غزة ـ ستالينغراد وإرادة شعب لا يقهر/ شاكر فريد حسن

دخلت الحرب العدوانية الهمجية والوحشية الاحتلالية المستمرة على قطاع غزة أسبوعها الرابع ، وهي تزداد حدة وشراسة وتدميراً وخراباً وانتهاكاً لكل القوانين الدولية وحصداً للأرواح وارتكاباً للمجازر الدموية المروعة التي تدمي العيون ، وتثبت أن الحية الرقطاء لا تزال عطشى للدماء ، وتجعل الإنسان وكل ضمير حي يجهش بالبكاء لما تراه عيناه من مشاهد ومناظر بشعة – كما حدث مع مندوب الانروا ، الذي بكى طويلاً بعد مشاهدته آثار المذبحة الفظيعة في مدرسة وكالة الغوث ببيت حانون .
وهذه الحرب تتواصل في ظل التواطؤ والتخاذل والصمت الغربي والعهر العربي ، ووسط المواقف المصرية والعربية الداعمة والمتواطئة معها ، دون أي اعتبار أو إحساس إنساني أو شعور قومي ، وبأنها حرباً ليست ضد حماس ، كما يروج الإعلام المصري والسعودي والصهيوني ، متناسين أن الدم الذي ينزف ويراق في غزة وخان يونس والشجاعية والننصيرات وجباليا وبيت حانون وعبسان وجباليا والمغازي وخزاعة ودير البلح وبيت حانون هو دم عربي فلسطيني ، والبيوت التي تقصف وتدمر هي بيوت عربية فلسطينية ، والشهداء الذين يتساقطون ويموتون يومياً بالعشرات بل بالمئات هم عرب فلسطينيون اقحاح ، فأين النخوة والكرامة يا عرب ..!
لقد كشفت هذه الحرب استمرار سياسة أمريكا والإتحاد الأوروبي الداعمة والمتحيزة لإسرائيل ولنهجها العسكري العدواني الاحتلالي ، وأظهرت حقيقة النظام المصري الجديد بزعامة السيسي ، الذي كنت من أكثر المتحمسين له فخيب أملي وظني فيه ، ولم أكن أتوقع منه هذا الموقف المعيب والمخزي والمشين كحارس لإسرائيل على المعابر والأنفاق ..!
كما وأظهرت حقيقة أنظمة الفساد العربية التي تنهب خيرات شعوبها وتسرق حاضرها ومستقبلها ، بأنها لن تقدم لفلسطين شيئاً سوى بيانات الاستنكار الخجولة المهادنة .
إن شعب غزة الحي والصابر والصامد والمقاوم لن ينسى ، ولن يصفح لكل المتآمرين والمتعاونين والمتخاذلين والساقطين والمهزومين والمتواطئين مع العدوان الصهيوني الشرس ، الذي سرق الفرح من عيون الأطفال  ، وأجج الغضب الساطع في النفس الفلسطينية الحزينة الباكية الثاكلة المثخنة بالجراح .
ما من شك أن الحرب على غزة واضحة المعالم ، وهي حرب إجرامية مدمرة تستهدف ضرب المقاومة وثقافة المقاومة وتقويض أركان المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية وإفشال حكومة التوافق الوطني وفرض شروط الاستسلام التفاوضي . ولكن في حقيقة الأمر أن حكومة اليمين المتطرفة  بزعامة بنيامين نتنياهو فشلت في حسم المعركة عسكرياً ، فلم تنل  من رجالات المقاومة ، بل أمعنت في قصف وإبادة المدنيين واقتراف مجازر ومذابح بشعة بحقهم واستهدفت الأماكن المأهولة بالسكان والأسواق العامة والمستشفيات .
لقد تورط حكام إسرائيل في حربهم العدوانية وأغرقوا أنفسهم في وحل عزة ، وباتوا يبحثون عن حبل للنجاة واستثمار نتائجها سياسياً لصالحهم ، بعد أن كانوا يعتقدون ويظنون أن غزة لقمة سائغة ، ويمكن القضاء على المقاومة وتصفيتها بسهولة وخلال ساعات معدودة ، ولكن سرعان ما خان ظنهم وبانت لهم الحقيقة أن غزة عصية على الكسر والاستسلام ورفع الرايات البيضاء ، وأنها صامدة تصنع المعجزات ، وتقاوم ببسالة بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة لا تلين وإرادة فولاذية لا تقهر .
لقد أضحت غزة رمزاً للصمود والتحدي والمقاومة والبطولة كبيروت ، وأختاً شرعية لستالينغراد البطلة ، وعنواناً للعزة والكرامة والشموخ والعنفوان والإباء ، وأبدى شعبها صموداً منقطع النظير والتفافاً حول المقاومة ، التي هزت عرش الكيان الإسرائيلي والداعمين له ، واستعداده للتضحيات والشهادة والموت في سبيل الوطن والحرية والانعتاق والاستقلال ولأجل الانتصار لفرض شروط المقاومة برفع الحصار وفتح المعابر . وأثبت للقاصي والداني أنه بالإمكان قبر كل معتدٍ وتحطيم أنيابه وتكبيل حركته وتمريغ أنفه في الرمال مهما بلغ من جبروت وغطرسة وقوة عسكرية ، إذا تم تجنيد الطاقات الشعبية وتعبئتها .
كفى للحرب والمجازر ، وليتوقف العدوان الاحتلالي الصهيوني على غزة ، ولتتوقف السياسة العدوانية التي تخلف الثكل واليتم والدمار والخراب ، والتي تعزل إسرائيل أكثر ، وتجلب الكارثة للشعبين . وليعلو الصوت العقلاني المنادي بالكفاح لأجل السلام الفلسطيني – الإسرائيلي ، على أساس دولتين للشعبين .

ثنائية القيامة في صفد/ أحمد ختاوي

امنحني قيامتك(1) المؤججة 
لأمنحها بدوري الى المصطفى ...
إلى صفد ..(2)
جاهر 
أو  لا تجاهر 
حتى أمنحها لغزة وحدها ...
للأشاوس ...للشُّهدا
ربما 
ليس بعد ٌ أوان الغرقد ..
 .  أو تفاصيل جبل أحٌد 
أو لا تجاهر  جاهر 
ليس هذا شعرا موزونا ...مقفى..
هذا إدراك مني أن المد  العربي 
أقوى من خنافيس الروث
وزبيب العنب ... ..
للتعبير عما يكتنزه خلدي ...
ببساطة لأنني .. قومي ، أمازيغي ...عربي ..
أكتب الحرف والشهادة بالعربي ...
أشم رائحة العربي ..تنبعث من جسدي 
..من جسد الاشاوس ...من ركحي ..
من عضدي ..
هو ذا غضبي ...
هو ذا منبتي ..
هو ذا أمدي ..ينطلق من قيامتي المؤجلة ..
لهذا أرجوك أن تمنحني قيامتك المؤججة ..
وقيامتك المؤجرة
امنحني إياها.
جاهر  ..
أو لاتجاهر.....
قارع  أو  لاتقارع.. 
فقط إمنحني بعضا من نخوتك المؤجرة ..
.. .. ليس هذا شعرا ...
هذا أمدي ... هذا غضبي ..
كتبته على عجل ...
امنحني وقتا من قيامتك ...
لأصلي بالقدس ... بالقيامة ..
بكل شبر من غزة ...
هذا مطلبي..
جاهر
 أو   ...
لا تجاهر ..
إن شئت جاهر.. ..
لا خوف الا من الله ..
لاخوف ممن مرغوا
صنوف الرعد والغضب .
بوحل الخزي....
بزبيب العنب..
بأطياف شجر الغرقد  ...
في جيوبهم حرباء تتودد و..
للكثبان ..للثعبان ..وتقول
بلسان عربي ...   
عبر المحطات : أنا عربي ...
وجلٌ هذا ...ليس هذا هو الملح ..
الذي ساور المهاتما .. ولا ابن عربي ..
ولا الخليفة بين جسد الرمال
.. بين جسد الريح .. والريحان والرمان ..
بين الريع .. بين وبين جيد الغواني...
بين من أدموا الارض وغزة.بالوعود..
مرورا بأوسلو..
وشتات الكيان الابدي ....
فبأي ألاء ربكما تكذبان .."
مرج البحر يلتقيان ..
فبأي ألاء ربكما تكذبان..؟؟؟"(3)  
أعذرني   ...
أنا غاضب.
نضب مني قول الشعر  ..
وتدبّر القرأن ..وأسفار الانجيل.. ..
في الخليل ..
في الكرمل 
في الجليل ..
وقول الزور 
..على مشارف الجولان .
بين طيات الثوراة والثورات 
.. والزبور...والأسفار..
بين 'سفر الخروج " و"التكوين "  
وفي كل امد
بين كيد لبيد بن الأعصم ..
بين شجر وحجر أصم ..  ..  
حتى يتحقق النصر ..أوتُصلى نار القوافي  .
بين الروي ..بين مدّ النواصي 
في كمدي ...
أو بين  من مدّ جسده  
عربون وفاء للصفد(2) ..
في يوم مقداره الف شهيد 
أو ممن تزعمون أنه قد أدبر؟؟   
في يوم  الحشد ...و الوعيد .. ..
في يوم مقداره ..
ألف مدد ..
في الجليل ..
في الخليل  .....
في صفد ....

هامش /
(1) كنيسة القيامة
(2)
) إشارة الى المدينة :صفد..والى الصفد /في مدلوله اللغوي / إشارة كذلك الى غزة المصفّدة..وكذا : الصفد :العطاء .
من سورة الرحمن  ( 3

كنف الدولة مأمن من أشداق الوحوش/ حميد عوّاد

   تعاني البشريّة من هزّات أرضيّة، تقذف حمم البراكين والأمواج العاتية وتفسّخ طبقات الأرض، ومن أعاصير كاسحة وفيضانات وسيول جارفة وجفاف مُقحط تخلّف كلّها الخراب والجوع والمرض والموت.  

وفيما تعمل مؤسّسات النجدة مشكورة على إغاثة المنكوبين، يوغل الجشعون في استغلال واحتكار مواقع السلطة ومصادر وأدوات الإنتاج وينقضّ الأقوياء على الضعفاء والطغاة على مُستعبَديهم. 

 ًتحت وطأة القهر والفقر والإحباط واليأس وانسداد الأفق يبتلي المحبطون بآفة المخدّرات أويسلسون لوعود حاقني جرعات "الدين" حقداً وضغينةً بانتشالهم من الواقع المرير و"تصديرهم إلى الجنّة" فيهون زجّهم في الحروب وقوداً لتوسيع نفوذ "واخزيهم" وفرش دروبهم بجماجم محاربيهم وضحاياهم وصولاً إلى غاياتهم.  

أبى هؤلاء إلّا أن يضفوا، بشعوذاتهم واختلال موازينهم، على مقولة "الدين أفيون الشعوب" معنىً. 

كما أسبغوا على مقولة "صدام الحضارات" حتميّة قسريّة ومغلوطة. 

إضافة إلى طبع شعاراتهم و"حروبهم" بقدسيّة معصومة عن النقد بل واجبة الخضوع. 

وما تأجيج صراعاتهم إلّا إحياء لنزاعات وثنيّي عصور الجاهليّة. 

 فلا العزّة الإلهيّة، التي توصي بالمحبّة والرحمة سبيلاً للحلول، انتدبتهم للتناحر باسمها، ولا هي ميّزت عرقاً أو سبطاً لتمحضه حصرية السلطان على الكون أو ولّجته بحراسة المعابد.

 إذن لا يدّعيّنّ أحد أنّ "جرف" مجموعة بشريّة خارج موطنها هو عمل مبارك أكان ذلك بالإكراه أو بالإغراء أم بحشر زخم متعمّد في خصوبة الإنجاب يودي إلى المهالك. 

الدنيا تسع وتوفّر الطعام للجميع شرط الركون إلى التعقّل والحكمة وحسن الإدارة والإحجام عن التكاثر المسرف وعن إهدار مصادر الأرض ومنتجات العبقريّة الإنسانيّة. 

 ابتُلي الشرق الاوسط ومحيطه بنزاعات مسلّحة انتحاريّة ادمت الدين وجعلته مطيّة لمصالح دول ومليشيات. 

كلّ يحاول إحراز نصر مستحيل على حساب إزهاق أرواح ضحايا وإخراس أهل التعقّل والاعتدال والانفتاح. 

يحاولون تطويقهم ومحاصرتهم بين فكّي التطرّف والطغيان. 

 وبما أنّ لبنان بصيغته الحضاريّة يشكّل نقيضاً عصيّاً على مطرقة الطغيان وسندان التطرّف، علينا نحن، المهتدون ببوصلة الوطنيّة المشيرة إلى تضحيات الأجداد والشهداء والمندفعون بمحبّته والأوفياء لرسالته، أن نتضامن ونشكّل مظلّة حماية وخميرة توعية لإقصائه عن مرمى هذه الضربات ونحرّره من قبضة الأغلال التي تكبّل مؤسّساته وتكبح تقدّمه وتعيق استحقاقاته الدستوريّة. 

