فرنسا وامريكا تكامل وتوزيع في الأدوار/ راسم عبيدات

أقر مجلس الجامعة العربية أمس السبت في القاهرة خطة التحرك العربي من اجل عرض المشروع الفلسطيني على مجلس الأمن الدولي،ذلك المشروع الذي يطالب المجتمع الدولي بتحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967،تنتهي مع نهاية عام 2016،هذا التحرك الفلسطيني،امريكا ستقف ضده من خلال إستخدام حق النقض "الفيتو" معتبرة ذلك خطوة آحادية الجانب من الجانب الفلسطيني،وبأن ذلك يعقد المفاوضات،تلك المفاوضات العبثية المستمرة منذ عشرين عاماً،والتي لم ينتج عنها سوى المزيد من الإستيطان وقضم الأرض الفلسطينية،وامريكا المنحازة تماماً الى اسرائيل،والتي تشكل الدرع الواقي لها ضد أي قرارات او عقوبات قد تتخذ ضدها  أو تفرض عليها بشأن جرائمها وإجراءاتها وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني المرتقية الى جرائم حرب ومخالفة بها الاتفاقيات الدولية،جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي لعام 1907،جرائم الإستيطان والعقوبات الجماعية،هدم المنازل والطرد الجماعي للسكان وغيرها،هي لا تريد أن تمكن الطلب الفلسطيني من الوصول الى مرحلة التصويت،بل هي تمارس ضغوط كبيرة  وعمليات إبتزاز على الدول الأعضاء  في مجلس الأمن الدولي لحملها على رفض الطلب الفلسطيني،ولعل المناورة التي تمارسها مع فرنسا ودول الإتحاد الأوروبي تاتي في هذا الإطار والسياق،إطار تقاسم وتكامل وتوزيع الأدوار،حيث من المتوقع ان تطرح فرنسا باسم دول الإتحاد الأوروبي مبادرة  جديدة تقوم على التسويف والمماطلة والتي خبرناها جيداً من أمريكا والغرب الإستعماري منذ نكبة شعبنا 1948 وحتى اللحظة الراهنة،مشاريع ومبادرات تسويف ومماطلة،جل أهدافها حماية امن اسرائيل وبقائها متفوقة ومسيطرة على المنطقة،ومستمرة في إحتلالها للأراضي العربية الفلسطينية،فأمريكا والغرب يسعيان دائماً من أجل الإستمرار في إدارة الأزمة وليس حلها،وحيث نشهد حالة من التململ والتمرد الشعبي على اوروبا الرسمية التابعة والدائرة في الفلك الأمريكي،من خلال إقدام العديد من البرلمانات الأوروبية الغربية بالإعتراف الرمزي بدولة فلسطين،وهذا يعني بأن المواقف الشعبية والبرلمانية الأوروبية ضاقت ذرعاً بمواقف حكوماتها وانتقائيتها وإزدواجيتها،فيما يتعلق بقرارات الشرعية الدولية،وهذا بات يشكل عامل ضاغط على الحكومات الأوروبية لكي تاخذ مواقف أكثر توازناً من الصراع العربي-الإسرائيلي والقضية الفلسطينية،من خلال الإبتعاد وعدم التبعية للموقف الأمريكي،وهذه المواقف لكي لا تتطور وتتصاعد نحو إلزام الحكومات الأوروبية بالإعتراف بالدولة الفلسطينية،نسقت دول الإتحاد الأوروبي مواقفها مع امريكا،لكي تجهض الطلب الفلسطيني والمواقف الشعبية والبرلمانية الأوروبية،من خلال طرح مبادرة اوروبية تقدمها فرنسا لمجلس الأمن الدولي،تلك المبادرة أو المشروع الفرنسي ،والذي عرضته فرنسا على الخارجية الروسية،والتي بدورها أبدت رفضها له،يرتكز على جملة من النقاط،مع الإشارة الى ان هذا المشروع،أشار له وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس في مجلس النواب خلال بحث مسألة الاعتراف بفلسطين، يرتكز على بعض الأسس، منها:

1 - الدعوة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية على ان تستمر بين عام ونصف وعامين.

2 - تكون المفاوضات تحت الرعاية الأميركية الكاملة .

3 - تصبح القدس عاصمة للدولتين .

4 -  في نهاية المفاوضات تقوم دولة فلسطينية ويتم الاعتراف بها، فوق حدود اراضي 1967، بعد اجراء "تبادل اراضي متفق عليه"، وبما يضمن "المصالح الأمنية لاسرائيل".

هذا جوهر المشروع الفرنسي،الواضح انه سيقدم لمجلس الأمن الدولي كمشروع أوروبي بديل للمشروع الفلسطيني،وهذا المشروع التسويفي،أتى بعد  فشل كيري في جولاته المكوكية،والمفاوضات التي ادارها لمدة تسعة شهور من أجل ان يحقق اختراق حتى ولو شكلي في ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي،ولكنه اصطدم برفض اسرائيلي مطلق بتقديم اي تنازلات ليس فقط لا تلامس الحدود الدنيا من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967،او وقف وتجميد للإستيطان،بل ما اتفق عليه من إطلاق سراح أسرى ما قبل اوسلو(104)،لم تلتزم به اسرائيل وتنفذه،وما حصل لاحقاً من توقف لتلك المفاوضات،قادت الى وصول الطرف الفلسطيني،بأنه لا جدوى من الإستمرار في نفس الحلقة المفرغة.

المشروع الفرنسي يريد منا أن نستمر في تجريب المجرب،بأن تكون المفاوضات تحت الرعاية الأمريكية الكاملة،وتغيب الرعاية العربية والدولية،وكان هذه الرعاية الأمريكية،أثمرت شيئاً،فهي كانت فقط ترى الأمور بالمنظار الإسرائيلي،واحياناً كانت اكثر تشدداً وتطرفاً من الموقف الإسرائيلي نفسه،فيما يتعلق بحقوقنا الوطنية .

وفي نظرة فاحصة للمشروع الفرنسي، لا يتطرق الى "توحش"و"تغول الإستيطان،وسياسة العقوبات الجماعية،هدم منازل المقدسيين،تهويد القدس،محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى،طرد وترحيل جماعي..الخ،وفي الحديث عن الفترة الزمنية،فالمشروع الفرنسي،يتحدث عن فترة جديدة للمفاوضات،وليس عن فترة تلزم بها اسرائيل بإنهاء الإحتلال،وبما انه لا يجري الحديث عن عقوبات وخطوات إلزاميه في حالة فشل المفاوضات،فهذا يعني بأننا سنعاود الدوران من جديد في نفس الحلقة المفرغة،ولكن بخسارة وضرر اكبر على قضيتنا وحقوقنا ومشروعنا الوطني.

فرنسا والغرب الإستعماري وأمريكا لا يقدمون مبادرات للحل،بل هي استمرار لعمليات الخداع والتسويف والمماطلة،التي تمارس علينا كعرب وفلسطينيين،منذ نكبة شعبنا وحتى وقتنا الراهن،مشروع هنا ومبادرة هناك،وخطة وخطة بديلة،ونحن نجري خلف السراب،ونتصارع ونختلف فيما بيننا،بأن نعطي فرصة لهذا المشروع او ذاك،وعلينا ان نكون عقلانيين وحكماء،وان نبتعد عن المقاومة ،والبلاد ضاعت والأرض هودت،والحديث الآن عن يهودية الدولة،وبما يعني نكبة جديدة لشعبنا الفلسطيني،وفرنسا بمشروعها تريد محاصرة وإجهاض الحالة الشعبية الأوروبية المتعاطفة مع شعبنا الفلسطيني،وان تخرج الإحتلال من عزلته الدولية المتنامية على خلفية جرائمه وممارساته العنصرية والقمعية بحق شعبنا،ولذلك يجب عدم الإلتفات الى تلك المبادرة او التعاطي معها،وعلينا السير نحو استكمال عضويتنا في المؤسسات الدولية،وفي مقدمتها التصديق على ميثاق روما والإنضمام الى محكمة الجنايات الدولية،وعدم الرهان على مجلس الأمن الدولي،فالطريق ستكون  صعبة ومغلقة فأمريكا واوروبا الغربية ضد الطلب الفلسطيني،علينا ان نختصر الوقت ونستغله،فالزمن لمصلحتنا والقيادة عليها ان تغادر خانة الحسابات الضيقة والخوف على مصالحها،وتلك الحسابات التي تدفعها للعيش في كابوس الخوف من امريكا والغرب الإستعماري،عليها أن تقود المشهد العربي للمشروع الوطني الفلسطيني، لا أن تتكىء على المواقف العربية،وان لا تستمر في الدوران في الحلقة المفرغة والرهانات الخاطئة والخاسرة، فلما الاصرار على اضاعة الوقت الوطني الفلسطيني في البحث عن مجهول سياسي،والأمور بذلك الوضوح لمن يقرأ ويتفحص جيداً..! 

على الإئتلاف أن يحل نفسه/ جمال قارصلي

عندما تم تشكيل الإئتلاف قبل عامين من الآن كنت متفائلا إلى أبعد الحدود, فكتبت الكلمات التالية لأعبر من خلالها عن فرحتي بولادة هذا الجسم السياسي الجديد: "ينتابك الشعور بسعادة لا توصف عندما تسمع جورج صبرا يتكلم وأحمد معاذ الخطيب يرد عليه وترى كيف تم توقيع وثيقة "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" وهو الجسم السياسي الذي يمثلك ويمثل أغلب أطياف المجتمع السوري فتتذكر هتافات المتظاهرين عندما كانت تصدح حناجرهم بشعارات مثل واحد, واحد, الشعب السوري واحد. فيمتليء قلبك بالإطمئنان والسكينة وتزداد إيمانا وقناعة بأن الطاغية لم يفلح بدس الفتنة بين أطياف الشعب الواحد وأن نهايتة أصبحت قريبة جدا وبات النصر على الأبواب. هنيئا لك يا سورية .. يا بلد التآخي والمحبة والسلام .. يا أم الثورة والثوار .. يا بلد كل الأحرار!"
أما الآن, وبعد عامين من ذلك التاريخ, ما نشاهده ونسمعه ونلمسه من فضائح ومهاترات بين مكونات وشخصيات هذا الإئتلاف تجعلك تعيش شعورا مليء باليأس والحيرة وفي بعض الأحيان تصل إلى حد التقيء.
حوالي الأربعة أعوام والوطن يُدمّر ويُحرق, وعدد الشهداء وصل إلى مئات الآلاف وعدد النازحين واللاجئين إلى الملايين, ولكن القائمين على الإئتلاف والمتحكمين بمصيره, وخاصة الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في مناصب ومقامات كانوا لا يحلمون بها, يتنافسون الآن فيما بينهم على المكاسب والتي هي في حقيقة الأمر ليست مكاسبا, بل شيئا من الفتات والجيفة, وينسون ما يحصل في الوطن من مآسي وويلات. هؤلاء يتحملون بأفعالهم هذه جزءأ مما يحصل في البلاد من مصائب لأنهم لا يقومون بما يتناسب ومسؤولياتهم أمام هذه الأحداث الجسيمة. 
عندما تم تشكيل الإئتلاف كانت أكثر من مئة دولة تشارك في إجتماعات "أصدقاء سوريا", ولكن الآن وبعد عامين فقط, تقلص عدد هذه الدول كثيرا وصار يُعد على أصابع اليدين, لأن أغلب هذه الدول وصلت إلى قناعة بأن من يمثل هذا الإئتلاف هم ليسوا إلا مجموعات متناحرة ومرتبطة بمصالح دول أخرى, ويتم تمويلها من تلك الدول وتعيش على فتاتها وصدقاتها وأن هؤلاء أصبح همهم الأول والأخير هي مصالحهم الشخصية الضيقة والتشبث بالمناصب والبحث عن المكاسب وأن القائمين على رئاسة هذا المكون السياسي لا علاقة لهم بالسياسة ولا توجد لديهم أية حنكة سياسية ولا شيء من بُعد النظر ومنهم من لا يوجد لديه أي تاريخ نضالي سابق. هؤلاء يتحكمون بمصير الإئتلاف فقط لأن دول إقليمية كبيرة تدعمهم وتغدق عليهم الأموال الطائلة لشراء الذمم والأصوات من أجل تنفيذ أجنداتها الإقليمية.
في إحدى اللقاءات الدورية التي تقوم بها دول "أصدقاء سوريا" في لندن إلتقى هناك رئيس الحكومة المؤقتة, أحمد الطعمة, مع رئيس الإئتلاف, أحمد الجربا, وكان من الواضح قد حصل هذا اللقاء دون أن يأخذ رئيس الحكومة "موافقة" رئيس الإئتلاف في المشاركة في هذا اللقاء, فما كان على رئيس الإئتلاف إلا أن يتهجم على رئيس الحكومة بالشتائم وغير ذلك أمام أعين وزراء خارجية "أصدقاء سوريا". منذ ذلك التاريخ وضع رئيس الإئتلاف نصب عينيه إسقاط رئيس الحكومة قبل إسقاط بشار الأسد ونسي مصير الثورة والوطن برمته. في إجتماع الإئتلاف الذي حصل بعد هذه الحادثة, جلب أحمد الجربا معه محفظة كبيرة مليئة بالدولارات وكان يغبط منها ويعطي لكل عضو من أعضاء الإئتلاف بعد ما يعطيه هذا العضو توكيلا خطيا بصوته, أي يبيعه صوته. وبهذه الطريقة تم سحب الثقة من رئيس الحكومة المؤقتة أحمد الطعمة. أما في الإجتماع ما قبل الأخير والذي تم في مدينة أدرنا التركية, عمل الفريق المناويء "لجماعة أحمد الجربا" على "إعادة إعتبار" رئيس الوزراء السابق, أحمد الطعمة, وسخروا كل ما لديهم من قوة وحنكة ولف ودوران من أجل تحقيق ذلك وكأن ثورتنا لا همّ لها سوى "إعادة إعتبار" أشخاص تقلدوا منصبا معينا في فترة زمنية معينة وكأنهم قد ولدتهم أمهاتهم وهم رؤساء وزارات. أما في الإجتماع الأخير الذي عُقد في إسطنبول, (21-23) من الشهر الجاري, تم ضرب كل الأعراف والتقاليد والأنظمة السارية والمتعارف عليها في عرض الحائط من أجل إنجاح تشكيل الحكومة الثانية المؤقتة برئاسة أحمد الطعمة.
ما نسرده هنا هو غيض من فيض من الفضائح التي تحصل في الإئتلاف وبين أعضائه وفي كواليسه.
من الواضح بأن الإئتلاف قد وصل إلى حالة أصبحت فيه الكتل التي تشكله تعيق عمل بعضها البعض وأفضل مثال على ذلك هي النتائج التي يتوصل إليها الإئتلاف في كل إجتماع من إجتماعاته.
حسب تصورنا قد آن الأوان بأن يقوم الإئتلاف بعملية الهروب إلى الأمام, لكي يحفظ ماء وجهه, ويحل نفسه ويدعو إلى مؤتمر وطني عام, تشارك فيه كل الكتل والمجموعات والمكونات والشخصيات الوطنية من أجل وضع أسس وأنظمة جديدة مبنية على هيكيلية شفافة وواضحة لا تدع مجالا لتلاعبات "فقهاء" القانون ولتفسيرات وتأويلات المغرضين وأهل الفتاوى المنحازة والذين يدعون بأنهم يفقهون شيئا من القانون.
 كل ما أنجزه الإئتلاف إلى يومنا هذا لم يجلب شيئا مفيدا للثورة السورية وحتى أغلب قراراته وطريقة أخذه لها كانت تتم بشكل غير ديمقراطي, فلهذا بدأ الكثير من المواطنين الشرفاء يتساءلون: أين هو الفرق بين "النظام" والإئتلاف؟ هل من أجل هذا قدمنا كل هذه التضحيات والدماء؟ هل هذا هو الإئتلاف الذي يمثلنا؟ هل سيستطيع أن يجلب لنا هذا الإئتلاف الديمقراطية والحرية؟ وهل .. وهل ...
هذه هي الطريقة الوحيدة والفرصة الأخيرة التي بقيت أمام أعضاء الإئتلاف لكي يتحملوا مسؤوليتهم أمام الوطن والتاريخ ويقدموا بعض التنازلات من أجل إنجاح الثورة, وذلك بأن يقوموا بحل هذا الإئتلاف الذي أصبح مكونا معاقا ومشلولا لأن أصبح في داخله ليس "الثُلث المعطّل" فقط بل "النصف المعطّل" والبحث عن سبل من أجل الخروج من هذه الحالة المأساوية. إن لم يكن أعضاء الإئتلاف بقدر هذه المسؤولية ويستطيعوا القيام بتضحية من أجل إنجاح الثورة, فإين يكمن إذا الفرق بينهم وبين الطاغية بشار الأسد الذي بسبب تمسكه بكرسيه أوصل الوطن إلى ماهو عليه الآن؟ 
الثورة تضحية ومسؤولية وليست هي فرصة لتقاسم المكاسب والمناصب, فمن هو ليس في مستوى المسؤولية سيحاسبه الثوار عاجلا أم آجلا وإن لم يحاسبه الثوار فإن التاريخ سيحاسبه ومن المعلوم بأن التاريخ لا يرحم.

