حلم العيد/ ريم بهاء الدين دغمش


أقبل العيد يا أبي..
وإني ككل الصغار..
أحلم بثوب جديد.. وبأرجوحة..
وبعصافيرٍ ملونه..
 قالت لي أمي مرةً..
أني إلى كل القلوب قريب..
وأنني أنا العيد.. وأنني..
لها الصديق الوفي والحبيب..
فلماذا أنا عن قلبك يا أبي ..
بعيدٌ.. بعيدٌ ....؟
.............................
أبي
ياأيها الطيف المرفرف في خيالي..
الحزن يسكن غرفتي..
والوحدة هي صديقتي
 لأيام كثيرة وليالي... 
لعلك الآن يا أبي..
مع زوجتك الجديدة
ترقص في ابتهال..
لاعليك مني يا أبي ...
فإن عيدك عيدي وفرحك فرحي.. 
لاعليك مني يا أبي الغالي..
فقلبي الصغير لايعرف الضغينهْ
ولايتقن إلا الحب والحنينا..
إلى أمي حيناً .. وإليك حينا..
.........................
لقد مسحت دموعها بيديّ الصغيرتين.. 
ناديت عليك طويلاً ..
وانتظرتك طويلا..
 عللك تأتي يوماً..
فتأخذنا بحضنك جميعا..
 ..………… ...........
بحثت عنك بين وجوه كثيرة... 
وبين السيارات..
حلمت بلعبة تحملها إلي.. 
وبقبلة.. وبعلبة حلوى...
لكنك تأخرت كثيراً..
حتى تعبت قدماي الصغيرتان من الوقوف على النافذه..
وداعب النوم عينيّ .. 
وأقبل العيد وأنا أنتظر..
وأحلم بثياب العيد ..
 وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه..
....................................
اعذر طول رسالتي يا أبي.. 
اعذر لي حلماً بريئاً..
حملته اليك دموعاً
  ولكنك ...هربت.. ولم ترني عيناك.. 
صرخت كثيراً فلم تسمعني أذناك... 
ناديت بأعلى صوتي ...
 بابا..
ولكن صفعتني يداك... 
...................
أقبل العيد يا أبي..
وإني أرى الأطفال يلعبون.. 
يركضون مع آبائهم ويمرحون..
وأنا مازلت أقف على النافذة..
يسكنني التعب والشجون..
وأسأل أمي.. أين بابا..
فتجيبني دمعة في عينيها..
وتبتسم..
تقول لي أنك آت قبل الشتاء... 
لتضمني إلى صدرك كل مساء.. 
وتطعمني بيديك طعام العشاء...
ولكنني يا أبي
لا أريد الا كسرة خبز وماء
أتناولها معك...
فأنسى العذاب والشقاء...
.........................
لفد أخبرتني أمي يا أبي..
أنك وفي ودود..
وأنك عربي اصيل الجدود...
وأنك محب وراعي العهود...
لك قلب كريم ونفس تجود...
لم تقل لي..
أنك أحرقت ربيعها
شبابها و عمرها...
وأضعت توسلاتها بين هجرٍ وصدود...
قتلت طفولتي.. برائتي.. والورود...
وأنك بنيت داراً لامرأةٍ لئيمة..
من أيام عمري ودمي..
ولحمي الطري.....
وأنك كنت لها عدواً...
لدوداً لئيماً حقود....
بل قالت لي عنك خيراً..
كل الخير..
فلم أحمل لك كرهاً أو جحود... 
ولكن لماذا لا أشبهك في قسوتك...
مع أنني نسخةٌ مصغرةٌ عنك..
يداي.. عيناي... شفتاي والخدود...
...............................
 هل كان عيشك مع أمي حراما جائزاً
وحلالاً مستحيلا....
أم أن اسمي  كان عاراً عليك 
أمام أصدقاؤك
ففضلت أن تقضي وقتك معهم.. 
وأن تمنحهم ولاؤك...
فمرةٌ إياد .. وتارةٌ خليلا...
لا تنعتها بالكذب يا ابي
فان كذبت امي واخطأت
فهل تكذب صلاتها في الليل..
وبكاؤها الطويلا.. 
هل أمي كانت عليك هماً ثقيلا...
فدفعت في ثمناً قليلا...
وكتبت علي أن أحيا يتيماً ذليلا..
أم أنك عاقبتني على ذكورتي...
هل كنت ستتمسك بي...
ان خلقني الله أنثى ...
لتحمي عذريتي والبكورة...
علام عاقبتني يا أبي.. 
وهل يعاقب الإله الذكورة..؟
.....................  
رضيت لنا يا أبي عيشة الذل والهلاك..  
نحيا كالأيتام..
وتنهش لحمنا الضباع المسعورة..
وأنت تتفرج.. وتنتظر دورك..
حتى تنهش اللقمة الأخيرة..
...........................
لن ترضى لي أمي
أن أعيش عالة عليك إلى الأبد..
وأن تلعن الساعة التي جمعتك بها..
وتلعن البطن التي حملتني والكبد..
ولكن الحياة قاسية يا أبي..
وما من رحمةٍ في قلب أحد..
ليس لنا الا الغرفة الصغيرة..
تضمنا في صمت رهيب..
تطبق علينا في الليل جدرانها الكبيرة .. 
................
أكتب إليك يا أبي..
لا استعطافاً ولا مسكنه...
ولا أرجو منك مكرمه..
فأنا أعرف أنك ذهبت إلى المحكمه..
لتراني يوماً في الأسبوع..
أو في الشهر..
أو في السنه..
وأنك تصدقت علي أنت وزوجتك المتدينه..
بدولارات رخيصة مزينه..
تخدعون بها أنفسكم..
وضمائركم النائمة.. 
تريدون أن تطعموني.. علقماً مسكراً..
وأفكاركم المسممه..
وأن تقتلوا في العيد .. عصافيري الملونه..
............................
أكتب إليك يا أبي.. 
ليس عقوقاً أو جحود...
بل حباً وشوقاً ليس له حدود.. 
مازلت أحلم ..
أن تنتهي العاصفه..
 التي عرتنا جميعاً من الثياب والجلود..
أحلم بأقواس قزح.. وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه.. 

حاجتي ليست في قوافلكم/ أسعد البصري

قبل أن تكتب شعراً ، تَوَقَّف . سأُعَلّمكَ كيف تمزج القرآن بالماء أوّلا . كان قلبي يحفظ سورة الإخلاص و " جزو عَمَّ " حتى إذا قرأتُ في حجرها بلا توقف ، أرسَلَتْنِيْ أفتح فمي تحت سماء البصرة في الشتاء . خمس ساعات ، وفمي مفتوح تحت المطر ، يخضَرّ لساني ، في بستان النخيل النائي . يا ولدي ذلك ليمتليء قلبك بالقرآن و ماء السّماء . تذكّر بأن سماء البصرة أرضعتْكَ . فأمسك لسانك حتى تبلغ الأمان . فقد يقتلك الأولاد في البستان ، أو في ساحة المدرسة .

اتركوني هنا ، في ظل هذه الشجرة . واذهبوا على بركة الله ، طريقكم طويلة . لا تنسوا المال ، والبنين ، و لذة العيش . اركضوا ، و ناموا ، و ضاجعوا ، وابتلعوا الدواء . دائماً دعوا أبوابكم مفتوحة للضيوف ، لئلا يصيبكم الفقر والعزلة . أما أنا ، فجليس تلك الشجرة على النهر ، مع الكلمات القديمة . أقولها يوما بالطريقة التي شاء لها الرب . إن الريح تعبث بأوراق الشجر ، كما تعبث القصائد بقلبي . أنجبتني أمي في الخريف ، وفيه ، تنطَلِقُ الكلماتُ من روحي كلها . أيها الناس ، انطلقوا على بركة الله ، حاجتي ليست في قوافلكم . هذه ابنتي أطعموها ، و أحسنوا مثواها . وهذه راحلتي ، تَعِبَتْ من شرودي ، و سفري إلى الليل الطويل . اغلقوا باب العالم وراءكم .

العراق.. نعوش وأزمات وقضايا اخرى!/ محمد الياسين


لم تعد مشاهد موت العراقيين وتناثر جثثهم واشلاءهم وافتراشهم  الطرقات مشاهد غريبة او نادرة في عهد الديمقراطية الاميركية الايرانية ، التي تحكم البلاد ، فأصبح الموت من  الظواهر اليومية التي اعتاد عليها اهل العراق ، بدايتاً من مجازر الفلوجة والنجف الاشرف والزركَة مروراً بالمجازر اليومية التي يشهدها العراق في مدنه ومحافظاته واسواقه الشعبية وصولاً إلى  مجزرتي الحويجة وبعقوبة ، ولا نعرف ماذا تخبئ لنا أيادي الشر من مجازر جديدة تحصد بأرواح العراقيين ، فهي قد أصبحت مجرد سلعة  يومية تتداولها وسائل الاعلام المحلية والدولية كأرقام متضاربة بين العشرات والمئات! .
مع إستمرار عمليات القتل والإبادة البشرية الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات وتنظيم القاعدة الممولين إيرانياً تتواصل الازمات السياسية التي تعصف في البلاد بسبب الصراعات المستمرة بين الكتل النيابية والسياسيين وتتفاقم معها حدة التصريحات والخطابات السياسية النارية بين الفرق المتناحرة ، وتتصاعد مع تلك الاوضاع الملتهبة صفقات الفساد وهدر المال العام من قبل المسؤولين في حكومة المنطقة الخضراء الغارقة في الفساد وانتهاكات حقوق الانسان والجرائم ضد العراقيين وتفكيك الوطن وتمزيق نسيجه الإجتماعي .

لم يستجب المالكي لمطالب المتظاهرين التي تعد حقوق لهم في وطن أصبح فيه الموت والفساد والطائفية واقع بسبب سياسات سلطة المالكي وإحكام إيران قبضتها على العراق ، لم يترك المتظاهرين للمالكي والخط المتطرف الذي يحيط به حجه إذ اختاروا السلم إلا انه اختار الحرب ، إختاروا التفاوض وإختار اطلاق يد الميليشيات الطائفية للخطف والتعذيب والقتل .
يرفض المالكي في تصريحاته الإعلامية خيار الاقليم الذي يطالب به بعض المحبطين من سياسات حكومته في حين يدفع المالكي بسياساته الاستفزازية وتصعيده الامني والعسكري المحافظات المنتفضة إلى المطالبة بالاقليم كحل من وجهة نضرهم للخلاص من قبضة السلطة المركزية في بغداد التي لم تتعامل بإنصاف ومسؤولية مع المحافظات الست المنتفضة مما دفعها إلى الاعتصامات والتظاهرات .
زج المالكي العراق في صراعات إقليمية فتحت أبواب الجحيم على جميع دول المنطقة وادخل البلاد في نفق مظلم يصعب التكهن بسيناريو الخروج منه ، بل من المستحيل التكهن ان يخرج العراق من هذا النفق دون خسائر فادحة من المرجح ان تغير شكل وخارطة البلاد والمنطقة وتعيد صياغتها من جديد وفق مفاهيم ضيقة وتفكك هوياتها الوطنية والقومية إلى هويات اثنية وطائفية متناحرة.

الحرب الحبيبة/ أسعد البصري


لن أنسى منظر العائلة كلها في حمام صغير تحت السلالم بالبصرة القديمة . نختبيء فيه حين يبدأ قصف المدافع الإيرانية . وجوه صفراء ، تفرز الأجساد رائحة لذيذة بسبب الخوف ، مع نشوة غامضة .
لذة النجاة ، و عودة الحياة إلينا . لذة الشعور بأن القذيفة ، قد سقطت على رأس آخر ليس رأسك . إن لذة الخطر ، ومقامرة النجاة يومها ، منحتنا شعورا لا تعوضه كنوز الدنيا . الحروب تصنع جيلا بمزاجها هي ، ولا شيء يُنهي الحرب وأناشيدها ، إلا فناء ذلك الجيل . الكاتب واصف شنون يتذكر مؤخراً أغنية حرب تقول " من عمرنا على عمرك يا صدام " ، الكاتب أحمد سعداوي يتذكر أغنية تقول " يمه البارود من اشتمّه ريحة هيل " و أنا أتذكر أغنية تقول " لو يبقه واحدْ من عدنه ، لو يبقه واحدْ / هم يبقه ذاك الچف عدنه ، و ذاك الساعدْ " .... جيل يستمر بالكآبة ، والكواكبيس ، والذكريات . ليس لأننا شهدنا الحرب فقط ، بل لأننا نشتاق إليها . نشتاق قوتها القادرة على تأجيل الإمتحانات ، و إغلاق المدارس .
حتى مدير مدرستنا الصارم الأستاذ " جواد صندل " كان يرضخ لجبروتها ، و يرسلنا إلى بيوتنا . نشتاق لمعان الراجمات ، والنعوش المسافرة على سيارات التاكسي ، ملفوفة بعناية فائقة بالعلم العراقي . نشتاق ملمس الحرب الغامض ، و بكاء زوجات الجنود ، في الإجازات ، بعد منتصف الليل ، حين تهتز جوانب السرير العراقي على رؤوس العائلة كلها . نشتاق رشاقة الجنود المميزة . الخوف كان يطحن الدهون ، ويملأهم بعافية نمور متوحشة . نشتاق احتكاك زوجات الشهداء بعباءاتهن السود ، و بالأسواق القديمة والجدران . الحرب تجعل من الحياة ، مجرد الحياة غنيمة لا تقدر بثمن .
لا شيء يدعو إلى الكآبة ، لا الفقر ، لا المرض ، لا الفشل . الجميع يموت أمام عينيك ، من العبقري ، إلى الثري ، إلى الوسيم ، فلماذا تحزن وأنت حيّ ؟ . الحرب كانت احتفاء بالحياة ، وسعادة لا يمكن وصفها . نشتاق كل ما تفعله الحرب من تخريب لذيذ ، في البنايات ، والأجساد ، و ذكرياتنا . لا يمكن لنا بعد كل ذلك الجمال أن نعيش هكذا ، في سلام خانق . لا أحد يموت ، ولا بناية تنهار ، ولا صوت هائل كصوت الإله ، يشق السماء إلى نصفين .

