اين تقودنا حركة حماس في غزة؟/ سري القدوة

هل الشهيد هيثم المسحال ليس فلسطيني وهل استهدافه بصاروخ لا يعنيكم .. وماذا عن التهدئة اللعينة التي وقعتها حركتكم مع اسرائيل .. وأين تقف كتائب القسام من هذا الاختراق الكبير للتهدئة .. وهل ستبقي رسائلكم بنفس اللهجة واللغة العقيمة وتوجيه اللوم لسلطة اسلوا كما تصفونها .. ام انكم اصبحت اليوم جزء مهم منها !!! .. وتعملون علي خدمة اجندة اسرائيلية من خلال سيطرتكم علي قطاع غزة بالقوة المسلحة ..؟؟؟
هل دماء الشهيد المسحال ستوقف التهدئة وتسرع في مصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن اختطاف غزة .. ؟؟؟
علامات فارقة وأسئلة خطيرة مطلوب الاجابة عليها بدلا من اعتقال ابناء الجهاد الاسلامي والاشتباك معهم ومطاردة السلفيين وحصارهم في غزة وزجهم في زنازين الامن الداخلي .. ؟؟؟
اعتقد ان حماس اليوم تعيش في مازق كبير ستدفع ثمنه قريبا ولا مجال في نهاية المطاف الا للحقيقة التي تمتلكها جماهير شعبنا حيث لا يمكن لشعب الانتفاضة ان يصمت علي هذا العدوان والهدنة الهشة والمشبوه في نفس الوقت ولا يمكن لشعب الشهداء ان تنالوا من صموده ..
اليوم دماء الشهيد المسحال تعريكم وتفضحكم تماما امام جماهير شعبنا الفلسطيني البطل ولا يمكن لمؤامرة اختطاف غزة ان تستمر بين صراعات ايران والإخوان المسلمين ..
اليوم تعمل حركة حماس جاهدة علي المتابعة الميدانية لمطلقي الصواريخ تجاه المدن الاسرائيلية وقد اقامت مؤخراً في قطاع غزة هيئة قديمة جديدة تسمى 'هيئة الضبط الميداني'، هدفها إحباط عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه اسرائيل.
وتعمل عناصر القسام وبشكل مباشر علي الاشراف علي هذا الجهاز حيث تسعى جاهدة لعدم تصعيد الموقف في القطاع، عبر كبح جماح بعض المجموعات المسلحة التي تقوم بين الحين والآخر بإطلاق صواريخ وقذائف الهاون باتجاه اسرائيل.
وقد باشرت حماس في تدريب العناصر التابعين  الي هذا الجهاز الجديد وتم تعزيزه بقوات إضافية جديدة ووسائل قتاليه حديثة، حيث يقوم الافراد التابعين لهذا الجهاز بدوريات على المناطق الحدودية وهم يرتدون الزي المدني والعسكري.
وقام افراد هذا الجهاز خلال الاسابيع الاخيرة باعتقال عناصر تابعة لمنظمة الجهاد الاسلامي ، بعد ان حاولوا إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل، حيث اعلن افراد هذا التنظيم الذين تحتجزهم اجهزة حماس في سجونها، الاضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم .
وقامت وحدات الضبط الميداني التابعة لوزارة الداخلية الحمساوية بغزة بإطلاق النار على سيارة مسؤول كتيبة عبد الله السبع بلواء الشمال التابع لسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي بمدينة بيت حانون حيث اطلقوا عليه زخات من الرصاص الحي وإصابة سيارته ونجاته ومن ثم قامت باعتقاله في زنازين الامن الداخلي ...
كل ما يجري في غزة من مؤامرات باتت تحاك في ايران وتدار في غزة بعد تفاقم الاوضاع بين مجموعات حماس المتناحرة التابعة للإخوان المسلمين في كل من قطر ومصر ومجموعات ايران في غزة بات الخاسر الوحيد هو الوطن .. الخاسر الوحيد هو المواطن .. الخاسر الوحيد هي فلسطين التي عشنا وفنينا عمرنا من اجلها .. وقدم شعبنا خيرة قياداته وشبابه شهداء من اجلها .. وما اصعب هذا اليوم الذي نرى فيه قطر – وايران  تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني وتسرق القضية الفلسطينية لأهداف مشبوه تماما ولا يختلف احد عن دور ( قطر ) القادم في المنطقة في ظل التغير العربي علي صعيد المحاولات المتكررة لسرقة الثورة في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا ..
في ظل ذلك نتساءل بشكل منطقي وبعد سبع سنوات عجاف من الانقسام الي اين تقودنا حركة حماس في غزة .. هل فعلا يجب علينا انهاء الانقسام اليوم ام الاستمرار فيه يعد حماية لحكم حماس في غزة ..
هل فعلا الانقسام يضر بالشعب الفلسطيني .. او أن الاستمرار في الانقسام واختطاف غزة من الممكن ان يعزز قضيتنا ويفتح لنا افاق دولية جديدة ؟؟؟ ..
هذا ليس مجرد تسائل بل وجهة نظر العديد من ( قادة حماس ) بل اسلوب عمل ( الحركة ) علي الصعيد السياسي و( دبلوماسية حماس الوليدة الجديدة ) والتي يقودها تيار حماس في غزة لضرب حماس في الخارج والتي يقودها تيار حماس مشعل – قطر .. وبين ( حماس غزة وحماس مشعل – قطر  ) ضاعت فلسطين وتاهت القضية واستمر الانقسام وتعززت اركانه وأدواته وبات دماء الشهداء تجارة رابحة لحماس اليوم ...
ان شعبنا الفلسطيني وفصائله المناضلة تعي جيدا حقيقة الاهداف الخبيثة للانقسام والدور الحمساوي المشبوه حيث لا بد من انهاء حالة الانقسام بكل الطرق المناسبة وبات المطلوب من القيادة الفلسطينية تشكيل حكومة فلسطينية هدفها الاساسي هو انهاء الانقسام وتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث من مؤامرات تستهدف وجودنا الوطني والقومي .
ان جماهير شعبنا لن تسكت امام هذه المؤامرات وستتصدى لكل من يحاول القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولكل قوة خارجة عن القانون تحاول المساس  بمؤسسات الشعب الفلسطيني التاريخية تعمل علي بث الفرقة والتمزق بين شعبنا وحركته الوطنية .

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net
infoalsbah@gmail.com

شيعة عليّ أم شيعة معاوية/ أسعد البصري

تردد فرسان الشام البواسل في معركة صفين حين استشهد عمار بن ياسر ، وفي جيش معاوية صحابة و رواة حديث و حفظة قرآن . تفشى بين جنود معاوية بن أبي سفيان حديث النبي محمد بن عبد الله (( ويل عمار تقتله الفئة الباغية ... )) ... فخرج الداهية معاوية خطيبا في الوجوه الدمشقية الشجاعة والسواعد المفتولة . فقال بأن ( الفئة الباغية ) هي التي تدفع بشيخ طاعن في السن نيّفَ على التسعين عاما إلى أتون حرب ضروس ، و مهلكة أكيدة . قال هذه هي الفئة المتبلدة الشعور والباغية ، ثم نظر معاوية في وجه صاحبه الداهية عمرو بن العاص وهو يبتسم وقال : لو أراد القتال معي لأثنيته عن الدم والقتال وأكرمت شيبته .
بعد أن تكلم معاوية بهذا الدهاء والمكر تبدد التردد وتصاعدت صيحات المقاتلين بالعودة إلى القتال والحرب . هؤلاء كلاوچية التاريخ الإسلامي .
هل شيعة العراق اليوم هم شيعة عليّ أم شيعة معاوية ؟؟ . إن ما عند هؤلاء القوم من دهاء يفوق ما عندهم من تقوى ، تعالوا نقرأ معا .
حين تُحرق الولايات المتحدة الجيش العراقي المنسحب في طريق صفوان و حفر الباطن عام ١٩٩١م يضعون اللوم كله على الرئيس صدام حسين ، فهو مَن أرسلهم . بل يتحالفون مع أمريكا . حتى حين حاصرتنا أمريكا لأكثر من عقد من الزمن ، وأصابنا الجوع والوباء ونقص الدواء ، حتى أكلنا الحمير والقطط وبعضنا البعض . يقولون السبب هو الرئيس صدام حسين ولا لوم على أمريكا . بل عام ١٩٩٥م كان المجلس الشيعي الأعلى ممثلا بالسيد محمد باقر الحكيم و السيد باقر الزبيدي يدعون صراحة إلى تشديد الحصار و عدم رفعه حتى سقوط النظام العراقي . حين تضرب قوات الإحتلال الأمريكي الفلوجة بالفسفور الأبيض والأسلحة الكيمياوية نهاية ٢٠٠٤م ، تنزل معهم القوات الحكومية العراقية و فيلق بدر للقتال و ذبح الناس في الشوارع ، فقد تم اختصار الناس هنا إلى مجرد إرهابيين .
حين توافق الحكومة العراقية على كل شروط الخميني عام ١٩٨٢م وتتراجع إلى الحدود ، لوقف إطلاق النار والحرب مع إيران ، لكن الخميني الدموي الشوفيني المجرم يستمر بالحرب الرهيبة حتى عام ١٩٨٨م ولا يوافق على السلام إلا بمقولة إجرامية رهيبة (( شرب السّم أهون عندي من قبول السلام )) وفعلا مات بعد شهور من السلام . مع هذا كل الجنود العراقيين الأبطال الشهداء الكرام في الحرب العراقية - الإيرانية يتم اختزالهم اليوم إلى مجرد قتلى . لماذا ؟ لأن صدام حسين أرسلهم إلى الحرب ، هو مسؤول عن قتلهم وليس الخميني والأطماع الفارسية بالعراق . حين يتم قتل العراقيين المسالمين بدم بارد قبل أيام في الحويجة من قبل قوات رئيس الوزراء نوري المالكي يقف معظم الشيعة على أرض التبلد والصمت عن الإجرام . مجرد مقبرة جماعية للكلاب الإرهابيين السنة أحباب عمر و عائشة النواصب القتلة أعداء الزهراء و ثاكلي زينب . مختار العصر السيد نوري المالكي يكتسب شعبية كبيرة كبطل شيعي بقتل هؤلاء المواطنين العراقيين .
هؤلاء شيعة معاوية الداهية أم شيعة عليّ التقيّ المؤمن ؟؟
.......................
هامش /
........................
يقولون ل حسن النواب لماذا تبكي على مذبحة الحويجة هناك خمسة جنود ذبحوا في الأنبار بعد ذلك . عجيب . مذبحة الحويجة بقرار رسمي سياسي و بيد القوات المسلحة العراقية . مقتل خمسة جنود هو فعل عصابات متطرفة مجهولة . ألا تشعرون بالفرق ؟؟ .
حسنا عندي سؤال رجاء . ماذا كانت تفعل البيشمرگة شمال العراق أيام النظام السابق ؟؟ . هل نسيتم هوسة الأمهات أهل العمارة (( طرگاعة اللّفَتْ برزان بيّس باهل العمارة )) لأن مصطفى البارزاني صار يقتل الجنود وصارت مواكب الجثث تصل المحافظات العراقية ومنها العمارة سبعينات القرن الماضي . لم يفسرها الشعب عنصريا ضد الأكراد حينها بل فسرها سياسيا وألقى باللوم على النظام العراقي أكثر من المسلحين الأكراد . لأن النظام كان يقتل أكرادا أيضا ... أليس كذلك ؟؟ .
لماذا أصابكم التخلف العقلي و تبلد الإحساس فجأة ، أو كما يصفها الصديق حسن النواب ( العمى ) والظلام .
ماذا كان يفعل حزب الدعوة ، والمجلس الأعلى و فيلق بدر و حتى قوات الأنصار الشيوعية في الشمال بل وحتى المفكر أحمد القبّنچي ؟؟؟ ماذا كانوا يفعلون أيام المعارضة ثمانينات القرن الماضي يا عباقرة ؟؟؟ . كانوا يقتلون جنودا عراقيين ويعلنون ذلك كعمليات بطولية في منشوراتهم و بياناتهم . أفيقوا قاتلكم الله . إن وجود كتاب شجعان كالشاعر حسن النواب يمنحني فرصة ترك الفيس بوك والتفرغ لكتابة رواية ربما ، دون قلق ، فهناك مروءة و إبداع و وطنية كمروءة وإبداع و وطنية حسن النواب . لكن كيف أرتاح وأهجر الفيس بوك وحضراتكم تخلطون بين قرار القوات المسلحة العراقية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي بسحق المتظاهرين العُزّل و صناعة مذبحة رسمية . وبين عصابة تذبح خمسة جنود في الأنبار ؟؟؟؟؟ . كيف تفكرون ؟؟ اشرحوا لي ... شلون دبرتوهه .
.

