إمرأة الليل/ خليل الوافي


ما الذي يأخذني إليك 
يا امرأة الليل.. 
أعطش يراود تربة وطن؟ 
أسنون عجاف تبرأت مني؟
أم حروف متناثرة تآكلت في زوايا القصيدة؟ 
تجرحني الكلمات وأحلامي المراهقة 
في مرآة وجهي 
أمد يدي خلف السياج الشائك 
تتسلل الخطى 
في همس الكلام الملغوم 
على حافة الأسئلة
تبحث عن إجابات من فم عجوز 
تغازل وجه القمر. 
ينصهر الحجر في علب ليلية
تحت إيقاع الرقص . 
كان الملح يخرج من عطش الورق 
المزركش بألوان الخريف
نظرت إلى سماء الصمت الأزلي 
يأتي الصمت خجولا من عيون ماكرة... 

يا امرأة الليل.. 
طوبى لمن أوغل السيف 
في قلب العاصفة 
أمد يدي 
تتلمس خصوبة الماء 
في تجاعيد الشجر الصامد 
في مسالك الريح 
ينزع الجرح آثار الأصفاد 
يغتسل من حدود الوهم
فوق صخرة القرابين 
إقتربْ أيها الليل الغريب 
في يدي 
لعلي أمسك نجمك العالي ...
فتبدو عصية تلك العروبة 
البعيدة عن وطني.

يا امرأة الليل.. 
أهديك دمي 
أمد يدي 
لتحمي نفسك من ظلي
أين يدي يا امرأة الليل؟ 
أضاعت في قرع الباب 
أتراها ضاعت في مسالك التيه
أتخونني يدي يا امرأة الليل 
لا... 
لا... 
ها يدي تحمل نعشي 
فأغادر رصيف العمر ..
لا تمد يدك نحوي 
قد تسرقك 
عروس البحر
والقصيدة المحروسة 
وتنسى... 
لاتمد يدك مثلي!
ثم تنسى...
وتمد يدك مثلي...

مناظرة مفترضة بين راد وأبوت/ عباس علي مراد

البلاد مقبلة على انتخابات فيدرالية تحدد من سيحكم في السنوات الثلاث القادمة، وبما ان الاحزاب السياسية في مزاج انتخابي والحملة الانتخابية على اشدها من اجل كسب اصوات الناخبين بأي ثمن، للإطلاع على مواقف كل من الحكومة والمعارضة، استضفنا كلا ً من رئيس الوزراء كيفن راد وزعيم المعارضة طوني ابوت.
المذيع: هناك العديد من المواضيع والقضايا التي تخطئ باهتمام الرأي العام وتستحق التوقف عندها منها الاقتصادي، الصحّي، التعليمي، النظام والأمن بالإضافة الى العلاقات الصناعية وغلاء المعيشة ولا بد من التوقف عند مسالة اللاجئين "الغير شرعيين" وغيرها...
نبدأ اولاً مع رئيس الوزراء كيفن راد بالسؤال عن القضايا الاقتصادية.
س:ما هي الخطط الحكومية لتحسين الوضع الاقتصادي في ظل ازمة عالمية مستمرة؟
راد: ان حكومة يرأسها كيفن راد سوف تضع حداً لقدوم قوارب اللاجئين ولكن كما تعلمون فإن السيد أبوت يرفض التعاون من اجل حل هذه القضية ولا يدع الحكومة تتصرف وتنفذ الخطط لحل المشكلة، وهذا شيء غير جديد فالسيد ابوت معروف بسلبيته.
أبوت: السيد راد يحاول دائماً ان ينحي باللائمة على غيره ،وهو من اوجد المشكلة وعليه ان يضع حداً غير لفظي للمشكلة، اما في حال فوز حزبنا بالانتخابات فإننا سوف نعيد المراكب من حيث اتت بعد تزويدها بما يكفي من الوقود لرحلة العودة.
المذيع: اعتقد ان السؤال كان عن الشأن الاقتصادي على كل حال السؤال الثاني عن قضية اصلاح النظام التعليمي للسيد راد.
س:  سيد راد ،اين اصبح برنامج اصلاح النظام التعليمي المعروف بكونسكي وهل من امل بتوقيع باقي الولايات على المشروع قبل الانتخابات؟
راد: كما تعلمون، فإن الحكومة وقعت اتفاقية مع حكومة غينيا الجديدة من اجل ردع مهربي البشر وأقناع اللاجئين بعدم القدوم عن طريق البحر والذي يؤدي الى كوارث انسانية خصوصاً غرف الاطفال والنساء، واذا وصل اطفال الى شواطئنا فإننا لن ندعهم في مراكز الأحتجاز وفي نفس الوقت لن يكون بأمكان هؤلاء تقديم طلبات جمع العائلة في المستقبل.
ابوت: منذ توقيع السيد راد الاتفاقية مع رئيس وزراء غينا الجديد السيد بيتر اونيل، وصل العديد من القوارب على متنها ما يقارب 800 لاجئاً عدا الذين تضررت مراكبهم وغرقوا وهذا شيء مؤسف، خسارة هذه الأرواح خصوصاُ الاطفال.
السؤال للسيد ابوت عن التغيير المناخي.
س: هل ما يزال حزب الاحرار مصمماً على الغاء الضريبة على الكربون، حتى بعد تحويلها الى الاتجار بالكربون حسب العرض والطلب وتعويم الاسعار؟
أبوت: ان حكومة الائتلاف في حال فوزها وفي المئة يوم الاولى سوف تعمل على انشاء فريق عمل مؤلف من 12 وكالة حكومية من اجل وضع حد لقدوم القوارب وسوف تعمل على نشر المزيد من السفن الحربية لإعتراض القوارب ،وسوف نزيد ونسرع في عملية دراسة طلبات طالبي اللجوء في ناورو وجزر مانوس، اما بالنسبة للتكلفة فسوف تحددها طبيعة العمل والوقت الذي تستغرقه العملية.
راد: حكومة العمال زادت العام الماضي عدد المستوعبين الى 20 الف لاجئ من مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة  من حول العالم ونحن ندرس امكانية زيادة هذا العدد الى 27 الفاً، واحب ان اشير هنا الى اننا نقوم بحملة اعلامية وقد وصلت كلفتها حتى الآن الى 2.7 مليون دولار ونحن بعكس ما قاله السيد ابوت، فإننا نحرص على التعاون مع دول الجوار لحل المسألة.
سؤال للسيد راد: هل من تعديلات على نظام العلاقات في اماكن العمل؟
هنا ،اريد ان اؤكد على ما قاله وزير الهجرة طوني بورك بأن المخيمات غير مناسية للاجئين ،ولكن نعد بأننا سنعمل على تحسين الظروف لتتناسب مع المواصفات التي تضعها الامم المتحدة ،ولكن حالياً سوف نستمر في اسكان طالبي اللجوء في خيم عسكرية حتى بناء المنازل التي تتناسب مع حاجات اللاجئين الذين لا يمكن معرفة اعدادهم.
ابوت: اقول للسيد راد توقف عن تقديم الاعذار، توقف عن الحديث عن ان المشكلة عالمية. انها مشكلتنا وعلينا ان نتخذ الاجراءات المناسبة هنا في بلدنا  من اجل ايقاف قدوم القوارب ويجب ان نتحرك الآن وبدن تأخر.
سؤال للسيد ابوت: ما هي الاجراءات التي تنوي تنفيذها لإنقاذ القطاع الصحي في حال فوز الائتلاف؟
الازمة على حدودنا، انها "حالة طوارئ وطنية" هذه واحدة من اكثر القضايا الخارجية والتي يجب ان نواجهها منذ سنوات، ولهذا يجب ان تُحل بطريقة جذرية وبسرعة، ولهذا يجب ان نضع عسكري مخضرم لإدارة هذه العملية المهمة لأنها كما قلت حالة طوارئ وطنية.
راد: نحن في حزب العمال نتطلع الى حال اقليمي مع جيراننا في دول الباسفيك من اجل المساعدة والاسراع في معالجة طلبات اللاجئين وكما تعلمون من وقف في وجه الحل الماليزي انه السيد ابوت الذي يطلع علينا بمشاريع لا يمكن تسميتها .
السؤال للسيد راد: ما هي خطط العمال للحد من الأزمة الوطنية المتعلقة بالنقص في اماكن السكن وارتفاع اسعار المنازل والايجار؟
راد: حكومة عمالية سوف تعمل كل ما بوسعها لوضع حد لعمل مهرّبي البشر بأي كلفة، ونحن مصممون على وقف مأساة غرق طالبي اللجوء في اعالي البحار وسوف نحقق هذه الهدف مهما كلف الامر.
ابوت: لو كان السيد راد جاداً، لما كان اوقف العمل بالحل الباسفيكي الذي نجح  حين طبقته حكومة جان هاورد من جهتنا سوف نعيد العمل بتأشيرة الحماية المؤقتة بالأضافة الى ارجاع المراكب كما ذكرت.
ونحن مصممون على وقف مأساة غرق طالبي اللجوء في اعالي البحار وسوف نحقق هذا الهدف مهما كلف الامر.
نأسف لضيق الوقت، لم نتمكن من السؤال عن مسألة طالبي اللجوء نأمل ان يكون لنا لقاء آخر.
باختصار ان الهدف من هذه المناظرة المفترضة كان القول ان همّ الزعيمين الوصول الى الحكم وبأي ثمن وبعيداً عن معالجة قضايا أكثر اهمية من قضية اللاجئين والتي يمكن وضع حد لها بنعاون الحزبين بعيداً عن تسيس المسالة لأسباب محض انتخابية، وكما قال احدهم بالانكليزية:
Not the boats but the votes.
هذا ونحب ان نشير الى ان احد اخر استطلاعات الرأي اظهر ان السيد راد هو الزعيم الافضل لحل قضايا طالبي اللجوء، متقدماً على زعيم المعارضة طوني ابوت 40 نقطة مقابل 38 نقطة.

