القناديل العارية/ حسن العاصي

كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك

من أين ابدأ ؟
من الريح التي مزّقت صدري
وأدمنتها القصائد
أم من جرح الأسئلة
في جعبة الوقت المتساقط
هذا حزن مندس تحت ذاكرة الندى
وأنا أنتفض في غباري
على أرصفة الشروق الممتد 
نحو الشراع
أنا السّامق على بعد خسف وأحجار


فوق سطور الدهشة أقف وحيداً
أصرخ في جوف الفراغ
فيتشظّى الوقت
ليتناسل غراس موحشة
كأنّ هذه الصرخات قديمة
كهذا الليل الموروث
وهناك كان فرحي مسجّى
بين قوافل الموت
واحتضار الأزهار

على كتف اللّيل أقف
وحيداً كسوسنة سوداء
والحوريات يراقصن خيوط الماء
تنسدل العتمة على وحدتي
هذا رماد الذاكرة
منثور فوق أجفان الخيبات
هذا العشب حكايات تحترق
وهذا السكون ريح
تنقل بياض الإنشطار

أرتمي على وهج الشمع
فقاعات من تواشيح نازفة
وعند ساقية الفراغ
أقتلع ضفاف الدهشة
ربما ينبلج الصباح
شجر أسود
كان الحلم نائم على أجفان خائفة
لايقوى على الطعن
كان البحر ظمآن
والنوارس تغفو على مد وانكسار

يتآلف حزني مع النهر المتكئ على قلبي
أن يغضب البحر
على أهداب الريح
كخفق العوسج فوق رابية الرحيق
المنسدل شرفة في الظلام
جاء الموت
أيقظ جمر الحزن ورحل
وعرش الفراغ
تسلق نصف بياض
يرتّل مرايا اللوعة
عند مغيب الأمطار


تتكسّر الزوايا في صراخي
وتتساقط الأمواج من رأسي
كساقية لاضفاف لها
مثل ماء ثَجّاج
يغرق الغبش غابة الصنوبر
تخلع الغابة تفاصيلها
ويعود العصفور مسبّل العينين
والقناديل عارية الصرير
وأوراق المطر حفيف على ظل الجدار

التيفو ودوخة العراقي/ الدكتور رافد علاء الخزاعي

دائما يراجعنا في العيادات الخاصة واستشاريات المستشفيات الحكومية  مرضى يشكون من الصداع او الدوخة وأسهل تشخيص لحالتهم هو التيفو كما يسموه البغادة واغلب العراقيين  ويسميه المتعلمون مرض التايفؤيد او الحمى التايفويدية وقد اطلق عليه هذا الاسم لان اعراضه مشابه  قبل اكتشاف المضادات الحيوية في اربعينات القرن الماضي يشابه مرض التايفوس او التيفوس او الحمى  النمشية(Typhus) وهو مرض تسببه الريكتسيا وهي جرثومة اقرب للفايروس من البكتريا وينتقل عن طريق قمل البدن وكان منتشرا ولازال في بلاد الافغان وايران.
 ان حمى التايفؤيد او الحمى التيفية( typhoid fever) هو من الامراض المتوطنة في العراق ويعتبر ايضا من الامراض المعدية عن طريق المياه والاشربة والاطعمة الملوثة بجرثومة بكتيريا الساليمنولا  التايفيؤيدية او مايسمى العصيات التيفية وهي عادة تتلوث من براز  وبول والسوائل او الافرازات الجسدية حاملين المرض او المصابين به خلال فترة الحضانة او المرض او مابعد المرض ما يسمى حاملين المرض حيث تبقى هذه البكتريا المسببة له تتكاثر في مرارة الانسان لان سائل المرارة هو البيئة المثالية للتكاثر لها.
وتعتبر الحمى التيفية من اقدم الامراض على وجه الارض حيث كان مع الطاعون والكوليرا وشلل الاطفال يتناوب في القضاء على السكان ويسبب الوفيات لمدن كاملة وجيوش كاملة ,  حيث  ذكر المؤرخ اليوناني الناجي من وبائية حمى التايفؤيد التي اصابت اثينا  [ثوسديدس]حول 430–424 قبل الميلاد،  ان هنالك طاعون مدمرة، فيه البعض يعتقدون أنه حمى التيفوئيد، قتل ثلث سكان أثينا، بمن فيهم زعيمهم بيريكليس. تحول موازين القوى من أثينا إلى سبارتا، إنهاء "عصر ذهبي بريكليس" الذي اتسمت هيمنة أثينا في العالم القديم.
لقد ظل الباحثون والعلماء يعتقدون ان الطاعون هو السبب الرئيسي لتدمير اثينا  ولكن  مع الأكاديميين  والدراسات العلمية الحديثة وعلماء الطب النظر في التيفوس الوبائي السبب الأكثر احتمالاً. ومع ذلك، دراسة عام 2006 اكتشاف الحموض مماثلة لتلك البكتيريا المسؤولة عن حمى التيفوئيد.
ويحال هذا المرض الأكثر شيوعاً من خلال عادات النظافة الصحية السيئة والأوضاع الصحية العمومية؛ خلال الفترة قيد البحث،  حيث كان شعب اثينا  محاصراً داخل "جدران طويلة" ويعيشون في الخيام وفي ظروف معيشية وبيئية سيئة.
وبلغ متوسط معدل وفيات حمى التيفوئيد في شيكاغو في أواخر القرن التاسع عشر، 65 من كل 100 ألف شخص سنوياً. وكان أسوأ عام 1891، عندما كان معدل الموت التيفودية 174 كل 000 100 شخص ولكن الان بفضل التطور الطبي والتشخيص المبكر وامكانيات العلاج السريعة معدل الموت التايفؤيدي 22 كل مائة الف شخص في البلدان النايمة و 5حالة وفاة لكل مليون شخص للبلدان المرتاحة والمتطورة , وانا في حياتي المهنية الممتدة  لمدة ستة وعشون سنة شاهدت او سجلت حالتين وفاة لمرض التايفؤيد المؤكد بالفحص المختبري من خلال زرع عينة من دم المصاب احدها في مستشفى القوة الجوية سنة 1990 وكان مريضا نقل يعاني من نزف من الجهاز الهضمي مع حمى عالية وحالته حرجة سريريا حيث كان التشخيص الاولي هو ثقب الامعاء وهي من حالات مضاعفات التايفويد المتاخرة في حالات عدم اخذ العلاج الكافي والحالة الثانية شخصتها في العيادة بعد احتلال بغداد مباشرة في حزيران 2003 لمريض من مدينة الكوت وكان مصابا بالسحايا الدماغية التايفؤيدية وقد توفي المريض في مستشفى الجملة العصبية في العناية المركزة وقتها بعد اربعة ايام من التشخيص رغم الجهود الطبية والعلاجية. 
يعتبر  حامل المرض يسمى «حامل التيفوئيد» كل شخص يتمتع بحد معقول من العافية ومع ذلك تتخذ عصيات المرض من جسده ملجأوهو مثل لغم متحرك في المجتمع وقد سجلت قصة ماري مالون الايرلندية المهاجرة الى امريكا والتي تعمل طباخة في احدى المطاعم نيويورك قد سجلت لها عدوى لثلاثة وخمسين شخصا وثلاث وفيات بسب تلوث الطعام المعد من قبلها  الى الزبائن وقد سميت قصتها اعلاميا باسم تايفؤيد ماري وقد منعت من العمل في المطابخ ولكنها عادت مرة اخرى للعمل في مطعم اخر باسم مستعار مما سبب موجة وبائية اخرى اضطرت السلطات الصحية الى حجرها وتوفيت بالتهاب رئوي بعد 26 سنة من الحجر الصحي وهي اول امراءة اجريت لها عملية استئصال المرارة لغرض معالجتها من حمل المرض وتكاثر الجرثومة.
لقد تم اكتشاف المسبب لمرض التايفويد من قبل الطبيب البيطري الامريكي دانيال سالمون (1850-1914) ومن اسمه استمدت اسم البكتريا سالمونيلا  التيفية والمشابه للتيفية المسببة لمرض التايفويد وهي  عصيات سلبية الغرام(الصبغة)، لاهوائية مخيرة. أغلب أنواعها قادر على الحركة بفضل الأهداب المحيطية.
أغلب السلمونيلات ممرضة، ويتعلق إمراضها بوجود مستضدات H الهدبية العطوبة بالحرارة والمستضدين الكربوهيدراتيين O وVi. كما ان السلالة غير التيفودية العدوى يمكن ان تسبب (التهاب المعدة والأمعاء) او التسمم الغذائي يكون بداية الظهور : عموما خلال 8-12 ساعة بعد تناول الطعام. الأعراض: ألم في البطن والاسهال، وأحيانا الغثيان والقيء. الأعراض تستمر ليوم أو أقل، وعادة ما تكون خفيفة. يمكن أن يكون أكثر خطورة في كبار السن أو الوهن.
 ان اعراض مرض التايفؤيد تبداء تدريجيا في المريض بعد فترة حضانة من 7-14 يوم :
 الحمى الطويلة وهي حمى تدريجية الارتفاع اي في اليوم الاول 38 درجة مؤية وفي اليوم الثاني 38.5درجةوهكذا تتصاعد درجة الحرارة تتدريجيا مما تجعل المريض يتكيف مع درجة الحرارة المرتفعة ولا يشتكي منها ولكن يشتكي من الصداع وهذه ايضا الحمى تشابه مع اعراض ضربة الشمس مما يتهمون الشمس بانها المسبب الرئبسب وهو اعتقاد خاطى وقد زادوا ايغالا في اتهام الشمس واسموها شمس الباقلاء مع موسم نضوج الباقلاء الخضراء وهو شهر مايس وحزيران. ولكن مع هذا الارتفاع في درجة حرارة الجسم ولكن نبض ودقات القلب تبقى محافظة على وتيرتها  حيث من المعلوم كل درجة واحدة تترتفع في الجسم يزداد النبض 15 نبضة في الدقيقة ومن الطرائف الطبية ان احدى المرضى الراقدين في مستشفى المجيدية الملكي مدينة الطب الحالية كان يعاني من نزف الجهاز الهضمي وكان يشرف على علاجه عاشق بغداد الدكتور سندرسن باشا مؤسس كلية طب بغداد  ومن اجراءات الفحص كان فحص الشرج عن طريق الاصبع  وعندما وضع سندرسن اصبعه في شرج المريض تحسس بارتفاع درجة حرارة المريض العالية وحسب النبض للشريان القريب من الشرج وجده بطيئا صاخ انه التايفؤيد وقد سرت هذه حول نطاسيته انه شخص التايفويد عن طريق فحص الشرج. ومن الاعراض الاخرى للتايفويد:
    القيء.
    فقدان الشهيه .
    خمول عام
    الآم شديده في المعده و الأمعاء
    تورم الغدد اللمفاوية.
    الرعشة.
    الإسهال.
    بقع وردية على الصدر تتحول إلى اللون الدموي .
وقد يحدث صداع ونزف من الأنف وترتفع الحرارة اكثر كل يوم حتى تصل احيانا الى 40 درجة مئوية, وتكون اعلى في المساء, وتضعف الشهية للطعام ويتغلف اللسان والأسنان والشفاه بترسبات بنية.والاصابة بالاسهال شائعة, لا سيما في البداية،لكن قد يحدث إمساك, وتكون رائحة البراز كريهة جدا, وينتفخ البطن ويصبح طريا مؤلما عند لمسه، وعند بداية الأسبوع الثالث من المرض تأخذ الحرارة عادة في الانخفاض تدريجيا.
وخلال مرحلة المرض المبكرة يكون الوجه متوردا والعينان براقتين, ولكن في الاسبوع الثاني يصير تعبير الوجه فاترا شاحبا تعبا انا اطلق عليه شبها مثل وجه المصري المتعب.
والسعال شائع إلى حد ما واصوات في الصدر مشابه للربو القصبي،لا سيما في المرحلة المبكرة, وبشكل عام يكون الجلد جافا لكن قد يحدث تصبب للعرق في مرحلة متأخرة من المرض.
تختلف أعراض حمى التيفوئيد وخطرها اختلافا كبيرا وقد تكون بدايتها على شكل تشنجات وصداع حاد وهذيان.
وقد تنشأ مضاعفات خطرة مثل النزف المعوي وثقب الامعاء ويحدث ذلك عادة خلال الاسبوع الثالث للمرض, ومما يشير إلى نزف الامعاء هبوط مفاجئ للحرارة ونبض ضعيف وسريع في القلب وافراز قاتم اللون من الاحشاء ،كما يشير الى ثقب الامعاء الم مفاجئ في البطن ينتشر بسرعة وهبوط سريع في الحرارة ونبض ضعيف وسريع.
ان الاعراض السريرية للتايفؤيد لاتخفى على الطبيب المتمرس والحاذق مما يولد تشخيصا سريعا للحالة والبدء بالعلاج المبكر مما يقلل من حدة المرض ومضاعفاته وتأتي الأعراض تدريجيا ان لم يتم علاج المريض من المرحله الأولى .
ان الاعتماد على اختبار فيدال  او ويدال (widal test)يساعد في التشخيص ولكن لا يمكن الاعتماد عليه، لانه يعطي نتائج سلبيه وايجابية خاطئه.
لذا فهو فقط يعطي احتمال وجود المرض وهو يعتبر الان من الطرق البدائية في التشخيص و لانعول عليه كثيرا وانما الان من خلال تقنيةPCR وتقنية استكشاف الاجسام المناعية المستضادة للسلمونيالا ويكون التشخيص المؤكد عن طريق زرع عينة من دم المصاب او افرازاته والتاكد منها عبر تقنية PCR أفضل معيار للتشخيص هو القيام بأخذ عينه من المريض والقيام بزرع حقل بكتيري(culture)لعزل الميكروب(بكتريا السالمونيللا)المسبب للمرض، فاذا كان الاسبوع الأول من المرض تؤخذ عينة دم، وعينة براز إذا كان في الاسبوع الثاني، وعينه بول في الاسبوع الثالث.أفضل عينه للتأكيد البكتريولوجي هي عينه نخاع العظام لانها تظهر الميكروب حتي ولو كان المريض ياخذ المضادات الحيوية.
 ان الوقاية خير من العلاج عبر غسل اليدين والتاكد من سلامة الغذاء والمشروبات والمياه  والاغذية الملوثة, تدني مستوي النظافة الصحية وجودة الطبخ للطعمة. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية. تلوث المياه السطحية والمياه الدائمة (مثل خراطيم المياه في الحمام أو موزعات المياه غير المستخدمة). هذا ويمكن للبكتيريا السالمونيلا البقاء على قيد الحياة عدة أسابيع في بيئة جافة وعدة أشهر في الماء. الفقاريات المائية، ولا سيما الطيور والزواحف، هي ناقلات مهم من السالمونيلا. يمكن العثور على السالمونيلا في المواد الغذائية، خصوصا في اللحوم والحليب والبيض. كما ان مصادر إنتاج الطعام الخام متداخلة في تفشي الاصابة بالسالمونيللا تشمل البطيخ والطماطم وبراعم البرسيم وعصير البرتقال. اللحوم النيئة والدواجن والحليب ومنتجات الألبان الأخرى، والجمبري، وأرجل الضفادع، والخميرة، جوز الهند، والمعكرونة، والشوكولاتة هي الأكثر شيوعا.وفجص العاملين في المطاعم واماكن تجهيز الطعام من خلال اجراء فحوصات دورية للتاكد من خلوهم من هذه الجرثومة او المرض.
ان التطور في العلاج الطبي والدوائي عبر وصف المضادات الحيوية المناسبة من حيث الجرعة العلاجية وفترة التداوي لمدة 10-14 يوم يعطي نتائج جيدة في الشفاء ومنع عودة المرض مجددا وايضا من خلال اعطاء اللقاحات في المناطق المتوطنة مثل العراق وان اول لقاح للتايفؤيد اكتشف في عام 1897،  من قبل"رأيت إدوارد المروث" تطوير لقاح فعال وهو اللقاح الحي الذي يؤخذ عن طريق الفم. في عام 1909، قام فريدريك ف راسل، طبيب "الجيش الأمريكي"، تطوير لقاح التيفوئيد اﻷمريكية ويسمى لقاح الحمى التيفية متعدد السكريات ويوخذ عن طريق حقن تحت الجلد وبعد ذلك بعامين أصبح له برنامج التلقيح الأول الذي تم تحصين جيش كامل. القضاء التيفوئيد اعتباره سببا هاما من الاعتلال والوفيات في الجيش الأمريكي وقد قامت شركات الادوية بتطوير لقاح عن طريق الهندسة الوراثية قليل المضاعفات حيث لازلنا نتذكر حملات التلقيح في المعسكرات والمدراس واعطاء الطلاب والجنود اجازة بسبب التلقيح ومما يسبه من الم عضلي وارتفاع درجة الحرارة ولكن مع اللقاح الحالي تكون الامور ميسرة وبدون اجازة او استراحة.
على المريض ان يتناول الاغذية السهلة الهضم مثل عصير البرتقال والليمون والعسل الاسود واللبن والبطاطا المسلوقة والموز والشوربات والحساء ويتغذى بصورة اعتيادية مع تحسن حالته الصحية.
 ان اغلب العراقيين حاليا يشكون من الصداع السياسي ودوخة السياسين وكما ان الشمس برئية من حمى التايقؤيد فان السالمونيلا ايضا برئية من دوخة العراقيين....

