حتّى نصل إلى مستقبلٍ عربيٍّ أفضل/ صبحي غندور

هل يمكن أن يكون العام الجديد والأعوام القادمة سنوات خير على العرب وأوطانهم؟ وهل يمكن تحقيق مستقبلٍ عربيٍّ يكون العرب فيه أفضل حالاً ممّا هم عليه الآن؟!
لعلّ السبب في طرح هذا السؤال عن كيفية تصوّر مصير المستقبل العربي، هو هذا التردّي الحاصل في بلاد العرب، من المحيط إلى الخليج. فنظرةٌ شاملة للواقع العربي الراهن تنذر بأسوأ الاحتمالات والمخاطر. فقلب المنطقة العربية يتهاوى، وأطرافها تتآكل، بينما العقول والكفاءات العربية تهاجر لتعيش في غربة الغرب.
وكأنّ شعوب هذه الأمّة قد اختارت الانتحار البطيء عوضاً عن مداواة جسدها العليل!
ففي فلسطين جرحٌ كبير عمره أكثر من نصف قرن، لكن القيادات الحالية للجسم الفلسطيني اختارت التصارع فيما بينها عوضاً عن التوحّد في مواجهة العدو المحتل، فأصبح المستقبل الفلسطيني مبهماً، وفيه من الكوابيس أكثر ما فيه من الأحلام! أمّا في سوريا والعراق وليبيا واليمن، فنزفٌ يوميٌّ غزير بفعل جراح الفتنة والتدخل الخارجي والفوضى معاً!.
يضاف إلى هذه اللوحة العربية السوداء، ما تعيشه الدول العربية الأخرى من هواجس الإرهاب أو مشاكل الأمن مع الجوار، أو المعاناة من أزماتٍ اقتصادية متراكمة، أو من تصارعٍ أحياناً مع النفس أو مع الخصوم في الداخل!.
وأحسب أنّ المسؤولية عن تردّي هذا الواقع، شاملة شمولية المجتمع العربي بكلّ ما فيه من حكّام ومحكومين، من رسميين وشعبيين، من سلطات ومعارضات، وأخيراً، من مثقفين وغير مثقفين!
وحتى تتحدّد المسؤولية أكثر، فإنّ الأمر ليس "مؤامرات خارجية" أو "مخطّطات صهيونية وأجنبية" فقط، رغم خطورة هذه المخطّطات وتأثيراتها السلبية. لكن موقع العطب هو في "الداخل" العربي الذي أباح ويبيح استباحة "الخارج" لكلّ شؤون العرب وأرضهم ومقدّراتهم.
إنّ بعض المثقفين العرب يعتقدون بأنّ المشكلة تكمن في الحكومات فقط، وبعضهم الآخر يراها في التيارات البديلة عن الأنظمة القائمة.. بينما المهم، أنّ الجميع يشترك في الاتفاق على وجود أزمة كبيرة في الحاضر العربي. فقد يختلف العرب في تحديد طبيعة المشكلة وجذورها، وقد يختلفون في صورة الحل المنشود، لكنّهم يجمعون في الحدّ الأدنى، على المخاطر المحدِقة بمصير المستقبل العربي.
إنّ الأرض البور قد تصطلح إذا كانت هناك إرادة إنسانية فاعلة ومهيّأة لعمل الإصلاح.. لكن تكبر المعضلة حينما لا تكون الأرض بوراً، بل أرض خيرات وثروات، بينما قيادات الشعب هي البور!
إنّ للأمّة العربية حقوقاً على أبنائها المقيمين والمهاجرين، والتحدّيات التي يواجهها العرب الآن وفي المستقبل، تستدعي الآليّة التالية لوقف الانحدار العربي الشامل:
على مستوى الحكومات العربية:
إقرار حقّ المواطن "السائل" و"المحروم"... المواطن "السائل" عن حاضره وعن واقعه.. "السائل" عن مستقبله والمستقبل المجهول لأولاده.. "السائل" عن أسباب الانهيار والتصدّع في المجتمع والوطن.. "السائل" عن هويّته وثقافته.. "السائل" عن لقمة عيشه وعن غياب العدالة في توزيع ثروات وطنه..
والمواطن "المحروم" من حقّه في المشاركة.. من حقّه في التعبير.. ومن حقّه في التنقّل والعيش بكرامة دون خوفٍ أو جوعٍ أو تشرّد..
هذه الحقوق للمواطن العربي "السائل" أو "المحروم"، تتطلّب من الحكومات العربية (وهي هنا ليست في سلّة واحدة بل عليها مسؤولية موحّدة) بأن تقرّر فيما بينها (على غرار ما فعلته حكومات أوروبا الغربية، رغم ما بينها من اختلافات وتاريخ حافل بالصراعات) الحرّيات والحقوق الآتية لأبناء الدول العربية:
(1) حرّية التفكير والمعتقد.
(2) حرّية القول والتعبير.
(3) حرّية المرور والتنقّل بين الدول العربية.
(4) حرّية العمل والاستثمار لأبناء الدول العربية.
أي تطوير شعار مُنظّر الفكر الرأسمالي آدم سميث: "دعه يمرّ.. دعه يعمل"، إلى شعار عربي رباعي يقوم على: "دعه يفكّر.. دعه يقول.. دعه يمرّ.. دعه يعمل" لعموم أتباع الدول العربية! وفي تنفيذ ذلك الشعار، يحافظ العرب على ثرواتهم المالية والبشرية، وتستثمر الدول العربية طاقتها الفكرية والمادية على أرضها، فلا نعيش نشوة الاعتزاز الوطني والقومي كلّما نجح طبيب أو عالم أو كاتب أو رجل أعمال ومال، على أرض غير العرب ولصالح تقدّم مجتمعاتٍ أخرى!!.  
إنّ التحدّيات الخطيرة التي تواجه العرب الآن، تتطلّب في الحدّ الأدنى هذه الحرّيات للمواطنين العرب، والتي تستوجب في جزءٍ منها، حدّاً أدنى من التضامن العربي على أسس جديدة، تٌحترَم فيه حدود وسيادة دول الجامعة العربية وحق كل دولة فيها باختيار النظام السياسي الملائم لها، وبما لا يتناقض مع الحرّيات الأربع الواردة أعلاه.
على مستوى المعارضات العربية:
إقرار مبدأ نبذ العنف في عملها السياسي وفي أساليب حراكها من أجل تغيير حكومات، ومهما تعرّضت لعنف سلطوي، واتّباع الدعوة السلمية القائمة على الإقناع الحر، والتعامل بالمتاح من أساليب العمل السياسي، ثمّ التمييز الحازم بين معارضة الحكومات وبين تهديم الكيانات، حيث تخلط عدّة قوى عربية بين صراعها مع السلطات، وبين تحطيمها- بوعي منها أو بغير وعي- عناصر وحدة المجتمع ومقوّمات وحدته الوطنية.
ولعلّ من المهمّ أيضاً، أن تدرك المعارضات العربية، أنّ الإصلاح المنشود هو مطلوبٌ لها أولاً، وبأن يبدأ فيها، فالعطب والخلل والعلل، هي في كل المجتمع، لذلك فإنّ الإصلاح المنشود هو للمجتمع كلّه.
ومن يسعى للإصلاح في مجال فكري، فإنّه متمّمٌ في عمله لمن يسعى إليه في مجال سياسي أو إداري أو علمي أو اقتصادي. فتكامل وسائل الإصلاح ومنطلقاته، هو الذي يؤدّي إلى تكامل أهدافه العامّة الشاملة المنشودة.
فحيثما يبدأ الإصلاح، يحقّق دوره بالتكامل مع الجانب الآخر، طالما أنّه يأخذ دور العزف على آلة موسيقية تشترك مع غيرها من الآلات المختلفة في إطار عزف لحنٍ واحد: (الإصلاح الشامل للمجتمع العربي)، ومن ضمن "أوركسترا" واحدة إذا أمكن ذلك أيضاً حيث تحتاج البلاد العربية، إضافةً إلى سلامة الفكر والأساليب والقيادات، إلى التنسيق والتعاون الإيجابي بين قوى الإصلاح فيها.
أخيراً، على مستوى المهاجرين العرب:
لقد توفّرت للمهاجرين العرب فرصة العيش المشترك فيما بينهم بغضّ النظر عن خصوصياتهم الوطنية، وبالتالي إمكانية بناء النموذج المطلوب لحالة التفاعل العربي في أكثر من مجال. أيضاً أتاحت لهم الإقامة في الغرب فرص الاحتكاك مع تجارب ديمقراطية متعدّدة من الممكن الاستفادة منها عربياً في الإطارين الفردي والاجتماعي. لذلك، فإنّ للمهاجرين العرب خصوصية مميّزة في عملية الإصلاح العربي المنشود، لأنّهم أشبه بنُجاةٍ من سفينة معطبة مهدّدة بالغرق، وهم أدركوا شاطئ البر والأمان هنا أو هناك، لكنّهم تركوا خلفهم في عرض البحر، أهلاً وأقارب وأصدقاء وجيراناً وممتلكات، تتخبّطهم كلَّ يوم الأمواج العاتية. ولن يكفي الجلوس على مقاهي شاطئ البر الآمن لتحليل اتجاه الرياح ومدى مسؤولية ربّان السفينة أو مصيرها، لن يكفي كلُّ ذلك لإنقاذ من وما تركوه خلفهم، بل إنّ مسؤوليتهم هي في الانضمام لطاقم المصلحين للسفينة المتواجدين عليها. 
إنّ مأساة الأمّة تكبر يوماً بعد يوم، ليس فقط بسبب ما يحدث فيها، بل أيضاً نتيجة ما يخرج منها من كفاءات وأموال وأدمغة...
إنّ التكامل الحاصل بين الولايات الخمسين الأميركية، يجعل صاحب الكفاءة أو رجل الأعمال الأميركي يهاجر من ولاية، إذا اضطربت اجتماعياً أو أمنياً، إلى ولاية أميركية أخرى.. كذلك الحال الآن بين دول الاتحاد الأوروبي. فهي أممٌ تحتفظ بأدمغتها وأموالها وبشبابها وخبراتها، فلا تنضب ولا تعجز ولا تنتحر!
بينما الأرض العربية تجفّ وتنضب "كفائياً" ومالياً قبل أن تجفّ وتنضب المياه وآبار النفط فيها.
فما أحوج هذه الأمّة إلى "عمل نهضوي عربي شامل" يحقّق مستقبلاً لا تتلازم فيه الأرض البور مع البشر البور! 
وعن هذا "المشروع العربي النهضوي" حديث آخر.
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
Sobhi@alhewar.com

الفتح الذهبية مسيرة شعب/ سري القدوة

اخوتي ابناء الفتح .. تحية الفتح الذهبية في انطلاقتها الخمسين .. تحية رجال العاصفة وكتائب الجرمق وكتائب شهداء الأقصى .. تحية صمود قلعة شقيف وبيروت وطرابلس ومخيم جنين ومخيم الثورة جباليا .. تحية الكفاح والمقاومة والشهادة والاستشهاد.. تحية اليرومك والبداوي ونهر البارد .. تحية  برلين البدايات والرياض وقطر والكويت والجزائر ودمشق والاردن .. تحية من عبق التاريخ لكم يا رجال الفتح وابنائها المخلصين .. 

يا من اطلقتم الرصاصة الاولى ، يا من قدمتم الاف الشهداء من اجل فلسطين ... من اجل انبل قضية واقدسها علي مستوى العالم اجمع وهي قضية التحرر الوطني والحرية لشعب فلسطين قالوا عنه انه انتهي وارادوا ارض فلسطين بلا شعب فكان شعب فلسطين وكانت حركة فتح نور لمن اهتدي وكانت ثورة طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحارة وشارع .. ثورة ثورة علي الصهيونية .. ثوري ثوري يا ارضي المحتلة .. 

 يا من حافظتم على المشروع الوطني الفلسطيني ...
 يا من حافظتم على القرار الوطني الفلسطيني المستقل وحملتم الامانة .. امانة الشهداء وضحيتم بكل ما تملكون من اجل الحفاظ علي الهوية الفلسطينية ...

 يا من كنتم ضمانه لاستمرارية الثورة الفلسطينية وحافظتم علي الحركة في كل مواقع النضال ... 
يا من كنتم صمام الامان للحفاظ على الثورة في وجه المؤامرات ... يا فخر هذه الامة ... يا فخر هذا الشعب .. يا ابناء جبل النار وغزة وحيفا .. يا ابناء الناصرة والجليل والمثلث .. يا ابناء شعبنا الفلسطيني العظيم ... 
 يا ابناء الياسر ، ابو جهاد ، ابو اياد ، ابو الوليد ، ابو علي اياد ، كمال ناصر ، كمال عدوان ،ابو يوسف النجار ، احمد موسي سلامة ، ماجد ابو شرار ، عبد الفتاح الحمود ، ابو المنذر ، ابو الهول ، خالد الحسن ، أبو صبري صيدم ، و هاني الحسن  ، احمد مفرج ، وزياد ابو عين ..  

اليكم اخوتي رفاق الدرب والحرية .. يا من التحقتم ورفعتم الراية لمواصلة الطريق.. طريق الفتح والنضال والحرية والاستقلال  . 

اليكم يا ابناء الفتح اينما كنتم وفي كل المواقع نشد علي اياديكم .. في هذه الذكرى الخالدة علي قلوبنا جميعا  ، نبرق لكم التحية والتقدير بمناسبة الذكرى الخمسون لانطلاقة الثورة المجيدة ، ومتمن عليكم الحفاظ على فلسطين وعلى البندقية وعلى ( الوحدة الوحدة الفتحاوية ) التي نحتاج اليها الان من اجل الاستمرار في الكفاح والحرية والاستقلال وتقرير المصير . 

اخوتي ابناء الغلابة .. ابناء الفتح العظيمة .. 

إن التاريخ لن ولم يرحم كل من يحاول المساس بقدرة الفتح وعطائها ومنهجيتها وديموقراطيتها وأهدافها ومكاسبها وإنجازاتها الوطنية التي تحققت بعطاء الشهداء وتضحياتهم خلال مسيرة امتدت أكثر من خمسين عاماً قدمنا فيها الشهداء تلو الشهداء .. 