تفجير سد النهضه فى عصر مبارك واقامته فى عصر مرسى العياط/ مجدى فوده

رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل ملس زيناوي قد اجتمع مع الرئيس حسني مبارك ورئيس المخابرات العامة عمر سليمان فى القاهرة، وذلك  أثناء تفكير أثيوبيا فى بناء سد النهضة علي أراضيها.
الرئيس حسني مبارك قال ما نصه لرئيس الوزراء الاثيوبي: "إن السد من المستحيل إقامته ، لأنه يهدد الأمن القومي المصري"، ثم أشار مبارك إلي عمر سليمان قائلا: "لا يمكننا إقامة السد ياعمر"، فرد عليه عمر سليمان قائلا: "هنفجر السد يافندم ..وأمر سيادتك نافذ يافندم".
رئيس الوزراء الاثيوبي كان فى وضع محرج للغاية أثناء تواجده فى القاهرة، ولكنه كان يخشي قوة الرئيس مبارك ورئيس مخابراته، وترتب علي الأمر أن اثيوبيا تراجعت رسميا عن الشروع فى بناء السد، وانتظرت لحين قيام نكسه يناير لاقامته وتعطيش مصر بمباركه الاخوان الشياطين .
الرئيس مبارك استطاع تضييق الخناق علي اثيوبيا ، فنجحت جهود أحمد أبو الغيط وزير الخارجية فى منع الدول المانحة للقروض فى إعطاء اثيوبيا قروض لبناء السد، كما استطاع منع صندوق النقد الدولي من إقراض اثيوبيا .
مرسي العياط قد  امر  تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من "السودان وإثوبيا ومصر" لمناقشة سد النهضة، مؤكدا أن السودان من أكثر المستفيدين من الأمر لأن السد سيمنع عنها الفيضانات، وبالتالي فإنها لن تقف حائلاً ضده، وستكون مصر من أكثر الدول المضارة من بنائه عبث مرسى العياط بالامن القومى المصرى .
فى عهد الرئيس مرسي العياط اقصد بديع  تداخلت الملفات وأصبحت كل مؤسسة من مؤسسات الدولة تحت ضغط الإخوان  الشياطين ويا مرسى يا بديع
لن تستطيع أنت ولا أهلك ولا عشيرتك انقاذنا ..فى حالة بناء السد والخطر علي مصر قادم بلا محالة
اللهم انتقم من القوم الظالمين  وحفظ الله مصر من كل مكروه وحفظ الله الرئيس مبارك الرجل الوطنى الشريف الذى ظل حصن الامن والامان لمصرنا الحبيبه طوال فتره حكمه ".

سيدتي هل أنت قادرة على أن تكوني أم صديقة؟/ ليلى حجازى

رساله الى كل ام فى داخل وخارج الوطن بمناسبه عيد الام بفرنسا

1- أن تكون مثقفة
وأهم موضوعات هذه الثقافة العلم إجمالاً بالحلال والحرام والحقوق مثل حق الزوج والأولاد. وأساليب التربية، والتزام الأخلاق الفاضلة، ومعرفة الخصائص العامة للنمو ، ومعرفة هذه الخصائص أمر بالغ الأهمية لتعمل على إشباع مطالب الأبناء وحجات نموهم بما يتناسب مع قدراتهم واستعدادهم وبما يجنبهم عوامل الإحباط والقلق والصراع ويحقق لهم التوافق النفسي والاجتماعي.
2- أن تكون قدوة
فتكون قدوة حسنة لابنتها في الخلق والسلوك وضبط النفس وفي الالتزام بالعبادات كالصلاة والصوم والحجات وحفظ اللسان… , فكيف بأم لا تصلي أن تكون قدوة لابنتها , فالأم التي تهمل الصلاة بحجة المشاغل الكثيرة كيف تطلب من أولادها ما لا تفعله ؟، كيف تطلب من الابن(ة) لسانًا عفيفًا وهدوء وعدم انفعال وهي تُسمعه(ا) الكلمات النابية وتحيطها بالانفعالات والعصبية ؟ فالقدوة الحسنة أمام الابنة هي خير الوسائل لإيجاد تربية متوازنة للأبناء.
يقول محمد قطب في كتابه منهج التربية الإسلامية: ‘من السهل تأليف كتاب في التربية، ومن السهل تخيل منهج، ولكن هذا المنهج يظل حبرًا على ورق ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض، وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه عندئذ فقط يتحول إلى حركة .. يتحول إلى حقيقة‘.
3-أن تتصف بالرحمة والرفق واللين في توازن

يجمع علماء التربية أن الناشئ إذا عومل من قبل أبويه المعاملة القاسية بالضرب الشديد مثلاً والتوبيخ والتحقير والتشهير والسخرية فإن ذلك له آثاره السيئة على صحته النفسية وسلوكياته والمراهقة في هذه السن في أشد الاحتياج إلى الحب والعطف والرحمة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان فما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟" , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه".
فلا بد أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها علاقة متوازنة لان خير الأمور أوسطها فلا قسوة مرعبة ولا لين ضعيف، لأن الزيادة في كلا الأمرين كالنقص.
وأفضل السبل أن تكون الأم صديقة لابنائها وتحيى معهم حياة فيها ملاطفة ومعايشة وحب دون إفراط ولا تفريط فلا قسوة ترهبهم من الحديث معها ، ولا تدليل زائد يميعهم ويفسدهم.
4- تجنبي كثرة اللوم والعتاب وإظهار العيوب

يقول بن قدامة في كتابه مختصر منهاج القاصدين: ‘ ومتى ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود فينبغي أن تكرم عليه، ويجازى بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال تغوفل عنه ولا يكاشف، فإن عاد عوتب سرًا، وخوف من إطلاع الناس عليه، ولا يكثر عليه العتاب لأن ذلك يهون عليه سماع الملامة، وليكن حافظًا هيبة الكلام معه.
وعلى الأم مراعاة الحكمة في توجيه الابنة والتنويع هو مسلك الناجحين وتحين الأوقات المناسبة بما يحتاجه الموقف والظروف والحالة النفسية للابنة الحبيبة.
5- الدعاء للابن(ة )الحبيب(ة) لا عليه(ا)
يقول الله تعالى مخبرًا عن إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) سورة إبراهيم الآية 40، فالأم الصديقة تكون سببًا في صلاح ابنتها بالدعاء لها لا عليها كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فدعا للأطفال فبارك الله في مستقبلهم بالعمل، والمال، والولد فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ‘ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهم علمه الحكمة" أخرجه البخاري , وبفضل دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح ابن عباس في كبره حبر الأمة، وترجمان القرآن.
واعلمي أيتها الأم أن الدعاء للابنة أمامها أو الابن يكون سببًا للتواصل والقرب بينها وبين الأم إلى جانب الراحة النفسية أن أمه تحبه وتدعو له وهذا له أثر رائع تلمسه الأم والابنة أو الإبن .
6- احرص على تطوير نفسك
أيتها الأم اعلمي انه من الضروري اليوم تطوير النفس وتنمية الثقافة لتواكب العصر، وتحصلي على احترام الأبناء وثقتهم فيلتمسون المشورة والنصح منك , وإذا فقد الأبناء الثقة في كلام الوالدين وخاصة الأم فلن يقبلوا التوجيه ولن يصغى أحد إلى النصح، ويلجؤون حينها إلى من يثقون به من صديقة أو معلم أو غيرهما، فإن كان الصديق أو المعلم أو غيرهم صالحًا فلا خوف على الأبناء، وإن كان العكس تفاقمت المشكلة , ولكي تطوي ذاتك تعلمي بعض الفنون مثل فن الحوار وفن الاتصال مع الآخرين لكي تحسني فن التواصل مع ابنتك الحبيبة.

