أخر مخططات أمريكا .. دعم ترشيح "عنان" وبقاء "الببلاوى"/ مجدى نجيب وهبة

** قد يرى البعض أنه من حق الفريق "سامى عنان" رئيس أركان القوات المسلحة السابق .. أن يرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية .. وهذا لا إعتراض عليه .. فمن حق "حمدين صباحى" أن يترشح .. ومن حق "عبد المنعم أبو الفتوح" أن يترشح .. ومن حق "محمد سليم العوا" أن يترشح .. ومن حق "خالد على" أن يترشح .. فهذا حق كفله الدستور والقانون .. ولكن دعونا نفتح أخطر الملفات التى تتم الأن فى الشارع المصرى .. لإصرار الكلب الأسود الحقير الإرهابى "باراك حسين أوباما" ، وأكررها لإصراره على أن يتحدى الإرادة المصرية ، ويدمر مصر ...
** والسؤال هنا .. ما هى علاقة ترشح الفريق "عنان" بهذا المخطط ؟؟... الفريق "سامى عنان" يعتبر هو الورقة الرابحة الأخيرة التى يحاول بها الأمريكان والإخوان ، وكل القوى الظلامية ، والأنظمة الفاسدة .. دعمها ومساندتها بكل الطرق للفوز بمنصب رئيس الجمهورية .. فى محاولات مستميتة لإزاحة المشير "عبد الفتاح السيسى" من الفوز بالمنصب ..
** لذلك .. أعلنت التيارات الإسلامية دعمها للفريق "عنان" .. كما تم تسريب العديد من التصريحات المنسوبة للإدارة الأمريكية بدعمها للفريق "سامى عنان" فى حالة ترشحه .. وكما أعلنت حملة الفريق "سامى عنان" ترشحه للرئاسة ، هذا بجانب أن الفريق يجوب البلاد بالطول والعرض فى زيارات مكوكية لدعمه فى حالة ترشحه ..
** إذن .. فما هى الخطورة فى ذلك ؟ .. الإجابة بمنتهى البساطة أن الفريق "سامى عنان" يصمت تماما تجاه كل هذه التصريحات والتسريبات ، بل هو يؤيدها ويعتبرها الدعم الأساسى فى حالة خوضه للإنتخابات ..
** تتمثل خطورة ذلك فى أن الفريق "سامى عنان" هو أحد قيادات المجلس العسكرى السابق ، وتمت إقالته منذ فترة قليلة لا تتعدى عامين ، ثم بعد ذلك تم إلحاقه بمنصب مستشار للرئيس المعزول "محمد مرسى العياط" ، على أن يقدم خدماته السخية لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى الذى عرفه الشعب فيما بعد .. ثم قام بتقديم إستقالته قبل أن تغرق السفينة بالمعزول مرسى العياط وعصابته ..
** إذن .. فمن الطبيعى أن تكون هناك علاقة حميمة تجمع بين الفريق السابق "سامى عنان" ، وجماعة الإخوان المسلمين .. وهذا ما يفسر أن هناك مصلحة مشتركة بين الفريق "سامى عنان" ، والإرهابى "محمد مرسى العياط" وعصابته .. فالفريق يسعى لمنصب رئيس الجمهورية ، ولا يجد إلا الإخوان لكى يردوا الجميل له بالوقوف مع ترشيحه .. فربما سيكون وصول الفريق "عنان" لكرسى الحكم هو الطريق الوحيد لإنقاذ مستقبل الجماعة الإرهابية .. وعليكم أن تتصوروا حجم التبرعات والدعم الذى ستقدمه كل من قطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان برئاسة المعلم والمحرض الأول على الإرهاب فى العالم "باراك حسين أوباما" ..
** أما ما وراء الكواليس .. وأخطر مراحل ترشيحه وهى بعض الأوراق التى سيلعب بها الفريق "سامى عنان" نفسه لنشر دعايته .. وهو ضرب الشارع المصرى مرة أخرى عن طريق الأموال التى ستدعم موقفه ، وعن طريق ضرب الجيش المصرى ، وهو أخطر المراحل التى تسعى إليها أمريكا لإسقاط الجيش المصرى .. فبالقطع مازال الفريق "عنان" يحتفظ ببعض الأصدقاء والرتب داخل الجيش المصرى ، ربما بعضهم أحيل للمعاش ، وربما له أصدقاء وتلاميذ مازالوا قادة فى الجيش المصرى .. وكلاهما لهم علاقات بالشارع المصرى ... فالخطورة ليست فى إستقطاب بعض مؤيدى الفريق ، ولكن الخطورة هى شق صف الجيش المصرى وهو الهدف الذى يسعى إليه الإخوان المجرمين والرئيس الإرهابى "باراك حسين أوباما" .. فماذا لو وصل تحدى بعض المؤيدين للفريق عنان ، لمؤيدى المشير عبد الفتاح السيسى ، حتى لو أعلن أن الجيش لا يتدخل فى السياسة .. فهذا منطقى ، ويتم بكل حسم داخل الوحدة العسكرية ، ولكن ماذا بعد إنطلاق بعض القيادات العسكرية فى الشارع المصرى ، وإلتحامهم مع جماعة الإخوان الإرهابيين للإجماع على تدعيم الفريق "سامى عنان" .. أو ظهور البعض على وسائل الإعلام .. منهم من يرى ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى ، ومنهم من يرى ترشيح الفريق "سامى عنان" .. وهذا ما سيؤجج الصراع فى الشارع المصرى .. وإستغلال بعض القنوات لهذه النقطة لتأجيج الصراع بين من كان يخدم فى الجيش حتى رتبة فريق وتمت إقالته ، وبين من قدم خدمات جليلة للدولة وحصل على رتبة مشير ..
** الأخطر من كل ذلك .. هو أن الفريق "سامى عنان" يعلم بكل الأسرار عن تحركات القوات المسلحة المصرية ، وعن حجم وعدد القوات أفراد القوات المسلحة وتحركاتهم ، وعدد وحجم الوحدات العسكرية ، وتوزيعها فى الجمهورية ، وعدد المطارات العسكرية ، وحجم الطائرات العسكرية ، وقواعد الصواريخ والخطط القتالية .. كل ذلك يعلمه الفريق "عنان" بحكم منصبه ، ولا يخفى على أحد الدور القذر الذى لعبه هو والمشير طنطاوى فى تضليل الشعب المصرى ، وتكتيفه ، والتلاعب بإصدار التصريحات الكاذبة ووعودهم الخادعة بعدم تسليم مصر للفوضى أو تسليمها للإخوان ، أو وعودهم بعدم تركيع مصر .. ورغم ذلك تبخرت كل وعودهم فى الهواء لنكتشف فى النهاية أنه تم تسليم مصر للإخوان وتم تركيع مصر ، وأن الكثيرين شاركوا فى الإنتخابات الرئاسية الأخيرة والتى كانت بين الإرهابى والمعتوه مرسى العياط ، والفريق الطيار "أحمد شفيق" ..
** كل هذه السيناريوهات يعد لها الأن على قدم وساق .. فمن يدرينا ألا تتحقق كل هذه السيناريوهات ، وإذا إفترضنا أننا فى مواجهة حتمية مع هذه المؤامرة .. فما هو الحل لوضع حد لهذه الفوضى .. هل سنظل نتحدث عن قصة هل المشير سيترشح أم لن يترشح ؟ .. هل المشير السيسى وضع تصور وبرنامج سياسى للفترة القادمة فى مصر فى حالة ترشحه .. ثم ينتقل الشارع إلى الحديث عن ترشح حمدين صباحى أو خالد على أو عبد المنعم أبو الفتوح ..
** كل هؤلاء يعلم الشعب المصرى أنهم ظهورات ليس لهم تواجد فى الشارع .. ولكنهم سيكونوا الوجه الأخر للمرشح العسكرى الإخوانى الأمريكى ، الفريق "سامى عنان" .. لرغبة كل هؤلاء للإستمرار فى سيناريو إسقاط مصر ، وأكررها أن كل هؤلاء المرشحين يعلمون أنهم لن يحصلوا على أصوات الشعب المصرى ، ولكنهم سيحاولون تفكيك الشارع ، والمقابل المادى سيكون أكثر مما يتصوره البعض ..
** أخيرا .. من هى الجهة الأمنية التى يجب أن تعمل فورا لكشف كل هذا المخطط وكشفها أمام الرأى العام المصرى ...
** الكارثة الثانية .. هى إستمرار رئيس الحكومة "حازم الببلاوى" فى منصبه .. فقد نشر بمعظم الصحف ، وتم تداوله فى مواقع التواصل الإجتماعى ، والإعلام المصرى ، والقنوات الفضائية ... تصريحات نسبت للسيد المستشار "عدلى منصور" الرئيس المؤقت بتجديد الثقة فى د ."حازم الببلاوى" رئيسا للحكومة ، وبالطبع نشر الخبر على مسئولية مصدر مجهول رفض ذكر إسمه ..
** أعتقد أن هذا الخبر لا يعلم رئيس الدولة عنه شيئا ، وإنما تم تسريبه من خلال مستشارى الرئيس أو بعض أعوان الببلاوى ، وتلقف الخبر بعض المواقع الإلكترونية الهايفة التى تعمل لصالح أمريكا والصهيونية العالمية ، وتعمل لتحقيق أهداف هدم الدولة المصرية وإسقاطها ..
** وإذا إفترضنا بالفعل صدور هذا التصريح وهو مخالف لكل الواقع الذى تعيشه مصر .. فالكارثة التى تعيشها مصر بعد عزل حكم الإخوان ، هو الدكتور حازم الببلاوى نفسه وبعض وزراء حكومته ، وعلى رأسهم "د.حسام عيسى" ، ود. "احمد البرعى" ، ود ."زياد بهاء الدين" الذى حاول أن يهرب بجلده .. فتقدم بإستقالته والتى رفضها رئيس الحكومة .. بل رفض حتى مناقشتها .. لأنه يعلم أن حكومته جميعهم سيتقدمون بإستقالتهم بعد خراب مالطة .. وخاصة ما يمارسه مستشارى الرئيس أحمد المسلمانى ومصطفى حجازى الذين تم إختيارهم بعناية فائقة من مستشار رئيس الدولة للعلاقات الخارجية السابق الذى هرب وتركهم ، وهو الأب الروحى لكل هذه الحكومة التى تنفذ تعليماته بكل حذافيرها .. وهو د."محمد البرادعى" ليكونوا عيون البرادعى فى الحكومة وفى مصر ..
** وإذا كان الخبر صحيحا .. فأى نوع من الثقة التى يجددها الرئيس المؤقت فى رجل يجب أن يحاكم فورا على جرائمه التى تعدت جرائم الإخوان بكل إجرامهم ..
** نعم .. هذه الحكومة هى التى تعطى الضوء الأخضر لكل العمليات الإرهابية والإجرامية التى تحدث فى الشارع ، وداخل الجامعات .. هذه الحكومة لم تنتفض رغم سقوط العشرات من ضباط وجنود الشرطة ، وضباط وجنود الجيش المصرى .. فرئيس الحكومة يتحمل مسئولية شهداء الشرطة والجيش الذين يتساقطون كل لحظة .. فى الوقت الذى يخرج علينا كالسوس فى منتدى دافوس بالنمسا ليستخف دمه ويعلن أمام العالم أن نساء مصر يدعمون ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى بسبب وسامته .. ياخفة دمك يا أبو وجه قبيح ..
** لم يكن هذا هو تصريح رئيس الحكومة الشاذ والوحيد .. بل سبقه تصريحات ليست ساذجة ، بل كانت تهدف إلى أشياء تدعو إلى إسقاط الدولة وتفكيكها .. ومع ذلك مازال فى منصبه .. فهل يخرج علينا رئيس الدولة ليوضح صحة هذه التصريحات ..
** أما عن إصرار الببلاوى على الإستمرار فى منصبه حتى إنتهاء فترة الإنتخابات الرئاسية ، فهذا يعتبر أخطر من ترشيح الفريق "سامى عنان" ، فالببلاوى سوف يعمل بكل طاقته والصلاحيات الممنوحة له لتدمير عملية الإنتخابات الرئاسية ، وهذا ما أؤكده .. فوجود الببلاوى هو أكبر إسقاط للدولة والإنتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة .. هذا ما لدى وللحديث بقية !!..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

أنشودة المطر/ سامح عوده

للمطر الذي غاب عنا مده
أنشودة .. من وحي وجد انساني
فيها الرجاء ..
.......
لأنه المطر.... لأنه الطهرُ
قصيدةٌ وأغنية تطير مع الشجر
يا فرحة السماء، يا منبع الضياء
آتى هذا الشتاء،
ما أجمل المطرُ
لأنه البسمةُ على الشفاه
لانه قبلة من السماء
لأرضنا .. لحقلنا، لزرعنا الأخضر
فتفرح الغصون .. بمطر مجنون
تنهمرُ، تعانقُ الأوراق..  
تبلل المشتاق ..
يا قبلة السماء،
ما أجمل المطر ..
لأنه العطرُ
لأناسٍ رحلوا
  راحوا مع السحبِ
يضمني الشتاء، بمطر لا ينضبُ
الهثُ في الدروب ..
شوارع ٌ أجوب ..
يا عطره ..
يا سحره..
مرحى بالمطر ..
لأنه .. الجنان،
يروي .. الورد والريحان
   شفاهه بستان .. مزروعٌ بالقبل
يقطرُ منه النبيذ ..
خمر يسكرني ..
على أبواب العام .. سنابل تزدان
أردد الدعاء وكلنا رجاء
يا رب يا رحمن أغثنا بالمطرِ
لعشقه وحبه ..
وفجره الباسمُ ..
أره  في المدى ..
قطرٌ من ندى
يبلل روحي ..
يطفئ لظى شوقِ ..
بصوته الحنون ..
ليشتعل الجنون
لربنا المعبود..   
نهلل ..
نبتهل ..
نستغفرُ ..
أغثنا بالمطرِ

