أنا وأليسا و"بدايات الفصلية"/ فراس حج محمد

قبل أيام كتبت مقالة قصيرة حول أداء أليسا لنشيد العرب "موطني"، وتابعت الصحف والمواقع التي تندرت على المطربة اللبنانية أليسا، وكيف أودت بحرف الطاء كلية من الأغنية، ودافعت أنا عن النشيد والشاعر إبراهيم طوقان وتندرت كثيرا في تلك المقالة بالموقف كله.
ومع كثرة الكتاب وجدت فريقا من الكتاب الفلسطينيين يدافعون عن أليسا بحجج رأوها منطقية واستماتوا أيضاً في الدفاع عن الموقف!
يدفع هذا الجدل إلى أن يتفحص الكثيرون صورة أليسا المصاحبة للأغنية، فيرى البعض أن أليسا تمد رجليها المصقولتين نصف مدة - كما تفعل عادة في الإغراء- وتلتقي كلمة موطني عند أسفل القدم تقريبا ما عده البعض انتهاكا صارخا للنشيد وعدم احترامه!
في ظل هذا الهوس المجنون في متابعة أليسا فإنني اليوم أقدم اعتذاري لأليسا وأدائها الأنثوي، وأقدم اعتذاري الشديد لكل أصدقائي الكتاب الذين اختلفوا معي، ولكن ليس لأنني مقتنع بوجهة نظرهم وتخليت عن وجهة نظري، ولكنني انتبهت لما هو أهم وأجدر بالمناقشة والمتابعة!
أن تهين الأنوثة اللغة واللفظ فهذا مقدور عليه وسهل، ولكن أن تجد فصلية تدعي أنها ثقافية فكرية وتنال بصورها ما هو أقدس هنا يجب أن نكتب ونكتب ونستنكر!!
في البداية أنا لست قاضيا ولا داعيا ولست ضد حرية أحد لا الفكرية ولا العقائدية ولا الأخلاقية السلوكية الشخصية، فأنا أؤمن بمقولة "دع الخلق للخالق"، ولكن لا يحق لك أن تعتدي على معتقداتي التي لا تؤمن أنت بها، وعليه هنا وجب علي أن أنبهك أنك نهشتني وجرحتني وأجبرتني على أن أشهر فيك وألمّ الدنيا عليك!
المسألة اليوم تتعلق بالثقافة والثقافة اليسارية تحديدا ولكن ليس الأمر مطلقا ولكنه متعلق بفصلية "بدايات" اللبنانية التي يرأس تحريرها فواز طرابلسي، وتضم في مجلس تحريرها الاستشاري نخبة من مثقفي اليسار!
لقد استهترت المجلة بالقرآن الكريم، فقد عنونت أحد أبوابها -وهو باب ثابت في المناسبة- بـ "نون والقلم" وحولت القلم إلى رسم تعبيري يشبه علامة التعجب التي ينتهي آخرها برأس يشبه رأس القلم وينزل منه نقطة النون ليكون في المنتصف، والنون والقلم هذان جاءا في منطقة الفرج في رسم امرأة شبه عارية، ليدل على عملية التلاقح الجنسي! وإن عجز القلم عن الوصف فإن الصورة الملحقة كفيلة بالتعريف!/ عدد ١٠- شتاء ٢٠١٥
لعل أحد لن يجرؤ على الاعتراض، فالتهم اليوم جاهزة، الرجعية والانغلاق والداعشية، ولذلك ستجد من يدافع عن حرية الفكر والمعتقد، رادين عن أنفسهم تهمة الإرهاب الفكري، ليظهروا بمظهر المحترمين المثقفين، وإنها لبئس بئس الثقافة!
لذلك تجدني أعتذر اليوم من أليسا والمثقفين الذين وقفوا معها، على الرغم من أنني ما زلت عند رأيي في أدائها!

