نصائح هامة إلى المرشحين الشكليين للرئاسة السورية/ جمال قارصلي

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة حول الإنتخابات الرئاسية السورية والتي تم تحديد موعدها في الثالث من شهر حزيران القادم. هذه الإنتخابات ستكون الأولى من نوعها وبعد عقود طويلة والتي سيشارك فيها عددا من المرشحين الذين سيتنافسون على كرسي الرئاسة. على كل حال هذه الإنتخابات لن تختلف كثيرا عن الإستفتاءات السابقة التي عاشها الشعب السوري لأن النتيجة واحدة والمرشح الذي "سيفوز" في هذه الإنتخابات معروف مسبقا. ولكن ما يدعو للأسى والحزن بأن الذين سيتنافسون على هذا المنصب, ما عدا "سيادته", أعطي لهم دور شاهد الزور والخائن, لأنهم غير جادين في ترشيحهم, ودورهم في هذه الإنتخابات لا يتجاوز دور الكومبارس في المسرحيات وهم لا يحق لهم أن يكونوا مرشحين حقيقيين. سبب ترشيحهم هو فقط لأن "المسرحية الإنتخابية" تحتاج إلى "غطاء شرعي" لكي يحقق "سيادته" ما يريد. الشيء الآخر والذي هو مؤسف للغاية بأن هؤلاء المرشحين يتم إختيارهم فقط من حوالي 20% من المجتمع السوري لأن النساء لا يحق لهن الترشح على منصب رئاسة الجمهورية ولا للرجال الغير مسلمين وإضافة إلى ذلك فإن نصف الشعب السوريين تم تهجيره إلى نازحين ولاجئين.
حسب تجربتي المتواضعة في الحملات الإنتخابية التي قمت بها في ألمانيا, أحببت أن أقدم بعض النصائح وأطرح بعض الأسئلة - وبدون الدخول في التفاصيل - على المرشحين الذين سينافسون "سيادته" على كرسي الرئاسة.
مرشحي الكريم ...
هل حقا أنت متأكد من أنك مرشح حقيقي ولست بمرشح صوري؟ وهل تريد حقا أن تحصل على صوتي الثمين؟ أرجو منك أولا أن تطمئنني عن وضعك النفسي والصحي لأنني في حالة قلق كبيرة على مصيرك وعلى حياتك. هل حصلت على الضمانات الحقيقية من كل أفرع مخابرات "النظام" ولم تنس أو تتجاهل أي منها, لأن إحتمال إعتقالك بعد نهاية "الإنتخابات" كبير جدا والذرائع لذلك كثيرة وجاهزة منذ الآن. عليك أن تأخذ كل الإحتياطات اللازمة, لأن هذه "الأفرع" والتي يرتكز عليها "النظام" لا عهد لها ولا مبدأ وهي لا تلتزم بأي وعد تقطعه على نفسها. التجارب السابقة هي أفضل دليل على ذلك وما عليك إلا أن تسأل جماعة "ربيع دمشق" لتعلم ما عانوه من ويلات بالرغم من الوعود والضمانات المسبقة التي حصلوا عليها من قبل "النظام".
على كل حال بما أنك قبلت أن ترشح نفسك على أعلى منصب في البلاد وفي الظروف الراهنة, أتصور بأنه لديك الشجاعة الكافية والجرأة والمقدرة والإستعداد على المشاركة في مناظرة تلفزيونية تدور بينك وبين "سيادته" والجدال معه والتطرق إلى كل أخطائه وخطاياه أمام المشاهدين, وإذا تطلّب الأمر, ودعني أقولها لك بالعامية, تستطيع أن "تمسح فيه الأرض" وتضع كل فضائحه وما يقوم به من إجرام وتدمير وتهجير وتنكيل و .. و .. أمام أعين المشاهدين. ربما تقول لي بأنك لا تعرف كل مساويء "سيادته" أو ربما تخونك ذاكرتك في ذلك, فدعني أطمئنك بأن أخطاؤه كثيرة جدا وسأذكر لك بعضها وإن كنت واثقا من نفسك, فستكون أنت الرابح في كل جولات المناظرة. هل توعدني بأنه إذا حمي النقاش والوطيس بينكما تستطيع أن تقول له بأنه هو قاتل ومجرم وحرامي ..وكل ما يخطر ببالك من هكذا صفات لأنها كلها مطابقة لأوصاف "سيادته"؟ 
أرجو منك أن لا تظهر بمظهر الخائف من "سيادته" أمام الكاميرا أو تصيبك حالة من الرجفان ويصبح وجهك مصفرا شاحبا لأن هكذا حالة سيكون لها تأثيرا سلبيا على الناخبين. أنا أعلم بأنك تدعو الله ليلا نهارا بأن لا تحصل مثل هذه المناظرة, لأنه من الممكن, ولو كان ذلك من باب التمثيل, أن تقوم بتصرف ما, قد يزعج "سيادته" وإذا إنزعج "سيادته" فأنت تعرف والشعب السوري كله يعرف ما معنى ذلك, أي يعني سيكون السجن والذي نسميه في العامية "بيت خالتك" أقرب بكثير من بيت أهلك.
هل تتوقع أن تتم معاملتك في وسائل الإعلام الحكومية المسموعة والمطبوعة والمرئية بالتساوي مع "سيادته"؟ أنا متأكد بأن بعض المحطات التلفزيونية والإذاعات الحكومية والمقربة من "سيادته" ستنقل لنا كل حركة يقوم بها "سيادته" وربما سيهتم البعض منها حتى في أنغام شخيره وهو نائم. وهل تتوقع بأنه سيتم وضع صورتك إلى جانب صورة "سيادته" على اللوحات الإعلانية للإنتخابات في كل شوارع المدن السورية المتبقية وبأسفلها مكتوب إحد شعاراتك الإنتخابية وعلى سبيل المثال "فاليسقط الديكتاتور" أو "بشار مجرم حرب .. إلى لاهاي" أو إحدى فضائح منافسك الأكبر, عفوا "سيادته"؟
هل ستحصل على نفس المساحات الإعلانية في الجرائد السورية التي ستكون مليئة بصور "سيادته" وأقواله المأثورة وستكون هنالك عدة صفحات في كل جريدة وفي كل طبعة تتحدث عن إنجازات "سيادته" في الإصلاح والتطوير ونجاحاته في محاربة الإرهاب ودور "سيادته" في المقاومة والممانعة؟
بالله عليك أن تسأل "سيادته" عما يعرفه عن المجازر التي حصلت في القرن الماضي في حماة وحلب وتدمر وكذلك لماذا تم تعديل الدستور في عام 2000؟ وهل كان هذا من أجل توريثه الحكم أم من أجل شيء آخر ربما نحن لا نعرفه؟ وعليك أن تساله لماذا تعتبر إسرائيل حدودها مع سورية أكثر أمانا من حدودها مع الدول التي وقعت معها إتفاقيات سلام مثل مصر والأردن؟ ولماذا لم يرد "سيادته", ولو لمرة واحدة, على الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ومتى يتوقع "سيادته" أن يكون الزمان والمكان المناسبين لذلك؟ وما علاقة "نظامه" مع تنظيم "داعش"؟ ولماذا كان المالكي عدوا له وإنقلب بين عشية وضحاها إلى صديق حميم؟ وهل خالة "سيادته" راضية عنه؟ 
سؤال أخير خطر ببالي الآن: هل يمكنك أن تخبرني كيف إستطعت أن تحصل على "تزكية" 35 عضوا من أعضاء مجلس الشعب وكيف قبلتها على نفسك بأن تأتي "تزكيتك" من أعضاء مجلس مليء بالمنافقين والمصفقين؟
لا أريد أن أطيل عليك كثيرا ولكن وفي النهاية أود أن ألفت إنتباهك إلى شيء هام وعليك أن تأخذه بعين الإعتبار مسبقا.
ما أخشاه أن تحصل معك ردة فعل تلقائية إذا ما سألك أحد الصحفيين من هو مرشحك لمنصب رئاسة الجمهورية؟ فتظن بأن الفرصة قد أتت لكي أتقرب من "سيادته" ويكون جوابك وبالصوت العالي وأمام الكاميرا "بالروح بالدم نفديك يا بشار" أو "الأسد أو نحرق البلد" أو غيرها من الشعارات والترهات التي تم حفرها في رأسك ولسنين طويلة. من أجل أن تتحاشي مثل هكذا مواقف محرجة, أنصحك بأن تبدأ من الآن وفي كل يوم ولعدة مرات ببعض التمارين الضرورية أمام المرآة وأن تتعلم بعض الحركات المصطنعة لكي لا تفضح نفسك وتقع في مهزلة لن ينساها كل من سيراها. 
للأسف لقد وصلنا إلى حالة ينطبق عليها المثل القائل: شر البلية ما يضحك, لإن ما يحصل في سورية الآن تعجز عن وصفه كل مفردات اللغة العربية والتي هي أكبر لغة في العالم. سيأتي اليوم الذي سيجد فيه علماء اللغة كلمات ومفردات ومصطلحات جديدة نستطيع من خلالها أن نوصف ما نحن عليه الآن من حال, لأن كلمات مثل كارثة أومهزلة أو مأساة لا يمكنها أن تعطينا الوصف الدقيق لذلك. ما نعيشه الآن هي مأساة فوق مأساة ومهزلة فوق مهزلة ورغم كل ذلك فإنه هنالك من لا يخجل ويستخف بعقول المواطنين ويريد أن يضيف على مهازلنا مهزلة إنتخابية جديدة.
 نائب ألماني سابق

اصنع يومك!/ عـادل عطيـة

مع شعاعات الشمس الأولى، كل صباح..
شرّع نوافذ بيتك..
فهي العيون، 
التي بها تنظر إلى الضوء الذي يخطو نحوك؛ 
فتجعله ينمو ويكبر في اسمك!
وهي الآذان، 
التي من خلالها تصغي إلى حفيف الاجنحة، 
وتراتيل الطيور، 
فتنحاز إلى مشاركتها في تسبيح الخالق!
افتح فاك، وابتسم للصباح؛ فيبتسم لك النهار كله!
وافتح قلبك؛ لكتشف الطفل داخلك، وتصادقه!
وتطلق الحب؛ ليشع حتى يعانق كل شيء، وكل شخص!
وتوجه إلى الله، وقل:
"يارب، نهاري، مجيئك"!
صلٍ بالحاح إلى حد "إزعاج" الله، إنما بثقة لا تتزعزع!
وكن جزءاً فاعلاً من بقية شعبه المبارك!
هذا هو يومك..
احلم فيه بالامور التي لم تكن أبداً، وقل: "لم لا؟!.."!
وامام لوحتك الصباحية، رائعة البياض ..
امسك فرشاة ارادتك..
ارادتك أنت، وليس أي أحد آخر..
وبإحساس الفنان،
ارسم ما تريده لعنوان لوحتك:
 شكّل وقتك.
جسّد طبيعة حياتك، وسيرورتها!
هذا هو يومك..
فلا تجعله يحمل اشعارك الحزينة،
ولا أن يتسم بعلامات الأيام الأخيرة!
هذا هو يومك..
هذا هو تاريخك، ظلك على الأرض..
فلا تجعله:
الدليل إلى الألم.
والشارة إلى الانكسار!...