مصرية الهوي والهوية/ ايمان حجازي

عندما تقول انك لم تفهمني,  وعندما تتساءل مع من أنا,  وضد من أكون .... 
فهذا يعني أنني قد حققت نفسي وتحققت هويتي فأنا يا صديقي مصرية الهوي والهويه,  ولم يكن يوما ولن يكون إنتمائي إلا لمصر أرض وسماءا وهواءا وطينا ونهرا وبحرا وإنسان طيبا أصيلا بسيطا إحتياجاته أساسيه وطموحاته أقل من العاديه ......
ولا يهمني من يكون علي رأس الدوله بقدر ما يهمني هل حقق مطالب هذا الإنسان الذي هو نواة هذه الدوله .....
وعلي هذا كان يوما ما ومازال هجومي علي المخلوع وعصابته .....
ومن أجل هذا إرتضيت بالمعزول وجماعته برغم رفض لهم في البدايه متأملة فيهم الخير ... ومن أجل هذا ثرت عليهم مع من ثارو لأنهم لم يحققو لهذا الشعب هذا الإنسان المصري البسيط جزءا من أحلامه والتي وعدوه بها ..... 
ومن أجل هذا الحلم كنت مع من كانو في 30 يونيه وطالبت للمره الثانيه برحيل نظام فشل في تحقيق طموحات شعب بسيط ...... 
والآن تتهمني بأنني ضد السيسي!!!!!  
كلا,  علي العكس فللرجل في نفسي كل تقدير وإحترام,  بل أشعر تجاهه بالفخر أيضا ,  كم أحس بقوته كوزير للدفاع .... كم أنا فخوره بأن لدي وزيرا للدفاع طلبه أوباما رئيس أكبر دوله في العالم ليحدثه تليفونيا فرفض وقال له تحدث الي رئيس الدوله .... كم أنا فخوره بأن لدي وزيرا للدفاع وقف أمام وزيرة خارجيه أمريكا معنفا لها طالبا ألا تتدخل إلا فيما يعنيها فقط .... هذا الرجل محترم ومقدر جدا بالنسبة لي وفرحه جدا به في هذا الموقع ولذلك أريد أن أستبقيه بقوته هذه بجرأته هذه في موقعه هذا .....
هذا ما لم تتفهمه يا صديقي عندما قلت بأنني أحيرك وبأنك لا تدري ماذا أريد أو مع من أكون أو الي جانب من أقف ..... أنا منذ البدايه والي النهايه سأظل مواطنه مصريه مسلمه حنيفيه محمديه معتدله,  عاشقه لأرض هذا الوطن مهمومه بمشاكل هذا الشعب وصوتي أبدا سيذهب الي من يخدم مصالح الإنسان علي أرض هذا الوطن 
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

انتصاراً للمرأة العربية 3/ كريم مرزة الأسدي

المرأة والرجل متكاملان تماماً، والنوع الإنساني  وليدهما على مرّ الأزمان  ، النوع هو الباقي ، والفرد هو الفاني 

المقدمة  : الموقف الصعب
تكلمنا في الحلقة السابقة عن ثورات الجواهري والصافي والجعفري وبحر العلوم الفكرية والاجتماعية والشعرية ، ولم أر شعراً أروع من قول العبقري الخالد أبي نؤاس في تحليل مواقفهم وموقفه من التمرد على العقل الجمعي وجماعته ، اقرأ  رجاء :  
سقى الله أياماً ولا هجر بيننا**** وعودُ الصبا يهتز فــي ورق خضرِ
وسقياً لأيام مضت وهي غضةٌ ** ألا ليتها عادت ودامتْ إلى الحشـــرِ
غدوت على اللذات منهتك الستر**وأفضت بنات السرِّ مني إلى الجهرِ
وهان عليَّ الناسَ فيما أريدهُ**** بما جئتُ فاستغنيتُ عـن طلب العذرِ
رأيتُ الليالي مرصداتٍ لمدتي******فبـــادرتُ لذاتي مبـــادرةُ الــدهر
رضيتُ من الدنيا بكأسٍ وشادنٍ******* تحيّر فــي تفضيلهِ فطن الفكر
صحيح مريض الجفن مدنٍ مباعدٌ *** يميتُ ويحيى بالوصالِ وبالهــجرِ
فإذن هو منهتك الستر باللذات جهرا، ولا يبالي بالناس ولا الخليفة ، ولا يطلب عذرا ، ويرى الليالي تترصد أنفاسه  ، فيغالب الدهر ، وهذا لعمري من أشجع المواقف الإنسانية ، وإن كنتُ لستُ من أنصارها ولا أصحابها ، بل أدعو لفضيلة عرفنا ، ومن هنا أتفهم تماماً قول الدكتور زكي مبارك في حق أبي نؤاسه : "  وكان أبو نواس في موقفه الحرج من أشجع الشجعان ، فالدعوة إلى الفضيلة يستطيعها كل مخلوق ، والتخلق بأخلاق الشرفاء لا يحتاج إلا إلى قسط  ضئيل من الرياء ، أما الدعوة إلى المجون فتحتاج إلى جرأة فاتكة لا يتسلح بها إلا من أمدته الحياة بمدد من القوة النفسية ." ، وقول الدكتور قد مرّ علينا عند كتابة الحلقات الخمس المطولة عن أبي النؤاس ، وأعيدها لمناسبتها للموقف الجديد ، وأنا معه تماماً في هذا البيت الرائع :
 وهان عليَّ الناسَ فيما أريدهُ**** بما جئتُ فاستغنيتُ عـن طلب العذرِ
إذا خضع الشاعر أو المفكر أو المصلح لمشيئة العقل الجمعي ، أو لقول هذا أو ذاك ، لفقد الركيزة الأساسية لمهمته الإنسانية أو القومية أو الوطنية ، والعذر أقبح من الفعل ، لأنه إقرار منافق رخيص ، لا ينسجم  وروح الإنسانية ، إلا إذا أحسّ  هذا المميز حقّاً وصدقاً  أنه سار على النهج الخطأ ، فيكون إصراره من باب ( تأخذه العزّة بالإثم ) ، والتراجع هنا من شيم الأبطال الصادقين!!  

المرأة والرجل متكاملان فسيولوجياً وبنيوياً : 
ما الفرق البنيوي و الفسيولوجي بين الرجل والمرأة بشكل موجز .
 تعقيبا على تعليقٍ لإحدى السيدات العالمات بالآثار على صفحة التواصل الاجتماعي ، ذكرت لها  ما يلي :   "عزيزتي ...أنت لك باع عميق بالتاريخ ، لاسيما عالمة آثار ، نعم عصر المشاعية البدائية ، وقبل أن يكتسب الفرد هيمنة العقل الجمعي ، كانت الحقوق متساوية مبنية على التفاهم ، وتلبية الحاجة الغريزية للإنجاب ،  فمن الناحية الفسيولوجية والتشريحية ، لا فرق بين الذكر والأنثى إلا بربع جين من مجموع 46 ( 23 زوج ) ، وهذا الربع في كل من الذكر والأنثى هو الذي يحمل الجينات المسؤولة عن تشكيل الأعضاء التناسلية الذكرية أو الأنثوية ، وهو المسؤول عن تركيب الهرمونات التي تظهر الصفات الثانوية للذكر والأنثى ، أما بقية الصبغيات   5 7 ,45 فهي متشابهة في جنسي النوع الإنساني  (المرأة والرجل) ، لذلك هذه الفوارق والتمايز الكبير بين الذكر والأنثى مرجعه البيئة والتقاليد الاجتماعية ، والعقل الجمعي ، شكرا سيدتي على إثارة هذا الموضوع " ، المهم الصبغي رقم 46 في الفرد هو الذي يحدد جنسه ، ففي الذكر يكون معقوفاً ، يسمى (ص) ، وفي الأنثى يكون ممتداً يسمى (س) ،  وعلى (ص) توجد الجينات المسؤولة عن تشكيل الأعضاء التناسلية الذكرية ، والغدتين  التناسليتين الذكريتين (الخصيتين) اللتين تقومان بوظيفتين أساسيتين  ،إولاهما إنتاج النطاف ( الخلايا اجنسية الذكرية) ، وثانيهما إفراز هرمونات الأندروجين، وأهمها التستوستيرون (من الهرمونات الذكرية ،ويفرز بكميات قليلة من الغدة الكظرية) ، لإظهار الصفات الثانوية للرجل عند البلوغ  كنمو  الشعر قي الوجه ، وخشونة الصوت  ، عظام الجبهة ...  ،  وعلى (س) توجد الجينات المسؤولة عن تشكيل الأعضاء التناسلية الأنثوية ، والغدتين التناسليتين الأنثويتين (المبيضين)، اللتين تقومان أيضاً بوظيفتين ، إنتاج البويضات  ( الخلايا التناسلية الأنثوية ) ، ولحكمة بالغة جداً ، لا يتسع المجال لتفصيلها ، تتشكل بويضة واحدة في الشهر على الأغلب من كلتي الغدتين ، وأحياناً نادرة تتشكل بويضتان ، واحدة في كل مبيض ، وعندها تتكون التوائم غير المتماثلة (الأخوية) - التوائم المتماثلة تتكون من انشطار البويضة نفسها في قناة البيض - ، والوظيفة الثانية للغدتين ( المبيضين) إفراز هرمونات البروجستيرون والإستروجين   ، وهي التي تعطي الصفات الثانوية للمرأة .
   نرجع للصبغي  ( الكروموسوم) ، وربّك جعل هذا الصبغي رفم 46  يحمل الجينات ، بما فيها من شفرات وراثية لتشكيل الجهاز التناسلي بجنسيه ، مع صفاتيهما الثانويتين ، وهو المسؤول عن  تكاثر النوع البشري على هذه المعمورة ، ولولاه  لانقرض الإنسان منذ الجيل الأول ، أما الصبغيات الأخرى ، فهي المسؤولة عن تشكيل أجهزة الجسم الأخرى بأعضائها ، وأنسجتها ، وخلاياها ، وكل الأجهزة والأعضاء في جسم الإنسان مسؤولة عن حياة الفرد إلاّ الجهاز التناسلي فهو الذي حظى بقدسية استمرار النوع ، والحق فقط الخلايا الجنسية منه ، وهي الخلايا التي تمر بانقسام اختزالي لتتولد منها النطاف عند الرجل والبويضات عند الأنثى - كما أسلفنا -  ، أما بقية خلايا جسم الإنسان وهي  تشكل أكثر من 99% (نسبة تقريبية) ، فهي خلايا جسمية مسؤولة عن حياة الفرد، بمعنى كلّ أجهزة الجسم وأعضائه ، بما فيها الجهاز التناسلي بكامل أعضائه وغدده ، خلقت من أجل الخلايا الجنسية بنطافها ووبيوضاتها ، ومنح الإنسان هذه اللذة الرهيبة لاستمرار النوع على هذا الكوكب العجيب الغريب المميز عن مليارات النجوم والكواكب لتحمل الأمانة الغيبية بسرها المحير للألباب - كما ستأتي !!!
وتزعمُ أنّك جرمٌ صغيرْ *** وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ 
من أين يأتي العيب؟  ، ومن أين تأتي الدناءة ؟ ومن أين تأتي الحقارة  في تقديس ما قدسته الطبيعة نفسها للجنس حتى أغرت الإنسان بجاذبية لا نهائية للممارستها ، وهنالك حديث شريف ، معروف مألوف ، مضمونه ، الزواج نصف الدين ، أو مَن يتزوج يكمل نصف دينه ، ولذلك كلّه   تُعتبر عملية التكاثر أبدع وأهم وأقدس عملية حيوية في هذا الوجود ، لأنها تحفظ النوع من الانقراض، والنوع هو الخالد، لا الفرد ، فالفرد مصيره ، كما يقول معرينا :
صـاح هـذي قبـورنـا تـمـلأ الــرُحـ
بَ فـأيـن القـبـور مــن عـهـد عــاد
خـفـف الــوطء مــا أظــن أديــم الـ
أرض إلا مــــن هــــذه الأجــســـاد
رُب لحـدٍ قــــد صــار لـحـداً مــراراً
ضـاحــكٍ مـــــن تـزاحــم الأضـــداد
ودفــيـــنٍ عــلـــى بـقــايــا دفـــيـــن
فــــــي طـويــل الأزمــــان والآبــــاد
تــعــبٌ كـلـهــا الـحــيــاة فــمـــا أعـ
جـب إلا مـــن راغــبٍ فـــــي ازديــاد
إنّ حزناً في ســـــاعـة المـوت أضعـا
ف ســرورٍ فـــــي ســــاعــة الـمـيـلاد
القصيدة من أروع القصائد العربية ، بل الإنسانية ، لا أعتقد هنالك أديب لم تمر على عينيه دالية المعري في رثاء صديق عمره أبي حمزة الفقيه ، إذن الإنسان الفرد للقبور واللحود ، وما هذه الأرض إلا من هذه الأجساد ، وما الأجساد إلا من الأرض ، وهنا تكمن دورة الحياة في الطبيعة ، والحياة كلّها تعب وعناء ، وكما أكد شوبنهور الألماني الذي جاء  من بعده بتسعمائة عام تقريباً - وهنالك تشابه كبير بين الرجلين البصيرين-  ، إن الحياة ألم متواصل ، تتخللها فترات قصيرة من اللذات الخادعة ، والحق ما هذه اللذات سوى سبيل لبقاء النوع !!   
والحقيقة - بعد الحق ! -  طرق هذا الأمر إلى ذهني لحظات نظم قصيدتي الملحمة ( 84 بيتاً ) لرثاء الجواهري  ، قائلاً : 
وإذا أثاركَ في الحـــــياةِ تحيّرٌ *** أنْ يستحيلَ  الفكرٌ محضَ رمام 
(فالحائر الجبّار) أنـتَ  نظيرهُ ***  فكراَ بلا وضــح ٍ ولا إبهــــــام ٍ
قد حيّرَ الألبابَ ربّـُـكَ  لـــغزهُ **** بينَ الوجـــودِ وقوة الإفهـــــام ٍ
المطلقُ الحركات من أسرارهِ ***** (تتكاثرُ الأحياءُ) في الأرحـــام ِ
هاأنت َتشخصُ ماثلاً بضميرنا****** والفكرُ والأفعالُ رهنَ قيــــام ِ 
      أشرت في بيتي الأول من هذه المقطوعة  إلى قول الجواهري في مطلع قصيدته  بمناسبة ذكرى وفاة الرصافي :  
لغزٌ الحياةِ وحيرة ُ الألبابِ ***أنْ يستحيلَ الفكرٌ محضَ ترابِ
 توفي الرصافي 1945م , وقال الجواهري بيته في ذكرى الرصافي 1959م .
 وفي بيتي الثاني، وقولي (فالحائرُ الجبارُ)‘إشارة إلى أبي العلاء المعري، وقوله في قصيدة الرثاء السابقة لصديقه الفقيه  :
والذي حارتْ البرية فيهِ ***حيوانٌ  مستحدث ٌ من جماد  
طبعاً ما أراد بالحيوان إلا الإنسان ، وله قول آخريصب في المعنى نفسه،  وأكثر تعميماً :
سألتموني فأعيتني إجابتكم *** من ادعى أنـّه دار ٍفقد كذبا
وللجواهري قصيدة رائعة عن أبي العلاء المعري، وهو متأثر ببعض أرائه ، لذلك قلت أنت نظيره ،  بل ضمنت  قول الجواهري نفسه ، وعكست العبارة عليه بنعت معريه :  ( الحائر الجبار) في بيته التالي :
والملهمَ (الحائرَ الجبّارَ) هلْ وصلتْ *** كفّ ُالردى بحياةٍ بعدهُ سببا ؟ 
  ومهدت في البيت الثالث للبيت الرابع ، و (المطلق الحركات)  كناية عن الخالق الذي أعتبر من أبدع إبداعته (تكاثر الأحياء) ، وخصصت الإنسان بقولي في الأرحام ،فوظيفة التكاثر من قبل تشغل ذهني كثيراً تأملاً وتعمقاً ، لذلك أعدّها أقدس ، وأطهر ، وأهم عملية حيوية في الوجود ، ومن ينظر إليها بعين الدناءة  والحقارة ، والنجاسة ، والصغر- كما أسلقنا - ، إمّا جاهل ، أو منافق ، من هنا تأتي قدسية المرأة بالنسبة للرجل ، والعكس صحيح ،ليس عيباً أن يجهر الرجل ، أوأن تجهر  المرأة ، بحبهما ، أو عشقهما  ، ولا أعلم من أعطى الحق للرجل بالجهر ، والغزل ، والمبادرة ، ولا يحق للمرأة بمثله ...!!  ،ولكن ضمن النظام الأخلاقي، والشرعي ،والقانوني ، لا حسب شريعة الغاب ، والاقتتال ، فالجنس من الغرائز الأساسية ( الدوافع الفطرية)  الأربع  القوية  لدى الإنسان ، دون تمييز ، تأتي مع  - ولا أقول بعد ، والسبب  حسب توفر الحاجة -  الأمومة ، والعطش ، والجوع ، ولها - الغريزة الجنسية -  أثر كبير في سلوكه ، وصحته النفسية ، فكبتها رغماً ، يؤدي إلى أمراض نفسية عديدة ، كالنفاق ، والجبن ، ، والغيرة ، والحسد ، والخجل ، وعدم الثقة بالنفس ، ... بل إلى ضعف الفكير ، وقلة مردود الانتاج ، والعالم النفسي الشهير  فرويد الذي اهتم بدراستها ،وكيفية تطورها من الناحية النفسية ،وصلتها بشخصية الفرد ، يرى أن فائض احتياجها قد يستغله الفنانون والشعراء والمبدعون عموماً عند إبداعاتهم ، من هنا يأتي الغزل العفيف والإباحي عند الشعراء حسب الظروف الذاتية والموضوعية لكل شاعر أو شاعرة ، وإن حُرمت  معظم الشاعرات في بيئتنا العربية من هذا الحق الفطري ، وإليكم عذري ، لا تتخيل عن موضوع العدالة ، بل عن الإطالة ، وإلى الحلقة القادمة مع شكري وتقديري 

