماضية عمل جبار ولا شك
فقط تخيلوا المبلغ ؟؟ سبعمئة بليون دولار!!!!!
إن غسيل مبلغ ضخم كهذا
احتاج تعاون كل وكلاء الحكومة والعملاء بلا استثناء
أما الكتاب الذين يفتحون أفواههم ككلاب جارتنا العمياء أم سلمان
فقد كانت أم سلمان ترمي لهم المصارين
والعظام إذا وقفوا على بابها
نحن بحمد الله لا نريد مصارين
نحن الشعب العراقي كنا نعبد الطرق و نبني المصانع و نصلح الكهرباء
في العهد الدكتاتوري قبل الحصار
وكنا نزرع الحقول و نذهب إلى المدارس والجامعات الممتازة
حتى قصائدنا و رواياتنا رغم القمع أفضل
كنا نصعد المشانق لأننا أصحاب فكر و نضال و شعور وطني
في عهد الديمقراطية والإحتلال والسرقة ماذا أنجزنا ؟؟
حتى قصائدنا سخيفة و أفكارنا تافهة
نصعد المشانق بسبب الطائفية والإرهاب والسرقة  واللواط
ماذا حدث ؟؟
الدولة الأكثر فسادا في العالم
نعم نحن الشعراء ملوك الأحلام ولسنا من هذا العالم
لكن يمكننا على الدوام تخريب هذا العالم
خصوصا إذا كان فاسدا إلى هذا الحد
نحن نتحدث عن سبعمئة مليار دولار مسروق من الشعب العراقي
لهذا أنا غير مستعد للمجازفة والثقة بنفسي أو بأي كاتب
معظم هؤلاء الكتاب لا أثق بهم بمبلغ قدره مئة دولار
لهذا لن أتبع سوى سعدي يوسف
لا أستطيع المجازفة