المصداقيّة والشفافية على المحكّ وإبعاد لبنان عن دائرة الخطر لا يحتمل المراوغة والتقيّة فلنرفع الصوت ونطالب بأن يكون مسموعاً ولنرفع السواعد لتدعيم مؤسّسات الدولة والحضّ الحثيث على انتخاب رئيس للبلاد ومنع اختطاف الجمهوريّة. 

 عناوين غزْل التعصّب والتحريض معروفة وكذلك مصادر تمويل وتجهيز وتسليح المنحرفين والضالّين وعساكر المستبدّين، فليحزم العالم أمره ويسرّع الضغوط على اصحاب الشأن لتصويب الخطاب ولتسفيه الموتورين ولتثبيت الحقوق المشروعة للشعوب المظلومة. 

*أكاديمي مواظب على الاضطلاع بالشؤون اللبنانيّة 
-- 
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

القرار الوطني الفلسطيني المستقل/ سري القدوة

( مؤامرة تجار الدم والنيل من القرار الوطني الفلسطيني ) ليست بالمؤامرة الجديدة علي شعبنا بل كانت سابقا وشهدت الثورة الفلسطينية اكبر مؤامرة في تاريخها للنيل من القرار الوطني الفلسطيني في بيروت وبعد بيروت معركة طرابلس حيث خاض ابطال الثورة الفلسطينية المعارك متوحدين متصديين لمن حاول النيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل ..  واليوم يخرج تجار الفتن للنيل من شعبنا ومن القرار الوطني الفلسطيني المستقل ..  انهم تجار الدم الفلسطيني .. يجب علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها .. فانهم ارهابيون يتاجرون بشعبنا وبوحدتنا وبمستقبل قضيتنا الوطنية الفلسطينية ... غزة تكشف عوراتكم  وتفضح  مؤامراتكم  ..هم يقولون يتحدثون وشعبنا في غزة صامد بإرادة الرجال  ..وبعزيمه ابناء غزة الاحرار الابطال الشرفاء ..  شعبنا يرفض الركوع والخنوع ... ... عندما يقاتلون الاخرون ويضحون ويعبثون ويتاجرون بالشعب الفلسطيني ويكون شعبنا الفلسطيني في غزة الضحية لأجندة خارجية .. لم تستطيع ان تدرك حجم المأساة التي نعيشها .. 

غزة صامدة لأنها فلسطينية .. غزة صامدة لأنها تطالب بدولة مستقلة غزة ترفض كل مؤامرات التركيع والاهانة والمتاجرة ..

ما راي قيادة حماس .. اين موقف السيد خالد مشعل والسيد اسماعيل هنية والسيد محمود الزهار من المؤامرة  ..

عندما تستضيف فرنسا عددا من وزراء الخارجية ومنهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وتركيا وقطر في باريس يوم السبت لتنسيق الجهود لمحاولة الوصول إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

ويتم ذلك باستثناء دولة فلسطين وباستثناء مصر التي طرحت المبادرة نفسها .. لتفرض قطر واقعا جديدا علي حساب الدم الفلسطيني ...

أن الاحتلال يحاول جر فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مصيدة، وعلي ابناء شعبنا في الوطن وخاصة في غزة بالإبقاء على أقصى درجات الحيطة والحذر، فقد عودّنا دائماً على الغدر وعلى اختراق أي هدنة وتهدئة وارتكاب المزيد من الجرائم .. وأن الاحتلال أيضاً يستغل هكذا خداع وألاعيب لتجميل صورته دولياً، وفي الوقت ذاته ويواصل عملياته على الأرض.

بات من المهم ان ندرك حقيقة ما يجري حولنا واهمية إبعاد غزة عن التجاذبات الإقليمية، وان من يراهن على بعض المواقف الدولية او النيل من القرار الوطني الفلسطيني المستقل هي مؤامرة  فاشلة بالتأكيد ولا بد من احباطها والتصدي لها وأنه لا يمكن لأي مؤامرات دولية النيل من شعبنا وارادته الصلبة .. والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتي هدفها فقط إنقاذ الاحتلال من ورطته في غزة، ومن فشله في تحقيق أي هدف من أهدافه في حربه العدوانية.
ان للشعب الفلسطيني ممثل شرعي واحد ووحيد و هو منظمة التحرير الفلسطينية ولن نسمح لأي كان بتجاوزها او تمرير اية محاولة للالتفاف عليها لتمرير اهداف (فئوية خاصة) تضر بشعبنا وقضيتنا.

اننا نرفض ونحذر من اية محاولة لتقزيم او تجيير تضحيات شعبنا الفلسطيني الجسام في غزة والضفة لأجندات اقليمية ودولية لأي طرف كان، ونرفض اي مسار لا يلبي مطالب شعبنا الوطنية التي عبرت عنها ارادة شعبنا والقيادة الفلسطينية والمتمثلة بوقف العدوان فورا ورفع الحصار الاسرائيلي، والافراج عما يسمى بأسرى صفقة شاليط والافراج عن الدفعة الرابعة لأسرى من الأسرى القدامى والايقاف التام لجميع الانشطة الاستيطانية في القدس والضفة الفلسطينية ووضع التهدئة ضمن افق سياسي يؤدي لأنهاء الاحتلال ..

إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار لأنهاء حالة الانقلاب والانقسام والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من مشروعنا الوطني الفلسطيني والحفاظ علي منظمة التحرير الفلسطينية والتي هي الدولة وليست حزبا بالدولة.

فلسطين فيها شعب جبار يؤمن بالنضال ويستعد للتضحية وكل مؤامرات تركيعه بائت بالفشل .. هذا الشعب لم ولن يركع .. ولم ولن يفقد بوصله نضاله الوطني من اجل دولته الفلسطينية .. 
 وانها لثورة حتي النصر

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net
infoalsbah@gmail.com

صبرا غـزة على البلوة/ غــالم مـــدين

أين نحن من نداء الإستغاثة ، لنصرة الطفل و المرأة في غزة، من تغول محتل أصبح لايراعي لأي وازع أخلاقى أو قانوني .
 أصبحنا ننافس صمت القبور ،فلانفس يوقظ نبض القلب ، تكلس عليه الوهن فأصح بدون روح  تغار على الكرامة العربية  , أهلنا يبادون عن بكرة أبيهم ,و نحن نتفرج, أين هي النخوة العربية , أين هي صيلة الدم ،أين هي المرؤة العربية , أين هي الرآفة بالبرأة , هل قدر الإنسان العربي أن يهان في شهر رمضان، الغطرسة فاقت كل التصور ، أصبح يتلذذون  بآهات قهر الإنسان العربي , عذرا غزة  فقدنا  مؤشر البوصلة ، فأصبحنا لاندري الإتجاه في عتمة لأن سادة القوم،في ظلماتهم يعمهون،و عن الإستجابة للمطحون  غافلون  أزلهم الشيطان عنها،و عذرا غزة الأيادي مغلولة ،آسفاه غزة قدرك أن تصارعي لوحدك هواة الإبحار  في الدماء، هواة الرقص على صور أجساد الضعفاء و هي تناثر في السماء ،أشلاء  نفوس طاهرة  تعانق عنان السماء ،لتأخذ مستقر لها  بجوار
سدرة المنتهي ، فماذا عنكم أنتم قتلة الأطفال و محترفي إلاغتيال، ماذا تنتظر من الذي بلغ درجة الإحتراف في حرق النفوس و عيونها شاخصة في وجه من أباد روحها،  إنها هواتهم متجذرة في نفوسهم  أب عن جد ألم يفتي حاخامات إسرائيل للجند بأن يأكلوا من الخبز المعجون بالدماء العربية .
 هل أتكم حديث غزة  التي تحاصر من الأخ قبل العدو , يفرض عليها طوق الحراسة المشددة،من الذي يستعصى عليه الحديث فيتأخر بالنطق،  يفعل الحصار المطبق بالعلامة الكاملة، وبكل مقايس خنق الساكنة بسلاح الجوع و تعذيب النفوس بالملموس  ، من الذي صدق حلم حديث النفس  في المنام، فأبحت له النفس  بما يضمره في نفسه فحدثته ، بأنه يصبح رئيس،   فتغول على القوم من أجل تحقيق  حلم  حديث النفس ، أباد العباد من أجل الوصول للمراد، أريحة الكرسي الأول في البلاد، يهون من أجله إبادة العباد، في الساعات الأولى من اليوم الجديد، فرض عليك الحصار قبل العدو، فنال للقب ونعمى الصديق،  من قبل جلاديك ،إستبسل في شد الحصار ،إلا على من ملكت أيديهم الذين  هم معهم في القارب ، الذي سوف يغرق  لا محالة،ورب الكعبة  يترأ لنا أن ساعتكم بدأت عقارب الوصول تلوح  في الأفق، طوبى لكم يأهلنا في غزة  الشموخ يعلوا هامتكم , دمائكم تغسل وساخة تخاذل أشباه العرب، و تنشري غسيلهم على الملاء  ، في زمن أصبح يوسم فعل  المقاومة بالمغامرة، سقطت ورقة التوت فنكشت سؤة أفعالهم ، ليروا قذارة تخاذلهم، أين العرب من تلك الصيحة من المرأة ويا معتصماه ، فكان النفير لنجدتها صيحة المرأة الفلسطنية ،ليس لها من المستغيف، تبا لرجولة سادة القوم يتزحمون لظفر بالكرسي ولا نخوة لهم على قدسية دماء العرب  ،عصبة من العرب  أصبحت تنتشي،وفي كبد الشمس ،تتمنى إبادة الأخ للحصول على شرف التمجيد من العم، و الرجوع الى حادثة قابيل و هبيل, و عندما يقع الفأس في الرأس، يستعصى عليه الأمر  ، أين هي ظمائر الذين يتشدقون بين كل طرفة عين و إنتباهتها بإنسنيتهم ؟, و حق الأنسان في الحياة , أين هي ظمائر دعاة الحرية؟ ,أين هى ظمائر الذين يوصفون بحملة لواء حقوق الإنسان؟ , أين هي ظمائر الذين زغت بصيرتهم ، عن الإبادة التي يتعرض لها شعب أعزل في وضح النهار ، و أمام أعين شهود إلتبس عليهم الأمر فاقلوا إنه  دفاع عن النفس،فحق عليهم الرد بالنيران العرب، هولاء العزل  ليسوا من فصيلة البشرية ,فحق عليهم إبادتهم ,وليس لهم مكان بين أصحاب الظمائر التي تشعر بغبن الحيوان , و لا تكترث  بالام البشرية التي تباد في وضوح النهار , و على مسمع وتحت أعين الذين أتخمونا بالشعرات ,لكن إتضح إنهم يكلون بمكيال حلال علينا حرام عليكم ، آهات هولاء الأطفال سوف تبقى الكبوس الذي يأرق منامكم ، الكبوس الذي لن تستفيقوا من صوره المرعبة لكم , آهات هولاء الثكلى ،سوف تكون لكم  الكبوس المرعب  في اليقظة ، آهات هؤلاء المسحوقين و بتواطئ  منكم ،سوف تلاحقكم وسمة العار  تجرون  أوسمة التخاذل  و نياشين العهر السياسي ،وصور فداحة  قبح القناع  و سجلكم  الدموى سوف يكون ممهور بدماء هذه البرأة , التي لا تفقه لماذا يزج بها الى أتون الحرب و الدمار و سرقة الإبتسامة من محياهم , و إغتيال أحلامهم , أليس لهم حق في الحلم ، سوف تبقى معناتهم وصمة عار على جبين الجار ،و دعاة الحق في الحياة، أصحاب الظمائر ، التي لم تصحى ظمائرهم، من الغفوة أزلهم الشيطان عنها ، أشاوس  غزة يصنعوم مجد الأمة من جديد ،أعادوا تلميع  صورة العربي  الممهورة بسجل أنا عربي،فحق  عليهم نيل شرف  إنقاذ الشرف العربي ، سجل أنا غزوي من القسام و أخواتها 
يا أهل الرباط في أرض الرباط، الشرف العربي المهان  يستغيث ، فأنتم أولى بالمغيث ، صمت القبور مطبق على الثغور،أين هم خدام الحرميين، إنهم في سبات أهل الكف ، يتقلبون ذات اليمين و ذات  الشمال وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ. غزة تصرخ في وجه القريب ، و تستبسل في وجه جيش العدو، الجيش الذي لايقهر أضحى  مقهورا مذموما  على  مشارف غزة  فحق عليهم قول اخرج منها مذموما مدحورا،على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأنزلوا الرعب في قلوب جلاديهم وجعلهم يتوسلون الى الصديق للخروج من الورطة ، و لكن هذه المرة دخول الحمام ليس كخروجه ، و المقاومة هي في موقع من يحدد وقف الحرب  و فرض الشروط،شكرا للذين  رفضوا إملاءات محاصرهم بغلق المعابر , و حشرهم في السجن الكبير ، شكرا لكم يا أبناء القسام  لأنهم أفسدوا سناريو مسرحية  بطولة  مزعومة لرئيس الأحلام، الذي قفز على سادة القرار في غزة ، فعاد  الى جحره مذموم من صفعة أشبال القسام و السرايا و إخوانهم في المقاومة التي إعتبرتها النفوس المجبولة بالخنوع و الهرولة الى  الجلاد ،فلتبس  عليهم الفعل بأن المقاومة مغامرة ، نعمى المغامرة إن كانت بهذا الشكل , لتعيد لنا شرف لطخ  في أحضان النعاج التي شهدت  على نفسها  بهذا الوصف 
  

