الجيش مع من.. الشعب أم الإخوان؟/ مجدى نجيب وهبة

** إن حكومة الإخوان بزعامة "محمد مرسى العياط" ليست فى حاجة إلى مشاريع ترميم وإصلاح ، بل هى فى حاجة إلى محاكمة وإزالة .. ذلك بعد أن أصبح بقاءهم فى الحكم والسلطة أمرا محيرا ومزعجا ومدمرا .. لأنهم ببساطة شديدة ، ودون الحاجة إلى أى حوار هم أسباب كل المشاكل التى تحدث فى مصر وللشعب المصرى .. هذا بالإضافة إلى عجزهم عن التعامل مع المشاكل لأنهم جماعة قليلة الخبرة ، عديمة الفهم ، غير قادرة على المشاركة فى أى عمل وطنى ..
** ولكى نخرج من هذا النحس الذى لازمنا منذ صعود "محمد مرسى العياط" على كرسى الحكم .. فلا بد من إزاحة وإزالة "محمد مرسى العياط" ، وحكومته الكارتونية ، وخططها المهلبية ، وأفكارها الإخوانية ، وتبلدها ، وبرودها  .. فهذا المطلب أصبح من المطالب الشعبية ، وليس مطالب حزبية أو تيارات سياسية وأحزاب معارضة كما يروج جماعة الإخوان الكذابون .. بل هو مطلب شعبى وإرادة شعبية..
** وقبل أن نعرض تساؤلاتنا .. الجيش مع من ؟ .. الشعب أم الإخوان ؟ .. فلا بد أولا من توضيح وكشف بعض الألغاز والأقنعة التى بدأت تتساقط عن وجوه البعض ، ودور الجيش المصرى والشرطة المدنية ..
** عندما تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد .. وبدأت تنطلق دعاوى لأخونة الدولة ، والدعوة لتطبيق الشريعة ، والدعاوى التى إنطلقت عبر الصحف ووسائل الإعلام ، وتصريحات حزب الحرية والعدالة برغبتهم فى الإستئثار بحكم مصر .. خرجت تصريحات كل من المشير "طنطاوى" ، والفريق "سامى عنان" .. قالوا "أن مصر ستظل مدنية" .. و"إن مصر لن يحكمها فصيل واحد" .. و"إن مصر لن تسلم للإخوان" .. و"إن مصر لن تركع" .. وإن .. وإن .. وإن .. ثم حدث عكس ذلك تماما .. فقد سلم المشير طنطاوى والفريق عنان مصر للإخوان .. وهم يعلمون جيدا أن الفائز فى الإنتخابات الرئاسية ، رغم كل حالات التزوير ، هو الفريق "أحمد شفيق" .. ومع ذلك لم يلتزم المجلس العسكرى بكلمة شرف واحدة ..
** قالوا .. "إن مصر لن تسلم لفصيل واحد" .. والأن لا نجد على الساحة سوى الجماعات الإسلامية والسلفية ، وهم وجهان لعملة واحدة ..
** قالوا .. "إن مصر لن تركع أبدا" .. وركعت مصر .. وركعت .. وركعت ، بل تسولت وتحولت توجهات الرئيس الأمريكى والإدارة الأمريكية إلى أوامر وتهديدات ، علينا تنفيذها دون أى مناقشة .. وصار اللعب على المكشوف .. وأصبحت الرشاوى على المشاع ، والبيع على ودنه .. ورغم كل ذلك لا يحرك المجلس العسكرى ساكنا !! ..
** قالوا .. "سنظل فى الحكم حتى تسليم الدولة لرئيس مدنى" .. ومع ذلك ، وبعد تسليمهم الكرسى لمرسى .. قام مرسى بالإطاحة بهم ، وسلمهم صابونة مع قلادة النيل .. وإختفوا من المشهد .. ولم نعد نسمع عنهم شيئا ..
** والأن .. تنطلق نفس التصريحات من الجيش المصرى ، ومن بعض القادة العسكريين .. ولكن فى هذه المرة الوضع يكاد يكون مختلف .. فالتصريحات المتكررة هى "الجيش والشعب إيد واحدة" .. فيفرح الشعب ويخرج فى إعتصامات ومظاهرات مطالبين الجيش بالتدخل لحماية وطن ينهار .. ودائما تأتى الإجابة مع بعض الخبراء العسكريين أو المحللين العسكريين لتصيبنا بالوكسة وخيبة الأمل ، فهم يصرحون أن الجيش لا يمكن أن ينقلب على الحكم ، رغم أن الحكم بالإكراه .. وأننا حريصين على أمن وسلامة الوطن والمواطن ، رغم أنه لم يعد وطن ولا مواطن يجد من يحميه .. وأن عقيدة القوات المسلحة لا يمكن أن تقف ضد إرادة الشعب .. والدليل أن شعب بورسعيد قرر أن يضع حلا عمليا لأكاذيب "محمد مرسى العياط" ، وأن يسجلوا ذلك فى الشهر العقارى ، مطالبين عودة الجيش لحكم البلاد .. وهو ما رفضه الجيش ..
** ودائما تأتى الإجابة صادمة .. فالجيش لا يتدخل ، ويتم منع المواطنين من عمل التوكيلات ، رغم أن المدينة الباسلة "بورسعيد" فى عصيان مدنى أكثر من 12 يوما .. فهل يحتاج الجيش إلى دليل أكثر تعبيرا عن رفض هذا الشعب للإخوان ، منذ ما حدث أمام قصر الإتحادية ، ووصول الملايين حول القصر مطالبين مرسى بالرحيل .. وهو ما جعل محمد مرسى يصدر تعليماته بالهجوم على المعتصمين أمام قصر الإتحادية بعد أن تقلص عددهم .. فقاموا بالهجوم على المعتصمين وقتلوا وسحلوا وقبضوا على المواطنين .. وأجبروهم على الإعتراف بأنهم ممولون .. وكان ذلك مسجل بالصوت والصورة .. ومع ذلك صمت الجيش ، وزعم أنهم يحرسون الحدود وإنهم عادوا إلى ثكناتهم ..
** وعاد المعتصمون مرة أخرى ليطالبون برحيل مرسى .. ومرسى يسخر من كل هؤلاء .. فهو يشعر بأنه أصبح صاحب مصر ، فقد إشتراها هو وأبناء عشيرته وميليشياته الإرهابية .. بعد أن سخر الشرطة وجعل شعارها "الشرطة فى خدمة الإخوان" ، وجعلهم مشاركين مع كلاب الإخوان فى سحل وقتل وإعتقال المعارضين والسياسيين من أبناء هذا الوطن ، بل ووصفهم بالبلطجية .. فالشعب كله أصبح بلطجية لأنهم ببساطة يرفضون حكم هذا التنظيم الإرهابى ..
** ولم يعد للمظاهرات والمليونيات أى جدوى دون مساندة حقيقية من الجهات الأمنية .. حتى تستطيع أن تتعامل مع بلطجية الإخوان وميليشياتهم .. فالدائرة يزداد إحكامها حول عنق الشعب المصرى .. فالشرطة تحمل القنابل المليئة بالغازات السامة الأمريكية الصنع لمواجهة الشعب .. كما يحملون الرصاص الحى .. ومعهم ميليشيات الإخوان يحملون السنج والمطاوى والسيوف وطلقات الخرطوش فى مواجهة الشعب .. يتضامن معهم وزير العدل والنائب العام ، وقضاة من أجل مصر ، وبعض وكلاء النيابة المنتميين للتيار الإخوانى ، للتنكيل بكل من يتم القبض عليه من أبناء هذا الشعب إذا ظلوا أحياء بعد عملية السحل والتعذيب وهتك الأعراض التى تحدث لهم .. وتحدث لأولادنا وشبابنا وأطفال المدارس داخل معسكرات الأمن المركزى ..
** ومع كل هذه المسخرة والإنتهاكات الصارخة .. يقف الجيش صامتا .. لتخرج التصريحات الفيس بوكية بين آن وأخر والتى تذكرنا بتصريحات المشير طنطاوى والفريق عنان ، كما أن مجالس هباب الإنسان ، "حقوق الإنسان سابقا" ، التى صدعتنا بالزيارات المتكررة لسجن طرة من أجل التأكد من معاملة الرئيس السابق ونجليه بكل حزم ، والتأكد من عدم وجود أى إستثناءات فى التعامل معهم .. فقد كان يهل علينا الجنرال "حافظ أبو سعدة" على الفضائيات وهو يحدثنا عن دوره الإيجابى فى مراقبة السجناء ، بعد تصاعد النغمات الشاذة للإخوة الكذابين داخل البرلمان السابق ، منهم الأخ "عصام العريان" ، والبلاغات المتكررة للنائب الإخوانى "عصام سلطان" ، والتنح "محمد البلتاجى" ، والبارد "أحمد أبو بركة" ، وخريج الليمان "حسن البرنس" ، و"أكرم الشاعر" ، و"سعد الحسينى" ، و"محمد العمدة" .. وكل أفراد الجماعة الهاربين من المعتقلات والسجون ، زاعمين أن هناك كل وسائل الترفيه داخل زنازين النظام السابق ..
** كانت هذه الأصوات تتصاعد كالبوم .. وكانت جمعيات هباب الإنسان تنتفض رعبا ، فتقرر الذهاب برابطة المعلمين رؤساء كل مجالس هباب الإنسان الأمريكية إلى سجن طرة ، مع الحرص على هرولة كل وسائل الإعلام لمحاولة تصوير السجناء والتشهير بهم والحصول على سبق إعلامى صحفى ...
** ووصل الأن حالات التعذيب لوصف البعض معسكرات الأمن المركزى بأنها تحولت إلى نموذج لسجن "أبو غريب" ، وسجن "جوانتامالا" .. بل هناك تأكيدات بوجود عناصر إجرامية من ميليشيات الإخوان ، وعناصر إرهابية من منظمة حماس يرتدون ملابس شرطية داخل هذه المعسكرات ، ويقوموا بتعذيب المواطنين حتى الموت ، وهو ما حاول الشاهد الوحيد على قتل المواطن "محمد الجندى" التصريح به ، إلا أنه يقابل بحملة شرسة لإرغامه على تغيير شهادته .. ومع ذلك إختفى الأخ المناضل الحنجورى "حافظ أبو سعدة" ، وإختفى المناضل الحنجورى المحامى "على سالم" .. ولم نعد نسمع أى شئ عن أى كشك حقوقى للكشف عن عمليات التعذيب الرئاسية للمعارضين للإخوان ...
** وهذا يدل على أن دائرة الخونة والمأجورين بدأت تتساقط عنها الأقنعة .. ولم تتبقى غير مؤسسة عسكرية واحدة فقط هى الجيش المصرى ، وهنا أقصد الضباط والجنود الشرفاء ، أبناء هذا الوطن الحقيقيين .. كيف يرون المشهد ؟ .. هل ينتظرون السيطرة على كل مفاصل الجيش وأخونته لإسقاط هذا الوطن وتغيير هويته ؟!! ..
** يقول بعض القادة العسكريين وبعض الخبراء العسكريين أن عقيدة الجيش لن تسمح بأخونة المؤسسة العسكرية .. فكيف ذلك ، وقد سمحت برئيس إخوانى ، وأدت له التحية العسكرية ، وذهب الرئيس الإخوانى للإحتفال بنصر أكتوبر الماضى ، فى ستاد القاهرة الدولى بمدينة نصر ، وسط هتافات وقتلة الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" ، صاحب نصر أكتوبر .. وهنا نتساءل ، هل كان الإحتفال هو النصر الذى حققه الإخوان على ثورة 23 يوليو 1952 ، وعلى كل العسكريين .. خصوصا بعد تنصيب محمد مرسى العياط نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية والشرطة .. وقد رأينا مشاهد عديدة للرئيس مرسى وهو  يجلس وسط القادة العسكريين ، يحتفون به ويؤدون التحية العسكرية له ، وهو يشاهد إحتفالات لتخريج بعض ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة .. وهذا المشهد يعنى أن ما يصرح به الجيش هو كذب وتضليل .. والدليل ما نراه أمام أعيننا .. فهل يظل الجيش يمارس منهج التصريحات الفيس بوكية وتكذيبها ، وتخدير هذا الشعب بالشعارات البراقة حتى يتم التحكم فى كل مفاصل ومؤسسات الدولة ..
** هل يرضخ الجيش المصرى لتهديدات العاهرة أمريكا وتصريحات القواد أوباما والإرهابى "جون كيرى" ، صديق الجماعة فى البيت الأبيض ؟ .. هل لا يسمع الجيش المصرى نداءات الشعب المصرى ، ويصر على إعادة الإسطوانة المشروخة التى كان يمارسها جماعة الإخوان الكذابون  واللافتات التى كانت تطالب بسقوط العسكر ...
** وإذا كان الشعب غير قادر عن التعبير عن إستياءه من حكم الإخوان.. لأنه لا يجد من يحميه من ميليشيات الإخوان والبلطجية والمأجورين  فهل يعنى ذلك أن الجيش لا يرى أننا أصبحنا نعيش فى دولة مهلهلة ، بلا قانون ولا قضاء .. وهذه كارثة كبرى .. ولا دستور ولا برلمان شعبى ، ولا أى شئ .. مع إنهيار تام للسياحة ، من أخذ السياح رهائن إلى سقوط المنطاد وإحتراقه فى الهواء إلى تحريم سياحة الشواطئ ، إلى الدعوة لهدم الأثار .. حتى نصل فى النهاية إلى العرض الشيق لدولة قطر بإستئجار ورهن أثار مصر ، فى مقابل 200 مليار دولار .. وبالقطع هذه الصفقة مجرد فرقعة بالون ، ولكنها غير حقيقية .. فالحقيقة أن الوطن كله سيتم بيعه قطعة .. قطعة ، حتى نتعرى جميعا ولا يعد هناك دولة ولا وطن .. فهل كل هذا المشهد لا يراه الجيش المصرى للتدخل الفورى والسريع لإنقاذ هذا الوطن ؟ ... وما معنى تصريحات الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" لصغار الضباط والجنود بأن الجيش لا يرغب فى الخروج من ثكناته مرة أخرى لأن ذلك يضره ولا ينفعه" ..
** نحن نرى أن كل شئ يسير وفق ما يخطط له أمريكا والإخوان .. فعندما يعلو صوت الأقباط ، يتم محاصرة الكنائس ومبانى الخدمات الكنسية ، رغم أن ما يفعله بعض السلفيين والمتشددين والمأجورين لمحاصرة كنيسة القديس "أبو مقار" بمنطقة إبن الحكم ، بشبرا الخيمة ، هو قمة السفالة والإنحطاط .. فى الوقت الذى يهل علينا الرئيس الكذاب ليتحدث عن المشاعر والحب التى يحملها للأقباط وكل المصريين .. إنه المخطط لتهميش دورهم وإرهابهم بعد رفض الحوار الوطنى الذى دعت إليه الرئاسة ..
** ويأتى دور الإعلام .. وهو أخطر الادوار .. فنجد المناضل الحنجورى "إبراهيم عيسى" الذى صدعنا بهجومه على الإخوان وعلى مرسى يوميا فى برنامجه اليومى "هنا القاهرة" .. ليفاجئ المتصفحين على مواقع التواصل الإجتماعى ببعض تساؤلاته .. يقول "ناس كتير نفسها الجيش ينزل الشوارع مرة أخرى .. نسيتم أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ، ونرجع نقول يسقط حكم العسكر .. أين عقولكم" ...
** شئ غريب ومريب ... وليت الأستاذ "إبراهيم عيسى" يقول لنا كيف سيواجه الشعب الإخوان .. ولماذا لا تتحدثون عن أسماء الموردين للصواريخ والأسلحة التى لا يتم إلا ضبط القليل منها .. هل هذه الأسلحة هى لزوم أعياد المصريين؟ ...
** هناك أيضا الأخت "ريم ماجد" .. تدافع عن الشعب وترفض حكم الإخوان ، وتعترض على حكم العسكر .. وهى تعلن هذا الكلام فى برنامجها ..
** الأخ "وائل الإبراشى" .. قدمنا الشكر له فى مقال سابق ، لمواقفه .. ونحن معه قلبا وقالبا .. ولكنه فى حلقة الأمس لم ينوه عن أحداث بورسعيد الأخيرة ، وإصرار الشعب البورسعيدى على عمل توكيلات للفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، أو لأى قيادة عسكرية .. فإذا كان هؤلاء المدعين إنهم ضد الإخوان ، وضد الجيش .. فكيف يرون المشهد للتخلص من هذه الجماعات الإرهابية ؟؟ ..
** إننى أرى أن الجميع يتاجرون ويمثلون .. ومصر هى الضحية !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