فمن الشهيد عبد الفتاح حمود إلى الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات والقافلة مستمرة، فهذه الحقيقة ليست حبراً على ورق ، وهذه الكلمات التي نكتبها ليست لتجميل المقال أو الكتابة بعبارات تدغدغ المشاعر بل هذا هو الواقع الذي تعيشه حركة فتح بقوة وإيمان راسخ بالعدالة والمنهجية الوطنية الحقة التي يجب أن تنطلق لتنهض وتستمر للحفاظ على وحدة الحركة واحدة قوية متينة من أجل مستقبل أجيالنا ومستقبل حركة فتح التي انطلقت أساساً من رحم معاناة شعبنا لترسم معالم الدولة الفلسطينية المستقلة .. ومن أجل تحرير فلسطين كل فلسطين والتي كانت بندقيتها ومن لحظة الانطلاقة من أجل فلسطين كل فلسطين .. فهذه منهجية فتح التي تربي جيل تلو الآخر على أسسها ومبادئها وأهدافها.

لقد تربينا في البيت الفتحاوي على أسس الوحدة والمحبة والأخوة وممارسة الديموقراطية ضمن قاعدة المركزية الديموقراطية والديموقراطية المركزية التي هي أساس ومنهج فتحاوي أصيل ننتمي إليه ونمارسه بكل حكمة من أجل المستقبل ومن أجل حماية منهجية الحركة .
 وما من شك بأن عدم الأخذ برأي القاعدة التنظيمية يشكل أزمة حقيقية ستصيب الحركة بالشلل ، وأيضاً عندما لا تلتزم الأطر القيادية المركزية بالنظام الأساسي ولوائح العمل الداخلي التنظيمي وتسود المزاجية والمصالح الشخصية على حساب المجموع الفتحاوي أيضاً ستصاب الحركة بشلل تام وبانهيار.

اليوم وفي  اليوبيل الذهبي لانطلاقة الفتح دعونا نتحدث بصراحة وبكل اخوة ولا بد من المكاشفة الصريحة والجريئة حيث حالة الانهيار الفتحاوي الذي نتج عن تشنج المواقف أدى إلى حالة غير طبيعية في الجسم الفتحاوي ومن الممكن أن تقود الحركة بشكل أو بآخر إلى الانهيار التام وخاصة في ظل المتغيرات الفصائلية على الساحة الفلسطينية وتحول التيار الإسلامي إلى حزب سياسي اجتماعي عامل وهذا سيكرس التنافس الحقيقي وسيدخل المنطقة إلى تحليلات ونتائج جديدة.

إن رسالة الحركة في ذكري انطلاقتها ال 50 هي أن حركة فتح موحدة ولا تقبل القسمة والوحدة الوطنية هي الاساس والضمان الاساسي للحركة ووحدتها .. وايضا نقف امام استحقاق مهم وضروري جدا وعلي سلم اولويات الحركة واللجنة المركزية وهي العمل علي اعادة اعمار قطاع غزة والسعي دوما الي ان تكون غزة ضمن الشرعية الفلسطينية ..  وان أي محاولات لسلخ غزة عن وحدة الجسد الفلسطيني هي محاولات عابرة ومفضوحة لا يمكن ان تعبر عن مواقف حركة فتح .. 

 أن حركة فتح لن تسقط من برنامجها أي شكل من أشكال المقاومة وستبقي حركة فتح هي العمود الفقري للثورة وهي الاساس في تفعيل المقاومة والكفاح وهي الاصل والاصالة النابعة من التاريخ الفلسطيني .. ولا يمكن ان تسقط البندقية من ايدي الثوار والفدائيين طالما ان المحتل جاثم علي صدورنا ويقتل اطفالنا .. وأن برامج حركة فتح تنسجم مع كل المتغيرات السياسية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية وتعمل من اجل  الحفاظ على الثوابت الفلسطينية الاساسية التي استشهد قياداتنا وكوادرنا من اجلها وقدمنا كل ما نملك ثمنا لهذه المواقف الراسخة والاساسية في مفهوم الكفاح ومعركة التحرر الوطني التي نخوضها .

إننا أمام معطيات حقيقية ومنعطف خطير سيقود الحركة إلى الانقسام بفعل المؤامرات التي تحاك من قبل خفافيش الظلام للنيل من حركة فتح التاريخية وبالتالي يجب أن تسود الحكمة والعقلانية في معالجة الخلاف داخل البيت الفتحاوي وعلي ارضية أننا شركاء في النضال وخاصة أننا أمام تنافس شريف وأمام استحقاقات حركية ومعاني وقيم نبيلة لا يمكن لأحد معالجة الخلاف القائم في رسم سياسة التفسخ والانقسام في البيت الفتحاوي.

 إن أخطر ما نمارسه هو أن تسود المواقف الشخصية على العمل التنظيمي وهذا يعكس جو من الاستهتار بمقدرات الحركة وقدرتها على التواصل والاستمرار في حماية جماهيرنا وحماية منهجيتها الثورية والتي هي صمام الأمان لشعبنا. 

من خلال حرصنا على المستقبل ومن أجل وحدة الحركة نناشد الجميع بالامتثال إلى قاعدة الديموقراطية المركزية والمركزية الديموقراطية وممارستها بعيداً عن المصالح الشخصية والذاتية وان لا يكون المؤتمر السابع للحركة هو مؤتمر شكلي ويخدم اجندات خاصة .. بل يجب ان نعمل سويا علي نجاح اعمال المؤتمر وضرورة صياغة اسس التعامل بين ابناء فتح بمختلف توجهاتهم  من أجل مستقبل فتح ومن أجل أن تكون هي الطليعة وفي المقدمة ومن أجل أن تزدهر فتح يجب علينا تجسيد وحدة الحركة في البناء والأطر التنظيمية  وتكريس روح الاخوة الحركية والتنظيمية ..  

 يجب علينا أن نعمل ونخوض عملية الإصلاح ومحاربة الفساد وإعادة بناء اطر الحركة فهذا هو المناخ الطبيعي والاتجاه الحقيقي لوحدة الحركة وضمان النتائج الإيجابية بعيدا عن المزاجية والمصالح الخاصة التي أدت ألي تدمير نضالات فتح ..  ولأننا جميعاً ندرك الحجم الطبيعي لحركة فتح إذا ما تم وحدتها والعودة ألي جماهيرها .

تحية إجلال واكبار لشهداء الثورة الفلسطينية، شهداء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم القائد والرمز ياسر عرفات الذين أضاءوا شعلة الحرية ولأسرانا البواسل لنؤكد لهم اليوم جميعاً أن العهد هو العهد وأن مسيرة الثورة  لن تتوقف إلا بنيل الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله، وتحية  إلى جماهير شعبنا الصامد في الوطن وفي الخارج تحية الثورة والنضال، وان الكل مدعو اليوم الي ضرورة المشاركة بفعاليات الحركة وتعزيز العمل الوحدوي الفتحاوي وبناء الحركة والحفاظ علي وحدة فتح والتصدي لمشاريع التصفية والاحتواء التي يحاول البعض تمريرها .. 

 إننا ندرك حجم القاعدة الجماهيرية العريضة التي بنتها فتح على مدار الخمسين عاماً وندرك بأن لفتح من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين النصيب الأكبر من العدد الإجمالي لأبناء شعبنا وندرك بأن حركة فتح بقيادتها وكوادرها وأعضائها وأبنائها وجماهيرها لقادرون حقاً على أن نعيد بناء الحركة ومحاربة الفساد وأن يتم التوجه نحو عقد المؤتمر الحركي السابع علي قاعدة اعادة بناء اطر الحركة .. إذا ما توحدت الإرادات وابتعد الكل منا عن البحث عن الذات وهنا نقول للجميع وبوضوح ،، لا تدمروا فتح في البحث عن الذات ،، لا تدمروا فتح في البحث عن المصالح الشخصية الأنية والفئوية وليكبر بنا العطاء ولتكبر بنا الفتح عملاقة فكراً ونهجاً وتجربة وحقيقة من أجل مستقبل الحركة ومن أجل إرادة أجيالنا القادمة. 

إن أبناء الفتح وفي كل المواقع مطالبون اليوم ووفاءً منهم لدماء شهداء الفتح ..  ووفاءً للزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات وكل شهداء الحركة الابطال  .. مطالبون جميعاً بالوقوف وقفة رجل واحد رافعين شعار الوحدة .. رافعين شعار ( فتح واحدة لا فتحين ) كما علمنا زعيمنا الخالد الأخ ياسر عرفات أبو عمار بأن نكون وحدويون في ظل كل المواقف الصعبة والعصيبة التي تعصف بنا والتي تقودنا إلى التدمير والدمار والانهيار.

قالّوا عن حركة فتّح : 

*فتح وجدت لتبقى جمال عبد الناصر

*فتح هى روح الشعب الفلسطينى جمال عبد الناصر 

*فتح انبل ظاهرة على وجه الأرض ... بل انبل ظاهرة في التاريخ جمال عبد الناصر

*لقد استطاعت حركة فتح برصاصة واحدة جمع عامة الشعب الفلسطينى غسان كنفانى

*اذهبوا وتعلموا الفدائية من كوفية ابو عمار بريجنيف

*جاءت الينا فتح .. كوردة جميلة طالعة من جرح .. كنبع ماء صافي يروي صحارى ملح .. وفجأة ثرنا على اكفاننا وقمنا .. وفجأة كالسيد المسيح بعد موتنا نهضنا .. مهما هم تأخروا فانهم يأتون . 
في حبة الحنطة .. او في حبة الزيتون .. يأتون في الاشجار والرياح والغصون .. يأتون في كلامنا نزار قباني
*لقد استطاعت حركة فتح برصاصة واحدة ان تجمع عامة الشعب الفلسطيني غسان كنفانى

*فتح قنبلة تنفجر متى تشاء موشى ديان

*لقد هبت عاصفة(غولدمائير(

*هبت روائح الجنة (قالها ابو عمار فى حصار ومعارك بيروت بعد استشارته ماذا نفعل(

* فتح اخوة ومحبة وتفانى واخلاص (أبو اياد(

* فتح عمل ثم عمل ثم عمل(الشهيد الخالد ابو عمار(

* الفتح وجدت لتبقى(جمال عبد الناصر(

* الفتح وجدت لتبقى وتنتصر (ابو عمار(

* ان قيادة اوجدها الخندق لقادرة على استكمال الطريق وصنع القرار للمستقبل(ابو عمار(

* لا اريد اموالكم اريد سيوفكم( ابو عمار(

* البندقية الغير مسيسة قاطعة طريق ( ابو عمار(

*فتح هى روح الشعب الفلسطيني ( ابو عمار(

*اذهبوا وتعلموا الفدائية من كوفية ابو عمار(بريجنيف(

واخيرا قال القائد الرئيس الشهيد ياسر عرفات ( لى وصية من منكم يبقى حيا فعليه ان يكمل الطريق ) 

عاشت فتح .. المجد للشهداء والنصر للثورة 
ومن نصر الي نصر .. 
وانها لثورة حتي النصر . 


سري القدوة 
  سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
http://www.alsbah.net

رئيسي في العمل ملطلط/ كافي علي

العمل كابوس يقظة يبدأ من أول النهار وينتهي بآخره بسبب رئيسي . رئيسي في العمل ( ملطلط ) ! تتلطلط افعاله ، حماقاته ، غباءه ! كل يوم على رأسي تلطيطاً . ولكن يا ناس ما في اليد حيلة إلا إحتمالها وعلى فواتيري الغير مدوفوعة وإيجار بيتي واحتياجات أطفالي اجرها . الملطلط يا سادة يا كرام مخلوق يبرهن أصل العلاقة بين الأنواع ويحجب عنها صبغة الشك والإقناع ، خاصة تلك التي تجعل الانسان ، القرد والحمار من عائلة واحدة . رئيسي يُفترض أن يكون إنسان ، بوعي كابح للغرائزمستأنس ، وبالنمط المعيشي الراقي متمرس ، للأسف تراه مرة قرد وأُخرى حمار . عقل رئيسي الخاوي لا يخدع غير المغفلين، وبلذة اللغو واللطلطة منتشين . هو لا يعلن عن مؤهلاته الأكاديمية والمهنية لكن أنفاسه تنقطع بذكرمغامراته مع هذا السفير أو إنتماءه لحزب ذاك الوزير. مواظب على الزيارات وأداء الصلوات ! . للنذور في بيته رنة ولذكر المناقب على لسانهِ طنة. سلوكه مع الموظفين ( رفس) وتحقير ، وامام المدير العام هو قردٌ خطير. كلما قدمت له إقتراح وفكرة إعترض واستنكر ثم رفض وزمجر. وبعد أيام تنط الفكرة نط ، وفي مكتب المدير العام تحط ! ، لتغدو من بنات افكار رئيسي السارق المنحط ! . بلا شك رئيسي في العمل مواطن حقير ! ولكن اللطلطة جعلت له عند البعض ما لا يستهان به من التبجيل والتقدير.

