كلمتان ونقطة سوداء في جبين من؟/ فؤاد الحاج

العربان والغربان كلمتان الفارق بينهما نقطة، كما الفارق في المعنى بينهما كبير.
العرب والغرب أيضاً الفارق بينهما نقطة، وفي المعنى والفارق بينهما كذلك كبير.
فجذر كلمة العرب الثلاثي عرب وهم مجموع القوم الذين يقطنون المساحة الممتدة جغرافياً كما يقال ما بين المحيط الأطلسي والخليج العربي وأصلهم من جزيرة العرب.
والغرب وجذرها الثلاثي غرب والمقصود منها في هذا الموضوع كل ما هو شرق بلاد العرب جغرافياً وتعني أيضاً القوم الذين يقطنون البلدان الأوربية وأمريكا وكندا وأستراليا، والفارق بين العرب والغرب أكبر من تجمعه مقالة.
فكما قال الكاتب والشاعر الإنكليزي (روديارد كيبلينغ) "الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان"، التي يقول البعض أنه كان يقصد بذلك بلاد الأندلس عندما كانت تحت الاحتلال العربي الإسلامي، فالغرب والشرق لم يلتقيا، بالأندلس بل تصارعا. وهناك فرق بين الصراع والالتقاء. فنتيجة اللقاء من المفترض أن يكون هناك "تحالف" أو "اتفاق" كما هو حاصل اليوم بين تحالفات متعددة الأنواع والأعراق، ومنها على سبيل المثال تحالف وائتلاف ما يسمى المعارضة السورية في الخارج مع التقدير لبعض العناصر فيهما، وما كان يسمى المعارضة العراقية ضد الحكم الوطني في العراق قبل غزوه واحتلاله، وتحالف تنظيمات وشخصيات متعددة المشارب والأهداف دينية وغيرها، البعض أسماها حراك في اليمن وليبيا ومصر وفي السودان وتونس وموريتانيا والصومال وغيرهم من البلدان العربية، على الرغم من أن المتابع لمجريات الأوضاع في البلدان العربية يعرف أن كل تلك التحالفات وغيرها تمت بتفصيلات سياسية بقيادة إدارات الشر الأمريكية المتعاقبة. يقابل ذلك تحالف المصالح بين روسيا والصين وإيران، وكل منهم له أهدافه إن في سوريا أو اليمن أو في لبنان أو في العراق. ولكن ما حدث في الأندلس أنه لم يتم التقاء كما ذكرت أعلاه بل فرض الغرب سطوته وطرد العرب والمسلمين من تلك الأرض، أما الذين بقوا فقد ذابوا بقوة الحديد والنار. وفي هذا المعنى يمكن القول على مقولة (روديارد كيبلينغ) "الشرق شرق والغرب غرب لا يلتقيان"، فانظر إلى الأندلس اليوم كيف تنصلت من الشرق العربي والإسلامي وعادت إلى جذورها بعد 800 عام من سيطرة الشرق عليها! ويبدو أن العداوة فيما بين العرب والغرب تشبه كثيراً عداوة القط والفأر (توم وجيري). وانظر إلى المستعمرين الذين احتلوا البلدان العربية في القرن الماضي ثم ارتحلوا دون أن يخلفوا إلا الدساتير الطائفية والمذهبية والعداوة والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، بينما في بلدانهم شرعوا دساتير لا وجود للدين أو الطائفية أو المذهبية فيها.
أما من حيث واقع اليوم والفارق الكبير بين الغرب والعرب فهو ليس نقطة فقط، ويمكن تلخيصه بما رددت به اختصاراً على سؤال من أحد الأصدقاء الأعزاء بعيداً عن المجاملات، عن رأيي في الهجرة وخاصة الشبيبة؟ وقبل أن أجيب أقول أنه ربما يكون لدى أحد القراء اعتراضات على هذا الكلام، ولا يريد أن يصدّقه، وهذا يعود لانبهاره بالغرب من خلال السينما والتلفزيونات والاكتشافات في مختلف المجالات العلمية وغيرها التي تتصدر أخبار الإعلام العربي والغربي والفضائيات، أو من خلال الصناعات الحربية والعسكرية وما إلى ذلك من اختراعات، أو من خلال أفلام هوليوود. لهذا القارىء أقول لا تغرنك مظاهر الغرب في ما ذكرته أعلاه، فمطالعة للحقائق على واقع المهاجرين والمهجّرين والمغتربين، ربما فيها فائدة كبيرة، ولا تنظر إليهم من خلال ما يرسلونه من دولارات إلى ذويهم، أو من خلال ما يشترونه من عقارات في الوطن الأم، ولا من خلال الصور على الفايس بووك؟
من هنا نبدأ الكلام إن أسألتك عزيزي (...) أكثر من محرج الإجابة على سؤالك من الناحية الوطنية والقومية، هذا من ناحية. ولكن وبصدق أخبرك أن الغربة غربتان، غربة الفقر والحرمان في الوطن الأم الذي نهبته الغربان، وغربة عن الديار والأهل والأصدقاء وعشرة الصبا، حيث العذاب والآلام فيها لا يعرفها إلا من عاشها، شريداً على أرصفة الاغتراب. وبما أن الأوضاع في الوطن الأم سيئة جداً وفي كل المجالات، خاصة على الأهل وعلى المواطن العربي المؤمن بحقه في الحياة. وفي هذا الصدد لي تجربتي الخاصة كما لكل مهاجر أو مهجّر تجربة شبيهة، فحال الكثيرين من الوطنيين والقوميين، يعيشون هموم دائمة اتجاه الوطن الذي يسكنهم، واتجاه شعبه الذي يعاني من الصعاب في سبيل لقمة العيش وتأمين مستقبل أولاده، في مجال التعليم والعمل وتأمين الدواء والمشفى وزواج أولاده ومستقبل أفضل لهم. فالغرب عموماً يريد تفريغ الأوطان من خيرة شبيبتها، لأنهم (أي الحكومات في الغرب) يريدون في النهاية سحب الكفاءات وذوي الاختصاصات الشابة، والمبتكرين والمبدعين في مجالات العلوم، إضافة إلى الأيدي العاملة، ومن يبحث في طواقم المبدعين والمخترعين والمكتشفين في البلدان العربية يجد أن لا مكان لهم في بلدانهم حتى أن البعض هناك يسميهم مجانين، لذلك يلجأ بعض هؤلاء إلى دول الغرب حيث يرحبون بهم ويمنحونهم كل ما يريدونه من مواد تساعد على تحقيق أفكارهم أو اختراعاتهم، وصولاً إلى منحهم الجنسية وتأمين كل مستلزمات الحياة اليومية له ولأفراد عائلته، وفي النهاية عندما ينجح الاختراع بعد تجارب بإشراف متخصصين في مجالات العلوم المختلفة، تبرز وسائل الإعلام ذلك الاختراع واسم مخترعه باسم هذه الدولة الغربية أو تلك. وأذكر هنا مجازاً قصة حدثت في لبنان في خمسينيات القرن الماضي حيث اخترع أحد الساعاتيين في مدينة طرابلس ساعة ناطقة بعدد دقات كل ساعة، وبحجم كبير سماها ساعة الزهور، لأنها كانت تتضمن عقارب كبيرة الحجم وتوضع على الأرض في ساحة عامة وفيها زهور مختلفة الألوان، وعندما أراد تسجيلها وتقديمها للبلدية لتضعها في ساحة عامة، رفضوا فكرته وقالوا عنه مجنون، فأغلق محله وذهب إلى بلد أوروبي ووضع اكتشافه في خدمة ذلك البلد فرحبوا به وقدموا له كل المساعدات المطلوبة، وهكذا نسبت ساعة الزهور إلى ذلك البلد. ومن يفتش عن المخترعين العرب في شبكة الانترنيت يجد مع الأسف أن الحكومات العربية لا هي بالعير ولا بالنفير، وأن كل المخترعين لا يجدون الرعاية والاهتمام سوى من بعض رجال الأعمال الذين يسعون للكسب المادي وتسجيل اسمهم في براءة الاختراع!
وبعودة إلى هجرة الشبيبة فأن الملاحظ أنهم من الفئات العمرية التي دون سن الثلاثين عاماً، وبذلك يكسب الغرب مرتين الأولى الكفاءة والخبرة ورفد المجتمع الغربي بأيدي عاملة جديدة بشكل دائم ومستمر، ومن يدقق في الهجرات إلى أستراليا أو أوروبا أو أمريكا يجد تلك الفئة من الأعمار هي الأغلبية من الذين يحصلون على تأشيرات للسفر إلى البلدان الغربية عموماً، والمرة الثانية يكسبون الجيل الجديد الذي يولد في هذه الديار ويصبح قانونياً ابن البلد ويقال أنه مواطن، بينما الأهل الذي يحصلون على جنسية هذه البلد أو تلك فيقال لهم مجنسين وهذا بالطبع لا يشعر به أحد إلا في حال لا سمح الله وقع حادث ما مثل جريمة قتل أو سرقة كبيرة أو تهريب مخدرات وما شابه، فإذا كان من جذور عربية إسلامية عندها يذكرون جنسيته الأصلية ودينه وتقع الجالية في حيص بيص الإعلام، أما إذا كان من بلدان أخرى لا يذكرون أصله وفصله ودينه.
هذا والذي يولد في هذه الديار ينقطع بدوره عن أصله إلا من خلال زيارات لبلد أهله لفترة محدودة، وبعد وفاة الأهل تنتهي العلاقة والصلة بين موطن الآباء والأجداد إلا ما ندر. لذلك نرى الآباء والأجداد تائهين بين ماض يحمل القيم والأخلاق والعادات الحميدة، وبين جيل جديد يتأثر بمجريات الأوضاع في وطن الآباء والأجداد ولكنه لا يبالي بذلك. أما الجيل الذي يليه أي أولاد أولادنا فمن الله العوض، فإذا كان هناك من مؤسسات دينية أو تنظيمات أو طائفية وما شابه من كل الديانات، فأنها وبسبب سياسة حكومات دول الغرب العمياء إن في الحكومات أو في المعارضة على حد سواء، فأن التنظيمات الدينية المتطرفة تسحب البعض من أبناء الأمة في المغتربات وتعمل منها عصابات تابعة لها باسم الدين، كما يحدث الآن في أكثر من بلد غربي وفي أستراليا، ليرسلوهم إلى الموت في وطن الآباء والأجداد تحت شعارات ما أنزل الله بها من سلطان، وهناك العديد من الشبيبة الذين غرر بهم وأرسلوا للموت في سوريا وفي العراق وفي اليمن بحجة قتال "الكفار" ورفع راية "الأمة الإسلامية" وما يسمونه "الخلافة الإسلامية" وعدد كبير نسبياً من الشبيبة مع الأسف قتلوا في سوريا وفي العراق، ومنهم من ينتظر تحت تلك الشعارات، كما يوجد أعوان لعصابات طائفية في الوطن الأم يتبرعون بالأموال وبشكل دائم ونسب مفروضة على كل منهم، يرسلونها بطرق ملتوية إلى تلك العصابات الطائفية والمذهبية، والبعض يجمع تبرعات باسم الدين والإنسانية وما إلى ذلك من شعارات لمساعدة كما يقولون المشردين والمصابين والأيتام والأرامل والأطفال، وهذه التبرعات المادية والعينية مع الأسف لا يصل منها شيئاً لمن جمعت باسمهم إن في لبنان أو في فلسطين أو في سوريا أو العراق، وفي حال أوصلت جماعة باسم الإسلام جزء من تلك التبرعات فأنها توزع على أنصارهم وجماعتهم، أما في فلسطين فأن معظمها يصل إلى الجهة التي ينتمي إليها الجهة القائمة على حملة التبرع مع العلم أنهم يجمعون باسم فلسطين وشعبه. باختصار هنا أقول أن سبب ذلك يعود إلى أن روح العروبة والقومية التي حملها بعض المهاجرين والمهجرين منذ سبعينات القرن الماضي فقد ماتت مع موت معظمهم كما ماتت في الوطن الأم بعد أن تم تكريس حدود "سايكس بيكو" في دساتير ليس أنظمة الذل والهوان فحسب، بل وفي شعارات وأهداف الأحزاب التي كانت تسمى قومية حيث بدأت تلك الأحزاب في التركيز على كلمة "أولاً" بعد اسم البلد، أي (لبنان أولاً)، (الأردن أولاً)، (مصر أولاً) (سوريا أولاً) وهكذا بحيث لم يتبق من المؤمنين بشعارات الأمة العربية والوطن الكبير سوى بعض كبار السن المنتظرين موتهم ببطء، وكل التنظيمات الوطنية والقومية، لم يعد لها أثر في ديار الاغتراب ومنها البعث والناصريين والشيوعيين والماركسيين وغيرهم، وحتى الأحزاب التي كنا نسميها يمينية وانعزالية في لبنان لم يعد لها وجود فاعل إلا من خلال الطائفية.
ومن ناحية ثانية، وبما أن الظروف القاسية التي تمر بها الأمة عبر تاريخها الحديث، قد جعلت المواطن في كل الأقطار العربية، يكفر بأنظمة الذل والهوان الحاكمة دون استثناء، من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه، فأن الأهل، كل الأهل ودون استثناء أيضاً، بدأوا يشعرون أنه لم يعد هناك مستقبل لأولادهم في وطن مستباحة أرضه، وسمائه للكلاب الضالة، فأن هؤلاء الأهل يريدون إبعاد أولادهم ليس كرهاً في وطنهم أو طمعاً في مال الاغتراب، وإنما بسبب الظروف التي عاشها الأهل في الحروب المستمرة منذ عام 1936 وعدم وجود العدالة الاجتماعية، حيث يتطلع الأب إلى حصول ابنه على جنسية أخرى علّها تجنّبه ويلات الوطن، وتجارب الأب المرّة، من أجل الحفاظ على أمن وحياة أبنائه وتأمين مستقبل أفضل لهم. وهذا حق لكل الأهل في وطن بات غير آمن، ولا يصلح للعيش فيه بحرية وكرامة، وطن باعوه سياسيوه مقابل ورقة أمريكية خضراء، باتت دينهم الجديد.
وأود أن أوضح بأن الكثير من أبناء الأمة من أصول عربية في ديار الاغتراب قد وصلوا إلى مراتب عليا ومناصب مدنية وعسكرية وعلمية مختلفة في بلدان المهجر، فمنهم أدباء وشعراء وإعلاميين، ومنهم رؤساء وزراء ووزراء ونواب وأعضاء بلديات وأصحاب مؤسسات تجارية وإعلامية ومختبرات طبية، ومنهم رؤساء جمهورية، ومنهم وزراء دفاع، ومنهم من وصل إلى مناصب عليا في أجهزة الأمن المدنية والعسكرية المختلفة، إضافة إلى عدد كبير منهم أصبحوا جنود وأصحاب مراتب في جيوش تلك البلدان، ومعظم هؤلاء شاركوا في الحروب ضد بلدان أهلهم وذويهم منذ الحرب العالمية الأولى في لبنان وفي فلسطين وصولاً إلى غزو العراق واحتلاله، كما ساهموا في نهضة البلدان التي انتموا إليها بالولادة أو بالتجنس، هؤلاء الذين كان من المفترض أن تستوعبهم أوطان الآباء والأجداد، ولكن مع الأسف فأن غباء الذين يسمون أنفسهم سياسيين وغباء أنظمة الذل والهوان في البلدان العربية فقدتهم كما فقدت أجيالهم.
ولا بد من التنويه هنا إلى أن ليس كل المهاجرين والمهجرين من البلدان العربية هم من الفئة المذكورة أعلاه، بل يوجد أيضاً العمال الكادحين الذين بنوا مستقبلاً لهم ولأبنائهم، وأسهموا في نهضة البلدان التي حلوا بها، وفي المقابل أيضاً هناك مجموعات من المهاجرين وأبنائهم مع الأسف أساءوا إلى سمعة الجاليات المهاجرة وإلى سمعة بلدهم الأم من مختلف البلدان العربية، وأن عدداً من المهاجرين منذ سبعينات القرن الماضي لم يسيئوا فقط للجالية بل ولروح الديانات السماوية، وكذلك أجيالهم حيث أصبح لبعضهم "زوجات" غير عربيات بعد أن تركوا زوجاتهم وأولادهم، وبعضهم لديه عشيقات أو كما نسميها بالإنكليزية (Girl Friend) وهذه الكلمة الإنكليزية تعني حرفياً (بنت صديقة للشاب) ولكن في معناها التطبيقي تعني (عشيقة للشاب)، والبحث في هذا المجال يحتاج لندوات، وفي المقابل فأن بعضاً كي لا أعمم من جيل اليوم لا يعرفون معنى الكرامة، ولا معنى القيم العائلية، ولا الحضارية.
وبعودة إلى غربة الفقر والحرمان في الوطن الأم، أروي قصة من واقع الحياة عشت تفاصيلها مع أصحابها الحقيقيين.
في بدايات القرن العشرين، وفي قرية تقع على أحد مرتفعات شمال لبنان، أحب شاب أنيق المظهر ومن فئة المثقفين في ذلك الزمن، فتاة كانت آية رائعة في الجمال متعلمة في مدارس الراهبات، والشاب والفتاة كانا من عائلتين تمتلك السهول والحقول والأموال والرجال، وكانت المشكلة الكبرى آنذاك أن الفتاة (مسيحية) والشاب (مسلم)، حاولت الفتاة إقناع أمها كي تقنع والدها على اعتبار أن الأم مخزن أسرار الفتاة، كما يقال، ولكن الوالد هدد بقطع الميراث عنها وفرض عليها أن تتزوج من قريب لهم. وكذلك فعل الشاب وحاول مع والده وأمه وأخوته وأعمامه، وحاول توسيط رجال دين من الطائفتين ولكن دون جدوى، وفرضوا عليه أن يتزوج ابنة عمه، وإذا لم يفعل هددوه أيضاً بقطع نصيبه من الميراث والتخلي عنه.
بعد ذلك اتفق الشاب والفتاة على الهروب إلى المدينة، وهكذا تزوجا وعملا معاً من أجل تأمين لقمة العيش وإيجار المسكن، وكان أهلهما يفتشان عنهما لقتلهما دون أن يفلحا في ذلك. ثم أنجب العاشقان ابنتان تؤمان، الكبرى كانت تدعى أنجيل والثانية سعاد، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تزوجت أنجيل وسكنت مع زوجها في طرابلس، أما سعاد فقد تزوجت وذهبت مع زوجها إلى فلسطين للعمل والعودة قريباً، كان ذلك قبل أن يضع الاستعمار مخططه الخبيث المعروف بـ(سايكس بيكو) حيث كان اللبنانيون آنذاك يذهبون إلى حيفا ويافا وعكا ومدن وبلدات فلسطين دون تأشيرة أو رقيب، وكانوا يذهبون للتجارة أو للسهر ومشاهدة أفلام السينما، وحضور الأمسيات الشعرية والمسرحية هناك، ثم يعودون إلى بيوتهم، وبعد (سايكس بيكو) سيئة الصيت، لم يعد بإمكان اللبنانيين والسوريين أو ما كان يعرف آنذاك بـ(بلاد الشام)، الذهاب إلى فلسطين، ولكن كانت سعاد وزوجها يعودان بين فترة وأخرى لزيارة الأهل، وفي عام 1936 ذهبا ولم يعودا، هكذا انقطعت أخبار سعاد وزوجها عن الأهل، ولم تزل إلى اليوم. ثم رزق الله الأبوين بولدين في أربعينات القرن الماضي أسمياهما إيلي ووديع. وبعد كد وتعب وأعمال مختلفة قام بها الأبوين نجحا في تربية ولديهما أحسن تربية وحصل كل منهما على شهادات ومراتب علمية، ثم عمل الأخوين في مجالات متنوعة لتأمين راحة والديهما ريثما يتم تأمين عمل في مجال تخصص كل منهما إلى أن وقعت أحداث الحرب المؤامرة (1975 – 1990) التي يسميها البعض "الحرب الأهلية اللبنانية"، وفجأة توفيت الأم، وبعد فترة قصيرة تبعها الأب المفجوع بعشيقته، دون أن يتركا لابنيهما ما يقتاتان به، فقرر الأخ الأصغر أن يسافر إلى بلاد نجد والحجاز، حيث عمل هناك في الزخرفة بالذهب في قصور الأمراء وأصبح أميراً في الغنى. أما شقيقه الآخر سافر إلى دولة أوروبية ولا زال هناك. أما أنجيل فقد توفيت في ثمانينيات القرن الماضي بعد أن توفي زوجها، تاركة عائلة كبيرة، وخلال الحرب باع أولاد أنجيل ممتلكاتهما وسافرا إلى أمريكا، وإلى يومنا هذا مع الأسف الشديد لم يلتق الأخوة وأصبح لكل منهم عائلته.
هذه القصة الحقيقية يوجد مثلها مئات القصص في لبنان فقط، فكيف في باقي البلدان العربية؟
لماذا رويت هذه القصة؟ فقط كي أقول أن المجتمعات العربية وإلى يومنا هذا لازالت تعيش في عصور الجاهلية، بسبب الحكام المتخلفين وسطوتهم وبسبب المتدثرين بعباءة رجل الدين. وبسبب كثرة المتعلمين والمثقفين في وطن الآباء والأجداد، الذين لازال معظمهم يعيشون أفكار القرون الوسطى.
وأخيراً أقول صحيح أن لبلدان العرب سحر وقيم وحضارة منذ فجر التاريخ الإنساني، ولكن الحكام كما الشعوب لم يحافظوا عليها، والغرب لا يمتلك سوى التقنيات الحديثة المبهرة التي يسميها البعض حضارة وهي بالأساس صناعات واختراعات واكتشافات غير غربية نسبت إلى الغرب، لأن تلك الأنظمة عرفت كيف تستفيد من الآخرين وعلومهم ليتحكموا بالعالم في كافة المجالات، والحديث متشعب وذو شجون، وسأكتفي بذلك علني أعود بتفاصيل أكثر في مقالات قادمة.
فهل يستحق المواطن أن يترك أرض أجداده وآبائه؟ وهل سيلتقي الشرق والغرب في عصر العولمة، ليندثرا؟