أطفال غزة تستصرخ إنسانية العالم/ علي هويدي

حتى كتابة هذه السطور، أدى العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إلى سقوط 695 شهيداً، منهم 166 طفلاً، و67 من النساء و37 مسن و425 من الرجال، وتدمير 3280 منزل، و60 مسجد، و120 بين مدرسة ومعهد ومؤسسة تعليمية، وجرح 4515 فلسطينياً، منهم 1213 طفلاً، و687 من النساء، و161 من المسنين، و2458 من الرجال، وارتكاب 44 مجزرة، وجرح 28 من الطواقم الطبية، و45 صحفياً، و190 ألف مشرد 30% يتخذون من المدارس مأوى لهم مؤقت، 50% من الشهداء الاطفال هم من طلبة المدارس والجامعات. 
أوليس لأطفال غزة الحق "في الحياة والبقاء والنماء وعدم التمييز والتعليم واللعب والأمان.. " تماماً كأطفال العالم؟ او ليس هذا ما نصت عليه اتفاقية حقوق الطفل للعام 2000 والتي وقع عليها معظم دول العالم بما فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي؟. وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون يقولها بصراحة وبدون خجل في العشرين من شهر تموز 2014 "قصفنا المدنيين في حي الشجاعية للتغطية على سحب جنودنا من أرض المعركة"، وهو يعلم بأن من المدنيين أعداد كبيرة من الأطفال وهذا ليس فقط منافي لجميع المعايير الأخلاقية والإنسانية، بل وكذلك مناف للمعايير الحقوقية والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يعتبر ما جاء على لسان "الوزير" جريمة موصوفة يجب أن تحال الى محكمة الجنايات الدولية. وبتاريخ 16/7/2014 وفي عنصرية موصوفة لم تتردد عضو ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي عن حزب "البيت اليهودي" المتطرف إيليت شاكيد عندما قالت "يجب قتل جميع الأمهات الفلسطينيات، فهؤلاء يعطون الحياة الى أفاعي صغيرة"، لتضيف "يجب على الفلسطينيين أن يموتوا وأن تدمر منازلهم وبهذا لا مزيد من الإرهابيين، جميعهم أعداؤنا وسفك دمائهم يجب أن يكون على أيدينا" في كناية عن قتل الأطفال وإبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة ابيه، ولسنا بعيدين كثيرا عن المؤتمر الصحفي الشهير لنتنياهو وهيلاري كلنتون في القدس المحتلة إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة في العام 2012، وامام كاميرات العالم عندما خاطب نتنياهو وزيرة الخارجية آنذاك قائلاً "إذا كنتم قلقون على إصابات المدنيين في غزة، فنحن لا نهتم لقلقكم على الإطلاق، ولا نهتم لإصابات المدنييين وسنستمر بقصف المدارس والمستشفيات والمساجد والاطفال والجامعات وسنسعى لزيادة الاصابات بين المدنيين، واذا كنتم لا تهتمون فليس يعنيني أن أشرح للأمريكيين أو لك أو لأوباما أو للمجتمع الدولي".
هذا ليس بالجديد على كيان صهيوني يمارس سياسة التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني منذ ان وجد طارئا في منطقتنا العربية، هذه سياسة ممتدة ومتجذرة لسنوات قاربت على المائة، منذ وعد بلفور في العام 1917 مرورا بالانتداب البريطاني عام 1918 حتى يومنا هذا، وبهذا المعى ليس من الغريب أن تستهدف الزوارق الحربية الإسرائيلية أربعة اطفال من عائلة بكر، عاهد ومعتصم واسماعيل ومحمد، وهم يلعبون الكرة على شاطئ البحر ظنوا أن المكان آمن للعب بحيث يكونوا مكشوفين لدى آلة الحرب الاسرائيلية المتطورة وتمنع استهدافهم، لكن هو الإستهداف بعينه، ومن قتلهم يعلم تماماً وبالصورة المكبرة والواضحة بأنهم أطفال وليس لديهم ما يهدد "أمن اسرائيل"، إذاً أوامر القتل كانت مقصودة. 
وعائلة بكر ليست الوحيدة التي تم استهداف اطفالها، فعائلات أبو جراد والدلو والسمونة وصيام والحية وريان والبطش وغالية، وكوارع وحمد والمصري ودلول والنجار وابو شنب وشحيبر وأبو عيطة والعجرمي وغيرهم من أطفال العائلات قتلهم الإحتلال وهم إما نيام أو على موائد الطعام، أو وهم يختبئون من ويلات القصف أو يلهون هنا وهناك. والمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق المدنيين من النساء والمسنين والاطفال تكاد لا تعد والا تحصى من دير ياسين 1948 وكفر قاسم سنة 1956 الى صبرا وشاتيلا سنة 1982.. والاستهداف للاطفال تعدى الطفل الفلسطيني الى الطفل اللبناني ومجزرة قانة في العام 1996 واحدة من الأمثلة، وكذلك الطفل المصري، فلا تزال مجزرة مدرسة بحر البقر في الثامن من نيسان / ابريل عام 1970 ماثلة في اذهان المصريين تحيي ذكراها في كل عام، فقد استهدفت طائرة فانتوم اسرائيلية المدرسة بصاروخ مباشر وكان في المدرسة 150 تلميذ، استشهد جراء القصف 30 طفلا وسقط 50 جريحاً من المرحلة الابتدائية. 
إذا هي منهجية القتل التي لا تتوقف، مستندة الى دعم امريكي مساند في المحافل الدولية لا سيما مجلس الامن الذي يقوم بتعطيل اي قرار ممكن ان يدين الكيان الاسرائيلي، ونفوذ صهيوني مؤثر لدى منظمات الامم المتحدة المعنية بحقوق الانسان والطفل والمرأة وغيرها من المنظمات الدولية، وبالمقابل لا تتوقف المناشدات سواء من الأطفال أنفسهم أو من خلال المنظمات غير الحكومية، تناشد وتستصرخ إنسانية العالم بالتدخل لحمايتهم وتجنيبهم ويلات الحرب..، دون أي تجاوب من الكيان الصهيوني أو المجتمع الدولي ويكفي أن بانكي مون زار الجلاد متعاطفاً ولم يلق بالاً بالضحية.. لكن يبدو ومن الواضح بأن لا وسيلة لحماية أطفال فلسطين عموماً، وأطفال غزة على وجه الخصوص، وانتزاع حقوقهم المشروعة، إلا من خلال ما تقوم به غزة من مقاومة للإحتلال، تحقق المطالب وتحمي وتحفظ جيل المستقبل.     

*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

بنو معرف ( الدروز) الابطال كانوا وسيبقون في طليعة المقاومة العربية الحرة/ اكرم برجس المغوّش

أعتدنا نحن معشر ( الموحدين بني معروف الدروز ) أن نرشق بالورود والرياحين من الشرفاء الابطال الذين يقدرون جهاد ونضال هذه الطائفة العظمية القومية العربية اللاطوائفية التي كان لفرسانها الاشاوس بقيادة القائد العظيم وبطل الجهاد والمجاهدين سلطان باشا الاطرش ابي الثورات العربية وشيخ المجاهدين الاكبر الذين  رسموا  خريطة سورية ولبنان وفلسطين وبلاد الشام بأرواحهم ولونوها بدمائهم وما زال الابطال يقدمون الشهداء الابرار من أجل تحرير الوطن والجولان وفلسطين من الدواعش والفاسدين والمفسدين الذين يتساوون مع العدو الصهيوني السفاح المجرم ويأتي معهم السفهاء الذين يشيعون ظلماً وعدواناً الكتابة بحوافرهم بأن نكرة من الدروز في فلسطين في عصابات العدو الصهيوني  ويتغافلون عن قصد هؤلاء «الموساد» الذين يخدمون العدو لأنهم منهم وفيهم.

ونتساءل لماذا هؤلاء «الغيارى» على المصلحة القومية لم يعددوا الخونة والجواسيس في طوائفهم وهم بالآلاف ويجربوا خائبين بأن يثيروا الشائعات المشبوهة ضد بني معروف الابطال ولسان حالنا يقول «يا جبل ما يهزك ريح».

نعم إن الثورات العربية المظفرة انعقد اللواء لها لابطال الدروز في جبل الدروز بقيادة القائد الأكبر سلطان باشا الاطرش الذي حرر سورية ولبنان من العثمانيين والفرنسيين وقاتل الصهاينة ولولا الحكام الاوغاد المتصهينون والمستعربون والتاريخ يعيد نفسه لما كانت الاحتلالات الصهيونية والاستعمارية لفلسطين والجولان ولواء اسكندرون والاهواز وكافة اراضينا العربية المحتلة من الاستعار الاجنبي والأنظمة المتصينة التي تمعن قتلاً وذبحاً في  شعبنا المقاوم البطل ضد انظمتهم العميلة وحكامها الاصنام الأقزام الركام الذين يتربعون على «كراسي البطش والذل والعبودية» برفعهم رايات العدو الصهيوني الغاشم مقابل ذبح الاحرار الابطال والدولار وحماية الحدود مع العدو  وهذا ما تؤكده الاحداث وغزة البطلة تشهد على ذلك كما تشهد على ابطال  الدروز في مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة في الجولان الابي وهذا ما حدث مع ابطال المقاومة اللبنانية ويطيب لي أن أردد مع أمير الشعراء أحمد شوقي:

دم الثوار تعرفه فرنسا
  وتعلم أنه نور وحق
وما كان الدروز قبيل شر
وإن أخذوا بما لا يستحقوا
ولكن ذادة وقراة ضيف كينبوع الصفا خشنوا ورقوا
لهم جبل أشم له شعاف
موارد في السحاب الجون بلق
لكل لبوءة ولكل شبل
نضال دون غايته ورشق
كأن من السموأل فيه شيئاً
فكل جهاته شرف وخلق 

بيتنا المهجور/ روميو عويس

الله معك .. يا بَـيتْنـا المهجور
بكينا ، وكُوِينا الشوق بغيابك
بعاد صرنا.. خلف سبع بحـور
وماتـو الاهل وتْسَكَّرو بْـوابَـك

يبس الحبق والفل والمنتـور
تبهْدَل عَ مَـر العمْـر مـزرابـَك
صار متل الجانِـح المَـكْسـور
بيعمل مشاوير .. عَ جنـابَـك

نْهَدّ القبو والارض صارت بـور
وَيْنَك يا بيي؟.. يرحم ترابَـك
بغيبتك اكل الصدي المعدور
ويمكن الغَبْـرة اكلت تْـيـَابـَك
هاك العريشة! ما لها ناطور
المنها تْوَدّي سلال لصحابك
مسَلَّط على حَبّاتـها الدَبّـور
و عَالارض هَرهَر حَب عنّابك

كنت .. بالطّـيقـان يا عُصـفور
تعشعش ويْـتـجَمَّعو صحابَـك
وحدك بـواقـع حالـنا..مسرور
صار كل البيـت ..عَ حسابَـك

يا بَـيْتنـا .. مـشْتـاق مَـرّة زور
بلادي ويا بابي بوّس خشابك
والمَـوْقَـدة ، والجرن ، والتَّنـور
وامسح بدَمْعي غَـبْـرة عتابك