غوبلز/ مأمون شحادة

قال الكاتب الكردي بير رستم في مقال “لعبة الغوبلزية الحزبية” إن “نسبة لا بأس بها من النتاج الكتابي تتحول إلى نوع من البروباغندا الحزبية كجزء من ثقافة التلقين والتدجين والتجييش للمريدين والأتباع وهكذا يصبح “الكاتب” نفسه أداة إعلامية بوقية - غوبلز صغير - في آلة الدعاية الحزبية وتصبح له معاركه الوهمية مع غيره من الغوبلزيات في الساحة السياسية”.
هذا هو حال حراس البروباغندا الحزبية، يدافعون عن تلك الأجندة وهم يعرفون انها لا تقود الا الى حلقة مفرغة ومبهمة المعاني، ويدافعون عن اخطاء أحزابهم ويتغولون يميناً ويساراً في مستنقع اللامبالاة وفقاً للمثل القائل: “يكذب ويصدق كذبته”، فتراهم ما بين مد وجزر حزبي، وكما قال وزير الدعاية الألماني في عهد هتلر بول غوبلز “اكذب ثم اكذب ثم اكذب، حتى يصدقك الناس”.
اما من يتزوج كرسي الرئاسة دون مشروع تنموي، تراه على شاكلة جديدة، وكأن الماضي بشعاراته التصحيحية أصبح نفاية يجب التخلص منها.
الأدهى من ذلك، انك وبمجرد ممارسة فكرك الطبيعي تصبح في غياهب الجب تحت مسميات حماية الأمن والأمان، وكأن قوائم الحزب أكبر بكثير من اصل معنى الوطن والمواطنة، وليس امام المواطن الا ان يقول كما قال نزار قباني: “لا تفكر أبداً، فالضوء أحمر، إن العقل ملعونٌ، ومكروهٌ، ومنكر”، كذلك قال شاعرنا النواب في مطلع قصيدة “الحزن جميل”: “عارض إن شئت ملائكة الأمن تحيطك، مطلوب خمس دقائق، وتدخل إنسانا وتخرج لا شيء من الإنسانية فيك سوى الصمت”.
الظاهر ان عمليات الإجهاض الفكري مستمرة وسط أسئلة متلاطمة تطرح على أرصفة الحزن: ألم يحن الوقت لتقبل الآراء والانتقادات التصحيحية دون محاباة؟ ألم يحن الوقت لنعترف ان الحزبية قهرتنا جميعاً؟ حتى أنها أصبحت اداة توظيف في بعض المؤسسات التابعة للمنظومة الآيديولوجية.
ما يجب معرفته، ان قول النار لا يؤخذ من باب الحريق والضرر، بل من جانب التدفئة ايضاً، فللنار فوائد كثيرة غير الحريق وأضراره، وكما قال كنفاني: “إن الإنسان هو في نهاية الأمر قضية”.
هذا يذكرنا بما قاله العالم المصري الدكتور علي مصطفى مشرفة، الملقب بآينشتاين العرب: “إنني لن أبقى في أي حزب اكثر من يوم واحد، وذلك لأنني لن اسكت عن خطأ، وسيكون مصيري الطرد من اول يوم”.
زبدة القول
قياساً على الحالة العربية، فإن “جسم الضاد” يعاني من معضلة اجتماعية وسياسية قديمة، يلزمها وصفة تسمى بـ “التنشئة الثقافية”، لأن جميع المجالات الحياتية تتجلى في الإطار الثقافي لبيئة المجتمعات، مع مراعاة أن من أساسيات المجال السياسي وجود مجال اجتماعي ومسؤولية فردية مبنية على الواجب وليس الغوبلز.

