لبنان موطن الحريّة والاعتدال لا التكفير والذميّة/ المهندس حميد عوّاد

فراغ السلطة دوّامة إعصار و"شاروق" دوّار يشفط "حشوات" من الانتهازيّين والطامعين ينهالون لملئه.  

لبنان في عيون الجزّارين والوحوش الضارية التي تترصّده وتحوم حوله حمل وديع أضاع أهله فتقاطبوا لذبحه أوافتراسه.  

في مواجهة مخارز الدخلاء والخوارج إشرأبّ اللبنانيّون جاحظي العيون مستشيطين غضباً.  

ولصدّ انتهاكات وتعدّيات وغزوات قبائل المرتدّين إلى زمن البداوة والجاهليّة شدّوا أواصرهم لتقوى وتعصى شكيمتهم واحتموا بجيشهم وقواهم الأمنيّة البواسل الذين بذلوا من أرواحهم شهداء لإفتداء أهلهم ووطنهم.  

عانى لبنانا الحبيب من أزمة ولاء: رضع أبناء عقوقون من حليبه ونكروه لصالح إدّعاء أبوّة أو أمومة غرّرت بهم لاجتذابهم من خارج الحدود. 

فغدت قوّة الجذب كتلك التي "للثقب الاسود" في الفلك، لا فكاك منها حتّى للضوء.  

الذين أضاعوا البوصلة والهويّة يخضّون ويقلقون وجدان اللبنانيّين الذين يسلسون للرقاد في أحشاء وطنهم دون غيره.  

الوصف يعجز عن التعبير عن عمق الخيبة والصدمة من هؤلاء الذين ضاق بعيونهم وصدورهم تنوّع لبنان فانصاعوا لطموحات أولياء أمرهم وانساقوا ضمن مخطّطاتهم الآيلة إلى جرف غيرهم لطمس تألّقهم واقتلاعهم من جذورهم لتصحير الوطن وتغييبه في غياهب الزمن الغابر.  

الإيغال بشحذ العصب المذهبيّ ونزعة الهيمنة الخانقة للحريّة فجّرتا حرباً مستعرة في سوريا والعراق لفح لظاها قلب وأطراف الوطن وانخرط فيها الحزب الإيراني الولاء لدعم رئيس النظام الحليف وبعض المتطوّعين في صفوف الثائرين ضدّه وتسبّبت في نزوح وتشريد الملايين ليعانوا كارثة إنسانيّة قاسية لايعرف متى الخلاص منها.  
وفيما تستهلك الأرواح هناك تهاجر مواكب المواهب لتتفجّر إبداعاتها ما وراء البحار: فاضل أديب وآية بدير نموذجان لمعا مؤخّراً في مجال وسجلّ التفوّق والإبداع. 

لقد علقت إنتفاضة الشعب السوري بين فكّي النظام المدعّم والمطعّم بقوّة حلفائه و"الجهاديّين" المحلّيّين والوافدين من الخارج.  

حتّمت شناعات ارتكابات هؤلاء التكفيريّين (اقتلاع وطرد مسيحيّين ويزيديّين من مهد حضارتهم شمالي العراق إضافة إلى إذلالهم وبيع بعض اليزيديّيات ووأد رجالهم وأولادهم) وفظاعة ممارساتهم الإرهابيّة (ذبح الأبرياء والأسرى) إجماعاً على إدانتهم وضرورة ضربهم كما شكّلت غطاءً وتبريراً لضراوة خوض النظام السوري معركة الدفاع عن بقائه وبات ممثّلوه يستحثّون التحالف معه لمحاربة الإرهاب.  

قد يكون إعلان دولة الخلافة في شمال سوريا (الشرقي) وما يوازيه داخل العراق بمثابة "الشاري" (لاقط كهرباء الصاعقة) الجاذب لشحنة حلم يدغدغ مخيّلة السّاعين إليها والتائقين إلى الجهاد المسلّح وسفك الدماء.  

 لكن لحسن الحظ بدأت المراجع الإسلاميّة من الأزهر إلى السعوديّة تستشعر خطر القيّمين على هذه الدعوة وصنّفتهم خارج الإسلام إضافة إلى استنكار مفكّرين ورجال دين متنوّرين .

 طبعاً قطع الطريق على هذا الإنزلاق الخطير في فهم وتعليل وتطبيق شرائع الدين يتطلّب مقاربة انفتاح خلاصيّة بعيدة عن التزمّت والتعصّب ونبذ الغير كي لا يسقط في العزلة والقطيعة.  

 لبنان بحاجة إلى النأي عن فلك هذه الدوّامة الخطيرة لا الإصرار على زجّه في كابوسها وذلك رأفة بأهله بانتظار هدوئها بل الإحتماء تحت قبّة التفاهم والوئام والانفتاح وحريّة الرأي والمعتقد.  
 Show message history

 وبالنسبة للبنان حيث الأمان هو هاجس المواطنين الطاغي تبعث تدابير تسليح الجيش والقوى الأمنيّة (شكراً لعطاءات السعوديّة للإيفاء بهذا الغرض إضافة إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة والدول الصديقة) الثّقة والإطمئنان في قلوبهم وترصّ صفوفهم خلف "العامود الفقري" لدولتهم وتحثّهم على المطالبة بإتّباع أفضل السبل الضامنة لإطلاق سراح العسكريّين المختطفين من جحافل "داعش" و"جبهة النصرة" إثر الاشتباك معهم في عرسال لإخراجهم منها والسعي الجاد لانتخاب رئيس للجمهوريّة وإقرار قانون انتخاب يؤمّن تمثيلاً صحيحاً ومناصفة حقيقيّة بين المسلمين والمسيحيّين تحفظ توازن صيغة لبنان المتميّزة. 

*أكاديمي مواظب على تقصّي الشؤون اللبنانيّة
  Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights
 http://hamidaouad.blogspot.com/
-- 
Compassionate empathy, accurate discernment, judicious opinion, support for freedom, justice and Human Rights.
 http://hamidaouad.blogspot.com/

مبارك لتركيا ولشعب تركيا/ محمد فاروق الإمام

يوم الأربعاء 27 آب جرى احتفال مهيب بتسليم واستلام منصب رئيس الجمهورية التركية بحضور لفيف من رؤساء الدول والحكومات والأحزاب والهيئات الأممية والمحلية تجلت فيه الديمقراطية في أقصى حدودها وقد غمرتها مشاعر الحميمية المتبادلة التي تربط بين رئيس صاعد ورئيس انتهت ولايته، ولا أبالغ إذا قلت أن هذا الاحتفال كان عرساً ديمقراطياً بامتياز. يحق لتركيا وشعب تركيا أن يفخر بما وصلت إليه الدولة التركية من رقي وحضارة ومدنية واستقرار ونهضة ونماء جعلتها دولة مهيبة الجانب ووضعتها في مصافي الدول المتقدمة المخطوب ودها شرقاً وغربا.
فمبارك لتركيا وشعب تركيا برئيسها الصاعد ورئيسها الذي انتهت ولايته وقد تبسم لها الدهر حتى بانت نواجذه ومن حقها أن تفخر بما تحقق لها على يد هذه الثلة المباركة من أبنائها الغر الميامين أصحاب الأكف البيضاء والعقل المستنير والقلب الكبير.
تابعت احتفال التنصيب حتى اللحظات الأخيرة محدق العينين بكل التفاصيل والحركات والهمهمات، وغمرتني مشاعر الغبطة على كل ما تشاهده عيناي، ولم أستطع أن أحبس دموعي التي سالت على الخدين فرحاً بما أرى وألماً عما جرى ويجري في بلدي سورية.. سورية التي تستحق ما يجري في تركيا وليس ما يجري على يد سفاحها نمرود الشام، وأستذكر رجالات سورية العظماء الذين لا يقلون جدارة وحكمة وفكراً وعقلاً عن هؤلاء الرجال العظماء الذين منحهم القدر لتركيا لتصل إلى ما وصلت إليه.. أستذكر رجال سورية العظماء (شكري القوتلي وهاشم الأتاسي وسعد الله الجابري ورشدي الكيخيا ومعروف الدواليبي وعصام العطار وناظم القدسي وفارس الخوري) والمئات غيرهم من الذين ملؤوا ساحات الفكر والسياسة في سورية منذ فجر الاستقلال وإلى يومنا هذا، ولم تتح لهم الفرصة لقيادة سورية لتصل إلى ما وصلت إليه تركيا من نمو ورقي واستقرار وعلو كعب!!
آه يا بلدي على كل الذي جرى ويجري عليك وقد عاصرت حلوك ومرك وفرحك وترحك فلا أزال أذكر كيف سرت في مقدمة موكب السائرين في حضرة رئيس الوزراء سعد الله الجابري في ساحة الحرية بحلب يوم الاحتفال الأول لعيد الجلاء عن سورية عام 1947، وشاهدت كتائب الجزم التي قادها الضابط الأرعن حسني الزعيم لمحاصرة القصر الجمهوري عام 1949، ومن بعده سامي الحناوي عام 1949، ومن بعده أديب الشيشكلي عام 1949-1954، ومن بعده الضباط البعثيون المغامرون الصغار عام 1958 ومن بعدهم ضباط الانفصال 1961_1963، ومن بعدهم ضباط اللجنة العسكرية الطائفية البعثية عام 1963 ثم حركة شباط البعثية 1966، فحركة حافظ الأسد الغادرة عام 1970  ليقود سورية إلى النفق المظلم الذي نعيشه اليوم ونتقلب في أتون مياهه الآثنة، ولا أغالي إن قلت أن سورية لم تعش إلا سنوات قليلة من بعد الاستقلال نعمت فيها بالاستقرار والأمن والأمان وتنسمت الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية من خلالها، وقفزت لتنافس الدول المتطورة في تلك السنوات القليلة والتي جعلت مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا يتعجب من تطور وتقدم سورية عندما زارها ويطلق مقولته الشهيرة: (إن شاء الله بعد خمسين سنة ستصل ماليزيا إلى ما وصلت إليه سورية)، وهذه السنوات الذهبية هي: (1945-1949 و1954-1958 و1961-1963) فقط منذ الاستقلال وحتى اليوم وعمر الاستقلال هو: (69 سنة).. آه يا بلدي!!
أختم مقالي بتهنئة الشعب التركي مجدداً متمنياً له مزيداً من التقدم والنماء والرفاه والاستقرار والأمن والأمان، ومتمنياً لتركيا السلامة والحفظ وعلو البنيان في ظل القيادة الحكيمة والوطنية التي تقود سفينتها إن شاء الله إلى بر الأمان. 

الوطن تعبان/ جمال طنانا


قُصر النظر خلّا الوطن تعبان 
أوطان عم بتموت والوطن غالي 

اخبار بتجي والفكر حيران
 والقتل والذبح اصبح تٓسالي . 

عايش بغربه والوطن ولعان
 تاريخ رجّع هِند للقلب آكّالي 

الله خلق عقل بالجسم ميزان
 وأعطاه اجمل موهبه وفكرعالي

بتستعملو للخير بتكون فنان
 بتحولو للشر بتصبح حُثالي

خلقلو الخير والشر والنسيان
 دين ومعرفه وحكمه وعداله. 

قمة الإبداع بصورة الانسان!!.
نحن وآدم من نفس السُلاله

المحبة والإلفه رسالة الاديان
 من رب السما بكتاب الجلالة 

وحط الصلاة والصوم والإيمان
 تنعبدوا لوحدو بالسما العالًِ

ويا أديان السما تنكون اخوان
 عا نفس الدرب ونقّدّي الرساله

ويبعد عنّا الشر والأحزان
 وتتوحد الكلمة بأحلى مقالي

محبتنا لبعضنا، قوة الإيمان
وهيك يكون الانسان المثالي 

لكن الحقد ما كان بالحسبان
 الجهل دق العقل والرأس خالِ

أجانا بشر من عالم الفدّان
 زٓوّٓروا الدين وحلّٓلوا السفالة . 