تأملات في الإستبداد الأمريكي/ حسن العاصي

حين انتهت الحرب الباردة بين المعسكرين الرئيسيين في العالم ، المعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وقوتهم الضاربة " حلف الناتو " من جهة ، وبين المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفييتي السابق وجناحهم العسكري " حلف وارسو " من جهة ثانية ،في بداية التسعينات من القرن الماضي ، مع انهيار الإتحاد السوفييتي وحصول دول الإتحاد على استقلالها ، إذ أضحت دولاً مستقلة بذاتها بعد أن كانت جزء من امبراطورية استمرت عقوداً ،نهاية الحرب هذه أفضت إلى وضع بدأت تتشكل معه معالم الشكل الجديد للعالم ذو القطب الواحد المتمثل بالرأس الكبير الولايات المتحدة الأمريكية بما يتضمن ذلك من قوة عظمى اقتصادياً وعسكرياً .
تميزت هذه الفترة وحتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن ،تميزت بالغطرسة الأمريكية والعربدة ، كقوة انفلتت من عقالها ،وظهرت الولايات المتحدة في صورة الدولة الزاهية التي انتصرت على الظلام، وبدا رئيسها كسيد لهذا العالم ، يريد نشر وتعميم الثقافة والقيم الأمريكيتين ،وتميزت الفترة أيضاً إضافة إلى أحادية القطب ـ في غياب مبدأ الحوار بين الشعوب والدول ،هذا بسبب أن سيدة العالم -الولايات المتحدة- تستطيع أن تفرضالإملاءات والشروط على الآخرين دون حوار لأنهم لايملكون القوة التي تمكنهم من مقاومة النموذج الأمريكي ،وبالتالي فإن الولايات المتحدة لم تكن تلجأ إلى الحوار إلا عندما تواجه صعوبات في تشكيل العالم كما تبتغي . 
واستيقظ العالم على قدر بدا وكأنه لامفر منه ،وبدأت مرحلة أمركة العالم سواء عبر وسائل الإغراء او بواسطة العنف ، عبر تصدير السلع والمنتجات الأمريكية إلى العالم ، وبالتالي الإستحواذ على الأسواق العالمية وخاصة الناشئة منها ،وعبر نشر الثقافة الأمريكية وإظهار النوذج الأمريكي الأفضل للعيش الرغيد ، وبالتالي بسط السيطرة الفكرية على مناطق متعددة ، وشعوب متنوعة ،أو عبر الإحتلال والقوة العسكرية ،فما هو مهم لدى الإدارة الأمريكية هو تحقيق النتائج ، حتى لو كان عبر التدخل الوقح في شؤون الآخرين ، واللعب على التناقضات بين الأطراف في المناطق الساخنة في هذا العالم ، وبالتالي بسط الهيمنة على العلاقات الدولية ،وتسخير مقدرات الكون لمصلحة الإمبراطورية الأمريكية .¨
لقد كانت القوة العسكرية الأمريكية في التسعينات غبر مسبوقة ،فالإنفاق العسكري الأمريكي كان يزيد عن إنفاق عشرين دولة متطورة ، وما أنفقته على البحث العلمي يعادل إنفاق العالم كله ،وهي القوة الإقتصادية الأكبر في العالم ، رغم تراجع نصيبها في التجارة الدولية عن ماكان عليه في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .
وبالرغم من كل هذه القوة فشلت الولايات المتحدة في فرض إرادتها المطلقة على عالم التسعينات ، ولم تنجح في تحويل عالم القطب الواحد ينصاع إلى إرادة القطب الواحد ،بسبب رفض العالم تحكم قوة واحدة في شؤونه ،أيضاً لأن مقياس التحكم والقيادة لم يعد ينحصر بالأساطيل ، بل في مصداقية السياسة والإلتزام بالقيم المشتركة بين شعوب العالم، فقد خرجت الولايات المتحدة من فترة الحرب الباردة متسلحة بأيديولوجية الديمقراطية وحقوق الإنسان ، لكنها في ذات الوقت استمرت في حصارها غبر المبرر لكوبا ، وتنكر واضح للحقوق الفلسطينية ،وما أن ختم كلينتون ولايته في نهاية التسعينات ، حتى كانت سياسة العولمة الإقتصادية غير العادلة التي قادها، قد أدت إلى انهيار الإقتصاد الأندونيسي ، وإلى تراجع خطير في اقتصاديات دول شرق وجنوب شرق آسيا ، وإلى إفلاس الأرجنتين ،وتراجع متسارع في اقتصاد جميع دول أمريكا اللاتينية .
المناطق الوحيدة التي لم تتأثر نسبياً من دكتاتورية العولمة الأمريكية هي دول أوروبا الغربية ، والصين التي لم تكن قد انضمت إلى منظمة التجارة العالمية ، واليابان عملاق الثمانينات المرعب هوت إلى مرحلة من عدم التوازن الإقتصادي 
التسعينات حملت معها أيضاً فشل أمريكي تدلّل عليه على سبيل المثال، الإنفجارات التي حصلت في منطقة البلقان ، وصمود كوبا في وجه استمرار الحصار الأمريكي ،وتحول الصين إلى قوة لا يستهان بها في الإقتصاد العالمي ، استمرار كوريا الشمالية في برنامج التسلح وإطلاقها صاروخ تجريبي فوق اليابان ،وانهيار اتفاق أوسلو ومعه انهار وهم تغيير وجه الشرق الأوسط الذي أطلقه الرئيس الأمريكي كلينتون .
ومع وصول الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن إلى البيت الأبيض في بداية عام 2001 ، لم يكن أحد من أفراد طاقم الرئاسة يختلف حول ضعف الموقف الأمريكي ، لكنهم كانوا منقسمين في الموقف حول الآليات التي يجب اتخاذها في معالجة هذا الضعف .
فقد ظهر صوت قوي من داخل الإدارة الأمريكية يدعو إلى إنسحاب أمريكي محدود من الشأن الدولي ، وصرف النظر عن مشروع العولمة ،والدفاع عن المصالح الأمريكية الإقتصادية في مواجهة الإجماع العالمي ، وتعزيز القدرات العسكرية الإستراتيجية لمواجهة التحديات المحتملة .
لكن هجمات الحادي عشر من أيلول-سبتمبر- عززت نفوذ أنصار الخيار الثاني ، خيار الإنتشار الأمريكي الإمبريالي في العالم ، وفرض الإرادة الأمريكية بالقوة المجردة إن اقتضى الأمر.وماحصل أن سياسة بوش الخارجية كانت في الحقيقة انتهت إلى إجتماع الجوانب الأسوأ في الخيارين ، فأعلنت الحرب على أفغانستان عام 2001 وعلى العراق عام 2003 ، بذريعة مكافحة الإرهاب ،واستمرت الولايات المتحدة في الإستهتار بإرادة المجتمع الدولي في مواضيع كثيرة ، منها قضايا البيئة ،المحكمة الجنائية الدولية ، اتفاقات الحد من الأسلحة الكيمائية ،وحتى فيما يتعلق بالتجارة العالمية التي صاغت قواعدها الولايات المتحدة في الأصل لم تحترمها ،وأبدت الإدارة الأمريكية استهتار ملحوظ بالأمم المتحدة وشرعية القرار الدولي، ومضت في استفزاز القوى العالمية بتطوير حائط الصواريخ البالستية بعيدة المدى ، ونشرت عشرات الآلاف من قواتها في أماكن متعددة من العالم ،وقامت باحتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين ، وقامت بالتحكم في مصادر العراق النفطية .
حاولت هذه السياسة في عهد الرئيس جورج بوش تحقيق ما عجزت عنه إدارة الرئيس كلينتون عن تحقيقه 
خلال عقد التسعينات ، وقد ظهرت مع وصول بوش الإبن إلى البيت الأبيض تحولات في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية ،بأن اعتمد في إدارته على مجموعة من المفكرين الذين لاينتمون إلى أي حزب لكنهم يمثلون مراكز الدراسات الإستراتيجية ،فكانت حقبة بوش الإبن هي المرتع والمناخ الملائم الذي احتضن أفكار - المحافظين الجدد- الذبن استطاعوا السيطرة على الرئيس الأمريكي طوال فترة رئاسته ، واستغلوا أحداث الحادي عشر من أيلول للترويج لنظرية الأمن القومي التي تعتمد على الإستخدام المفرط للقوة العسكرية ،وفرض توجهاتهم المتطرفة على مخططي السياسة الخارجية الأمريكية ،وكانت أهم ملامح هذه السياسة المتشددة إعلان الحرب على الإرهاب كأولوية للسياسة الخارجية الأمريكية، وظهر مبدأ ابتدعه المحافظين الجدد باسم "الحرب الإستباقية ضد عدو محتمل" فتم إعلان الحرب على أفغانستان عام 2001 للقضاء على حركة طالبان ، وتم احتلال العراق عام 2003 بذريعة امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل ،وتم تشجيع إسرائيل لشن عدوانها على لبنان عام 2006 للقضاء على حزب الله، ومن ثم أرسلت الولايات المتحدة قواتها العسكرية إلى الصومال عام 2005 لدعم أمراء الحرب ضد المحاكم الإسلامية ،وفي عام 2008 سعت الإدارة الأمريكية إلى محاولة بناء درع دفاع صاروخي في بعض الدول الأوروبية المحاذية لروسيا، وأدت إلى اشتباكات دموية بين روسيا وجورجيا بشأن أبخازيا وأوستيا ، واستخدمت الولايات المتحدة القوة المفرطة في أماكن متعددة ، وحاولت تفعيل نظرية المؤامرة ضد أنظمة حكم في بلدان أخرى ادعت إدارة بوش أنها دول معادية لأمريكا مثل إيران وسورية والعراق وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها من الدول ، ومن أجل تحقيق هذه السياسة تكبدت الولايات المتحدة أعباء مالية ضخمة ، وأدت إلى آثار سلبية تم إلحاقها بالإقتصاد الأمريكي، وأدت إلى أزمة مالية بدأت في العام 2008 ألحقت أضراراً بالإقتصاد العالمي، ومازالت آثارها مستمرة حتى يومنا هذا .
كل هذا ينطلق من النظرة الأمريكية إلى العالم على أنه عبارة عن أقاليم متمردة يجب إعادتها إلى بيت الطاعة ،واتبعت الإدارة الأمريكية الفاوستية روحها الشيطانية لتغيير العالم كما تشاء،وكان لابد من وجود الآخر الذي على خطأ تماماً ، ليوحي للقطب الأوحد بجدوى وجوده، وتصرفت الولايات المتحدة كعصابة في خضم الأحداث المتلاحقة في فترة الرئيس بوش ،وليس كدولة ، ‘ذ أنها انفلتت من عقالها وأصبحت خارج اي قانون ، فبدلاً من الجهد الجماعي العالمي والمنظم لمكافحة الإرهاب وأسبابه ،انفردت أمريكا بإعلانها وخوضها لحروب على أعداء قد لايكونون بالضرورة أعداء حقيقيين للعالم بأسره .
السؤال المهم هنا والذي يدعو إلى التأمل هو السؤال التالي : ما الذي جعل الولايات المتحدة تفقد عقلها على أثر انهيار برجي نيويورك ؟ هل بسبب سقوط ضحايا أم أنه خدش هيبة الإستبداد ؟
مما لاشك فيه أن الولايات المتحدة لاتهتم بسقوط آلاف الضحايا، إذ أن القيم لاتتجزأ، فنظام قتل عشرات الآلاف في العراق 
وأفغانستان وغواتيمالا وتشيلي وفيتنام وبنما وجرينادا. إن دولة كهذه ليست معنية بالضحايا الذين سقطوا بسقوط برجي التجارة ،إنما ما يعني هذه الدولة هو المس بهيبتها وغطرستها ، وما يمثله هذا السقوط من إعتداء على الرمزية التي يعنيها هذان البرجان من جنون العظمة الأمريكية .