مجلة "أوراق فلسطينية" ورسالتها التنويرية/ شاكر فريد حسن

 تلعب المجلات المتخصصة دوراً رئيسياً في الحراك الثقافي وتنشيط الحركة الفكرية في أي بلد ، كونها مطبوعات توثيقية ريادية تقدم لقرائها بانوراما شاملة عن التجارب الأدبية الإبداعية والظواهر الثقافية . فكم من مجلة أدبية وثقافية أدت دوراً مهماً ، وساهمت في انتشار الحركات الأدبية الطليعية ثم اختفت وغابت عن المشهد الثقافي والإعلامي ،  كمجلة "شعر" اللبنانية ، التي أسسها الشاعر يوسف الخال وأنضم إليها فيما بعد الشعراء أنسي الحاج وعلي احمد سعيد (ادونيس) وشوقي أبي شقرا وفؤاد رفقه ، وكان لها إسهام فاعل في تعميق وتوطيد أسس الحداثة الشعرية ، ومجلة "مواقف" التي أصدرها ادونيس وأنضم إلى هيئة تحريرها لاحقاً عصام محفوظ ورياض نجيب الريس ، ولا تزال تثير جدلاً بخصوص دورها في حركة الشعر العربي رغم انطفائها واختفائها . هذا بالإضافة إلى مجلة "الآداب" ، التي أسسها سهيل إدريس سنة 1953 ، وتعتبر من أرقى المجلات واهم الصروح والمنابر الثقافية العربية ، وشكلت حاضنة لكل الأقلام المبدعة المعروفة في الوطن العربي ، ونتيجة تراجع عدد قرائها والمشتركين فيها وانعدام الموارد المالية لم يكن مناص من رئيس تحريرها الدكتور سماح إدريس سوى الإعلان عن اضطرار المجلة إلى الاحتجاب المؤقت أو النهائي ، لأنها لم تعد قادرة وحدها القيام بكامل مصاريفها في المستقبل .
ولا يختلف حال المجلات الأدبية والثقافية هنا في بلادنا وفي المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967، فمجلة "الجديد" العريقة التي أنشأها وكان يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، ولعبت دوراً تعبوياً وثقافياً في مواجهة سياسة التجهيل والعدمية القومية ، لم تصمد في النهاية واحتجبت عن الصدور ، ومثلها مجلة "المواكب" التي أسسها الشاعر الراحل فوزي عبد اللـه وواصل إصدارها الشاعر المرحوم جمال قعوار،وقداحتجبت عن الصدور ولم تواصل الحياة والبقاء . وفي المناطق الفلسطينية المحتلة توقفت المجلات الثقافية والأدبية والفكرية ،التي صدرت قبل مجيء السلطة ، مثل "البيادر" و"الكاتب" و"الفجر الأدبيط و"العهد" ، وأيضاً "الشعراء" و"دفاتر ثقافية "و"الكرمل " ، التي صدرت بعد قدوم السلطة الفلسطينية .
وفي حقيقة الأمر أن غياب هذه المجلات الرائدة خلف فراغاً هائلاً في الحياة الثقافية العربية والفلسطينية ، وأدى إلى انحسار وتراجع الإبداع الأدبي والثقافي . وانطلاقاً من أهمية صدور دورية جديدة في المشهد الثقافي والإعلامي الفلسطيني ، على ضوء الواقع القهري التعسفي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت حراب الاحتلال ، جاءت المبادرة إلى إصدار مجلة فصلية فكرية ذات هوية تنويرية ، عن مؤسسة ياسر عرفات في رام اللـه ، وهي "أوراق فلسطينية " التي يرأسٍ تحريرها الروائي يحيى يخلف ، وفي هيئة تحريرها الشاعر غسان زقطان ،  فيما تضم هيئتها الاستشارية نخبة من الشعراء والكتاب والأدباء الفلسطينيين والعرب من الداخل والخارج ، منهم انطوان شلحت وحسن خضر واحمد حرب وفايز السرساوي ومحمود شقير وماهر الشريف والياس خوري .
وقد صدرت حتى الآن ثلاثة أعداد من هذه المجلة الفصلية الدورية التي جاءت – كما كتب المحرر في عددها الأول – "وليدة الحاجة المباشرة إلى خلق فضاء ثقافي وفكري يواصل المشروع النهضوي ، الذي ابتدأه رموز الثقافة الوطنية ، وقضوا في سبيل رفع القضية الفلسطينية والتأصيل لها في الوعي السياسي والثقافي باعتبارها مشروعاً تحررياً وإنسانياً " .
وتعنى هذه المجلة بالقضايا الثقافية والمسائل الفكرية التي طرحتها وأثارتها انتفاضات العالم العربي ، كالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمجتمع المدني ومكانة المرأة ومساواتها ، عدا عن مسائل الليبرالية والعلمانية والإسلام السياسي والمعضلة الفلسطينية والحراك الشعبي والجماهيري الواسع في البلدان العربية وغير ذلك  من أجندة وموضوعات .
من نافلة القول ، إن مجلة "أوراق فلسطينية " تشكل مساهمة تنويرية فلسطينية هامة في مجال الدوريات والمطبوعات الفكرية الجادة على مستوى العالم العربي ، وذلك عبر مواكبتها للمتغيرات والتقلبات السياسية والأحوال الناجمة عن الانتفاضات العربية وما تطرحه من قضايا تهم المثقفين والنخب الفكرية والقوى السياسية والجماهير العريضة الواسعة في المنطقة العربية ، وكذلك تركيزها على القضية الفلسطينية في هذا الحراك العربي الواسع . 
إنني إذ أحيي القائمين على هذا الصرح الفكري والمنبر الثقافي الفلسطيني الحر ، نرجو أن يتواصل صدور المجلة لتستمر في أداء دورها ورسالتها التنويرية والمعرفية ، وخدمة القضايا العربية والفلسطينية المصيرية ، في ظل انحسار الصحافة الورقية والإقبال على الصحافة الالكترونية ، وفي خضم هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها المشروع الوطني الفلسطيني ، ونواجه فيها الكثير من التحديات التي تطلب تعميق ثقافة التنوير والعقلانية ، وإرساء التقاليد الديمقراطية ، ونشر الوعي المجتمعي ، القادر على التغيير في مستقبل مشرق ومضيء للشعوب العربية الطامحة للحرية والديمقراطية والعيش بكرامة .

في مثل هذا اليوم/ سلوى احمد

في مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011 فقد البلد الآمن أمنة ، في مثل هذا اليوم تعرضت مصر للنكسة الثانية في تاريخها بعد نكسة 67 ، فاليوم هو الذكري الثالثة لما يطلقون عليه ثورة الخامس والعشرين من يناير إنه اليوم الأسود في تاريخ الوطن اليوم الذي حُرق فيه الوطن وقسم بيد إبنائه حين خرجوا مندفعين خلف دعوات مجموعة من العملاء والخونة الذين باعوا وطنهم بأرخص الأثمان .

هؤلاء الذين استدرجوا المواطنين من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية الي يسقط النظام هؤلاء الذين جعلوا الشعب يردد خلفهم يسقط يسقط حكم العسكر هؤلاء الذين جعلوا أبناء الوطن يقتلون أبناء وطنهم بدم بارد وكأنهم يقتلون عدوا لهم فسالت دماء رجال الشرطة يوم عيدهم وحرق المجندون بداخل مضرعاتهم هؤلاء الذين شوهوا الرموز فأصبح بطل أكتوبر وزعيم مصر عميل وخائن وقاتل يطالبون بتوقيع أشد العقوبات عليه .

إن مصر ومنذ وقوع تلك الأحداث لم تعد تعرف سوي الاضطرابات وعدم الاستقرار لم تعد تعرف سوي الأكفان والجنازات لم تعد تعرف سوي الخوف والفزع أصبح المستقبل لا يبشر بخير أصبحت تسير في طريق مظلم لا نعرف متي ينتهي لم تعد مصر هي مصر التي عشنا فيها لن تعد هذا البلد الهادئ المستقر الآمن القوي فقدت مصر الكثير ومازالت تفقد .

إن تلك الذكري التي تتوالي الدعوات للاحتفال بها علي أنها يوم عظيم في تاريخ الوطن في تشوية وتضليل واضح وتزييف للتاريخ لابد أن تسقط لابد أن نعترف أنها هزيمة حتي نستطيع أن ننتصر عليها فليس هناك عاقل ينزل ليحتفل بااليوم الذي دمر فيه وطنه ليس هناك عاقل ينزل لكي يحتفل بانتصار الخيانة ليس هناك عاقل ينزل لكي يحتفل بامتلاء شوارع مصر وطرقاتها بالدماء ليس هناك عاقل ينزل ليحتفل بالخراب .

