قتلى الكهرباء من المسئول؟/ سري القدوة

اطفال العالم يلعبون ويمرحون بينما اطفال بلادي يموتون حرقا او خنقا بالإنفاق او يعدمون بطرق مختلفة وبأساليب متنوعة ..
بداية اكتب هذا المقال بكل تجرد ووطنية ومسؤولية .. وما يهمني من كتابة المقال هو الدفاع عن الشهداء الاطفال وحماية شعبي المظلوم من وراء سياسة الانقلاب الحمساوية الظالمة ..
حقيقة اولية لا بد منها فأن مسؤولية كهرباء غزة يتحملها المجتمع الدولي ومن يحاصر غزة ..
وأيضا لا يمكن أن نعفي حكومة هنية التي سيطرت بالقوة علي شركة الكهرباء في غزة ومحطة توليد الكهرباء من المسؤولية المباشرة عن قتل الاطفال وقامت بتعين مجالس ادارة تابعين لحركة حماس لإدارة هذه المؤسسات وبالتالي استغلت القوة وهيمنتها علي الاوضاع في غزة بفرض سياسة الامر الواقع علي الشعب الذي يدفع الثمن كل يوم مع تزايد حجم الموت بأنواع مختلفة .. فهل يتحمل السيد اسماعيل هنية مسؤولية قتل الاطفال في غزة .. وهل هناك في غزة من  يطالب بتشكيل محكمة عادلة او لجنة تحقيق لتحقق بواقعية ونزاهة في ملف الموت بالكهرباء او بالإنفاق في غزة ..؟؟!!!
اين هم اعضاء المجلس التشريعي المبجل في غزة من كل ما يجري من انفاق الموت وموتي الكهرباء والرقابة علي اداء الحكومة المالي والإداري .. ؟؟!!!
هل يتم استقالة حكومة هنية وتقديمها للمحاكمة .. ؟؟!!!
أن الموت في غزة يتم بشكل رسمي للمواطنين في خنادق وإنفاق الموت في رفح حيث وحسب احصائيات رسمية نشرت حول قتلي الانفاق فإن عدد القتلى الذين سقطوا في الأنفاق بلغ (232) شخصاً من بينهم (20) قتلوا بسبب قصف إسرائيلي للأنفاق ومحيطها، ومن بين قتلى الأنفاق (9) أطفال. كما بلغ عدد المصابين من بين العاملين في الأنفاق (597) مصاباً منذ العام 2006 وهو العام التي بدأت فيه ظاهرة الموت داخل الأنفاق.
والموت في غزة اخيرا كان له طعم اخر بمذاق الكهرباء والحرق بالشموع من جراء اضطرار المواطنين الي استخدام مولدات صغير غير امنه او الشموع لإنارة منازلهم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي منذ اكثر من ستة سنوات فيكون الموت هو مصيرهم وبالسنة الاخيرة ازدادت حوادث الموت في قطاع غزة حيث قتل خلال العام الماضي اريع اطفال علي الاقل من جراء استخدام الشموع للإنارة وكانت اخر جريمة قتل راح ضحيتها الأخ المرحوم حازم محمود أبو ضهير، وعقيلته سمر نصر أبو ضهير، وأطفالهم الأبناء الأعزاء، محمود، ونبيل، وفرح، وقمر'.
كل هذا القتل في غزة وحكومة حماس صامدة لا تبالي شيء وكأن شيء لم يكن .. وكأن كل هذا القتل لا يعنيها .. وان من يقتلون هم ليس من ابناء الشعب الفلسطيني ..
كل ذلك يجري وما زال اسماعيل هنية رئيس وزراء حماس صامدا متربعا علي عرش الحكومة في غزة لا يعنيه قتل الناس وموتهم ولا يعنيه جوع المواطن ولا يعنيه الاتجار بالبشر ولا يعنيه ما يجري في الانفاق ولا الاثرياء الجدد ولا تجار الموت .. حكومة بدون رقابة وبدون متابعة ولا مسائلة من احد وعندما نكتب عن تلك الاحداث ونقول الحقيقة تنهال علينا الشتائم من الاصنام وعبده الشيطان وتنهال علينا التهم من خفافيش ظلام الامن الداخلي وتسلط علينا سيوف الترهيب والتلويح بالعصا الغليظة والهراوات والتوعد بالنيل منا اذا ما قمنا بالكتابة عن رئيس وزراء حكومة غزة السيد اسماعيل هنية ..
بعد حادث مقتل عائلة بأكملها اب وأم وأربع اطفال .. ماذا تبقي لهذه الحكومة التي تسيطر علي كل شيء في غزة أن تقول لنا وما هو خطاب ناطقها الاعلامي المبجل حول تفسير مقتل عائلة الشجاعة الباسلة المناضلة المثابرة بالكهرباء ..
سيقولون حكومة رام الله هي من تفرض الحصار..  وسيقولون الاحتلال هو من يفرض الحصار.. وسيقولون كل الدنيا تفرض الحصار ونحن نقول ارحلوا.. وارحلوا وحان وقت رحيلكم ارحلوا وانصرفوا فأنتم تحكمون غزة.. وانتم من سيطر ويسيطر علي غزة بهذه الطريقة البشعة.. حان وقت رحيلكم.. لا يمكن بأي شكل اعفاء حكومتكم من المسؤولية .. او اعفاء رئيس وزارتكم من المسؤولية فهم المسئولين امام الله وإمام الشعب عن موت هؤلاء الاطفال وعن ما يجري في قطاع غزة من مسلسلات للموت والقتل وإبادة شعبنا في غزة ..

فقط للتنبيه ( اين هي المحروقات القطرية وأين هي المشاريع القطرية التي ربطتم غزة بها .. اين هي خططكم المستقبلية لحل مشاكل الكهرباء في غزة .. وأين هي خطط حكومتكم لحل مشاكل الصحة والتعليم والأمن والأمان والبطالة وحرية الاعلام والرقابة المالية والسياسية والاقتصاد ومشاكل السكن والسكان .. الم يكفي المتاجرة بالشعب .. وألم يصحوا منكم احد وينتقد حكومتكم علي ممارساتها وسلوكها المنافي للقيم والأخلاق والإنسانية... )
وأخيرا نقول رحم الله خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب الذي قال : والله لو تعثرت بغلة في بلاد العراق لسؤلت عنها يوم القيامة....
شعبنا في غزة يذبح بدم بارد وأطفال يحرقون انفسهم موتا وأسره بكاملها تحترق .. ورئيس حكومة حماس في غزة صامد لا يبالي شيء..
رحم الله ضحايا انقطاع الكهرباء في غزة الصامدة المرابطة القوية الواحدة الموحدة .. والصبر والنصر يا شعبي في غزة ..
 وما لكي الا الله يا غزة العزة ولا حول ولا قوة الا بالله ..
 يا الله ما النا غيرك يا الله ..

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
www.alsbah.net

تحاوروا يرحمكم الله/ حسن سعد حسن

لا سبيل للخروج من الأزمة الحالية إلا بإخلاص النوايا، والترفع عن الصغائر وإعلاء مصلحة الوطن فوق أى مصالح حزبية ضيقة، وإلا هلكنا جميعاً،ولن يجد المنتصر (لو كان هناك منتصر )أرضاً يرقص عليها رقصة النصر.
ليعلم هؤلاء ،وهؤلاء أن مصلحة مصر فوق أحزابهم ،وحركاتهم، وجما عاتهم وأطماعهم ،ومصالحهم ،ولن تكون لقمة سائغة لا لهؤلاء، ولا لهؤلاء.
مصر للجميع ،وبالجميع لا إقصاء لأحد ،ولا تخوين لأحدن ولا تكفير لأحد ،فمصر تحتاج لكل القوى، والتيارات ،والأحزاب ،والأفراد.
عليكم أن تجلسوا جميعاً حول مائدة واحدة ،وتحت راية مصر، وأن تضعوا نصب أعينكم مصلحة مصر ،ومصلحة ذلك المواطن البسيط الذى يحلم بأبسط الأشياء، فلا مطمع له فى منصب، ولا مقعد .
عليكم أن تثبتوا جميعاُ أنكم، وبحق تخافون على مصر ،وترابها ،وكفاكم مزايدات، وصفقات، وألا عيب سياسية كثيركم لا يجيدها ولو أجادها استخدمها من أجل حلم شخصى فقط لا غير.
عليكم أن تعلموا أن المواطن البسيط قد كل، ومل ،ويشتكى لربه ليل نهار ،وأنتم تغرقون يوماً بعد يوم فى  خصوماتكم ،وصراعاتكم البغيضة الكريهة
صدقونى أنتم جميعاً بلا استثناء مصر فى حاجة إليكم فتوحدوا ،وستصنعون مجداً لمصر  يندهش له العالم ،وأعتقد هذا سيكون أفضل من الصورة التى يراكم عليها العالم اليوم صورة كريهة صورة تمزق، وفرقة، وتشرذم.
 تجمعوا ،وتحاوروا ،و اتفقوا  ير حمنا، وير حمكم الله
ولله الأمر من قبل ومن بعد

الاحتكام للشعب هو الحل/ صبحي غندور

تعيش مصر الآن، وكذلك إلى حدٍّ كبير، تونس وليبيا واليمن، حالاً من عدم الاستقرار السياسي والأمني يرافقه الكثير من مظاهر السخط الشعبي، بسبب عدم تحقيق الآمال التي كانت معقودةً على تغييراتٍ حدثت خلال العامين الماضيين في أنظمة هذه الدول. أمّا في سوريا، فالوضع أسوأ وأصعب من أيِّ بلدٍ عربي آخر شهد أو يشهد حراكاتٍ شعبية ساعية للتغيير السياسي، حيث اختلط الحراك الشعبي هناك مع ممارساتٍ عنفية مسلّحة تقوم بها السلطات وقوًى معارضة لها، إضافةً إلى دخول جماعاتٍ متطرّفة مسلّحة للأراضي السورية وهيمنتها على عدّة مناطق، ممّا يُهدّد وحدة الوطن والشعب في سوريا، ويجعل حاضرها ومستقبلها رهينتيْ حربٍ أهلية مدمّرة ستمتدّ نيرانها حتماً لكلّ دول المشرق العربي.
وإذا كان النظام السياسي الجديد في مصر، مثلاً، يواجه في مناطق مختلفة من ربوعها حراكاً شعبياً واسعاً مضادّاً له، فإنّ استخدام الحكومة المصرية للعنف في مواجهة هذا الحراك، أو في استصدار القوانين القمعية له، لا يجعلها تختلف أبداً عن النظام السابق وحججه وأساليبه. فالحل ليس بمزيدٍ من المواجهات مع هذا الحراك الشعبي المتصاعد، بل بالتجاوب مع المطالب المحقّة التي أدّت إلى حال الغليان الشعبي المصري من جديد.
ومن المهمّ أن يدرك قادة النظام السياسي الحالي في مصر أنّ "الشرعية" التي يستندون إليها في قراراتهم هي موضع تشكّك وتحفّظ من غالبية الشعب المصري، فلا الرئيس حصل على تأييد أكثرية من يحقّ لهم الإقتراع ولا الدستور الأخير أيضاً فاز بهذه النسبة من الموافقة الشعبية. هنالك ضرورةٌ إذن بالعودة إلى الشعب وبالاحتكام لخيارات الأكثرية فيه، وذلك لا يكون إلاّ من خلال رئيس يقبل بدوره كرَاعٍ للتوافق الوطني، لا كممثّلٍ فقط لأيّ حزبٍ أو فئة. ثمّ أن التوافق الوطني المصري المنشود على مستقبل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في مصر، يقتضي أولاً التوافق على دستور وطني جديد يكون شرط إقراره هو فوزه بأغلبية الثلثين، لا بأكثرية عدد المقترعين التي قد لا تُعبّر حتّى عن ثلث الشعب المصري، كما كان حال نتيجة الاستفتاء الأخير على مشروع الدستور.
إنّ "الاحتكام للشعب" هو أيضاً الحلّ المطلوب لما يحدث من نزيف دم في سوريا، يتحمّل مسؤوليته الآن بشكلٍ مشترَك الداخل السوري والخارج المتورّط فيه، الحكم والمعارضة معاً. فكل طرف يدّعي الحديث باسم الشعب السوري وبأنّه يحوز على تأييد غالبيته، بينما يتعرّض هذا الشعب الصامد للقتل والدمار والتشريد. فلا حلاً للأزمة الدموية في سوريا من خلال الوسائل العسكرية بواسطة أي جهة داخلية أو خارجية، فذلك انحلالٌ للوطن والدولة وليس حلاً للمشكلة. الحل هو في تسوية سياسية تفرض نفسها على كلّ الأطراف، ولا تقبل بأيّ شروطٍ من طرف على الطرف الآخر. وليكن الشعب السوري فعلاً هو المرجعية لتقرير مصير وطنه وحكمه ورئيسه، من خلال فترةٍ انتقالية قصيرة تُشرف على أعمالها ومراحلها مؤسسات دولية نزيهة ومراقبون دوليون (عسكريون وقانونيون) مدعمون من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، بحيث تجري في بداية هذه الفترة الانتقالية انتخابات مجلس الشعب (النواب) باعتماد قانون التمثيل النسبي، ومن ثمّ ينتخب هذا المجلس رئيساً لحكومة واسعة الصلاحيات، إلى حين إقرار دستورٍ جديد تعدّه لجنة خبراء من داخل المجلس وخارجه، ثمّ يجري الاستفتاء عليه خلال عامٍ كحدٍّ أقصى، وبعد موافقة ثلثي عدد المقترعين، تحصل عبر الاقتراع الشعبي العام انتخابات رئاسة الجمهورية. فيكون الرئيس المنتخب آنذاك شعبياً هو المسؤول عن تنفيذ بنود الدستور الجديد وإجراء انتخاباتٍ نيابية جديدة وتشكيل حكومةٍ تنبثق عنها.     
إنّ مثل هذه الصيغة من التسوية السياسية تتطلّب أولاً إسقاط كل الشروط الموضوعة الآن من كل الأطراف، والتي هي عقبات تمنع تنفيذ الحلّ السياسي للأزمة السورية. وهي صيغةٌ تضمن تمثيل كلّ الأطراف والطوائف والمناطق السورية، من خلال اعتماد قانون التمثيل النسبي في نتائج الانتخابات، والذي ثبت أنّه الأصلح في المجتمعات القائمة على التعدّدية، ممّا سيجعل إمكانات الفوز والمشاركة بالحكم متاحةً أمام كلّ القوى السياسية والدينية والإثنية التي يتألّف منها المجتمع السوري، والتي قد تكون في موقع الحكم أو المعارضة الآن.
إنّ على الأطراف العربية، المعنيّة الآن بالأزمة السورية، أن تبادر إلى تبنّي مثل هذه الصيغة من التسوية السياسية، وإلى التشجيع عليها سوريّاً وإقليمياً ودولياً، خاصّةً عشيّة القمّة الأميركية/الروسية المتوقَّع بمنتصف الشهر القادم حدوثها، وبالتالي عدم انتظار الترياق دائماً من الخارج، ففي كلّ يومٍ يمرّ هناك ضحايا سوريون يسقطون كمحصّلة لمنطق الحل العسكري، السائد الآن على الأرض من الأطراف كافّة.
هناك حتماً أبعادٌ خارجية مهمّة للصراع المسلّح الدائر الآن في سوريا، وهو صراع إقليمي/دولي على سوريا، وعلى دورها المستقبلي المنشود عند كلّ طرفٍ داعمٍ أو رافضٍ للنظام الحالي في دمشق. لذلك نرى اختلاف التسميات لما يحدث في سوريا، فمن لا يريد تبيان الأهداف الخارجية للصراع يصرّ على وصف ما يحدث بأنّه "ثورة شعبية على النظام"، فقط لا غير. ومن لا يعبأ بالتركيبة الدستورية السورية الداخلية وبطبيعة الحكم، ويهمّه فقط السياسة الخارجية لدمشق، يحرص على وصف ما يحصل بأنّه "مؤامرة كونية". في الحالتين هناك ظلمٌ للواقع وتضليلٌ سياسي وإعلامي لا تُحمد عقباه، على الشعب السوري وعلى المنطقة كلّها.
وكما كانت حرب لبنان عام 1975 حرباً مركّبة الأسباب والعناصر والأهداف، كذلك هي الآن الحرب الدائرة في سوريا وعليها. فالأبعاد الداخلية والإقليمية والدولية كلّها قائمة وفاعلة في يوميّات الحرب السورية، والأخطر فيها عملياً هو مصطلح "الحرب الأهلية". فهكذا أيضاً جرت مسيرة الحرب اللبنانية، التي كان البعض يرفض اعتبارها في سنواتها الأولى حرباً أهلية لبنانية.
سوريا الآن، كياناً وحكومةً وشعباً، أمام خياراتٍ صعبة لا يُعبّر أيٌّ منها عن "رغبات" أيِّ طرفٍ محلي أو خارجي معنيٍّ الآن بتطوّرات الأزمة السورية. فالفارق كبير بين "المرغوب فيه" و"الممكن فعله". فقط "الرغبات" الإسرائيلية من تطوّرات الأزمة السورية هي التي تتحقّق الآن، وهي مزيدٌ من التفاعلات السلبية أمنياً وسياسياً وعدم التوصل إلى أيِّ حلٍّ في القريب العاجل. فمن مصلحة إسرائيل الآن بقاء هذا الكابوس الجاثم فوق المشرق العربي والمهدّد لوحدة الأوطان والشعوب، والمنذر بحروبٍ أهلية في عموم المنطقة، والمُهمّش للقضية الفلسطينية، والمؤثّر سلباً على حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
إنّ إدارة أوباما لا تجد الآن أمامها إلاّ خيار البحث عن تسوية سياسية للملفّين الإيراني والسوري، وما لهما من علاقة مؤثّرة متبادلة. فمصير العلاقة الأميركية/الأوروبية مع روسيا والصين يتوقّف الآن على كيفيّة التعامل مع هذين الملفين في الشرق الأوسط. وستحصل الآن، قبل القمة الأميركية/الروسية، محاولات تحسين "الموقف التفاوضي" لكلّ طرفٍ إقليمي ودولي على أرض الصراعات بالمنطقة، لكن سيكون في النتيجة "الممكن" التوصّل إليه هو أقلّ من مستوى ما "يرغب" به أي طرف. فبديل هذه "التسويات" سيكون فيه العالم كلّه على شفير هاوية لا يريد "اللاعبون الكبار" التدحرج عليها!.
أمّا الحكومات العربية عموماً فهي أيضاً أمام خيارات "الممكن عمله" وليس "المرغوب به". و"الممكن الآن عمله" هو؛ إمّا انتظار الخارج ليقرّر مصير الأنظمة والأوطان والأمّة، أو "الاحتكام فعلاً للشعب" وليس مجرّد حكمه إلى حين!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