امكانية الحل السياسي في سوريا/ ابراهيم الشيخ

بالرغم من احتدام المعارك في سوريا بين قوى المعارضة وجيش النظام السوري، إلا انه مؤخراً بدأ سماع  بعض التصريحات والتسريبات الصحفية حول امكانية حل الازمة السورية سياسياً.
كل طرف من الاطراف المتصارعة يحاول تحقيق مكاسب على الارض، في محاولة لحسم الحرب لصالحه، الا ان هذا الهدف لم يتحقق حتى هذه اللحظة، وان اي مكسب على الارض سيكون بمثابة ورقة ضاغطة وقوية في حال تقرر حل الازمة السورية سياسيا، بالرغم من استبعاد هذا الحل في المدى القريب، الا انه يجب عدم استبعاد حصول بعض المفاجئات.
بلا شك ان النظام راهن على الانتصار على المعارضة معتمدا على قوته وتفوقه العسكري  في الميدان، ولم يكن يتوقع بأن تصل الامور الى هذا الحد من تنامي قوة المعارضة وتحقيقها بعض الكاسب على الارض، ومن جهة اخرى راهنت المعارضة على تفكك النظام السريع معتمدة على الدعم السياسي والعسكري الذي تتلقاه من الدول الاقليمية، ولم تكن تتوقع بأن يصمد النظام طوال هذا الوقت.
ولذلك تأتي تصريحات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لتؤكد ان اي من الطرفين لا يقدر حسم الحرب، مما يعتبر اشارة على امكانية الحل السياسي للأزمة السورية، وان تصريحات الشرع بأن الأسد يرغب بحسم الامور عسكريا قبل اجراء اي حوار وحل سياسي، انما هو للتأكيد بأن النظام ما زال قويا وما زال مصرا على القتال حتى النهاية، ولكن الاعتراف بعدم الحسم يعطي انطباعا بأن النظام بدأ بالاقتناع عدم جدوى الحل العسكري، مما سيجبره على البحث عن حل سياسي مع حلفائه الصينيين والروس.
يجب ملاحظة من ان القوى على الارض لا تقدر وقف الاعمال المسلحة، والوصول الى أي حل، دون توافق الدول الكبرى التي اصبحت هي صاحبة القرار اكثر من المعنيين الداخليين في هذه الازمة، فبدون توافق امريكي روسي لا يمكن الكلام عن اي حلول ناجعة، فدول الشرق الاوسط والاطراف المختلفة والمتنازعة فيه كانت ولا زالت وقودا وادوات لتحقيق مصالح الدول الكبيرة.
ان الحديث عن امكانية حل الازمة السورية سياسياً لا يعتبر مستحيلاً في حال توصل القوى الكبرى والدول الاقليمية الى توافق والاتفاق على قاسم مشترك لحل هذه الازمة، ان اقتراب المعارك من دمشق يعتبر انذارا خطير للنظام بأن الامور تسير نحو الاسوأ، ولذلك تحاول القوى الخارجية استثمار تقدم المعارضة للضغط على النظام من اجل الموافقة على حلول مختلفة، واهمها تنحي بشار الاسد لتجنيب سوريا المزيد من الدمار والقتل، وما اثارة مسألة الاسلحة الكيماوية إلا شكلاً من اشكال الضغط على النظام من امكانية التدخل الخارجي وإسقاط النظام .
ليس من مصلحة روسيا والولايات المتحدة وايران وتركيا تفكك الدولة السورية، لان هذا الانهيار سيعني انهيار مؤسسات واجهزة الدولة، والذي من الممكن ان يؤدي الى خلق دولة فاشلة مثلما حدث في العراق بعد الغزو الامريكي لهذا البلد.
وما يزيد مخاوف الغرب والوضع تعقيداً هو بروز القوى الاسلامية المتشددة كجبهة النصرة على مسرح الازمة السورية، وهذه الجبهة تشكل منافس قوي لقوى الاسلام السياسي والقوى الاخرى، وتتمتع هذه الجبهة بشعبية كبيرة بين السوريين، وتعتبر من اكثر الجماعات الاسلامية تنظيما وتدريباً.
واهمية سوريا تكمن في انها تملك حدودا مع العدو الصهيوني الذي يخيفه ايضا تغيير الوضع في هذا البلد ووجود السلاح الكيماوي ومصيره، ولذلك يعمل الغرب مع روسيا والدول الاقليمية على امكانية الوصول الى حلول سياسية تنهي الصراع، وعدم السماح بحدوث  فوضى فى حال سقوط النظام، وهم لا يحبذون سقوط الدولة بمجملها لما له من تبعات على الوضع داخل سوريا وخاصة تنامي الجماعات الاسلامية المتشددة، والتي من الممكن ان تجعل من سوريا قاعدة لها.
ان الحل لا يوجد بين ايدي السوريين، وانما تملكه القوى الخارجية التي عندما تتلاقى مصالحها سيكون الحل سهلا، فهل ستقبل روسيا وايران تنحي الاسد للوصول الى اي حل، وهل ستقبل امريكا الوصول الى حل في حال اصرار روسيا على بقاء بشار الاسد كرئيس لسوريا.
 والسؤال الاهم هل الرئيس بشار الاسد واقطاب النظام سيقبلون أي توافق بين القوى الدولية والاقليمية الوصول الى حل في سوريا دون ان يكون هو شخصياً على رأس السلطة، لأن المعارضة لن تقبل بأي شكل من الاشكال التوصل الى اي حل ما دام الرئيس بشار الاسد يحكم سوريا.
كاتب وصحفي فلسطيني
 

الراديو والناس والدستور/ ايمان حجازى‏

ما زالت الكلمة المسموعة أكثر تأثيرا على الإنسان مما سواها , فمازال الراديو - المذياع - يلعب دورا أساسيا أكثر مما نعتقده فى خلق الزوق العام لدى الشعب البسيط , لأن الراديو كوسيلة إعلامية بسيطة صغيرة الحجم رخيصة الثمن ويمكن حملها فى أى مكان وإلى أى مكان تساعد على نقل وترسيخ أى فكر لدى المستمع يريده من يبث إليه هذه الأفكار 

ولست أدرى كيف غفل علينا دور الراديو - هذا الساحر الصغير - فى السنوات الماضية فإتجهنا بكل قوتنا وإهتمامنا الى التليفزيون وخاصة رجال المال والأعمال والإستثمار الذى إجتهدو فى خلق وبث وتمويل القنوات الخاصة التليفزيونية ولم يتوجه هذا الإستثمار إلا الجزء الضئيل جدا منه الى محطات الإذاعة