إن 25 يناير هي الخديعة الكبري في حياة المصريين إنه الوهم الذي يصر الكثيرون علي أن يعيش فيه الشعب المصري ، لذلك ادعوا الشعب إلي أن يعمل عقله ويحكِم ضميره فكل من يؤيد هذا الحدث ويسانده هو خائن للوطن فما حدث في مصر في ذلك اليوم فاق ما حدث في 67 وما ترتب عليها من أثار فاق ما ترتب علي نكسة 67 فيكفي أن 67 وحدتنا وجعلتنا علي قلب رجل واحد حتي حققنا الانتصار عليها في السادس من أكتوبر أما تلك النكسة فقد قسمتنا وفتتنا حتي استبد الضعف بنا وسادت الفرقة بيننا .

إنها كلمة حق أقولها في زمن كثر فيه النفاق و الرياء زمن كثر فيه التطبيل والتهليل زمن كثر فيه تشويه الحقائق وتزييف التاريخ نحن أمام نكسة إما أن نعترف بذلك حتي نستطيع أن ننتصر عليها وأما ان نظل في احتفالنا بها حتي تقضي علي الأخضر واليابس .

ورشة نقاشية وكلمة نهيان بن مبارك في المؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات/ عبدالواحد محمد

اتحاد كتاب الإمارات يتصدر المشهد الثقافي بكل موضوعية ومنهجية وإبداع من خلال كلمة الشبخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإمارتي نحو التأصيل لثقافة عربية مبدعة وقادرة علي احداث تغييرا حقيقيا علي الأرض من منطلق رؤية شاملة تؤكد دورة زمن ؟
ونظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورشة نقاشية حول كلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والتي ألقاها في افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر العام لكتاب وأدباء الإمارات التي انعقدت أواخر الشهر الفائت، وذلك مساء الثلاثاء 21/1/2014 في مقر الاتحاد في الشارقة ، وشارك فيها كل من د. محمد المطوع ود. حسن قايد الصبيحي وزكريا أخمد وأدارها حبيب الصايغ.
 
الصايغ: شراكة استراتيجية
بدايةً رحب حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد بالحضور والمشاركين، وذكر أن هذه الجلسة هي الثانية من نوعها بعد الجلسة التي نظمها الأسبوع الفائت حول كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وادباء الإمارات.
وقال الصايغ: إن علاقة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بوزارة الثقافة تأخذ طابع شراكة استراتيجية، خاصة عندما يكون على رأس الوزارة رجل كمعالي الشيخ نهيان بن مبارك صاحب المشروع الثقافي، والمشهود له بالكفاءة في جميع المواقع التي تسلمها.
وأضاف: نحن مقبلون على مرحلة مهمة بوجود نهيان بن مبارك، ومن الضروري التأصيل لهذه المرحلة، فالرجل شخصية مميزة واستثنائية، وله أفضال لا تعد ولا تحصى على الإمارات.
 
الصبيحي: هرم ثقافي
ثم تحدث الباحث الدكتور حسين قايد الصبيحي، فوصف كلمة نهيان بن مبارك بأنها قصيرة، لكنها تطوي على كثير من القضايا والأفكار التي يمكن الاستفادة منها من قبل المؤسسات الثقافية. وقال إن نهيان بن مبارك رجل ديناميكي، يقوم بعمل أكثر من شخص، وقد بنى هرماً أكاديمياً عظيماً خلال عمله في الجامعة، ثم خلال وجوده على رأس وزارة التعليم العالي، وجاء انتقاله إلى وزارة الثقافة ضرورة ملحة في هذه المرحلة، لأن المطلوب بناء هرم ثقافي أيضاً، وقد ضحى بدوره الأكاديمي لأداء دور أكبر في مجال الثقافة.
وعن الكلمة قال الصبيحي إنها يجب أن تؤخذ خطة عمل يمكن البناء عليها.
 
أحمد: ثقافة جماهيرية
ثم استعرض الباحث زكريا أحمد بعض الفقرات المهمة من الكلمة، وأجرى ما يشبه عملية التفكيك لكل فقرة، في محاولة لتحديد النقاط التي يمكن الاستفادة منها عملياً، ورأى أن الكلمة أشادت بدور المثقفين، وركزت على الهوية الوطنية، دعت إلى الاهتمام بالتراث، وجعل الثقافة ذات طابع جماهيري واسع وشامل بعيداً عن المفهوم التخصصي والمهني.
 
المطوع: دور المثقف الإماراتي
أما د. محمد المطوع فبدأ حديثة بتسجيل ملاحظة حول غياب الدور الإيجابي للمثقف الإماراتي في مجال متابعة الأحداث الثقافية كهذه الندوة، وقال إن ذلك يشكل جزءاً من الأزمة التي نعيشها، وذكر أن كلمة نهيان بن مبارك يمكن الاستناد إليها للوصول إلى حلول من شأنها تطويق هذه الأزمة. واستطرد بالحديث عن شخصية نهيان بن مبارك وقال عنه إنه شديد التواضع، وبر بوالديه، وهو لا يعمل بمفرده، ولكن لديه دائماً فريق عمل.
وختم المطوع بدعوة وجهها لتعزيز الهوية الوطنية والقومية، لا سيما الجزء الخاص باللغة العربية التي لاحظ أنها تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وذكر أن الأمر مرتبط بقرار سياسي ملزم.
وقد علق الصايغ على ملاحظة المطوع الأخيرة بالقول إن قرارات مجلس الوزراء واضحة بهذا الخصوص، لكنها لا تنفذ، ونحن في اتحاد الكتاب نطالب أن توضع هذه القرارات، وهي سيادية ملزمة، موضع التنفيذ.
 
عبدالواحد محمد 
كاتب وروائي  وصحفي مصري عربي 
abdelwahedmohaned@yahoo.com

سيناريو "الفوضى الهدامة" يومى 24 و25 يناير 2014/ مجدى نجيب وهبة

** ربما أكون أكثر الناس تشاؤما من التوقعات لسيناريو الأحداث التى أتمنى ألا تحدث فى مصر يومى 24 يناير ، و25 يناير القادمين .. وهو ما يدعونا لكشف بعض هذه الإحتمالات والتوقعات ، ونضع كل من يحوم حوله الشبهات أمام الرأى العام ، والقيادات العسكرية والشرطية ، والأجهزة الأمنية .. فهناك المتآمرين من الداخل والمتآمرين من الخارج ..
** نبدأ أولا من الخارج .. فما حدث فى تونس .. خلال إجتماع الجماعات الإرهابية للتنظيم الدولى للإخوان فى إحدى الفنادق بضاحية "قمرت" بتونس .. تحت ستار المؤتمر المغاربى الثانى لنصرة القدس .. حيث قرر أعضاء التنظيم تكليف حركتى حماس الإرهابية وإخوان ليبيا ، بإمداد أعضاء التنظيم فى مصر بالأسلحة والمشاركة فى إقتحام السجون خلال ذكرى نكسة 25 يناير ، وتوجيه ضربات للجيش فى سيناء .. كما أفادت بعض المصادر أن التنظيم يخطط لإستهداف قطاعات الأمن المركزى ، ومعسكرات الجيش .. لإنهاك القوات المسلحة فى سيناء ، وتأمين دخول عناصر الإخوان المدربة عبر الحدود الشرقية والغربية ، على أن يعلن التنظيم الإرهابى عن إنشاء ما يسمى "بالجيش الحر" فى مصر بمبلغ 30 مليون دولار .. وأوضحت المصادر أن عناصر الخلية إستأجروا أكثر من مكان فى مدينة الشروق الجديدة ، والتجمع الخامس ، والتجمع الأول ، بالقرب من أكاديمية الشرطة ، وعدد من الشقق القريبة من ميدان التحرير ، أو شارع الفلكى ، أو السيدة زينب ، لتنفيذ عمليات قنص ..
** ثانيا .. عودة العاهرة الشمطاء "كاترين أشتون" وهى مبعوثة الإرهابى "باراك حسين أوباما" ، وذلك للإجتماع برجل الإخوان الأول فى مصر ، والعميل الأمريكانى "د.كمال أبو المجد" ، وذلك لإعادة طرح الأفكار المسمومة التى تحاول من خلالها أن تعيد أمريكا الحوار مع الجماعات الإرهابية إلى الساحة السياسية ، تارة بالمطالبة بالعدالة الإنتقالية ، وتارة أخرى بزعم عدم الإقصاء لأى تيار أو فصيل سياسى ..
** ثالثا .. تهديد أمريكا لدول الخليج التى أبدت موقفا عظيما فى التلاحم مع الشعب المصرى ، وثورة 30 يونيو .. وذلك من خلال التقارب الأمريكى الإيرانى ، لإعادة سيناريو حرب الخليج بين العراق إبان حكم الرئيس الراحل "صدام حسين" ، والرئيس الإيرانى "أية الله الخومينى" التى إستمرت أكثر من سبعة سنوات .. أنهكت إقتصاد الخليج ودمرت العراق ..
** رابعا .. إصرار أمريكا والغرب على التلاعب بورقة المعونة والضغط على الشارع المصرى ، والعالم الغربى ، والإتحاد الأوربى ، لنشر الأكاذيب المزعومة حول ما حدث فى مصر فى 30 يونيو ، لم يكن إلا إنقلاب عسكرى ..
** الشئ الغريب أن أمريكا ومعها الدول العاهرة كقطر وتركيا .. لا يرون أن الإخوان مجموعة من اللصوص والقوادين والعملاء والجواسيس ، وتنتظرهم أحكام بالإعدام .. لا يرون أن محمد مرسى العياط لم يكن برئيس دولة بل هو زعيم عصابة تحركها أمريكا وحلفاءها .. لا يرون أن التنظيم الدولى للإرهاب فى العالم ، وكل الإرهابيين فى العالم فى مواجهة الجيش المصرى ..
** كل هذه الدول بليت بالعمى والغباء ، وسقطت عنها كل الأقنعة التى تزعم أنها تؤمن بها من الشعارات البراقة التى عفى عليها الدهر مثل حقوق الإنسان ، وحريات العقائد والمجتمعات المدنية .. وأصبحت دول راعية للخراب والفوضى والسفالة والإنحطاط فى العالم ، وعلى رأسهم أمريكا ..
** الجميع يعلم أن 30 يونيو والجيش المصرى أجهض كل هذه المخططات التى روجت لها أمريكا بإسم "الربيع العربى" لتدمير كل منطقة الشرق الأوسط ، وتقسيمها ، وتقديم مصر على طبق من ذهب لدولة إسرائيل ، وهو ما أطلقت عليه إسرائيل إسم "الجائزة الكبرى" .. هذا بجانب أن السيناريو مازال مستمر ، ومازالت الأموال تدفع للخونة والعملاء ، والذين مازالوا يعيشون فى مصر ووسط الشعب المصرى ..
** ثانيا .. المخطط الذى يتم من الداخل .. فالجميع يعلم أن الإخوان لم يكونوا بهذا الفجور والإجرام إلا بعد أن تلقوا تدعيمات مالية من الخارج والداخل ، وهو ما أعطاهم الجرأة فى الحركة ..
** أول الداعمين للإرهاب فى مصر .. وقد بح صوتنا ونحن نقول أنهم الكارثة الكبرى التى بليت بها مصر بعد ثورة 30 يونيو .. هى حكومة البرادعوية الإخوانية الأمريكية ، التى تصر وتصر وتصر وتصر على إسقاط الدولة المصرية .. ومع ذلك وصل بنا الغباء ثم الغباء ثم الغباء أننا مصرون على بقاء هذه الحكومة .. فمصر الأن بلا رئيس ولا دولة ، وأصبحت عزبة مفتوحة بلا صاحب ..
** خطورة هذه الحكومة أنها تسعى لتوريط الشرطة والجيش فى التعامل مع الإرهابيين .. وعند سقوط القتلى سوف تنطلق الأبواق تطالب بمحاكمة وزير الداخلية ، وضباط الداخلية .. لأنهم لم يكن لهم إلا خيار واحد وهو الدفاع عن أمن هذا الوطن ..
** الخلاصة .. أن الجهات الأمنية تعمل بدون أى غطاء سياسى لحمايتهم ، وهو ما يبرر الفوضى داخل الجامعات ، وخاصة جامعة الأزهر .. فالمفروض والمطلوب من الحكومة الحالية برئاسة حازم الببلاوى ، والجنرال حسام عيسى ، والصول أحمد البرعى ، الحذر فى التعامل مع ملف الإرهاب ، وعدم إتخاذ قرارات حاسمة لوضع حد فاصل للإرهاب فى مصر ..
** الكارثة الثانية .. هو الإصرار من كل المسئولين على إعتبار أن 25 يناير هى ثورة مجيدة ، وأن الشباب المتآمر ضد الوطن وهو ما ثبت من خلال الإتصالات الهاتفية بين المسئولين عن هذه الجماعات ، هم شباب مخلصين ووطنيين وشرفاء .. بل طالب البعض بإعتذار الدولة لهم ، فقام رئيس الدولة بالإجتماع بهذه المجموعات ، بل وإعتذر لهم وأقسم أن ثورة 25 يناير هى ثورة مجيدة بكل المعايير ، وأن ثورة 30 يونيو هى إمتداد لها .. فإذا كان ذلك هو رأى السيد رئيس الدولة المؤقت عدلى منصور .. فأعتقد أنه علينا أن نعترف بأن مصر الكبرى ، حضارة 7 ألاف عام .. لا يوجد بها حكومة ولا رئيس للدولة .. ولا يوجد بها إلا ثلاثة مؤسسات تدافع عن الوطن الأن .. وهى المؤسسة العسكرية ، والشرطة ، والمؤسسة القضائية ..
** ثالثا .. ظهور بعض الأسماء والشخصيات التى تظل داخل الجحور ، ثم فجأة تنطلق بالتصريحات القبيحة التى تدعم الفوضى والإرهاب ، فنجد أن الجماعات الإرهابية أصدرت بيانها حول إحياء ذكرى 25 يناير .. ونقتبس بعض فقرات البيان ..
** يقول البيان .. "إننا جميعا قد وعينا الدرس وإقتنعنا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه ، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه لا تستثنى أحدا .. ولا تقصى أحد .. ولا تحتكر الحقيقة ، ولا تتحكم فى توزيع صكوك الوطنية بالهوى" .. "راهن العسكريين على قدرة الإعلام الكاذب على خديعة الشعب وتمرير ديكور ديمقراطى مزور "الدستور" إلا أن الشعب العظيم أثبت من جديد وعية ، وقاطع إستفتاء الدم والخراب ، ولا سيما شرعية الشباب الذين هم نبض الحاضر أصحاب المستقبل ، خصوصا بعد إكتشافهم إنهم أمام إنقلاب عسكرى يريد أن يسحق 90 مليون مصرى" ..
** ورغم الكذب والتضليل الذى تعودنا عليه مع هذه الجماعات الإرهابية .. إلا أن الجديد فى هذا البيان إنهم يربطون أنفسهم من خلال هذا البيان بمجموعة الثوار والشباب وحركة 6 إبريل والإشتراكيين الثوريين لحشد هذه التيارات لمواجهة الجيش والشرطة والشعب المصرى ، فيما أسموه هؤلاء المجرمين إستعادة ثورة 25 يناير المجيدة .. ولكن أخطر من ذلك هو بعض التعليقات لهذه الوجوه التى إعتدنا على ظهورها فى هذه المناسبات ..
المناضل الحنجورى "حافظ أبو سعدة" :
** هو رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، وللمرة المليون نتساءل ، ما هو عمل هذه المنظمات الحقوقية ، ومن أين تأتيهم التمويلات ، وما هى توجهاتهم ، ولا نجد إجابة قاطعة أو حاسمة ، ولكن نجد بعض الردود المراوغة .. فيقول الأستاذ "حافظ أبو سعدة" ردا على بيان الجماعات الإرهابية عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الإجتماعى .. " لا يمكن لشعب أن يتم خداعه مرتين بنفس الأسلوب" .. رغم أن البيان يتحدث عن الإنقلاب العسكرى المزعوم ..
** البيان كله أكاذيب وتحريض على الدولة المصرية ، والتحريض على الجيش .. إلا أن الأخ حافظ أبو سعدة لم يرى فى البيان إلا أن الشعب لن يخدع مرة أخرى بنفس الأسلوب .. وكأن الشعب خدع فى المرة الأولى وسار وراءهم .. وبالطبع هذا الرد هو غير حاسم ويفتح الباب .. فهل يصدق البعض الإخوان الإرهابيين هذه المرة أم إكتشفنا أنهم يكذبون ؟ ..
** هل لم يقرأ الأستاذ "حافظ أبو سعدة" عبارة "راهن العسكريين على قدرة الإعلام الكاذب على خديعة الشعب وتمرير ديكور ديمقراطى مزور "الدستور" إلا أن الشعب العظيم أثبت من جديد وعيه ............." ..
** فأى شباب يقصدهم أ.حافظ أبو سعدة .. هل يقصد حركة 6 إبريل .. هل يتحدث عن الإشتراكيين الثوريين .. هل يتحدث عن شباب الوطنية للتغيير .. هل يتحدث عن شباب حزب الغد الذى أسسه أيمن نور .. هل يتحدث عن شباب كفاية .. هل .. هل .. هل ؟!!!..
** ثالثا .. عودة ظهور "سعد الدين إبراهيم" .. وتصريحاته الملتوية والمغرضة .. فتارة هو مع الإخوان ، وتارة ضد الإخوان ..
** رابعا .. عودة ظهور الإعلامى السابق "حمدى قنديل" وهو أحد المحرضين على الدولة والمهللين لفوضى ونكسة 25 يناير ، عاد الأن ليطلق تصريحاته من خلال قناة "MBC" وقال "إن أكبر خطأ إرتكبه شباب ثورة 25 يناير هو ترك الميدان والإتجاه إلى تكوين تحالفات أدت إلى الإنقسام والتشرذم ، ويعتبر أن تسريب المكالمات هو إنتهاك للخصوصية" ..
** كل هؤلاء الأشخاص .. عادوا للظهور مرة أخرى لدعم الإرهاب والتحريض على الدولة .. ربما تبدأ الفوضى عقب صلاة الجمعة يوم 24 يناير القادم ، مدعمين بحكومة الببلاوى .. ربما يسقط ضحايا كثيرين حتى يمنعوا نزول الشعب يوم 25 يناير للإحتفال بعيد الشرطة ، وترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لرئاسة الدولة ...
** فى النهاية .. إحذروا ما يخطط له الببلاوى وعصابة البرادعوية .. فالقادم ربما يكون أسوأ مما يتصور البعض .. حمى الله مصر وحمى جيشها وشعبها وشرطتها وقضاءها ..
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع/ شاكر فريد حسن