سدني
E-mail:abbasmorad@hotmail.com

عن الشعر الشعبي ومساهمة يوسف أبو ليل/ شاكر فريد حسن

ان اصالة أي شعب تكمن في تراثه ، ومن ليس له ماض فليس له حاضر ولا مستقبل ، وبناءً على ذلك هناك اهمية لجمع تراثنا الشعبي الفلسطيني ، بكل الوانه وصنوفه بما في ذلك الشعر الشعبي ، من ميجنا وعتابا ومعنّى وأبو الزلف . هذا التراث الذي نحن بأمس الحاجة اليه ، أمام موجات العدمية الثقافية ومحاولات مسخ وتشويه وتزوير تاريخنا الكنعاني مما يجعلنا نشعر بجفاف الريق الحضاري .
ان تراثنا الشعبي الفلسطيني وخاصة الأغاني والأهازيج الشعبية ، مرتبطة بالوطن والارض والانسان ومشحونة بالصدق والبساطة والعاطفة القوية وتقوي شعور الانتماء الوطني لدى الانسان الفلسطيني وتعبّر عن اماني وآمال وتطلعات الشعب القومية واليومية واحلامه المستقبلية ، ولهذا احبها الناس وتناقلتها الألسن وحفظتها ذاكرة الجماهير .
ان الشعر الشعبي ينبثق من اعماق البيئة الريفية والاجواء القروية التقليدية ، ومن صميم المناخ الشعبي الرعوي الفلسطيني ، ومن قلب الارض الفلسطينية ، ويرسم أجمل المشاهد لحياة الناس العاديين ويعيدنا الى اجواء القرية ، الى البيادر وعيون الماء وطابون الخبز والساحة والازقة والشرفات والشبابيك التي شهدت قصص الحب بين العشاق والمحبين وحفظت اسرارها ، وهذا الشعر يتسم بالصدق الشفاف وحرارة التعابير وجمال الصور المنزوعة من انفاس البيئة وأخلاق الشعب وروحه وعاداته وتقاليده المنغرسة في الوجدان ، وقربه من الذائقة الجمالية للشعب .
ومن ابرز الشعراء الشعبيين الفلسطينيين الذين ساهموا في ارساء وتطور الشعر العامي الشعبي في بلادنا ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر كلا من : محمد ابو سعود الاسدي ، ابو الامين توفيق الريناوي ، ابو غازي الاسدي ، ابو عاطف الريناوي، ابو نازك ، ابو عصام الميعاري، عوني سبيت، علي صنع اللـه ، رشيد مناع، سعود الاسدي ، علي السخنيني، يوسف سعده، غانم الاسدي ، تميم الاسدي، ابو عابد ، ابو حسيب خليلية ، فضل دراوشة ،هشام منصور ، فواز محاجنة ، بالاضافة الى يوسف أبو ليل – موضوع حديثي- وكثيرين غيرهم .
يعد يوسف ابو ليل من اعلام الشعر العامي المحكي والحداء والزجل الشعبي . عرفته الاوساط الجماهيرية من خلال الاعراس والأفراح ، ولم تبق قرية او بلدة عربية الا وغنّى على بيادرها وفي ساحاتها وشوارعها واحيائها ، وكان له شعبية واسعة ، واذكر جيداً كيف كان يحمل الميكروفون ويحجل كالقطا بين صف السحجة ليطرب الحاضرين .
ولد ابو ليل ولا يزال يعيش في قرية كفر قرع ورأس مجلسها المحلي لعدة سنوات بعد اعتزاله الحداء والغناء قبل اكثر من عقدين ونصف . وقد حبب الغناء الى ولديه  (د.صالح وحميد ) الذين اقاموا الفرق الموسيفية والغناء في حفلات الاعراس وحققوا نجومية وانتشاراً على الساحة الفنية المحلية .
وكان ابو ليل بحاجة الى التجاوب الشعبي العميق حتى يفيض نبع قريحته فتتدفق الكلمات على لسانه في انسجام ما بين المعنى البسيط واللغة المحكية والموسيقى الناعمة فيهز طرباً ، ويملأ سماء القرية بالنشوة والفرح الغامر وحب الحياة .
غنى ابو ليل للناس ، للوطن ، للحرية، للعامل ، والفلاح والسهل والجبل والوادي والجليل والمثلث والكرمل والخطاف ولابناء الحارة ، وحيا شعبنا ودعاه للتمسك بالقيم الاجتماعية العليا ، كالجود والشهامة والعصامية والتسامح وحب الخير والنخوة العربية .
اشتهر ابو ليل بالأغاني الفولكلورية بالقصص والحكايات الشعبية كقصة نوف وحكاية "ابن شعلان" التي تروي قصة غرام فيها الالم وحرقة الشوق والتضحية والفروسية .. ويقول مطلعها:
غابت الشمس يا ابن شعلان      واريد ادور  معازيبي
والدلة تسكب على الفنجان       وبهارها جوزة الطيب
يا ولد يا ابو ثمن قمصان         يللي على صدرك نياشين
يا عنتر يا فداك الفرسان         يا ريتك تبقى من نصيبي 
الى ان تنتهي بهذين البيتين :
صلوا ع طه النبي المختار     يشفع لنا من  يوم  لغبار 
تمت القصة وصاراللي صار  انشاء اللـه تكونوا مبسوطين  
ولأبي ليل قصائد قالها في الوطن ، ومفعمة بالعبق الفلسطيني ، منها قصيدة "اعذريني يا بلادي" التي يتغنى فيها بوطنه وبلاده التي اعطاها مهجة قلبه وروحه ، نختار منها هذه الأبيات : 
اعذريني عالمحبة يا بلادي         عطيتك مهجتي وروحي وفؤادي
عطيتك لهفة الام الحنوني          وعطيتني المحبة       والسعادي 
لو انهم بالسلاسل قيدوني         عصروا دمي خذو مني   رشادي 
لو انهم عن اولادي ابعدوني      ورموني بأرض قفرا وقاع وادي 
قبل الشمس تطلع عا عيوني     بناديك قبل ما انده     عا ولادي 
عجينة تمر ارضك احرموني    نسوني الزرع وغمور الحصاد 
بسهلك كنت ازرع كل موتي    وطليق امشي مثل عصفور شادي
على جبالك الكرمة والزيتون     وعا زهر اللوز غنى كل حادي 
على الشلال كانوا يسمعوني    العذارى وكل حلوة وكل غادي 
الى ان يقول:
على تربة بلادي اقبروني       الوطن وارض الوطن غالي علي 
                 وبدّي اموت على تربة بلادي
لقداقام ابو ليل صف السحجة / حولم / وخيلنا تدوس المنايا خيلنا/ عاش العامل والفلاح/ وع الكعبة اذّن بلال وغيرها من الطلعات الرنانة ، حيث كان يدور ويلف في الوسط وكان الصف يموجاً طرباً وفي مقدمته اصحاب الحطات والعقل والقنابيز العربية .
وفي النهاية ، فاننا نحن ونشتاق لسماع هذا الصوت الجميل ونغماته الحلوة ، ورنة صوته والاوف الطويل الذي اشتهر به ، وما احوج الغناء الشعبي الفلسطيني الى اصوات قوية كصوت ابي ليل ، الذي سيظل اسماً ساطعاً في عالم الفن والزجل الشعبي . ويا حبذا لو عمل ابناؤه على جمع وتدوين اغانيه واشعاره وقصائده واهازيجه التراثية في كتاب ، واعادة اصدار تسجيلاته والبوماته الغنائية لتستمتع بها الاجيال الجديدة ، التي تعيش مرحلة الانحطاط الفني وتشوه الذوق الجمالي ، بلا رقيب ولا حسيب .

مصر: البيعة الكبري/ سري القدوة

انه التاريخ التي تصنعه مصر وهي تتصدي للإرهاب والتطرف والقمع للشعوب وإرادة الانسان .. تاريخ يكتبه الشعب المصري العظيم بإرادة صلبة وقوة لن ولم تلين ولن تهزمها وسائل القمع والتطرف ..

وبين ارادة الشعب المصري العظيم ومتطلبات الامن القومي وبأسم الشعب يتم عزل الرئيس مرسي العياط ووضعه في السجن بتهمة التخابر مع ( حركة حماس وقتل المصريين ) فتنكشف فصول المؤامرة الاخوانية علي شعبنا الفلسطيني في غزة الحبيبة والتي باتت مكشوفة وواضحة وضوح الشمس حيث الخيانة الكبري والعدوان بحق الشعب الفلسطيني والإجرام من قبل مليشيات حماس وحكمها الزائل في غزة ومليشيات اخوان مصر وتأمرهم من اجل السيطرة الاخوانية علي مصر والتي انكشفت فصولها ..

بين تلك المؤامرات تبرز حقبة الاستجداء الامريكي المذل والاستحواذ علي الشعوب المناضلة من اجل حكم بساطير المليشيات السوداء علي حساب كرامة المواطن المسحوق صاحب الثورة الحقيقية التي سرقتها عصابات الاخوان للنيل من صمود حركة الجماهير والاتجار بكرامة الامة ..

ان التاريخ لن يرحم مرسي العياط ولا قيادات حركة حماس ومليشياتها المسلحة والتي نفذت عمليات قتل بحق ابناء الشعب الفلسطيني والشعب المصري ..

فلسطين والشعب الفلسطيني وكل الشرفاء في العالم يقفون اليوم الي جانب الشعب المصري في مواجهة الارهاب الاسلامي والتستر وراء الدين ..

المعركة ضد الارهاب معركة واحدة سواء في تونس او غزة او السودان او مصر في مواجهة التآمر الامريكي مع الاخوان علي مشروع وحدة الموقف العربي في مواجه مخاطر المستقبل وفرض اجندات خاصة وسرقة جهود الثورة السورية لتجارة الاخوان والتآمر علي مصالح المواطن وأمنه القومي ..
ان ارادة الشعب المصري العظيم في يوم البيعة الكبري كانت ارادة الفعل المتواصل الذي نتمنى ان نراه ويتواصل في كل الساحات العربية وفي غزة الصامدة للتصدي الي الارهاب ومن يسرقون الدين ويتاجرون في الشعوب وأصحاب الفتن السوداء والمرتزقة والمتآمرين علي الاسلام والمسلمين ..

تلك الصورة التي نراها اليوم صورة تواصل الاجيال والقيادة من جيل الي جيل ومن معاناة الشعوب ومن بين الجماهير المناضلة صانعة الثورة تولد القيادة ومن تلك الارادة الصلبة تواصل الجماهير المصرية العظيمة ( البيعة الكبري للفريق عبد الفتاح السيسي ) للاستمرار في اجتثاث بؤر الارهاب في ربوع سيناء الحبيبة وصولا الي غزة البطلة الصابرة من اجل وطن حر ومن اجل كرامة الانسان العربي الثائر ومن اجل مستقبل مشرق لشعبنا بعيدا عن الارهاب ومنظرو الاسلام السياسي وعقليات التعفن والرجعية ومن اجل مستقبل مصر العروبة والتاريخ والحضارة والدولة المدنية ..

انها ارادة الجماهير صانعة الثورة والتي عزلت مرسي المخلوع تستمر تلك الارادة الجماهيرية  لضرب بؤر الارهاب وكل المجموعات الخارجة عن القانون والتي تتستر وراء الدين وتقوم بقتل المواطنين بدم بارد ..

انها ارادة القيادة التاريخية التي تؤمن بأن مصر التاريخ هي حاضنة العرب والعروبة وتؤمن بأن الانتصار يأتي من خلال وحدة الموقف العربي وتكرس روح المحبة والسلام والسلم الاهلي والاجتماعي ..

تحية الي ابطال مصر .. ابطال القوات المسلحة والشرطة وتلك الحشود البشرية الذين يرفضون ان يكونوا عبيدا والذين تربوا في مدرسة عبد الناصر والضباط الاحرار .. هكذا عرفتكم الفالوجة الفلسطينية وهكذا عرفتكم القناة وكنتم اسودا في الميدان .. دافعتم بشرف عن فلسطين وألان سنواصل الدفاع عن فلسطين بكل اصرار وعروبة وسنحمي العمق القومي المصري والفلسطيني من مخاطر الارهاب والدمار للشعب الفلسطيني والمصري ..

عاشت ثورة الربيع العربي ..
عاشت ثورة مصر العروبة والتاريخ ..
والمجد لك يا شعب الكنانة يا صانع المعجزات ..
المجد لشعب فلسطين الصامد في مواجهة الارهاب والعدوان والاحتلال الاسرائيلي ..
تحية الي الفريق عبد الفتح السيسي وتحية الي جيش مصر العظيم حامي الثورة .. وحامي ارادة الجماهير ..

سوريا:هل تتلاشى الدوّامة وتنجلي الرؤية عن منفذ منقذ؟/ المهندس حميد عواد

دوّار الصراع في سوريا جذب فصائل خارجيّة وزجّها في خضمّ النزاع المأساوي وغير المتكافئ الذي كان يمكن تلافي ويلاته من إزهاق للأرواح وخراب وتشرّد وبؤس لو أنّ النظام احتكم إلى الحوار ولم يقمع انتفاضة شريحة وازنة من الشعب بالقوّة والسلاح.  

"وارث" الحكم عن أبيه أوحى عند تسلّمه مقاليد الحكم أنّه سيفسح المجال لإشراك قادة الفكر والرأي من "نقّاد" مساوئ احتكار السلطات من أركان "السلالة" المعروفة مع بطانتها تحت مسمّى "الحزب القائد" ومحور الممانعة. لكنّه ما لبث أن تقمّص بطش أبيه ورمى مفتتحي المنتديات السياسيّة في السجون سنين عديدة فيما أفرج بعفو "خاصّ" عن مجرمين ك"شاكر العبسي".  

واستفاقت غريزة القمع الدمويّ الذي قضى على المنتفضين ضدّ حكم الأب سنة ١٩٨٢ (٢-٢٩ شباط) في حمص وحماة فتجدّدت المأساة في عهد الإبن.  

لكنّها توسّعت وتحوّلت مواجهة بطش قوى النظام تدريجيّاً إلى مقاومة مسلّحة مؤيّدة مبدئيّاً واستهدافاً لكنّ تنوع تركيبها واختراق النظام مع عصب ارهابيّة لها بلبلها وأضعف قرارها واستقطب جهوداً لتنظيمها وتنسيق نشاطها وتنقية صفوفها من العناصر الهجينة.   

كما استثار تحفّظات ومحاذير وتردداً لدى الدول الغربيّة في مدّها بسلاح كفيل بحماية الثائرين وصدّ هجمات جيش النظام وحلفائه المزوّدين بأحدث الأطرزة من الأسلحة والتجهيزات.    

قد يختلف طابع النظم الاستبداديّة بين ثيوقراطيّة و "قوميّة" لكن جوهر طبعها وسلوكها هو الشراسة وقمع وخنق الرأي المخالف وسفك الدماء. وعندما ينبذها ويعاقبها ويقاطعها المجتمع الدوليّ تستجمع قواها ومصادرها ورشاواها وأقنية تواصلها السرّية وتصيغ الأحلاف.  

إنّ حلف النظامين الإيرانيّ والسوري نُسج على هذا المنوال لصبّ روافد المصالح "المشتركة" في الجعبة الإيرانيّة الواسعة الاستيعاب. وبتأثير هذا الاحتكاك لمع العصب المذهبي في النظام السوري بعدما كان كامناً ومنكوراً.  