حالة انبهار: لوحة طافحة بجموحاتٍ بارعة نحو رحابِ الطُّفولة/ صبري يوسف

هذه اللَّوحة تمنحني فرحاً عميقاً لا يضاهى، تحرِّضني على الرَّقص من بهجةِ الانتعاش، كأنّي أعبر في عوالم غابة حلميّة، متناغمة مع همهماتِ كائناتٍ مبهرة وتغريد وزقزقات طيور خرافيّة بديعة، منبعثة من أزمنة غابرة، تلهو مع كائنات متماهية مع آفاقٍ أسطوريّة في غاية الجَّمال والوئام. تعيد إلى ذاكرتنا عشرات القصص والحكايات التي كنّا نسمعها من خلال تدفُّقات روعة الخيال. ما هذا البهاء الموشوم على كائنات متراقصة بانسجامٍ مدهش، كائنات متلألئة بجمالٍ خلاب، كائنات فريدة، متعانقة مع سموِّ الرُّوح وهي تحلِّق عالياً كي تعانقَ ألق السَّماء وتعانقَ حميميّات الطُّفولة المعشَّشة في كينونتنا منذُ أمدٍ بعيد!                                               
كلَّما أنظرُ إلى هذه اللَّوحة، أزدادُ إندهاشاً، وكأنّي أراها للمرّة الأولى، تبدو لي متطايرة من بساتين الجّنة، من خيالٍ متهاطلٍ على إيقاعِ شهوةِ المطر، حيث الألفة منسابة بشكلٍ مبهر على مساحات اللَّوحة، بتقنياتِ فنّانٍ منعتقٍ من شوائب الحياة، بحثاً عن عرين الجَّمال المتناثر فوق أغصانِ الدُّنيا، وكأنَّ هدف الفنَّان هو استنهاض عالم طفولي شفيف من هذه الكائنات الَّتي تتراقص بمرحٍ كبير لبسمةِ وحنينِ الأطفال، حتّى أنّني في الكثير من الأحيان، أشعر وكأنَّ مملكة الفنّان مفتوحة على نضارة الأطفال وهم في أوج حبورهم وأحلامهم ولَهْوِهم في عالمٍ بديعٍ إلى أبعدِ درجاتِ البهجةِ والإمتاع!                                                                
لوحة تحمل بين فضاءاتها كرنفالاً لونيِّاً مخضَّلاً بالجَّمال، أشبه ما تكون سيمفونيّة مستنبطة من تلألؤاتِ الرُّوح في ليلةٍ قمراء، مملكة متعانقة مع أسرارِ الدُّنيا، شوقٌ مفتوح إلى الذَّاكرة البعيدة، هي تدفُّقات حنينيّة إلى مروج الطُّفولة، حلمٌ باذخ نحوَ ظلالِ السَّماء الشَّاهقة، قبلةُ عشقٍ على خدودِ الصَّباح، حوارُ الرُّوح مع الكائنات كلّ الكائنات، بسمةُ طفلٍ في وجهِ الرَّبيع، عناقُ الأمِّ لزخّاتِ المطر، لوحة من نكهةِ الإبتهال، تتعانقُ مع جموحِ الشُّعراء في أوجِ تحليقاتهم، هي رحيقُ الشّعرِ المندّى بسموِّ السَّنابل، هي روح الشِّعر في أوجِ الاشتعال، هي صدرالدِّين أمين وهو يحلِّق نحو معراجِ بهجةِ السَّماء، بحثاً عن أسرار الفرح، بحثاً عن الماءِ الزُّلال، بحثاً عن حوارِ الأرضِ والسَّماء، وغوصاً في سديمِ اللَّيلِ، لعلَّه يغفو بين أهازيجَ الطُّفولة.                                                          
الفنّان صدرالدِّين أمين طفلٌ معرَّشٌ في حبقِ النّعناع البرّي، طيوره الَّتي يرسمها شفيفة كمآقي الزُّهور، كأنَّ أجنحتها مستنبتة من بخورِ الأديرة القديمة، تعبقُ شذىً وألقاً، تناغي أزاهير غافية عند تخوم أحلام الطُّفولة. هل هي طفولة الفنّان أم طفولتي أم طفولة المشاهدين، أم هي حنين مفتوح إلى مروج طفولتنا البكر جميعاً؟ لماذا يحنُّ الفنَّان والشَّاعر والإنسان إلى الطِّين الأوَّل، هل تولد اللَّوحة من تطاير هواجس الأحلام المنبثقة من عطشِ الرُّوحِ إلى مهدِها الأوَّل، هل نحن أنشودةُ عشقٍ مفروشة على مآقي الغمام، أم أنَّنا تدفُّقات نسيم مندّى بتواشيح أريج الصَّباح؟!                                                                                                    
أرى عالماً معبّقاً بالابتهال على مساحاتِ اللَّوحة، وأطفالاً مضمّخينَ بنضارةِ الاخضرار. تمدُّ طفلةٌ يدها إلى طائرٍ موشّحٍ بازرقاقٍ فاتح، يهفو إلى مداعبة سمكة صغيرة، مسترخية بين أحضانِ طفلة حالمة بمرجان البحر! عناقات بهيجة على امتدادِ وهجِ الخيال، كأنّنا إزاء كرنفالٍ عشقي بين كائنات منسابة فرحاً ومتآلفة مع بعضها بعضاً، يقدّمُهُ لنا الفنّان في إطار طقوسٍ لونيّة راعشة، في غايةِ الرَّوعةِ والإنسجام. حوارات انتعاشيّة متماهية مع تلاطماتِ شهوةِ البحارِ وهي في خضمِّ بحبوحةِ الإنتشاء.                                  
تتراقصُ على مساحاتِ اللَّوحة، انسيابات لونيّة متدفِّقة فوقَ جباهِ كائناتٍ عطشى إلى عبقِ أزاهير برِّية، احمرارٌ ساحرٌ يتمايلُ فوق عيونٍ زرقاء وبتلات معرّشة باخضرارٍ شفيف. تسطع غزالة جامحة بشموخٍ وهي تصغي إلى هسيس دبيب الأرض وخشخشات بعض الزّواحف. اختبأ بعض القطا خلف تلّة مكتنفة بالسَّحالي الصّغيرة، كأنّها في انتظار هديل اليمام من جوف الوادي المملوء بالزَّنبقِ والنَّفلِ البرّي. ترقص الكائنات الجَّميلة على إيقاعِ دفءِ النّهار. تفرشُ الشَّمسُ حبّها على روعة المكان. يراودني كثيراً انكماش الإنسان بعيداً عن شموعِ الخير وأغصانِ الجِّمال. كيف لا يستمدُّ الإنسان من كلِّ هذه الحفاوة والتَّناغم بين الكائناتِ البرّية والأهلية، خيوط الحبِّ والمؤانسة بين بني جنسه، عابراً بكلِّ رعونةٍ دهاليز معتمة، كأنّه في سباقٍ مع ألسنة النّارِ في بثِّ جحيمِ نيرانه على خدودِ الدُّنيا!
مسحةٌ أليفة تضيءُ جفونَ الغابات، من خلال رؤى خلاقة تعرّشَتْ بينَ أجنحةِ الفنّان، منذ أن تفتَّحَتْ مآقيه على وجهِ الدُّنيا، لهذا تتبرعمُ كائناته في فضاءاتِ ألوانٍ مرفرفة بأجنحةِ الفرح والوئام والأمل، تسطع كوهجِ الشَّمسِ وسطوعِ منارةِ القلبِ، مترجماً بكلِّ ما لديه من جمالٍ خلاق، شوقَ الرّوحِ إلى أبهى ما في خصوبةِ الحياةِ من تدفُّقاتِ لجينِ الإبداع!                                           
                 