 ألمانيا

سلسلة حوارات دافئة وحميمة...خمسون حواراً (من 8 حتى 10)/ محمود كعوش

(8)
قال لها:
كم أنت جميلة من الداخل كما من الخارج
كم أشتاقك وأفتقدك عندما تبتعدين....فحافظي على قربك !!
هل تحافظين ؟ صباح ومساء خرير الماء العذب وحفيف أوراق الشجر في جنة الفردوس صباح ومساء عندلة العنادل وتغريدة البلابل.....ومداعبة وتر الأماني في مساء وليد مساء الجمال كله...والدفء كله...والرقة كلها عليك يا رقيقة راقية !!
كل عام وأنت أميرة القلب والروح....أتمناه لك عام خير وبركة ومحبة وألق وتوهج  !!
عام سعيد وهانئ إن شاء الله
أجابته:
هذا المَساء... 
أُريدُ أنْ أسقُطَ في عينيك 
لِأَشرب العشق طهرًا
 وَلتسقط أَنتَ في ظِلّي 
وأَنجو فيك أملًا !!
مساء الفرح والمرح والجمال والنّقاء والبهاء والرّضا والتميّز والهدوء والأمل والطّمأنينة
كلّ عام وأنتَ بهيّ ويافع وجميل
 كلّ عام وأنتَ بسعادة موشاة بندفٍ من الزّهو يجترح خفقات القلب 
كلّ عام وأنفاسك بضَّة كحلم الوليد حين السحر 
كُلّ عام والسَّعادة تَنْسلُ إلى قلبكَ من بَهوِ السَّماء
سأحبك أكثر وأشتاق لك أكثر في العام الجديد....فلتقرَ عيناً وتطمئنَ قلباً !!

(9)
قال لها بشاعريةٍ حالمةٍ:
"خَطَرَّ الجميلُ وفي الربيعِ حَلاوةٌ
ومَعَ الربيعِ تّنّهّدّتْ خَطَراتي
الشمسُ تَحْتَضِنُ الجَمِيلَ وخاطِري
ثَمِلٌ يَهيمُ بِكَاتِمِ العبراتِ
والوردُ يَمْرَحُ بالخَمِيلَةِ حامِلاً
صِوَرَ الجَمالِ بأعْذَبِ القَسَماتِ
يَخْتالُ في غَنَجٍ كأنَ خَيالَهُ
حُلُمٌ تَهادى سارِحَ الصَبَواتِ"
ثم أكْمَلَ قائلاً:
كلُ عامٍ وأنتِ أميرةُ القلبِ ومهجةُ الروحْ
كلُ عامٍ وأنتِ الحبُ...كلُ الحبِ...وأكثرْ !!
كلُ الودِ وكلُ الحبِ لَكِ وحدِكْ........والشوقُ المتنامي بلا حدودٍ لَكِ وحدِكِ أيضاً
أجابته:
كلُ عامٍ وأنتَ حبيبي أنا وحدي...ولي في الحب وحدي
كُلُّ عامٍ وَأَنْتَ بِسَلامٍ ورِقَةٍ وَرِقيٍّ 
كُلُّ عامٍ وَأَنْتَ وَالأَهْلُ وَالبَلْدَةُ وَالوَطَنُ الكَبيرُ بِأَلْفِ خَيْرٍ وَحُبٍ كَثيرْ
وأنا كَمْ اشتقتُ إليكً وكَمْ أشتاقُك الآنَ...وسأشتاقكَ على الدوامِ يا عُمْرِي !!
ألَسْتَ عُمْرِي يا عُمْرِي !!

(10)
قال لها:
أرسلتُ إليكِ همستينِ دافئتينِ تُرى هل وصلتا إليكِ؟ 
حضورك جميلٌ يُريح القلبْ!!
 أشتااااااقُ لَكِ......أتراكِ تشتاقينْ؟
أشتاق لَكِ ولِطلتكِ...وأكثرْ
 كيفَ حالُ غاليتي؟
طابَ يومُكِ وكلُ أوقاتكِ بالخيرِ والسعدِ والسعادةِ والحبِ والشوقِ...وأكثرْ !!
باقةُ وردٍ جوريٍ...مع بسمةٍ وهمْسَةْ !!
أجابته:
صباحُكَ حبٌ وابتساماتٌ طاهرةْ 
صباحُكَ قارّاتُ شوقٍ ضيّعتني إلى ما وراءِ الزّمانْ 
لِيَسَلّمَ لي قلبُكَ وذوقكَ باختيارِ الوردِ والكلامِ الجميلْ
أعوامُكَ حُبٌ وسعادةٌ وفرَحٌ واطمئنانٌ كثيرْ
إنتبهْ لروحكَ، وافرحْ قدرَ استطاعتِكَ معَ العائلةِ الكريمةْ...ففرَحُكَ مَعَها يُفرِحَني !!
ودي وتحياتي وأشواقي...وأكثرْ !!
أُحِبُكْ !!
البقية تأتي تباعاً......

محمود كعوش – الدانمارك
kawashmahmoud@yahoo.co.uk

ـ28 نوفمبر ثورة أوَنْطة/ وفاء القناوى

يوم الجمعة هو يوم عيد فى السماء والأرض, وهو سيد أيام  الأسبوع وأفضلها على الإطلاق عند الله ,  إنه عيد للمسلمين فى الدنيا   فيه يجتمعون للصلاة  ,ومناقشة ما يتعلق بهم  بأمور حياتهم والتعارف فيما بينهم , إلا إن الإخوان كان لهم رأى آخرفيه , وهو جعله يوم صحوة الإسلام والإنتفاضة لنصرته ,يوم ثورة  , والغريب فى الأمر أن تكون ثورة إسلاميه فى بلاد المسلمين وكأننا  قد إرتددنا عن ديننا واعتنقنا دين آخر , وكأننا لوثنا الإسلام بالتراب ودنسناه ومحينا عنه هويته, و هاقد جاء  المدافعون عن الإسلام والذين يحملون لواءه , هاهم ينتفضوا لنصرة دين  الله وبماذا سيتم ذلك ليس بنشر تعاليمه من خلالهم وليس من بإقناع المرتدين عن ماهية هذا الدين وسماحته , وإنما بالثورة على كل ما لا يعجبهم وعلى كل مالايتفق معهم ,بالتخريب وترويع الآمنين , إنها حرباً إذن ليست لصالح الإسلام وإنما لصالح  أحلام دنيوية  وبريق كرسى ,قد فُقد وفُقدت معه العقول , مما جعلها تتفنن فى نشرالأفكار الدنيئه والكاذبة لجذب أكبر عدد من المؤيدين   ,ولأن المسلمين وبخاصة المصريين الإسلام بالنسبة لهم خط أحمر لايمكن لأحد الإقتراب منه , فكان اللعب على هذه النقطه  وعلى أن ما سيحدث يوم 28 نوفمبر ما هو إلا ثورة إسلامية لإسترجاع الإسلام وكأن الإسلام قد خُطف أو ضاع ,والتركيز على إنها ثورة لرفع راية الشريعة والتذكير بها وكأننا فقدنا تعاليم شريعتنا الإسلامية وبعدنا عنها   , والمناداة بمعركة الهوية  تلك الكلمة الرنانة التى تلهب حماس الشباب , وذلك برفع المصاحف وهذا ليس رمزاً لإعلاء راية الإسلام  ,وإنما هذا الأمريكشف الخسة والدناءة فى التفكير  فقد يعرض المصاحف  للسقوط تحت الأقدام ويكون عرضة للتدنيس وهذا هو المراد , إظهار المؤسسات الأمنية وهى تحارب الإسلام   , نفوس مريضة حاقدة لا تريد للبلاد الإستقرار , غسلت عقول شباب وزرعت فى فكرهم أن الخروج  يوم الجمعة هو جهاد فى سبيل الله , هنا يحدونى سؤال هل سيتقدم أولئك الدعاة صفوف هذا الجهاد المشبوه أم إنهم كالعادة يضحوا بالشباب وهم  متفرجين من بعيد , يظنوا أنهم بعاصفة 28 نوفمبر المزمعة  سيسقطون النظام على حد زعْمهم , وهذا حلم فى الخيال , فمن سيقف جنب من يريد زعزعة إستقرار البلاد وتفتيتها , وخلق عُصيبات وعصابات بداخلها , من سيقف بجوار من يريد التخريب والتدمير , من سيقف بجوار من يريد إنهاك الجيش حامى  حمى البلاد وإضعافه حتى يسهل التغلب عليه والسيطرة على البلاد, ومن يريد إنهيار البورصة وسقوط الإقتصاد  , مهما كانت المعاناة التى يعيشها الشعب إلا إنها لن تكون نقطة الضعف التى يستغلها الإخوان على الصعود على الأكتاف والرجوع إلى السلطة مرة أخرى , إنه الحلم الضائع  للإخوان وليست ثورة إسلامية ولا معركة هوية .


خبر مختلف وسط أخبار القتل والارهاب/ د. عبدالله المدني

وسط الأخبار المروعة والصور البانورامية المخضبة بالدماء الواردة من كل حدب وصوب والباعثة على الأسى واليأس من شروق يوم جديد باسم خال من أعمال القتل والتدمير وأصوات المدافع والتفجيرات وروائح البارود ودموع الامهات الثكالى والاطفال المشردين، يأتينا خبر مختلف مصدره الهند .. نعم الهند التي استطاعت، بتوليفة سياسية متقنة، أن تحمي نفسها من مسرحيات العبث الدموية الشرق أوسطية على الرغم من كونها أحد أكثر البلدان تعقيدا لجهة تركيبتها الإثنية والثقافية والدينية. 
يتعلق الخبر بقيام رئيس الوزراء "ناريندرا مودي" في التاسع من نوفمبر الجاري بإجراء تعديل واسع في حكومته، التي شكلها على إثر الفوز الكاسح الذي حققه في إنتخابات مايو البرلمانية على رأس حزب بهاراتيا جاناتا القومي. وقد شمل التعديل تعيين 21 وزيرا جديدا ما بين وزير كبير وصغير (سينيور وجونيور)، وذلك بهدف تسريع الإصلاحات التي وعد بها الجماهير الهندية. 
إلى هنا والخبر عادي لأن قادة الدول كثيرا ما يضطرون للقيام بمثل هذا الإجراء لأسباب مختلفة تتعلق بعضها بتقييم الأداء والبعض الآخر بالضغوط الداخلية. غير أننا نقرأ في ثنايا الخبر شيئا غير مسبوق في تاريخ الهند هو قرار مودي بانشاء وزارة لرياضة اليوغا مستقلة عن وزارة الصحة التي كان من ضمن اختصاصها الاهتمام بكل ما يصلح الجسد والنفس، مع منح حقيبتها إلى وزير السياحة السابق "شيريباد يسو نايك" الذي سارع إلى القول أن وزارته الجديدة تعتزم إقامة إدارات ومستشفيات تقدم الطب البديل لتحسين خدمات الصحة في كافة الولايات الهندية، مضيفا أن عمل وزارته سيكون إنعاش الطب البديل الذي يضم اليوغا والطب اليوناني واليورفيدا ونظام سيدها الطبي والمداواة الطبيعية وما في حكمها..

وقد فسر المراقبون قرار مودي هذا بأنه خطوة تهدف إلى إحياء الرياضة الأقدم في العالم (ظهرت في الهند قبل خمسة آلاف سنة ولم يعرفها الغرب إلا في القرن التاسع عشر) والإهتمام بها ونشرها مع تعزيز الطب البديل وخصوصا "السيدها" التي تشتمل على تعويد النفس على الشفقة والمحبة تجاه الطبقات المحرومة والمعوزين والمعاقين، وتحقيق التوافق الروحي ما بين المجتمع والنظام، ثم "اليورفيدا" التي تعني علم الحياة. 
ومن يعرف رئيس الحكومة الهندية لا يستغرب هذا الإهتمام باليوغا وما يتصل بها. فالرجل، فضلا عن كونه نباتيا، فإنه يحرص على مزاولة اليوغا بصفة يومية منذ سنوات طويلة، بل أنه حينما ذهب الى نيويورك لحضور الدورة السنوية الاخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة دعا المنظمة الدولية إلى تخصيص يوم عالمي لرياضة اليوغا باعتبارها "تسمح بايجاد معنى للعلاقة بين الذات والعالم والطبيعة"، كما ناقش الأمر مع الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة في سبتمبر الماضي. وقبل ذلك كان مودي قد أكد أثناء مؤتمر عالمي عن طب "اليورفيدا" التقليدي المعتمد في بلاده "أن اليوغا اكتسبت مكانة عالمية في أنماط العيش" وأن اليورفيدا قد ترتقي إلى مكانة مماثلة لو "قدمتْ كما ينبغي كنمط من أنماط الحياة". 
والمعروف أن اليوغا، التي أسسها الحكيم باتانجالي الفيلسوف، ليست مجرد رياضة كغيرها من الرياضات وإنما نظام للروح والجسد والعقل قائم على ضوابط فنية محددة من التصوف والزهد والتأمل. وهي تهدف بصفة عامة إلى راحة البال والتحلي بالصبر والإقبال على الحياة بسعادة وطمأنينة وإزالة القلق. وهي من ناحية أخرى مرآة تتجلى فيها روح الثقافة الهندية التي تنشد التحرر الروحي والانعتاق من سطوة المادة لتحقيق التوازن داخل النفس البشرية. 
ومما ورد في فوائد اليوغا انها تزيد من مرونة الجسم وقوة المفاصل، وتطرد السموم من البدن بما يساعد على زيادة النشاط وتأخير الشيخوخة وإطالة العمر، وتقلل من ضغط الدم وعدد نبضات القلب وآلام العضلات الناجمة عن الشد العضلي، وتزيد من كفاءة الجهاز التنفسي وتقوي الطاقة الجنسية. هذا في ما يتعلق بفوائدها الجسمية، أما فوائدها العقلية فتشمل تحسين المزاج العام، وتخفيض التوتر والاكتئاب والعدوانية، والمساعدة على التركيز وتحسين الذاكرة وتقبل الذات والتمتع بنوم هاديء. ولليوغا فوائد أخرى أخلاقية تشمل التعود على الصدق واللاعنف وعدم السرقة وعدم الأنانية والإعتدال في كل الأمور، وإكتساب خصال النقاء والقناعة والاعتراف بوجود الإله.
ومن المهم أن نشير ونؤكد على أن اليوغا، التي أصطلح على تسميتها في الأدبيات البوذية بـرياضة التأمل، لا تتبع ديانة محددة ولا تشترط على من يمارسها أن يتخلى عن عقيدته. نقول هذا ردا على من يحرم على المسلم ممارستها بسبب أن منبعها هو الهند وأنها ذات جذور بوذية.
أحد الخبثاء علق على خبر تأسيس وزارة لليوغا في الهند بقوله أن الهند لا تحتاجها بقدر حاجة دولنا العربية إليها، مضيفا أن الانسان العربي هو المحتاج إلى ما يزيل قلقه وتوتره ويخفض عدوانيته ويحسن مزاجه ويقوي ذاكرته ويجتث من نفسه الكراهية تجاه الآخر المخالف، خصوصا في هذه المرحلة التي تراجعت فيها قيم الخير والتسامح والمحبة والسلام وحلت مكانها نوازع العنف ومشاهد القتل والجوع والتشرد ونحر الرقاب وتفخيخ المباني وقصف الآمنين من البر والجو بالطائرات والمدافع والبراميل المتفجرة.
د. عبدالله المدني
* باحث ومحاضر أكاديمي في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: نوفمبر 2014 
البريد الالكتروني: Elmadani@batelco.com.bh

القدس.. وسياسة العقاب الجماعي/ راسم عبيدات

ما صدر عن  إجتماع الكابينت الإسرائيلي المصغر عصر أول أمس الثلاثاء من قرارات،كلها تحمل طابع التحريض والتصعيد على وضد المقدسيين، وهذا يؤشر بشكل واضح بان حكومة الإحتلال،قد حسمت امرها بشأن العلاقة والتعامل مع اهل القدس،التعامل فقط  من خلال الحل الأمني والبطش والقمع والقتل والعقاب الجماعي،ولم تمر ساعات قليلة على قرارات تلك الكابينت حتى كانت بلدوزرات وجرافات الإحتلال وقواته التي كان عددها يفوق عدد سكان الحي الذي يتواجد فيه منزل الشهيد الشلودي،قوات كل من شاهدها لعددها وما تسلحت به من أسلحة يعتقد بانها جاءت من اجل ان تحتل القدس ثانية،جاءت لكي تدمر بيت الشلودي وتشرد عائلته،جاءت لكي ترسل رسائل للمقدسيين،بأن ما ينتظركم هو مصير الشلودي،وإن لم يكن أسوء من ذلك،وقطعاً لن تقف الأمور عند حدود بيت الشلودي ولا حجازي ولا العكاري الذي حضرت قوات كبيرة من جيش الإحتلال فجر اليوم لهدمه،ولكن شراسة مقاومة شبان المخيم،وإستعدادهم للشهادة الجماعية على أبواب المخيم،حالت دون هدمه،ولا جعابيص الذي تسلم اهله إخطار بهدم البيت ،أما الشهيدين غسان وعدي أبو جمل فيبدو ان الأسوء ينتظرهم،فالمحكمة  المركزية بالقدس رفضت الإستئناف المقدم من محامي مؤسسة الضمير بشأن تسليم جثمانيهما،وأبقت موعد التسليم مفتوحاً الى اشعار آخر،وهذا مؤشر خطير ودلالة على ما يخططه الإحتلال لأسرهم ولبيوتهم.