يستند هذا التحالف إلى تمويل وتسليح وتنسيق عضوي استخباري وعسكري بلغ درجة الاندماج وإلى تموين ودعم روسيّين. وطبقاً لرجاحة الثقل الإيرانيّ نما نفوذ نظامه وتعاظم ودفع هذا الأخير إلى "الدفاع" عن امتياز مكتسباته بدعم شامل ل"محميّه" بلغ حدّ "إيفاد" "صريح ومعلن" لمقاتلين من "حرّاس ثورته" المستنسخين في لبنان بتفويض مذهبيّ لدعم جيش النظام السوري.  

 وكان لهذا الإمداد أثره الحاسم في اكتساح "القصير" الذي يُصوّر الآن ك"تمرين" لما قد يحصل خلال اقتحام "محتمل" ل"الجليل".  

ولمزيد من اكتساب الخبرة في الاقتحام جُيّر الإمداد لجبهة حمص وربّما حلب حاليّاً أو لاحقاً.  

وهذه "الحميّة" سبّبت استقطاباً مضادّاً وصل حدّ دخول "حركة طالبان" على الخطّ وبداية انخراطها في المعترك ضدّ جيش النظام وحليفه.  

طرأ هذا الحدث فيما يصطدم الجيش السوري الحرّ ب"جبهة النصرة" (التي تزعج تدابيرها وسلوك مثيلاتها في "تطبيق الشريعة" السكّان المحليّين ممّا دفع أيضاً مقاتلي حزب الاتّحاد الديمقراطي الكردي إلى الاشتباك مع "مجاهديها" وطردهم من مدينة رأس العين في محافظة الحسكة الحدوديّة) على خلفيّة السيطرة الميدانيّة وقد زاد الوضع تأزّماً اغتيال هذه الجبهة لأحد أعضاء القيادة العليا لهيئة أركان الجيش الحرّ.  

إنّ بروز وتفاقم هذا الخصام يستنفد من طاقة الجيش الحرّ ويلهيه عن معركته مع النظام لكنّه يطمئن الدول الراغبة في دعمه والمتردّدة في الإقدام على تزويده بالأسلحة والأعتدة المتطوّرة خوفاً من تسرّبها إلى منال "شاهري الجهاد" و"الجهاد المضاد".  

تنظيم ائتلاف المعارضة ضروري لإشراك كافة شرائح المجتمع في صياغة نظام حكم  مدنيّ جديد ورشيد يؤمّن انتداباً أميناً للسلطة عبر أفراد وهيئات موثوقة ويكفل سريان القانون وانسجام سلطات متوازنة ويوفّر الحرّية والعدالة والكرامة ويحمل لقاح مناعة تحبط وتخيّب انقضاض عصب السفّاحين. بناء هكذا صرح ديمقراطيّ يضمن عدم تكرار ما حصل في مصر حيث قفز فريق الإخوان المسلمين الأكثر تنظيماً إلى الواجهة بعد ادّعاء التقشّف والتزهّد بالمناصب وامتطى موجة التغيّير واندفع بزخم حركة تيّار الجماهير وانقضّ على السلطة.   

فما إن وصل إلى قمّة الهرم حتّى انكبّ ممثلوه على احتكار السلطات واختطاف المناصب وتعديل الدستور و"أخونة" المناهج التعليميّة لدسّ عقيدتهم وترسيخها في مرافق ومؤسّسات الدولة بدءاً بالرئيس مرسي وصولاً إلى مجلس الأمّة ومجلس الوزراء حتّى استنفدوا حيلهم وطاقاتهم دون إحراز نجاح يُذكر.  

ومع استيعاب الصدمة وانتعاش الوعي انتفضت بقيّة شرائح المجتمع مطالبة بعزل الرئيس مرسي وهكذا كان بدعم الجيش بعد رفض الرئيس تكراراً القبول بالدعوة إلى انتخابات مبكّرة والاستجابة لمطالب الجماهير المعترضة.  

نفَس هذه الانتفاضة لا بدّ أن يلفح ليبيا التي تهزّها فوضى الفصائل المسلّحة وضعف مركزيّة السلطة وصولاً إلى تونس حيث اصحاب الغرائز البهيميّة المتخلّفة ينكّلون تباعاً بالقيادات العلمانيّة المعارضة (إغتيال محمد البراهمي بعد شكري بلعيد). 

تُجمع الدّول النافذة من اميركا وأوروبا إلى الدّول العربيّة وروسيّا على تركيز الجهود لإرساء حلّ "سلميّ" للأزمة السوريّة مدوّن بدم الضحايا وممهور بتطلّعاتهم يضمّد الجراح ويصلح الخراب ويغسل الرواسب وينتج مشاركة شاملة لكلّ شرائح المجتمع السوري  في بوتقة نظام ديمقراطيّ يضمن الحرّيات ويؤمّن تداول السلطة.  

بروز قيادات جديدة منفتحة في المنطقة قد يسهّل الولوج في سبل الحلول لكن تعقيدات الانخراط في هذا النزاع متشعّبة وإنجاب توازن يحفظ للفرقاء الأساسيّين موقعاً نافذاً ليس بالأمر الهيّن.       

*أكاديمي مواظب على استقصاء وتفحّص الشؤون اللبنانيّة  
-- 
Compassion, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

الشاعر مفلح طبعوني ودوره في الحراك الثقافي الفلسطيني/ شاكر فريد حسن

حين نتحدث عن مفلح طبعوني فاننا نتحدث عن شاعر وأديب ومثقف ومناضل وناشط سياسي وثقافي ملتزم ، سياسياً ووطنياً وفكرياً وأدبياً ، له حضوره على الساحة الثقافية الفلسطينية في الداخل ، ومشاركاته في العملية الابداعية والانشطة الثقافية المختلفة . 
انه مسكون بمدينته الناصرة ، وبفلسطين التي تسكن روحه وقلبه وعقله ، حيث يربط بينها وبين القصيدة . أفلَم يقل يوماً في إحدى ندواته : " ستبقى القصيدة فلسطين ، فلسطين القصيدة ، المتنفس الأساسي لعناقيد الابداع رغم حصارها بابجديات الأصنام وحركات الاستبداد وتصاريف العبودية والدمار ، وستظل افعالها نبع من ينابيع العطاء رغم قساوة ووحشية فعل الآخر ".
ما يميز ابداع الطبعوني الشعري والأدبي هو بساطته ، ونعومته ، ورقته ، وجمال الفاظه،  وتدفق صوره، ووضوح رؤيته،  الى جانب الالتزام الفكري والطبقي المنحاز ابداً لهموم شعبه وقضايا المسحوقين والكادحين والفقراء بانسانية اصيلة راقية . 
يقول عنه الناقد محمد هيبي في تظهيره لديوانه "عطايا العناق" :" مفلح طبعوني يعشق الحياة ويركب المركب الصعب ، جمع بين صبر المتنبي وحكمة أبو تمام وخمرة أبي نواس وفروسية عنترة ورومانسيته،  ورغم ان سوء هذا الزمن السيء تقطر من دمه ، فلا عجب ان تفيض اساطيره البنفسجية حكمة ثابتة تنطق الصمت ، وعشقاً رقيقاً ناعماً يذيب الصخر . ولا عجب ان يشتهيه المدى كما يشتهيه الموت ، ولكنه يعرف كيف يستنشق ماء التمرد ، ويسطر ملحمة البقاء، ويعرف من اين تؤجج شهوة المدى ، وكيف يجعل الموت يشتهيه ؟. مضيقاً :"  مفلح طبعوني شاعر يحب كما نحب ، ويعاني كما نعاني، ورغم الشحوبات المتجددة فيه ،انه شاعر يعيش روعة انتظار عطايا العناق" .
ومفلح طبعوني ناشط حزبي وسياسي انخرط في العمل الوطني والسياسي منذ شبابه المبكر ، عانى الملاحقات السياسية البوليسية،  وفرضت عليه الاقامة الجبرية والحبس المنزلي بسبب مواقفه الوطنية الجذرية ونشاطه الحزبي في صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي .
كتب مفلح الشعر والمقالة الادبية والسياسية ونشر نتاجه في الصحف والمجلات التقدمية الشيوعية (الاتحاد ، الجديد ، الغد) ، وتولى سكرتير تحرير مجلة الجديد قبيل احتجابها . صدر له ديوان "قصائد معتقة " عام 1999 ، وديوان "عطايا العناق" عام 2011 .
لمفلح طبعوني دور هام واسهام كبير في الحياة الاجتماعية والثقافية في الناصرة والبلاد ، من خلال نشاطه الجماهيري والشعبي والسياسي ومشاركاته الواسعة في الفعاليات والانشطة الأدبية والامسيات الشعرية في المدن والبلدات والمدارس العربية ، ومن خلال موقعه كمسؤول عن تنظيم الندوات والورشات  الثقافية والادبية في مكتبة "ابو سلمى" النصراوية . وتقديراً لدوره وعطائه المميز كرمته الناصرة في حفل خاص اقيم له .
ومنذ اربعين عاماً ونيف يحرص مفلح طبعوني على التواصل مع شق البرتقالة الفلسطينية الآخر ، ايماناً منه بضرورة وأهمية التواصل الثقافي والانساني الفلسطيني ، ولادراكه مدى دور وقيمة الكلمة والثقافة المقاتلة والفعل النضالي الثقافي في مقاومة ومواجهة الاحتلال وممارساته التعسفية . وقد جمعته صداقات وعلاقات حميمية دافئة مع مبدعي ومثقفي وأدباء وشعراء الوطن المحتل وبالاخص مع الشاعر عبد الناصر صالح ،والشاعر يوسف المحمود وغيرهما الكثير .
وخلال السنوات الأخيرة شارك مفلح طبعوني في ندوات أدبية وثقافية كثيرة في بلدات ومحافظات الضفة الغربية، كطولكرم ودير الغصون وجنين والزبابدة وفرخة وسلفيت وغير ذلك ، حيث قدم محاضرات قيمة وهامة حول الأدب الفلسطيني وعلاقة الأدب والقصيدة ، وعن أدب السجون ويوم الأرض . كذلك كان له دور رائد في احياء ذكرى المبدعين من اعلام الفكر والنضال والأدب والشعر الفلسطيني،  امثال عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وتوفيق زياد وشكيب جهشان ومحمود درويش ومحمد البطراوي وغيرهم . وكان له ايضاً مشاركة واسعة في احياء ذكرى الشاعر الفلسطيني المقاتل عبد الرحيم محمود بمناسبة مرور مائة عام على ولادته .
هذا بالاضافة الى مشاركته في تكريم عدد من أدباء الوطن كالقاص والروائي محمود شقير ، وتكريم وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي ، التي اطلق  عليها دالية الثقافة  الفلسطينية،  وسواهما .
مفلح طبعوني مبدع فلسطيني يدمج بين السياسة والأدب والعمل الثقافي ، ومناضل ضد القهر ، وضد الفقر ، وضد الجوع ، وضد الظلم، وضد الطغيان، وضد الاستبداد ، ومن أجل معانقة الحرية وتحقيق آمال شعبه بالمساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، ومدافع شرس عن الفكر التقدمي المتنور الوحدوي ، الفكر الطبقي العمالي، في مواجهة قوى البغي والاستغلال   وعصابات التعصب والتكفير،  حاملة راية الفكر الظلامي المتشدد .انه يعمل بلا كلل كخلية النحل ، ينشط بكل حب وعشق في مجال الأدب والثقافة ، ويعطي بلا حدود،  وبدون مقابل . فيعطيه العافية، ونشد على يديه ،  وكل الاحترام والتقدير لجهوده في خدمة ثقافة الوطن والالتزام ، ثقافة الانسان والجماهير المسحوقة المتعطشة للنور والمعرفة والحرية . مع التمنيات له بموفور الصحة ليبق ذخراً ومعطاءً لحركتنا الأدبية والثقافية الفلسطينية ، التي يساهم في رفدها واثرائها بالكلمة الادبية الملتزمة ، التي تتحدى القهر والموت والاحتضار والفقر الثقافي . 