ما أثار هذا الموضوع فى ذهنى وجعله يلح على عقلى أننى إشتريت جهاز موبايل جديد وبدأت أجرب خصائصه وعندما بدأت فى تشغيل الراديو - وللعلم أنا أيضا من المقلات جدا فى الإستماع الى هذا الجهاز الرائع , أتذكر أن من كان يحرص على تشغيله فى المنزل كان هو أبى رحمة الله عليه , فهو من كان فور قيامه من النوم صباحا يدير المذياع على محطة القرآن الكريم وقد ورثنا هذه العادة منه  ويظل الراديو يعمل الى أن يجىء موعد نزولنا للعمل فيغلق وهكذا الى صباح الغد

ولكن اليوم عندما أدرت مؤشر الموبايل على محطة راديو - قالت راديو القاهرة أو العاصمة -- إستوقفنى أنها تتناول مادة إعلامية تخص الدستور فأردت أن أرى ماذا يقول فوجدته أو كما جاء فيه - إعلان بإعتراف بأننا كجموع شعب مصر نأيد تأييدا شاملا جامعا عاما للدستور الذى يحتوى على كيت وكيت على غير حقيقة إحتواء الدستور

ولأنى لى مآخذ قد سبق وذكرتها فى مقالات سابقة عن الدستور ولى موقف واضح منه إلا أنى آثرت أن أستمع للنهاية فوجدت المادة الإعلامية تحتوى على المغالطات وتفترض فى الدستور ما لا يحتويه بل ما لا ينتويه أساسا , وتنص على أشياء لم يتناولها الدستور إطلاقا مثل حقوق النوبة وتوفير فرص عمل للشاب , كما جاء فى المادة الإعلامية بأن الدستور يأخذ على عاتقه تحقيق الوحدة العربية وهو أمر مستغرب الى حد ما بل مستبعد عن مجال دستورى لدولة-  وهذا على حد علمى البسيط - وإنتهت المادة الإعلامية بإعلان موافقة الشعب - مرة أخرى - بإجماعه فى الداخل والخارج على مواد هذا الدستور الرائع الذى لم يسبق له مثيل
 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وقتها تساءلت وتعجت جدا مما سمعت ولكنه قد يفسر من أين تأتى قناعة بعض الشعب البسيط  فى ريف مصر والعامل البسيط  فى المصنع بهذا الدستور المعيب برغم أنه لم يقرأه وإن كان قد قرأه فلن يفهم منه شيئا ليس لعيبا فى العامل ولكن لأن الصياغة القانونية تستحيل على بعض المثقفين فما بالنا بالبسطاء

ولذلك فقد أتت هذه القناعة من الإستغفال الذى ينتهجه الراديو بهذه المادة الإعلانية للقلائل المهمشين الذين يسمعونها وهم من يعتمدون عليهم فى التصويت بنعم للدستور بحسن نية وبرغبة أكيدة وثقة فى التغيير الذى لم ولن يتناوله ولا ينتويه الدستور

وقتها أيضا تذكرت أو فهمت مقولة الفنان محمد صبحى فى مسرحية تخاريف أعطينى ميكروفونا أضمن لك ولاء الشعب !!!!!!!!!!!!!!

ومن هنا عتبت على رجال الإستثمار الذين تركو هذه الوسيلة للتعبير و للحفاظ على عقول الشعب المصرى من السيطرة أو من الوقوع فى يد جهة واحدة لا تتسم بالحياد , فكان لزاما أن يتواجد وجهة نظر مختلفة ليكون المستمع أو الجمهور على درجة واعية من الحكم وإتخاذ القرار و لا يترك هكذا لبيان يقرر أن الشعب بالاجماع ويبارك ويقول نعم وهى غير الحقيقة

هل يا ترى هناك مجال لكى يتم اللحاق بهذا الشعب الذى غيب وقد ساعدنا للأسف فى تغييبه بإهمالنا وتركيزنا على البرامج المرئية فقط عبر التليفزيون

ربما تكون ما زالت الفرصة سانحة فنوجه بعض الإعلانات التى تتكفل بها المراكز المختصة والمهتمة مثل - دمفد مثلا - الى الإذاعة فى محاولة لإنقاذ بعض الشعب المغيب , فى محاولة لإفاقته وإعادة وعييه

ألا هل بلغت اللهم فإشهد