 _ سيدني
استراليا

بعد 30 يونيو .. "مصر بلا إرادة"/ مجدى نجيب وهبة,

** كنت لا أتمنى أن يكون هذا هو عنوان مقال لى بعد مرور أكثر من عام على أعظم ثورة شعبية حدثت فى مصر ، بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ..
** عظمة هذه الثورة أنها تعبر عن إرادة شعب ، بل إرادة أكثر من 90 مليون مواطن مصرى .. فقد خرج أكثر من 40 مليون مصرى فى الميادين ، يطالبون بسقوط حكم الإخوان ، وبالحرية ، وبالعدالة ، وبالكرامة ..
** ولكن للأسف .. لم يتبدل شئ ، ولم تنضج سياسة الدولة المصرية حتى اليوم .. بل أستطيع أن أقول أن مصر بعد 30 يونيو 2013 وطن بلا إرادة .. مصر بعد 30 يونيو دولة بلا حكومة .. وشعب مازال يعيش تحت خط القهر والإنكسار ، رغم أنه إختار بكامل إرادته قائد ورئيس وزعيم من أعظم الشخصيات التى أنجبتهم القوات المسلحة المصرية .. هو البطل والقائد والرئيس المشير عبد الفتاح السيسى ..
** فما الذى حدث لنا ؟ .. هل أصابنا الغباء والتبلد لهذه الدرجة حتى لا نملك إرادتنا ؟ .. لماذا أصبحنا ملطشة لهذه الدرجة .. جنودنا يغتالون بسلاح الغدر والخيانة ، ونظل نندد ونشجب ونتوعد ، حتى تعود نفس الجريمة بنفس السيناريو ، بل ربما أشد قسوة من المرة السابقة .. ونعود لنفس نغمة الإستنكار والتهديد بالقصاص والمحصلة لا يحدث شئ ..
** لقد حذرنا ملايين المرات أن مصر فى حالة حرب شرسة سافرة .. اللعب فيها على المكشوف .. ومع ذلك نجد أن مصر عاجزة عن إتخاذ أى قرار .. هل أصاب الحكومة الشلل الرعاش فلم يعدوا يدرون من أمرهم شئ .. هرج ومرج وقرارات عشوائية ، والمحصلة أن مصر تعوم فى مستنقع من الفوضى ونزيف من تدمير البنية التحتية التى تكلفت مليارات الدولارات .. فمنذ أمس الأول خرج علينا تصريح من وزارة الكهرباء بأن خسائر الوزارة بلغت خلال الأسبوع الماضى 220 مليون جنيه نتيجة تفجيرات 4 أبراج كهرباء .. بل وصل بنا الفشل أن سرقة الكهرباء أصبحت علانية ولا يجرؤ موظف أو مسئول بإدارة مباحث الكهرباء بتحرير مخالفة واحدة أو محضر واحد للسارق .. هل هو خوف ؟ .. هل هو عدم إمتلاك الإرادة والقرار ؟ ..
** دويلة أثيوبيا تهددنا بسحب مياه النيل ، وهو شريان الحياة فى مصر من خلال مشروع بدأ تنفيذه بعد نكسة 25 يناير ، وهو مشروع لم تكن تجرؤ أثيوبيا أن تفكر فيه أثناء حكم الرئيس "مبارك" .. كما لم تكن تجرؤ أن تفكر فيه أيام حكم السادات أو جمال عبد الناصر ..
** إذن .. فقد بدأ إنطلاق المشروع عندما وصل الجاسوس الإرهابى الخائن "محمد مرسى" إلى الحكم ، فهو الذى أعطى الضوء الأخضر لحرمان الشعب المصرى من مياه النيل حتى يرضى سيدته أمريكا لتدمير مصر ..
** وبفضل هذا الشعب المصرى العظيم .. الذى قاد أكبر ثورة فى تاريخ العالم .. وطالب بمحاكمة الخونة ذهب هذا الحقير إلى غير رجعة ..
** ولكن للأسف مر أكثر من عام .. ومازال الخونة يحاكمون ، وصدرت أحكام عديدة ، تارة بالإعدام وبالمؤبد والسجن والغرامة .. ولكن للأسف مازالت هذه الأحكام غير نهائية وتم جميعها الطعن عليها .. رغم أن الخيانة واضحة والجرائم تستوجب الإعدام وأحكام عسكرية سريعة ، إلا أنه لا يحدث أى شئ من هذا القبيل ..
** واليوم تتكرر نفس السيناريوهات للإعتداء على كمائن الجيش والشرطة ونفس المذابح التى راح ضحيتها 16 جندى مصرى لحظة الإفطار فى شهر رمضان الماضى .. حيث تضاعف العدد ليصل إلى سقوط 23 شهيدا وأكثر من 10 مصابين .. وذلك قبل أذان المغرب بحوالى ساعة و35 دقيقة .. بإستخدام الإرهابيين لمجموعات مسلحة فى سيارات دفع رباعى صحراوية تم تهريبها عن طريق الحدود الغربية ..
** وعقب الجريمة الإرهابية البشعة كالعادة .. خرجت بعض التصريحات الإخوانية تعلن عن هوية مرتكبى الحادث بإنهم مجموعة من المهربين حتى تعطى الفرصة لهروب المجرمين الحقيقيين من الجهاديين أو التكفيريين أو تنظيم بيت المقدس أو تنظيم القاعدة .. وكلها أسماء وهمية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابيين ..
** نعود للجريمة البشعة .. كيف تمت ، وأين ذهب هؤلاء المجرمين ؟ ...
** لقد تم تنفيذ الجريمة قبل مدفع الإفطار بحوالى ساعة و35 دقيقة .. ونفذوا جريمتهم .. وقيل أنه تم إصطياد عدد 3 أو 4 من هذه المجموعة الإرهابية .. فهل تم تفتيت أجسادهم ، ولم يعد يتبقى منهم أى أشلاء للإستدلال عن جنسيتهم ، ثم التوصل إلى القتلة الحقيقيين .. هذا من جانب ..
** ومن جانب أخر .. لو إفترضنا عدم سقوط قتلى للإرهابيين .. فأين ذهبوا بسيارتهم وأسلحتهم ، وإختفوا فى الفترة ما بين تنفيذ الجريمة ولحظة إنطلاق المدفع .. وهى فترة ساعة ونصف تقريبا ..
** إذن فالمجرمين إختبئوا فى أماكن تبعد حوالى مائة كيلو متر عن موقع إرتكاب الجريمة .. بل ربما مسافة أقل قد تصل إلى 50 كم ، وهذا الوقت كفيل بهروبهم من موقع الحدث ..
** فهل يستعصى على المخابرات العسكرية تمشيط كل الدروب والقرى الواقعة فى محيط الكمين التى لا تبعد عن مائة كم .. ولكن لأننا دولة بلا هدف ولا إرادة فتخرج تصريحات عنترية من نوع الإدانة والشجب والقصاص .. وتصريحات أخرى بملاحقة القتلة حتى لا يفلت المجرم من العقاب .. هذا ما تعودنا عليه .. تصريحات وبيانات بالشجب والإدانة دون إتخاذ أى قرار حاسم .. وبالطبع فى مثل هذه الظروف التى تمر بها مصر فكل شئ متاح .. بداية من تفعيل قانون الطوارئ فى كل أنحاء الجمهورية إلى تطبيق الاحكام العرفية .. إلى تفعيل الأحكام العسكرية ، حتى ننقذ مصر من مصير مظلم يعلمه الجميع ..
** فهل تحتاج مصر إلى إصدار بيان تنعى فيه أسر الشهداء أم تحتاج مصر إلى قرارات عسكرية لرد الإعتبار لدماء الذين سقطوا شهداء برصاص الغدر والخيانة ..
** مصر فى حالة حرب قصوى ضد الإرهاب وأمريكا وقطر وتركيا ودول أوربية .. ومع ذلك لم يعد لدينا قدرة على إتخاذ قرار هام وعاجل ضد الإدارة الأمريكية ، وطرد السفير الأمريكى من مصر مثلما فعلت دولة البحرين ومثلما فعلت دولة ألمانيا مع السفير الأمريكى .. لم يكن ذلك فحسب ، بل لم نجرؤ على طرد السفير القطرى من مصر .. فهل إختفت إرادتنا وأصبحنا دولة تجيد الندب و الشجب والجنازات وإقامة سرادقات العزاء ..
** لقد خرجت مصر بكل شعبها لتفويض المشير عبد الفتاح السيسى لإدارة شئون البلاد وحماية هذا الوطن من كل المؤامرات والدسائس وتعهد الرئيس بذلك .. فهل حكومة محلب تعيق عمل الرئيس .. وهل الرئيس عبد الفتاح السيسى يحتاج تفويضا أخر بعد أن أصبح رئيسا للبلاد لوقف نزيف الفوضى والإرهاب ..
** الأسئلة كثيرة .. ومن غير المنطقى أن نرددها بعد ثورة 30 يونيو .. ولكن ما باليد حيلة فمصر تعود إلى نقطة الصفر من جديد .. هل يخرج الشعب مرة أخرى ؟ .. هل نحن فى حاجة لمحاكمات مدنية ومصر فى حالة حرب أم محاكمات عسكرية ؟ .. هل نحن فى أمس الحاجة إلى تفعيل قانون الطوارئ أم قوانين المحاكم المدنية لتحاكم الإرهابيين والقتلة والخونة والعملاء ؟ ..
** لقد إخترق الإخوان كل مؤسسات الدولة .. إخترقوا القضاء وإخترقوا الشرطة وإخترقوا المحليات ، ولم يتبقى إلا المؤسسة العسكرية .. فهم يحاولون بكل الطرق إختراق المؤسسة العسكرية والجيش المصرى .. فإذا لقدر الله حدث ذلك فلن يكون أمامنا إلا سيناريو سوريا والعراق ..
** فهل ينتبه الرئيس عبد الفتاح السيسى ويقيل الحكومة فورا ليعيد ترتيب أوراق مصر من الداخل أولا .. ثم البحث عن العلاقات الخارجية .. وأن يكون القرار قرار عسكري ، وليس قرار اخر .. حتى ننقذ مصر من مصير مجهول تقوده أمريكا والإرهاب؟؟؟  .. سؤال يحتاج إلى إجابة رئيس الدولة الذى فوضه الشعب فى 26 يوليو 2013 !!!

مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

مفوضية علاقات المجتمع بين الهادف وكيركشيان/ عباس علي مراد

يقول المفوض السابق لمفوضية علاقات المجتمع ستيفان كيركشيان ان هناك شرطاً اساسياً هو ان يحظى رئيس او رئيسة هذه المفوضية بثقة قيادات المجتمع من كل الخلفيات الإثنية (س م ه 17/07/2017 ص 10) 
كيركشيان والذي شغل هذا المنصب لمدة اربع وعشرين عاماً لم يُعرف عنه الا عمله الجاد من اجل تعزيز التناغم الإجتماعي والتعددية الثقافية في نيو سوث ويلز، رغم ان عائلته كانت قد نجت من المجازر التي طاولت الأرمن بعد الحرب العالمية الأولى وأمضى طفولته في نيقوسيا على الخط الفاصل بين قبرص اليونانية والتركية، حيث كانت الكراهية المتبادلة والتوتر على أشده بين الجانبين،  ولم يصدر منه اي موقف له خلفية سياسية  اومنحاز، ومن حرصه على استمرار التناغم والإنسجام فقد عمل وبنجاح عام 2001 على تغيير  اسم المفوضية من مفوضية الشؤون الإثنية الى مفوضية علاقات المجتمع الذي تبناه برلمان نيو سوث ويلز، هذه المقاربة والنهج عزز فكرة اننا مجتمع متعدد المجتمعات متحّد بإلتزامه بأستراليا وطناً.
احببت استحضار سيرة كيركشيان لما بدر عن خلفه فيك الهادف والذي سقط في اول امتحان له لتعزيز التناغم والإنسجام بين أبناء المجتمع في نيو سوث ويلز، حيث قام وبصفته رئيس المجلس التنفيذي لمجلس المندوبين للجالية اليهودية بإرسال رسالة الكترونية لأبناء جاليته يتهم الفلسطينيين بإرتكاب جرائم حرب ضد اسرائيل خلال الحرب الدائرة في غزة وتجاهل كلياً ما تقوم به اسرائيل من اراقة الدماء.
اثارت تلك الرسالة مجموعات من الأستراليين من خلفيات عربية واسلامية والتي بعثت برسالة الى وزير المواطنة والمجتمعات فيكتور دومينيلو تطالبه بإقالة فيك الهادف من منصب مفوضية علاقات المجتمع، وقد وقّعت الرسالة 36 مؤسسة وجمعية من الجالية العربية والإسلامية وكذلك من الجمعيات اليهودية المعارضة لإحتلال اسرائيل الأراضي الفلسطينية، بالإضافة الى بعض الأكاديميين والناشطين الإجتماعيين . 
من جهته وصف رئيس وزراء الولاية تعليقات الهادف بأنها "غير لائقة"، أما الوزير دومينيلو رفض اقالة الهادف وبرر رفضه هذه بالقول: "جميعنا نحمل وجهات نظر مختلفة بالنسبة للقضايا والأزمات الدولية".
ما قاله الوزير صحيح ولكن للهادف وضع مختلف، فهو يشغل منصباً حكومياً حساساً وإن كان بدوام جزئي ويتقاضى راتباً قدره 35 ألف دولار.
وكما جاء في الرسالة التي وجهتتها المجتمعات الى الوزير دومينيلو يجب على رئيس مفوضية علاقات المجتمع ان يقدّم المصلحة الوطنية على مصلحة اي دولة اخرى، وان يحافظ على الحيادية من اجل تعزيز وتطوير العلاقات بين ابناء المجتمع، وشددت الرسالة ان لا إعتراض على اثنية اي شخص يتولى هذا الموقع شرط المحافظة على الحيادية وهذا ما لم يثبته فيك الهارف، وكما ذكرت الرسالة، فإنه برغم التحفظات على تعيين الهادف في منصبه مبدئياً، امتنعت المجموعة من اصدار اي بيان على امل ان يكون محايدا، حيث من الواضح انه من غير الممكن ان يحصل ذلك، حيث هناك تضارب في المصالح بين موقعه الرسمي ومنصبه كرئيس تنفيذي لمجلس المندوبين للجالية اليهودية .
من جهته رفض فيك الهادف الإستقالة من رئاسة مفوضية علاقات المجتمع قائلاً: " ان هناك الكثير من العمل الهام يجب القيام به" (س م ه 17/07/2014 ص 10).
وأخيراً نتسائل هل تكفي دعوات الحكومة لتجاوز تلك الحادثة واعتبارها عابرة؟ يبدو ان الأمور تسير في اتجاه معاكس حيث برزت دعوات من المجموعة الموقعة على الرسالة الى انها قد تعمد الى مقاطعة نشاط المفوضية في حال استمرار الهادف في منصبه.
 وهنا يبرز سؤال آخر، هل سيكون لموقف الحكومة تداعيات في صناديق الإقتراع في انتخابات آذار القادم في الولاية في حال عدم اقالة مفوض مفوضية علاقات المجتمع؟