اللغة العبرية في الشوارع العربية/ د. مصطفى يوسف اللداوي

لم تعد اللغة العبرية، لغة العدو الإسرائيلي المحتل لأرضنا، والمغتصب لحقوقنا، والظالم لأهلنا، والقاتل لشعبنا، والمعتدي على حياة أطفالنا ومستقبل أجيالنا، لغةً غريبةً عن الأسماع، مجهولةً لدى كثيرٍ من الناس، ومفقودةً في الشارع وفي المنتديات، ورطانةً تشمئز منها النفوس، وتأبها القلوب، وتكرهها الشعوب، ويعافها الأحرار، ولا يتحدث بها إلا شرذمةٌ قليلون، منبوذون ومعزولون، وعنصريون ومتطرفون، وهم الموسومين بالقتل، والمعروفين بالظلم والاعتداء، والمشهورين بالخبث والسوء، والجشع والطمع، والاستغلال والربا.
بل غدت لغةً عاديةً كغيرها من اللغات، ولا تختلف عن غيرها من اللسانيات، ولا تصدم الآذان ولا تؤذي الأسماع، فقد اعتاد عليها المواطن العربي، ولم يعد يشعر بغرابتها، ولا يغضب عند سماعه لها، أو رؤيته المتحدثين بها، ولا يحس بأنها لغةً مقيتةً مكروهةً، تعبر عن أهلها، وتدل على صاحبها، وتشير إلى الناطقين بها، من الجنود القتلة، والمستوطنين الغاصبين، والمتدينين المتشددين، والغلاة اليمينيين، وهم الذين نكره ولا نحب، ونعادي ولا نسالم، ونقاتل ولا نهادن، ونعتقد بأن حقنا عندهم، وثأرنا معهم.
كما لم يعد العدو الإسرائيلي يتحرز من لغته، ويحذر الحديث بها، ويخشى أن يبين بكلماتها، أو أن يتميز ويعرف بين الناس برطانته المكروهة، التي كانت قديماً عنواناً للكره والبغض، ودليلاً على العدوانية والاعتداء، وعلامةً على العنصرية والصهيونية، فلم يعد يحتاط في كلامه من أن ينطق بها، أو يكتب بحروفها، أو يأتي بمفرداتٍ تدل على جنسيته الإسرائيلية، وهو الذي كان يخاف منها، وينبه أطفاله وصغاره ألا يتحدثوا بها في المطارات، أو أثناء السفر وفي الزيارات، خاصةً إذا كانوا في زيارةٍ لدولةٍ عربية، بجوازاتهم الإسرائيلية، أو بجوازات سفرٍ أجنبية، لمصر أو الأردن أو لأي دولةٍ عربيةٍ أخرى لا تقيم معها علاقاتٍ دبلوماسية معلنةً ومكشوفة. 
بل بات يتحدث بها بعالي الصوت، متعمداً وقاصداً، ومفاخراً ومتعالياً، أمام العامة والخاصة، في المطارات والأسواق، وفي الشوارع والطرقات، ومع سائقي التاكسي وموظفي الدولة، ومع الباعة المتجولين وأصحاب المحلات التجارية الكبيرة، يخاطب بها أطفاله، ويتحدث بها مع رفاقه، ويهاتف بها أهله وأصدقاءه، وقد نسي همهمته قديماً بها، وهمسه ببعض كلماتها، وتواريه بعيداً عن الأنظار بسببها، خوفاً من أن ترمقه العيون، وتزدريه النفوس، وينظر إليه الناس شزراً بغضب، أو تتناوله الأيدي ضرباً أو قتلاً، أو تتناوشه الألسن سباً ولعناً، أو يتزاحم حوله الناس كرهاً وبغضاً، ورغبةً في الطرد أو الضرب، وأمنيةً بالقتل أو السحل، ثأراً وانتقاماً. 
لم يعد غريباً أن يجد المواطنون العرب إسرائيليين في بلادهم، يمشون في شوارعهم، ويتجولون في أسواقهم، ويبتاعون منهم، ويركبون حافلاتهم، ويستخدمون سياراتهم، ويحاورون الناس بلغتهم، ويجادلونهم في حقهم في أن أرض فلسطين التاريخية هي أرض الميعاد، التي وعدهم بها الرب، وخصهم بها دون غيرهم، واختارهم من بين الشعوب ليكونوا شعبه المختار.
بل لم يعد غريباً ولا مستنكراً أن تجد إسرائيلياً من غلاة المستوطنين، ومن أشد المتدينين، يضع قلنسوته على رأسه، ويطيل سوالفه، ويتدلى من سرواله حبالٌ سوداء، ويحمل بين يديه نسخةً من التوراة، يهمهم ويتمتم ويشير بيده ويقف أمام بيتٍ أو مسكنٍ، مشادٍ أو مهدم، باقٍ أو زائل، ويدعي أن هذا المكان كان يوماً لهم، وأن ملكيته تعود إليهم، فقد كان لليهود قديماً معبداً أو هيكلاً، وفيه آثارٌ لهم، وبقايا منهم، وقد ذكر في كتابهم، وتواتر ذكره عبر التاريخ وعلى مر العصور، وأن من حق اليهود أن يستعيدوه، وأن يعيدوا تعميره كما كان، فهذا حقٌ قديمٌ لهم لا يزول ولا يندثر، ولا ينتهي بمرور الزمن ولا بتقادم الأيام. 
ولم يعد العرب يستغربون دخول السواح الإسرائيليين إلى مساجدنا، القديمة والجديدة، والتاريخية والخيالية، بنعالهم أو بدونها، بثيابٍ فاضحة أو بدونها سافرة، يطوفون فيها، ويقفون عند محاريبها، يتمتمون بكلماتٍ مبهمة، ويحركون شفاههم زماً ومطاً، حقداً وكرهاً، غضباً وسخطاً، يهزون رؤوسهم، ويحركون ظهورهم، ولسان حالهم يقول أن هذه الأرض أيضاً كانت لنا، وهذه المساجد قد بنيت فوق ممالكنا، وعلى ركام بيوت أجدادنا، وإن من حقنا أن نستعيدها ونعيش فيها.
كما باتت الطائرات المدنية الإسرائيلية تحط في المطارات العربية، وتظهر مواعيدها على شاشات الكمبيوتر، تحدد أرقامها ومواعيد اقلاعها وهبوطها ووجهتها الأخيرة، في الوقت الذي لا تغيب إشارة شركة العال الإسرائيلية، بعلامتها المميزة، وألوانها المعروفة، علماً أن الخرائط الجوية الملاحية التي تعرضها الطائرات العربية تظهر خرائط يختفي منها اسم فلسطين، وتحل محلها "إسرائيل" بمدنها ومعالمها وأشهر ما يميزها.
أما الخبراء الإسرائيليون في البلاد العربية، فهم في كل المجالات وفي مختلف التخصصات، وأكثر مما يتوقعه الناس، ينافسون أبناء الوطن وأصحاب الكفاءات، فقد باتوا يخدمون في مؤسساتنا الوطنية، في المطارات والموانئ، وفي البنوك والمصارف ومؤسسات المال، وفي المصانع والمعامل وبيوت التجميل والزينة، وشركات الموضة والأزياء، وفي الأجهزة الأمنية والمؤسسات الشرطية وشركات الحراسة، يقدمون النصح والإرشاد، ويوجهون ويخططون، وينتقدون ويعترضون، كلمتهم مسموعة، ورأيهم رشيد، وتوجيهاتهم مقدرة، رغم أن مشغليهم يعلمون أنهم إسرائيليون، وأنهم ضباطٌ متقاعدون، ومسؤولون أمنيون سابقون.
لم يعد وجود الإسرائيليين بيننا سراً، ولا تحركهم ممنوعاً، ولا لغتهم مكروهة، ولا منطقهم مرفوضاً، ولا ادعاؤهم مستنكراً، فقد بات كل شئٍ مكشوفاً وعلى الطاولة، وأمام أعين الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية التي دفعت ثمن المواجهة مع العدو الصهيوني، فقتل أبناؤها واعتقل آخرون، ودمرت مدنهم، وخرب اقتصادهم، وعاث العدو في بلادهم خراباً، ولكن حكوماتهم لم تعبأ بالتضحيات، ولم تراعِ موروثات شعبها، ولا أحزان أمتها، وما عاد يهمها سوى رضى الإسرائيليين، وأمنهم وسلامة حياتهم، فهم الضمان للبقاء، والشرط للوجود، والكفالة بعدم الإزاحة أو الإقالة والانقلاب.

أسباب ارتباك الملكات والمواهب في الرواية الجزائرية/ أبو يونس معروفي عمر الطيب

عدم الإحكام في صناعة الظاهرة

"لابد أن علم الوراثة سيتوصل يوما إلى فك الشفرات التي تنظم الموهبة؛ أي القدرات الكامنة ويعمل على إثارتها. وربما استنسخها !" هكذا قال الروائي الحبيب السايح

ونحن نقول ذاك تساؤل مشروع لا شك ان أمما  أمثالنا  " الحيوانات والنبات " قد أثار فيهم حرفيو علم الوراثة القدرات الكامنة بعد أن فك كل شفرات تركيباتها العضوية فكانت قفزات اقتصادية هائلة ولم يسلم البشر من التجارب بل علم الجينات الوراثية هو بداية حقيقية لرؤية مستقبلية للبشر ومن يدري فقد تستثار الملكات والمواهب يوما كما تفضل الأستاذ الحبيب السايح .. وفي حال استثارة القدرات العقلية والملكة الإبداعية فإننا لا ندري كيف ستصل فحوى البنية التبليغية العامة للقارئ أم أن القارئ هو الأخر سيتم استثارة موهبة القراءة والاستقراء لديه .

ولكن التدرج في كل عملية من شأنه ان يحافظ على طبيعة المسار..فاستنساخ  المتن الحكائي والمبنى الحكائي " القصة والخطاب " لتصب في البنية التبليغية نفسها هو أمر طبيعي أظنه يندرج ضمن النصوص التجريبية والانفتاح على المحيط الذي كان محدودا وصار لا محدودا في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة ..ويمكن القول أن الفترة الزمنية التي احتك  فيها الروائيون العرب مع أهل الحرفة من الغرب لم تكن كافية باعتبار أن الفترة الأولى للاحتكاك اعتمدت على الترجمة والنقل التي استغرقت وقتا طويلا ليصل الأدب العربي الى ما وصل إليه

 ويعد رفاعة الطهطاوي هو الرائد لهذه الحركة ويقول عنه عبد المحسن طه بدر: انه " الطهطاوي " أول من وضع البذور الأولى لنشأة الرواية التعليمية في كتابه المؤلف تلخيص الإبريز، وفي روايته المترجمة [1]“مغامرات تليماك “وهكذا نمت الرواية العربية حتى صُبغت بصبعة العالمية في النصف الثاني من القرن العشرين.. ولكن الرواية الجزائرية ولأسباب سياسة التجهيل الاستعماري فقد  تأخرت عن الركب ونتيجة ذلك ولأسباب موضوعية  أخرى  ظلت تتخبط الآن بين الغث والسمين ويعد تقهقر طبقة القراء التي تعتبر عنصرا هاما ضمن عوامل تطوير الرواية والقصة وقد يقول قائل ان  عدد المثقفين تضاعف في نهاية القرن العشرين ولكن الواقع يؤكد ان مساحة القراء ظلت على ما هي عليه إن لم نقل تراجعت و الأسباب معروفة  ، رغم كل ذلك فان الرواية الجزائرية خطت شوطا هاما في البحث عن واقع افتراضي مثالي هروبا من واقع معاش مليء بالتناقضات والانتكاسات  ويعد عبد الحميد بن هدوقة أول روائي يكتب بالعربية  رواية ريح الجنوب 1971 حيث اجمع كثير النقاد والدارسون من أنها اول عمل روائي يتصف  بكل المواصفات والعناصر الفنية  للرواية الحديثة بمفهوم عالمي ولكن هذا لا يلغي أبدا من رزنامة  الرواية الجزائرية أسماء الأدباء الذين سبقوا بن هدوقة و منهم احمد رضا حوحو الذي كتب رواية " غادة أم القرى" سنة 1947 "  وأدباء آخرون  كتبوا الرواية باللغة الفرنسة ، ولعل رواية " لبيك حج الفقراء "للأديب الفيلسوف مالك بن نبي المنشورة سنة 1947 عن دار النهضة في الجزائر  حسب مقالة للدكتور مالك عبيدي وهي هي تعد أول رواية جزائرية تحمل مواصفات فنية ربما هي كلاسيكية حيث اعتبره رائدا للرواية الجزائرية  وطبعا هناك أيضا كتاب اخرون كتبوا باللغة الفرنسية ومن بينهم مولود فرعون ورواية " ابن الفقير سنة 1950 .ولكن بين هذا وذاك  يظل الارتباك يسود البنية التبليغية العامة  في الرواية الجزائرية فلم يتمكن الروائيون من الحفاظ على مستوى عناصر صناعة الظاهرة من حيث النسق  فظهر الاضطراب في النصوص الروائية باديا في بنيانها اذ يرى بعض الدارسين ومن بينهم الأستاذ عمار بن طوبال في دراسته المعنونة ب" الرواية الجزائرية المعاصرة.. محاولة تحديد منهجي"[2] أن لها أسباب ومن بينها التداخل الجيلي حيث افرز نوعا من عدم الانسجام بين الجيل الأول وهو الذي وضع الحجر الأساس  للرواية وبين الجيل المعاصر الذي حمل الكثير من الحداثة حتى بدت للجيل الأول تمردا عليه بسبب تأثر الجيل الجديد بمظاهر العولمة الثقافية التي أثرت في كتباته بشكل بدا متسرعا وفرضت عليه الكثير من الثقافات بدت جلية في  عناصر الرواية وظل الجيل الأول ينتهج النهج الكلاسيكي حتى وان تمكن البعض منه مثل واسيني الأعرج والطاهر وطار  من الاستمرار في   البقاء على الساحة و الريادة بشكل بارز وربما استحواذهم على آليات الإشهار الأدبي الروائي في الجزائر لأربعة عقود افرز فراغات كبيرة دامت ربما عقدين من الزمن ووقفت حَجَر عَثْرة : في وجه كل تجريب أو انفتاح على الأدب العالمي والعربي خاصة  ويرى الأستاذ بن طوبال السبب الثاني هو غياب النقد أو ربما عدم اكتسابه الآليات الحديثة وعدم قدرته على مسايرة التطور الحاصل في بنيات الرواية التي ذكرناها وربما هناك سبب ثالث أراه وجيها وهو ضعف وعاء  القراء لأسباب تاريخية كما ذكرنا والذي يعد عنصر هاما في عملية التحفيز ومن ثمة الانتقاء وهو بذلك  يشكل   صورة من صور النقد العام .أو الغربال الذي يسقط  كل غث. ناهيك عن عياب ما يسمى بالنخب سواء من بين القراء أو النقاد إما لتشكلها في شليلات أو لعدم وجود نوعية واحترافية لقراءة أو نقد كل أنواع الرواية فنجد مثلا ان الإبداع الرمزي في الرواية والذي يعتبر احمد ختاوي احد صُناعه  ظل مُهمشا لم تسلط عليه الأضواء بشكل يليق بهذا النوع من الأعمال الروائية .