‫مبروك لمصر السيسى وكمان مبروك لصباحى/ أشرف حلمى

الف الف مبروك لجميع المصريين العرس العالمى المصرى الذى زف فيه السيد المشير عبد الفتاح السيسى عريساَ لام الدنيا مصر صاحبة الحضارة الفرعونية الاصيلة والذى عمل الكثير من اجلها فقد قدم لها اغلى مهر مضحياً بعمله كقائد عام للقوات المسلحة نظير كسب حب وثقة ملايين الشعب المصرى كى يصبح رئيساً لجميع المصريين .
فلولا السيسى ماكانت هناك إنتخابات ولولا السيسى ايضاً لكانت مصر الان صومال اخرى , لقد تحمل الكثير والكثير كى يعبر بمصر الى بر الامان بداية من 30 يونيو 2013 حتى 30 يونيو 2014 وسط امواج كثيرة عاتية ورياح شديدة قوية واضعاً أمامه أمل إسعاد المصريين وتحقيق آمالهم واحلامهم وظهر هذا فى العرس الإنتخابى الذى امتد لثلاثة ايام حيث خرج معظم المصريين يعدون ويجهزون العريس وهم يرقصون ويهللون على انغام تسلم الاياى وبشرة خير حتى يشهد العالم على حب المصريين للقائد والزعيم الجديد .
ولابد ان نقدم التهنئة ايضاُ للسيد صباحى رغم ان معظم المصريين غير راضيين عنه وانا اولهم ولكن لولا صباحى ماكان هذا الفرح العظيم فاذاً مبروك ايضاَ للسيد صباحى الذى وقف امام السيد عبد الفتاح السيسى منافساً له فى الانتخابات رغم علمه بضعف فرصته بالنجاج .
واخيراً مبروك لمصر وللمصريين السيسى رئيساً الذى ورث تفويض الشعب المصرى له لمحاربة الإرهاب .‬

ثلاث سنوات على اختطاف القائد والمفكر شبلي يوسف العيسمي/ أكرم برجس المغوش

من العار ان تقوم شراذم من الخونة باختطاف القائد المفكر وشيخ المناضلين الاكبر الشهيد الحي الاستاذ شبلي يوسف العيسمي من لبنان منذ ثلاث سنوات وهو في سن متأخرة من العمر من مواليد ( ١٩٢٥ ) وهو من صاغ مبادئ البعث الصحيح والف عشرات الكتب القيمة عن العرب والعروبة والتي ترجمت الى لغات عالمية ومنها ( العلمانية والدولة الدينية ) الذي أهدتنا إياه مشكورة كريمته المناضلة المهندسة الاستاذة رجاء شبلي العيسمي عقيلة الدكتور رجا شرف الدين هذا الكتاب القيم الذي يعالج فيه خطر الدواعش على اختلاف التسميات لانهم بالأصل من نفس الإصطبل الذي يخدم العدو الصهيوني يعني هم صهاينة اكثر من الصهاينة لذلك غيبوه كما غيبوا القاند المعلم كمال جنبلاط وقادة الوطن السياسين والعسكريين واحرار الوطن من اجل ( الكرسي مقابل حماية الحدود ) والقاند الكبير الشهيد الحي شبلي يوسف العيسمي مؤرخا وأديبا وشاعرا ومفكرا له مئات المحاظرات والدراسات وكان أمينا عاما لحزب البعث في الفترة السرية زمن الخائن المقبور وعميل اسرائيل الاول ( الشيشكلي ) الذي لاقى حتفه اعداما ً على يد البطل نواف يوسف غزاله في البرازيل.
وتسلم القاند شبلي العيسمي المراكز الرفيعة التي تأتي اليه صاغرة وهو يشرفها حيث كان كان وزيرا وعضوا في القيادتين القطرية القوميه وأمينا عاما مساعدا لحزب البعث العربي الاشتراكي ونائبا لرئيس الجمهورية العربية السورية الفريق الركن امين الحافظ ومهندس الوحدة السورية المصرية مع الزعيم العربي العظيم الخالد جمال عبد الناصر والقائد الاستاذ شبلي هو نجل البطل الكبير يوسف العيسمي رفيق القاند الاكبر سلطان باشا الاطرش في جميع ثورانه العربية المنتصرة على المستعمرين.
وكنت تحدثت مع جميع الوفد العربية التي زارت استراليا وطالبت بفضح الجواسيس الخونة الذي غيبوا القاند الكبير الشهيد الحي شبلي العيسمي ومنهم النانب البريطاني جورج غلاوي الذي قال لي اعرف جيدا القاند الكبير شبلي العيسمي وسلمته مذكرة شرحت له فيها كل ما يخص قائدنا الكبير 
ووعدني خيرا ولم ينفذ ( لان عدو جدك ما يودك ) وهل يعقل ان بريطاني يحاضر عن القضايا العربية مقابل المال وأسياده زرعوا الكيان الصهيوني في فلسطين مثله مثل باتريك سيل الذي يبيع مؤلفاته الوهمية ويجني الأموال من العرب وهم فرحين ان انكليزي كتب عنهم وقادتنا ومفكرينا الاحرار تغتالهم دولتهم مع العدو الصهيوني وأنظمة الذل المستعربة .
ولا يستطيع مفكر عربي ان يطبع كتاب واذا استدان وساعده الحظ لم يجد من ينفعه سوى قلة قليلة ( لان لا كرامة لنبي في وطنه ) كما التقيت بالأمين المساعد لجامعة الدول العربية عفوا ( العبريه ) وهو عراقي حاقد وسالته عن القائد شبلي العيسمي فقال لي اعرفه وبسخرية قال ( صار شبير ( كبير ) وضيع ) اجبته على الفور ان القاند العربي الكبير شبلي العيسمي هو سيد الاحرار وهو كبير الشرفاء والكبير بيصير مهزلة للخنازير ،
وهذا امام الناس في لقاء المجلس الأسترالي التجاري العربي نعم شيخ المناضلين الاكبر القائد المفكر والشهيد الحي مهزلة للخنازير المتصهينين .
ان للباطل جولة 

صاحب الفخامة الفراغ/ عباس على مراد

سلطة تفسد الرجال واغبياء يفسدون السلطة (برنارد شو)
صاحب الفخامة
للمرة الثالثة تدخل الى القصر بدون تشريفات، بدون سجاد أحمر وبدون طبل وزمر ،هذا ان دل على شيء يدل على جدارتكم لتبؤ المنصب!
صاحب الفخامة
اعذرني اذا ما خرجت عن اللياقة التي يتقنها معشر اللبنانيين في مخاطبتكم ،لأني اريد ان انتهز فرصة وجودكم في القصر حتى افرغ المكبوت وما يجول في نفسي بدون خوف ووجل ودجل وبدون مداراة، لأني اعرف ان يداك مغلولة ولا تستطيع ان ترفع ضدي دعوى تشهير او ذم وقدح ولا يمكن ان ترسل لي حرسك الخاص لإعتقالي بتهمة قلة الأدب والتعرض لأرفع موقع رسمي في البلاد!
صاحب الفخامة
اكتب اليكم في سابقة، متقدماً بأحر التهاني لتبؤكم هذا المركز المرموق في الوقت الذي يتبرأ منكم كل الأفرقاء وحتى من عمل حاهد لعودتكم، ويلقون باللائمة على بعضهم البعض محاولين التنصل منك، لأن البعض يريد رئيساً قوياً وآخرون يريدون رئيساً توافقياً وغيرهم يريد رئيساً وفاقي وهناك من يريد رئيساً ميثاقياُ يلتزم بالدستور وهنالك من يطالب برئيس صنع في لبنان من اجل تعزيز الصناعة الوطنية!
أكتب اليكم لأنكم الأقدر على تنفيد الوعود والمطالب والتي لطالما حلمنا بها، والتي عمرها من عمر الجمهورية التي شارفت على المئة عام ولم تبلغ سن الرشد على حد قول احد رؤساء هذه الجمهورية السابقين.
اكتب اليكم لأنكم تعملون بصمت بعيداً عن اعين الكاميرات ولا يضيركم التحديات والتجاذبات بين قوى 14 و 8 آذار او من يدعون انهم يقفون في الوسط!
صاحب الفخامة
مطالبي كلبناني، مُهجّر او مُهاجر لا فرق، ليست عصية على التحقيق ولا تحتاج الى تعديل دستور ولا الى تقديم ما في النصوص على ما في النفوس او العكس، خصوصاً انكم دخلتم الى القصر بدون ان تحلفوا قسم الإخلاص للأمة والدستور لأنك بذلك لن تكون مكبل اليدين أمام أمراء الطوائف والمذاهب وأمراء المصالح القبلية والعائلية، ويمكن ان تخرج على التوازنات والتكاذب والنفاق ويمكن ان تلتزم بالعيش الوطني لا العيش المشترك الذي اصبح التكاذب المشترك وان كان مكرساً في الفقرة (ي) من مقدمة الدستور والتي تقول: "لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك"!!!
صاحب الفخامة
اسمحوا لي بسرد بعض تلك المطالب دون الدخول في التفاصيل،
أولاً: الغاء الطائفية السياسية حتى لا تتكرس الدساكر الطائفية والحدود القبلية.
ثانياً: قانون انتخاب عصري يعتمد النسبية وجعل الحاضر يتقدم على الماضي.
ثالثاً: تعزيز الديمقراطية على اساس المواطنة بعيداً عن المناصفة والمثالثة أواي معادلة حسابية اخرى يشتم منها رائحة التفريق بين المواطنين.
رابعاً: العمل على التنمية البشرية والإقتصادية من اجل مستقبل اكثر تقدماً.
خامساً: الإصلاح الإداري والإجتماعي بعيداً عن المحاصصة ونظام الغنائم والمغانم.
سادساً: حماية الحريات حتى نقضي على الإستزلام علّـنا نستطيع حل الأزمة الأخلاقية والسياسية والدستورية مرة والى الأبد وتحقيق العدالة والمساواة فعلاً لا قولاً.
صاحب الفخامة
هذا قليل من كثير مما يجول في نفسي ونفوس الكثير من اللبنانين الذين سئموا الإقامة على خطوط المجهول، وكما تعلمون ان وطننا ومنطقتنا تمر بأزمة وجودية خطيرة أخذت تسفر عن وجهها بشكل وقح منذ بداية عصر الإتفاقيات المهينة كامب ديفيد، 17 أيار، اوسلو ووادي عربة وصولاً الى ربيع الفوضى والتكفير والقتل والسحل والتدمير الممنهج، بسبب عدم مقدرة البعض على هضم الإنتصار التاريخي المشرف الذي حققه لبنان بمقاومته الوطنية والإسلامية في25 أيار 2000 وغيّـر الكثير من المعادلات لأن معداتهم تعودت على هضم الهزائم والنكسات والنكبات.
أخيراً يا صاحب الفخامة اتمنى ان تنظر بعين العطف لمطالبي قبل ان تنزل كلمة السر التي قد تطيح بمنصبك، لأن الإجتماعات واللقاءات والمشاروات الدولية والاقليمية والعربية تتكثف بحثاً عن خلف وتسوية .
واقبلوا فائق الإحترام.