مسرحية هزلية/ أنطوني ولسن


أ / دعاء رشاد
منذ فترة طويلة تكاد تتعدى العشر سنوات وأنا لم أجري لقاءاً واحدا مسجلا على جهاز التسجيل ثم أقوم بتفريغه وإرساله إلى الجريدة ، جريدة " المستقبل " التي تصدر في سيدني / أستراليا .
لكن أحداث الأختطاف لسبعة من جنود مصر في سيناء وكتبت عنها مقالين " في كلمتين ، والأختبار الصعب " . وأيضا عملية إطلاق صراحهم المفاجيء وإعلان المتحدث الرسمي بأسم الرئاسة  " أن تحرير جنودنا جاء دون أي مساومات أو تنازلات أو تفاوض مع أحد ، دون أي صفقة أو تنازل أو جهد مع المختطفين " .
مع تتبع الأحداث عبر شاشات التلفزة وعبر الأنترنت ، شاهدت برنامج " القاهرة اليوم الذي يبث في مصر على قناة اليوم وحلقة يوم الأربعاء 22 مايو 2013 والتي نشاهدها في صباح يوم الخميس 23 مايو 2013 للفارق الزمني في التوقيت بين مصر وأستراليا . وكان يقوم بتقديم الحلقة في ذلك اليوم كل من الدكتور الأستاذ ضياء رشوان رئيس نقابة الصحفيين ، والأستاذ الدكتور خالد أبو بكر المحامي .
شاهدت البرنامج بشغف حتى نهاية الجزء الأول الذي شد إنتباهي وجعلني أعيد مشاهدته مرة ثانية ثم إتخاذ قرار نقل بعضا مما جاء من حوارات بينهما ، ثم بعد ذلك المداخلة مع الأستاذة دعاء رشاد زوجة الرائد محمد الجوهري المفقود هو و 2 من زملائه وأمين شرطة .
 بالفعل بدأت الأستماع وكتابة ما أسمعه لأعود بعد ذلك وكتابته على صفحات الأنترنت . وهذا ما فعلته .
إليكم ما إستطعت نقله من حوارات بين مقدمي الحلقة الدكتور ضياء رشوان والدكتور خالد أبوبكر:
** د. خالد أبوبكر :
الأمن القومي من حقه مطالبة الأعلام بعدم إذاعة بعض تحركات القوات المسلحة دي عملية متفبركة .
دي معمولة علشان الرئيس متاضيق من الفريق السيسي وعايز يمشيه . 
** د. ضياء رشوان :
الكلام إللي لازم نعرفه النهارده كان فيه مفاوضات واللا ما كانش !.
فيه مفاوضات قولولنا وبعدين التفاصيل ..
ما فيش مفاوضات وبكرة نكتشف إن كان فيه ، دا يسمى في السياسة خديعة سياسية . ويسمى في الأخلاق كذب . ويسمى في أي دولة ديمقراطية جريمة يحاسب عليها السياسي أيّ ان كان موقعه أو العسكري .
ثم أكمل  الدكتور ضياء حديثه مع الدكتور خالد بقوله :
أنا عايز أقولك ان أحد مسئولي حماس أبلغني أنا شخصيا إحنا يا جماعة الناس دول مش عندنا ( المقصود هنا بالثلاثة ضباط وأمين الشرطة الغير معروف عنهم أيّ شيء منذ فبراير 2011 ) ، سألته وهمّ فين ؟ قال إحنا أبلغنا في مصر السلطات المصرية يأنهم قتلو . وورناهم المكان المدفونين فيه في سيناء .
أنا سمعت هذا الكلام من أحد المسئولين في زيارة لنقابة الصحفين وأمام شهود . لكنه لم يدلهم على القبر دا كلامه . وبقيت روايته إنه وجد ملابس هؤلاء الضباط وأمين الشرطة ملوثة بدمائهم . دي رواية حركة حماس .الذي قال هذا الكلام الأستاذ موسى أبو مرزوق .
تدخلت مدام دعاء رشاد زوجة الرائد محمد الجوهري عبر الهاتف مشاركة لما يدور بينهما .
** أ . دعاء رشاد :
أقسم أنني رأيت سيارة زوجي الرائد محمد محروقة ولا توجد بها أثار دماء أو طلقات ناريه . وكان جنبها كيس لأمين الشرطة به بنطلونين في كيس بلاستك أسود يخص أمين الشرطة ، ومراته إتعرفت عليهم .
بقعت الدماء اللي اتلئت على الأسفلت  لا تزيد عن 5 سم وتم رفعها من قبل الطب الشرعي في مدرية شمال سيناء ووجد انها دماء غير آدمية .
أنا أقسم بالله أن زوجي وزملائه لسه عايشين ، وجاتني براهين عن طريق وسيط فلسطيني وهو قائد جيش الأسلام في غزة .
 وتكمل حديثها .. تواصل معي لواء في الداخلية وعرض عليّ مبلغ مليون جنيه وعشرة آلاف جنيه كل شهر واكتب تحويل محمد جوزي شهيد . هذا الكلام من 6 شهور .
بعد إلحاح من د . خالد أبو بكر لمعرفة إسم اللواء ..
** أ . دعاء رشاد :
اللواء عماد عبد العاطي .
** د. ضياء رشوان :
 إحنا دلوقتي بنوجه كلام واضح للسيد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية ونقول له إن مدام دعاء رشاد قالت في هذا البرنامج إن حضرتك سيادة وزير الداخلية في يوم 18 مارس 2013 الماضي ومعاها أسر 2 ضباط شرطة وأمين شرطة المختفين إنك قلت إنهم أحياء وموجودين . إذا صمّت تبقى هذه الرواية صحيحة . لو حد إتصل من مكتب حضرتك يؤكد لنا أو ينفي لنا الرواية دي ، أو يحطها في سياق ربما الأستاذة دعاء قالت سياق غيره . دا أمر واجب الأن . لأن لما يبقى وزير الداخلية ولواء في المخابرات الحربية ومسؤلين أخرين منهم زي ما قالت مدام دعاء وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي ، ووزير الداخلية الأسبق اللواء محمود وجدي . يبقى كده إحنا بنتكلم على وزراء الداخلية كلهم تقريبا . وقالت كمان أن اللواء أحمد جمال قال الكلام ده . مدام دعاء هل لما كان اللواء احمد جمال مدير الأمن العام أم وزير الداخلية ؟
** أ . دعاء رشاد :
لما كان مساعد أول للأمن العام .
** د. ضياء رشوان :
يعني كل وزراء الداخلية الذين تعاقبو على مصر منذ 25 يناير بيقرو بأن ضباط   الشرطة المختفين أو المخطوفين موجودين في غزة .
** أ . دعاء رشاد :
لو إنهم ماتو ما كانتش الوزارة تصرف لنا مرتبات بحوافز كامله . باشوف في المخابرات وفي الداخلية خزي وعار .
" ثم بدأت بعد ذلك عن لقاءاتها مع المسئولين " ...
رئيس الجمهورية كان شايف إن احنا لينا حقوق شرعية بعد سنتين والحقوق الشرعية لازم ناخدها ...
** د.ضياء رشوان :
يعني إيه مش فاهم يا فندم !.
** أ . دعاء رشاد :
رئيس الجمهورية أنكر معرفته بإختطاف الضباط . حكينا له القصة . سأل مين يمكن يكون ورا الموضوع ؟ قلناله حماس .. لأن حماس هي اللي باسطة قوتها وسيطرتها على سيناء .
** د . خالد أبوبكر :
بتاع المخابرات وبتاع الشرطة قالولك عند حماس ؟
** أ . دعاء رشاد :
بالضبط ..
** د . خالد أبو بكر :
والكلام ده عندك 4 شهود عليه ؟
** أ . دعاء رشاد :
أيوه ..
** د . خالد أبو بكر :
يعني واحد من الأتنين كداب .. المنطق بيقول كده لو إنتِ صادقه في اللي بتقوليه إنتِ والأربعة اللي معاكي .
** د .  ضياء رشوان :
عودة ألى الحقوق الشرعية ..
** أ / دعاء رشاد :
أيوه شاف 4 زوجات زي بناته فقال يا بنات إنتم زي بناتي وحاخيركم ما بين الأستمرار أو الأكتفاء بهذا الحد وليكم حقوق شرعية .
** د . ضياء رشوان :
مش فاهم ؟
** أ. دعاء رشوان :
زوجات الشهداء لهم إستثناءات ..
إنتم كإعلامين شرفاء بقي لكم أسبوع أو 6 أيام شغالين على 7 جنود أختطفو لغاية ما ربنا كرم مصر كلها ورجعلها السبعة ، ما سألتوش نفسكم سؤال .. ليه دول رجعو ودول مارجعوش ؟!!.
** د. خالد أبو بكر :
لأ حضرتك إرجعي حضرتك لأمبارح وأول امبارح حضرتك كنتي معاهم وامبارح في الموضوع ده . ده سؤالنا إللي ح نشتغل عليه بعد ما حضرتك تقفلي معانا .
** د.ضياء رشوان :
طب إنتِ رأيك إيه ؟
** أ. دعاء رشاد :
رأي انها قضية سياسية بحته . قضية زوجي وزملاؤه قضية سياسية بحته .
وراء قضية السبعة المخطوفين مسرحية هزلية بحته إنتاج وإخراج وتمثيل جماعة الأخوان وحركة حماس .
وذلك لسببين المسرحية الهزلية كان لها غرضين :
1 – زيادة شعبية الرئيس مرسي المنعدمة واللي مش ح تزيد عمرها .
2 – وضع الجيش المصري في موقف محرج أمام الشعب المصري في موقف محرج أمام شعب مصراللي ح يقوله واحده من اتنين .
أ – ح تدخل وتقتل أبرياء يبقى إنت المذنب . إيديك ملوثة بالدماء .
ب – إما ح تتفاوض مع الخاطفين تبقى إنت بتتفاوض مع إرهابين ، ويبقى عليك دائرة حمره . إنك جيش ما هواش ...
لم تكمل جملتها بعدما قاطعها الدكتور الأستاذ خالد أبو بكر المحامي الذي وعدها بأن قضيتهم ستكون مسؤلية البرنامج . برنامج القاهرة اليوم ، قناة اليوم من القاهرة .
الحلقة كانت ساخنة . وكنت أتمنى نقلها كاملة . لكن ما باليد حيلة ...

نوادي عبلين النسائيّة تستضيفُ الروائيّة فاطمة ذياب!/ آمال عوّاد رضوان




أقامَ النادي النّسائيّ الأرثوذكسيّ في عبلّين الجليليّة بَزارَهُ الخيْريَّ الأوّلَ، والّذي يَضُمّ تحفًا وهدايا وأشغالَ يدويّة وأعمالَ فنّيّةَ مُختلفة، وقدِ استضاف بتاريخ 22-5-2013  نادي المُسنّاتِ العبلّيني، في لقاءٍ اجتماعيٍّ ثقافيٍّ حميميّ، يُساهِمُ في توطيدِ العَلاقاتِ العامّةِ المتبادَلةن والعَلاقاتِ الاجتماعية والثقافيّة، من أجلِ تعزيزِ أواصِر المحبّة والإخاءِ والتّعاون، بينَ مُؤسّساتِ عبلّين وأهاليها ونِسائها وأبْنائها.
وقد تخلّلَ هذا اللقاء حديثًا عامًّا عن الماضي، وعن تاريخ العلاقاتِ السّابقة والتآخي بين أهالي عبلين، وبحَنين دامِعٍ كُنّ يَستعِدْنَ الماضيَ بذِكرياتِهِ العبقةِ بالفرح والحزن الجميل.
وقدْ شَمِلَ الّلقاءُ ثلاثَ فقراتٍ:
كلمة ترحيب وتأهيل بالحضور، ومحادثات مفتوحة، واستحضار الماضي بأشكالهِ وجَماليّاته.
فقرةَ استعراضٍ وشِراءٍ مِنَ البازار
والفقرةَ الأخيرةَ كانت مع الروائيّة فاطمة ذياب، في كِتابها الأخير بعنوان مدينة الريح، وقد تحدّثت بلباقةٍ عن بعض الفقرات الساخرة الفكاهية الشقية، والتي بعثت في نفوسِ النساءِ البسمةَ والضّحكة، وتحدّثتْ لهنّ عن سِيرتِها الذاتية ومسيرتِها الإبداعيّة:
نبدة عن حياةِ الكاتبة
٭ وُلدت الكاتبة فاطمة ذياب في طمرة الجليليّة بتاريخ 27-9-1951.
٭ أنهت دراستها الابتدائيّة في قريتها، وتلقّت دراستَها الثانويّة في النّاصرة.
٭ مارست كتابة القصّة في سنّ مبكّرة، وقد صدرت باكورة أعمالها رواية "رحلة في قطار الماضي" عام 1973، وتميّزت الرّواية بالجرأة والصّراحة الأدبيّة.
٭ فازت مسرحيّتها "سِرُّكَ في بير" على جائزة مسرح بيت الكرمة عام 1978، وعُرضت على خشبة المسرح في طمره.
٭ حصلت على جائزة الإبداع الأدبيّ التي تُعطى مِن قِبل وزارة الثقافة، التربية والرّياضة.
٭ حصلت على العديد من الشّهادات التقديريّة والتكريم، ضمن فعاليّات تربويّة ثقافيّة في الوسط العربيّ واليهوديّ.
فاطمة ذياب رائدة حقيقيّة في دفع عمليّة الأدب النّسائيّ، فهي كاتبة في مجال الرّواية، أدب الأطفال، المسرح، الحكاية الشّعبيّة والبدويّة، ولوحات الأدب السّاخر ضمن شخصيّة خاصّة أطلقت عليها اسم "دبدوبة".
مؤلّفاتها:
1. رحلة في قطار الماضي/ رواية/ 1973.
2. توبة نعامة، مجموعة قصص للأطفال/ 1982.
3. علي الصّيّاد/ قصّة للأطفال/ 1982.
4. جرح في القلب/ خواطر/ 1983.
5. الخيال المجنون/ مجموعة قصصيّة/ 1983.
6. سِرّك في بير وممنوع التجوّل/ مسرحيّتان/ 1987.
7. قضيّة نسائيّة/ رواية/ 1987.
8. جليد الأيام/ مجموعة قصص وخواطر/ 1995.
9. الخيط والطزيز/ رواية/ 1997.
10. جدار الذكريات/ نصوص أدبية/ عام 2000.
11. سلسلة كتب للأطفال.
12- رواية مدينة الريح 2011
وفي نهايةِ الّلقاءِ قدّمتْ نصًّا عن الأمّ، رسَمَ على وُجوهِ النّساءِ حنينًا مَختومًا بدمعةِ تأثّر، وبعد الشكر تم التقاط الصّور التّذكاريّة.

مخاض الريح/ حسن العاصي

كاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك

اليوم أطوي رمحي
وأنكر آخر بيعة
أفر من عار الإنتماء
وأتشظى في حمى الطلاسم الأولى
لأبعث قلب حي
على خد الصباح

ينهار كل شيء
المدن والمقابر
الألقاب والخطايا
وتنشطر الأسفار
رباه
هذا العهر يتمختر
فوق الجراح

الآن غرق البحر
وعاث الذئب في الغنم
انتصر العفن على الثمر
أطوف في غيبوبتي
قبل الجنون
أشهق الحمم
يمزقني مخاض الرياح

يحتضر النور في قبضة البياض
ويُعرض السحاب عن الركام
يُساكن المطر الضرير
الرؤى الكسيحة
يلوك الجفاف وجه الرغيف
وتتشقٌق قسمات الأصوات
إن همٌت بالصياح

من يملك نبض البيدر
من يقايض ظمأ القلوب بالبخار الأصفر
من منكم رأى الدم السادر
في جبل الموت
أيها الآبق من لجٌتي
منقسم مثل التأويل
لاحجٌة بيننا قبل الفلاح

اليوم أمتشق الشوك
وأعاقر موجي وحيداً عارياً
كالوتر في ظل الأضرحة
التراب التراب
فكيف أقبض على نافذة الموت
بعيون فارغة
خلف ارتعاش النواح

الصَّلاة/ أسعد البصري


أَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْتَظِرُنِيْ آخِرَ الدّرْبِ . كانَ يَمْزَحُ مَعَ الجَمِيْعِ ، غَيْرَ أَنَّهُ ، أَبَداً لَمْ يَمْزَحْ مَعِيْ . أَخَذَنِيْ إلى نَخْلَةٍ عالِيَةٍ جداً ، أَلْقى بِيْ من قِمَّتِها . ضَرَبْتُ الأَرْضَ ، ارتَفَعْتُ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ انقَطَعَ نَفَسِيْ . إلّا أَنَّ مَكْروهاً لَمْ يَحْدُثْ لِيْ . شَعَرْتُ بِهِ في ذلكَ السُّقوطِ الحُرّ ، وَفِيْ صَيْفٍ آخَرَ حِيْنَ غَرِقْتُ . كان يُكَلِّمُنِيْ ، تَحْتَ الماء . عِنْدَما تُهْتُ أَمْسَكَ يَدِيْ الصَّغِيْرَةَ ، وتاهَ مَعِيْ . أَمْرَضَنِيْ كثيراً ليُبْعِدَ طُفُوْلَتِيْ عَنْ ضَجِيْجِ الأَوْلادِ . وَهَبَنِيْ الرّبو وقال : هذا لِتَعْرِفَ قِيْمَةَ الهَواء .