أغتصبوا العذارى دمروا البنيان
 ذبّحوا الأديان ساءت الحالة

الله ما امر، هذا عمل شيطان
 قتلهم لشعب آمن فكرهم عداله

فتاوى من عقل للدين طفران
 ترجموها عالارض سُنة ورسالة

واعتبروها فتاوي من القران
نزلت لِماضي !مش لوقتنا الحالي

نزلت عا ناس مثلهم حيطان
 التعصب عماهم وكثر الضلالي

حروبهم مرض دمرت أوطان
 وكلوا بيتفرج ما حدا مُبالي

القتل عادي وما حدا سألان
 وتكفيرهم للناس وقاحه ونذاله

الله ما وكلك تقتل الانسان
 ولا وكلك عالارض عنُّو بوكاله

كلنا اولاد الله خالق الأديان
 لو انك مكاني بتعلم بحالي

عودوا للرشد يا بني الأوطان
 ودافعوا عن الحق بحكمه ودلاله 

وتذكروا جهنم وشدة النيران
 رح تدخلوها من دون احتمالِ 

خيبة الأمل.. راكبة جمل/ مجدى نجيب وهبة

** صرح صديقى الدكتور "خالد منتصر" تعليقا على الإحتفالات التى إندلعت فى غزة أمس .. وتساءل الإعلامي خالد منتصر، عن مدى عقلانية من يتحدث عن انتصار حماس الآن بعد كم الدمار الذي لحق بغزة على أيديهم بسبب رفضهم المبادرة ثم قبلوا بها صاغرين بعد أن كلّفوا فلسطين أكثر من ألفي وثلاثمائة شهيد .. وكتب على حسابه الخاص "51  يوما بتشتموا مصر وخليتونا صهاينة ياشوية كلاب وكلفتوا فلسطين 2300 شهيد فقط حتى لا تنجح المبادرة المصرية وأخيرا قبلتوها صاغرين وللأموال منتظرين" ..
** نعم ياصديقى .. كان المنظر مضحكا مثيرا للسخرية .. وهذا ليس بجديد على الشعب الفلسطينى ، ولا على منظمة حماس الإرهابية ، فهذا هو نفس سلوك جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية .. الكذب والنفاق والتضليل حتى صدقوا أنفسهم ..
** لم تكن العلقة التى نالها تنظيم حماس الإرهابى ، ودفع ثمنها الشعب الفلسطينى .. هى نتيجة إندلاع حرب حقيقية بين حماس الإرهابية والجيش الإسرائيلى .. بل كانت تمثيلية خسيسة إفتعلتها منظمة حماس "الذراع العسكرى للإخوان المسلمين" فى محاولة خسيسة ومفضوحة لتوريط الجيش المصرى بعد أن فشل الإخوان فى البقاء على حكمهم بعد ثورة 30 يونيو ..
** نعم .. لم تكن الحرب على غزة إلا حرب مفتعلة ، إفتعلتها حماس الإرهابية حتى تشغل الجيش والأمن الوطنى المصرى عن جرائم الإرهاب فى الشارع المصرى ، وعن جرائم أمريكا لتوريط مصر فى حرب لا ناقة لها ولا جمل ..
** إن حرب إسرائيل على غزة ما هى إلا سيناريو ردئ .. ولكن يقظة القيادة المصرية بقيادة البطل والقائد والزعيم والرئيس المصرى المشير عبد الفتاح السيسى هى التى أجهضت كل المخططات الأمريكية الحمساوية الإخوانية ..
** لم تكن الإحتفالات الغزاوية أمس وإطلاق الصواريخ والطلقات النارية هى السعادة بالإحتفال بالنصر .. بل هى إحساس بالعار والخزى .. إنها الإحساس الذى يصلح معه ذلك المثل "خيبة الأمل راكبة جمل" ..
** إنهم يطلقون الصواريخ وكأنهم إنتصروا ، رغم أن عدد الذين سقطوا قتلى من جراء القصف الإسرائيلى وصل إلى ما يقارب من 2500 قتيل من المدنيين أطفال وشيوخ وشباب لا ذنب لهم ولا ناقة .. إلا أنهم صمتوا عن حماقات هذه المنظمة الإرهابية التى تحكمهم بل إنهم يذوبون عشقا فى منظمة حماس الإرهابية ، ويدفعون ثمن عشقهم للإرهاب بل ويدافعون عن حماس لأنها فى نظرهم هى المقاومة التى تواجه عدوهم إسرائيل وليست المنظمة الإرهابية التى تقف مع إسرائيل فى خندق واحد لتدمير كل الجيوش العربية لصالح إسرائيل ..
** لم تكن إحتفالات الغزاوية أمس إلا نوع من الكيد فى مصر .. مصر التى تحملت حماقات هذا الشعب ، وحاولت أن تجد لهم دولة وكيان مستقل ، ولكن الفلسطينيين رفضوا وقرروا أن يظلوا لاجئين ، يبحثون عن الأموال ويطلبون المساعدة ويفرضون الإتاوات على الدول العربية ..
** لم تكن إحتفالات الغزاوية أمس إلا شئ من الخلل الفكرى ، تم تصويره عن طريق قناة الجزيرة العاهرة وتصديره للعالم .. بأن الإرادة الفلسطينية إنتصرت على الكيان الإسرائيلى ..
** إنها رسالة تضليل للعالم لا أكثر ولا أقل .. رسالة كيد فى الدولة المصرية .. إنهم يكيدون لأنفسهم رغم الضحايا الذين سقطوا والذين أصيبوا بالألاف .. فعن أى إنتصار يتحدثون .. لا أعلم .. ولكن ما أعرفه أن كراهية الشعب الفلسطينى لمصر ليس لها أى حدود .. إنهم يكرهون المصريين أكثر عشرات المرات من كراهيتهم للإسرائيليين .. وهذا عن تجربة وليس مجرد كلام مرسل .. وإنما هذا ما لمسته فى زيارتى الأخيرة للقدس .. فكنا نسمع الشتائم والسباب لنا نحن المصريين ، وللرئيس السيسى بصورة وقحة من الغالبية العظمى من الشعب الفلسطينى .. فى الوقت الذى يحمل كل الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية .. بل هناك دعاوى تطالب بإلتحاق الفلسطينيين بالخدمة فى الجيش الإسرائيلى ..
** ورغم كل ما تعرضت له مصر من بذاءات إلا أننى أتعجب أن يظل بعض الإعلاميين والكتاب والمدعين بالعمل السياسى ، يندبون ويلطمون الخدود ، ويولولون على الشعب الغزاوى وعلى منظمة حماس الإرهابية ..
** إنهم العملاء والخونة والطابور الخامس الذى دعمتهم أمريكا وأمدتهم بالدولارات لبث الكراهية ضد الدولة المصرية ، وضد جيشها العظيم ، وضد رئيسها المحبوب ، وضد شعبها ..
** كل هؤلاء سقطوا ، وسقطت ورقة التوت التى تستر عورتهم ، وأصبحوا عرايا أمام الشعب وأمام القيادة المصرية .. ونقول لهم "لقد إنكشف المستور وإنتهى الدرس ياغبى"!!...

صوت الأقباط المصريين

بكت السماء عندما ذُبح السيد المسيح في الموصل/ فؤاد شريدي


ينتابني شعور يشبه الغثيان ... والدورة الدموية في شرايني توشك ان تتوقف عن الدوران  .. كلما اقتربت من اوراقي لأكتب  .. ويحاصرني الصمت والذهول .. وانا شارد الذهن .. احدق في هذه الاوراق البيضاء التي تذكرني بلون اكفان اطفال فلسطين  .. الذين يتساقطون الآن في غزة  .. بنيران عدو جائر ليس له ضمير .. وليس له دين  .. 
    اطفال غزة .. اطفال فلسطين معظمهم يموتون تحت الانقاض  والركام .. ويغادرون هذه الدنيا .. بلا وطن .. وبلا قبر او كفن  .. فهل كان قدر الطفل الفلسطيني .. الذي اغتصبوا منه الارض والوطن  .. ان يموت دون ان يحظى بجنازة او كفن ؟؟؟

       لم نعد بحاجة الى البحث والتنقيب  والعودة الى انسكلوبيدا السياسة والابحاث لندرك  ان تنظيم داعش تأسس بقرار اميركي . وان اميره الذي سموه ابو بكر البغدادي .. هو صهيوني واسمه الحقيقي  شمعون ايلوت  .. زرعه الموساد الاسرائيلي ليكون ذراعه الضاربة .. لاستباحة دم اهلنا في الشام وفي لبنان وفي العراق  ... العدو الاسرائيلي ذراعه لا تستطيع الوصول الى الغوطة والى القلمون والى يبرود  والى الرقة ودير الزور ..فأوكلت هذه المهمة الى تنظيم داعش  .. ليدمر ويقتل ويرتكب المجازر وذراع.. العدو الاسرائيلي لا تسطيع الوصول الى عرسال لتروع اهلنا وتقتل العديد من جنود الجيش اللبناني  ... وذراع العدو الاسرائيلي لا تستطيع الوصول الى المدن والبلدات العراقية .. والى الموصل لقتل المسيحيين والمسلمين   .. تقتل المسيحيين وتدمر كنائسهم  .. الاسرائيليون  والاميركان اوجدوا تنظيم داعش  .. وسلحوه ومولوه ليخوض حربهم نيابة عنهم بسلاحهم واموالهم  .. 

     لقد بكى السيد المسيح في عليائه عندما دخل الداعيشيون الى معلولا  في الشام ودمروا الرموز المسيحية وأسروا الراهبات  .. وبكى السيد المسيح قبل ذلك يوم ارتكب العدو الاسرائيلي مجزرته المروعة في قانا جنوب لبنان  .. قانا التي احبت السيد المسيح واحبها  واستراح على ترابها الذي جُبل بدماء اطفال ونساء الجنوب  .. فتقدس الدم وتخلد التراب عندما خالط دموعه  ... 
     السيد المسيح بكى في الشام .. في باب توما وفي معلولا وفي قانا .. ولكن السماء بكت  عندما ذُبح  .. وذُبح اتباعه في الموصل  .. ودُمرت كنيسته وعبث ابناء الافاعي  الداعيشيون  بحرمتها ومحتوياتها  .. 
     لقد اوجدت اميركا القاعد لتحارب الروس في افغانستان .. وعندما دخل جيشها ليحل محل الجيش الروسي  .. انقلبت عليها .. وبدأت تحاربها  .. وتطارد قادتها  .. وتصطادهم كالثيران البرية .. 
     ظهور المقاومة التي بدأت تشكل تهديدا لمشاريعها في المنطقة  .. وتشكل تهديدا للكيان الصهيوني .. والتي مرغت انفه في جنوب لبنان  في حرب تموز 2006 ..  هذه المقاومة أقلقت اميركا .. فوضعت خطة .. للسيطرة على كيانات الهلال السوري الخصيب  .. وبدأت من العراق الذي اجتاحته عام 2003 على ان تكون الخطوة الثانية اجتياح سوريا الشام  .. ولكن بفعل ضربات المقاومة  .. غرق جيشها في وحول لم تكن تتوقعها .. فلم تتمكن من اجتياح سوريا الشام يومها .. وانكفأ جيشها وأُرغم على الانسحاب .. في هذه الفترة وكما تقول وزيرة خارجيتها هيلاري كلنتون في كتابها  ( خيارات صعبة ) ( اتفقنا مع الأخوان مع الأخوان المسلمين على تأسيس تنظيم داعش  ..هذا التنظيم أسسته  المخابرات الاميركية بالتعاون مع الموساد الأسرائيلي ليكون مقاومة عميلة مأجورة  .. تنفذ ما عجزت عنه كل من اميركا واسرائيل  .. لتتصدى للمقاومة الوطنية  المدعومة من سوريا الشام  ... 
     هذا الدمار الذي نشهده  على ارض الشام والعراق وهذه الهجمة البربرية على غزة  هي فصول دموية  من مسلسل اميركي صهيوني .. لاسقاط سلاح المقاومة  ..   وقد تبين ان الذين كانوا يطالبون بتجريد المقاومة من سلاحها  في لبنان  .. كانوا يتحركون وفقا للسيناريو  الاميركي الصهيوني  .. لكي تبقى العصابات الصهيونية المحتلة لأرض فلسطين القوة الوحيدة  المتحكمة بمصير وأمن الهلال السوري الخصيب  .. ولكي تحقق مشروعها العدواني الأستطاني واقامة دولتها  والتي حدودها من نهر الفرات الى تخوم نهر النيل على حدود مصر  ... 
   لقد ذاب الثلج وبان المرج  .. وتبين ان الذي يقتل اهلنا في غزة وفي سوريا الشام وفي العراق وفي لبنان .. هو ثُعبان  بثلاث رؤوس .. رأس اسمه الولايات المتحدة الاميركية .. ورأس اسمه العدو الصهيوني  .. ورأس اسمه داعش الذي يحاربنا متسترا بعباءة الدين  .. 