حينَ نلغي الذاكرة/ كريم عبدالله


علينا أنْ ندفنَ الذاكرة
ونتركُ للّقالقِ مكاناً تعشعشُ فيها
فمدوّناتي . . .
صدأت كلماتها الباهتة
تتدافعُ فيها إنكساراتٌ وأوهامٌ
ومواويلي . . .
نشيجُ إحمقٍ طويلٌ باهت
وفاكهةٌ في غيرِ أوانها
قصيدتي . . .
عانسٌ رغمَ الوَلهِ حمقاء
يمضغها الترهّلَ أسرارها مفضوحة
نصفها عارٍ والآخرَ يفضحهُ الخجل
تتراكمُ حماقاتي في قاموسي
فمنْ يبعثرها اذا حلَ الخريف ؟
فمذ عرفتكِ
للانَ ابحثُ عنكِ في كتبي
علّني ألتقيكِ وينتهي هذا السِفْر
أو أدفنُ سرّكِ معي للأبد . . .

حل السلطة الفلسطينية هدف إسرائيلي بعد المصالحة/ نقولا ناصر

(إجهاض اتفاق غزة قبل أو بعد البدء في تطبيقه سوف يكون في رأس جدول الأعمال الأميركي – الإسرائيلي خلال الأسابيع القليلة المقبلة)

يظل التنفيذ هو الاختبار الأكبر لنجاح اتفاق منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة يوم الأربعاء الماضي على المصالحة الوطنية.

وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الأسابيع القليلة المقبلة أن يثبت قدرته على مقاومة الضغوط الإسرائيلية والأميركية التي تستهدف إجهاض هذا الاتفاق والتي أجهضت اتفاقات المصالحة السابقة.

وعليه أن يثبت قدرته كذلك على تجنب السقوط في فخ أي مناورات أميركية جديدة لاستئناف المفاوضات بمرجعياتها وشروطها السابقة على غرار الفخ الذي وقع فيه في مؤتمر أنابوليس عام 2007 ثم الفخ الذي نصبه له وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليستانف المفاوضات قبل تسعة أشهر.

فتجربة ما يزيد على عشرين عاما من استجابة منظمة التحرير للإملاءات الإسرائيلية – الأميركية في ما سمي "عملية السلام" أثبتت أنها كانت استجابة مجانية لم تكافأ المنظمة عليها لا أميركيا ولا إسرائيليا.

إن توقيع اتفاق غزة على تنفيذ اتفاق القاهرة عام 2011 وإعلان الدوحة العام التالي الموقعين للمصالحة بين المنظمة وحماس يضع في حال الالتزام بتطبيقه نهاية حاسمة لأي حديث فلسطيني عن احتمال حل السلطة الفلسطينية ويحول حلها إلى هدف إسرائيلي تهدد دولة الاحتلال به لإجهاض المصالحة في مهدها.

فالاتفاق على تأليف حكومة موحدة للسلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات لمجلسها التشريعي ورئاستها هو بالتأكيد اتفاق على تعزيزها يستبعد أي حل لها من الجانب الفلسطيني جرى التلويح به مؤخرا كواحد من الردود على فشل المفاوضات الثنائية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي برعاية أميركية، ليظل حلها مشروعا تهدد دولة الاحتلال بوضعه موضع التنفيذ في حال قررت أن هذه السلطة لم تعد تخدم أغراضها وأهدافها.

ويتضح من ردود فعل دولة الاحتلال وراعيها الأميركي على توقيع اتفاق غزة لإنهاء الانقسام والتمهيد لتأليف "حكومة موحدة" وإقامة "نظام سياسي واحد" وإنشاء "قيادة واحدة" ووضع "برنامج وطني" متفق عليه أن دولة الاحتلال تجد في هذا الاتفاق ذريعة لحل السلطة أو في الأقل لشلها بالعقوبات والحصار.

لذا قرر المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال الخميس الماضي "عدم إسقاط السلطة الفلسطينية" واكتفى بوقف المفاوضات مع قيادتها وفرض المزيد من العقوبات عليها علها تكفي لاجهاض اتفاق غزة قبل البدء في تنفيذه.

وبالرغم من تأكيد الرئيس عباس بعد توقيع اتفاق غزة على عدم وجود "تناقض بتاتا بين المصالحة والمفاوضات مع إسرائيل"، كون المفاوضات هي من صلاحية منظمة التحرير وليس من صلاحية حكومة السلطة وعلى هذا الأساس وافقت "حماس" المعارضة للمفاوضات في السابق وتوافق الآن على المشاركة في هذه الحكومة، يكرر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وأركان حكومته تخيير عباس بين "صنع السلام مع إسرائيل" وبين "المصالحة مع حماس" بحجة أنه "لا يمكن تحقيق الأمرين، بل أحدهما فقط".

وتصريحات نتنياهو هذه تشير إلى أنه قد وجد في اتفاق غزة ذريعة لعدم الاستمرار في المفاوضات تغطي على مسؤوليته عن فشل جولة المفاوضات التي استؤنفت في تموز/يوليو الماضي ومن المقرر انتهاؤها يوم الثلاثاء المقبل.

وقد انتبه أستاذ العلوم السياسية بجامعة بن غوريون العبرية يورام ميتال لهذه الفرصة الإعلامية التي أتاحها اتفاق غزة لنتنياهو كي يتخلص من المسؤولية عن فشل المفاوضات بقوله لصحيفة "بزنس ويك" أمس الجمعة إن "اتفاق الوحدة الفلسطيني وفر لحكومة نتنياهو فرصة للخروج من محادثات السلام وخدم المتشددين الإسرائيليين في الائتلاف (الحاكم) المعارضين للمفاوضات ، واستفاد نتنياهو من ذلك" لتعلن حكومته الانسحاب من مفاوضات لم تكن قائمة.  

لقد كان نتنياهو وحكومته يتذرعون بالانقسام الفلسطيني للطعن في شرعية تمثيل عباس للمجموع الفلسطيني وللتشكيك في قدرته على تطبيق أي اتفاق يتم التوصل إليه معه ليتنصلوا من مسؤوليتهم عن إفشال المفاوضات معه، وهم الآن للسبب ذاته يتذرعون بإتفاق المصالحة للطعن في صدقية كونه "شريكا" في التفاوض على تسوية سلمية. 

وقد أعلنت الولايات المتحدة عن "خيبة أملها" و"قلقها" من توقيع اتفاق غزة وطالبت المتحدثة باسم وزارة خارجيتها جنيفر بساكي باعتراف أي حكومة وحدة فلسطينية جديدة بدولة الاحتلال كشرط مسبق للاعتراف الأميركي بها، بالرغم من معرفة بساكي وحكومتها بأن حكومة سلطة الحكم الذاتي المحدود ليست معنية بذلك بل منظمة التحرير هي المعنية باعتراف كهذا أقدمت المنظمة عليه فعلا قبل ما يزيد على عقدين من الزمن.

إن تصريح بساكي أنه "من الصعب التفكير كيف ستتمكن إسرائيل من التفاوض مع حكومة لا تؤمن بحقها في الوجود"، في إشارة إلى الحكومة الفلسطينية المرتقبة بعد المصالحة، فيه الكثير من الخلط المتعمد الذي يتجاهل أن هذه سوف تكون حكومة "كفاءات" لا حكومة "فصائل"، وأن منظمة التحرير لا حكومتها هي التي تتفاوض مع الاحتلال، وأن حكومة الاحتلال لا اتفاق غزة هي التي أفشلت جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري طوال الشهور التسعة الماضية، وأن هذه الجهود وصلت إلى طريق مسدود بوجود حكومة في رام الله تعترف بما وصفته بساكي "حق" دولة الاحتلال "في الوجود"، وأن أغلبية أحزاب الائتلاف الحاكم في دولة الاحتلال لا تعترف بوجود احتلال ولا بوجود أرض فلسطينية محتلة ولا بدولة فلسطين ولا بحق الشعب الفلسطيني حتى في الوجود فوق أرضه المحتلة ناهيك عن حقه في السيادة عليها.    

وموقف نتنياهو مشفوعا بالموقف الأميركي إنما يؤكد مجددا بأن الانقسام الفلسطيني كان وما يزال هدفا لدولة الاحتلال والولايات المتحدة وأن إجهاض اتفاق غزة قبل أو بعد البدء في تطبيقه سوف يكون في رأس جدول الأعمال الأميركي – الإسرائيلي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما يستدعي إجماعا فلسطينيا على الإسراع في تطبيقه وإنجاحه ورص كل الصفوف الوطنية لإفشال جهودهما المتوقعة لإجهاضة.