ستوكهولم: نيسان (أبريل) 2013                                                                                       صبري يوسف                                                                                                         أديب وفنّان تشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
 

الحياد الفلسطيني والقرار المستقل/ د. مصطفى يوسف اللداوي

الحيادُ صفةٌ عزيزةٌ، وقد أضحت نادرة، وهي سلوكٌ صعب، يتناقض مع الفطرة، ويتعارض مع طبائع الإنسان، الذي هو بطبيعته متدخلٌ حشور، يحب أن يدس أنفه في كل مكان، ويحشر نفسه فيما لا يعنيه، ويتنطع لما لا يقوى عليه، ويتصدر لما ليس له، ويتدخل في شؤون الآخرين دون أن يسألوه المساعدة، أو يطلبوا منه العون، رغم أن الحياد خلق، وعدم التدخل في شؤون الآخرين فضيلة، إلا أن الإنسان عدوٌ لكثيرٍ من الفضائل.
لكن قد لا يملك الإنسان حرية القرار، فيضطر أن يكون طرفاً مع حليفه، أو عضداً لمن يخاف منه، وسنداً لمن لا يتفق معه، وقد لا يستطيع الاحتفاظ بصفة الحياد، ولا يُسمح له أن يبقى بعيداً، يشاهد ويتابع ولا يتدخل ولا يتأثر، فقد يجر رغماً عن أنفه، ويجبر على الانغماس والتدخل، على غير إرادةٍ منه ورغبة، وقد لا ينفعه تمنعه، ولا تجدي سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها ويحرص عليها، وقد سبق جورج بوش الإبن في حربه على ما يسمى بـــ"الإرهاب" بهذا المعنى فقال "من ليس معنا فهو علينا"، وهو ما يجعل الحياد قراراً صعباً لا يقوى عليه الجميع، ولا يستطيع الالتزام به الكل، ولا يقوى على تحمل تبعاته سوى الأقوياء.
ومع ذلك فإن على الفلسطينيين رغم ضعفهم أن يكونوا دوماً على الحياد فيما يتعلق بالشؤون الداخلية للدول، العربية والإسلامية وغيرها، فلا يتدخلوا في شؤون أي دولة، ولا يكونوا جزءاً من أي معادلة داخلية، أو تركيبةٍ طائفية، ولا يشتركوا في لعبة التجاذب السياسي، ولا يكونوا عوناً للأنظمة على شعوبها، ولا عيوناً له على مواطنيه، ولا ينخرطوا في صفوف الشعب، متظاهرين أو مقاتلين، ضد الأنظمة والحكام، وإن كان ظلمهم بادياً، وجورهم عالياً، إلا أن هذا لا يبرر لهم أن يصطفوا، أو يبيح لهم أن يشتركوا في المعارك الداخلية، لصالحِ فريقٍ ضد آخر، فعليهم أن ينأوا بأنفسهم حقاً، ويبتعدوا فعلاً، ويكونوا على الحياد التام، وألا يقبلوا أن يكونوا في ميزان أحد، أو ورقةً في يد أي فريق، مهما كانت المغريات أو العواقب.  
الفلسطينيون ليسوا كغيرهم من الشعوب العربية، فلا دولة لهم ولا كيان، ولا حكومة تجمعهم، ولا نظام ينسق مواقفهم، وإنما أكثرهم شتاتٌ مبعثر، وضيوفٌ لاجئين، يقيمون في بلاد اللجوء، ويتوزعون في الفيافي والقفار، يحملون بطاقة اللاجئ البيضاء، فلا يتمتعون بموجبها بأي ميزة كالتي يتمتع بها المواطنون، وإن كانوا يعيشون في بعض الدول العربية بكرامةٍ ويلقون فيها حسن معاملة، لخلقٍ في إخوانهم، ولقوانين تحسن إليهم، وتتسع لهم ولا تضيق عليهم، فإنهم في بلادٍ عربية أخرى يعانون ويضهدون، ويحرمون ويعاقبون، فلا سماحة خلقٍ تتسع لهم، ولا قوانين إنسانية تستوعبهم، ولا أمن عامٍ يرأف بهم، أو ييسر دخولهم وإقامتهم.
وعلى كل الأطراف أن تدرك أن الورقة الفلسطينية حساسةٌ جداً، فلا ينبغي اللعب بها، أو توظيفها أو استغلالها، أو استخدامها في غير مكانها، واهدارها في غير موقعها، فمكانها الصحيح هو في فلسطين، في مواجهة العدو الصهيوني، وقتاله ومقارعته بكل السبل الممكنة، فهذا هو ميدان الفلسطينيين، وساحة جهادهم، وإن كنا نقدر أن شعوب أمتنا العربية لم يقصروا معنا، ولم يتأخروا يوماً عن نصرة قضيتنا، ومساندة شعبنا، فقد قاتلوا إلى جانبنا، واستشهدوا من أجل قضيتنا، وسجنوا لمقاومتهم، ومنهم من كان رمزاً لمقاومتنا، واسماً لكتائبنا، وهو سوريٌ جاء إلى فلسطين مقاتلاً، وعلى أرضها استشهد.
الفلسطينيون يؤمنون بكرامة الأمة، وعزة أبنائها، وأن من حقهم الحرية، وتحقيق العدل، ورفع الظلم، والانعتاق من حالة الذل التي يعيشونها، والتخلص من سرابيل الإهانة التي يتلقونها، ولهم الحق في أن يثوروا ويطالبوا برحيل أنظمتهم، واستبدالها بمن هم خير منها، ينتخبونهم من بين صفوفهم، ويحضعونهم لمراقبتهم واستجوابهم، وإذا تطلب الأمر وتجاوزوا الحد، فإنهم يخرجون عليهم، ويطالبونهم بالرحيل أسوةً بمن سبق قبلهم، فهذا شأنهم، وهو من حقهم، ولا يجوز لغيرهم أن يمنعهم، أو يتدخل ضدهم، ففي الوقت الذي يقر فيه الجميع بخصوصية اللاجئ الفلسطيني، فلا يجوز لأي نظامٍ أو قوة أن يستقوي بهم على خصومه، أو يساوم عليهم، ويهدد بهم.
إزاء هذا الموقف الذي ينبغي أن يكون، فإن على كل الأطراف المتنازعة، وعلى الحكومات الجديدة، أن تراعي أن الفلسطينيين يدفعون ثمن القتال، ويعانون في مناطقهم ربما أكثر مما يعاني غيرهم، وكثيرٌ منهم قد قتل، وآلافٌ منهم قد شردوا، تاركين بيوتهم ومتاعهم نهباً للصوص، الذين عاثوا في بيوتهم فساداً، وقد كان حرياً بكل الأطراف، أن يجنبوا المخيمات ويلات القتال، وأن ينأوا بقذائفهم بعيداً عنها، إذ أين يذهب الفلسطينيون المشردون، وقد أضرت بهم الأحداث كثيراً، فتركيا لا تقبل بهم دون تأشيرةٍ، وهي لا تمنحها، ومصر لا ترحب بهم وتضيق عليهم، وتطالب برحيلهم، ولبنان يخاف منهم ويحاول التقليل من أعداهم، والأردن يرفض استقبالهم، ويستبقيهم على الحدود والبوابات، وإلى العراق الذي أذاقهم من العذاب ألواناً لا يحبون اللجوء، وقد رحل منها كل إخوانهم، وبقية الدول العربية لا ترحب ولا تسمح ولا تستقبل.
لهذا ينبغي على الفلسطينيين جميعاً، السلطة والفصائل الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقوى المجتمع المدني، أن يعلنوا جميعاً بصوتٍ واحد، وبلسانٍ بينٍ واضح، أننا لسنا مع فريقٍ ضد آخر، ولن نكون أداةً في يد أحد، ولا نقبل أن نكون بندقيةً مأجورةً لأي فريق، فلا نقاتل أحداً، ولا نقف في خندقٍ ضد آخر، وإن كانت لنا أمانينا، ووجهات نظرنا، فإننا نحتفظ بها لأنفسنا، ولا يعيبنا صمتنا، ولا يخزينا رقادنا، فهذه المعركة ينبغي أن نكون في منأى عنها، لئلا يحاسب شعبنا، ويعاقب أبناؤه، وتدفع الأجيال ضريبة تدخله، وعاقبة انحيازه، فلنتجنب التدخل والانجرار، حتى تبقى بيارقنا مرفوعة، وصفحاتنا ناصعة، ونواصينا عالية، وقراراتنا مستقلة.