    امام هذا الخطر المصيري الذي يتهدد وجودنا برمته ... ندق ناقوس الخطر  .. ونخاطب الامة بكل مكوناتها  ونقول ... اذا لم تحولوا ارض الوطن . كل الوطن الى خندق ونتحول جميعنا الى مقاومين  .. لنتصدى لهذا الثعبان المثلث الرؤوس .. ستتحول ارض الوطن   الى مقبرة جماعية لنا جميعا  .. 
   يحضرني قول لمؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي  انطون سعادة  ( اننا جنود نهضة نحارب في جميع الجهات لان حربنا هي حرب عز لهذه الامة  ) ... نحارب في سوريا الشام  .. وفي فلسطين وفي العراق .. وفي لبنان  .. اننا نواجه وحشا رهيبا ان لم نصرعه سيصرعنا جميعا  .. ونحن ندرك .. ونعلم علم اليقين .. اننا سنصرع هذا التنين  .. وسياتي اليوم الذي يرفع فيه طفل فلسطيني علم النصر على ارض فلسطين  .. كل فلسطين  .. وليمسح بكفه دموع السيد المسيح  .. وليشهد على قيامته  وانتصاره على الموت  .. لتعود اليه كنيسته  .. لتتعانق اصوات المآذن  مع صدى اجراس الكنائس .. في القدس .. وفي معلولا .. وفي باب توما .. وفي الموصل  .. وسيكون انتصارنا انتصارا عظيما لأعظم صبر في التاريخ 

سدني – استراليا                 
                            Fouad-shriedy@hotmail.com                  

حقائق على أبواب العام الدراسي الجديد/ راسم عبيدات

على أبواب العام الدراسي الجديد ثمة الكثير من الحقائق في مقدمتها أن الإحتلال وسع من حربه على قطاع التعليم والمنهاج الفلسطيني في مدينة القدس،ونحن لا على المستوى الرسمي،اللجنة التنفيذية ولا السلطة ولا  وزارة التربية والتعليم ولا مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات الشعبية وضعنا خطط وبرامج وآليات للمواجهة  او رسمنا استراتيجيات لكي يصبح لنا سيطرة حقيقية على العملية التعليمية في القدس،،بل نحن كما درجنا عليه في الأعوام السابقة،نلهث خلف ردات الفعل ونشاط نخبوي او اعلامي هنا او هناك ،ومن ثم"كفى الله المؤمنين شر القتال"،ففي العام الماضي أقدمت بلدية الإحتلال ودائرة معارفها على خطوة نوعية على طريق أسرلة التعليم و"كي" وعي طلبتنا والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية والسطو على تاريخنا والعبث بجغرافيتنا من خلال فرض المنهاج التعليمي الإسرائيلي على خمسة من المدارس الحكومية التي تخضع لسيطرة وسلطة بلدية الإحتلال "القدس" ودائرة معارفها،وللأمانة قامت هيئة العمل الوطني والأهلي والإتحادات الشعبية واللجان المساندة بدور ونشاط جماهيري فعال مكن من إفشال وإستمرار هذا المناهج في مدرستين من المدارس الخمسة هما مدرسة ابن خلدون الثانوية ومدرسة بنات صورباهر الابتدائية،في حين استمر تطبيقه في ثلاثة مدارس أخرى، مدرسة ابن رشد الشاملة للصفوف السابع والثامن والتاسع،ست شعب(149) طالب ومدرسة صورباهر الابتدائية بنين صفين الثالث والخامس الابتدائي (35) طالب ومدرسة عبدالله بن الحسين بنات صف واحد(10) طالبات.

ولكن العام الحالي وجدنا بدلاً من ان يتراجع هذا العدد او يتقلص او ننجح في الغاء وتطهير  مدارسنا من هذا المنهاج وجدنا بأن الست الصفوف في مدرسة ابن رشد ستصبح عشرة صفوف  والمدرسين/ات الذين سيقومون بتدريس هذا المنهاج هناك دورة تدريبية لهم لمدة ثلاثة أيام لكيفية تعليم هذا المنهاج وقامت بلدية الإحتلال بتوزيع اجهزة حاسوب  في المرحلة الأولى من الخطة المقرة لثلاث سنوات على مدرسي المنهاج من مدرستي بيت صفافا وابن رشد الشاملة/ صورباهر تحتوي على المنهاج الذي سيتعلمه هؤلاء الطلبه،وليس هذا فحسب فهناك حديث عن بدء تطبيق هذا المنهاج على عدد من الصفوف في مدرسة الثوري وغيرها من مدارس القدس الحكومية ،حتى ان بلدية الإحتلال عمدت الى افتتاح مدرسة في بيت حنينا للأولاد ستدرس المنهاج الاسرائيلي من الصف السابع وحتى الثاني عشر،وجميعنا يعرف بأن تلك الخطوة قد سبقتها خطوة سابقه بمحاولة  بلدية الإحتلال ودائرة معارفها من التدخل في المنهاج الفلسطيني المطبق على المدارس الخاصة والأهلية في مدينة القدس،عندما خاطبتهم في شهر آذار من عام 2011 مديرة ما يسمى بالتعليم العربي في بلدية الإحتلال"لارا امباركي"  برسالة تطالبهم فيها بعد إستلام الكتب التعليمية من الصف الأول وحتى العاشر الإ من خلال بلدية الإحتلال،وأعادت التاكيد على تلك الرسالة اكثر من مرة،والبعض كان يرى في تلك الخطوة بأنها خطوة شكلية،لكي يبرر تعاطيه مع تلك الخطوة،والتي هي غاية في الخطورة لكونها ليست إجرائية او شكلية ،نزع شعار السلطة الوطنية الفلسطينية عن اغلفة الكتب ووضع شعار بلدية الإحتلال بدلاً منها،بل تمس الجوهر من خلال القيام بحذف مقاطع او دروس من كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية والوطنية والتاريخ والجغرافيا،لها علاقة بالهوية والإنتماء والوعي والتاريخ والجغرافيا،فالحذف يطالب علاقة الفلسطيني بأرضه وقدسه وهويته ،حذف يستهدف فرض الرواية الصهيونية ليس على مسار العملية التعليمية فقط،بل على مسار التاريخ باكمله.وحذف يراد منه إخراج الشباب المقدسي من دائرة الفعل الوطني وتفريغه من محتواه،وزعزة ثقته وقناعاته بقضيته ومشروعه وحقوقه الوطنية.

والمجابهة والمواجهة هنا،كما جرى في قضية فرض المنهاج الإسرائيلي الكامل على عدد من المدارس الحكومية التي تدرس المنهاج الفلسطيني،عدة فعاليات وانشطة ومؤتمرات صحفية،دون خطط وبرامج للمتابعة وأليات للتنفيذ،وبما يجعلنا متقوقعين في إطار ردات الفعل والعمل الفردي او المؤسساتي غير المنسق،وعدم تكامل الجهدين الرسمي والشعبي.

قضية اخرى برزت  في النصف الثاني من العام الدراسي الماضي،عندما قامت بلدية الإحتلال  بإجراء عملية كشف وتدقيق على ثلاثين مدرسة من المدارس الخاصة التي تتلقى مالاً مشروطاً من بلدية الإحتلال،ولتجد بأن هذه الأموال لم تستغل في تطوير وتحسين البيئة التعليمية والعملية التعليمية، ولم تذهب للخانات المخصصة لها حتى في إطار رواتب وحقوق المعلمين،فالبعض ممن يدعون حمل راية الإصلاح والحرص على العملية التعليمية،ومصير ومستقبل طلبتنا،وجدنا انه كان  يستغلها في زيادة راتبه وراتب المتحلقين حوله،على حساب حقوق ورواتب المعلمين،وعلى حساب خدمات وفعاليات وانشطة للطلبة وتطوير المدرسة.

اليوم بدلاً من ان يحاول البعض "تدعيش"  العملية التعليمية،في صروح تعليمية تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على المسيرة التعليمية العربية الفلسطينية وتطويرها وإعطاءها البعد العروبي الفلسطيني،فلدينا من الهموم  والمشاكل في قضية التعليم الكثير الكثير،حيث ظاهرة التسرب من المدارس في ظل عدم قيام بلدية الإحتلال ببناء مدارس وغرف صفية جديدة،تستجيب لحاجة المواطنين العرب والزيادة الطبيعية في السكان، حيث نرى بان النقص ما زال يصل الى اكثر من (1200) غرفة صفية،والسلطة الفلسطينية والمدارس الخاصة والأهلية غير معفاة من المسؤولية في هذا الجانب،حيث لم يتم بناء او شراء ابنية مدرسية جدية من قبل السلطة في القدس،وكذلك الأقساط المرتفعة للمدارس الخاصة والأهلية غير المتوافقة مع أوضاع وظروف الناس الإقتصادية،وكذلك شروط القبول التي تكاد تكون تعجيزية تسهم في تسرب الطلبة من المدارس،ونقل الأهالي لمركز حياتهم الى خارج مدينة القدس،من اجل إيجاد مقعد او مقاعد دراسية لأبنائهم في القرى او المدن المحيطة بالقدس،وبما يترتب على ذلك من فقدانهم لهوياتهم المقدسية،وخدمة مجانية للإحتلال  في الترحيل الى خارج القدس.

نسبة التسرب في المدارس في القدس ،هي الأعلى في العالم،حيث تبلغ  من 14 -18 % في المرحلة الأساسية من الصف الأول وحتى التاسع،ولتصل الى  (50%) في المدارس الحكومية الثانوية،وكذلك هي نسبة الكثافة الصفية والتي  هي أدنى بكثير من النسب المتعارف عليها عالمياً،فهي تبلغ في المدارس الحكومية  من(50) سم الى (90)سم لكل طالب في حين النسب العالمية من (125 )سم الى (150)سم لكل طالب.

المخاطر المحدقة في العملية التعليمية في القدس كثيرة،حيث نشهد هجرة كبيرة للطلبة والمعلمين من المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية الى مدارس البلدية التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية،جزء منها له علاقة بتدني رواتب المعلمين وحصار الإحتلال لتلك المدارس،حيث لا تمنح التصاريح للمعلمين خارج جدار الفصل العنصري أو الضفة الغربية من الوصول لتلك المدارس،وهذا يؤثر على سير العملية التعليمية وعلى مستواها،عندما لا يتوفر معلمين للتخصصات الأساسية لغة عربية،لغة إنجليزية،تاريخ وجغرافيا، رياضيات وعلوم وغيرها من المواد الأخرى.