نداء استغاثة من أبناء قطاع غزة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لا تكادُ دولةٌ في العالم تخلو من مشكلة البطالة، حتى أكثر دول العالم تقدماً وثراءً ورخاءً فإنها تعاني من أزمة البطالة التي تتفشى وتزداد، ولا تكاد تتراجع حتى تعود أسوأ مما كانت، رغم الحلول الجذرية التي توصف، والبرامج العملية التي تنفذ، ومساعي الحكومات الجادة لامتصاص جيوش الخريجين والعاطلين والباحثين عن العمل، فضلاً عن النشاط الواسع والكبير لرجال الأعمال ومشاريع الاستثمار والشركات الخاصة، إلا أن هذه الجهود كلها تقف عاجزة أمام معضلة البطالة، التي أصبحت شبحاً يطارد كل مواطن، ورعباً يلاحق كل إنسانٍ يبحث عن عملٍ أو وظيفة، لهذا تتعالى الأصوات المطالبة بضرورة مواجهة هذا الخطر الداهم، وتحديه بالإرادة الجادة، والبرامج العملية الماصة المنتجة.
إلا أن العاطلين عن العمل في كثيرٍ من الدول يجدون عوناً من حكوماتهم، ومساعداتٍ حقيقية من مؤسسات بلادهم، فلهم ميزانياتٌ خاصة، تصرف لهم منها رواتبٌ شهرية، ومساعداتٌ دورية، وأخرى طارئة للعلاج والدراسة، كما تخلق لهم الحكوماتُ وظائفَ عامةٍ وخاصةٍ، برواتب جيدةٍ ومغريةٍ أحياناً، أو تساعدهم في فتح مشاريعَ صغيرة أو متوسطة، تمكنهم من الانطلاق والعمل المنظم، فلا يشعرون بالضيم، ولا يشكون من الحاجة، ولا يعانون من حرمان، ولا يخجلون من زوجاتهم، ولا يكتئبون من طلبات أطفالهم، ولا يهربون من دائنيهم، ولا يخشون من الطوارئ والمفاجئات، فالحكومة كفيلة بأن تقيل عثراتهم، وأن تستر عيوبهم، وتغطي كل احتياجاتهم، وتلبي ما يستجد عندهم ولهم من مطالب.
أما قطاع غزة فالوضع فيه مختلفٌ ومغاير، فالبطالة فيه متوحشة وقاسية، والحاجة فيه ملحةٌ وكثيرة، ومستلزمات الأطفال وطلاب المدارس والجامعات مرهقة، وفرصُ العمل ضئيلة، والعاملون أقل، والحصار خانق، والعقاب شامل، وقدراتُ الحكومة محدودة، والمؤسساتُ الخاصة قليلة، وحركة رأس المال فيه قد تكون معدومة إلا في آخر الشهر وأيامه الأولى، حيث توزع على بعضهم رواتبٌ محدودة، فتنشط الأسواق وتتحرك عجلة البيع والشراء، ما يحسن من الأوضاع العامة شكلاً، ويخدر النفوس أملاً، ولكن السكرة سرعان ما تزول، ويعود المواطنون إلى مرارة الحسرة، وألم الفقر والحاجة، انتظاراً لنهاية شهرٍ جديدٍ وراتب آخرٍ هزيل، وحركةٍ محدودةٍ وتبادلٍ تجاريٍ ضعيف.
آلافُ العائلاتِ في قطاع غزة ميسورةٌ مستورةٌ متعففة، تخفي حاجتها، وتعض على جراحها، وتسكت على آلامها، لا تئن ولا تصرخ، ولا تضج ولا تفزع، ولا تثور ولا تغضب، فهي تدرك أنها ما زالت تعاني من الاحتلال، الذي حرمها من فرص العمل والاستثمار، ومنعها من الصناعة والزراعة ومزاولة مختلف المهن والحرف، فضلاً عن أنه خرب أرضهم، ودمر بنيانهم، وقتل رجالهم، وأصاب الآلاف منهم بعاهاتٍ مستديمةٍ، أقعدتهم ومنعتهم من العمل، وجعلت من كثيرٍ منهم عالةً إلى الأبد، ولكن هذا الكبرياء لا يستطيع أن يخفي حقيقة الحال، فعزة المواطنين التي صنعت النصر لا تكفي لأن تستر حجم المعاناة، ولا أن تطمس آثارها ومظاهرها، ولا أن تعوض عن الحاجات والضرورات الملحة.
قطاع غزة الصغير في مساحته يكتظ بقرابة مليوني مواطنٍ فلسطيني، ينتشرون على شريطه الضيق الذي يمتد بطولٍ لا يزيد كثيراً عن أربعين كيلومتراً، يعاني أغلبهم من ضيق ذات اليد، والفقر والبطالة وانعدام فرصة العمل، ولكنهم يتطلعون جميعاً لأن تكون لكلِ مواطنٍ منهم مهنةً أو حرفةً أو وظيفة، فهم يؤمنون بقدسية العمل، ويقدرون اليد العاملة، ويكرهون أن يكونوا بطالةً أو عالةً على أحد، ولعلهم يكرهون وظيفة البطالة التي استحدثت لهم، وجعلت آلاف الشباب يتنافسون عليها، رغم أنها وظائفٌ وضيعة، وأجورها قليلة ومتدنية جداً، إلا أن الحاجة تدفعهم للقبول بها، والسعي لنيلها والاستفادة منها.
لا يتحمل الاحتلال وحده مسؤولية الأوضاع في قطاع غزة، ومعاناة شبابها ورجالها، وانعدام وظائفهم وتدمير مصالحهم، وإن كان هو سببُ كلِ مصيبةٍ، وعلةُ كلِ مرضٍ، إلا أن القيادة الفلسطينية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، فهي المكلفة بإدارة شؤون المواطنين ومتابعة احتياجاتهم، وعليها يقع عبء ومسؤولية خلق وظائف لآلاف الخريجين الشباب، وإيجاد فرص عملٍ لآلافٍ آخرين من الموظفين والعمال والحرفيين وأرباب الأسر، فأبناء قطاع غزة ليسوا بحاجةٍ إلى كسرةِ خبزٍ أو بعض مالٍ ينفقونه في يومٍ أو أكثر، كما أنهم لا يقبلون الصدقة والإحسان، وإنما هم في حاجةٍ إلى وظيفةٍ دائمةٍ وعملٍ مستديم، وإلى حرفةٍ أو مهنةٍ تدر عليهم ما يكفيهم ويغنيهم عن السؤال، ولديهم من القدرة والطاقة ما يكفيهم للقيام بأي مهمة، وللنجاح في أي عملٍ، والتميز في أي وظيفة، وقد سبق لمئات الآلاف من أبنائهم العمل في دول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية، فأبدعوا فيها وتميزوا عن غيرهم، وكان لهم فضلٌ كبير في رفعة البلاد وتطويرها وتحديثها، ما يؤكد أن أبناء قطاع غزةٍ أكفاء ونشطاء ومهرة.
إنها استغاثةٌ من الأعماق، نابعة من كل بيتٍ فلسطينيٍ حرٍ كريم، إنها بلسان كل شابٍ قد أنهى دراسته الجامعية، ويطمح أن يلتحق بوظيفةٍ أو عملٍ يبني بها مستقبله، بل إنها استغاثةٌ من كل أمٍ فلسطينية قلقة على أولادها، وتخاف عليهم من غول الفقر وذل الحاجة، وإنها استغاثةٌ من كل زوجةٍ تغار على زوجها وتحرص على كرامته، وإنها دعوةٌ من كل شابةٍ عروسٍ تطمح أن يكون لها بيت يؤيها وزوجها، ويكون لها ولأولادها دفئاً، فيه أثاثٌ بسيطٌ يزينه، وألعابٌ قليلة يلهو بها أطفالها، إنها استغاثة إلى كل عربيٍ ومسلمٍ غيور، لأن يستثمر في غزة، ويفتح مشاريعاً على أرضها، تشغل أبناءها، وتستر بيوتها، وتعود عليهم بالنفع والفائدة، وتساهم في رباطهم وثباتهم على أرضهم، وإن أرض غزة طيبة، والاستثمار فيها مجدي، والعمل فيها مربح، والخير فيها عميم، والتجارة فيها ومع أهلها وأبنائها بركة.