سدني - استراليا
Email:abbasmorad@hotmail.com

وحشة العمر/ امل الحمداني

يا غربة الروح عن ماذا تبحثين..؟
عن ماضي يسلب الالباب
او عن من كانوا هم الاحباب
عن وطن...؟
كان ملء الاحداق
واليوم توارى خلف السحاب
او عن سويعات ملئى بالاصحاب
عن حدائق....عن ارصفه
عن هواء يملئ النفس املاً وانشراح
ياروحي المتأرجحه
بين الوطن والاغتراب
خبريني .. ايتها المعذبه..
لمن الاشتياق..؟
اين الاهل .. اين الاحباب..؟
اين ذاك التراب..؟
كم حلمت ان تواري فيه الجسد المتعب
وترحلين بأمان ..ف لله رحاب
اين داري..اين السهول التي شهدت صباي
اين ذكرياتي العتيقه
فالشمس في بلادي لها مذاق
خبريني يا روحي...
هل سمعت يوما عن وطن لفظ جنينهٌ
وظن ان لاندينهُ
ستشتاق الي يا وطني ..وستبحث عني
ولكن الوقت قصير 
وانا في هذه الغربة وحدي اسير
********
خبريني يا روحي المتعبه
هل تذكرين الشاي في العصاري
ويد امي تقطف العطر
من تحت اعراش الياسمين
هل تذكرين.....؟
رائحة ابي ...والصحف ..والمجلات
كان طعم الشاي معطر باريج الوطن
فلا العطر... ولا الهيل برائحته يطغيان
هل تذكرين جارتي ..ورغيف الخبز
وجملتها المعهوده "مسية العافية"
عن اي شيئ تبحثين...؟
خبريني يا روحي المعذبه...
فالوقت قصير
وأنا منذ قرون اسير
في توهان..
في هيجان..
في تخاريف هذا الزمان
--وحبر الاقدار لا زال يسّطراقداراً .. لاتعرف الحنان

صراع المجتمعات بين الحداثة والانغلاق!/ يوحنا بيداويد

ملاحظة نشر هذا المقال في العدد 16 من مجلة نوهرا دمدنحا التي تصدرها ابرشية مار توما للكلدان في استراليا ونيوزلندا.

مرت البشرية خلال العقود الاخيرة، بأزمات  كبيرة ومتنوعة، من جراء العوامل العديدة، مثل تصادم الحضارات، والاحتكاك بين القيم الدينية والثقافية، والثورة الهائلة في وسائل الاعلام، وسقوط النظام الاشتراكي العالمي وانفراد  النظام الراسمالي في قيادة  اقتصاد العالم.  نتيجة لذلك انقسمت البشرية الى عدة فئات او تجمعات او كتل، منها قومية او ثقافية- دينية اواقتصادية. ضمن التقسيم الثقافي – الديني هناك  ثلاث كتل، كتلة مؤيدي (الحداثة) وكتلة اخرى معارضة لها ( كتلة التعصب والانغلاق) وبينهما كتلة ثالثة هي كتلة المعتدلين.

الحداثة او النظام المدني  هو نظام حديث العهد،  ظهر في بلدان الغربية لاسباب عدة، منها الدمار الذي حل باوربا وامريكا واليابان من بعد الحرب العالمية الاولى والثانية، الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي داخل المجتمعات الاوربية منذ عقود طويلة، تأثر المجتمع  الغربي من الناحية الاجتماعية والثقافية والسياسية  بالانجازات العلمية،  لاسيما الثورة التي حصلت في وسائل الاعلام والاتصالات، الامر الذي ادى نفور البعض عن كل فكرة دينية او تفكير فلسفي اوتعليم او موروث قديم بسبب اعتقادهم  محدودية امكانيته في حل مشاكل الانسان العصرية.

 اما فكرة (الانغلاق) او التعصب الديني، كانت موجودة على مر العصور، لكنه لم يكن معروف وواضح بهذه الصيغة، ولا بهذه الشدة، لان الشعوب كانت تدين بدين ملوكها، كذلك بسبب الفصل  او الانعزال الذي كان اصلا موجود بين الدول عن طريق حدودها والصراعات القائمة بينها، مثل الدولة الرومانية الفارسية(1)، ظهر التعصب الديني بوضوح في الحرب العالمية الاولى عند العثمانيين ضد الاقوام المسيحية، وفي الحرب العالمية الثانية ظهرعند الالمان ضد اليهود.

 لكن في نهاية السبعينيات ظهرت فكرة التعصب بصورة اوضح، على اثر نجاح الثورة الدينية في ايران1979 م، التي رفعت لواء تصدير الثورات الدينية الى البلدان الشرق الاوسطية،في نفس العام قامت الاتحاد السوفياتي (السابق) بغزو افغانستان عام 1979 م بصورة مفاجئة. أسرعت الدول الغربية في حلف ناتو الى اقامة طوق من الحكومات الدينية حول كتلة النظام الاشتراكي للحد من توسعها، او انتشارها اكثر، هكذا بدأ الاستعداء لخلق ظروف مناسبة كي يأتي الخريف العربي الحالي بثوبه المزيف تحت تسمية الربيع العربي  بعد ثلاثة عقود.

 كما قلنا، اليوم المجتمع الانسان منقسم الى ثلاث كتل من حيث قبولها ورفضها مواكبة الحضارة الانسانية الحالية. وهنا نقدم تحليل عن كيان كل كتلة واهدافها ومبادئها.

 الكتلة الاولى – كتلة الحداثة او التجدد  :

ان الكتلة الملحدين او (الوثنية الحديثة)، هي كتلة الذين لا يؤمنون بتعاليم الدينية وقيمها القبلية، يعتمد اتباع هذه الكتلة كل على ما تنتجه الحضارة الانسانية الحالية، بصورة شبه مطلقة لحل الازمات الاخلاقية والسياسية والاجتماعيىة والبيئية بين الدول، وان القانون المدني كاف يستطيع ان ينظيم ويدير الحياة و يحل مشاكلها.  وحسب رؤيتها، ان الاديان تشجع على الانغلاق، واستمرار العيش في الحياة البدائية، وبعض من قيمها بعيدة عن المنطق  وروح العصر، كما ان الدين سبب كثير من الصراعات بين الشعوب والامم عكس ما كان متوقع ان يقوم به، لان من مهماته، تحقق العدالة  او حماية التجمعات الانسانية  الضعيفة من كثيرة العدد،  بينما عقل الانسان الذي انتج العلوم والتكنولوجيا الحديثة، اثبت للعالم جدارته  حينما اعتمد على طريق الحوار والتفاهم ، لهذا هو  مؤهل ان يقود مسيرة الحياة للسير في الطريق الصحيح."

 الكتلة الثانية- كتلة الانغلاق او التعصب:

 هي كتلة المتدينين المتطرفين،  تعمل بعكس الكتلة الملحدين، هي كتلة الملتزمين بجوهر التعليم الديني، ولا تؤمن بالقوانين المدنية، وتصر على ان القيم التى اتت بها الحضارة او الفلسفات الحديثة، هي المسبب الاول في الفلتان الخلقي الذي ظهر بين البشر في عضر الحديث، لهذا هذه العلوم عندهم هي منبع لقوى الشر، و مصدر سموم للمجتمع، لا تقوم الا  بمساعدة هذه الخلايا السرطانية  على التكاثر التي ستقضي على استقرار المجتمع ، لهذا نرى ان المنطويين تحت هذه الكتلة، هم مستعدون لمقاومة اي تغيير  تحدثه الحضارة  بالقوة والعنف، ويتحدى اتباع هذه الكتلة، كل جهة  ترغب المساس بقدسية تعاليم ديانتها ، او التي تقود الى  ازدرا ء  مقدساتها مثل  تقاليدها اومعتقداتها او رموزها الدينية.

 ان هذه الكتلة بلا شك ترغب بالانغلاق على ذاتها وعلى مجتمعاتها، لا تحب فكرة التطور على الرغم التناقض الموجود في واقعها اليومي، فهي لا تستطيع الاستغناء عن ادوات والانظمة التي انتجتها الحضارة والعلوم الانسانية الحالية من استخدامها الحياة اليومية. ووصل الامرعند البعض من مؤيديها  تشكيل تيارات دينية متعصبة التي تمارس الارهاب والتكفير ضد من يخالفها  في الراي او الفكر، ويحاول المنتمون اليها  السيطرة على بعض البلدان واقامة انظمة دينية بحتة مغلقة على ذاتها.

الكتلة الاخيرة هي كتلة المعتدلين او الوسطيين،

ان اتباع هذه الكتلة لا يتبنون اراء كلا الكتلتين، فهم ضد الكتلة الملحدة او الوثينة التي لا تعطي اي اعتبار للخبرات الروحية والانسانية التي تراكمت عبر عصور من الزمن، والتي ساعدت على ظهور القانون المدني نفسه، ولا اية قيمة لرسالة الديانات السماوية.  في نفس الوقت، لا  يتبنون موقف الكتلة الدينة المتعصبة  التي تريد تكفير الاخرين وتحكم عليهم بالموت لانهم يخالفونهم بالايمان.

 يرى اتباع هذه الكتلة، من جانب ليس من السهل تغير الواقع او التخلي عن القيم والمعتقدات الدينية التي هي مقدسة في فكر ومشاعرالشعوب حتى وان كانت بعضها خاطئة او بدائية او غير منطقية اليوم، ومن جانب اخر تنظر الى الامور بعين واقعية، وتؤمن بان عقل الانسان دائما كان  الربان الحقيقي لسفينة الحياة. فكل شيء اتى الى الوجود كان من منتوجه، حتى الاديان رغم قدسيتها، الا انها (عند البعض منهم) منتوج فكري لا غير (2). لهذا يرى اصحاب هذه الكتلة، بان الحل الوسطي هو الافضل، لان كل البشر ليسوا على نفس الدرجة من  المعرفة او الوعي اوالثقافة او الفكر، ولا يعيشون حضارة واحدة متجانسة ، هناك اختلاف كبير بينها في القيم الاجتماعية والثقافة والحياة السيتسية والطقوس والتراث.  ثم مهما جددت الانظمة  الحالية اوالقديمة عن صيغتها،  ستبقى ناقصة عن التي ستتأتي غدا، هكذا لن تصل الى مرحلة الكمال، لاننا نعيش في عالم طبيعي ناقص، هو في طور التكامل دوما.  فهم يبنون رائيهم على مراحل الانتاج الفكري للانسان منذ ظهوره بهيئته الحالية قبل نصف مليون سنة على الاقل (3)، كما ان مسيرة الحياة التي ترجع الى اكثر مليارات سنة(4) دوما تسير الى الامام الامر الذي نستنتج منه انها ليس مصدرها الصدفة العشوائية بل هناك  جهة لها الارادة اوالفكر الذي ظهر في تصميمها تقدم الحياة دوما، ونحن لا نستطيع ادارك هذه الحقيقة الا عن الطريق الوحي (5).