كاتب صحافي من فلسطين

لكنّي لا أعرفك/ شوقي مسلماني

1 (قال)  
ـ وصار كلّ من لا يريد أن يعمل، وكلّ محتال، وكلّ مهووس بالجنس أو معتوه، يسعى من أجل: لحية، مسبحة، سجّادة، جبّة وعمامة!. 
**
ـ أقرب معنى للكفر: عكسه الشّكر. الكفرُ حقله اللاشكر، يعترف بالصانع ولا يشكر على الصنيع، وهذا غير الشِرك الذي يجعل للصنيع صانعين أو أكثر، وغير الإلحاد الذي هو فلسفة عنوانها الطبيعة والوقت. 
**
ـ لا يؤمن بالله سوى الطفل. 
**
ـ أنت عطوف بعين نفسك لكنّ المهمّ أن تكون عطوفاً بعيون من يحيطون بك. أنت ترى فيهم وهم أيضاً يرون فيك. كثير من الحبّ أقلّ مِن صنعة التواضع. 
**
ـ الخوف هو الخوف من الضمير. 
**
ـ "أنت أنا الآخر". 
**
ـ أنت أنا الآخر \ لكنّي لا أعرفك!. 
**
ـ كلّ جهة ليست إلاّ أكثر قسوة. 
**
ـ حياتنا حروف في سفِر الزمن. 
**
ـ المسرح ثابت والمشاهد تتغيّر. 
**
ـ إذا فكِّر أحدٌ ما على نحو ما، ربّما أحد ما آخر يعمل الآن على ذلك النحو أيضاً. 
**
ـ وفيما أنتَ ترمي، إذا كنتَ ترمي، أنظرْ صوب الذين يرمون معك. 
**
ـ الإصغاء علامةُ نضج وشيمةُ الكريم. 
***

 2 (نبيل عودة)  
منذ بدأ وعيي يتشكّل وأنا أعيش حكاية شعبي الفلسطيني الذي تشرّد .. وقصصَ التشريد والنضال البطولي للشيوعيين العرب لوقف شحن أبناء شعبهم وقذفهم وراء الحدود .. ومعاركَ الهويات التي خاضها الحزب الشيوعي ومحاميه حنّا نقارة الذي أطلق عليه الناس لقب "محامي الشعب" ، وكانوا ينشدون له الأهازيج الوطنية فرحاً بتحصيله للهويات الزرقاء عبر المحاكم الأمر الذي كان يعني البقاء في الوطن وعدم اعتبار الفلسطيني "متسلّلا" يجب قذفه وراء الحدود، وتحدياً أيضاً للحكم العسكري الذي فُرِض على العرب الفلسطينيين الباقين في وطنهم ومن تلك الأهازيج :"طارتْ طيّارةْ من فوق اللّيهْ \ الله ينصركو يا شيوعيهْ \ حنّا نقاره جاب الهويهْ \ غصباً عن رقبة بن غريونا". وحسب مذكّرات الشاعر والمناضل حنّا ابراهيم ( كتابه: ذكريات شاب لم يتغرّب)، كانت تُمنح هويات حمراء لمن يُعتبروا "ضيوف" بالتعبير الإسرائيلي، أي المرشّحين للطرد من الوطن، أمّا "غير الضيوف" فكانوا يحصلون على هوية زرقاء. يذكر حنّا إبراهيم أغاني التحدي التي كانت تُنشد في حلقات الدبكة  ومنها: "يا أبو خضرْ يللا ودينا  \ الزرقات والحمرا ع صرامينا \ هذا وطنّا وع ترابُه ربينا \ وْمن كلّ الحكومه ماني مهموما". "يقطع نصيب ال قطعْ نصيبي \ لو انّه حاكم في تل أبيب \ توفيق الطيبي وإميل حبيبي \ والحزب الشيوعي بيهزّوا الكونا". ويتلقّف الشبّان الكرة ويعلو نشيد الحوربه : "لو هبطت سابعْ سما عن حقنا ما ننزلْ \ لو هبطت سابع سما عن أرضنا ما نرحل".  
(ملاحظات: "بن غوريون" هو أوّل رئيس لحكومة إسرائيل. \ "أبو خضر" إسم شرطي يهودي اشتهر ببطشه ووحشيته. \" إميل حبيبي" و"توفيق طوبي"  قائدان شيوعيان. \ "إميل حبيبي" هو الكاتب الفلسطيني الذي اشتهر بروايته "المتشائل"). 
***