تمرد الشعب علي نظام فاسد/ لطيف شاكر



ياحامي حمي الوطن وثورة الابطال
توجت باسمك اشعاري يوم الاستقلال
حررت مصر من اسوأ احتلال
وزعت في قلب الاعداء اشد الاهوال
فرٌحت شعب مصر الصابر كالجبال
بجنودك البواسل جزت اصعب  الاثقال
سيكتب التاريخ علي مر الاجيال
  بمداد نور السيسي مضرب الامثال
قام الشعب بثورة جارفة كشلال
وهديرالتمرد دوي كصوت  زلزال
فانقذت  مصر من  وهدة الاوحال
ثورة عظيمة هزت الاوصال
ادهشت العالم ولم يخطر علي بال
*****
قاسي الوطن من  بلاهة حاكم هزال
وبين رؤساء العالم كان في الأذيال
غريب الدار لايبال بالاوطان
باع مصر بالمال والأفعال
سدوا جماعته طريقنا بالاقفال
وبالنهب والقهر وسلب الانفال
*****
يا جيش مصر يااعظم الرجال
لا تلقوا بالا بنباح الجهال
اشرقت علينا شمس الامل والجمال
والاخوان في السجون قيد الاغلال
******
وسيبقي رجالنا اسودا زائرة
وخلف الاسود اعظم الاشبال
بناديكي يامصر في غربتي
واسمع همس الازهار والآمال
وفي حبك ياوطن  ماذا اقول
لابنائي واحفادي وكل الاجيال
*******
مريض بحبك وفؤادي يرتجف بجلال
فمن يداويني وبحب مصر انا مختال
رسمتك في الخيال بابدع الأشكال
*****
يامصر قومي البسي ثوب الدلال
فاكليل النصر بات  بلا جدال
واضحي  الانتصارسهل المنال
وجماعة الاخوان انتهوا الي زوال
وجنة الأرض باقـية أبداً لن تنهار
عـصية على كُل مُعـتدى ظالم جبار

Lampra333@yahoo.com

متعةُ العبور وقصص أخرى/ صبري يوسف

قصص قصيرة جدَّاً

1 ـ متعةُ العبور

عبرَتْ سفينةٌ محمَّلةٌ بالأحلامِ، تمخرُ أسرارَ البحرِ، تهفو إلى الوصولِ إلى ضفافِ شاطئٍ مركونٍ فوقَ أكتافِ مروجٍ مستنبتةٍ من نداوةِ اللَّيلِ. ضحكَ البحّارُ ضحكةً مجلجلةً عندما اصطادَ صيداً ثميناً. سحبَ صنَّارته، تمتمَ مذهولاً: ما هذا؟! 
قصائدُ شاعرٍ من لونِ حفاوةِ الموجِ، قصائدٌ معفَّرة بملوحةِ البحرِ. قرأ القصائدَ بمتعةٍ لذيذةٍ، شعرَ وكأنَّها مندلقة من شهقةِ مرجانِ البحرِ!

ستوكهولم: 5 ـ 11 ـ 2007

2 ـ نكهةُ النّعناع

لملمَ حاجاته الضّرورية، وضعَها في حقيبةِ سفر، كانَ اللَّيلُ غائصاً في ألغازِ الرَّحيلِ، رحيلُ الإنسان في صباحٍ نديٍّ نحوَ جبالٍ مكلَّلةٍ بأقاصيصَ القممِ والطُّموحِ، حائراً في رحلةِ عبورِ الإنسانِ إلى ما وراءِ البحارِ، بحثاً عن وسادةٍ مريحةٍ لقفصِ الرَّأسِ، غالباً ما تكون رحلات مهتاجة على أجنحةِ الضَّباب!
حالما عبرَ ساحةَ الدَّارِ، تراءَتْ أمامه ذكريات الطُّفولة، مشاكساته مع أخته، حبّه الأوَّل، لقاءاته معَ الأحبّة الأصدقاء، دراساته المتعدِّدة في أمّهاتِ الكتبِ. 
سارَ شاردَ الذّهنِ، تاركاً خلفه أوراقاً تداعبُ محطَّاتِ عمره، كتاباته، أشعاره. دمعةٌ خرّتْ فوقَ خدّهِ، وأخرى انسابَتْ نحوَ ظلالِ الرُّوحِ. تذكّرَ مناجاته لنجمةِ الصَّباحِ خلال ليالي الصَّيف، حالماً في أوجِ المناجاة، أنْ يرتمي بينَ أحضانِ عاشقة تفوحُ من نهديها نكهةُ النّعناع!

ستوكهولم: 6 ـ 1 ـ 2007
3 ـ فوقَ ضفافِ القلب

فجأةً قفزَتْ إلى ذهنه مشاهدُ تدريبٍ على دبكةِ "باكيِّة وآهي لا يوني"، من قبلِ مدرّبةِ رقصٍ طافحة بالحنان، تاركةً صدرها الحنون يندلقُ على مرافئ قلبهِ كلَّما يستديرُ ليتقدَّم خطوتين نحوَ الأمام. 
كَمْ كانَ يتمنّى في حينها أنْ يمتدّ التَّدريب إلى مدى العمرِ، طالما كان يرافقُ إيقاعَ التَّدريبِ ارتعاشةٌ لذيذةٌ فوقَ ضفافِ القلبِ!
ستوكهولم: 6 ـ 1 ـ 2007

4 ـ مَطَرْ مَطَرْ قيقيْ

هطلَ المطرُ قبلَ انبلاجِ خيوطِ الدُّفءِ، نهضَ بتكاسلٍ نحوَ نافذةٍ تكسوها غربةً باذخةً، أزاحَ السِّتارةَ بهدوءٍ. صمتٌ هجين بدأ يغلّفُ أجواءَ المكان. تراقصَتْ حبّاتُ المطرِ على أوجاعِ نافذتِهِ. تذكَّرَ بيتَه العتيق، كيفَ كانَ المطرُ يهطلُ بغزارةٍ هائجة. ينظرُ إلى "بَقْبَقْوكاتِ الرَّبيع"، إلى فقاعاتِ الدَّوائرِ المتشكِّلة مِنْ تدفُّقاتِ زخَّاتِ المطرِ، وتذكَّرَ مقطعاً عذباً، مِنْ أنشودةٍ طفوليّة كانوا يردِّدونها أثناءَ هطولِ هكذا زخّاتٍ مطريَّة. 
"مطرْ مطرْ قيقي  رشّْ عَلْ دنيبيقيْ.."، (: أيُّها المطر، أهطلْ على ضفائري، ...). وفيما كانَ يردِّدُ هذه الأنشودة، تربَّصتْ دمعتان في محجريه. شهقَ شهيقاً عميقاً، متمتماً بصوتٍ ايقاعيٍّ خافِتٍ، "مطرْ مطرْ قيقيْ، رشّْ عَلْ دنيبيقيْ .."، أسدلَ السِّتارة، عائداً إلى نومِهِ، طافحاً في عبورِ خمائل الحلمِ، لعلّه يغفو على اِيقاعاتِ حبّاتِ المطرِ الَّتي تراءَتْ لهُ مِنْ بعيدٍ، مسربلةً بذاكرةٍ لا تُمحى!

ستوكهولم: 7 ـ 11 ـ 2007

5 ـ قَتْلُ حُبورِ الطُّفولة

هَرَبتْ زهرة من هولِ القصفِ، تجاوزَتْ عامها الرَّابع منذُ شهورٍ، دخلَتِ الأزقّة الضَّيّقة، انزلقَتْ أمّها على شظايا الرُّعبِ. تاهَتِ الطِّفلةُ عَنْ أمّها، عبرَتْ بنايةً متاخمةً لديرٍ قديمٍ، راودَها أنَّ العدوَّ لا يقصفُ بيوتَ الله وما يجاورُها. 
فيما كانَتْ تعبرُ صحنَ الدِّارِ، استقبلتها قذيفة مجنونة، هطلَتْ عليها من جوفِ السَّماءِ. 
تصدّعَ سقفُ البيتِ وتخلخلَتْ عظامُ صدرها الطَّريّ. تمسّكَتْ بلعبتِها، لَمْ تتركْها رغمَ انكساراتِ العظامِ. 
عبَرَتْ فضاءَ السَّماءِ تبحثُ عَنِ الله، هَلْ رأتْهُ مذهولاً؟!

ستوكهولم: 31 . 7 . 2006 

6 ـ وئامُ البهائمِ أرقى مِنَ البشرِ

يقصفونَ أطفالاً بدونِ رحمةٍ، كأنَّ قلوبهم مصنوعة مِنَ النَّارِ والبارودِ، ودماءهم مستحلبة من أنيابِ الثَّعابين! 
عجباً أرى، كيفَ ينامونَ بينَ أحضانِ أطفالهم، ألا يشاهدون حماقاتهم على شاشاتِ التِّلفازِ، ألا يتصوَّرنَ هؤلاء الأطفال ولو لثوانٍ معدوداتٍ أنَّهم براعم الله المنبعثة إلينا مِنَ السَّماءِ إلى الأرضِ؟! 
ماتَتْ قلوبهم، وتحوَّلتْ دماؤهم إلى سمومٍ ولا سمومِ العقارب وأفاعي الأدغالِ! 
مندهشٌ مِنْ ساسةِ هذا الزَّمان، مندهشٌ مِنْ غباءِ الكثيرِ مِنَ البشرِ. يراودُني دائماً هذا السُّؤال، كيفَ تعيشُ البهائمُ معَ بني جنسِها في وئامٍ، ولا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يعيشَ معَ بني جنسه في وئام. 
كَمْ مِنَ القرونِ يحتاجُ الإنسانُ كي يصلَ إلى مرحلةِ البهائمِ ليعيشَ مع بني جنسهِ في وئام؟! 

ستوكهولم: 31 . 7 . 2006 

7 ـ طاساتُ السَّليقةِ

كنّا نهجمُ على دستِ السَّليقةِ، كأنّه من مخصَّصاتِنا. نحملُ طاساتِنا وابتساماتُنا مرسومةٌ على وجوهِنا وقلوبِنا وأرواحِنا. طاستي أكبر من بقيّة الطَّاساتِ، يعلِّقُ صاحبُ السَّليقةِ بدعابتِهِ المعهودةِ، لماذا طاستُكَ أكبر من بقيّة الطَّاساتِ؟!                                                                             
أجيبه بعفويِّةٍ طفوليَّةٍ لأنّها حصّتي وحصّة أختي الصَّغيرة. يبتسمُ لي، ثمَّ يقبِّبُها لي على التَّمامِ. يفوحُ منها نكهةُ البخارِ، شهيّةٌ ولذيذةٌ. أرشرشُ عليها قليلاً مِنَ الملحِ ثمَّ آكلُها بملعقةٍ صغيرةٍ بشهيَّةٍ مفتوحةٍ. طفولةٌ بديعةٌ، مطحونةٌ بعفويَّةٍ رائعةٍ، كأنّها مسترخية فوقَ زنابق نيسان في أبهى صباحاتِ العيدِ. حنينٌ عميق إلى بهجةِ الطُّفولةِ رغمَ شظفِ العيشِ الَّذي كانَ يحومُ في أرجاءِ المكان!!!                              
                         
ستوكهولم: 2003
8 ـ انشراخُ الأحلامِ

مرّ بجانبِ سورِ الحديقةِ شارداً، تراءى له من بعيد سديمُ الأحزانِ مثلَ فيلم سينمائي، على مقربةٍ منه عاشقان هائمان في بوحِ العناقِ، تذكَّرَ احتراق أجنحته وأجنحة الشّبابِ والشَّابات هناك، حيثُ المراهقون غائصون في أوجِ الاشتعال، كأنَّ أحلاههم تحترقُ بينَ ألسنةِ النَّارِ. 
ضجرٌ من تفاقماتِ الهموم، من أنينِ المساءاتِ، من بؤسِ الصَّباحاتِ المرافقةِ انشراخِ الطُّموحِ، طموحاتٌ مطوّقةٌ بأهدابِ الموتِ، تولدُ الآمالُ ميّتةً منذُ انبلاجِ المهدِ. 
وقفَ متنهِّداً بحسرةٍ حارقةٍ، تساؤلاتٌ عديدةٌ تنبعثُ مِنْ جراحِ الرُّوحِ. تنسابُ دموعُه على خدودٍ حزينةٍ، يتوهُ في خضمِّ الأحزانِ المستولدةِ مِنْ شفيرِ الحروبِ والصِّراعاتِ المريرةِ، والعاشقان عندَ أزاهيرَ الحديقةِ يزهوانِ في تجلِّياتِ العناقِ!  

ستوكهولم: 6. 7 . 2012

9 ـ حنينُ الرُّوح 

إسترخَتْ أحلامُه فوقَ هدوءِ اللَّيلِ، نقرَتِ الطُّيورُ نقراتٍ خفيفة على نافذتِهِ، كأنَّها تبلِّغُه سلاماً من خلفِ البحار. 
تناهى إلى مسامِعِه مثلَ الغمامِ هديلُ الحمائمِ الَّتي كانَتْ تزِّينُ أسوارَ بيتِهِ العتيق. حبسَ أنفاسَهُ ليتأكَّدَ فيما إذا يسمعُ هديلَ الحمائم، أمْ أنَّ هذا الإيحاء انبعثَ من وحي حنينِ الرُّوحِ إلى ذاكرةٍ مشلوحةٍ بعيداً فوقَ أزقةٍ دافئةِ الأحضانِ لعقودٍ من الزَّمان!