مدن القناة "تسخر" من مرسى الأمريكانى!/ مجدى نجيب وهبة

** عندما رفع مرسى الأمريكانى إصبعه وهو يتوعد بإتخاذ إجراءات صارمة أشد من قانون الطوارئ والحظر .. فى مواجهة ما أسماه بالفوضى والبلطجة .. لم يكن قرارا عشوائيا ، بل جاء قراره وتهديده بالإصبع بعد عمل إستخارة والإجتماع بأهله وأبناء عشيرته .. وبعد مناشدة ميكانيكى سيارات يقيم بالأسكندرية له بالضرب بيد من حديد على دماغ هذا الشعب الذى لا يقدر قيمة وعظمة الرئيس "محمد مرسى" الأمريكانى .. كذلك بعد أن جاءته الأوامر الأمريكية الصادرة من اللقيط "أوباما" بالضرب بصباع من حديد لتأديب هذا الشعب الماجن ، والذى يبدو أنه يرفض هذه النعمة التى أنعمت بها أمريكا علينا ، بتدعيم وتزكية مرسى الأمريكانى ، ليصبح رئيسا لمصر الموكوسة .. وهى الرسالة التى حملها لمرسى ثلاثة جنرالات أمريكان ، تخصصوا فى توطيد علاقتهم بكل كوادر وتنظيم القاعدة وحركة طالبان والمحاكم الإسلامية فى الصومال ، من بن لادن إلى أيمن الظواهرى إلى أبو حفص المصرى إلى التنظيم الجهادى إلى حركة حماس .. وهى الزيارة السريعة التى إجتمعوا فيها بالمرشال "خيرت الشاطر" ، الزعيم المباشر لغرفة العمليات والفرقة "95" ، وصاحب أفلام الرجل الوطواط للحنجورى "صفوت حجازى" !!..
** خرج علينا المرسى ببيان رقم 0000000 .. بتهديد كل رموز المعارضة بعد أن نفذ صبره ، ثم تلا القرار التاريخى بتفعيل قانون الطوارئ لمدة ثلاثين يوما ، مع حظر التجوال من الساعة التاسعة مساء حتى السادسة صباح اليوم التالى ، فى مدن القناة الثلاثة "بورسعيد – الإسماعيلية – السويس" ..
** كنا نتصور أن يخرج علينا المرسى بخطاب ، يدعو فيه الشعب للمصالحة ويعتذر فيه عن سقوط أبناء هذا الشعب المصرى فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية وكل أنحاء الجمهورية .. ويتعهد بالجلوس على مائدة مفاوضات .. يعتذر فيها عن وعوده السابقة الكاذبة ، ويعدهم بفتح صفحة جديدة ، ويتعهد بأن يكون بالفعل رئيسا لمصر وليس رئيسا لجماعته وأبناء عشيرته ، وأن يتعهد بالإعتذار عن دماء الشهداء الذين سقطوا بفضل قراراته الفاشلة ، ومحاولته المتكررة لإسقاط كل أحكام القضاء ، بل إسقاط القضاء نفسه ..
** كنا نتصور أن يخرج علينا المرسى الأمريكانى بإلغاء الدستور التافه الذى وضعه هو وأبناء عشيرته .. كنا نتصور بعد مذبحة بورسعيد أن يعتذر ويطلب من الشعب المصرى أن يعطوه فرصة لكى يصحح ما فعله من إجرام .. ثم يتقدم بإستقالته مع إعتذاره ومناشدة الشعب بعدم إعادته للسجن مرة اخرى .. والله غفور رحيم  .
** ولكن للأسف الشديد .. لم يحدث أى شئ من ذلك .. بل خرج علينا وهو يهدد بإصبعه ، ثم تلا الخطاب إجتماع مجلس شورى جماعته وأبناء عشيرته بمنح القوات المسلحة سلطة الضبطية القضائية لتنفيذ القرار ..
** على الجانب الأخر .. إعتقد اللقيط أوباما ، والعاهرة كلينتون .. إنهم بدأوا يتنفسون الصعداء وسيناريو تقسيم مصر يسير كما يريدون .. فها هى مدن القناة يتم عقابها وتأديبهم بإستخدام "مرسى أبو صباع" .. لكن كالعادة ، فالأمريكان لا يتعلمون ولا يفهمون أن الشعب المصرى والجيش المصرى يدا واحدة فى مواجهة أمريكا العاهرة ، أو حليفتها إسرائيل ..
** وجاء الرد سريعا من كل محافظات القناة .. خرجت بورسعيد عن باكورة أبيها ، وتناسوا ضحاياهم الذين سقطوا برصاص الغدر والخساسة ، بعد أن تفاخر المرسى فى خطابه بأنه هو الذى أعطاهم الأوامر بالضرب ..
** خرج الشعب البورسعيدى وقد تناسوا كل أوجاعهم ليطالبوا بمحاكمة المرسى ورحيله .. وإنه ليس رئيسا لهم ، وتحدوا قراره .. وظلوا ساهرين حتى الصباح فى مظاهرات صاخبة وحفلات رقص شاهدها العالم كله ..
** ولم يختلف أبناء بورسعيد عن ما فعله أبناء السويس ، وما فعله أبناء الإسماعيلية الذين إلتفوا حول رقصة "السمسمية" ، وأقاموا دورى للكرة أطلقوا عليه "دورى الحظر" ، وتعهدوا بأن تكون المباراة النهائية للدورى أمام قصر الإتحادية ..
** لم تكن هذه المحافظات فقط هى التى خرجت للتنديد بالمرسى أبو صباع أو عشيرته .. بل خرجت كل محافظات مصر وإرتفع سقف المطالب ، ليس فقط بالرحيل ، ولكن بالمحاكمة على التحريض على قتل الشعب المصرى ، وهو يتفاخر بذلك ..
** فى كفر الشيخ .. خرج أهالى الغربية وحاصروا مبنى المحافظ "سعد الحسينى" ، وطالبوه بالرحيل فورا عن المحافظة ، لأنه غير مرغوب فيه ، وكان رد الإخوانى "سعد الحسينى" أن عظمة حكم مصر أن يحكمها الإخوان المسلمين ، وأن هناك ما يقرب من خمسة مليون إخوانى ينتظروا الإشارة للنزول إلى الشارع لحمايته وحماية مرسى الأمريكانى وأبناءه وأبناء عشيرته !!.. وحتى الأن الأمور مشتعلة بالغربية للمطالبة برحيل سعد الحسينى ..
** فى الأسكندرية .. حاصرت جموع الشعب ، وأكررها أن كل المتظاهرين هم من الشعب المصرى وليس هناك أى بلطجى ، محافظة الأسكندرية ، مطالبين برحيل الإخوانى "حسن البرنس" ، الذى عين نائبا للمحافظ ، وهو ما دعا البرنس للتخفى وعدم الظهور حتى كتابة سطور هذا المقال ..
** فى طنطا .. حاصر المعتصمون مجمع المحاكم ومبنى المحافظة .. وطالبوا برحيل المحافظ ، وطرد أى إخوانى !! ..
** فى القاهرة .. تم قطع الطريق فى أكثر من مكان .. ومهاجمة بعض المؤسسات والمقرات ليس بهدف إتلافها ، ولا بهدف التخريب ، ولكن حتى يرى العالم أجمع كذب الإخوان الكذابون بأن هناك إختيار شعبى للرئيس "مرسى الأمريكانى" رئيسا لمصر ..
** فى دمياط .. إندلعت المظاهرات وتم محاصرة مبنى المحافظة ، وطالبوا برحيل جميع الإخوان المتأسلمين ومنع ترشيحهم فى المحافظة ..
** هكذا إنطلقت جميع المحافظات بلا إستثناء .. للمطالبة بطرد جميع الإخوان ، ورفض من تم تعيينهم فى مناصب قيادية بالدولة ..
** أما ما يثير الضحك والإشمئزاز والتقيأ .. أن ينطلق بعض جماعات الإخوان المتأسلمين بعد أن تلقوا الأوامر التى دعا إليها مرسى الأمريكانى بعمل حوار مع بعض القيادات السياسية أو ما أطلق عليها جبهة الإنقاذ الوطنى .. والذى رفضته هذه الجبهة لأننا رأينا جميعا أنه لا حوار وإنما هم يسعون إلى الضحك على الشعب ويفرضون ما يريدون ويدعون أنه كان حوار وافق عليه الجميع بإستثناء قلة تسعى إلى إسقاط الدولة ، وهى اللغة التى أدمنوا عليها  الكذب والتضليل والنفاق ..
** أقول للذين يدعون إلى الحوار ويهددون ويتوعدون .. أى حوار تدعون إليه ؟ .. ألا تخجلون من أنفسكم أيها الكذابون .. فالحقيقة أن الشعب كله يتقيأ عندما يفاجئ ببعض هذه الوجوه التى تهل علينا عبر الشاشة الصغيرة .. وهى تتحدث عن الرئيس المنتخب والحوار الوطنى ، والمعارضة التى تحرض على الرئيس المنتخب ، وتحرض على مؤسسات الدولة .
** أقول لكل هؤلاء .. لقد كذبتم حتى صدقتم أنفسكم أيها الكذابون .. فلم يكن هذا الرئيس منتخب .. بل جاء بالتزوير والتدليس ، ودعم اللقيط أوباما والعاهرة كلينتون .. ليس حبا فى المرسى ، بل الهدف واضح وصريح ومعلن ، وهو تقسيم وإسقاط وتفتيت الجيش المصرى وتحويله من جيش مصر العظيم إلى ميليشيات تتقاتل فيما بينها وهو ما يسعى إليه جماعة الإخوان المسلمين لتدمير وإسقاط مصر ، وبالطبع هذه هى تعليمات أمريكية هو ما قبله مرسى وجماعته أن يقوموا بهذا الدور .. فهل يكف هؤلاء المتنطعين الأغبياء عن قصص أمنا الغولة ، وأبو رجل مسلوخة ، وحوار الطرشان ، وصندوق الإنتخابات .. هل يرحلوا فى صمت حقنا للدماء ؟ .. هل يعتذرون ويطلبون السماح والإعفاء من العقوبة ، وأن يعودوا إلى إسلامهم ودعوتهم .. أعتقد أنها كلها تمنيات لن تحدث .. فهم كالوطاويط لن يتركوا الوطن إلا بالدم ..
** أعتقد أن الكرة الأن فى ملعب الجيش المصرى .. وأقولها أن هذا المرسى ليس رئيسا شرعيا لمصر بل سقطت شرعيته ويجب محاكمته .. فهذا هو دور الجيش ، ولا مناص من المواجهة لعودة مصر إلى نقطة الصفر بعد سقوط نظام مبارك .. فهل يتحقق شعار الجيش والشعب إيد واحدة .. وهل تعود الشرطة إلى رشدها وتتذكر ضحاياها الذين سقطوا فى 28 يناير 2011 ..
** وقبل ذلك .. وبعد ذلك .. أن يخرج الجميع لمطاردة طيور وخفافيش الظلام .. هذا هو نداءنا للجميع .. وهذه هى مصرنا الغالية التى سوف تظل تهتف لها "بالروح بالدم نفديكى يامصر"!!!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

الحاجة الى تثوير فلسفة التربية والتعليم/ زهير الخويلدي

" الثورة السياسية نفسها محكوم عليها بالفشل اذا لم يصاحبها الغاء الأخلاقيات القمعية"[1]
الجدير بالملاحظة أن قطاع التعليم والتربية في الدائرة الوطنية يعاني من أزمة بنيوية مست العمق المادي والرمزي الذي يرتكز عليه وأثرت سلبيا و بشكل أساسي على الرأسمال البشري ومنتوجه المعرفي والقيمي. ولعل الأمر لا يتطلب القيام بإصلاحات شكلية وجراحات تجميلية تركز على المظهر وتحرص على الترقيع وسد الثغرات بقدر ما يستلزم القيام بمراجعات جذرية وإحداث قطائع فعلية مع الطرق البيداغوجية القديمة والمستنفذة والبرامج التعليمية المفرغة والمملاة من الدوائر الرأسمالية المعولمة والتخلي عن ذهنية التسيير الاداري الفوقي  وتفكيك العلاقة التي كانت قائمة بين الممارسات البيروقراطية والسياسة الشمولية والتي سعت الى تأبيد الوضع وتبرير السائد، ويجب كذلك التوجه على التو نحو محاربة ظاهرة الفساد والكف عن الهدر للطاقات وإضاعة الوقت ومقاومة العنف المستفحل ومعالجة مظاهر الانفلات والتسيب والقمع المُمَنهج للإبداع والحريات والتصدي لظواهر الوأد المبرمج للنقد والتفكير المختلف وتعميم الجهل والتشجيع على الكسل، والشروع في ترسيخ تقاليد مؤسساتية داخل الفضاء التربوي تقوم على صقل المواهب وتنمية روح الخلق والارتقاء.
رأس الأمر أن قطاع التربية والتعليم يحتاج بشكل عاجل وجذري الى عملية تثوير تقوض الأسس القديمة الخاوية وتعمل على بناء منظومة تعليمة متطورة ترتكز على دعائم مابعد حديثة قادرة على مواكبة التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع في هذا الزمن الاستثنائي وتسدد المؤسسة التربوية نحو تنمية موهبة العقل وحفظ كرامة الانسان.
لب القول أن مقصد التربية والتعليم يجب أن يتوجه نحو تطوير الذكاء وشحذ الارادة بغية التأثير في الانسان ودفعه الى السير في طريق التطور والارتقاء وتهذيب ملكاته وطبعه وتحويل الطبيعة وعالم الأشياء المادية نحو انتاج منافع صناعية وقيم معنوية تسدد سلوكه نحو تحصيل الخير العام وتؤهله للسكن في الكون والعناية بالحياة.
غاية التربية هي توجيه الانسان من أجل أن يكرس نفسه في حياته للقيام بمهمة خاصة ووظيفة محددة في مجتمعه وفي الدائرة الانسانية تعود بالنفع عليه وتحقق المصلحة المشتركة دون أن تسبب ضررا للغير والسوء للنوع البشري. غاية المراد من التربية ليس بلوغ كمال الطبيعة البشرية ولا دفع الانسان الى السير في اتجاه واحد وبشكل مبرمج وإنما دفعه الى الثورة على النمطية والقولبة وتوسيع فضاءات التجربة وفتح الآفاق وإطلاق حركة تنوير عميقة تؤهله للتفكير وتضع كل ما يفعله بنفسه من صلاح وتدبير على ذمة الآخرين ومن أجل صلاحهم وتطورهم. ربما في نهاية المطاف يكون الهدف الجوهري للتربية والتعليم البحث عن المعنى للحياة وإعادة تأهيل الانسان للإقامة في العالم وبلوغ الانسجام المقبول بين الفرد والمجتمع والإنسانية والتوازن النسبي بين الرغبة والمعرفة والقدرة.
 على كل حال تظل المدرسة المكان الذي يتكثف فيه المخيال الجماعي والوسط الرمزي الذي ينشط فيه اللاشعور السياسي للناس وكذلك الحاضنة التي تتأسس فيها الحياة المشتركة أين يتقاسم التلاميذ همومهم ويرسمون آفاقا لطموحاتهم ويتعاون فاعلو المجتمع المدني على تشخيص متطلبات المرحلة ويحلمون بحياة مستقبلية أفضل. والحجة على ذلك أن اليوتوبيات والمثل العليا والقيم المطلقة والحكايات الكبرى التي رفضها الواقعي الاجتماعي وطردها الناس من مساحات وعيهم تجد في المدرسة مرتعا لها ومكانا للانتشار وتتسرب الى أذهان المتعلمين.
من المعلوم أن المدرسة تتأثر كثيرا بالمناخ الاجتماعي والتحولات التاريخية وأن حدوث ثورات أو اصلاحات في مجال الدين والسياسة ينتج عنه بالضرورة رجات ارتدادية وانفلاتات داخل الوسط التربوي ولكن مساهمة المدرسة في الارتقاء بالمجتمع وتأثيرها في حركة التاريخ وتطوير السياسات وتثقيف الناس وتكوين العقول وإنضاج الأفكار وتدعيم القيم التقدمية والسلوك المتحضر في الحياة اليومية أمر لا يمكن الاختلاف حوله.
في هذا السياق تواجه المدرسة العمومية اليوم تحديات كبيرة مما يعوقها عن أداء رسالتها التربوية على أحسن وجه وأهمها:
 - هيمنة ثقافة الميوعة وعقلية الاستهلاك وتفضيل معايير البسيط والسهل والراحة التي استبدت بالشارع واخترقت أروقة المؤسسات التعليمية.
- تنافس غير متكافىء مع التعليم الخاص الذي يبحث عن النجاح على حساب الاستحقاق وبروز مفاجىء للتعليم الموازي الذي يركز على اللغات والمواد الدينية.
- اكتساح موجة من الأفكار الحزبية المغشوشة وآراء الايديولوجيات الضيقة وانتشار للدعاوي الدينية والمعتقدات الماضوية.
بيد أن التربية تحتاج الى العلوم والفنون والآداب لكي تخفف الألم عن الانسان وترفع عنه الجهل المقدس وتحارب الأمية الجديدة وتعمل على تنمية البشر من الناحية الفيزيائية والأخلاقية وتوجه المجموعات نحو قيم المواطنة والديمقراطية وتدفعهم الى احترام بعضهم البعض وحسن تدبير الكون وتحملهم مسؤولية الوجود على الأرض.
" تشكل التربية المنهج الأكثر تطابقا مع المثال الديمقراطي، ليس فقط لتوجيه الناس نحو مصيرهم وإنما أيضا لاحترامهم مطلب الحرية"[2]. علاوة على ذلك تساعد المدرسة التلاميذ على ثقافة النقد الذاتي وحسن استعمال العقل وتغرس الفكر المدني وتضمن تطورا دائما للمجتمعات وحماية واعية للسكان وتجنبهم مهالك النزاع والتباغض.
بناء على ذلك يقوم برنامج المدرسة الأول على اعداد مواطن صالح للمستقبل وعلى نشر ثقافة الارتقاء بالبشر وصيانة العائلة من آفات التفكك وتقوية أواصر القربى بين الأفراد وزرع مشاعر المحبة وقيم التوادد بين الأشخاص. لذلك عمدت فلسفة التربية منذ نشأتها الى طرح الأسئلة الكبرى التي تهم الطبيعة البشرية وتوفير شروط ترقيها وتنميتها وحرصت على تخليص المسألة التربوية من الخلفية الميتافيزيقية والأخلاقوية ومقاربتها وفق منهجية علمية وذلك من خلال تكوين جملة من المعلومات والإحصائيات والرسوم البيانية والمعدلات حول نسب النجاح وأشكال الهدر ودرجات الذكاء ورصد تجارب وملاحظة ممارسات وخلق وضعيات وإخضاع عالم التربية الى محك التجريب.
في كل الأحوال تتحدد مقاصد التربية من خلال مراكمة المعارف الموضوعية وإعداد الكفاءات وبلورة البرامج الجادة وتهيئة الظروف السياسية وخلق مناخ عام من الحريات والحقوق وتتجه نحو تعصير البنى التحتية وترفع الأفكار التربوية الى مستوى النظريات الفلسفية وتجمع بين التربية والتنوير وتجدل الصلة بين العقلنة والأنسنة وبين الدمقرطة والشرعنة.
بيد أن مهمة فلسفة التربية اليوم هي التصدي الواعي والمتبصر لمظاهر التعصب واللاتسامح والدغمائية والابتعاد عن السقوط في النسبوية والبراغماتية والعدمية وتدبير خيار ثالث يركز بالأساس على التعقل والتوازن والتفاهم. من جهة أخرى حري بفلسفة التربية ألا تكف عن اعطاء الأطفال الوسائل اللازمة والوصفات السحرية التي يصيرون بها كهولا وإنما أن تدفعهم مهما كان سنهم وجنسهم الى التعلم مدى الحياة وحب العلم وإجلال أهله.
هكذا تسعى فلسفة التربية الى تغيير رؤية الانسان الى الكون وزرع الأمل والحلم بميلاد يوم جديد يطل على الانسانية تختفي فيه الحرب والعنف والظلم ويظهر فيه العدل والسلم والمحبة وتتغلب الفضائل على الرذائل وينتصر التعارف العالم على التدافع الجاهل وتتحول المدرسة الى الجبهة الأمامية لمقاومة القمع والتخلف والفساد.
زد على ذلك تساهم التربية في تخطي أزمة الانتقال من حقبة تاريخية ثورية الى حقبة أخرى حينما تعتبر الماضي منبعا أصيلا وتأسيسيا للقيم والمعايير وتتعامل مع الحاضر بوصفه فضاء التجربة الممكنة وتنظر الى المستقبل على أنه المدخل الذي يحمل المجتمع امكانات التجاوز والانتصار على ذاته وتقوم بتثوير الذهنيات والتغيير الجذري.
غاية المراد أن فلسفة التربية تعمل على تنمية استقلالية النظر والعمل والاعتزاز بالهوية الوطنية للمجتمع وتكوين الفرد وبناء المواطن والحفاظ على المؤسسات المدنية للدولة والخروج بالناس من الوصاية والقصور الى الرشد والنباهة والاستنارة والتعويل على الذات وتفعيل الاندماج بين الأنساق الاجتماعية وتهيئة الظروف الملائمة للخلق والإبداع وتقوية عزيمة الشخص في مواجهة تسلط الدولة واستبداد الحشد وسطوة الصورة والدفاع عن السيادة وإزالة كل أشكال القمع وتفكيك البنى النفسية التي تعيد انتاج الكبت وجعل التحرر النفسي طريقا نحو المبادأة.
من الضروري أن تتحول المؤسسة التربوية الى وسيط رمزي بين القيم الخصوصية التي تحرص العائلات على التمسك بها والقيم الكونية التي تقوم وسائل الاتصال المتطورة على الدعاية لها واشهارها تحت عنوان العولمة. مجمل القول أن الدرس المستفاد من أزمة التعليم هو ضرورة التعجيل بالتثوير البيداغوجي واتمام الثورة التربوية بغية ايجاد برامج تعليمية تستكمل أهداف الثورة وتحرص على تعزيز قيم الشجاعة والفداء والتضحية والايثار في وجدان الناشئة وتضع الانتصار الى الكرامة الانسانية كبوصلة لها وتجعل من الانحياز الى الفطرة البشرية السليمة وانقاذ الطفولة من المنحدر الخطر الذي تبشر به السلعنة والعولمة المتوحشة مشروعا حضاريا لها.
ألا يجب على فلسفة التربية أن تعثر على منوالها ومقاصدها في الانسان في حد ذاته؟ وكيف تسمح للإنسان بأن ينمي في ذاته ملكة الحرية بوصفها الماهية التي تخصه والوضعية الجذرية التي يوجد بها وعليها في العالم؟
المراجع:
ب.أ. روبنسون ، اليسار الفرويدي، ترجمة عبده الريس، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، الطبعة الأولى،2004.
Le dictionnaire des sciences humaines, sous la direction de Sylvie Mesure et Patrick Savidan, edition PUF, Paris, 2006.
كاتب فلسفي
[1]  ب.أ. روبنسون ، اليسار الفرويدي، ترجمة عبده الريس، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، الطبعة الأولى،2004، ص59.
[2] Le dictionnaire des sciences humaines, sous la direction de Sylvie Mesure et Patrick Savidan, edition PUF, Paris, 2006.p.358.