انتهت مرحلة جورج دبليو بوش الذي كان أكثر الرؤساء الأمريكيين تطرفاً وصلفاً على صعيد السياسة الخارجية ،وأوصل العالم إلى أقصى درجات التوتر والإحتقان غير مسبوقة خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، بسبب السياسات العليائية والعدوانية المخالفة للقوانين الدولية ،إذ لم تعرف أمريكا والعالم كذباً ونفاقاً سياسياً كما عرفته في عهد الرئيس بوش الذي ودع البيت الأبيض بفوز الرئيس أوباما في الإنتخابات الأمريكية عام 2008 على وقع الأزمة الإقتصادية الكبرى التي تسببت بها إدارة بوش،وكانت إدارة أوباما بمثابة إدارة لخروج الإقتصاد الأمريكي من مغبات هذه الأزمة ووضع الخطط للحد من تداعياتها.
خلال السنوات الأولى من فترة رئاسة أوباما كان يحاول أن يحقق أهداف سياسته الخارجية باعتماده بدرجة كبيرة على مبادراته الشخصية ، وشعوره بأهمية عامل الوقت ، إذ قام بإعداد جدولاً زمنياً لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ،وحدد بعض السياسات لإنهاء حرب الإستنزاف في أفغانستان، وحاول أوباما أن يتشارك العالم مع أفكاره خلال فترتيه الرئاسيتيين ، لكنه يبدو أنه اكتشف أن كافة الدول لديها أفكارها وخططها الخاصة ،وحاول أن يقدم نفسه كصانع سياسات جديدة ومختلفة في علاقة الولايات المتحدة مع العالم العربي الذي استبشر بقدوم رئيس أمريكي أسود ومن أصول مسلمة ومن بيئة مختلفة عن بيئة سلفه بوش ،لكن أوباما كان عاجز عن تقديم أية دلائل للبرهنة على نيته فتح صفحة جديدة مع العرب ،وفيما يتعلق بالصراع العربي -الإسرائيلي مازالت الإدارة الأمريكية تتبنى الرواية الصهيونية وتقدم لها كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري بلا حدود .
العالم الذي يواجهه الرئيس أوباما اليوم مختلف كثيراً عن ذلك الذي كان حين دخل البيت الأبيض قبل نحو ستة أعوام ، بعد كل هذا التردد والغموض والإرتباك في سياسة أوباما الخاجية ، يبدو أن مجريات الأحداث قد خرجت عن سيطرته،فالرئيس أوباما الذي حاول خلال فترة رئاسته وضع رؤية خاصة به لسياسة داخلية وخارجية،وقارب ذلك بمهارات التواصل والخطابة ،يواجه عالم فقد عقله وحروب في أكثر من مكان ،ويواجه تهديدات للمصالح الأمريكية ولحلفاءها في المنطقة ،ويواجه أيضاً الشعب الأمريكي الذي ملَّ الحروب ونفذ صبره من التدخلات العسكرية الأمريكية في شؤون العالم،وربما أننا أمام حالة عنوانها أنه منذ الحرب العالمة الثانية يظهر شعار أن على الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها قيادة العالم غير حقيقي لا سيما في الوقت الراهن .
فالولايات المتحدة في عهد أوباما لم تحقق أية اختراقات في الملفات الساخنة في السياسة الخارجية لا في منطقة الشرق الأوسط ولا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ، ولا في ملف إيران النووي،وفشلت في إعادة الأمن والإستقرار إلى العرق بعد انسحاب قواتها،وكذلك فشل ذريع في موقف عدم الموقف من المتغيرات المتسارعة التي تحصل في العالم العربي ،كما أن خطة الخروح المنظم من أفغانستان تترنح مكانها، وشارفت روسيا على غزو أوكرانيا ولم يجرؤ أوباما على منعها،وفي الوقت الذي يظهر فيه العالم مشتعلاً في أكثر من مكان ،يتابع الرئيس أوباما عطلاته لممارسة رياضة الغولف، وقيامه بالإدلاء بتصريحات صحفية والحديث عن الصراعات في العالم ، فيما يظهر وهو هادئ ذو رؤية مشوشة، متردد، غير واثق ، بدا وكأنه رئيس غير ملائم لهذه المرحلة.
جاء ذبح الصحفي الأمريكي على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية ، والذي جرى تصويره وتناقلته وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ، وشكل صدمة مروعة للشعب الأمريكي وللعالم ، نقول جاء هذا الحدث ليشكل تحدياً لقوة الولايات المتحدة وصفعة قوية لهيبتها ونفوذها ، حينها فقط تحركت الولايات المتحدة واستنفرت الإدارة الأمريكية طاقمها من أجل حشد تحالف واسع لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والقضاء عليها، أفضت في النهاية إلى تشكيل ماسمي بالتحالف الدولي الذي ضم أكثر من أربعين دولة من ضمنهم ثمانية دول عربية ، هذا التحالف الذي باشر أعماله الحربية بشن ظائراته غارات يومية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في العراق وسورية .
وأصبح أوباما يطل علينا كل يوم بقامته الفارعة لينظِّر عن الإرهاب الذي يهدد مصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي والحلفاء الإقليميين ، هذا الإرهاب الذي لابد من القضاء عليه لكن الولايات المتحدة لن ترسل قوات تقاتل عن أحد ، إذ أن المطلوب قيام مشاركة الجميع في دفع تكاليف فاتورة الصلف والعهر الأمريكي.
قبل بضعة اسابيع فقط ، قام الكيان الصهيوني بارتكاب مجاز يندى لها جبين الإنسانية في قطاع غزة ،وقتل آلاف الفلسطينيين ومن بينهم مئات الأطفال والنساء، وهدم عشرات آلاف المنازل والمنشآت، ولم نسمع إدانة واحدة من هذا المجتمع الدولي الذي يسارع الآن المشاركة بحماس في ضرب تنظيم الدولة .
في الأزمة الحالية، تعود جذورها إلى أن من يبيع روحه للشيطان ياكله الشيظان في النهاية ، وأن من يربي وحشاً ويسمِّنه، سوف يرتد هذا الوحش يوماً ما نحو صاحبه ليأكله بعدما يأكل جميع الخراف ولايعود هناك حملان صغيرة للطعام،هذا ما حصل مع أمثلة كثيرة لعل أبرزها ، تحول جنرال بنما نورييغا الطفل الدلل للمخابرات المركزية الأمريكية إلى مطلوب للعدالة، وهذا ما حصل حين تحول مقاتلو طالبان تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن من مقاتلين من أجل الحريةحين كان هذا القتال يخدم المصالح الإستراتيجية الأمريكية ،إلى مجرد إرهابيين وأشخاص مطاردين ومطلوبين للعدالة الدولية بعد أن انتهى زواج المصلحة معهم
بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، وسط حاملات الطائرات والبوارج الحربية الأمريكية المتجهة إلى الشرق ، لم يكن أحد يريد أن يتوقف قليلاً من أجل معالجة أكثر حكمة وعدلاً، لقد فقد العالم السيطرة على توازنه لمصلحة الإنصياع الكامل للإرادة الأمريكية.
في المشهد الحالي في العراق وسورية يتكرر الصلف الأمريكي،في قيادة العالم مرة أخرة نحو الهاوية، لأن أمريكا تعتقد أن هذه القيادة في تمثلها بالسلطة تمنحها أمناً داخلياً، لكنها تتحول إلى الإستبداد حين تشعر بتفوقها ، وهذا النوع من الأنظمة نراه ينزع إلى حدود السلطة المطلقة 
لأنه مقتنع أن القوة إلى جانبه وكذلك الحق،ولايكتفي بالنصر في أي حرب ،بل لابد من أن يكون الآخر الذي انتصر عليه مجرماً شريراً، هذا تماماً ما فعلته الولايات المتحدة مع جميع خصومها المفترضين، وهذا ما تفعله الآن في سورية والعراق .
لقد حاولت الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما أن يضع العالم أمام خياران، إما أن تكون مع قوى حلف الناس الطيبين المتحضرين الذين يريدون محاربة التخلف والهمجية ، أو أنك ستكون في حلف آخر مع فريق يتبنى التشدد الديني وخطابه متعصب يعتمد على قطع أعناق الآخرين.هذا الأمر يشكل استبداد من قبل الولايات المتحدة ،لايقل عن استبداد القوى التي تعتبرها أمريكا أنها قوى ظلامية وتريد محاربتها،فأي الإستبدادين أخظر ؟

هدف الغزوات العربية النهب والسلب وليس الدين/ لطيف شاكر

يقول توماس ارنولد المؤرخ في كتابه اوربا في العصور الوسطي ترجمة د.سعيد عبد الفتاح :
ان حركة التوسع العربي كان عبارة عن هجرة جماعة بسيطة دفعها الجوع والحرمان الي ان تهجر صحاريها الجرداء وتجتاح بلاد اكثر خصوبة كانت ملكا لجيران اسعد حالا وحظا منهم

ويقول عمرو بن العاص  في احتلاله لمصر : نحن العرب من اهل الشوك والقرظ ..كنا اشيق الناس ارضا .وشره عيشا  نأكل الميتة والدم ويغير بعضنا علي بعض ..فلو تعلم ماورائي من العرب ماأنتم فيه من العيش لم يبق احد الا جاء ..(شمس الدين الذهبي سير اعلام النبلاء)  

ويقول ابن خلدون عن العرب  فصل 26:  ان العرب اذا تغلبوا علي اوطان اسرع اليها الخراب 
فطبيعتهم انتهاب ما في ايدي الناس وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في اخذ اموال الناس حد ينتهون اليه بل كلما امتدت اعينهم الي مال او متاع او ماعون انتهبوه
امثلة بسيطة
عندما قام صاحب اخنا لعمرو بن العاص :اخبرنا ما علي احدنا من الجزية فنصير لها فقال عمرو وهو يشير الي ركن كنيسة لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم
يقول المقريزي في المواعظ والاعتبار ج1 : أن عمراً أعلن لأهل مصر: أن من كتمنى كنزاً عنده فقدرت عليه قتلتهوقيل له أن قبطياً من الصعيد اسمه بطرس لديه كنز فرعونى فحبسه عمرو واستجوبه فأصر على الإنكار، وعلم عمرو مكان الكنز فاستولى عليه وقتل المصرى وعلق رأسه على باب المسجد، فارتعب الأقباط ومن كان عنده كنز أسرع بتسليمه إلى عمرو
ان الغزو هو فكرة العربي الذي نشأ علي الاغارة والحرب والغزو فيعتقد انه السلوك الارقي طالما يمكنه من الحصول علي احتياجاته وزيادته  علي حساب الناس  ويضعه في مكان السيادة فيسمي القتل فروسية والغزو جهاد في سبيل الله والقتل شجاعة وذبح الرقاب بطولة  "سناء المصري في هوامش الفتح العربي"

وقد جاء بمروج الذهب  للمسعودي : ان عمرو بن العاص عندما مات ترك ثروة عبارة عن  رقبة جمل مملوءة بالذهب و70 بهارا دنانير وعشرين جلد ثور ملء الواحدة اردبان فضة وغلة بمائتي الف دينار وضيعة قيمتها 10  مليون درهم
وهكذا كل الولاة بلا استثناء والمقال لايسمح بالاستفاضة لانهم كثر

 ويعلق ابن ظهيرة علي هذا الوضع في كتابه الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة : ولم تزل ملوك مصر ورؤوساءها من عمروبن العاص والي وقتنا هذا يجمع كل واحد منهم اموالا لاتدخل تحت الحصر وكذا الامراء والوزراء والمباشرين علي اختلاف طبقاتهم كل منهم يأخذ اموالا لاتحصي في حياتهم.