ستوكهولم: 6 . 7 . 2012

10 ـ أزهى تجلِّياتِ العناقِ

زهرتان مخضّبتان بعبقِ الرِّيحانِ، يشمخان فوقَ نهديكِ العاجيَّين. أنتِ كائني الجَّميل، لوحتي الغافية فوقَ خميلةِ حلمي المسترخي فوقَ مروجِ الذَّاكرة. تشبهينَ شجرةً وارفةً بأشهى الثِّمارِ، ثمارُكِ أشهى مِنْ نكهةِ التِّينِ، تلالُكِ مبرعمةٌ بأزاهيرَ الحياةِ، عيناكِ غيمتانِ غافيتانِ فوقَ أسرارِ حبرِ القصيدِ، منكِ يستمدُّ قلمي عطشُ الأرضِ لشهوةِ المطرِ. 
أراكِ تنسابينَ في يراعي مثلَ ينبوعِ فرحٍ، متدفِّقٍ مِنْ مآقي السَّماءِ. أنقشُ في خدِّيكِ مهاميزَ شوقي، وأرسمُ قبلتي فوقَ بسمةِ الرُّوحِ، حيثُ قلبكِ في أوجِ حنينِهِ إلى مهجةِ الإبتهالِ، يرفرفُ مثلَ عصافيرَ الخميلةِ شوقاً إلى ليلي الطَّافحِ بالأغاني. 
تعالي عندما ينامُ اللَّيلُ على إيقاعِ الأماني، كي أفرشَ فوقَ مقلتيكِ أزهى تجلِّياتِ العناقِ!

ستوكهولم: 6 . 7 . 2012

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com

منقسمون وماذا بعد؟/ ايمان حجازى

قبل ثورة 25 يناير كان الشعب مجبرا على تحمل المكاره ,كان الشعب يدرى بأنه واقع تحت ظلم بين لطاغية ,كان يعلم بأن هناك فساد وأن حاكمه ديكتاتور فاشى ولكن لم يكن لديه القدرة على الإعتراض وكان ينقصه العزم على إتخاذ قرار بشأن يومه وغده
وعشية ليلة 25 يناير ولد الغضب فى صدور المصريين وشحذ العزم الهمم على الصياح بصوت عالى وطلب الحرية والزود عن الكرامة والإستعداد للتضحية بالروح فى سبيل العيش بعزة نفس
وأحيى يوم 25 يناير فى النفوس الرغبة فى الحصول على كافة الحقوق الإنسانية فى الحياة ,, ولأن الله جل وعلا لحكمته خلقنا مختلفين وجعل فى إختلافنا رحمة فكان للجميع مصالح يتمنى تحقيقها ربما تختلف عن رغبات الغير
كان ليوم 25 يناير فى نفوس الناس الأثر العظيم حيث وضع أسس أو أظهر باطن كل نفس فجعلها تحبذ تحقيق مصالحها بغض النظر عن مصالح الآخر وهل هى متوافقة معه أم لا !!
خلق يوم 25 يناير فى النفوس الجرأة على المطالبة بالحقوق وعدم إنتظار الآخر حتى يبدى موافقته أو قبوله فأصبح الكل يريد والكل يرغب فى تحقيق ما يريد وبأى شكل
وقد كان منذ ذلك اليوم العظيم أن إنكشفت عورة الشعب فقد بان منقسما الى أشياع متفرقة منه الإخوانى والسلفى والليبرالى والعلمانى والناصرى والوفدى والمسلم والمسيحى والشيعى والبهائى والرجل والمرأة والكهل والطفل والشرطة والجيش والحكومة والى ما غير ذلك .... والكل له أحلام بل طلبات ويأبى ألا يتنازل عن تحقيقها وقد أعطاه يوم 25 يناير الحق فى الحصول على ما يريد
وتصارع الأضداد حتى وصل الإخوان بأحلامهم الى قمة الجبل وحكمو البلاد لمدة عام فبغو وطغو وإستحوزو وأفشلو الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية وحتى الدينية وظهر فشلهم  واضحا جليا لا تخطأه العيون ولا العقول
ولكن المارد الذى أيقظته ثورة 25 يناير لم يرد أن يستكين فطلب من الإخوان الرحيل لأنهم لم يحققو له ما تصبو إليه نفسه ولم يحققو مطالب ثورته , وكان لزاما على الإخوان أن ينتحو جانبا ويغلبو العقل ويتركو الساحة للغير ليأخذ فرصته فى تصحيح الكوارث التى خلفها حكمهم الفاشل بكل المقاييس وأن يأخذو وقتهم فيعيدو ترتيب أوراقهم ويجهزو ويستعدو لخوض المعركة مرة أخرى , ولكن حب السلطة أعمى العيون وعلا على صوت العقل والمنطق وأخذتهم العزة بغير الحق ,,, من هنا إنقسم الشعب وطلع نهار لم تكن لتظهر له ملامح  من قبل , نهار يراق فيه الدم وتزهق فيه الأرواح بدون حساب وبدون رحمة أيضا !!!!
وعندما رأى الفصيل المنهزم المرفوض أنه كان السبب فى توحيد صف الشعب على مطلب واحد وإنضمام الشرطة لدعم هذا المطلب وتغليفه بحماية الجيش لرغبات الشعب المقدسة التى قضت فى هذا الوقت بضرورة العزل , لم يكن من الإخوان وقتها إلا أن إستعدو على مصر-  الوطن - وعلى المصريين - الأخوة بنو الوطن  - بالأمريكان وبالإتحاد الأوروبى !!!
وبجانب ما واجهنا من الإنقسام الداخلى  قد إنقسم العالم من حولنا أيضا بين مؤيد لثورتنا وبين معارض ومن يطلق عليها إنقلاب !!! وهذا الإنقسام العالمى يتمثل فى معضلة يعجز العقل عن حلها ......
عندما تحرك أمريكا سفن حربية فى مواجهة قناة السويس لضرب المجرى المائى فى حالة عدم إرجاع الأمر لما قبل 30 يونيه ,,, ويرد عليها الإتحاد السوفييتى بتحريك سفن أيضا لتقف قبالة قناة السويس للدفاع عنها وعن مصر فى حال ضرب الأمريكان المجرى المائى !!!!!!!!!!!!!
وعندما يتبارى أردوغان الذى أعلنها يوما بأن تركية دولة علمانية أن يرفض ويعارض ما حدث فى مصر ويحول مجرى سفنه الى السعودية فى تصرف عقابى ,,, وعندما ترد عليه الإمارات بدعم الثورة فى مصر وكذلك تسحب من تركيا كافة إستثماراتها !!!!!
هنا يقف بنا العقل مذهولا تائه الفكر ضائعة منه ليست فقط الكلمات وإنما أيضا زمام الأمور التى تشير الى أننا ذاهبون لا محالة الى إحتلال أو على أقل تقدير فرض حماية !!!!
الأوضاع تقول بوضوح أن الأمور لن تهدأ قريبا وأن الدولتان العظمتان اللآئى قررا الحرب من أجلنا ,لن يكون قرارهما بلا مقابل , وأن المنتصر منهما سوف يفرض علينا الحماية وبهذا نكون وقعنا فى شرك الإحتلال الذى قد يطول الوقت للتخلص منه !!!!!
والسؤال الآن هل الفئتان المتطاحنتان المختلفتان تعيا هذه الحقيقة ؟؟؟
ربما تكون فئة الإخوان واعية ومستعدة لإستقبال النتائج بصدر رحب وذلك لأنها هى من طلبت فى البداية من صديقتها أو حليفتها أمريكا بأن تعاقب الشعب والجيش المصرى !!!!!
ولكن هل باقى الشعب مستعد لتقبل فكرة الإستعمار وخاصة إذا جاء من جراء رفض حكم فاشل ؟؟؟
لست أدرى ...............