هُدُوْءٌ غَرِيْبٌ يَحُطُّ عَلَيَّ فِيْ المَصَائِبِ ، أَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ وَ يُصَرِّفُ أَمْرِيْ . لَقَدْ تَمَّ تَخْرِيْبُ حَياتِيْ تماماً ، حتى اقْتَرَبَ مَوْعِدُ رَمْيِها إلى القَمامَةِ ، ظَهَرَ وقالَ :" كُلَّ مَرَّةٍ ، أُعِيْدُ حَيَاتَكَ إِلَيْكَ ، تُفْسِدُهَا ، مِنْ جَدِيْد . لَقَدْ آذَيْتَ كَثِيْرِيْنَ ، وها أَنْتَ تَرْمِيْهَا بعيداً . التَقِطْهَا وَ هَبْهَا لِيْ ." مَدَدْتُ يَدِيْ عَمِيْقاً في النِّفاياتِ ، وَ وَهَبْتُها لَهُ . إِنَّ صَلاتِيْ ، وَ نُسُكِيْ ، وَمَحْيايَ ، وَ مَماتِيْ ، لَمْ تَعُدْ لِيْ ، لا شَيْءَ لِيْ ، كُلُّ شَيْءٍ لَهُ .


تَـمـرد/ الشيخ د مصطفى راشد

تَمرد لتنجو من حكم الإخوان
تمرد لتعيش العدل والحرية  والكرامة بأمان
تمرد لترى فجر جديد ضد  الجهل والتخلف والأوهام
تمرد على حياة العبودية  والسمع والطاعة وعبادة الإنسان
تمرد  لتحيا من الموت ، ولو للحظة قبل فوات الأوان
تمرد كى تثبت أنك مصرى شجاع ، ولست من الخرفان
تمرد لتنقذ وطنك المحتل  المكلوم ، وتُرضى الواحد الديان
تمرد  من آجل أولادك وأحفادك قبل أن يقضى عليهم الطوفان 
تمرد لتحمى مستقبل وطنك من العنف والبلطجة  والإرهاب وخطف الأوطان
تمرد على تخلف التعليم وإنعدام الفكر المستقيم   وقيادة أبو جهل وأعوانه المجرمين
تمرد لتعلن للعالم  أن سمات  المصرى  لم يكن يوماً -- خائن وجبان
تمرد كى تُظهر حضارة أجدادك  --- فتستحق شرف الفَخَار والإنتماء  
تمرد حتى يعيش  حلم ثورة الشهداء والشرفاء  أولاد مصر الأبطال  الأنقياء
تمرد على قطع الكهرباء  والماء -- وغضب السماء  بالجراد والفقر والوباء
تمرد على  نقص الدواء  والواسطة والمحسوبية  وعدم الكفاءة والغلاء
تمرد كى يعلو صوت الحق والعدل والمساواة  على الإقصاء باللون والإنتماء 
تمرد ليعرف العالم  عظمة المصرى البسيط  العصى على ديكتاتورية الإخوان
تمرد ليأتى الفجر الجديد بمحبة وسلام وعلم وعدالة وحرية وفرحة  وعيد
تمرد لتحمى نفسك وجيشك وجنودك من القتل والخطف والإرهاب  والتهديد
تمرد من أجل وحدة الوطن الذى يُسرق بالنصب باسم الدين والوعيد
تمرد لتعود مصر الآمنة المسالمة رمز للنور والثقافة وكل جميل وجديد
تمرد على الفكر الظلامى  قاتل الحلم ، كاره العلم ، الخطر القادم على كل وليد
تمرد على البلادة ، وكل لحية بزبيبة وسجادة، تكذب على الله بتعمد وزيادة
تمرد  قبل أن يفوت الأوان ----  ويضيع الوطن ويشتريه جماعة  الغربان
تمرد مثل الصحابة ، عمر وعلى وأبى ذر الغفارى -- لأن التمرد من الإيمان
تمرد فقد فعلها مارتن لوثر القس والكنج ---  لإعلاء راية البسطاء  الشرفاء
تمرد لو كنت حاخام أو قس أو شيخ  -- لأن التمرد فضيلة  ترعاها السماء 
من آجل حياة أفضل للفقراء  --- وحفظ لكرامة النبلاء الأتقياء   
الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699

نعم.. أحبها/ عاطف على عبد الحافظ

نعم .. أحبها وأهواها
أصافح النسيم الذى يلامس خديها
وأحتضن البسمة التى فوق شفتيها
أعشق نظرات الهوى فى عينيها
وأهوى شعرها المرسل على كتفيها
 ألتمس دفء الحنان من كفيها
وأعانق الكون وأنا بين يديها
*****
نعم .. أعشقها وأهواها
هى زهرة تحوم الفراشات حولها
وتغرد البلابل فى بستان جمالها
هى بدر تتلألأ النجوم بجوارها
هى شمس تتباهى بدفء شعاعها
السماء تصفو حين تهل ببهائها
والأرض تحنو وهى تميل بقوامها
الزمان يبخل أن يجود بمثلها
والأساطير غدا تحكى عن جمالها
*****
عاطف على عبد الحافظ
كاتب وشاعر مصرى

عادل نعيسة: نموذج وطني للمعارضة السورية/ نقولا ناصر

(بعد 25 عاما في السجون السورية، يقول نعيسة إن "التشفي" بالحكم للأزمة التي يمر بها "ترف لا أملكه الآن"، لأن الوطن أسمى من كل الأشخاص والأنظمة والثارات السياسية، وعلينا أن "نحاول إنقاذ الزورق حتى نعبر بأمان"، بحل سياسي للأزمة عبر الحوار)

عادل نعيسة المفرج عنه عشية انفجار الأزمة بعد خمسة وعشرين عاما في السجون السورية هو عضو رئاسة "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" المعارضة في سورية، بالمشاركة مع لجنة وحدة الشيوعيين (حزب الإرادة الشعبية) والحزب السوري القومي الاجتماعي – جناح الانتفاضة، وهو المتحدث الرسمي باسم الجبهة، وممثلها في "ائتلاف قوى التغيير السلمي" المعارض.
وقد لفت الانتباه إليه مؤخرا النداء الذي وجهه في الحادي عشر من الشهر الجاري "إلى السوريين كافة"، ومنهم "الذين حملوا السلاح بوجه الحكومة، للانضمام إلى الألوية التي أعلنت الجبهة عن تشكيلها لتوحيد طاقات السوريين كافة" في إطار "حرب التحرير الشعبية" للجولان، مناشدا كل "أبناء سورية .. توجيه البنادق إلى الاحتلال الإسرائيلي العدو الحقيقي للسوريين جميعا".
وكانت الجبهة قد أعلنت قبل يومين قرارها بتأليف "ألوية الجبهة الشعبية للتحرير" وإنشاء "القيادة العسكرية لتنفيذ هذه المهمة" و"فتح باب التطوع" أمام الجميع للانضمام إليها، بعد أن "أثبتت تجربة الأربعين سنة الماضية صحة خيار حرب التحرير الشعبية وليس خيار التسوية السلمية الدولية" كما قال نعيسة.
وقد انفردت هذه الجبهة من بين كل مسميات المعارضة السورية بالجمع بين "التغيير"، الذي يجمعها، ظاهريا في الأقل، مع الدول الغربية والخليجية المسماة ب"أصدقاء سورية"، وبين "التحرير" الذي سوف يستعدي كل هؤلاء الأدعياء بالصداقة من أصدقاء دولة الاحتلال الإسرائيلي على أي فصيل معارض يتبنى "التحرير" شعارا له.
فمن هو عادل نعيسة ؟   
بعد أن أمضى (25) عاما من دون محاكمة في سجون ما يصفه ب"الدولة الأمنية" في سورية، أفرج عن القيادي البعثي المخضرم عادل نعيسة عشية انطلاق الحراك الشعبي من أجل التغيير والإصلاح، ليسارع إلى الانضمام للحراك، وليكتشف سريعا عسكرة الحراك، ليشهد، كمشارك في الحراك، أنه تسلح في أيامه الأولى بأسلحة بسيطة "لا تسقط النظام لكنها تستدعيه".
وليكتشف، كما قال، سيطرة المطالبين بالتدخل العسكري الأجنبي عليه، استقواء بذات القوى الغربية والإقليمية المسؤولة عن رعاية المشروع الصهيوني وعن زرع دولته في فلسطين المحتلة وعن استمرار الهيمنة الأمريكية على الوطن العربي كحاضنة لضمان أمن هذا المشروع ودولته.
ويكتشف كذلك الشعارات الطائفية والمذهبية التي خطفت قواعد الحراك الشعبية المتضررة من الهيمنة الأمنية على الحياة ومن سياسات العولمة والخصخصة التي قلصت دور القطاع العام في قيادة الحياة الاقتصادية وقادت إلى انفراط العقد الاجتماعي بين الحزب ثم بين الجيش وبين العمال والفلاحين لتستبدله بالتعاقد مع رأسماليين "جدد" وقدامى، ما حول هذه القواعد ألى وقود في صراع دموي لا علاقة له بمظالمها ومطالبها المشروعة.
ليخلص من كل ذلك إلى أن هذه ظواهر تنطوي على مشروع يستغل الحراك الشعبي لأهداف لا علاقة لها ب"تغيير النظام" وإصلاحه تستهدف سورية كدولة وسيادة وطنية وقرار مستقل ودور إقليمي يتمحور حول مركزية القضية الفلسطينية العادلة وتحرير الأراضي العربية المحتلة ونموذج لانصهار تنوعها الديموغرافي الفسيفسائي في بوتقة وطنية ذات ارتباط عضوي بعمقها العربي.
ليلتقط عادل نعيسة التناقض الرئيسي، فيغلبه على تناقضه الثانوي مع الحكم، ليعلن بأن "التشفي" بالحكم للأزمة التي يمر بها "ترف لا أملكه الآن"، لأن الوطن أسمى وأكبر من كل الأشخاص والأحزاب والأيديولوجيات والأنظمة والثارات السياسية، ولأننا "جميعنا الآن في قلب الدوامة" وعلينا أن "نحاول إنقاذ الزورق حتى نعبر بأمان"، بحل سياسي للأزمة عبر الحوار.
وفي معارضته ل"عسكرة" الحراك الشعبي السوري يكرر الاستشهاد بالثورة الإيرانية التي نجحت في إطاحة الشاه سلميا وشعبيا من دون اللجوء للسلاح بالرغم من جبروت نظامه الأمني وطغيانه واستبداده ودمويته، ويستشهد كذلك بنجاح سلمية الحراك في مصر وتونس.
وفي معارضته الحاسمة للتدخل الأجنبي والاستقواء بالقوى المعادية تاريخيا للأمة ووحدتها وقضيتها في فلسطين يناضل كي لا يتكرر في سورية غزوها العسكري للعراق وليبيا.
وعندما يخير نعيسة بين أن "أقضي بقية حياتي في سجن" الحكم الحالي وبين نظام بديل يحكمه "المشروع القطري" والقوى "التكفيرية والظلامية" فإنه يفضل الخيار الأول.
ويقارن نعيسة بين الوضع المعاشي الراهن المتدهور بسبب العقوبات والحرب على سورية وبين الوضع الذي أعقب العدوان الإسرائيلي عام 1967 الذي لم يتأثر بفضل "القطاع العام".
وهو يشبه الذين يتاجرون بقوت الشعب في الأزمة ومن استفادوا من العولمة والخصخصة، الذين يصفهم ب"الحيتان والعلق"، ثم هربوا وهربوا أموالهم إلى الخارج غداة انفجارها ب"الفئران البيضاء" التي كان قباطنة الغواصات القديمة يتخذون من صعودها إلى السطح بسبب نقص الأوكسجين دليلا عل عطب فيها.
وعن حكم الحزب يقول إن سورية تحولت من "دولة الحزب إلى حزب الدولة"، وعن أحزاب "الجبهة التقدمية" المتحالفة مع القيادة السورية يتفق مع الرأي القائل: "جئنا بهم ليكونوا عونا لنا على قيادة البلد لكنهم سرعان ما أصبحوا عبئا علينا" يتنافسون على امتيازات السلطة، ويجيب ب"قطعا لا" على سؤال ما إذا كان البعث "يجدد" ذاته اليوم، ليضيف "حتى يصلح البعث عليه أولا .. تنحية قياداته الحالية"، لذلك لا مشكلة لديه تحت أي اسم يمارس نضاله الوطني طالما "أعمل بنفس الأفكار والقيم التي أومن بها".
ونعيسة معارض مخضرم، فبعد انتخابه أمينا لفرع الحزب في اللاذقية عام 1966 انتخب عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث عام 1968 ليستقيل منها اعتراضا على "السلطة التي باتت تمطر ذهبا" و"امتيازات" لمن يقترب من "مركزها" بعد أن كان يدفع للوزير البعثي "نصف راتب الوزير باعتبار أن بعثيته تكليف وليست تشريفا" كما قال. لكن استقالته لم تنجه من الاعتقال.
ويرى نعيسة أن الاختلافات مع "الحركة التصحيحية" التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد حول "حرب التحرير الشعبية" مقابل "الحرب النظامية" وشعار "التوازن الاستراتيجي" مع دولة الاحتلال الذي تبنته الحركة، وحول دور "الرجعية العربية" كعدو للمقاومة ولشعارات البعث في "الوحدة والحرية والاشتراكية"، وحول الاعتراف بقراري مجلس الأمن الدولي 242 و 338 ل"إزالة آثار العدوان" الإسرائيلي عام 1967 على دول الطوق العربي الأربعة في الأردن وسورية ولبنان ومصر، وحول دور الحزب وتحالفاته الطبقية، وغيرها من الاختلافات، هي التي قادت إلى اعتقاله ورفاقه في القيادتين القطرية والقومية للحزب ليثبت تطور الأحداث اليوم أنهم كانوا على صواب، في رأيه، لكنه يحرص على الجيش العربي السوري كمؤسسة وطنية كان بناؤها الانجاز الأهم للأسد الأب بقدر حرصه على التحالفات الإقليمية والدولية التي أقامها، في الأقل حتى يتوفر بديل عربي ذو صدقية لها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
* كاتب عربي من فلسطين        
* nassernicola@ymail.com

نظرة على قانون التعليم بخطته الجديدة/ ايمان حجازى‏

تعرض قانون التعليم الذى أصدره وزير التعليم فى التعديل الأخير والذى سوف يتم عرضه وإعتماده ضمن خطة التعليم المزمع تطبيقها فى الفترة الحالية والمستقبلية الى جميع مراحل التعليم ما قبل الجامعى , وقد أظهر هذا العرض أن المسئول أيا كان فهو بمجرد أن يجلس على الكرسى ينفصل إنفصالا تاما عن الواقع ويبدأ فى التحليق فى عالم من نسج الخيال , خياله هو بمفرده , يعيشه ويفرضه على المجتمع ويشرع فى متابعة تطبيقه بما يتراءى له .