 من خطف وعذب وحرق وقتل الفتى الشهيد أبو خضير حياً،ربما في عرف حكومة التطرف والعنصرية  ينتظر الجوائز والنياشين،ولا يجوز أن يهدم بيته او حتى يعاقب،فالبحث جار عن مخرج لكي يطلق سراح هؤلاء القتلة،تحت حجج وذرائع  فقدان الأهلية والإضطراب النفسي لكبيرهم،وعدم بلوغ السن القانوني للقاصرين،وكأن سجون الإحتلال لا تعج بمئات القاصرين الفلسطينيين والمحكومين باحكام عالية تصل الى المؤبدات،نتيجة رفضهم ومقاومتهم للإحتلال،تماماً كما هو حال من أعدم الشهيد خير الدين حمدان من كفرا كنا  بدم بارد،وأثنى عليه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "يتسحاق أهرنوفيتش".

ليس فقط سياسة هدم المنازل لمنفذي العمليات الإستشهادية او الذين جرى قتلهم لمجرد فقدانهم السيطرة على مركباتهم جراء خلل ميكانيكي او خطأ بشري،بل معظم البلدات الفلسطينية جرى إغلاق مداخلها بالمكعبات الإسمنتية في عقاب وتعطيل جماعي لحياة السكان،وكذلك إطلاق الغاز المدمع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي والمعدني على السكان بدون تميز،ومراعاة لمرضى او كبار السن او اطفال،ناهيك عن رش المياه العادمة على البيوت والمدارس وحتى المراكز الطبية وغيرها،يضاف لذلك حملات المخالفات اليومية بحق المركبات الفلسطينية بغض النظر عن قانونيتها أو عدم قانونيتها،فالمخالفات تاتي في إطار سياسة العقاب الجماعي والإنتقام من المقدسيين على خلفية رفضهم لإجراءات وممارسات الإحتلال الإذلالية والقمعية بحقهم.

والإحتلال في إطار التحريض المتواصل من قبل قادة حكومته اليمينية المتطرفة يتسابقون حول كيفية القمع والتنكيل بالمقدسيين،فهم يؤمنون بأن من يشدد القمع والعقوبات بحق المقدسيين أكثر،يحصد جمهور ومؤيدين اكثر ومقاعد في البرلمان"الكنيست" والحكومة اكثر،تحت ذريعة إستعادة الأمن والهدوء في مدينة القدس،فوزير الإقتصاد الصهيوني من البيت اليهودي " نفتالي بينت" يدعو لشن حملة عسكرية على اهل القدس،شبيهة بحملة ما يسمى بالسور الواقي التي شنت على الضفة الغربية في 2002،حملة حسب رأيه من اجل إقتلاع جذور الإرهاب واعتقال المحرضين،والإنتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم.

يتسابقون ويتفننون في أيهم وسائل قمعه أنجع وأشرس بحق المقدسيين،ميري ريغيب رئيس لجنة الأمن والداخلية في الكنيست طرحت على وزير العدل الإسرائيلي "تسفي ليفني" مشروع تشديد العقوبة على راشقي الحجارة من الأطفال وشبان الإنتفاضة المقدسيين،لكي تصل الى عشرين عاماً،ومرر بالقراءة الأولى في الكنيست،ووزير الأمن الداخلي "يتسحاق اهرونوفيتش" قال بانه يجب ان لا يخرج أي منفذ لعملية فلسطيني ضد الإسرائيليين حياً،وبأنه يجب استخدام الرصاص الحي ضد مطلقي المفرقعات تجاه جنود وشرطه الإحتلال،ونتنياهو يدعو الى  سحب الإقامة من المقدسيين وطردهم وإبعادهم الى غزة والخارج،وكذلك القيام بحملة إعتقالات إدارية بحق ما يسمى بالنشطاء والمحرضين المقدسيين،وهو كذلك مهندس سياسة هدم المنازل للشهداء،وسياسة ان العرب يرضخون فقط بالقوة .

لا أحد من كل ألوان الطيف السياسي من هذه الحكومة اليمينية،يدعو الى ضرورة التعامل مع العرب المقدسيين،بأن لهم حقوق في هذه البلد،يجب التعامل معهم بكرامة،وأن لا تنتهك مقدساتهم ،ولا يحرمون من حق الإقامة والسكن،فهم جميعاً مقتنعين بأن هؤلاء العرب المقدسيين،كم سكاني زائد يجب التخلص منهم بكل الوسائل والسبل،وهم كذلك بمثابة السرطان الذي يجب ازالته بجراحة قيسرية.

ما تحمله قادم الأيام فيه الكثير من الخطورة على المقدسيين،خصوصاً أن حكومة الإحتلال بدل لجم المستوطنين ووقف عربداتهم وزعرناتهم،و"تغولهم"و"توحشهم" ضد المقدسيين،أقر الكابينت المصغر اول امس الثلاثاء تسهيل عملية تسليحهم،وهذا قد يكون له تداعياته الخطيرة تجاه قيام البعض منهم بإرتكاب مجازر جماعية بحق المقدسيين،او القتل تحت حجج وذريعة تهديد حياتهم بالخطر.

المقدسيون باتوا بحاجة الى توفير حماية دولية مؤقتة،فعلى الأمين العام للأمم المتحدة "كوفي عنان"،وعلى الإتحاد الأوروبي والرباعية الدولية،ان يتحملوا مسؤولياتهم،في هذا الجانب،فهناك مخاطر وتهديدات جدية  على وجود وحياة المقدسيين،فاسرائيل بعقوباتها الجماعية بحق المقدسيين،تنتهك اتفاقية جنيف الرابعة ومعاهدة لاهاي لعام 1907،وأفعالها هذه ترتقي الى مستوى جرائم الحرب.

يوميات نصراوي: لذكرى أمي/ نبيل عودة

في صباح اليوم الأول بعد وداعك (29–11–2000) وعلى غير العادة كانت جريدة "الاتحاد"* ملقاة على باب بيتك.. ودافع قوي يشدني لأقرع الباب وأذكرك انك، على غير عادتك.. لم تأخذي الجريدة بعد.
وقفت طويلا متأمّلا الباب الموصد بحيرة.. متخيّلا إيّاك وراءه.. وانك بين لحظة وأخرى ستفتحين الباب وأشاهد وجهك بهدوئه والابتسامة التي لا تفارقه.. وستأخذين جريدتك، تماما كما تفعلين كل صباح.. وأن ما ظننته وداعا أبديا لك هو حلمٌ مزعج، وهمٌ ثقيلٌ سرعان ما يبدّده ظهورُك. كانت الجريدة الملقاة أمام بابك تقول عكس ما نعرف، كنت أريد أن أصدّق، كنت أنتظر، كجريدتك... أن ينشقّ الباب لتملئيه بتفاصيلك المعروفة لي، ثم تأخذين جريدتك.لا يمكن أن نفقدك بدون أي إنذار مبكر وأنت في قمة نشاطك وعطائك وصحتك... لم أكن مستعدا لأتعوّد على غيابك الأبدي، على بابك الموصد وعلى جريدتك المنتظرة.
قبل أقل من عشرة أيام من وداعك رأيت صورتك ترفعين الشعارات ضد جزّاري شعبنا الفلسطيني، لم تظهر عليك أقل الدلائل للمرض العضال الذي يفتك بك... ممّا عزّز يقيننا أنها معاناة عابرة تنتظم بعدها الحياة كما كانت.
حين قرر ابنك الطبيب أن يجري لك فحصا، بعد أن ثارت لديه الشكوك بمرضك، حاولت إقناعه أنْ لا ضرورة لهذه "الغلبة" وأنك، ما عدا قليل من الإمساك، تعالجينه بالدواء المناسب، لا تشعرين بأي عارض صحي يوجب هذا الإصرار على الفحص. أنت حقا بصحة جيدة ونشاط كامل.. تبدين عصيّةً على المرض وبأحسن حال لمن في مثل  جيلك!!
لا أدري إن كنتِ تخفين آلامك هنا؟ لكن وجهك الذي يجعلك تبدين أصغر من عمرك بعقد أو عقدين يؤكد ما تصرين عليه بأن صحتك جيدة ولا تستوجب القلق والفحوصات المتعددة التي حاولت التهرّب منها. لماذا لا نصدّقك؟ لكن طبيبك يصرّ على موقفه وهو ليس كأي طبيب.. إنما هو ابنُك. كان قراره ملزما.. وكان ضجرك من قراره واضحا جليا، واصلتِ بين فحص وآخر حياتك الطبيعية، كنتُ أشعر بسخريتك من قرار "تعذيبك" بالفحوصات.. وكانت "ألاتحاد" تنتظرك كل صباح أمام باب بيتك. كان لا بد لي أن ألقي نظرةً كلَّ صباح عند بابك فأرى أنك سبقتِ الجميع في استلام صحيفتك. كنت تبقين باب بيتك أقلَّ بقيراط من الإيصاد الكامل، لأن قهوتك جاهزة بانتظار كل من يطرق بابك من أبنائك بل حتى بائعات اللبن والبقول..
كان أملنا كبيرا أن لا تتجاوز الشكوك خانتها، ثم صار أملنا كبيرا وقادرا على تجاوز المنطق، لأنك أمنا.
انظر اليوم إلى الباب الموصد بعجز عن التصديق، برفض لقبول ما أرى، بإحساس مجنون متفجّر انك لا بدّ تقفين، كما أعهدك.. وراء الباب الموصد، أو تجلسين بمكانك المعهود، تطالعين جريدتك وتحتسين قهوة الصباح.
وقفت طويلا أمام الباب وأنا بين دافع الإقدام ودافع التراجع.. وشعور بالثقل يتزايد وأقاوم دمعة تكاد تطفر من عيني.
كنتِ أشدَّ قرّائي حماسة وأكثرَهم حفظاً لما أكتب، كنتِ تبحثين أولا عن اسمي بين صفحات "الإتحاد"، تقرأين ما أكتب وتحفظين العدد... كثيرا ما استعنتُ "بأرشيفك" للعثور على ما أفقده من مواد منشورة قبل أن يصبح بابُك موصدا للأبد.
 قبل أن تصبحين مجرّد ذكرى فاجأتِني بأن "أرشيفك" يحوي مختلف المجلات والصحف التي نشرتُ فيها منذ السبعينات، أي مع أول عمل أدبي نشرتُه. بدأتِ تنقلين لي دفعاتٍ تلوَ دفعات أعدادا مختلفة من مجلات "الجديد"، "الغد"، "الأسوار"، "نداء الأسوار"، "الآداب"، "الكاتب"، "البانوراما" وغيرها.. ففوجئت بكتابات نسيتها، بل غابت تماما عن ذهني.
هل كنتِ تعلمين ما بك؟ هل فعلتِ ما فعلتِه من نقل "أرشيفك" لي لتزيديني هما وإحساسا بالفقدان؟ كم أشعر بالضيق من مواصلة الحياة وأنا على يقين أن هذا الباب لن ينشقّ لتقفي في فتحته مرة أخرى.
كم تألّمت في الصباح الأول بعد فقدانك، حين نظرت لصحيفة "الاتحاد" مسجّاة أمام بيتك، دون أن يجرؤ أحدٌ منا أو من أولادنا على التقاطها للاحتفاظ بها لك، كما تعودنا في أيام وجودك خارج البيت.
أبقينا جريدتك تنتظر علّك تطلين أخيرا، علّها تكون معجزة تعيدك إليها وإلينا. يعيد لي أشدّ قرّائي حماسة ومثابرة. هل أستطيع أن أكتب الآن وأنا على يقين بفقدانك مع ما يعنيه فقدانك لي..؟
ربما ما جعلني مثابرا على الكتابة والنشر هو أن لا أخيّب أملك بالبحث دون جدوى عن اسمي وكتاباتي.
ماذا يسعني اليوم أن أقول أمام بابك الموصد؟ أمام جريدتك المنتظرة بخشوع أن ينشق باب بيتك..؟ ربما أطمئنك إذا قلت إني سأبقى مخلصا لقلمي ولما زرعتِه فيَّ من حبٍّ للمطالعة والكتابة.. وإن نسيتُ، فلن أنسى أبدا أنك جعلت من "الاتحاد" كتابيَ المدرسيَّ الأول والوحيد، الذي تعلّمت على صفحاته القراءة وأنا في طريقي لجيل الخامسة ولم أكن بعدها بحاجة لأي كتاب مدرسي آخر لتعلُّم القراءة.
بفقدانك سأعزّز ما كسبتُه منك في طفولتي، علّني أجد فيه عوضا عن غيابك.. ستبقين حية فينا.. ستبقين أجمل ذكرى مع إطلالة كل فجر.
ستبقين أمي!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- الإتحاد – صدرت باسم "مؤتمر العمال العرب" في فترة الانتداب البريطاني، اليوم ناطقة باسم الحزب الشيوعي، الصحيفة اليومية العربية الوحيدة في إسرائيل. من أبرز محرريها:  المؤرخ د.إميل توما، الكاتب  إميل حبيبي والشاعر والمفكر سالم جبران.
nabiloudeh@gmail.com

العلامة الحسيني يوجه رسالة لشيعة البحرين

مبدأ التغيير والإصلاح يبدأ حصرا عبر صندوق الانتخابات، والمشاركة فيها واجب وطني وشرعي

طلب منا بعض اخواننا في مملكة البحرين لحسن ظنهم بنا، ان نكتب رسالة حول واجبهم وتكليفهم في الانتخابات النيابية المقبلة في مملكة البحرين, والضوابط والموازين التي يجب الاعتماد عليها في اختيار المرشح, فاستجبنا لهم مع شغل البال وضيق المجال.