إلحقينى يا زلابية .. فتحية مخطوفة يا رجالة/ مجدى نجيب وهبة

** فى هذا المقال .. ستعرفون الأسماء الحركية لبعض الأبطال المتصدرين المشهد فى مصر الأن .. فالسيدة "زلابية" هى بكل فخر وإعتزاز السيدة الفاضلة الجليلة "باكينام الشرقاوى" .. أما الست فتحية عليها أفضل الصلاة والسلام ، فهو الإسم الحركى لـ "محمد مرسى العياط" كما أفصح عنه جهات أمنية من داخل وزارة الداخلية ، أثناء قضاءه لفترة سجنه داخل السجون المصرية ..
** أما عن علاقة السيدة "زلابية" بالست "فتحية" .. فتعود إلى أن الأخيرة تعودت أن تنام على حجر زلابية بعد أن تردد لها الأغنية العاطفية "ماما زمانها جاية" !!...
** تعود القصة إلى القبض على فتحية العياط بتهم عديدة طالت شرفها بالهروب من السجن بإستخدام أدوات القوة والأسلحة النارية ، والإستعانة بأنظمة خارجية وجماعات إرهابية .. ونتج عن هذا الهروب قتل العديد من المواطنين ، وضابط وامناء السجن أثناء مقاومة السلطات ..
** وشملت الإتهامات الموجهة إلى فتحية العياط ، التخابر مع جهات أجنبية لتدمير وإسقاط الجيش المصرى .. ثم تقسيم الدولة وإسقاطها ..
** إذن .. فالجرائم مرعبة .. هذا بالإضافة إلى إستغلال فتحية العياط نفوذها الأنثوى فى إثارة الفتنة بين الشباب والتسابق للفوز بها ، وهو ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى ..
** على صعيد أخر .. أدلى أتباع فتحية العياط بتصريحات نارية وبلاغات عديدة .. بعضها يدخل تحت بند تخاريف رمضانية .. فقد صرح الجنرال "أبو قرعة جنان" ، محمد البلتاجى وقال "أنه بنزول الجموع اليوم لتقول نعم للشرعية وعودة فتحية العياط لقصر الإتحادية .. فقد إستعدنا ثورة يناير المجيدة مرة ثانية ، بعد أن سرقت" على حد تعبيره ..
** أما الأخ "خايب الرجا" المتحدث السابق بإسم فتحية العياط ، "ياسر على" ، فقد قال تعليقا على مسيرات أنصار المسجون "مسيرات الصائمين اليوم فى كل ميادين مصر تؤكد أن إرادتهم فى عودة الدولة المدنية المختطفة لن تنكسر مهما تغاضى الإعلام الليبرالى عنهم وتحيا مصر حرة .. "
** والحقيقة إن ما يحيرنا .. هو أن الأخ "ياسر على" مازال يعتبر نفسه المتحدث الإعلامى لرئيس الدولة ، فنجده فجأة يجمع المارة حوله أثناء سيره فى الطريق ، ويجبرهم على الوقوف للإستماع لتصريحاته حول أخر المستجدات والتعليمات والتصريحات لفتحية العياط .. وقيل أن هناك بلاغات جارى عرضها على الدكتور أبو العزايم ، رئيس قسم الأمراض العصبية والنفسية ..
** أما الأخ "عصام العريان" فلأنه عريان بالفطرة ، فقد أضاف عبر حسابة على الفيس بوك .. "بتحية للصائمين القاطنين المرابطين فى ميدان رابعة العدوية .. داعيا المولى أن يتقبل منهم .. وأن يستجيب لدعاءهم .. وأن يكسر الإنقلاب .. وأن يهزم من الإنقلابيين .. ويحفظ مصر من كل مكروه وسوء" .. مشيرا إلى أن كل العالم شهد صور المظاهرات السلمية الرائعة فى كل ميادين مصر ..
** ولأن عصام العريان هو عريان بالفطرة والمظهر .. فلا تعليق على تصريحاته !!..
** أما المارشال أبو حلة .. الشهير بحانوتى الميدان "صفوت حجازى" .. فقد أرسل إنذار شديد اللهجة للقوات المسلحة ، وللفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، وقال له بصريح العبارة " دون لف أو دوران .. لو إنت راجل قول لنا رئيسنا فين ، وإحنا هانعرف نجيبه حتى لو هايموت منا مليون واحد "..
** ولأننا تنبأنا بمستقبل هذه الجماعة .. فقد نشر خبر يؤكد كل ما كتبناه سابقا بصحيفة المصرى اليوم ، بتاريخ 20 يوليو 2013 .. يقول الخبر "أنصار المعزول يعتصمون أمام الأمراض العقلية بالعباسية" .. والتفاصيل تقول تظاهر المئات من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، أمام مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بالعباسية، أمس، للمطالبة بعودة مرسى إلى منصبه، واقتحموا حديقة العروبة أمام المستشفى، وكسروا مواسير المياه بها، وافترشوها لتناول الإفطار" ..
** وهذا يؤكد دعوتنا لعرض أنصار المعزول على دكتور الأمراض النفسية والعقلية .. ولكن توفيرا للوقت والمجهود ، قاموا هم بأنفسهم بالذهاب إلى مكانهم الحقيقى ..
** ولأن الحيطان ليها ودان .. فيبدو أن تسربت بعض المعلومات عن طريق شبكة التواصل الإجتماعى على الإنترنت .. عن إختطاف فتحية العياط ، مما أثار حفيظة المستشارة الألمانية "ميراكل" ، وخرجت بلبوص أمام السفارة المصرية فى ألمانيا على طريقة علياء المهدى ، تطالب بالإفراج الفورى عن فتحية العياط ، وشددت على أهمية إجراء عملية سياسية .. والحقيقة أن البعض لم يفهم مغزى طلب المستشارة الألمانية "أنجيلا ميراكل" .. وما الذى جعلها تقوم بعملية تجرد من ملابسها للتظاهر أمام السفارة المصرية فى ألمانيا ، مما جعل البعض يلجأ إلى المفتش العظيم "كرومبو" وشريكه "حمبوزو لاوى بوزو" ، و"سحس" حرامى الغسيل .. لمعرفة الحقيقة !!...
** ولأن حمى التظاهر والإعتراض أصابت الجميع بعد عرض مكافأت ضخمة لكشف طلاسم الأحداث فى مصر ، وهل هى ثورة شعبية أم إنقلاب عسكرى .. رغم أن الإجابة واضحة وكاشفة للجميع بالصوت والصورة ، إلا أن الغباء السياسى الذى بلى به الجميع ، وجعلهم كالعميان والطرشان مازالوا يضربون الودع ويفتحون المندل لعل وعسى !!..
** لذلك .. فقد صرح رئيس الإتحاد الأوربى "هيرمان" ، على أهمية تفعيل عملية المصالحة الوطنية فى مصر ، والعودة السريعة إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا ، بمشاركة جميع القوى السياسية ، داعيا كل الأطراف إلى ضبط النفس ووقف أعمال العنف فورا ..
** وهنا لنا بعض الإستفسارات .. أين هذا الإتحاد الأوربى ، وماذا يفعل بالضبط ، وأى مصالحة وطنية يتحدث عنها .. ومن قال للإتحاد الأوربى أن هناك خلافات أو صراعات سياسية ..
** الحقيقة أنه لا وجود لأى خلافات .. فالشعب والجيش والشرطة والقضاء والإعلام يد واحدة .. فأين إذن المشكلة ؟ .. هل المشكلة فى أنصار الرئيس المعزول .. هذا شأنهم .. فالرئيس المعزول يحاكم على مليون تهمة ، وكل تهمة هى كارثة تؤدى إلى حبل المشنقة .. ثم من قال لكم أن مصر لا تمارس الديمقراطية الحقيقية .. والأهم من هذا وذاك .. ما دخلكم أنتم فى الشأن المصرى ، وما دخلك أنت يا"هيرمان" ..
** ولأن العملية هايصة ولايصة .. والكل بيجامل .. والجنازة حارة والميت كلب .. فبدأنا نسمع عن "ألفا عمر كونارى" ، رئيس لجنة الإتحاد الأفريقى الخاصة بمتابعة الوضع فى مصر من خطورة إقصاء الإسلاميين من تشكيل الحكومة الجديدة المؤقتة ، وتأثير ذلك على زيادة إنعدام الإستقرار فى البلاد ، والإنزلاق إلى حرب أهلية وتزايد العنف بشكل يومى على حد تعبيره !!..
** الحقيقة .. أن الأخ الحنجورى "عمر كونارى" يبدو أنه شرب شاى بالياسمين ، وحصل على ظرف من إياهم .. والحقيقة هو معذور .. فالعملية ناشفة قوى فى أفريقيا ، والمسائل تحتاج للحباية الزرقاء ، وجوز كوارع .. والشئ لزوم الشئ .. وأقول للأخ "عمر كونارى" أن موائد الرحمن والإفطار الجماعى متوفر جدا فى مصر ، والبركة فى الشعب المصرى المتوحد وراء جيشه العظيم ، لدعم الإستقرار فى الوطن ، وأنصحه بالذهاب إلى أحد هذه الموائد أو النوم مبكرا .. مع الحرص على إستخدام غطاء أثناء النوم ، أو إرتداء ملابس قطونيل ..
** أما الشئ المضحك للأخ الحنجورى "كونارى" هو إنتقاده لعدم شمول الحكومة الجديدة وزراء منتمين إلى تيارات إسلامية ، وقال أن السلطات الإنتقالية فى البلاد لم تشكل حكومة تضم كل الأطراف ..
** ونصيحتى للرئيس السابق "ألفا عمر كونارى" أن يقوم فورا بالإتصال بالجماعة إياهم ، وأن يكون فى مالى حكومة موازية ، ستكون بمثابة المسمار الأخير فى نعش القارة الأفريقية ..
** وبالطبع لا يفوتنا تعليمات اللقيط أوباما ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية .. ولكنه يبدو أنه معتكف فى بيته الأبيض بمناسبة شهر رمضان ، ونصح مساعديه والحرباء آن باترسون بتوخى الحذر من الإقتراب من أسوار الإتحادية ، أو المرور بجانب ميدان التحرير .. فهناك حملة إعتقالات واسعة تقوم بها سيارة محافظة القاهرة الكبرى ، لصيد الكلاب والقوارض والحشرات الزاحفة ..
** أخيرا .. كل عام والجميع بخير .. فقد شاركت بالأمس إخوانى المسلمين فى تناول فطار رمضان الكريم فى رحاب أسوار قصر الإتحادية ، وكان فطارا رائعا جدا جدا .. والهواء نقى ، وقصر الإتحادية منور بمصر وشعبها وجيشها العظيم بعد أن تخلص من هذه الأوبئة والجراثيم التى جثمت فوق أسوار القصر أكثر من عام .. وقد حلقت طائرات الهليكوبتر فوق رؤوسنا .. ونحن نتناول طعام الإفطار ، وهى ترسل أعظم تحية من قائد جيش مصر العظيم ، الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، إلى شعب مصر العظيم ، وكل عام وأنتم بخير ، بعيدا عن الإخوان !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

هل تتنكر مصر الكنانة لنصفها الآخر/ محمد فاروق الإمام

لقد كانت مصر وسورية عبر التاريخ جناحان لطائر واحد يحلق في سماء العرب يقود قافلتهم صعوداً أو هبوطاً.. فكلما كان هذان الجناحان متعافيان كان التحليق إلى كبد السماء، وإذا ما أصاب هذان الجناحان أو أحدهما عور فالهبوط إلى القاع مصيره!!
فمن القاهرة ودمشق انطلقت جيوش تحرير البلاد من الصليبيين بقيادة القائد العادل صلاح الدين وطويت على يديه محنة احتلال الصليبيين لبلاد الشام والقدس الشريف في معركة حطين الخالدة، ومن دمشق والقاهرة انطلقت جيوش الحرية والكرامة تواجه المغول والتتار وتكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر في عين جالوت على يد البطل الشجاع المظفر قطز، وتحرر الشام من دنس ووحشية هؤلاء الأقوام البرابرة وتطوي صفحتهم السوداء وإلى الأبد، ومن القاهرة انطلق إبراهيم باشا إلى دمشق ليعيد أمجاد السلف ويوحد أرض الكنانة مع الشام في وحدة صمدت في وجه الغرب الطامع في بلادنا لنحو عشر سنوات، ومن دمشق قلب العروبة النابض أعلن عن قيام وحدة مصر مع سورية لتقف يداً واحدة في مواجهة الصلف الصهيوني والغرب اللئيم الطامع في بلادنا، والمد الشيوعي الذي هدد هويتنا الإسلامية وقيمنا الروحية وسلوكنا الإنساني، ولم تصمد تلك الوحدة التي كانت حلم العرب من المحيط إلى الخليج لعوامل داخلية وخارجية ليس هنا المقام لسردها أو التذكير بها.
وبعد ثبات طويل شارف على النصف قرن وقد اعتل جناحي هذا الطائر ليعيش في كبوة ظلماء، خيمت على القاهرة ودمشق غيوم سوداء مكفهرة إلى أن انتفضت القاهرة يوم 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وليحقق الشعب المصري نصره على الطغمة الحاكمة الفاسدة سريعاً، ويتنازل الرئيس المخلوع حسني مبارك عن الحكم، ولم تتأخر دمشق طويلاً عن الانتفاض على النظام الباغي المتجبر فقد أعلن الشعب السوري ثورته في الخامس عشر من آذار من نفس العام، وتسارعت الأمور في ذينك البلدين، وتعثرت أحوالهما فقد تمكن نظام دمشق الباغي من جر السوريين إلى المواجهة العسكرية، ظناً منه أنه سيتمكن بما يملكه من ترسانة أسلحة هائلة ومتطورة مدعومة بجسور جوية وبحرية وبرية من دول محور الشر (روسيا وإيران والضاحية الجنوبية في بيروت والمنطقة الخضراء في بغداد) أنه سيتمكن من دحر الثورة وإلحاق هزيمة سريعة بالثوار، وخاب فأل ذاك الباغي الذي لجأ – كما فعلت موسكو في الشيشان – إلى سياسة الأرض المحروقة، حيث تمكن الجيش الحر وكتائب الثوار – بما غنموه من أسلحة فلول النظام المنهزمة – إلى الصمود وتحرير القسم الأكبر من الأراضي السورية من قبضة النظام، وصار الحال إلى ما وصلت إليه الثورة بين كر وفر مع النظام الباغي، وقد تنكر لها العديد من الإخوة والأصدقاء بعد وعود وعهود وأمنيات كانت حبراً على ورق مصيرها الغرق.
ولم ييأس الشعب السوري أو يكل أو يمل أو يتخاذل أو يتراجع رغم الضربات الموجعة والمؤلمة ورغم الحصار الخانق ومئات الألوف من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين والنازحين والمهجرين، فلا يزل منتصب القامة يتحدى بكبرياء صلف باغي دمشق وأعوانه، تصدح حناجر أبنائه (يا رب مالنا غيرك).
وتعثرت الأمور في مصر بعد نجاح الثورة وانتخابات حرة ونزيهة أفرزت ولأول مرة في تاريخ مصر رئيساً منتخباً وبرلماناً ومجلس شورى وإقرار دستور نال رضا ثلثي المصريين، ولكن هذه التجربة الديمقراطية الرائعة لم تدم طويلاً بفعل عوامل خارجية وداخلية، تمكنت من وأدها في الثلاثين من حزيران، لتدخل مصر الكنانة في نفق مظلم لا يعلم إلا الله مداه وتداعياته، نتمنى على الله أن يعجل بالفرج على المصريين وأن يوحد كلمتهم ويتفقوا على أمر جامع يرضي الجميع.
لقد فتحت مصر أبوابها كما - فعلت الدول الأشقاء الأخرى - لتستقبل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من نيران باغي دمشق، ووجدوا في مصر الحضن الدافئ الذي تعودوه، ومنّوا النفس بعيش آمن حتى يفرج الله على الشام وينقشع عن سمائها جور الظالمين.. ولكن فوجئ السوريون بالقرارات الجديدة التي اتخذتها الحكومة المؤقتة التي حرمت السوريين من كل الامتيازات التي توفرت لها في ظل الرئيس المعزول محمد مرسي من حيث المعاملة والإقامة والدخول والخروج والعمل والاستثمار، وهذا ما لم نكن نتصور حدوثه فالسوريون وفدوا إلى مصر ليكونوا في ضيافة أشقائهم الشعب المصري، ليخفف عنهم بعض معاناتهم التي لا تتحملها الجبال الراسيات، بعيداً عن المماحكات السياسية الجارية في مصر، ودون الانحياز لفئة دون أخرى، أو حزب دون حزب، فوجودهم في مصر كان سببه الهروب من جحيم النظام السوري الباغي، ليسعدوا بالأمن والأمان الذي افتقدوه في بلادهم وليس ليكونوا إلى جانب طرف دون الآخر!!
و(عشمنا) في عقلاء مصر وحكمائها أن يجنبوا السوريين الوافدين كل ما يجلب عليهم السوء وشظف العيش وقسوة المعاملة فهم ضيوف مصر.. ضيوف الشعب المصري كله بغض النظر عما يجري في شوارع مدنها من مناكفات وخصومات بين أطيافه المتنوعة وأحزابه المتعددة، فالسوريون يحترمون الجميع ويقفون على مسافة واحدة من الجميع.. فالله الله يا شعب مصر في ضيوفكم الوافدين من بلاد الشام!!  