أولا .... تعرض المشروع بقانون أو خطة التعليم الى إعتبار الصف السادس الإبتدائى صف عادى ولا يتم إعتباره نهاية مرحلة ولا يتم إعتباره شهادة وهذا إذا كان سيخفف عن كاهل أولياء أمور التلاميذ فى هذه المرحلة من حيث مصروفات الدروس غير أنه سوف يجعل المرحلة الدراسية تتسم بالطول لإحتوائها على سنتين هما
 KG1 و KG2
وعدد 6 سنوات هى المرحلة الإبتدائية ويضاف إليهم 3 سنوات عبارة عن المرحلة الإعدادية , وهذا يضفى عليها كثير من الرتابة , كما إن طول المرحلة وإتصالها على هذا النحو يخنق الرغبة فى التفوق لدى التلميذ لإعتماده على أعمال السنة .

ثانيا ..... فيما تعرضت له الخطة بالنسبة لجعل الصف الثالث الإعدادى به ما يسمى بأعمال السنة ,,, هذا يتطلب من الوزارة الإرتقاء بمستوى المعلم نفسه وضرورة تعرضه لإختبارات دورية لتحديد مستواه التعليمى والتثقيفى والتربوى .... فهل الوزارة مستعدة لهذا !!!؟؟ ,, هذا لأن نظام أعمال السنة يفرض على التلميذ التعامل المباشر مع مدرس الفصل مهما كانت درجة تمكنه من المادة , وهذا أيضا يجعل التلميذ سجين فكر ورغبة المدرس فى الحصول عنده على درس خصوصى , وهذا طبعا يزيد الطين مائة بلة لأنه حال فرضنا بأن مدرس الفصل ليس على المستوى اللائق مهنيا – وهذا يحدث كثيرا ومعظمنا يعانى منه -  فإننا سنكون حكمنا على التلميذ بالخيبة التامة , والتلميذ هنا وحدة قياس لفصل دراسى يحتوى على أكثر من ستين تلميذا , هذا لو إفترضنا جدلا – فرضا بعيدا عن التطبيق – أن هذا المدرس غير المؤهل يتكلف بفصل واحد ,, ولكن الواقع أن المدرس يدرس لأكثر من فصل ولأكثر من مرحلة وبهذا نكون قد خطونا الخطوة المليون فى سبيل تدمير مستقبل الأمة ونكون قد حققنا أهدافا لم نرجوها فى طريق العودة الى الأمية وبشكل سريع وواضح بل وصارخ أيضا – وهذا كلام يخلو تماما من المبالغة بل هو واقعى 100 % .

ثالثا ...... المرحلة الثانوية والتى قررت الخطة أن تقسمها الى مستويين
 الأول هى الطلاب فى المدارس الحكومية والخاصة
 والثانى الطلاب فى المدارس المتميزة
 وقد قررت الخطة التعامل مع المستوى الأول على شكل مغاير للمستوى التانى التى إفترضت فيه التميز وقد أضافت إليه العنصر العملى كمؤهل للجامعات العملية وبهذا يفرض علينا أن نقصر الشق العملى فى هذه الدراسة على المعمل سواء  أكان معمل العلوم أو معمل الكمبيوتر فقط  ولن يكون هناك أى ورش إضافية لتعليم الحرف اليدوية المختلفة مثل النجارة والسباكة والكهرباء ولا حتى الرسم ولا الموسيقى وربما ينضم إليهم الألعاب الرياضية  ..... وهذا لا يدعو للتعجب فقط بل للسخرية أيضا !!!

هنا يستلزم علينا الوقوف والسؤال فمن خلال حكومة إخوانية ولدت من رحم الشارع المصرى أو هكذا تدعى بأنها القريبة الى الواقع المصرى وللشارع والمواطن وهى الأدرى بمعاناته وظروف معيشته , بل والأكثر من ذلك أن الأغلب الأعم من ممثلى هذه الحكومة هم من تربو فى المجتمعات الفقيرة وجاءو من الطبقة المتوسطة وهم من تلقو التعليم فى المدارس الحكومية , وكما يقولون أن أهل مكة أدرى بشعابها فكان لزاما على هؤلاء أن يعو ما يحدث فى هذا المجتمع المصرى الفقير الذى هم وقوانينهم وخططهم بعيدين كل البعد عنه لعدة أسباب
أولا ..... أن الطبقة الفقيرة والمتوسطة والتى يتلقى أولادها التعليم فى مدارس الحكومة والخاصة هم الأقرب الى الورش والمصانع الصغيرة التى يمتلأ بها شوارع القاهرة , وكما يعلم الجميع أن بعض هؤلاء يرسلون أولادهم للعمل والتمرين على الأعمال الحرفية فى هذه الورش , فكيف تحرم دراستهم من شق عملى يؤهلهم الى الإلتحاق بالكليات العملية !!!!

ثانيا ........من الذى أعطى لنفسه الحق فى تقزيم المجتمع المصرى وتقسيمه الى نوابغ وتم تحديدهم فى الذين يتلقون التعليم المتميز- أو طبقة المجتمع الغنية الأرستقراطية -  والى توافه وهم السواد الأعظم وتم تحجيمهم فى بوتقة دراسة متخلفة وخانقة لجميع مواهبهم وما قد يكون من عليهم المولى به من مميزات تأبى الحكومة إلا أن توئدها فى مهدها وتهيل عليها التراب , ناسية أو متناسية أن أعاظم هذه الأمة تخرجت من مدارس حكومية وقت أن كان للتعليم هيبته وجلاله , وهذا يؤكد أن العيب ليس فى المتلقى إنما العيب كل العيب فى المنهج وفيمن يوصله الى العقول

أنا كمواطن مصرى عادى أتعجب كثيرا من لهفة الحكومات المتعاقبة على تغيير نمط الدراسة فذات مرة يقومون بإلغاء الصف السادس الإبتدائى وبعد سنوات يعيدوه , ومرات يقررون أن يجعلو الثانوية العامة على مرحلتين ثم يعيدوها الى مرحلة واحدة , وكما أبلونا سنوات بمصيبة تحسين المجموع التى ملأت المجتمع الجامعى بجهلاء لم يكن لهم أصلا أن يحلمو بهذا المجتمع على جهلهم وضعف مستواهم التحصيلى , وأخيرا تفتق ذهنهم عن تطويل ودمج مرحلة الحضانة والإبتدائية والإعدادية كما جاء فى النسق الأخير , وبعد سنوات ربما لن تكون بعيدة سيعودو الى سابق العهد ,,, وأتساءل أهذا هو التجديد من وجهة نظرهم ؟ , ألم يخطر على بال أحدهم يوما أن يكون التجديد فى النوعية التى تقدم للتلاميذ ؟ ألم يجب أن نحلم يوما بأن يكون التطوير العلمى والعملى والمنهجى هو الهدف من التعديلات ولا نكتفى بمجرد الشكليات ,,, متى يكون يا حكوماتنا المتعاقبة الموضوع هو هدفك الأساسى !!؟؟

سؤال أطرحه على الحكومات بشكل بسيط بنية صافية بقلب سليم برغبة حقة – متى  يكون المستقبل لأولادنا فى وطننا مستقبلا كريما مشرفا يحتضن نجاحاتهم التى يفترض أنه غرسها فى عقولهم على مدار سنوات عمرهم !!!!!

سؤال بسيط ولكنه هام جدا ....... هل نطمع مع الأيام فى إجابة واقعية عملية !!!
لأننا فعلا نستحق
ألا هل بلغت اللهم فإشهد


حفلة شاي ثكنة مرجعيون/ محمود شباط

كثيرون منا يتذكرون ما دبَّجتهُ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي عن تلك "الحفلة" التي تناول خلالها جنود العدو الشاي في ثكنة مرجعيون أثناء عدوان تموز 2006. كثرت حملات التخوين التي صارت بسهولة "شربة الماء" وساد الغموض إلى أن قدم العميد عدنان داوود، قائد القوة الأمنية المشتركة في الجنوب، تقريراً إلى وزير الداخلية بالوكالة في حينه، أحاله إلى رئيس مجلس النواب الذي بدوره أحاله إلى لجنة الدفاع والأمن البرلمانية، ونشرته صحيفة "الأخبار" في 01 أيلول 2006.
إذاً نحن أمام تقرير ذي صفة وطابع رسميين موثق بأدلة ومدعم بشهود وليس "خربشات فاسبوكية" غير مسؤولة. عَبَرَ التقرير القنوات الرسمية ووصل إلى الجهات المعنية الرسمية نواباً ووزراء، وكذلك الإعلاميين والمتعاطين بالشأن العام، بكافة مشاربهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية، ولم يتم دحضه أو التشكيك بمضمونه. ألا يعني عدم دحضه من قبل أحد بأنه حقيقة لا لبس فيها وغير قابلة للطعن بها ؟.
أهم ما جاء في التقرير، وباختصار شديد، هو أن عدد عناصر القوة الأمنية المشتركة لم يكن يتجاوز 350 عنصراً لدى كل منهم رشاش ومسدس ووحدة نارية، وبأن مبنى الثكنة قديم متهالك وسماكة سقفها لا يتعدى 10 سم، وبالقرب منها يتجمع حوالي خمسة آلاف مواطن معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، أي أنها غير صالحة للعمليات الحربية عداك عن أنها كانت قد أصبحت تحت الإحتلال، وبأن قرار المقاومة بمثابة انتحار قد يودي بالجميع إلى القتل أو الجرح أو الأسر.
كنا نتمنى أن تكون تعليقات أشاوس الحرب بالمناظير الفايسبوكية أكثر حكمة وإنصافاً وخالية من الافتراءات الغريزية المنحازة والمترعة بالتجني على العميد داوود، وكنا نتمنى أن يتذكروا أو يذكروا بأن العميد داوود رفض في البداية تقديم الشاي ولكنه ساير على مضض ضابط القوات الدولية الذي أصر على تقديم الشاي، وحين قال الضابط الإسرائيلي للعميد " إياك أن تضع لنا السم في الشاي" فرد العميد عليه : " يا ريت قادر".
وكما أن "إماطة الأذى عن الطريق صدقة" فإن إماطة التجني عن المظلوم ووقف نحر الحقيقة صدقة. انتظرنا طويلاً كي نسمع العميد داوود يرد على المفترين ولكن، وبقدر ما نعلم، يبدو بأنه آثر أن يبقى سائراً بقافلته دون اكتراث بما يحدث حولها، بقي الكبير كبيراً ولم ينزل إلى درك ممن كانوا حول القافلة. فتحية إكبار لحضرة العميد الذي اتبع بحكمة ما قاله الشاعر:
الرأي قبل شجاعة الشجعان/ هو الأول وهي المحل الثاني / فإن هما اجتمعا لنفس حرة حرة/ بلغت من العلياء كل مكان. 
ألا تستحق تلك الحكمة التي أثمرت إنقاذ الأرواح وتجنب الخسائر المؤكدة شكر "أشاوس الفايسبوك" بدل انتقاداتهم وتخويناتهم؟ ألا تستأهل تلك الـ "يا ريت قادر" التي صفع بها العميد داوود وجه الضابط الإسرائيلي أن يذكرها ولو واحد فقط ممن سخَّروا أقلامهم وضمائرهم وعقولهم للهذر والتخوين وتجريد خلق الله من وطنيتهم ومواطنيتهم بخفة صبيانية؟ ألم تستوقف الكتبة والمستكتبين مسألة عدم تسليح عناصر القوة الأمنية بغير الرشاش والمسدس والوحدة النارية؟ ومن المسؤول عن ذلك التقصير؟ مقصوداً كان أم غير مقصود؟ بالتأكيد ليس العميد داوود.
أسئلة برسم الإجابة عليها ممن لديه ما لا نعرفه.
أختم بالآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