كن حذرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا/ محمود غازي سعد الدين


   سؤال بات يطرح نفسه هل العراق مقبل على التقسيم على اسس قومية وطائفية ؟ وخصوصا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في قضاء الحويجة بين المعتصمين في جمع العزة والكرامة وقوات من الجيش العراقي ؟ اعتصامات باتت رائحة البعثية تفوح من خيامهم وازكمت  الأنوف ويقودها المطلوب عزت الدوري بتأييد من جماعات النقش بندية  الارهابية .
 الغريب انه حينما يأتي حديث التقسيم فان السعودية وتركيا وقطر وجامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي والأحزاب القومجية في العراق والطائفية وجماعات القلقشندية وفيالق الارهاب يصبح خطابهم واحدا يعارضون ايضا فكرة تقسيم العراق على اسس طائفية ,,, وتجد اصواتهم قد علت بان العراق واحد لا يتجزأ !!! ولكن لم هذه المعارضة انها فقط لغاية في انفسهم القذرة عند خروج نداءات لإقامة كيان شيعي في الوسط والجنوب .
المطربة احلام في برنامج ARAB IDOL قالت لإحدى المشتركات ان العراق واحد ولا يتجزأ فأقام البعض الدنيا ولم يقعدوها في صفحات الفيس بوك والتويتر على رأس المسكينة , رغم ان المشتركة لا تعرف من العربية شيئا سوى النزر القليل من الكلمات العربية وتتحدث بلغة الاشارات , فلهجتها الام هي الكردية , ورغم ذلك فقد تم اختيارها لصوتها واحساسها الذي اعجبهم  رغم ان اللجنة لم تفهم حرفا واحدا مما غنته المشتركة وعندما تغني بصوتها الجميل تضرب اللجنة اخماسا في أسداس !!
هل وصل مستوى تفكيرنا الى مثل هذه الضحالة , ونبعد كل شيء عن معناه الحقيقي ونستبدل الصوت العذب والجمال  وبرنامجا يقدم مواهب وأصوات عذبة ,, الى لغة طائفية وقومية !
  رحمك الله يا فنانا القدير جعفر السعدي عندما كنت تقول عجيب امور غريب قضية , فهؤلاء الطائفيون والقومجية وأصحاب اجندات التقسيم يدركون جيدا ان اي تقسيم طائفي للعراق سيضع 9 محافظات  او اكثر تحت سيطرة الاحزاب الصفوية الايرانية الامبريالية الاستعمارية  العميلة سموها ماشىتم او الوطنية الخالصة اللاتي لا تشوبها شائبة فهذا ليس موضوعي !! حينها ستقع اكثر من 80 بالمائة من منابع النفط في ايديهم ,, ويتعزز النفوذ الايراني بقيادة ولي لا فقيه ايران ,, ويكتمل بزوغ الهلال الشيعي ويصبح بدرا ,, والذي يخشاه القرضاوي وغيره من المنافقين ,, اعود وأقول الضغط من قبل هؤلاء  عبر الاعتصامات والتي دخلت القاعدة بقوة بينها والتهديد والوعيد الذي يمارسونه جهارا نهارا عبر تفجيرات وقنابل وذبح وقتل  ,, فقط لإخضاع الطرف الاخر وإضعاف سلطة المركز التي باتت اكثر قوة وخصوصا  بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات الاخيرة , وقوفي  ضد اقامة كيان شيعي او سني او مسيحي او على اساس قومي  من باب ان هذا المشروع هذا سيقضي ويجهز نهائيا على ظاهرة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي  وهذا ما يحاولون الوصول اليه ,, التعايش السلمي الذي هو سمة المجتمعات المتحضرة والذي نتلمسه هنا في اوربا ,, فجاري شيعي وجاري الاخر يزيدي ,, والأخر سني ,, وفي المدرسة والدورة والعمل والشارع وقد قلتها في دورة الاندماج لأصدقائي انظروا كيف فرقنا الطغاة والمفسدون والمتطرفون , وجمعتنا الديمقراطية وحقوق الانسان ودول القانون .
ما حدث في قضاء الحويجة اليوم بعد فض اعتصام المعتصمين , ودخول قوات للجيش العراقي للقبض على بعض المطلوبين للقضاء العراقي بعد الاعتداء على نقطة تفتيش وقتل بعض افرادها , وما تبعته من اشتباكات مسلحة وقعت بين الطرفين ادت الى سقوط العشرات بين قتيل وجريح يعد مؤشرا خطيرا في انزلاق العراق الى حرب اهلية واسعة وهي هدف بعض المنتفعين من هذا الاقتتال , هذه الاحداث لم تأتي من فراغ فمن استمع الى خطب من اعتلوا المنابر يجد ما يقوم به هؤلاء من تحريض وشحذ هذا الطرف ضد ذاك , فاذا كان رب الدار بالإرهاب ناقرا وناعقا فشيمة المعتصمين الارهاب والتفخيخ .
 هناك الكثير من المنتفعين مما يجري وكما يقال يا من تعب يا من شقى يا من على الحاضر لقي , هؤلاء لا تهمهم وان كانت هناك انهار من الدماء تجري دون توقف  . 
 هذه اللحمة يجب ان تبقى ,, وان اختلفنا في عمر وعلي وابي حنيفة والشافعي وجعفر الصادق والامام الرضا ,, وكما يقال فاختلافنا هذا لا يفسد في القضية ودا ,,, فليكن خلافكم جميعا مع وضد من يروج للقتل والفتن والتناحر ,, العراق يحتاج انقلابا فكري على جميع الصعود ورؤى جدية لبناء دولة حقيقة وبعيدا كل البعد عن اية اجندات متطرفة , حينها تقطفون ثمار ما تزرعون  ...