لا نريد ان نستمر في ترديد نفس الإسطوانة المشروخة والندب والبكاء،بان الإحتلال هو المسؤول عن ما آلت وتؤول إليه اوضاع التعليم في مدينة القدس،لكي يكون الشماعة التي نعلق عليه إخفاقاتنا وقصورنا، ونعفي انفسنا من هذا الإنحدار والتدمير وفقدان السيطرة على العملية التعليمية في القدس،بل يجب على الجميع ان يتحمل مسؤولياته وفي إطار ومجال وحدود صلاحياته ومسؤولياته،فالسلطة والوزارة عليها،أن توفر الميزانيات الضرورية للمدارس،وان تعمل على إعطاء المدرسين والإداريين فيها رواتب مجزية تمكنهم من الصمود والبقاء في مدارسهم،وان تعمل على إقامة مدارس جديدة وشراء المزيد من المباني لإستخدامها كمدارس،وكذلك أن تجد طريقة ملائمة لكي تتمكن من التواصل مع المدارس الحكومية والبلدية،لكي تفرض المنهاج الفلسطيني عليها،والخطوة الأولى هنا بأن يتم وعبر اللجان وإتحادات لجان اولياء الأمور إيصال وتوزيع كتب المنهاج الفلسطيني عليها،والتي بات على السلطة أن تحل مسألة طباعتها في القدس داخل جدار الفصل العنصري،بدلاً من أعباء ومخاطر إدخالها من مخازن التربية والتعليم خارج جدار الفصل العنصري،وكذلك من الضروري إيجاد طرق وآليات لإشراك إداراتها ومعلميها في الدورات التدريبية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم.

وايضاً  القوى والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص واللجان والإتحادات الشعبية،هي الأخرى يجب ان تتحمل مسؤولياتها في وضع الخطط والبرامج في تكامل مع الجهد الرسمي لمواجهة مخاطر أسرلة المنهاج والتعليم في القدس،وعبر خطوات عملية مدروسة،توضع لها آليات للمتابعة والتنفيذ.

كاميليا.. الممثلة المصرية اليهودية التي عشقها الملك فاروق/ فاطمة الزهراء فلا


النجوم اسم يطلق علي كل من أراد الظهور وكاميليا تلك الممثلة التي كانت مثار غيرة من كل نجمات المجتمع في ذلك الوقت وكان طريقها للشهرة المخرج أحمد سالم ذلك المخرج الدونجوان الذي اشتهر بتعدد علاقاته النسائية في ذلك الوقت , وكان الملك فاروق ملك مصر في الأربعينات يشتهر بتلك الصفة تعدد العلاقات الغرامية , وحين شاهد كاميليا علي الشاشة بهره جمالها وقرر أن تكون عشيقته..في ذكري رحيل كاميليا في أغسطس 1950..دعوني أكتب
اسم شهرتها كاميليا
تاريخ الميلاد : 1919-12-13 مصر , الاسكندرية
تاريخ الوفاة : 1950-08-31 البحيرة حادثة إحتراق طائرة
الإسم بالكامل : ليليان فيكتور ليفى كوهين
السيرة الذاتية:
ممثلة، يهودية، عمدتها والدتها - اولجا لويس ابنور المصرية من ام ايطالية - كمسيحية، والاب فرنسي، تعلمت بالمدارس الانجليزية بالاسكندرية، كانت بارعة الجمال، اكتشفها المخرج احمد سالم وقدمها للسينما 1946، وكانت لها علاقات بالاثرياء منهم سيد اللوزي صاحب مصانع الحرير بالقاهرة والذي فتح امامها ابواب الترف والبذخ، والساسة من رجال القصر، وقد قدمها انطون بوللي للملك فاروق عام 1947، وظلت محظيته لمدة 3 سنوات، وكادت تصل للقب ملكة مصر، وقيل ان : الوكالة اليهودية وجهاز المخابرات الاسرائيلي برئاسة جيمس زارب، قد جندها للاستفادة من اختراق قصر عابدين، مثلت 16 فيلماً خلال 4 سنوات (47-1951) منها : القناع الاحمر، خيال امراة، الستات كده، توفيت في حادث طائرة غامض 
اشتهرت الممثلة كاميليا في منتصف الأربعينيات لتصبح أكثر نجمات السينما المصرية تألقا وأعلاهن أجرا....ولدت ليليان فيكتور كوهين الشهيرة بكاميليا في 13 ديسمبر 1919 في الإسكندرية لوالدين مسيحيين، إلا أن زوج والدتها اليهودي الديانة تبناها حتى انه قلدها باسمه وكان لشخصيتها الاجتماعية وحضورها العديد من الحفلات الاثر الكبير في في دخوله الفن وقد إرتبط اسمها بملك مصر آنذاك الملك فاروق وشاع بقوة " 
لكن تظل  أشهر علاقات الفنانات بأهل السياسة تلك التي جمعت بين الفنانة الفاتنة كاميليا والملك فاروق الأول آخر ملوك مصر وهي علاقة نسجت حولها الكثير من الأقاويل ومازال جانبا منها مجهولا حتى اليوم.

الفنانة كاميليا واسمها الحقيقي ليليان ليفي كوهين فيكتور ولدت في  13 ديسمبر عام 1919م بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة الإسكندرية وهي ذات أصول أجنبية اختلف حولها الكثيرون، فهناك من يرى أنها ذات أصول إيطالية وآخر يرى أنها ذات أصول يهودية.
البعض اتهمها أنها كانت عميلة يهودية ارتبطت بالموساد الإسرائيلي وقد وضعتها الظروف في طريق الملك فاروق والذي كان معروفاً عنه ولعه بالنساء الجميلات في فترة من الفترات.
مسألة ارتباطها بالموساد فسرها البعض بأنها مؤامرة من الملك فاروق للتخلص منها بعدما مل من الحياة معها حتى اتهم بأنه دبر حادثة الطائرة التي قتلت فيها والتي سقطت في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة لأن سلاح الطيران الملكي لم يكلف بالبحث عن الطائرة المفقودة داخل الأراضي المصرية.
الفنانة كاميليا كانت قد تعرفت على المخرج أحمد سالم في صيف  1946 بفندق “وندسور” وطلبت منه أن يمكنها من مشاهدة العرض الخاص لفيلمه الجديد “الماضي والمجهول والذي لعبت بطولته الفنانة الكبيرة ليلي مراد”.
 وقد اشتهر أحمد سالم الذي  بغرامه وعشقه للجمال والجميلات سألها : “ألا ترغبين أن تكوني نجمة سينمائية ؟ فأجابت : ولم لا وهي التي تحلم بالثراء والشهرة والمجوهرات وتريد أن تكون نجمة مشهورة وبالفعل عهد أحمد سالم إلى الفنان محمد توفيق أن يتولاها ويعطيها دروساً في الإلقاء والأداء والحركة واللغة العربية ولكن محمد توفيق بعد أول درس فر هارباً من الوقوع في حب كاميليا وتولى أحمد سالم مسؤولية شراء أفخر الثياب والمجوهرات وإظهارها إعلامياً في الصحف والمجلات والحفلات الخاصة والعامة إلا أنه لم يحقق وعده إليها بأن تقوم ببطولة أفلام سينمائية وكانت قد ذاعت شهرتها بالفعل.
 اما الفنان الكبير يوسف وهبي فقد  انتهز فرصة تكاسل أحمد سالم واتصل بكاميليا سراً وطلب منها الحضور إلى منزله  بالهرم وبدأ التنافس بين وهبي وسالم لكي يتنازل الأخير عنها عاطفياً وسينمائياً. وبالفعل تنازل عنها مقابل ثلاثة الآف جنيه وقدم يوسف وهبي لسالم شيكاً، بالمبلغ وقدمها في فيلم “القناع الأحمر , وهكذا تلعب المادة دورا خطيرا في حياة كاميليا اليهودية التي قدمت جمالها علي طبق من فضة مثل سالومي حين رقصت لهوميروس عارية من أجل الملك وظلت سالومي أقصد كاميليا تتنقل بين ملوك المادة والشهرة والإبداع ليتلقفها  ”.
الفنان أنور وجدي هو الآخر محاولا  أن يدخل معها في علاقة غرامية من باب ولعه بالجميلات وخاصة اليهوديات ولكي يثير غيرة زوجته وقتها الفنانة ليلى مراد ولكن كاميليا كانت تعرف ما بداخله ولم تعطه هذه الفرصة أبداً.
أما علاقة كاميليا بالملك فاروق فقد بدأت عندما رآها ذات مرة في إحدى الحفلات بكازينو “حليمة بالاس”. وكانت كاميليا تشعر بجمالها وبدأت مطاردات الملك لها حتى توطدت العلاقة بينهما لدرجة أنها علمت بقرار طلاقه من الملكة فريدة قبل إعلانه رسمياً.
هناك من يرى أن ما حدث جعلها على مقربة من الملك والقصر ومجتمع رجال السياسة والمال معتمدة على جمالها وأنوثتها مما وفر لها الأجواء لتصبح عميلة للموساد وتسرب لهم أخبار الملك والسراي خاصة في فترة حرب فلسطين.
أما عن حادثة الطائرة
 TWA فقد كانت كاميليا تشعر بآلام في معدتها بشكل متكرر وأرادت السفر إلى سويسرا لتعرض نفسها على الأطباء هناك وطلبت حجز مكان لها على هذه الطائرة. ولم يكن هناك مكان لها ولكن موظف الشركة وعدها بأن يبذل قصارى جهده خاصة بعدما عرف بمرضها.
وفي المساء اتصل بها وأخبرها عن تنازل أحد الركاب المصريين عن مكانه وتذكرته لأسباب مفاجئة وكان هذا الرجل هو الكاتب الصحفي أنيس منصور وبالفعل فرحت كاميليا وعقدت العزم على السفر وكان ذلك في يوم  31 أغسطس عام 1950م حيث سقطت الطائرة تقريباً بعد إقلاعها من مطار القاهرة في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة ولم يعثر إلا على فردة حذاء الساتان الأخضر بلون فستان كانت ترتديه كاميليا وعمرها لا يتجاوز الواحدة والثلاثين أما الشائعات فقد تعددت عن مرضها فمنهم من قال: 
وكانت فى اخر ايامها تعانى من مرض السل بسبب افراطها فى تناول الخمور والتدخين  واستغلت كاميليا علاقتها بالملك وكانت تمد اسرائيل بالاسرار التى كان يبوح بها فاروق وحينما اتهمتها الصحافة بالتجسس  لصالح اسرائيل اعلنت انها لم تسافر لاسرائيل أو القدس وقامت لاثبات ذلك بجمع تبرعات للجيش المصرى المحارب فى فلسطين ولم يكن اتهامها آنذاك مبنيا على دليل مادى وانماعلى مجرد تصورات واستنتاجات عامة منها كونها يهودية وبراعتها فى الاتصال بالكبار بسرعة فائقة والتصاقها بالملك وكذلك ثراؤها الفاحش.
 وقد قال عنها بعض الكتاب أنها ظلت طوال 3سنوات تحصل على معلومات عن سير حرب فلسطين من الملك وكانت فى نفس الوقت عضو فى شبكة للإساءة بسمعة العرب ونظيرتلك الخدمات كانت تطمح فى الوصول  للسينما العالمية ونجحت الوكالة اليهودية بالفعل  فى الاتفاق لها على فيلم عالمى على ان تظل بإنجلترا ولكن عادت الوكالة تطلب منها العودة لمصرتمهيدا للاشتراك فى عملية الاسلحة الفاسدة والتى اشترتها مصر عام 1948 وكانت سببا مباشرا فى هزيمة الجيش المصرى  والذى ايضا ترجع هزيمته الى انه لم يكن جيشا نظاميا بمعنى الكلمة ولم يكن الجيش المصرى وحده فى هذه الحرب بل كل الجيوش العربية مجتمعة كانت مشاركة فى هذه الحرب والتى قال عنها احد الخبراء العسكريين الانجليز ان هذه الجيوش مجتمعة كان جيش الصهاينة ضعف عددهم مجتمعة بل وقال لم يكن بين هذه الجيوش جيش  منظم واحد سوى الجيش الاردنى . 
وظلت كاميليا على علاقتها بالموساد وبعدالحرب وتأسيس دولة اسرائيل وانضمت للجمعيات الخيرية لجمع التبرعات لاسرائيل واكد البعض ان موتها كان مدبرا من قبل الحرس الجديد للملك سواء بعلمه اوبدون علمه بينما اكد اخرين ان مقتلهاكان بتخطيط اجنبى
 :زواجها..
محمد أمين (غير معروف - غير معروف) (مطلق)
يقال انها تزوجت من المطرب محمد امين عرفيا
( عمدتها أمها في كنيسة القديس يوسف و كان ذلك سبب الخلاف بينها و بين أبوها و حدث الفراق) .
توفيت وهي ذات ال31 سنة
يقال ان رشدى اباظة كان هائما فى حبها.