نقول:لا شك ولا ريب ان النظام الذي يعتمد على الديمقراطية في السلطة التشريعة  كمملكة البحرين نجد ان المؤسسة البرلمانية المكان الوحيد والطبيعي الذي يمکن من خلاله حصرا الحصول على المطالب المشروعة وحسم و حل و معالجة مختلف الامور المعلقة او المختلف عليها، ومن هنا إن المسؤولية تعني أن يتحمل الإنسان عملاً أو كلاماً أو تصرفاً ما، ويصبح مسؤولاً عنه أمامَ الا´خرين،والمسؤولية لها مصاديق متعدّدة ومتنوعة، لكن بالحقيقة مقصود كلامنا هو المسؤولية الوطنية والشرعية في الانتخابات النيابية. 
أ. المسؤولية الوطنية:
وهي تقع على عاتق كلِّ من يحقُّ له التصويت،وتتوفر فيه شروط الانتخاب، فعلى المواطن الغيور على مصلحة وطنه البحرين، أن يعبر عن رأيه في عملية الانتخاب وهي ليست لازمة، بل ضرورية  له وواجب ملقى على عاتقه و مطلوب من، أما لماذا ؟
لان الإنتخابات والمشاركة فيها تعني أنَّ لك وجوداً وصوتاً واسماً ومرشحاً، ومن يمثل ويكون مندوباً عنك.
والامر الاهمُّ هو من تنتخب؟ ما هي المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه ؟
لذا نقول لك:
انَّ مبدأ التغيير والإصلاح يبدأ حصرا عن طريق صندوق الانتخابات، والمرشح الّذي سوف تختاره هو من سوف يكون له حق التشريع والتغيير والإصلاح والافساد. 
لهذا فالورقة المكتوب عليها اسم مرشحك هي مسؤوليتك. فعليك أن تختار الشخص المناسب للمكان المناسب و لنجعل مملكة البحرين وأمنها واستقرارها وازدهارها وتقدمها ورفعتها هو الإصل و الميزان. 
لننتخب الشخص الوطني وليس الطائفي و لنصوت لمن ولائه للبحرين وعزّةِ وكرامة شعبها. 
لِنوُصِلَ إلى المجلس النيابي، من تاريخه وقوله وفعله يشهد له بمواطنيته وبإخلاصه وإيمانه بوحدة مملكة البحرين، وسيادتها وحريتها واستقلالها، والعيش المشترك فيها على اساس تقديم المواطنة على الطائفية, وحرية الفكر والتعبير والاديان. 
ليكون مرشحك من يدافع عن أرض وامن البحرين وشعبها وحدودها ويحافظ على كلِّ ذرَّةٍ من ترابها. 
صوتك لمن أعطاك المواطنة والعزَّة والكرامة والحرية والسيادة والاريحية والامن والامان،وقدَّم الغالي والنفيس من أجل سيادة البحرين أن تعيش في البحرين امنا مرتاحا . 
ليكون نائبك من يسعي لحفظ امننا و لتعليمنا، وتخفيف ديوننا،وتسهيل ضرائبنا، وتنوير بلدنا، وتوصيل المياه إلى بيوتنا وتحسين معيشتنا، وتأمين مستقبل أولادنا.
أخي الناخب: اذا كنت تحب مملكة البحرين حقّاً، لا تنتخب من كان له تاريخ عمالة وولاء وحب لغير البحرين وأن لايكون من صاحب .
وانتبه من أصحاب الوجاهات والنفوذ الذين لايهتمون سوى بمصالحهم الشخصية. وتستفيد منك كفرع وتمر عليك كجسر للوصول إلى غاياتها.
واعلم انَّ مملكة البحرين ومستقبلها أمانة بيدك، وصوتك الانتخابي هو المسؤولية الوطنية، يتحتم عليك، بل يرجى منك ان لا تفكر ولا تنجرَّ ولا تغتَّر بأيِّ شيء يُبعدك عن المصلحة العامة للبحرين وشعبها. فصوتُك مسؤوليتك،ومستقبلك بيدك، فأيُّ مستقبلٍ تريد ؟.
المسؤولية الشرعية:
فعندما نقول مسؤولية شرعية، يعني أنّ الشرع سوف يسألك عن المرشح الّذي يسوف تصوِّت له في الانتخابات،وسوف تكون مسؤولا أمام الله عن فعلك، وتتحمل مسؤوليته وتبعاته.
فالإسلام يقول في القرآن والسنَّة:  
قال تعالى: (وَ قِفُوهُمْ انَّهُمْ مَسْئُولُونَ).
وعن رسول الله (ص): 
.«كُلّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته »
فمن خلال الا´ية الكريمة والحديث الشريف يتبيّن لنا أنَّ هناك أُموراً واعمالاً ومواقف سوف نقف عندها، ونُسأل عنها، ونحاسب على فعلها أمام الله الّتي سوف يكون السؤال عنها: مَن انتخبتَ؟ ما هي صفاته؟ هل هو أهلٌ لذلك ؟ فعليك الإجابة، فإنَّك موقوف ومسؤول عن تصويتك ومشاركتك. 
فالامر ليس عائلياً فردياً مناطقياً حزبيا، بل الامر مستقبلي تشريعي ومصيري، وسُنّة سوف تُسنّ وانت مسؤول عنها وتبعاتها لذا ورد في الحديث رسول الله (ص):
(مَنْ سنَّ سُنَّةً حسنةً عُمِلَ بها من بعده، كان له اجره ومثل اُجورهم، من غير أن ينقص من اُجورهم شيئاً. ومَنْ سنَّ سُنَّةً سيئةً فعُمِلَ بها بعده، كان عليه وزره ومثلأ و زارهم، من غير أن ينقص من اوزارهم شيئاً 
لذا علينا أن نفهم ونعي ونتحمل المسؤولية جيداً )
فإنّنا قد نكون طرفاً ومساعداً بتشريع بعض التشريعات، وسنِّ بعض القوانين الّتي فيها الضرر والخطر والفساد و الافسادُ عليك وعلينا وعلى مجتمعنا ومستقبل اولادنا،وذلك من خلال انتخابنا لشخصٍ، فاسد وغير وطني وببركة صوتنا نجح وفاز ودخل المجالس، وبعدها صوَّت لمصلحة قانون أو تشريع فيه الضرر والإفساد والخطر على البحرين، فينطبق علينا الحديث النبوي( من سنَّ سُنَّةً سيئةً) فنكون نحن من شارك وساهم في هذا القانون والتشريع. فنتحمّل المسؤولية، والتبعات تُلقي'على عاتقنا، وهذا بسبب سوء اختيارنا.
وأمّا مع حُسن الاختيار، فنكون قد أوصلنا الشخص المناسب لمكانه المناسب، وأي تشريع أو قانون أو سنَّةتكون حسنة فلنا اجرُ من عَمِلَ بها

لذا نقول: انَّ مسؤوليتنا الشرعية  يجب أن نتحمَّلها، ونشارك بالانتخابات على أساس معيار براءة الذمة ،

 وعدم مساعدة الباطل والفاسد والظالم, وانتخاب الشخص الّذي تتوفر فيه هذه الشروط:

,وغير طائفي بل يكون قولا وفعلا البحرين أولا وأخرا. أن يكون معروفاً بوطنيته وبنزاهته وحسن سيرته

.. أن يكون من الداعين، بل العاملين على الحشمة وبث ونشر الاخلاق الحميدة

 .والإنسانية أن يكون صاحب تاريخ وطني ومنصف، يهتم للشؤون التربوية والاجتماعية

أن يكون من العاملين لمصلحة البحرين العامة،ويحافظ على وحدته ويدافع عن أمنه .

هذه الشروط يمكن لنا أن نقول: إنَّها بالعنوان الاولي العام ينبغي ان تتوفر لكي ننتخب على ضوئها المرشّح المفروض.
فيا ايُّها المؤمن: انتبه ولا تغفل، ولا تكن من خلال تصويتك مصداقاً للتعاون على الاثم والعدوان المنهي عنه في قوله تعالى: ( وَ لاَ تَعَاوَنُوا على الإثْمِ وَ الْعُدْوَانِ).

بل كُن من خلال مشاركتك وتصويتك مصداقاً للتعاون على البر والتقوى، كما قال تعالى: ( وَ تَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَ التَّقْوَى).  
وبذلك نكون قد اشرنا لك، ووضحنا الضابطة والميزان الّذي ينبغي لك العمل به,نسأل الله عز وجل أن يحفظ  مملكة البحرين ومليكها وشعبها ورد كيد عدوهم إلى نحورهم . 
والحمد لله رب العالمين

العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الإسلامي العربي

بين دور الإغراء بالسينما و الزنا... لا فرق/ فراس الور

من يمثل الفن المصري في هذه الايام؟ من يستطيع أن يمثل هذه الحركة الدرامية الكبيرة؟ الذي أنا متأكد منه هو ليس كل من قال أنه فنان او ترأس مركز بمهرجان أو قال أن لديه جمهور و أنه مشهور يستطيع ذلك، ليس كل من تحرك خلف الكاميرا يستطيع أن يقول بأنه يمثل الحركة الفنية في بلده، فجملة "فنان يمثل بلد بحجم مصر" تفرض على الذي يدق على صدره ليقول بأنه يفعل ذلك بأن تتوفر به مجموعة من القيم الأخلاقية الجوهرية كإنسان و فنان في بادئ الأمر، و على سبيل المثال لا الحصر لا ينفع أن نأتي بفنانة تؤدي أدوار الدعارة و الإغراء بأفلامها او قد احتوى ارشيفها الفني هذه الأدوار و نقول أنها تمثل الفن المصري، و نفس الأمر ينطبق على الفنان، فهل ستشعر مصر كبلد بالشرف إذا سافرت فنانة باعت شرفها وراء الكاميرا لتمثلها بالمهرجانات العالمية؟ الفنان و الفنانة بأدوار الإغراء لا يستبدل جسده حينما يقوم بهذه الأدوار بل يُقْدِمْ عليها هو نفسه بجسده و ارادته الحرة فلذلك في الأدوار الجنسية بالدراما و السينما تُرْتَكَبْ حالات الزنا فليس هنالك شيئ اسمه كنا نلعب او نلهو وراء الكاميرا...الزنا بالدين هو التقاء اثنين و ممارستهم للحب و الجنس القُبَلْ من دون عقد زواج و هذا جرم يدينه الدين و القوانين المدنية...و على سبيل المثال لا الحصر إذا رأى شرطي في شارع من شوارع مصر اثنين يُقَبِلونْ بعضهم على الطريق فسيعد هذا خدج بالحياء العام و سيكون مجبر لآخذهم الى مركز أمني، و ستكون هنالك مشكلة ايضا اضافية إذا لم يكن هنالك عقد زواج بينهم فستعد حالة من احوال الزنا...
إذا لم تحتمل القوانين و أنظمة مجتمعاتنا حالة قبلة بالشارع و قد يتدخل بها الشرع لتحديد حالة الزنا لتحديد طبيعة الجريمة هنا فبأي حق تقول نجمات الإغراء أنهن يمثلن الفن بمصر؟ هل الفن المصري زنا؟ هل تمثل جمهورية مصر العربية الزواني بالمهرجانات الفنية؟ يجب أن تقول جمهورية مصر العربية كلمتها بهذه المهزلة التي تستمر الى هذه اللحظة، فأظن أن مصر تحتاج الى أفضل من هذا...فكل شيئ له حد ليتوقف عنده، الفن كلمة كبيرة و الحرية لا يجب أن تكون على حساب الأخلاق التي تحدده الديانات السماوية الطاهرة، 
الفن عالم من الإبداع و الفنان هو صاحب رسالة طاهرة و شريفة عنوانه الأدب و الأخلاق لأن عيون المجتمع و الأجيال الصاعدة عليه تراقب فنه و أفلامه فلذلك الفنانين الذين يأخذون ادوار عشوائية تحتوي على الرذيلة و قلة الأدب هم آخر من يمثلون الفنون في بلادهم، فليس كل من توفرت به الموهبة يعني أنه حسن السيرة و السلوك، فالموهبة موجودة بوفرة في عالمنا البشري و لكن يجب استخدامها ضمن أسس الأخلاق و المنطق لا كوسيلة رخيصة للشهرة و جمع المال، فحتى الفنانين الصاعدين سيغتقدون أن الإغراء و الإيماءات الجنسية هي مكون ضرورية للشهرة و ممارسة الفنون و هذا سيضفي مفهوم ملتوي للفن و للحركة الفنية...نحن نريد فن لا داعرات و قوادين يكشفن اجسادهم وراء الكاميرات ليلوثوا أبصارنا بما جرمه الله علينا كبشر، هنالك مهزلة يجب أن تتوقف و حينما أكتب هذا اسعى لإرضاء الله لا البشر،      

في بلاد الأوغاد/ محمد أوقري

في بلاد الأوغادِ

مأتم ،،، وطقوس حدادِ

وحزن  

ورنين أصفادِ 

وندوب كالوشم شاهدة

على قسوة الجلادِ

في بلاد الأوغادِ

كل شيء محرم 

حتى أعياد الميلادِ

لكن وأد العبادِ

حلال محلّلٌ

بفتوى من الأسيادِ

في بلاد الأوغادِ

تعيش أسراب من الجرادِ

تزرع  القهر 

وتتباهى بالأحقادِ

في بلاد الأعادِي

وضعوا  على الأعين غشاوَهْ

ومن قوت عيالنا

صرفوا  لأنفسهم علاوَهْ

ثم  كتبوا في سجلاتهم

عن انتفاء الظلم

وموت  الشقاوَهْ

وقبل أن يكملوا التدوين 

كنا قد شربنا سمّاً

بطعم الحلاوَهْ 

ليسوا إخوة أبدا

إنما هم أصل منجم العداوَهْ ...

محمد أوقري 

المغرب . 

الأسس الجنسية للأحزاب الدينية وراء بقائها فى مصر/ أشرف حلمى

نظراً لما تمر به البلاد من فضائح جنسية لأعضاء بارزين لاحزاب معترف بها حكومياً ما جعلنى اضع تصورات لما يمكن حدوثة مستقبلاً فى ظل وجودة  حكومتنا السحلبية الرشيدة فى ظل وجود وزير الداخلية الإخوانى .      
لعلنا عرفنا جميعاً الأن السر الخفى وراء إنتشار الأحزاب الدينية بعد ثورة 25 يناير وبقائها حتى بعد ثورة 30 يونية رغم انها قامت ضدها فحكومات مصر بعد ثورة يناير استشعرت الحرج للوقوف امام هذه الأحزاب وايضاً بعد ثورة يونية استشعرت الحرج لحلها نظراً للمبادئ والأهداف السامية التى قامت عليها على أسس جنسية والتى ساعدت بشكل كبير فى  حل مشاكل الكبت والتحرش الجنسى لغير المتزوجين والقضاء على البغاء المنتشر بين البعض من خلال فتاوى النصف التحتانى لأعضائها لإشباع الرغبات الجنسية للمحتاجين بصورة شرعية وكله بما يرضى الله .
فحكومة محلب الغراء لن تستمع لراى الشارع المصرى تجاه حزب النور السلفى إيماناً منها بانه حزب جنسى لادينى ووجود مثل هذه الاحزاب مهم فى هذه المرحله لمقاومة الاحزاب الدينية التكفيرية مثل الاخوان المسلمين
لذا اتخذت من خبرات حزب النور الجنسية العملية منها والفكرية بتوجية القيادات الجنسية الفذة وفتاويهم الفتاكة واعضائهم السلفية المنتشرة فى كل مكان لتصحيح المفاهيم المغلوطة للاخوان وضمهم الى الحظيرة الجنسوسلفية للقيام بالثورة الجنسية القادمة فى 28 نوفمبر القادم كما قالت مصادر الجبهة السلفية . 
وخير دليل على نجاح حزب النور هو ارتباط  فتواى عضو لجنة الخمسين الشيخ برهامى  نائب رئيس الدعوة السلفية حول جواز ترك الزوج لزوجته التي تتعرض للاغتصاب إذا خشي على نفسه القتل وما فعله كل من عنتيل الغربية السلفى ممدوح حجازى أثناء ممارسته الرذيلة مع عدد من السيدات بينهن سيدات منتقبات فى مقر شركته والشيخ السلفى على ونيس عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور الذى ضبط مع طالبة جامعية على الطريق الزراعى داخل سيارة ملاكى يفعلون الفاحشة فى الطريق العام .
فإذا استمر هذا الحزب الجنسى حتى الإنتخابات القادمة  فى ظل هذه الحكومة الرخوة فسوف تتحول مصرالى دولة جنسية وستظهر فتاوى جهاد النكاح الانتخابى فى إنتخابات مجلس الشعب القادمة على خطى جهاد النكاح فى رابعة وعلية يجب ان نتوقع الاتى .
١ - فتواى سلفية تجيز النساء على جهاد النكاح الإنتخابى بمقابل مالى  لتشجيع الشباب والرجال على النجاح مجاناً مقابل التصويت لصالح المرشحين السلفيين وخاصة لاحتمال استمرار العمليه الإنتخابية لعدة ايام كمبادرة قوية للحشد والتى ثبتت نجاجها من قبل الحزب الإرهابى فى إعتصامى رابعة والنهضة فى عهد الحكومة الببلاوية .
٢ - انتشار خيم النكاح  المجهزة بكافة الوسائل الجنسية خارج اللجان الإنتخابية بالإضافة الى تخصص فصول نكاح فى المدارس المجهزة بدعم دول خارجية  وعملائها بالداخل .
٣ - الاستعانة بقوى الامن الوطنى فى المحافظات التى يسيطر عليها السلفيين  وخاصة فى الصعيد لتنظيم عمليات النكاح الوطنى والتى ساهمت فى هروب العناصر الإرهابية بعد ثورة يونيو .
٤ - انتشار اماكن توزيع المواد التموينية المختلفة على مجاهدين النكاح بعد عمليات التصويت . 
واخيراً على المصريين الان اما العمل والجهاد من اجل مدنية الدولة ومحاربة الأحزاب الدينية الجنسية  ومن ورائها واما تنازلوا عن كرامتكم  للمرة الثانية وتعطوا الفرصة للسلفيين للركوب بمساعدة حكومة سحلب وشركائة الوهابيين كما ركب الإخوان من قبل بمساعدة طنطاوى وشركائة القطريين .