           بلجيكا

الإرهاب.. وماركوس وولف "الإسلامي"!/ صبحي غندور

هاهو الإعلام الإميركي، والغربي عموماً، يعود بعد التفجير الإرهابي في بوسطن، إلى تذكير العالم بما حدث في العقدين الماضيين من أعمال إرهابية في الولايات المتحدة وفي أمكنة أخرى مختلفة قامت بها جماعات تحمل أسماء دينية إسلامية.
وهناك مقولتان تتقابلان في محاولة تفسير أسباب ظاهرة التطرّف العنفي الذي يحصل باسم "جماعات إسلامية":
- المقولة الأولى، وهي في معظم مصادرها غير عربية وغير إسلامية، تتراوح بين ربط هذه الظاهرة المعروفة الآن باسم "الإرهاب"، بغياب الديمقراطية في المجتمعات العربية والإسلامية أو بالفقر الاجتماعي، وبين اتهام الدين الإسلامي نفسه بأنه يُحرّض على استخدام العنف!.
- المقولة الأخرى، وهي في معظم الأحيان من مصادر عربية وإسلامية، تعيد في تفسيرها الأسباب لظاهرة التطرّف العنفي، إلى مسؤولية الغرب عموماً، وأميركا خصوصاً، عن اضطرار هذه الجماعات لاستخدام أسلوب العنف المسلّح ضدّ المدنيين والأبرياء.
وفي المقولتين إجحافٌ للحقيقة، وقصورٌ عن الرؤية الشاملة للواقع.
فالمقولة الأولى "الغربية" تحاول أن تنفي مسؤولية الغرب عن "ظاهرة الإرهاب" وتعيد المشكلة فقط إلى الأوضاع الداخلية في الدول العربية والإسلامية، أو إلى التفسيرات الخاطئة للدين. لكن كيف يفسّر أصحاب هذه المقولة "الغربية" ما حدث في ولاية أوكلاهوما الأميركية (عام 1995) من عملٍ إرهابي كانت خلفه جماعة إرهابية أميركية، رغم وجود الديمقراطية في أميركا وعدم علاقة تيمثي ماكفي بالعرب وبالمسلمين؟! أو أيضاً مذبحة أوسلو منذ عامين في النروج، التي قام بها النروجي العنصري المتطرف أندرس بريفيك؟! أو ما شهدته مدارس وجامعات ومتاجر أميركية من أعمال عنف مسلحة راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى ولم تكن بفعل عرب أو مسلمين؟!.
وكيف يفسّر الأوروبيون ما كان يحدث في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وأسبانيا من عمليات إرهابية قام بها أتباع لجماعات متطرّفة، وبعضها كان يمارس العنف المسلّح بطابع "وطني تحرّري"، مثل "الجيش الجمهوري الأيرلندي" في بريطانيا، وجماعات "الباسك" في أسبانيا؟!
أمّا المقولة الأخرى "الشرقية"، فهي أيضاً تحاول التملّص من مسؤولية الذات العربية والإسلامية عن بروز ظاهرة الإرهاب، وتسعى إلى تغليف الأزمات الفكرية والسياسية والاجتماعية بشعارات الدفاع عن الدين أو الطائفة أو الوطن!. إذ كيف تفسّر هذه المقولة ما حدث في أفغانستان عقب سقوط النظام الشيوعي في كابول وانسحاب القوات الروسية منها، حيث شهدت أفغانستان أعنف المعارك وأقصى درجات الإرهاب على المدنيين حصيلة الصراع بين الجماعات المسلّحة التي كانت تقاوم ضدّ النظام الشيوعي؟
إنّ هذا ما حدث أيضاً من اقتتال داخلي في الصومال والجزائر في عقد التسعينات، وما حدث بين اللبنانيين أنفسهم خلال سنوات الحرب الأهلية، وهو ما يحدث الآن في العراق وسوريا بأشكال مختلفة ..
هناك بلا شك مسؤولية "غربية" وأميركية وإسرائيلية عن بروز ظاهرة الإرهاب بأسماء "إسلامية"، لكن ذلك هو عنصر واحد من جملة عناصر أسهمت في تكوين وانتشار هذه الظاهرة. ولعلّ العنصر الأهمّ والأساس هو العامل الفكري/العَقَدي، حيث تتوارث أجيال في المنطقة العربية وفي العالم الإسلامي مجموعةً من المفاهيم التي يتعارض بعضها مع أصول الدعوة الإسلامية، وحيث ازدهرت الآن ظاهرة فتاوى "جاهلي الدين" في قضايا عديدة، من ضمنها مسألة استخدام العنف ضد الأبرياء أو التحريض على القتل والاقتتال الداخلي.
إنّ التمييز مطلوب بين حالات ثلاث: التطرّف، والعنف المسلّح، والإرهاب. فالتطرّف الفكري والسياسي قد يكون حقّاً مشروعاً في أي مجتمع لمن يشاء السير فيه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار .. أمّا استخدام العنف المسلّح، فهو محكوم بضوابط دينية وأخلاقية وقانونية على مستوى الدول والجماعات والأفراد، ولا يعني مخالفة طرفٍ لهذه الضوابط أنّ استخدامها بات مشروعاً لدى أيِّ طرفٍ آخر. ولا يجوز أصلاً الخلط والمزج بين "العنف المسلح المضبوط" وبين أساليب "الإرهاب" بما يعنيه من قتل للأبرياء في أي مكان.
ولقد كان لحكم "العسكريتاريا" في معظم دول العالم الإسلامي، مسؤولية كبيرة عن غياب الحرّيات السياسية والفكرية ممّا دفع بعض الجماعات الدينية إلى أسلوب العمل السرّي وإصدار الفتاوى بلا مرجعيات صحيحة. لكن هي كذلك أزمة فكرية في مسبّبات ظاهرة التطرّف المسلّح باسم الدين، حينما ضعفت الانتماءات الوطنية وساد بدلاً منها "هويّات دينية"، جامعة في الشكل لكنّها طائفية ومذهبية في المضمون والواقع. ولعلّ بروز ظاهرة "التيّار الإسلامي" بما فيه من غثٍّ وسمين، وصالحٍ وطالح، في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، ما كان ليحدث بهذا الشكل لو لم يكن هناك في المنطقة العربية حالةٌ من "الانحدار القومي" ومن ضعفٍ للهويّة العربية كحصيلة لطروحات وممارسات خاطئة جرت باسم القومية وباسم العروبة فشوّهت المضمون ودفعت بالنّاس إلى بدائل أخرى، إضافةً إلى الفراغ الحاصل نتيجة غياب المرجعية العربية الصالحة التي كانت عليها مصر ومؤسساتها الدينية والسياسية قبل أربعة عقود.
ولعلّ هذه العناصر كلّها هي المسؤولة معاً عن وجود ظاهرة الإرهاب باسم الدين الإسلامي، لكن سيبقى إصلاح الفكر الديني والسياسي هو المقدّمة الأولى لبناء مستقبل أفضل متحرّر من إرهاب الدول والجماعات.. في الداخل والخارج.
***
ورغم أهمية كل العناصر التي سبق ذكرها، فإنّ إلقاء الضوء على عامل آخر ربما يزيد الأمور وضوحاً في العالمين العربي والإسلامي. فقليلون من العرب والمسلمين يعرفون اسم "الدكتور ماركوس وولف"، الذي كان لمدّة خمس وثلاثون سنة مديراً للمخابرات في ألمانيا الشرقية،  قبل سقوط الاتحاد السوفييتي وتحطيم جدار برلين والنظام الشيوعي فيها.
الدكتور وولف "الشيوعي" أشرف لسنوات على توجيه قيادات في جماعات كانت تعمل في دول العالم الثالث بأسماء منظمات شيوعية مسلّحة، وبعض هذه الجماعات كان على صلة بمنظمات فلسطينية مسلّحة قامت في السبعينات بخطف طائرات مدنية وبعمليات عسكرية في أوروبا.
وعندما سقط النظام الشيوعي في برلين، حاول الدكتور وولف (اليهودي الأب) اللجوء إلى إسرائيل والعيش فيها، ثم تبيّن أنه كان على علاقة وطيدة بالمخابرات الإسرائيلية خلال فترة عمله كمدير لمخابرات ألمانيا الشرقية!!..
وكثيرون من العرب يذكرون حجم الضرر الذي لحق بالمقاومة الفلسطينية وبمنظمة التحرير الفلسطينية حصيلة العمليات العسكرية التي جرت خارج الأراضي المحتلة وضدَّ المدنيين في أوروبا، وكيف تحوّلت "منظمة التحرير" في نظر العديد من الأوروبيين من حركة تحرير وطنية إلى منظمة إرهابية ..
***
فهل كانت صدفةً سياسية أن يتزامن لصق تهمة الإرهاب، التي جرت في التسعينات، بالعرب والمسلمين في العالم كلّه، وليس بالغرب وحده، مع خروج أبواق التعبئة الطائفية والمذهبية والإثنية في كلّ البلاد العربية!!
ففي غياب المشاريع الوطنية التوحيدية الجادّة داخل البلاد العربية، وفي غياب المرجعية العربية الفاعلة، أصبحت المنطقة العربية مفتوحةً ومشرّعة ليس فقط أمام الاحتلال الأجنبي، بل أيضاً أمام مشاريع التقسيم والحروب الأهلية التي تجعل المنطقة كلّها تسبح في الفلك الإسرائيلي. وفي غياب المفاهيم الصحيحة للمقاصد الدينية، والقصور في شرح مضامينها السليمة، يصبح سهلاً استخدام الدين لتبرير العنف المسلّح ضدَّ الأبرياء والمدنيين، وأيضاً لإشعال الفتن المذهبية والطائفية. وسوء كلا الأمرين يكمّل بعضه بعضاً، فتكون الأوطان والشعوب معاً هي الضحيّة.
***
تُرى لِمَ لا تحدث الآن وقفة مع النفس العربية عموماً، والإسلامية منها خصوصاً، للتساؤل عمَّ حدث ويحدث من أعمال عنفٍ مسلّح واقتتالٍ داخلي تحت مظلّة دينية وشعارات إسلامية؟
ولِمَ هذا الانفصام في الشخصية العربية والإسلامية بين الإجماع على المصلحة الإسرائيلية في إثارة موضوع "الخطر الإسلامي" القادم من الشرق كعدوٍّ جديد للغرب بعد اندثار الحقبة الشيوعية، وفي إضفاء صفة الإرهاب على العرب والمسلمين، وبين الواقع السائد في مجتمعات الدول العربية والإسلامية من ممارسة العنف المسلّح الذي تقوم به جماعات تحمل أسماء إسلامية؟ فأيُّ شريعةٍ دينية تحلّل قتل الأبرياء والمدنيين أو القيام بممارسات تهدم وحدة الأمّة والمجتمع؟! ثمّ أيُّ منطقٍ عربي أو إسلامي يُفسّر الآن كيف أنّ هناك هدنة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة اقتضت وقف العمليات العسكرية ضدَّ الاحتلال الإسرائيلي، بينما تتصاعد موجة العنف المسلّح الطائفي والمذهبي داخل عدّة دول عربية؟! فالمشروع الإسرائيلي وحده فقط مستفيدٌ من هذه "الأعمال الإرهابية" التي تجري في أمكنة مختلفة بينما الأرض العربية تتهيأ لكل أنواع التمزيق والتقسيم والاقتتال الداخلي..
يبدو أن استنساخ ماركوس وولف "الشرقي الشيوعي" قد حصل الآن في "الشرق الإسلامي"!!.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com 
=================
إذا رغبتم بقراءة مقابلة لماركوس وولف (باللغة الأنجليزية) مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في العام 2004، فستجدونها على هذا الرابط:
`After East Germany fell, I considered escaping to Israel' - Israel News | Haaretz Daily Newspaper
http://www.haaretz.com/print-edition/features/after-east-germany-fell-i-considered-escaping-to-israel-1.138583

لا اريد ان تكون مهمة كنيستي الاولى هي الدفاع عن القومية؟!/ يوحنا بيداويد

  ارجو ان لا اكون مخطئاً ان قلت هناك فعلاً ربيع  كلداني  على غرار الربيع العربي،  ضرب مجتمعنا الكلداني وربما ينتقل الى بقية ابناء شعبنا  بمختلف تسمياتهم. واتمنى من قلبي ان يكون ربيع الخير والبركة والمحبة ويحقق امالهم.
 لكن من خلال متابعتي الى مقالات الكتاب الكلدان وغير الكلدان من ابناء شعبنا ومن خلال ردودهم وجدت هناك حلقة مفقودة في الحوار الدائر في موقع عنكاوا كوم. لهذا شعرت انا مثلي غير من مسؤوليتي ان اكتب ما في جعبتي من افكار بهذا الخصوص.
يبدو لي ايها الاخوة، هناك الكثير بينكم ( الكلدانيين والاشوريين او السريان) لا يميزوا بين دور الكنيسة كمؤسسة روحية ودورها في تمثيل المدني الذي  مارسته خلال القرون الماضية وبالاخص من بعد تشريع  نظام الملة ( ملت  بالتركية) من قبل السلطان عبد المجيد  الاول سنة 1856م .
 ان الامر الذي يجب ان يعرفه الجميع هو ان  دور اي كنيسة مسيحية بغض النظر عن لاهوتها  هو دور روحي، اخلاقي، انساني، تربوي قبل اي شيء اخر . الكنيسة الكاثوليكية كانت دوماُ  ام ومعلمة،  أًم روحياً ومعلمة تربوياً. مهمة الديانة المسيحية في جوهرها هي القضاء على الشر ومصدره في  هذا العالم.   بكلمة اخرى مهتمها هي تربية المؤمن على مباديء انسانية عميقة وقوية  بحيث تحول الانسان من ( وحشيته)  تبعيته  لغرائزه الحيوانية  الى انسان ذو ضمير وحس روحي ومشاعر انسانية عالية . 
ان هذا التحول يخلق شعور متجانس او متشابه بين البشر، الامر الذي بالتالي  يقضي على الاختلافات ومن ثم على الحروب والقتل والدمار والذي هو الشر الذي تحدثنا عنه. فالانسان المؤمن حقيقيا تراه معتدل ويحب العدالة بل يدافع عنها لحد الاستشهاد من اجلها .
 البعد الاخر المهم  في مهمة الكنيسة هو البعد الروحي ،اي بناء علاقة الفهم والثقة والايمان بين الانسان وخالقه (الله).  فالايمان يزيل عقدة الخوف من المجهول الذي تخيفه عند تعمقه بالتفكير في وجوده في هذا العالم المجهول . ومواضيع الاخرى مثل الدينونة والقيامة والخلاص والحياة الاخرى( التي ليست موضوعنا الان).
 كيف تقوم الكنيسة بمهمتها ببعدها  التربوي الانساني ؟ الجواب ( حسب قناعتي طبعا وربما اكون خاطيء)  عن طريق اسرار الكنيسة والزام المؤمنيين بتربية اولادهم على مباديء الايمان المسيحي الصحيحة بالفعل والقول . لان الكنيسة معلمة فلابد  ان تجتهد في عملها في جلب السعادة وازالة الخوف من قلب الانسان، لا بد ان ترفعه الى مرتبة الانسان الحقيقي الذي يدرك اسباب وجوده ومهمته في الحياة اي تعطيه خارطة الطريق، لهذا ترى الكثير من اللاهوتيين كانوا فلاسفة وعلماء ومبدعيين .