إنتصارهم وَصمَة في جبين الشرق/ مهندس عزمي إبراهيم

يوم السبت ١٩ يوليو ٢٠١٤، لأول مرة في تاريخ العراق أنهَت الجماعة الإرهابية الاغتصابية المسماة بـ"الدولة الإسلامية بالعراق وسوريا" واختصارها "داعش" الوجود المسيحي بأكمله في الموصل بالعراق الشقيق. وذلك بعد إعطاء المواطنين المسيحيين بها مهلة لمغادرة البلاد قبل ذاك اليوم، أو الخيار الإسلامي الشهير: الإسلام أو الجزية أو القتل. فَرَّ مسيحيو الموصل حاملين أطفالهم ومرضاهم على أكتافهم، سيراً على الأقدام يوماً كاملاً دون ماء أو غذاء أو دواء، إلى "أربيل" و "دهوك" في أقصى شمال العراق. بعد أن سلبت نقاط تفتيش "داعش" سياراتهم وأموالهم ومتاعهم وملابسهم، وذلك بعد أن قامت "داعش" بسلب ممتلكاتهم وعقاراتهم واعتبارها ملكا ً "للدولة الإسلامية"

هو يوم صعب على مسيحيي العراق، ولكنه يوم مشين لدول الشرق الاسلامي. وإنه لمن المؤسف أن يوجد في القرن الواحد والعشرين من يتبنى هذا العنف والتفكير الاغتصابي والاحتكاري تجاه المواطنين المسيحيين في عقر مواطِنهم. بينما المسلمون الوافدون لبلاد الغرب الإنساني يرتعون فيها بكامل الحرية وبكامل حقوق المواطنة. هذا الجور القبيح يحدث دون اعتراض وتداخل إيجابي جذري من الدول الإسلامية وقادتها بتقديم مساعدات فورية فعلية للعراق العظيم للاحتفاظ بوحدته وسلامه تجاه هذا العار.

وهنا أضع جوهر الحقيقة بين أيدي المسلمين العاقلين العادلين المتنورين المثقفين في الدول الإسلامية المسئولين عن صلاح بلادهم وأمَّتِهم دينياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً وتعليماً وأمناً وقضاءً. 

أبدأ بأن بعضُ المسلمين المعتدلين، وكذلك المتظاهرون بالاعتدال، يحلو لهم تلقيب الجماعات الإرهابية الإسلامية مثل داعش وبوكو حرام والأخوان والقاعدة والسلفيون والجهاديون وحماس وحزب الله وأنصار بيت المقدس، وأنصار السنة، جبهة النصرة، والجماعة الإسلامية، وحركة المجاهدين، وغيرهم، بأنهم "إسلاميين" أو "متأسلمين" تبرءاً منهم. أو على الأقل مُبْدين عدم الرضى عن أعمالهم. 

أقول لهؤلاء أن مؤسسي وقادة وأعضاء تلك الجماعات الإرهابية وتفريعاتها التي تفوق المئة ليسوا إسلاميين ولا متأسلمين بل هم مسلمون. وكونهم متعصبين متطرفين لا ينفي أنهم بالحق مسلمون أصلاً ولن تكفي الشعارت والعبارات للتبرؤ منهم. هم بالقطع ليسوا مسيحيين ولا يهود ولا بوذيين ولا هندوس ولا مجوس ولا بهائيين ولا ملحدين، ولا من أي فصيل ممن ينعتهم المسلمون "كَفَـرَة" و"مُشركين" و"أبناء قِردة وخنازير"!!!

إنهم، ومَن يمولونهم بالمال والسلاح والإعلام والآيات "المُنتقاة" مسلمون. رضعوا من ذات الثدي، وشربوا من ذات النبع، وأكلوا من ذات الشجرة. أي درسوا ذات الكتب، ولُقِّنوا ذات الآيات والأحاديث والفتاوي، صحيحها ومَدسوسها، على يد ذات الشيخ المعتدل الذي اختار الإنسانية في الدين سبيلا، وذات الشيخ المتطرف الذي شاء أن ينأى بالدين عن مسار الإنسانية. رغم أن الإنسانية بفضائلها كالعدل والرحمة والأخلاق الطيبة هي جوهر الدين. فمن يحيد عن الانسانية وفضائلها فقد حاد عن روح الدين وجوهره!! 

الحقيقة المعروفة لنا جميعاً أن تلك الجماعات لم تخترع التطرف والعنف ولم تبدع الإرهاب وسفك الدماء واغتصاب الأرض والعرض. فهم مقلدون لأشخاصٍ وأحداثٍ كثيرة حملت راية النعرة الدينية المتشددة المتطرفة في فترات متباينة خلال الـ 1400 سنة، ولم تنتج إلا دمار وسفك دماء وتفرقة وتفكك وتخلف لدول الشرق عن ركب البشرية!! 

هدأت تلك النعرة الدينية المتشددة في الشرق، وخاصة في مصر في عصر نهضتها، في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. ثم بزغت شراراتها ثم اندلاع نارها منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، ففقد الشرق العربي كله روح المباديء الإنسانية وطيب الخلق. فالنعرة أو (الهوجة) الدينية ما هي إلا "أمِّيـَّة دينية" في أسوأ صورها. وهي ليست السبب فقط في انتشار حركات الدمار والتقلبات السياسية والاغتصابية والعدوانية الدموية في الدول العربية الاسلامية، بل هي السبب الرئيسي في التخلف العلمي والتقلص الفكري والثقافي والاضمحلال الانتاجي فالاقتصادي. 

ودعنا من إلقاء اللوم "كلـه" في ذلك على "شماعة" الغرب كالمعتاد في تبرير كل سلبي نواجهه، فقد بُلِيَت "الشماعة" من كثرة سوء استعمالها. فتدبير المؤامرت وسفك دماء المسلمين وغير المسلمين التي طالت مواطني شبه الجزيرة العربية وكل جيرانها، بل طالت حتى آل الرسول والصحابة والخلفاء والعلماء والشعراء والمفكرين عامة، أمر يملأ صفحات تاريخ الشرق العربي، في عصور تألق الدول الإسلامية واضمحلالها على السواء. ولم يكن هناك حينئذ تواجد لدول الغرب أو تداخل منها. وإذا كانت أصابع الغرب في العصور الحديثة تلعب بالدول العربية الإسلامية فلأن الغرب يستعمل المغفلين والأغبياء والطامحين والطامعين والخائنين لبلادهم والهادرين لهويات أوطانهم في سبيل أجر أو منصب أو صفقة!!!
*****
المشكلة ومُسَبَّباتها:
ولو بحثنا في أعماق المشكلة لكي نصل إلى مسبباتها تقع أيدينا على أن بالإسلام "أطنـاناً" من القول الحسن والآيات الطيبات التي توصي بالخير والفضائل والأخلاق الكريمة من العدل للإحسان للرحمة للسماحة وغيرها. هذا بينما يوجد أيضاً الكثير مما يحث على العنف والقسوة والغلظة والظلم والسبي والقتل والصلب وقطع الأطراف البشرية. وللأسف قام بعض من يُسَمَون أنفسهم علماء الدين في تعاليمهم بالتركيز على اللا إنساني منها دون الإنساني، بدلا من اختيار "الأطيب". غير مقدرين أنهم يتعاملون مع الإسلام "ديــناَ" وأن روح الدين ونسيجه وعموده الفقري سماحة ومحبة ورحمة وعدل وغفران. 

تغافل هؤلاء الفقهاء المتطرفون، وعلماء الإفتاء المتطرف عن قول كتابهم لهم: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعضٍ، فَمَا جَزَاءُ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ مِنكُم إلَا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا ويَومَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلونَ" البقرة : 85. 
*****
النقاط الهامة أربعة:
** أولاً: يجب أن يُدرك قادة المسلمين، ملوك ورؤساء الدول والمسئولون فيها دينياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً وتعليماً وأمناً وقضاءً، أن تلك الجماعات الإسلامية الإرهابية بينما هم يسببون مضايقات للعالم الحر، فضررهم على المسلمين وبلاد المسلمين، وإساءتهم لسُمعة وصورة الإسلام في العالم أكثر وأضخم من ذلك ألاف المرات. فالعالم ينظر إليهم كـ"مسلمين" لا "إسلاميين" ولا "متأسلمين" فلم يعد من الحكمة أو العدل تغطية الإرهاب بحجاب ونقاب وقناع. 

** ثانياً: ليس هناك "ديـن" من الأديان السماوية أو غير السماوية، يُحرِّض تابعيه للتفجير والحرق والسبي والغلظة والجزية وسفك دماء الأبرياء المسالمين لمجرد أنهم يدينون بدين آخر أو يتبعون عقيدة أخرى، حتى لو كان الضحايا مشركين وكفاراً وملحدين وعُبّاداً للماء والحجر، والعجل والبقر، والشمس والقمر، والنار والمطر، أو لا يعبدون شيئاً على الإطلاق. 

** ثالثاً: هؤلاء الإرهابيون يعتقدون أو يدَّعون أنهم يمتلكون الحق المطلق وأنهم رسل الله في الأرض، وحاملو لواء الإسلام. وما هم إلا تجار دين يربحون من خلفه مالا وأرضاً وسبايا. وهم في الحقيقة أكثر المسيئين للإسلام. ولو ظن هؤلاء أن هناك "ديــن" سيحكم الأرض جميعاً، فهم غارقون في وهم خيال!! 

** رابعاً: من الحماقة والغباء أن يظن المسلمون المسئولون عن بلادهم أنهم وبلادهم، ومحض وجودها وحدودها في مأمن من بربرية تلك الجماعات الارهابية الاغتصابية. وما عليهم إلا أن ينظروا إلى ما وصلت إليه السودان واليمن والصومال وأفغانستان، وما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا ولبنان، بل ومصر في الثلاث أعوام الماضية وما كادت أن تكون.. لولا لطيف السماء ورحمانها!!!
*****
أفضـل الحلـول:
** أولاً: لقادة الإسلام وشيوخه الأجلاء: لقد حان الوقت أن تفتحوا قلوبكم وعيونكم وعقولكم وأفكاركم وتدركوا أنكم في عصر المشاركة والتعايش وتعدد العقائد والمساواة والاحترام المتبادل. كما قلت أعلاهً، إن في الإسلام أطناناً من الآيات الحسنى التي تحض على الأخلاق والفضيلة والتعايش مع البشرية، لو تتمسكوا بها وتركزوا عليها وتبذروا المبادئ السامية السمحاء، التي في كتابكم، في عقول وقلوب المسلمين جميعاً وخاصة النشء الغض سِناً وإدراكاً وفِكراً وعاطفة!!!
وأن تفرزوا تلك الآيات والأحاديث الغير إنسانية، صحيحها والمشكوك في صحتها. وأن توضحوا للجميع ظروف وملاباسات الصحيح منها، وبأن ليس هناك اليوم ما يدعو إلى تطبيقها. وأن تقوموا بتنقية الأحاديث والفتاوي الغير معقولة أو مقبولة أو غير مناسبة للعصر. لو تفعلوا ذلك تكسبوا راحة وسلاماً واستقراراً وتقدماً لكم ولأوطانكم وأولادكم وأحفادكم.. وللعالم الكبير الذي نحن جزء منه.