في الختام  لا نظن هناك خلاص او مخرج اخر امام الانسان او البشرية اليوم  الا ان يعمل الجميع كعائلة واحدة، وان يعي كل واحد تماما، ان الحياة مقدسة بل هي فوق كل المقدسات، ولا خلاص لاي انسان لوحده، فان حدث خرق في القارب الذي يحملنا جميعا ، قد يؤدي الى نهاية الجميع معا.  وان الحقيقة التي كانت  صامدة وصلدة في السابق، اليوم اصبحت قابلة للتطاوع بسهولة، حسب المعرفة الانسانية والظروف الزمنية(6). كما ان  التعاليم الدينية، والقيم الاخلاقية،والتراثية هي ثروة للانسان، لانها اتت من تجارب اجدادنا السابقين الذين عانوا وتشردوا وتقاتلوا من اجل قبولها او رفضها، فلا يمكن باي حال من الاحوال الاستغناء عنها بدون مبرر الان، لكن في نفس الوقت يجب ان لا تقف حاجز امام تقدم الحياة.

إذن عجلة الحياة متغيرة ومستمرة في التحرك والتطور، ليس بمقدور اي كائن حي، او نظام او مؤسسة، او اي حزب او قوة، ان يُوقف  مسيرتها ، لهذا  من الافضل ان يعي كل واحد من البشرية، اينما كان، واي كانت ديانته، لديه مسؤولية اخلاقية وانسانية وايمانية  لاخذ بمبدا التعاون من اجل ايقاف التطرف الموجود لدى كلا الكتلتين الملحدة( اللادينية) الذين يزدرون القيم الدينية والقواعد الاجتماعية المتوراثة و كتلة التكفيريين الدينية المتعصبة- المغلقة، التي ترفض فكرة  التطور لا في  فقط الامور الاجتماعية التي تحدث في الحياة اليومية، بل حتى فكرة التغير على مستوى البايلوجي (في الجينات  DNAالوراثية).
.....................
1-      عبر التاريخ كان الشعب يدين بدين الملك، مثال على ذلك ان الشاه اسماعيل الصفوي ادخل المذهب الشيعي الى بلاد فارس بالقوة.
2-      History of Westren Philosophy, Bertrand Russell,George Allen & Unwin Ltd.,Lendon 1961K p147-162
3-      المصدر: الانسان والكون والتطور بي العلم والدين ، الاب هنري بولاد اليسوعي، دار المشرق،ط 3، بيرت ، لبنان، 2004، ص110 - 113.
4-      نفس المصدر ، ص78.
5-      نفس المصدر، ص 7- 10، ص57، 281.
6-      المصدر: العالم بين العلم والدين، جاسم حسن العلوي، المركز الثقافي العربي، ط1 ،  دار البيضاء، المغرب، 2005، ص 94، 136.

قراراتٌ إسرائيلية أحادية الجانب/ د. مصطفى يوسف اللداوي

دأبت الحكومات الإسرائيلية منذ توقيع إتفاقية أوسلو للسلام بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، على تهديد العرب والفلسطينيين والمجتمع الدولي، أنها ستتصرف بمفردها إن لم ينصاعوا لسياستها، ولم يقبلوا بشروطها، ولم يسلموا بترتيباتها. 
وفي حال تمسكهم بمواقفهم، وإصرارهم على مطالبهم، فأنها ستقوم من طرفها بإجراءاتٍ أحادية الجانب، دون الرجوع إلى شريكها الفلسطيني، ودون أدنى حسابٍ لرد الفعل العربي، وبعيداً عن رأي ومشورة الراعي والحليف الأمريكي، والداعم والسند الأوروبي.
تهدد الحكومات الإسرائيلية دوماً بهذه الإجراءات الأحادية، وتخدع العالم بها، وهي تعلم أنها كاذبة ومراوغة، فتظهر وكأنها ستمتنع عن القيام بأي خطوة أو إجراء يغضب الفلسطينيين، ولا يرضي العرب، في حال خضوعهم إلى المنطق الإسرائيلي، ونزولهم عند مفهومهم للسلام، ونظرتهم للأمن، وفلسفتهم للدولة الفلسطينية، وكأنها ستكون ملتزمة معهم ومتوافقة مع مطالبهم، في حال تنازلهم عن ثوابتهم وحقوقهم، وتخليهم عن أحلامهم وطموحاتهم. 
وبهذا فهي تبرر سلوكها العدائي، وتصرفاتها القاسية ضد الفلسطينيين، ومصادرتها لأرضهم، واعتقالها وقتلها لأبنائهم، بأن الطرف الفلسطيني بتعنته هو الذي يجبرها على ذلك، ويدفعها لاعتماد هذه السياسة الأحادية، أي لو التزم الفلسطينيون معها فإنهم سيسلمون، ولو استجابوا لنصحها فإنهم سينجون، ولو أنهم خضعوا لمفاهيمها لانتهى الصراع، وتوقفت الحرب، وعاش الشعبان العربي واليهودي في أمنٍ وسلام.
يتكئ الكيان الصهيوني على هذه السياسة الذريعة، معتمداً على ذاكرة العرب السمكية، التي لا تكاد تحفظ حتى تنسى، فلا تعود تذكر ما يقوم به الإسرائيليون تجاههم، وتتجاهل أنها قامت وحدها ومن طرفٍ واحدٍ، ودون مشورة أحد، بالإعتداء على الدول العربية، واحتلال مساحاتٍ كبيرة من الأرض العربية، وأنها قامت وحدها بضم الشطر الشرقي من مدينة القدس إلى كيانها المزعوم، وقامت منفردةً، ودون تنسيقٍ مع أحد بطرد المقدسيين، وسحب هويتهم، ومصادرة حقوقهم، والتحفظ على أرضهم وممتلكاتهم، وأنها قامت فجأةً بضم هضبة الجولان السورية المحتلة إلى كيانهم الغاصب، وفرضت على سكانها الجنسية والهوية الإسرائيلية، وطبقت عليهم قوانين المواطنة الإسرائيلية.
منذ متى توقفت الحكومات الإسرائيلية عن ممارساتها القمعية، التي ترى أنها ممارساتٍ سيادية، ولا يحق لأحدٍ أن يتدخل فيها، أو أن يعترض عليها، وإلا كيف تفسر جدارها الأمني الذي طوق مدن وقرى الضفة الغربية، وصادر في طريقه عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية المزروعة والمأهولة، وماذا يقول عن توسعاته الاستيطانية التي تواصل تمددها ولا تتوقف، في استغباءٍ كبيرٍ للعقل العربي عندما تدعي بأنها تتوسع في الاستيطان رداً على السياسة الفلسطينية، أو لمواجهة العقوبات الأوروبية المعترضة عليها.
لكن هذه السياسة تبدو في السنوات الأخيرة في أبشع صورها، وتظهر بوضوحٍ أكثر في سياسة حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة، في ظل تحالفه مع أفيغودور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، اللذان يخططان معاً لتنفيذ أحلامهما وهي كثيرة، وتطبيق برامجهما وهي معلنة وغير خفية، ولكن الثاني يحرص على عدم تغليف مواقفة بلغةٍ دبلوماسية وهو وزير الخارجية، ورئيس الدبلوماسية الإسرائيلية، إلا أنه يجاهر بمواقفه بصفاقة، ويعبر عنها بجلافة، ولا يخاف من ردات الفعل، ولا يعنيه أن تكون مواقفه نتيجة السلوك الفلسطيني العنيد أو المطواع، فهذا الأمر لا يعنيه ولا يهمه، بقدر ما تعنيه أحلامه القديمة، وطموحاته الجديدة.
أما الأول الحالم بالسلطة، والخائف من فقدانها، والطامح لأن يكون ملكاً إسرائيلياً جديداً، يصل الحاضر بالماضي، ويربط الجديد بالقديم، ويعيد مجد اليهود الأولين، فإنه يحرص على تبرير سياساته بأنها نتيجة التعنت الفلسطيني، وأنه الطرف الذي يتحمل وحده تبعة هذه القرارات، وهو المسؤول بتصرفاته عنها، ويبدي حزنه على الشعب الفلسطيني المنكوب دوماً بقيادته منذ مطلع التاريخ، ويصفها بأنها لا تحسن التصرف، ولا تستجيب للفرص، ولا تقبل بالممكن والمتاح، وتتطلع إلى الصعب والمستحيل، ويرى أن قراراتها تتسم بالصبيانية غير المتزنة، وبالهوجاء غير العاقلة.
يخطئ الفلسطينيون عندما يصدقون ادعاءات المسؤولين الإسرائيلين، ويرتكبون حماقة كبيرة إذا جروا وراءهم، وأملوا في وعودهم، تأكيداً للمثل العربي "خليك وراء الكذاب حتى باب الدار"، فالإسرائيليون لا يريدون أن يعطوا الفلسطينيين شيئاً، ولا يعتقدون أنهم يستعمرون أرضاً، ويحتلون شعباً، بل إنهم يقولون عن وجودهم في أرضنا الفلسطينية بأنه العودة اليهودية الثالثة، ويتحدثون عن تحرير القدس من الاحتلال العربي، وعودتها إلى الكنف اليهودي بعد آلاف السنوات من الاحتلال والاغتصاب.
وفي الوقت الذي يقومون فيه بتزوير التاريخ، وسرقة الماضي، وخداع العالم، وغش الأمم، فإنهم يتهمون العرب والمسلمين بأنهم اغتصبوا القدس، وغيروا معالمها، وأخفوا مقدساتها الدينية اليهودية، وطمسوا آثارها اليهودية، وأنه قد آن الأوان لأن يستعيدوا مجدهم الضائع، ويعيدوا جمع شملهم المشتت، وتوحيد ملكهم الممزق.
علينا أن ندرك أننا نواجه مخططاتٍ صهيونية قديمة، وأحلاماً يهودية تمتد في جذورها إلى عمق التاريخ، ويقوم عليها كبار العقول الصهيونية الخبيثة، اليهودية والمسيحية المؤمنة بحقها، والمعتقدة بمظلوميتها، والتي تعتقد بأن الخلاص في عودتها إلى الأرض المقدسة، والإقامة الآمنة فيها. 
وهو ما يوجب علينا أولاً عدم تصديق الرواية الصهيونية، وعدم الركون والاستجابة إلى الوعود الإسرائيلية، وألا تخدعنا كلماتهم وتصريحاتهم، فهي جدُ كاذبة، ومحضُ مفتراة، في الوقت الذي يلزمنا لمواجهتهم والتصدي لهم، ذاكرة قوية، وعقلاً راجحاً، وقراءة مسؤولة للماضي والتاريخ، إلى جانب القوة والسلاح، إذ كلاهما قوة وسلاح، وفيهما الفوز والغلبة، للوقوف على أصالةِ حقنا، وعمق انتمائنا، لنحسن مواجهته بالبندقية والفكرة، وبالصاروخ والكلمة، وبالقنبلة والحجة.

كفر قدوم عبق من التاريخ/ سامح عوده

(1)

للصباحات الملونة بأريج الزيتون لحنها الباذخ، لسواعد الفلاحات وأهازيج العمات والخالات عبق الأرض الخالد، على تلك السفوح التي يتجمد الحزن عندها حكايا أخرى لم تروَ بعد، فأطياف الأنبياء الذين مروا من هناك ظلت ماثلةً على الصخور الزرقاء، وبقيت قصصهم سراً مشفراً لم يفهم بعد، هم القديسون بقدسيتهم .. والطاهرون بطهرهم، وفي تلك الأمكنة البعيدة على السفوح الباردة عاش أجداد الأجداد، حفروا الصخر وشيدوا بيوتاً من حجارة الأرض..!! والاهم أنهم غرسوا الزيتون على امتداد العين فأثمر، وصارت قصة الأمس نهجاً للابن قبل الأب، هذا النسيج المتداخل كألوان قوس القزح بقي متلازماً كروحٍ وجسد، هذه الشيفرا معقدة الرموز حفظت عن ظهر قلب، فلم تدعُ الحاجة للدخول في تحليل تلك الكمياء المعقدة، صارت معادلةً رياضية تفهم بالبديهة، حدها الأول .. الأرض والثاني الإنسان الحافظ للعهد، وبين هذين الحدين أدوات الحساب والقسمة والضرب المهم أن يظل التلازم بين الحدين ليكون الناتج عشقاً أسطورياً بامتياز..!!

كفرقدوم .. البلدة الفلسطينية التي عاش فيها الكنعانيون بعد أن مرَّ في المكان أبوهم إبراهيم عليه السلام، القرية التي تقع في شمال الضفة الغربية بالقرب من مدينة نابلس على امتداد الطريق الواصل إلى مدينة قلقيلية بقيت شامخةً في وجه الريح وحجارتها العتيقة خيرُ شاهد بصمت على الذين مروا من أمامها، حتى حجارة البيوت وردية اللون بات تعرفُ تلك المعادلة الرياضية " الأرض والإنسان" ، ربما كتابة سطرٍ عن تلك العلاقة المتداخلة  قد يكون طلاسم غير مفهومة، الأهم في الأمر أن الإنسان الذي بنى أول بيت في البلدة ورث قانون المعادلة للاحقين، أجزم أن عبقريته الفذة هي التي أبقت الأجيال في ذلك المكان الذي يعانقُ قرصَ الشمس..! .