فمستشار نتنياهو دوري غولد يقول إنه "ما زال ممكنا إحياء عملية" السلام "إذا انسحب عباس من الاتفاق مع حماس". ورئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض تسيبي ليفني تقول "نحن لم نغلق الباب" أمام استئناف المفاوضات في نهاية المطاف مؤكدة أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها حكومتها على السلطة الفلسطينية بعد الاتفاق لم تستهدف التسبب في انهيار السلطة. وقد أكد نتنياهو نفسه أن عباس ما زال يملك "الفرصة لعكس اتجاهه" ب"التخلي عن هذا الاتفاق مع حماس".  وتؤكد هذه التصريحات أن دولة الاحتلال سوف تمارس أقصى ضغوطها على عباس خلال الأسابيع الخمسة المقبلة حتى تأليف حكومة الوحدة الفلسطينية للتراجع عن اتفاق المصالحة قبل أن تعلن الحرب على السلطة الفلسطينية في حال لم يتراجع.  

واتفاق غزة يخلو من أي اتفاق سياسي سواء على استراتيجية التفاوض أم على أي استراتيجية بديلة لها . وقد كان الانقسام السياسي على استراتيجية التفاوض التي تلتزم بها منظمة التحرير من الأسباب الرئيسية للفشل في تنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة في مكة والقاهرة والدوحة، واتفاق غزة لم يكن حلا للاختلاف الوطني على هذه الاستراتيجية.

لكن مثلما لم يمنع الانقسام الفلسطيني رئاسة منظمة التحرير من الاستمرار في العمل بموجبها، كذلك لم يمنع اتفاق غزة على المصالحة وإنهاء الانقسام الرئيس عباس من إعلان استمراره في الالتزام باستراتيجية التفاوض و"بتحقيق السلام" لأن المصالحة "ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على إنجاز حل الدولتين" كما قال.

إن المتغير المستجد الذي يدعو للتفاؤل بنجاح تنفيذ اتفاق غزة حيث فشل تنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة أن استراتيجية التفاوض ذاتها قد استهلكت وأثبتت فشلها وقادت إلى يأس المفاوض نفسه منها وخيبة أمله في راعيها الأميركي ليبدأ في البحث عن بدائل لها وسط متغيرات اقليمية لم تعد القضية الفلسطينية فيها هي الأولوية ما جرد المفاوض والمقاوم كليهما من أي سند عربي أو إسلامي وفتح الباب أمام فرصة فلسطينية جامعة للمشاركة في صياغة بديل لها يعتمد الصمود الوطني في مواجهة كل التحديات التي تواجهها المفاوضات والمقاومة على حد سواء.      

غير أن المصالحة سوف تظل مهددة بالرغم من توقيع اتفاق غزة إذا ما قرر أحد طرفيها عدم التعامل معها كرزمة متكاملة والتعامل مع بنودها بطريقة انتقائية تعرقل السير في طريق تنفيذها حتى إقامة "نظام سياسي واحد" وإنشاء "قيادة واحدة" تتوافق على "برنامج وطني" بديل جامع ينهي أي خلاف سياسي حوله ويغلق هذه الثغرة التي منعت تنفيذ اتفاقيات المصالحة السابقة. 

إن إصرار دولة الاحتلال وراعيها الأميركي على إجهاض المصالحة سوف يظل سيفا مسلطا يهدد بالتسلل عبر أي ثغرة وطنية للانقلاب على اتفاق غزة كما نسقا الانقلاب على نتائج الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية قبل ثماني سنوات.

ويندرج في هذا السياق تعليق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير السيد ياسر عبد ربه لإذاعة الاحتلال على اتفاق غزة الذي أنذر فيه بطريقة سلبية لا تدعو للتفاؤل بوجود "مصاعب ستواجهه وستفجره" وعدّ توقيع الاتفاق "اختبارا" ل"نوايا حماس" وليس أساسا لشراكة وطنية تختبر صدقية طرفيه في البحث المشترك عن "برنامج وطني" جامع ينهي الخلاف على استراتيجية التفاوض التي أفشلها الاحتلال.

* كاتب عربي من فلسطين
* nassernicola@ymail.com

وَيبُكيِنى الحنين/ ليلى القواس حجازى


وأنتَ مُقدِمٌ على الرحيل تريّث قليلاً
عُد بِذاكِرتِكَ إلى لهفةِ أول لقاء 
وتذَكر أشواق رَتّلناها فِى السَحر
وكأسُ قهوةٍ مُرّةٍ بعد الشفق 
تَذَكر كيفَ نبض فِى جوفنا الحنين
وحباَ باتَ يَسكُنُ قلبينَا 
يَلُّمُ شَملنا 
يُبَعثِرُنا
يُراقِصُنا على أنغامِ المطر
تريّث قليلاً 
وَعُد بِذاكِرَتِكَ إلى الأمس القريب 
وبعدها قرر أنت الفراق
زهرة حملناها فوقَ هاماتِنا 
قُصاصَاتُ ورقٍ مُثقَلَةٌ بِأوجاعِنا 
وزنزانَةُ الأسر التى حالت بينَى وبينكَ سنين
تذكر معى 
حُبِى
شَوقِى
عينى 
نبضِى
وسريراً أُهَدِهِدُ عليهِ ليلاً حتى يزورَ النوم أمل 
أمل!
أتذكُرُ أمل ؟؟
طِفلةٌ خُلِقَت مِنْ ضِلعِ القصائد 
طِفلةٌ حملت هَويّةٌ لآجئ
بينَ جدائِلها خريطةَ الوطن
وَعلى كَتِفِيها شَهادةُ حبنا
قَبّل مُخيلتِى للمرةِ الأخيرة 
وأعدنا إلى حيثُ البِداية
وأسرح بعيداً بينَ النجوم
وابتسامةٌ لمعتَ بِها عيناى
وإن كُنتَ تريد الرحيل ابتَعِد
ولا تَترُك لِى فُتاتَ شوق وحبا 
يُحاصِرُنى كَظِلى
حَرّرنِى مِنْكَ وأعد قلبى إلى أعدنِى
ثُمَّ ارحل دونَ سلآم 
كى لا تلتَصِقَ بَصماتُكَ على جبنى
ويبكينى الحنين

باريس

وهمٌ ... وهمْ/ كريم عبدالله

بأحضانِ الوهمِ إنّي هنا أتقلّبُ
وحيداً تضاجعني النار
على سريرِ الأنتظارِ أزهرَ ( العاقول )
رائحتكِ تهدُّ مدني الخاوية
بينما بريق عينيكِ
كسّرَ زجاجَ نافذة القلبِ
فولّى هارباً
لهذا . . .
على أغصانِ أيامي
عشعشَ البوم
ليزحفَ رويداً رويداً هذا الظلام منتشياً
عناقيدُ العنبِ تنامُ على وسادتي
وأحمرُ الشفاهِ
ما زالَ ساخناً كأوردتي يتدفّقُ
حتى قهوة المساءِ تنتظرُ
قمراً في هزيعِ الليلِ الأخير يطرقُ بابي
أضغاثُ أحلامٍ تصارعُ الوَسَن
فغرقت اشرعتكِ بأمواجِ العيونِ
مبكّراً هرم هذا الحصان
فظلَّ منبوذاً يصهلُ عالياً
يتكيءُ على حافةِ الوجع
مَنْ غيركِ يحملُ المشاعلَ لسريرٍ
إذا تكالبت الذئاب تنهشُ جسدَ اللهفةِ ؟!
فتعالي
ودعيني أهيّءُ لكِ أناملي
نخلةً تستظلّينَ بافيائها كلّما إجتاحكِ القحط