ارجو الا  يظن القاريء انا اقول هنا  ان  الكنيسة التزمت في كل مكان وزمان بهذه المهمة كلا . وربما حصلت تجاوزات وانحراف عن المسار الصحيح لاسباب قد نجهلها اليوم  لاننا لم نكن شهود لها في حينها  او بسبب النقص في وعي او معرفة و ادراك المسؤولين في حينها،  قرروا شيئا وكان غير صحيح ، مثلما نحن نقرر احيانا ولكن نفشل بسبب ضعف في تقديراتنا. 
ولكن في نفس الوقت انا شخصيا لا اعتبر البطريرك او الاسقف او الكاهن  وحده يمثل الكنيسة. الكنيسة عندي تشمل كل من ينقل رسالة المسيحية ويعيشها  في حياته اليومية، اي لانه الخميرة لذلك عليه التفاعل  من خلال حياته العامة في المجتمع.  والمسيحي الحقيقي يجب ان يكون خميرة في محيطه لا لاجل اقناع الاخرين ان يصبحوا مسيحيين،  بل من اجل عمل الخير ونشر المحبة و كشف الحقيقة بالفعل لهم .
اما الكنيسة بمفهومها الاداري كمؤسسة هو حقيقة  لضمان نقل الرسالة بصورة صحيحة الى العالم كما قلنا سابقا. الخميرة الموجودة لدى المؤمن المسيحي هي الاهم في عالم  اليوم، لان فعل هذه الخميرة ( تصرفات المؤمن) هي التي تقود غير المسيحي الى الانتباه الى تعاليم المسيح الى مفاهيم المسيحية وكذلك عمل اصلاح داخلي في الانسان في قضية الضمير الحي وتحقيقة العدالة ونشر الافكار الصالحة و الخيرة.
اذن الكنيسة الحقيقة هو ذلك الضمير الذي انبثق من الايمان بمباديء المسسيحية والموجودة بالفعل في عالم الواقع المعاش يوميا ويعطي النور او ينقل صورة الايمان بصورة مباشرة او غير مباشرة للمحيط الذي يعيش فيه.
 الان نرجع الى موضوع دور الكنيسة في الدفاع  عن القضية القومية للكدان. لا شك الكلدان كانوا ولازالوا مهمشين من قبل الدولة العراقية وحكومة الاقليم. ولكن اللوم لا يقع على الكنيسة لوحدها بل على قادة الكلدان انفسهم  من الاحزاب والمؤسسات و السياسيين والمفكرين والكتاب ومن ثم رجال الدين انفسهم الذين لحد الان ينجزوا الا القليل على ارض الواقع.
 لكن جواب البطريرك يبدوا لم يكن  مقنع لكثير من كتاب الكلدان، وان ردودهم كان فيها شيء من مبالغة والاستعجال ان لم اقل غير موضوعية، انا شخصيا لا حب ان تكون مهمة الكنيسة الكلدانية هي الدفاع عن القضية القومية الكلدانية قبل كل شيء. وما قاله غبطة البطريرك هو بالفعل صحيح : اي بمعنى اي كنيسة تقوقع على ذاتها تكون خسرت رسالتها.
الاخوة الكتاب الكلدان لم يفهموا نظرة البطريرك الجديد ( حسب ما اظن شخصيا لان الكلام لا يعود لغبطته) انه اب روحي للكنيسة الكلدانية الكاثوليكة و بقية المؤمنيين، لديه مسؤولية ايمانية روحية وانسانية على عاتقه اتجاه جميع العراقيين وبالاخص المسيحيين ، لهذا يجب ان يبتعد عن التركيز على فئة او قومية معينة، لان ذلك يجعله ان يميز او يفرق بين من هو كلداني وغير كلداني وبين من هو مسيحي وغير مسيحي الامر الذي يعوق رسالته. وهو غير ملزم بنظرة اي رجل دين اخر  مخالفة له مهما كانت رتبته او موقعه او نظرته للامور الانسانية والقومية.
لهذا ارى بين اسطر التوضيح البطريركي، لدى البطريرك  موقف من القضية القومية لكن ليس من المناسب التطرق اليها الان، وهي ليست ضمن الاولويات التي يريد تحقيقها الان، الاهم له هو  التنظيم الاداري في الكنيسة الللدانية و ايقاف الهجرة،مساعدة الفقراء الباقيين  والمحافظة عليهم وتشجيع للمهجرين للعودة الى بلدهم الام  في حالة تحقيق الامن والسلم والاخاء بين العراقيين.
لهذا الاعتراف بكلدانتيه والدفاع عنها في محافل الدولة امر ثانوي له، الاهم له هو ايجاد موقف موحد شامل من قبل كل طوائف المسيحية ووضعه امام الحكومة المركزية والاقليم و الدفاع عن  كل المسيحيين الذين لم يبقى منهم سوى 30-40%. اما الصراع الدائر بين  الكلدان والاشوريين والسريان على التسمية بالنسبة له صراع بين اخوة في بيت واحد، لأًم واحدة هي الكنيسة الشرقية، يمكن حله في المستقبل في حالة وجود نية صادقة من قبل الجميع او لديهم الاستعداد للتضحية ( لا نعرف حجمها لكن لا بد من وجود تضحية او خسارة لدى كل الفئات) ، لهذا الاهم عنده  تحقيق السلم في البلد، و تحقيق الاستقرار السياسي في البلد، والذي بالتالي يؤدي  توفر الامن ، فيؤدي الى توقف الهجرة للمسيحيين، ومن ثم لم يستلم مسؤوليته كأب ( بطريرك)  اعلى للكنيسة الكلدانية الا بضعة اشهر،  ولم يعقد اي سينودس لحد الان لهذا هناك امور ربما تحتاج الى القرار الجماعي من اباء الاساقفة في السينودس.
بقى شيء اخير اود ان اقوله حقيقة انا لا احب ان تكون رسالة كنيستي الكدانية الاولى هي  الدفاع القومية وعن الاحزاب والمؤسسات المدنية ، لانها سوف تتخلى عن رسالتها الاصلية التي هي التبشير بمباديء المسيحية لكل البشر من دون التميز. ولكن اتمنى ان لا تنسى كنيستي  دور القوميين في الدفاع عن الجماعة التي تعود لها  لدى الدول والشعوب والحكومة العراقية وحكومة الاقليم من اجل الحصول على مطاليب وحقوق وعدالة امام القانون وليس منح مالية في البنوك تحت سيطرتها .
 لا استطيع ان لا اذكر هنا ان الكثير من المحسوبين على القومية الكلدانية لم يكن لهم موقف في الانتخابات الاخيرة  بل لم  يحملو انفسهم جهود للحضور مراكز الانتخابات ووضع صوتهم لقائمة من قوائم الكلدان ، كما ان الصراع بين القوائم هو الذي  ادى الى خسارتهم على الاقل مقعد او مقعدين.  فلماذا يلومون الكنيسة اليوم، ليتباحثوا عن كيفية زيادة الوعي القومي عند الكلدان وكيفية  ايجاد طريق يوصلهم الى  المواقع المتنفذة في العراق  ومن ثم الدفاع عن حقوقهم كغيرهم من مكونات المجتمع العراقي حينها لا يحتاجون منابر وعظ الكاهن ان تتحدث عن امال القوميين الكلدان وطموحاتهم.

رزق الإرهابيين ع المجانين/ د. ماهر حبيب

أيه الفرق بين الصعيدي والامريكانى ؟ أقول لكم أنا الصعيدي يطلع النكتة على نفسه ويضحك عليها بينما الأمريكاني تستغفله بدل المرة ميت مرة ولا يفهم إنك إستغفلته وما يضحكش لأنه من تغفيله مصدقك ومستنى تضحك عليه المرة مئة وواحد وطبعا لأن الغباوة مرض معدى زى الأنفلونزا فطبعا الغباوة الأمريكاني ناضحه على جارتها ومش بتتعلم من أخطائها ولا من أخطاء جارتها.
ولأنهم عندهم عته البلاهة فمن الغريب إنهم ينصحك عليهم بنفس الأسلوب وبرضه مفيش فائدة ويوم ما يتنصحوا يدوروا على واحد عمره ما فكر إنه يضحك عليهم ويطلعوا عين إللى خلفوه لأنهم شاكين فيه مع إن إللى بيستغفلهم نهارا جهارا ما بيعملولوش حاجة وسايبنهم بيستغفلوهم .
مثلا تلاقى صدفة إن معظم المهاجرين من دول معينه أول ما ينزلوا بلاد المهجر يروحوا مبلغين سلطات الهجرة إنهم متطلقين وطبعا تخيل الحيلة على السذج ويعتبروا الست إمرأة وحيدة تستوجب المعونة والسكن وهى عايشه مع البوى فريند بتاعها إللى هو بالصدفة طليقها بس ع الورق ويأخذ طليقها معونة لأنه هو كمان عاطل عن العمل ويلطشوا فلوس الغلابة دافعى الضرائب وهما حا يلاقوا دلع ولا يدلعوش وإدفعى يا حكومة.
و يروح الواحد سفارة المستغفلين فى الأرض ويقول لهم أنا غيرت دينى وحايقتلونى وأنا مضطهد فى بلدى وطبعا مع الحنية والعبط يروحوا مديين الأفندي وعيلته تأشيرة سفر عاجلة لجوء سياسي ودينى وأول ما يحط رجله فى بلد المهجر يرجع لدينه الأصلى إللى مكانش سابه من الأصل وطبعا فى بلاد المهجر تعتبر جريمة إنك تسأل واحد عن دينه وإدفعى يا حكومة.
ده طبعا غير إن ممكن ألف واحد يبلغوا الحكومة الذكية إنهم عايشين فى نفس العنوان إللى هو عبارة عن أوضة واحده من غير دورة ميه وأنبه إخواته مصدق وبيبعت لهم جواباته على نفس العنوان لغاية ما يأخذوا الباسبور الأزرق ويفلسعوا طايحين فى خلق الله بجنسيتهم الجامدة قوى.
فما تستغربوش يا أنبه إخواتكم لما إللى واخدين الجرين كارد  لما يفرقعوا المارثون والمجنسين بالجنسية وهما بيحاولوا يفرقعوا القطر وإن الناس المخلصة المنتجة و دافعه الضرايب بأمانة تحفى على أخذ الجنسية لكن النصاحة كلها تطلع على دول ويعاملوا على إنهم نصابين فى حين أن الغباء كله بيبان فى تعاملكم معهم وكل ما ينصبوا عليكم ضبكم يتفشخ من كتر الضحك وتقول كمان....من هنا ورايح مفيش نكت ع الصعايدة وركزوا على صعايدة القرن ٢١ الأمريكان وجيرانهم علشان دول ملهومش حل لأنهم عاملين زى واحد إنضرب على قفاه ميت قفا على سهوه وبرضه مخدش باله ماهو أمريكانى بقى ولو عاوزين تعرفوا ذكاءهم إسألوا إللى إستغفلوهم من أول سكان تورابوا لغاية سكان الإتحادية ما إنتوا عارفين رزق الإرهابيين ع المجانين