3 (مثلاً)    
أنا وأنت متّفقان على التقيّد بقوانين لعبة الورق، لكن من يضمن ألاّ يُشرك أحدنا كمّه باللعب، أو أن لا "يلعب" من تحت الطاولة؟.
***

4 (الشيخ جابر مسلماني)  
"الدِينُ يُنقَل إلى تاريخنا الحاضر بحناجر تعضدها خناجر". 
***

5 (قراءة كريمة)  
كتب مراسل فضائيّة الجزيرة الأستاذ صالح السقّاف: "كونين \ لطائق وطرائف" كتاب: "يرقى الى مرتبة الأدب الضاحك، الذي طالما أبقوه على الهامش، لأنّنا أمّة تعشق تقطيب الجبين والتكشير..".   
***

6 (مقاربة كريمة)  
كتب الشاعر نصيف الناصري في كتاب "كونين \ لطائف وطرائف" إنّه: "قصص كأنّها قصائد نثر". 
***

Jesus Christ) 7)   
وكان فضل عبد الحيّ يعمل في مركز لحفظ الأمانات تابع لسكك حديد ولاية نيو ساوث ويلز ـ سيدني ، في الثمانينات من القرن الفائت. ومرّة جاءت إليه سيّدة أستراليّة مسنّة وقد أضاعت مفتاح حقيبة سفر لها وتريد منها حاجة ضروريّة. وكان فضل يحتفظ لحالات الطوارئ، في مكتبه، بصندوق جمع فيه مفاتيح كثيرة وقولوا ألف مفتاح. وجرّب عدداً منها من دون فائدة. ويأساً، وكمحاولة أخيرة، كما قال للسيّدة، سألها إذا كانت مسيحيّة؟. فقالت بكلّ طيبة: "نعم". قال: "يقول السيّد المسيح أنّ من يفعل شيئاً باسمه يفعله السيّد المسيح له". وخلط المفاتيح وقال: "جيسس كرايست" ـ "يا عيسى المسيح". ورفع مفتاحاً وأدخله في قفل الحقيبة فانفتحت. ونظرت السيّدة الأستراليّة المسنّة بذهول إلى فضل، وذاته فضل أخذته دهشة عظيمة. 
***

8 (منقول)  
"آدم وحوّاء أكلا التفّاحة، ويطالبوننا نحن أن دفع الفاتورة". 
***

9 (بوذا)  
السبيل ذو المسالك السبعة (!) لكي يكون حدّ للآلام: صدق الإيمان، صدق الحديث، صدق السلوك، صدق الكسب، صدق الاجتهاد، صدق التفكير، وصدق التأمل.
Shawki1@optusnet.com.au