إذا فليس الاستعجال هو سبب الارتباك  في صناعة الظاهرة وحده ولكن هناك أيضا صراع الجيلين واحتكار الجيل الأول للساحة الأدبية ومن ثمة غياب غربال حقيقي يميز الغث من السمين وعدم تنامي طبقة القراء كماً وكيفا كلها أسباب موضوعية ساهمت في هذا الارتباك الذي تحدث عنه الروائي حبيب مونسي

 [1]  رؤية إلى العناصر الروائية  للاستاذين حسن شوندي آزاده كريم

[2]  الرواية الجزائرية المعاصرة.. محاولة تحديد منهجي الاستاذ عمار بن طوبال


انــتـخـابــات: من يقرر مصير الجماهير العربية؟/ نبيل عودة

كانت القيادة تكليفا مرهقا.. 
صارت القيادة مخترة، وجاهة، أطيان ومتع ...
عندما انظر لواقع أحزابنا بكل معداتها البشرية أرى العجب العجاب..
الحراثون لهم ان يكتفوا بالنزر اليسير .. أي يعتبروا ضمن ال 2.5 مليون فقير في إسرائيل.
الزعماء ضمن أصحاب المداخيل الكبرى..
 زغرودة يا نساء!! 
هذا دوركم أيضا ان تزغردوا عندما ينجح المليونير!!
طبعا دوركم الأزلي إعداد القهوة والساندويتشات.. للمناضلين ومقاولي الأصوات!!
يتحدثون عن قائمة مشتركة؟ لا أريد أن أقول ما أفكر به.. عن القائمة المشتركة.
من هم الشهود لهذا الزواج غير الشرعي بين عريسين متلهفين للزفة وأرملة دفنت زوجها في قطر؟
 احضروا فلم "العراب"   الجزء الأول يكفي..حيث يبرع "العراب" بتقديم "اقتراحات لا يمكن رفضها"، لعلها تكون بوصلتكم في تشكيل قائمتكم المشتركة.
حان الوقت للمكاشفة: هل يمكن الحديث عن فكر حزبي ونضال اجتماعي وسياسي بين القطبين الفقير والمتخم داخل التنظيم الواحد؟
كنت عضوا في حزب له تاريخ مجيد أفتقده اليوم.. كون شخصيتنا الوطنية / حماها / كسر الحصار الثقافي/ أطلق ثقافتنا المتحدية/ واجه الطائفية بحسم أخرسها/ قمع العائلية أيضا/ قزم العملاء وبنى حزبا متراصا اجتماعيا وبالتالي سياسيا. 
من هنا مصدر قوته التي نعيش اليوم على بقاياها.
انتبهوا: اجتماعيا بالأول وهذا أمر حاسم . لا قيمة للسياسة داخل الجسم التنظيمي الواحد إذا تفاوتت النسب الاجتماعية والاقتصادية بين المجموعة التي تشكل عصبه وقيادته في جميع المستويات.
الهرب إلى الشعاراتية السياسية وإهمال الاجتماعي أنهى جوهر التنظيم الحزبي..لا يكفي الادعاء بدون فعل ، أولا داخل التنظيم  قبل أن نتشدق بثوابت لم يعد ما يبررها في الساحة الفكرية أو الفلسفية.
هل بالصدفة ان التجديد في كوادر الأحزاب يتلاشى والانشقاقات تطفو على السطح ؟!
لا قاعدة سياسية بدون تراص اجتماعي ومساواة في نسبية مستوى الحياة.
هذا منطق الفكر الطبقي أيضا (والإنساني عامة) لمن يواصل الثرثرة به دون أن يفهم مبنى التطور الاجتماعي الحديث في عالمنا المعاصر، حيث نجحت الرأسمالية بمدخولاتها الضخمة ان تغير الواقع الاجتماعي  وان تشتري المناضلين والنخبة الصلبة للطبقة العاملة بما وفرته لهم من أسباب الرفاهية المطلقة ومواصفات حياتية لها طابع برجوازي صغير أو حتى متوسط.
كل مفهوم الصراع الطبقي السياسي (والتناحري) تلاشى مثل فقاقيع الصابون...ونحن نتمسك بجاهليتنا السياسية والفكرية دون وعي لضرورة تغيير معظم مفاهيمنا ونهجنا الفكري.
كيف وصلنا إلى هذا الدرك حيث تسود مجتمعنا الطائفية السياسية والعائلية السياسية، ثم نتحدث عن مسؤولية سياسية بإنشاء "قائمة وحدة وطنية"؟
لا تمرمغوا المفاهيم الوطنية بوحل المصالح الفئوية والخاصة.
كان عضو كنيست او ممثل حزب في مؤسسة رسمية يمرر معاشه للحزب ويتلقى معاشا متواضعا.. منذ انكسر هذا التقليد سقط كل المنطق السياسي والاجتماعي والنضالي لكل الأحزاب.. ولكل المبنى الفكري الذي يمكن ان يجمع بين قادة تنظيم من المفترض أن مصالحهم مشتركة. 
هل من مشترك بين الفرس والفارس؟ 
بين الراكب والمركوب؟
هل من مصالح مشتركة اليوم بين الملياردير الهارب إلى قطر مثلا والحراثين لجمع الأصوات.. وقس على ذلك بقية الأحزاب؟
هذا المنطق سقط وأصبح باليا.
الحل لم يعد تنظيمات حزبية، بل منتديات اجتماعية. منظمات مجتمع مدني تحدد معاش المندوب سلفا ليس حسب ما يتلقاه في البرلمان، إنما حسب توزيعه لا تستثني النشطاء المنظمين وكوادر العمل، وهم زبدة النشاط الذي أوصله لما هو به .. رغم أن الفائدة في النهاية هي لممثل التنظيم.. بما يحصل عليه من تعويض وتقاعد..
 طبعا كل شيء نسبي.. ولسنا واهمين انه يمكن بناء المساواة المطلقة، إنما بعض النسبية إذا ألغيت تلغى أي شرعية للتنظيم كله.
هل بالصدفة ان صفوف الأحزاب أصبحت أشبه بمنتدى لكبار السن الذين يشدهم ما يشبه الإيمان السلفي إلى تنظيمهم وفكرهم الحزبي؟
البعض مقبول. إما الفجوة المطلقة فهي تنفي أي شرعية لأي تنظيم.. لا تبيعونا شعارات ومحفزات نضالية لم تعد تحرك مشاعرنا .. وكل القصد منها ان ترتفع أسهمكم في بورصات السياسة المحلية.
لم نعد صبيانا !!
على الأقل اسمعوا صوتنا وحافظوا على بعض ما يميزكم ... وقد نقبل بكم لعدم وجود بدائل.
أما ان تقوموا على مسؤوليتكم  بخلط الحابل بالنابل ، على كل المستويات الاجتماعية والفكرية والعقائدية والسياسية والثقافية والأخلاقية والادعاء انه هو الحل .. فهذه طبخة تأكلوها لوحدكم!!
لسنا قبليين أو عصبيين، إنما أبناء عالم متنور... أما عالم العتمة فلم يعد لنا ما يجمعنا به!! 
nabiloudeh@gamil.com

القرضاوي..غباء وجهل وعيب/ لطيف شاكر

لا يزال الشيخ يوسف القرضاوى يحاول بث الفتنة بين أبناء البلاد، حيث بث الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فيديو له، منذ قليل، يحرم فيه الاحتفال بالكريسماس، متهما المحتفلين بالجهل  والغباء والعيب , ومن قبله اعلن  برهامي  نائب حزب النور الاسلامي السلفي  بتعصب احمق  كعادته دائما انه سيمتنع عن تقديم واجب التهنئة لانه لم يوصي القرآن بتهنئة النصاري .
بداية اريد ان توضحوا بصراحة  حقيقة  عقيدتكم  نحو المسيحيين   فتارة تقولون ان الاسلام يحض علي  الود والسلام  مع الكتابين  خاصة المسيحيين  وتارات كثيرة يقول ائمتكم العكس  مبدين عداوتهم  للمسيحيين علنا وفي كل وسائل الاعلام فضلا ان البعض لايكفرهم  والبعض الآخر يكفرهم ماعساكم ياسادة  ..دلوني علي السبيل ..ايهما اصح
واود ان نقنن هذاا الكلام القبيح  الصادر من السلفيين عن لسان برهامي , والاخوان علي فم القرضاوي   والذي خلا منهما ومن امثالهما  المعرفة  والعقل  واتسموا  بالغباء  والجهل  والعيب
ورغم ان تهنئتكم لنا مرفوضة ومردوده لكم بكل حب وود فلا يوجد في الاعراف او الاديان او الاخلاق ان تكون المشاركة في واجب مهما كان نوعه ان كان حزن او فرح  مكروهة ومرفوضة  امام  الله ,  ولكم في قصة اليهودي والنبي مثل يحتذي به ..
واولا : :  نحن لسنا نصاري بل بالاثبات والادلة انتم  اقرب للنصاري  واليهود من المسيحيين  ليتكم تقرأون كتبكم جيدا
ثانيا: الامر  المضحك ان في كل مناسبة  تؤكد الدولة علي ان الاقباط شركاء اصليين في الوطن هل هذا مجرد كلام في الهواء  وفض مجالس  يقال عند الحاجة الي اصوات الاقباط ( واللي في القلب في القلب) ؟ وهل نحن  فعلا شركاء الوطن ام ذميين  ؟ّ!
 لقد اعمي التعصب عقولكم قبل بصيرتكم  فنحن الاصل وانتم  احد الفروع(المتأسلمون العروبيون) مثلكم مثل الاحتلال الفارسي والاغريقي والروماني  والتاريخ  خير شاهد ولا يليق ان يزايد  الفرع  علي الاصل   
ثالثا: نشكركم علي عدم تهنئتكم لان من تلهثون ورائهم لتكسبوا  رضائهم  وودهم هم اول المهنئين  لنا كما ان  كبار القوم في الوطن يتسابقون لتقديم  التهاني  باعيادنا لانهم حكماء  فلا مكان لكم  في صفوف العقلاء وسعيكم مشكور خاصة ان  وجوهكم  كئيبة لاتتناسب هذا العرس البديع
رابعا: نحن  لانكترث بكم ولا نعيركم اهتماما ولا يعنينا  قبح كلامكم  ولا قيمة او وزنا لفتاويكم الرديئة .
خامسا   كلامكم يدل علي عدم آدميتكم وعلي شدة كراهيتكم التي  تملأ قلوبكم وعقولكم  فاطلقتم السنتكم الداشرة كالقبور المفتوحة يفوح منها نتانة الجهل  وعفن الحقد , ولاتعرفون من مفردات اللغة  الا الشتائم وسوء الفتاوي, لكن  بشتائمكم  ننال بركة :نشتم فنبارك
يصفكم  كتابنا المقدس وصفا صحيحا فيقول عنكم : حنجرتهم قبر مفتوح. بألسنتهم قد مكروا. سم الأصلال تحت شفاههم وفمهم مملوء لعنة ومرارة أرجلهم سريعة إلى سفك الدم في طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه ليس خوف الله قدام عيونهم
في  مقال للدكتور الحكيم  محمد ابو الغار بعنوان الاقباط وردة في جبين مصر :"أقباط مصر أنتم مكون أساسى أصيل ومهم من هذا الوطن وفى تاريخه، وأنا أجلكم وأحترمكم وسوف تبقون معنا وسوف نبقى معكم فى هذا الوطن، ندافع عن ترابه وعن تاريخه، الشعب هو الوحيد القادر على الحفاظ على مصر الوسطية ومستقبلها. إن لكم فى قلوبنا مكانة كبيرة وحباً وتقديراً، فأنتم جزء منا ونحن جزء منكم، فلا تخافوا وحاربوا معنا فى سبيل بلدنا وبلد أجدادنا".
ويقول المفكر المستنير د.طارق حجي في كتابه في سجون العقل االعربي :
"رغم ان مصر كانت كلها مسيحية لعدة قرون ورغم ان المساهمة المصرية في بقاء العقيدة المسيحية بالشكل الحالي كانت المساهمة الكبري وبرغم ان اكثر من مليون مصري قد ماتوا دفاعا عن ايمانهم المسيحي فان معظم المصريين المعاصرين بما في ذلك المثقفين وخاصة المثقفين إما أنهم لايعرفون شيئا علي الاطلاق عن المسيحية وتاريخها في مصر او انهم علي الاكثر يعرفون القليل جدا عن كل ذلك ,وتدلني خبرتي المعرفية والثقافية علي ان الانسان كما انه دائما معرض لان يكون عدو مايجهل".
يقول الخبر :انتقد القرضاوى مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد فى قطر أيضا قائلا: "أى مجتمع نحن ما يحدث فى بلادنا الآن، فما الذى يجرى فى المحلات التجارية وفى شوارع الدوحة من احتفالات بما يسمى عيد ميلاد المسيح عليه السلام أو ما يسمونه الكريسماس".
وتابع: "فى قطر والسعودية وفى بعض بلاد المسلمين لا يحتفلون بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون ذلك بدعة ولا يأخذون إجازة فى هذا اليوم فهل لا نتحفل بمولد سيدنا محمد ونحتفل بالكريسماس؟ فهذا حرام وعيب ولا يليق ويدل على غباء فى معاملة الآخرين وجهل بما يوجبه الإسلام علينا"، على حد زعمه
واقول للقرضاوي وبرهامي  وامثالهما :موتوا بغيظكم ., واقول ايضا  "ان جه العيب من اهل العيب ميبقاش عيب" لانكم لاتعرفون الا العيب ....لذا فنحن  لانقبل التهنئة  الا من المحترمين و العقلاء والكبار فقط  
لقد اصبح  العالم   لا يعرفكم الا من خلال (الاسلامفوبيا )ايدلوجية الخوف من الاسلام( السياسي)وبدأ العالم ياخذ حذره من المسلمين المسالمين بسبب تعاليمكم  وارهابكم .
هناك فرق ياسادة بين علم يحمل تراث ومعرفة وايدلوجية تبعث علي الخوف والارهاب..... فاعقلوا وتأدبوا ولا نريد تهنئتكم

الحـوار السياسـي.. المخرج السـلمي لكل الأزمات/ صبحة بغورة


يصنف الحوار على  أنه من آداب الحديث ،وأنه كي يعتبر الحديث حوارا يجب أن يكون هادفا يتناول موضوعا معينا يجري بشأنه عرض الآراء وتبادل للأفكارالمتعلقة به بهدف الوصول الى نتيجة محددة سلفا،والحوار في الأساس يقوم على وجود أطراف لا تتقاسم نفس المواقف و التوجهات والمراد ايجاد نقطة يتلاقى فيها الخصوم على مستوى وقدر من الاتفاق يسمح بحل أزمة او معالجة قضية ،لذلك لا يمكننا أن نتصور قيام حواربشأن مسألة ما بين أطراف متفقة تماما على كل شيء الا في حالات الاثراء الفكري أو التراجع عن أحد الجوانب كما يكون من بين  مجالات الحوارهنا جولات التناظر الفكري بين متضادين والموائد المستديرة التي تجمع النخبة المتخصصة حول موضوع يراد القاء أكبر حزمة ضوئية عليه لكشف المزيد من جوانبه الخفية.. وعلى كل حال فهو  بهذا يختلف تماما عن الجدل الذي يكاد يلامس حدود اللغو في حديث آفاقه مسدودة بين فرقاء لا يتقاسمون اهتماما وليست لهم مرئيات واضحة أو تصورات كاملة المعالم للقضية المعروضة وحتى للنتيجة المراد التوصل اليها ، ومنه يحلو للكثير من المفكرين وصف الجدل بأنه " حوار الطرشان" الذي لا يجدي نفعا ولا يثري فكرا ولا يغير في الأمور شيئا .