الأقباط فى القدس يصلون فى قاعة أفراح!/ مجدى نجيب وهبة

** صدق أو لا تصدق .. إنه الواقع .. ربما يكون العنوان صادما ، ولكن علينا أن نقرأ التفاصيل قبل أن نتحول إلى ناقدين أو مؤيدين أو معارضين .. البعض تعود ألا يهتم بالثوابت بل هو يهتم بالشكليات والمظاهر .. والبعض سيكون ردهم حسب تعاليم السيد المسيح .. لو إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمى سأكون فى وسطهم ..
** ربما يرى الكثيرين أنها إهانة توجه للأقباط الأرثوذكس المصريين الذين هم أكبر الطوائف إيمانا بالسيد المسيح والتلاميذ وسيرة القديسين وشفاعتهم ، والتبرك بزيارة الأديرة ..
** ولأننى تعودت أن أكتب عن الحقيقة المجردة من الخيال أو الكذب أو النفاق .. فسوف أعرض عليكم الحقيقة كاملة بالصور والمستندات التى لا يشكك فيها أحد ، دون نقص أو زيادة مهما كانت مرة أو صادمة كما يرى الكثير ..
** نعم .. بفرض الحقيقة والواقع بعد قرار قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" منذ ما يقرب من 35 عاما ، بمنع الأقباط من زيارة الأماكن المقدسة ، إلا بعد تحرير القدس .. فماذا كان ينتظر الأقباط بعد القرار ؟ .. إنه الشئ المنطقى هو الإحتفال بيوم "خميس العهد" بإحدى قاعات الأفراح والمطاعم ، تحديدا فى منطقة "صوص" بمدينة بيت لحم ، حيث ولد السيد المسيح .. وكان إسم المطعم "Alsous" ، إدارة ماجد وأمجد بنورة .. بل ويتم إعداد مذبح فى بهو الصالة لإقامة القداس الإلهى وتناول أكثر من ألفين قبطى للأسرار المقدسة ، وهم فى حالة تدافع وتزاحم لم تحدث فى تاريخ الكنيسة المصرية ..
** رغم أن هذه الأفواج السياحية تكبدت مبالغ باهظة لزيارة الأماكن المقدسة ، ولكنى أؤكد أن كل الأماكن المقدسة التى قمنا بزيارتها ، لم يقم فى أى من هذه الكنائس أى قداس للصلاة ، بل إكتفت الزيارات بمشاهدة هذه الأماكن المقدسة ..
** نعم .. قد تكون هذه هى النتيجة الطبيعية لموقف الكنيسة الأرثوذكسية بالإمتناع عن زيارة القدس منذ قرار قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" هو الإحتفال بإحدى قاعات الأفراح والمطاعم ، وليس الإحتفال داخل إحدى الكنائس ، بل ويتم إعداد مذبح للتناول فى بهو الصالة ، ويقوم الأب الكاهن بمناولة أكثر من 2000 مصرى مسيحى أرثوذكسى وهم فى حالة تدافع وهيستيريا .. بل ما زادت الطين بلة ، هو تقدم المصريين للتناول وهم يرتدون أحذيتهم !!!!!!!!!!!! ..... مما دفع البعض لإعتبار هذه المناولة بأنها ليست مناولة كاملة ، بل هى بركة قرر الجميع الحصول عليها مهما كان الثمن من المعاناة بسبب التدافع الرهيب حول الأب الكاهن .. فأى عبقرية أوصلتنا إلى هذا المشهد ، ومن هى الجهة المسئولة عن ذلك ..
** هذه هى نهاية المطاف بعد مرور السنين الطويلة على قرار قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" بعدم زيارة القدس ، وإذا كان هذا هو حال الأقباط الأرثوذكس .. فماذا عن إحتفال الطوائف الأخرى بهذه الذكرى المقدسة ..
** سوف أذكر بعض هذه الإحتفالات وطقوسها قبل سبت النور وظهور النور الإلهى ، وهو الإحتفال بـ "خميس العهد" ..
** إحتفل الروم الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك والكنيسة الإيطالية والفرنسية والأسبانية والألمانية وبلجيكا وبولندا والحبشة والفلبين والأردن ، كما ترأس القداس الإلهى كبير الأساقفة السكرتير العام لبطريرك الأرمن الأرثوذكس ، هذا بجانب مشاركة المئات من الحجاج والزوار لمراسم الإحتفال ..
** كذلك ترأس المطران "مارسو بريون" نائب البطريرك العام للكنيسة الأنطاكية السريانية الأرثوذكسية فى القدس والأردن ، والأراضى المقدسة .. القداس الإلهى فى كنيسة العذراء للسريان الأرثوذكس فى مدينة "بيت لحم" ..
** كما جرى الإحتفال فى الكنيسة للسريان الكاثوليك فى مدينة بيت لحم ، ترأسه مطران السريان الكاثوليك فى القدس وبيت لحم .. كما ترأس رئيس المجمع الكنسى اللوثرى القس "سنى إبراهيم عازر" ، راعى كنيسة الفادى اللوثرية فى القدس صلاة خميس العهد ..
** كما إحتفل الأحباش الأرثوذكس بخميس العهد ، وترأس الإحتفال المطران دانيال وعاونه لفيف من المطارنة القادمين من أثيوبيا والمئات من الحجاج والزوار الأحباش .. (لاحظوا أنه لا وجود نهائى للكنيسة المصرية الأرثوذكسية )..
** وهنا نتوقف قليلا لطرح بعض الأسئلة الهامة ، ونحن نعلم أن الجميع فى الطراوة ، ولذلك لن نحصل على أى إجابة لإفتقادنا الشجاعة فى مواجهة الأحداث ..
السؤال الأول :
** أين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية من هذا العرس الجميل .. ألم يشعر كل قبطى غيور على وطنه وكنيسته بالحزن الشديد لتغيب الكنيسة الأرثوذكسية التى تعتبر أنها الكنيسة الأم !! .. ألم تشعر وأنت تشاهد مشهد إنبثاق النور الإلهى من قبر المسيح بالغيرة والرغبة الشديدة فى مشاهدة هذه المعجزة والتعايش معها ..
السؤال الثانى :
** هل من اللائق أن يمارس الأقباط شعائر الصلاة فى إحدى قاعات الأفراح والمطاعم ؟ .. رغم توافر العديد من الكنائس فى كل المدن والأحياء داخل مدينة القدس وبيت لحم ، وتل أبيب ، ويافا ، والجليل ، والناصرة ، وعين كرم ..
السؤال الثالث :
** لماذا سمح للأقباط الأرثوذكس المصريين بزيارة كل الكنائس والأماكن المقدسة ، ولم يسمح لهم بأداء صلاة خميس العهد فى إحدى هذه الكنائس .. هل هو نوع من العجرفة التى إنتابت بعض الطوائف المسيحية ؟ ..
السؤال الرابع :
** هل تحقق وعد قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" ، بعد هذه الأعوام بألا يدخل القدس إلا بعد تحريرها ، وماذا بعد وقوع القدس الشرقية والقدس الغربية تحت السلطة الإسرائيلية ، وليس القدس الغربية فقط .. فلم يعد هناك أى قيمة للجدار العازل التى صنعته إسرائيل بطول الشريط الحدودى بعد ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية ..
السؤال الخامس :
** هل حققت المقاطعة أى نتائج إيجابية تبشر بقرب حلول تحرير القدس ، أم الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر مازالت تعيش فى هذا الوهم بينما كل دول وكنائس العالم تدعو وفودها لزيارة القدس والإحتفال بعيد القيامة المجيد من داخل كنيسة القيامة بالقدس ..
السؤال السادس :
** من المسئول عن الإهانات التى يتعرض لها أقباط مصر والتى تصل لحد منعهم من دخول بعض الكنائس بزعم كثرة العدد ..
** أشياء كثيرة تضيع والجميع لا يتحدث عنها ، فهل هى السلبية التى تعودنا عليها ، هل سيأتى اليوم الذى يتقلص فيه عدد الحجاج المسيحيين ، وبالتالى علينا ألا نبحث عن الأثار المسيحية ، لأننا من ضيعناها بأيدينا .. فلا نلوم غير أنفسنا والكنيسة الأرثوذكسية التى ساهمت كثيرا فى صنع هذه الأحداث ..
** الأمر ليس كذلك فحسب .. بل أن هناك حالة إستفزاز دائمة لكل الأفواج المصرية من قبل الفلسطينيين والتى وصلت إلى حد الكراهية .. وأثناء مرورك بالمناطق التجارية والأسواق المتقاربة سوف تسمع نعيق البوم والضفادع من الفلسطينيين وهم يسبون فى المشير عبد الفتاح السيسى ، وفى الجيش المصرى ، ويتحسرون على المعتوه "محمد مرسى العياط" ويطالبون بإعدام مبارك ..
** إنها كراهية بلا حدود ، ولولا خوفهم من الشرطة الإسرائيلية المنتشرة بصورة مكثفة ، لقاموا بالإعتداء على كل المصريين سواء كانوا أقباطا أم مسلمين .. إنه الواقع الذى لمسناه بأيدينا ، بل كل الأفواج المصرية لمست ذلك ..
** وأخيرا .. دعونا نتساءل ، ماذا بعد ؟!!!
** إننى أعتقد أنه لو إستمر الحال كذلك دون إتخاذ موقف من الكنيسة ، أولا بوقف قرار قداسة البابا المتنيح وترحيب الكنيسة الأرثوذكسية بكل الراغبين فى زيارة كنائس القدس طوال العام ، والتبرك بالأماكن المقدسة ، مهما كانت بعض الإنتقادات وردود الأفعال المعروفة بالتنطع والتآمر على الكنيسة والأقباط .. فكلمة الحق يجب أن تقال ..
** لقد أولت الدولة المصرية كل الرعاية والإهتمام بالمسافرين .. كما بذلت شركة مصر للطيران كل جهودها وترحيبها بالمسافرين .. بل وجدنا كل ترحيب من كل الضباط والعاملين بمطار القاهرة الدولى ..
** والأن .. الكرة فى ملعب الكنيسة الأرثوذكسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للحفاظ على مقدساتنا فى الأراضى المقدسة ، ونحن فى إنتظار قرار قداسة البابا تواضروس حتى لا يأتى اليوم الذى نفقد فيه حماسنا للذهاب إلى القدس ، وزيارة أعظم الأماكن المقدسة للأقباط فى العالم ..
** هذا بعض القليل مما رأيته خلال زيارتى للاماكن المقدسة .. وإنتظروا المزيد من التفاصيل والمواقف بالصور والمستندات !!!
                                                               
صوت الأقباط المصريين

المُنتَشِر/ فؤاد نعمان الخوري


I
هل تذكرُون المنتشِرْ؟
إنّي الغريبُ المنتشِرْ،
مثل النُعاسِ، أو الوباءِ،
أو الزُجاج المُنكسِرْ...
أو نقطة الزيت التي
وقعَت على ثوبٍ أنيقْ؛
أو ظلّ غيمٍ نام في كنف الطريقْ..
ولعلّنِي العنقودُ
في كَفّ المسافةِ يَنعصِرْ،
كي ينتشِرْ!

II

مَن شَقَّ صدرَ هويّتِي
فَتبعثرَتْ حُريَّتي
في الأمكنَهْ؟
هل لي زمانٌ بعدُ
بينَ الأزمنَهْ؟
قُلْ لي بربِّكَ:
 مَن أنا؟

III

في النقطةِ الوُسطى أضُمُّ يديَّ
خوفاً أو صلاةْ؛
والغُربتانِ تُلقِّنانِي الأُغنياتْ!
مَن علّقَ القمرَ الخجُولَ
على صليبِ الذكرياتْ؟
فَوقفتُ في حرَم الحياةْ
أرجُوحةً مشدُودةً
بين الإقامةِ والشتاتْ...