نشر عضو الكنيست النائب إبراهيم صرصور عن الحركة الإسلامية الجنوبية مقالاً تحريضياً في ذكرى ميلاد القائد العربي والزعيم المصري الملهم جمال عبد الناصر ، ينضح حقداً وكراهية عمياء لعبد الناصر إنساناً وقائداً وفكراً ورمزاً تاريخياً . وهذا الحقد الدفين ليس أمراً مستهجناً ومستغرباً على إبراهيم صرصور وأمثاله ممن ينتمون للتيار الإسلامي وينضوون تحت راية وخيمة "الإخوان المسلمين" ، الذين يكنون الكراهية والعداء الشرس للفكر الناصري ، وفي كل مناسبة أو بغير مناسبة يلجئون لتشويه الصورة الناصعة لهذا القائد الرمز للأمة العربية والإسلامية .
إن عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع وهو في ضريحه ، فيكفيه هذا الحب الجارف له في قلوب وأفئدة الناس والجماهير على طول وامتداد الوطن العربي . فرغم مضي أربعة وأربعون عاماً على وفاته إلا أنه لا يزال وسيظل يعيش في قلوب وعقول جميع الوطنيين والقوميين العرب وشرفاء وأحرار العالم وكل المناهضين للظلم والقهر والاحتلال والإستعمار ، ولا تزال صوره وشعارات ثورته المجيدة ، ثورة 23 يوليو 1952 ، تتصدر الساحات العامة والميادين العربية ، وترافق جميع الانتفاضات والحراكات الشعبية في مصر والبلدان العربية .
لقد ارتبط عبد الناصر بمعاني العزة والكرامة والحرية والاستقامة والنقاء والتضحية والبذل والعطاء وطهارة اليد والصدق مع الذات والآخرين . وقد عاش حياته وكرسها في خدمة قضايا وطنه وشعبه وأمته ، ووقف بكل صلابة وبسالة وقوة في وجه كل المتاجرين بالدين والمستغلين له نفاقاً وكذباً وقتلاً وإرهاباً . ويكفيه فخراً انجازاته المادية العظيمة كتأميم قناة السويس وبناء السد العالي وتمصير الشركات الأجنبية والتعليم وإنارة الأرياف المصرية وإيصالها بالتيار الكهربائي وبناء مصانع الحديد والصلب وسواها الكثير . ويكفي أنه حارب الأمية وصان الوحدة الوطنية الكفاحية والنسيج الاجتماعي المتماسك بين فئات وشرائح المجتمع المصري . ولعل المرحلة الناصرية هي من أبهى وأرقى المراحل في العصر العربي الحديث ، ففيها ازدهرت الثقافة وفنون الأدب والشعر والموسيقى والغناء والسينما والمسرح ، وسادت العقلانية والفكر الديمقراطي الحر ، وتماهى الشعب المصري مع هموم وعذابات الأمة العربية في معاركها الوطنية ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية .
ولا يكتفي إبراهيم صرصور بمهاجمة عبد الناصر بل صب جام غضبه على ما يسميهم بـ"الانقلابيين " في مصر ، متوهماً ومتخيلاً أن الإخوان سيعودون إلى سدة الحكم . 
إن صرصور يقلب ويشوه الحقيقة ، فما جرى في مصر ليس انقلاباً عسكرياً ، بل انتفاضة غضب وانتفاضة شعب ، وجماعة الإخوان جنت على نفسها وأثبتت فشلها  في الحكم ، وكادت تحول مصر إلى عزبة ومزرعة لعناصرها وأنصارها ، وبدلاً من إيجاد الحلول والمعالجة الصحيحة لقضايا المجتمع المصري ، الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية ، والقيام بإجراءات جذرية تتناسب والظروف الثورية الجديدة التي أتت فيها للسلطة ،لكي يشعر الإنسان المصري في مردوها الايجابي ، وبدلاً من السير على طريق التقدم والازدهار ، بدلاً من ذلك عملت جماعة الإخوان على إلغاء الآخرين من شركاء الثورة والميادين والمعتقلات ، وحاولت السيطرة بالكامل على مفاصل الدولة والسعي إلى "أخونتها " ، وأثبتت خوائها الفكري وبأنها شعار بلا جوهر ، فتبددت آمال وأحلام الشعب في الحرية والديمقراطية والكرامة ، وحلت محلها معاناة وعذابات يمكن اختزالها بالفوضى والتهميش والمستقبل المجهول المظلم . وليعلم النائب صرصور أن جماعة الإخوان تلقت ضربة قاصمة بعد الإطاحة بمرسي وسقط مشروعها الظلامي الاقصائي ، ولن تقوم لها قائمة ، ولن تعود للحكم أبداً .
وفي الإجمال يمكن القول أن الحركات الإخوانية تبغي من وراء هجومها المنفلت ضد عبد الناصر الطعن بالمرحلة الناصرية بتناغم مخيف ، ولكن ذلك لن يؤثر على التراث الناصري والمكانة التي يحتلها هذا القائد الخالد في العمق والوجدان الشعبي ، فهو شخصية محورية ومفصلية في التاريخ العربي المعاصر ، وله دور مهم في صنع تاريخ المنطقة العربية ، وشكلت وفاته كارثة عظيمة وخسارة فادحة للحركة الثورية العربية وللنضال الوطني التحرري العربي .وكم نحتاج في أيامنا هذه إلى ناصر جديد يقود مصر نحو المستقبل الأفضل والأجمل ، ونرى في الفريق عبد الفتاح السيسي قبساً من نوره وفكره . ومهما تطاول الأقزام على عبد الناصر فلن ينالوا منه ، وسيبقى اسمه محفوراً في قلب كل عربي حر وشريف . وليخيط إبراهيم صرصور بغير هذه المسلة .

المرأة - الثورة – الدستور- المستقبل/ ايمان حجازى

لم يشهد التاريخ قط لمرأة مثلما شهد للمرأة المصرية مواقفها الإيجابية والجدية فى المجتمع , ففى الريف تجدها بجوار زوجها فى الغيط تساعده فى الزرع والقلع والحصاد , وفى المناطق الساحلية نجدها تمسك بالدفة لزوجها بينما هو يرمى الشباك فيصيد رزق يومه , وفى المدينة كذلك .... والى جانب هذا هى الزوجة وربة المنزل وهى الأم والمعلمة والمربية , هى المرأة العاملة التى تحمل مع زوجها عبىء البيت والحياة .

وشهد التاريخ للمرأة المصرية الفرعونية الحاكمة أنها كانت ملكة وقائدة ... كما شهد رب العزة لها بالقوة والجبروت مثلما شهد لها بالضعف الذى يتطلبه تكوينها الأنثوى .

مع كل ما تحمله المرأة من مسئوليات وما تتحمله من تبعات مجتمعية إلا أنها واجهت غبن قاهر طوال سنوات عديدة الى أن وصل بالبعض أن يتجرأ على وضعها فى مصاف الحيوانات التى لا يتم إستخدامها إلا للمتعة والإنجاب وهى العورة التى يجب حجبها عن العيون ... وللأسف لم يكن هذا الفكر بالجديد فطوال عمر الرجل إذا ما أراد أن يشكر فى المرأة أو يذكرها بخير يقول وراء كل رجل عظيم إمرأة بمعنى أنه لا يرضى بها إلا أن تكون ظلا له .

إستمر الحال هكذا الى أن أتت الثورة بمراحلها المختلفة القريبة العهد بنا التى عشناها جميعا يوما بيوم , والتى إستطاعت المرأة فيها أن تثبت للعالم أجمع أنها أيقونة الثورة , أنها المارد الذى إذا ما إنتفض تغير معنى الوجود وإنقشع الليل لتشرق شمس الغد . 

والدليل على ذلك والأكثر وضوحا كان الفعل الذى أحدثه إقبال المرأة على الإستفتاء الأخير على دستور 25 – 30 والذى كان له الأثر الواضح فى إثقال كفة الميزان لصالح الدستور .

وهنا يجب أن نقف إجلالا وإعزازا وتقديرا للمرأة المصرية ليس فقط وإنما يستوجب علينا الأمر أن نفسح لها المجال لتتواجد فى تحقيق وتفعيل خارطة الطريق .