تبرير المعصية/ نرمين كحيلة


     من العجيب للعاصى أن يبرر معصيته بدلا من الاعتراف بها والندم عليها فكانت أول معصية تمت هى معصية الشيطان عندما رفض السجود لآدم وبدلا من التوبة والاستغفار قام بتبرير معصيته.
قَالَ مَا مَنَعَك َألا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (الأعراف:12)
     هذه القصة ذكرها اللّه تبارك وتعالى في سورة البقرة، وفي أول سورة الأعراف، وفي سورة الحجر، والكهف،  وهي أن اللّه سبحانه وتعالى، أعلم الملائكة قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام، بأنه سيخلق بشراً من صلصال من حمأ مسنون، وقد تقدم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته، فليسجدوا له إكراماً وإعظاماً واحتراماً وامتثالاً لأمر اللّه عزَّ وجلَّ، فامتثل الملائكة كلهم سوى إبليس ولم يكن منهم جنساً، كان من الجن وليس من الملائكة فخانه طبعه وجبلته، فاستنكف عن السجود لآدم، وخاصم ربه عزَّ وجلَّ فيه، وادعى أنه خير من آدم، فإنه مخلوق من نار، وآدم خلق من طين، والنار خير من الطين في زعمه، وقد أخطأ في ذلك وخالف أمر اللّه تعالى، وكفر بذلك فأبعده اللّه عزَّ وجلَّ، وأرغم أنفه وطرده عن باب رحمته وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة، وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلى الأرض.

   ولو قارنا بين موقف الشيطان وموقف آدم عليه السلام لوجدنا أن الاثنين عصيا الله ولكن الفرق بينهما أن الشيطان برر معصيته أما آدم فقد اعترف بها واستغفر الله "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" ) الأعراف : 23)

     ونجد صورة أخرى من صور تبرير المعصية تتجلى فى أوضح صورها فى قصة أصحاب السبت فقد ورد ذكر القصة مرتين إحداهما في سورة البقرة والمرة الثانية بتفصيل أكثر فى سورة الاعراف الآيات (163-166).
    قال الله تعالى في سورة الأعراف:"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ."
     وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .
    وقال تعالى في سورة "النساء:" أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا"
     أبطال هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.
     لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل  –كما هو طبع اليهود- وبدأوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.
    فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المنكر.
وكانت الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن يتوقفوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم. فلا جدوى من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.
    لقد كان العذاب شديدا.  فمسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.
   وتحكي بعض الروايات أن الناهين أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة. فعرفت القردة أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم ثم ماتت بعد ثلاثة أيام. 
    وكما يقول د. ياسر برهامي تعليقا على هذه القصة:"هذه القصة وإن وقعت لأمة غير أمتنا فقد وقعت في جماعة من بني إسرائيل وإن لم يكن زمنها هو زمننا، إلا أننا نتعلم من قصص القرآن دائما كما ذكر الله عز وجل أنه عبرة لأصحاب العقول "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِي الأَلْبَابِ" [يوسف: 111]، فلا بد أن نتعلم، ونستفيد، ونطبق هذه القصص علي واقعنا وعلي حياتنا، وليس فقط أن نجعلها مجرد حكاية للتسلية.
    ذلك أن كثيراً من الناس قد يظن ما ذكره الله عن الماضيين أنه ليس لنا ويقول: وما لنا ولهؤلاء؟ وهذا باطل فإن أسلوب الصحابة رضي الله عنهم في القرآن وتطبيقه لم يكن أبداً كذلك فإنهم كانوا يرون أن ما خوطب به السابقون خطاب لنا كذلك.

     والحيتان هنا معناها السمك ، وهي كذلك في كلام العرب ، كل سمكة تسمي حوتا ، فكانت الأسماك تأتيهم يوم السبت في البحر شارعه زعانفها وخراطيمها في المياه ، تظهر نفسها ، والأسماك - قطعا- لا تدرك أيام الأسبوع ، ولكن قدر الله هذا الأمر العجيب ويوم لا يسبتون أى لا تأتيهم باقي أيام الأسبوع  ، لا يكون في البحر سمكة واحدة ، فسبحان الله! والتحايل علي شرع الله صفة من صفات اليهود ، ولكنها ورثت فيمن أشبههم ممن ينتسب إلي الإسلام وكما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: "لا تشبهوا باليهود فتستحلوا الله بأدنى الحيل".
  
     فاستحلال محارم الله بأدنى الحيل والتحايل على شرع الله سمة يهودية والعياذ بالله، وهناك من يفعلها من المسلمين، كمن يسمي الربا بغير اسمه ليضل الناس، كالاستثمار مثلاً، أو يسميه بالفائدة، أو عائداً أو نحو ذلك، وهو في الحقيقة ربا.

    ومن يتعامل مع الناس بالإقراض والزيادة عليه أو بالإقراض الذي تشترط فيه شروط معينة كبيع أو إجارة أو عقد آخر كما يصنع كثيراً من الناس، يقرضهم قرضاً للصرف على ما يحتاجون من أرض وغيرها بشرط أن يبيعوا له إنتاج أرضهم، وهذا للأسف كثير.
      أو مثل كثيراً من الناس الذين يتعاملون بأنواع من القروض بفائدة من البنوك أو صناديق الاستثمار أو رجال الأعمال وغيرها، كل ذلك من الربا المحرم، وإن سمي بغير اسمه، حتى ولو تبرع بفتوى باطلة بعض من ينتسب إلى أهل العلم، وهو ليس منهم وإن كان عند الناس يشار إليه بالبنان، فإن من أحل ما أجمع العلماء على تحريمه، وإن كان متأولاً ويزعم إنه مجتهد، فهو مبطل، لأن الاجتهاد لا يكون في الإجماع.
   
      ومن الحيل المنتشرة نكاح التحليل، الذي يطلق امرأته ثلاثاً ثم يتفق مع رجل يحلها له، يسمى في الشرع الإسلامي التيس المستعار، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المحلل والمحلل له"، وذلك بأن يتفق مع رجل بأن يتزوج امرأته ويطؤها أو لا يطؤها، ثم يطلقها بعد يوم أو يومين، يزعم بذلك أنه يحله للأول، فهذا من التحايل على شرع الله، بل ذلك يبطل العقد الثاني، ولا يحلها للزوج الأول.
   
     وهناك أنواع من الحيل في البيوع، مثل بيع العينة وهو نوع من الربا لكن بحيلة على الربا، وذلك بأنه يقول لمن يريد أن يقترض منه مائة مثلاً والرجل لن يقرضه مائة إلا بمائة وعشرون، فيقول: اشترِ مني هذه السلعة بمائة، وهو يعرف ما سوف يتم، فيشتريها بمائة ويقبضها إياه، ثم يقول: أنا أشتريها منك بالتقسيط بمائة وعشرون، فرجعت له سلعته، وأصبح مديناً بمائة وعشرون، وهو قبض مائة فصارت المائة مائة وعشرون، ودخلت بينهما السلعة.
    
     وقريب جداً من هذا مسألة التورق وصورته لو أن رجلاً لا يجد من يقرضه فيشتري سلعة من السوق بالتقسيط بسعر مائة وعشرون، وهو يعلم أنها تساوي مائة، فيبيعها بمائة، وهذا التورق بيع عينة من ثلاثة أطراف.فالتعامل بالتقسيط بدون ضوابط شرعية يوقع الناس في الربا كثيراً والعياذ بالله بنوع من التحايل.
     فما يتم في المعارض مثلاً من أنهم يأتون بسلع لا يملكونها، ولا يشترونها، ولكن يقولون: نحن نحضر لك السلعة التي تريدها، وسندفع لك الثمن، وسدد لنا أنت بعد ذلك، فهذا الوسيط الذي لا يمتلك السلعة، ولكن يبيعها قبل تملكها وقبضها، والواجب أن يستلم السلعة وتقع في ضمانه، ثم يبيعها بعد ذلك، وله الحق في أن يربح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ربح ما لم يضمن، فأما أن يقول له اشترِ ما تريد، وأنا أسدده لك وأنت تسدد لي بعد ذلك، فهذا هو القرض الذي جرَّ نفعاً بلا شك وطالما أنه لم يحز السلعة ولم يمتلكها في يده، ويقبضها لا يجوز أن يربح فيها.

     وهذا نوع من التحايل على ما حرم الله عز وجل، لذلك أقول: الحذر واجب من التحايل على الشرع، خصوصاً في باب الربا، فإنه من أخطر الأبواب التي يقع فيها كثيراً من الناس من التحايل على شرع الله كما فعل اليهود في هذه القصة.

      ومن صور التحايل على الشرع قصة الممثلة صابرين حين أرادت أن تخلع الحجاب ولكنها أرادت تبرير ذلك والتحايل على شرع الله فلجأت إلى فتوى مكذوبة تقول أن الباروكة تحل محل الحجاب وقالت أنها ارتدت الباروكة فى المسلسل بدلا من الحجاب وهى بهذا قد فعلت تماما مثلما فعل بنو إسرائيل فى تحايلهم على الشرع لأنه فى كثير من الأحيان تكون الباروكة أجمل من الشعر الطبيعى فضلا عن أن ارتداء الباروكة محرم ولا يجوز ،فعن عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ جَارِيَةً مِنَ الأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ، وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ – تساقط - شَعَرُهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا فَسَأَلُوا النَّبِيَّ فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ) متفق عليه). كان الأجدر بها أن تعترف بضعف نفسها واستجابتها لشياطين الإنس وتقول أنا نفسى ضعيفة تشتهى الأضواء والشهرة والأموال لذلك عدت إلى التمثيل بدلا من أن تبرر معصيتها تبريرا أحمق.
     مثل تلك البنت التى تبرر عدم ارتدائها للحجاب بأنها صغيرة أو تريد أن تتزوج أو أن الحجاب ليس فرضا.
  
     ما أعظم موقف امراة العزيز حين انكشف مخططها فى الكيد ليوسف عليه السلام فهى لم تبرر معصيتها ولم تدافع عن نفسها بل اعترفت بخطئها وندمت وقالت:"وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء" (يوسف:53)
  
     ومن صور تبرير المعصية قول المشركين أن الله أمرهم بالمعصية. قال تعالى:" وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون" الفاحشة هنا في قول أكثر المفسرين طوافهم بالبيت عراة . وقال الحسن : هي الشرك والكفر . واحتجوا على ذلك بتقليدهم أسلافهم ، وبأن الله أمرهم بها . وقال الحسن : والله أمرنا بها قالوا : لو كره الله ما نحن عليه لنقلنا عنه . قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )الاعراف 28-30)

     وفى تفسير ابن كثير :كانت العرب ما عدا قريشاً لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها، يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا اللّه فيها، وكانت قريشا  يطوفون في ثيابهم  وأكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل، وكان هذا شيئاً قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، واتبعوا فيه آباءهم، ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إلى أمر من اللّه وشرعه، فأنكر اللّه تعالى عليهم ذلك فقال: { وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} ، فقال تعالى رداً عليهم: { قل} أي يا محمد لمن ادعى ذلك { إن اللّه لا يأمر بالفحشاء} أي هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة واللّه لا يأمر بمثل ذلك، {أتقولون على اللّه ما لا تعلمون} ؟ أي أتسندون إلى اللّه من الأقوال ما لا تعلمون صحته، وقوله تعالى: { قل أمر ربي بالقسط} أي بالعدل والاستقامة. مثل الراقصة التى تقول: ربنا وفقنى فى الرقصة.