** ثانياً: لقادة الدول الإسلامية وساستها الأجلاء: أناشدكم اليوم أن تهُبّوا لإنقاذ العراق ومواطنيه، مهما كانت عقائدهم ومذاهبهم. إننا اليوم في عصر النور العقلي والفكري والتعايش العالمي وخاصة مع من تسمونهم "كفـار"، هذا اللفظ القبيح، في حين أنهم يفتحون لكم ولأبنائكم أحضانهم وعلومهم ومدارسهم ومؤسساتهم ومنتجاتهم ومخترعاتهم وابداعاتهم. فإن تعدِلوا، تسعًدوا وتأمَنوا وتتقدموا!!!
*******
مهندس عزمي إبراهيـم

نحن شيعة علي بن ابي طالب/ سعيد ب. علم الدين

في البداية تحية من القلب الى اهل غزة في صراعهم البطولي ضد العدوان الاسرائيلي. نبتهل الرحمة للشهداء الأبرياء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى! على امل ان يتوقف هذا النزف بوحدة الصف الفلسطيني وتحقيق طموحاته في دولة سيدة مستقلة عاصمتها القدس يعيش فيها بأمن وسلام.
عنوان هذا المقال ليس لي وانا لم أخترعه، وانما هو مأخوذ من خطاب الشيخ حسن نصرالله الذي تشجع وقاله شخصيا من وراء الميكرفون، وليس من وراء الشاشة العملاقة كعادته بعد حرب تموز خوفا على حياته الغالية من أن يتربص بها ريب المنون بصاروخ من بني صهيون.
وذلك في ظهور علني بطولي نادر امام القطيع في يوم القدس، آخر جمعة من شهر رمضان سنة 2013، حيث فتح باب فمه على مصراعيه، موجها كلامه المزلزل بوجه عابس مرعب "لأمريكا، وإسرائيل والإنكليز وأدواتهم من دول إقليمية في منطقتنا، نريد أن نقول لكل عدو ولكل صديق، وهذه هي الحقيقة التي عمدت بالدم"، رافعا إلى أعلى مدى من نبرات صوته الجهوري الحنجوري المدوي المريع، والعرق يتصبب من شدة الانفعال على جبهة المقاومة والممانعة والعطب السريع: مزمجرا هادرا، مزبدا مرعدا، مهددا متوعدا، مرددا ومؤكدا للشعب المطيع على أننا:
" نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين".
ووقف الجمع الحزبلاتي على الأقدام بحماس منقطع النظير، وتعالى التصفيق في القاعة والهتاف وبحت من صراخ "لبيك يا نصرالله" حناجر الجماهير.
هو لم يقل نحن المسلمون، لأنه لا يعتبر نفسه مسلما بالدرجة الأولي.
وهو لم يقل نحن اللبنانيون، لأنه لا يعتبر نفسه لبنانيا بالدرجة الأولي.
وهو لم يقل نحن العرب، لأنه لا يعتبر نفسه عربيا بالدرجة الأولي.
هو قال "نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم"، لأنه يعتبر نفسه شيعيا بالدرجة الأولي والثانية والثالثة. طائفيا حتى النخاع وعلى المكشوف! أي أن العصبية والتعصب المذهبي تأتي عند حسن قبل الدين وقبل الولاء للوطن وقبل الانتماء العربي، وبالتأكيد ليس على صعيد شيعة لبنان فحسب، وانما على صعيد شيعة العالم أجمع. 
ولماذا قال ذلك؟ 
لأنه يخوض حربا عنصرية مذهبية ذميمة عقيمة حاقدة من مخلفات القرون الماضية لسحق طموحات شعب أراد فقط الحرية والكرامة الانسانية والتخلص من 40 سنة من الذل والقهر والعبودية الأسدية الطائفية. 
حرب شريرة اجرامية لا علاقة لها بفلسطين ولا بمقدسات، وانما بمد صفوي ايراني استعماري يدوس على كل القيم والأخلاق والمقدسات.
حرب هو أي نصرالله من سعى اليها في البداية بخجل ثم بفجور ظاهر وعلى عجل، زاجَّا اللبنانيين الشيعة بها. هو أراد من خلال اعلانه الطائفي هذا إيقاظ عصبيتهم وشد عزيمة المتذمرين والمتململين منهم بشيعة العالم أجمع لدعمه في حربه المقدسة المذهبية القذرة في سوريا. وهذا ما حصل حيث شاهدنا بعد ذلك كل فرق الشيعة الارهابية في العالم من افغانستان الى باكستان الى اليمن الى البحرين والعراق ولبنان وبالتأكيد ايران تأتي الى سوريا لترتكب المجازر البشعة وتقاتل بضراوة ووحشية الى جانب حسن وبشار في حربهما الاجرامية الحاقدة على الشعب السوري.  
ويا للمصادفة! فنحن اليوم في رمضان 2014 أي بعد سنة على تصريح حسن الناري وغزة الجريحة والمنكوبة تتعرض منذ أسبوعين لأعتى عدوان إسرائيلي استشهد فيه حتى الآن أكثر من مائتي شخص وجرح المئات ودمرت المنازل والمرافق العامة ويعيش شعب غزة في مواجهة هذا العدوان لحظات مرعبة وثقيلة دون ان ينبس حسن ببنت شفة. 
فقط صواريخ خجولة مجهولة تطلق على اسرائيل من الجنوب يسقط قسم منها داخل الأراضي اللبنانية دون ان تشكل أي ضغط أو خطورة على اسرائيل. 
 هو بقوله "نحن شيعة علي بن ابي طالب لن نتخلى عن فلسطين" 
يتهم اهل السنة جميعا وبمن فيهم الفلسطينيين أنفسهم أي اصحاب القضية أنهم قد تخلوا عن فلسطين. لا ننسى ان اهل السنة أي الدول العربية قد خاضت أكثر من خمسة حروب ضد اسرائيل، بينما ملالي ايران ومنذ قيام دولتهم الاسلامية وهي تحارب فقط برفع الشعارات، ولم نسمع ان ايرانيا واحدا مات في فلسطين بينما مرتزقة الحرس الايراني يموتون دفاعا عن انظمة الاجرام في سوريا والعراق. لأنهم أخر همهم فلسطين وهدفهم مد نفوذهم بأنظمة شيعية تدور في فلكهم. 
وأسأل هنا وبكل هدوء! ماذا قدم نصرالله ومعه ملالي ايران لفلسطين حتى اليوم؟ سوى رفع الشعارات وعرض اليافطات وكثرة التصريحات واظهار العنتريات الطنانة وإلقاء الخطابات الرنانة وتهريب الصواريخ  لحماس التي هي الأخرى لم تقصر ابدا ورفعت يافطات في غزة تشكر ايران بأربع لغات: الفارسية والعربية والانكليزية والعبرية. 
صواريخ ايران هذه لم تجلب لغزة الجريحة وشعبها المحاصر، الا الدمار تلو الدمار والنكبات والمآسي وضياع أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني في بناء مجتمعه الموحد وقيام دولته المستقلة.
فحروب حزب الله في الجنوب اللبناني ضد إسرائيل كلها كانت ضمن الأراضي اللبنانية. ولم نسمع يوما ولا أعتقد اننا سنسمع أن مقاتلين من حزب الله يخوضون معارك داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لتحريرها، بالتأكيد داخل الأراضي السورية لتحريرها من أهلها السوريين. 
فلا يوجد عند حزب حسن ايران سوى الضخ الإعلامي التلفزيوني اليومي الشغال في اشعال الحروب ضد اسرائيل بالنظارات والثرثرات والتنظيرات والنظريات وحلقات الطبل والزمر الثورجية التي تبثها قناة المنار واخواتها العالم والميادين وقناة بري الأمين يوميا لتَّذكير بفلسطين. 
وفي النتيجة فإن حزب ايران لم يقدم حتى اليوم قتيلا واحدا سقط على الأرض الفلسطينية فدائيا من أجل تحرير فلسطين.
ولهذا فالشيخ حسن لا ينطق بالحقيقة الجلية، اذا لم نقل انه يكذب  عندما يردد في نفس الخطاب، قائلا:
" المواجهة مع المشروع الإسرائيلي والدفاع عن هذه الأمة والدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات وعن لبنان وشعب لبنان وكرامة لبنان وسيادة لبنان. هو أمر اختلط بلحمنا ودمائنا وعروقنا، وورثناه عن آبائنا وأجدادنا وأورثناه لأولادنا ولأحفادنا، وعلى هذا الطريق قدمنا آلاف الشهداء وخيرة الشهداء، من السيد عباس إلى الشيخ راغب، إلى الحاج عماد، قدمنا فلذات أكبادنا وأعزائنا شهداء".
كل من ذكرهم حسن في خطابه لم يقتلوا داخل فلسطين ولا دفاعا عن فلسطين، بل في لبنان وخدمة لمشروع ملالي ايران في السيطرة على المنطقة العربية وهذا ما يحدث اليوم في امتداد النفوذ الايراني من بغداد الى ضاحية بيروت وساحل الجنوب. 
أما الارهابي عماد مغنية، الرأس المنفذ لعملية اغتيال 14 شباط الهمجية في بيروت، فقد قتل في سوريا، بعد ان قدمت رأسه مخابرات بشار بالتنسيق مع المخابرات الفرنسية كبادرة حسن نية الى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي الذي استقبل بشار اثر ذلك بحفاوة بالغة في قصر الأليزية كاسرا عزلته ومعيدا له الاعتبار بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعزلة التي فرضتها معظم دول العالم وبالأخص فرنسا عليه. 
ونصرالله لو لم يذكر فلسطين والقدس والمقدسات لكان كلامه صحيحا. إلا انه كالعادة يرفع يافطة فلسطين للمتاجرة بها، ككل تجار هذه القضية ومنهم نظام بيت أسد الممانع لفظا والمنبطح ارضا امام اسرائيل والذي ظل يكدس السلاح باسم فلسطين ليقتل به كما نرى اليوم الشعب السوري ويدمر تاريخ وحضارة ومدن وارياف عمرها آلاف السنوات.
وايضا حسن باسم ما يسمى مقاومة ظل يكدس السلاح في لبنان ويبني جيشا تابعا للحرس الرجعي الايراني، موجها سلاحه الى الداخل اللبناني  للهيمنة على الدولة اللبنانية وباقي مكونات المجتمع اللبناني تارة بالتفجيرات والاغتيالات وتارة بالتحديات والتهديدات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية كما هو حاصل اليوم بتعطيل مؤسسة رئاسة الجمهورية بعدم انتخاب رئيس بالطرق الديمقراطية حسب التقاليد والأصول البرلمانية اللبنانية.   
 كيف لا وحقيقة كلامه واضحة ومفضوحة وهي ليس لها علاقة البتة بفلسطين وما يحدث في فلسطين، وانما لذر الرماد في عيون الشيعة اللبنانيين، وصرف الأنظار بتغطية السموات بالقبوات عما يرتكبه حزبه الإيراني من مذابح ومجازر، قتل وتنكيل، اجرام وتهجير، خراب وتدمير بحق سوريا والسوريين وبالأخص السنة منهم. 
أريد أن أؤكد هنا محبتي واحترامي لأهلنا أحرار الشيعة اللبنانيين والعرب وهم يعانون مثلنا مما يرتكبه نصرالله وحزبة وملالي ايران بحقنا وحقهم ايضا. واستعمالي لكلمة شيعي وسني فرضها على نصرالله نفسه من خلال الرد عليه. 
وفي الاسبوع الأول من الحرب الاسرائيلية على غزة أطل علينا نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم فاتحا شباك فمه بالقول أن “الشعب الفلسطيني المجاهد في غزة يتعرض لحرب حقيقية، في اجواء الصمت العربي الرسمي المخزي".
عجيب أمر هؤلاء شيوخ حالش فهم يعتبرون العرب عملاء وخونة وتخلوا عن فلسطين، وعندما تقع الواقعة يصبون جام غضبهم على العرب للتدخل.
مع العلم ان من يتبجح يوميا بتحرير فلسطين ويطبل ويزمر ليوم القدس هم جماعة محور ايران.
وماذا عن الصمت المخزي لصواريخ نصرالله، وتوازن الرعب يا شيخ نعيم أفندي؟
وماذا عن الصمت المخزي لصواريخ خامنئي، وإزالة اسرائيل من الوجود يا شيخ نعيم أفندي؟
غزة وشعبها تريد افعالا لدعمها وليس كلاما وشعارات ملَّت من تكرارها.
تحية الى السعودية والامارات والمغرب ومصر وما قدموه من دعم مادي بالملايين لمساعدة اهل غزة على الصمود وتضميد جراحهم النازفة.

لطيف دوري والحنين إلى بغداد/ شاكر فريد حسن

 كثيرون من المثقفين العراقيين اليهود الذين كان لهم أثر فعال في المجتمع العراقي والحياة الثقافية والأدبية العراقية ، نزحوا من بلاد الرافدين إلى الدولة العبرية بعد قيامها في أواخر الأربعينات على ارض فلسطين التاريخية ، وواصلوا بعد نزوحهم الكتابة باللغة العربية ، وساهموا في رفد الثقافة العربية في إسرائيل بكتاباتهم وأعمالهم الإبداعية المختلفة في شتى فنون وضروب الأدب . وتجلت في هذه الكتابات روح الثقافة العراقية والتقاليد الثقافية العراقية . ونذكر من بين هؤلاء المثقفين : أنور شاؤول ، شموئيل موريه ، إسحق بار موشيه ، مير بصري ، ابراهيم عوباديا ، نسيم رجوان ، شالوم درويش ، سليم شعشوع ، سمير نقاش  ، سامي ميخائيل ، مراد ميخائيل السموألي ، ودافيد صيمح ،  وسواهم العديد . وبرز في كتابتهم عمق ارتباطهم والتصاقهم بالعراق ، وطن النخيل ودجلة والفرات ، ومدى انتمائهم للثقافة العراقية وللمزاج الثقافي العراقي .
ويعتبر لطيف دوري احد هؤلاء المثقفين الذين انخرطوا في النضال ضد السياسة الإسرائيلية الاضطهادية ، التي تمارسها ضد جماهيرنا العربية ، وضد شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة ، وهو من المشاركين بفعالية في الكفاح وأعمال الاحتجاج ضد الاحتلال وممارساته وموبقاته ، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه التحرري العادل ، ولأجل إرساء صرح السلام العادل والشامل الذي يضمن الحق الفلسطيني .
ولطيف دوري القادم من بغداد الرشيد ، كان في السادسة عشرة من عمره حين غادرها ، يقطن في رمات غان ، ويعمل صحافياً ورئيساً للقسم العربي في حزب "ميرتس " اليساري ، وله تاريخ نضالي ومواقف سياسية يشهد لها  في مقارعة اليمين الصهيوني المتطرف . وهو من مؤسسي لجنة الحوار الإسرائيلي – الفلسطيني وسكرتيرها ، وهذه اللجنة كانت أقيمت رداً على قانون منع اللقاءات مع قيادات منظمة التحرير الفلسطينية .
ورغم البعد ومرور السنوات الطوال على الرحيل والهجرة ، فما زالت بغداد في خاطره ووجدانه ولغته وتفكيره وخياله ، وكم يعصف في قلبه الشوق والحنين الجارف لعاصمة الرشيد التي تحارب الداعشيين هذه الأيام . وكما يقول لطيف إنه حنين متأصل في الوجدان، وفي قلب كل يهودي عراقي خرج منها وانتمى إليها .
أننا نشد على أيدي لطيف دوري ، المناضل اليساري الليبرالي ، ورفاقه من حركات ونشطاء السلام في المجتمع الإسرائيلي ، نتمنى له المزيد من العطاء والنضال حتى انتصار الحلم الذي يصبو إليه ، حلم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران العام 1967 ، لينعم شعبي هذه البلاد بالسلام والهدوء والطمأنينة والأمن والاستقرار ، وما أحلى الرجوع إلى ربوع بغداد .