أزيز المرايا/ رحيمة بلقاس


في عيون الغيم الكثيف
المتدلي بهطول النزيف
نتنفس بصيص الزجاج
وهشيم المرايا تَنْصَبُّ بالأزيز
المتفجّر في رحيب الرّيح الكسيح
حملتني هبوب زيفٍ ترتدي قناعا
توارت خلف الذكاء
في عصر تأثث بالغباء
إلى غابات ترتج بأدغال اليباب
لا ثوب يستر عورات النور
سوى سخط أضواء متضائلة
أثقلتها أمطار العذاب
المتسلقة لجدران الصواب
لتتغطرس سياط متعثرة
بعفونة الشتات
كصفير الازعاج
النادف من صفارات الانذار
كما قناطر الاحتراق
المترامية في فوضى السراب
انبعثت أجساد اللهيب والضباب
تطارد الأحلام في فجاج الروح

أينعت الأشجار الفرعاء
بفواكه الخطايا
تغسل وجه بابل بالرزايا
وتعيد لصحيفة حمورابي
أشواك الذاكرة
فيشتد الصهيل بالعمى
وتتنامى الحشرجات باللهاث
إلى التقهقر صعودا
في كهوف الأفاعي  تترصد
باللعنات النائمة في حضن الكراسي
وتعتعات تقض قميص نومهم
لتنطفئ المصابيح الخضراء
وتسطع الحمراء
تدق طبول الأحداق
وتطرد الكرى من سرير الأحلام
فتخفق مصر بالصرير المهيب
والعراق تلتحف وشاح التيه الغضيب
وهنا....
وهناك...
فوضى الصمت والغياب
وقدس تنتظر في طابور الرماد
لتتطهر من جنابة الأنين  ونزف الوتين

اضطربت الأمنيات
في كؤوسٍ دهّاقة بالجراح
وهذا الرمل الرديء
المتعفّن بلحم الضحايا
ودمع الثكالى
المخضل بدم الفرسان
ونوح السبايا

نضجت الغيوم السوداء
لتشتعل زيت الأرواح
في حانات الهوس
المتشرنق بالألوان القاتمة
فتطفح الأقداح
وتلثم شفاه الكبرياء
لتندلق اللحظات التائهة
في عطر الدجى
فمتى تستعيد قدرتها
وتلم ما تبقى؟؟
ومتى نصلب نباح الظلمة ؟؟
ونرفل في ضوء النعمة؟؟
صدقا ...
عدلا...
كرامة...
ويعود ذاك الانسان...
ا
ن
س
ا
ن
 

غيبوبة/ فريدة بوقنة


مَعْصوبَة الأفْكارِ
أقْتادُ القلمْ
سَطْرٌ يَرُصُّ البَوْحَ كِتْماناً
وسَطْرٌ انْطَوى و نَوى العَدَمْ
لا شَيْءَ يُلْهيني
لا العِشْقٌ
لا الأطْلالُ
لا سَوْطُ النَدَمْ
أَخَتمْتُ إحْساسي بِبُعْدِكَ ؟؟
أمْ تُراني تُهْتُ
في غابِ الألَمْ
شَبَحٌ أمُرُّ بِمَغْزلِ الكَلماتِ
أبْحَثُني بِلَهْفٍ
عَلَّني بيِن الرُزَمْ

أنسى أن أكون/ خليل الوافي

أيّ شيء يعيد البسمة
إلى أطفال الحجارة
ـــ أين الإنتفاضة ؟
يأتيني سؤالك مد طويل الأمد
يأتي سريعا في سواحل الغرق
يكبر الحزن أمام شاشة التلفزة
أنسى حدود يدي
في الصور الغائرة
في ما تبقى من الذاكرة
أنفض الغبار عن سطح الخاطرة
تضيع رسائل الحب
في قوارير تجهل
شطئان الموانئ الراحلة
أجمع شتات المدن الضائعة
أتوخى الحذر
في ركوب صهوة الريح
ساعة المطر
أتلقى التهديد و الوعيد
في ذكرى الشهيد
في الحلم التليد
في كل ما تبقى مني
حاضرا أشاكس لهب المحرقة
أداري عن أطفالي
وجهي الشاحب
في جفاف الدمع على مقلة الناصرة
أيّ شيء يقتلني الآن
كي أترك ظلي وحيدا
في زحمة القاهرة
في صحبة الهلال للصليب
في غرق الباخرة و إحراق الكنيسة
عابرا مسالك الصحو
أنتبه لخطوي في الطريق إليك
بشائر العروبة تخصب كف يدي
و قلبي يخرج هاربا
إلى تربته الداكنة
رماد ليلة القمر الساهر
يرشف حليب النجوم النائمة
فوق صدر فتاة يافعة
تتنهد الوحوش الغادرة
في صحراء القفار الغابرة
أصبغ وجهي بوحل الطوفان
عند مشارف دمشق
تحدثني حلب عن أسرارها
ودير الزور عن وقع الحجر
يزهر الجدار شقائق النعمان
لا أحتاج إلى قبري الآن
هناك متسع للنظر
ثقوب تعيد النور
إلى طريق حماه
و أنا مازلت أنتظر طلوع القمر
أيّ شيء قابل للإنتشاء
بعيدا عن صمتي
أنسى أن أكون حيّا
قريبا من ظلي
حين لا أحتاج إليك
انتظرت وصولك
لم تأت
لن تأت
تلت لهفتي روح المكان
هذا ندائي للتي لا تفارق دمي
في كل الإشتعال المحيط بي
أشتاق إلى عطرك الملائكي
في زهو كيلوبترا
وهي تخرج من ليلها البهي
تتوسد نجوم القوافي
في مساحة الود الشافي
تفتق كواكب الشوق في ديوان العرب
تنعدم جاذبية التعلق
أتيه في مروج النرجس و البنفسج
ألمس ضوء زمن
يداعب وحشة الغروب
في مدن المنفى
أعيد ترتيب بيت الوطن
أيّ شيء يمنحني
هجرك إلى الأبد
لا تفارقني عيناك في سهادي القديم
أتعلم الصبر بين أناملك
المضيئة شموع دربي
في ليل الطقس البعيد
أشتاق إلى كل شيء ينبض فيك
يحتويني ظلك الناعم
في سحب حلمي
أصير طنانا لرحيق شهدك
أرحل ، أنسحب من كل الطرق
المؤدية إلى روضك
عساني أحظى
بعطف عينيك الباسمتين على خدي
تغطيه رطوبة الترقب
تغذي نهمي الأسطوري
عن فحوى امرأة
تسكن فجوة القلب و الفؤاد
أنا و أنت
فصل حكاية موشومة بسهم العناد
أيّ شيء تملكه يداي
رذاذ المطر الآتي
سنبلة تقاوم زرقة السماء
و شمس مشتعلة في برجها الكوني
ظمأى جذور الشجر الباقي
غابة كثيفة الأشجار
كابوس حلمي
غرق البحار يردد صداه
نجاة العارفين بقوارب الموت
في انصهار الثلج من معين القصب
المتشرد بين ضفتين
بيني و بينك غيمة بكاء
أغترف وجعي قسمة عربية
في كل ميناء أحمل راية وطن
عند كل النساء التي تعرفني
في كل مدينة
تفضحني سحنتي السمراء
تفضحني آثار قدمي في الماء
لهجات القبائل
توصي بعروبة الضاد
في تطريز وشاح عروس
لم تفرح بعذرية الزغاريد خلف الباب
تنوب عني قرى الأمازيغ
في كل عيد
في كل مكان
ينادي صوتك طير حمام
لو كان البحر ملأ يدي
لوزعت في كل أرض بحري
في كل الزقاق
في كل حي
تبحر يدي عباب الملح الجاثم
على أعتاب الشام
أتوعد حظي العاثر

خليل الوافي ــــــ كاتب و شاعر من المغرب
طنجة في : 15/02/2013
khalil-louafi@hotmail.com

مطلوب تنسيق أردني لبناني فلسطيني/ نقولا ناصر

 (لا ينبغي تعويم المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، فتعميم المسؤولية يضيع هوية المسؤول عما آل إليه وضعها، بل يجب تعيين هذه المسؤولية)
  
مثلما هو تثبيت الشعب الفلسطيني فوق ترابه الوطني تحت الاحتلال الاسرائيلي مصلحة معلنة للأردن ولبنان، الأكثر استنفارا بين الدول العربية ضد المشاريع الصهيونية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها، فإنه لهذا السبب تحديدا لهما كذلك مصلحة معلنة واضحة في تثبيت اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم داخل سورية.

وإذا كانت سياسة البلدين في "النأي بالنفس" والحياد الايجابي إنسانيا ذات جدوى لهما حيال الأزمة السورية بعامة، فإن أزمة المخيمات الفلسطينية بخاصة في هذه الأزمة تضع سياستهما هذه على محك اختبار صعب كون البلدين هما المنفذ الوحيد المفتوح كملاذ آمن أمام أي تهجير أو هجرة جماعية محتملة لهؤلاء اللاجئين تحت ضغط الأزمة.

ولأنه لا الأردن ولا لبنان يستطيع النأي بالنفس أو الوقوف على الحياد في مواجهة احتمال واقعي كهذا، وليس في وسعهما الوقوف موقف المتفرج حياله، ولأن "دولة فلسطين" ومنظمة التحرير الفلسطينية تقفان عاجزتين عن أي تدخل مجدي لترجمة دعوة قيادتهما إلى تحييد اللاجئين الفلسطينيين في الصراع الدموي المحتدم في سورية، فإن التنسيق بين هذه الأطراف الثلاثة يصبح استحقاقا ملحا، إما لتعريب ثم لتدويل حماية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وهو ما سبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن حث عليه مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي، أو لضم جهود الأطراف الثلاثة إلى جهود الحكومة السورية في حماية هذه المخيمات إذا وجدت عدم استجابة عربية وأممية للخيار الأول، والخيار الثاني ليس سياسة واقعية منتظرة من البلديين وبالتالي فإنه محفوف بمخاطر ذات نتائج عكسية من وجهة نظرهما.

لكن في كل الأحوال بالكاد يظل البقاء في مقاعد المتفرجين على الكارثة الانسانية في تلك المخيمات بانتظار حل لها ضمن حل شامل للأزمة السورية خيارا سليما للأطراف الثلاثة أمام تسارع أزمة المخيمات واستفحالها.