فيا من تبرر معصيتك وتتحايل على شرع الله هل تخدع الله أم تخدع نفسك؟

رباعيات/ رضا محمد السيد

يارب فرج عنــــا إللى إحنا فيه
يارب إن كان بنا عاصى إهديه
مالناش غيرك يـــــارب ندعيله
وطنا مرض يارب إشفيـــــــــه
ـــــ
فكرت فى يوم هيكون إسمك مجرد ذكره
فكرت يوم إنك مـــــا تشفش بكـــــــــــرة
واللهى لـــــــــــــــــو عرفت حقيقة الدنيا
هتلاقيها مــــــــــــا تستحقش مجرد فكره
ـــــ
يابخته من خد من الشيطان مناعه
وصلى الخمس صلوات جمـــاعة
وإشترى الأخرة وكـل شىء باعه
هنيــــــــاله وقت أن تقوم الساعة
ـــــ
عايز تعرف الشيطــــــــــــــــــــان بيكرهك ليه
علشان أنت سبب غضب ربنــــــــــــــــــا عليه
بس لـــــــــــــــــــو كان سجد كان هيحصل إيه
إبليس بيضحك ع الناس طب مين ضحك عليه  ... وعجبى
ـــــ

نسيم الأماكن/ سهى بطرس قوجا

ويبقى السؤال يراودني ويتقاذف إلى مُخيلتي:" لماذا هذا الرحيل المفاجئ؟!" فلا أجد الإجابة عليه، وكل ما أفعلهُ هو الاكتفاء بالصمت وسط الألم الصارخ!". مُتألم يكلم نفسهُ ببضع كلمات حديث كان، لا يسعهُ المكان اليوم رغم وسعهِ، أنهُ ألم يهتف بما يوخزهُ ما بين الحين والآخر؟! شعرَ بشوق وحنين يجتاح دواخلهُ، أشعرهُ بضيق في صدرهِ  وحزن وتنهدّ، لملمّ بعضهِ الذي يشتاق لبعضهِ، وبعضهُ الذي يشتاق لها، والبعض الآخر المُتبقي الذي يسكنهُ، ذاهبًا بهما للمكان الذي يحنّ لهُ دومًا ويرتاح فيهِ، أنهُ أفيونهُ الذي يغيبهُ عن حالتهِ لبعض الوقت ليعيش زمانًا كان ما يزال فيهِ يعيش حيًا!
وما بين سماء شبه رمادية وبحر رمادي مُتقاذف الأمواج، يكون هو بينهما ساكن، جالس على الصخرة التي طالما كانت زمان بالنسبة لهما الجنة التي يتقابلون بها، كانت مسكنهما المعهود. جلس ومدَّ عينيهِ للبعيد البعيد للأفق المائل إلى السواد، علْ بعض البوح يخفف مما يجتاحهُ ويزورهُ بدون استئذان! ناظرًا للموج المُتلاطم والمُتهافت على رمال الشاطئ بعينًا سارحةٍ! ترى إلى ماذا ينظر، وما الذي ينتظرهُ من هناك؟! أيأمل في عودة من غابَ بدون ميعاد؟! أيعقل أن يكون الأمل المنشود في داخلهِ؟! أم هي الحيرة في داخلهِ هي من تقودهُ؟!
أخذهُ التفكير وبعدها مدّ جسدهُ على الصخر وبسط يديهِ حدّ حدودها، مُسدلاً قدميهِ للموج، مُستسلمًا أمام البحر ليأخذه مع أصوات موجهِ إلى من يفكر بها ويقلقهُ رحيلها فجأة! ناظرًا للغيم الرمادي الراحل رويدا رويدًا مع الريح المسافر في الفضاء. نظر إليه وتمنى أن يكتب عليها شوقهُ وشجنهُ وقبلاتهِ وعناقهِ لتصلها إلى حيث هي! وأخيرًا وسط هذه الأجواء ووسط ما عزفتهُ في داخلهِ، جعلتهُ يستسلم ويسدل عينيهِ عن عالمهِ ليرحل إلى عالمها الذي يعج بداخلهِ بكل ذكرياتها، مُعانقًا عطرها، كلماتها، همساتها، لمساتها، نبرات صوتها، عتابها، جنون حبها، يتذكرها وتحل هي بأعماقهِ بكل ما يحملهُ حلولها. 
ولكن بينهُ وبين نفسهِ يقول: أحلامي ضرب جنون، وجنوني لا أمل لهُ! وبينما هو يكلم نفسهِ بكلمات، حلم بسفينة عائدة بعد غياب تحمل على متنها من هم إلى الروح أقرب، رستْ على الشاطئ وهي الأخرى رستْ عند عتبة قلبهِ! فلمحها بعينيه وهي تنزل منها بخفة خطواتها وتركض إليهِ بلهفة وصوت الخلخال يرنُّ في رجلها، واصلةٍ إليهِ وماسكة يديهِ وهامسة في إذنهِ بحرارة دفء صوتها:" اشتقت لك، وعيني لم تنمُّ قريرة منذ أن فارقتك، اشتقت لكَ وقلبي لم تنتظم دقاتهِ منذ أن غادرتكَ، حياتي سادّ فيها الصخب منذ أن فارقتك عيني، اشتاق بعضي الباقي لبعضي الآخر الذي يسكنك، أنا بدونك لا أكون، ببساطة أنا أنتَ".       
صوتها الحنون بمُجردّ دخولهِ مسامعهِ لامسّ وجدانهِ وداعب روحهُ وجعل دقات قلبهِ تتضارب من تهافت نغمات صوتها عليها وشعر برغبةٍ بأن يطير بها، وشعر بالحياة تدبّ فيهِ من جديد، وشعر أن المكان لا يسعّ حجم سعادتهِ .... شعور لا ينتهي! نظر إليها نظرة عاشق ولهان وقال لها:" أنا وأنتِ لنْا ذكرى لن ننساها ما حيينا، وحتى المكان وذلك المقعد شاهد والشمس حاضرة رغم غيابها اليوم". داعبتْ الابتسامة شفتيها ولامست شغاف قلبهِ برسمتها وأراد أن يأخذها بالأحضان، ولكن ما إن حاول ذلك حتى فاق وعرف أنهُ كان على أرض الأحلام يجول ويبحث فيها عما لا يجدهُ في واقعهِ! حلم وتمنىّ ولكن أمواج البحر حققت فقط رغبتهِ على شواطئ الأحلام وتركتهُ يعيش لحظات هي كانت لهُ حياتهِ وعمرهِ الذي يتمناه!
مع الأسف كان حلم جميل زارهُ في لحظة جوع الروح! كل بقعة من تلك الأماكن التي تحمل رائحة الماضي العطرة، تحمل ذكريات موثقة سواء كان بين ثناياها وفضاءها أو في الذاكرة، كلما رحل إليها من لهُ مكان فيها أضاءت جنبات النفس واستعرضت أمامهُ ما هو مخزونًا في الذاكرة ومنقوشًا في القلب.
 وتبقى بعض الأماكن نسيمها عنبر وبيلسان، لكن الانتظار فيها يُدمي! هي ذكرى، انتظار، وحدة، تفكير، همسة، عتاب، هلوسة، جنون .... الخ، هي مشاعر صادقة ووفية لأبعد حدّ مُرتبطة بالمكان الذي فيهِ شهد أجمل اللحظات وأجمل عمر وأجمل صمت وأجمل أنفاس وأجمل صوت وأجمل صدق مشاعر. ذلك المكان الذي تربىّ بين أحضان اثنين يبقى عنوان لهما يعودان إليهِ كلما هبّ الحنين وأراد أن ينتعش في داخلهما. أماكن تدقّ القلوب لتعيش فيها وتعطرها بعبق رحيقها، فللأماكن أرواح كروح من زارها ونقش فيها مكانهُ وأسكن حبهُ، وكلما حنّ واشتاق رحل إليها وجلس بين ما تحملهُ ليعيش ويعيد الأنفاس إلى النفس لتحيا.   

لهذه الأسباب قد تنجح التسوية السياسية للأزمة السورية/ صبحي غندور

بعد أكثر من عامين على المراهنات العسكرية في الأزمة السورية، فإنّ هذه المراهنات قد وصلت إلى طريقٍ مسدود، إذ لم تنجح الحكومة السورية في إنهاء الأزمة من خلال حلّها الأمني الذي اعتمدته منذ بداية الحراك الشعبي السوري، كما لم تنجح بعض قوى المعارضة التي اختارت عسكرة هذا الحراك الشعبي من إسقاط النظام، بل إنّ خيارها هذا أدّى إلى تصعيد العنف وإلى فتح أبواب سوريا أمام قوًى مسلّحة متطرّفة أعلنت جهاراً ارتباطها بجماعات "القاعدة"، المنبوذة عربياً وإسلامياً ودولياً.
وأصبح مزيج الأمر الواقع على أرض سوريا هو صراعات محلية وإقليمية ودولية، وحالات من الحرب الأهلية والعنف السياسي والطائفي والإثني، إضافةً إلى وجود قوًى تُمارس الإرهاب الدموي وتهدّد وحدة الشعب السوري، وأصبحت كل سوريا أمام خطر الانزلاق إلى التشقّق وتفكيك الكيان والدولة والمجتمع. ولعلّ هذا المزيج السيء من واقع الصراعات واحتمالات نتائجها ما يجعل نيران الحرب السورية مصدر خطرٍ كبيرٍ أيضاً على الدول العربية المجاورة لسوريا، بل على كلّ دول المنطقة.
لكن هذه المخاطر كلّها غير كافيةٍ وحدها إلى دفع الدول الكبرى، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، للسعي الجاد لإنهاء الحرب السورية، ما لم تكن مصالح هذه الدول تتعرّض للضرر من جرّاء استمرار الأزمة، وهو ما يحصل الآن، حيث أصبح "الملف السوري" هو العقبة الأبرز أمام التفاهم المنشود بين واشنطن وحلف "الناتو" من جهة، وبين روسيا والصين من جهةٍ أخرى. لذلك كانت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو واتفاقه مع القيادة الروسية على رعاية مؤتمر دولي في جنيف بشأن سوريا هو خطوة هامّة جداً لإنهاء الحرب ولتحقيق تسوية سياسية لنزاعٍ أصبح من الصعب التحكّم بتداعياته السياسية والجغرافية والأمنية.
إنّ الإتفاق الأميركي- الروسي بشأن صيغة التسوية السياسية لأزمة سوريا هو الذي سيحدّد مصير قمّة مجموعة الثماني المقرّرة منتصف الشهر القادم في المملكة المتحدة، وكذلك مصير الأجندة التي وضعتها إدارة أوباما لنفسها في مسائل السياسية الخارجية والعلاقات مع القوى الكبرى في العالم، ولمستقبل أزمات دولية أخرى معنيّة بها واشنطن كالأزمة مع كوريا الشمالية و"الملف النووي الإيراني" وأفغانستان و"الملف الفلسطيني" ومستقبل الصراع العربي- الإسرائيلي.
إنّ سوريا هي قضية حاضرة الآن في كل الأزمات الدولية، وسيكون مصير الحرب المشتعلة فيها، أو التسوية المنشودة لها، هو الذي سيحدّد مصير الأزمات الأخرى. كذلك، فإنّ استمرار الحرب يعني استمرار التأزّم مع موسكو، ويعني مخاطر حرب إقليمية تشترك فيها إسرائيل وإيران ولبنان والأردن والعراق، إضافةً إلى التورّط التركي الكبير الحاصل في الأزمة السورية ممّا قد يؤدي إلى تورّط "الناتو" عسكرياً، وهو أمرٌ لا ترغب به ولا تقدر عليه الآن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون.
إنّ واشنطن ودول الإتحاد الأوروبي ترغب وتريد الآن تفاهماتٍ مع روسيا والصين تساعد على النمو الاقتصادي العالمي، وعلى الإنسحاب المشرّف من أفغانستان، وعلى حلّ الأزمة مع كوريا الشمالية، وعلى تجنّب المواجهة العسكرية مع إيران، هذه المواجهة التي تدفع باتجاهها الحكومة الإسرائيلية منذ سنوات. كما تريد واشنطن مزيداً من التنسيق مع موسكو في رعاية مستقبلية لمؤتمر دولي خاص ب"الشرق الأوسط" والملف الفلسطيني.   
أيضاً، فإنّ مخاوف إدارة أوباما من زيادة نفوذ جماعات التطرف المسلّحة في سوريا واحتمال انتشارها إلى دول مجاورة، لا يمكن إزالتها من دون تسوية سياسية للحرب الدائرة في سوريا وعلى سوريا. فكلّما زاد التصعيد العسكري كلّما زاد نفوذ هذه الجماعات وتأثيراتها على مستقبل الأحداث في عموم المنطقة. ولا خيار أمام إدارة أوباما الآن إلاّ البحث عن تسوية سياسية، إذ ليست واشنطن بوارد التدخّل العسكري المباشر، ولا هي تثق بمصير السلاح الذي يمكن أن تقدّمه لبعض قوى المعارضة السورية.
وقد أدركت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أنّها لم تنجح في توظيف الأحداث الداخلية في سوريا لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بسياسات العزل والعقوبات في العقد الماضي من دفع دمشق إلى تغيير تحالفاتها الإقليمية والدولية، خاصّةً لجهة العلاقة القوية مع موسكو ومع طهران، وإلى وقف دعم المقاومة ضدّ إسرائيل في لبنان وفلسطين. فقد كانت سياسة واشنطن، لسنواتٍ عدّة ماضية، ساعيةً إلى تغيير سلوك الحكم في دمشق أكثر من اهتمامها بتغيير الحكم نفسه، إذ أنّ معيار المصالح الأميركية هو الأساس بغضِّ النّظر عن طبيعة الحكومات هنا أو هناك.
 كذلك، كانت هناك مراهنات (إقليمية وغربية) تحبّذ وترغب باستخدام تركيا في واجهة الصدام العسكري مع القوات الحكومية السورية، كاستكمالٍ لدور تركيا السياسي الحاضن لبعض قوى المعارضة السورية ولعناصر عسكرية متمرّدة على النظام السوري. وربّما كان في تقديرات هذا "البعض" أنّ ذلك مناسبٌ جداً في حال تدخّلت إيران لصالح حليفها السوري، بحيث يكون الصراع العسكري في المنطقة هو "إسلامي-إسلامي" و"عربي-عربي" من خلال ما سيحدث من فرزٍ بين دول وأطراف عربية وإسلامية داعمة لهذا الطرف أو ذاك. وكانت هذه المراهنات منطلقة أصلاً من الخلاف الحاد الحاصل الآن بين دمشق وأنقرة، ومن دعم الحكومة التركية لجماعات حزبية سورية إسلامية لها تاريخ طويل من الصراع مع الحكم السوري، ممّا يساعد أيضاً على استخدام هذه الجماعات كقوى ضغطٍ إقليمية ودولية من خلال وجودها الآن في حكومات ومنظمات شعبية، خاصّةً في مصر وتونس وليبيا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وبعض دول الخليج العربي. كانت المراهنات أن يكون ذلك هو البديل الأفضل عن المواجهة العسكرية الغربية المباشرة مع إيران، والتي هي مُكلفةٌ جدّاً للغرب وغير مضمونة النتائج. ولا ننسى أنّ السياسة "الأطلسية" السابقة كانت تراهن قبل العام 2011 على إضعاف إيران من خلال استقطاب دمشق ومغازلتها، وبسياسة العزل للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
 هذه المراهنات وصلت حتّى الآن إلى طريقٍ مسدود، كما هو أيضاً الخيار بالحلّ العسكري عند كلّ طرف. وستكون العقبة الكبرى أمام أي صيغة تسوية سياسية جادّة للأزمة السورية هي في جماعات التطرّف المسلّحة على المستوى الداخلي، وإسرائيل ومن لديها من عملاء أو حلفاء على المستويين الإقليمي والدولي. فلا مصلحة لهذين الطرفين في إنهاء الصراع الدموي في سوريا أو في التفاهمات الدولية وما قد تفرزه من نتائج سلبية على كلٍّ منهما.
 هناك "مشاريع دولية" لسوريا وللمنطقة، وهناك "مشاريع إقليمية" أيضاً، أخطرها "المشروع الإسرائيلي" العامل على إشعال حروب طائفية ومذهبية في عموم العالمين العربي والإسلامي، لتكون "الدولة اليهودية" هي القوة المهيمنة على كل الدويلات الدينية الممكن إخراجها إلى حيِّز الوجود، بفعل التفاعلات المرجوّة إسرائيلياً الآن من أحداث سوريا، وممّا سبقها ويرافقها من أحداث طائفية ومذهبية وإثنية في كلٍّ من لبنان والعراق والسودان ومصر واليمن والبحرين وتركيا وباكستان، وغيرها من دول العالم الإسلامي.
 لكن المؤسف أنّ كلَّ ذلك يحدث على أرض عربية في ظلّ غياب "مشروع عربي" وغياب المرجعية العربية الصالحة.
*مدير "مركز الحوار العربي"
Sobhi@alhewar.com