السارقة والمعتوه/ د. عدنان الظاهر

أي زمانٍ هذا الذي نعيشُ ونرى ؟ أيُّ زمان ردئ بالتْ عليه الثعالبُ ؟
سارقة جِهاراً نهاراً لا تعترف ولا تعتذر إذْ تُكشَفُ للملأ سرقتها. بل وتكابر وتغالط وتُنكر بصلف وعنجهية. أيَّ أدبٍ نتعاطى اليوم ومع أيِّ أدباء وأديبات ؟
إدّعت أنها لم تقرأ لي وإنها وجدت في النت مقطعاً معيّناً من قصيدة لشاعر شاب لم ينشرْ قبلاً شيئاً في المواقع ولا يعرفه أحدٌ خارج العراق بل ولا تعرفه في مدينة الحلة العراقية إلاّ حلقة ضيقة جداً من المثقفين والشعراء. نشرتُ في العديد من المواقع في شهر آذار مقالة بعنوان ( ثلاثة شعراء من شباب الحلة ) تناولت فيها قصيدة لكل شاعر منهم وكلهم من الشباب لم ينشروا في المواقع أبداً وكنت أنا أول من كتب عنهم. الشاعر ـ المشكلة هو السيد كاظم خنجر ... كتبت تحليلاً لقصيدة له بيّنت ضعف الشعر في المقطع الأول منها وبيّنت قوة الشعر في مقاطع أخرى وهذا ما يقتضيه شرف الموضوعية والحياد والتوازن الأدبي والأخلاقي، الكتابة عن الجيّد والكتابة عن الردئ سواء بسواء. أكرر : لم يكتب عن السيد كاظم غيري لا قبلي ولا بعدي. فما فعلت السيّدة إيّاها بعدي ؟ أخذت المقطع السيّء من قصيدة السيد كاظم وقالت فيه كلاماً لا يخرجُ في مجمله عمّا سبقَ وأنْ قلتُ أنا فيه ! أنكرت السيّدة أنها تقرأ لي فنشرتُ أحد الروابط في نص قراءتي لقصيدة السيد كاظم وطلبتُ منها أنْ تنشر الرابط الذي وجدت فيه ذاك المقطع إيّاه لكنها لم تستجب ! والأسوأ من هذا أنها هي التي تدّعي أنها لا تقرأ لي قالت قبل هذه الأحداث بأيام معدودة فقط إنها أُعجِبت بحواريتي التي بعنوان ( رومانس المتنبي ) التي كنتُ نشرتُها في عدد من المواقع ! نعمْ ، هي نفسها كتبت هذا الكلام في معرض الرد على تعليق لي في موقع النور على الأغلب. سؤالي : كيف يُعجبُ المرءُ بنص لم يقرأه ولا يعرف كاتبه ؟ أيَّ زمان بائس نحيا هذا اليوم ؟
أفتح بعد ذلك صفحة ذلك الشخص الذي تقول مدينته عنه إنه معتوه وإنَّ في عقله خللاً . وقف هذا الشخص وراء السارقة بكل صَلَفٍ ووقاحة ودافع عنها وبرر سرقتها بكلمات قليلة خبيثة ظاهرها حق وباطنها باطل ولئيم أسود يُحاكي ما في رأسه من خلل. قال ما قال بالباطل كأنه يطلبني ثأراً لا أعرف أسبابه ودوافعه. لم أقف ضده حين هاجمه بعض القرّاء وكشفوا ماضيه في العراق وما كان عندي من أسباب تدعوني للوقوف ضده أو ضدَّ غيره من البشر. لا من علاقة تربطني به ولم أسعَ لأيِّ شكل من أشكال العلاقات للإرتباط به أو كسب صداقته. بل وكنتُ قد وقفت معه ذات يوم وشجعّته أنْ يمضي في تجاربه. حقاً للجنون فنون !
أعود لعالم السُرَق والسُرّاق والسارقاتِ [ ضَبْحاً ] فأقترح على السادة أصحاب المواقع أنْ يقاطعوا الحرامية من كلا الجنسين وأنْ يحظروا عليهم النشر في مواقعهم بل وأنْ يعرّوهم أمام الناس فهؤلاء قوم لا خَلاقَ لهم إنهم طفيليون وعالة على غيرهم بل وحشرات منُحطّة من صنوف العث لكنه عث مُختص بالأدب وليس بملابس الناس. أما الواقفون وراء الحرامية داعمين ومُصفّقين فهم في نهاية المطاف لا يختلفون عن الحرامية من حيث التدنّي الخُلقي فالذي يُشجّع السرقة ويتستر عليها تماماً كالمشارك في الجريمة أو المُحرِّض عليها أمام القضاء والقانون. صحيح إنها ليست جريمة قتل لكنها جريمة أخلاقية وأدبية وإنسانية.
طلبت من سيّدتنا السارقة أنْ تعتذرَ مني لأني المسروق ومن القرّاء لأنها خدعتهم ومن السيد الشاعر صاحب النص المُعتدى عليه لكنها رفضت الإعتذار مني ومن الشاعر الذي أساءت له مرتين : بتركيزها على الجوانب السيّئة في مقطع واحد من قصيدته وإهمالها الجوانب الجيّدة في مقاطع أخرى فاختلّتْ موازينُها وأخلّت بالقواعد وبشروط الإلتزام بموضوعية الناقد وحرصه على إبراز الحقائق كاملة لا منقوصة ولا مبتورة.
هل سيتعظ الحرامية إذا ما قرأوا كلامي هذا ؟ لا أظن ! فلقد كتب كثيرون غيري قبلي ممن وقعت بحقهم السُرَق الكبيرةُ منها والصغيرة وما زال حرامية الأدب يمارسون ما يمارسون تحت ضوء النهار لا يخجلون وهل في رؤوس الحرامية شئ من الحياء ؟ إنهم رغم غبائهم يركبون رؤوسهم ويكابرون ويعثرون على مبررات لسرقاتهم لا تُقنعُ أحدأً يقولونها وهم أول من يعلم إنهم لا يقولون إلاّ الكَذِب. حرامية وكذّابون ومراوغون ومن مستويات دُنيا من البشر.
مُلحق : هذا بعض ما كتبتُ عن قصيدة الشاعر الشاب الحلّي السيد كاظم خنجر بيّنتُ فيه الردئ والجيّد بحيادية وموضوعية مطلوبتين من أي كاتب يتصدى لنقد نصوص الآخرين .
[[ ثلاثة شعراء من شباب الحلة
في أحد أيام شهر شباط من هذا العام وفي جلسة في مقهى الجندول على ضفة نهر الفرات في مدينة الحلة تعرّفتُ على ثلاثة من شباب شعرائها هم :
1 ـ كاظم خنجر
2 ـ علي تاج الدين
3 ـ أحمد ضياء هادي تاج الدين
قدّمَ لي كلٌّ منهم وحسب طلبي واحدةً من قصائدهم مطبوعة على الكومبيوتر . كما طلب الشاعر موفق أبو خمرة منّي أنْ أقدّمهم للقرّاء كنماذج للشعراء الشباب في الحلة .
لم يكتب الشاعران الأول والثاني موجز تأريخ حياتيهما لكنَّ الثالث كتبَ .
أبدأ بالشاعر الأول لأنني قابتله في مقهى الجندول مرتين ثم أجرى معي مقابلة مطوّلة في راديو صوت الشعب في الحلة. إنه السيد كاظم خنجر .
عنوان قصيدته هو ( الحبُّ صابونٌ على لحيةِ البدوي ). عنوان يُثير فضولَ القارئ لأنه غير متوقع بل وغير مألوف . ما علاقة الحب بالبدوي وبلحية البدوي ؟ ما الذي يربطُ الرومانس العصري بعالم البداوة ونحن في أوائل القرن الحادي والعشرين ؟ قبل أنْ أعرضَ نماذجَ من هذه القصيد لا بدَّ من تثبيت ما يلي :
أولاً / في كاظم خنجر شاعرية واضحة لكنها لم تنضجْ بعدُ. لغته سليمة متينة لا عوَجّ فيها ولا عيوب نحوية جديّة .
ثانياً / إنه يجهدُ نفسه في محاولة كتابة قصيدة نثر بعيداً عن عالمي عروض الفراهيدي وشعر التفعيلة الحر . لكنه يفرط في التغريب والشذوذ حاسباً أنَّ ذلك من شروط ومتطلبات قصيدة النثر الحديثة. ليس الأمرُ كذلك يا سيّد كاظم .. ليس من شروط قصيدة النثر لصق المتضادات اللغوية أو المعنوية لصقاً عشوائياً مُفرطاً في العشوائية والإنحراف. قصيدة النثر محسوبة على الشعر وللشعر قوانينه وآلياته ومنطقه الخاص الذي يتحرك ويتغيّر من شاعر إلى آخر. أنصحك سيد كاظم أنْ تقرأ المزيد من شعر النثر ودونك المواقع طافحة بهذا النمط من فن الكتابة المُسمّى قصيدة النثر.