ولا ينبغي تعويم المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي آلت إليه هذه المخيمات، فتعميم المسؤولية يضيع هوية المسؤول عما آل إليه وضعها، بل يجب تعيين هذه المسؤولية، ومن الممكن تماما تعيينها وتحديد المسؤول عن ايصالها إلى هذا الوضع.

فمنذ النكبة الفلسطينية عام 1948 لم يسجل على أي حكومة سورية أنها هاجمت المخيمات عسكريا، وطوال عام ونصف العام تقريبا من عمر الأزمة السورية الحالية حولها عدم تدخل الحكم ومعارضيه فيها إلى ملاذات آمنة للآلاف من المدنيين السوريين الفارين من كل منطقة من المناطق المحيطة كان "المسلحون" الذين يقاتلون الحكم يتسللون إليها لمعرفتهم بأن الجيش العربي السوري سرعان ما يبادر إلى تطهيرها منهم بالقوة العسكرية.

وعلى سيل المثال قال الكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور في مقال له إنه لم تكن "توجد في مخيم اليرموك مواقع عسكرية" حكومية "ولم يتحرك أحد من المخيم للدفاع" عن الحكم و"كل أهل المخيم التزموا بعدم التدخل والبقاء على الحياد"، وكان ذلك هو حال بقية المخيمات،  ... إلى أن اكتشف رئيس "المجلس الوطني السوري" المعارض جورج صبرا، بدعم من دول مؤتمرات "أصدقاء سورية"، بأن "المخيم أرض سورية، ولن يمنعنا أحد من دخول مخيم اليرموك، لأن هذا يهيء لمعركة دمشق"، كما صرح لفضائية "العربية" أواسط كانون الأول الماضي، ليجتاح "المسلحون" المخيم، في مناورة مكشوفة لاستدراج رد فعل عسكري من الجيش العربي السوري لتحميل الحكم المسؤولية عما كان سوف يستتبع ذلك من سفك دماء ودمار، ولم يقع الحكم في الفخ، ولم تدخل قواته المخيم، واكتفت بتطويق المسلحين فيه من خارجه، ولم تقصفهم داخله، ليتحمل "المسلحون" وحدهم المسؤولية الحصرية عن الدمار والنهب والقنص والأرواح التي تزهق فيه ونزوح عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين منه ومعهم طبعا آلاف المدنيين السوريين النازحين من مواطنهم الأصلية هربا من هؤلاء المسلحين.

ولا يمكن طبعا إعفاء دول "أصدقاء سورية" العربية وغير العربية من هذه المسؤولية، وبخاصة من خصصوا "رواتب" لأؤلئك المسلحين ومن يقدمون لهم السلاح والدعم اللوجستي، ولا يبدو أن هذه الدول معنية لا بالمخاطر السياسية والأمنية لمضاعفات استفحال أزمة المخيمات في سورية على الأردن ولبنان وكذلك على منظمة التحرير الفلسطينية ولا هي معنية بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين من سكان هذه المخيمات من الكارثة الانسانية التي تتدحرج ككرة الثلج يوميا.

وقد حان الوقت للأطراف الثلاثة الأردنية والفلسطينية واللبنانية المتضررة من استفحال هذه الكارثة للتنسيق في ما بينها من أجل استخدام مساعيها الحميدة وعلاقاتها مع دول "أصدقاء سورية" لكف أيدي "المسلحين" عن تلك المخيمات.

وليس من المتوقع طبعا أن تكون الجامعة العربية مهيأة بوضعها الحالي للاستجابة إلى أي مساع حميدة كهذه، فمصير عدة مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينين لا يعني لها الكثير بالمقارنة مع ملايين اللاجئين والنازحين داخل سورية وخارجها من أشقائهم السوريين وأمام جسامة المهمة التي تتصدى الجامعة لها كواجهة عربية للأجندة الأمريكية الساعية إلى "تغيير النظام" في سورية.

ولا من المتوقع أن تكون الأمم المتحدة ومجلس أمنها في وضع أفضل قريبا من وضعها الراهن المشلول للاستجابة إلى أية مساع تستهدف حمايتهم ومخيماتهم، لكن ذلك لا يعفي الأطراف الثلاثة من استحقاق المحاولة، في الأقل لتبرئة الذمة تاريخيا.

وفي هذا السياق تتحمل قيادة "دولة فلسطين" ومنظمة التحرير مسؤولية مضاعفة بحكم مركزها كممثل شرعي ووحيد لشعبها. وتتحمل حركة "حماس" مسؤولية مماثلة بحكم علاقاتها، "الأيديولوجية" في الأقل، مع مجموعات "إسلامية" فاعلة بين "المسلحين" في سورية من جهة ومع الدول الاقليمية العربية وغير العربية الأعضاء في نادي "أصدقاء سورية" من جهة أخرى، ولا يمكن إعفاء أي منهما من المسؤولية عن حماية المخيمات وكلاهما آخذ بعنق الآخر اصطراعا على تمثيلها.

لقد وضع اجتياح "المسلحين" للمخيمات غير المسلحة القيادات الفلسطينية في مواجهة الخيار الصعب لتسليح لاجئيها للدفاع عن أنفسهم وحماية مخيماتهم، وسوف يكون ذلك "أبغض الحلال"، وبخاصة إذا انطلق المسلحون من بين ظهرانيهم لمهاجمة الجيش العربي السوري، وهو ما يضاعف المسؤولية الفلسطينية والأردنية واللبنانية للتحرك المنسق العاجل للسعي إلى بديل يجنبهم هذا الخيار المر الذي لن يبقي لهم بخلاف ذلك أي خيار سواه، إذ كما يقول المثل الشعبي: "ما حك جلدك مثل ظفرك".

* كاتب عربي من فلسطين

إلى أمى الحبيبة بمناسبة عيد الأم/ رضا محمد السيد

خللى باللك من أمك وحطها فى العين 
دى هى أم واحدة ومالناش اُمــــــين
وصانا عليها ربنـــــــــا ونبينا الزين  
وبعد الحبيية أمنا هنلاقى حنان فين
 تعبها فــينا هيفضل علينا دين   
ورضاها علينا هينفعنا يـــــوم الدين
من قبل ماتيجى الدنيا ديه   
ما تعبــــــش فـيك إلا هيه
ولو لتعبهـا فـى هديــــة  
 تبقى الروح عليها شوية
تسع شهور زاد حِمـلها  
 تعبت فيهم وحدها
ولا حد حبك أدها    
وما لكش حبيب بعدها
مين غيرها دلعك   
وحس باللى يوجعك
لو إشتكيت رح تسمعك  
 ومين غيرها هينفعك
لوطلبت عينك إديها    
عن أى إنسان  بديها
ولو مزعلها راضيها   
دى الجنة تحت رجليها
دا الدنيا بكل ما فيها    
ما تسوى دمعة عينيها
 

شاعر "بحويتا" والحنين الأوسترالي!/ انطوان السبعلاني

-1-
الشاعرُ فؤاد نعمان  الخوري عادَ أمس إلى لبنان شاحناً معه باخرةً من الحنينِ ،وسلاماتٍ من هناك ... من اوستراليا.
ويحَ شعراء لبنان، يقتلهم الحنينُ في المهجر، فيكتبونَ لبنانَ شعراً. ويقرأونَ لبنانَ شعراً . ويصلّونهُ، يصلُّون لبنانَ شعراً!
وكان ديوانُ المهجريينَ على مدى ملحمة الإغترابِ اللبناني أرقَ ما قالتِ الشعراء!
"وكل مكان يُنبتُ العزَّ طيب" قالها المتنبي، وخانه الحنينُ على الكوفة فعاد إليها وكان الذي كان ... وإجملُ ما قاله المتنبي هذا المطلعُ:
"ما لنا كلُّنا جَوٍ، يا رسولُ" ...
• وثلج "نيويورك" هيَّجَ أشجانَ رشيد أيوب وردَّهُ إلى صنين!
• 
• والريحاني باعَ "نيويوركليم" كلها بالفريكة!
ونعيمة بالشخروب ...
وجبران باعَ الدنيا بغابة مار سركيس!
و"وطن النجوم" عند ابو ماضي، بالف قصيدة  ...
ويحَ شعراءِ لبنان، يقتلهم الحنينُ ... فيعيشون غرباءَ غرباءَ في دنيا الإغتراب ... تتلوى قلوبُهم، وشعرُهم .
وانت  تتلوى!
يوجعنا الشاعر يوسف روحانا، يأتي في شيبة العمر، من آخر الدنيا، ليشم من "سبعل" رائحةَ الزعتر، والتنُّور، وطاحونة الضيعة .
ومن الأرز أي تاريخ ..
ذلك ليواجهَ ناطحاتِ سحابٍ يبيعُهنَّ جميعاً ببيتِ شعر .
أو ببيتٍ في الضيعة عتيق!!
-2-
الشاعر فؤاد ن. الخوري سفرته في الزمان ربع سفرة "اوليس" الإغريقي .. و"بحويتا" حبيبته مثل "بنلوبا" في الوفاء! وهي عنده مثل "جيكور" عند السيَّاب! منذ اسبوع. عيناه في عينيها.. في كرومها واحراجها – التلال المخيمة عليها .. وأوكار النسور!
طريقها التي ينتهي عندها ذكر الدولة .. مشى عليها عشرين مرة. طلعت على باله طريق العين .. والعين .. وهاتيك الجرار والحاملات الجرار!!
• صبايا "بحويتا" ليلة رجوع الشاعر لبسن متأنقات .. وقفن طويلاً أمام المرآة .. من يدري: فقد تولد الليلة في هذي الجرود قصيدة جديدة ... وهن .. و "بحويتا" وهذي الجبال كلهن معبودهن الشعر!!
• وفؤاد في الخمس التي أمضاها في سدني كان سفير شعراء لبنان إلى هناك! كان لبنان الشاعر هناك! فهو محطة غاية الأهمية في تحريك عواطف اللبنانيين في استراليا .. هو الجسر يربطهم بين هنا وهنالك ..
• أمس سلمنا عليه في "بحويتا": الشيخ ناصيف الشمر، محسن أ. يمين وأنا .. على شعره كومة ثلج وهو لما يبلغ الأربعين .. ابتسامة العينين تحت نظارتيه ..
وبعض من ذهول المصدق والمكذب العينين .. واليدين .. الضيعة كانت تزوره! وأم فؤاد، شالها الأبيض اللون يضحك كراية وطن .. وكقصيدة!!
• فؤاد الخوري طبع في استراليا أربعة دواوين كان آخرها "راحيل" ..  وفي لبنان ثلاثة من قبل!
مدرسة ولديه "طوني ولميا" فرضت عليه شد الرحيل .. وقبل ان يترك سدني بيوم واحد قدم سايد مخائيل في أمسية شعرية .. وودع الناس هناك على بكاء.. هو الضائع "بين تذكرتين" كما سمى ديوانه الأول هناك !!
ويا فؤاد ردد معي:
غابت وما غابت عليَّ دروب
   الأيبُ المضنى اليك يؤوب ...
وتسألني آخر بيت لي:
كانوا بلا سببٍ .. راحوا بلا سبب
   ما عدت اذكر من اسمائهم احدا
 الأنوار: الأربعاء 9 حزيران 1993