البلدة التي نشأ على أرضها الولد وولد الولد والسابقون واللاحقون حاصرها الخراب من كل حدب وصوب فجاء اليهود وأسفل أهل الأرض يبحثون عن موطئ قدم لهم على أرضها، غير مدركين لحدي المعادلة المقدسة والتي ظلت محفورة في أدمغة أصحاب الأرض، أما اللقطاء فأرادوا أن يكونوا جزءاً من المشهد، جاءوا من هناك ومن بلاد الثلج كي يمارسوا عبثية خارقةً حاولوا غرس المنطقة بالمستوطنات المقيته، والتي بشكلها وشكل من يسكنونها الذين لا يتشبهون ذلك النسيج الفريد والمتلازم من العشق الواصل حدَّ التوحد بين الإنسان والأرض،  بالعكس أنهم يعيشون حالة هستيرياً غير واقعيه ظناً منهم ان سلب الأرض من الممكن أن ينسف المعادلة المقدسة ذات الحدين، غير مقتنعين بأن الحد الأول لا يمكن أن يفصل عن الثاني بسهولة، هذا المعتقد الغريب حاولوا أن يطبقوه في كفرقدوم عنوة..!! لهذا كان على حد المعادلة الثاني أن يعمل على بقاء الحد الأول – الأرض – متلازماً معه، لهذا قدمت القرية – وما زالت -  تضحيات جسام قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى قرباناً عطراً فداءً للأرض التي هي مصدر وجود أهلها ففيها مأكلهم وفيها مزارعهم واليها يعودون ليدفنون تحت ثراها الطاهر..!!

عاشت القرية الوادعة وعبر سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي والتي قاربت على نصف قرن حالة مأساوية بسبب الاحتلال الجاثم على الصدور، وبسبب المستوطنات التي أصبحت تطوقها من كل حدب وصوب، لهذا السبب كان شبان القرية يتدافعون واحداً تلو الآخر للالتحاق بركب الثورة الفلسطينية، مدركين أن لحن الخلاص من الاحتلال لا يمكن إلا أن يعزف بالدم وحده، وأن تلك المستوطنات لا محالة زائلة، طال الزمان أم قصر، وعبر مراحل الثورة من الكفاح المسلح إلى انتفاضة الحجر وصولاً إلى المقاومة الشعبية في كل محطة من تلك المحطات سار قطار الأمل بالتحرير والخلاص من الاحتلال من أزقة القرية وشوارعها المتعرجة، وفي كل مرحلة سطرت معجزة انتهت بمدرسة المقاومة الشعبية التي تعدُ كفر قدوم فيها مدرسة من مدارس الوطن .


ميزانية اللامساواة والنكث بالوعود/ عباس علي مراد

لا اقتطاع من ميزانية التعليم،لا تخفيض من ميزانية الصحة، لا تغييرات على نظام التقاعد ،لا تعديل في ضريبة السلع والخدمات (جي اس تي) لا اقتطاع من ميزانية اذاعتي أي بي سي وأس بي اس.
رئيس الوزراء طوني ابوت (اس بي اس 6/9/2013) 
لا شك ان اصلاح الوضع المالي وإعادة الفائض للميزانية واجب أية حكومة ،سواء كان من خلال فرض ضرائب جديدة او الحد من المصاريف والانفاق ،ولكن عند إتخاذ تلك الاجراءات يجب الاخذ بعين الاعتبار استمرار النمو ألأقتصادي حتى لا يصاب الاقتصاد بالركود او ان يترك تداعيات على الوضع ألأجتماعي للمواطنين.
الميزانية التي قدمتها الحكومة الفيدرالية ألأسبوع الماضي كانت مفاجئة بقساوتها، رغم التسريبات التي سبقتها للحد من تأثيراتها على الرأي العام،لكن تلك التسريبات لم تثمر فقد ترك اعصار الميزانية خلفه العديد من الضحايا والتداعيات اولها، الثقة التي كان يعول عليها رئيس الوزراء طوني ابوت اثناء حملته الانتخابية للوصول الى الحكم حيث انه لم يخلف بوعد انتخابي واحد بل بعدة وعود دفعة واحدة ،وقد حاولت الحكومة ان تستنجد باللغة من خلال اللعب على الكلام للتغطية على تراجعها عن وعودها ألأنتخابية وفرض ضرائب جديدة واقتطاع خدمات وتقديمات كانت وعدت بعدم مسها أثناء الحملة ألأنتخابية السنة الماضية، والتي ثبتنا بعض منها في مقدمة المقال مستعملة مرادفات عدة لكلمة ضريبة في محاولة لذر الرماد بالعيون ،فقد استعملت الحكومة كلمات مثل :اصلاح ،تعديل ،تغيير،رسوم،مؤشر وغيرها رغم ان وزير الخزينة جو حقي عاد واقر بأنه ضرائب في برنامج سؤال وجواب على تلفزيزن أي بي سي الاثنين 19/5/2014.
وقد طاولت رياح الميزانية القطاع الصحي من خلال فرض ضريبة زيارة الطبيب بقيمة 7 دولارات وغيرها على صور الاشعة وزيادة على اسعار الدواء،ولم يسلم العاطلون من العمل حيث ادخلت تعديلات كثيرة على طريقة حصولهم على علاوة البطالة ،حيث اصبح على الباحث عن عمل اذا كان تحت سن الثلاثين ان ينتظر 6 أشهر للحصول على العلاوة ومن هم بين سن 22 و25 فسوف يحصلون على علاوة الشباب والتي تقل قميتها ب 46 دولار عن علاوة البداية الجديدة ،ولم تنج العائلات من  الاستقطاع حيث تم تخفيض السقف الذي يؤهل العائلات للحصول على علاوة العائلة (الجزء بي) الى 100.000 دولار والغاءها عندما يصبح عمر اصغر طفل 6 سنوات بدل 16 سنة،وقد اتت اقتطاعات  الميزانية على الطلاب الجامعيين حيث سيسمح للجامعات بفرض الرسوم التي تراها مناسبة وكذلك سوف يتم رفع نسبة الفائدة على الديون التي يحصل عليها الطلاب من( هكس) وحتى الولايات ستخسر 80 مليون دولار خلال العشر سنوات القادمة والتي كانت تحصل عليها من الحكومة الفيدرالية لدعم قطاعي الصحة والتعليم، وأعادت الحكومة العمل بمؤشر الاسعار في زيادة سعر المحروقات الذي كانت قد جمدته حكومة جون هاورد على 38.1 لكل ليتر من البترول، واما المتقاعدين فبالإضافة الى رفع سن التقاعد الى 70 ابتداءاً من العام 2035 فهناك تعديلات على دخل المتقاعدين ابتداءاً من العام 2016، حيث ستصبح الزيادة على معاشاتهم حسب نسبة التضخم وليس حسب زيادة نسبة الحد الأدنى للإجور، اقتطاع 16500 وظيفة من القطاع العام غيرها وغيرها.
 وفي محاولة سياسية مكشوفة من الحكومة وحتى تظهر بمظهر العادلة في ميزانية اللامساواة لجأت الحكومة وبعد نكثها بوعد انتخابي آخر الى فرض ضريبة  العجز2% على اصحاب الدخل الذي يزيد عن 180000$ سنوياً لمدة اربع سنوات، اي ستنتهي بعد الإنتخابات القادمة، عكس الإقتطاعات التي ستبدأ بعد ذلك التاريخ لأن الحكومة تحاول ان توهم نفسها قبل المواطنين بأنها لم تخلف وعودها الإنتخابية، مع العلم ان ما يقر في الميزانية بموجب مرسوم لا يمكن اعادة النظر فيه الا اذا عاد حزب آخر الى الحكم، اجمالاً سوف تطال الضرائب الجديدة والإقتطاعات والتي بلغت 0.8% من الدخل القومي حوالي 2 مليون عائلة.
 نشير الى ان الحكومة لم تدخل اي تغيير على نظام الضرائب الذي يطال معاش الإدخار التقاعدي (سوبر) وربح رأس المال والتخفيضات التي يحصل عليها المستثمرون في القطاع العقاري negative
 gearing  والتي يستفيد منها الاغنياء، مع الاشار الى ان   20%  الاوائل  من اجمالي السكان يحتفظون ب62% من الثروة في البلاد بينما  يحتفظ الفقراءب 20 % بواحد بالمئة  فقط  .
وكما يقول المثل "اول الغيث قطرة" فإذا ما استطاعت الحكومة تمرير هذه الميزانية في مجلس الشيوخ وهو ما تدور حوله شكوك كثيرة بسبب معارضة حزب العمال والخضر وحزب بالمر المتحد للضرائب المقترحة وأهمها ضريبة زيارة الطبيب وتعديل نظام التعليم الجامعي، سوف تلجأ الحكومة في المراحل القادمة الى تعديل قوانين اماكن العمل وضريبة السلع والخدمات GST ، تعديل قوانين الضريبة، واعادة النظر بالنظام الفيدرالي والعلاقة مع الولايات في محاولة سياسية واضحة لإبتزاز الولايات التي اجتمع رؤساؤها الأحد في 18/05/2014 في سيدني ووقفت بشبه اجماع ضد اجراءات الحكومة وطالبت رئيس الوزراء الفيدرالية لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الولايات المعروف ب (كوواك).
بعيداً عن الإصطفاف السياسي فإن هذه الميزانية شئنا ام ابينا تعتبر تاريخية لأنها  تشكل محاولة جادة لتغييراسلوب العيش الذي نعرفه منذ عدة عقود من خلال التغييرات والتعديلات الذي ذكرنا بعضها ولأنها إعادة  الإصطفاف الايديولوجي والطبقي واعادة التوازن السياسي لحزب العمال الذي عانى من تداعيات الخلاف بين جوليا غيلارد وكيفن راد خلال السنوات السبع الماضية، وقدمت للعمال فرصة سياسية مهمة وهذا ما اظهرته آخر استطلاعات الرأي تقدمهم بأربع نقاط على الاحرار بعد فرز الاصوات التفضيلية 56% للعمال مقابل 44% للأحرار(س م ه 19/5/2014 الصفحة الاولى) حيث اذا استطاعوا ان يبنوا عليها شريطة ان يكونوا على مستوى التحدي ومصارحة المواطنين الذين فقدوا الثقة بالسياسيين من كلا الجانبين بعيداً عن المخاطبة اللغوية الرنانة ،وعليهم ان لا يتبعوا اسلوب "العمل ماشي والحال ماشي" لأنهم اذا فعلوا ذلك يكونون قد اسدوا اكبر هدية سياسية  وللمرة الثانية لطوني أبوت الذي وصل الى الحكم على الجثة السياسية لإثنين من رؤساء وزراء استراليا العماليين، وعندها سوف يستمر وزير الخزينة جو حقي في تدخين سيجاره دون ان يسأله احد كم زيارة للطبيب يكلف ثمنه كما فعل عندما قارن زيارة الطبيب بثمن كأسين من البيرة او ثلاث زيارات مقابل علبة من السجاير.
اخيراً وحول امكانية ذهاب الحكومة الى انتخابات مبكرة في حال فشلها في تمرير الميزانية في مجلس الشيوخ  اعتقد ان هذا الامر لن يحصل في ظل استطلاعات الرأي  التي تظهر عدم رضى المواطنين عن الميزانية  حيث يرى 63% انها غير عادلة  و74% يعتقدون ان وضعهم سيكون اسوأ  (س م ه 19/5/2014) لانها تشكل انتحار سياسي ولا اعتقد ان رئيس الوزراء سيقدم على هكذا خطوة  حتى لو اضطر للتراجع عن  او تعديل بعض بنود الميزانية تحت ضغط المعارضة وضغط زملاءه داخل حزب الاحرار 
لكن الشيء الوحيد المؤكد ان على رئيس الوزراء الاستفادة من مخصصات الميزانية التي خصصها لرقص البالية حتى يتعود الرقص على ايقاع استطلاعات الرأي والتي قد تؤدي الى اعادة سيناريو (راد -غيلارد )لكن بنكهة احرارية هذه المرة لأن الحزب لا يحتمل خسارة الانتخابات  القادمة وبعد دورة انتخابية واحدة !     

سدني 
Email:abbasmorad@hotmail.com

لنحذر من الخطرين النظام الإيراني والكيان الصهيوني‏/ العلامة السيد محد علي الحسيني

کثرت في الآونة الاخيرة، جملة من التصريحات الاستفزازية الصادرة من جانب مسؤولين بارزين في النظام الايراني، و التي تفوح منها و بشکل جلي و صريح رائحة الاطماع التوسعية لهذا النظام على حساب دولنا العربية و حتى العالم الاسلامي، ولاسيما عندما يمنحون نظامهم حق الوصاية و الولاية على بلداننا.

الاطماع التوسعية التي شرع بها نظام رضا شاه حيث بدأت من الاحواز و مشى على ضوئها أبنه محمد رضا عندما قام بإحتلال الجزر الاماراتية في عام 1971، بعد إنسحاب بريطانيا منها، ولحد الان نجد أن نظام ولاية الفقيه غير مستعد للتنازل عنها بأي شکل من الاشکال، وهو مايؤکد حقيقة نواياه المبيتة و المشبوهة بهذا الخصوص وکذلك تهديداته المتکررة لضم مناطق و دول أخرى بل و وصل الى حد إعتبار مملکة البحرين محافظة إيرانية ردد ذلك نظام الشاه و أکد عليه مسؤولون في نظام ولاية الفقيه أيضا، يجدر بنا القول أنها کانت وعلى الرغم من التهديد الذي تمثله للأمن القومي العربي، محدودة، غير أن الحال مع نظام ولاية الفقيه قد تغير رأسا على عقب، عندما کشر هذا النظام عن أنيابه و کشف عن أطماعه التوسعية غير المحدودة و عن إستغلاله الکبير للشيعة العرب من أجل تحقيق أهدافه و غاياته.