IV

وأنا انتشرْتُ لأنّني
ما كانَ لي
بين القبائلِ، فُسحةٌ لتأمُّلِ،
وبطاقتي كانت لغيرِ مُقاتِلِ...
"نَقِّلْ فُؤادَكَ"؟ لا،
ولكِن، منزلي؛
يبقى فُؤادي نجمةً
تغفُو على كتفِ الحبيبِ الأوّلِ!

V

والمُنتشِرْ:
لا تحسبُوه سلالةً قد تندثِرْ،
بل شاهِداً ومُشاهِداً
ملَّ الفضائيّاتِ والجدَلَ القذِرْ...
لم ينحسِرْ
عن عينهِ لونُ الكرُومْ،
ما زالَ يوجعُهُ صدى "وطن النجومْ"،
ويصيحُ في الليلِ الخَطرْ:
أين الضميرُ المستتِرْ؟

VI

ولقَد يطُولُ الانتظارْ،
في جلجُلاتِ الإنتشارْ،
والنارُ في تلك المجاهلِ تستعِرْ،
تمحُو الربيعَ وتنتشِرْ!
خُذني الى تلكَ البلادْ
حِبراً تطعّمَ بالرمادْ،
وعلى بساطِ الثلج دَعني أنتشِرْ،
يمتصُّني شوقُ الترابِ وأنصهِرْ...
سأُعانقُ الهمَّ القديمْ،
وسأرتدِي الحُزنَ المقيمْ؛
لكنّنِي لَن أعتذِرْ!
+++++

سدني 12 نيسان 2014

أغرسُ عصاي/ كريم عبدالله


أغرسُ عصاي
في جسدٍ
على حافّةِ الأنهيار
يتقلّقلُ
ألوانَ قوس قزح
ارسمُ
وأخطّطُ النشوةَ ربيعاً
يتلاشى وجعُ الحنينِ بالمساماتِ
في قبّلةٍ تصطكُّ لها فرائصي
فتتدلّى عناقيد اللذّةِ
في فمٍّ ظامىءٍ لا تحدّهُ المسافات
كلّما أبحثُ في مغاوري
تمتدُّ جذوري نحوَ المستحيلِ واللاجدوى
كم تبتعدْ عن آخرِ محطّاتي
وعن آخرِ تذكارٍ منحتهُ في لحظةِ ضعفي ؟ !
ولكمْ تقتاتُ على ذاكرتي
قصور الأحلامِ
وقد هجرتها مليكاتي ؟ !
خطوة واحدة أقترب
أميالاً تفصلنا
فنأكلُ لحمَ هزائمنا النيّْء
كمْ وددتُ لو أكنْ طيراً مهاجراً
يتراقصُ
على قصبةٍ
يأخذها الموج بعيداً
فيعمّدني الهور عارياً تحتَ أمطارهِ
فأعودُ
منْ جديدٍ
لجذوري
أتنفّسُ
في طينةٍ
رائحةَ أمّي . . .

الوثائق والتوضيحات الضرورية للمشاركة في الانتخابات العراقية في المهجر/ يوحنا بيداويد

ايام واوقات الانتخابات في الخارج:
ستجري الانتخابات في الخارج على يومين، يوم الاحد 27 نيسان ويوم الاثنين 28 نيسان 2014،
من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة عصرا.

التصويت لكوتا الاقليات:
تعتبر كوتا الاقليات (المسيحيين والمندائيين والشبك واليزيديين) دائرة انتخابية عراقية واحدة، ويحق لكل عراقي (وليس ابناء الاقليات فقط) ومن اي محافظة في العراق او الخارج التصويت لقوائم الكوتا.

ملاحظة مهمة حول انتخابات الكوتا:
تطبق نفس تعليمات المفوضية حول الوثائق الثبوتية للمشاركين في انتخابات الكوتا. اي ان في سجل الناخبين يتم تدوين البيانات التالية: الاسم الثلاثي، سنة التولد، اسم الأم، نوع ورقم الوثيقة الأولى، نوع ورقم الوثيقة الثانية، اسم المحافظة وتوقيع الناخب. وعليه فان المشاركين في التصويت لكوتا الاقليات يجب تقديم نفس الوثائق المطلوبة من غيرهم للمشاركة في الانتخابات. 

الوثائق المطلوبة للمشاركة في الانتخابات العراقية في الخارج:
1- اعتماد وثيقتين رسميتين على ان تكون احداهما وثيقة عراقية رسمية اساسية تثبت أهلية الناخب للتسجيل والاقتراع بكونه عراقي الجنسية، وان يكون قد اكمل الثامنة عشر من العمر. ويثبت انتمائه للمحافظة التي يصوت لمرشحيها.

2- اما العراقيون الذين لا يمتلكون وثائق رسمية عراقية (البنات والابناء المولودين خارج العراق) فبإمكانهم تقديم احدى الوثائق الاجنبية بالإضافة الى وثيقة عراقية اساسية تثبت بنوته لأب او أم عراقية.
اي ممكن للأولاد تقديم اجازة سوق للدولة التي يسكن بها مع شهادة الجنسية العراقية او الاحوال المدنية للأب او الأم، ومن الافضل تقديم شهادة الميلاد في تلك الدولة التي تحمل اسم الاب او الام. او بيان ولادة مصدق من السفارة العراقية في تلك الدولة. 

3- الوثائق العراقية الاساسية المطلوبة – يجب استعمال واحدة من الوثائق الاساسية الخمسة التالية مع وثيقة ساندة عراقية او اجنبية.
الوثائق الاساسية:
تقبل فقط الوثائق الاصلية ولن تقبل النسخ او الصور.
1-. جواز سفر عراقي نافذ المفعول
2- هوية الاحوال المدنية
3- شهادة الجنسية العراقية
4- دفتر النفوس العراقي لعام 1957 - على ان يحتوي على صورة فوتوغرافية تثبت الشخصية
5- صورة قيد صادرة عن دائرة الاحوال المدنية - على ان يحتوي على صورة فوتوغرافية تثبت الشخصية
6- اجازة السوق العراقية الحديثة النافذة

الوثائق العراقية الساندة:
بطاقة الناخب الالكترونية
البطاقة التموينية
بطاقة السكن، وبالإمكان اعتبارها وثيقة اساسية لرب العائلة فقط

الوثائق الاجنبية الساندة:
بطاقة اللاجئين الصادرة عن الامم المتحدة
شهادة الصليب الاحمر او شهادة الهلال الاحمر
اجازة السوق الصادرة من البلد المقيم فيه
هوية الاقامة الصادرة من البلد المقيم فيه
جواز السفر الخاص ببلد الاقامة
شهادة الميلاد الصادرة من السفارات العراقية مع وثيقة اخرى ساندة على ان تكون وثيقة عراقية وليست اجنبية
شهادة التخرج من الجامعات الاجنبية على ان تكون مصدقة من وزارة الخارجية - نسخة طبق الاصل
وثيقة اللجوء الوطنية للعراقيين في الخارج الصادرة من بلد الاقامة

خطوات التصويت:
يقوم موظف الاقتراع بتسجيل اسمك في سجل الناخبين ، وتوقع امام اسمك في السجل.
يتم تزويدك بورقة اٌقتراع وتتضمن اسماء الكيانات المشاركة في الانتخابات في محافظات العراق وحقل خاص بأرقام المرشحين.

في سجل الناخبين يتم تدوين البيانات التالية:
الاسم الثلاثي
سنة التولد
اسم الأم
نوع ورقم الوثيقة الأولى
نوع ورقم الوثيقة الثانية
المحافظة التي يصوت لها
توقيع الناخب.

يمكنك التصويت لكيان سياسي واحد بوضع اشارة صح /\ في المربع الموجود امام اسم الكيان الذي تريد ان تصوت له، ومن الممكن التصويت لمرشح معين ضمن الكيان السياسي الذي اخترته بوضع اشارة صح امام رقم المرشح الذي تريد التصويت له.

وتكون اسماء الكيانات في الجانب الأيمن من ورقة الاقتراع . وتكون ارقام المرشحين موجودة في الجانب الأيسر من ورقة الاقتراع.

يوضع سجل الناخب مع ورقة التصويت في ظرف سري وعند ادخال البيانات الكترونيا يتم تدقيق سجل الناخب مع المحافظة. واذا لم يطابق سجل الناخب المحافظة حسب بيانات النفوس والمفوضية فلن يحسب الصوت.

فبسبب عدم وجود البطاقة الانتخابية في الخارج فقد لجأت المفوضية لهذه الطريقة لتثبيت عراقية ومحل سكن المنتخب. ففي نهاية الايام الانتخابية وفي كل مركز انتخابي خارج العراق تفتح الظروف السرية لكل ناخب ويجري تسجيل بيانات الناخب ومحافظته (المسجلة في استمارة منفصلة عن استمارة التصويت ولكنها موجودة في نفس الظرف السري) في قاعدة بيانات الكترونية متصلة مباشرة بمركز المفوضية العليا في العراق ويجري تدقيق معلومات المنتخب للتأكد من عراقيته وانتماءه للمحافظة.

ويجري هذا التدقيق بالاستناد الى القاعدة البيانية التي تستعملها المفوضية والتي تشمل سجلات النفوس والاحوال المدنية والمعلومات من الانتخابات السابقة. وعند ارسال معلومات التصويت للمنتخب يجري مطابقتها مع معلوماته البيانية عن طريق رقم سري يجمع وثيقة بيانات الناخب مع استمارة التصويت.
ولذلك فمن المهم جدا توفير الاوراق الثبوتية العراقية المطلوبة من قبل المفوضية لكي لا يضيع صوتك.