المصريون يجنون ثمار الظلم/ سلوي أحمد‏

 لا اتعجب عندما أري الدماء المصرية تسيل في الشوارع والطرقات بعد ان بقيت مصانه علي مدي ثلاثين عاما لا اتعجب عندما اري الاباء والامهات يودعون ابناءهم وهم في عمر الزهور  بدلا من ان يشاركوهم فرحتهم في تحقيق امالهم واحلامهم حتي وان كانت بسيطة حتي وان عانوا في سبيل تحقيقها ففي النهاية كانت النتيجة فرح وسعادة وليس نواح وبكاء،  لا اتعجب عندما اري الانقسام والفرقة لبلد عاش متماسكا متحابا لسنوات وسنوات لا اتعجب عندما اري الاهانة من الجميع للجميع فلا تقدير  لكبير و لا احترام ولا وقار ،  لا اتعجب عندما اري كل من كانوا رموزا نتباهي ونتفاخر بهم وهم بلا وزن ولا قيمة .
لا اتعجب من معاناة المواطن الذي اصبح نصيبه من الخبز ثلاثة ارغفة بل ان االامر وصل الي خمسة ارغفه للاسرة في بعض المحافظات لا اتعجب من المعاناة في الوقوف لساعات لملء تنك البنزين ان وجد بعد ان كان يقوم  بذلك في دقائق معدودة ودون ان يجد من يقول له نصيبك 5 لتر مرة يجدها ومرات لا يتمكن من الحصول عليها  ، لا اتعجب من انبوبة البوتاجاز التي اصبحت بالكوبون هي الاخري بعد ان وصل سعرها الي عشرة جنيهات بعد ان كانت باربعة او خمس جنيهات هذا ايضا ان وجدت ناهيك عن المعاناة في الحصول عليها بهذا السعر من الاساس لا اتعجب عندما اسمع ان الامر وصل بالحكومة ان تحدد للمواطن نصيبة من المياه بالقدر الذي قد يصل فيه الامر لعدم وفائه باحتياجاته  لا اتعجب عندما اري الاسعار وقد ارتفعت بشكل جنوني لكل السلع بلا استثناء في ظل حصول المواطن علي نفس المرتب الذي كان يتقاضاه . لا اتعجب من انتشار الفوضي وغياب الامن وذبح الناس لبعضها البعض في الشوارع والطرقات بل ايضا صلبهم واحراقهم .
لا اتعجب عندما اسمع عن محافظات تريد الانفصال في مصر التي ظلت طوال تاريخها وحدة واحدة لا انقسام  ولا فرقة لا اتعجب عندما اري المناهج وقد غاب عنها ابطال التاريخ وصناعه ليحل بدل منهم  القتله والمجرمين لا اتعحب عندما تقدم ام قاتل السادات علي انها ام البطل الذي قتل الخائن هذا الخائن الذي اغتالوه يوم الاحتفال بنصره هذا الخائن هو بطل الحرب والسلام لا اتعجب عندما اري المرأة وقد بدأت مكانتها في التراجع لسنوات وسنوات الي الخلف بعد ان وصلت الي شغل المناصب الوزارية والقضائية لا اتعجب عندما تتحكم جماعة في مصير وطن تقتل من تقتله  وتستعبد تستعبده تكفر معارضيه  وتستغبي شعبه   لا اتعجب من ضياع هيبة الدولة في ظل وجود رئيس اينما حل او وجد حل الاستهزاء والسخرية منه وبه لا اتعجب من كل هذا فهذا هو ثمار الظلم يجنيها المصريون اليوم لتكون ثمن لما اقترفتهم ايديهم وصنعته.
نعم انها ثمار الظلم الذي فاق الحد وجاوز المدي ظلم لرجل قضي حياته في خدمه مصر وشعبها حربا وسلما رجل  يشهد تاريخه بانه قدم من اجل مصر وشعبها ما لم يقدمه احد قبله بل ولن يقدمه احد بعده فقد خاض حروبها  مقاتلا حتي حقق النصر وتحمل مسئوليتها  التقيلة بعد ان دمرتها  الحروب المتتالية فاعاد بناؤها وتعميرها حتي ان كل شبر في ارضها يصرخ طالبا  ان يقدم شهادته التي تؤكد ان من اتهموه بالفساد برئ من اتهموه بالخيانه برئ من اتهموه بانهم افقرهم واذلهم برئ تؤكد ان من قالوا عنه عميل وخائن هو اشرف من انجب الوطن .
نعم ان ما يجنيه المصريون هي ثمار ظلمهم للرئيس مبارك هذا الرجل الذي بلغ من العمر خمسة وثمانين عاما في خدمة مصر وشعبها الرجل ظل حارسا امينا علي ارض الوطن وعلي ابنائه الرجل الذي ضحي وضحي وضحي حتي تعجبت التضحية نفسها من تضحياتها انه مبارك الذي وهب حياته ثمنا لحياة الوطن لم يقتل لم يسرق ولم يخون بل بني وعمر وحافظ علي الارض والعرض والدماء انه مبارك الذي عاني المصريون من بعده وسيعانون انه الرجل الذي وصفوا نكسة دمرت مصر بانها ثورة لا لشئ سوي انها اهانته وابعدته عن الحكم  انه مبارك الذي ظلم ظلما فاق طاقات البشر علي الاحتمال ورغم ذلك تحمل وصبر و ظلت مصر لديه عزيزة واهلها كراما
ان ما يعيش فيه المصريون اليوم هي فاتور الظلم التي سيقضون وقتا طويلا في سدادها ربما سنوات وسنوات انها الفاتورة التي لن تخفف طالما ما زالوا متمادين في ظلمهم وجورهم انها الثمار المرة التي سيتجرعون شرابها لسنوات وسنوات انه الظلم وهذا هو ثمنه بل ان القادم يحمل ما هو اكثر من ذلك مرارة والما .
الكاتبة \ سلوي أحمد

ذريعة جديدة للتهرب من المصالحة الفلسطينية/ نقولا ناصر

(إن الاستمرار في المماطلة في تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية إنما يخلق بيئة موضوعية لمن لا مصلحة لهم في إنجازها تتيح لهم الاصطياد في مياه الانقسام الفلسطيني العكرة)

أثارت الوساطة المصرية الأخيرة في مباحثات غير مباشرة بين حكومة حركة "حماس" في قطاع غزة المحاصر وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي زوبعة إعلامية مفتعلة من منافستها السياسية حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة حاولت مرة أن تصورها كمحادثات مباشرة وبالغت مرة أخرى في محاولة وصفها ب"المفاوضات" بذرائع متهافتة لا يوجد أي تفسير لها سوى خلق أسباب ظاهرية تغطي على الأسباب الحقيقية للاستمرار في التهرب من تنفيذ اتفاق للمصالحة بين الحركتين لإنهاء الانقسام بين القطاع وبين الضفة.
وهذه الزوبعة الإعلامية لم تكن الأولى من نوعها، فهذه التهمة لحماس تتكرر منذ الانقسام طوال ما يزيد على خمس سنوات لم يعثر مروجوها خلالها على دليل ملموس واحد يثبتها.
ومن الواضح أن الاستمرار في المماطلة في تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية إنما يخلق بيئة موضوعية لمن لا مصلحة لهم في إنجازها تتيح لهم الاصطياد في مياه الانقسام الفلسطيني العكرة.
طوال أكثر من خمس سنوات مضت كانت الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي خلالها تعدان الانقسام الفلسطيني عقبة أمام التوصل إلى اتفاق "سلام" مع منظمة التحرير الفلسطينية وذريعة للطعن في أهلية الرئيس محمود عباس ك"شريك" لهما بحجة أنه "لا يمثل" قطاع غزة وبالتالي لا يستطيع ضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه في القطاع.
وقد استخدمت واشنطن وتل أبيب هذه الذريعة لتسويغ تراجع إدارة باراك أوباما في ولايته الأولى عن وعودها للرئاسة الفلسطينية، وتسويغ تهرب حكومة الاحتلال من الاستجابة لاستحقاقات استئناف المفاوضات، وتسويغ إجماع الأطراف الثلاثة على كون القطاع "كيانا عدوا" لدولة الاحتلال، يحكمه "انقلاب غير شرعي" على شرعية منظمة التحرير، وتحكمه "منظمة إرهابية" بالتصنيف الأميركي، ليجمع الأطراف الثلاثة على العمل من أجل إزالة هذه "العقبة"، بالعدوان العسكري المباشر الواسع مرتين منذ عام 2008 بعد أن فشل الحصار الاقتصادي والسياسي في "إزالتها".
 لكن إدامة الانقسام الفلسطيني تحولت اليوم إلى مطلب أميركي – إسرائيلي يستدعي منع المصالحة الفلسطينية لإنهائه كشرط مسبق لموافقتهما على استئناف المفاوضات، وهو ما يسلط الأضواء على العامل الخارجي الأهم الذي يفسر التأجيل المتكرر الذي يرقى حاليا إلى مستوى التهرب والمماطلة الصريحين في تنفيذ اتفاق المصالحة.
عندما سئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في التاسع عشر من هذا الشهر عما إذا كانت حكومتها تعد المصالحة الفلسطينية "خطوة ايجابية" أجابت: "إذا أخذت حماس مناصب في الحكومة" الفلسطينية فإن ذلك "سوف يكون صعبا جدا" إلا إذا فعلت حماس ما هو "ضروري" مثل "الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وكل تلك الأمور التي نعلنها ياستمرار. إن موقفنا لم يتغير"، وهذه هي ذاتها شروط دولة الاحتلال كما أعلنها رئيسها شمعون بيريس نهاية العام المنصرم، وهي أيضا الشروط التي تبنتها اللجنة "الرباعية" الدولية بقيادة الولايات المتحدة.
في الخامس من شباط / فبراير الجاري، عقدت اللجنة الفرعية ل"الشرق الأوسط  وشمال افريقيا" بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي جلسة استماع لشهود، لم يكن منهم فلسطيني أو أميركي واحد نصير للفلسطينيين، عنوانها "المصالحة بين فتح وبين حماس: تهديد لآفاق السلام"، وقال عضو اللجنة تد دويتش إن "هدفنا يجب أن يكون منع المصالحة"، وهو بقوله ذاك إنما كان يعبر عن سياسة رسمية مدعومة من الكونجرس بمجلسيه لإدارات باراك أوباما وأسلافه.
قبل الانفجار الدموي للأزمة السورية، كانت قيادة منظمة التحرير تتذرع بعلاقات حركة "حماس" مع إيران وسورية باعتبارها العامل الخارجي الوحيد لعدم إنجاز المصالحة الفلسطينية، متهمة البلدين ب"إملاء" معارضتهما المدعاة للمصالحة على حماس، للتغطية على حقيقة أن المعارضة الأميركية – الإسرائيلية لهذه المصالحة كانت هي العامل الخارجي الفعلي والسبب الرئيسي في عدم إنجازها، وللتغطية كذلك على مسؤولية قيادة المنظمة في عدم إنجازها بحكم كونها "شريكة" في ما يسمى "عملية السلام" مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال لا يسعها إلا الالتزام بشروطهما لانجازها.
لكن العامل الخارجي الايراني – السوري المزعوم قد انتفى بعد الانفجار الدموي للأزمة السورية، ولم تعد توجد أي صدقية في أي تكرار للزعم بأن حماس تخضع لإملاءات هذه العامل، فعلاقة الحركة مع سورية بلغت حد القطيعة إن لم تكن قد تجاوزتها إلى علاقة عدائية، وعلاقتها مع إيران بالكاد تحافظ على "شعرة معاوية"، ولم يعد في وسع المتذرعين سابقا بهذا العامل لعدم الاستجابة للاستحقاقات الوطنية لانجاز المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن أي سبب وجيه لاستمرار التذرع به، لتظل الشروط الأميركية – الإسرائيلية والإذعان لها، أو مسايرتها في الأقل، هي العامل الخارجي الأهم والسبب الرئيسي للمماطلة في تنفيذ اتفاق المصالحة.
غير أن المرتهنين ل"الشراكة" مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال في عملهم السياسي ما زالوا ينفخون في نار الانقسام بذرائع متهافتة عديدة للتهرب من المصالحة الوطنية، ومن هذه الذرائع القول إنه "كان يجب على مصر أن تجري تلك المحادثات عبر منظمة التحرير الفلسطينية"، وهو ما يتجاهل كون أي قرار مصري كهذا هو قرار سيادي لمصر، ومنها أيضا القول إن موافقة حماس على التفاوض غير المباشر مع دولة الاحتلال "مخالف لوثيقة الوفاق الوطني" التي حددت بأن المفاوضات هي من "اختصاص منظمة التحرير" وهو ما يثير التساؤل عن الأسباب التي منعت المنظمة من المبادرة إلى التفاوض لوقف العدوان على القطاع في المرتين، الخ.
وبغض النظر عن جدل أهم ينبغي أن يدور حول استمرار مصر بعد ثورة 25 يوليو في لعب دور الوسيط الذي كان يلعبه النظام السابق بين دولة الاحتلال وبين قطاع غزة الذي ما يزال محاصرا، فإن الزوبعة التي تثيرها حركة فتح التي تقود منظمة التحرير حول الوساطة المصرية الأخيرة بين حركة حماس وبين دولة الاحتلال بهدف إلزام الأخيرة باتفاق وقف إطلاق النار في العدوان على القطاع المبرم أواخر تشرين الأول الماضي، في الأقل دفاعا عن مصداقية مصر كوسيط وكضامن للاتفاق على حد سواء، إنما هي زوبعة مفتعلة يمكن التكهن بأهدافها.
وهي زوبعة تذكر بأن حماس ما زالت بحاجة إلى وساطة للتعامل مع دولة الاحتلال، لكن غبارها المفتعل لا يكفي للتغطية على حقيقة أن فتح والمنظمة ليسا بحاجة إلى وساطة كهذه.
وتذكر كذلك بأن ما يمكن أن يكون في أحسن الأحوال مباحثات غير مباشرة تتعلق بقضية آنية محددة، لم يحدث مرة أن تحولت إلى محادثات مباشرة، لا يمكنه أن يرقى إلى مستوى مفاوضات بين فتح وبين الاحتلال ودولته مستمرة علنا منذ عقدين من الزمن تقريبا بهدف شامل معلن لإنهاء الصراع على الوجود بتحويله إلى نزاع على الحدود مع دولة الاحتلال.
وهي أيضا زوبعة تستهدف في العقل الباطن لمثيريها التمني بأن تتورط حماس في مفاوضات مماثلة حتى يتساوى الطرفان في عيون شعبهم في ممارسة سياسية عقيمة أثبتت عدم جدواها وتكاد قيادة فتح والمنظمة تشذ عن شبه إجماع وطني على رفضها وعلى استئنافها الذي ما زالت هذه القيادة تراهن عليه، وما زال المراقبون يرون في استمرار هذا الرهان السبب الرئيسي لعدم تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية.       
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