في ظـلام الحيـاة/ مهندس عزمي إبراهيم


على الناصية واقفــة بقالــك زمـان      وعـينــك بتحضـن جميــع العيـــون
عـيـون إشتهـاء.. وعيون إسـتيـاء      وعيون دب فيها الشكوك والظنـون
وعيـون هـب فيها هــوى واشتياق      تشـوف في عيـونك تعاطـف حنـون
تقيــدى المشاعـر بهمسـة ونــــداء      وتـشــبى الخــلايـا بنـــــار الأتــون
وجـوع المشاعـر في قلـب الرجـال      يفــوق ألـْـف مـــرة جــوع البطـون
***
كلامــك مباشــر.. ولفظـــك صريـح      كسَلـَطـَة مزيجها شَــطـَّة وصابـون
تهــــزى المفاتــن.. بكــل إبتـــــذال      بلمسـة جريئـــة وحـركــة مجــون
ولبسِــك محـزق وشَـعــْـرك عنيـــد      ووجهــك ملـــوّن بقنطــار دهـــون
أثــَـرتى الرجــال بمـُـنى واشــتـهاء      وحـَرَّكــتى فيـهم مشـاعـر جُـنــون
مشــاعــر بدايتـــها لـــون الــورود      وعنـــد النهـــاية كلـــون الزتـــون
***
جـذبـتى البـراعم.. صغـار الشــباب      وبرضـه جـذبـتى صحـاب الدقـــون
جـذبـتى اللى عـايـش لِخِـلــُّه أميــن      فأهمــل عهــوده ولا عـــاد يصـون
في شـهـوة لـُقـــاكى نسَـى أســرتـه      ولا عــاد يـراعي بنــات أو بنـــون
وافـْسدتى عـابـــد عـــاش للصــلاة      وولـَّعــْـتى شَـمْعــُـه، بكـل الفنـــون
إذا القـلــب جالــه هــوى وإشتـهاء      إيمـــان يتنـسى ومبــادىء تهـــون
***
تسيرى في درب الزمــن والحـيــاة      كطير وحــده تايـه ما بين الغصـون
لا بـيــلاقى عـشـــه.. ولا غـنـــوتـه      وتـــاه من صحابـه فعايــش بـدون
وفيـه اللى قَـــرَّب إليـكى.. إتحــرق      وفيــه إللى بـِعِّــِـد.. كأنــك طاعــون
وفيــه اللى نفـســه يــدوق العســل      فــداق لإندهــاشـه مـرارة اللـَّمــون
وفيــه اللى عجَبــه طعـــم الحــلاوة      فصـارت هوايتــه لحـس الصحـون
***
عَـرَضْـتى البضـاعة في كل ســوق      لكـل اللى ياكـــل ويـرمى الماعــون
ما بيـن المعلـِّم وصـاحب المناصب      وصـاحـب العمــارة إلى المَرْمَطـون
وبين اللى قاضى وصاحـب أراضى      وبين اللى صـايع، وعاطــل، ودون
وبيـن اللى حيلتـــه يادوب التمـَـــن      وبين اللى عايش على مـال قـارون
عـرفـتى النـواصى وأرقى الصالات      وأرقى المحافــل.. وأسـوأ سـجـون
***
سـجـا اللـَّيـْـل والفجــر قــَرَّب يطـُـل      فغفـلت نجـومـه... وســاد السكـون
ورُحـــتى.. وحـيـــدة.. إلى مسكنـك      وهاجـت في نفسـك نـوازع شجـون
عـيـــونك مَلتـــها دمــوع وانكسـار      ليــالى طويــلة ف طـوايــا الجفـون
سَبـُّوكى بملامـَة، رمـوكى بحجـارة      زبايــن الخطيئـــة.. ألا يخجلـــــون
نســوا إنــهم شـركـاء في التجــارة      كنـتى البضاعــة.. وكانـوا الزبــون
***
تقولي ظروف واضطـرار واحتيـاج      تقـولي شـقـاوة وهـوايــة وجنــون
أقـول مِهنـَـة.. منـذ بدايــة الزمــان      وســوء اختيـــار... ولا يحزنــــون
جـزائــك... في الدنيــــا والآخــــرة      خالفـتى الديــانة وكسـرتى القانـون
******
مهندس عزمي إبراهيـم

برنامجى الإنتخابى/ الدكتور ماهر حبيب

فكرت أن أرشح نفسى للبرلمان القادم ثم أخذت أفكر فى البرنامج الإنتخابى الذى سأتبناه فوجدت أننى إذا أعلنت هذا البرنامج فإننى لن أحصل إلا على صوتى وصوت زوجتى كنوع من المجاملة وستكون فضيحة إنتخابية مدوية فقررت أن أنشر برنامجى الإنتخابى على الفيس بوك فقط والإكتفاء ببعض التعليقات من الأهل والأحباء وبلاش بعزقة وبلاش تبذير وكمان لأن الخسارة مش حا تبقى بس فلوس لكن ستكون رأسى ثمنا لهذا البرنامج فعدلت عن الفكرة ويا دار ما دخلك شر.

فما هو البرنامج الإنتخابى الشرير الذى سأتبناه

1 إلغاء المادة التانية من الدستور

2 إلغاء مادة اللغة من الدستور

3 تفعيل مواد المواطنة وجعلها واقع عملى وليس ديكورا

4 إلغاء جامعة الأزهر وقصرها على كلية الأزهر لعلوم الدين وتخصصها فى تخريج شيوخا وعلماء مؤهلين وعمل ترخيص لكل من يعتلى منبر بعد حصوله على المؤهلات المحددة لنوال رخصة الدعوة وإعتلاء المنابر أسوة بالأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين

5 إنشاء دور عبادة مجمعة لكل المناطق السكنية بعد حصولها على ترخيص موحد ودمج وإزالة كل الدور المخالفة والتى لن تحصل على الترخيص مثل النظام المعمول به بدولة السعودية

6 إنشاء كليات ومعاهد لتخريج جنود الشرطة المحترفين تراعى الأصول الإحترافية وإحالة غير المؤهلين للمعاش أو خضوعهم للدراسة حتى يحصلوا على الشهادات المطلوبة مع الإستعانة بالدول المتحضرة فى إنشاء تلك المعاهد والكليات

7 إحالة كل المدرسين إلى المعاش وعمل منظومة جديدة للتعليم تعتمد على خريجى الجامعات الأجنبية بمصر وتعيينهم بمرتبات عالية تتناسب مع تعليمهم العالى والغالى مع إلغاء كل ما يرتبط بخلط الدين بالتعليم وقصره على دور العبادة الرسمية

8 قصر العلاج بمصر على هيئة خاصة للتأمين الصحى مع رفع رواتب الطاقم الطبى بالدرجة التى تحد من وجود العلاج الخاص وتوفير

14 إلغاء الدعم للسلع الغذائية وتوزيعها كعائد مادى يوزع على المواطنين بحسب دخولهم

 الإمكانات لتقديم خدمة طبية عالية المستوى مع تحديد نسبة مشاركة من المنتفع بالتأمين الطبى بما يضمن الجدية وعدم إساءة إستخدام هذا التأمين الطبى

9 إلغاء حازم للأحزاب الدينية وقصر قيام الأحزاب على الأحزاب العلمانية المدنية

10 تخطيط لكل شوارع الجمهورية وإسناد تركيب كاميرات خاصة لمراقبة الإشارات والسرعات لشركة إستثمارية لتصوير المخالفات وتسجيلها بالكومبيوتر ويتم تحصيل الغرامات عن طريق الشركة الخاصة وتقاسم الحصيلة مع مع الدولة على أن لا يتم إدخال العامل البشرى نهائيا فى عملية التحصيل على أن تتضاعف الغرامات فى حالة التأخر عن السداد والإيقاف الفورى للرخصة فى حالة عدم السداد وربط كل سيارات الشرطة بالكومبيوتر والذى يمكن من خلاله الكشف عن صلاحية الرخصة وتحديد كم المخالفات وسلامة موقف السائق

11 دعم السياحة وتوفير المزيد من فرص العمل لجذب السياح وتعليم المصريين أن السياحة مصدر رزق هام وليست ماخورا ولا دعارة

12 الإسراع بالحكم فى قضايا الإرهاب وتنفيذ الأحكام على المتهمين

13 إحالة الموظفين الزائدين عن الحاجة للمعاش وقصر التعيين بحجم الميزانية وحجم العمل

15 تعميم نظام الضرائب بحيث يكون هناك ملف ضريبى لكل بالغ ويتم التعامل من خلال برامج ضرائبية لا يدخل فيها العامل البشرى وقصر وظيفة مأمور الضرائب على التعامل العشوائى لفحص صحة المستندات المقدمة على أن يتم إلغاء التعامل الشخصى بين الممول ومأمور الضرائب فيتم حجب فرص التلاعب والغش والتهرب الضريبى مع تغليظ العقوبات على من يثبت تهربه من الضرائب

16 رفع الحد الأدنى من الإعفاء الضريبى إلى 50 ألف جنية وفرض ضرائب تصاعدية لما يزيد عن ذلك

17 إلزام كل المؤسسات العامة والخاصة وحتى محلات البقالة العادية بإيداع مرتبات العاملين بها مهما صغرت بالبنوك حتى يتم ربط الدخل بالرقم القومى ويتم التخلص من التهرب الضريبى ومحاسبة حتى الباعة الجائلين ضرائبيا ومراقبة دخولهم التى لا يسدد عنها مليما واحدا للدولة

18 تقليص الإنفاق الحكومى وترشيد المكافأت الخاصة بأعضاء البرلمان ورفع الحصانة البرلمانية عنهم

19 إلغاء البرامج الدينية بتلفزيون الدولة والتليفزيونات الخاصة مع إنشاء قناة واحدة متخصصة تعمل 24 ساعة لمن يحتاجها

20 طبعا أشكرك لأنك وصلت معايا لرقم عشرين ومش حا أطول عليك علشان أنا مش حا أرشح نفسى والبرنامج ده حا أبله وأشرب ميته

الأعراس في ثقافتنا الشعبيّة عادات وتقاليد مِن أيّام زمان/ د. عصام الحوراني

يُقال أعرس الشّيء أي لزِمه وألِفه. والعرس، بحسب القاموس أيضًا: امرأة الرّجل، وعرسُ المرأة رجُلُها. وعَرَس عَرْسًا، أي أقام في الفرح. ثمّ صار العرس يُفيد الاحتفال بالزّواج وإعلانه، ويُطلق على العُرس في بلادنا اسم "الفرح"، ويُسمّونه في عدد مِن البلاد العربيّة وبخاصّة في مصر "الدُّخلة".
العرس هو نهاية المطاف في عمليّة الزّواج التي قد تستغرق أيّامًا وشهورًا، أو ربّما سنوات. فالتحضير للعرس قد يحتاج إلى وقت طويل. وكلّما تقدّم طالب الزّواج في العمر، كلّما صار أمرُ زواجه أكثرَ تعقيدًا، ولا سيّما في عصرنا هذا، ذلك أنّ الحياة صارت تتطلّب أشياءَ كثيرة مِن مسكن، وملبس، ومأكل، ومشرب، وغيرها من وسائل النقل والاتِّصال. تعقّدت الأمور مع تعقُّد المجتمعات، التي صارت تراعي بتعقيد مُمِلٍّ، كثيرًا من المظاهر الاجتماعيّة الفارغة. هذه المظاهر التي أخذت تكتسي أثوابًا مِن الرّفاهيّة والغيْرة والحسد، بالإضافة إلى تسرّب مظاهر المجتمعات الأجنبيّة إلى بلادنا، وقد عمل عدد مِن أفراد الطبقة العليا على الأخذ بها والسير على خطاهم، وهكذا لحق بهم الناس مع تطوّر الزّمن. أمّا في الزّمن الماضي فكانت القناعة هي السّائدة في الأوساط الشّعبيّة. وكانت أمور الزّواج تُعالج بحسب القول المأثور: "يللي مِتلْنا تعا لَعِنّا"، وكانت المسائل تتمّ بالرِّضى والكفاية المعقولة وبحسب المتيسِّر.   
مسألة انتقاء العروس مهمّة جدًّا، فهي مرحلة بحث وتدقيق، وعلى أساسها تبنى سعادة الزّوجين، أو شقاؤهما في ما بعد. وتختلف العادات والتقاليد في أمر انتقاء العروس، باختلاف المناطق والمقامات الاجتماعيّة والطّبقيّة والطّائفيّة. فلبنان بخاصّة وبلاد الشام بعامّة هي بلاد الأُسَر المتنوِّعة حَسَبًا ونسَبًا. نرى هذا التفاوت الاجتماعيّ في كلّ قرية وفي كلّ  دسكرة. فكلمة "المجاويز" كانت حتّى عصر ليس بالبعيد على كلّ شفة ولسان في هذه الأوساط التقليديّة المغلقة، فكنتَ تسمعهم يقولون: هذا مِن "مجاويزنا" والآخر لا ينتمي إلى نسَبنا أو إلى طبقتنا.وكَمْ يُروى عن أشخاص كانوا ينتمون إلى أُسَر عريقة بحسب الترتيب الطبقيّ والاجتماعيّ المعمول به يومذاك، أبوا أن يُزوِّجوا بناتهم شبّانًا أغنياء مثقّفين، على الرّغم مِن حالتهم البائسة وفقرهم المدقع، وذلك بحجّة أنّهم لا ينتمون إلى طبقتهم أو إلى أسرتهم العريقة النسب. يروي لحد خاطر قصّة شيخ مِن أسرة شوفيّة كان مِن المشايخ الكبار فيها، أخنى عليه الدّهر حتّى كاد لا يملك شروى نقير. وكانت له بنت جميلة، طلب يدها فتى مِن المشايخ الصِّغار, ويُذكر أنّ هذا الفتى كان على جانب كبير مِن الثروة والعلم والجاه، وعنده كلّ الكفايات لإسعاد الفتاة ومساندة والدها في ضيقه وفقره. ولكنّ هذا الوالد المتزمّت رفض تزويجها منه بحجّة أنّه ليس مِن "مجاويزه". ‘1‘
هكذا نرى مِن خلال هذه الواقعة أنّ المشايخ أنفسهم كانوا ينقسمون إلى طبقات، فالصِّغار هم "الملاحيق" الّذين أُذِن لهم بأن يحملوا هذا اللقب نظرًا لمهمّات معيّنة كانوا قد أنجزوها للمشايخ الكبار، أو ساعدوهم في أمور خطيرة، ثمّ أنّهم أصبحوا مِن أصحاب الأملاك الواسعة، فحملوا لقب "مشايخ" من دون أن يكون لهم حقّ الانتساب إلى سلالة المشايخ الكبار أو حقّ مصاهرتهم. فكان على طالب العروس أن يُراعيَ هذه التقاليد والعادات، ويلتزم بها، ويعرف حدوده، ومداه في عمليّة اختيار عروسه. وعليه أن "يحطّ عينه" على فتاة تناسبه قدرًا وتكون مِن "مجاويزه". ثمّ أنّهم كانوا  يُفضِّلون بنت البلد على الغريبة، لأنّ بنت البلد تعرف أحوال عريسها عن كثب: فهي منهم، مأكلاً ومشربًا وملبسًا، وقد اعتادت عل "المليح والوْحيش"، وعلى عثرات الزّمان، والمثل يقول: "تزوّجنا وما جِبْناها غريبي، زوّان بْلادنا وْلا قمح الصّليبي". وسمعتُ أحدهم من نواحي مصياف في سوريا يقول: "زوّان البلاد، ولا قمح المِنجاب".
وكانت الأمّهات يُفضِّلنَ ذوات الوجوه الجميلة على صاحبات المال والجاه، على حدِّ قول المثل: "يا ماخِذِ القِرْدْ على مالُه، بيروحِ الْمالْ وبْيِبْقى القِرْد على حالُه". كان الزّواج في الماضي يتمّ في أكثره بـِ"التَّدْبير"، ولا سيّما في الأوساط المتزمِّتة، لأنّ فرَص التعارف بين الشبّان والصّبايا كانت غير متيسِّرة في ذلك الزّمان، وفي تلك المجتمعات المنغلِقة بالذات. روى لي أحدهم، في هذا السِّياق، طرفة مأساويّة، قال: قدم وفد مِن إحدى قرى جبل لبنان مع بداية القرن العشرين إلى بلدة مجاورة لطلب يد عروس، كان اسمها جميلة، وكانت كما روى "اسمًا على مسمّى"، لكنّها كنت بنت رجل فقير. كان برفقة الوفد شابٌّ وسيم، يتحلّى بكلّ صفات الرجولة والجمال، طلق المُحيّا، فنظرت إليه الفتاة مِن خلال ثِقب في الباب، يفصل بين غرفتها والدّار حيث يجلسون. أُعجبت به، يقينًا منها أنّه هو العريس نفسه كما زعم بعضهم، أو كما تراءى لها. و"تمّ النّصيب"، وكتبوا كتابها على عريس آخر غير هذا الشّابّ الوسيم. وكانت العروس، في ذلك الزّمان، وبخاصّة في المناطق القرويّة الجبليّة البعيدة عن العاصمة، لا ترى عريسها إلاّ في ساعة "الدُّخلة". اِنتهى العُرس، وصمت الطبل والزّمر، وجاءت ساعة الصِّفر، فدخل العريس غرفة عروسته الحسناء، ويا لهول الموقف، إذ بالعروس ترى أمامها رجلاً قبيح المنظر، قصير القامة، أعمش العينين لا يرى ما أمامه بوضوح. اِقترب العريس مِن عروسته، فنفرت منه مذعورة، وأسرعت نحو زاوية في الغرفة تختبئ فيها، لحق بها فهرعت إلى زاوية مقابلة. راح يُطاردها مِن زاوية إلى أخرى، وهو يكاد لا يراها بعينيه "المُدَعْمِصَتين"، بل يُشاهد فقط طيفها المتنقِّل بسرعة. لم يستطع الإمساك بها، واستمرّ يُلاحقها ويدور خلفها وهو يُنادي الزّاوية التي تختفي فيها العروس لعلّ هذه الزّاوية تضحك مع المثل القائل: شرُّ البَلِيّة ما يُضحِكُ، فيستدلّ بقهقهة تلك الزّاوية على العروس، يلحق بها ويقول: دِبّي كِلي، دِبّي اشْرَبي/// يا زاوْيِةِ الْفيها جَميلِة اضْحَكي. وأخيرًا، لا بدّ أن تصمت الزّاوية أمام مصير الفتاة الميؤوس، بعد أن يُنهِكَها التعب، فتُذعن لنصيبها المنحوس! في زمن غاشم عبوس.
هكذا كان يتمّ تبديل العريس، وهناك روايات أخرى تتحدّث عن عمليات يجري فيها تبدّل "العرايس"، فكم مِن فتىً "حطّ عينه" على فتاة، وراح يخطبها، فإذا به يفجأ ساعة "الدّخلة" بأختها الكبيرة التي هي أدنى جمالاً مِن أختها الصّغرى. منهم مَن كان يرضى بنصيبه هذا، مراعاة لمشاعر الأهل ولرجوليّته، ومنهم مَن نفر مِن عروسه وتمّ تطليقها في اليوم التالي.
تلك كانت مساوئ هذه العادات والتقاليد التي كانت تمنع على الفتى لقاء الفتاة التي تُعجبه ويُعجبها، كانت العادات القديمة تمنع عليه رؤيتها، أو التحدّث إليها قبل الزّواج. الزّواج كان يتمّ، في أكثر الأحيان، باتّفاق بين الأهل أوّلاً، وهذا هو المبدأ العامّ، كما يقول يوسف ابراهيم يزبك، ويُردف، "وثِقْ أنّ ما مِن زواج تمّ قبل القرن العشرين إلاّ على هذا المبدأ، والنّادر النّادر زواج الغرام" ‘2‘ غير أنّ أنيس فريحة يرى أنّ هذا الرأي قد يصدق على بعض النّاس، ولكنّه لا يصدق على جميع النّاس. فإنّ فرَص التعارف والتحابب كانت ميسورة في القرى، ويقول: فكم كنّا نسمع أخبارًا وقصصًا عن حوادث غرام عنيفة جارفة حصلت هناك، وكم مِن الزّيجات تمّت نتيجة حبٍّ وغرام. ‘3‘
نعم، فمطارح الحبّ كانت متنوِّعة وكثيرة في قرانا الجبليّة. حيث الطبيعة الغنّاء بعذريّتها، وأناقتها، وسحرها، تبعث في النُّفوس شذى الحبّ وطيب اللِّقاء. الفتيات يرفلنَ على دروب بعض القرى بحريّة: هذه تحمل على كتفها جرّة ماء، "تتغندر" بها على درب العين تحت أشجار التوت الوارفة الظِّلال، وأخرى"تتمشّى" عند العشِيّات مع رفيقات لها على "درب الجمّالَة"، وهذه تساعد أمّها مع طلوع الشمس في "مِسطاح التّين"، وتلك تعمل مع أهلها في جمع الزّيتون... أكثرهنّ كنَّ  يُشاركنَ الأهل في كلّ المواسم، وكم مِن فتىً "حطّ عينه" على فتاة شاركها في مساعدة الأهل عند الفجر قرب "الخلقين" ‘4‘، حاملة على رأسها طبَقًا يحوي القمحَ المسلوق، تنقله صاعدة على السلّم إلى أحد سطوح الأسمنت في البيوت المجاورة، حيث يتناوله منها شابّ يتولّى وضع المحتوى بعناية على السطح، يُحادثها خلسة وتحادثه بعينيها . مطارح الحبّ والغرام كانت كثيرة في قرانا، بيد أنّ الخوف كان مسيطرًا على نفوس الشبّان والشّابّات في معظم الأوقات، لأنّ الغرام في عُرف تلك الأيّام كان ممنوعًا في العلانيّة، فتكفي النظرات الخفيّة، والابتسامات الشاردة، والأحلام الورديّة، لتكون بلسمًا تُداوى به القلوب الحائرة، التّائهة قرب السّواقي، وعلى هاتيك الهضبات الدهريّة الغافية تحت ضوء القمر، ولسان حالهم يُردِّد مع الشّاعر:
كانتْ لنـا في الغـرامِ عهودٌ     صارَتْ حديثَ الرُّبى والشّوادي