 أعرضُ نماذجَ من قصيدة " الحبُّ صابونٌ على لحيةِ البدوي " :
(( رجَّ الفجرُ قوقعةَ الأفق
فمدّتْ بَطنَها الشمسُ
كحٍلزونٍ على خوصةِ الصبحِ
لتتخثرَ أفياءُ الظُهرِ كمشطِ ذُبابٍ على شعرِ المزابلْ
أعرجُ يتوكأُ الغروبَ على الأقطابِ
كحافرٍ عُتّقتْ فيهِ مساميرُ زنوجي
فهامتْ تنحرُ مشاعِلُهم جلدَ الخيمة
لتسيلَ هجرتي ليلاً على زجاجِ السماءِ
فيا ناقتي
يا مجدافيَ المحروقُ
الحربُ طابوقٌ من وحلِ الدم
تشّلهُ أجفاني كي أغرسَ عينيَّ بأصابعهم
كي ترفسَ أصداغي تحت ركلِ الثأرِ
فهل الحصادُ هو أنْ يحلقَ القحطُ قميصَ العُشبِ المترقرقِ فوق نهديها ))؟
....
بدأ الشاعرُ هذه القصيدة بداية ناجحة موفّقة [[ رجَّ الفجرُ قوقعةَ الأفقِ ]] ...  فجمعُ صوتي حرف الجيم في رجَّ الفجرُ كبّرَ تأثير المقدمة في السمع والإيحاء المطلوب من كل شعر كأنه الصوت وصداه أو الهارموني بلغة الموسيقى. ولكنْ .. ما قال الشاعر بعد هذا التقديم الدرامي الناجح ؟ تلك هي المشكلة. لم أجد في الأبيات السبعة التالية أثراً قوياً يُشير إلى شعر أو أي شئٍ يمتُّ للشعر بصلة ! الألفاظ قوية محّكمة لكنَّ وضعها في الأماكن التي جاءت فيها عطّل فيها قوة الإيحاء وأفقدها قدرة الشعر على التواصل مع القارئ. أقرأها فأتصور نفسي ألوك وأجترُّ قطعة نحاس بارد. بلى .. فيها صور كثيرة ولكنها صور مفتعلة مصففة بعناية ولكنْ لا حياةَ فيها. الكلام الذي لا يوحي ولا يُشيرُ ولا يُثير الدهشة والإستغراب لا يمكنُ أنْ يُحسب على الشعر. الشاعر هو خير ناقد لشعره .. لذا فعليه يقع عبء التثمين والتقويم والقدرة على التمييز بين الكلام الجيّد والكلام الفارغ من أي معنى.  الشاعر الحق ليس فقط ذاك الذي يقولُ شعراً مقبولاً إنما هو ذاك الذي يتنبأ بجوهر ونوع وعمق ردة فعل قارئه على ما قال من شعر. هذا هو القسطاس الحرج والمستقيم : قدرة مزدوجة على القول وعلى التنبؤ. الشعراء يتفاوتون في مواقفهم وإدراكهم وعمق فهمهم لهذه المعادلة ، معادلة القسطاس المستقيم. وإلا يظلُّ الشاعر يدور في فراغ .. يتكلم ولكنْ مع نفسه ولا مَنْ يسمعه. الشاعر ليس في نفسه حسبُ .. إنما هو في الآخر : المتلقي.
مشكلة أخرى وجدتها في هذه القصيدة. الشاعر كرر فيها " لأنَّ " ليشرح بها فكرةً أو أمراً ما. الشعر لا يحتمل تقديم تفسيرات وشروح. لندع القارئ يستنتج ويحلل ويستوحي ويفسر كما يشاء وكما تمليه عليه ثقافته الشعرية وإحساسه الظاهر والباطن . التفسير والفهم والإستلهام هناك .. في خفايا وظلمات الباطن. هناك الشعر الحقيقي. أمثلة من هذه القصيدة :
ـ أفمٌ هنا، فمُ إنسان ؟
ـ ذُبِحَ خلفَ أكوامِ القئ (( لأنَّ )) الخبزَ
كان بلا غازِ السكوت.
هذه (( أنَّ )) زائدة بل وضارة شأنها شأن الزائدة الدوديّة بل وأكثر شرّاً.
مثال آخر جاء مباشرةً بعد المثال الأول :
ـ فمُ شجرة ؟
ـ القيحُ حريقٌ في اللثةِ (( لأنَّ )) الدواءَ فجٌّ
هذه (( أنَّ )) أخرى لا تنسجم مع جوهر وطبيعة الشعر .. تُثقله وتُسئ إليه.
في الصفحة الثانية ومضات خاطفة توحي بشعر جيّد فالشاعر كاظم يجوّدُ حين يقترب من الأنثى ... الحبيبة ... وهذا محكُّ الشباب وفتوّة الصبى الفائر. ليته ينصرف لعالم الرومانس ويتخذه إختصاصاً رئيساً ومنهجاً لموهبته الشعرية فحرامٌ أنْ يبددها في عبث لا جدوى منه.
مثال من شعره في الرومانس :
(( شعثاءَ شابتْ حراشفُ قلبي في طشتِ الصمتِ
أنا الملتوي تحت مِعطفِ الإعتكافِ فجَرَبُ الحظِّ يغلي في رأسي
وحبّكِ شَفَةٌ مقصوصةٌ تدقُّ على طبلِ عمري المخروقِ
فأُجلّدُ بنارِ العَتمةِ هودجَ أحداقي )) ....
يحس القارئ في هذا المقطع بنوع من الدفء المتعاطف مع ميل الشاعر الشاب لفتاة يقاسي مما يشبه اليأس منها. هنا شعر حقيقي. ثمَّ .. كرر في البيت الأول حرف الشين أربع مرات فعلام يدلُ ذلك ؟ نواصل الجولة في عالم رومانس السيد كاظم :
(( لئلاّ يشهقُ سمعي في مرارةِ بسمتكِ ثانيةً
لئلاّ إصبعُكِ ـ هذا الرذاذُ الناضجُ على سهوبِ كفّي ـ
أبصرهُ مُقيّداً بخاتمٍ من أنيابهمْ
لئلاّ يُهدرُ رملُ بكائي وأتلمّسُكِ تنتشرين كرحيلٍ
على فوّهاتِ نوافذهمْ المُتسخة بالأفخاذ
فهنا الشفقُ مِدخنةٌ تسعلُ بشهيقِ الرؤيا
تكبسُ على رؤوسِ المطارقِ رئتي )).
كررَ هنا " لئلاّ " ثلاث مراتٍ كأنه وضع ثلاث نقاط سود على صفحة بيضاء خالصة البياض. مع ذلك يجدُ قارئ هذا النص شعراً يفرض نفسه عليه ويطلع عليه كرؤوس مُدببة تتقد بالنار والحرارة العالية. كإنها إبرٌ مغروسة في قلب وحس الشاعر. إنه يُعاني من تجربة حب فاشل عبّر عن فشله هذا بكيفيات قوية تصرخ وتندب وتُحذّر مَن أحبَّ من مغبّة السقوط بقبول رجل آخر لا يستحقها أبداً. إصبع حبيبته محاط بأنياب وليس بخاتم زواج. وشفق سمائه دخان وسُعال ورئته تسحقها المطارق. أبدع الشاعر هنا في تصوير حاله وحالة اليأس التي هو فيها بجُمل قوية ألفاظها ناطقة بالألم والإحباط وبشئ من السخط على دنياه ]].
نصُّ ما قالت السيّدة في شعر هذا الشاعر في موقع النور أضعُه أمام القرّاء ليروا بأمِّ أعينهم بعض ما يجري اليوم من عجائب في ميادين الأدب المختلفة.
[[وبعيدا عن ادعاء المعرفة وكرأي شخصي لقارئة متذوقة للشعر ، اجد ان مغالاة " هؤلاء الشعراء" في الغموض الملغز والمعقد ليس الا نتاجَ جهل باسرار قصيدة النثر العربية الحديثة من حيث الصورة المركبة والاستعارة والرمز والمجاز، ومن حيث ماهية الغموض الشفاف ،المقبول والمحبذ ، فنصوصهم تتعمد التعمية والتعقيد ، وتكشف بالتالي عن قصور في " خيال "الشاعر اذ تسعى بالدرجة الاولى الى الابهار المتصنع والبحث عن الشهرة والتضليل بقصد إدعاءِ الشاعرية.
وهذا مثال بسيط على الغموض المعقد أو " الهذيان المجاني" :
" ... مدّتْ بَطنَها الشمسُ
كحٍلزونٍ على خوصةِ الصبحِ
لتتخثرَ أفياءُ الظُهرِ كمشطِ ذُبابٍ على شعرِ المزابلْ
أعرجُ يتوكأُ الغروبَ على الأقطابِ
كحافرٍ عُتّقتْ فيهِ مساميرُ زنوجي
فهامتْ تنحرُ مشاعِلُهم جلدَ الخيمة
لتسيلَ هجرتي ليلاً على زجاجِ السماءِ"
وأتساءل :اين " الشراكة " هنا بين المتحدث (الشاعر) والمستمع ( القارئ) وكيف ستتحقق فاعلية القراءة التأملية الاستكشافية التي من اجلها كتب الشاعر نصه هذا ؟
أم انه يكتب لنفسه فقط ؟ ]].
إنتهى كلام السيّدة " الناقدة " أو المُحللة  !
أترك الحكم للسادة القرّاء وسأقبلُ بما يحكمون . إنها أسمت مداخلتي واعتراضي المُحتج [ شوشرة !! ] .