يؤكد لنا فعل الحوارمهما كان مستواه أنه المظهر الواضح والجلي لوجود تواصل ناضج واتصال مفيد بين البشر، وأنه هو الدال على حركية حياة أفراد المجتمع، وأن هذه الحركية تسير وفق منطق معين ينظم حياة ونشاط أفراده والذي في اطاره قد تثورفي حالات عديدة بعض الخلافات حول تأكيد الحقوق أو بشأن التحديد والتذكيربالواجبات في حالات الخروج عن نصوصها أومخالفتها ، ومهما كانت حدة الخلافات فان مجرد نشوبها في حد ذاته ظاهرة صحية لأنها دليل على اتقاد الذهن ونضوج الوعي وارتفاع المستوى الثقافي السياسي الذي يعي أهمية منح الحق لمن التزم فاستحقه، ومراجعة من أخل بقواعد النظام العام لردعه، وبديهي أن لا يتم كل ذلك بدون الحوار، والحقيقة أنه بدون الحوارلا يمكن تخيل  فظاعة الحياة الصامتة ولا تصور حجم تأثير تضارب الاتجاهات وتنوع الرغبات الملحة  فيما بينها واصطدام الأفعال المتعددة بشدة في بعضها البعض، فبدون الحوار يترسخ الاعتقاد بأن لكل فرد الحق في أن يفعل ما يشاء في المكان الذي يريده وفي الزمان الذي يقدره حتى وان كان ما يفعله تجاوزا تبلغ تداعياته الاضرار بمصالح لأطراف أخرى ، وقد يكون من الجائز هنا اعتبار غياب أو انعدام الحوار مدخلا للكثير من المشاكل والأزمات من بدايات نشوبها الأولى الى تفاقمها .

يتميز الحوار بصفة عامة بتقلبه في مفرداته و صياغة كلماته وتنوع أسلوبه على حسب مجال استعماله ، فاللغة القانونية في المحاكم وسلك المحاماة وهيئة الدفاع وقطاع القضاء تختلف تماما عن لغة الحسابات وأرقام التكاليف المالية ونظريات العلوم الاقتصادية وأخبارالنشاطات التجارية والمشاريع الاستثمارية .. وكلاها بعيدة كل البعد عن جماليات الابداع الانشائي وألوان التعبيرالأدبي ولغة الفنون التشكيلية  ، أما في المجال السياسي فان لغة حواره يمكن أن نقول أنها جامعة لكل ما سبق والفارق يكمن في الاستعمال الجيد للمعرفة وللألفاظ والمهارات الدبلوماسية للمتحدث بها .  

الحوار في المجال السياسي لا تثور ضرورته فقط لدواعي ظرفية كمناقشة أسباب أزمة معينة أودراسة قضية محددة أوتبادل الرأي حول امكانيات احتواء مشكلة بعينها ورسم سبل حلها ، بل يكون من المفيد أكثر أن يكون الحوار سلوكا تقليديا يتصف بالدوام في كل الأحوال ومهما اختلفت الظروف ، فارساء سنة التشاور وتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات الفنية هو شكل من أشكاله التي تدعم علاقات التعاون وتسهم كثيرا في تعزيزها ، ويمكن اعتبارفتح أبواب الحوار الدائم عاملا حيويا للكشف مبكرا عن مخاطر احتمالات نشوء بؤر للتوتر أوالنزاعات وبالتالي لن يكون الوقت متأخرا لتكون فرصة التدخل لتجنب تفاقمها قائمة ،ولكن يحدث في كثير من الحالات أن تقع خلافات دولية كانت تبدو منتظرة ولكن بشكل أقول غير متوقع أي في غير وقتها من منطق الحسابات الدولية في العلاقات السياسية لأن في عصرنا الحديث ليس هناك ما يخفى من القضايا الدولية و لكنها تبقى فقط في حالة ترقب ثم تحال لقائمة الانتظا ر الى حين ، ثم يحدث أن تشتد عقدة الأزمة بوتيرة متسارعة الى أعلى المستويات ولا يكبح جماحها أي مانع لتنزلق الأوضاع نحوالأسوأ سياسيا وأمنيا ، وحتى اذا كانت هناك أعمال عسكرية ناشبة اليوم بين طرفي نزاع  فلن يكون وراء انتظار نتيجتها ومعرفة الطرف المنتصر والآخرالمهزوم اعتقادا بأن الاقتتال قد توقف هكذا نهائيا فليس هذا بالأمرالمجدي والفعال الذي يخدم الأمن و السلم على المدى البعيد ما لم يكن يتزامن معه حوار وجهود سياسية و دبلوماسية ينبغي الاستمرار فيها للتخلص من أجواء التوترولعدم عودة أسباب الأزمة من جديد .

 يفترض لاجراء الحوار السياسي وجود ارادة سياسية حقيقية مسبقا تستند بقوة الى قناعة راسخة بضرورته و جدواه ، كما يفترض أن تكون ممارسته وفق سلوك قائم و أصيل، وأن الحوار المباشرهو السبيل الوحيد للمكاشفات المسؤولة والواعية بحجم أهمية و خطورة  المسائل المراد  اجراء الحوار بشأنها فليس كافيا أن يكون ثمة ما يمكن أن يعد من قبيل الحوار لمجرد الالمام بمهاراته  ثم الادعاء بأننا نجري جولات حوار جاد وهادف لأن بلوغ الحوار هذه الصفة يقتضي أولا وجود محاورين مؤمنين به كقيمة حضارية في حد ذاته وكوسيلة حضارية فضلى لفك النزاعات وحل الأزمات ، ونجد صدى ذلك في الحرص الذي تبديه دول العالم من أجل ترسيخ سنة التشاور بين قادة الدول سواء على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف وتنظيم ذلك بلقاءات دورية ثابتة وأخرى استثنائية يفرضها ما يطرأ من مستجدات في مختلف القضايا الدولية التي ولاشك ستمثل اهتماما مشتركا ، كما نقف أيضا عند ظاهرة " الحوار السياسي الاستراتيجي" الذي تقيمه دول عظمى فيما بينها أو مع أطراف أخرى ، ولا يقصد هنا بالضرورة اعتبار العامل الجغرافي سواء في قرب طرفي الحوار أو بعدهما عن بعضهما هو المحدد لاقامة الحوار الاستراتيجي بقدر ما هي طبيعة المصلحة المشتركة النابعة من معطيات جيوسياسية أو اقتصادية التي تكون قد دعت الى اقامة مثل هذا الحوارثم فرضته في أشكال متعددة مثل التفاوض و المباحثات السياسية و المحادثات التشاورية ...  

اذن يمكن أعطاء ملامح أساسية لما يتطلبه الحوارالناجح الذي من المفروض أن يفضي الى نتائج ايجابية سواء بالنسبة للقضايا الوطنية الداخلية أو مسائل النزاع الدولي ، ومنها ما يلي :
- وجود الجدية لدى السلطات في اجراء حوار يفترض أن يكون مع قوى سياسية معارضة مؤمنة بفضائله  اذ لايعقل أن تحاور السلطة نفسها كما لا يجوز أن تتعمد التعتيم على الطرف الآخر في التعبير عن رأيه ،والمفروض هنا وجود استعداد نفسي لدي المتحاورين لسماع الرأي الآخر من أجل التوصل الى أرضية مشتركة على أساسها يمكن بناء مراحل الحل ،أي وجود اقتناع راسخ بأن الحوارالشامل سبيل للاصلاح والخيار الأمثل بل والمخرج الحضاري الوحيد للأزمات .
- أن يتسم الحوار بالبعد الوطني ، بمعنى أن يكون موضوعه في صلب اهتمامات الرأي العام الداخلي من منطلق أن الأمر يتعلق بقضية وطنية حساسة لطابعها المصيري ، وعلى هذا الاعتبار يكون من الخطأ الجسيم وضع الشروط المسبقة التي غالبا ما تكون شروطا تعجيزية من قبل أطراف الحوار على نحو ان لم تعرقل انطلاقته فانه لا يضمن أحد معها  استمراره ..أو نجاحه ، وتحقيق البعد الوطني للحوار يتطلب بداهة حضور تمثيلي على الطاولة يغطي أقاليم البلاد دون اقصاء أو تهميش أو تفضيل منطقة على أخرى ،ولكنه يلقي بمسؤولية اختيار الشخصيات المناسبة له ، اذ لايخفى دور الوزن السياسي الذي يمكن أن يلعبه لاقناع أطراف الحوار الأخرى بامكانية اجراء مفاوضات مثلا مع طرف معترف به بشكل واسع من قبل المجموعة الوطنية .
- معروف أن الطبيعة تكره الفراغ وكذلك الأمر بالنسبة لجولات الحوار السياسية التي ستتطلب في البداية اجراء لقاءات تشاورية واسعة تسبق الحدث نفسه لوضع خطط للحوار بشكل صريح مع كل القوى السياسية والاجتماعية بهدف التوصل الى رسم الحل الوسط بكل موضوعية الذي يرضي الجميع.

كثير ما تفشل الجهود من أجل جمع المتنازعين الى طاولة واحدة للحوار وتحدث معوقات تمنع انطلاقته وتؤدي الى افشاله أوحرق مراحله ، ولكل ذلك أسباب تبدو موضوعية في بعضها وظرفية في بعضها الآخر وذاتية في حالات معينة ، ففي حالات الصراع مع السلطات سواء كان تناحرداخلي بين قوى سياسية معارضة ترفع شعارات اصلاحية، أو بين منظمات وطنية واتحادات عمالية أو نقابات مهنية ترفع مطالب اجتماعية ومادية ، أو بين مجموعات أوميليشيات مسلحة طامعة في السلطة تحت معتقدات ايديولوجية مختلفة يكون من البديهي أنه لا نجاح الحواريجب وقف كل مظاهر العنف سواء العنف الاجتماعي ممثلا في طابعه الاحتجاجي كالاعتصامات والاضرابات والمسيرات المنددة أو العنف المسلح، وبدون ذلك لا يمكن بأي حال التفكيرفي مجرد الشروع بالخطوات التمهيديه لاجراء حوار وطني وشامل، وقد يحدث أن يكون الحل السياسي غير متوفر في مرحلة ما بالشكل الكامل الذي يحسم أمرا بالرغم من وجود النوايا الحسنة  التي لن تكون في الحقيقة كافية أمام العجز في توفير وسائل انجاح الحوار، فاذا كانت في عصرنا الحديث أسباب نشوب أزمة ما في العالم غالبا غير مجهولة للمجتمع الدولي بل أن أبعادها معلومة تماما لأطرافها على الأقل وأن حجم تأثيراتها لا يخفى على خبراء الهيئات الدولية فانه من غير المعقول أن تتم الدعو الى حوار سياسي بدون تحديد وجهته وتعيين الأهداف المرجوة منه وكذلك أمتلاك  ما يمكن أن يعد من قبيل أسلحة الحوار والتفاوض الناجح من أوراق ضغط سياسية وعسكرية واقتصادية أو تقديم اغراءات مادية ومالية أو حتي  تقديم وعود ورسم آمال بشأن تعزيز علاقات التعاون ودفع الجهد الدولي لتدعيم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاستمالة أحد أو أطراف الأزمة الى الانصياع الى حوار يفضي الى حل ، كما قد تسير مجريات الأحداث في بعض المشاهد السياسية بوتيرة سريعة تتجاوز قدرة السياسيين في تحديد خياراتهم منها في الوقت المناسب ،أو أن تسيرالأحداث في اتجاهات معاكسة تماما للتوقعات من خلال انعطافات مفاجئة للأحداث الدولية تعيد الحسابات السياسية الىنقطة الصفر أو تحيلها الى سلم تقييمي آخر ،غير أنه من المطلوب دائما التأكيد على ضرورته الحيوية في كل الظروف لتحقيق هدف للوصول الى حل آمن للبلاد والعباد بكل أطيافهم ،وفي الأنظمة الشمولية كثير ما ترتبط السمات السياسية الأساسية بأشخاص معينين في السلطة حتى ان سقوطهم من الحكم بالوفاة أو الاستقالة أو العزل يعني مباشرة تغير المشهد السياسي تغيرا جذريا ومنه تبدأ رحلة البحث عن آخرين وبضمانات أخرى قد تكون جديدة أو مستحدثة وفق ما هو متوفر  وموجود .