التصريحات الاستفزازية الاخيرة للجنرال يحيى رحيم صفوي مستشار الولي الفقيه للشؤون العسکرية و التي قال فيها بأن حدود بلاده الحقيقية ليست کما هي عليها الان، بل تنتهي عند شواطئ البحر الابيض عبر الجنوب اللبناني، وقد أکده خلال الايام الاخيرة أيضا بأن لبلاده مهمة الدفاع عن البلدان الاسلامية و لذلك منح نظامه الحق بالتوسع على حساب بلداننا على ذلكم الاساس، والحقيقة أن تصريحات الجنرال صفوي جاءت بعد تصريحات إستفزازية أخرى لقادة آخرون أعطوا نظامهم حق الوصاية و الاشراف و التدخل الکامل في شؤون بلداننا العربيـة الداخلية، وتکمن خطورة هذه التصريحات أن الاطماع التوسعية لهذا النظام قد تجاوزت حدودها المألوفة و بلغت ذروتها من خلال الاحزاب و الجماعات التابعة له هنا او هناك، کما انها صارت تشکل خطرا کبيرا جدا على الامنين القومي و الاجتماعي لبلداننا من خلال السعي المنظم و الدؤوب لإستغلال الشيعة العرب عبر توظيف العامل الطائفي و توجيهه بسياق يجعل من مرجعيتهم الرئيسية في طهران و ليست في بلدانهم، وانه يحاول جعلهم طابوا خامسا لتحقيق أغراضه و غاياته.

الخطر الخارجي المستمر الذي هدد و يهدد بلداننا يتمثل بإسرائيل و ماتمثله من مشروع سرطاني على حساب شعبنا العربي الفلسطيني و على حساب أمننا القومي العربي المهدد دائما من قبله، جاء الخطر الداخلي لنظام ولاية

الفقيه(والذي کان لحد نظام الشاه خطرا خارجيا أيضا)، والذي من خلال نفوذه المتغلغل في العديد من بلداننا العربية و تلاعبه بأمنها و إستقرارها، و محاولته الصريحة لإحتلال بلداننا و السيطرة عليها، يکاد أن يکون الخطر الاکبر و الاکثر تهديدا لأمننا القومي، واننا من موقعنا الاسلامي کمجلس اسلامي عربي ندعو زعماء و قادة البلدان العربية و شعوبها الى التنبه و الحيطة و الحذر التام من هذين الخطرين المتربصين بأمتنا العربية أي الخطر الخارجي المتمثل بإسرائيل و الخطر الداخلي المتجسد بنظام ولاية الفقيه.

اننا کشيعة عرب، نؤکد على عروبتنا و ولائنا الخالص لدولنا العربية مندمجين بها و محافظين عليها و مدافعين عن أمنها و استقرارها، رافضين في نفس الوقت جميع الدعوات المشبوهة و التحريضية المنطلقة من جانب نظام ولاية الفقيه الذي لايريد منا سوى أن نکون جسرا و أدوات و اوراق بيده من أجل تنفيذ مشروعه الخطير ضد أوطاننا.

اننا و من خلال موقعنا في المجلس الاسلامي العربي الذي يمثل آمال و طموحات و تطلعات الشيعة العرب و يجسد إرادتهم، ندعو أخواننا الشيعة العرب و خصوصا في لبنان و العراق و البحرين و السعودية و اليمن للحذر الکامل و الانتباه من أية علاقات مع نظام ولاية الفقيه و العمل على رفضها و التبرء منها و المبادرة الى إعلان ذلك من أجل سد الابواب على الشر القادم من هذا النظام و نؤکد بأنه لايجوز شرعا التعامل بأي شکل من الاشکال مع نظام ولاية الفقيه بعدما ثبت بالدليل القاطع نواياه الشريرة لإحتلال بلداننا وانه يمثل خطر على ديننا و دنيانا، وان الحديث الشريف للرسول الاکرم(ص): ”حب الاوطان من الايمان"، مسألة واضحة إذ أن مفهوم الحديث يتعلق بخيانة القطن و التعامل مع أعدائه حيث يعد ذلك من الفسق و العصيان، حفظ الله تعالى أمتنا و رد عنها کل سوء و شر متربص بها.

تعـزية ومواساة في وفاة رجل الأعمال المعروف جورج خزامي في سيدني/ فادي الحاج

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم بالتعزية والمواساه اولاً من عائلة الفقيد الكبيرة الجالية اللبنانية استراليا بكل أطيافهم والعائلة الصغيرة من الأهل والأقرباء  وذلك لوفاة رجل الكرم والبر و الخدمات الاجتماعية وصاحب الأيادي البيضاء الخيرة، التي كان يقدّمها مجاناً لأبناء شعبه، دون تمييز سياسي أو ديني. نشاطركم أحزانكم ونسأل رب العباد أن يتغمد روح المغفور له بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويبدله بدار خير من داره. وكم آلمنا هذا الخبر ..هذا الرجل الخير صاحب الابتسامة العريضة الذي كان يقدم خدماته من خلال شركته لتقديم المأكولات في الحفلات وجميع المناسبات وجهوده وعطائاته اللامحدودين. جورج المسيحي تعجز العبارات عن وصفه روحه التي تعبر عن طيب ذلك الرجل وأخلاقه الفاضلة وصدق محبته التي تعكس عظمة وروعة الخالق، كان يطعم ويفطر المسلمين في الاغتراب في الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك من أشهى الطعام من تمر وحلوه، وعصير الجلاب، الخرنوب والتوت التي تعود عليها المسلمين في شهر الطاعة والعبادة لطيبة نفسه وكرمه ورُقي أخلاقه. 

نسأل الله أن تسترجع الجالية وأن يعوضها خير مما فقدتِ. و إن قلوبنا لتعتصر ألما و حزنا على فقداننا له .. لكن هذه إرادة الله و حكمته و إنها لأمانة ترد إلى صاحبها ..وتقبلوا بهذه المناسبة الأليمة التعازي ومواساة الدكتور جمال ريفي أصالة عن نفسه ونيابة عن لجنة أحباء وزير العدل اللواء أشرف ريفي، وتجمع شمال لبنان استراليا، نتقدم من الاسرة جميعا بخالص التعازي والمواساة وان يلهم اهله وذويه جميل الصبر والسلوان وحسن العزاء، ثبت الله قلوبكم وجبر مصابكم ورحم الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى مع احسن أولئك رفيقا.

تقبل التعازي عن روح الفقيد ايام السبت والاحد والاثنين والثلاثاء 17 و18 و19 و20 ايار من الساعة السادسة حتى التاسعة في قاعة كنيسة مار نقولا بانشبول. والجنازة يوم الاربعاء في 21 ايار في كنيسة مار نقولا.
فادي الحاج
**
Our Deepest condolences for the loss of George Khouzame 

Our sincere sympathy on the passing of our friend George Khouzame. Although he suffered for a long time and this moment may seem like a blessing, it is still a grave loss for all the community. Life is never quite the same when a humble generous man like George is no longer present.

We hold his family in our thoughts and prayers as they move through the process of grieving and healing. He was a lovely man who touched so many lives with his joy and generosity. We miss him deeply already, and we can only imagine the heartbreak his family feel.

One of the fondest memories of our dear George is of the kindness he showed the Lebanese community in Australia. He treated everyone like his own family. He involved many of us in that kindness, and we were all better people because of it. George lived his life as a model of grace and goodness. We are very lucky to have known him.

Our loss and bereavement is huge, With sympathy Dr Jamal Rifi and On behalf of TeamRifi's Family and North Lebanon Community Council Australia, We would like to extend our deepest condolences to the Lebanese Community, Family and Friends and our hopes for quick healing and renewal.

Fadi El Haje

تجنيد العرب المسيحيين الهدف:تذويب الهوية الوطنية والقومية/ راسم عبيدات

ضمن سياسة فرق تسد التي دأب عليها الإحتلال تجاه شعبنا العربي الفلسطيني،من اجل إحكام السيطرة عليه،وفي إطار التعاطي والتعامل معه على أساس انه مجموعات سكانية،وليس أقلية قومية لها حقوقها الوطنية والثقافية،سعى منذ البداية لهذا الهدف،حيث فرضت الخدمة العسكرية القسرية على العرب الدروز والشركس في عام 1958،ومن ثم بعد احداث عام 2000،بدات الدوائر الصهيونية،تعمل بشكل جدي وعملي من اجل تذويب الهوية الوطنية والقومية لشعبنا،من خلال العمل على دمج العرب الفلسطينيين في المجتمع الإسرائيلي،وفق ما سمي بقانون المساواة مقابل تحمل الأعباء والولاء بدل "الترانسفير"،وهذا يعني قيام العرب في الخدمة في مؤسسات الدولة،وبما يتعارض مع هويتهم وانتمائهم،وقد طلب شارون في مؤتمر"ميزان للمناعة والأمن القومي" في كانون اول عام 2003،من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية دراسة كيفية دمج العرب في مؤسسات الدولة،وما عرف بوثيقة "عبري"،ولكن رفض الجماهير العربية واحزابها وقواها لمثل هذه المخطط،أعاق تنفيذه،ولكن الإحتلال نحن نعرف عقليته جيداً،يتراجع في اللحظة التي يشعر فيها بأن هناك مواجهة جدية وحقيقية لمشاريعه،ولكن عندما يشعر بأن هناك تراخي او تراجع،او وجود من يتساوق مع أفكاره وتصوراته وخططه ومشاريعه،يتجه نحو الهجوم،فما ان أعلن أحد الكهنة الماجورين،الأب جبرائيل نداف عن دعوته للعرب المسيحيين الى التجند في جيش الدفاع الإسرائيلي،حتى بادر نتنياهو شخصيا الى تلقف ذلك وتشكيل منتدى مشترك بين الحكومة الإسرائيلية والطائفة المسيحية وتحديدا مع طائفة الروم الأرثودكس،بهدف البحث في انخراط أبناء الطائفة المسيحية في الجيش الإسرائيلي والخدمة المدنية ودمجهم في الحياة العامة.

وبالفعل صدرت دعوات لتجنيد العرب المسيحيين في الجيش الإسرائيلي،على ان تكون في اول عامين طوعية،ومن ثم ستكون إجبارية،الأمر الذي فجر الأوضاع على نحو واسع في الداخل الفلسطيني،فقد اعلنت الجماهير العربية هناك وقواها التمثيلية رفضها المطلق لهذا المخطط ومن ضمن ما جاء في بيان أصدرته بهذا الخصوص "نرفض نحن أصحاب الأرض الأصليين التعامل معنا على أساس إثبات الولاء للدولة وخدمتها للحصول على الشرعية،وسنواصل التصدي لمخططات المؤسسة الإسرائيلية التي نبعث لها رسالة واضحة برفض التجنيد بمختلف أشكاله ولو بالعصيان المدني".

ولمواجهة مخاطر هذا المشروع،قام المجمع المقدس والمحكمة الكنسية الأرثودكسية بتجريد الأب جبرائيل نداف من صلاحياته،وقالوا بان دعوته العرب المسيحيين للتجند في الجيش الإسرائيلي ،تسيء للعرب المسيحيين قولاً وفعلاً،وتتعارض مع موقعه الديني،وكذلك صدرت دعوات بفرض المقاطعة الإجتماعيه والحرمان الديني عليه وعلى كل من هم على شاكلته ممن يتساوقون وينظرون للمشروع والمخطط الصهيوني.
وكذلك صدر موقف جماعي يندد بمثل هذه الخطوة،ويشدد على رفضها وعدم التعاطي معها،من قبل بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس،حيث أشاروا في بيانهم الموحد الذي صدر امس الثلاثاء الى"متابعتهم نشاطات عدد من السياسيين الإسرائيليين، مثل عضو الكنيست ياريف لافين، لتقديم مقترحات تشريعية تمييزية تستهدف الجسم العربي الفلسطيني الواحد داخل إسرائيل ، وأنهم يرون في ذلك جهدا خاطئا وغير مناسب يهدف إلى التمييز بين المسيحيين وباقي أبناء شعبهم على أسس دينية".
وأوضح البطاركة أن "المسيحية هي هوية دينية وليست هوية عرقية أو وطنية"،محذرين من أن "مثل هذه التشريعات ستفتح المجال لخطوات لاحقة مثل التجنيد الاجباري في الجيش الإسرائيلى الذي أعلن بدء توزيع دعوات لتجنيد طوعي للشباب المسيحى بهدف تشجيعهم للانخراط في صفوفه".
واضح بأن مخطط تجنيد العرب المسيحيين في الداخل الفلسطيني- 48 - في الجيش الإسرائيلي،لها الكثير من التداعيات والمخاطر السلبية على وحدة شعبنا هناك،فهو اول ما يستهدف تذويب الهوية الوطنية والقومية لشعبنا الفلسطيني،والتعامل معه على اساس طوائف ومذاهب ومجموعات سكانية،وليس شعب له حقوق،وكذلك فهذا المخطط من شأنه تمزيق اللحمة والنسيج الإجتماعي بين أبناء شعبنا،وكذلك يحتل وعي شبابنا ويسيطر على ذاكرتهم الجمعية،ويضرب ثقتهم بمشروعهم الوطني وعدالة قضيتهم،ويزعزع قناعاتهم وإنتمائهم بحقهم في الوطن،ويفرض رواية صهيونية مزيفة على مسار التاريخ.