أين أصوات المصريين/ محمـد محمد علي جنيدي

ردا على ما جاء بمقال أستاذنا فهمي هويدي بالشروق تحت عنوان ( انتصار لزمن الفرجة ) في الخميس 18 يوليو 2013م
نعم صدقت أستاذنا فهمي هويدي.. وترتب عليه الوقوع في زمن الخداع ثم القهر ثم الترويع والقتل ثم العودة إلى الماضي الأسوأ في حياة المصريين.
والسؤال لماذا الخوف من أن يمتلك المصريون حقا انتخابيا حقيقيا عبر الصناديق؟!
لأنها سوف تضع مصالح العظماء في خطر
لأنها سوف تسمح باختيار الأفضل للمستقبل وهو خطر
لأنها سوف تهدد أصحاب الكراسي المحيطة بإمكانية تغييرهم وهوخطر
لأنها سوف تغيير خارطة الشرق من حكم سطوة السلاطين إلى حكم إرادة الشعوب لمن يمثلها وهوخطر
لأنها سوف تهدد دولة إسرائيل عمليا فمن يمثل الشعوب بإرادتها لا يمكن إخضاعهم أو خداعهم وهو خطر
لأنها ستعيد صياغة ثقافة الأوطان نحو الأفضل فلا مكان لمفسد ولا منتفع ولا تهديد ولا تمييز إلا لكفاءة ولا إضافة إلا بإنتاج وهكذا حينما تمتلك الشعوب إرادتها.
فلماذا إذن لا تنزل ستائر الخداع لنعود إلى أقصى الوراء ونؤجل حلم أهداف الثورة إلى زمن المجهول - ولكن - ولمقتضيات الحال المزري هل يصحو المصريون ويتوحدوا للدفاع عن أصواتهم التي ذهبت كلها سدى، فمرة ولخطأ إجرائي ذهب مع الريح مجلس الشعب، ومرة لحشود يدعون ويخططون لها شهورا عديدة يعزل الرئيس المنتخب ويتم تعطيل دستور البلاد وهو العقد الاجتماعي الوحيد للوطن، ثم يرحل الجناح الآخر لإرادة الشعب بعزل مجلس الشورى المنتخب من رئيس غير منتخب!.
ألا يدعوننا هذا إلى الضحك الهستيري أم يدعوننا إلى الإنخراط في بكاء المقهورين.. أم تحملنا إلى إرادة جديدة نحمي بها إرادة أصوات الشعوب.


المصالحة الوطنية.. الوجه الأخر للجلسات العرفية/ مجدى نجيب وهبة


 المصالحة الوطنية .. الوجه الأخر للجلسات العرفية !!
** أتعجب وأتساءل .. من هو العبقرى صاحب فكرة المصالحة الوطنية .. وياترى ، مصالحة من مع من ؟ .. هل هى مصالحة مع الإرهابيين والقتلة والسفاحين ومصاصى الدماء .. أم مصالحة مع الذين باعوا الأرض وتحالفوا مع الشياطين ، ودمروا مصر ، وسرقوها ، ونهبوها فى زمن قياسى لم يتعدى عامين .. أم هى مصالحة مع الذين خطفوا شبابنا وسحلوهم وعذبوهم وقتلوهم ، ومثلوا بجثثهم على أسوار الإتحادية وفى كل الميادين وربوع مصر ... هل هى مصالحة مع من روعوا الأقباط وطردوهم ، وسرقوا مدخراتهم ، وحرقوا منازلهم وكنائسهم ، وطردوهم من ديارهم ، وهتكوا أعراض الفتيات القاصرات ، ومارسوا كل أنواع الجرائم بإسم الإسلام ..
** من هو صاحب هذه الدعوة السفيهة والقذرة ، والذى يدعو المصريين لنبذ العنف والتلاحم والتناغم والعودة إلى مائدة الحوار .. هل صاحب هذه الدعوى هو مصرى أم إخوانى الجنسية والديانة .. ولماذا لم تظهر هذه الدعوى بعد تنحى الرئيس الأسبق "محمد حسنى مبارك" عن الحكم .. بل كانت هناك دعوات للإقصاء والعزل والمحاكمة ؟!!..
** أعتقد أن هذه الدعوى لا تختلف كثيرا عن مصطلح الأحكام العرفية وجلسة المصاطب .. التى كانت تمارس ضد الأقباط ، عقب الهجوم الإرهابى والبربرى على منازلهم بعد عمليات سلب ونهب وقتل .. من قبل الجماعات الإسلامية ، وصلت إلى حد الإعتداء على الكنائس والقساوسة بعد تسريب إتهامات وهمية وبلاغات كيدية ملفقة تؤدى إلى الهجوم على الأقباط .. وبعد إتمام عمليات السلب والترويع والقتل ، ينبرى من وسط النفايات ، شخصية بهلوانية شيطانية ناعمة ، تدعو للمصالحة حقنا للدماء .. وللأسف كان الأقباط يجبروا على هذه الجلسات العرفية التى عرفت بجلسات المصاطب ، لأنهم كانوا لا يملكون قرارا أخر .. فلا دولة تقف معهم ، ولا قانون ينصفهم ، وزادت هذه السفالة فى أواخر العمليات ضد الأقباط والكنيسة فى عصر السادات .. وإزدهرت فى عصر مبارك .. ثم تحولت إلى ظاهرة رسمية فى عصر الإرهابى محمد مرسى العياط .. الذى صال وجال هو وأفراد عصابته لتهديد الكنيسة والأقباط والسخرية والإستهزاء من المعتقدات المسيحية ، وشخص قداسة البابا .. وكانت هناك نماذج فاضحة من رئيس الدولة إلى صفوت حجازى ، إلى أبو إسلام ، إلى وجدى غنيم .. مسلسل عفن لا ينتهى !!..
** لقد قامت ثورة 30 يونيو ، لتقضى على كل هؤلاء الإرهابيين .. خرج الأقباط يدا فى يد الإخوة الأحباء المسلمين المعتدلين المحترمين لدينهم .. ولكل الأديان الأخرى ، رافعين شعار "الدين لله والوطن للجميع" .. هذه هى ثورة 30 يونيو ..
** خرج كل الشعب المصرى لكى يستعيدوا مصر المنهوبة .. مصر التى سرقها اللصوص والقوادين والإرهابيين .. مصر التى أراد لها الأمريكان والغرب والإتحاد الأوربى أن تتحول إلى دولة هشة ، تتهاوى وتسقط تحت ضربات الإرهاب والفوضى والبلطجة والتقسيم والحروب الأهلية والفتن الطائفية التى قادها الإرهابى الجاسوس "محمد مرسى العياط" بكل صفاقة وحقارة وندالة ، لتنفيذ هذا المخطط ..
** خرج كل الشعب المصرى لينفض عن ثيابه هذه الأوبئة والحشرات التى علقت بثيابه ما يقارب من ثلاثة أعوام مضت ..
** خرج كل الشعب المصرى .. مسلم ومسيحى إيد واحدة .. يقف خلفهم جيش مصر العظيم برئاسة البطل الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" ، تحميهم الشرطة المصرية الوطنية ، يساندهم القضاء المصرى ، يدعمهم الإعلام المصرى .. حقا إنها ثورة سحقت كل هذه الآفات والحشرات والقوارض والأفاعى السامة .. فهل بعد هذه الثورة العظيمة التى أسقط فيها الشعب المصرى أكبر مؤامرة قادتها أمريكا لإسقاط هذه الدولة أن تعود بنا عقارب الساعة إلى الوراء .. حتى تنطلق دعاوى يطلقها بعض المغرضين الحالمين بعودة هذا التنظيم الإرهابى للظهور على الساحة مرة أخرى .. ولكن بوجوه أخرى وأقنعة مختلفة ..
** هل أصحاب هذه الدعاوى للمصالحة الوطنية ، يريدون فتح الأبواب مرة أخرى لعودة الإخوان الإرهابيين للساحة .. وكأنهم لم يقرأون شئ عن ثورة 30 يونيو .. وكأن هؤلاء المتنطعين لا يعترفون بما حدث .. هل أعمتهم الكراهية والحقد والغباء ، ويصرون على عودة الإرهاب والسماح له بالتسلل إلى حياتنا .. ولكن ربما بعد تقديم بعض التنازلات المؤقتة ، وإستخدام لغة التقية التى يجيدها الإخوان ، ويجيدها المروجين ، وأصحاب هذه الدعوى التى فى ظاهرها التسامح والرحمة ، وباطنها الخراب والدمار والعار ..
** هل قرأتم أسماء أصحاب هذه الدعاوى .. هم المستشار طارق البشرى، والكاتب فهمى هويدى، والدكتور نصر فريد واصل، والدكتور محمد محسوب، والمستشار حسام الغريانى، والدكتور محمد سليم العوا، والدكتور أيمن نور، والمهندس محمد محيى الدين، والدكتور محمد عمارة، والدكتور سيف عبدالفتاح، والشيخ محمد حسان، والمستشار محمود مكى، والدكتور سعيد عبدالعظيم، والدكتور محمد عصمت سيف الدولة، ووائل قنديل، والفنان أشرف عبدالغفور، وضياء رشوان، وحسن الشافعى، والدكتور معتز بالله عبدالفتاح، فضلاً عن رؤساء نقابات الإخوان ومن بينهم الدكتور محمد عبدالجواد، نقيب الصيادلة، والدكتور خيرى عبدالدايم، والدكتور ماجد خلوصى، نقيب المهندسين، والدكتور سامى طه، نقيب البيطريين ..
** ألم يكن محمد عمارة هو أكثر الوجوه الإخوانية ، وهو صاحب كتاب "فتنة التكفير" .. وقد عانى الأقباط كثيرا من كتاباته الإرهابية على صفحات جريدة الأخبار ..
** ألم يكن فهمى هويدى ، الكاتب الإسلامى .. هو أحد كوادر الإخوان والمنضم لهذا التنظيم حتى النخاع ..
** ألم يكن د. طارق البشرى هو إخوانى .. والمستشار الغريانى الذى وضع نصوص الدستور الإخوانى هو إخوانى حتى النخاع ..
** ألم يكن الكاتب معتز بالله عبد الفتاح هو الكاتب المدافع عن السفاح والجاسوس مرسى العياط ..
** ألم يكن د. محمد سليم العوا هو أول من هاجم الكنائس وزعم بالباطل والكذب أنها مكدسة بالأسلحة .. ألم يخجل من نفسه الأن .. والجيش والشرطة يخرجون أطنانا من الأسلحة من المساجد التى إحتلها الإخوان ؟ ..
** كل هذه الوجوه هى إخوان مسلمين بشرطة (-) .. بل هم أشد شراسة من الإخوان أنفسهم .. هل ننساق وراء كل هذه الأسماء لإطلاق ما يسمى بالمصالحة الوطنية ..
** هل فكرة المصالحة الوطنية مع فلول الإرهاب هى تعليمات أمريكية يتم تنفيذها .. حتى أننا أصبحنا نسمع عن وزارة المصالحة الوطنية ؟ ..
** إنها كارثة بالفعل بكل المقاييس .. أن تجد هذه الأفكار المدفوعة الأجر ، التى تدعم عودة الإرهاب والإسلام السياسى ، وضمان عدم مغادرة مصر مرة أخرى تحت مزاعم أسماء وهمية ، ودعاوى باطلة إسمها المصالحة الوطنية ، أو عدم الإقصاء أو المشاركة فى الإنتقال الديمقراطى ..
** ونحن نحذر من كل من يدعو لهذه المصالحة حتى لو كانت صادرة من رئيس الوزراء .. فهذا مرفوض رفضا قاطعا ، وكل من يدعو لهذه الدعاوى مهما غلف دعوته بإقصاء الذين تورطوا فى جرائم فقط .. فهى دعوى مغرضة .. فبذرة الإخوان تبدأ بالحب والتسامح ، وتنتهى بالمولوتوف والرصاص الحى .. إرحمونا أيها الأفاعى ، فالثورة ستظل فى الميدان حتى يتم تطهير مصر نهائيا من كل هذه الكلاب والأفاعى والذئاب الضالة ..
** وأتساءل .. لماذا الإصرار على تواجد من أهان الشعب المصرى وتعاون مع الإخوان فى تزوير الحقائق من الدستور الإخوانى إلى الإنتخابات الرئاسية .. وأحدد بالذكر اللواء "ممدوح شاهين" ، والمستشار "حاتم بجاتو" .. وقد طالبنا فى أكثر من مقال أن يفتح باب التحقيق مع هؤلاء .. أو يتم إقصاءهم من الساحة السياسية ، لأنهم سيكونوا أشد ضررا .. على الجيش المصرى أولا ، وعلى القضاء المصرى ثانيا ..
** كلمة أخيرة لأصحاب هذه الدعاوى الباطلة والمغرضة .. أن يطالبوا الشرطة بالتدخل الفورى لتنفيذ القرار الصادر من النائب العام بالقبض على المضلل العام والمحرك للإرهاب والفوضى ، محمد بديع ، والمعتوه الجنرال "محمد البلتاجى" ، والإرهابى الأهطل "عصام العريان" ، والبلطجى حانوتى الميدان "صفوت حجازى" ، وفض معسكر الدعارة والفسق والفجور ، بميدان رابعة العدوية ، والكشف عن سراديب الأسلحة وخيام التعذيب .. التى كشف عنها الأهالى والضحايا الذين قتلوا ، وتم إغتيالهم أسفل منصة رابعة العدوية ..
** هذه هى المطالب المشروعة للشعب المصرى ، ولكل سكان مدينة نصر ، وليست المصالحة العار المسماة بالمصالحة الوطنية .. مش كدة ولا إيه ؟!!...