 لم يعد في عالمنا المعاصرمجال للحديث عن قضية في بلد ما دون الحديث عن تأثيراتها وتداعياتها على محيطها الاقليمي والعالمي من حيث مدى وحجم نفعها أو ضررها على مستوى المصالح المتبادلة والمتشابكة مع دول العالم ، من هذا المنطلق ومن باب الأخذ بكل الأسباب لمنع تهديد الأمن والسلام العالمي كان أن تم عرض ما يعرف بالمظلة الدولية التي نجد تعبيرها في جملة الضمانات الأمنية لضمان اجراء الحواربين المتخاصمين في أجواء آمنة تبدأ من اجراءات ضمان السلامة الجسدية للمتحاورين دون استثناء مرورا بمدى مناسبة المكان أمنيا وسياسيا وجغرافيا لاجراء حوارهاديء بعيد عن أجواء الاستنفار السياسي المتضاربة ومظاهرالتشنج الشعبي والضغط الاعلامي المنتصر لطرف والمعادي بالتأكيد للآخرين ،هذا الى جانب حزمة الضمانات القضائية التي تعكس الرغبة في دفع المتحاورين الى احترام رغبة المجموعة الدولية في تحقيق الوئام الانساني واحترام ارادتها بالعيش في أمن وسلام ، وتحمل هذه الضمانات جملة اجراءات لارغام أطراف الحوار على التقيد بمقتضياته والاعتراف بنتائجه والتأكيد على  تنفيذها والالتزام بضمان استمراريتها ، ومع ذلك فبعض القضايا الشائكة تتطلب اشرافا دوليا سواء بطلب مباشر من أطراف النزاع أو بالتماس دولي بايفاد "ملاحظين" من الهيئات الدولية والأممية ، الحقوقية و الانسانيةا لتقييم مدى توفر معاييرالحوار الجاد و المسؤول و النزيه وسيكون عليهم تقديم تقاريرهم عن ما شاهدوه وعاينوه لتحديد المسؤوليات ، أو أن يكون الحضور الدولي في شكل وفد يمثل هيئة "مراقبين" دوليين الذين سيكون عليهم التوقيع على محاضر ، ومثل هذا المستوى من الاشراف الدولي المباشر يمثل في حد ذاته شهادة أمام المجتمع الدولي تقر حقيقة الوضع سواء بتأكيد سلامة الاجراءات ومن ثمة مباركة نتائجها أو باثبات الحالات المخالفة والتي يترتب عليها ادانتها.

كل ماركت وأنتم بخير/ جواد بولس

في البيت حالة من فوضى كفوضى نهر؛ الأولاد الصغار يتصارعون كجراء تتعلّم  قواعد القتال والصيد من أجل البقاء، أصغرهم يقتحم الصالون، يبكي على مسدس أضاعه وقلمِ ليزر، ويتّهم قريبه بالجناية. من الغرف تخرج الفتيات كاملات الحسن والزينة، جميلات كما يليق بالقمر، أمهاتهن يدققن بآخر تفاصيل وجوههن، ويمررن، بخفة ساحرة، أيديهن على البطون والأوراك، ليتأكدن من أنوثة ما زالت دافقة رغم أنف الأربعين والخمسين. الرجال والشباب يتمنون لهن جولةً موفقة في سوق الميلاد، أو ما صار يعرف في بلادنا "بالكريسماس ماركت".
 البيت يستنشق قسطًا من هدوء نسبي، فالضجيج خبا وغادر لصالح نقاش دارت رحاه، بين من بقي، حول ظاهرة هذه الأسواق التي ما فتئت تتفشى في قرانا ومدننا. 
بالقرب منهم، تمددت على كنبة، أمامها أشعلت صوبةً كهربائيةً، وكنت أصغي، حينًا، لمجادلاتهم التي احتدمت في بعض محطاتها وأحيانًا، أستمع لجوقة لبنانية ترتل تراتيل الميلاد. 
ارتميت، متخمًا، وما بين صحو وإغفاء استقبلت صورًا من شعائر ميلادي الخاص.
لا أذكر متى توقفت عن ممارسة طقوس الصلاة التي كنت أسيرها وأنا طفل لا يعرف من المشاعر إلّا أطرافها الحادة. كنت كأترابي نمارس الفرح عاريًا من زوائد النضوج والتبرّج، ونحزن من غير مراسم، كجداول تبكي شحًّا وتدمع على فراق ضفافها. "أنانا" كانت هشّة كجناحي فراشة، جاهزة للخوف والارتباك والحب. لم يسكننا قلق، فهذا همّ البالغين أو العاشقين.
لا أتذكّر متى بدأت أطلب من يسوع أن يحبّني، وأن يبعد عني المرض، وينجّحني في دروسي، وأن يجعل من أحبهم يضحكون في وجهي ويحبونني. كنت أتمتم دعائي ثلاث مرّات، باسمي وبالنيّابة عن أبناء بيتي، وعندما أكون منهكًا، لم أتنازل عن رفع الدعاء لكنني، كنت أتلوه كطلقة وأنا على فوّهة إغفاءة، متأكدًا أن يسوع سيفهم صلاتي، مهما كانت "مجعلكًة"، فهو يسمعها كل ليلة، وسيقبلها، لأن مطالبي كانت بحجم قلب يحب، وأبسط من شفاء أبرص.
كنا ننتظر الميلاد بفرح عظيم، فهو عيدنا، نحن الأطفال، وعيد الوداعة والسلام. مع اقترابه كانت عطلتنا المدرسية تبدأ، ومعها كنا ننطلق قطعان أحصنة أفلتت لتعانق المدى، ونستسلم لإغواء الحواكير وحضن الحارات. ميلادنا كان  شجرةً تنير القلوب وفي صدرها نودع كمشة أسرارنا، ذهب تلك الأيام وكنوزها، ونذهب لننام على وسائد من دفء وملابسنا الجديدة التي كنا نفوز بمثلها مرّة كل عيد. 
ليلة الميلاد كانت ليلة من نبيذ ونشيد وكستناء، ليلة تصير فيها بيوت القرية البسيطة قصورًا من حب وتسامح، وفيها تسجن الملائكةُ شياطين الشقاق والنفاق والرذيلة، وتفتح للعالم شبابيك الرحمة والألفة والعشق. في الميلاد كانت القرية تودّع عهدًا من حب عتيق وتستقبل وعدًامن حب جديد قشيب.
في الصباح، كنا نفيق على صوت الندى، ونخف لنمتلئ بجديدنا؛ في البيت أبخرة بنكهة دجاج محشي تنبعث من طناجر أمي وتملأ فضاء الحارة برائحة مشتهاة. شوارع  القرية، رغم ضيقها، كانت تعج بأسراب مزركشة من العائلات، تطوف على الأهل والأقارب والمحزونين والجيران؛ كانت قريتنا تصير بيتًا واحدًا يردد مزامير المحبة والمروءة والوفاء.
كان يسوع يحب كل القرية، كنا نطمئن له، ننام وعلى جفوننا نجمة تضيء وتحرس. أحسسناه في بيتنا، في حاراتنا، لم يسرقه أحد ولم يحجبه  شيء، كنا على يقين أنه معنا ومع الفقراء أمثالنا، ويحب أطفال العالم مثلنا، كان يسوعنا عادلًا ومنصفًا للمظلومين، وقد جاء فافتدى البشر، كل البشر، وخلّصهم من خطاياهم، وكنا لا نقلق عليه ولا منه، فالقلق والشك شيم الكبار، والحاسدين.
كم كنّا صغارًا وأنقياء، لم ندرك أن يسوعنا، سيصير "مسيحيًا"، كما يريده كبار اليوم ويعبده صيارفة الهياكل الحديثة- كل وفقًا لعملته وفضّته. 
هجرتنا الطفولة فاستوطن الشك، ذهبت البراءة فغاب اليقين؛ لا أتذكر متى توقفت عن استجدائي يسوع وبدأت التفتيش عليه. ربما عندما اكتشفت أنه لا يرقّ لعاشق أدمته سهام الحاقدين والعواذل، أو ربما عندما زرت بيت - لحم ورأيت مهده محاصرًا سليبًا ومهانًا، وسمعت شعبه يصلي لخلاصه عبثًا، لأن الغلبة كانت من نصيب "البربر والشرير". 
كبرنا وضاع يسوعنا، أفتش عنه فلا أجده إلا طفلًا ذارعًا معي شوارع تلك القرية الوادعة التي كانت قريتي وقريته، أعود وأفتش عنه فأجده في صلوات حكّام يستعينون به في الصباحات، وفي الليالي تسلخ سياطهم جلود المؤمنين الوادعين، أستجير به مجدّدًا، من أجل فقراء مخيم يتضور أبناؤه جوعًا ويشبعون تنكيلًا وتشريدًا، فأجده يصب بركاته في خوابي من يكدسون الأطيان والذهب والماس. 
كانت قريتي عالمًا من نور وطمأنينة، وكان معها يسوع وفيها، صار العالم قرية من سراب وظمأ، فضاع يسوع وحار الناس فيه. ربما، لهذا، هكذا وأنا على كنبتي فكّرت، يقيمون أسواق الميلاد من أجله في جميع  المدائن، عساهم يهتدون عليه هناك في "الكريسماس ماركتز"، بين بسطات الباعة والدلّالين، ألم يعلّموهم  أنه "أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقد قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام".
احتدم النقاش في البيت وعلا صياح. أفقت على أحدهم يجزم أن العالم تغيّر وأن لا بأس في هذه الأسواق، فخيرها وريعها أكثر من سلبها وسخطها، وثان وافقه متحفظًا على من يسيّس السوق والمناسبة والذكرى.
حاولت أن أتدخل لأهدأ، فأسكتني طالب الحكمة، وذكّرني بصرخة صديقي الشاعر جريس سماوي حين أنشد:
 "إن روما التي سرقت ديننا، مثلما سرقت حنطة الروح، من كلّ أهرائنا، لم تزل تستبيح الذُرى، هل ترى يا أبي، هل ترى؟"
رويت لهم ما جال في خيالي وأنا على تلك الكنبة، وكيف كان ميلادي وكيف تهت، فعلّق مؤمن على حديثي وقال: "أن يسوع في داخلكم ابحثوا عنه تجدوه"، فوعده الجميع أن يفتشوا عنه وأن يخبروا مؤمنًا إذا وجدوه. وتمنى الجميع للجميع ميلادًا مجيدًا وسعادة.

وفاة الربيع العربى/ الدكتور ماهر حبيب

توفيت إلى رحمة الله الفقيدة سيئة السمعة المرحومة الربيع العربى وذلك بالعناية المركزة بمستشفى الصندوق الإنتخابي التونسي بعد صراع عنيف مع مرض الإيدز الثورى الناتج عن علاقاتها المشبوهة والمتعددة مع مجموعة من رجال البزنس السياسي من أمريكان وأتراك وقطريين وبالرغم من محاولة علاجها فى المراحل الأولى للمرض إلا أنها رفضت تناول عقاقير الوطنية و رفضت دخولها فى مستشفى الدولة المدنية فى فرعيها بمصر وتونس إلا أنها أصرت على العلاج عند دكتور مبتدئ يدعى مرسى الذى نصحها بتناول عقار الأخونة السام وبجرعات قاتلة وذلك لجهله بما توصل إليه العلم الحديث وعدم علمه بوجود عقار المساواة والمواطنة والعدالة فتدهوت حالتها فنصحها بعض أصدقاء السوء فى العلاج عند دجال يدعى البغدادى والذى حقنها بدماء ملوثة بفيروس الإيدز الدموى والإرهابي ولما لم ينجح العلاج لجأت لمستوصف بليبيا يفتقر لكل مقومات العلاج فلما فشلت جهود العلاج هربت إلى مصر و عادت للدكتور مرسى الذى إكتشفت نقابة الأطباء الوطنيين ان شهادته مزورة وحاول أن يعالجها بأعشاب سلفية إخوانية لكن نقيب الأطباء الجديد وأسمه المشير فضح الطبيب بعد أن فتح مستشفى غير مرخصة إسمها رابعة وأمر بالتحفظ عليها نظرا لخطورتها على الصحة إلا أنها أشعلت النار فى رابعة وهربت فى ظل فوضى الحريق إلي تونس و هناك وصلت للمرحلة النهائية للمرض و بالرغم من محاولات الطبيب الشاب المرزوقى إلا أن هناك طبيب أكثر خبرة وأكبر عمرا وعلما إسمه السبسى أدخلها مستشفى الصندوق الإنتخابى بعد إنحباس الصوت الإنتخابى عنها ونتيجة هبوط حاد فى التمويل وعجز العلاج عن شفاء المرحومة سيئة السمعة الربيع العربى قرر السبسى بعد إستشارة المشير نقيب أطباء الدولة المدنية الذى أوصى أن ترفع عنها أجهزة التنفس الإخوانى عنها ودفن الجثة فى ضريح لايعرف مكانه أحدا مع نقل كل ممتلكتها للورثة الأصليين أصحاب العقار الذى كانت تقيم فيه بميدان التحرير وستشيع الجنازة اليوم ولاعزاء لعشاقها والنوشتاء السياسيين ولا أراكم الله مكروها فى ثورة لديكم

علامات فارقة... كي لا تضيع الحقيقة/ سري القدوة

في ظل هذا النجاح الوطني والسياسي وإنجازات التي تحققها القيادة الفلسطينية يحاول الخارجين عن الصف الوطني تمرير المشاريع المشبوهة التي تتماشى مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي وتنسف حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وتزامنا مع خطوات القيادة الفلسطينية الثابتة باتجاه انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وفي ظل اشتداد الهجمة الأميركية الإسرائيلية على القيادة الفلسطينية ورئيسها، أطلت علينا فئة مشبوهة تختبئ زورًا خلف غزة وحقوقها، ولكنها تعمل وفي انسجام كامل مع سياسة الاحتلال على إخراج القيادة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت من المشهد الفلسطيني وإحلال زمرة مشبوهة مكانها تتماشى مع سياسات الاحتلال، وتنسف حلم الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

بالرغم من هذه الضغوط، إلا أن القيادة الفلسطينية أظهرت ثباتا منقطع النظير أمام محاولات ثنيها عن التوجه للأمم المتحدة وأظهرت جرأة وترابطا وطنيا في التصدي لسياسات الاحتلال والاستيطان، وحشدت الدول العربية والرأيين العربي والعالمي، ونفذت حملة دبلوماسية دون كلل، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال .

ما أن اقتربت القيادة وبخطى ثابتة من تحقيق اختراق في جدار الاحتلال، عادت تلك الزمرة المشبوهة التي خرجت على الرئيس الشهيد ياسر عرفات وهو محاصر، وتحت عناوين خادعة لضرب وحدة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وإثارة صراعات داخلية، وتضم فئة من المفصولين من حركة 'فتح' على خلفية الفساد والعلاقات الإقليمية والدولية المشبوهة، ولا تخدم في تحركاتها إلا الاحتلال ومخططاته.

اننا اايوم نطال قيادة حركة 'فتح' باتخاذ قرارات حاسمة بمحاسبة هذه الزمرة الخارجة عن مشروع الشعب الفلسطيني وصفه الوطني.

وتطالب من الكل الوطني بأخذ دورهم في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني وقيادته الشرعية، ومكافحة كل الأجندات المشبوهة وأدواتها.

إننا في هذه المرحلة الحرجة نطالب جماهير شعبنا البطل بالالتفاف حول القيادة الشرعية ورئيسها والتصدي للمشروع الليكودي بسلخ غزة عن المشروع الوطني، ودفن حلم الدولة والاستقلال ودعم جهود القيادة في توجهها للأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال.

الزعيم الخالد.. إسماعيل ياسين!/ محمد رفعت الدومي


في يناير "1961" زار "جمال عبد الناصر" المغرب، وكان موكبه يتجول في شوارع "الرباط" مسيجاً بالجماهير وإلي جواره الملك "محمد الخامس" عندما ظهر رجل مغربي بسيط تبدو على وجهه أمارات الطيبة، ظل يصارع الزحام حتى استطاع الوصول إلى السيارة التي تقل الرجلين، ثم صرخ بأعلى صوته:

- يا سيادة الرئيس!

طلب "عبد الناصر"من السائق أن يتوقف وأشار للرجل بالاقتراب، وحدث.. 

صافح الرجل "عبد الناصر" وسط دهشة "محمد الخامس" ثم شب على أصابع قدميه حتى اقترب من أذنه، وتسائل: 

- سيادة الرئيس متى ستعود إلى القاهرة؟

أجاب "عبد الناصر" مأخوذاً: 

- ربما بعد غد إن شاء الله!

فاستأنف الرجل: 

- يا سيادة الرئيس، بعد أن تعود إلى القاهرة، إذا استطعت مشاهدة "اسماعيل ياسين"، سلم لي عليه!

فهز عبد الناصر رأسه موافقاً ثم انفجر هو ومضيفه بالضحك..

وصفت "محمد البو عزيزي" من قبل بالرجل الذي استوعب أكثر من أي شخص آخر نظرية الأواني المستطرقة، وأصف الآن ذلك الرجل بأنه أول من استوعب شخصية "عبد الناصر" ووضعه في الزاوية التي تنبغي له، ساعي بريد، كأبيه، لـ "اسماعيل ياسين"! 

لقد كان التهريج وظيفة "اسماعيل ياسين"، لكن "عبد الناصر" كان مهرجاً مطبوعاً، ككل الجنرالات، علي أن فن هؤلاء الهابط يحتاج إلي جمهور من نوع خاص ليستسيغه، هم يعملون في الحقيقة علي صناعة هذا الجمهور وحراسة غفلته من رياح اليقظة بطرق دارجة ومستهلكة، مثلاً:

ميناء "إيلات" أقيم علي أنقاض قرية "أم الرشراش" المصرية، كانت قوة إسرائيلية بقيادة "اسحق رابين" قد احتلتها عام "1949"في عملية عرفت في أدبيات اليهود بـ"عوفيدا"، ليصبح الوصول إليها من تحت الماء في عهد الجنرالات عملاً بطولياً يستحق تثبيته في فيلم سينمائي، من إنتاجهم طبعاً!

ولأن ذاكرة الاستبداد تلقي بظلالها علي المستقبل، أقول:

كان "عبد الناصر" هو الحجر الذي بنت عليه القوي السلبية في الطبيعة مأساة "مصر" المزمنة، وانس كل ما قيل لك عنه فهو مزيف، فلا هو حرر المصريين من عبودية (العهد البائد)، ولا هو طرد الملك، لقد بقيت الخريطة الاجتماعية كما هي، كان كل ما حدث هو مجرد تبادل للمقاعد، لون من ألوان "الأولجاركية الحلولية"، حكم قلة مسلحة تموضع مكان حكم آخر للقلة، لكن، يحسب للـ "أولجاركية" في العهد الملكي أنها كانت أولجاركية مهذبة تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان.. 

حتي الألقاب التي قيل أن "عبد الناصر" أسقطها، استدارت لتسكن "باشوات" و "بكوات" جدد جميعنا يعرف من هم الآن!

لا تصدق، أيضاً، ما كتبه مثقفو البلاط عن معاناة المصريين قبل انقلاب "عبد الناصر" فهو مضلل، وإن شئت أن تعرف فداحة جريمة الرجل في حق هذا البلد المسكين ليس من الإنصاف أن تقارن هؤلاء الذين تري ظلالهم البشرية في سينما العسكر، أو قرأت عنهم في تاريخ مؤرخي العسكر، بالمصريين الآن، برغم التشابه المروع، لكن، قارن كيف كان يعيش في ذلك الوقت سكان القاع في "ماليزيا" مثلاً أو "ألمانيا" أو "الصين" وكيف الآن صاروا؟

المسافة شاسعة، هذه المسافة هي انعكاس صادم لجريمة الجنرالات في حق "مصر"!

ليت "عبد الناصر" اكتفي بالعصف بكل قيم الديمقراطية التي ربحها المصريون بتراكمات النضال الدامي ضد المستعمر، بل أسس لدولة "الجنرالات المحليين"، إقطاعيون جدد علي أنقاض دولة الإقطاعيين القدامي! 

هؤلاء أشد ضراوة وخسة من الاستعمار الأجنبي، وهؤلاء مشهورون بتبجيل الديكتاتورية بكل ما يندرج تحت هذه القافية الرديئة من قتل خارج القانون وتعذيب واعتقال كخيار أوحد للسيطرة علي ميول القطيع، لذلك، ليس من المستغرب أبداً أن يقتلوا من المصريين في ستين عاماً فقط عشرات أضعاف ما قتل المستعمرون منهم عبر قرون طويلة!

وهؤلاء لا يستحون، حتي "عبد الناصر"، لا هو عندما أضاع ثلثي مساحة "مصر" بانفصال "السودان" استحي، ولا هو استحي عندما سحق جيشه في حرب "67" بالقدر الذي يكفي ليلهمه ترك موقعه كما حدث في دول أخري كـ "الأرجنتين" مثلاً، بل واظب حتي النهاية علي خداع البسطاء، كان كل ما فعله أن عكف هو والجنرالات علي تأليف سيناريو التنحي الهزيل!

وهؤلاء، بالإضافة إلي أنهم صادروا حقوق المصريين السياسية، صادروا حقوقهم الاقتصادية ونهبوا مقدراتهم، وأقاموا مستعمرات حقيقية لهم ولعائلاتهم ولأصدقاء عائلاتهم بعيداً عن آلام السكان الأصليين، الأسوأ، أن هكذا دولة داخل الدولة لابد أن تعمل علي تفريغ المشهد من المتهمين بشبهة الرفض، كما تعمل علي أن يملأ المنحطون هذا الفراغ!

احتلال تام الدوائر بقوة الجيش والمخابرات والقضاء وكل مؤسسات الدولة التي يديرها في الغالب ما كان يعرف في الأدبيات الشيوعية بـ "النومنكلاتورا"، وهو مدلول علي "النخبة"، أو الموظفين الإداريين النافذين، بما في ذلك، مع الأسف، المؤسسات الروحية والثقافية، وهذا تأويل مبسط لمفهوم الدولة العميقة التي يعيش مواطنوها بعيداً عن النطاق الزمني لدولة البسطاء! 

تولد هذه الدولة عادة عقب كل ثورة ناجحة أو انقلاب، وتزداد ضراوة كلما تقدمت في العمر، لتتحول في النهاية إلي أقلية "برجوازية" حاكمة خرجت من رحم "النومنكلاتورا" علي استعداد للقتال حتي تلفظ آخر أنفاسها للحيلولة دون سقوطها، وهي في سبيل ذلك، لا شئ يردعها عن أن تتحول إلي "برجوازية كومبرادورية"، أي، تلعب دور الوكيل للأجنبيِّ الأقوي شريطة أن يغض الطرف عما يحدث في الداخل، بمعني، هي مستعدة لمحالفة العدو وقتال الشعب!

ربما، لحسن الحظ، لم يعد يخفي إلا علي سفيه، حتي الذين كانوا يتحصنون خلف الخروج المرتّب لشرائح كبيرة من المصريين في نهاية يونيو العام الماضي إلي "ميدان التحرير" تأكدوا الآن أن "مصر" تصرخ من كيس قمامة، وأنها مشرفة علي هاوية، وأن هامش المناورة يزداد انكماشاً كل صباح، لقد أصبحت المكيدة عارية، ولقد أدرك العالم كل شئ، كل شئ..