يجب علينا ألا تكون المرأة بالنسبة لنا كمجتمع ذكورى هى فقط سفينة نوح التى نلجأ إليها وقت الطوفان وحينما تهدأ دنيانا ويستقر حالنا يكون فعلنا بها فعل أقطاى مع الملكة شجر الدر حين أعادها الكرة الى قصر الحريم بعد أن إستقر له مقاليد الحكم وأصبحت لا ترقى للجلوس معه ومشاركته فى حكم مصر بعد أن ساعدته فى التمكين من الجلوس على العرش فإذا به يضن به عليها .

يجب علينا أن نتيح للمرأة الفرصة لتتصدر المواقع والمناصب الحساسة والرئيسية وربما القيادية أيضا والتى باتت حكر على الرجل لعقود طويلة .

فنحن نحلم أن نرى إمرأة فى منصب رئيس الوزراء مثلا أو رئيس الجامعة أو محافظا للقاهرة مثلا أو وزيرا للخارجية ... ترى ألا تستحق المرأة أن تثبت كفاءتها فى إدارة مثل تلك المناصب ولو على سبيل التجربة وإن حدث وفشلت فلن يكون الفشل الوحيد ولن تكون الفاشلة الوحيدة خاصة بعد ما مر علينا كثيرا من الرجال الفاشلون فى أغلب هذه المناصب , ولكن هى تستحق التجربة والفرصة !!!

ولنستشهد إثباتا لقدرة المرأة على الوجود بقول نابليون بونابرت القائد الفرنسى العظيم .... إن المرأة التى تهز المهد بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها .

وكما يقولون عنها فى الريف هى الشاطرة التى تغزل برجل الحمار .

وكما قال أحمد شوقى أمير شعرائنا المفوه .... الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق . 

وخير الكلام هو ذكر العزيز الحكيم فى قوة وجبروت عقل المرأة حين قال بسم الله الرحمن الرحيم ..... إن كيدهن عظيم , صدق الله العظيم

نحلم ونتساءل ونتمنى وننتظر لنرى الأيام ماذا تحمل للمرأة من أحداث وأنباء . 
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

مصر قبل وبعد 25 يناير والحكم لكم/ سلوي أحمد‏

قبل يوم الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 كان الوضع في مصر علي النحو التالي : 
علي رأس الدولة رئيس كان قائد من قادة حرب أكتوبر العظيم ، لم يفرط يوما في شبر من أرض مصر ، لم يتاجر يوما بدماء أبناء الوطن ، استطاع علي مدار حكمه الذي أمتد لمايقرب من الثلاثين عاما أن يجنب مصر الحروب مما ساعده علي بناء جيش يحتل المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية للجيوش ، استطاع وبجهد متواصل أن يعيد بناء كل شئ في مصر بعد فترة من الحروب دمرت كل شئ وخصص من أجلها الغالبية العظمي من الموارد ، معظم الجامعات والمداس والمستشفيات والمشروعات العملاقة والمدن والطرق والكباري تحمل تاريخ فترة حكمه من 1981 إلي 2011 وما بعدها وحتي تلك اللحظات لازالت مشروعات مبارك يتم افتتاحها ولكن للأسف بدون ذكر اسمه ، استطاع أن يعيد العلاقات العربية واستطاع أن يحافظ علي مكانة مصر بين دول العالم فكانت دائما صاحبة القرار في أي حدث يخص المنطقة .

شهدت مصر في عهده حالة من الاستقرار ساعدت علي تنيشط كافة القطاعات وازدهارها من سياحة وواستثمار ورياضة وفنون ، وفر الأمن للمواطن فأمن علي نفسه وأهله وماله ، وفر جهاز شرطي استطاع وبكفاءة أن يقضي علي كل المخاطر التي تهدد المواطن ليعيش أمن في وطنه نمي جهاز مخابرات يحتل التصنيفات الأولي جهاز امتلك من الكفاءة ما استطاع به أن ينبه أكبر الدول لبعض المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها .لم نر في عهده مصر وهي تحرق بيد أبنائها لم نر الدماء المصرية تسيل في الشوارع والطرقات لم نر في عهده فرقة أو انقسام بين أبناء الوطن الواحد بل كان المجتمع المصري بحق نسيجا واحد ا .

علي صعيد آخر كانت مصر كغيرها من دول العالم تعاني من بعض المشكلات علي رأسها المعاملة السيئة لبعض رجال الشرطة للمواطنين ، انتشار البطالة وإن كانت الدولة حقا لم توفر وظائف ولكنها كانت توفر مجالات عمل في مجالات مختلفه أ ظهرت أيضا مشكلة العشوائيات وسكان المقابر وازياد نفوذ بعض رجال الأعمال وأغلب تلك المشكلات منها الموروث من العصور السابقة ومنها ما كان ظهوره في السنوات الخمس الأخيرة .

بعد 25 يناير حدث الأتي :

تبدل كل شئ في مصر فلأول مرة يطلق لفظ العسكر علي الجيش المصري ، أصبح العداء لرجال الشرطة أشد من العداء لدولة اسرائيل ، انقسم المجتمع إلي فئات وطوائف ، لأول مرة أصبح المواطن غير آمن علي نفسه حتي وهو في منزله ، لأول مرة نري مصر تحترق بأيدي أبنائها أصبح منظر الدماء شيئا عاديا أصبح القتل مشهدا مألوفا توقفت كل القطاعات ، استطاعت جماعة إرهابية الوصول للحكم ولولا رحمه الله بمصر ما كانت تلك الجماعة لتترك الحكم إلا بعد ضياع الوطن ،تحطمت كل القيم فلم يعد موجود إلا التطاول والسب والشتم باسم حرية التعبير عن الرأي ، فقد البلد الأمن أمنه واستقراره وتبدل كل شئ فيه وبدلا من أن تُحل المشكلات التي ادعي من قام بتلك الأحداث أنهم قاموا بها من أجل حلها ازدات فالفقير ازاد فقرا والمشكلات لازالت كما هي فلم يغادر سكان المقابر مقابرهم ولم يسكن ساكنوا العشوائيات في الفلل والقصور ولم تحل مشكلة البطالة لم ولم ولم ---- المهم أننا في النهاية لم نر سوي الخراب والدمار .

لقد أصاب المجتمع أمراض وعاني من مشكلات أضعاف أضعاف ما كان يوجد فيه وتعقدت الأمور لدرجه اعتقد أنها ستظل لسنوات حتي نستطيع فقط أن نصل إلي ما كنا عليه قبل هذه الأحداث ، إن كل ما تغير هو تبديل أماكن فرحل رجال من السلطة ليحل محلهم آخرون يتمعتون بنفس ما كان يتمع به من قبلهم وأكثر ، الفارق أن من كانوا قبلهم كانوا رجال دولة بمعني الكلمة أما هؤلاء فلا يملكون إلا الكلام ولا يعرفون سواه .

هذا ما حدث بعد 25 يناير وغيره الكثير .والحكم هنا للشعب الذي يعاني وليس لمن استفادوا فأصبح منهم البطل والوزير والمقرب من دوائر صنع القرار وصاحب الثراء والغني الحكم ليس لهؤلاء ولكن للشعب هل حقا غيرت 25 يناير حياتك للأفضل ؟ هل ما حدث لك وما عانيت منه بعد تلك الأحداث يجعلك تسمي ذلك الحدث بالثورة ؟ هل حقا وجدت راحتك بترك الرئيس مبارك للحكم ؟ هل أنت مقتنع بكل أكاذيب الأعلام وخداعه ؟ السؤال لكم والحكم لكم أنتم وليس سواكم من يحكم علي أحداث 25 يناير ويقرر هل كانت نكسة ومؤامرة أم ثورة مجيدة ؟

الكاتبة \ سلوي أحمد 

مسافرون/ وعد جرجس



ونبقى هكذا بلا
وطن
على ضفائر السنين
مقعدين ..
وفي مسافة الحزن
يتلونا الحنين تيهاً
وعطشْ
فتتلوه العيون ....

مسافرون
في امتزاج الألوان
متقلّبين ..متحوّلين
مع كل لون
حيث التّشتت وتناقض
الرغبة
حيث نكونُ ولا نكونْ

مسافرون
ما من مكانٍ يتبنّى
تيتُّمنا
ولا تيتُّمنا يوافق
أن يكون..
هي رائحةٌ منذ
الولادة
تعشقت في أنفنا
تغلغلت في صدرنا
وطني.. أمّي !!
حنانكِ لا يخون
عطرٌ وليس له مثيلٌ
في أيِّ كون..
سحرٌ أبديُّ التأثير
في صدر الله مدفون
بحثت عنه بين
الشّهيقِ والزفير
وبين رجفة أضلعي
وتلاواةِ الجنون ...
وعند اقتتال
الصبح مع الليل
لملاقاة العيون

بحثتُ عنه في
شوارع غربتي
وفي شقوق الأزقّة
وعند بكاءِ الشتاء
لأنّتي ....
بحثتُ عنه في
رائحة القهوةِ
وفي قارورة عطر
الياسمينِ
وفي نكهة الخبز
الطازجِ
وفي رائحةِ التّرابِ
المبلّل...
وفي نظراتِ رماها
العابرين
بحثتُ عنهُ في كلِّ
شيءٍ
وكلُّ شيءٍ بدا في
حضرتهِ يخون ....

مسافرون
ونبقى هكذا بلا
وطنٍ
بلا استقرارٍ
نتطايرُ نحو الضوءِ
ذرّاتَ غبارٍ خفيفة ٍ
تودُّ الوصولَ لحضنِ
السكون
فتأتي الغيومُ وترمي
الهمومَ علينا
وتثقلنا بالشجون
وتبقى أرواحنا بلا
موطنٍ
ونبقى كما نحن
مسافرون....

عنجهية "في آي بي"/ جواد بولس

عنجهية VIP
توالت هجمات قادة إسرائيل في الأسبوعين الفائتين واستهدفت حممها أهدافًا متنوّعة عديدةً. كان الرئيس محمود عبّاس أوّل  من أمطره "مسؤولون إسرائيليون" ووصفوه ببذيء الكلام والتشبيهات. وكما في الماضي كذلك في هذه الأيام، تجنّد رهط يتصدّرهم بنيامين نتنياهو، في محاولة لدمغ الرئيس الفلسطيني واتهامه بعدم الاستقامة وبالتطرف، وبأنه أسوأ من الرئيس الراحل ياسر عرفات. ثمّ جاء دور وزير الخارجية الأمريكي الذي كان عنوانًا لحملة تهكّم وسخرية فاضحة من قبل وزير الجيش الاسرائيلي، موشه يعلون، الذي وصفه بالمهلوس/ المريض والاستحواذي، مضيفًا دعاءه الساخر ومتمنيًّا أن يسلّموه جائزة "نوبل" للسلام كي "يعفّ" عن ظهر دولة إسرائيل وحكّامها. وفقًا لبعض الصحافيين الموثوقين، فإن يعلون لم يكن وحيدًا في انقضاضه على "جون كيري"، بل إن كثيرين من كبار المسؤولين في الإدارة الإسرائيلية شاطروه الموقف، ونافسوه بالردح والشتيمة. 
من الواضح أن ما يزعج يعلون وصحبه هو إصرار كيري على متابعة محاولاته للتوصل إلى ما قد يقبله الأطراف كوصفة لخلطة قد تصلح لتسكين آلام هذه المرحلة، وضمادًا لجراح لم يعد بالإمكان تحمّلها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فمن يمعن بما يقوله "يعلون" يعرف أن النقاش والقلق ليسا من مضامين المقترحات الأمريكية، إنّما من التحرك الامريكي في هذا الاتجاه، لأنه ومعه كثيرون من حلفائه في الحكومة لا يؤمنون أن المسألة الفلسطينية هي ما يجب أن يتصدر الفعل الديبلوماسي في منطقتنا. من هنا، فالانشغال بفلسطين وإيلاؤها هذا الاهتمام، وإشغال الاسرائيليين بها هو ما يثير حفيظة "اليعلونيين" لا سيّما بعد محاولاتهم إقناع أمريكا والعالم بأن "المسألة الإيرانية" ومشكلة "الإسلام السياسي وإرهابه" يجب أن تبقيا أولًا. 
الهجمات الاسرائيلية على الرئيس محمود عبّاس وعلى كيري تبقى ذات طابع وشحنة دبلوماسية، ولذلك كانت معالجتها من قبلهما بردود فعل ملائمة، وباللغة التي سيكون مردودها تراكميّا في صالح القضية الفلسطينية. 
ولكن، بعملية نوعية مختلفة وبتزامن مع الهجمات الأخرى،  قامت قوات جيش "يعلون" باعتراض موكب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية مّرتين. في الصباح كانت "المناكفة" الأولى، حين اعترض العسكر الموكب الفلسطيني، وأوقفوه لعدة ساعات، وهكذا فعلوا في ساعات المساء. 
هذه الممارسة تشبه بمقاصدها حملات الهجوم على كيري والرئيس عبّاس، ولكنها تحمل أبعادًا أشد ضراوة وتأثيرًا مباشرًا على الشارع الفلسطيني، فللمشهد وجهان: عنجهية محتل يتصرّف وفقًا لقوانين القوة والغطرسة، وهذه لا تعرف إلّا التحكم فيمن يخضعون لهذه القوة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إتقان لعبة التلويح باليد التي تقبض على الكرباج؛ كي لا تنسى "النمور" حكمة الجوع، أو ما الفرق بين الزمجرة والهمهمة.
المزعج في هذه المعادلة هو تلك الطمأنينة الإسرائيلية وثقتها الواضحة بأنها ستحقق ما تريده من وراء ممارساتها الاستفزازية، أو على الأقل يقينها أنها لن تحاسب كما في كل مرّة، على تصرّفاتها. إصرارها وصلفها عاملان أساسيان. مهادنة كل العالم  أو مسايرته لها عامل هام آخر، ولكن يبقى الأهم هو رد الفعل الفلسطيني على مر العقود الفائتة، وما تركه من دلائل وإشارات "أغوَت" إسرائيل بضخ مزيد من جرعات المهانة والضغط وجعلتها، كذلك، تستبين، وفقًا لمقاييس "العصا والجُزيْرَة"، الى أي قعر قد هبط سقف الكرامة الوطنية الفلسطينية.
لم تبدأ القضية في هذا الزمن،  فما واجهه اليوم رئيس الوزراء، هو نتاج واقع كرّس منذ سنوات طوال. مفاهيم دشّنتها قيادات فلسطينية في عصر أوهم الجميع أن السلام والدولة والاستقلال باتت في فراشنا ولذا لا همّ من مهانة هنا، ولا غمّ من كرباج هناك. إنّها أصول لعبة أرسيت  في ظروف ومعطيات مغايرة  فأصبحت اليوم مشوّهة تستغيث لمن "ينفلها" ويبعث فيها روحًا  تعتبر وتستفيد من تجربة "عقدين" واسطتهما كانت دومًا "لؤلؤة" اسمها الـVIP، وخلاصة تفيد أن من يتيح للجاه فسحة أو يعطي الحسنة يستطيع أن يشترط العطاء أو يقطعه، وأن السيادة الحقيقية تبقى لـ"خلقة" جيب عسكري على مقوده تتربع شقراء وبندقية تذكّر وتلكن: نخن، الاحتلال سادة زمانكم ومكانكم يا عرب!
لا تسعى إسرائيل للمس بشخص مسؤول فلسطيني بعينه، بل هي تحاول النيل من هيبة ورمزية هذا المسؤول. هي رسالة سيّد متعال يحاول من خلالها زعزعة ثقة شعب بقدراته والإيقاع بينه وبين زعاماته التي ينعكس عجزها في مثل هذه"الحوادث"، ولا يهم إن كان هذا هو عجز الحر أمام عسكري "داعر". 
من تابع ردود الفعل الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، لاحظ أن جزءًا مما سعت إليه إسرائيل تحقق. البعض ذوّت رسالة إسرائيل وانضم محقرًا قيادته الفلسطينية العاجزة! آخرون كتبوا بروح تنم عن ذل وقهر، وفئة عنها نطقت الخسارة وروح مهزومة. 
للدبلوماسية حقها ومكانتها. لأصول إدارة الأزمات قوالب، قواعد ومفاصل. للمصالح العليا أولويات. أمّا هنا فأنا أكتب عمّا تبقّى من مساحة رمادية فيها ينفث الاحتلال، بمنهجية علمية وخبرة عقود، سمومه التي قد لا تميت الجسد الفلسطيني، لكنّها تتركه جريحًا  ينزف ويتألم، جسدًا ضعيفًا يبحث عن كلأ ومأوى وعن أمل وبقايا عزة.
لم يشخ الاحتلال، أمّا الفلسطيني فلقد أضناه الغيب وأتعبته ذلة، يمضي صابرًا مؤمنًا أن ميعاده، كما تروي الشمس، مع الحرية قريب. 