ولكي اثبت ان الهدف هو المال  والنهب والسلب : لما راي هرقل ماكان من استيلاء العرب علي سوريا خاف علي مصر التي لم يبق له من الشرق سواها لئلا يلحقها مالحق غيرها واراد ان يستبقيها له  فعقد معاهدة مع الخليفة عمربن الخطاب مؤداها ان يدفع الي خزينة المسلمين جزية سنوية قدرها 200 الف دينار نظير تغاضيهم عن غزو مصر وبعد ثلاث سنوات لم يدفع هرقل المبلغ المتفق عليه فاعتبرت المعاهادة لاغية . وبالغاء المعاهدة  تم تنفيذغزو مصر وسهل له ذلك بقوله ان في فتحها عونا عظيما للمسلمين فهي اكثر الارض اموالا واجزلها خيرا (يوحنا النقوسي + ساويرس بن المقفع تحقيق المؤرخ عبد العزيز جمال الدين)

يرسل عمربن الخطاب الي عمرو بن العاص كتابا يقول : اعمل فيه  "حفر قناة امير المؤمنين"وعجل أخرب الله مصر في عمران المدينة" الطبري ج4  ص 100+السيوطي حسن المحاضرة  ص63

يقول سليمان بن عبد الملك لاسامة بن زيد :احلب حتي ينقيك الدم فاذا انقاك الدم حتي ينقيح القيح لاتبقيها لاحد بعدي   (المقريزي المقفي الكبيرص)39
جنون الاسنزاف الذي سيطر علي الخليفة العربي جعله لايقنع بمجرد حلب اللبن فطالب متولي الخراج بحلب الدم ثم لايكتفي بحلب الدم فيطالبه بحلب صديد الجروح العميقة حتي يترك البقرة اي مصر جثة هامدة ليس فيها شئ بعده

يقول  الكاتب الكبير الاستاذ طلعت رضوان في مقال الغزو العربي وكيف تعامل معه  المؤرخون  الاتي
تاريخ الغزو يمتلئ في كتب كتبها مؤرخون مؤمنون بالعروبة والاسلام ولكنهم  قلة التزمت الامانة في نقل وقائع الثورات وقمعها بوحشية ونهب خيرات مصر الذي فاق مافعله كل الغزاة السابقين .
ان العقل الحر القارئ لهذه الوقائع يؤمن أن الغزو العربي كان هدفه نهب ثروات مصر مثل اي محتل اجنبي وليس نشر الاسلام كما يردد اصحاب المباخر علي حد قول استاذ خليل عبد الكريم

ويستطرد قائلا :قبل التطرق لمشاهد وتاريخ الغزو الإسلامى سنجد أنفسنا أمام إشكالية وملابسات تطرح نفسها من خلال مشهد تاريخى محدد سيُبدد فكرة نشر الدين الإسلامى بين الشعوب , فالغزو الإسلامى لمصر كان فى عهد عمر بن الخطاب وبقيادة عمرو بن العاص ولم يكن حينئذ فى يد الغزاة نسخة من المصحف حتى يقدموها لشعب مصر كبيان لرسالة جديدة تطلب الإيمان والقبول , فقد تم تجميع المصحف لاحقاً فى عهد عثمان بن عفان
مقولة أن الغزوات الإسلامية كانت لنشر الدين الإسلامى ليس لها ما يمنطقها , فمن أساسيات الدعوة أن يتم تقديم المصحف لكى تتطلع عليه شعوب هذه البلاد مصحوباً بمتطوعين من الدعاة للتبشير بالدين الجديد قبل الغزو لتكون القوة العسكرية هنا مُبررة بدعم المؤمنين الجدد من بطش الحكام الوثنيين ... ولكن هل هذا حدث ؟!!.. هل تم تسريب حفنة من المصاحف والدعاة قبل الغزو الإسلامى لتنخرط شرائح من الشعب المصرى فى الإيمان بالإسلام وتنتشر بؤر المؤمنين مما يستدعى حمايتهم وتقديم الدعم لهم وتشجيع الغير مؤمنين على إعتناق الدين الجديد ؟!! .. بالطبع لم يحدث لأنه ببساطة شديدة لم يكن هناك مصحف فى يد الغزاة ولم يكن هناك دعاة بل جنود يحملون سيوفاً ودروعاً تأمل فى الغنائم والسبى وقادة يأملون فى الجزية والخراج لتظهر الملامح الحقيقية لهذا الغزو بدون رتوش فهو إستعمارى توسعى ناهب بدون أى هالات تستره

يقول عمرو بن العاص  الفاتح كنور مصر والمحتل لارض مصر عندما عزله عثمان بن عفان عن خراج مصر أكون كماسك البقرة وغيري يحليها

يقول النيقوسي  :فانه لم يدخر عمروبن العاص وسعا لتحقيق هدفه واستخدام كل وسائل الحرب في عصره كما يقتضي منطق الغزو لاخضاع البلد المطلوب ربما كان الحرق او التهديد بالحرق اكثروسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن اما تلك التي سلمت سريعا فقد كان يضاعف الضرائب ثلاثة امثال كعلامة من علامات الخضوع

فالغزو لم  يكن قضية الاسلام وليست قضية اختلاف الاديان  علي سبيل المثال دخل اهل الحرس الاقباط الاسلام لانهم كانوا ميسورين الحال وارادوا الاحتفاظ بثرواتهم واتقنوا اللغة العربية ونبغوا في علوم الفقه والتفسير وغيرها من العلوم العربيةوتبنوا الثقافة العربية قلبا وقالبا  وصاروا نموذجا للمصري الحامل للعقل العربي  ومع هذا لم يشفع لهم كل هذا بل اصرت الروح القبلية المتعصبة علي ان تضعهم في مرتبة ادني

رغم ان العرب كانوا يسكنون ارض القبط وينعمون بثروات القبط وياكلون مما يزرع القبط الا ان انهم  ترفعوا  عليهم وكأنه من المسلمات الطبيعية لدي العرب ان يعمل القبط للعرب ويكونون في نفس الوقت عبيدا لهم وفي ادني درجة ذميين لاارادة لهم 
(المؤرخ عبد العزيز جمال الدين تاريخ مصر وسناء المصري هوامش الفتح العربي)
ويذكرابو المحاسن بن تغري في النجوم الزاهرة في وصف عمروبن العاص لمصر فيقول :
اهل ملة محقورة وذمة مخفورة يحرثون بطون الارض ويبذرون بها الحب يرجون بذلك النماء من الرب  لغيرهم ماسعوا من شقائهم
 وفي موضع آخر يقول واصفا مصر: اذ هي  لؤلؤة بيضاء عنبرة سوداء فاذا زمردة خضراء فاذا هي ديباجة رقشاء فتبارك الله الخالق لما يشاء
ويصفها  ايضا :بان نيلها عجب وارضها ذهب وخيرها جلب وملكها لمن سلب ومالها رغب وفي اهلها صخب وهي لمن غلب
وفي مخطوطة قبطية قديمة  تقول :تلك الامة تحب الذهب والفضة والنساء والخيل ولذات الحياة

هذا غيض من فيض والبقية تأتي...,


كذب رجال الداخلية ولو صدقوا/ أشرف حلمى

بعد المصطبه العرفية لكذاب الداخلية الاول محمد ابراهيم الإخوانى الاصل مع الوفد الكنسى ممثل أقباط جبل الطير بالمنيا وذلك بعد غزوة رجال الداخلية الشهيره والتى استولى فيها الغزاة على ممتلكات واموال الضحايا بالقوة بالإضافة الى القبض عليهم وتعذيبهم وتلفيق التهم اليهم وترويع جميع الاقباط هناك اثر اختطاف السيدة القبطية إيمان مرقص صاروفيم منذ 3 سبتمبر حتى تطورت الاحداث الى ان وصلت لقمتها كما نعرف , وإذ بوزير الداخلية الهمام يؤكد للوفد بان إيمان ليست مخطوفة بل قامت بإشهار إسلامها رسمياً بتاريخ 15 سبتمبر الجارى .
ولكن لحظ الوزير الاسود وعصابته ان تهرب سيدة جبل الطير سالمة من خاطفيها نافية إشهار إسلامها تاركة خلفها احتمالان كلاهما مر .
١- ان تكون مشيخة الأزهر شاركت بالفعل عصابة الداخلية التزوير فى إستخراج شهادة إشهار إسلام للسيدة المذكورة .
٢ - امتلاك وزارة الداخلية جميع الأختام الخاصة بكل من السجلات المدنية ومشيخة الأزهر كى يسهل عليها تزوير كل من شهادات إشهار إسلام من تريد اسلمتم وشهادات ميلاد رقم قومى جديد لهم .
ومن الغريب والمثير للشك ان مؤسسة الازهر قد تكون متورطة بالفعل فحتى الان لم يصدر للازهر اى تصريح بهذه القضية حتى الان بالرغم من مرور ما يقرب من اسبوعين على اشهار اسلاهما كما ادعى الوزير . 
وهذا يؤكد المخطط الوهابى الإرهابى السعودى القذر منذ ثورة 52 للقضاء على المسيحيين فى مصر بمشاركة عملائها فى مصر حتى بعد ثورة يونيه .
لذا أطالب بإعادة جميع القبطيات المختطفات اللواتى تمت اسلمتهم ومحاكمة وزير الداخلية الفاسد محمد ابراهيم وجميع رجال الامن المتورطين معه وكافة شيوخ السلفية والإخوان وكل من شارك فى افلام الاسلمة الجبرية للمسيحيات بتهمة الغش والتزوير والخيانه العظمى التى قد تؤدى الى تهديد الامن القومى بإثارة الفتن الطائفية والأثار التى قد تترتب عنها من تهجير قسرى للمسيحيين وخلافه كما حدث من قبل فى جميع القضايا السابقة لتفيذ المخطط الخارجى لتقسيم البلاد .
واخيراً هل سيستمع السيد الرئيس السيسى بعد عودة من الولايات المتحدة الإمريكية لشكوى الاقباط والنظر الى كافة طلباتهم من خلال البيانات التى صدرت عن عشرات المنظمات والهيئات القبطية وخاصة بعد الاحداث الاخيره فى جبل الطير ؟ ام سيترك الأمور كما هو عليه كما فعل جميع الرؤساء السابقين الى ان تضيع البلد ونرجع الى نقطة الصفر كما يريدها البعض . 
هذا وقد أخشى ان تصاب سيدة جبل الطير او عائلتها بسوء من عصابة الداعشى مدير امن المنيا على غرار ما حدث مع جميع ضحايا شهود الإثبات فى قضايا الاخوان الإرهابية وخاصة رجال الامن إكراماً لوزير الداخلية ذو الجذور الإخوانية .

الكيان الإسرائيلي وعقدة أيلول/ علي هويدي


كان من المفترض أن يحتفل نتنياهو وفريقه الأمني وكيانه المغتصب وتوزيع الحلوى السياسية والدبلوماسية بمناسبة مرور 17 سنة على إغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الأردنية عمان، إلا أن المشيئة والعناية الإلهية، ثم كفاءة وقدرة الحرس الخاص حالت دون تنفيذ المهمة، ليتحول تاريخ 25/9/1997 إلى علامة فارقة في صراع نتنياهو مع المقاومة وكان حينها رئيساً لوزراء الكيان الإسرائيلي، وليتحول الحدث إلى كابوس مزعج وعقدة إستراتيجية في مسار تحقيق الرؤية الصهيونية في سياق الصراع العربي الإسرائيلي.
فشل عملية الإغتيال الإرهابية على يد الموساد واعتقال الفاعلين ومبادلتهم الفوري من قبل الحكومة الأردنية بمؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ احمد ياسين، الذي كان معتقلاً في السجون الإسرائيلية منذ العام 1989، مقابل تسليم الترياق وشفاء مشعل، أدت إلى إحراج نتنياهو ورئيس الموساد آنذاك داني ياتوم، فعلى صعيد الجبهة الداخلية الإسرائيلية قيَّمت حكومة الإحتلال العملية على أنها عمل صبياني ونظرت إلى "رئيس الوزراء" كرجل فاشل في الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني بالتخلص من أحد أعمدة المقاومة بعد العمليات الإستشهادية الناجحة التي نفذها عدد من مقاتلي حركة حماس داخل فلسطين المحتلة عام 1948 إثر اغتيال الإحتلال للقائد القسامي الشهيد يحيى عياش في بيت لاهيا في قطاع غزة بتاريخ 5/1/1996، حينها لم تكن قد توقفت الإنتقادات والإتهامات لنتنياهو وفريقه بعد إبادة 12 جندي من وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية "الشييطت"على يد حزب الله في خراج بلدة أنصارية جنوب لبنان في الرابع من أيلول 1997، والإحراج لم يقتصر فقط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فقد تعداه إلى توتير العلاقة مع الأردن الذي تربطه معها معاهدة سلام ضمن إتفاق وادي عربة الذي تم التوقيع عليه في 26/10/1994، و"للتكفير عن الذنب" ذهب نتنياهو وقدم الإعتذار شخصياً للملك الأردني الراحل الحسين بن طلال. ولم يسلم الكيان المغتصب من المأزق الدولي الذي وقع فيه، فقد استخدم عناصر الموساد المكلفين باغتيال مشعل جوازات سفر كندية مزورة، أدى الى أزمة دبلوماسية بين الطرفين، واستدعت كندا حينها سفيرها في دولة الكيان احتجاجاً، عدا عن النظرة الغربية الدولية للكيان بالإنتهازية والإستغلال وتنفيذ الغاية مهما كانت الوسائل ولو على أدى إلى سرقة شرعية الآخرين. أدركت الإدارة الأمريكية من أن اغتيال مشعل سيسبب أزمة عالمية وسيعيق مسار التسوية وعملية السلام في المنطقة لذلك تدخل الرئيس الأمريكي بيل كلنتون وأصر على تسليم الترياق. 
في مراقبة دقيقة للرسم البياني للإحتضان الشعبي للمقاومة قبل وبعد محاولة الإغتيال الفاشلة، سواء في الوسط الفلسطيني أو المتضامنين من العرب وغير العرب، نجد بأن المؤشر قد ارتفع وبشكل ملحوظ خاصة بعد أن قام بزيارة مشعل في المستشفى والإطمئنان على صحته كل من الملك حسين، والرئيس الشهيد ياسر عرفات، وقد قال مشعل حينها تعليقاً على محاولة إغتياله بأنها تحولت من "محنة الى منح عديدة منها سقوط أسطورة الموساد"، فقد قفزت القضية الفلسطينية قفزات نوعية، وتبوَّأت صدارة الأحداث المحلية والإقليمية والدولية ولفتت نظر العالم الى حقوق الشعب الفلسطيني، وللمفارقة كان حينها ذكرى مرور أربعة سنوات على توقيع إتفاق أوسلو في 13/9/1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الإسرائيلي ولم يكن قد تحقق شيئ من الإلتزامات الإسرائيلية، ومرور ستة أشهر على توقف المفاوضات في محاولات دولية لإعادة إحيائها من جديد. 
وبعد 17 سنة على محاولة اغتيال مشعل يعود نتنياهو الى رئاسة وزراء الكيان، وتبقى دائرة الصراع مع الكياني الصهيوني مستمرة، فالعقدة التي يعيشها الكيان الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني والمقاومة لا تتوقف عند أيلول وما فيه من أحداث جسام، بل تعود الى جذور الصراع مع الكيان المغتصب واستمرار وثبات إرادة الشعب الفلسطيني على المقاومة وتحصيل حقوقه المشروعة على مدى ما يقارب القرن من الزمن؛ منذ وعد بلفور 1917 مروراً بالإنتداب البريطاني على فلسطين في العام 1918 وقيام دولة الكيان الإسرائيلي عام 1948 وما تبعها من تكريس للاحتلال لكل فلسطين التاريخية في العام 1967 حتى اليوم، ولتعود ظلال كابوس المقاومة في أيلول تنسج خيوطها بعد عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، والآن في مفاوضات القاهرة، ولتبقى حتى زوال الاحتلال..
*كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
بيروت في 25/9/2014