الأزهر لم يُكفّر أحَداً أبَداً/ مهندس عزمي إبراهيم

ألقي الشيخ إبراهيم صالح الحسينى، مفتى نيجيريا كلمة في "مؤتمر الأزهر، لمواجهة العنف والتطرف" أفتى فيها بتكفير حركة "داعش". فما كان من الأزهر إلا أن أصدر بياناً مشيراً إلى أن الشيخ إبراهيم صالح الحسينى لم يفت بتكفير "داعش" أو غيرها، وإنما يوضح أن أفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام، بل هى أفعال غير المسلمين، ولم يُلزم هذا الحكم بكفرهم. كما أضاف وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان إلى ذلك، أن الأزهر كمؤسسة لم يحكم بكفر "داعش" ولا يحق له ذلك، مضيفا أن وسائل الإعلام ادّعوا باطلا أن الأزهر كفر بعض الأدباء والمفكرين، وهو ما يعد جهلا منهم بتاريخ الأزهر.
ومقالي هذا هو تعليقي على عدة نقاط جذرية تؤخذ على الأزهر في موقف شيخه وشيوخه في هذا الأمر.
******
النقطة الأولى هي زج الأزهر للإيمان والكفر بلا مبرر في قضية إرهاب وإرهابيين!!
هاج وماج الكثيرون في أنحاء الميديا غضباً واعتراضاًعلى عدم تكفير الأزهر لتنظيم داعش. ولست أدري، أولاً، لماذا يزج الأزهر فكرة الإيمان والكفر في تقييمة لإجرام مجرم. هل يعنينا أو يعني شيوخ الأزهر في الحكم على اللص أن يكون أنيقَ الملبس أو مُهَلهَله، "مُسَبْسَبَ الشَّعر أم "مُشَوَّشَـهُ". أو هل من الأهمية أن نسأل عن القاتل ذي الأيدي الملطخة بدماء ضحاياه أيواظب هو على أداء الصوم والصلاة ودفع الزكاة أم لا!!
لم يكن من المناسب ولا الضروري أن يشير بيان الأزهر إلى إيمان أو كفر داعش بل كان الأجدر به يكتفي بتجريم أعمال داعش. فلا أعتقد أن إيمان داعش أو كفره مقياسٌ في القضية ولا أنه يهم العاقلين العادلين.
النقطة الثانية هي زج "غير المسلمين" دون مبرر في موقفه من أعمال "داعش المسلم" الإرهابية!!
لم يكتفِ الأزهر بزج إيمان داعش دون مبرر في بيانه عن قضية إجرامية عالمية، بل زج أيضاً تعبير "غير المسلمين" دون مبرر بقوله أن "أفعال داعش ليست أفعال أهل الإسلام، بل هى أفعال غير المسلمين". ولست أدري ما دخل غير المسلمين في هذا الأمر. إن من قاموا بهذه الأفعال هم من "أهل الإسلام". هم "مسلمون" وليسوا "غير مسلمين". بل على النقيض، فأسوأ أعمال رجال داعش "المسلمين" الإجرامية وُجِّهت إلى المسيحيين "غير المسلمين". فـ"غير المسملمين" هنا هم ضحايا داعش "المسلم المؤمن". فبيان الأزهر كالعادة عنصريّ المضمون، أو على الأقل عنصريّ التعبير.
لو نسي الأزهر حريق القاهرة في يناير 1952 على يد الأخوان المسلمين، وما تلا ذلك من جرائم عبر السنين، فكيف يتناسى ما فعلوه من قتل وحرق وتفجير وتخريب في مصر كلها في أغسطس 2013. وكيف يتناسى ما تفعله حماس والقاعدة وطالبان وبيت المقدس وغيرهم عشرات وربما مئات من الجماعات "الإسلامية". أليس هؤلاء وداعش "مسلمين" أم هم من "غير المسلمين"!!!
"غير المسلمين" يا فضيلة الشيخ لم يفعلوا ما يفعله هؤلاء. وهنا ألدّ عدوين في نظر العالم الإسلامي: إسرائيل وأمريكا. إسرائيل في أعنف مواقفها منا لم تفعل بنا ما تفعله داعش، ولو كانت فعلت فقد كنا في حرب معها، أما داعش فلم نكن في حرب معها وهجوماتها غزو واغتصاب من طرف واحد. وأمريكا كَرَدّ فعلٍ منها لقيام تنظيم القاعدة الإرهابي بتدمير بُرجَيّ التجارة بنيويورك وقتل أكثر من 3000 بريء، لم تفعل بأفغانستان ما تفعله داعش. ولكن يبدو أن تعبير "غير المسلمين" يسهل زجه دون مبرر لتمييع القضايا. وذلك وسيلة من يتهرب من مواجهة الحق الواقع فيحاول توجيه الأنظار والأفكار نحو أمورٍ أخرى لا دخل لها بالأمر المعروض.
إن "غير المسلمين" كفار في نظر الأزهر حتى لو لم يقتلوا نملة، ولم يسرقوا حَبَّة سمسم، ولم يخدشوا حياء طفل أو إمراة. لكن المسلمين "مؤمنون" حتى لو قتلوا وزنوا وسرقوا وعاثوا في بلاد الله شراً وعنفاً وفسادا... فيظلوا "مؤمنين" مُقدَّرين من الأزهر!!
النقطة الثالثة هي ضبابية الأزهر في مواقفه من الإرهاب والإرهابيين في السنوات الأخيرة!!
لا يعنينا أن يحجم الأزهر عن تكفير داعش. ما يعنينا هو عدم إدانة الأزهر لأفعال داعش الإجرامية بحزم وقوة وصراحة ووضوح. فمواقف الأزهر تجاه الإرهابيين في السنوات الأخيرة مواقف ضبابيّة رخوة. أسأل، كم جريمة دموية وتخريبية، وكم مصيبة ومأساة إنسانية إجرامية يحب أن تحدث من شخص أو جماعة حتى تختلج لها مشاعر الأزهر كما تختلج وتلتهب مشاعر المصابين بها، والمهتمين بإيقافها.
داعش يَغزو أوطاناً ويُرهبها ويَهدر حدودها ويَقتنص أراضيها ويُفتت وحدتها ويُعلن أنه مالكها وملكها وحاكمها عنوة وقسراً. داعش يدمر مدائناً، وفي طريقه لاقتناصها يهدم ويحرق عشرات المنشئات والمساجد والكنائس والمعابد والمنازل ومحال أعمال الأبرياء. ويسرق ويسلب ويخطف وينهب ما للغير عنوة وقسراً ويقتل أبرياءاً، مسلمين ومسيحيين، ويهود، سوريين وعراقيين وأكراد؟؟
داعش يثير الخوف والرعب والذعر بين الأبرياء الآمنين المسالمين الغير مسلحين، ويذبح الرجال ذبح النعاج، ويغتصب النساء والأطفال أناثاً وذكوراً، ويرجم ويسحل ويُوئِـد بشراً أحياءاً ويكبر باسم الله فخراً وانتصاراً وهو يغوص في بحور من دماء البشر هو سافكها. ويخوض فوق رؤوس وأشلاء جثث بريئة متناثرة ويصورها ويسجلها في فيديوهات فخوراً ملوَّحاً أسلحة الدمار والإرهاب والشر والإجرام. ويفعل تلك الأعمال وتتناقها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء والفضائيات في أنحاء العالم على اختلاف روّادها ومشاهديها؟؟
لقد وصف الشيخ الفاضل أسامة القوصى، الداعية الإسلامي، بيان الأزهر بالغامض والغير مفهوم في تبرير موقف جماعة إرهابية ووصفها بالمؤمنين مشيرا إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي قتلة ومفسدون في الأرض ومجرمون، وهى جماعة تكفيرية تكفر المخالفين لها. وأشار إن الأزهر كان عليه اتخاذ موقف أكثر صرامة مع هذه الجماعة بدلا من إصدار بيان لتبرير كلمة مفتى نيجيريا وكأنه يرفض تكفير داعش التي خرجت عن كافة الأصول وعن الدين.
النقطة الرابعة هي منح  شيوخ الأزهر أنفسَهم حق امتلاك سلطة التكفير الناس!!
فعلاوة على أنه ليس مهماً على الإطلاق أن يُكفّر الأزهر تنظيم داعش أو لا يُكفره. بل يجب ألا يعنينا أبداً مبدأ التكفير في حد ذاته أو سلطة التكفير على الإطلاق. فهو سلاح لو وضع في "يد إنسان" قد يُحسن استعماله أو يسيء. فالإيمان "إعتقاد شخصي" بين الإنسان وربّه، ولا شأن به أو دخل فيه لإنسان آخر على سطح الأرض. والتاريخ يشهد بالكثير من سوء استعمال سلطة التكفير على أبرياء لم يكونوا أبرياءاً فقط، بل كان الكثيرون منهم مفكرين صالحين مصلحين مخلصين. 
خلاصة الأمر، إيمان داعش أو كفرهم لا يغير من جوهر القضية قدر ذرة. فهم يقتلون ويدهسون ويهتكون عرض خلق الله. حجة الأزهر في عدم تكفيرهم أنهم ينطقون الشهادة. والشهادة على لسانهم ملطخة بأفعالهم. ملوثة بأكبر خطايا آدمية دنيوية دموية جنسية وتخريبية. وما أنتجت داعش في الأرض إلا خراباً وقتلى ويتامى وأرامل وثكلى ومختطفات ومغتصبات ومعوقين مشوهين، أطفال وشباب وكهول.
سطحيّ، أي فاقد الجدية، هو من يهمه أمام تلك المأساة أن كان فاعلها مؤمناً أو كافراً. داعش الإرهابي الدموي يعيث في الأرض فساداً وخراباً وإجرماً وعبثاً. أدانه العالم أجمع بأقصى العبارات. فهو أسوأ من النازي والهكسوس والمغول والتتار. ولكن كل أعمال داعش الوحشية الـلا إنسانية ليست بكافية لتقنع شيوخ الأزهر أن يصدروا حكماً حازماً صريحاً بإدانة أعماله  دون الإشارة إلى إيمانه، فليس ذلك الإيمان أو الكفر جوهر القضية.  وإقحام إيمان داعش في بيان الأزهر هو تصريح وترخيص مطلق يعطي الإهاربيين شرعية "إيمانية" و"عقيدية" لاقتناص الأوطان وسفك دماء الأبرياء وذبح الرجال والأطفال وهتك أعراض النساء. متذرعين بأنهم "مؤمنون" وينطقون "الشهادة" فأعمالهم إذاً حلال!!
النقطة الخامسة هي رفض الأزهر تكفير داعش على أساس أن لا تكفير لمؤمن ينطق بالشهادة مهما بلغت ذنوبه!!
يقيم الأزهر حكمه على داعش (والإرهابيين عامة) على أنهم ليسوا كافرين. أي مؤمنين. ويحدد الإيمان بنطق الشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" فلا تكفير لمن ينطق الشهادة مهما بلغت ذنوبه!! وتغافل الأزهر عن كم ناطق بالشهادة قتل وسرق وزنى وفسق واغتصب وكذب وافترى، وارتكب كَمّاً من الذنوب والموبقات، ولم يزل مؤمناً في نظر الأزهر!!!
وفي الحقيقة، منطوق الأزهر في ذلك ليس سليماً ولا صادقاً. فقد كفر الأزهر الكثيرين من المفكرين والعلماء المصلحين لاختلاف الرأي، وكانوا مؤمنون بمقياس "النطق بالشهادة". علاوة على أن تاريخ المسلمين في كل عصور الإسلام مرصع بحكَّام وأئمة وشيوخ كفروا وزندقوا وقتلوا عشرت إن لم تكن مئات من المفكرين والعلماء والشعراء المسلمين المؤمنين "الناطقين بالشهادة" وذلك لاختلاف الرأي.
قال وكيل الأزهر، الدكتور عباس شومان، أن "وسائل الإعلام ادّعوا باطلا أن الأزهر كَفَّرَ بعض الأدباء والمفكرين، وهو ما يعد جهلا منهم بتاريخ الأزهر." أقول رداً على هذا القول أنه بينما يرفض الأزهر اليوم تكفير داعش الإرهابية، فضحايا الأزهر التكفيرية في العصر الحديث عديدة. والعجيب أن الأزهر يركز أحكام التكفير، لا على الإرهابيين سافكي الدماء، بل على المثقفين المفكرين الاعلاميين الأحرار الداعين للإصلاح في وطنهم، والذين لم يسفكوا دماً ولم يغتصبوا أرضاً أو إمرأة، ولم يهدموا بناءاً. وهاهنا عشرة من ضحايا الأزهر:
الإمام محمد عبده، مفتي الديار المصرية. الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي.  خالد محمد خالد، مؤلف ومفكر إسلامي. الشيخ عبد الحميد بخيت، أستاذ أزهري. الشيخ علي عبد الرازق، أستاذ أزهري وقاضي. الدكتور فرج فودة، كاتب ومفكر. نجيب محفوظ، أديب روائي حاصل على جائزة نوبل العالمية. نصر حامد أبو زيد، متخصص في الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية. حيدر حيدر، روائي سوري. حلمي سالم، شاعر مصري.
******
مرة أخرى، مواقف الأزهر تجاه الإرهابيين في السنوات الأخيرة مواقف ضبابيّة رخوة. ولا داعي لعجب أو دهشة، فالأزهر الذي يدَّعي الوسطية في الفكر الديني، مُخترَقٌ منذ عقودٍ من الارهابيين الأخوان والسلفيين الوهابيين والعناصر المتشددة، فقد توَغلوا جميعاً في حناياه وثناياه ودهاليزه ومنابره. ومازال الأزهر رغم ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013، محتضناً لهم ومُتبني في مناهجه تعاليم وكتب الوهابية العنصرية الصفراء المتشددة المتخلفة. ويسقيها علماً وثقافة لطلابه، فيخرِّجهم عنصريين متطرفين كارهين مخربين إرهابيين.
مهندس عزمي إبراهيـم

فؤاد نعمان الخوري/ سركيس كرم

مبارح حملت جعبة الأفكار المعصورة بكتب.. المخمّرة بدواوين ملياني حنان  وشبعاني شهامي من هاك النبع النازل من فوق وما بعمرو نزل ل تحت.. سألت حالي بكتب عن الشاعر أو بكتب عن الكلمات اللي بترسم حلم .. بتعزف فرح.. بتنعش أمل... بتبلسم جروحات.. بتخزّق حدود الضغينة.. كلمات مزينة المسافات.. ووقت اللي بدها بتجمع حالها وبتصير ألوان لوحة بتشبه إنسان من لبنان ما بتساعو الدني..! بكتب يا ترى عن الشعر الطاير بسما الأحساس وما بيعرف يهدا عا وراق مصفوفي ورا الغلاف وقبل النهايي.. وكيف بيقدر قلمي يلحقو ويقعد معو ويصير يتحاور مع كلماتو..! يمكن أسهل أكتب عن فؤاد الإنسان الصديق الجايي من هونيك من محل اللي الصخر بيحّس بناسو.. من تلال واقفي بوج الزمن ما بتنحني للريح، ونحنا شو منشبها.. من مطرح اللي النعمة ثروة.. والطيبة عادة والنخوة عطر الارادة..
مسكت دواوين الشعر.. إحترت من وين لازم بلشّ..  من "بين تذكرتين" بتطلع الكلمة بتحمل الغربة وبتطير فيها تفتّش عا وطن.. و"رندح يا وجع"..وبرغم الوجع من "مجدك يجي" بيطل "بياع الفرح" وبتبدأ "من الفؤاد"  الصلا اللي غامرتها  "مسبحة أمي" وعم ترفعا لفوق محل يللي الغربة بتهجر حالها..  وبعدني محتار أيا كنز بختار..مع أنو "معزوفة الحزن العتيق" رجعوا جدّدوها.. وما عاد فينا بعد نحمل أيا "دعسة ناقصه".. فجأة، شفت "ندر اللهفة" عم يشرقط فؤاد الشاعر المفكر اللي ألتقيناه من سنين وكأنو بعدنا عم نتعرف عليه من جديد.. أنسكبت بقلبي ترنيمة فؤاد "أستفقدتني، فاق الرجا فيّي، وبمغارة العالم المنسيّه، غمضّت عينيّي عا نهر دموع، وفتحّت عينيي عا وهج شموع... وخلقت مع يسوع!" .. بلشت أقرا وعبّي  بشرايين الوفا تراتيل بتنعش روح.. بتغذي حياة .. 

ومع كل قصيدة تترسخ فضائل وقيم وأخلاقيات بتزّين صدر لبنان وعالم الإنسان وين ما كان.. وبين كل بيت وبيت برجع لفؤاد نعمان الخوري.. بيتذكر كبر نفسو من أول لحظة ألتقيتو فيها..  بتذكر هاك اليوم اللي تقرر أني عرّف مناسبة وطنية من شي عشرين سني ..يومتها خفت "كيف بدي أطلع عا المنبر بوجود كبار المنابر متل فؤاد!" .. اللي شجعّني أطلع كان فؤاد.. اللي خلاني أنجح بمهمتي كان فؤاد.. بينما كتار غيرو بيسعوا تا الناس تسقط وما تطلع أبداً.. أستاذ هوي وعا طول هوي فؤاد.. وبعدنا منتعلم منو..

مبارح إلتقينا لأنو في كتير أمور بتجمعنا.. محبتنا للبنان واوستراليا، تعلقنا بإنسانية الإنسان، وأهم شي الوفا والمصداقية.. وما في أعظم من ها الوفا اللي بيجمعنا اليوم أكتر: "سيدني...الأميره الهانيِه: مين لْ سرَق عيدِك.. يا امّي التانيِهْ؟ وجرّح كرَم إيدِك.. الحلوه الحانيِهْ..وخزّق مناديل البراءَه بثانيِهْ؟ الزنبق سياجْ..الفلّ صرخة احتجاجْ... وكلّنا باقة زهرْ ومشكّلِه الألوان، والعنوانْ: حريّة الإنسانْ وسيدني العصيِّه عَ الدهرْ!" .. يسلم إبداعك يا فؤاد..

حا تخلص المقالة وما أنتهيت حيرتي، ولا قدرت ميّز بين الكتاب وصايغ أفكارو.. بين القلم وحبر رسماتو.. بين القلب وروحية نبضاتو.. بين البي ومحبتو لولادو.. وميشان هيك قررت ما أكتب الفكرة غير بعيوني مطرح ما ألوان الصور أحلى ومعناها بيبقى أغنى..قررت أترك قصايد الإبداع معلقة عا صدر الفكر متل أوسمة كبيرة كل مرة بتبيّن لمعتها غير شكل.. وعرفت أنو ما فيني غير ما أخطف من شلال الشعر نقطة بتغني الخيال، وقطرة بتبلل عطش ها الزمان،  وحنيي بترفع علاقتنا بالوطن لفوق.. مطرح ما بتكون الحرية حق والإنسانية فعل إيمان.. 

خلصت المقالة وصارت حيرتي صدى بالوديان ..بالوجدان.. وبعدو فؤاد نعمان الخوري بيقطف الكلمات من بستان الروعة وبوزّع أمل..  وما في أغلى من أنو أختم بتنهيده من تنهيداتو يللي كأنها عم تحكي من صميم مشاعرنا : "طلّت سنة جديدة، ومش بعيده.. آخر سنه تكون السنه جديده: الموّال ذاتو، والرقص ذاتو، وكل شي بقي ب القلب...تنهيده!"..