  

مصر تنعى بور ..."حزين"/ رأفت محمد السيد

مدينة بور سعيد الباسلة التى وقفت فى وجه العدوان الغاشم لصد العدوان الثلاثي في عام 1956تعيش هذه الايام أسوأ أيامها،فهذه الأرض الباسلة التى إرتوت بدماء أعدائها،تسيل علي أرضها اليوم  دماء مصرية طاهره بيد مصرية أثمة.
إن الأحكام التى صدرت ضد واحد وعشرين من المتورطين فى مذبحة بور سعيد الشهيرة بإحالة اوراقهم إلى فضيلة المفتى كاانت الشرارة لتى أشعلت النيران فى قلب كل مواطن بور سعيدى ، لاسيما وأنهم يستشعرون أن هناك متورطين أساسيين فى تلك الأحداث كانوا يستحقون الإعدام من الوهلة الأولى لم تدرج أسمائهم مع المحالين، خصوصا بعد أن توصلت لجنة تقصى الحقائق إلى أن نشر الفوضى والبلطجية داخل استاد بور سعيد كان عملا منظما وممنهجا وبيد اثمة باغية تجردت من كل أنواع الشفقة والرحمة عندما قتلت شباب فى عمر الزهور.
 أعلم أن كل بور سعيدى شريف قد أصابه الحزن والمرارة على هؤلاء الشباب الذين قتلوا فى بلدهم الباسلة ، كما أثق أيضا أن هناك بيوتا فتحت فى بورسعيد لإيواء المئات الذين أنقذتهم العناية الإلهية وحدها من القتل فى يوم المذبحة الشهير ، وأعلم ن إنتفاضة أهالى بور سعيد ليست كلها ضد حكم القضاء ، فما زلنا نتوسم فى قضاة مصر أنهم حراس العدالة ، وأن هدفهم الأسمى هو  تحقيق العدل ، ولاأتفق مع من يلوح ضد الحكم بأنه مسيس أو جاء لإحتواء غضبة جماهير الألتراس الأهلاوية ، فهذا عيب وعار على من يرددونه ، فجماهير الألتراس لاهلاوى لايطلبون سوى القصاص العادل ممن خطط ، ودبر، وحرض وقصر فى اداء واجبه ،ونفذ ، وشارك فى تنفيذ هذه المذبحة ، مهما كان إسمه ، وسلطته ، ومنصبه ، إن غضبه أبناء بورسعيد تكمن فى عدم تحويل كل من ذكرتهم فى تنفيذ هذه المذبحه لفضيلة المفتى أيضا ،ويأتى على رأسهم القيادات الأمنية المتواطئة أنذاك والتى سهلت بل وشاركت عن عمد فى هذه المذبحة بتقصيرها فى أداء واجبها فى تامين مباراة فى كرة قدم – إن غضبة وثورة وحزن أهاالى بور سعيد لهم كل الحق فيها ولكن عليهم أن يدركوا أن الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب  فمن حقهم الإعتراض بكافة الطرق السلمية لإعلان سبب غضبتهم التى لم يعيها كثيرون حتى هذه اللحظة ، ولكن دون إقتحام للسجون ، ولا أقسام الشرطة ، ولا الإعتداء على رجال الشرطة الذين يؤدون دورهم فى تنفيذ القانون ، فما ذنب العسكرى المجند أو الضابط الذى ينفذ الأوامر والتعليمات الصادرة له ويحافظ على أمن الأفراد والمنشأت ، فهم مصريون أيضا ودمائهم الذكية تؤلمنا لو سالت ، ولايمكن أن يبرر عاقل أن يقف رجال الشرطه صامتون ، مكتوفى الأيدى وهم يواجهون القتل بالأسلحة علنا وبالخرطوش وبالحجارة ، فهم وأكرر يؤدون واجبهم ،فلا تلوموا رجال الشرطة إن أردتم أمنا ، فكم نادينا بعودة الشرطة وعودة لأمن للشارع المصرى الذى وصل البعض فيه إلى حد الفجور تحت شعار الديمقرااطية ، أى ديمقراطية نتحدث عنها التى تجلب كل هذه الفوضى ، لابد من أن يعود الهدوء إلى مدينة بور سعيد بل إلى ربوع مدن القناة كلها ، فهم إخواننا وأبناءنا ، فلا تصدقوا كل مايصدره لكم بعض الإعلام المغرض ، المضلل الذى هو معروف للجميع ، هؤلاء الإعلاميون الذين يحصلون على الملايين فى سبيل تنفيذ أهواء اصحاب القنوات الفضائية من بعض رجال الأعمال الفاسدين الذين لايريدون سوى مصالحهم الشخصية فقط ، إن شعب مصر كله حزين على مايحدث فى مدينة بور سعيد ، كما حزن من قبل على شهداء مذبحة إستاد بور سعيد ، وعلينا أن نغلب ونعلى مصلحة وأمن الوطن على مصالحنا الشخصية إذا ماردنا لمصر الخير والرخاء الذى ننشده ، وستظل بور سعيد شامخة فى قلب كل مصرى لتاريخها العظيم ، وستظل مصر هى المحروسة من رب السماء – حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم .

صفقة شاملة حول إيران وسوريا؟/ محمد إقبال

في مراجعته للحرب العالمية الثانية, قال وينستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك "الشيء الأسهل من شن أي حرب في العالم هو العمل على تجنب هذه الحرب من خلال اتخاذ اجراءات في الوقت المناسب, وإن مثل هذ الاجراءات كلما اتخذت مبكرا كان الثمن اقل".
في عام 1936 أي قبل بداية الحرب بثلاثة اعوام, كانت هناك بلدان أوروبية من ضمنها فرنسا أقوى بكثير من المانيا, غير أنها اتخذت سياسة المساومة مع هتلر وهي السياسة التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية.
عنوان هذا المقال هو عنوان مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"فور توجيه 74 عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي أي ثلاثة ارباع اعضاء المجلس, رسالة إلى الرئيس باراك أوباما قالوا فيها "نطالبكم أن تؤكدوا في بداية الفترة الرئاسية الثانية لكم أنه وفي حال استمرار محاولة النظام الإيراني الحصول على السلاح النووي ستكونون جاهزين لاتخاذ الاجراء العسكري ضد هذه الدولة". أما المقال المذكور وتماشيا مع اللوبي الإيراني الداعي إلى المضي قدما في خط المساومة والتوطؤ مع الديكتاتورية الارهابية الحاكمة في إيران يعترف "أن النظام العلوي في سورية سينهار من داخله وخارجه, وأن الوقت للرئيس أوباما الذي كان قد وعد أنه سيمنع النظام الإيراني من الحصول على الاسلحة النووية وإن الأمل الأخير والافضل قد يكون أنه سيربط بين الازمتين المذكورتين (أي إيران وسورية) بصفقة مع روسيا وإيران وهما من اهم مساندي بشار الأسد". (واشنطن بوست 29 ديسمبر 2012).
وهناك مقال آخر في الجريدة نفسها وفي نفس العدد بعنوان "عجز الولايات المتحدة تجاه سورية" يتحدث عن انتصارات المعارضة السورية "في غضون الاسابيع أو الاشهر القليلة القادمة" في حين يعترف نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران على لسان رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام بأنه ستكون هناك "احداث سيئة" بداية من لبنان مرورا بالعراق ووصولا إلى إيران, في حال سقوط النظام السوري.
كما حدث في الحرب العالمية الثانية وتعامل المساومين مع هتلر, نرى أن المساومين بعدم اتخاذهم سياسة حازمة و"داعية للسقوط" سواء تجاه سورية أو إيران يرتكبون خطأ فادحا.
إن سقوط النظام السوري ما هو الا مسألة وقت فقط. أما فيما يتعلق بالنظام الإيراني فإن سياسة "تحديد المهل" المكررة المتخذة من قبل البلدان الغربية والتفاوض حول البرنامج النووي لنظام ولاية الفقيه من شأنها فقط أن توسع من تداعيات وأبعاد حرب مقدرة ضد هذا النظام وخاصة على حساب الدول العربية.
إن تاريخ الملالي الحاكمين في إيران اثبت وأكد أنهم لن يتراجعوا لا عن البرنامج النووي ولا عن دعمهم للنظام السوري لأنهم يعرفون معرفة جيدة ان سقوط النظام السوري معناه انهيار نظامهم.. وعليه فإن الملالي وباستغلال سياسة المساومة في الغرب وبالبحث عمن يبحث عن "صفقة شاملة" معهم سيستمرون في سياسة اضاعة الوقت, الى ان ينتهي ذلك من دون شك الى الحرب ضد نظامهم.
إذن, ولكي يسد طريق هذه "الصفقة الشاملة" والتي سيدفع ثمنها العرب وخاصة الدول العربية المجاورة لايران, هناك حل في متناول اليد. وكان الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني قد أكد في دعوة نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" ضرورة عقد "مؤتمر لأصدقاء الشعب الايراني". هذا هو الحل الصحيح واجراء ضروري للتصدي لهذا النظام, وهو في المحصلة يصب في خانة السلام والصداقة والإخاء في المنطقة.
إن الطريق الوحيد لابعاد الحرب هو التوجه إلى حل مثالي يكون اكثر تقدما واكثر تحضرا منها, وهو الحل الثالث أي تأييد ودعم المقاومة الإيرانية وعمودها الفقري منظمة "مجاهدين خلق". كما إن أي محاولة للمساومة وأي "صفقة شاملة" مع هذا النظام الدموي لن تؤدي إلا الى كارثة على شعوب المنطقة. والمقاومة الايرانية تدعم بكل قوة عقد "مؤتمر أصدقاء الشعب الإيراني", كما لا شك أن المجموعات البرلمانية المختلفة والشخصيات البارزة من عموم العالم وأبرز الحقوقيين الدوليين ممن ابدوا تأييدهم طيلة الأعوام الماضية لتطلعات الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ونضالهم من أجل اسقاط الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وتحقيق الديمقراطية, سيرحبون ويدعمون مثل هذا المؤتمر. هذا الاجراء كما قاله تشرشل في مراجعته حول ما يجدر القيام به من صواب لتفادي كوارث الحروب يجب أن يتخذ "في أقرب وقت ممكن".
* خبير إستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com