ملاحظة مهمة:
تعتبر ورقة الاقتراع باطلة في الحالات التالية:
اذا تم اختيار اكثر من كيان.
اذا وضعت اشارة امام المرشح فقط بدون تأشير الكيان.
والصحيح هو وضع اشارة امام الكيان فقط، او وضع اشارة امام الكيان واشارة امام مرشح واحد من ذلك الكيان.

حساب الاصوات وسانت لوغو:

سيجري حساب اصوات المنتخبين في العراق حسب قانون سانت ليغو المعدل وفيه يقسم عدد الاصوات التي حصل عليها كل كيان على الارقام التالية: 1.6 ، 3 ، 5 ، 7 ، 9 ، 11 ...الخ. وتوضع هذه الارقام في جدول. ثم توزع المقاعد البرلمانية وحسب حصة المقاعد البرلمانية لتلك المحافظة على أعلى ارقام ناتج القسمة بعد عملية التقسيم الحسابية. فالمقعد البرلماني الاول يذهب الى الكيان الذي يحصل على اكبر ناتج قسمة بعد القسمة الحسابية، والمقعد الثاني يذهب الى الكيان او القائمة التي تحصل على ناتج القسمة الحسابي الثاني في الجدول والمقعد الثالث يذهب الى ناتج القسمة
الحسابي الثالث في الجدول وهكذا...الى ان يأخذ كل المندوبين من المحافظة المعينة مقاعدهم. 

كلمة اخيرة:
 نتمنى ان يشارك اكبر عدد ممكن من عراقيي الخارج في الانتخابات البرلمانية القادمة وان ينتخبوا الافضل من اجل التغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية العابرة للمحاصصة الطائفية والاثنية، ومن اجل إنهاء الارهاب والفساد والانقسام، فالتغيير بأيديكم. 

وهذا الرابط يحتوي على معلومات مفيدة عن انتخابات الخارج في موقع المفوضية المستقلة العليا للانتخابات

http://www.ihec.iq/ar/index.php/ocv2014.html

nabil_roumayah@yahoo.com

نيسان 2014

للمزيد في موقع الاتحاد الديمقراطي العراقي
http://www.idu.net/mod.php?mod=news&modfile=item&itemid=29831
شكر خاص للاخ نبيل روما وفوزي دلي اللذين ارسلا هذه التوضيحات

من اجل ايصال هذه التوضحيات لابناء شعبنا والعراقيين عموما يرجى نشرها بالوسائل التالي:
الجرائد
الاذاعات
برامج تلفزيونية محلية
فيسبوك
تويتر
ايملات داخلية
ومواقع الالكترونية
وبدورنا نطلب من جميع ابناء شعبنا والعراقيين جميعا ان يحضروا الانتخابات العراقية ويعطوا اصواتهم للكتل التي يؤمنون بإخلاصها للوطن، ويفضل ان تكون ضمن الكتل الصغيرة كي يتم كسر احتكار السلطة لدى القوائم الكبيرة التي لم ترغب بإجراء اي تغير عن سياساتها على ارض الواقع.
بالنسبة للعراقيين في المهجر ان يتم عدد كافي من المصوتيين ( بالاخص استراليا) لان ربما يتم حذف في السنين القادمة  البلد لا تصل نسبة التصويت فيها النسبة المقررة من قبل الموفضية ، فيضع حقهم في ادلاء اصواتهم. فهذه مهمة الجميع ان لا يسكتوا العراقيين في المهجر من مشاركتهم في بناء وتقرير مصير الوطن.


فصح اليهود اعتداءٌ واغتصاب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يصادف هذه الأيام عيد الفصح اليهودي، وبالعبرية يسمى عيد "البيسح"، وهو أحد الأعياد اليهودية الرئيسية، ويحتفلون به لمدة سبعة أيام، بين 15-21 أبريل/نيسان، وذلك على حسب التقويم اليهودي، يمتنعون خلاله عن أكل كل خبزٍ مخمر ومملح، ويتخلون قبله عن كل طعامٍ مخالفٍ، حيث يعتقدون كما ورد في سفر الخروج، أن الله قد أنقذ اليهود خلال هذه الفترة من مصر الفرعونية، وأخرجهم منها إلى الأرض المقدسة.
على الرغم من أن هذا العيد يذكر اليهود بالظلم والمعاناة، فيسترجعون خلاله فترات الاستعباد والاستحياء التي عانوا منها في ظل مصر الفرعونية، ويقولون بأن الله قد منَّ عليهم برحمته، وأنقذهم من الذل والموت والهوان، إلا أنهم في هذه الأيام من كل سنة، يقومون بالإعتداء على المسجد الأقصى، وعلى سكان مدينة القدس، في محاولاتٍ منهم لا تنتهي لتدنيس الحرم، أو اقتطاع مساحاتٍ وباحاتٍ منه خاصةً بهم، كما يمنعون أغلب الفلسطينيين من دخول مسجدهم والصلاة والصلاة، وقد دخله في الأيام الأخيرة مئات الجنود المدججين بالسلاح، في استفزازٍ مقيتٍ متكرر.
في عيد الفصح اليهودي، نتذكر اعتداء المجند اليهودي هاري غولدمان على المسجد الأقصى، حيث قام بتمزيق القبة الذهبية بعدة طلقاتٍ نارية، مازالت آثارها باقية حتى اليوم، وذلك في أبريل/نيسان عام 1982.
وقد أعتقلتُ الاعتقال الثاني في السجون الإسرائيلية، في سجن غزة المركزي "السرايا" منتصف شهر أبريل/نيسان عام 1982، خلال أعياد الفصح اليهودية، ضمن مظاهرات الغضب التي عمت مختلف الأراضي الفلسطينية، على خلفية اعتداء الصهيوني غولدمان على المسجد الأقصى المبارك، وتمت محاكمتي سجناً وغرامة مالية بتهمة توزيع بياناتٍ تحريضية، والمشاركة في مظاهراتٍ وأعمالٍ تخريبية.
إنهم في كل مناسبةٍ دينية، يكررون أنفسهم، ويعتدون على القدس والأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولا أظن أن جهودهم ستتوقف، ومحاولاتهم لن تتكرر، فها هم يتجمعون هذه الأيام لإقتحام باحات الحرم، والصلاة فيه، تحت حماية وحراسة الشرطة والجيش الإسرائيلي، في محاولاتٍ مستفزة وطائشة لمشاعر الفلسطينيين، حيث يمنعونهم من دخول الحرم، بينما يسمحون لمجموعاتهم الدينية المتطرفة بالتجوال في ساحاته، وكلهم أمل أن يتمكنوا من هدم المسجد، وإقامة هيكلهم الثالث المزعوم مكانه، وقد بدأوا كما يدعون بتجهيز حجارته التي سيبنى بها، فقد آذن بزعمهم زمانه، وآن أوانه، فهل ينتبه العرب والمسلمون إلى خطورة ما يواجهه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعلّمَ زهرةً وكتبَ وردة / شوقي مسلماني

1 (ورقة)  
أقصى الحيلة 
هي هذه السكّين 
لهذا الخروف المسكين؟. 
** 
2 (ستارةُ الليل)    
تلك الناحية 
وكما تراها بأمّ عينك 
مهجورة للرمل 
حتّى أشجارها القليلة تغرق 
وانظرْ كيف تُسدلُ ستارةُ الليل 
على عينِ الشمس. 
** 
3 (دموع الشمس)  
وكأنّما 
على العيون 
حجابٌ يكره الشمس 
 كلُّ انهيارٍ هو دموع 
وكلّ عاصفة هي اختناق. 
** 
4 (تعلّمَ زهرةً وكتبَ وردة)
ـ إلى سركون بولس ـ 
أوراقُكَ كتاب 
يأتي الأطفالُ إليه 
مِنْ كلِّ أطرافِ "أين". 
**
مِنْ مسافة إلى مسافة  
ومنذ وعيتَ  
أيُّها المسكوب 
مِنْ ضوعِ الفجر 
وفي كلّ مسافة 
تتعلّم زهرةً 
وتَغرس وردة 
والطريق صعود 
تحتَ سماء لا ترحم 
حتى توقّفَ الجسم 
عن اللِّحاق 
تماماً. 
**
الأفق خطّ واحد  
وهذا هو البحر 
وهذه هي الطيور  
وهذا هو الذي يجب أنْ يعيش.  
**
لا حاجة لهذه الجروح 
ولا لهذه الفوضى الدامية.  
** 
الخرافة كثيفة 
إلى حدود انعدام الرؤية 
وإلى حدود تمزيق شبكةِ الأمان.  
**
أُخِذَ القرار 
حتى كلّ هذا الموت الرهيب  
أُخِذَ قبلَ أنْ تعي هذه التي تُحاك.  
**
الأنبل 
ألاّ تكون حدود 
الأنبل 
هو الفضاءاتُ الواحدة  
الأرواح الواحدة  
العالم الواحد.  
**
مثل ما لا بدّ 
أنتَ 
أيُّها الجمرة 
تحصي 
وتحمل جبلاً 
على 
ظهرك. 
**
المحلّ رفيع 
يستحقّ الوفاء  
ونحنُ فيه 
جميعاً.  
**
أولى ألاّ يقع 
الذي يحلّق 
أولى أن يحلِّقَ عالياً 
دائماً.  
**
ممّا لا شكّ 
إنّ قلباً ينبض 
ممّا لا شكّ 
إنّ أحداً لن يستطيع 
أنْ يمنعَ صوتاً 
يُريد. 
** 
5 (حياة!)       
ابتسامةٌ عابرة 
في ابتسامةٍ عابرة.  
Shawki1@optusnet.com.au