عبد الناصر.. عاش للقضية الفلسطينية وقضى شهيداً من أجلها/ محمود كعوش

تحل  علينا يوم غد الخامس عشر من يناير/كانون الثاني الجاري لعام 2014 الذكرى السادسة والتسعون لميلاد القائد العربي التاريخي جمال عبد الناصر، الذي مضى على رحيله أربعة وأربعون عاماً ولم يزل يعيش في قلوب وعقول جميع الوطنيين والقوميين العرب ولم تزل صوره وشعارات ثورته العظيمة "23 يوليو/تموز 1952" تتصدر الساحات العربية العامة وترافق جميع التحركات الشعبية في جمهورية مصر العربية وغالبية البلدان العربية الأخرى. وفي هذه المناسبة العظيمة ساقصر حديثي الموجز عن عبد الناصر هذا العام على علاقته بفلسطين والقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. 
صحيح أن عبد الناصر هو القائد العربي الذي دعا إلى عقد مؤتمرات القمة العربية من أجل القضية الفلسطينية منذ عام 1964 واستمر في تبنيها حتى رحيله في عام 1970. لكن الصحيح أيضاً أن علاقته بهذه القضية، التي تصدرت على الدوام أولوياته القومية باعتبارها قضية العرب المركزية، عادت إلى فترة مبكرة جداً من حياته العسكرية والسياسية. 
فبعد صدور قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947 تشكلت لدى جمال عبد الناصر قناعة مفادها "أن ما يحدث في مصر وما يحدث في فلسطين هو جزء من مخطط استعماري يستهدف الأمة العربية كلها". وانتقلت تلك القناعة إلى إخوانه من الضباط الأحرار، بحيث استقر رأيهم منذ اجتماعهم الأول على ضرورة مساندة المقاومة الفلسطينية من خلال الانضمام إلى فرق المتطوعين العرب التي كانت قد بدأت تتشكل في العاصمة السورية دمشق وعواصم ومدن عربية أخرى كثيرة.
 وعندما أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين وأظهرت انحيازاً فاضحاً إلى جانب الصهاينة في عدوانهم السافر والمتواصل على الفلسطينيين، رأى عبد الناصر أن لحظة الدفاع عن الحقوق العربية قد أزفت لأن ما حدث في فلسطين مثل انتهاكاً صارخاً للعدالة الدولية والكرامة الإنسانية في آن معاً. وأتبع ذلك بخطوة عملية تمثلت بطلب الحصول على إجازة من الجيش المصري ليتمكن من الانضمام إلى صفوف المتطوعين. لكن شاءت الصدفة أن تأمر الحكومة المصرية الجيش بالتحرك العاجل للمشاركة في حرب الدفاع عن عروبة فلسطين قبل أن يُبت بذلك الطلب. وكان لعبد الناصر ما أراد، فخاض غمار تلك الحرب وتردد اسمه بشكل مدو في معارك أسدود والنقب وعراق المنشية، كما اكتسب شهرة كبيرة في حصار الفالوجة. وتقديراً لبطولاته وتميزه في ساحات الوغى وتقديراً لوطنيته، منحته القيادة وسام النجمة العسكرية. 
واستناداً لما جاء في "فلسفة الثورة" و"الميثاق الوطني" فإن عبد الناصر بعدما اكتشف أمر الأسلحة الفاسدة وعرف الطريقة التي كان يتم بها تسيير المعارك وانتبه إلى أن القيادة العليا للجيش المصري كانت تهتم باحتلال أوسع رقعة أرض ممكنة من فلسطين دون النظر إلى قيمتها الإستراتيجية أو إلى أثرها في إضعاف مركز الجيش، وسع من دائرة نشاطاته في تنظيم الضباط الأحرار.
 وأثناء حصار الفالوجة تولدت لدى عبد الناصر قناعة راسخة بأن الحصار لم يكن يقتصر على تلك البلدة الصغيرة أو فلسطين أو قطر عربي بعينه وإنما كان يشمل الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج، الأمر الذي ولد لديه قناعة موازية مفادها أن "المواجهة الحقيقية للاستعمار والصهيونية والرجعية العربية إنما تبدأ في الحقيقة من داخل الوطن". 
وعلى ضوء ذلك خلص عبد الناصر وإخوانه من الضباط الأحرار إلى أن "القاهرة حيث الانتهازيون وعملاء الاستعمار يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويشترون الأسلحة الفاسدة للجيش المصري هي نقطة البداية وليست فلسطين"، وهو ما يستدعي القول منا دون تردد أو حرج أن "حرب فلسطين 1948 بما ترتب عليها من نتائج وإفرازات وإرهاصات أسهمت إسهاماً كبيراً ومباشراً في قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 المجيدة، إلى جانب عوامل أخرى عديدة خاصة بمصر".
 عُرف عن عبد الناصر وقوفه بثبات وصلابة إلى جانب الثورة الفلسطينية المسلحة التي اعتبرها أنبل ظاهرة في الأمة العربية، وتصديه بعزم وإصرار لخصومها الداخليين وأعدائها الخارجيين. وكما هو معروف فإنه أشرف على توقيع "اتفاقية القاهرة" بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة اللبنانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 1969 حفاظاً على الثورة الفلسطينية واستمرار مسيرتها النضالية.
 وأثناء أحداث أيلول 1970 في الأردن لم يدخر عبد الناصر جهداً إلا وبذله من أجل وقف تلك الأحداث المريعة والمرعبة. وحتى يضع حداً لنزف الدم الأخوي الأردني ـ الفلسطيني دعا إلى عقد مؤتمر قمة عربي استثنائي انتهى إلى توقيع اتفاقية جديدة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الأردنية، سُميت هي الأخرى "اتفاقية القاهرة".
 وبعد توقيع تلك الاتفاقية ووداعه القادة العرب اطمأن على الثورة الفلسطينية وخفق قلبه الكبير بحبها لآخر مرة وتوقف يوم الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1970 . رحم الله جمال عبد الناصر القائد والأب والأخ والرفيق. لقد عاش للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وقضى شهيداً من أجلهما. نفتقدك. كم نفتقدك!!

محمود كعوش - الدانمارك
كوبنهاجن في يناير/كانون الثاني 2014
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

شارون، صورة مصغرة عن الكيان الصهيوني و أذنابه/ صائب شعث

ما هو تعليقك على وفاة "شارون"؟ سألني مقدم النشرة الإنجليزية لأخبار تلفزيون ‘برس تفي’ الدولي في عنوانها الأول فأجبت :
"شارون" ملك بني صهيون المتوج، لم يكن منفرداً أو متفرداً بمجازره ضد العرب في فلسطين، لبنان ومصر، فمن مجزرته في قبيه الفلسطينية عام 1956 إلى سيناء في مصر التي دفن في صحرائها المئات من الجنود العرب المصريين الأسري أحياء"، إلي مجزرته الأشهر في صبرا وشاتيلا في عام ،1982 بعد انسحاب قوات الثورة الفلسطينية من لبنان و بعد تقديم ضمانات أمريكية فرنسية ، لبنانية و دولية قدمها الدبلوماسي الأمريكي (فليب حليب) إلي الشهيد ياسر عرفات ليسحب قوات الثورة من لبنان في ظل ضمان غربي عربي لسلامة اللاجئين الفلسطينيين.
لقد انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية كرد عنيف ضد الكيان الصهيوني بعد تدنيس شارون المسجد الأقصى عام 2000، و بعد ان تم تتويجه كملك بني صهيون، اطلق حملاته المسعورة ضد الانتفاضة الثانية لتحطيم المدن والبنى التحتية الفلسطينية. اجتاح شارون مخيم جنين عام 2002 و كان المخيم عصياً بكتائب المقاومة الفلسطينية على جيشه. أمطر الجبان المخيم بكل ما ملكت الترسانة الصهيونية من أسلحة أمريكية و فرنسية، على رؤوس أهلنا في المخيم ،هلك المئات من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال، بعد حملته البشعة تشاهد المخيم وكأنه اضحى بقعة من هيروشيما أو نجازاكي بعدما ضربهما الأمريكان بالقنابل الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية! هذا النموذج البشع كرره في غزة بعد ذلك وزيره أولمرت عام 2008 والنتن ياهو في ديسمبر 2012. 

شارون خطط واشرف على تنفيذ مجزرة صبرا و شاتيلا من قصر بعبدا في بيروت، و قامت قوات الكتائب اللبنانية تحت أمرة الرئيسين اللبنانيين الأخوة، بشير و أمين الجميل، بتنفيذ تعليمات ملك بني صهيون. عسكر الكتائب و القوات اللبنانية قتلت ثم رقصت فوق جثث الفلسطينيين، من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز التي كومت بقاياهم فوق بعضها البعض، منصات للراقصين في صابرا و شاتيلا، وشارون يتابع بمنظاره من على شرفات قصر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، طقوس الذبح المستمرة. كما راينا ثمرة التحالف الكتائبي الصهيوني ضد الفلسطينيين في لبنان، نشاهد اليوم و عن كثب هذا الحزب الكتائبي اللبناني والقوات اللبنانية، -من المفترض بانهما أداة سياسية مسيحية لبنانية، وهما يساندا جبهة النصرة و داعش في طقوس ذبحٍ شبيهة، تفتك بالسوري والفلسطيني في سوريا وتفترس مسيحيي سوريا، تقتل وتخطف راهباتها ورهبانها، ويساندا كل من حزب الكتائب و القوات اللبنانية من دمر معلولا ثاني اهم مكان و معلم مسيحي في العالم بعد بيت لحم. شركات الحريري في لبنان و آل سعود في جزيرة العرب و معهم باقي مشيخات الخليج يفتحون لحزب الكتائب و القوات اللبنانية خزائنهم البترولية بكرم طائي غير معهود!