تدبير الزّواج

قلنا أنّ "التدبير"، كان الوسيلة التي يتمّ بوساطتها انتقاء العروس. وغالبًا ما تقوم بهذه المهمّة الأمّ أو الأختُ الكبرى، أو الخالة، أو العمّة، أو الجارة، أو "الخطّابَة"، أو إحداهنّ مِن "سماسرة العرائس" اللّواتي جعلنَ مِن أمر هذه الوساطة مهنة يتقاضَين عليها علاوة أو عمولة محدَّدة، وقد أطلقوا على أمثال هؤلاء "الخطّابات" لقب "إمّ لْحاف".
عندما يُعجَب أحدُ الشبّان بفتاة، يسرّ إلى أقربهنّ إليه بسرّ حبّه ونيّته في الزّواج بِـ"فلانة بنت فلان"، ويُنقل الخبر إلى الأمّ والأب، ولا بدّ مِن "المشورة"، مراعاة لخاطر الأعمام والأخوال و"القرايب". تتمّ هذه المشورة، طبعًا، بعد "جسِّ نبض أهل العروس"، والتأكّد مِن إقبال الفتاة ورغبتها بالشّاب. وبخصوص التأكّد مِن هذا القبول، كان يتوجّب على أهل العريس إرسال أحد الأصدقاء أو الصديقات مِن أجل استكشاف الأمر. وكانوا يُطلقون على هذا الرّسول أو هذه لقب "فرّاشة"، فإذا لقِي الرّسول ترحيبًا، وقُدِّمَت له "النعمانيّة" وهي نقل مِن اللّوز والجوز والتّين والزّبيب وغيرها، يأكلونها معًا، فالنّعمانيّة تعني كلمة "نعم". وإن لم يَرُق لهم العريس المرشَّح أعرضوا عن تقديم "النّعمانيّة، للرسول "الفرّاشة"، و"كشّوا" في وجهه، فيعود خائبًا، ليعرِض على الشّابّ ما لقيه عند أهل الفتاة. هذه العادة كانت شائعة في قرى جبل لبنان. ويُروى أنّ الشّابَّ نفسه كان يقوم أحيانًا بزيارة بيت البنت التي يرغب بها، فإذا أبصر بلفتة منه أنّها لمست شعرها بإصبعين فذلك يكون، بحسب المتعارف عليه، القبول، وإن لمست شعرها بإصبع واحدة فتلك علامة الرّفض.
وثمّة رموز أخرى كانت تُعتمَد في نواحٍ مختلفة مِن جبل لبنان منها: أن يقوم الفتى بزيارة أهل الفتاة، فإن كان ذلك في أيّام الشِّتاء، يتحلّق الأهل والشّاب الزّائر حول الموقد، وتكون الفتاة معهم تجلس أمام الموقد تنكث النار بملقط، وهي تعلم القصد مِن زيارة هذا الفتى، الذي لم يسبق له أن زارهم مِن قبل. فإذا راحت الفتاة تجمع الرّماد وتحذفه نحوها، فتكون بذلك قد ألمحت إلى أنّها ترفضه، وإن قذفت بالرّماد نحوه فذلك يعني الرِّضى والقبول. وقد يُرسِل الشّابّ هديّة إلى بيت الفتاة، مع أمّه أو مع أخته، فإن رفض الأهل والفتاة الهديّة يعني ذلك رفض العريس، وإن قبلوها يستبشر الشّابّ وأهله خيرًا. إلى ما هنالك مِن ألغاز ورموز كانت تستعمل في الماضي مِن أجل "جسّ نبض" الفتاة وأهلها، وذلك اجتنابًا "للكسفة"، ومِن أجل مراعاة خواطر الناس وكراماتهم،  فيما لو تقدّموا بطلب يد الفتاة جهارًا.
الخطبة
بعد خطوة التدبير الأوّليّة المهمّة وانتقاء الفتاة المناسبة، يتنفّس الشّابّ الصّعداء، ويُصبح الأمر الآن في قبضة المقام الرّسميّ، وتنتقل الأمور إلى الأهل والأقارب، الّذين يعملون معًا على إكمال الطريق، وذلك مرورًا بـ "التَّتميم"، أو "الحَكِي بالبنت"، فإلى الخطبة. كانت للخطبة عند الموارنة، في الزّمن الماضي، رتبة طقسيّة خاصّة، يُبارك فيها الكاهن "المحبسَيْن" قبل وضعهما في إصبَعَي الخطيبَين. وكانت الخطبة كالزواج لا تفكّ ولا تُحلّ، إلى أن جاء المجمع اللّبناني الذي انعقد سنة 1736، فألغى هذا النظام، وجعل الخطبة أمرًا خاصًا بين الطرفَيْن لا يلزم أحدًا، وهو قابل للحلّ فيما لو أراد الاثنان ذلك.
كانت هدايا الخطبة في أكثر الأحيان النُّقل والحلوى والملابس والذّهب. وفي أثناء الخطبة ترتفع الأصوات مهلِّلة بالزّغاريد والتّراويد، وربّما كانت تُقام حفلات الرّقص والمُساجلة بالمعنّى والقرّادي. وتختلف عادات الخطبة باختلاف المناطق، والطبقات الاجتماعيّة، والطّوائف. فلكلٍّ عاداته وتقاليده. عند الطوائف الإسلاميّة، يتبع طلب يد الفتاة أو "التتميم" كتابة العقد أو كتابة الصّداق، الذي هو كناية عن اتفاق يُحدَّد فيه المهر، الذي يُجعل على قسطَيْن: أحدهما مُعجَّل يُقدَّم للعروس فورًا، تنفقه على شراء الجهاز أو "التقميش": لتكون، كما يُقال، فتاة "مقموشة" تلبس افضل الثياب المصنوعة مِن قماش جيِّد. أمّا القسط الآخر فيُدعى "المُؤخَّر"، ويُتَّفق على قيمته، ويتعهّد العريس بدفعه للعروس في حال الانفصال بالطّلاق.

العرس بيت القصيد، والفرحة الكبرى

تلك كانت مقدِّمات، قد استقيتُ أخبارها مِن مراجع متعدِّدة، كتابيّة أو شفهيّة، وبخاصّة مِن: كتاب د. أنيس فريحة، القرية اللّبنانيّة- حضارة في طريق الزّوال، وكتاب لحد خاطر: العادات والتقاليد اللّبنانيّة، وغيرها مِن المراجع والمصادر. لقد أشرتُ في هذه المقدِّمة إلى صُوَرٍ ولمحاتٍ وأخبار متنوِّعة من مناطق مختلفة، وهي نماذج مبعثرة لعدد مِن قرانا الجبليّة، وهناك الكثير مِن هذه العادات والتقاليد التي لو حاولنا جمعها لملأنا بها كتبًا كثيرة شائقة. بيد أنّ موضوعنا يقتصر إلى حدٍّ ما، على الأعراس التي تُقام في مناطق محدَّدة تقع في متناول أيدينا، وتقديم نماذج حيّة منها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. لقد اعتمدنا على حقبة تلامِسُ بدايات القرن العشرين، ظلّت تقاليدها تُمارس حتّى يومنا هذا في عدد مِن القرى الجبليّة، التي لا تزال تحتفظ بعاداتها القديمة، ولم تصلها المدنيّة الحاضرة كلِّيًّا. وسوف أُقدِّم الآن نماذج لأعراس في جنوب لبنان وفي بقاعه، فلعلّي أضع القارئ الكريم في أجواء حيّة تتلوّن بصور مِن تراثنا الشّعبيّ، ومن عاداته التي زال بعضها، أو هي آخذة في الزّوال مع زحف الحضارة والمدنيّة والعولمة إلى قرانا بشكل سريع. إنّي أنقلها إلى القارئ الكريم، وأدوِّنها لتبقى أثرًا خالِدًا مِن تراث آبائنا وأجدادنا، نستلهم منه بعض القيَم التي قد نفتقدها في يوم مِن الأيّام.

مِن مرجعيون... إلى بعلبك
(ما زالت الأعراس في دياركم عامرة)

كان العرس يكبر ويعمر بحسب مكانة أهل العريس وأهل العروس الاجتماعيّة. إذا كان العريس مِن أهل الحسَب والنّسَب، فعرسُه قد يستغرق أسبوعًا أو أكثر، تسبق يوم "الفرَح"، أو "الإكليل"، وكانوا يُسمّون هذه الأيّام التي تُمهِّد ليوم العرس: "تعليلة". يُدعى إلى حضور هذه الاحتفالات النّاس كلّهم، في البلدة وفي الجوار أو القضاء. يجتمعون كلّ ليلة في بيت العريس، أو في سُرادق أو في صيوانٍ يُقام لهذه المناسبة في باحة الدّار. تُنحَر الخراف وتُقدَّم طعامًا متنوِّعًا للعُرسِيّة، وأكثر هذه الخراف كانت تُقدِّمها الأسَر الّتي تملك قطعانًا مِن الماعز والغنم، وتكون الدعوات قد وُجِّهت إليهم بوساطة وفدٍ ينطلق، مِن قِبَل أهل العريس، إلى البلدة كما إلى القرى والدّساكر المجاورة. أمّا إذا انحسرت الدعوات داخل البلدة، فإنّ أهل العريس ينتخبون عددًا مِن الشبّان والصّبايا، الذين يحملون باقاتٍ مِن الأزهار، وينتقلون مِن منزلٍ إلى آخر، داعين الأهالي للمشاركة في العرس.  
كان يُقدَّم في تلك اللّيالي النقل وما لذّ وطاب مِن مأكولات ومشروبات. تُقام حلقات "الدّبكة" على أنغام "المِجوز" القصبيّ. ونافخ "المِجوز" لا يُفارق وسط حلبة الدّبكة، فهو لا يكلّ ولا يملّ، فتراه منفوخ الفم، يتصبّب العرقُ مِن جبينه على وجه أحمر بعروق متصلِّبة، وهو في حركة دائمة يتمايل مع النّغمات، يُرافقه ضارب "الدِّربكّة" أو الطبلة بإيقاعه المُثير. تنتهي حلقة لتبدأ حلقة أخرى، وهكذا حتّى منتصف اللّيل أو أكثر. وأنت لا تسمع إلاّ الزّغاريد والحداء والأغاني، وكلّ الأنظار تكون موجّهة نحو العروس والعريس، فالنّاس يغمرونهما بالتّحيّات والتبريكات، ويُحيطونهما بكلّ رعاية وإكبار. والعريس يبقى مستنفرًا، دائم التأهّب، وهو بكلّ أناقته ولياقته.
أمّا العروس، فتعرض، قبل أيّامٍ تسبق حفلة العرس، ملابسها على أطباقٍ في غرفة خاصّة. ويأتي النّاس لمشاهدة ثياب العروس، فيُباركون ويُهنِّئون مُردِّدين: "تِلِبْسيها بِالفرَحِ الدّايِم انْ شاء الله، وْما تْشوفوا إلاّ أيّام حِلْوة، وعِقبال العاوزين"! والعروس كانت تحتفظ بثيابها طولَ أيّام حياتها، لتبقى ذكرى حبيبة، فيما لو نجح زواجها وغمرت أيّامها السّعادة. غير أنّ اللّواتي لم يُحالفهنّ الحظّ بالبحبوحة في العيش، فإنّهنّ كنّ قد يلجأن إلى استعارة "فستان العرس" مِن اللّواتي كنّ قد تزوّجنَ مِن قبل. بالنسبة إلى العريس، يُروى أنّ الأمير أو الإقطاعيّ في الزّمان الماضي كان يُقدِّم للعريس في فلاّحي ضياعه أو مِن عمّاله جبّة أو عباءةً مذهّبة يُسمّونها "خلعة"، يرتديها العريس في يوم فرحه، وزوجة الأمير هذا كانت تُقدِّم أيضًا للعروس ثوبًا جميلاً ترتديه في يوم عرسها.
ليلة العرس
تُقام في ليلة العرس حفلتان، واحدة في بيت العريس، وأخرى في بيت العروس حيث تُجلى العروس مِن قِبَل إحدى النساء القديرات. بعد تحميمها وتلبيسها، تُزيَّن بِـ (حطَّة) مُطرَّزة بالنقود الذهبيّة او الفضِّيّة، ولا سيّما إذا كان أهلها مِن الأثرياء. ثمّ يطلون وجهها بالمساحيق المتنوِّعة الألوان. وكانوا في قديم الزّمان، كما يُروى، يدلكون وجه العروس بمسحوق أبيض، مصنوع مِن قِشر البيض الأبيض المطحون، والممزوج بماء الزّهْر والورد وغيره مِن العطور. تُكحَّل عيناها، وتُحمَّر شفتاها، ويُزجَّج الحاجبان، ويُرتَّب شعرها، إلى ما هنالك مِن أنواع الزّينة والمساحيق والحُلى التي تتبرّج بها. ‘5‘
بعد ذلك يُجلِسون العروس على "صَمْدة" في ركن بارز في الدّار، وتتبارى النسوة حولها بإطلاق الزّلاغيط "الزّغاريد"، والأغنيات المتنوِّعة، يرقصن ويهزجن ويمرَحْن . في بعض المناطق اللبنانيّة يرد في هذه الأثناء، مِن قِبَل أمّ العريس، وفد معه إناء فيه "حِنَّة"، فتُخضِّبُ إحدى النسوة يدَي العروس. ويشترك الوفد مع أهل العروس والأصحاب في حفلة جلوة العروس، فيُطاف بها في الدّار، وهم يحملون الشموع ويُزغردون ويُغنّون على أنغام الدُّفوف والطَّبلة و"المِجْوز":