فرح بطعم الحزن والموت/ راسم عبيدات

المفروض في هذا اليوم ان يفرح طلبتنا بعد طول انتظار،فهم اثنا عشر عاماً قضوا في التعليم،لكي يحصدوا نتيجة جهدهم وتعبهم،ومن أجل ان ترتسم الفرحة على وجوههم ووجوه أسرهم وعائلاتهم،وان يقيموا حفلاتهم وسهراتهم،ولكن في وطننا هناك من ليس يسرق الفرح فقط،بل حتى يقتله فينا،فهذا الإحتلال الغاشم يستكثر علينا حتى البسمة وليس الفرحة،فالوطن بدل ان يفرح لفرح أبناءه،فها هي فرحة منقوصة بطعم الحزن والموت...حزن يلف وطننا وشعبنا،حيث الإحتلال يشن حرباً شاملة على شعبنا على طول جغرافيا فلسطين التاريخية في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني- 48- والقدس،والعدوان تتجلى مظاهر وحشيته بأقبح وأشنع صورها في قطاع غزة،حيث آلة حرب العدو من طائرات حربية ومدافع وصواريخ وبوارج عسكرية،تقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل وتشوه وتحرق اجسادهم،وتهدم بيوتهم ومنازلهم،وتبث الرعب والخوف في قلوبهم،تاركة إياهم في العراء بلا ماوى،وليس هذا فحسب فهناك قصص مرعبة وتقشعر لها الأبدان،حيث عائلات بأكملها كوارع وياسر الشيخ والبطش قتلت وأبيدت عن بكرة أبيها،والعالم المتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لم يحرك سكنا تجاه تلك الجرائم،بل من "يعهرون"القيم والمبادىء الدولية من أمريكان وغرب إستعماري بدلاً من ان يكفروا عن خطاياهم وجرائمهم التي إرتكبوها بحق شعبنا،تنكروا لتلك القيم والمبادىء والقوانين وناصروا الجلاد على الضحية واعتبروا شوي لحم اطفالنا وحرقها حق مشروع للعدو الغاصب،في حين انكروا علينا حقنا في الدفاع عن أنفسنا،وفق ما كفلته لنا الشرعية الدولية.
كيف سيفرح من له ولد شهيد او عائلة بأكملها إستشهدت؟؟،كيف سيفرح الشهيد الخريج؟؟،فهناك طلبة ممن نجحوا في الثانوية العامة إستشهدوا في القصف والعدوان،هم فرحين بالشهادة من اجل الوطن،وشهاداتهم الثانوية ستبقى اكاليل غار وفخر وعز لهم ولعائلاتهم ولشعبنا الفلسطيني،فتكريمهم كخريجين وكشهداء واجب علينا،علينا ان نفرح لهم ونزفهم كانهم احياء فهم غادرونا اجساداً ولكنهم باقين وخالدين فينا فكراً وقيماً ونستحضرهم نماذجاً،وهم كما قال الراحل الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار الشهداء سيعودون،سيعود شهدائنا،وعودتهم ستكون وبالاً على من يتاجرون بالوطن والدم الفلسطيني،وشهادتهم وعودتهم ستطارد كل المفرطين بحقوقنا وثوابتنا الوطنية،فهم يقولون لنا تحرير الأوطان يتعمد بالدم،تجارب الشعوب تعلم ذلك الجزائر وفيتنام وغيرها من الشعوب،وسياسة الإستجداء والذل لن تعيد حقوقاً ولا لاجئين ولا قدس.

نعم عدو يسرق الفرحة،وفرحنا هذا العام،عذراً طلبتنا الأعزاء بطعم الحزن والموت،فدماء شهدائنا،صناع مجدنا ومستقبلنا،لم تجف بعد وما زالت تنزف،ما يقارب المائتي شهيد واكثر من ألف وأربعمائة جريح،والرقم في تصاعد وتزايد،وألم يعتصر قلوبنا وحزن يدميها عليهم ولفراقهم ولغيابهم،وفي المقابل غضب واكثر من عتب وسخط على أبناء جلدتنا وامتنا،فبدلاً من ان يكونوا سنداً وعوناً لنا،يناصروننا ويدعمونا في وقف هذا العدوان الوحشي على شعبنا،لم نجد منهم حتى أضعف الإيمان إدانة العدوان باللسان،ولتبلغ الوقاحة بالبعض منهم حد الجهر بدعم العدوان على شعبنا،فهل هذه امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة..؟؟ حدود ومعابر عربية تغلق في وجه جرحانا وتمنع وصول الإمدادات الطبية والاغاثة الإنسانية والوفد التضامنية الى قطاعنا،وكذلك مظاهرات تقمع في دول عربية لخروجهم للتضامن مع شعبنا،وكتاب يؤيدون علناً وجهراً العدوان على شعبنا،فالى أي درك وانحطاط وصل حال هذه الأمة،فيا أبا اياد قم من قبرك وانظر،الخيانة لم تعد وجهة نظر،بل هناك من يشرعون الخيانة،وبعض الخونة أصبحوا يفتون في شؤون الوطن ويقررون،قل لأبا عمار والحكيم والرنتيسي والشيخ ياسين وابا جهاد وأبا علي والشقاقي ووديع ونزال والقاسم،وكل شهداء شعبنا ان إنهضوا وعودوا،فالوطن في خطر والمشروع الوطني في خطر،فالوطني والحر والشريف يطارد في هذا الوطن،أين انتم ؟؟لماذا غادرتم مبكرين؟؟،نحن الشرفاء أصبحنا نهان ونطارد ونتهم ونجرم في هذا الوطن،عد يا عبد الناصر،عد يا ابا مدين،عد يا صدام فالمشروع القومي في خطر،وتتكالب عليه المؤامرات والتجار باسم الدين كثيرون وبمسميات مختلفة "داعش" و"نصرة" وتكفيريين وسلفيين،يمارسون مهنة القتل وذبح الأبرياء في الشوارع والساحات والطرقات وبيوت العبادة ودور العلم،تحت حجج وذرائع رفع راية الإسلام والإسلام منهم براءة،فقد شوهوا الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة،الوطن يذبح من المحيط الى الخليج ومن الوريد الى الوريد،يذبح باموال عربية وأسلحة غربية مدفوعة الثمن من المال العربي،وعصابات تستقدم من كل قطر،إرهابيين وقتلة ولصوص للدمار والتخريب،وتنفيذ مشاريع ومخططات مشبوه،تدخل كل الوطن العربي في الفتنة المذهبية والطائفية،تفكك وتعيد تركيب جغرافيته خدمة لمشاريع إستعمارية،يعاد إنتاجها بعد مئة عام على  إتفاقية سايكس – بيكو الإستعمارية،ولكن بنسخة جديدة التقسيم والتفتيت على أساس المذهبية والطائفية والثروات،وليس على أساس الجغرافيا.

هو فرح غير مكتمل ومنقوص ومؤجل لكم طلبتنا وأحبتنا،ولكن لا بد من ان يأتي يوم يكتمل فيه هذا الفرح،يوم ينعتق فيه شعبنا من الإحتلال،وتقام فيه أفراح الحرية والنصر والنجاح،أفراح لا يحتفل فيها فقط أنتم الناجحون في إمتحان الثانوية العامة،أفراح يشارك فيها كل الشعب فرحاً بالعودة والتحرير،وحينها سننعم بالهدوء والطمأنينية والأمن ولا نخاف على أطفالنا من الخطف والتعذيب والحرق،كما حصل مع الفتى الشهيد محمد أبو خضير،الذي إختطفته عصابة المستوطنين وحرقته حياً،فهذه في عرف"معهري" القيم والمبادىء والقوانين الدولية ليست جريمة بشعة،فالمحروق فلسطيني وليس من أبناء شعب الله المختار.

عذراً طلبتنا الناجحين سيؤجل فرحكم،وقد يطول هذا التأجيل،فنحن قدرنا كل يوم أن نقارع إحتلال غاشم،يجدف عكس حقائق التاريخ ويزورها،ولا يريد أن يفهم او يتعلم من التاريخ بأن الصراع سيستمر ويطول،مالم يحصل شعبنا على حريته وإستقلاله ويقيم دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس،ويعود لاجئيه الى ديارهم التي طردوا وهجروا منها.

في الحالة الفلسطينية الإعلام أداة مقاومة/ سامح عوده

( 1)

أحرزت المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الماضية تقدماً ملحوظاً ما أذهل إسرائيل وجيشها ولهذا فإننا نقول إذا فرضت عليك معادلة القتل فافعل ما تشاء واستخدم كل ما لديك حتى تعيد كرامتك المهدورة لذلك نعم .. للمقاومة ..

ولانها حرب ضروس فان الإعلام أده مقاومة  لا يمكن الاستهانة بها خاصة وأن طرفي المعادلة الفلسطينيون والعدو الإسرائيلي يحاولون استرضاء الرأي العام العالمي والقوى العظمى عن طريق تحالفات من الداخل أو من خلال التأثير المباشر بالجماهير التي يمكن أن تؤثر على قيادتها ..

ولهذا فان  في هذه المعركة  الحاسمة للإعلام ضرورة كما للصاروخ ضرورة .. ولنكن على يقين أنه من الخطأ أن يكون لنا محامٍ فاشل يدافع عن قضية عادلة، بالتأكيد المطلوب أن نأخذ بعين الاعتبار  كافة الحسابات الدقيقة وأن نترك العاطفة جانباً . 

ولأن قضيتنا عادلة فقد سخرنا لها كافة الإمكانيات ووظفنا الإعلام ليكون شريكاً في معركتنا مع الاحتلال، وسعينا بأن تكون لنا مدرستنا الخاصة في التعامل مع الحدث اليومي مهما كبر أو صغر، لأن الاحتلال أيضاً يوظف مكنة إعلامية قادرة على إيصال رسالته إلى العالم كله، معتمداً  على الإمكانيات المادية والتغلغل الصهيوني في الإعلام العالمي . 

في الحرب التي تفرضها إسرائيل علينا، عملت المقاومة ببسالتها وعنفوانها على جذب أصوات حرة من العالم  ليكونوا إلى جانباً في مواكبة  الأحداث والصور  أولاً بأول، وهذا انجاز يسجل للمقاومة والإعلام الفلسطيني، ولأن المسالة شائكة والموضوع جدلي، بات من الضروري تقييم الواقع الإعلامي  بموضوعية انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه قضيتنا الأولى " فلسطين" لتوظيف رسالة إعلامية ناضجة واعية تنقل همنا إلى العالم وتؤثر في الرأي العام العالمي بصورة أكبر.

وسائل الإعلام الفلسطينية " المرئي والمقروء والمسموع " بذلت جهداً يستحق منا أن نخلده خاصة وأن الطواقم التي تعمل على تغطية الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم تذق طعم النوم ولا الراحة .

يصف خبراء الإعلام الفلسطيني بالناقل

 والإعلام العربي بالعاجز 

والإعلام الإسرائيلي بالناقل والمؤثر

وفي خضم الصراع الدائر والمتسارع يوماً بعد يوم يحتاج الفلسطينيون إلى رسالة إعلامية موحدة تكون ذات بعدين ناقلة ومؤثرة ، يشارك بها كل الإعلام  الفلسطيني تترك الحزبية جانباً، وتمهد للمرحلة جديدة عنوانها الخلاص من الاحتلال.