لقد فاض الكيل.. متى يتدخل الجيش لإنقاذ مصر؟/ مجدى نجيب وهبة

** منذ أيام قليلة .. إنطلقت شائعات تم تسريبها ، إنه فى خلال الساعات القليلة القادمة ، سيتم الإطاحة باللواء وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسى" .. مما أحدث بعض التصريحات الغاضبة من جنود وضباط القوات المسلحة .. ومع ذلك لم ينفى مكتب الرئاسة هذه الأخبار ، ولم يؤكدها .. وإنما الذى نفى هذه الأخبار هو المتحدث الإعلامى لوزارة الدفاع ..
** تذكروا أنه قبل إقالة الغير مأسوف عليهم "المشير طنطاوى" ، والفريق "عنان" .. قد تكرر نفس السيناريو ، وهو إطلاق شائعة ثم أعقبها نفى من الرئاسة ، ومن المتحدث العسكرى ، ولم يمضى بضعة أيام إلا وكان المشير وعنان فى قصر الرئاسة شبه محجوزين ، ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد أن قام الفريق "عبد الفتاح السيسى" بحلف اليمين الدستورى ، وتعيينه وزيرا للدفاع .. وإختفى المشير والفريق .. ولم نعد نسمع عنهم إلا فى موائد الرحمن ، وحفلات عقد القرآن لأبناء بعض المسئولين !!!...
** لقد شبعنا تصريحات لقادة الجيش العسكريين .. فقد صرح الفريق "صدقى صبحى" رئيس أركان القوات المسلحة ، منذ أول أمس ، بأن ما يحدث فى مصر أمر طبيعى ومعروف .. ويعقب جميع الثورات والتحولات الكبرى التى تتعرض لها الدول ، وأن علينا جميعا أن نتفهم ذلك ، ونتعامل معه بصبر وحكمة ، وأن الجيش المصرى سيظل درع مصر القوى ، ويصون وحدتها ، وينقذ أمنها القومى ، ويدافع عن وجودها اللائق بين أمتها العربية ، ومحيطها الإقليمى والدولى .. وإختتم تصريحاته بأن القوات المسلحة المصرية فى حالة يقظة دائمة لكل ما يدور حول مصر من مؤامرات ومخططات ..
** بالأمس .. الإثنين 18 فبراير .. إستضاف الإعلامى "شريف" فى برنامجه الذى يقدمه على قناة "الحياة 1" الساعة الثامنة مساء ، أحد المسئولين العسكريين السابقين ، ووجه له عدة أسئلة تدور مضامينها حول إمكانية تدخل القوات المسلحة لوضع حد لإنهيار الدولة المصرية .. ومع الأسف ظل المتحدث السابق بالقوات المسلحة يلف ويدور فى تصريحاته ، ولم يعطى إجابة واضحة ، وإنما كان يبدو أنه سعيدا بما يدور فى مصر .. مع تأكيده بأن الجيش لن يتدخل إطلاقا فى الحراك السياسى الدائر الأن فى الشارع المصرى .. وأن الجيش تعلم الدرس ، وظل يردد ما سمعناه ألاف المرات دون تقديم أى جديد ..
** وهو ما يدعونا للدهشة والتساؤل .. هل الجيش المصرى هو مؤسسة خاصة يمتلكها مجموعة من الأفراد ، مهمتها حماية فصيل معين سواء كان هذا الفصيل إرهابى أو مجموعة من اللصوص أو أفراد من عصابات المافيا .. أم أن الجيش المصرى هو جيش للشعب المصرى ولكل فئاته ، أطفالا ونساء .. شيوخا ورجال .. عمال وفلاحين .. وكل الفئات التى تعمل فى الدولة المصرية ، وهم ملزمين وليسوا مخيرين على حماية الأمن الداخلى لهذا الشعب ، وحماية كل المواطنين الذين يتعرضوا للإغتصاب والإنتهاكات والقتل والسحل!! ..
** هل الجيش المصرى هو مجموعات مسلحة مرتزقة من عناصر خارج الوطن ، تؤدى مهمة ووظيفة تتقاضى عليها أجرا .. أم أن الجيش هو الشعب وهو كل أفراد الشعب المتعلمين والغير حاصلى على الشهادات العليا ، وحاملى الدبلومات .. الجميع أمام مهمة قومية عندما يتم تجنيدهم .. هذه المهمة هى الدفاع عن الوطن ، فالجيش هو إخواتنا وأبنائنا .. وليسوا جماعة مرتزقة !! ..
** الخلاصة .. أن ما يحدث فى مصر ليس معارك سياسية ولا أحزاب معارضة تتصارع للوصول إلى كرسى الحكم .. وإنما ما يحدث فى مصر ، هو ذبح للوطن وتدميرا لمصر ، وهدم كل مؤسساتها لصالح أمريكا !!...
** هل يجيب لنا الجيش المصرى وقادته العسكريين عن سر زيارة محمد مرسى العياط للولايات المتحدة الأمريكية ، وحصوله على 50 مليون دولار من الرئيس الأمريكى "باراك حسين أوباما" ..
** هل لا يعلم الجيش المصرى وقادته العسكريين أنه تم أخونة البيت الأبيض منذ وصول أوباما إلى الحكم بعناصر إخوانية .. ومنهم على سبيل المثال "مازن الأصبحى" الأمريكى من أصل عربى ، والذى له علاقات وثيقة بالإخوان المسلمين .. كما تم تعيين "عارف على خان" مساعد وزير الأمن الداخلى ، و"محمد الإبيارى" عضو مجلس الوطنى الإستشارى ، وهو أحد تلاميذ "سيد قطب" ، و"حسين رشاد" ، و"سلام الزوبعى" ، والإمام "محمد ماجد" رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية ، و"داليا مجاهد" أول إمرأة محجبة تعمل فى البيت الأبيض ، وتم تعيينها فى إدارة المجلس الإستشارى للأمن الداخلى ، والمستشار "رشاد حسين" المساعد لأوباما ، ويتركز عمله فى الأمن القومى ووسائل الإعلام ، و"هوما محمود عابدين" مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كلينتون" .. وقد تناقلت الصحف العالمية أنباء تفيد بوجود علاقة جنسية شاذة بينها وبين هوما التى إتهمت بأنها سحاقية تمارس الشذوذ ، وهو ما أدى إلى حصول "حسن عابدين" شقيق "هوما" على منصب رفيع فى الإدارة الأمريكية !! .. والكارثة التى تعيشها أمريكا أن لكل أسرة جندى فى الجيش الأمريكى ، يحارب الإرهاب .. بينما الرئيس الأمريكى يدعم الإرهاب !!! ..
** هل يتشرف القادة العسكريين للإجابة عن الأسئلة التى تدور فى الشارع المصرى ، ولا تجد لها طريقا فى القضاء الذى تم أخونته للدفاع عن الإخوان ..
** هذه التساؤلات هى ما هو دور حماس فى الهجوم على الأقسام وتهريب السجناء ، وحرقها ، وقتل ضباط الجيش .. وما هو دور حماس فى إقتحام السجون ، وهدم الأسوار وقتل المسئولين ، وتهريب السجناء ، ومنهم قادة من حركة حماس وحزب الله ، وقيادات الإخوان المسلمين أنفسهم الذين هربوا من السجون إلى التحرير ، وجعلوا من أنفسهم ثوار .. لماذا لم يتم التحقيق فى هذه الواقعة حتى الأن .. رغم سقوط العديد من القتلة من جنود وصف وضباط الشرطة .. لماذا تم إخفاء هذا الملف بالكامل بأوامر من رئيس الدولة الغير شرعى "محمد مرسى العياط" ..
** هل يتشرف القادة العسكريين للإجابة عن ما هو دور حماس فى تدمير الممتلكات العامة وحتى الأن .. وتصوير المتظاهرين بأنهم هم من يقومون بذلك لتشويه صورتهم أمام الرأى العام ، وأخص بالذكر المجمع العلمى بشارع مجلس الوزراء الذى تم حرقه من قبل عناصر من حماس والمتواجدين بمصر بكثافة ..
** هل يتشرف القادة العسكريين للإجابة عن تساؤلات الشارع البورسعيدى عن الأفراد الذين إقتحموا ستاد بورسعيد ، وأحدثوا هذه المجزرة البشعة ، والتى تسربت أخبار بأن هذه المجموعة لهم علاقة بالإخوان ، وإتهم فيها أبناء بورسعيد ، وحكم عليهم بالإعدام بالتضليل والكذب لغلق هذا الملف ؟  .. وكان الهدف هو الوقيعة بين شعب القاهرة وشعب بورسعيد حتى يسهل نقل سيناريو الفوضى الهدامة عبر المحافظات ..
** هل يتشرف القادة العسكريين للإجابة عمن هم قتلة متظاهرى الإتحادية وسحلهم من قبل ميليشيات الرئيس "محمد مرسى العياط" ، وقد رأينا بالصوت والصورة أمام أعيننا ، ويومها خرج علينا الرئيس الإخوانى "محمد مرسى العياط" محاولا طمس الحقيقة ، والكذب على الشعب بوجود مؤامرة ضد النظام ، وضد الدولة .. علما بأنه ليس رئيسا لمصر ، ولا يوجد نظام ، ولا توجد دولة .. ولولا وكلاء النيابة الشرفاء الذين رفضوا الإنصياع لأوامر النائب العام الإخوانى لوجدنا مهزلة لم تحدث فى تاريخ العالم ، وهو محاكمة الضحايا ، وتحويل الجناة والبلطجية وميليشيات الإخوان إلى أبطال ...
** هل يتشرف القادة العسكريين لكشف دور الرئيس وميليشياته فى تلفيق الإتهامات ، وقتل وسحل النشطاء السياسيين ، ومحاولة تكميم الأفواه بصورة قذرة ، وفرض الإخوان على الإعلام المصرى ، وعلى الصحافة المصرية ، وإتهام كل من يطالب بالحرية والديمقراطية ، وحقه فى الحياة الكريمة .. بالتأمر على الحكم ، ويتم سحله وضربه وتلفيق التهم له فى وجود وزير العدل الإخوانى ، المستشار "أحمد مكى" ، وفى وجود النائب العام الإخوانى ، المستشار "طلعت عبد الله" ، والذى يحاول بكل الطرق أن يدمر القضاء ، ويأخون رجال النيابة العامة !...
** هل كل ما يحدث فى مصر من فوضى إلى تخريب الإقتصاد المصرى ، إلى الإنهيار الأمنى .. لدرجة أصبحنا نتسول من الدول .. إلى إنهيار السياحة إلى الإعتصامات والعصيان المدنى الذى بدأ ينطلق فى كل محافظات مصر .. هل كل هذه الفوضى يراها الجيش المصرى ، إنها سياسة ، وإنها حراك سياسى ، وإنها أمر طبيعى ومعروف .. يعقب جميع الثورات والتحولات الكبرى ..
** هل الجيش المصرى يصر على أن يفرض على الشعب هذه الهرطقات والتصريحات الغير مسئولة والتى تصب فى صالح أخونة الدولة وتدميرها ، وتصب فى صالح الأهداف الأمريكية التى يخطط لها الحقير الرئيس أوباما ..
** هل يرى الجيش المصرى أن سحل المواطن "حمادة صابر" ، وهتك أعراض نساء مصر هو حراك سياسى ، ويمر مرور الكرام ، بغلق الملف وحفظه ..
** هل يرى الجيش المصرى أن تعذيب المواطن "محمد الجندى" فى معسكرات الأمن المركزى التى أصبح يديرها ميليشيات الإخوان ، ومنظمة حماس بمباركة وزير الداخلية ، وجهاز الشرطة .. هو حراك سياسى !!..
** هل ما يحدث على الحدود ، وقتل جنودنا وضباط القوات المسلحة المصرية الذين هم أبناء هذا الشعب ، وعملهم هو الدفاع عن الوطن فى الداخل والخارج ، لا يستوجب محاكمة الجناة والبحث عن المحرضين .. أم أن دماء المصريين أصبحت بلا ثمن أمام المخطط الأمريكى القطرى الإخوانى لإسقاط مصر ..
** مصر تسبح فوق بركان من الفوضى .. فالنشطاء والمدسوسين الذين ينتمون إلى "فريدوم هاوس" يمارسون عملهم التخريبى ، ويهتفون ضد الجيش المصرى .. فقد خرجت فتاة مأجورة تعمل لمصلحة هذه المنظمة ، تدعى "سالى توما" يوم الجمعة الماضى دون سبب معروف فى مظاهرة قادتها تحت عنوان "يسقط حكم العسكر" ، رغم أنه لم يكن هناك عسكر يحكم .. كما خرجت جماعة من المحسوبين على ألتراس الأهلاوى ، بعد دعمهم من المرشد العام للجماعة المضللة ، وإنطلقوا إلى وزارة الدفاع ، مطالبين بمحاكمة المجلس العسكرى .. وأطلقوا هتافات بإعدام المشير وعنان ، علما بأن مظاهرات الجمعة الماضية خرجت للتنديد بحكم الإخوان ، ومطالبة الجيش المصرى بالتدخل ..
** وهذا أكبر دليل على إستمرار سيناريو المؤامرة الوقحة التى تتعرض لها مصر لإسقاطها ، بمباركة أمريكا وتدعيمهم للإخوان الكذابون القتلة الإرهابيين لتنفيذها ..
** هل كل هذه الفوضى يراها المتحدث العسكرى أنها شئ طبيعى ؟؟!! .. هل قتل المصريين شئ طبيعى ؟ .. هل إسقاط مصر شئ طبيعى ؟ .. هل حرق المؤسسات ، وتدمير القضاء ، ومحاصرة المحاكم ، وإرهاب الإعلام شئ طبيعى ، يعقب كل الثورات .. هل إكراه الشعب على الدستور الباطل ، ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا لمنع قضاتها من أداء عملهم من قبل رئيس الدولة شئ طبيعى .. هل ما تم فى 25 يناير هو ثورة أم إنقلاب عسكرى محدود على السلطة .. هل طمس كل الحقائق ، وإعادة محاكمة رئيس مصر السابق ، وكل رموز الحكم السابق هو قانونى بعد أخونة القضاء وإرهاب المحاكم .. هل اللجوء من قبل التيار الإرهابى إلى إعادة محاكمة رئيس الدولة السابق "حسنى مبارك" لإلهاء الشعب عما يحدث فى مصر ، هو قانونى ، ويراه الجيش المصرى شئ طبيعى ؟ ..
** إن ما يحدث فى مصر هو الفوضى الهدامة التى دعت إليها "كونداليزا رايس" .. وعلى الجيش المصرى أن يتحمل مسئوليته التاريخية فى إنقاذ مصر .. وألا يكون متهما ومشاركا فى هذه المهزلة التى لن ينجو منها أحد سواء كان لواءا أم عسكرى جيش .. ويجب على كل سافل ومنحط وإرهابى يدعو إلى عدم تدخل الجيش ، أن يعلم أنه أحقر من الرد عليه .. ويجب على كل من يمول من منظمة "فريدوم هاوس" الصهيونية ، أن يدرك أنه آن الأوان لكشفكم أيها الملاعين ، وفضحكم .. فالوطن ينهار وأنتم تمارسون الخيانة للوطن ، وتدعون أنكم ترفضون حكم الإخوان ..
** أقول لكل هؤلاء ، وأسمائهم معروفة .. منهم أٌقباط ومنهم مسلمين .. إتقوا شر هذا الشعب إذا غضب .. وإتقوا الله فى مصرنا العزيزة .. وإذهبوا إلى الجحيم أنتم وأمريكا والإخوان !!!... وعلى الإعلام القبطى فى الداخل والخارج أن يعلم جيدا أن عدم إدانته لما تفعله أمريكا هو تأييد لجماعة الإخوان فى إستمرارهم فى الحكم وأخونة الدولة المصرية .. فعليهم أن يكشفوا عن وجوههم الحقيقية ، هل هم دعاة لهذه الفوضى ، أم أنهم يريدون أن ينجو الوطن من هذا الكابوس؟ ..
** كلمة أخيرة للجيش المصرى .. أنتم لستم جيش لحماية الإخوان الإرهابيين سواء شئتم أم أبيتم .. فهذا ليس دوركم ، وإنما دوركم هو حماية هذا الشعب الذى يقتل ويسحل ويغتصب ويعذب بأوامر من رئيس الإخوان الذى جعلتموه رئيسا لمصر ..
** لقد قالت الشرطة الوطنية كلمتها عندما خرج الأمناء يهتفون ضد وزير الداخلية "لا لأخونة الشرطة" ، ويطالبونه بالتسليح للدفاع عن الأقسام وعن الشعب ضد بلطجية الإخوان ، ويطالبون بمحاكمة وزير الداخلية ..
** فهل تنتظرون أن ينقسم الجيش ليخرج ويطالب بمحاكمة القادة العسكريين .. هل تنتظرون أن يتقاتل الجيش ، ويتحول إلى ميليشيات لحماية الإخوان الإرهابيين الكذابين ؟!!!!!.
** هذا هو نداءنا الأخير للجيش المصرى .. أن يعلم أن الكيل قد فاض بهذا الشعب !!!.
صوت الأٌقباط المصريين