الصراع الطائفي في العراق..!/ شاكر فريد حسن

العراق بلاد الرافدين ، والدولة العربية العريقة بتاريخها وحضارتها وثقافتها ، التي قادت العالم العربي الاسلامي دهوراً وقروناً طويلة من الزمان ، وبلد العلم والحضارة والتنوير والثقافة والفنون العظيمة ، الذي انجب المثقفين والمفكرين والادباء والشعراء العظام ، وبلد التآخي والتسامح بين سكانه واهله وشرائحه الاجتماعية وطوائفه وملله ومذاهبه الدينية المتعددة.
هذا البلد يواجه مشاكل كثيرة ومتنوعة، منها ما خلفه نظام صدام حسين ، ومنها ما خلفه وغذّاه الاحتلال الامريكي البشع. كما تجتاحه الفتنة الطائفية ، ولم يشهد يوماً مثل هذا الصراع الطائفي المحتدم والمتازم لدرجة خطيرة بين السنة والشيعة ، حتى ان الطائفية امتدت الى النخب الثقافية والسياسية بمن فيهم اهل القلم والكتاب من ادعياء التقدمية والعلمانية واليسارية.
وفي الحقيقة والواقع ، ان الطائفية هي وباء مستحدث ومستفحل في العراق والعالم العربي ، له اسبابه وعوامله ودوافعه ، وله انعكاسات ومخاطر ونتائج سلبية مدمرة على وحدة النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية الجامعة . وهذا الصراع الطائفي هو لون من الوان القبلية في المجتمعات المتخلفة ، ولا يمت بصلة الى التطور والتقدم الحضاري المعاصر . وقد انفجر بشكل غير مسبوق بعد سقوط حكم البعث العراقي سنة 2003 ، وتمثل في عمليات القتل الجماعي والتفجيرات الارهابية في الاسواق والاحياء السكنية ، التي لم تسلم منها اي منطقة عراقية..
لقد بات واضحاً ان الاحتلال الامريكي هو الذي كرس مظاهر الطائفية في العراق. اضافة الى الدول الاقليمية ، التي كانت تنتظر اللحظة المواتية للانفجار ، فصبت الزيت على النار ، وذلك بهدف تدمير وتجزئة العراق وتقسيمه الى طوائف وقبائل متنازعة ومتخاصمة لكي لا يعرف الامن والهدوء والاستقرار.
ولا شك ان الاستقطاب السياسي هو الذي يغذي ويؤجج الصراع الطائفي ويعمق الانقسامات الطبقية ، ولا يصب في مصلحة ومستقبل العراق وشعبه . وهذا الصراع يدمر النسيج الاجتماعي ويفرق شمل العائلات ، ويكرّس ظاهرة التهجير الاجرامية تحت حجج وذرائع طائفية ، وايضاً يفرّق الجيران والاصدقاء والمعارف .
ومن نافلة القول، ان الاحتلال الامبريالي الامريكي والاستعماري الاجنبي في العراق ، لم يتمكن ، ولم ينجح حتى الآن ، رغم ما خطط له ونفذه من محاصصة طائفية على شكل حكم محلي ،من تحقيق اهدافه واحلامه. ولعل المظاهرات الشعبية المناهضة ، التي اجتاحت شوارع العراق منددة بالطائفية تخرس كل المروجين للفتنة ، وتقضي على آمالهم الشريرة في تفتيت وتقسيم شعب العراق على اسس طائفية وقبلية .
ان العراق دولة متعددة القوميات والأديان والأفكار والتوجهات والمعتقدات السياسية والفكرية والعقائدية والايديولوجية والمذهبية ، ولا يمكن ان يحكمها سوى نظام  مدني ديمقراطي تعددي ، وان القوى الديمقراطية الفاعلة في المجتمع العراقي هي وحدها البديل المناسب للقوى الطائفية المتشابكة في هذا الصراع الطائفي الحاد والمرفوض . وعليه فأن الشعب العراقي، بمثقفيه ومؤسساته المدنية وقواه السياسية والفكرية وقياداته النخبوية واوساطه الاكاديمية ، مدعوون جميعاً الى التصدي الفاعل لكل اشكال الفتنة الطائفية ووأدها ، وقبر جميع المخططات الاجرامية للمحتل الامريكي الوحشي ، الرامية الى تقسيم العراق وتجزئة شعبه ، والمضي قدماً في درب التغيير الثوري والاصلاح السياسي ، وارساء التعايش والتآخي بين ابناء الوطن الواحد . وكلنا ثقة وامل بان العراق سيبقى موحداً ، رغم انف الاعداء من طائفيين وظلاميين وتكفيريين وجهاديين.

ما بعد الفقر والقهر.../ أنطوني ولسن

  منذ بدء الخليقة والأنسان يبحث عن ذاته ، يبحث عن كينونته ، يبحث عن صيرورته . يبحث عن ذاته في وجوده والهدف من هذا الوجود . ويبحث عن كينونته محاولا معرفة أين هو في وسط هذا الكون الذي يحيط به . ويبحث عن صيرورته لمعرفة أين المصير بعد إنتهاء ذاته وكينونته على هذا الكوكب المسمى بالأرض بما عرف بالموت . آي بخروج الروح عن الجسد الذي ينتقل من حركة وحياة بجسده فوق الأرض إلى حالة من عدم الحركة والحياة بجسده تحت الأرض .
  في البحث عن ذاته عرف أنه مخلوق تارة من تراب وأخرى من سلالة الشمبانزي وتطور أو بالنشوء والتطور . لكن السائد أننا خلقنا من تراب لذا نعود الى التراب بعد أن تصعد أرواحنا إلى خالقها .. الله .
  أما في بحثه عن كينونته فقد بدأ منذ وجوده وهو يعمل على أن يكون .. بمعنى أن يعيش هذه الحياة فاعلا متفاعلا مع كل ما يحيطه إن كانت أخطار طبيعية كالسيول والأمطار والرعد والبرق والحر والبرد ليتكيف مع كل ما يواجهه إما بالمواجهة أو التحايل والتغلب بمواجهة الصعاب وهو يا منتصر أو مغلوب وغالبا يفقد حياته تاركا من بعده ليواصل التكيف مع الحياة .
  والصيرورة برأي هي أهم عنصر في حياة الأنسان الذي حاول أن يكون بعد أن إستقر به الأمر إلى حد ما بمعرفة ذاته . فجمع الذات والكينونة والصيرورة وأصبح يفكر في المصير . ماذا يريد أن يكون ؟ وما الذي سيحدث لذاته وسط غيره من البشر ليصل الى ما يصبو اليه من مصير؟
  تطور العالم واتسعت رقعت الأرض التي يعيش عليها هذا الأنسان وصار فردا ضمن مجموعة بشرية تعيش على قطعة محدودة بخرائط معترف بها بين بقية الدول والعالم ولها اسم وتعريف كدولة أو أمة أو بلد أو إمبراطورية ، أو حديثا أطلقوا عليها جمهورية .
  تباين الناس في الحياة والتقدم والأزدهار . أو في التخلف وعدم مواكبة الزمن مع من تقدموا في دول أخرى ورضوا بالمقدر والمكتوب . من الطبيعي مثل هؤلاء لا ولن يهتموا لا بالذات ولا بالكينونة والصيرورة هي الموت فيعيشون دون مقارنة بين حياتهم التي يعيشونها وحياة الآخرين الذين يعيشون حياة التقدم والأزدهار . وقد ساهم حكامهم بترسيخ ذلك في نفوسهم حتى لا يتطلعوا الى حياة أفضل مما يعيشونه فيثوروا عليهم .
  نجح الغرب في الخروج من ظلمة التخلف التي فرضها عليهم آباطرة الكنيسة الكاثوليكية بالتمرد على الكنيسة ورجال الدين وبدأ عصر النهضة الذي أضاء الطريق أمام تلك الشعوب التي وجدت ذواتها وعرفت قيمة كينونتها وما هو مصيرها . وأصبح العلم والبحث هو طريق التقدم والرقي وعرف الأنسان الغربي قيمة نفسه فأخذ يختار من يدير شئون دولته أو مملكته أو جمهوريته حسب دساتير موادها من أجل الشعب والنهوض بالأمة الى المكانة اللائقة بها . هذا بالنسبة الى الغرب الذي وصل الى القمر والمريخ واستطاع أن ينقل لنا السموات السبع أو الأكثر من سبع سنوات ورأينا مجد الله فيما خلق وبدون شك أضاف ذلك الى عقل الأنسان المتحضر نوع من الطمأنينة لأن ما رآه يجعله لا يخاف من الموت الذي هو مصير كل كائن حي ، فليس من المعقول المقارنة بين ما عاشه على الأرض وما رأه من جمال السماء . سبحانك يا الله في عُلاك .
  أما بالنسبة للشرق مهد الديانات وأول من تعرف على الله عن طريق رسله وأنبياءه وما تحدث به رب المجد يسوع المسيح عن الحياة معه في السماء التي بالفعل رأينا أجزاء منها نتيجة التقدم العلمي .
  هذا الشرق الذي عرف الله وآمن به عن طريق رسله لا أعرف سببا لتخلفه وتقهقره بين الأمم وأصبح لا يعرف ذاته ولم يحاول أن يبحث عنها ، ولم يفكر في سبب كينونته على هذا الكوكب المسمى بالأرض فوق هذه أو تلك من قطع أرض أعطوها أسماء بعضها أسماء ضاربة في القدم مثل مصر . وتوقفت الصيرورة عند الموت فلا داعي للأنشغال بأي شيء . يعملون فقط للعيش . يأكلون ويشربون كل ما يقدمه لهم حكامهم الذين أوهموهم بأنهم خدامهم وفي الحقيقة هم جلادينهم وسارقي خيراتهم بعد أن حجبوا عنهم العلم الذي زوروه وحصروه في أشياء بعيدة عن علوم التقدم والأزدهار وأبتعدوا بهم عن البحث والمعرفة . ومن ينجح في التوصل الى البحث والمعرفة لا يجد مكانا لائقا طالما هو أو هي ليسا بأبناء الحكام .
  فجأة خرجت علينا ماما أميركا بفكرة جهنمية أعطتها مسمي " الربيع العربي " . وفجأة وجدنا فصيل ديني واحد هو الأخوان المسلمين الذي منحته أبله أمريكا كل الثقة ليتولى الحكم في منطقة الشرق . بدأ تنفيذ الفكرة بتونس ، ثم مصر بعدها ليبيا والجزائر. طالت أيديهم سوريا ودفع الشعب السوري ثمنا باهظا من أرواح شهداءهم وممتلكاتهم وأصبحوا يعيشون لاجئين خارج بلادهم . وقد تنضم الأردن أيضا الى الربيع العربي .وبدأت الثورات وتمت الأنقلابات على الحكام وتولى فصيل الأخوان الحكم الذي رفضته تونس وقاومته . أما مصر فقد ظن الشعب أنه يريد إقصاء النظام ، نظام مبارك للظلم الذي عاشوه وعايشوه فخرجوا وأصروا على الرحيل .. رحيل مبارك وتم لهم ذلك دون التفكير في من سيحل محله بعد الرحيل . وهنا جاءت الأوامر من الخالة أمريكا لفصيل الأخوان الذين كانوا قد فروا بعيدا طالبين منهم العودة لتولي قيادة المسيرة بعد أن تخلوا تماما عن ربيبهم مبارك .
  الشعب المصري كان يعاني أيام حكم مبارك من تجاهل الحاكم وإدارته لما هو صالح للمواطن المصري . فأهمل الزراعة ووجد في بيع الأراضي الزراعية مغنما ومكسبا له ولأولاده ومن معه لتتحول الى أراضي بناء . فتقلصت الأراضي الزراعية والفلاح الذي باع أرضه بأبخس الأثمان . وجد نفسه معدما لا يجد قوت يومه ولا من يقبله كمزارع لعدم وجود فرصة عمل بالمزارع . والمصانع بدأت تباع أيضا بأبخس الأثمان وتم طرد العمال وتعين عمال لهم الولاء للملاك الجدد .
  عم الفساد والإهمال برعاية الشعب وازداد الفقر ومعه القهروكانت ثورته أملا في الأصلاح أو أن يأتي من يحكم بقلب مخلص لمصر وللشعب المصري . لكن أثبتت الأيام على الرغم من قصرها أن الحكام الجدد الأخوان ومن يتبعونهم لم تكن لا مصر ولا الشعب المصري في أجندة حكمهم ، فعمت الفوضي والبلطجة و الأهمال وازداد الفقير فقرا ، والمقهور قهرا فقامت ثورة  تصحيح المسار مطالبين بالتغير . لكن الحكام قابلوا الجماهير الغاضبة بمليشياتهم المسلحة إن كان في بورسعيد أو السويس  أو في بقية المحافظات . وسُفك دم جديد من أجل العيش والكرامة والحرية والعدالة الأجتماعية . ولا نعرف ما المصير!!!... وأسأل ..
ما بعد الفقر والقهر...
هل إستسلام للقدر وقبول الأمر الواقع ؟ أم ماذا بعد ؟؟؟

توتة توتة خلصت الحدوتة/ د. ماهر حبيب

بجد أقدر أقول وأعترف إن مرسى وجماعته لعيبه كبيرة تستاهل تلعب فى المنتخب المصرى زى ما هى عايزة ما هو لما يلعبوا بالطريقة دى ويلاعبوا تسعين مليون ويرقصوهم ع الشناكل يبقوا فعلا لعيبة فالدنيا كانت مولعة وناس كتيرة كانت عشمانه خير وإن الميزان المايل حا ينعدل وإن الإخوان حا ياخدوا إستمارة ستة وإللى يحط أمله فى حمدين وإللى يراهن ع البرادعى وإللى يقول برضه موسى لعيب قديم خبرة وإللى يقول لك الجيش جاى وأحلام كتيرة زى أحلام هند وكاميليا وفجأة جت الخبطة المتينة من مرسى وجماعته وكسبوا الماتش بالضربة القاضية الفنية.
حد يقول حيلك حيلك إيه يا عم إللى بتقوله ده ده الناس فى التحرير والدنيا مليانه غاز ولسه يا ما حا تشوف وأنا بقول لأن الجماعة بتفهم فى فن الجماع فإستخدموا نفس التكتيك علشان يكسبوا الجولة طبعا هما كانوا خايفين ومرعوبين إن الألتراس الأهلاوى يخش الجيم بتاع الثورة الجديدة فأخذا يزودوا الإثارة ويداعبوا الألتراس لغاية ما وصل لقمة الهيجان وتسريب إشاعات إن مرسى حا يأجل المحكمة علشان ما ينفعش فى وسط الهيصة دى يطلع حكم بالبراءة أو الإعدام لأن الأتنين حا يولعوا مصر فهاج الألتراس الأهلاوى ونوى يقلب عاليها واطيها وطبعا مفيش مانع يشتركوا فى ثورة التحرير ما هى كلها هوجة وخلاص لكن بعد ما وصلت الإثارة إلى قمتها حصل الأورجازم بإصدار حكم الإعدام على بورسعيد فطبعا الألتراس إللى دماغة مافيهاش غير الكورة راح لبيت الأمة الأهلاوى فى مختار التيتش وولع الصواريخ و أطلق الشماريخ وغسل عار الأهلى فى بورسعيد وطبعا بعد المولد ما ينفض حا يروح الألتراس لبيته وينام ويحلم بيوم إعدام بورسعيد كلها مش 21 نفر مصراوى وحاينسوا يعدوا على التحرير فحيركبوا 6 إكتوبر وياخدوا المترو من محطة مبارك قصدى الشهدا وبعدين كل واحد يشوف سكته.
أما الغلابة بتوع التحرير وذات الرداء الأسود وأنصار مدنية الدولة والحالمين بالعيش والحرية والعدالة الإجتماعية فا حايشبعوا بس مش بالعيش والحرية دول حا يشبعوا غاز ولو فلفصوا حا يشبعوا ضرب لغاية ما كل واحد يقول لك حقى برقبتى وأروح بيتنا أتفرج ع الثورة من التليفيزيون علشان هما مش شايفين كويس من الدخان أما القنوات الفضائية فبتستعمل كاميرات ديجيتال فبتبان الصورة واضحة من غير دخان أو ريحته.
طبعا بعد ضربة المعلم مرسى حا تتبقى مشكلتين صغيرين بورسعيد والسويس فالأولى حا ينزل الجيش ويهدى الناس ويقولهم ما تزعلوش ده حكم الدرجة الأولى ولسه فيه إستئناف ونقض وعلشان قاضى النقض يحكم بالإعدام لازم يتأكد إن السكينة إللى مات بيها القتيل عليها بصماته والحكم أكيد حا يتخفف ومعلش روحوا دلوقتى والمساجين حا يفضلوا فى بورسعيد لغاية النقض وساعتها يحلها الحلال ويكون الدورى رجع والمصرى بيلعب ف الدورى بعد المدة دى ويبقى يغلب الأهلى زى ما هو عاوز ويمكن تاخدوا الدورى كمان فالناس تصدق وتروح وبكده مشكلة بورسعيد حا تخلص صحيح حا تاخد مجهود بس حا تخلص.
تتبقى مشكلة السويس وطبعا حا تحصل محاكمات سريعة وحازمة لجنود الأمن المركزى وحا ياخدوا أقصى عقوبة وطبعا لما أهالى السويس يشوفوا إن دم أولادهم ما راحش هدر حا يهدوا ويطمنوا وينسوا هما ولادهم كانوا نازلين يتظاهروا ليه ويخلص موضوع الدم فى السويس والدنيا برضه تهدى وكل حى يشوف مصلحته ويجرى على أكل عيشه.
وبكده توته توته خلصت الحدوتة حلوة والا ملتوتة وإلى اللقاء بكرة مع أبلة فضيلة راح تحكى لنا حكاية طويلة وتهنينا وتمنينا وتذيع لينا كمان أسامينا أبلة أبلة فضيلة 

نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل..!/ شاكر فريد حسن

انتهت معركة الانتخابات التشريعية للكنيست الاسرائيلي وانجلى غبارها. وقد اظهرت نتائجها انحسار قوة اليمين الصهيوني المتطرف وتعادله مع ما يسمى بقوى "اليسار" والاحزاب العربية بفارق صوت واحد، ما يعني تشكيل نتنياهو مجدداً لحكومة الكوارث المقبلة .
ولعل مفاجأة حصاد هذه الانتخابات هو الصحفي والاعلامي والوجه التلفزيوني يائير لبيد ، الذي يعتبر وجهاً سياسياً جديداً ، ويخوض الانتخابات للمرة الاولى، حيث حصل حزبه على 19 مقعداً واحتل المرتبة الثانية بعد حزب الليكود – ليبرمان. ورغم ادعائه بانه وسطي الفكر والممارسة ،ويعارض الاحزاب الدينية اليهودية المتشددة والمتطرفة، ويقف ضد العنف والتطرف ،ويدعو الى مساواة اجتماعية واقتصادية، الا انه بق الحصوة ، ومن اول غزواته كسر عصاته عندما اعلن على الملأ بانه لن يكون شريكاً في جسم مانع مع حنين الزعبي ضد نتنياهو.
وبالنسبة للاحزاب الفاعلة في الشارع العربي وبين صفوف جماهيرنا العربية الفلسطينية في هذه البلاد ، فقد حافظت على مقاعدها السابقة، اي (11) مقعداً ، ورغم ذلك نرى بأن الجبهة الديمقراطية التي تشكل القوة الأعرق سياسياً والاكبر في المجتمع العربي لم تتقدم كثيراً ولم تزد اصواتها الا بنسبة طفيفة جداً ، بالرغم من عراقتها ،ونشاطها السياسي، وعملها المكثف والمثابر، وادائها المميز، ونضالها الواسع، منذ عشرات السنين .في حين نجد ان التجمع الوطني الديمقراطي ، الذي خاض الانتخابات هذه المرة لوحده بدون تحالفات ، ووسط تحديات كبيرة، فقد حصل على 3 مقاعد ، وهذا بحد ذاته انجاز كبير وهام بالنسبة له ويسجل لصالحه ، وبذلك يثبت بانه يتقدم الخطى وفي تصاعد . بينما القائمة العربية الموحدة ، التي تتشكل من تحالفات واقطاب سياسية مختلفة فقد حصلت على اربعة مقاعد ، وخسرت المقعد الخامس لصالح "البيت اليهودي".وقد اثبتت التجربة بانها  غير متجانسة وقائمة على مصالح حزبية ضيقة وحسابات شخصية وتمارس الاساليب الانتهازية .
اما على صعيد غزوة الاحزاب الصهيونية لجماهيرنا العربية ، فقد رفعت هذه الاحزاب، من شتىى اطياف الخارطة السياسية والحزبية ،رأسها من جديد وتغلغلت بين صفوف شبابنا وجماهيرنا ،واقتنصت اكثر من 57 الف صوت . وكانت حصة الاسد في العديد من المواقع والقرى والمدن العربية في الجليل والمثلث والنقب ،لصالح حزب "شاس" . وهذا التصويت،كما هو معروف ،مرتبط اكثر بالمصالح الفردية والفئوية الضيقة والوعود المعسولة الكاذبة والعلاقات الشخصية والخاصة والرشاوى والابتزاز وشراء الذمم بالمال ، الذي توزعه عشية كل انتخابات.وهذا الامر بلا شك خطير جداً في ظل تنامي مظاهر العنصرية والفاشية وتضييق الخناق على العرب وعدم تحقيق المساواة ، التي نناضل في سبيلها ومن اجلها.
وعلى ضوء هذه النتائج وما تقدم ، يمكن القول ان الانتخابات افرزت حكومة يمينية استيطانية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ، وهذا يعني المزيد من الغلاء والضربات الاقتصادية ، والمزيد من التطرف والتعنت الاسرائيلي ورفض الجهود السلمية ، وسعي الاوساط والقطاعات السياسية في الشارع الاسرائيلي لتصفية الحلم الفلسطيني .
ان الخارطة السياسية لم تتغير ، ولذلك لا يمكن المراهنة على التغيير ،والمستقبل السياسي القادم في اتجاه التعامل مع الموضوع الفلسطيني ينذر بكارثة حقيقية ، وستشهد المرحلة المقبلة استمراراً للاحتلال والتوسع الاستيطيني في الضفة الغربية ومحيط القدس ، وتواصل المغامرة العسكرية والحربية ضد ايران ودول الرفض والمانعة . ولا جدال في ان سياسة اليمين والاحزاب الصهيونية واحدة وغير مختلفة ، وهي العداء للعرب والفلسطينيين والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ، حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق تراب وطنه وعاصمتها القدس الشرقية .وهذا يتطلب المزيد من الوعي واليقظة السياسية والعمل الموحد المشترك والنضال السياسي والشعبي ، دفاعا عن البقاء والحياة والوجود الفلسطيني والهوية القومية ، ولاجل الغد الافضل والتعايش السلمي .

النواب العراقيون الافسد بالعالم!/ محمد الياسين

بحسب تقريرا اعدته صحيفة الديلي ميل البريطانية عن الوضع السياسي في العراق اعتبرت فيه اعضاء مجلس النواب العراقي بأنهم الافسد في العالم و ذلك استنادا الى معلومات حصلت عليها الصحيفة تفيد بأن السياسيون في العراق يحصلون على  الف دولار للعمل للدقيقة الواحدة دون أن يضعوا ‏قانونا واحدا يهم البلاد و يسكنون مجانا في أرقى فنادق بغداد‎ ، و قالت الصحيفة في تقريرها المثير الذي يبين حجم السرقات التي تمارسها دوائر الحكم في العراق ان النواب العراقيين قد حصلوا على رسوما بقدر تسعين الف دولار و راتب شهري قدره 22.500 دولار ، كما وأشارت الصحيفة الى وجود استياء زائد بالاوساط الشعبية العراقية بسبب الامتيازات و المخصصات التي يحصل عليها الساسة  بالوقت الذي يعيش فيه العراقيون ضروفا اقتصاديةً قاسية لم تشهدها البلاد سابقا .
وبحسب المعلومات التي نشرتها الصحيفة ان الراتب الشهري الاساسي للسياسيين هو عشرة الالاف دولار ما يعني أن السياسيين في العراق يحصلون على 4500 دولار أكثر من عضو في الكونغرس ‏الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك يحصل النائب على إعانة و قدرها اثنتي عشرة الف وخمسمائة دولار شهريا لترتيبات السكن ‏والأمن‎ ، كما و ذكرت الصحيفة عددا من الامتيازات التي يتمتع بها النواب العراقيين و منها حصولهم بعد استقالتهم على ثمانين بالمئة من رواتبهم الشهرية مدى الحياة ويسمح لهم بالاحتفاظ بجوازاتهم و جوازات عائلاتهم الدبلوماسية .
لا عجب اطلاقا فيما نشرته الصحيفة البريطانية فهو غيضً من فيض فتلك الفضائح التي تنشر تباعا تأتِ في وقت يعاني فيه العراقيين من وطأة الفقر وغياب الخدمات الاساسية و تفشي الفساد في دوائر الحكم و السلطة بسبب تلوث ضمائر السياسيين و النواب .

لبيد حصاد الحراك الشعبي الإسرائيلي/ د. مصطفى يوسف اللداوي

شكل فوز الصحفي والمذيع التلفزيوني الإسرائيلي السابق يائير لبيد رئيس حزب "هناك مستقبل" مفاجأة كبيرة وغير متوقعة، حيث حل لبيد وحزبه في المرتبة الثانية بعد حزب الليكود، محتلاً الموقع نفسه الذي كان يشغله حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير الخارجية المتطرف أفيغودور ليبرمان، الذي يبدو أن نجمه السياسي قد أفل، أو آذن بالغياب، خاصة أن استحقاقاتٍ قضائية وتحقيقاتٍ شرطية تتنظره وتتربص بمستقبله السياسي، ما دفعه لأن يقدم استقالته، ويبدو أن نتنياهو لن يذرف الدموع حزناً على رحيل شريكه الروسي، بل قد يكون أكثر المرحبين بما آل إليه ولحق به.
لم يكن يكفي ليائير لبيد أن يكون ابن وزير العدل الإسرائيلي الأسبق يوسف لبيد، ليفوز وحزبه الجديد في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، وليسبق بما نال من أصواتٍ الأحزاب التاريخية الإسرائيلية، وغيرها من الأحزاب الدينية المتشددة، وليفرض نفسه لاعباً سياسياً أساساً لا يستطيع نتنياهو أو غيره أن يشيح بوجهه عنه، أو أن يضرب بمطالبه عرض الحائط ولا يهتم بها، فإرثه السياسي مهما عظم فهو صغير، ومساهماته العامة مهما كبرت فهي ضئيلة، ولكنه بات اليوم اسماً وعلماً، شخصاً وحزباً.
كما لم تكن وسامته وشبابه النسبي وحضوره الإعلامي اللافت عبر الشاشة الإسرائيلية، وكتاباته العديدة في الصحف العبرية، أو إرثه الأدبي لأمه الروائية، أو هواياته الرياضية أو مهاراته الشخصية، أو خبراته التي راكمها العمل الإعلامي والأسرار التي جمعها، تكفي لأن تجعل منه محور الائتلافات السياسية الإسرائيلية، والفائز الأهم في الانتخابات، والمرشح الأبرز لتولي حقيبة الخارجية أو المالية في الحكومة الإسرائيلية القادمة.
إنه الحراك الشعبي الإسرائيلي ومظاهرات صيف العام 2011 التي تزامنت مع ثورات الربيع العربي، الذي تفجر في شوارع مختلف المدن الإسرائيلية، وشل الحياة السياسية والإقتصادية في مدينة تل أبيب، قلب الكيان الصهيوني وشريان الحياة فيه، فهدد الأحزاب السياسية، وزعزع استقرار الإئتلاف الحكومي، وأشعر نتنياهو بأن مستقبله السياسي في خطر، وأن شعارات الحرب التي يرفعها، وتصاريح البناء التي يصدرها، والمستوطنات التي يوسعها، وتجميد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وحجز عوائدها الجمركية وحقوقها المالية، والأنشطة الأمنية والعسكرية التي يمارسها جيشه في الضفة الغربية وقطاع غزة، والنجاحات التي يدعيها أحياناً، كلها لا تكفي لإسكات المواطن الإسرائيلي، ودفعه للإحساس بالطمأنينة الاجتماعية، والاستقرار الاقتصادي.
إنه الحراك الشعبي الإسرائيلي الذي حمل يائير لبيد إلى الواجهة السياسية الإسرائيلية، وجعل من حزبه الجديد "هناك مستقبل" أمل الكثير من الإسرائيليين، الذين يتطلعون للتخلص من الأعباء الضريبية العالية، ويتطلعون للتخلص من البطالة وإيجادِ فرصٍ جديدة للعمل، والذين يشكون من مرارة التمييز العنصري، ويشعرون بدونية فئاتٍ وسمو أخرى، فقد نجح يائير في قراءة الظروف الراهنة، والمجريات السياسية، وقرر أن يركب سفينة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ويقود جماهير المحتجين الباحثين عن وظيفةٍ ومسكن، والثائرين على الثابت والمقدس، والرافضين للسلم الوظيفي والعلاوات المالية، وجداول الغلاء الشهرية وغيرها.
ولكن لبيد وحزبه لم يتخلَ عن الثوابت الصهيونية التي تتفق عليها أغلب الأحزاب الإسرائيلية، ومنها القدس الموحدة عاصمةً لكيانهم فلا تقسيم لها، ولا تفكيك للمستوطنات الكبرى، ولا انسحاب إلى حدود الرابع من حزيران، ولا قبول بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ولا اعترافَ بحقوقٍ لهم في أرضهم، وإنما تعويضٌ لهم عن معاناتهم، ولكنه يقبل بدولةٍ فلسطينية بمواصفاتٍ خاصة جداً إلى جانب الدولة العبرية، بما لا يهدد أمن كيانه ولا يضر بسلامة ومصالح مواطني بلاده.
مائير لبيد وجهٌ سياسيٌ جديد، يدعي أنه وسطيُ الفكر والسياسة، وأنه يكره التطرف والعنف، وأنه يعارض الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، ويرفض استثناءاتها العنصرية، ويدعو إلى مساواةٍ اجتماعية وعدالةٍ اقتصادية، ويعتز بأنه ينتمي إلى الطبقة المتوسطة، ولا يرى بأساً في دولةٍ فلسطينية مجاورة، ويعتقد بوجوب مواصلة المفاوضات، ومنح الشريك الفلسطيني قدراً من الاحترام والكرامة، والاعتراف به ممثلاً لشعبٍ وشريكاً في مسار، فهل يمضي وحزبه الجديد إذا دخل الحكومة على ذات الأفكار، أم أنها فقط بريق الانتخابات، وموسم الشعارات، ولزوم الحصاد، وأنها سرعان ما ستنجلي عن عنصريةٍ يهوديةٍ مقيتة، وعداوةٍ إسرائيليةٍ شديدة، وسينقلب لبيد إلى نمرٍ كاسر، يقتل ويبطش ويدق طبول الحرب، ويرفع شعارات القتل والعدوان.
مخطئٌ من يستبشر بتغير الخارطة السياسية الإسرائيلية، فالإسرائيليون حالٌ واحد، ولسانٌ واحد، تحركهم مصالحهم، وتجمعهم مطامعهم، وتوحدهم الأخطار، وتجمع كلمتهم الحروب، يعادون العرب، ويكرهون الفلسطينيين، فإن غاب ليبرمان بعدوانيته الظاهرة، وقسوته البادية، ومفرداته النابية، وسياساته الواضحة، فإن القادمين الجدد لن يختلفوا عنه منهجاً وجوهراً، ولن يتخلوا عن ثوابته ومحرماته، ولن يكونوا مسالمين ولا مهادنين، ولن يتوقفوا عن قرع طبول الحرب، ولن يمنعوا جيشهم من الاعتداء والقتل، ولكنهم قد يختلفون عنه شكلاً، ويتميزون عنه إخراجاً، فيظهرون المودة ويبطنون الحقد، ويتظاهرون بالمرونة وهم أصلب ممن سبقهم، ويحسنون التلاعب بالكلمات، ويتقنون فن الرقص على الحبال، ولكنهم سيبقون دوماً على حلبة الصراع، أعداءً لنا، غاصبين لحقنا، محتلين لأرضنا، فلا يغدعنا مظهره، ولا تطربنا كلماته، ولا يسكرنا معسول وعوده، فما هو إلا ثعلبٌ قد برز بثياب الواعظين، ومشى في الأرض يهذي ويقتدي أثر السابقين.

الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة/ ايمان حجازى

قرأت عن مشروع المليون شجرة والذى ينتوى تبنيه حزب الحرية والعدالة !!!!!
الفكرة فى حد ذاتها نبيلة وجميلة وتكمن فى طياتها على نشر النباتات التى يحبها ويدافع عنها مرشد الإخوان , كما قال ماذنب النباتات !!!
الفكرة فى حد ذاتها عظيمة فطالما نادينا بضرورة إنتشار اللون الأخضر فى شوارعنا حتى يعمل كفلتر ينقى جونا من الرواسب ويمتص منه العوادم والملوثات
الفكرة فى حد ذاتها راقية فكلنا نتذكر كم بكينا على الشجر الذى إجتث من فوق الأرض على ضفاف النيل وفى شوارع القاهرة وأمام حديقة الحيوان وكم كان السبب فى هجرة وموت أبو فصادة ذلك الطائر الأبيض الجميل صديق الفلاح الذى ينقى الأرض مما نمى فيها من ديدان !!
الفكرة لو ظللنا نتحدث عنها الى العام القادم لن نوفيها حقها , ولكن بعض الأفكار لابد لها من الإرتباط بالوقت الذى تنفذ فيه
بعض الأفكار لابد لها قبل تنفيذها من دراسة تفصيلية دقيقة لمدى نجاحها وما سيكون مردودها
بعض الأفكار وخاصة التى تخص الجمهور أو التى تهدف الى الصالح العام لابد لها من مقترحها أولا التحقق من أنها ستؤدى الهدف منها !!!!!
لكى نوضح دعونا نتساءل عن ثمن الشجرة الواحدة , وعن أجر العامل الذى سيقوم بزراعتها - قد يقول البعض أن هذا عمل تطوعى - دعونا نتساءل عن مصاريف حمل الشجرة ونقلها من مكان الشراء الى مكان الغرس , دعونا نتساءل عمن سيقوم بمتابعة هذه الشجيرات فى أماكنها العديدة المتفرقة - هنا ربما نعود مرة اخرى للعمل التطوعى - فدعونا نتساءل مرة ثالثة عن السماد والمياة التى تحتاجها تلك الشجيرات حتى تصبح قوية عفية صامدة بمفردها ضاربة بجذورها فى الأرض ملوحة بأفرعها للسماء !!
تلك المصروفات والتى تخص نشر وزرع - مليوووووووووووووووون شجرة - مع التسليم بعظمة الفكرة التى تورد لعقولنا العديد من التعجبات والتساؤلات
أولها وأهمها من أين سيتم توفير هذه المبالغ ؟؟؟؟ وقد يكون الرد أنها تبرعات !!!!
فهنا تتوالى الأسئلة
ألم يكن من الأجدى أن نوجه هذه المبالغ الى تنمية مجتمع ما ؟؟
ألم يكن من الأجدى أن نوجه هذه المبالغ الى العشوائيات ؟؟
ألم يكن من الأجدى أن نمول مشاريع صغيرة لتشغيل عدد من العمالة العاطلة ؟؟
ألم يكن من الأجدى أن نوجه هذه المبالغ الى القضاء على طفح المجارير فى الأماكن البسيطة ؟؟ أو تحلية مياة الشرب التى تأتى عبر الصنابير وبها ما بها من طحالب وغيره !!
ألم يكن من الأجدى أن نوفر هذه المبالغ لإستصلاح أراضى زراعية لزراعة القمح بدلا من أن يصل الحال بالحكومة لتحديد روشتة العيش للمواطن المصرى ب 3 أرغفة فى اليوم !!
ألم يكن من الأجدى أن تتوجه هذه المبالغ لإستجلاب أمصال وتطعيمات للأطفال الصغار الغير متواجدة بالوحدات الصحية والتى جعلت الحكومة تعلن بأن فايروس شلل الأطفال بوجهه العبوس أطل علينا مرة أخرى ؟؟
ألم يكن
ألم يكن
ألم يكن ........................
وهناك العديد والعديد من المقترحات البناءة والتى يحتاجها مجتمعنا لإحداث بصيص من أمل التنمية
وهناك العديد والعديد من المقترحات الهادفة والتى تضيف بإيجابية الى رصيد الكرامة الإنسانية للمصرى
وهناك العديد والعديد من الأفكار التى يستحقها المواطن وتستحقها البلد لا تكلف الكثير ولا تحتاج إلا لنية صادقة ووعى حقيقى
هناك من المشروعات التى تعود بالنفع على الوطن والمواطن بدون أن يكون وراءها حاجة فى نفس يعقوب غير الصالح العام
يا من وصلتم الى حكم مصر ,, أحبو مصر ,, أحبوها حق الحب كيفما تستحق وكيفما يليق بها
يا من وصلتم الى حكم مصر .... كم من الأفكار الجميلة لم تؤتى ثمارها لأن النية لم تكن لله والله تعالى أعلى وأعلم
يا من وصلتم الى حكم مصر ,, إتقو الله فى مصر وشعبها وأرضها
يا من وصلتم الى حكم مصر ............... من يتق الله يجعل له مخرجا
ألا هل بلغت اللهم فإشهد


عيد الميلاد: مبروك المولود الجديد/ ناجي امل الوصفي

أنور حرب
إهداء
اهدي هذا المقال المتواضع
لأخي وزميلي في سجن الجاذبية الأرضية أنور حرب

المصريون مشهورون بجنازاتهم الصاخبة. وهناك قوم يستأجرون ندابين وندابات للقيام بالواجب واطلاق الصرخات المفزعة وذرف الدموع الساخنة في "الصيوان" الذي ينصبونه في عرض الطريق غير عابئين بسده وتعطيل حركة المرور ليوم أو يومين. وعندما تدخل صيوانا من هذا النوع تصم أذنيك صرخات مرعبة وعويل (يقطع القلب) ونحيب يهز عظامك ويصيبها بمرض لين العظام المؤقت فترتجف ركبتيك وترتعش قدميك مثل مَن صعقه تيار كهربائي ينبع من مصدر ذو فولت عالي.
هذه العادة المتخلفة ظلت تطاردني في طفولتي وتؤرقنـي في مضجعي طوال شبابي وتجلب الدموع إلى مقلتي أنهارا حتى بلغت عامي السادس والعشرين. وكنت دائما اسأل نفسي: لماذا كل هذا الشجن؟ وهذا النحيب الذي يقلق الميت في رقدته، ما فائدته؟ وهذا الحشد من العاطلات الباكيات المتشحات بالسواد، إلى ماذا يرمز؟؟؟ 
وفي عامي السادس والعشرين جئتُ إلى استراليا. وفي استراليا تعرفت على إمرأة مجرية. (عفوا سيدتي لقد نسيت أسمك في خبل شيخوختي.) قرأت عليها قصيدة من أشعاري الانجليزية. ورحت اتابع لغة عينيها في مرآة الروئيا الخلفية: كتاب مفتوح: من هذا الشحاذ الذي يرتدي ثياب بالية ويعمل كسائق تاكسي ويلقى على ركابه قصائد شعر مكسورة في كل بحورها ولكن رنات كلماتها تتحدى قواعد النظم وقوانين البحور العربية والأنجليزية والمجرية معا؟؟!!
لسبب لا يعلمه إلا خالق السماء المنحنية وباسط الارض الكروية، دعتنـي المجرية لحضور جنازة والدها. أجبرني جمالها الخارق على قبول الدعوة.
وفي اليوم التالي تذكرت الصيوان والعاطلات المتشحات بالسواد والصرخات والنحيب والعواء. ورحت ابحث في حقيبتي العتيقة عن قميص أسود ورابطة عنق لها لون الهباب الصاعد من اتوبيس رقم مائة وثلاثين بشرطة! هيهات! هيهات! وانتهى بي الأمر باستعارة قميص اسود ورباط عنق فاحم السواد من شخص أكبر منـي حجما.
وفي اليوم المحدد ارتديت القميص وربطتُ ياقته بالكرافته ونظرت إلى نفسي في المرآة المعلقة خلف الباب الرئيسي لمنزل عبدو عكننة؛ يالا الهول يازلمة! لقد رأيت تشارلي شابلن ينظر إلى من داخل المرآة!
بهكذا ملابس سوداء (مبهوئة) استقليت القطار إلى ضاحية بعيدة لا اذكر أسمها ومن هناك رحت أسأل المارة واحد بعد الآخر حتى وصلت إلى العنوان.
ويحك يا أخا العرب!! بحديقة المنزل الأمامية رايت حسنوات في سياب زاهية الألوان: الاصفر والبرتقالي والوردي؛ ورجال يرقصون؛ وشباب يحتسون الخمر كؤسا عامرة! فقلت لنفسي: لقد اخطأت في العنوان لا محالة. وهممت بالانصراف.
هاي! يو! تاكسي دريفر!
استدرت والدهشة في عينـي. وإذا بالمرأة المجرية نصف عارية تقف أمامي. مرت لحظات تثاقل خلالها الصمت وطمس صخيب المعزيين.  رمتنـي بنظرة يملؤها الاحباط وخيبة الأمل وقالت: لا تكن متخلفا وإخلع هذه الكرافتة الكئيبة وإملئ لنفسك كأس من الويسكس وشارك في الاحتفال بميلاد أبي!!
قُلتْ: ميلاد مَنْ؟!!!
قالتْ: ميلاد أبي. شدتنـي من يدي ودلفنا إلى الداخل وجلسنا على مائدة خشبية عتيقة وراحت تشرح لي نظرية الميلاد.
قالت: نحن المجريون نعتبر يوم الممات هو يوم الميلاد الحقيقي. قُلتْ: وكيف يكون ذلك؟ قالت:  ظننتك شاعرا بحق وحقيقي! ولكنك خيبت أملي. ومع ذلك سأشرح لك لعلّ ذيلك يضمر قليلا! أنا وأنت وهؤلاء المحتفلون بميلاد أبي وجميع البشر نعيش في سجن العالم المادي. نحن سجناء الزمان والمكان؛ منذ أن ولِدْنا ونحن نعيش في سجن الجاذبية الأرضية والقصور الذاتي والحروب العبثية والصبيانيات  المخابراتيّة والجهل والفقر والمرض والأحلام الرأسمالية المريضة والجري وراء تكديس الأوراق النقدية وشراء العقارات والمظاهر الكدابة. ونظل ندور وندور في هذه الدائرة المادية حتي يحل يوم خروجنا من هذا السجن. ألا تعتقد أيها الشاعر المتخلف أن الاحتفال بيوم الخروج من السجن أمر طبيعي جدا ولا غرابة فيه؟؟؟
لا أعرف ما الذي جعل هذه المرأة تنقلب رأسا على عقب وتتحدث إلى بهذه اللهجة المشينة وشعرت برغبة شديدة في السخرية منها قبل أن اغادر المكان؛ فقلت بلهجة تهكميّة: لو كان هذا الكلام (التعبان) الذي صدعتي به راسي صحيحا، فلماذا لا ننتحر جميعا للخروج من هذا السجن؟ لماذا لا تنتحري حتي يحتفل اصدقائك بعيد ميلادك؟
قالت المجرية الفاتنة: أنت مثل كلّ العرب تفكر بقلبك وليس بعقلك! وهذه هي مصيبتكم السوداء مثل هذا القميص قبيح اللون الذي ترتديه. الأنتحار هو محاولة للهروب من السجن. ولا شك عندي في أنك تعلم جيدا ما هي العواقب الوخيمة لهذه المحاولة. أنها محاولة حمقاء وفي منتهى الغباء!!!
لماذا؟
لأن السجانة سيلحقوا بك وسيعيدوك إلى السجن وسيجلدوك ثلاثين جلدة كلما كررت المحاولة! كل الذين حاولوا الهرب عادوا مرة أخرى إلى هذا السجن. هل فهمت الآن أيها الشاعر الولهان لماذا نحتفل بيوم الممات وننرقص ونغنـي ونقرع الكؤس مبتهلين بيوم الميلاد الحقيقي؟؟؟
نعم سيدتي! فهمت! أنت تحتفلين بعيد ميلاد والدك فالموت في حضارتك المجرية هو الميلاد الحقيقي.
وضعت يدي في جيب بنطلوني وتحسست رسالة العزاء التي قضيت اللية السابقة كلها في كتابتها باسلوب الشعر المنثور. لقد اضعت وقتي في كتابة رثاء لا ضرورة له في هذه المناسبة. أخرجت يدي فارغة وطلبت ورقة ملونة ولما أتتب بها إلى كتبت عليها بخط جميل: سيدتي الساحرة الفاتنة، مبروك المولود الجديد!
وغادرت المكان. ولم التقي بهذه المرأة بعد ذلك. ونسيت اسمها. ونسيت ملامح وجهها. وانمحت من ذاكرتي عطر أنوثتها. ولكن صدى كلماتها ظل يتردد ويتكرر ويعود إلى اذني مرة تلو المرة.
أخي العزيز أنور حرب، الأمر يحتاج إلى شجاعة!  واشعر أن لدي الشجاعة الكافية لكي اقول لك: مبروك المولود الجدبد. وأطلب من رب المجد يسوع المسيح أن يمد طرف اصبعه ويلمس قلبك فيخف ألم الفراق ويقل حزن الانسلاخ من احضان ست الحبايب.