طبعاً الإحتلال يسن ويصدر عشرات القوانين العنصرية،من اجل التخلص من شعبنا هناك بالطرق الشرعية وغير الشرعية،فهم ينظرون له على انه بمثابة السرطان الذي يجب التخلص منه،ولذلك نرى بان مخططات التهويد والتطهير العرقي،تطال الجليل والمثلث والنقب،من اجل تهويدها وتهجير سكانها العرب الفلسطينيين،ومن لم يستطيعوا طرده وتهجيره،سيعملون على إحتوائه ودمجه في المجتمع الصهيوني،لكي يمنعوا تبلور أي أقلية قومية عربية،تخلق ثنائية قومية مستقبلاً.


على القوى والأحزاب التمثيلية العربية ومؤسسات المجتمع المدني،أن تخلق اطر ومؤسسات ولجان من اجل مواجهة مخططات الإجتلال،في فرض مشاريع الخدمة المدنية والعسكرية عليها،فلا يجب فقط ان نكتفي بالرفض،بل يجب العمل في اوساط الشباب بالتوعية وتوسيع دائرة العمل الطوعي وإستيعاب الشباب في المؤسسات العربية،وخلق برامج تمكن من توفير فرص عمل لهم،تشكل لهم بديلا عن مؤسسات الإحتلال.
مرة أخرى أرى بان بيان المطارنه ورؤوساء الكنائس،خطوة نوعية على صعيد مواجهة مخطط التجنيد في جيش الإحتلال،ليس للعرب المسيحيين،بل لكل فئات ومركبات شعبنا في الداخل،وكذلك فإن خطوة المجمع المقدس والمحكمة الكنسية الأرثودكسية،بتجريد ما يسمى بالأب جبرائيل نداف،من صلاحياته وفرض الحرمان الكنسي عليه،بإعتباره رأس الحربة في هذا المشروع والمخطط،من شأنه أن يشكل لاجماً ورادعاً،لكل من تسول له نفسه السير في مثل هذه المخططات المشبوهة.

السيسى.. ومصباح علاء الدين/ مجدى نجيب وهبة

** جميعنا نتذكر الأسطورة السينمائية "علاء الدين والمصباح السحرى" .. فقد حقق المارد كل أحلام "علاء الدين" بعد أن خرج من المصباح السحرى .. ثم توالت الأفلام الكوميدية للفنان "إسماعيل ياسين" ، والفنان الراحل "عبد المنعم إبراهيم" ، وفيلم "طاقية الإخفاء" !!...
** فهل يمتلك المشير "عبد الفتاح السيسى" مصباح علاء الدين لتحقيق أحلام 90 مليون مواطن مصرى ينتظرون وصوله إلى كرسى الرئاسة ؟؟!!! ..
** هل يحقق المشير حلم الملايين فى العدالة والديمقراطية والمواطنة والتنمية للخروج من عنق الزجاجة التى ظللنا محبوسين فيها أكثر من 35 عاما ..
** هل يستطيع المشير أن يقضى على سياسة إستمرت أربعون عاما وأكثر .. من الفساد والمحسوبية والرشاوى ..
** هل سيتحمل المشير السيسى رزالة بعض النشطاء الثوريين أو من يطلقون على أنفسهم النخبة السياسية ، وهم فى الحقيقة مجموعة من الجهلاء الذين هم بالكاد نجحوا فى فك الخط ، ومعظمهم حاصل على مؤهلات عليا فى الصوت العالى والبلطجة ..
** هل يستطيع المشير السيسى أن يقضى على العملاء والخونة والمنافقين وآكلى لحوم البشر وقوت الشعب ؟ ..
** هل يستطيع المشير السيسى أن يمحو الإخوان المسلمين من فوق ظهر الأرض ، وتنتهى هذه الأكذوبة الكبرى التى يرفعها جماعات إرهابية وتكفيرية "الإسلام هو الحل" .. بينما هم فى الحقيقة والواقع لا ينتمون إلا لأفكار الشياطين ..
** سيقول البعض .. لماذا تتحدث عن المشير السيسى بصفته رئيسا لمصر ، ولم تجرى الإنتخابات بعد ، وهناك مرشح أخر إسمه "حمدين صباحى" .. وهنا سيكون ردى قولا واحدا ، وهو أن المشير السيسى هو مرشح 90 مليون مواطن مصرى .. وغير ذلك فلن يقبله الشعب ، ولن تتكرر عملية التزوير مرة أخرى كما حدث فى الإنتخابات الرئاسية السابقة بين الفريق أحمد شفيق والجاسوس الحمساوى محمد مرسى العياط ، بعد أن تواطئت عناصر وجهات عديدة فى نجاح أكبر عملية تزوير فى تاريخ العالم ، والتى ستكشف عنها الأيام القليلة القادمة ، ولن يفرض علينا رئيسا ضد رغبة 90 مليون مصرى مهما كانت المؤامرات والضغوط والدسائس الخارجية والداخلية .. لأنه فى حالة تكرارها فالشعب لن يصمت ولن يظلوا فى الميادين بل سيخرج 90 مليون مواطن وستعلق المشانق فى الميادين لكل الخونة والمتأمرين ضد هذا الوطن مهما وصل عددهم ، وأولهم المرشح "حمدين صباحى" ..
** إذن .. فالإنتخابات محسومة لصالح المشير ، والذى سيؤكده خروج 90 مليون مواطن مصرى سيقولون "نعم للسيسى" ..
** لكن المشكلة بدأت منذ إعلان خارطة الطريق ، وعزل محمد مرسى العياط .. صراخ وعويل ومؤامرات وتهديدات وعملاء وخونة وطابور خامس ، وتدخل أمريكى سافر ، وتدخل للإتحاد الأوربى بكل بجاحة ، ولمراكز حقوق الإنسان التى تتشكل معظمها من مجموعة من النصابين الذين يعملون تحت سلطة الولايات المتحدة الأمريكية ..
** فقد هاجت الدنيا ولم تقعد .. لأن هدف كل هؤلاء هو إسقاط مصر .. حتى الحكومة التى تم تعيينها عقب 30 يونيو ، وهى حكومة الببلاوى ، لم يكن لها سوى هدف واحد هو إسقاط ثورة 30 يونيو ، والعودة للوراء ، ومحاولة هدم الدولة .. ولم تكن الحكومة السابقة فقط هى التى كلفت بهذا الدور ، بل الحكومة الحالية برئاسة المهندس إبراهيم محلب تقوم بنفس الدور ، وتحاول خلق الازمات وإشتعال الأسعار لتهييج الشارع ولم يفعل أى شئ ، بل هى تحاول أن تضع العراقيل والكوارث أمام الرئيس القادم حتى تفشل التجربة ..
** لم يتوانى المستشار "عدلى منصور" لحظة واحدة عن المشاركة فى نفس المخطط ، حتى إن لم يكن واضحا وظاهرا للجميع .. ولكن كل تصريحاته وقراراته لم تكن تناسب هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر ، فهو حتى الأن يرفض إستخدام قانون الإرهاب ، ويرفض إصدار أى قرار للحفاظ على أمن الدولة والأمن الوطنى لمصر ، وأمن الطلبة داخل الجامعات ، رغم أن الطلبة والطالبات المصريين تعرضوا بالأمس لقمة السفالة من بلطجية الإخوان والفتيات الإخوانيات من محاولات منعهم من أداء الإمتحان ، وتحولت سفالتهم إلى معركة بالمولوتوف والطوب والرصاص الحى فى مواجهة الشرطة التى إستخدمت القنابل المسيلة للدموع .. وقد رأينا طالبات أداب وحقوق جامعة عين شمس وهم يهربون من الأبواب الخلفية ، ورئيس الدولة لا وجود له إطلاقا ولا يصدر أى قرار .. فبالله عليكم ماذا تسمون ذلك ؟..
** هل يدعم الرئيس المؤقت الإرهاب والفوضى فى مصر .. هل الحكومة تعطى الضوء الأخضر للإرهابيين والبلطجية لمهاجمة الشرطة المصرية والجيش ، وترفض إعطاء أى غطاء قانونى أو قرار سياسى لحماية الجندى المصرى فى مواجهة الإرهاب ..
** ورغم أنه لم يتبقى إلا بضعة أيام على الإنتخابات الرئاسية القادمة ووضع حد للفوضى التى تعيشها مصر منذ نكبة 25 يناير .. كيف سيكونوا رجال السيسى ؟ .. وكيف يضمن السيسى أن كل من حوله مواطنين مصريين شرفاء ينتمون لهذا الوطن وليسوا طابور خامس أو سادس أو سابع ؟ .. دعونا نستعرض بعض الأحداث التى تعيشها مصر الأن ومدى علاقتها بالرئيس القادم المشير السيسى .
** هناك قرار مريب وغامض بل وخطير جدا سيتوقف عليه مصير هذا الوطن ، وهو محاولة إقصاء المستشار "عادل إدريس" قاضى التحقيق فى قضية تزوير الإنتخابات الرئاسية السابقة ، وإجباره على التنحى وعدم إستمراره فى نظر القضية ، بل أن الإقصاء يأتى من قبل رئيس محكمة إستئناف القاهرة المستشار "نبيل صليب" ، لتسليم ملف القضية إلى مستشار أخر بعد أن تسربت بعض الأخبار عن تورط قضاة وعسكريين فى عملية التزوير .. وهذا يعنى أنه مازال بيننا من يتربص بالوطن ويريدون إقصاء من يكشف الحقيقة ..
** لست أدرى ما المغزى لسفر بعض الشخصيات إلى بعض الدول الأوربية لشرح الموقف المصرى ، وما علاقتهم بذلك ، ومن كلفهم بهذه المهمة ، وما هى أجندة الحوار ومع من ؟ ..
** للأسف .. أصبح الحبل متروك على الغارب لكل من هب ودب للحديث بإسم مصر .. فالأخ "سعد الدين إبراهيم يعمل كالمكوك من قطر إلى أمريكا إلى تركيا إلى أى دولة معادية لمصر ، لمحاولة إعادة جماعة الإخوان وتفكيك ثورة 30 يونيو ، رغم أن تصريحاته تقول بعضها عكس ذلك تماما ..
** أيضا .. الكاتب المخضرم محمد حسنين هيكل ، يبث ألفاظه وأفكاره السمجة البالية على الشعب المصرى ، وفتحت له صالونات والقنوات الفضائية .. فى ظل الفوضى التى إندلعت فى الإعلام المصرى والقنوات الفضائية الخاصة والمصرية ، وأهداف بعض الإعلاميين المخربين وأصحاب هذه القنوات وإستقطاب كل من يهاجم الدولة والجيش والشرطة والسيسى فى برامجهم ..
** على الجانب الأخر .. مازالت الأحكام الصادرة فى حق الإرهابيين حبر على ورق ، لم ينفذ حكم واحد حتى الأن ، بل أن الكارثة أن السجون المصرية إمتلأت بالإرهابيين والقتلة والجواسيس والخونة ، فماذا لو تجمع كل هؤلاء وإستطاعوا فتح أبواب السجون للخروج منها فى وقت واحد ..
** أيضا الدور الغامض لكل من المستشار الإعلامى لرئيس الدولة أحمد المسلمانى ، والمستشار السياسى مصطفى حجازى ، والمستشار القانونى ، وسفرياتهم الغامضة وتصريحاتهم المستفزة .. رغم صمتهم عن الإدلاء بأى تصريحات منذ إقالة حكومة الببلاوى ..
** دور الخارجية المترهل فى الرد على بعض الأكاذيب فى الخارج ، ودور وزير الخارجية الغامض فى أمريكا ..
** علاقة رئيس الدولة بالدستور ، ثم علاقته بمجلس الشعب القادم ، وكيف يكون  .. أين هى الأحزاب الوطنية فى مواجهة أحزاب الصوت العالى والردح السياسى والغباء الفكرى ..
** ما هو الدور الذى يلعبه عمرو موسى فى الشارع المصرى وبأى صفة يسافر إلى كل الدول ويستقبل وفود من بعض الدول الأوربية ..
** جماعات المطبلاتية الذين يلتقون حول المشير السيسى ، فيحولوه من رئيس للشعب إلى رئيس لشلة المنتفعين وأولهم المدعو محمود بدر مؤسس حركة تمرد .. فهو يتكلم وكأنه زعيم سياسى .. فأتمنى من السيسى أن يقول له كف عن هذا التهريج ..
** هل سيقوم السيسى بإقصاء كل رجال مصر السياسيين بزعم أنه من رجال مبارك ، كما يحاول الإخوان المسلمين أو الأحزاب الكارتونية أن تروج ، مثل الوطنية للتغيير والأحرار والدستور ، بل كل الاحزاب المطروحة فى السوق ، والتى لا يصل عدد أفراد المواطنين المنتميين للحزب أكثر من 100 فرد .. حتى يفتح لهم الطريق للوصول للبرلمان ، وذلك بإقصاء الأخرين ..
** كل هذه المعطيات .. هل يعلمها المشير السيسى لتحقيق حلم الملايين .. أم هو يمتلك مصباح علاء الدين السحرى لتحقيق أمانى وأحلام الشعب المصرى ؟ ...