بإسم الإسلام.. ينقبون "أم كلثوم" .. ويهتكون الأعراض/ مجدى نجيب وهبة

** كم من جرائم ترتكب بإسم الإسلام من جماعات إرهابية .. والإسلام منهم برئ ..
بإسم الإسلام .. رئيس الدولة يلتحى ويكذب ويضلل ويتحالف مع الشياطين لهدم وإسقاط وتدمير مصر !!! ..
بإسم الإسلام .. ظلت جماعات إرهابية وتكفيرية تمارس العنف والبلطجة والسطو على الممتلكات ، وهتك الأعراض منذ ثمانون عاما ..
بإسم الإسلام .. أطلق الزنديق "أبو إسلام" لحيته الماكرة ، وجعل من نفسه ومن لحيته قواد ، وإفتتح قناة للدعارة .. فلم يكن أمامه إلا مهاجمة الكنيسة والأقباط ووصفهم بالمومسات والداعرات .. وجعل من قناة الدعارة التى يقودها منبرا لنشر فضائحه وسفالته التى وصفت كل سيدات مصر بالعاهرات .. وذلك بإسم الإسلام !!..
بإسم الإسلام .. الشيخ "وجدى غنيم" ، مطرود من الوطن ، وكاره حتى لنفسه ، وهو سليط اللسان ، يحبس فى إحدى الغرف المغلقة فى إحدى الكهوف ، ليبث سمومه ويطلق سفالته ضد المصريين والأقباط ، ويحرض رئيسه وولى نعمته "محمد مرسى العياط" بالضرب بيد من حديد على كل المعارضين له ، ويهدد ويتوعد بإسم الإسلام !!...
بإسم الإسلام .. حرقوا الكنائس ، وقتلوا الأقباط ، ونهبوا وسرقوا الممتلكات .. وهم يكبرون "الله أكبر .. الله أكبر" !!..
بإسم الإسلام .. وبمساعدة رائدة الدعارة فى العالم "أمريكا" التى يرأسها حاليا اللقيط "أوباما" .. إحتلوا مصر وسطوا على البرلمانات وإغتالوا الصحافة والإعلام ، وأسقطوا القضاء ، وإغتصبوا الفتيات ، وإعتقلوا السياسيين ، وأطاحوا بالدولة المدنية ، وفصلوا دستور يدعم مصالحهم .. وتحالفوا مع كل شياطين العالم ، لإسقاط مصر وتركيعها .. والكارثة أن بعد كل هذه الجرائم المعلنة من هذه الجماعة ، يدعون التقوى ويطلقون اللحى ، ويتكلمون بإسم الإسلام !!...
بإسم الإسلام .. تعدوا على تمثال سيدة مصر الأولى "أم كلثوم" .. السيدة العظيمة التى وهبت حنجرتها وحياتها من أجل مصر .. غنت لها فى كل مكان فى العالم ، وجمعت الأموال فى حفلاتها لصالح المجهود الحربى بعد نكسة 1967 .. ذهبت للجبهة كى تغنى للجنود وسط القصف .. غنت أروع قصائدها فى 15 نوفمبر 1967 على مسرح الأولمبياد فى باريس "الأطلال" .. سقطت من على خشبة المسرح وهى تردد "هل رأى الحب سكارى مثلنا .. كم بنينا من خيال حولنا" .. عندما أصر أحد المعجبين تقبيل قدميها .. كانت تتوقف الحياة فى مصر وكل الدول العربية لتستمع إلى ملكة الغناء وسيدة مصر الأولى عندما كانت تشدو بأعذب أغانيها السيدة "أم كلثوم"!!! ..
** "أم كلثوم" .. لم تطلق رصاصة واحدة ، ولم تغتال وطن بأكمله .. ولم تتحالف مع الشيطان الأكبر "أمريكا" لإسقاط مصر ، وتدمير وأخونة الشرطة وإسقاط القضاء ..
** "أم كلثوم" .. لم تنهب ثروات الوطن وتبددها .. كما تفعلون أيها الأفاقون بإسم الإسلام .. بل جابت كل دول العالم .. و"أم كلثوم" كانت تستطيع بمكالمة واحدة أن تجمع مال قارون لأى أمير أو ملك عربى ولكنها لم تفعل ..
** "أم كلثوم" .. غنت رائعة حافظ إبراهيم "مصر تتحدث عن نفسها" .. "أنا إن قدر الإله مماتى .. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدما رمانى .. رام وراح سليما .. كم بغت دول على وجارت ثم زالت وتلك عقبى التعدى .. إننى حرة كسرت قيودى رغم أنف العدا وقطعت قيدى" ...
** فماذا أنتم أيها الكذابون من عظمة مصر وسيدة الغناء العربى "أم كلثوم" .. من أنتم أيها المارقون وأنتم تضعون النقاب حول وجه تمثال "أم كلثوم" .. بينما أنتم تعرون التلميذات بالمدارس وتنتهكون أعراضهم .. ولم تكن المرة الأولى التى يتهم فيها أحد المدرسين بمثل هذه الجريمة البشعة !! ..
** لقد إتهمت الست "أم أيمن" فتيات مصر بالدعارة .. وهى أحد توابع زمن النكسة وأحد مساعدي "محمد مرسى العياط" ، وعضوه بالبرلمان المنحل .. نظرت من نوافذ القصر قبل الأربعاء الدامى لشهداء قصر الإتحادية ، وإستطاعت أن تحرق الخيام والحواجز والأشجار ، وإدعت بالكذب والتضليل بإن المعتصمين يمارسون الجنس كاملا بداخل الخيام !! ...
** لم تختلف "أم أيمن" عن مدرس الكيمياء الملتحى بمدرسة "أبو المطامير" الثانوية للبنات ، الذى إعترف أنه ينتمى إلى التيار السلفى حيث إعترف بقيامه بتصوير تسعة طالبات بدون ملابسهن ، وهددهن بطبع الصور على سى دى ، حتى يجبرهن على ممارسة الجنس معه .. كما إعترف بتصويرهن على فلاشة مسجل عليها بالصوت والصورة الطالبات وهن عاريات !! ..
** وبعد القبض عليه والتحفظ على الفلاشة والموبايل .. تبين قيامه بتحميل عدة مقاطع لأفلام إباحية .. والكارثة أنه يقول "أنا أخاف الله" ...
** وسؤالنا هنا بعد هذه الواقعة الإجرامية .. ماذا لو كان صاحب هذه الواقعة مدرس مسيحى .. هل كان أهل الفتيات المغتصبات سيتركوه حتى يتم عرضه على النيابة والتحقيق معه .. هل كان سيتركه الجماعات المتطرفة والمواطنين لعرضه على الجهات المسئولة وتقديمه للمحاكمة .. هل كانت وسائل الإعلام ستتناول القصة بهذا الهدوء ؟ .. أعتقد أن الإجابة معروفة ، والسيناريو معد .. والذى يبدأ بالهجوم على كل منازل الأقباط وحرقها ونهبها ، وقتلهم وطردهم من المدينة أو القرية أو الحى ، وعقد جلسات عرفية ، وإصدار أحكاما مسبقة دون اللجوء للجهات القضائية .. وسيبرر الإعلام كل هذه الجرائم .. هذا بجانب حرق الكنيسة فى هذا المكان !!! ..
** دعونا نتذكر أنه كانت هناك حوادث مفتعلة لقصص لا ترقى لمستوى هذا الإجرام الذى مارسه الذئب "مدرس الكيمياء" ، فى مدرسة فؤاد عويس الثانوية بأبو المطامير ..
** كانت الأكذوبة الكبرى بالإعتداء على الشاب "جرجس بارومى" .. بائع فراخ ، وإتهامه بهتك عرض فتاة بالطريق العام .. ورغم إستحالة الواقعة ، وثبوت عجز الشاب عن الإقدام على هذا الفعل ، إلا أن الغوغاء بإسم الإسلام قاموا بالإعتداء على منازل الأقباط بالقرية ، وحرق ممتلكاتهم ، وبرر "الكمونى" الإرهابى ، قاتل شباب نجع حمادى شهداء الإرهاب "أبانوب وزملائه" .. أن دوافع جريمته هو الإنتقام للفتاة !!! ..
** هل تذكرون كيف هدمت كنيسة "صول" بمركز أطفيح .. نفس السيناريو بزعم وجود علاقة بين رجل مسيحى وسيدة مسلمة .. تطورت إلى سقوط قتلى وإنتهت بهدم الكنيسة ، وحرق منازل الأقباط ، وطردهم من منازلهم ...
** هل تذكرون أقباط العامرية .. وكيف هجروا من مساكنهم .. نفس السيناريو فى كل مرة ، وهو إتهام رجل مسيحى بوضع صورة لسيدة مسلمة على هاتفه المحمول ، وتم تداول الصورة .. وكلها إدعاءات كاذبة .. إلا أنها أدت فى النهاية إلى حرق منازل الأقباط وطردهم من القرية وحرق الكنيسة ونهب ممتلكاتهم !!! ...
** الجرائم كثيرة .. والإدعاءات يوميا ضد الأقباط والسيناريو هو النهب والسرقة والحرق والقتل بإسم الإسلام .. ولا يوجد من يحمى الأقباط فى مصر .. فالدعارة وهتك الأعراض مسموح فى دولة الإخوان ، عندما تصدر هذه الوقاحات من أبناء عشيرتهم .. والويل كل الويل لأقباط مصر لو صدرت شائعة بوجود تحرش لفتاة مسلمة من قبل رجل مسيحى !! ..
** هذه هى الحقيقة والواقع الذى يعيشه أقباط مصر .. فما أسعد أمريكا ورئيسها وشعبها بما يحدث فى مصر الأن من فوضى وقمع وبلطجة ..
** ما أسعد أمريكا وشعبها ، وهم يشاهدون كيف تحكم مصر الأن ، بزعامة الشاطر وعصابته .. فأمريكا هى التى ساعدت ودعمت هذه العصابة .. فلا خيرا مع هذه العصابة التى تحكم مصر .. لا حضارة ولا أمل ولا مستقبل .. ولا أحد يريد أن يتكلم ويدافع عن هذا الوطن .. فالمعارضة تمثيلية سخيفة يديرها البرادعى وعمرو موسى والسيد البدوى ، والأجهزة الأمنية والسيادية تراقب وتعلم أن الدولة إنهارت وهى سعيدة بهذه المهزلة .. لأنها تشارك فى المخطط الأمريكى لإفشال مصر !!..
** أما المأساة الحقيقية فهى تتلخص فى الإصرار على عقد المؤتمرات فى أمريكا وفى هولندا لبعض النشطاء من أقباط المهجر وإصدار البيانات الفاشينكية الماكرة والخادعة ، التى تدعى أنهم ضد ما يحدث فى مصر .. والحقيقة إنهم تجار موالد يؤيدون سياسة أمريكا ويدعمونها ، ولا تعنيهم مصر فى شئ .. نقول لهم "كفاكم .. كفاكم .. كفاكم متاجرة بقضايا أقباط مصر أو الحديث عن أنكم تمثلون أقباط مصر .. فقد سئمنا منكم ومن أفعالكم .. حفظ الله شعب مصر .. أقباطا ومسلمين .. رجالا ونساء .. شبابا وفتيات .. أطفالا وشيوخ من فحيح الأفاعى وعواء الذئاب !!!
صوت الأٌقباط المصريين