شوبنهاور ينصح عشيرة الدليم بالإنتحار/ اسعد البصري


العالم كله رأى عضو مجلس محافظة بغداد ليث الدليمي
يلطم على رأسه و يمزق ثيابه
 والعالم كله ينظر أيضاً ليرى ماذا سيفعل الدليم ؟؟؟
ربما نتفهم تعذيب وقتل عشرة آلاف دليمي
ربما نتفهم اغتصاب النساء والرجال في السجون و أن تنجب النساء 
سفاحاً في المعتقلات هذا النوع من التضحيات يحفل به التاريخ
لكن العشيرة المليونية الدليمية
انتحرت طوعاً بشخص رجل واحد هو ليث الدليمي و على الهواء مباشرة
 لقد انكسرت الروح وضحك الناس و فاض الذل 
هذه قضية حدثت أمام العالم بأسره لا علاج رخيص لها يجب أن يكون علاجها
مكلفاً بكل أسف 
كأن يقفز ألف دليمي من فوق عمارة شاهقة أو يدخلوا في النار 
 يجب أن يسمع العالم كله صرخة ملايين الدليم في السماء لأن واحداً قد طعن الروح
على شيوخ الدليم أن يدركوا
أن المال والهدايا و الدولارات من الحكومة
 لن تغسل هذه المهانة
 فهذا ليس قتيلاً لتقبلوا ديته
هذا خائف ذليل أمام الدنيا كلها
لو كان ليث الدليمي درزياً لأحرق الدروز
أبناء سلطان الأطرش العرب الأبطال الدنيا بأسرها
ألم يلاحق البطل الدرزي نواف غزالة الرئيس أديب الشيشكلي
ويطلق عليه الرصاص في البرازيل سنة ١٩٥٤م
قال في التحقيق إن الشيشكلي قصف بيته بالطائرات في السويداء
و قتل من أسرته ٦٠٠ إنسان . الأمر الذي لم يفهمه المحققون الأجانب
إلى أن عرفوا من العشرين محامي الذين تطوعوا للدفاع عنه أن غزالة
يعتبر كل الجبل بيته و جميع الدروز أهله وأقاربه . يحتاج الدليم
إلى بطل كالبطل الدرزي نواف غزالة الذي تم تشييع جثمانه سنة ٢٠٠٥م في السويداء ب ثلاثمئة
سيارة و آلاف الفتيات الدرزيات الموحدات الجميلات العربيات الحرائر يغنينه في الأعراس كبطل تاريخي 
رعب نعم رعب و خوف شديد هذا ما رأيناه من ليث الدليمي البارحة لقد قذف الرعب في قلوب العراقيين
جميعاً ، رعب من المالكي . عشيرة الدليم فيها نصف مليون مقاتل مدرب شرس ترى ابنها يلطم و يصرخ كالنساء
ويلعق حذاء المالكي ولا يمكنهم فعل شيء . هذا رعب قادم يستحق الدراسة . المالكي
يبريء مشعان الجبوري المعروف و يسحق عشيرة الدليم الطيبة بحذائه بتهم ملفقة
ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان . ولن يجدي إطلاق سراح كل المعتقلين
  أولا أنصح ليث الدليمي بالإنتحار وأنصح العشيرة
كلها بالرحيل أو كما قال شوبنهاور الإنتحار الجماعي 
 ...................................
مقالة منشورة بتاريخ ٢٩/٥/٢٠١٢في الحوار المتمدن باسم مستعار

المقصود بحقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل؟/ ليلى حجازى

حقوق المرأة ومساواة المرأة بالرجل لا أدري صراحة ما المقصود به؟ أنا لا أنكر أن هناك ظلم على المراة ولكن مكمن الداء ليس بإختراع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولكن بإظهار القوانين التي لدينا من الشرع فقط لا غير ونشر الوعي الإجتماعي بهذه القوانين وهذا هو الطريق الصحيح واي طريق أخر سوف لن يعود على المراة إلا بالخسارة
أنا فعلاً لا أفهم ما معنى كلمة مساواة المراة بالرجل؟ هذا أغرب وأعجب وحقيقة أسخف شيء سمعته في حياتي فكيف تساوي بين كائنين مختلفين؟ كيف تساوي بين شيئين مختلفين كل منهما خلق ليؤدي وظيفة ليكمل الأخر وليس ليتنافس معه!!!!! فعندما تساوي الرجل بالمرأة بكل شيء يكون هناك ظلم كبير للمرأة لأنها (وإذا طبقت المساواة بشكل كامل طبعاً وهذا مستحيل) سوف تتحمل أعباء ومهمات هي لم تخلق من أجلها.
ولكن المقصود بمصطلح المساواة بين الرجل والمرأة في نظر البعض (وهذا البعض يبدو الكل الذي ينادي بهذه السخافة) هو أن يكون للمرأة جميع حقوق المرأة (كأنثى) مضافاً إليها حقوق الرجل إيضاً وهذا فعلاُ عجيب. مثلاً المرأة في العمل يجب ان تحصل على نفس إمتيازات الرجل ولكنها ولإنها إمراة فيجب أن تقوم بنصف عمله..... فالمرأة في العمل بصراحة مشكلة... لأنها تريد أن تعامل كعنصر فاعل له نفس الحقوق في بعض المواقف ولكن في مواقف أخرى ضمن العمل يجب أن تعامل على إنها إمرأة ويجب عليك كرجل في العمل أن تدرك هذا الفرق بغريزتك وبفطنتك لا شيء أخر فتبقى المسألة مفتوحة لجميع التفسيرات وفي بعض الأحيان يصبح هذا سلاحاً تستعمله عند الحاجة..... يعني المرأة تأخذ الحقوق من الجتهين وهذا فيه ظلم لها أولاً وللرجل.
ثم لنكن واضحين.... أنا كنت في. مصر من فترة قصيرة ووجدت عمالاً في عز الحرارة يعملون في البناء وأكاد أقسم أن الحرارة تجاوزت .الاربعين مئوية فلو قلنا لإمراة مثلاُ موظفة في شركة مقاولات نحن لدينا عجز الأن في عدد العمال ويجب عليكي أن تساعدي الرجال في ملىء الفراغ هل سترضى ولكن ستقول ببساطة أنا إمرأة لا أقدر ولكن إذا قلنا لنفس المرأة بأن منصباً رفيعاً في نفس الشركة أصبح شاغراً فستجدها فوراً تطالب به كحق من حقوقها..... يعني بالعربي الواضح... احترنا امرأة في أشياء وامرأة ورجل في أشياء أخرى على حسب المزاج.
هناك نقاش جدي الأن داخل الجيوش العظمى في العالم حول صوابية تواجد الإناث من العسكريين
على خط النار فهم يجلعون المهام أصعب على الذكور بحيث ان الذكور يصبحون مطالبين وبشكل غريزي بحماية الإناث المتواجدين معهم مما يفقدهم الكثير من عناصر القوة وسرعة الحركة....
كيف إذا مساواة.... إستخدام هذا الكلمة هو خطيئة كبرى في حق المرأة لأنها لم ولن تقدرعليها فهناك أعمال تناسبها وأعمال لا تناسبها هذه هي الحقيقة مهما حاولنا الإختباء وراء أصبعنا.
أرجو أن لا يفهم من كلامي أني ضد المرأة بالعكس ولكني ضد الزج بها في الصالح والطالح من الأمور. ولعل الكلمة التي يجب أن تستخدم بدل مساواة هنا هي العدل بين الرجل والمرأة وليس المساواة وكل على حسب وظيفته التي خلق من أجلها في هذه الدنيا..... فالمراة والرجل يكملان بعضهما بعضاُ كما أراد الخالق .
ولشعار " مساواة المرأة " شعار مضلل خاطئ علميّاً ، لأنهما لا يمكن أن يتساويا، وخاطئ عقلاً لأنه لا مفهوم له، وخاطئ ديناً لأنه مخالف للنصوص الحاسمة في الكتاب والسنة، وللتطبيق الواضح أيام النبوة الخاتمة والخلفاء الراشدين.
جعل الله للمرأة المسلمة مسؤولية ثابتة في رعاية أولادهما ورعاية زوجها، ورعاية بيت زوجها، هي مسؤوليتها الأولى التي ستحاسَب عليها بين يدي الله ، البيت يحتاج إلى رعاية ، فهل يُتْرك أمره إلى الخدم والمربيات ؟! أليست الأم أولى بهذه الرعاية ؟! أليست الزوجة أولى بذلك ؟! هنا المرأة مكلفة شرعاً لأن تكون أمّاً وأن توفي بواجبات الأمومة وفاءً أميناً ، ليس كما هوالحال في الغرب الذي جعل الأمومة شعاراً يتغنّون به في عيد الأم . إنه عيد الأم الذي ابتدعه الغرب بعد أن قتل الأمومة و الأبوة ومزّق الأسرة شرّ ممزّق .
ولقد عبّر القرآن الكريم أجمل تعبير وأكرمه عن تكامل دور المرأة وتكامل دور الرجل في آيات متعددة، وحسبنا هذا التعبير: ( …. هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ ) [ البقرة : 187] . وتعبير آخر: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [ الروم : 21]
هكذا جاء التعبير الرباني: ( لتسكنوا إليها …… )، ولم يقل: "لتسكنّ إليهم" ثم جاء التعبير عن المشاركة : (وجعل بينكم مودة ورحمة).
وتعبير ثالث: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدّموا لأنفسكم واتّقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشّر المؤمنين) [ البقرة 223]. ولم يقل: "رجالكنّ حرث لكنّ " ، فللرجل دوره وللمرأة دورها، وكلّ يكمّل الدور الآخر ولا يساويه ، حتى تمضي الحياة على سنن لله ثابتة ، أدوار متكاملة وليست أدواراً متساوية ! إنها قضية نهج متكامل متماسك يرسم العلاقة بين الرجل والمرأة ، ويحدّد دور كلّ منهما ، ويُحدّد التفاعل بين الدورين . إنه النهج المتكامل المترابط الذي يؤخذ كلّه بتكامله ، ولا يؤخذ منه أجزاء وتترك أجزاء . ولا يتبيّن هذا النهج من خلال تأويل آية أو آيتين أو أكثر، ولكنّه نهج ممتدّ في الكتاب والسنّة، ممتدّ في ممارسة إيمانية أيام النبوّة الخاتمة ، وممارسة إيمانية أيام الخلفاء الراشدين ، وفي عصور أخرى يتفاوتشأنها.
إن مسؤولية المرأة المسلمة عن بيت زوجها، لا يعني أنها هي المسؤولة الوحيدة التي عليها الوفاء بها؛ فهي داعية مسلمة لله ولرسوله، وهي ناشطة في ميادين الحياة الاجتماعية التي تكفل لها عفّتها، وهي طبيبة، ومعلمة، وتاجرة وغير ذلك، ولكنّ هذا كلّه ليس على إطلاقه وتفلّته، فله في الإسلام حدود وضوابط.
ولكن محور ما يسعى إليه دعاة المعاصرة هو مشاركة المرأة في الميدان السياسي، ليكون هذا الميدان حقّاً لها مثل حقّ الرجل. فكما يمكن للرجل أن يكون رئيساً للدولة فيمكن للمرأة أن تكون كذلك ! ولو سألنا التاريخ عند غير المسلمين أولاً: كم نسبة النساء اللواتي حكمن وترأسن الدول؟! الجواب: نسبة ضئيلة جدّاً، ولو سألنا كم النسبة في التاريخ الإسلامي؟! النسبة أقل بكثي! فلماذا الحرص على تولّي المرأة رئاسة الدولة؟ لماذا هذا الحرص وما مسوّغاته؟! إذا انعدم في الأمة رجالها، فلا حرج من يحكم بعد ذلك!
أما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم : "لن يُفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة"  ؛ فإن مدار الحديث عن ولاية أمر القوم، وليس أمر الأمة المسلمة الواحدة فقط، فالنصّ واضح وهو عام لكلّ " قوم " مهما امتدوا أو صغروا، وحسب المسلم والمسلمة من هذا الحديث الاستجابة لله ولرسوله وعدم تأويله بما يخرجه عن معناه . فالرجل هو القوّام في البيت، وهو المسؤول الأول، وهو الراعي الأول بنصّ الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة؛ ولكن بعض المسلمين يريدون أن يلووا الأحاديث والآيات ليسوّغوا مساواة المرأة للرجل في كلّ شيء، وهل هذه هيقضيتنا اليوم، أن تكون المرأة رئيسة الدولة أو لا تكون ؟! وما المصلحة في إثارتها اليوم ؟! لقد تأثّر كثير من المسلمين، ومن المسلمين الدعاة، بشعارات الغرب العلماني قبل أكثر من قرن، وأخذوا ينقلون هذه الشعارات إلى العالم الإسلامي ظنّاً منهم أنها رمز التقدّم والحضارة، وما دروا أن الغرب العلماني يهلك نفسه بهذه الشعارات ويلقي بجماهيره في ظلمات الفتنة والضلال .
ومن بين هذه الشعارات ذلك الشعار المتفلّت التائه: "مساواة المرأة بالرجل"! إنه شعار لم يعرفه الإسلام لا بنصوصه ولا بممارسته، لأنه لا يمثّل قضيّة مفهومة قابلة للتطبيق في أجواء التقوى والإيمان، إنه شعار ورمز للعلمانية.
أمّا شعار الإسلام فهو : "النساء شقائق الرجال"! بمعنى أن الله جعل لكلّ منهما دوراً يكمّل دور الآخر ، ولا يحلّ محلّه ولا يساويه .
إنّ هذا الدور المحدد لكل منهما كما شرعه الإسلام في مختلف نواحي الحياة، دور تتطلب ممارسته توافر المجتمع المسلم الذي يحكمه منهاج الله، وعند توافر هذا المجتمع ينشأ شرطان آخران ضروريان، يجب توافرهما في كلّ من الرجل والمرأة، وهذان الشرطان هما : صفاء الإيمان والتوحيد، والخشية من الله ورجاء الدار الآخرة، وكذلك العلم بمنهاج الله ـ قرآنا وسنة ولغة عربية ـ.
إن أوضاع العالم الإسلامي أخذت تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى بعض مظاهر العلمانية . وكأنّ هناك قوى تفرض فتنتها على الناس فرضاً، والغرب يُصرّ بشكل واضح على العالم الإسلامي أن يساوي بين المرأة والرجل، وأن ينزع حجاب المرأة، وأن يبيح الاختلاط، ويطلق حرية المرأة في المعاشرة الجنسية وحرية الرجل كذلك. إن الغرب العلماني يضغط بكلّ وسائل الضغط على العالم الإسلامي ليطبق المسلمون مناهج العلمانية في الفكر والاقتصاد والسياسة والاجتماع وغير ذلك، ولقد نجح الغرب في عدد غير قليل من بلدان العالم الإسلامي، سواء أكان ذلك بالقهر والقوة، أو الاستدراج السريع أو البطيء.
العالم الغربي تمزّقت به الأسرة وروابطها، وتفلّت الأب والأم والأبناء، وأصبح دور المرأة خارج البيت في معظم وقتها، وها هو (جورباتشوف) أحد قادة الغرب يعلن عن ذلك فيقول: "ولكن في غمرة مشكلاتنا اليومية الصعبة كدنا ننسى حقوق المرأة ومتطلباتها المتميزة المختلفة بدورها أمّاً وربّة أسرة، كما كدنا ننسى وظيفتها التي لا بديل عنها مربّية للأطفال ….
ويتابع جورباتشوف قوله ؛فيقول: " … فلم يعد لدى المرأة العاملة في البناء وفي الإنتاج وفي قطاع الخدمات وحقل العلم والإبداع، ما يكفي من الوقت للاهتمام بالشؤون الحياتية اليومية، كإدارة المنزل وتربية الأطفال، وحتى مجرّد الراحة المنزلية، وقد تبيّن أن الكثير من المشكلات في سلوكية الفتيان والشباب، وفي قضايا خلقية واجتماعية وتربوية وحتى إنتاجية، إنما يتعلقبضعف الروابط الأسرية والتهاون بالواجبات العائلية".
ومن أهمّ مسؤوليات الرجل والمرأة رعاية الحقّ الأول للإنسان، الحقّ الذي أهملته كلّ مؤسسات حقوق الإنسان. هذا الحقّ هو حماية فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها. وجعل الله -سبحانه وتعالى- الوالدين أوّل المسؤولين عن حمايتها أو انحرافها؛ فكيف يفلح الوالدان في الوفاء بهذه الرعاية الهامة إذا تفلّت كلّ منهما بين الأمور العامة والسياسة والوظيفة وغير ذلك؟.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال : "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ، كما تنتج البهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء" [ رواه الشيخان وأبو داود   .
هذه المسؤولية الهامة الخطيرة كم تحتاج من الجهد والوقت والتفكير في رعاية الأبناء منذ لحظة الولادة إلى أن يستووا ناضجين ؟! إنها تحتاج إلى رعاية متصلة ، ودراية وخبرة ، ليكون البيت هو الأساس الأوّل لمصنع الأجيال المؤمنة التي لا تتشوّه فيهم الفطرة ولا تنحرف، وللأم دور رئيس في ذلك، وبخاصة في المراحل الأولى