مؤشرات اعتراف أمريكا بـحركة "حماس"/ علي هويدي

حسب معايير الإدارة الأمريكية تعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية، وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت إسم حماس على قوائمها السوداء في نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام 2004 بحجة محاربتها للإرهاب؛ فالقرار إسرائيلي بامتياز، ومن البديهي أن تكون سلطات الإحتلال أول من يرحب بالقرار؛ فقد اعتبرها رئيس حكومة الإحتلال حينها آرييل شارون بأنها "خطوة في الإتجاه الصحيح".
على مدى ما يزيد عن ربع قرن من الزمان، استطاعت حماس أن تراكم من أعمالها السياسية والعسكرية والثقافية والفكرية وتقديماتها للخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية والإقتصادية للشعب الفلسطيني ما يؤهلها لأن تكون في صدارة حركات التحرر الوطني الفلسطيني، فقد استطاعت أن تحقق فوزاً ساحقاً استحوذت فيه على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في العام 2006 (76 مقعداً من أصل 132 بنسبة 57%) بانتخابات شهد العالم بنزاهتها، وأحدثت زلزالاً ديموقراطياً هز العالم وأعاد خلط أوراق اللعبة السياسية في منطقتنا العربية والإسلامية والعالم، ومعها شكَّل اسماعيل هنية حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الأولى، وقد أكد هنية حينها بأن "الحركة قد خاضت الإنتخابات لتعزيز مبدأ الشراكة السياسية، نريد أن نعمل سوية مع الإخوة في فتح والإخوة في الجهاد والجبهة الشعبية والديموقراطية ومع كل أذرع المقاومة لأن الشعب ينتظر تحولات إيجابية"، لكن حتى هذا الفوز الديموقراطي لم يشفع لحركة حماس بشطب إسمها عن اللائحة السوداء الأمريكية. 
راكمت حماس خبراتها القتالية واستعانت بالكثير من الأصدقاء من العرب والمسلمين وشكلت لنفسها مدرستها الخاصة التي أربكت الصديق والعدو، وفي كل مرة كانت تتقدم خطوات باتجاه تحقيق رؤيتها بتخليص الشعب الفلسطيني من الإحتلال الصهيوني، وعلى الرغم من تلقيها ضربات قاسية في ميدان القتال لا سيما إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة في نهاية عام 2008 وبدايات العام 2009... إلا إنها وخلال ثلاث سنوات استطاعت أن تطور من أساليب قتالية تؤهلها لتنهي عدوان عام 2012 بقصف مدينة  تل الربيع وبفرض شروطها للتهدئة وبوساطة مصرية أمريكية، وهذه كانت الخطوة الأمريكية الأولى غير المباشرة للإعتراف بالدور المحوري لـ حماس. رُب قائل وهو محق نسبياً بأن فوز الرئيس محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية وعلى اعتبار أن حماس امتداد لحركة الإخوان المسلمين عبر التاريخ لا تستطيع الإدارة الأمريكية أن تدير ظهرها لهذا التطور النوعي في المنطقة، فاستدعى القليل من الإنحناء أمام العاصفة وإرسال وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون الى مصر والدخول في وساطة والتوقيع على شروط المقاومة للتهدئة..
جاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة عام 2014 ليرسم سياسة جديدة؛ فمع انتهاء عدوان عام 2012، بدأت منهجية العمل المقاوم تأخذ منحاً تصاعدياً، ففي أكثر من مناسبة قال قادة حركة حماس السياسيين أو العسكريين وبكل ثقة وصراحة ووضوح، بأن المقاومة قد بدأت تعد لمعركة تحرير فلسطين ولن تكتفي بالدفاع عن نفسها، وبهذا المعنى أن تبدأ المقاومة الفلسطينية بالرد على العدوان الصهيوني على غزة باستخدام صواريخ تصل الى 160 كلمتر، وتحدد مكان وزمان إطلاق الصواريخ غير آبهة بمنصات صواريخ الإعتراض الصهيوأمريكية، وأن تحول مدينة تل الربيع إلى مدينة اشباح، وأن تسيِّر عدداً من طائراتها من دون طيار للقيام بمهام خاصة داخل العمق الصهيوني، هذا مؤشر الى أن العمل المقاوم سيتصاعد ويتدحرج للمزيد من المفاجآت التي لم يحسب لها الإحتلال الإسرائيلي أي حساب.
على عجل التقط الرئيس الأمريكي الرسالة، ليخرج الناطق الرسمي باسم الإدارة الأمريكية في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض بتاريخ الأربعاء 9/7/2014 ليُدين الهجمات من قبل "المنظمات الإرهابية في غزة" ولم يأت على ذكر حماس بالإسم بخلاف السابق، على الرغم من تحميل الإحتلال لحركة حماس مسؤولية التصعيد سواءً بخطف وقتل الثلاثة جنود الصهاينة حسب الرواية الصهيونية، أو استهداف "المدنيين" في فلسطين المحتلة، وهذ كان المؤشر الثاني على الإعتراف الأمريكي لعدم تجاهل حماس في أي استحقاق يتعلق بالتطورات على الأرض سواء الميدانية او السياسية. 
المؤشر الثالث جاء من خلال ما عرضه الرئيس الأمريكي أوباما على نتنياهو يوم الخميس 10/7/2014 من وساطة بين "إسرائيل" وحماس للتوصل الى وقف لإطلاق النار، وقال البيت الأبيض في بيان أن أوباما عرض في اتصال هاتفي مع نتنياهو بـ "أن الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل التوصل الى وقف للعمليات العسكرية بما في ذلك العودة الى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012".
ما بعد معركة "العصف المأكول" كما أسمتها حركة حماس، لن يكون كما قبلها، وحتماً ستؤسس لمرحلة سياسية بالغة الدقة في سياق الصراع الإستراتيجي بين المقاومة والإحتلال، وسيرفع من رصيد ومكانة حركة حماس على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وما المؤشرات الثلاثة للتعاطي الأمريكي مع حماس، إلا دليل هذا الإستحقاق سواءً أبقت أمريكا أو شطبت إسم الحركة عن اللائحة السواء، فمعادلات أذرع المقاومة هي من يحدد المسار..    
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

الدولة المدنية كضرورة لمواجهة التحديات الراهنة/ د. عبدالله المدني

على مدى سنوات طوال بحّ صوتنا ونفذ مداد أقلامنا ونحن نتحدث ونكتب عن الدولة المدنية واشتراطاتها وضرورة أن يـُصار إلى تأصيلها وترسيخها بكل الوسائل وعبر كل القنوات وذلك كحل للتصدي لفكرة الدولة الدينية ومنع تغولها. وتحملنا في سبيل ذلك الهجوم تلو الهجوم الذي وصل إلى حد تكفيرنا واخراجنا من الملة بزعم أننا علمانيون نستهدف الدين بطروحاتنا تلك، على الرغم من أن فكرة الدولة المدنية لا تستهدف أحدا أو جهة ما بعينها وإنما تدعو ببساطة إلى أن تتعامل الدولة بحيادية تامة مع كل مكوناتها، فلا تصطف مع فئة ضد أخرى، ولا تعطى مزايا لجماعة على حساب جماعة أخرى، ناهيك عن حقيقة أن المؤمنين والمتدينين يستطيعون العيش في ظل الدولة المدنية بأمان، وأداء شعائرهم الدينية بحرية، والحصول على حقوقهم السياسية كاملة، وذلك بموجب حكم القانون ومنطوق الدستور. 
إن من خصائص الدولة المدنية أنها تتأسس على نظام من العلاقات القائمة على قيم السلام والتسامح والمساواة والقبول بالآخر، والثقة بين مختلف مكونات الوطن. وهكذا تشكل هذه القيم ما يعرف بـ "الثقافة المدنية" التي هي مجموعة أمور متفق عليها ومدونة في نصوص دستورية لا يمكن تجاوزها، وتؤمن للمواطنين كلهم الأمان والعيش المشترك والحقوق، وتحميهم من العنف والنزعات المتطرفة التى قد تتشكل على ايدي الجماعات المضادة لفكرة مدنية الدولة.
ولا داعي هنا للدخول في شرح مفصل حول أن النهضة والريادة الأوروبية ما كانت لتحصل لولا الثورة على الدولة الدينية وتأسيس الدولة المدنية على أنقاضها، وبالمثل سنتجاوز حقيقة أن البؤس والتخلف والدمار والتشظي الذي تعيشه بعض المجتمعات العربية والاسلامية كالصومال والسودان وأفغانستان واليمن والعراق هو النتيجة الطبيعية لغياب الدولة المدنية الحقة التي تؤمن بمبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، ولا تستخدم مدنية الدولة كمجرد شعار يــُرتكب من خلفه أبشع أنواع التمييز على اسس قبلية او عرقية أو مذهبية او جهوية. ومما لا شك فيه أن هذا العمل الأخير أدى بدوره إلى ظهور عدد من الشعارات البراقة الخادعة لعامة الناس والبسطاء، أو المدغدغة لعواطفهم المذهبية والقبلية، مثل: دولة مدنية بمرجعية إسلامية وهو الشعار الذي روجه الإخوان المسلمون في مصر، ودولة مدنية تقوم على المحاصصة الطائفية وهي فكرة حزب الله اللبناني وتبنتها الجماعات السياسية الطائفية في العراق وتطالب بها المعارضة الشيعية البحرينية، ودولة مدنية بمرجعية قبلية كما في أفغانستان التي لايمكنها التحرر من هيمنة القبائل البشتونية، وأخيرا دولة مدنية بمرجعية ولائية فقهية كما في إيران، علما بأن وصف النظام الايراني القائم منذ 1979  بالمدني فيه تجاوز فاضح وضحك على الذقون لأنه مؤسس على أبشع أنواع التمييز المذهبي والعرقي والثقافي. 
مؤخرا شدد جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وهو يخاطب جمعا من المهنئين بشهر رمضان من أهالي جزيرة المحرق على البعد عن الطائفية والتعصب والفرقة والتمسك بالتنوع والتعددية والحريات التي عـُرف بها المجتمع البحريني منذ الأزل. وبعبارة أخرى شدد جلالته على ضرورة التمسك بمدنية الدولة، حيث أن من متطلبات الدولة المدنية احترام التعددية السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية، ولذلك تكون هناك حاجة مستمرة لتكريس وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية عبر استحداث البرامج الفاعلة طويلة المدى لغرس الولاء والانتماء الوطني، بدلاً من ترك المجال أمام أشكال أخرى من الولاءات الدينية والطائفية والقبلية. والحقيقة أن ما دعا إليه العاهل البحريني منصوص عليه في المادة الرابعة من دستور مملكة البحرين التي تقول أن "العدل أساس الحكم، وتكافؤ الفرص بين المواطنين، والناس سواسية، ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة".
بعد هذا الحدث بأيام إتخذ العاهل المغربي الملك محمد السادس قرارا تاريخيا منع بموجبه أئمة المساجد ورجال الدين من تناول الشأن السياسي واستغلال دور العبادة لتوجيه الناس سياسيا وانتخابيا تحت طائلة تطبيق عقوبات بحق المخالفين والمتمردين على قرارات جلالته.
وإذا كان المراقبون نظروا إلى كلمة جلالة الملك المفدى على أنه تأكيد على استمرار مشروع جلالته الاصلاحي بكل ما تضمنه من حقوق للمواطنين، أفراد وجماعات، وانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة تضمن لها التطور في مختلف المجالات وفق نموذج مدني عصر، وبالتالي هي دعوة من قمة هرم السلطة للابتعاد عن العنف ووسائل تدمير إقتصاد المجتمع ومستقبل الناشئة وتأجيج الطائفية، فإنهم نظروا إلى قرار العاهل المغربي على أنه عملية يــُراد بها تعزيز موقع المغرب كاستثناء بين الدول العربية والاسلامية لجهة إصلاح مؤسساته عبر الاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها دول أخرى مثل مصر وليبيا ومن قبلهما الجزائر.
غير أن الرأي الأكثر رجحانا هو أن حديث العاهلين البحريني والمغربي، ومن قبلهما قرارات خادم الحرمين الشريفين  بايقاع عقوبات مشددة على مستخدمي المنابر الدينية والمواقع الالكترونية الذين يغسلون أدمغة الناشئة والشباب الغر المتحمس ويدفعون بهم نحو ساحات القتال في الخارج لم يكن ظهورها بفارق زمني قليل مجرد مصادفة. فالمستجدات والاحداث السياسية المتسارعة منذ ما ســُمي بـ "ثورات الربيع العربي"، من تأجيج للطائفية وفوضى عارمة وانفلات أمني واستيلاد لجماعات دموية على غرار داعش وأخواتها هي التي فرضت اتخاذ مواقف جديدة واضحة من الاسلام السياسي الحركي الهادف إلى إذابة الدولة المدنية القطرية واضحة الحدود والمعالم والسياسات لصالح دولة الخلافة العابرة للقارات والمؤسسة على الأشلاء والجثث والجماجم، والمتخذة من الأساطير والخرافات والنوازع الانتقامية سياسة لها.
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي من البحرين
تاريخ المادة : يوليو 2014 
البريد الالكتروني: Elmadani@batelco.com.bh