صوت الأقباط المصريين

قصة المختار بن أبي عبيد الثقفي ووجه الشبه بينه وبين سيد المقاومة حسن نصر اللات 4/4/ محمد فاروق الإمام

نهاية الدجال وذهاب دولته

في سنة (67هـ/686م) عزل عبد الله بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن نيابة البصرة، وولاها لأخيه مصعب بن الزبير، المعروف بشجاعته ودهائه، ليكون ندا للمختار وقرنا له. فلما قدم مصعب البصرة دخلها متلثما فيمم الجامع وصعد المنبر، فقال الناس: أمير.. أمير، فلما كشف اللثام عرفه الناس، فأقبل عليه الناس، وجاء الحارث بن عبد الله فجلس تحته بدرجة، فلما اجتمع الناس قام مصعب خطيبا، فاستفتح القصص حتى بلغ (إن فرعون علا في الأرض وجعل اهلها شيعا) ، واشار بيده نحو الكوفة، ثم قال (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض). وأشار إلى الحجاز. وقال: يا أهل البصرة إنكم تلقبون أمراءكم، وقد سميت نفسي الجزار، فاجتمع عليه الناس وفرحوا به.
أما ابن الأشتر فإنه بعد أن هزم جند الشام وقتل ابن زياد، واستقل بتلك البلاد، وبسط نفوذه على أقاليم ورساتيق واسعة، استهان بأمر المختار، وقطع كل علاقة له به، مما أضعف من قوة المختار ومن أمر دولته ودعوته، وعرف عبد الله بن الزبير ما آل إليه المختار من ضعف وهوان. وبدأ أخاه مصعب أمير البصرة يثبت أركان دولة أخيه، ويفكر بالقضاء على خصومها، وكان يريد أن يبدأ بأضعفهم، وكان المختار الحلقة الأولى التي فكر مصعب في كسرها.
وبعث مصعب محمد بن الأشعث بن قيس إلى المهلب بن أبي صفرة، وهو نائب ابن الزبير على خراسان يستحثه للمجيء إليه. فقدم المهلب في جيش عظيم، ففرح به أهل البصرة، وتقوى به مصعب.
وأعد مصعب جيشه فجعل بين يديه عباد بن الحصين، وجعل على ميمنته عمر بن عبيد الله بن معمر، وعلى الميسرة المهلب بن أبي صفرة، ورتب الأمراء على راياتها وقبائلها، وأخذ الأمراء: الأحنف بن قيس، وزياد بن عمر، وقيس بن الهيثم أماكنهم تحت رايات قبائلهم.
وعندما علم المختار بقدوم ابن الزبير إليه، خرج بشيعته، فنزل المذار وقد جعل على مقدمته أبا كامل الشاكري، وعلى ميمنته عبد الله بن كامل، وعلى ميسرته عبد الله بن وهب الجشمي، وعلى الخيل وزير بن عبد الله السلولي، وعلى الموالي أبا عمرة صاحب شرطته. وخطب المختار بالناس وحثهم على الخروج، وبعث بين يديه الجيوش. وهو يبشرهم بالنصر.
وبالقرب من الكوفة التقت جموع مصعب بن الزبير مع كتائب المختار، التي لم تلبث إلا قليلا وفرت من أمام ابن الزبير، بعد أن قتل منهم جماعة من الأمراء وطائفة من شيعتهم.
ولما انتهت هزيمة أهل الكوفة إلى المختار، خرج المختار من الكوفة وقد ترك عبد الله بن شداد في القصر بعد أن حصنه، فنزل حروراء بمن معه، فلما قرب جيش مصعب منه، جهز إلى كل قبيلة كردوسا، فبعث إلى بكر بن وائل سعيد بن منقذ، وإلى عبد القيس مالك بن منذر، وإلى العالية عبد الله بن جعد، وإلى الأزد مسافر بن سعيد، وإلى بني تميم سليم بن يزيد الكندي، وإلى محمد بن الأشعث السائب بن مالك. ووقف المختار في بقية أصحابه.
واقتتل الطرفان قتالا شديدا إلى الليل، فقتل اشراف أصحاب المختار، وقتل محمد بن الأشعث وعمير بن علي بن أبي طالب. وتفرق عن المختار باقي أصحابه، فقيل له القصر القصر، فقال: والله ما خرجت منه وأنا أريد ان أعود إليه، ولكن هذا حكم الله. ورجع المختار حيث لم يجد أمامه إلا القصر فدخله وتحصن فيه.
وأطبق مصعب على الكوفة، وأحاط بقصر المختار، وشدد الحصار عليه، ومنع عنه الماء والزاد، وكان المختار يخرج من القصر فيقاتل مصعب ثم يعود إليه، ولكن الحصار طال، وضاق الأمر على المختار. فقال لأصحابه: إن الحصار لا يزيدنا إلا ضعفا، فانزلوا بنا حتى نقاتل حتى الليل حتى نموت كراما، فوهنا، فقال: أما فو الله لا أعطي بيدي، ثم اغتسل وتطيب وتحنط وخرج فقاتل ومن معه حتى قتل. واحتز رأسه وجيء به إلى مصعب بن عمير. وأمر بكف المختار فقطعت وسمرت إلى جانب المسجد.
وهكذا انتهت أسطورة المختار الذي شغل دولة بني الزبير ودولة بني أمية لأكثر من سنتين، خاض فيهما العديد من المعارك الطاحنة التي أتت على الآلاف من الصحابة والتابعين والقراء ورواة الحديث وأشراف القوم وأمرائهم.

أباطيل ادعاءات المختار
يذكر الشيخ عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، صاحب كتاب "الفرق بين الفرق": أن المختار بن أبي عبيد الثقفي هو رأس الفرقة الرافضة "الكيسانية" وأن المختار كان يقال له كيسان. وقيل: إنه أخذ مقالته عن مولى لعلي رضي الله عنه كان اسمه كيسان.
ومن أسجاع المختار قوله: أما والذي أنزل القرآن، وبين الفرقان، وشرع الأديان، وكره العصيان، لأقتلن البغاة من أزد وعمان، ومذحج وهمدان، ونهد وخولان، وبكر وهزان، وثعل ونبهان، وعبس وذبيان، وقيس وعيلان. ثم قال: وحق السميع العليم، العلي العظيم، العزيز الحكيم، الرحمن الرحيم، لأعركن عرك الديم، أشراف بني تميم.
ومن بطلان دعائه أنه يدعو لآل البيت أنه حال دون مجيء محمد بن الحنفية إلى العراق.
يقول البغدادي: ثم رفع خبر المختار إلى ابن الحنفية، وخاف من جهته الفتنة في الدين، فأراد قدوم العراق ليصير إليه الذين اعتقدوا إمامته، وسمع المختار ذلك، فخاف من قدومه العراق وذهاب رئاسته وولايته، فقال لجنده: إنا على بيعة المهدي، ولكن للمهدي علاقة، وهو أن يضرب بالسيف ضربة فإن لم يقطع السيف جلده فهو المهدي، وانتهى قوله هذا إلى ابن الحنفية، فأقام بمكة خوفا من أن يقتله المختار بالكوفة.
واستمر المختار ينادي باسم هذا الإمام الجليل - ابن الحنفية - وأخذ ينشر أوهاماً بعد ذلك، فأعلن ابن الحنفية البراءة من المختار على الملأ من الأمة، وعلى مشهد من العامة عندما بلغه أوهامه وأكاذيبه، وعرف خبئ نياته. ولكن مع تلك البراءة تبعه بعض انصار العلويين لشدة رغبتهم في الانتقام لقتل الحسين رضي الله عنه، ولقد كان يسجع سجع الكهان، ويدعي أنه يخبر عن المستقبل.
وادعى المختار النبوة عند خواصه، وزعم أن الوحي ينزل عليه، وسجع بعد ذلك فقال: أما وممشى السحاب، الشديد العقاب، السريع الحساب، العزيز الوهاب، القدير الغلاب، لأنبشن قبر ابن شهاب المفتري الكذاب، المجرم المرتاب، ثم ورب العالمين، ورب البلد الأمين، لأقتلن الشاعر المهين، وراجز المارقين، وأولياء الكافرين، وأعوان الظالمين، وإخوان الشياطين، الذين اجتمعوا على الأباطيل، وتقولوا على الأقاويل، وليس خطابي إلا لذوي الأخلاق الحميدة، والأفعال السديدة، والآراء العتيدة والنفوس السعيدة.
ثم خطب بعد ذلك فقال في خطبته: الحمد لله الذي جعلني بصيرا، ونور قلبي تنويرا، والله لحرقن بالمصر دورا، ولأنبشن بها قبورا، ولأشفين منها صدورا، وكفى بالله هاديا ونصيرا.
ثم اقسم فقال: برب الحرم، والبيت المحرم، والركن المكرم، والمسجد المعظم، وحق ذي القلم، ليرفعن لي علم، من هنا إلى اضم، ثم الإكناف ذي سلم.
ثم قال: أما ورب السماء، لتنزلن نار من السماء، فلتحرقن دار أسماء، فأنهى هذا القول إلى اسماء بن خارجة. فقال: قد سجع بي أبو إسحاق وأنه سيحرق داري، وهرب من داره، وبعث المختار إلى داره من أحرقها بالليل، وأظهر من عنده أن نارا من السماء نزلت فأحرقتها.
أما الحافظ بن كثير فيقول في كتابه "البداية والنهاية" عن المختار بن أبي عبيد: كان ناصبيا يبغض علي بغضاً شديدا، وكان عند عمه في المدائن، وكان عمه نائبها، فلما دخلها الحسن بن علي رضي الله عنه خذ له أهل العراق وهو سائر إلى الشام لقتال معاوية بعد مقتل أبيه، فلما أحس الحسن منهم بالغدر فر منهم إلى المدائن في جيش قليل، فقال المختار لعمه - كان أميراً على المدائن -: لو اخذت الحسن فبعثته إلى معاوية لاتخذت عنده اليد البيضاء أبدا، فقال له عمه: بئس ما تأمرني به يا ابن أخي.
ويتهم المختار بالكذب فيقول: كان كاذبا يزعم أن الوحي يأتيه على يد جبريل. قال الإمام أحمد: حدثنا ابن نمير حدثنا عيسى القارئ أبو عمير بن السدي عن رفاعة القبابي قال: دخلت على المختار فألقى لي وسادة وقال: لولا ان أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك - مشيرا إلى وسادة أخرى- وقد قيل لابن عمر: إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه، فقال صدق، قال تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم). وكان المختار يظهر التشيع ويبطن الكهانة، وأسر إلى أخصائه أنه يوحى إليه، ولكن ما أدري هل كان يدعي النبوة أم لا ؟.
ويروي مؤرخو الشيعة وعلمائهم عنه: 
"لم يكن المختار بن أبي عبيدة حسن العقيدة، وكان مستحقّاً لدخول النار، وبذلك يدخل جهنم، ولكنه يخرج منها بشفاعة الحسين عليه السلام، ومال إلى هذا القول شيخهم المجلسي، واستند القائل بذلك إلى روايتين، الاولى: ما رواه الشيخ باسناده، عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي القيسى، عن بعض من رواه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لي يجوز النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلم الصراط، يتلوه على، ويتلو عليا الحسن، ويتلو الحسن الحسين، فاذا توسّطوه نادى المختار الحسين عليه السلام: يا أبا عبد اللّه إني طلبت بثأرك فيقول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله للحسين عليه السلام: أجبه فينقض الحسين في النار كأنه عقاب كاسر، فيخرج المختار حممة ولو شقّ عن قلبه لوجد حبّهما في قلبه".