اسطورة فلسطينية... وكابوس لاسرائيل/ نبيل عودة

من الصعب التمييز بين المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية وبين حلبة ملاكمة "للشؤون الرياضية".
اللكمات ضد نتنياهو من أعضاء الحكومة المصغرة (وغير المصغرة أيضا) لا تتوقف، نتنياهو يردّ بدوره ولكن حتى الآن لا نعرف من سيفوز بعدد النقاط لأنه يبدو ان الضربة القاضية في حلبة السياسة والأمن الإسرائيلية غير قائمة. حتى اليسار لا يجرؤ على المشاركة في حلبة الملاكمة السياسية، مختارا الاذدناب، بمثابة "جمهور مشجع" لرئيس الحكومة، لعلّ وعسى يوجه نتنياهو ضربة قاضية لأحد شركائه وتفتح بذلك الأبواب واسعة أمام انضمام المذدنبين من حزب العمل للحكومة، إذ يبدو انه الطموح الوحيد لقادة حزب العمل في هذه المرحلة الحرجة، واهمين انهم قادرون مع نتنياهو "المعتدل" على تغيير نتائج "لعبة الشطرنج" العسكرية لمصلحة إسرائيل في الصراع ضد الشعب الفلسطيني. يبدو واضحا الآن ان قادة حزب العمل يرون ان وصمهم ووصم حزبهم باليسار، في هذا الوقت من الصراع القومي لإسرائيل بفكرها الصهيوني، ضد الشعب الفلسطيني هو أشبه بالإصابة بجرثومة "أبولا" القاتلة (او انفلونزا خنازير جديدة).. لذلك يهربون قيادات وحزبا الى أحضان بنيامين نتنياهو... ولكن الجراثيم في السياسة اكثر عنفا قاتلا من جرثومة "ابولا" الإفريقية. هذا الدرس فات موعد تعلّمه على حزب العمل، لو طلبوا نصيحتي كنت أقترح عليهم الحلول مكان أفيغدور ليبرمان في بناء تحالف سياسي مع ليكود نتنياهو... بذلك يحققون إنجازا هاما لمواطني الدولة بتخليصهم مرة والى الأبد من أوهام وجود حزب يساري اشتراكي.. جعل من تعبير "يسار" كلمة مرادفة للخيانة القومية في إسرائيل!!
نتنياهو بالكاد ينقذ نفسه من ورطته في العدوان على قطاع غزة متوهّما ان "العتمة أصبحت على قدر يد الحرامي"، لعل أكبر إنجازاته في هذه الحرب تكون ليس بقتل قائد حماس، بل بقتل أوهام وجود حزب يساري سياسي منافس لليمين واليمين الفاشي في إسرائيل!!
كل العقلاء في إسرائيل يقولون ما قاله الشاعر العبري نتان زاخ: "إسرائيل أصيبت بالجنون، ايضا حماس جنّت، ولكن بمستوى أقل من إسرائيل"، يضيف زاخ: "انه لا يكتب للصحافة خوفا من أن يُعتدى عليه بالضرب، وان رئيس الحكومة لا يتشاور مع الأدباء، لأن ما يعنيه استطلاعات الرأي وليس رأي الأدباء".
       في آخر ما سمعناه قال نتنياهو انه يريد خلق "آفاق سياسية جديدة"، مما يفهم منه انه تهديدٌ لشركائه بأنه يريد إقامة إطار حكومي جديد من قناعته ان ائتلافه الحالي بلا آفاق، وقد صار أشبه بحارة "كل مين إيدُه إلُه". لا أظن ان نتنياهو بما يعرف عنه من تصلّب توراتي متمسّك بالاستيطان يعني أي شيء آخر بجملته عن خلق آفاق جديدة. انه ليس رابين.. وحتى ليس شارون!!
السؤال هو: هل يملك نتنياهو جرأة على تغيير نهجه لخلق "آفاق سياسية جديدة"؟ وهل كان يعني بخلق آفاق سياسية جديدة تغييرَ التعامل مع الشعب الفلسطيني من العداء والعدوان الى الحوار والتفاهم، ام خلقَ حكومة جديدة أكثر انصياعاً لنهجه العدواني، وهو الأمر المرجح؟ على الأقل لا معارضه من اليمين، واليمين المتطرف، مما يجعل نتنياهو يبدو يساريا راديكاليا وهو أبعد ما يكون عن أيّ فكرٍ تنازليٍّ وسلميٍّ او مصابٍ بلوثةِ اليسار الصهيوني. نتنياهو هو الأكثر إصرارا على خلق وقائعَ تخدم منطلقاته اليمينية التوراتية من سائر التيارات.
في إسرائيل من الصعب الحديث عن تيارات سياسية، خاصة في اليمين، كلهم في صاع واحد وعقلية أصولية استبدادية واحدة، ولولا بعض القوانين التي تلاحقهم لكنا عرضة لجرائم لا تخجل أي تنظيم أصولي بمستوى "داعش"، اذ لم يبق من تيارات غير يمينة الا أيتام يريدون "المشاركة بالطعام على مائدة اللئام".
حتى لا أُتّهمَ بالمبالغة بإطلاقي صفة "داعش" على اليمين الفاشي والديني المتطرف في إسرائيل، هناك كتاب يوزعه اليمين الديني، يحمل اسم "توراة الملك" (التوراة هي العهد القديم، وكلمة توراة بالعبرية تعني أيضا "نظرية") يشرح كتاب "توراة الملك" متى يجوز قتل "الغرباء" ("الغرباء"- جوييم بالعبرية- حسب التعبير العبري هم غير اليهود، طبعا الفلسطينيون على رأسهم بحكم أكثر الغرباء قربا من بيت الأفعى).
       كتب رئيس المدرسة الدينية "عود يوسف حي" ( يوسف ما زال حيا) الحاخام يتسحاق شابيرا، في كتابه "توراة الملك":" يمكن قتل كل غريب يشكل خطرا على شعب إسرائيل، حتى لو كان ولدا او طفلا"، وهناك أقوال أخرى أكثر بشاعة ودعوة للقتل.. سأعود اليها بمناسبة أخرى... السؤال: لماذا لم يحقّق المستشار القضائي للحكومة مع مؤلفي هذا الكتاب الإجرامي العرقي الذي لا يختلف بما يطرحه عن الفكر النازي الإجرامي.!!
هذا هو الإرهاب الحقيقي يا قباطنة السلطة في إسرائيل. تتشاطرون على محاكمة عضو الكنيست حنين زعبي، التي لا أتفق مع أقوالها، ولا مع مواقفها، لكن ما قالته لا يرقى الى ربع الفكر الديني "الداعشي" في "توراة الملك"!!
طبعا يكرّر نتنياهو اتّهامَه حركةَ "حماس" بالإرهاب ويقارنها بداعش وغير داعش متجاهلا ان حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني بجذورها.
نحن امام ظاهرة ثرثرة من اعلى المستويات في الدولة، تصريحات سحق وإبادة ينثرها السياسيين والعسكريين في الخدمة ومن الاحتياط، كلهم خبراء في طريقة تصفية "حماس" اي تصفية النضال الوطني الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال. لا أعرف في التاريخ شعبا يناضل من أجل حريته الا وأنجز مشروعه الوطني التحرري.
يشغل إسرائيل اليوم سؤالٌ واحد: ضيف حي أم ميت؟ هل هذا سيقرر مصير الشعب الفلسطيني يا نتنياهو وزمرة اليمين وما يسمى يسار وسط؟؟
السؤال ليس إن كان قائد حماس محمد ضيف قُتلَ أم نجا من محاولة قتله، كل فلسطيني هو مشروع استشهاد. لكن قراءة الصحف العبرية، وما بين السطور، والجنون الذي أصاب قيادات إسرائيل من "ضيف وشركاه"، تكشف خفايا ونوايا يبدو انها قادت الى الجولة الجديدة من المعارك.
حسب ما لمّحت اليه هآرتس إسرائيل بدأت العملية بالادّعاء بأن حماس لم تلتزم بالهدنة وأطلقت ثلاثة صواريخ. لكن يتبين من سياق النشر والتصريحات الحكومية حول عملية قتل محمد ضيف (فشلها او نجاحها ليس هذا ما يشغلني) ان إسرائيل أعدت عملية اغتيال محمد ضيف، ومهدت للعملية بكذبة كسر حماس لوقف اطلاق النار – هأرتس نشرت مثلا" "ان إسرائيل قامرت على تحقيق انجاز معنوي". قامرت بنقض اتفاق الهدنة مستغلة الظروف الناشئة من الهدنة لإنجاز انتصار عسكري ومعنوي كبير بقتل قائد حماس. اذن من حقنا الاستنتاج ان إسرائيل هي من كسرت وقف إطلاق النار ممهّدة لذلك باتهامها ان حماس أطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
ان موضوع محمد ضيف أصبح من المواضيع شديدة الازعاج لنتنياهو، ضيف (ميتا ام حيا) أصبح أسطورة فلسطينية وكابوسا مرعبا لأعداء الشعب الفلسطيني.