جاء الربيع/ نهى صبح

جاء الربيع بعد المطر
فألبس الأرض بساطاً من زهر
يغني الحسون فوق الشجر
يغرد بصوت شجيٍ عطر
فرفعنا نحوه البصر
وقلنا مابال الحسون حزينٌ كدر
أجاب بصوتٍ  منكسر
فالحزن ظاهرٌ لا يستتر
ذهب االشتاء و أخذ معه المطر
و ما غسل بمائه قلوب البشر
ينطقون الكذب ولا يغضون البصر
فانتشر الظلم و بات قدر
نزعو الحياء و لبسو لباس الكِبَر
و انتشر الفساد في قلوب من صخر

خافو أن تزول الدنيا ومنهم تفر
و ماخافو من نارٍ لا تبقي و لا تذر
 سكنو جنان الارض الصفر
و أعدو لزادها دهر
فلا صلاة و لا قياماً في السَّحر
فرصيدهم ذهبٌ و فضة و قصر
 و تحول العباد إلى عبيدٍ بيد الشر
يسقيهم شهده بأكوابٍ من خضر
فما هو شهدٌ بل هو علقمٌ مر
فالساعة آتية لا مفر
لا تبقي و لا تذر
نزاعة لكل مارد أشر
فلا تكن للأخرة نكر

و مني إليكم بعض العبر
اصنع الخير و انتظر
تنال من الله الأجر
فطوبى لمن اتقى و صبر
و مشى على خطى سيد البشر
قالها الحسون ورحل عن الشجر

صناع النكبة وأرباب الهزيمة/ د. مصطفى اللداوي

لا نشكك أبداً في وطنية أجدادنا وأهلنا العرب والفلسطينيين الذين شهدوا النكبة، وعانوا ويلاتها، واكتوا بنار الهجرة واللجوء، وأجبروا على ترك بيوتهم وقراهم تحت هول المذابح المروعة، والمجازر الدموية، التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المسلحة، وانتقلت بها إرهاباً وترويعاً من قريةٍ إلى أخرى، أو أؤلئك الذين خرجوا من بيوتهم طاعةً لأولي الأمر وأصحاب الشأن، الذين طلبوا منهم المغادرة لبعض الوقت، ليتسنى لجيوشهم العربية مواجهة العصابات اليهودية وإبادتها، وطرد من بقي منهم من الأراضي الفلسطينية.
لا نشك أبداً في أن أهلنا كانوا أشد منا تمسكاً بالأرض، وتشبثاً بالحق، واعتزازاً بفلسطين، ورفضاً للتنازل عنها، أو التخلي عن أي جزءٍ منها، فهم الذين كانوا يتصدون للعصابات اليهودية وللجيش البريطاني إبان فترة الإنتداب، في الوقت الذي كانت فيه سلطاتُ الإنتدابِ البريطاني تعتقلُ وتعدم كل من يثبت تورطه في المقاومة، أو يلقى عليه القبض متلبساً بحمل سلاح، أو اقتناء بندقية.
لكنهم على الرغم من إجراءات السلطات البريطانية القاسية جداً بحق سكان فلسطين الأصليين، وتعاونها الواضح والجلي مع السكان اليهود وانحيازها إليهم، وتشجيعها المهاجرين الوافدين من وراء البحار للاستيطان فيها، إذ كانت تفرض القوانين التي تيسر دخولهم بأعدادٍ كبيرة، وكانت تسمح للعصابات اليهودية بفتح معسكرات تدريب، وشراء مختلف أنواع السلاح، بل كانت الحامية البريطانية تزودهم بنفسها بالسلاح، وتغض الطرف عن اعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين، ولا تستخدم القوة ضدهم لإجبارهم على الخروج من أراضٍ استولوا عليها، أو مبانٍ وضعوا أيدهم عليها، إلا أن الفلسطينيين قاوموا السياسة البريطانية، وقاتلوا العصابات الصهيونية، بكل ما توفر لهم من سلاحٍ أبيض، كالسكاكين والفؤوس والمعاول، والبنادق القديمة التي تعمل بصعوبة، ولا تصيب إلا نادراً، وقد لا تقتل أو تجرح إذا أصابت.
لم يجبن الفلسطينيون عن الدفاع عن وطنهم، ولم يرتدوا على أعقابهم، بل شمروا عن سواعدهم، وحملوا بنادقهم، وما تيسر لهم من سلاحٍ بسيطِ وسبقوا الجيوش العربية وقاتلوا، كما لم يمتنعوا عن شراء السلاح دفاعاً عن أرضهم، فباعت النساءُ حليها، وتركت زينة بيوتها، وتخلى الرجال عما يملكون، واشتروا بما توفر لديهم من مالٍ سلاحاً به يقاومون ويقاتلون، واعتمدوا على شبابهم، وركنوا إلى قوتهم، وراهنوا على ما عندهم، ولم يبخلوا بشئٍ مما يملكون، قبل أن يطلبوا العون من الشعوب العربية، التي لم يتوانَ أهلها عن نصرة فلسطين، والوقوف إلى جانب شعبها، والمشاركة في الجهاد على أرضها ضد الغاصبين الصهاينة، ومنهم من استشهد على أرضها، وكثيرون ما زالت آثارهم باقيةً فيها، فلا الفلسطينيون قصروا في الدفاع عن وطنهم، ولا الشعوب العربية تأخرت وامتنعت عن نصرة إخوانهم وأهلهم في فلسطين.
العصابات اليهودية في زمن النكبة لم تكن تتمتع بقوةٍ لا تقهر، ولم تكن تملك سلاحاً لا يهزم، ولم تكن تسيطر على مساحاتٍ كبيرة من الأرض الفلسطينية، ولم تكن أعدادها كبيرة، ولم يكن عمقها استراتيجياً، كما لم يكن حلفاؤها بهذه القوة، ولم تكن علاقاتها أخطبوطية، ولم يكن لها لوبي يخطط ويتحكم ويسيطر، ولم تكن أمريكا تحتضنهم وترعاهم وتؤيد سياساتهم، رغم إقرارنا وتأكيدنا أن الكثير من دولٍ العالم كانت تؤيدهم، وتسعى للتكفير عن "جريمتها" معهم في أوروبا، وتحاول أن تساعدهم ضد العرب الفلسطينيين، إلا أنهم مع ذلك كانوا ضعافاً، وكان بالإمكان هزيمتهم وطردهم، وكان من الممكن منع سفنهم من الوصول إلى حيفا، وكان من الممكن حصارهم، ومنع تقدمهم وتمددهم.
قد كان بإمكاننا نحن العرب في حينها أن نعمل الكثير، وقد كنا قادرين على أن نتجنب النكبة، ونحافظ على فلسطين، ونحول دون ضياعها، فما الذي حدث، ومن الذي يتحمل المسؤولية، أهم الفلسطينيون الذين قاتلوا ببسالة بما يملكون، أم أولئك الذين صدقوا قيادتهم العربية وأملوا فيهم، واعتقدوا أنهم صادقين، وأن جيوشهم السبعة الجرارة ستقضي على الأحلام الصهيونية، وسترغم رواد المشروع الإسرائيلي على الانكفاء والتراجع، وستمكن فلسطين من إعلان دولتها بعد انتهاء الانتداب وانسحاب القوات البريطانية منها، فقد كانت الظروف في حينها ممكنة، وليست مستحيلة، بل لم تكن صعبة.
قبل أن أتناول المسؤولين الحقيقيين عن النكبة، صناع الهزيمة وأرباب الفشل، الذين يتحملون جريرة ضياع فلسطين، وشتات أهلها، ومعاناة شعبها، فإنني أتوقف أمام الدماء العربية الطاهرة التي سفكت، وأنحني إجلالاً وتقديراً لأرواح الجنود والضباط العرب، الذين قضوا نحبهم في فلسطين واقفين، أيديهم ثابتة على الزناد، وأقدامهم راسخة في الميدان، وأرواحهم تتلهف للمواجهة واللقاء، فقد قاتلوا بصدق، وجاؤوا إلى فلسطين بوعدٍ ويقين، وثبتوا في الميدان دون خوف، وواجهوا العصابات الإسرائيلية بجرأة، وما كانوا ليتخيلوا أنهم سيهزمون، وأن جمعهم سيتمزق، وأن قيادتهم ستتراجع، وستقبل بالهزيمة، وستسلم بالضياع.
في الذكرى الخامسة والستين للنكبة نحمل النظام العربي الذي كان سائداً مسؤولية الهزيمة، فهو وحده الذي يتحمل مسؤولية النكبة وما تبعها، وعلى عاتقه تقع كامل المسؤولية القومية والدينية، فقد قصر مع جنوده، وخذل ضباطه، وتركهم في الميدان نهباً للعدو، في الوقت الذي سلم فيه بالهزيمة، وأقر فيه بالإنكسار، وأصدر أوامره للجنود بالانسحاب، وللفيالق بالتراجع، مانعاً إياها من التقدم وإطلاق النار، وعاقب من خالف الأوامر بالسجن والاعتقال، ويشهد الإسرائيليون أنفسهم أن بعض الجبهات العربية في فلسطين كانت ترمي بالنار كالحمم، وكانت تلتهب كجهنم، وتحمل معها الموت لكل من يتجرأ ويقترب.
في ذكرى النكبة نقول، لا شئ يحمي الوطن كالسلاح، ولا شئ يقوى على الدفاع عن الأرض سوى القوة، ولا يرغم أنف العدو إلا السلاح الرادع، ولا أحد يقوى على التحرير ويصمد في الميدان كالمقاوم العربي الحر الشريف، وقد أثبتت المقاومة صمودها وثباتها وقدرتها على تحقيق النصر أو منع الهزيمة، فحتى لا يتحمل النظام العربي المسؤولية مرةً أخرى، ويتحمل من جديد تبعات ضياع فلسطين إلى الأبد، فإن عليه أن يمكن للمقاومة في فلسطين، وأن يزودها بكل ما أمكن من قوةٍ وسلاح، إذ السلاح بيد الشعب قوة، وهو انتصار، وهو يخيف العدو، ويحول دون ارتكابه لحماقاتٍ جديدة، فيا أيها العرب أفسحوا المجال للمقاومة، أعطوها ما تريد، وزودوها بما تحتاج، فإنها سندٌ لكم ودرءٌ لنا.