ماذا يقولون بالأرامية: يكفي اللبيب؟/ جواد بولس

أوثر أن لا أعود إلى الكتابة حول وطنية العرب الفلسطينيين المسيحيين ودورهم التاريخي في المنطقة، وكيف أثرى وجودهم حضارة وثقافة المجتمعات الشرق أوسطية على مدى الحقب والزمن؛ أقول هذا وأعي أن بعض الغيوريين كتبوا ليفنّدوا حجة من ادّعى بجهله، مؤخرًا، أن أولئك أراميون، فاستفز "كشفُه" الواهي حبرٓ البعض، فنطقت أقلامهم بأمانة ومنطق معرّية الفرية ومزيلة عنها، بالعقل والعلم والوطنية الحقة الصادقة، رقائق الزيف والبؤس والضغينة.
الادّعاء بأن المسيحيين العرب مواطني اسرائيل هم من قومية أرامية هو فقاعة، كان الأولى بجميعنا أن لا نعيرها التفاتة ولا لمطلقيها، بل أن نتركها تطير ليبلعها الفضاء؛ فمن هباء ولدت وإلى هباء ستعود.
 فما يجب، برأيي، أن يشغل بال قيادات الجماهير العربية الوطنية في البلاد هو مستقبل مـن بقي من المسيحيين الفلسطينيين العرب، وليس تواريخ انحدارهم من "تغلب" و"لخم" و"غسان". فبيننا إجماعان، حول هذه المسألة:
 الأول - أن أعداد المسيحيين العرب في فلسطين التاريخية في تناقص صارخ مستمر، حتى بات وجودهم هامشيًا، وليس ذا وزن وتأثير في المناخ العام السائد في المجتمع الإسرائيلي الكبير، أو في فضاء المجتمع العربي المحلي، الذي يشهد، منذ عقود، انحسارًا في التوليفة الاجتماعية المدنية المشتركة لصالح هيمنة ثقافة إسلامية استحواذية بارزة ضابطة لكل مناحي الحياة في القرى والمدن ذات الديانة الواحدة، وكذلك في القرى والمدن المختلطة، بتفاوتات لا محل لذكرها هنا.
 أمّا أصحاب الاجماع الثاني، فأقرّوا بضرورة المحافظة على الوجود المسيحي في مجتمعاتنا، لأن فيه إثراءً للثقافة والحضارة وسعادة البشر 
لتناقص أعداد المسيحيين في فلسطين أسباب عديدة، وهي للتأكيد، لم تبدأ في عهد داعش وأمثالها، ولا جراء صدام مع الاخوة العرب المسلمين، ولا نتيجة خوف، حقيقي أو وهمي أو مصنّع- كما هو الحال في بعض المواقع اليوم- من جيرة مشتركة، وعيش لم يعرف، بقواعده العامة، إلا وحدة المصير والحياة المشتركة.
في الماضي رصد بعض المتخصصين هذه الظاهرة المقلقة وكتبوا، قليلًا، عن أسبابها، فوجدوا، مثلًا، أن الدول الاستعمارية الغربية لعبت دورًا هامًا في تشجيع المسيحيين على الهجرة، لا سيما عندما ساد الفقر وغزا الجوع ربوعنا، حينها توهّم البعضُ أن الهجرة وعد وحلم، والغرب سيكون حاضنةً طبيعيّةً ومشتهاة. ثم جاءت إسرائيل وجادت بأحابيلها التي لم تنقطع ليوم؛ فأغوت من أغوت، وغررت بأخرين واشترت (يهودا)، وأمثاله  يعيشون وعاشوا بيننا منذ زمن المسيح.
لماذا وكيف يتبخّر الوجود المسيحي العربي من أرض المسيح؟
 هو موضوع جدير بالدراسة والتحقيق بشكل مهني وعلمي، وباستقامة أكاديمية وجرأة إنسان حر، فأنا متيقن، مهما كانت أسباب الهجرة والتهجير وما هي دوافعها ومسبباتها في هذه الأوقات، من أن مصير المسيحيين العرب في فلسطين قد حسم، وهزيمة وجودهم، الحي والمؤثر، حاصلة على أرض الواقع.
 للكشف عن أسباب حدوث هذه الهزيمة أو نفيها، أهميّة قصوى وأمل؛ على أن يكون ذلك من قِبل  خبراء غيورين وليسوا مزايدين، أو علماء أكفاء وليسوا مهاترين، فكم نتمنى مجتمعًا يرفل بنسيج اجتماعي مشترك، وينهل من  ثقافة معمّدة ممزوجة من ينابيعها التاريخية.
لينتظر من يعوّلون على "جودو العربي" وعلى ما سيجده من بيّنات وبراهين إزاء تلك القضية المأساة، أمّا أنا فسأحيلكم إلى كتاب حديث بعنوان" تواقيع على الرمل"، وهو عنوان يشي بما عاناه كاتبه، الدكتور حاتم عيد خوري ورفاقه الميامين أعضاء "جمعية أبناء أبرشية الجليل" الذين يخوضون منذ أكثر من عقدين معركة شرسة داخل مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية الجليلية، وكل مرادهم منها أن يتوقف المسؤولون فيها عن التفريط بعقاراتها، ويصحح القيمون عليه، من إكليروس وعلمانيين، ما أسماه الكتاب فسادًا إداريًا وماليًا مزمنًا.    
عندما انتهيت من قراءة الكتاب وما أرفق معه من وثائق خطيرة وهامة، أصبت بحالة قنوط فظيعة. فالكتاب/الوثيقة يسرد قصة عذاب نخبة من مسيحيي هذا الوطن الذين آمنوا وكتبوا ذلك لجميع القيمين على الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة والعالم وأصروا: "على أن ضياع أوقاف كنيسة الروم الكاثوليك، في أبرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل، وعدم استغلال هذه الاوقاف لمصلحة كل ابناء هذه الكنيسة، سيزيد من هجرة أبنائنا إلى خارج البلاد، وسيؤدي، في نهاية الأمر، إلى تحويل كنائسنا من جماعة بشر إلى كنائس آثار ومتاحف وحجر". 
"تواقيع على الرمل" كانت وعود الكهنة التي لم تُحترم ولم تُنفذ، وفيه دليل قاطع عن مسؤولية رؤساء بعض الكنائس والمتنفذين العلمانيين فيها، وكلّهم عرب، عن تلك الهجرات، فجاء ظلمهم أشد مضاضةً من مستعمرين لكنائسنا، التي واجه أبناؤها ما واجهه أبناء أبرشية الجليل وأكثر  وفي نفس الوقت يسطّر الكاتب بدقة ومهنية وافرة، إصرار مجموعة خيّرة من أبناء فلسطين المسيحيين الغيورين على أرضهم والمصممين على البقاء عليها وفيها، لأنهم مؤمنون بما قاله السيد المسيح: "لا تخافوهم فانه ليس من محجوب إلا سيكشف ولا مكتومًا إلا سيعلم ..".  
 في الكتاب نقرأ عن سبب هام ساعد على هجرة المسيحيين العرب، وتنتظر البقية "حاتمًا" آخر ومن يؤمنون: "بإذا أسأتم الأمانة فمن سيعطيكم ما هو لكم؟"
 ليكشفوا عن سائر الأسباب، قبل أن تتحول بقايا المسيحيين العرب لمحميات غير طبيعية في الوطن! وعن هذا قالوا بالآرامية: "داي لِحٓكيما بِرٓميزا"، يكفي اللبيب إشارة ليفهم! 

من داعشى الوهابية لداعشى الداخلية يا قبطى لا تحزن/ اشرف حلمي

بعد ثورتين متتاليتن لم تتغير الحكومه فى علاج القضايا الخاصة بالاقباط  حتى وقتنا فصارت حكومة سحلب حكومة على خطى حكومة منصور الببلاوية مناصرة الوثيقة العمرية العنصرية فى ظل وجود داعشى الداخلية بقيادة ابن مرشد الاخوان محمد ابراهيم وحامى الوهابية الإرهابية وعصابته امثال مديرى امن المنيا والاسكندرية وشمال سيناء بدعم القانون المصرى العنصرى وقضائه المفلس الجبان الذى عجز حتى الان على تطبيق مواد الدستور حفاظاً على دعم الشرعية التى زرعها طنطاوى بدعم امريكى وهابى وثبتها الارهابى مرسى وعصابته وها هو الان يحصد ثمارها المصريين جمعياً وخاصة الاقباط . 
فعانى الاقباط الكثير والكثير منذ ثورة يناير من الحكومة عندما قتلوا فى  ماسبيرو تحت جنازير المدراعات ابان حكم المجلس العسكرى  وهاجمت الداخلية الكاتدائية لاول مره فى التاريخ فى ظل حكومة مرسى بقيادة الإرهابى محمد ابراهيم وكلابه التى مازالت حتى وقتنا هذا والتى ساعدت على هدم وحرق اكثر من ستون كنيسة لذا استعانت به حكومة كل من الببلاوى وسحلب فى تريبة اقباط مصر الذين ساهموا فى نجاح ثورة يونيو .
فى غزة جبل الطير الاخيرة  بإمارة المنيا الداعشية اطلقت الداخلية كلابها تنهش اجساد المسيحيين دون رحمة وبلطجيتها الذين حطموا بيوت ومتاجر وسيارات المسيحيين وكانهم ينتقمون منهم نيابة عن جماعة الاخوان الارهابية .
فمازالت الحكومة بعد ثورثين متتاليتين تتعامل مع المسيحيين دون تغيير طبقاً للمبدأ الوهابى العفن فهى تتبع سياسة الطبطبة والتحسيس مع الإرهابية خوفاً منهم وسياسة البلطجة والعنف مع المسيحيين . ولكن اذا مرت احداث جبل الطير كغيرها دون إقالة كل من زعيم العصابة الداعشى محمد إبراهيم ومحافظ ومدير امن المنيا  فسوف نطالب بإقالة محلب نفسه  والى متى سيظل السيسى يهتم بالاقتصاد والسياسة الخارجية تاركاً أقباط مصر فريسة سهلة لإرهابى كل من الداخلية وصعاليك الإخوان والسلفيين فى ظل غياب القانون ؟ 
فحتى الان أقباط المهجر والداخل مازالوا يدعمون السيد الرئيس السيسى فى حربه على الإرهاب الذى طال المصريين جميعاً , اما اذا جاء الإرهاب من من داخل الحكومة كما فى إمارات المنيا وسيناء دون تدخل الرئيس فسون تكون هناك العديد من علامات الإستفهام .
ولعل إستقبال المصريين الحافل وخاصة الأقباط الذين جاءوا من كندا وكافة الولايات الأمريكية للرئيس السيسى وخاصة بعد غزة الداخلية لجبل الطير يعد رسالة وشكوى قوية له على عكس ما بدر من عناصر الإرهابية المرتزقة .
ومن المثير للضحك والسخرية ان زعيم العصابة الداعشى الشيخ محمد ابراهيم التقى مع وفد كنسى من إمارة المنيا على مصطبة الصلح العرفيه بدلاً من فتح تحقيق عاجل فى الاحداث على غرار جلسات الصلح السابقة قبل الثورة مع شيوخ الاخوان والسلفيين وسلامات يا ثورة . 

الرئيس محمود عباس (الدولة والانتصار)/ سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين 

اخي الرئيس : انك ( اخي ابو مازن ) تصنع معالم الدولة الفلسطينية وتمضي علي الطريق مؤمن بحتمية الانتصار ومستعدا للتضحية وتحمل هموم شعبك .. ولذلك وصفوك ( بالإرهابي الدبلوماسي ) لأنك تمضي في الطريق المحرج لهم والكاشف لكذبهم واستمرار خداعهم للعالم .. وكشف زيفهم وكشف اوراق اللعبة وطرح كل الاوراق بكل صدق وشفافية امام العالم .. فهذا ابسط شيء ممكن أن نعمله في مثل هذا الوقت وهذه الظروف .. فتحية لصوتك الفلسطيني في الامم المتحدة والذي يتلمس حقوق شعبنا ويمضي مطالبا بحقوق دولتنا ..

 كلماتك رغما عن حزنها الا انها تعطينا الامل ويكبر فينا الفرح ويتجدد فينا العطاء من اجل وطنا طالما حلمنا به وكان كل فلسطيني يحمله امانه من خلال وصايا شهدائنا وأجدادنا حيث استمرت مسيرة نضالنا جيلا وراء جيل واليوم يكون الامل هو عنوان مرحلتنا القادمة وكما قالها الرئيس الشهيد ياسر عرفات في نفس المكان لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي ..

 التحية لك اخي القائد ابو مازن .. تحية لجهودك ولصوتك الوطني المعبر عن ارادة شعبنا وعن صمود شعبنا في مواجهة غطرسة المحتل وإرهاب دولة اسرائيل المنظم ... 

كلمة الرئيس محمود عباس تعبير صادق عن ارادة شعب يبحث عن السلام ويرغب في العيش بحرية وامن وحياة حرة كريمة بعيدا عن الاحتلال ....

 نتمنى ان يتفهم العالم صوت شعبنا .. وان يساعدونا من اجل حريتنا وكرامتنا ودولتنا فشعبنا اليوم يتطلع الي انصافه من قبل المجتمع الدولي ويدنا ممدودة الي السلام الشامل . 

شكرا للرئيس محمود عباس علي جهوده وعطاءه فهو حقا يحمل هموم شعبنا اسمحوا لي ان اشكره مع انه لا مجال للشكر فهو الرئيس وهذا واجبه ولكن اشكره لأنه مصر وصاحب قضية عادلة ويمثل كل شعبنا وحقا كانت كلماته اليوم تعبير عن ارادتنا فتحية كل التحية لك اخي القائد ابو مازن ..

 تحية لجهودك ولصوتك الوطني المعبر عن ارادة شعبنا والي الامام حتى تحقيق ارادة شعبنا وقيام دولتنا وقريبا اخي الحبيب ابو مازن سيرفع شبل فلسطيني علمنا الفلسطيني خفاقا فوق ربوع القدس .

 صوتك اخي الرئيس جاء صوتا قويا وأنت تؤكد علي أن منظمة التحرير الفلسطيني لا تقبل القسمة علي اثنين وان شعبنا سيتمر من اجل صنع السلام وأنت تؤكد أن صنع السلام يتم عبر الحق الفلسطيني ..

 لقد بات اليوم التأكيد علي أن الفرصة الاخيرة لصنع السلام القائم علي حل الدولتين هو في غاية الاهمية من اجل المضي قدما نحو الدولة الفلسطينية وانه لا مجال للعب والخداع مرة اخري حيث أن فرصة السلام هي الفرصة المواتية الان ولا سلام دون رحيل الاحتلال .. 

صوتك اخي ابو مازن كان هو صوت الاسري صوت الشعب الفلسطيني صوت كل فلسطين التي قدمت الشهداء عبر مسيرة طويلة من النضال وعبر جيل عاش النكبة والنكسة والانتكاسة وعن اطفالنا الذين يتطلعون الي دولة فلسطينية تكفل لهم العيش بحرية وكرامة وامن وسلام . 