nabiloudeh@gmail.com

الاصدقاء في رابطة احياء التراث العربي: لماذا جائزة جبران لرادوك؟/ جورج هاشم

منذ انطلاق رابطة احياء التراث العربي في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وهي تمنح جوائز باسم جبران خليل جبران... منحتها لمفكرين وادباء وشعراء وفنانين كبار من امثال منصور الرحباني، مرسال خليفه، نزار قباني، محمود امين العالم،  نوال السعداوي، فيروز، فيليب سالم، امين معلوف والعشرات غيرهم... كما منحتها لاشخاص لا اعرف اين محلهم من الاعراب... 
الجائزة من قسمين: قسم يُمنح لمبدعين من خارج استراليا، وهذا يشمل العالم كله. وقسم يُمنح لاشخاص من داخل استراليا ، اي من كل الولايات... ولي مشكلة مع القسمين... فكيف تستطيع الرابطة، بامكانياتها المتواضعة ان تغطي العالم كله؟ كيف تُقيِّم اعمال ملايين المبدعين، في الداخل والخارج؟ وما هي المواصفات التي على اساسها تمنح الجائزة؟
هذا لا يعني ان لي مشكلة مع الشاعرة فاطمة ناعوت التي اختارتها الرابطة لتنال جائزة جبران لهذا العام. فأنا أقرأ لفاطمة ناعوت في المصري اليوم. وهي تكتب في الكثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية. فاطمة شاعرة وكاتبة صحافية، واديبة وناقدة ادبية، ومترجمة وناشطة حقوقية مصرية مشهورة الى جانب تخرجها كمهندسة معمارية. لها حوالي العشرين كتاباً في الشعر والنقد الادبي والترجمة لكبار الادباء والشعراء العالميين، كما لها كتب فكرية ايضاً... القصة ليست في فاطمة. بل كيف اختاروها من بين ملايين الكتاب والشعراء المبدعين الذين يكتبون بالعربية في العالم العربي وفي العالم؟
ما هي المعايير وكيف يطبقونها؟ انا هنا لا اصعِّبها عليهم. فانا كنت عضواً في الرابطة، ولا زلت اعتبر نفسي جندياً من جنودها... وتركت الرابطة وهذه القضية بالذات واحدة من الاسباب. لم اقتنع وقتها بالميزان الذي يزينون به. واعتقد انه لم يتغير... ولأن الميزان ليس دقيقاً، منحت الرابطة جائزة جبران لعمالقة  كما منحتها لاقزام... مما يفقد الجائزة قيمتها واهميتها...
فاطمة ناعوت تستحق الجائزة. ولكن هناك مليون فاطمة ناعوت، على الاقل، تستحقها ايضاً... فاين هو قرار الرابطة المعلل الذي مال باتجاه فاطمة ومنعَ الجائزة عن اخرين؟  الخيار الخارجي هو الاسهل لان الرابطة تختار دائما من اسماء المشهورين اسماً يقترحه احد اعضائها. مع حشر بعض مَن لا يلزم بينها احيانا... وفي جلسة عادية يتقرر الاسم. لا دراسة. لا مقارنة. لا اطلاع على مجمل العمل الابداعي في البلد الذي يختارون منه الفائز او الفائزة...
اما القسم الداخلي، اي على صعيد استراليا، فمشكلته كبيرة... ومن يراجع لائحة اسماء الفائزين يندهش من تفاوت المستويات. فمن رائع الى جيد جداً الى جيد الى وسط الى تحت الوسط الى غير مقبول بالمرة... والسبب في هذا التفاوت هو الميزان الذي يكيلون به. فميزان منح جائزة تليق باسم حاملها: جبران خليل جبران، يجب ان يكون اكثر حساسية من ميزان الذهب... فإذا اخطأ فيجب ان يكون باقل من واحد على مليون من الجزء الواحد...
لا اعتراض ابداً على الشاعر العراقي المقيم في استراليا يحيى السماوي. ولا اعتراض على الاستاذ انور حرب، الصحافي المهجري. السؤال كيف وجدوا السماوي وحرب بين الوف المبدعين في جاليتنا؟ وما هي الشروط التي توفرت فيهما ولم تتوفر بغيرهما؟ ومن رشّحهما؟ وكيف قيمت الرابطة انتاجهما؟ مع اعترافي المسبق بانهما يستحقانها عن جدارة...
فالرابطة مطالبة بالشفافية عند منح جوائز باسم عملاق من عيار جبران. ان تنشر شروط الترشيح. من يحق له ان يرشح؟ كيف يتم الاختيار؟ هذا بعد ان يشكلوا لجنة عندها الامكانية والكفاءات وقادرة على التقييم . ويجب ان يأتي القرار معللاً... اما اذا رغبوا فليمنحوا جوائز باسمائهم الخاصة عندها لن يطالبهم احد بشيء مما ورد اعلاه...
القشة التي قصمت ظهر البعير هي اختيار فيليب رادوك ليحصل على جائزة جبران لهذا العام. فحسب علمي " تُمنح جائزة جبران الادبية العالمية لكل انتاج ادبي او علمي او فني يتخذ من قيم الحق والخير والجمال نبراساً له. ويشكل الدفاع عن الحرية عموده الفقري. وينصر قضايا الشعوب..." فأين فيليب رادوك من هذه القيم؟ وما هو انتاجه الادبي او العلمي او الفني؟
دخل رادوك المجلس النيابي سنة 1973. وهو النائب الوحيد الباقي في المجلس منذ فترة العملاق غوف ويتلم. ولا اعتقد انه تعلّم منه الكثير وخاصة فيما يتعلق بالقرارات الانسانية. فرادوك كان وزير الهجرة عندما ادخلت الحكومة تأشيرة الحماية المؤقتة التي وضعت مستقبل اللاجئين في مهب الريح. وهو من ادخل سياسة الحل الباسيفيكي وحرم اللاجئين من حق اعطاهم اياه القانون الدولي وهو حق الالتجاء للقانون... هذه السياسة ادانتها منظمة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ودفعت منظمة محترمة مثل منظمة العفو الدولية، التي كان رادوك عضواً فيها، الى التنصل منه ومنعته من ارتداء شارتها طالما هو وزير... وخلال حرب الخليج الثانية، كان رادوك النائب العام في حكومة هاورد التي اعلنت الحرب على العراق وراء اميركا وانكلترا... ومَن ينظر الى ما يجري اليوم في العراق ألا يخطر بباله مجرمو الحرب بوش وبلير وهاورد؟ وضرورة محاكمتهم، مع حكوماتهم، لما فعلت سياساتهم بالعراق وشعب العراق بدل منحهم جوائز جبران؟
عندما اعلنوا الحرب على العراق كان هدفهم الاول المعلن: " نزع سلاح الدمار الشامل العراقي..." وتبيَّن، بلسانهم، ان لا سلاح دمار شامل، بل تسببوا بدمار العراق الشامل... الهدف الثاني: انهاء دعم صدام لقوى الارهاب... بينما اصبح العراق اليوم المقر والمصدِّر لقوى الارهاب من بلاك واترز و داعش ونصرة وقاعدة وخلافة اسلامية ومئة صدام وصدام... والهدف الثالث: لمنح الشعب العراقي حريته. وهم لم يمنحوه الا حرية الموت المجّاني من خلال القتل والسلب والنهب  والتفجير وتبعثر الاشلاء وجز الرقاب والدفن احياء وانفلات كل الغرائز والاحقاد...
فهل من المعقول ان تمنح رابطة احياء التراث العربي، وزيراً في حكومة أطلقت كل هذا الحقد في العراق، جائزة نبي السلام والمحبة جبران خليل جبران؟
ربما يقول البعض: ولكن سياسة العمال لا تختلف كثيراً عن سياسة الاحرار لا في الهجرة ولا بالنسبة لحرب الخليج. صحيح. فالسياستان لا اخلاقيتان في هذا المجال وتتطلبان الادانة وليس المكافأة... وينبري آخر ليقول: ولكن رادوك صديق اللبنانيين.... اذا كانت الصداقة حضور حفلات ومناسبات واستمتاع بالمأكولات اللبنانية اللذيذة، فلا شك انه صديق كبير. ولكن ماذا فعل هو او الحكومات التي كان فيها، او حكومات العمال، او ماذا قدّموا من دعم فعلي للبنان؟
تقول الكلمة التي تصدرت الاعلان عن الفائزين بالجائزة: " باسم الكلمة و شهدائها..." فاذا اعتبرتم ان الشهداء الاحياء في معتقلات اللاجئين هم نتيجة سياسة الهجرة التي صمّمها رادوك، واذا اعتبرتم ان مئات الوف الشهداء العراقيين الابرياء هم نتيجة سياسة الحرب على العراق التي لرادوك حصة فيها، عندها اسمحوا لي ان ارشح للسنة القادمة هاورد وبلير وبوش.. وليصرخ جبران من مضجعه في مار سركيس، وبأعلى صوته: " ويل لامة..."
اسحبوا الجائزة من رادوك قبل فوات الاوان! وعدّوا للمليون قبل التفكير  بمنحها لاي سياسي..
الرجاء قراءة التعليقات تحت المقال

باقاتُ من شعري النجيبْ ، قد عانقتْ وطني الحبيبْ/ كريم مرزة الأسدي

والعراق يمرّ في أحلك أيامه هذا جرد حسابٍ بحلقتين ، وأنا أشدّ حقائبي للرحيل كي  أطبع وأنشر مؤلفاتي الخمسة الجديدة ، أحدها ( مختارات الديوان) :
   جلّ قصائدي ذات هموم وطنية وقومية وبعضها وجدانية ، أونظمت في مناسبات دينية ، ونادراً في الغزل ، ولا ريب تمتزج الهموم الذاتية بالموضوعية ، وهذه مشيئة الله في خلقه ، والإنسان يمثل الإنسان ، والشاعر مَن كان لأمته لسان ، وبالرغم من كثرة شعري الذي  يتضمن خمسة دواوين ، قلما تجد قصيدة لا يرتسم العراق الحبيب على عينيها وقلبها ، وكان للتغرب والغربة ، وأوضاع العراق في عصره الحديث المرير  أثر كبير في بث خوالج النفس ، ووجدانها المشبع بالألم المرير ، والحزن الشديد المنفتحين  على أبواب الأمل والشموخ والعزة والكرامة والأصالة ! وإليك باقات من هذه اللوعات والترنيمات الوطنية الحقيقية ، باختيارات عشوائية  ، والشاعر لا يمكن له  أن يكون إلا شاعراً صادقاً في بوحه  وأحاسيسه !!!

من قصيدة (أجب يا أيّها البلدُ الصبورُ)

وما كان العراقُ بذاتِ يومٍ** على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ
ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ *** موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ
ولا أمسى بدجلة َأو رباها ****  أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ
ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ ****بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ
ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها **** فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ
ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ *** يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ
ولا كانَ الشمالُ على فراق ***** كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ
 فما بال العراق ِ يئنُّ جوعـاً*** ***  وكلُّ ترابهِ  ماءٌ  ونــورُ
      وما بال الأنام ِتنامُ خـوفاً **** وكانتْ كــلّما مُسَّــتْ تثورُ
       وما بال النساء ِموشحاتٍ **** بحزن والدموعُ هي المهورُ
        وما بال الشبابِ ينطُّ غــرباً ***** وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ
        الى كمْ ذا تعاني مـن مرار**** أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ

من قصيدة (أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبورا...!!)

 القصيدة من بحر الوافر      
   
 أنيني يا عــراقُ من الحنين ِ *** فيا  لهفي على  مرِّ السـنيـن ِ
ويا عزّي  إذا الأيّامُ  جارت ***   ويا أملي إذا خــابتْ ظنوني ِ
 تعانقُ دجلة ٌ بغدادَ لثمــــاً   ***  وترويها الحياةَ مـــن المعينِ
تحدّثها حديثَ المجدِ لمّــا ***  تربّع عرشَها أسُدُ العريــــــــــن ِ
تشيّدها يدُ المنصورِ ِ حصنـاً  *** ويملؤها الرشيدُ بحور ِعيــنِ
أيا بغدادُ يا حلمــــــاً صبورا **** تفاخرُ كلِّ ذي حلم ٍ رزيـــــن
ويا بغدادُ يـــا أملاً كبيــراً *****  تقولُ لعزّةِ  الأيّامِ :  كونـــي

من قصيدة ( لو أطلقتني في سما رحابِها)

من مشطور الرجز 

لوأطلقتنـي في سما رحابِها
أطيرُ في زهــو ٍ الى قبابِــها
ألـتمــسُ اللهَ عــى محرابــها
وأسكبُ الوجدَ علـى أعتابـها
وألثـمُ الطهـــرَ ثـرى ترابـهــا
لمـا نظمتُ الحزنَ في غيابهــا
****
لو خبّأتنـي في هــوى أهدابها
وكـان لطفُ الردِّ في جوابـها
ومــدّتِ الآمالَ منْ سرابــهـا
وأطعمتنــي القشرَ منْ لبابـها
وجرّعتني المرَّ منْ شرابــهـا
لما نظمتُ الحزنَ فــي غيابـها
عـاتبتُها أرهفُ مـــنْ عتابـِــها
****
لو كان دفءُ الحقِّ في ضبابها
والشمـسُ لا تـأتي الى أبوأبـها
وأمطرتنـي مـن لظـى عذابـهـا
والهمسُ يعلو من جوى شبابها
والطيرُ يشدو في ربــى هضابها
لما نظمتُ الحزنَ فـــي غيابــها
****
لو كان عدلُ الناسِ في خرابها
والشرقُ  لا يُعدّ ُ مـــنْ ألقابها
والعلمُ قد عـــزَّ على   طلاّبها
وخيّمَ البؤسُ عـلى أحسابـها
وتنهشُ  الأمراضُ فـي أنيابها
منْ قمةِ الرأسِ الـــــى كعابـها
لما نظمتُ الحزنَ فــــي غيابها
لو كان عدلُ الناسِ ِفي خرابها
****
لو شُطـــبَ الحقـدُ علــى جنابها
والحـــبّ ُ في أجـوائها سما بها
ويُحضــنُ المسـيءُ في متابــها
ويغـــرقُ الجميــلُ فـــي ثوابـها
وصاحبَ الانسانُ مـــنْ أصحابها
لما نظمتُ الحــزنَ فــــي غيا بـها