وِتْمَخْطَري يا حِلْوَة يـا زينَه يــا  وَرْدَة  جُـوّاـ الْجيـنيـنَه
كِبْـشِ القُرُنْفُلْ  يــا عَروسَـه وِالآسِ  خَــيَّــمْ  عَا لِـيْــــنا
الْعُمْـرِ  كُــلُّــهْ  يــاسْـميـــنا والنَّـــجْـــمِ  يِسْــأَلْ عنِّـيْــنا
هَنّي حَبيبِـكْ يــا عَروسَـــه وِالْـحُــبِّ  نَــوَّرْ  عَـا لِـيْــنا
بِنْتِ ـالأكابِــرْ يـــا  ديــنــا والشَّمْسِ رِسْيِت عَلْ مـيـنا
وِجِّه القمَـرْ يــا  عَـروسَــه والدِّنْـيا فَــرْحانَــه بْـزيـنَـه

أمّا في بيت العريس، فحلقات "الدّبكة" تعمًر وتنشط في هذه اللّيلة الأخيرة من "التعليلة"، فتتشابك أيادي الشّبّان مع أيادي الصَّبايا في حلقات الدّبكة، ولا سيّما في القرى المسيحيّة، وكلّما فرغت الكؤوس من الخمر تُملأ مِن جديد. الحركة دائمة النشاط مع توالي الوفود مِن كلّ صوب، وهي تصل بالحوربة والزّغاريد.

ليلة "الحنّاء" ‘6‘ وعمليّة خطف العريس

ننتقل إلى قرى بعلبك/ الهرمل، حيث يجعلون هذه اللّيلة مميَّزة جدًّا، فلهم تقاليدهم وعاداتهم الخاصّة، إنّها ليلة "الحنّاء" التي يُدعى إلى حضورها الناس جميعًا، وتكون هذه اللّيلة حافزًا لفضّ النزاعات والخلافات، التي يمكن أن تحصل في كلّ قرية مِن حين إلى آخر. جميع الأُسَر، والعشائر يُشارِكون في هذا الحدث السعيد. فالواجبات مهمّة وثمينة، ولا يستطيع أحد أن يتملّص منها أو يبتعد عنها، مهما بلغ شأنه وعظُم أمرُه.
وليلة"التحنئة" تكون غالبًا في تلك المناطق البقاعيّة مساء الخميس، فقبَيل منتصف اللّيل يتقدّم عدد مِن الشبّان لِيستأذنوا المشايخ وكبار القوم، طالبين أن يسمحوا لهم بإقامة حفلة "التحنئة"، وبالطبع يسمحون لهم، فتدمع عيون الأهل مِن شدّة الفرح. يُجلسون العريس على كرسيّ وسط الصّيوان، ويطوف عدد مِن الشبّان حوله، يحمل واحد منهم طبقًا مغطّى بالأزهار والرّياحين، والورد، وقوارير العطور، وفي وسط هذا الطبق إناء فيه مادّة الحنّاء. يدورون حول العريس عدّة دورات، وهم يصفِّقون ويُردِّدون هذه الأُهزوجة:
وَيْـنِ الحِنِّــهْ وَيْنَـــه بـدِّي  حَـنّـي إيـدَيّي
وْعِقْبالْ فَرْحِةْ خَيّي لاعْزِم قضا سورِيِّه
يُوضَع الطبق أمام العريس، فيتناول أحد الرّجال معجون "الحِنّاء" ويُخضِّب به إصبع العريس، وغالبًا ما يكون خنصر اليد اليُمنى. ثمّ يتقدّم الشبّان بدورهم، الواحد بعد الآخر، يُخضِّبون أصابعهم وسط الأهازيج والزّلاغيط (الزّغاريد) التي تُطلقها النسوة مِن أقرباء العريس. بعد ذلك يُمسكون بقوارير العطور ويسكبون ما فيها على رؤوس العِرسيّة. يتقدّم العريس في هذه الأثناء ويُصافح النّاس مبتدئًا بكبارهم. في هذ الوقت يكون نفر مِن الشبّان في الخارج قد هيّأوا أنفسهم للقيام بعمليّة خطف العريس، والقصد نبيل بلا شكّ، فهم يُريدون مِن وراء ذلك أن يردّوا له أو لأحد أفراد أسرته  جميلاً، كان قد سبق وقدّمه لهم. يبعثون برسول إلى داخل الصّيوان، يطلب إليه مرافقته لغرض ما، فيتمّ خطفه، وينقلونه إلى أحد المنازل، حيث يكون أصحاب المنزل قد أعدّوا له فراشًا ناعمًا، ينام عليه قرير العين، فيستريح مِن تعب أيّام "التعليلة" الماضية، ليتأهّب مرتاحًا لاستقبال يوم العرس في الغد.
عند الصباح يعمُّ خبر خطف العريس في البلدة، فيتداعى الشبّان ويتوافدون إلى بيت الخاطف، حيث يُرحَّب بهم، ويتناولون جميعًا طعام الفطور الذي يُعدّ بسخاء للعريس الضَّيف ولأصحابه. في هذه الأثناء يكون عدد مِن الشبّان قد استحضروا ديكًا جميلاً زاهي الألوان، يُزيَّن بكلّ أنواع الزينة مِن أزهار وخرز وما شابه. يحمل أحدهم الدّيك ويتقدّم جمهرة مِن الشبّان يصحبون العريس محمولاً على الأكفّ ويتَّجهون نحو بيته، وهم يًحَوْرِبون ويرقصون  بالسيف والترس على أنغام المِجوِز والطبلة والرّباب، إلى أن يصلوا إلى الصّيوان المنصوب منذ أيّام في دار أهل العريس، ويتوافد الناس زرافات زرافات للمشاركة بالعرس.

حفلة "الحلاقة" وتحضير العريس

عند الظّهيرة يستأذن نفر مِن الشبّان المشايخ السماح لهم باصطحاب العريس إلى حفلة "الحِلاقة" وارتداء ملابس العرس. هذه العادة معروفة في مختلف المناطق اللّبنانيّة ولدى أكثر الطوائف. فعند المسيحيّين، كانت تُقام هذه الحفلة بحضور الكاهن، الذي يتلو الصّلوات على أنغام كنسِيّة معيَّنة. لا يُقدَّم، في هذه الحفلة، الطّعام أو الشّراب احترامًا لقوانين الكنيسة، التي تنهى عن تناول الطّعام قبل القدّاس وقبل تناول القربان المقدَّس. بعد أن يرتديَ العريس ثيابه، وغالبًا ما يكون ذلك قبل الظّهر، يسيرون جميعًا نحو الكنيسة، ويُقام قدّاس ذلك الأحد على نيّة العروسَيْن. ثمّ يعودون إلى البيت لمتابعة الاحتفال ولتناول الطّعام، قبل أن يحين وقت إتمام حفلة الزّواج في الكنيسة أو في صحن الدّار. ‘7‘
أمّا في عدد من قرى بعلبك / الهرمل، فنرى العرسيّة في حفلة الحلاقة، يُجلِسون العريس على صمدة وسط الصّيوان أو أمام الدّار تحت شجرة جَوز كبيرة وارفة الظلال، ولا سيّما في أيّام الصّيف. وتُقام هذه الحفلة قبل وقت الغداء. يطوف نخبة من الشبّان حول العريس، وهم يحملون أطباقًا عليها ثياب العريس، يهزجون ويُردِّدون:

حَــلاّقْ يــا حَـــلاّقْ بَـالله طَسِّمِ مْواسَكْ
وِحْلُق لَزَيْنِ الشّباب بـِطيـبْ  أنفاسَـــكْ

ويُردّد آخرون:

عَــريسْ يــا عَـريسْ    تَحْتِ الْجَوْزِة حَـلْقولو
وْجابولو بَدْلِة جـوخْ    طِلْعِتْ حِلْوِهْ عا طولو

وكأنّي بأحد الضيوف مِن قرى مرجعيون، تدفعهم "النخوة" والحماسة للمشاركة في حفلة الحلاقة البعلبكيّة، فيهزجون بهذه "الهوبَرة" المرجعيونيّة:

نِحْنَ الشّبــابْ وْمَـرْجعْيــون  مَربــانا...
نِحْنَ الْشِرِبْنا الرّاحْ وِسْقينا السَّمْ لَعْدانا...
يا سِتْ مِيِّـة  بار وْبارْ لَعْيونِ العريس...
وْشباب الْعَريسْ.؟...هُو، هُو، هُو، هُو...

وإذا بـِ "أبو دْعَيبس" قَيْدوم الشباب مِن قليعة مرجعيون يُردِّد مع رفاقه على ألحان "الحَوْرَبة" المعهودة:

قَـدَّيْـش مـا نْهـاري أنيسْ سَكْران مِنْ دونْ خَنْـدَريسْ
طَلّوا الْحَواري مْنِ السّما      وْقالــوا نَـعيمًا يــا عَـريسْ
عَــريسِنا  بَــدْرِ  السَّـــما جيبولوا بَــدْلِـهْ وِالْــقَميصْ

في هذه الأثناء تتمّ سرقة ثياب العريس، فيُسرع نفر مِن الشبّان لاستردادها، يسترجعون الثياب المسروقة، ويعودون بالحَوْربة والتهليل. يُلبسون العريس ثيابه الأنيقة، ومع تناول كلّ قطعة مِن ثيابه، يُردِّدون أبياتًا تتوافق والمقام، مِن مِثل:
عَـلْ بَـنّا الْبَـنّا، عَـلْ بَـنّا عَـريس وْريتـو يِتْهَــنّا
وْجِبْنـا الْبَدْلِــه  لِلْعَريسْ يِلْبِسْها، ريتو بـِالْــهَــنا
وْجِبْنا الْقميصْ لِلْعَريسْ وانشالله  يِلِبْسُهْ وْيِتْهَــنّا
وْجِبْنا الصِّبّاط لِلْعَريسْ وْمِنْ وَرْقاتــو طَـيَّـرْنـا

ويظهر العريس وكأنّه أبو زيد الهلالي على ظهر حصانه، وإذا بأحد العرسيّة مِن مرجعيون يُردِّد بصوتٍ متهدِّج متقطِّع هذه "الهوبَرَة":
حَــمْـرَه مْنِ الْخَـيْـل... خَيّالْــها لا يْبالـــــي...!
خـيّالْــها الْعَـــريسْ ... وْحَقْ اللهْ يــا هُـــــو...!
يِشْبِهْ لَبوزَيْدِ الهِلالي... هُو...هُو... هُو...هُو ‘8‘

ينهض العريس، ويتمخطر بين رفاقه كالطّاووس، يتقدّم أوّلاً نحو كبار أهل العشيرة فيُصافحهم فردًا فردًا، يُقبِّلونه ودموع الفرح تنهمر مِن مآقي أهله. ثمّ يُدعى الجميع، وفي مقدِّمتهم المشايخ وكبار القوم، إلى تناول طعام الغداء الذي اشترك في إعداده عدد كبير مِن النّساء. ‘9‘
تبدأ مراسم ساعات العرس الأخيرة مع ذهاب المشاركين في العرس في بيت العريس إلى بيت العروس يتقدّمهم المأذون مِن أجل كتابة عقد الزّواج، بينما نرى في مناطق أخرى أنّ كتابة العقد تتمّ قبل العرس بأيّام أو بأشهر. على كلّ حال، دعنا نُرافقهم، ونستمتع بزغاريدهم وحَورباتهم وأهازيجهم، وهم في طريقهم إلى بيت أهل العروس، ونُشاهد معًا تلك العادات المميّزة في إحدى بلدات بعلبك/ الهرمل التي ربّما ستزول يومًا ما، أو ربّما زالت في أكثر البلدات والمدن الجبليّة. يدخل المأذون الدّار، وتجلس إلى جانبه العروس ومعها أهلها. يُبادر المأذون العروس بطرح هذا السؤال المشهور: يا فلانة بنت فلان، هل تقبلين بأن أكون موكِّلكِ مِن السيّد فلان ابن فلان، على مهر معجَّل وقدره كذا وكذا، ومهر مؤجَّل إلى أقرب الأجلين وقدره كذا وكذا؟  يعمّ الصمت المكان، كلهم ينتظرون جواب العروس التي يكون الإحمرار قد بان على وجنتيْها مِن الحياء، فلا تنبس ببنت شفة. وإذا بنا نسمع واحدًا من الحاضرين يقول بأعلى صوته: كلاّ إنّها تريد أبو حسين، ويكون الرّجل الذي يعنيه، والموجود بينهم، كبيرًا في السنّ، وليس أهلاً لها. فيصرخ أبو حسين: كلاّ، كلاّ، أنا لستُ المقصود. يُكرِّر المأذون السؤال عينه، وتبقى العروس على صمتها، والنّاس حولها يُحيلون أمرها إلى هذا وذاك مِن العرسيّة، وربّما كرَّر المأذون سؤاله سبع مرّات أو أكثر، إلى أن تلفظ العروس المحروسة بعد جهد جهيد كلمة "نعم". وهذا التقليد يدلّ على مدى تعلّق العروس بأهلها ومدى تعلّقهم بها، ويكون ذلك أيضًا مِن باب التدلُّل والترفُّع عن سرعة القبول بلهفة.
يدخل المأذون بعد أن يُصبح موكِّل العروس شرعيًّا، إلى غرفة مجاورة وتتمّ فيها كتابة عقد الزّواج. يخرج الجميع بعد ذلك بالغناء والحَوربة والزّغاريد والأهازيج، ورشّ العطور، ونثر الأرزّ والنقود، فيما لو كان أهل العروس مِن الأغنياء.‘10‘

إلى بيت العروس المرجعيونيّة
نستعيد تلك السّاعات، لو انطلقنا نحو منطقة مرجعيون في أقصى الجنوب، فبعد ظهر الأحد يأتي وفد من قِبَل العريس، ولا سيّما من أهله وأقربائه وأصحابه، يأتون إلى منزل أهل العروس لمرافقتها إلى الكنيسة، يتصدّرهم أبو دعَيبس أحد قوّالي البلدة، وهو يُحَورِب ومن معه يُردِّدون:
الشَّمْسِ قَبْـلِ مْغيبِــها    والعَيْنِ بَـــدّها تْصيـبِـها
عَريسِــنا بِـالإنْتِظـارْ    الْعَروسِ بَـدْنـا  نْجيـبِهـا

يصل وفد أهل العريس إلى مشارف بيتِ العروس، فإذا بالقيدوم (القوّال) يُردِّد:
يـا بيتِ يَلّلي عَـالـطّرَفْ فيكِ العروسِ بْتِنْجِـلي
شُــبّانِــنا  كلّهُــم شَـرَفْ سِتَـاتِــــــــنا مُـعَــدَّلي

ويُصبحون أمام دار أهل العروس، فنسمع أبو دعَيْبس يُردِّد:
يــا دارِ عَـلّي قْـناطِرِكْ بَدْنـا نِشوفِ مْساطِرِكْ
الْعَروسِ ضِبّي بِالْعَجَلْ إبْنِ الأَكــارِمْ ناطِـرِكْ

وتتمّ في دار العروس، أو في ساحة القرية عمليّة رفع "القَيْمِة" أو الجرن إثباتًا لرجولة العريس،  وربّما ينتدب العريس مَن ينوب عنه مِن أحد أفراد عزوته. وتكون العروس، في هذه الأثناء، قد أصبحت جاهزة لمسيرة تقودها إلى لقاء عريسها، ونسمع القوّال يُردِّد:

الْعَـروسِ ما في زَيِّـهـا نْشا لله تِعيشِ بْغَـيِّــها
وْشُبّــانِ هِـمّوا بِالْعَجَلْ وِاسْتَـأذِنوا مِنْ  بَـيِّـها

وتتبارى النسوة بإلقاءِ زَلاغيطِهنّ، فنسمع إحدى قريبات العريس، تٌردِّد
آويـــها... نِحْنَ قَرايْبِ الْعَريسْ وْدُوبْنا جيــنا
آويــها... قــاصْـديـنِ الْـــفَـرَحْ اللهْ يْهَـنّـيـنـــا
آويــها... قومْ يا بَيّي الْعروس عا باب الدّارْ لاقينا
آويــها... أُضْرُبْ بِسَيْفَــكْ  وْلا تْشَمِّتْ حدا فيــنـا
                                                       لو لو لو لَيْش...
وتُزَلغِط أمُّ العروس مُردِّدة:
آويـــها... يــا عَروسْ ما بِـحْتاجْ وَصّيكي
آويــها... لا تْخَلّـي حـدا بِالدّارْ يِـشْـكيــكي
آويــها... حَماتِكْ حِبّــيـها وْعِزّيـــها
آويــها... وحْسْبيها إمِّكْ عـمِتْرَبّيكي
                                                لو لو لو لَيْش...