عَرُوسُ الجَنُوب/ حاتم جوعيه


 ( ملحمة ٌ شعريَّة ٌمطوَّلة  في رثاء الشَّهيدة " سناء محيدلي " -  في الذكرى السنويَّة على استشهادِهَا  ) .
   إيهِ   لبنانُ   أنتَ  وَحْيُ   نشِيدي          نبعُ     إلياذتِي    وَسِحرُ   خُلودِي 
أنتَ  تُذكي  في عمقِ ِ ذاتي  ألهًا          يتحدَّى  اللَّظى      وهولَ    القُيُودِ 
ويَراعي   ما  زالَ  ينطِقُ   بالأمْ           جَادِ   والشِّعر ِ  فوقَ   كلِّ   صَعِيدِ 
وَأغانيَّ   لم  تزلْ   تُلهبُ   السَّا           حَاتِ   نارًا   تدوي  دَويَّ  الرُّعُودِ 
علَّ شعبي يَصحُو مِنَ النوم ِ والإرْ        هَاق ِ   يخطُو   لنيلِ   حقٍّ    شَريدِ
عَلَّ شعبي يَصحُو مِنَ النوم ِ والإرْ        هَاقِ ِ   يصبُو  لأجل ِ عيش ٍ  رَغيدِ
كم  نثرنا على  ثرَى الوطنِ  الغا           لِي   نفوسًا   كانت  منارَ  الوُجُودِ 
إيهِ   لبنان   أيُّهَا   الوطنُ   المِعْ           َطارُ ...  لم   تنحَنِ ِ  جبَاهُ   الصِّيدِ 
أنتََ   تشكُو  وأهلُنا  في   نضال ٍ           مُسْتمِتٍ .., يخطُونَ  مثلَ  الأسُودِ 
في المتاريس ِ  يكبرُونَ  شُمُوخًا            لم   يبالوا  الرَّدَى  وكلَّ   السُّدُودِ 

    يا     تُرابَ      الجنوبْ           أنتَ        أغلى       وطنْ 
    ألهبَتكَ           الحُرُوبْ           وَطوَتكَ              المِحَنْ   
    سأغنِّي             هَوَاكْ           قبلَ      ضَمِّي       الكَفنْ 
    ما      أحَيلى      سَمَاكْ           في      ليالي       الشَّجَنْ   
    ففؤَادي             فِدَاكْ             للعُلا                مُرتهَنْ  

لبنانُنا     يبقى    مَدى    الأزمان ِ        نبعَ     الوَفاءِ    ونزهة َ   البُلدَانِ ِ
لبنانُ  في القلبِ  الجريح ِ مُقدَّسٌ          وَحْيُ    الخيال ِ  وقبلة ُ  الأوطان ِِِ 
قد  فاحَ عطرًا فيي  دَمي ولواعِجِي           ذكراهُ   في  قلبي   وفي  وجدَاني 
لبنانُ    جنَّة ُ    خُلدِنا     فسماؤُهُ         مِثلُ    اللُُّجَين ِ    بنورهَا    الفتَّان   
جاؤُوا   يُعيثونَ  الفسَادَ   بأرضِهِ          كم    يقصفونَ   روائعَ    البنيان ِ 
لكنَّ    لبنانَ  الأشمَّ   على  المَدَى          يبقى    قويًّا    شامخَ    العُنوان ِ   
هَزَّتْ شعُوبَ الأرض ِ هِمَّة ُ شعبِهِ          فيرَونهُ    صلدًا   على   الحدثان ِ 
لبنانُ أرض ُ المجدِ  فخرُ عروبتي         بصُمودِهِ ... برجالِهِ      الشُّجعَان ِ   

زَحَفَ الغُزاة ُ على   ثراكَ  تقدَّمُوا         فالقصفُ   يهوي   والقُرَى  تتهدَّمُ 
ضَنُّوكَ   سهلاً    فابتغَوكَ   مَطِيَّة ً        خابَ  الغُزاة ُ على  ذراكَ  تحطَّمُوا 
هذي   حُشُودُهُمْ   تعُودُ   بخِزيِهَا          نحوَ  الجليل ِ،  وعارُهَا  لا    يُكتمُ  
كم   مرَّ  غزوٌ   قد  علتْ   راياتُهُ         رجعَ    الغُزاةُ    بخيبةٍ    وتبرَّمُوا 
تبقى   عرينا ً    للتَّحَرُّر    والفِدَا          شَهِدَتْ  لبَأسِكَ   شَمسُنا   والأنجمُ 
"بيرُوتُ" تاجُ المَجْدِ أغنيَة ُ الفِدَا         " بيرُوتُ" وَحْيِي والخَيَالُ المُلهِمُ     
" بيرُوتُ " تبقَى للشُّعُوبِ منارَة ً         عرَبيَّّة ً   بيروتُ    مَهما    هَدَّمُوا 
يا  أمَّتِي  سيري على دربِ اللَّظى          دربي   تعَبَّدَ   بالجَمَاجم ِِ  فاعْلمُوا 
فأنا "سناءُ " المجدِ  أفدِي  أمَّتِي          بدَمي ... بروحي ... للفِدَا    أترَنَّمُ  

    يا      رَوَابي      العُلا         إنَّنا         لم        نَمَلْ   
    سوفَ     يأتي ...  غدًا         لا     تقولي      ارتَحَلْ 
    فجرُنا             يَجتلي         وَستَسجُو          المُقَلْ 
    سَيزُولُ           الدُّجَى          إنَّ      شعبي      بطلْ  
    قلبُهُ               مُترَعٌ           بالمُنَى           والأمَلْ 

   إيهِ     ريحَ    الجَنوبِ           فََحَيِّي              سَناءْ  
   إنَّها                حُرَّة ٌ           قد      مَضَتْ     للفِدَاءْ 
   فارتوَتْ          غضبًا           وَهْيَ     رمزُ     الإبَاءْ  
   يا       بني       أمَّتِي            فلتَصُنوا          الوَلاءْ   
   كُلُّنا      في     اللَّظى             يا     بلادِي      سَوَاءْ  
   فارفعُوا        صوتكُمْ            طابَ      طعمُ    الفِدَاءْ    

   لن     نترُكَ    الطغيانْ          حتَّى      يمُرَّ       الليلْ   
   فَهَوَاكَ      يا      لبنانْ          يكوي  ضُلُوعَ   الصَّدرْ 
   قُلْ   لي   وَكمْ    سَجَّانْ          مِنْ      دَمعِنا     يَجتَرْ 
   يَمضي   إلى    النيرَانْ           يُسقى  لظى   والجَمرْ   

   نارٌ     على       أوتادْ           في   السَّهل ِ  والوادِي 
   إنَّا      على      مِيعَادْ           كم     طالَ      مِيعَادِي  
   فلْيَرْحَل ِ        الأوغَادْ           يا      تُرْبَ     أجدَادِي 

  دَربي     أيَا      لبنانْ             مُعَبَّدٌ            بالشَّوكْ  
  وَصَعْبُهُ     قد     هَانْ            عَيني    على     عَينَيْكْ 
  وَأنتَ    في   الوجدَانْ             يا     شعبَنا       لبَّيْكْ 

  أنا     بنتٌ     جَنُوبيَّهْ             بنار ِ   البُعدِ     مَكويَّهْ 
  جبيني   أسمَرٌ   يسمُو            وَتَعلُو  الرَّأسَ   كُوفيَّهْ 
  لبستُ الحُزنَ  مُرغمَة ً            فأرضُ الأهل ِ  مَسْبيَّهْ    
  إلامَ الصَّمْتُ  يا شعبي             فهَيَّا      للرَّدَى     هَيَّا  
  يطيبُ الموتُ  يا أهلي            "سناءُ" غَدَتْ   ِفدَائِيََّهْ  
  أنا    سَمرَا    جنوبيَّهْ             بنار ِ    البُعدِ    مَكويَّهْ   
  جُنوبي     كلُّهُ     نارٌ              وَثُوَّارٌ            لِحُرِّيَّهْ  

  جبيني   أسمَرٌ   كالقَمْ            ح ِ  كم  يَهْوَاهُ   أترَابي 
  وَعُنقي  تلكَ  ما  لانت            لعاصفةٍ        وَحطَّابي 
  هزيعُُ   الليل ِ  أسهرُهُ             بلا    أهل ٍ     وأحبَابِ 
  وَغُصنُ   الأرز ِ  أحملُهُ          شعارًا    فوقَ   أهدَابي

  سأمضي  كلَّ  مشواري         على  جَبل ٍ  وفي  غابَهْ   
  سَيُذهلُ   عَيْنَ   أعدَائي          صُمُودي  خلفَ   دَبَّابَهْ   

  ألا  لبنان   ما   برحَتْ            دِماءُ   الأهل ِ  كالنَّهر ِ    
  تسيلُ على الرُّبَى هَدرًا            ألا   شُلًَّتْ   يدُ   الغدر ِ  

يا دَمعَة َ الوجدانِ   لا   تتساقطي    
خَلِّيكِ   في  سِرِّي  ولا  تسري  لتفضَحَكِ العُيُونْ 
كلُّ  الجراح ِ تنطيبُ ، والعبراتُ لا تشفي الطعينْ  
إنَّا سنبقى في  الخنادق ِ صامدِينْ 
إنَّا  سنبقى  شعلة ً وضَّاءَة ً...  
سَتُضيىءُ دربَ الفجر ِ ... إنَّا  في خُطانا  سائِرُونْ 
نمشي  ولا  نخشَى  المَنونْ
هذي جذوري  يا  بلادي في  هواكِ  تعَمَّقتْ  
في  كلِّ  شبر ٍ  نحنُ   مُنزرعونْ  
سنعيدُ فردوسَ الحياةِ  وتنرجعُ الآمالَ  سكرَى 
مثلما    كانت  بسمة ُ الطفل ِ الحزينْ  
ويعودُ   أهلي  النازحونْ  