قصتان غير قصيرتين جدا/ نبيل عودة

1 - سفير غير مرغوب فيه

(قصة سياسية عن حادثة صحيحة وقعت قبل سنوات)
رفضت العربية السعودية قبول سفير باكستاني ليمثل بلادة في السعودية، رغم انه معروف كسفير مهني ممتاز خدم بلاده خلال سنوات طويلة في مختلف انحاء العالم.
المشكلة ان اسمه غير مقبول على السعوديين او سائر الأقطار العربية .
صحيح ان الحجم الكبير هام كثيرا للسعوديين، لكن ان يكون اسم سفير باكستان " أكبر  ز .... خان" (العضو التناسلي باللهجة الدارجة ) " فهذا غير مقبول على السعوديين .ويتعذر عليهم استقباله واعتماده سفيرا للدولة الصديقة للسعودية: باكستان.
والسؤال الهام: هل إرسال هذا السفير ليمثل بلاده في الدول الناطقة بالعربية هو اشارة من باكستان الى استهتارها بالدول العربية؟ خاصة وان اهم ما يقلق العربي في السعودية وغير السعودية من بلاد العرب الواسعة هو حجم ذلك الشيء ؟.. كيف يمكن ان يكون أجنبيا ممثلا لدولة أجنبية يملك ( وهذا مؤكد باسمه ( أكبر ز ...) من (جميع الأ ز ...اب) التي منحها الله للسعوديين او للعرب الآخرين ..؟ كيف يمكن ان يخاطبه الملك السعودي او أي رئيس او ملك عربي أو وزير خارجية : أهلا باكبر ز... ؟ واذا اشترك باحتفال وكلف بكلمة، هل سيقدم بصفته أكبر ز ... ، هل يقبل امراء العائلة المالكة  وورثاء الرؤساء العرب  ان يكون في عواصم دولهم من يحمل بين ساقية أكبر مما يحملون؟

2- سائق لشخصية هامة جدا
 (مقتبسة من طرفة)
زار البابا إحدى الدول، ورغب في أن يسوق السيارة التي لم يسقها منذ وقت طويل. قال للسائق قف جانبًا، أريد أن أسوق السيارة، اشتقت إلى السياقة. اجلس في الخلف مكاني. 
انطلق البابا بالسيارة، ها هو ينجز حلما قديما كثيرا ما راوده لكن منصبه وقف حاجزا بينه وبين قيادة السيارة، شعر بنفسه يصغر نصف قرن، ضاعف السرعة إلى 100 كيلومترًا في الساعة، شعر بالسعادة، رفع السرعة إلى 120 كيلومترًا في الساعة، انتعش كثيرًا، رفع السرعة إلى 160 كيلومترًا في الساعة وبدأ يدندن أغاني من أيام الشباب، فجأة دورية شرطة تعترض طريقة وتشير له أن يقف جانبًا.
أقترب الشرطي وتفاجأ : أنت البابا؟
-       أجل أنا هو .
-       انتظر 
لم يعرف الشرطي كيف يتصرف. ذهب ليتصل مع الضابط المسؤول. شرح له أنه أوقف سيارة تنطلق بسرعة جنونية وصلت إلى 160 كيلومترًا في الساعة، ولا يعرف كيف يتصرف مع صاحبها.
-       من صاحب السيارة؟
-       شخصية هامة جدًا.
-       من.. وزير.. ؟
-       أهم.
-       قائد الجيش؟
-       أهم.
-       رئيس الحكومة؟
-       أهم.
-       رئيس الدولة ؟
-       أهم.
-       رئيس أمريكا؟
-       أهم.
 -       من هو هذا الشخص المهم إلى هذه الدرجة؟
-       إنه أهم من أهم شخصية في العالم.
-       من سيكون.. بابا الفاتيكان؟
-       أهم.
-       بابا الفاتيكان هو نائب الله على الأرض، من أهم منه؟!
-       بابا الفاتيكان هو السائق لتلك الشخصية!! 

nabiloudeh@gmail.com

أهمية دور الصورة الفوتوغرافية في حياة و شؤون الشعوب و الأمم/ محمد بونيل

"الفن هو تقنية الإتصال بإمتياز، الصورة هي أفضل تقنية لجميع الوسائل الإتصال".
كلايس توري  أولدنبورغ/ فنان نحات من السويد، أمريكي الجنسية

الجملة المكتوبة باللغة اليابانية الظاهرة على ملصقة الفيلم العالمي « Avengers »  أزعجت كثيرا اليابانيين لما تقصده حسبهم من إحتقار لبلدهم و إستخفاء به و التقليل من شأنه، و ليس المرة الأولى التي يثير فيها هذا الفيلم بلد آخر...