ويأتي دور عمّة العروس، ويقول المثل: "خُذوا البَناتْ مِنِ صْدورِ الْعَمّاتْ"، تقول العمّة لابنة أخيها العروس:
آويـــها... يا ناس لا تْلومـوني عا مْحَبِّتْها
آويــها... هِيّي بِنْتْ خيّــي، وانــا عَمِّـتْـها
آويــها... يا رِيْتني طُوقْ ذَهَبْ في رَقْبِتْها
آويــها... يِفْـنى الذَّهَبْ وْلا تِفْنى مْحَبِّـتْـها
                                               لو لو لو لَيْش...

تهمّ العروس بالخروج من بيتٍ ألِفته منذ صِغرها، وهي تتأبّط ذراع والدها، فتتأثّر، وتنهمر الدموع من عينيها، وللحال نسمع إحداهنّ تُزلغِط وتقول لها:

آويـــها... لا تِبْكـي يا نورِ الْعَيْنْ لا تِبْكـي
آويــها... لا إنْتِ غريبِه وْلا نِحْنا نْغَرِّبْكي
آويــها... وِانْ كان بَيِّكْ ما قــامْ بِواجِـبْكي
آويــها... يا شَمْسِ الضُّحى أَشْرَقَتْ مِن بَيْن حْواجِبْكي
                                                        لو لو لو لَيْش...

تغادر العروس البيت، وتتجه بوجهها، في بعض المناطق، نحو بيت أبيها، تجتاز عتبة الدّار وسط الجماهير من العرسيّة، الذين ينثرون عليها الأرزّ وماء الزّهر والورود والملبَّس، والمُحَوْربون يُردِّدون:
بَيّي الْعَروسْ تــاجِ الرُّؤوسْ بَيْــتــو إلى الإمِّـهْ مَـــــزارْ
تْــكَــرَّمْ عَـلَيْــنا  بِـالْـعَروسْ عَريسِــها   بِــالإنْـتِــظـــارْ
يا شَمْـسِ يَـلّـلــي بِالسَّـــــمـا أنْـوارِكِ بْـتِـحْيي النُّـفــوسْ
ضَـوّي عَلَيْـنا بِـــالْــــــحِمى عَ الأَرْضِ في عِنّا عَروسْ

ويتوجّهون إلى والد العروس بترديدهم:
عـاطَيْتِ يــا نِعْمَ الْـعَطـا يِخْلِــفْ عَليـكْ يــا بَيِّــها

يصير الاهتمام موجَّهًا نحو العروس، التي تتقدّم في طريقها نحو الكنيسة، فإذا كان اسمها ليلى، يقولون فيها:
يــا سِتِّ ليلى هَوْدَجِـكْ واقِفْ مُزَيَّنْ لِلرِّكـــوب
سُبْحـانِ ربِّ الْتَوَّجِــكْ بِالْحِسْنِ فِأْتِ عْالَجَنوبْ

يتقدّم الموكب، ويصيرون على مشارف الكنيسة، ونسمع القوّال يُردِّد:
يــا هْـوَيْدَلَكْ يــا هْـوَيْدَلي قــلْبـي إلَـــكْ وِانتَ إلي
بَــدّي أنا روحِ لْــعِنْدِهـــا تَتْصَــفّي  هـالحِـلْوِه إلي
بيعِ الْجَمَلْ وِاشْري فَرَسْ وْلِلْعِرْسِ دِقّوا هالجرَسْ
الْعريسِ في صَيْدِ الْقَنَصْ بَــدّو غَـزالِــه مْـكَـحَّـلي

يصلون إلى أمام دار الكنيسة، فيُردِّد أبو دعيبس، ومجموعته يُردِّدون:
بْحُسْنِ الْعَروسِ تْأَمَّــلوا شوفوا العريسْ ما أجمَلـو
يــا مُحْتَرَمْ دِقِّ الصّـــلا بَــدْنــا الْـعريسِ نْكَــلِّــلوا
يــا مُحْتَرَمْ دِقِّ الصّـــلا والشَّمْسِ صارَتْ عَ الْعِلا
بِضْيوفِنا يا ميتْ هَــــلا عـا بْيــوتِنـا يِتْــفَضَّلــــوا

ونسمعهم يُنادون المحترم (الكاهن):
يــا بونا حَلِّتِ الصَّــــلا والشَّمْسِ صارَتْ عالْعِلا
كَلِّلْ عَريسْنا عالْعَروسْ ريتوهُ إكليـــــلِ الْــهَــنــا

ويتمّ الإكليل، مع الكاهن الذي يُردِّد: بالمَجدِ والكرامَة كلِّلهُما...يخرج العريس وهو يتأبّط ذراع عروسته الوردة الجميلة، بحسب ما يُردِّدون:
الْوَرْدِة الْجميلِه فَتَّحَـتْ وِالْيَوْمِ حَـلِّ قْطــافِــها
وِالْبَدْرِ نِزْلِ مْنِ السَّمـا هـدّى عَ روسِ كْتافِها

العروس، هي مسطرة، إمّا هي من حدائق الشّوف أو من مرجعيون أو من أيّ بلدة أخرى، فيُحَوْربون في هذا السّياق:
عْيونِكْ بِتَّلْــلي الْعُيـونْ وِالِعْيونِ عْلَيْها مْشَوْهَرَة
مْنِ الشّوفِ لمرْجِعيونْ جــابــكْ لَعِــنّا مَسْطَــرَة

بعد إتمام كتابة عقد الزّواج، يخرج الجميع بالزّغاريد إلى باحة الدّار حيث تتمّ عمليّة "النُّقوط"، أي التبرّع للعريس والعروس علنًا بكميّة بسيطة من المال، كلٌ بحسب قدرته وحالته المادّيّة. وهذا المال يُسمّيه بعض النّاس في نواحٍ مختلفة  "النُّقطَة". يقف واحد يمتاز بصوته الجهوَرِيّ ولباقته في التعامل مع الناس، يُطلقون عليه لقب "المُشوْبِش"، يعتلي صخرة أو مكانًا مرتفعًا، والنّاس حوله يُناولونه النّقود، وهو يُردِّد كلّما استلم مِن أحدهم كميّة من المال: خلَفَ الله عَليكْ يا بو فلان، وتفرح من العرسان، أو تفرحْ منهم، وهذي "نقطة" للعروس، يذكر قيمة المبلغ المقدَّم، وربّما بدّل أحيانًا مِن القيمة فيرفعها على هواه تستّرًا لأحوال بعضهم من المُعوزين.
تُسجَّل أسماء كلّ الذين أسهموا في تنقيط العروسين، لأنّ هذا سيبقى دينًا في بال العروسين، يردّانه  عند زواج مَن نقّطهما أو زواج أحد أولاده. هذه العادة لا تزال شائعة في كلّ المناطق اللبنانيّة ولدى كلّ الطوائف، وإن  اختلفت الوسائل في عصرنا الحالي. كانوا قديمًا يستبدلون دفع المال بتقديم ما تيسّر لديهم من حاجات وحيوانات، فنسمع "المُشوْبِش" يُردِّد:
خروف من حنّا الرّاعي
قِفِّة عَجْوة مِن بو حسين
رطل صابون مِن بو الياس
رطل سكّر مِن بو حنّا النجّار
مِدّ بُرغل مِن بو علي........

خلْعِة باب الدّار
          بعد الإكليل، تركب العروس فرسًا، والعريس يركب فرسًا أخرى ويتّجهون نحو بيت العريس تحيط بهما العرسيّة وهم يُحوربون ويُزلغِطون. وغالبًا ما يعودون على طريق غير تلك التي سلكوها قبلاً في طريقهم نحو الكنيسة، ذلك لأنّهم يتشاءمون مِن الذِهاب والرّجوع على الطريق عينها. ومن المستحَبّ أن يقود الفرس التي تمتطيها العروس كبير عائلة العريس.  وساعة وصول الموكب إلى دار العريس، فإنّ والد العريس يُقدِّم للعروس ركبته لكي تستعين بها حال ترجّلها عن الفرس إلى الأرض، وسط حماس الناس الذين يُردِّدون:
والْعَروسْ ما بِتْحَوِّل إلاّ بْخَلْعِة باب الدّار

وخَلْعِة باب الدّار، هي القطعة الذّهبيّة التي تُقدِّمها أمّ العريس لِكِنَّتِها الجديدة. تتقدّم أمّ العريس بالبخور، وتُقدِّم لها الهديّة. كذلك تفعل العروس، فتقدِّم لِحماتِها قطعة نقود عربونًا على احترامها. بعد ذلك تتناول العروس عجينة "الخميرة" وتُلصقها على عتبة باب الدّار، بمساعدة الأصحاب أحيانًا، ولا سيّما إذا كانت العروس قصيرة القامة. يُروى أنّ العروس كانت قديمًا تدخل البيت ووجهها إلى الوراء أي نحو الخارج، وظهرها إلى الدّاخل، من باب القول الجاري: "دخْلِة بلا ظهرَة". أمّا العريس فكانوا يطلبون منه ألاّ يكون داخل البيت عند دخول العروس، بحسب المعتقدات القديمة، لِئلاّ "يُكْبَس"، فيمتنع عليه القيام بواجبه الزّوجيّ.
يُدار الشراب وأطباق النقل والحلوى على المدعوّين، كما يُقدَّم الطّعام أحيانًا، فتُبسَط المآكل المسكوبة في صحاف كبيرة على شراشف بيضاء، أو على حُصُر تمَدُّ على المصاطب أمام الدّار في أيّام الرّبيع والصّيف، وهذا ما يُعرَف اليوم عندنا بحفلة "الكوكتيل" التي تلي العرس مباشرة.

تقديم المشاعل
           هذه العادات كانت معروفة في لبنان ولا سيّما في جنوبه، ففي مساء أحد العرس يتقدّم الأصحاب بالمشاعل المشعشعة بالشموع. والمشعل عبارة عن قالب سكّر، ولم يعد هذا القالب متيسّرًا في الأسواق اليوم. يوضَع القالَب على صينيّة ويُغطّى بالملبّس وما لذّ وطاب من نقول ذلك الزّمان، كذلك يُزَيَّن بالأزهار، ويغرسون فيه الشموع التي يُشعلونها، ويسيرون بها على الطريق في الليل نحو بيت العريس، حيث يُقدِّمون المشاعل للعروسين عربون وفاء ومحبّة. ينصرف الناس مودِّعين ومباركين هذا الزّواج الميمون متمنِّين للعروسين دوام السّعادة والمسرّات بالرَّفاهِ والبنين.
نذكر من العادات السّمجة التي كانت شائعة في الزّمان الماضي البعيد، أنّهم كانوا يُريدون أن يتيقّنوا مِن عذراويّة العروس ورجولة العريس، فكانوا يُصِرّونَ على إظهار علامة هذه العذراويّة في صبيحة اليوم التالي، فيطلقون ثلاثة عيارات ناريّة. وقد تبقى أمّ العروس أو إحدى قريباتها أمام غرفة نوم العروسَين حتّى تظهر هذه العلامة فيتمّ الفرح ويُعلن ذلك على الملأ.
           تلك كانت عادات النّاس وتقاليدهم في زمن البساطة، وهي متنوِّعة ومختلفة بحسب المناطق، واختلاف المناصب، وتوزّع الطبقات الاجتماعيّة، وتنوّع الطوائف والثقافات. فلكلّ عاداته وتقاليده الخاصّة المميَّزة. ولو قمنا بعمليّة إحصاء وجمع لهذه العادات والتقاليد والردّات والأغنيات والزّغاريد والحداء في المناطق اللّبنانيّة المتنوِّعة لملأنا المجلّدات من هذه الآداب الشعبيّة الآخذة بالزوال والسّائرة نحو الاندثار مع زحف المدنيّة العصريّة إلى قرانا الجبليّة وبلداتنا في الجرود البعيدة.       

الهوامش
............
‘1‘-  لحد خاطر، العادات والتقاليد اللبنانيّة، ج 1، ص 241
‘2‘- مِن كتابٍ بعث به المؤرِّخ المشهور يوسف ابراهيم يزبك، صاحب مجلّة "أوراق لبنانيّة"، إلى د. أنيس فريحة، يصف فيه أمر الزّواج في الأيّام القديمة الماضية، يُراجَع: "القرية اللبنانيّة – حضارة في طريق الزّوال"، أنيس فريحة، ص 155
‘3‘- أنيس فريحة، المصدر نفسه، ص 155
‘4‘- مِرجل كبير مِن النُّحاس يُسلق فيه القمح مِن أجل إعداد البُرغل، ويتداور النّاس في الحارة على استعماله في فصل الصّيف، جمعه خلاقين.
‘5‘ - أنيس فريحة، القرية اللبنانيّة – حضارة في طريق الزّوال، ص 161
‘6‘ - "الحنّاء": يُستخرج الحنّاء مِن أوراق شجرة صغيرة، تنمو في البلدان الحارّة، ومنها بلدان الجزيرة العربيّة، وإيران، كما تنمو أيضًا في شرقيّ الهند وشماليّ إفريقية. تعطي هذه الشجرة زهرًا عطِرًا أحمر مثل العناقيد، تُستخرج منه أنواعٌ من الزّيوت العطريّة. تُجفَّف الأوراق، ثمّ تُطحَن ويُضاف إليها موادّ مُثبتة كعصير الليمون والشّاي، وهذه تعطيها اللّون الدّاكن. كان الحنّاء قديمًا يُستخدم في عمليّة تلوين الأقمشة والجلود، وقد عُثِر على مومياء مصريّة قديمة ملفوفة بأقمشة مصبوغة بالحنّاء. يستخدمه الناس في أماكن مختلفة مِن آسيا وإفريقية، فتلوِّن النساء أظافرهنّ وأطراف أصابعهنّ وأجزاء مِن أقدامهنّ بالحنّاء. يُطلق في بلادنا على عصفور صغير اسم أبو الحنّاء، والناس يُسمّونه: أبو الحنّ، وذلك نظرًا للون صدره الذي يشبه لون الحنّاء.
‘7‘ - لحد خاطر، المصدر نفسه، جزء 1، ص 241
‘8‘ - مِن "ضيعتي في البال"، صاحب المقال
‘9‘ - أسهم معي مشكورًا في جمع بعض هذه الأخبار عن الأعراس في منطقة بعلبك السيّد حسن محمّد شمص، وذلك سنة 1994
‘10‘ - المصدر نفسه، حسن شمص