صوت الأقباط المصريين

خواطر وأحلام (كون الأنسان مش النسيان)/ سركيس كرم

كون الحق مش النق..
كون النخوة مش الغفوة..
*****
كون الانسان مش النسيان..
كون الحر مش المضطر..
كون ذاتك مش تمنياتك..
*****
كون حاضر مش عابر..
كون شاطر مش ناطر..
*****
توقفت عن البحث، فقد وجدت في حبر القلم عبارات لا يمحيها الزمن..
*****
من يحب حقاً لا يقدر ان يكره حتى الذين لا يوافقهم الرأي..فالمحبة تنبع من القلب، وصانع المحبة لا يمكن ان يصنع الحقد..
*****
الزيارة القصيرة التي قامت بها الاعلامية المتألقة وعضو المكتب السياسي في تيار المردة السيدة فيرا يمين الى سيدني، أكدت من جديد نجوميتها الاعلامية والسياسية والتي ترجمت بالمحبة التي أبداها لها العديد من ابناء الجالية ولمواقفها الصريحة والجريئة. وعلى مدى خمسة ايام لم تهدأ السيدة يمين من تلبية الدعوات الى لقاءات وطنية غصّت بالحضور الذي رحب بها اطيب ترحيب وحيا مسيرتها وأسلوبها الراقي والغني بالفكر والثقافة السياسية والادبية في عرض مختلف الأمور.
*****
يا رب ساعدنا نتغلب ع أنانيتنا حتى نصير نشوف الدني بمداها الروحي والإنساني ..
*****
من صميم قلوب أمهاتنا تنطلق نبضات قلوبنا، وحتى عندما يرحلن تبقى قلوبنا تخفق بنبضات قلوبهن..
*****
توقفت عن البحث، فقد وجدت في حبر القلم عبارات لا يمحيها الزمن..
*****
انت راعينا والبشارة يا غبطة البطريرك.. ولا أحد يملي عليك مشيئته غير الرب..
*****
انطلاقا من تقديره للجالية اللبنانية والعربية في اوستراليا يطلق الخوري يوحنا مخلوف كتابه الجديد "اهدن فردوس الكنائس والاديار- حجارة تتكلم" من سيدني قبل ان يطلقه من لبنان في خطوة رائدة. وقد قدم الخوري مخلوف قبل سفره الى اوستراليا نسخة من الكتاب الى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. والكتاب الجديد يعرض أبعاداً تاريخية وأثرية وطقسية وروحية وتربوية عن أربعين كنيسة وديراُ ومنسكة في اهدن وزغرتا بالنص والصورة وبالعربية والانكليزية.
*****
نتطلع الى رؤيتكم هذا الأحد في الحفل الثقافي للخوري والكاتب يوحنا مخلوف الأهدني في قاعة كنيسة سيدة لبنان هاريس بارك الساعة السادسة والنصف مساء. اهلا بجميع محبي الكلمة في لقاء الكلمة..

الجميل قبيحاً!/ عـادل عطيـة

أرأيت جمال جداول المياه، وهي تنساب عبر النهر، ماذا لو خنقتك بها؟!..
أرأيت جمال النار البرتقالية، وأنا أطهو عليها الطعام، ماذا لو حرقتك بها؟!..
أرأيت جمال السكين في لمعانها المصقول، وأنا أقطع بها قيد من القيود، ماذا لو ذبحتك بها؟!..
،...،...،....
الكفيل، كلمة تحمل جمالاً أخلاقياً، ومع ذلك، لا تبعد بعيداً عن تصوراتي السابقة!
فهو اسم من اسماء الله الحسنى ـ كما يقول اخوتي المسلمين ـ، ومعناه: الموفر لكفايات مخلوقاته، الضامن لايصال احتياجاتهم.
وهو اسم من يقوم برعاية كل يتيم.
لكننا قررنا، وبإصرار، الاستمرار في تحويل الجميل قبيحاً..
فماذا فعلنا بالكفيل؟!..
أصبح الكفيل، نظاماً، تطبقه بعض الدول؛ ليستعيدوا به من الجاهلية العبودية والرق، وليصادروا كرامة الإنسان، الذي خلقه الله فأحسن خلقه، وتصويره، وتكريمه!
وأصبح الكفيل، وسيلة مضاءة؛ لجذب عطف الناس، وكرمهم، فإذا باعطياتهم السخيّة، تصب ـ دون علمهم ـ في كفالة: إرهابي، وكل اخوة واخوات جهاد الموت!
يقولون: "الزمن كفيل بإصلاح ما أفسده الفاسدون"!
مقولة فاسدة..
فالزمن لا يمكن أن يغيّر شيئاً لا نريد نحن تغييره.
ودعونا، نبتهل ـ مع كل أصحاب النيّات الطيبة ـ:
"اللهم احمنا من مخادعينا.. أما اعداءنا فنحن كفيلون بهم"!...

بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي: "المعارضة اليهودية للصهيونية – تاريخ الصراع المستمر"/ نبيل عودة

الكتاب: "المعارضة اليهودية للصهيونية"  (النسخة العبرية)
ألكاتب:  بروفسور يعقوب رافكين 
( استاذ التاريخ بجامعة مونتريال، متخصص بتاريخ العلوم والتاريخ اليهودي المعاصر)
الناشر: برديس – 307 صفحات 
منذ رأي كتاب يعقوب رافكين ألنور اثار اهتماما كبيرا في مختلف انحاء العالم ، خاصة في مراكز الأبحاث والصحافة ألعالمية حيث لفت الانتباه لأهميته وفردانية بحثه، تميزت معظم ردود الفعل بالإشادة والمديح للكتاب والكاتب ، داخل اسرائيل وخارجها، طبعا اثار غضب اليمين العنصري واتهام رافكين (لولا الحياء) بمعاداة "السامية" – أي عداء نفسه!!
يستعرض الكتاب تاريخ الحركة الصهيونية منذ اقامتها وحتى يومنا الراهن  من وجهة نظر معارضيها أليهود، هذا هو المميز الكبير لهذا البحث الجريء الذي يؤكد ان المعارضة للصهيونية  شملت يهودا شرقيين ويهودا غربيين، لم تكن مجرد معارضة صامتة، بل وصل الأمر الى سفك دم يهودي معارض للصهيونية على يد نشطاء منظمة "الهاغاناة" العسكرية. والاستنتاج الأهم لما يطرحه المؤلف في بحثه: لماذا لا تختفي المعارضة للصهيونية من اليهود، رغم النجاح الكبير والمثير لدولة اسرائيل في مجالات الأمن ، الاقتصاد والثقافة؟
الكتاب يطرح اسئلة عديدة يقف امامها المجتمع اليهودي والدولي ( خاصة العرب) كل يوم. من هذه الأسئلة الهامة:
ما هي العلاقة بين الصهيونية وظاهرة العداء لليهود ( اللاسامية)؟ 
السؤال المثير الذي يطرحه الكتاب مفاجئا الجميع: لماذا هوجم وعد بلفور ، خاصة من وزير بريطاني يهودي في الحكومة البريطانية، اذ وصف وعد بلفور بان منطلقاته "لاسامية"؟
المفاجأة الأخرى في الكتاب هو ان اول اتهام للصهيونية بأنها عنصرية كان من حاخامات يهود ومفكرين يهود، بوقت طويل قبل قرار الأمم المتحدة بإدانة الصهيونية كحركة عنصرية عام 1975!!
طبعا هناك اسئلة لا تهم القارئ العربي كثيرا، مثل رفض اليهود الحراديم ( المتزمتين) الخدمة في الجيش، سبب رفض اليهود المتزمتين  للصهيونية ورؤيتهم انها تشكل خطرا عليهم، كيف تأصل العداء للصهيونية في نهج اليهودية  ومصادرها الدينية، السؤال المهم الذي يطرح : هل دولة اسرائيل تدافع عن يهود العالم او تعرضهم للمخاطر؟
الكاتب لا يوفر توجيه اصابع الاتهام القاسية لعنصرية الصهيونية، منذ فجر اقامتها. وخاصة معاداتها لليهود الذين رفضوا السير في طريقها.
يكشف الكتاب كذب الادعاء الصهيوني ان الهدف كان اقامة وطن قومي لليهود، من اجل حمايتهم من اعمال العنف المعادية، يكشف البروفسور رافكين في بحثه حقائق لم نكن نعرفها بمثل هذا الحجم، حيث يشير الى علاقة بين النظرية العرقية (النظرية التي تطورت في المانيا النازية)  والأيديولوجيا الصهيونية، أخطر ما يؤكده هو  وجود تعاون بين قيادات صهيونية في بداية طريقها وبين قادة  معادين للسامية (معادين لليهود) في اوروبا.  يفسر الباحث ان وراء هذا التعاون المستهجن وقف هدف مشترك: طرد اليهود من اوروبا الى ارض اسرائيل ( فلسطين).
هذا الموضوع ليس جديدا ، اذكر ان مجلة "الدرب" النظرية التي كان يصدرها الحزب الشيوعي في اسرائيل، نشرت تقارير هامة عن نفس الموضوع كتبها قادة  شيوعيين يهود اثارت في حينه ضجة كبيرة،  للأسف  لم احتفظ بأعداد المجلة التي توقفت عن الصدور قبل اربعة عقود على الأقل... وأسجل ذلك من الذاكرة.
يكشف الباحث حقائق اخرى مارستها الصهيوينة، منها ان الهدف لم يكن اقتلاع اليهود من  اوطانهم في اوروبا،انما ايضا اعادة تربيتهم وتحويلهم ليهود "جدد" (حسب تعبيره) علمانيين، مقطوعي الصلة مع التقاليد اليهودية (القصد الدينية) وذلك عبر نشاطات تشبه ما كان متبعا في الكتلة السوفياتية.
يطرح الكتاب ايضا اتهام حاخامات اليهود الحرديم (المتزمتين) الى  وجود علاقة بين الصهيونية وبين القتل الواسع لليهود، لدرجة اتهام الصهيونية بان الكارثة اليهودية ( قتل النازيين لستة ملايين يهودي) كانت عقابا لأخطاء الصهيونية!!
الكتاب وما يطرحه من حقائق ، تجعله ادانة للصهيونية ليس لجريمتها ضد الشعب الفلسطيني فقط، انما لما ارتكبته ، حسب نصوص البحث ضد اليهود انفسهم ، ليس في اوروبا فقط، انما في فلسطين أيضا.
من المواضيع المثيرة التي يطرحها الكتاب (هناك خلاف حولها) موقف مؤسس دولة اسرائيل وأول رئيس لحكومتها، دافيد بن غوريون، الذي وجهت له انتقادات (او تهم) حول موضوع انقاذ يهود اوروبا ،بعد ان تبينت نوايا النازيين وعنفهم الدموي ضد اليهود في المانيا، اذا ينسبون لبن غوريون قوله التالي:" لو عرفت انه يمكن انقاذ كل الأولاد اليهود بنقلهم الى انكلترا، أو نصفهم فقط باحضارهم الى ارض اسرائيل( فلسطين) كنت اخترت الامكانية الثانية،(أي انقاذ نصف الاطفال باحضارهم الى فلسطين) لأن ما كان على سلم الأولوية ليس فقط مصير اؤلائك الأولاد، انما الهدف التاريخي للشعب اليهودي"!!
جرأة بروفسور رافكين في تسجيل الحقائق المناهضة للصهيونية، اثارت غضب الكثيرين  وخاصة غضب المؤسسة اليهودية في اسرائيل، طبعا غضب اللوبي اليهودي الأمريكي، بعض المعلومات تقول انه تلقى تهديدات بالقتل. حظي البحث كذلك بالمديح الكبير من مختلف اوساط الشعب. اشادت به وبمؤلفه مختلف صحف العالم وشخصيات هامة من اسرائيل والعالم الواسع.
من المواضيع الملحة التي يطرحها الكتاب موضوع الدولة اليهودية التي يلوح بها بيبي نتنياهو.
رافكين يؤكد ان الصهيونية استغلت اليهودية ، ويفسر ان الصهيونية هي ايديولوجيا نشأت بالأساس في المناطق الريفية في اوروبا الشرقية  بين جمهور يهودي لم تكن له علاقة بالفكر الليبرالي، اي اليهود الذين ظلوا معزولين بسبب عجزهم عن الاندماج بالمدن الكبرى بسبب العداء للسامية، تبنوا نموذجا ( الصهيونية) قدم لهم كبديل.
 حول "الصيغة اليهودية للدولة" يقول ريفكين:" انا افهم ماذا تعني الصبغة الاسرائيلية ولكن ليس الصبغة اليهودية"، يواصل: "يقلقني انهم يفرضون التعريف الذي هو عدم تعريف للدولة كلها، هذا يؤدي الى ان قسما كبيرا من السكان يعيشون بدون تعريف"!! 
الكتاب يحتاج الى مراجعات عينية للعديد من المواضيع التي يطرحها ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأمن في اسرائيل بصفته الأكثر قدسية.
ما زلت في القراءة التمهيدية للكتاب، لم استطع المواصلة قبل ان اسجل انطباعاتي الأولى، وآمل ان اعود بمقال آخر او أكثر حول العديد من القضايا المحورية الهامة، بل والخطيرة التي يطرحها الكتاب بدون مواربة .
ألأهم ان يجد الكتاب طريقه مترجما للقارئ ألعربي!
nabiloudeh@gmail.com