أن رسالتك اخي ابو مازن هي رسالة تعبر عن غضب الشعب الفلسطيني تجاه الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة كما تعبر عن تصميم الشعب على تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وعكس كرامة الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل حقوقه وأعاد رسم خارطة الصراع بشكل واضح بين الشعب الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال وسلطات تطلق العنان للمستوطنين ليمارسوا الإرهاب والانقضاض على الأرض الفلسطينية. 

اننا نتلمس الامل مجددا بصناعة الغد الافضل لأطفالنا ولنعيش بعيدا عن النكبة وان يكبر الحلم فينا وان يكون لنا دولة اسمها فلسطين تسكن فينا ونسكن فيها بعيدا عن الغربة والتشرد والشتات ... 

هذا الشيء الذي ينشده كل فلسطيني حر والذي يبحث عنه كل اب وام فلسطينية أن يعيش شعبنا علي ارضه وان يري اطفالنا اياما كريمة حرة وحياة سعيدة وعطاء من اجل وطننا الذي يعكس طموحنا ومستقبلنا ويحقق وصية اجدادنا .. فلسطين هي ملك الشعب الفلسطيني وهذا هو العدل الذي نعمل ونطمح لتحقيقه من خلال قيام دولتنا الفلسطينية وإيصال صوتنا للعالم والاعتراف بحقوقنا بعيدا عن الارهاب والقمع والتنكيل بشعبنا وان نعيش شعبنا موحدا في اطار المؤسسات ودولة القانون .. انه المستقبل الفلسطيني المشرق والمشرف .. انه التاريخ الذي يصنعه الرئيس محمود عباس .. فتحية لك اخي الحبيب وقائدي ابو مازن ..

كلمة لا بد منها ..

الدولة الفلسطينية المستقلة حلم كل فلسطيني وخيار كل انسان عاش مكافحا من اجل نيل حريته ومستقبل شعبه وابنائه .. اليوم جاء الوقت لكي نقف وقفه شرف وبطولة وفداء وفاء لشعبنا ولشهدائنا الابرار ..
هذا الرجل الرئيس محمود عباس العنيد الثابت علي الثوابت الذي يحمل هموم شعبه لينقل الحقيقة .. وليرسل رسالة المحبة والاسلام بعد كل هذا الدمار والخراب الاسرائيلي من اجل حلم فلسطين واطفال فلسطين .. من اجل جواز سفر وهوية وعنوان للشعب الفلسطيني..

اليوم يجب ان نقف وقفة رجل واحد لنقول كلمتنا .. كلمة حق في كل ما يحدث علي الصعيد الفلسطيني..

نعتقد ان الصمت خيانة والسكوت عار .. وحان الوقت ان يعلو صوتنا دعما لفلسطين .. للثوابت لمنهج الرئيس الشهيد ياسر عرفات .. 

ان للشعب الفلسطيني ممثل شرعي واحد ووحيد و هو منظمة التحرير الفلسطينية ولن نسمح لأي كان بتجاوزها او تمرير اية محاولة للالتفاف عليها لتمرير اهداف (فئوية خاصة) تضر بشعبنا وقضيتنا.

اننا نرفض ونحذر من اية محاولة لتقزيم او تجيير تضحيات شعبنا الفلسطيني الجسام في غزة والضفة لأجندات اقليمية ودولية لأي طرف كان، ونرفض اي مسار لا يلبي مطالب شعبنا الوطنية التي عبرت عنها ارادة شعبنا والقيادة الفلسطينية والمتمثلة بقيام دولتنا الفلسطينية والقدس عاصمتها ... 

إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار لأنهاء حالة الانقلاب والانقسام والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من مشروعنا الوطني الفلسطيني والحفاظ علي منظمة التحرير الفلسطينية والتي هي الدولة وليست حزبا بالدولة.
فلسطين فيها شعب جبار يؤمن بالنضال ويستعد للتضحية وكل مؤامرات تركيعه بائت بالفشل .. هذا الشعب لم ولن يركع .. ولم ولن يفقد بوصله نضاله الوطني من اجل دولته الفلسطينية..

عاشت فلسطين الدولة المستقلة
عاش نضال الشعب الفلسطيني
المجد لشهدائنا الابرار
ومن نصر الي نصر وانها لثورة حتي النصر

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net

ويبقى العلمي عقلاً وضميراً/ د. مصطفى يوسف اللداوي


قلةٌ قليلةٌ هي التي عرفت بإصابة عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" المهندس عماد العلمي، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، رغم أنه أصيب في الأيام الأولى للعدوان، لكن إصابته بقيت سرية، ولم يكشف النقاب عنها، مما جعلها في نطاقٍ ضيق، حُصرت في أهله وخاصة الحركة من القيادة السياسية والأمنية، فما عرفها إلا القليل، رغم أن الكثير قد افتقد غيابه عن حوار القاهرة الأول، الذي سُمي فيه إلى جانب خليل الحية مفاوضاً عن حركة حماس، حيث وصل الأخير إلى القاهرة وحده، ولم يكن معه العلمي، لكن أحداً لم يشك في أسباب غيابه، ولم يفسره أحدٌ باحتمال تعرضه لحادثٍ خلال العدوان.
بصمتٍ أُصيبَ، وتحت وابلِ القصف غادر مكانه الخطر، ودونَ جلبةٍ ولا فوضى بقي في غزة الجريحة يتلقى العلاج، عله فيها يشفى من إصابته، رغم صعوبة الظروف وقسوة الأوضاع، وندرة الدواء وقلة الحيلة، وضيق ذات اليد طبياً، إلا أن حالته تدهورت، وجرحه ساء، إذ أُكتفي بعلاجه في ملاذه تحت القصف، الذي يفتقر إلى كل شئ من سبل العلاج وأدوات الجراحة، فضلاً عن عدم قدرة وصول الأطباء والمسعفين إليه.
بصمتٍ أكبر انتقل إلى تركيا لمواصلة العلاج، فلم تواكبه فرقة، ولم تتبعه جوقة، ولم تنقل وسائل الإعلام صوره، ولم تتناقل الصحفُ أخباره، بل آنسته في رحلته زوجته وولده، فكانا معه وإلى جنبه، خير رفيقين، وأصدق محبين، صامتين مثله، هادئين لا يضطربان، مطمئنين لا يضجان، وراضين بقضاء الله ولا يعترضان. 
أما هو فقد استقبل قضاء الله راضياً سعيداً، شاكراً حامداً، تغمره السعادة، وتسكنه الطمأنينة، ويملأ قلبه الرضا، فقد أصابه ما أصاب شعبه، وحل به بعض مما عانى أهله، فلم يختلف عنهم ولم يتميز، بل نال وسامَ الشرف، وطوق عنه اكليل الفخر، وسبقته إلى الجنة قدمه، التي سيخطر بها يوم القيامة بين يدي الله مفاخراً، وسيدخل بها جنة الخلد راضياً، وسيلتقي بجده رسول الله محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وسيكون معه صاحباً ورفيقاً، فهو حفيده، ومن نسل الدوحة النبوية الشريفة، فهنيئاً لعماد ما قدم، وسَعِد بما سبق به وأعطى.
إنها طبيعة عماد، وجِبلته التي عرف بها، وطبعه الذي اشتهر به، فهو صامتٌ لا يتحدث إلا قليلاً، ولكنه إن تحدث فالدرُ كلامه، والفيصل حكمه، والحكمة قوله، كلماته معدودة، يعدها السامعون، ويحفظها المتلقون، وصوته خافتٌ لا يكاد يدركه المحيطون، لكنه عميق الفكرة، صائب الرأي، صادق القول، جادُ المسعى، حاسم الحكم، لا يرائي فيه ولا يداهن، ولا ينافق ولا يساوم، ولا يقوله رضىً لفريقٍ أو حرصاً على مكانة، بل يقول كلمته بحقٍ ولو أغضبت، ويصدرها كطلقةٍ ولو أصابت، ويقطع بها كسيفٍ ولو أوجعت.
منظمٌ هو ومنسقٌ، لا يضطرب عقله، ولا يختل تفكيره، ولا تتداخل أفكاره، ولا تتناقض اجتهاداته، ولا ترتبك شواهده، ولا تنعدم دلائله، ولا تغيب عنه الفكرة، ولا يضل السبيل إليها، بل تتسلسل في منطق، وتجري تباعاً كسلسلة، يأخذ بعضها برقاب الأخرى حكماً، وتتابع في سهولةٍ ويسر، كماءٍ ينحدر، ينساب بهدوءٍ ولا يتوقف، فلا تفقدها الأحداث حكمتها، ولا تحرفها القذائف وقوة الانفجارات عن مسارها، ولا تغير قناعاته الضغوط وقسوة الظروف، وتوالي الأحداث وتتابع الغارات.
لا تهمه الأضواء، ولا تغريه هالات الشهرة، ولا كاميرات الإعلام، ولا ينافس للظهور، ولا يسابق إلى اللقاءات، ولا يعاتب إن غابت صورته، أو تأخر خبره، أو طوى الإعلام ذكره، ولا يسبق للجلوس في الصفوف الأولى، ولا يسبقه إليها من يهيئ له المكان، ويحجز له المقعد، بل لا يهمه إن تأخر مقعده، أو لم يعرف الناس منزلته، ولم يجلسوه في المكان الذي يليق بمكانته، ويناسب قدره.
فهو رجلٌ قد أغناه الله وطهره، واصطفاه وباركه، وأيَّده بفضله، وعن المفاسد نزهه، فلا يلتفت للمؤيدين، ولا يعنيه المصفقون، ولا يرضيه المداهنون والمنافقون، ولا يسعده المدح، ولا يبطره الغنى، ولا تفسده المظاهر، ولا يسعى لمالٍ يغني، ولا لنفوذٍ يغوي، ولا لسلطةٍ تطغي، ولا تحرك الرغبة في نفسه الأهواء والمطامع، ولا يسكت لسانه مكانة، ولا يطلقه بالمدح والثناء توقٌ إلى منصب، أو حرصٌ على مصلحةٍ، أو سعياً لحاجة. 
إنه عمادٌ الذي عرفته في السجن، وسكنت معه في زنزانةٍ ضيقة، ورافقته في الإبعاد، وعشتُ معه وقريباً منه ردحاً من العمر، فعرفته لا يغضب لنفسه، ولا يُستفز لذاته، ولا يسعى لمصالحه، ولا يقاتل من أجل مكاسبه، ولا ينافس لرفعةٍ، ولا يعاند نكايةً، ولا يظلم نقمةً، ولا يتآمر انتقاماً، ولا يحالف خبثاً، ولا يصادق جبناً، ولا يسكت عن خطأ، ولا يرضى عن انحراف، ولا يقبل بزيفٍ أو ضلال.
سيعود عماد إلى غزة العزة ماشياً على قدميه، مرفوع الرأس، منتصب القامة، شامخ الإرادة، موفور الكرامة، عالي الصوت، صادق الرأي، واثق الوعد، راضي القضاء، ولن تقعده الإصابة، ولن يمنعه عن مواصلة المسيرة ما أصابه، بل سيكون أحد مما مضى، وأكثر صدقاً مما سبق، وأوفى مما كان، وأكثر عطاءً مما عرف عنه، وسيتحدى بقوةٍ، وسيواجه بعزم، وسيتصدى بوعي، وسيبقى عقله اليقظ، وفكره النير، وكلماته الصادقة، وحرصه الأمين، يحمي الحركة، ويدافع عن المقاومة، ويتصدى للخطأ، ويواجه الانحراف، ويقف في وجه مساعي التيه ومزالق الضياع، رافعاً صوته كسيف، لا يخاف ولا يتردد، وضميراً يقظاً لا ينام، وعقلاً نيراً لا ينحرف، فالوطن عنده أسمى، والمقاومة أغلى، والشعب أهله، والجنة مبتغاه، والله ربه، هو حسبه، وهو شافيه ومعافيه، وحافظه وراعيه، فالله خيرٌ حافظاً، وهو أرحمُ الراحمين.

الحنين الى الماضي/ الدكتور رافد علاء الخزاعي

تكلم لي عن ايام شبابه وانطلاقته الحيوية في مباهج الحياة وهو يتكلم عن سحر الخمر والعشق والدياحة بلا قيود وحدود وهو يتافف ويقول لي الان تبت واصلي واحترم حدود الله ولا اتجاوزها........
ولكن صحتي الان تدهورت وهذا مايحزنني لاني لااستطيع اداء الاعمال العبادية بالصورة المطلوبة بسبب سوفان مفاصل الركبة وتشمع الكتف ووهن العظام وهذا مايحزنني ويبكيني لاني خالفت رب العالمين وانا باوج قوتي واعبده وانا باضعف وواهن حال.....
قلت له ان الله ينظر الى نيتنا الصادقة في التوبة ولاينظر الى الاداء المثالي للعبادات لان الاهم هو النية والاستفادة المرجوة من العبادة ام قصصك الماضية فالاحرى ان تكتمها لانها من الاسرار بينك وبين ربك والله ستار العيوب فلاتجعل عليك اكثر من شاهد سيؤثر عليك في يوم المحكمة الكبرى والعرض النهائي....
لان بعض القصص علينا اغلاقها وحفظها في عقلنا الباطن بين طيات النسيان لانه في بعض الاحيان تدغدغ مشاعرنا الطفولية المكبوته فتثير فينا احاسيس جديدة للتحرر من القيود والحدود....
فيا صديقي ان هذه الذكريات يجب أن نغلقها بأقوى الأقفال ولا نفتحها أبداو لا يحق لنا العودة لهاو لا يحق الحنين إليهاو لا يحق لنا السؤال عنها 
ولا يحق لنا حتى أن نكتب أسمائنا على غلافها حتى وإن كانت لنا ....
قال لي وهو يكفكف دموعه نعم يادكتور ولكنها ستكون مسطورة في الكتاب المنثور والذي لا اعرف باي يد ساستلمه هل هو اليمين ام اليسار........
قلت له وانا اسلمه وصفته العلاجية ان الله غفور رحيم ورحمته وسعت كل شيء........
المهم هو التخلص من العادات الضارة مثل التدخين وشرب الكحول او الافراط فيه والجنس الغير المحمي لان هذه الركائز هي الاساس في المحافظة على ديمومة الصحة المستدامة والحفاظ على الجسم السليم

الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للارهاب/ محمد الياسين

هدفنا تجريم الميليشيات دوليا وفرض عقوبات على الداعمين لها
لا خطراً على مستقبل العراق بقدر خطر الميليشيات الشيعية والسُنية، كعراقيين  نرى أن هويتنا الوطنية مستهدفة مهددة بالضياع أن لم تتكاتف الجهود من أجل تدويل القضية العراقية بالشكل الصحيح ، فشل قادة العملية السياسية بتقديم نموذجا ديمقراطياً حقيقيا وبناء دولة المؤسسات فضلا عن المصائب والمآسي التي لم تتوقف منذ عشرة سنوات إلى الان ، لم يتبقى خيار لنا سوى السعي لتدويل قضيتنا عبر خلق القوة الثالثة مفهومنا الجديد الساعين لتسويقه اعلاميا وسياسيا واجتماعيا ، تلك القوة الصلبة هي المنتصف الذي تجتمع فيه قوى المجتمع العراقي  تلتقي بالرؤى والاهداف لتشكل قوة ضاغطة محليا ودولياً .
أطلقنا قبل أيام قليلة حملة وطنية أسميناها الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للإرهاب لا ننكر وجود الكثير من العقبات والمحبطات لكننا عزمنا ان ننقل القضية إلى الرأي العام المحلي والدولي . فالشيعة يقتلون بأسم السُنة والسُنة يقتلون بأسم الشيعة والمسيحيين والايزيديين يهجرون من منازلهم ومدنهم بأسم الاسلام ، هذا الأمر لم يعد بالإمكان السكوت عليه طالما لا توجد دولة ولا توجد سلطة تشعر بالمعاناة التي يعيشها المواطنون والأزمات الكارثية التي تعصف بالبلد ، أثبت بالدليل القاطع ان سياسوا العملية الحاكمة اليوم غير مخلصين لخدمة العراق لا نتحدث هنا عن ازدواجيتهم للجنسية وفسادهم وهم يعتاشون على حساب دماء شعبنا بل نقول انهم لم يقدموا أي شيئ لشعبهم سوى الأزمات والمآسي.
بدآنا من خلال صفحة على الفيسبوك وكان حجم التفاعل كبيرا من الناس مع القضية وسرعان ما انتقلنا الى الاعلام فتبنت قناة التغيير الفضائية الحملة اعلاميا ولمسنا حرصا من القناة على القضية وكذلك مركز روابط الذي أعرب عن استعداده للمساهمة بانجاحها. كما توجهت وسائل الاعلام والمواطنين مؤيدين للحملة والقضية التي تبنتها.
رأى العراقيون والعالم أجمع كيف استباحة الميليشيات المدعومة من إيران مدن ومناطق عراقية وإنهارت القوات الحكومية سرعان ما تحولت أعلام العراق الى أعلام طائفة يحملها المقاتلون اثناء معاركهم ، هذا من جانب أما من جانب اخر رأى العالم ايضا كيف استباحة داعش ما تبقى من مدن العراق وفرضت سيطرة تامة أمام انهيار قوات الحكومة التي صرف عليها ميزانية العراق لتجهيزها بأحدث السلاح والمعدات وإرسال الضباط لتلقي تدريبات عسكرية متقدمة الى دول الخارج لكن ذلك كله انهار خلال ساعات فقط أمام بضعة مقاتلين منهم من خرج ثائرا للظلم الذي عاناه طوال سنوات ومنهم من حمل أسم الاسلام وهم داعش وأولئك ارهابيون لا خلاف عليهم.
حملتنا التي اطلقناها كعراقيين نسعى من خلالها إلى تجريم الفعاليات الاجرامية التي مارستها الميليشيات الشيعية والسُنية في العراق طوال السنوات الماضية  وفقا للقانون الدولي وكذلك إعتبار الميليشيات التي مارست فعاليات اجرامية ضد الشعب العراقي بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في البلاد منظمات إرهابية وإدراجها على لائحة الارهاب الدولي وتطبيق القانون الخاص بذلك ، كذلك فرض عقوبات إقتصادية وقانونية جنائية ضد الأفراد والمنظمات والدول الداعمة لتلك الميليشيات .
أعددنا عريضة ضمت 33 ميليشيا استضافها موقع البيت الابيض للتصويت خلال مدة شهر واحد فقط بقي منها تقريبا عشرون يوما لبلوغ مئة ألف صوت وفي حال بلغنا العدد المطلوب سيتم النظر بالقضية كقضية رأي عام من قبل البيت الأبيض.

هذا والحملة بصدد صياغة رسالة مفتوحة يتم توجيهها إلى مجلس الامن الدولي والامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي يتم المطالبة بما ذكرناه أعلاه كذلك سيتم عرض الرسالة عبر الوسائل الاعلامية على الشعب العراقي لغرض التوقيع لغرض إشعار المجتمع الدولي بعمق الكارثة التي يعيشها العراقيون بسبب سيطرة تلك الميليشيات التي تحميها أجهزة متنفذة بالسلطة وتجد بعض منها يقودها وزراء ونواب ومسؤولين في العراق. قضيتنا تستحق المثابرة لم يتبقى لنا خيارا اخر سوى حمل قضيتنا والذهاب بها الى المجتمع الدولي من أجل إيجاد صيغة حل بعد ان فشل السياسيون بذلك وكانوا جزءا رئيسيا من المشكلة.

أيها المقدسيون لا بديل عن وحدتنا/ راسم عبيدات

في الاونة الأخيرة تزايدت العديد من المظاهر والظواهر المقلقة والسلبية في مجتمعنا المقدسي،وبشكل لافت يستدعي ان ندق امامها ألف ناقوس خطر،والتي من شان تعمقها وتفشيها وتسيدها ان يلعب دوراً سلبياً وهاتكاً ومدمراً لنسيجنا الوطني والمجتمعي،وكذلك تعريض السلم الأهلي لخطر حقيقي وجدي،حيث نرى بأن هناك العديد من الأصوات النشاز التي تبث سموم الفتنة والفرقة والإشاعات المغرضة بين ابناء الشعب والبلد الواحد،مستغلة مواقع التواصل الإجتماعي والتي لا تخضع للرقابة كأبواق لهذه الغايات والأهداف،وكذلك هي بعض المواقع الألكترونية التي يديرها شخوص مغرقين في الفئوية او حتى من يغيب لديهم الوعي والحس الوطني الجمعي،وإنعدام المسؤولية وتقدير التبعيات والعواقب والآثار السلبية والندوب الإجتماعية المترتبة على نشر وبث تلك الإشاعات والأخبار الكاذبة والمضللة والمسيئة او المحرضة والداعية الى الفتن،فنحن نرى انهم يطلقون العنان لسمومهم وشطحاتهم وأفكارهم السمومة،وابعد من ذلك يسقطون ذواتهم وازماتهم وافكارهم على ما ينشرونه لكي تفعل فعل السرطان في الجسم،وفي هذا الجانب والمجال وحتى لا نضع رؤوسنا في الرمال،ونقول بأن ما يحدث هو حوادث معزولة أو فردية لا ترتقي الى مستوى الفتنة او الأزمة،فإنني أشدد هنا انه في ظل تراجع البعد والإنتماء الوطني لصالح العشائري والطائفي والمذهبي،وغياب التربية والثقافة الوطنية،وتعطيل لغة الفكر والعقل والحوار والتسامح لصالح المشاعر والعواطف وتوظيف الدين لخدمة السياسة او المذهب او الأجندة،فإن الساحة والتربة تصبحان خصبتان لكي تتصيد هذه العناصر في المياه العكرة،وتعمل على بث عناصر الإحتقان والفرقة والخوف والذعر والرعب بين مكونات ومركبات المجتمع المقدسي، تارة بتوظيف او إثارة وبث أو إفتعال قضية خلافية هنا او هناك وتضخيمها والنفخ فيها،لكي تبدو كظاهرة ضخمة او كبيرة إجتماعية او تربوية او عائلية او مجتمعية أو حتى سياسية،لكي تهدد السلم المجتمعي او الوحدة الوطنية،أو قد تقوم بنشر الإشعاعات لكي تنشر الرعب والفوضى في المجتمع كقضية خطف الأطفال من المدارس في العام الماضي من قبل عصابات مجرمة،وهنا يكون الغرض والهدف إرباك المجتمع والأهالي،وتركيز جهدهم على الحماية الذاتية،وجعل هذه اولوية على الهم الوطني والمقدسي،وبما يجعل الإحتلال قادر على النفاذ والتسلل الى أدق خصوصياتنا وتفاصيل حياتنا،والتي يستغلها لكي يوظفها في خدمة اهدافه ومشاريعه،في تدمير نسيجنا المجتمعي والوطني وتعميق الخلاف والفرقة بين الجسم المقدسي الواحد،ناهيك عن أن هناك حالة من الإنفلات غير المسبوق، في افتعال "الطوش" والإحتراب العشائري والقبلي والعائلي والجهوي على أتفه الأسباب،ولتصل تلك "الطوش" والمشاكل الإجتماعية والإحتراب العشائري حد إزهاق الأرواح لأناس ابرياء في مسلسل غير منتهي ومتواصل في هذا الجانب،وكأننا نريد ان ننتحر ذاتياً او نهدم المعبد على رؤوسنا وراس من فيه،حيث العلاج في هذا الجانب يأخذ منحى"الطبطبه"ودمل الجرح على القيح وإبقاء النار تحت الرماد مشتعلة،وفي الغالب تكون الحلول ذات طابع ترقيعي وإطفاء للحرائق ليس اكثر،وفي الكثير من الأحيان تشعر وتحس بان تلك الحلول،تحمل في ثناياها غبناً إجتماعياً وظلماً بحق الطرف المجني عليه،لكون الجاني او الجهة المرتكبة للجريمة او المشكلة،ذات سطوة وجاه أو قوية ومسنودة عشائرياً،وبالتالي من الصعوبة بمكان فرض حل عليها،بقدر أو يوازي الجريمة التي ارتكبتها او المشكلة التي إفتعلتها،وهذا بحد ذاته يخلق عند الطرف المجني عليه قهراً وشعوراً بالظلم،يجعله يسعى لكي يستعين بأخرين او يوظف ويدفع خاوة لمن يوفرون له الحماية او يقدمون له المساعدة من أجل تحصيل حقوقه أو الإنتقام ممن سببوا له الأذى والضرر او الخسارة.

إن ما يجري من أحداث وتطورات في الواقع العربي المحيط بنا،من ظهور حركات تكفيرية وإقصائية متسترة بالدين،تمارس القتل من اجل القتل بطرق فيها الكثير من الوحشية والبوهيمية والحيوانية وفي الإطار المذهبي والطائفي،زاد من هواجس وشكوك الناس وخوفهم،بأن ينتقل ما يجري في المحيط العربي الى واقعنا الفلسطيني،وخصوصاً بأن هناك في واقعنا من يتبني ويحمل مثل هذا الفكر،الذي لا يعترف بالاخر،ليس فقط من الطوائف او المذاهب واتباع الديانات الأخرى،بل حتى المدارس الأخرى من نفس الديانة،ولكن لديها قراءة او إجتهاد مغاير لقراءتها وفكرها.
ولكي نحصن ونحمي واقعنا ونسيجنا الوطني والمجتمعي المقدسي خاصة والفلسطيني عامة من مثل هذه المخاطر التي قد تترتب على محاولة مثل هذه الجماعات التكفيرية والإقصائية،نقل وفرض أفكارها ومعتقداتها على واقعنا بمركباته ومكوناته المختلفة،وبما يعرض الحريات الخاصة والشخصية والتعددية والفسيفساء المقدسية وكذلك المعتقدات وأصحاب المذاهب والديانات الأخرى الى خطر يستهدف معتقدهم ووجودهم،فإنه لا بد لنا أن ندرء الخطر قبل وقوعه،وهذا يتطلب اول ما يتطلب،عقد لقاءات جماهيرية قاعدية مقدسية بمركبات ومكونات مختلفة وعلى اكثر من صعيد،تعمل على نزع فتيل أي ازمة أو مشكلة وكذلك إزالة أية شكوك او مخاوف قد تتولد لديها من وجود مثل هذه الجماعات التكفيرية وما تحمله من أفكار هدامة،وأيضاً هذا يتطلب العمل في أوساط الطلبة والمدارس عبر صياغة مواد تثقيفية او تعليمية تركز وتشدد على الإنتماء الوطني والوحدة والأخوة والحوار والتسامح وحرية الفكر والمعتقد والتعددية،وهذا واجب ومسؤولية السلطة ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية،وكذلك يجب ان يكون هناك تركيز على ان تقوم المؤسسات والمراجع الدينية ببث ونشر خطب ورسائل ومواعظ تدعو وتحث على الوحدة والتلاحم والتعاضد والأخوة وإحترام الرأي والمعتقد والحريات الشخصية،وفي الإطار الشمولي لكل ما يجري من مشاكل وإنهيار قيمي ومجتمعي وهواجس وتخوفات لها بعد مذهبي او طائفي أو فكري،نحن بحاجة الى صياغة وثيقة او عقد إجتماعي يؤكد على مبادىء الوحدة الوطنية والمجتمعية وصيانة الحقوق والحريات وحل المشاكل الإجتماعية عبر مؤسسة يناط بها هذا الملف متفرعة عن المبنى الوطني الموحد والجامع والذي يندرج تحته كافة المباني والهياكل الأخرى مؤسساتية وعشائرية وغيرها،وأيضاً تعزيز مفهوم المواطنة والإنتماء للوطن كاولوية على المذهب او الطائفة او العشيرة.

وفي الختام نحن بالضرورة كمقدسيين بكل مركباتنا ومكوناتنا ومعتقداتنا،يجب ان تكون قدسنا فوق كل خلافاتنا وفوق إنتماءتنا،والقدس كذلك بحاجة الى كل جهودنا وطاقاتنا مهما عظمت او صغرت.