حقيقة الكيان الصهيوني هي حقيقة مسخ لدولة إرهابية، أنشأتها و أدارتها العصابات الصهيونية الإرهابية القادمة من الغرب المستعمر و شرق أوروبا تحديداً، لإنشاء المستعمرة القاعدة العسكرية الصهيونية الدائمة للغرب على ارض فلسطين. احتلت الإمبراطورية البريطانية فلسطين من دولة “الخلافة" العثمانية التركية*، وسلمتها للعصابات الصهيونية الإرهابية المجرمة التي استقدمتها من أوروبا، لتمارس تلك العصابات إرهابها، فترتكب المجازر المتوالية وترهب وترعب الشعب العربي الأعزل** في فلسطين لتشتته شر تشتيت في كل بقاع الأرض لكي تأخذ فلسطين خالية من أهلها، و فعلت. 
سلطت الأضواء علي شارون اكثر من غيره من المجرمين والجزارين الصهاينة، و ذلك بهدف إظهار الكيان الصهيوني أمام العالم المصدوم من مجزرة "صبرا و شاتيلا" بان "إسرائيل" دولة قانون، مؤسسات و ديموقراطية؟ و لكي لا تحرج أسيادها الغربيين الأوروبيين والأمريكان أمام الراي العام الغاضب، خرجوا بلجنة تحقيق تقول 'بان الديموقراطية الصهيونية الغربية الوحيدة في الشرق الأوسط غير معصومة من الأخطاء'؟! مسرحية التحقيق والمحاكمة و إدانة شارون بدون عقاب فعلي، كانت الأداة لترسيخ صورة "إسرائيل" كدولة قانون و مؤسسات، أمام الراي العام العالمي. بعد المجزرة كرمت "إسرائيل" عملياً حكومةً وجيشاً وشعباً شارون، بتسميته "الجد" ، الحامي لدولة بني صهيون، كان الرمز الأكثر حبا و احتراما لديهم، هو الوحيد الذي اطلق الصهاينة عليه لقب "الملك"، ملك الصهاينة، و بعدها انتخبوه رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني، هذا الشعب الذي كان يطير فرحا و نار جيشهم تفتك بشعبنا في غزة، إنهم يطربون لموتنا.

كل قادتهم بلا استثناء أياديهم ملطخة بدمنا العربي من بن غوريون صاحب عصابة الهاغانا المتحالفة مع الإنجليز و إلى ميناحم بيغن زعيم عصابة الأرغون الذي كثفت بولندا من تسليحه ودعمة مقابل التخلص من اليهود البولنديين و أرسالهم إلى فلسطين، حامل جائزة " نوبل للسلام " ؟! أسحاق شامير زعيم عصابة سترن الدموية ، الثعلب شمعون بيرس رئيس دولة الكيان ، و أيضا حامل جائزة "نوبل للسلام " الذي قام بمجزرة قانا في جنوب لبنان عام 1996 طارد المدنيين الهاربين إلى مقر الأمم المتحدة في قانا من نار حملته العسكرية على لبنان 'عناقيد الغضب' فقتل وجرح المئات من اللاجئين اللبنانيين . جنرالات وقيادات الكيان الصهيوني لا يصلون الي العرش كملوك بني صهيون إلا فوق جثث أهلنا، أما من يزعمون بانهم قادة مدنيون، فانهم يتوغلون في سفك الدم العربي اكثر ، انظروا ماذا فعل "يهوذا أولمرت" في غزة و أهلها عام 2008 و2009، و النتن ياهو رئيس وزراء الكيان الحالي ماذا فعل منذ عام في غزة أيضا، انه كيان دموي إرهابي لا يحي إلا بالمجازر و التشتيت لأهلنا، تجمع لصوص و قتلة متشابك التحالفات مع الغرب الاستعماري و الأنظمة الرجعية العميلة العربية التي ربطت مصيرها بمصير الصهاينة في الخفاء. نحن مدركون بأن شارون ما هو إلا صورة مصغرة للكيان الصهيوني...
بقلم صائب شعث 

هوامش:
* تركيا استعبدت الشعب العربي في فلسطين فعلياً، كما فعلت في مناطق عربية أخري، كان هذا باسم إعلاء راية الدين والخلافة الإسلامية. خسرت تركيا فلسطين في حرب مع الجيش الإنجليزي بقيادة "إدموند ألنبي" في معركة غزة الثالثة (31 أكتوبر - 7 نوفمبر 1917). بعدما أصبحت تركيا دولة صناعية ذات جيوش و قادرة، لم تحاول ولو مرة واحدة مساعدتنا على تحرير فلسطين التي كانت تحت حمايتها كبقعة من الخلافة او الامبراطورية العثمانية. لا لم تفعل بل دخلت تركيا في تحالف استراتيجي من خلال عضويتها في حلف الناتو مع "إسرائيل"، و اعتبرت أيضاً كالناتو و " إسرائيل" بان المقاومة الفلسطينية خطر عليها.
بعد تولي العثماني الجديد "أردوغان" زعيم الحزب الإخونجي "الرفاه والعدالة" السلطة في تركيا، قام "أردوغان" بمسرحيات خطابية صاخبة الحماس في التآزر مع غزة، الصراخ على الشريك و الحليف "شمعون بيرز" في مؤتمر دافوس الاقتصادي واتهامه بالجرائم ضد غزة، طبعاً طربت العرب لهذا الكلام. بعدما قتلت إسرائيل 9 نشطاء أتراك على متن أسطول الحرية لفك الحصار عن غزة استخدم فلسطين كرافعة له ليتوغل في قلوب العرب وأسواقهم بقوة ،ليسلب اكثر منهم ؟ الأهم ما في جيوب العرب وليجعلهم سوق غير منتج تابع لسوقه المنتج التابع بدوره للصهيوني والأوروبي. باستخدام غزة والدين أستطاع من أن يعظم قوة تركيا على حساب العرب،.
هيمنت الشركات التركية على المنطقة العربية، في ليبيا القذافي لم ينافسها أحد، وفي العراق ( حصة تركيا من السيطرة على الأسواق العراقية تفوق 80%) وأما سوريا فكانت الفريسة للابتلاع الكلي (عشرات الألاف من المصانع السورية الصغيرة و المتوسطة والكبيرة الحجم أقفلت أمام جبروت الاقتصاد النيوليبرالي التركي و بالتالي مئات الألاف من أصحاب المصانع والحرفيين والعمال فقدوا أرزاقهم، مما خلق حنق لدي هذه الشرائح على الدولة في سورية) و مصر أيضاً وحتى فلسطين المحتلة. فوق كل هذا كان الأخ التركي الأكبر يسرق اكثر من مالنا وأسواقنا، مياه دجلة والفرات من سوريا والعراق و ينشئ السدود بالتعاون مع حليفه الاستراتيجي" شركات مائية إسرائيلية " ليزودهم بالماء و يجني هو الثروات من عطشنا، بمالنا وأسواقنا و مائنا أصبحت تركيا بين ليلة وضحاها تحتل المركز السابع عشر في الاقتصاد العالمي. بعد كشف دورها القذر في سوريا ولبيا ومصر، هذه المكاسب بدئت تتبخر و العرب المضحوك على لحاهم من "العصمالي" هل يستيقظون كما فعلوا في مصر و سورية؟

** كان يُمنع على المواطن العربي في فلسطين حمل السلاح أثناء الاحتلال التركي لفلسطين، كما مَنعت الجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948 لتمنع قيام الصهاينة بتقسيم فلسطين و إنشاء "إسرائيل"،الفلسطيني من حمل السلاح لمقاومة الصهاينة، بحجة منع فوضي السلاح. قوات الجيش الأردني بقيادة الضابط البريطاني الاسكتلندي غلوب باشا، كانت تعتقل أي فلسطيني يحمل السلاح، وتمنع عن المقاومين المدد أو الحماية، و كما ذكر الراحل المناضل الفلسطيني الكبير "بهجت أبو غربية" -لولا هذه الفرق القليلة العدد من المقاومين العرب الفلسطينيين آنذاك لسقط الحرم الشريف والقدس القديمة كاملة بيد العصابات الصهيونية.
مصطلح جيوش عربية مصطلح مغلوط و مخادع، علي سبيل المثال مصر اكبر الدول العربية و أرسلت اكبر عدد من العسكر والضباط الي فلسطين، تقريبا خمسة ألاف وخمسمئة جندي وضابط، في حين عدد العصابات الإرهابية المسلحة بالمدفعية والطائرات و المدربة جيدا من قبل الغرب، فاق أعداد الجنود العرب عشرات الأضعاف.

ملاحظة توضيحية: حزب الكتائب و القوات اللبنانية هي "أحزاب سياسية" لبنانية كما يصرحوا، في الواقع هي مليشيات عسكرية، تتبادل كرسي الرئاسة في لبنان بين الحين والأخر، ودورهم الأهم والأخطر في حربهم المعلنة والخفية على القيم و الثقافة واللغة العربية، دورهم الأساسي هو التسويق للثقافة الفرنكوفونية في لبنان والمنطقة العربية، لتصبح هذه الثقافة الفرنكوفونية واقع معاش ونمط تفكير وسلوك حياة لدى كل مسيحي في لبنان وسوريا وفلسطين، والتحضير لما يترتب عن ذلك من تشكيل كيان يرتبط بفرنسا كأم و كحامية لهذا المشروع الفرنكفوني. 
أعتقد و لا أجزم كنتيجة لانحطاط مكانة فرنسا الدولية و العسكرية والاقتصادية، تعيد هذه الأحزاب المليشيات تموضعها في مشروع أوسع من جديد، لقد فشلوا في تحالفهم مع "إسرائيل" وان يكونوا امتداد لها في لبنان، لوجود مقاومة عربية قوية فوق الأراضي اللبنانية، اليوم يتعاملون مع خليط داعشي وهابي قاعدي اخونجي قطري وعثماني فرنسي وأمريكي – صهيوني أيضا، في شرق بيروت لصياغة هوية جديدة لهذه الكتائب و القوات و الأحزاب، تأخذ افضل ما لدى هذا الخليط! سنيورة لبنان بكل تأكيد ُيحضر المهد، لهذا المولود، فهل ستنجح المقاومة من دفن لحداً أخر.
بقلم صائب شعث

قصور الرمال/ شوقي مسلماني

1 (مثنى وثلاث ورباع)  
القصّة المشهورة تفيد إنّ قطّتين سرقتا قطعة جبن واختلفتا على القسمة، واحتكمتا إلى القرد العامل قاضياً، وهذا الأخير قطع الجبن إلى قطعتين كيفما اتّفق. ورجحت كفّةٌ من الميزان على كفّة، فقضم القرد القاضي من القطعة التي رجحت كفّتها قضمة كبيرة، فرجحت كفّة قطعة الجبن الثانية، ولمّا قصد القرد أن تتساوى الكفّتان، أو هكذا بالظاهر، قضم قضمة كبيرة من قطعة الجبن التي رجحت كفّتها، فاختلّ الميزان لصالح الأولى، فقضم منها، وهكذا دواليك. ولمّا لحظت القطّتان إنّ القرد القاضي اللعين سيأتي على الجبن كلّه صاحتا به: "نحن نرضى القسمة كيفما كانت" فقال لهما: "لا لا، فإذا أنتما رضيتما فإنّ العدل لا يرضى"!. 
**
 متى يفهم جاهل في لبنان إنّ مجرماً ما يقضم مرّة من قوى "14 آذار" ومرّة من قوى "8 آذار" ودائماً من عابري السبيل؟. ومتى يفهم الجاهل إيّاه إنّ شرور تدخّل طرف ثالث بين اللبنانيين، وخاصّة ذاك الطرف الذي يعمل تاريخيّاً في خدمة إسرائيل، ستطال الجميع، وسيخسر الجميع من أهلهم وأبنائهم وأحبّتهم وأصدقائهم ومن أموالهم وممتلكاتهم؟. 
**
متى يفهم جاهل لبناني إنّ المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرّتين، فكيف وهو يُلدغ من الجحر ذاته مرّات؟. 
***

2 (البكاء)  
أوّلُ عوارضِ سوءِ الفهم هو هذا البكاء. 
***

3 (فالج لا تعالج!) 
سألتني أمّ سمير، المسنّةُ والطيّبة القلب، وهي والدة الصديقة أورور، باعتباري "شيعي" لماذا "الخلاف" السنّي الشيعي؟ ولماذا لا يتّفقا؟. وسبقتني ابنتها الصديقة أورور، وقالت لأمّها، كأنّها تقول "فالج لا تعالج" وفيما هي تبتسم: "حتى يِتِّفِق بالأوّلْ الماروني والأرثوذكسي"!. 
***

4 (العبد)  
ورجعَ مثقّفٌ عبداً عند صاحب الذهب، والفضّة، والسيف. 
***

5 (قصور الرمال) 
انظرْ إلى قصور الرمال ليس فيها حجر على حجر!. 
***

6 (قال) 
النظرة فراغ، الصوت فراغ، الإحساس فراغ، القلب فراغ، الروح فراغ، والفراغ أمامه، والفراغ خلفه، وعن يمينه وعن يساره، وفوقه وتحته. 
***

7 (سليل الفراغ)   
صرخوا به: ماذا تفعل هنا يا سليل الفراغ؟.  
***

8 (مَشهد)  
زحمةٌ في المتحف، دائماً توجد زحمة 
وأنا أنظر إلى التماثيل واللوحات الملوّنة 
لجنودٍ بريطانيين يحرسون أكداس الأفيون 
ومبشّرين بقلنسوات يثرثرون بضوضاء 
وصوَر مرعبة لمجرمين راكعين 
لهم ضفائر طويلة مشدودة إلى أمام 
فيما شفرات عريضة تنهال على الرقاب 
وإقطاعيين منحطّين يشربون من أثداء فلاّحات 
كلّ ذلك هو من نفايات الماضي 
الشبابُ الكثر في المتحف 
هم في رحلة، جميعهم يبدون لي أصحّاء 
أشدّاء وحديثين، ينظرون إلى الصين القديمة 
كشيء من الماضي، أو من عالم غريب 
إنّما المشكلة في الأجانب المتوحّشين 
الذين ما تزال تعتقد بهم محطّة "CNN". 
David Wansbrough شاعر أسترالي. 
Shawki1@optusnet.com.au