رؤية أوباما المفقودة في الأردن/ نقولا ناصر

(رؤية أوباما للأزمة في بلاده تتميز بوضوح يثير حسد الأردنيين لافتقاد النخبة الحاكمة والبرلمانية لديهم لرؤية مماثلة لا تخشى التحدث بلغته "الطبقية" عن العمال والأجور، والأغنياء والفقراء، وعن "قلة" تحتكر الثروة والحكم وامتيازاته)   

بغض النظر عن الحلول التي يراها الرئيس الأميركي باراك أوباما للأزمة الاقتصادية في بلاده، وبالرغم من عدم تعرضه حتى بالتلميح للبنية التحتية المسؤولة الأولى والأخيرة عن الأزمة الحالية وسابقاتها، ولم يكن من المتوقع منه أن يتعرض لها في الأقل لأن أكثر من سبعين بليونيرا ومليونيرا من أركانها مولوا حملتيه الانتخابيتين للرئاسة، فإن "رؤيته" المعلنة للمشهد العام للأزمة في بلاده، كما وردت في لغة خطابه عن حالة الاتحاد الأميركي يوم الثلاثاء الماضي، تتميز بوضوح يثير حسد الأردنيين لافتقاد النخبة الحاكمة والبرلمانية لديهم لرؤية مماثلة لا تخشى التحدث بلغة "طبقية" واضحة عن العمال والأجور، والأغنياء والفقراء، وعن "قلة" تحتكر الثروة والحكم وامتيازاته وفوائد الانفاق العام "وكثرة" مسحوقة بهذا الاحتكار لا يمكنها النظام الانتخابي من ايصال ممثلين حقيقيين لها إلى السلطة التشريعية لردع الاحتكار وفساد القلة الناجم عنه.
فمن قمة هرم قيادة حكم النظام الرأسمالي العالمي الأول والأكبر في الولايات المتحدة شاهد أوباما "أرباح الشركات تحلق عاليا كما لم ترتفع في أي وقت" مضى بينما "بالكاد تحركت الأجور والدخل لأكثر من عقد من الزمن" لعامة الشعب.
ورأى أن "مهمتنا" هي التأكد من أن هذه الحكومة تعمل باسم الكثرة وليس باسم القلة فقط"، وعرف هذه "القلة" بأنها "الواحد في المائة الأغنى من الأميركيين".
ولاحظ بأنه "على مدى السنوات القليلة الماضية عمل الحزبان (الديموقراطي والجمهوري اللذان يتناوبان الحكم) كلاهما معا على تخفيض العجز، غالبا من خلال التخفيضات في الانفاق"، كما لاحظ بأن "البعض في الكونجرس اقترح منع التخفيضات الدفاعية فقط بإجراء تخفيضات أكبر في أمور مثل فوائد التعليم والتدريب على الوظائف والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي" ليستدرك معترضا على ذلك بقوله: "لكننا لا نستطيع أن نطلب من المواطنين المسنين والأسر العاملة أن يتحملوا كل عبء تخفيض العجز بينما لا نطلب شيئا أكثر من الأغنى والأقوى".
وليضيف متسائلا باستنكار: "لماذا نختار إجراء تخفيضات أعمق في التعليم والرعاية الصحية فقط من أجل حماية الاعفاءات من الضرائب للمصالح الخاصة؟ كيف يكون ذلك عادلا؟ وكيف يعزز ذلك النمو؟".
ليخلص من ذلك إلى الاستنتاج بأن "الشعب الأميركي يستحق قانونا للضريبة ... يضمن بأن لا يتمكن أصحاب المليارات .. من دفع معدل للضريبة أدنى من المعدل الذي تدفعه سكريتراتهم".
وبعد أن أشار أوباما إلى أن العامل الأميركي بدوام كامل يحصل على (14500) دولار في السنة قال إن أسرة عامل كهذا مكونة من الأبوين وطفلين سوف تظل "تعيش تحت خط الفقر، وهذا خطأ"، ليخلص إلى القول: "دعونا نعلن بأنه يجب أن لا يعيش احد يعمل بدوام كامل فقيرا في الدولة الأغنى في العالم" لأن "الشعب العامل لا يجب أن ينتظر رفع الحد الأدنى للأجر سنة بعد أخرى بينما ارتفع أجر المدراء التنفيذيين أعلى من أي وقت مضى".
جاء في بحث لمكتبة الكونجرس الأميركي أن "البنية الطبقية في الأردن تشبه هرما" تجلس فوق قمته "مجموعة صغيرة ثرية"، و"في قاعدة الهرم طبقة أدنى كبيرة تضم أعدادا متزايدة من العاطلين عن العمل"، وفي "مناطق تتمدن بسرعة مثل عمان" العاصمة "بدأت العلاقة شبه الأبوية للأغنياء مع الفقراء في الانهيار وحلت محل قيم المساواة القديمة فروقات طبقية على أساس الدخل ونمط الحياة".
 تقدر مراجع عدد العمال في الأردن، وهم جزء أساسي من "قاعدة الهرم" الطبقي، بأكثر من مليون ونصف المليون عامل لا يسمح النظام الانتخابي بأي تمثيل حقيقي لهم في الهيئات التشريعية.
إن ظاهرة تزايد النقابات العمالية المستقلة الجديدة المرخصة وغير المرخصة خلال العامين المنصرمين دليل ملموس على أن النقابات واتحاداتها القديمة قد تحولت إلى تابع للنخبة الحاكمة والبرلمانية تفتقد ثقة قواعدها المفترضة بها. صحيح ان الاتحاد العام لنقابات العمال في الأردن سجل سابقة بدخول الانتخابات الأخيرة لأول مرة بقائمة عمالية ومهنية منبثقة عنه، لكن عشرين مرشحا في القائمة بين (1425) مرشحا ومرشحة لا يعكسون الحجم الحقيقي للمفترض أن يمثلهم الاتحاد حتى لو نجحوا جميعهم، فكم بالحري وقد نجح رئيس القائمة فقط !
توجد وفرة تصل حد التخمة في مقترحات التغيير من أجل الاصلاح في الأردن، لكنها تنحصر في رؤية قاصرة على إصلاح ما يسميه الماركسيون "البنية الفوقية" القانونية والسياسية للنظام الاقتصادي، يدفن الجدل حول تفاصيلها تناول رؤية جذرية أكثر للبنية التحتية للانتاج وملكيته وتبادله وتوزيعه وهي وحدها المسؤولة عن الوضع الراهن المأزوم اقتصاديا وسياسيا أزمة تجعل تغييره وإصلاحه مهمة يستحيل تأجيلها.
ولأن البنية التحتية هي التي أفرزت نخبتها الحكومية والبرلمانية الحالية، فإن توكيل هذه النخبة، وبخاصة مجلس النواب، بمهمة التغيير والاصلاح كأداة لحل الأزمة فيه تناقض واضح يحكم مسبقا باستحالة نجاح أية مشاريع جذرية للتغيير والاصلاح.
في الثاني عشر من شباط الجاري لامست الكاتبة الصحفية لميس أندوني عقدة التناقض بين "التغيير الإصلاحي" المنشود في الأردن وبين "أدوات" تنفيذ هذا التغيير، وتساءلت عما إذا كان البرلمان الحالي "هو الأداة المناسبة والفاعلة"، مذكرة بوجود "إقرار رسمي بضرورة تغيير قانون الانتخاب لضمان عدالة التمثيل" ومسلطة بذلك الأضواء على صدقية الصفة "التمثيلية" لهذا البرلمان، ولخصت رؤيتها لحل هذا التناقض في مستهل مقالها بقولها إن "التغيير الاصلاحي يحتاج إلى رؤية ترافقها إرادة سياسية"، وهو ما يذكر بأن "الإرادة السياسية" ليست متوفرة ل"رؤية" كهذه بعد، أو هي غير متوفرة بوضوح كاف، كما كانت واضحة على سبيل المثال رؤية أوباما.
إن إشادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أثناء استقباله الأسبوع الماضي نظيره الأردني ناصر جودة في واشنطن، بالانتخابات التشريعية الأخيرة بوصفه لها أنها كانت "علامة فاصلة هامة" لا يمكن تفسيرها بانفصال أميركي عن الواقع بقدر ما كانت مباركة أميركية لاجراء سياسي يحظى بمعارضة وانتقادات شعبية واسعة في الأردن، وكانت هذه إشارته الوحيدة إلى شأن داخلي اردني بالاضافة إلى ما وصفه ب"القضية الأكثر ضغطا" المتمثلة في تدفق اللاجئين السورين على المملكة وتذكيره بمبلغ (52) مليون دولار ساهمت بها بلاده للتخفيف من ضغطها على المملكة، عدا عن ذكرياته مع ناصر جودة في "تناول الطعام في صحراء وادي رم" و"ركوب الدراجات النارية على أمتداد البحر الميت".
وفي إطار العلاقات الثنائية التاريخية والوثيقة أشاد كيري أيضا ب"العلاقة التاريخية الهامة جدا" بين البلدين، وقد كان الدور الاقليمي للأردن وتعزيزه يحظى بالقسط الأوفر من الدعم الأميركي للمملكة، وكان هذا الدعم ناجحا حتى الآن في تحقيق اهدافه، وهو مستمر. فقد كان ناصر جودة ثاني وزير خارجية بعد نظيره الكندي يستقبله نظيرهما جون كيري بعد أن خلف هيلاري كلينتون في منصبها، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند، التي ستترك منصبها لجنيفر ساكي، إن استقباله يشير إلى "الدور الرئيسي الذي يلعبه الأردن في الشرق الأوسط".
لكن الشأن الداخلي الأردني الذي يعزز هذا الدور ويؤمن استمراره لم يحظ بالقدر ذاته من الاهتمام الأميركي، لا بل إن "المشورة" الأميركية للأردن في شأنه الداخلي لم تكن معنية تاريخيا بالتغيير والاصلاح السياسي، بينما كانت "المشورة" الأميركية بتحرير الاقتصاد وخصخصة القطاع العام ذات نتائج عكسية وقادت إلى الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية التي تهدد استقرار المملكة وبالتالي تضعف من دورها الاقليمي المنشود أميركيا.
فهل سيقود الفشل المتوقع لمجلس النواب الجديد في أن يكون "هو الأداة المناسبة والفاعلة" لأي تغيير جذري يقود إلى إصلاح في العمق إلى تنشيط "المشورة" الأميركية في الشأن السياسي الأردني لاحتواء المضاعفات السلبية لمثل هذه الفشل المرتقب على "الدور الرئيسي الذي يلعبه الأردن في الشرق الأوسط" الذي تحرص واشنطن عليه؟ إنه سؤال ينتظر الإجابة عليه في المستقبل القريب.    
* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com
 

في لامبال/ سامح عوده

مدير دائرة الإعلام – محافظة قلقيلية

لامبال تلك  المدينة الفرنسية الوادعة.. تقع في  الشمال، قريبة من البحر، صغيرة بعدد سكانها، جميلة بطبيعتها، فيها يتكئ الفجر على جناح غيمة، ويسكن المطر سماءها، ويستمر الهطول على مدار الفصول، فيها المطر له رونقه الفريد، لا مكان للقحط أن يسكنها، فيها طبيعة خضراء تأسرك بين تدرج ألوانها كأنها لوحة " سريالية " تتداخل فيها الألوان، ثلاثية الأبعاد ربما أو في كل زاوية من زواياها تجد للإبداع مكاناً .

في لامبال ..
 أناس طيبون أكثر من الطيبة  نفسها، أرواحهم نقية أكثر من النقاء نفسه، يعملون بلا تردد مثابرون يربطون الليل بالنهار حتى تكون مدينتهم مزاراً عالمياً، إنه الإنسان الذي ولد في أحضان طبيعة عذراء يسكنها السحر، يؤمنون بأن الوقت مهم..!! وأن الساعة ذات الستين دقيقة يجب ألا تضيع  هباءً لذلك فهم أسنان في ماكنة الإنجاز التي لا تتوقف عن العمل.
هم .. كما عرفتهم أنيقون بأرواحهم عذبة أخلاقهم لا يدخل اليأس قلوبهم، لهذا فمدينتهم الوادعة تكبر في عيونهم يوماً بعد يوم، يعتزون بثقافتهم وتضامنهم مع البسطاء أمثالهم، لقد رأيت العلم الفلسطيني في عدة زوايا من المدينة فزاد إعجابي بهم ، وأدركتُ أن فلسطين ليست وحيدة في درب التحرر الطويل .