ميليس زيناوى.. سكتناله دخل بحماره/ مجدى نجيب وهبة

** هذا المثل ينطبق على تصرفات الحكومة الأثيوبية وتعاملها مع الملف المائى فى مصر ، والعلاقة التى تربط دول حوض النيل والإتفاقات الدولية التى وقعت فى عنتيبى عام 1959 .. وكأننا سوف نتغاضى عما تفعله حكومة أثيوبيا من محاولات تعطيش مصر وحجب مياه النيل عن الوصول للأراضى المصرية ..
** يعتقد الجانب الأثيوبى أن الحوارات ستنتقل من فنادق أثيوبيا إلى فنادق أمريكا والإتحاد الأوربى ومنظمات الإتحاد الدولى للتحكيم الدولى ..
** أعتقد أن أثيوبيا ستكون واهمة ، فلا يعقل أن تظل دولة بحجم مصر صامتة على شغل الأطفال الذى يمارسه "ميليس زيناوى" وحكومته الفاشلة .. فالمياه بالنسبة للدولة المصرية والشعب المصري هى مسألة حياة أو موت .. أما قصة "لن ننجر إلى حروب خارجية حتى نحافظ على جشنا وحدودنا ودولتنا" .. فأعتقد أن كل من يفكر بهذا المنطق هو واهم .. فالذى أعلمه أن الشعب هو الجيش والجيش هو الشعب ، ورئيس الدولة هو رئيس لكل المصريين .. وما يصيب الشعب يصيب الجميع .. وإذا أصر الجانب الأثيوبى على الإستمرار فى هذا الهبل .. فأعتقد أن التحذيرات المصرية ستتحول إلى أفعال وليست أقوال .. فليس أمام الدولة المصرية إلا تدمير هذه السدود مهما كلفتنا من تضحيات ، وعلى الحكومة الأثيوبية أن تتحمل جراء هذه الحماقة والتصرفات الصبيانية ..
** منذ يومين .. وقعت الحكومة الاثيوبية اتفاقا مع 3 شركات لبناء سد جديد على حوض نهر "بارو أكوبو" جنوب غربى إثيوبيا ’ لتوليد الكهرباء . من الجانب المصرى ’ قال الدكتور حسام مغازى وزير الرى والموارد المائية إن ألاجهزة المعنية تدرس المشروع بشكل متأنى ودقيق ومدى تأثيرة على مصر ..وهنا نحن امام موقف أثيوبى معلن رسميا .. أذا كان مش عاجبكم سد النهضة خدوا الحتة الصينية الجديدة دى!!!!!!وبالطبع لا تتعجبوا ونحن نرى ان الجميع تكالبوا على مصر لتدميرها وقد بدأ هذا السيناريو منذ بداية نكسة 25 يناير 2011 .. ولم تستطع دويلة اثيوبيا ان تتجرأ وتقدم على هذة الخطوات طوال حكم السادات أو الرئيس مبارك بل انة بعد نكسة 25 يناير ذهب وفد يمثل مصر الى اثيوبيا وترجوهم ان ينتظروا قليلا حتى تعيين رئيس للدولة ولهم ان يفعلوا ما يريدون .. والسؤال هنا من وكل هؤلاء للتحاور مع الجانب الاثيوبى .. هذا ما نطرحة لنكشف للمسئولين ما فعلة هؤلاء للاضرار بالامن القومى المصرى ..الشخصيات كما وردت أسماءها فى الملف .. هى "السيد البدوى" حزب الوفد .. و"حمدين صباحى" حزب الكرامة .. و"جورج إسحق" حركة كفاية .. و"مصطفى الجندى" ممثل التيار الشعبى .. والمهندس "عبد الحكيم عبد الناصر" .. و"حسين إبراهيم" ممثل جماعة الإخوان المسلمين .. و"زياد العليمى" من إئتلاف شباب الثورة .. و"رشا أبو العينين" عضو الحزب المصرى الديمقراطى .. و"رنا فاروق" المنسق الإعلامى لإتحاد شباب الثورة .. و"سكينة فؤاد" الناشطة .. و"كريمة الحفناوى" وأخرين .. ** فى 3 مايو 2011 .. عقد د."حسين العطفى" وزير الموارد المائية والرى إجتماعا موسعا أمس ، ضم خبراء المياة بقطاع مياة النيل ، وممثلى الوزارات والهيئات السينادية والقانونية لبحث تشكيل لجنة فنية متخصصة ، تضم مجموعة مشتركة من خبراء إنشاء السدود ، وعلوم الموارد المائية فى مصر والسودان ، وخبراء دوليين لدراسة وتقييم الأثار المتوقعة من إنشاء أثيوبيا لسد الألفية العظيم "سد النهضة حاليا" ، وتحديد الأضرار المحتمل حدوثها على دول المصب ، وذلك بالتعاون مع السلطات الأثيوبية عقب الإعلان الذى صدر أول أمس عن رئيس الوزراء الأثيوبى "ميلييس زيناوى" .. ** بتاريخ 4 مايو 2011 .. نشر مراسل جريدة الأخبار "أحمد داوود" تحقيق حول زيارة الوفد المصرى الدبلوماسى الشعبى لإثيوبيا .. قال "نجح وفد الدبلوماسية الشعبية المصرى فى الفوز بالجولة الثانية ضمن المبادرة التى يقوم بها الوفد فى عدد من الدول الأفريقية لتجميد الإتفاقية الإطارية الكاملة لدول حوض النيل ، والتى تم توقيعها فى "عنتيبى" .. ذلك بعد أن نجح الوفد فى إقناع رئيس الوزراء الأثيوبى "ملييس زيناوى" بتأجيل التصديق على الإتفاقية التى أصبحت واجبة النفاذ ، بعد أن وقعت عليها "بروندى" فى ظل الأوضاع الأخيرة التى عاشتها مصر فى ثورة 25 يناير
** وأعلن زيناوى أن بلاده ستؤجل التصديق على الإتفاقية حتى إنتخاب برلمان جديد ورئيس جديد فى مصر .. وقال "زيناوى" أنه يؤمن بأن هذا السد يعود بالخير على أثيوبيا والدول المجاورة "مصر والسودان" .. ولكن كى يطمئن الشعب المصرى قبلت أثيوبيا بمحض إرادتها وإحتراما لمشاعر هذا الشعب العظيم وإحتراما لثورته أن يتخذ هذا الموقف فى إنتظار مصر حتى تكون لديها حكومة منتخبة من الشعب ...
 وأكد رئيس الوزراء أنه إضطلع على نماذج متعددة للسدود ، وأنه كان حريصا على أن يختار النموذج الذى يولد الكهرباء فقط ، ولا يستخدم مياها تذكر فى رى الأراضى الزراعية .. وقال "إننى أقول للمصريين أن هذا السد فى صالح مصر والسودان ، ولن يضرهما فى شئ .. ولكى تزول الشكوك التى أوجدها النظام المصرى السابق ، فأنا أقبل بتشكيل لجنة من خبراء أثيوبيين ومصريين وسودانيين وخبراء أجانب لفحص مشروع سد الألفية .. وللتأكد أنه لن يسبب أى أضرار لمصر والسودان ، ورغم تأكدى من ذلك إلا أنه إذا إنتهت اللجنة إلى عكس ما أقول فأننى على إستعداد على الفور لتعديل هذا المشروع..
** وصرح "زيناوى" .. إنه قال للرئيس السابق "حسنى مبارك" أن أثيوبيا لن ترضى بأى مشروع يضر بمصر وأن النيل ليس ملكا لأثيوبيا .. كما كان الأثيوبييين يعتقدون فى الماضى وهو نهر مشترك وشبكة حيوية تربط دول الحوض ببعضها ، كما قال أن مصر كالسفينة الكبيرة وتحتاج إلى وقت لكى تغير إتجاهها نحو دولة معينة ، ولكن أثوبيا قارب صغير ومهمة تغييرة سهل ، وهو ما حدث بالفعل"
**  وأضاف زيناوى أنه إنتظر ردا من مبارك لسنوات طويلة ولكن لم يحدث شئ  .. وقد لاقى إعلان زيناوى تأجيل الإتفاقية قبول وترحيبا واسعا من جانب أعضاء الوفد المصرى .. حقيقة الوفد المصرى ودوره .. دعونا نكشف بعض تصريحات أعضاء هذا الوفد الذى قضى أربعة أيام بأثيوبيا ، وهل هذه الزيارة هى نوع من الفسحة والفشخرة ، والحديث عن الذات دون أى إعتبار للمصلحة العليا للدولة والأمن القومى المصرى ، والدراسة الكافية لهذا الملف .. وسؤالنا الأخر هو .. من فوض هؤلاء بالسفر إلى أثيوبيا ، ولم يكن بينهم مسئول واحد فى الدولة أو ممثل عن الحكومة التى لم تكن هناك أصلا ؟ .. ** الدكتور "سيد البدوى" رئيس حزب الوفد .. أعلن عن ترحيبه الشديد ، بما أعلنه رئيس وزراء أثيوبيا ، وهو محل إحترام وتقدير ، خاصة فيما يتعلق بإعلانه أن أثيوبيا سوف تعلق التصديق على الإتفاقية الإطارية وأنه جاء إلى أثيوبيا وهو ملئ بالشكوك والريبة .. ولكن ما أن وطأت قدماه أرض المطار حتى وجد مشاعر الحب والصداقة فى كل من إستقبله
.. "مصطفى الجندى" منسق الوفد المصرى .. قال أن الفضل فيما حدث يرجع إلى شهداء ثورة يناير ، الذين أعادوا لمصر قوتها وريادتها فى القارة الأفريقية بشكل خاص ، وأنه شعر بالسعادة عند لقاءه مع نائب رئيس الوزراء ، ووزير الخارجية الأثيوبى الذى اكد أن أفريقيا تعلو بعلو مصر ، وأثيوبيا حريصة كل الحرص على رفعة الشعب المصرى ، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون فى بناء السد أى ضرر على شعب مصر .. ** "حمدين صباحى" رئيس حزب الكرامة .. قال إن ما حدث هو نتيجة عظيمة تليق بثورة 25 يناير ، وإرادة شعب مصر العظيم ، والنتائج تبتسم بالوضوح ، وفيها إحترام لمصر ، وحرص على مصالحها .. ** المهندس "عبد الحكيم عبد الناصر" .. قال أن ما توصل إليه الوفد أكثر من المتوقع ، وفرصة جديدة لتحسين العلاقات بين مصر وأثيوبيا ويهدم 30 سنة من جمود العلاقات المصرية الإفريقية .. ** "حسين إبراهيم" ممثل جماعة الإخوان المسلمين .. قال إن وفد الدبلوماسية الشعبية المصري نجح فيما فشلت فيه الحكومات السابقة .. ** وأكد "زياد العليمى" من إئتلاف شباب الثورة .. أن أهم ما يميز هذا الإنجاز أن الشارع المصرى سيشعر به وليس مثل التحركات الحكومية السابقة التى لم يعرف عنها الشارع شيئا .. ** "رشا أبو العينين" عضو الحزب المصرى الديمقراطى .. قالت أن قرار زيناوى مطمئن للشعب المصرى وسيهدئ من شكوكه ، ويعطى المجال أمام صفحة جديدة من العلاقات بين مصر ودول الجوار الأفريقى .. ** "علاء عبد المنعم" البرلمانى السابق .. قال إن النتائج المبهرة التى حققها الوفد إنتصار لمصر كلها ، وأعضاء الوفد يهدون هذا الإنتصار للشعب المصرى .. لأن ما تم تحقيقه لم تقو الحكومات السابقة على تحقيقه .. لأنها كانت عاملا أساسيا لهدم العلاقات الأفريقية .. ** وأكدت "رنا فاروق" المنسق الإعلامى لإتحاد شباب الثورة أن قرار زيناوى يمثل إنفراجة فى العلاقات بين مصر وأثيوبيا وفتح كل قنوات الإتصال والتعاون المشترك بين البلدين .. ** وهنا لا أدرى أى شئ حققه هذا الوفد .. سوى الموافقة على المشروع وإستعطاف دولة أثيوبيا لتأجيل تنفيذه فقط .. فقط .. فقط .. ** ثم عاد السيد رئيس الوزراء الأثيوبى ليؤكد أن علاقة أثيوبيا بمصر فى ظل عهد الرئيس السابق حسنى مبارك كانت من خلال نائبه السابق ورئيس جهاز المخابرات "عمر سليمان" ، وأنه كان يتعامل مع الملف الأثيوبى وما يشمله من قضايا وموضوعات مشتركة مع مصر على أنه ملف أمن قومى يتسم بالصفة الأمنية ، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب ساهم بشكل كبير فى تصاعد سوء الفهم والعلاقات بين مصر وأثيوبيا .. ** وقال زيناوى عن حسنى مبارك بأنه ليس الشيطان الأكبر .. ولكن الشيطان الأول هو عمر سليمان الذى تعمد الإساءة الدائمة للدول الأفريقية ومنها دول حوض النيل .. ** وأكد رئيس الوزراء الأثيوبى أن عمر سليمان أطلق شائعة تقول أن أثيوبيا تفضل مصلحة إسرائيل على مصلحة مصر ، وتتعامل معها على أنها حليف أساسى وشريك أساسى فى مسألة مياة النيل ، وهو ما يضر بأمن مصر المائى والقومى ، وهو كلام كذب ولا أساس له من الصحة .. وقال زيناوى حرفيا "هل أنا أقرب إلى إسرائيل من عمر سليمان" .. ** وفيما يتعلق بالسد الأثيوبى .. أكد زيناوى أنه تم الإعلان عن بناء السد رغما عن أنف عمر سليمان ، ودون تشاور معه ، وكان القصد من ذلك هو توصيل رسالة إلى سليمان بأن أثيوبيا لا تنتظره لأخذ رأيه فى بناء السد ، أو طلب المساعدة المادية لإتمام المشروع .. ولكن أثيوبيا لم تقصد أبدا الإساءة إلى مصر أو الإنتقاص من حقها ، أو تقليل حصتها من المياة ، وتعتبر العذر لمصر ومصلحتها جريمة لا تغتفر .. ** وبعد إنتهاء زيناوى من حواره .. قال "مصطفى الجندى" لقد جلسنا سويا وتناقشنا فى كل الامور ، وكان لقاء مستمرا إتسم بالقوة والحدة والعاطفة والدموع .. حيث كان حوارا من القلب إلى القلب ، وقوته عندما عرفت الزيناوى بنفسى "انا مصطفى الجندى مصر وخادم لبلادى ، وهذه المجموعة أقصد الوفد المرافق ، نتحدث إليك بإسم كل شهيد ، وبإسم كل زملائى الذين يحبون مصر وأننا جئنا بعد ثورتنا الربانية الخالصة أقوى بمصر مما كانت عليه فى عهد النظام السابق" .. لقد حررنا بلادنا من قيود النظام الظالم ، وعندما ذهبت إلى الرئيس الأوغندى موسيفينى أننى أطلب منك تعليق الموافقة على الإتفاقية وعلى الفور لبى موسيفينى الدعوة .. ** وإستطرد الجندى أن كلامه صادر من القلب ، وليس به أى زيف أو شك .. وأضاف الجندى "كانت الدموع هى مسك الختام للقاء المغلق حينما قال زيناوى أخى العزيز مصطفى .. لكن ما طلبتم وما جئتم من أجله .. لأن مجيئكم إلى أثيوبيا هو شئ عظيم ، وهنا دمعت عيناء .. وعلى إثر ذلك دمعت عين زيناوى ، وتعانقنا وأنهينا جلستنا المغلقة بعد أن قلت لهم أنها دموع الأقوياء والمحاربين والمناضلين من أجل شعوبهم وبلادهم ، ورد زيناوى قائلا "أن مصر هى القائد والملهم والأخ الأكبر" .. ** أكتفى بهذا القدر من زيارة الوفد المصرى لأثيوبيا فى مايو 2011 .. هكذا تحول الرئيس مبارك الذى حمى الوطن من مشروعات تقضى على الأخضر واليابس فى مصر ، وتقلص حصة مصر من نهر النيل إلى خائن وعميل ومرتشى .. وأصبح الجنرال عمر سليمان عميل وأطلق عليه زيناوى الشيطان الأول .. ** خطورة ما نطرحه الأن هو ضرورة إحالة هذا الملف إلى النائب العام لفتح تحقيق مع كل من وردت أسماءهم .. والسؤال هنا من الذى سمح لهم بالذهاب إلى أثيوبيا ، وبحث هذا الملف .. هل كان هناك من تخصص فى ملف النيل .. فقد تحدثوا بإسم الشعب المصرى وأسقطوا حق مصر فى الدفاع عن أمنها القومى ، والذى سخر منه زيناوى عندما تحدث الراحل عمر سليمان عن هذا الملف .. ** هذا الملف يكشف لنا كارثة تنتظر مصر لو إستمر هؤلاء الأفراد فى الحديث بإسم مصر ، أو الظهور الإعلامى .. بل الكارثة الأكبر أن هناك من تفضل منهم بخوض الإنتخابات الرئاسية .. فهل مصر وصلت إلى هذا المنحدر الخطير .. ليس هذا فحسب ، بل أطالب جهات التحقيق أن تضم ملف الجلسة الشهيرة للمعزول مرسى العياط والتى تحولت إلى جلسة حشاشين تترأسها عزة الجرف ، والذين لم يتمالكوا أنفسهم من الضحك الهستيرى عندما علموا أن هذا الإجتماع يتم بثه على الهواء  ..
** فى النهاية .. هذا هو الملف المائى .. نرجو فتح تحقيق مع كل الذين وردت أسماءهم ، وذهبوا عقب نكسة 25 يناير ، مهرولين إلى أثيوبيا ، وهم يجهلون أن هناك إتفاقيات دولية .. لا يمكن التغاضى عنها أو كسرها ، وأنه فى حالة التعنت للإضرار بإحدى دول الجوار .. فهذا يعتبر إعتداء على الأمن القومى لهذه الدولة ، وعلى حياة شعوب هذه الدول .. اللهم بلغت اللهم فاشهد !!..

صوت الأقباط المصريين