من قصيدة (عـــــــــــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ)
(مجزوء الوافر)  
نعيمــاً أيّـها العربُ ** وكــلُّ ترابكــــمْ ذهــبُ
إذا حلـّتْ بنا النّوبٌ ***  فأيـــنَ اللهُ والنــّسبُ ؟!
وأينَ محمدُ المبعو ***  ث ُفينا والرجــــا عتبٌ ؟!
إذا لم نألــفُ القربى *** ثقوا الدّنيــا ســتنقلبُ
فإنْ صكـّتْ مسامعكمٍ*** عـــراقُ الخير ِيُســـتلبٌ
يعيث التركُ في شـــــطرٍ** وتلهو في الدّجى(الرّتبُ) 
وفي أشـــطاره الأخرى ***   يجولُ الغربُ واللعبُ 
فلا واللهِ لا يبـــــقى *** علـــــى أرض ٍلكمْ عــربُ
ونصقلُ صوتَ (قائلنا)*عروسُ العـربِ تـُغتصبُ 
فلا القدسُ الشريفُ لكم***  وفي أوراسـكمْ صخبُ  
لقد هُــزّتْ مرابعكمْ ***** ومـا اهتزّتُ لكم رقبُ
ومَنْ أعذارهُ سـببٌ  ***** فهلْ لشهامةٍ سببُ ؟!
من قصيدة " من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها) "

عشية انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد
 ( من الكامل) :

 هـــــذا العراقُ بأرضِهِ وبشعبهِ
وبرافديهِ  ،إذا ْ توهّــــــــجَ لاهبا

كمْ مـــــــرّتِ الأيّامُ تثقلُ جُهدَها
لــــــتعودَ تلكَ الشامخاتُ خرائبا

والحـــــائراتُ الهائماتُ فريســةً ً
لمنْ ارتدى ثوبَ الرزايا  راهبا

ذي سُنـّة ُالخـَلـْق ِالتي من يومها
خـُلِقَ   الوجودُ  أفاعياً وعقاربا

وطني تشقـّقَ أفقـُــــــهُ   بأصابع ٍ
قد زجـّها حقــــــــدٌ لتغدو ثعالبا

صلـّوا معي لمنْ ارتقى مجدّالعلا
لولاهُ ما عرفَ الشموخُ تعــاقبا

هذا الذي قدْ طلَّ منْ أفقِ السما
ليشيرَ  نحوّ اللهِ  وجداً  ذائبـــا

وروى أديمَ الأرضِ منْ بركاتهِ
خيراً   يجودُ  سنابلاً  وأطايبــا

منْ  لامني   في  حبّهِ  متجنـياً
قدْ  زدتـُهُ  حبّاً  ودمعاً    ساكبا

اللهُ  أكبرُ  أنتَ  أولُ  منْ  أبى
ظلمَ  العبادِ  ولا  تفاخرُ  عاتِبا

فالعدلُ  والإنسانُ مطلعُ  فكرنا
واللهُ   يبقى  للنفوس ِ  مُحاسبا

***********

بغدادُ رمــــزُ وجودكمْ منْ أعصر ٍ
نسجتْ على دنيا الوجودِ سحائبا

(هارونُ) يرفدها بحكمةِ دارهِا
فتشـعَّ  نـــــــــوراً للعوالم َ ثاقبا

فغدا بساحتها كشمس ٍأشرقتْ
دفئاً وبددتِ الجهامَ الكــــــــاذبا

من ( ألفِ ليلتها) لألِفِ (ربيعها)
ســـــنحتْ لبارحها يفيءُ مناقبا

فتحـــــتْ قلـــــوباً للأحبة ,حلمُها
قدْ جــــــــادَ في نبع ِالعروبةِ ذائبا

قد طاب (دجلة ُ) للشقيق بطيبهِ
فلكمْ ســـقى من ضفتيهِ  حبائبا

من قصيدة (أرضُ العراق ُكأرضكِ الحمراءِ منْ نزفِ القلوبِ)

( مجزوء الكامل المرفل) 
أرض ُالعراقُ كأرضكِ الحمراءِ  من نزفِ القلوبِ

كلُّ الطيور ِ تحط ُ في أوكـــــــارها وقت الغروبِِ!
وأنــــا أطيرُ بلا هجوع ٍ يا لدهري من قلـــــوبِ!
فخرجتُ من أرض ِ الجدودِ مشرّداً  وبلا نصيبِ
وزعتٌ نفسي للبـــرايا زاهياً وَقـْــدَ الشـبوب
ومعي قناديلي التي أوقــــــــدتـُها   لغدٍ  قريبِ
وجريرتي  للناس ِ ما كانتْ سوى  حبّي وطيبي
تبّــــــــاً لكِ يا لعبة َ الأقدار ِ إنْ ترمــــي  تصيبي

مناجاة إلى شريكة الحياة

البسيط
 خلفَ الحدودِ كأنَّ الناسَ ما خـُلقوا
نـــاساً وآرابهمْ للـــــــودِّ مـا يجبُ

فما عرفنـــــــــا من الأفلاكِ دورتَها
قدْ مرَّ شعبانُ أو قدْ جــــاءنا رجـــبُ

شيخٌ أطلَّ على التســــــــعين مرتعشاً
لمْ تبقَ إلا عظــــــــــامُ الجلدِ والعصبُ

أمّ ُ الوليدِ تناغي طفلـــها شجنــــــــــاً
سغبى وعطشى فكيفَ الثديّ  ُيُحتلبُ؟!

وحامل ٍثقلتْ من حملها وضعتْ
جنينها ثمَّ ألقتْ حتفَها  النـّوبُ

أجدادُنا في لحودِ الأرض ِ شاهدة ٌ
من صلبنا ضجّتِ الأمواتُ والتـّربُ

عــمَّ البلاءُ فعقبى كــلِّ عائلــــةٍ
قسمانَ في الهمِّ مقتولٌ ومُغتصَبُ

فقدْ سُلبنا وراحَ الناسُ في صخبٍ
جهدٌ من العمر ِلا مالٌ ولا نشــــبُ

كـــــدّ  وكدحٌ وحلمٌ  للغنى  أمــــلاً
حتـّى أفقنا وضــــــــاعَ الكدّ ُوالتـّعبُ
*************
من قصيدة (وهلهلَ الشعرُ يشـدو في علا الرّتبِ...!!) 

  من البسيط 

عاشَ العراقُ وعاشتْ أمّةٌ رفدتْ 
 من مشرقيها شعـاعَ النبعِ للغَرَبِ

أينَ الرشيدُ ومأمونٌ وما حفلـــــــتْ
" والسيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ "

بئسَ الســيوفُ إذا ما أغمدتْ جُبناً
إنّ السيوفَ  سيوفُ الحسمِ والغَلبِ

العزمُ في وحدة الأعضـــاءِ سـالمةً
والعجزُ مكمنهُ في عضوها الوصبِ

  ( من قصيدة (يا بصرة َالبصائرِ النائحة  

 (البحر السريع) 

يـا (بصــــرةَ) البصائرِالنائحة
إليكِ منـّي هذه النــــــافحة ْ  ! :

عقباكِ مأســـــاة ٌ على حالِها
"مـــا أشبهَ الليلة َ بالبارحة ْ "!
            
 ليسَ لكِ غير عيــــــــون ٍترى
خيراتكِ منْ أرضــكِ طافحــــة ْ

لم تبقَ َأمُّ السعفِ في غـــــــــابةٍ
ولا نرى في ساحةٍ (ناطحـــــة ْ)!

   من قصيدة (إذ كلُّ نطاح ٍ لشعبهِ ينطحُ)
الكامل التام 

صُعقَ العراق ُ وقادةٌ تترنحُ ***قُبحاً لهم لمّا أذلـّوا  وقبحــوا
حتّى إذا انتفضتْ عليهم أمّة ٌ **حسّوا بثانيةٍ لها فتنحنحوا
يا ويلهمْ إنْ بوركتْ أختٌ لها *سترى رعاديداً يضمُّ المسرحُ
يا أيها الطاغي فما لك لا ترى**دهراً يعلـّي بالآنــام ِ ويبطحُ
لله سرٌّ في عُـــــــلاكَ وعبرة ٌ***للعالمين إذا يســــود الأوذحُ
لا تطربنَّ فهلْ ستبقى سرمداً ****إذْ كلُّ نطــــاح ٍ لشعبهِ يُنطحُ
كمْ سجّل التاريخُ قبلكَ هازئاً **رقما يُضافُ إلى الطغاةِ ويُطــرحُ
ما كانَ هذا أن يكونَ بموطن ٍ** لو عاش في الأجواءِ نسرٌ يطمحُ
لكنْ أرى وطنـــاً تغافل أهلهُ  *** فالدّهرُ في جدٍ ونــــــاسٌ تمزحُ
والتائباتُ إذا ألمـّتْ بالورى  ***  ألفيتَ كلَّ شـــــــفاعةٍ  لا  تفلحُ
فالشعبُ من كسراتهِ متحسراً *** *  قدْ كــــانَ في عليـائهِ يتبجحُ
يا لهفي قدْ عزّتْ عليهِ كسرة ً  **** والنفطُ بالخيـــراتِ تحتهُ يطفحُ
والرافدان  ونعمة ٌ ثــرّتْ وقدْ ****    حلَّ البـــلاءُ فأين أينَ المصلحُ
خلـّفتَ خلفكَ موطناً متزعزعاً  *****   قدْ دُكَّ تدميراً وشــــعباً يُذبحُ
والناسُ في هلع ٍ ويسحقها الآسى ***  جوعاً وتشريداً وعرضاً يُجرحُ

من قصيدة (هلاّ سألتَ عن الحدباءِ يا عيـدُ) 

البحر البسيط  
هلاّ سألتَ عن الحدباءِ يا عيـدُ
لقدْ زهوتَ ودنيــاها   المناكيدُ

أمَّ الربيعين قد مَسّـــــتْ أطايبها
أقوامُ نيرونَ، والدّجّـــــالُ نمرودُ

كفرتُ بالمجدِ لا الحدباءُ من وطني 
ولا لطيٍّ  لـــــــواء  الشعرِ معقودُ !!

 من قصيدة (يا لعبةَ الأقدارِ لا تتردّدي...!)