لولا  عشقتُكِ   يا  بلادِي  كالإلهِ  يُظِلُّ  أكنافَ السَّمَاءْ  
لولا أخذتُكِ  يا بلادِي مَعبَدًا 
وعشقتُ فيكِ  الحُزنَ  والآلامَ  حتى الإرتواءْ  
وأخذتُ من نهديكِ ألوانَ  الحنان ِ وكلَّ أنواع ِ العطاءْ   
وَرَضعتُ عطرَ المجدِ   ثمَّ  الكبريَاءْ 
ما كنتُ أصبو للعُلا  يومًا ولا  
رَوَّيتُ  لحني  من  ينابيع ِ  الفدَاءْ  
ما كانتِ الغيدُ الحسَان ِ تسيرُ في دربِ الشَّهادةِ ثمَّ ما  كانتْ " سناءْ " 

إنِّي  سأرحَلُ  يا   بلادي خَبِّري الأحبابَ عَنِّي ... خَبِّري 
أمِّي   وأهلي ... خَبِّري  كلَّ  الصِّحَابْ  
لا   تذرفوا  العَبرَات  من  بعدي  ولا    
لا ... لا   تلبسُوا   ثوبَ   الحدَادْ   

إنِّي  أوَدِّعُكُمْ   وعيني  بالبُكَا   لا   تدمَعُ  
إنِّي أوَدِّعُكُمْ  ولي  قلبٌ   بصدري  أروَعُ 
عزمي     يقدُّ    الصَّخرَ    والآمالُ    ما   
برحَتْ    تشعُّ    وَمِن    جبيني    تسطعُ 
أهوَى  الرَّدَى  كم  طابَ لي  طعمُ  الرَّدَى 
وَأوَاكبُ الأهوالَ في عتم ِ الدُّجَى لا أفزَعُ 
إنِّي    أنا     الطيرُ   المُغَرِّدُ    هَا    هُنا  
أمضي وذكري خالدٌ طول الزَّمانِ ويسطعُ  

قُولوا    لأمِّي     إنَّهَا      ذهَبَتْ          في     دَربِهَا     المَزروع ِ   بالنَّار ِ 
قولوا   لهَا   لا   تعتبي  " فَسَنا          ءُ "   سَتُرجعُ     الأمجادَ     للدَّار ِ 
فإذا  قضَتْ  فاهدِي الضَّريحَ  أكا          ليلاً      مِنَ    النِّسرين ِ    والغار ِ 

تمشي   على   الأشواكِ   داميَة ً          فالهَولُ    واكبَهَا      ولم     تخَفِ    
سارَتْ    على    عتم ٍ   يُشَيِّعُهَا           عتمُ    الدُّجَى  قد   مالَ   كالسُّجُفِ    

طابَ الرَّدَى فالرُّوحُ  قد  سئِمَتْ            إنِّي   اشتَهَيتُ  المَوتَ  يا   وطني 
أاظلُّ    في    عيشِي      مُعَذبَة ً           والأهلُ  في  خوفٍ   وفي   شجَن ِ  
فالموتُ    حقٌّ     إنَّهُ     حُلُمِي            سَأقولُها     بُشراكَ     يا     كفنِي   

إنِّي  مَنَ الشَّعبِ  الذينَ  هُمُ  هُمُ            لبُّوا   نِدا  الأوطان  ِ لم   يتثاءَبُوا   
أمضيتُ  ستَّة َ عشرَ عامًا  كُلها            هولٌ    شديدٌ    إنَّ  أرضي  تُنهَبُ   
لم   يتركِ  الأعداءُ  شبرًا واحِدًا            كم  دنَّسُوا  هذي  البلادَ  وَأرهَبُوا 
القصفُ يهوي،والبيوتُ تراكمتْ           أنقاضُها ... فربوعُ   اهلي   تندبُ 
لا  يحملُ الضَّيمَ المُعادي مَنْ  لهُ           عزمٌ      بأفكار ِ   التَّحَرُّر ِ   يُلهَبُ  
فأنا   سناءُ  بعمر ِ ازهار ِ الرُّبَى            تعبُ    الحياةَ    بلادَهَا   فلترقبُوا 
سارتْ "سناءُ " فلا تقولوا إنَّهَا            بنتٌ " سناءُ" ومع  دُمَاهَا  تلعبُ   
تمضي إلى دربِ الفدَاءِ  صغيرة ً            والغيرُ  في  ثوبِ  التَّزيُّن ِ يُعجَبُ  
كلُّ  العذارَى   بالحُليِّ   تفاخرَتْ            تبغي  الزَّواجَ   إلى  نوالِه  تطلُبُ 
تطلي وبالمكياج ِ وجهًا  كالدُّجَى           أحلامُهُم دونَ الحَضِيض ِ فأغضَبُ   
وَيَرَوْنَ وجهي مثلَ شمس ٍأشرَقَتْ          لكنَّ   نفسي  عن  غواهَا   تَعزُبُ 
كالقمح ِ  لوني   إنَّ   قلبي  أصلدٌ          تاهَ   افتخارًا   في   إبائي   يعرُبُ 
أأُلامُ   إن  غنَّيتُ   فجرَ  عروبتي          وأبثُّهُ   نجوى    الحنان ِ  وأطرَبُ 
أتلامُ  مَن  تبغي الشَّهادَة َ  سُؤدُدًا          وَتخوضُ  أهوالَ  الحُرُوبِ تُواكبُ 
ما   أجملَ  الموتَ  المُشَرِّفُ  إنَّهُ           حُلُمي .. وَإنِّي   للشَّهادَةِ    اطلُبُ 
فالقبرُ  صارَ  لغصن ِ قدِّي  وردَة ً          وَتَرَونَ  نعشي   بالدِّمَا   يتخَضَّبُ 
ريحَ الصَّبَا  يا ريحُ  لا..لن تندُبي           قولي  لأمِّي  نخبَ  مَجدٍ  فاشرَبُوا  
فترينها   مثلَ  الجنوبِ   بحُزنِها            ثكلى   على   نار ِ الأسَى   تتقلَّبُ  
أمَّاهُ     لا    تبكِ    فتاتَكِ    إنَّهَا            في   جنَّةٍ   بينَ   الخمائِل ِ  تلعبُ  
عيناكِ ،عيني، لا  تسحِّي  أدمعًا            لولا  الفداءُ   لما   بلادي  تُخصِبُ 
هذا   الطريقُ  يظلُّ   أنبلَ   غايةٍ           دربُ النضال ِ إلى  وُرُودِ  فاقربُوا 
إنِّي  اشتهيتُكِ   يا   بلادي   حُرَّة ً          تاجًا  على  هام ِ السُّهَى لا   يُثقبُ  
إنِّي   أردتُك   ِمِشعَلاً  في  شرقِنا           وَمَعينَ   مجدٍ   للعُلا   لا   يتضبُ     
إنِّي   أردتُكِ    يا    بلادي   جنَّة            تزهُو  على   كلِّ  البلادِ   َوتَعجَبُ  
إنِّي  عشقتُكِ  يا   بلادي  فاعلمي           لولا  هواكِ  لمَا   حَياتي   تُوْهُبُ     

  ليلٌ    على  " بيروت "        وَدَمٌ    على   " صَيْدَا " 
 المَوتُ     في     بيرُوتْ         يحلُو      لهَا       شَهدَا 
  كانتْ      لنا      ياقوتْ          قد       زيَّنَ       العِقدَا    
  ماتَتْ      بلا      تابُوتْ         فاسْتَخلدَتْ          مَجْدَا 

سَناءَ  العُلا   إنَّ    قلبي  اكتوَى            بنار ِ   البُعادِ      ونار ِ    الجَوَى 
سأمضي  سأمضي لنيل ِ الاماني           لأجل ِ    بلادي     يطيبُ    الرَّدَى   

سمعتُ   هتافكِ    قبلَ    الرَّحيل ِ           بأنَّ      الشَّهادة َ    ِبدْءُ    الحياة   
إذا   كانَ   لبنانُ   يُغري  بحتفٍ            لأجل ِ  فلسطينَ    يحلُو   المماتْ      

إلامَ   العذاب   فروحي   تلاشَتْ           وجسمي   طواهُ  الأسَى والشُّحُوبْ 
خُذيني .. خُذيني   لدربِ  الفدَاءِ           سأمضي  إليكِ   عروس   الجنوب 

وراءَ   الضُّلوع ِ  َترَيٍنَ    فؤَادي          مِنَ  الحُبِّ    والعشق ِ  كم   يخفقُ  
وتلكَ     فلسطينُ     تأبَى    أذاهُ           فتطلبُهُ           للفدَا          يُطلقُ  

غاضَ المُغيرُون عن  لبنانَ وانحَسَرُُوا    فالحقُّ  أقوَى على الطغيان ِ ينتصرُ 
حُيِّيتِ "بيروتُ "أنهارُ الدِّماءِ  زكتْ    عبيرُها  فوقَ أرض ِ المجدِ  ينتشرُ  
حُيِّيتِ " بروتُ " كم  ظلِّيتِ صامدَة ً     كم   تهزئينَ  ونارُ  البغي ِ  تستعرُ  
ناداكِ  شعبٌ أبيُّ  الخلق ِ مُصطخبٌ      لبَّيكِ .. لبَّيْكِ   أنتِ  الحُلمُ   والوَطرُ  
وَإنَّهُ      قسَمٌ      بالدَّم ِ      نَمْهُرُهُ     سنجعلُ  الأرضَ  تحتَ الظلم ِ تنفجرُ  
حُيِّيتِ بيرُوتُ أرضَ المجدِ من  بلدٍ      ما  لانَ عودُكِ  ماتَ الخوفُ والذعرُ   
على   جبينِكِ   تاجُ   الغار ِ مُنتصبٌ     قد تاهَت العُربُ مِن أشبالِكِ انبَهَرُوا  
صُنَّا  الكرامة َ لم  نحفلْ   بوارجَهم      فالشَّعبُ إن هَبَّ  لا .. لا  بُدَّ  ينتصِرُ   

                         (  شعر : حاتم جوعيه – المغار– الجليل – فلسطين )