في لامبال ..
للصباح رائحة خاصة  فالنقاء والبهاء والمطر والشمس وإن بدت خجولة لا تغيب عن جدران المدينة، فنجان القهوة الفرنسي يأخذانك على بساط الريح نحو المدى الفسيح لتعود بالذاكرة إلى بدايات عصر النهضة، تستعرض فيلماً حيوياً يمثل قصة الإنسان المبدع الذي تمرد على الظلم، فأتى بحضارة أذهلت البشر .
للصباح  " اوركسترا " خاصة فيها عازفون محترفون، أينما تنقلت تجد مقطوعةً موسيقية متزنة، ولا تشعرُ بالغربة هناك، لأن الصباح الذي يولد من رحم الليل البارد لن يكون إلا صباحاً نقياً بامتياز .

في لامبال ..
ثقافة فريدة وانفتاح على ثقافات الأرض، فيها العلم أساس، والبسطاء هناك لا يملون من القراءة والمتابعة، ولا يحددون عمراً للثقافة فكبار السن والشباب والشابات ينهلون من الثقافة قدر المستطاع، ولا يضيعون وقتهم هباءً، ثقافتهم تذهلك، إن ناقشك أحدهم أقنعك، وإن تكلمت أصغى إليك -خاصة إن كنت صاحب قضية- فالثقافة في نظرهم لا تعني أن تكون متعصباً لفكر، فهم يؤمنون بحرية الفكر ولا أحد يفرض عليهم ثقافته .
في المدينة مكتبة تتزاحم فيها الثقافات والترجمات وفيها موظفون لا ينامون الليل، يحاولون توفير ما تيسر من مؤلفات وترجمات، رأيت فيها كتبا عن القضية الفلسطينية وترجمات لمحمود درويش، وادوارد سعيد الأمر الذي زاد إعجابي بهم .  

في لامبال ...
تسكنُ الأصالة عمرانها .. فبيوتها العتيقة منذ قرون تأسرك وأنت تمعن النظر في الأكواخ ذات الحجارة البركانية، لم يهدموها  جددوها حتى تلامس فيها الماضي العريق والحداثة المبتغاة، حجارتها البركانية تتعدد ألوانها،  وأشكالها تسير على النسق نفسه، فإن تجولت بينها لا تجد بيتاً شاذاً.
البناءون وإن تمرسوا في البناء لا يميلون إلى بناء الجديد على أنقاض القديم، مهارتهم وظفوها في تحديث القديم، أينما ذهبت في المدينة ترى إبداعا خلاّقا، فيها المؤسسات العامة شامخات والمدارس تتعدد اختصاصاتها إن دخلتها أدركت أنها وجدت للتعليم ليس إلا . 

في لامبال ..
أرض خضراء على امتداد البصر، مساحات شاسعة الامتداد مزروعةً لم يقسمها الزمن إلى قطع صغيرة، فالأرض هناك ليست لمن يملكها إنما لمن يزرعها ويحافظ عليها، لذلك فهي منتجة تدر الخير على العاملين فيها، لا شقاء للفلاح في زراعتها فهو استطاع وبحنكة تامة أن يوظّفَ تكنولوجيا العصر لتكون مساعداً له في زراعة الخير وجنيه، أينما ذهبت لن تجد أرضاً بورا ولا تجد من يلوثها، هناك كل شيء مرتبط بالأرض لذلك فإن هذا المشهد يغرقك بالتفاصيل عندما تعلم أن الإنسان والحيوان يأكلان مما تنتج الأرض.

في لامبال ..
خيولٌ من زمان غابر، ضخمة عالية القامة، تأسرك إن تجولت في إسطبلاتها، لها وطن هناك في حضن الطبيعة، إن أمعنت فيها النظر تسرَ، وإن حاولت الاقتراب منها ترى جفون الليل في عيونها، أليفة نقية العرق، حافظ عليها " اللامباليون " لتكون شاهداً على عظمتهم، للخيول في تلك المدينة المسكونة بأرواح الملائكة حكايا .. وحكايات، فأينما تجولت في شوارع المدينة المرصوفة بحجارة " الجرانت" ستجد أكثر من شاهد يدلك على أن في البلدة تاريخا من الفروسية غيرَ معهود، فيها رؤوس الخيل تماثيل أمام البلدية، والإعلانات تملأ الجدران ..
للخيل ذات السلالة النقية منظر خاص، لأن العظمة والجمال والقوة تتجلى فيها، تربت تلك الخيلُ على أخلاق الفرسان، حقاً إنهم الفرنسيون أصحاب الرقة والنضارة يصقلون كل شيء برقتهم، ويمزجون إبداعاتهم برشة عطرٍ تتجلى في كل شيء .. حتى في تلك الإسطبلات المشيدة بلمسة مبدع، لن تعرف أنها مكان للخيول إلا إذا دلك عليها القريبون منها، لنظافتها وجمالها، ومعمارها الجميل .

في لامبال ..
تركتُ أشياءً كثيرة هناك، نعم .. ربما تعجزُ الحروف عن وصفها، أو قد لا تجد وصفاً يليق بها، هناك .. في تلك المدينة كل شيء أسير للمطر، كل شيء أسير للغيث، كل شيء أسير الهطول..
هناك .. تركت المطر النقي
 والطبيعة العذراء.. وذكريات في مقاهيها
 تركت فنجان قهوتي تحت المطر .. وتركت الناس الطيبين ..
تركت علماً فلسطينياً وكوفية، على أكتاف الشباب موضوعة، تركت هناك عطر الصديق .. والخل الوفي، تركتهم يصفقون للدولة الفلسطينية، ويرفعون علامات النصر، تركت خرائط فلسطين في كل مكان زرته، تركتُ في لامبال عطر الوطن الجريح، وقصص المعاناة وجرح شعبي الغائر ..
هناك في تلك المدينة الوادعة .. تركتُ الجرحَ مفتوحاً للريح وللملح.. تركته مفتوحاً أمام فصول الذاكرة التي تلبدت بالدمار.. وباختصار تركتُ بعضاً من وطني هناك ..
علم مرفوع في أعلى السارية كلما نظرت إليه دلك أن فجر الحرية قادم لا محالة ..!!       

التعليم والثقافة يرغيان الإبداع/ فاطمة الزهراء فلا‏


 أحبائي في كل مكان من عالمي اللانهائي عالم الإبداع أكتب إليكم من الصالون الثقافي للمبدعات بقصر ثقافة المنصورة , هذا العالم المبهج , الملون بألوان الطيف ,
 يفيض علينا بسحره, وجماله , فترتدي عرائس الإبداع أثوابها المزركشة في المساء
ها هو المسرح يستعد لاستقبال المبدعات  , يدق ثلاث دقات , ينطفئ النور , ويفتح الستار , هاهم المسئولون يبتسمون في فرحة , فالمسرح يمتلأ بالمتفرجين , يبدأ الدكتور محمود الشافعي في تقديمه للصالون الثقافي للمبدعات والتي أثبتت الفكرة روعتها مع الأيام , وما أجمل أن تزرع شجرة تلقي ظلالها علي مر الزمان, ثم يبدأ الدكتورمحمد عبد المتعال في إلقاء كلمته والتي أكد فيهاعلي إنه البروتوكول بين التربية والتعليم والثقافة في منظومة متكاملة ,,,,,و وأن الطلبة حينما حرموا من حقهم في ممارسة هواياتهم الإبداعية تعلموا العنف , لذا وجب علي من يعملون في مجال التعليم أن يبحثوا عن المواهب , ويقدمون لها الرعاية الكاملة , ثم بدأت الشاعرة فاطمة الزهراء فلا مديرة الصالون في تقديم المواهب من مدرستي شها الثانوية للبنات , والمنصورة الثانوية للبنات, وبدأت في التعريف بالصالون الذي يستضيف كبار المبدعين ليتعرفوا علي الصغار , وبدورهم يتعرفعليهم من لا يزالون في بداية الطريق, كان موضوع الصالون عن أم كلثوم إبنة الدقهلية التي خلدت اسم مصر ورفعته في المافل الدولية وكانت سفيرة لبلدها ..ثم بدأت مباراة الإبداع في تنافس جميل طالبة من مدرسة شها , ثم طالبة من مدرسة الثانوية بنات وكن علي التوالي ..نورهان حسام..شعر , آية رضا.. أغنية ياقدس, مني مجدي أغنية لمصر, ياسمين الغيطي..شعر , سمر محمد بدير.. غناء , فاطمة أبو العز..شعر, وهند جمال غناء ..وطني حبيبي, ونجاة الدكروري غناء..وتبقي التحية لمدراء المدارس الذين آمنوا بالفكرة الأستاذة عزيزة سمك مديرة مدرسة الثانوية بنات والأستاذ
محمد عيد مدير مدرسة شها الثانوية, والسادة المشرفين الذين حضروا مع الطالبات في جو يوحي بالتشجيع

اشيتاق.. (نافذُة الوَجدانْ ويَقظة الحُلم الوَردي)/ خالد الأسمر


أشتاقُ..
لجرح يخرق
 شقوق الذكرى
ومسامات المدى.
لأشياء صغيرة:
 محبرة الحب،
 مسرح الدُمى الندامى،
 عصى موسى.


 تلوح في تلافيف الأمس،
 صور فوتوغرافية،
غارقة في ضوضاء المدينة:
 حين أقترفنا الحب خلسة،
 وقضمنا تفاح العشق الشهي،
 ثم أطلقنا من أقفاصها أسراب
 من يمام أبيض زاجل،
 لتوصل رسائل التيم
 لكل يابسٌ ويم.

أشتاق لزخات مطر عابر كعطر،
 ما زلت استشعره كلما
 مرت صورتكِ في بالي،
 لموسيقى الأثير على ضفاف
 بحيرات القرنفل والبنسفج،
 ولقاءات الصفاء،
 حين تلامسنا تحت مظلة ملونة،
 أمام سيرك هازج/
فما الفرح الإ ساعة من الفرج،
 لا تدوم ما بين غمام الغم
 وأغاني الغربة.

أشتاق ليداكِِِ الشفافتين،
 كينبوع ماء عذب،
 وتمثال من عاج ومرمر.
جسدكِِِ أرقُ من حرير، مخمل دمشقي/
 وصفحة صافية من كتاب السماء،
 قلبكِ  ألمع  من ذهب،
 أكبر من حديقة غناء  ويشدو  كغدير.

ما يخطر في البال،
 هذا الوجه الساحر،
 يقظة الورد أوائل الربيع،
بداية البراعم مع سقوط الندى،
 شجر لوز أزهر وأينع.
 أذكر قدكِ المياس،
 صدركِ بساتين من رمان وكرمة،
جسدكِ قصبة ناي،
 وانا الراعي العازف منذ الأزل.
أظنني أملك زمام نفسي ونفسك،
 ونتوق دوما ان تتوجنا الحرية برداءها
الأحمر عند الفجر،
 وعند الظهيرة
 وعند الغسق.

تولستوى يشهد بعظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/ حسن سعد حسن

كان (ليو تولستوي) روائيا  روسياً ،ومصلحاً اجتماعياً وداعية سلام، ومفكرا أخلاقياً، وعضوا مؤثرا في أسرة تولستوي. أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام)، و(أنا كارنينا)، وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.
لقد أضمر الكاتب الروسي احتراماً خاصاً للأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي.
قال تولستوي الفيلسوف الروسي (1) تحت عنوان (من هو محمد؟) :
(إن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) هو مۆسس ،ورسول الديانة الإسلامية التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مائتا مليون نفس).(فى هذا الوقت )
ثم قال:(ولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في بلاد العرب سنة 571 بعد ميلاد المسيح (عليه السلام) من أبوين فقيرين، وكان في حداثة سنه راعياً -يرعى الغنم- وقد مال منذ صباه إلى الإنفراد في البراري والأمكنة الخالية، حيث كان يتأمل في الله، وخدمته (أي طاعة الله وعبادته على دين إبراهيم عليه الصلاة ،والسلام). إن العرب المعاصرين له عبدوا أربابا كثيرة، وبالغوا في التقرب إليها واسترضائها، فأقاموا لها أنواع التعبد، وقدموا لها الضحايا المختلفة، ومنها الضحايا البشرية، مع تقدم سن محمد كان اعتقاده يزداد بفساد تلك الأرباب، وأن ديانة قومه ديانة كاذبة، وأن هناك إلهاً واحداً حقيقياً لجميع الشعوب. وقد ازداد هذا الاعتقاد في نفس محمد حتى اعتزم في نفسه أن يدعو مواطنيه إلى الاعتقاد باعتقاده الصحيح الراسخ في فۆاده.

وبعد ما بين تولستوي خلاصة الديانة الإسلامية قال: (وفي سني دعوة محمد الأولى، تحمل كثيراً من اضطهاد أصحاب الديانة القديمة، شأن كل نبي قبله نادى أمته إلى الحق، ولكن هذه الاضطهادات لم تثن عزمه، بل ثابر على دعوة أمته، مع أن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل أنه نبي الله الوحيد بل اعتقد أيضاً بنبوة موسى والمسيح (عليهما السلام) ودعا قومه إلى هذا الاعتقاد أيضاً، وقال إن اليهود والنصارى لا يكرهون على ترك دينهم، بل يجب عليهم أن يتبعوا وصايا أنبياءهم)..
(ومما لا ريب فيه أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من عظماء الرجال المصلحين، الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتۆثر عيشة الزهد، ومنعها من سفك الدماء، وتقديم الضحايا البشرية، وفتح لها طريق الرقي والمدنية.
وهذا عمل عظيم، ورجل مثل هذا لجدير بالاحترام ،والإجلال).
صلى الله عليك وسلم حبيبنا يا رسول الله