(البحر الكامل التام )

يا لعبــــــــةَ الأقـــدارِ: لا تتردّدي ***زيدي بلاءً مــــــا بدا لكِ وانكدي
 وتهــــــوّري ما شئتِ أنْ تتهوّري*** صبّي جحيماً وابرقي ثم ارعدي
بيعي الشــهامةَ والمروءةَ وابخسي***وبصولةِ الأشرارِ قومي واقعدي
لاتختـــــــــــشي من دهركِ متقزّمـــاً *** فإذا كبــــا قزمٌ بحولكِ صعّدي
وتثقّفي  بالهابطـاتِ ، فمنْ درى*** زهو الجهولِ يضيءُ مما يرتدي؟!
وتعــــــلّمي بيــــــن الخرائبِ وحشة ً*** مــــــن دونِ علمٍ نيّرٍ متجدّدِ 
أمّا الطفولةُ والبــــراءةُ فاعلمي *** أطفالنا ســــــــعرُ الحليبِ الأفسدِ
ثمَّ اسلبي قــــوتَ الضعيفِ ولملمي *** أموالَ قــــارونٍ إليكِ وحشّدي
أو صيّري الدينـارَ ســـعرَ الدّرهمِ *** ثمّ اســحبي منهُ صحيحَ العسجدِ
عَــــــرَقٌ عصارةُ فكرنا ، مــــنْ ريّهِ *** وردتْ فغذّتْ خدعة المتبغدّدِ
يا نصفَ قرنٍ صدَّ من كيدِ العدى*** كي تقفزي فوقّ الدّجى المتلبّدِ!!
يالعبةَ الأقدارِ: زيــــدي عدّدي *** مــــــا تأكليهِ اليومَ يُطرحُ في غدِ!!

من قصيدة (ودربُ العراق كثيرُ الحفرْ!!)

  شعر رومانتيكي من البحر (المتقارب) ،

ولو كنـــــــتَ في جــــنةٍ بالنعيـــم
(كثيرُ التشكي كثيرُ الضـــــــــــجرْ)

فعينـــــكَ تشخـــصُ نحــــوَ العراقْ
ودربُ    العراق ِ  كثيــــــــرُ  الحفرْ

ترومُ المحــــــــالَ بأيـــدٍ قصـــارْ
وأبعدُ شــــــأواً منـــــالُ الظفــــرْ

وكالنجـــمِ يبـــدو قريـــبَ المنـال
ويهـــزأُ منـــكَ مجـــالُ النظــــــــرْ

ستزرعُ أرضَ العراقِ الحبيــــبْ
بشعر ٍ اصيل ٍ فريــــــــدِ الغـــررْ

بسيــــــطٍ كلؤلــــؤةٍ في النقــــاءْ
بشعركَ تشدو كنغـــــمِ الوتــــــرْ

تدرُّ الثنــــاءَ علـــى منْ تشــــاءْ
وأنَ الكريـــمَ عديـــمُ البصــــــرْ

ولا يستثيـــــرُ خفايــــا الامـــورْ 
فكمْ منْ جـــوادٍ كبــــا او عثــــرْ

فلا بـــــدَّ للحقـــدِ أنْ ينجــلــــي
ولابـــدَّ للحـــبّ أنْ ينتــشــــــرْ!!

ويرفلُ شعــبُ الــعراقِ العظــيـــمْ
بدنيا النعيـــــــــمِ وحــــرُّ الفكـــرْ

من قصيدة (وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا)
(من الوافر) 
وضعنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا
أبــــــتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى
ألا لله يا بغـــــدادُ مجداً
تعثّرَ بيـــنَ تيمورٍ عِثارا
 فهمّـتْ عتمة ٌ تعلو علاها
ومـا ذاقت لياليها النهـــارا!
ترومُ ســــيادة ً للظلمِ عسْفاً 
وإنْ رسمتْ على الجيلِ افتقارا
وتنهـشُ في لحومِ الفكرِ خسْفاً
ومَنْ خَصِم العقولَ هفَ انهيارا
فمــــــا عيش الفتى إلاّ هباءً
وما فكرُ الفتـــــــى إلاّ  بحارا
رأيتُ بسـاحتي حجراً لئيماً
يُعدُّ لمثــمرٍ يَهدِ الثمــــارا
 ولمّا زانهُ  ســهرُ الليالي
وشبَّ  يـراعُهُ يملي اقتدارا
أضــــاعوهُ وأيّ فتىً أضاعوا
لـــــــعمركَ والأنامُ تُدكّ ُعارا 

فللخلدِ البقاءُ لمـــــن تغاضى 
سيجعلُ أمــــــرَ جاحدهُ اندثارا
فغيُّ الجـــــهلِ ســــرٌّ يزدريهِ
ونورُ العلمِ  يفضحهُ جــــــهارا
ومَنْ ظنَّ  العراقَ بلا شموعٍ
ستهديهِ ، وإنْ خفقـتْ مرارا

فـــإنْ جُمِعَ العراقُ بعزم حزمٍ
يكـــــــــنْ في رافديهِ أعزّ  دارا
فعشـــــــــــــتارٌ  ستحييهِ نخيلٌ
  لتســـدلَ فوقَ هـــــولاكو ستارا !!

حنانيكَ لي بينَ الفراتينِ أضلعُ (*)

إليك مني قصيدتي بـ (طويلها ) المقبوض- :

حنانيك لي بين الفراتين ِ أضلعُ
تُلملمُ أنـــــوارَ الجهامِ وتسـطعُ

تَهيَّجَ قلبي  لوعةً بعـــــــدَ فرقةٍ
تهيمُ بآفاقِ الغروبِ وتَبــــــــدعُ

ألا يا قوافي العينِ للشوقِ أدمعي
فيالكِ مـــــنْ عينٍ وعينِيَ تدمعُ

عـــــراقٌ توسّدنا (الثويّةَ) ليلهُ (1)
ونــغرفُ ، إذْ ضوءُ الثريّةِ يَلمعُ

ولمْ تكُ بينَ الصحوِ والنـومِ غلّةٌ
يضيقُ بها وسعُ النهارِ ومضجعُ

وكانتْ ربوعُ الأرضِ تزهو بأهلها
ظِلالاً ، وأغصــــانُ الشبيبة تُمتِــعُ

ولمّا وضعنا الشمسَ رهنَ صراعِنا
توخّى فؤادي كبدُهُ ، وهـــو موجعُ

فضاعَ شبابُ العمرِ يَلهمُ روحـهُ
وهيهـاتَ ما قدْ ضيّعَ الدهرُ يرجعُ

فمنْ لمْ يجدْ  إلاّ القناعةَ مأرباً
يُعلَّلُ بالصــــــبرِ الجميلِ ويَقنعُ!

ومنْ يقتحمْ سودَ الشدائدِ طالعاً
تكنْ سهلهُ الجوزاءُ، والحرّ ُيَطلعُ 
*********

أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها  نجفا

من البحر البسيط ، هكذا ولدت القصيدة ، وخلّها حرّة تأتي بما تلدُ!! راجع الهامش رجاء . 

اكرمْ بدنياكَ ، كدر الهمَّ قدْ سلفا **أنّى حللّتَ بــأرضٍ عشـــتها  نجفا
تحلو الشمائلُ منِ ألْفٍ ومنْ ألَفٍ**حتّى صرفتَ الذّي ما كان منصرفا!
بُعْدٌ يقرّبُ منكَ الوجـدَ تلهمهُ ***** إشعاعَ فكرٍ،وقدْ زان الورى شـرفا
عشْ ذائباً في سموِّ الرّوح أزهدهمْ **عيشاً،وكان أخاً للمصطفى وصفا
يا حادياً بثْ خفايا القلب اعذبها *****حـيِّ الإمامَ ، وحيِّ الأهلَ والنّجفا
يا صاحبيَّ قفا نحدو على وطنٍ ***دامــي الجراح، قفـا يا صاحبيَّ قفـا!!
هلّ كانَ أعذبَ من ماءِ الفراتِ؟وكـمْ***يا دجلةَ الخير! يا لهفي ومَنْ لهفا!!
يا دجلة الخيرِ!  جرحٌ في ضمائرنا *****قلبٌ يذوبُ، ودمـعُ العينِ قد وكفا   
    
رعاكَ اللهُ يا وطني رعاكا
من البحر ( الوافر)

ثراكَ العزُّ يا وطني ثراكا
تدومُ مبجلاً عـالي عُلاكا

فلا نخلُ العراق ِ لهُ مثيلٌ
ولا للرافدين ثرى سواكا

ولا تلكَ الروابي مزهراتٍ
لها ندّ ٌ يعــانقهـــا مــداكا

ولا ليلٌ كليلكَ إذ ْ يغطــــّي
سماءَ العالمينَ إذا دجــاكا

لنا منْ جودِ غيثكَ مكرماتٌ
فسبّاقً  لخير ٍ مَــنْ  دعاكا

أبثّ ُشعري وما شعري ســـــوى ألمي
البسيط
إنَّ العـــــراق َوإرثُ المــجدِ حلـّتهُ
تكســوهُ بارقة ُ الأخلاق ِ والشّـــــيَم ِ

كـــمْ  قــــدْ أجبتُ - وإنَّ اللهَ حافظهُ -
لولا الأصـالة ُ حلـّــــــتْ غمّة ُالغمم ِ

ما ماتَ (تموز ُ) (عشـــتارٌ) لهُ خصبٌ
يومَ (البسوس) و يــومَ (الظالم الدّهم ِ) 

انسانٌ... وانسانُ
أنّى يُعزّ بلا الإنسانَ ِ إنسانُ

من قبل ِسبعةِآلافٍ  وموطنُنا
رمزُ الرقيِّ وللانسان ِ عنوانُ

يستكثرونَ عليكَ المجدَ هل ذكروا
من بعدِ مجدكَ رومانٌ ويونانُ؟

هنا الحضاراتُ قد شادتْ ركائزها
فسائل ِ الدهرَ اذ كنّا واذ ْ  كانوا

مَـنْ استطالَ مع الدنيا لغرّتها؟
وأين حطــّتْ بثقل ِالفكر ِ أديانُ؟

ماذا عليكَ اذا أُخمدتَ في زمن 
مَنْ فاتهُ  زمنٌ جاءتهُ  أزمانُ

حاشاكَ ياملتقى الافذاذِ منعدماً
فللشهامةِ يومَ الضنكِ  فرسانُ

ليسَ الترابُ ولا الاحجارُ موطننا
إنْ القلوبَ ووسعَ الصدر ِ أوطانُ

سنزرعُ الاملَ المنشودَ في بلدٍ
فدجلة ُ الخير ِ عندَ القحطِ ملآنُ

اذا خبا الحقُّ يقفو مَنْ يؤججهُ
فقدْ تعاقبَ  انســـــانُ   فإنسانُ

هدْهدْ بشعركَ مــــا أهــدتْ ليالينا
 من (البسيط)  

هــذا العراقُ ، مضت أسلافهُ كِبراً
وللأواخــــر ِمــــا  سنـّتْ أوَالينا

نخطو على خطواتِ الذاتِ نـُنكرها
ونـــزرع الدربَ ريحاناً ونسرينا

فإنْ ترامى جوارٌ بــــاحَ ساحتنا
بالأفكِ ، مـا قصّرتْ يومـاً مرامينا

وتركّبُ الإنسانَ بالإنسان ِ 

 قصيدة من البحر (الكامل) 

قالوا : لصحبكَ هلْ لديكَ يدانِ؟     
بهما  تردُّ  فضيـلةَ  الإحســـانِ

وتخط في نهج الحياةِ  معالماً
    تهديكَ   والخلانَ    للإيمـــانِ

وتجــــسُّ نبضَ عراقِنا برجالهِ
     وبرافديه   وحسنهِ   الفتـّــــانِ 

هلْ ما يزالُ على مكـارم ِ إرثهِ
      يحنوعلى الملهوفِ بالأحضان؟ِ

هلْ ياعراقُ تعيدُ أيّــــــامَ المنى
      مغناكَ أم ضرب ٌ مِن الهذيان ِ؟

واذا بهمسات ٍ تكفكفُ أدمــعاً
     ويصك ُّ صوت ُ الحزمِ بالآذان ِ 

لا تقتل الأملَ البصيصَ لصــغرهِ
   فلربّمــــا   ثمراتُـــه   القمــرانِ 

كم ذي المروءاتُ الّتي بضمـائرٍ 
ماتتْ   ولطـف ُالله ِ ليس   بفان