في شهر ماي من هذه السنة (2012)  الهنـــــــــــــــــــــد تذمرت و إنزعجت و أبدت عدم رضاها حول بعض المشاهد التي صورت و بثت عبر لقطات مسجلة من خلال هذا الفيلم و التي تظهر فيها بعض الأحياء الفقيرة في الهند فحسب الفنانة السينمائية ذات الأصول الهنديـــة Rituparna Sengupta  "ثقافة والتراث من كلكتا هي غنية، و ينبغي على المخرجين أن يحترموا ذلك. حيث عرض الفيلم نوعان من المشاهد في الهند، و انها تشير الى أن الأحياء فقيرة. كان بإمكان جعل هذا في أحسن مذاق"

أهمية الصورة في الماضي، الحاضر و المستقبل...

في هذه الحياة تحيط بنا الأشياء الصغيرة منها و الكبيرة، فمنها ما هي أقل شأنا و في الجانب الخفي من الحياة يوجد من هو أكثر شأنا للإهتمام من طرف عامة الناس و خاصة النخبة المفكرة و التي لها من الحكمة ما ليس عند بقية أفراد هذه المعمورة...

و كعينة على ذكر الصورة و أهميتها أكتفي بذكر مشاهد صادقة غطت بعض أحداث الماضي و قد دونت في كتاب من لا يغفل و لا ينام في كتاب الله عز وجل إذ يقول عز من قائل: 

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } البقرة260 

و في مشهد آخر و لأهمية الصورة و إعطائها مكانتها المرموقة من طرف النخبة جاء ذكر هذا الموقف بين موسى عليه الصلاة و السلام كليم الله و ربه إذ جاء القرآن الكريم بهذا الحوار مع ربه ..

يقول الله تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (145) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الأَعراف)

أكتفي بهذا القدر على أهمية الصورة في الماضي و أنتقل بكم لذكر أهميتها في الحاضر و المستقبل معا، فكان فيما كان في الماضي القريب من ثورة بلادنا المجيدة إبان الإستعمار أن أعطوا مجاهدينا في الجبال الأهمية الكبيرة للصورة حيث قل ما يتصورون في المداشر و الجبال جماعيا و هذا خشية أن يتم القبض على احدهم و لديه صورة لعدد من المجاهدين الغير المسجلين في قوائمهم التي يتم البحث عنهم فبتالي يكشف أمر البقية، فموضوع الصورة في الأدغال إبان الثورة التحريرية كان موضوع دراسة من طرف FCNAFA و حضره نخبة من المثقفين و المجاهدين و شخصيات وطنية و مختصين في عالم الصورة و أسرة الإعلام...

لقد أدرك العالم أن للصورة تأثير رهيب في النفوس الضعيفة إما بالسلب أو بالإيجاب فبذلك إستغلتها الشخصيات العالمية من مشاهير الفن و السياسة و النفوذ في جلساتهم و خرجاتهم الميدانية، فالصور التي لاقت رواجا كبيرا عبر مواقع التواصل الإجتماعية كما أنها تأثرت بعدد المعجبين أي الصور، أثرت على الوجه الأخر لهؤولاء إما سلبا أو إيجابا فعلى سبيل الذكر لا الحصر، من بين الصور التي إلتقطت و التي نالت إعجاب الكثير من مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي تلك التي إلتقطت عشوائيا للرئيسين الروسي السابق دميتري ميدفيداف عند زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية و الذي تناول مع الرئيس باراك أوباما وجبات خفيفة في إحدى مطاعم الأكولات الخفيفة خارج واشنطن في ضواحي أرلينغتون بولاية فيرجينيا، و سط عدد من الزبائن المحيطين بالرئيسين، هذه الصور و غيرها أصبحت موضة إشهارية لها و ما عليها من تأثير في تسويق مفهوم ما أو طبيعة حياة شخص ما لمجتمعاتهم و في بعض الأحيان تتعداه إلى خارج بلدانهم عبر هذه الوسائط الأبلغ في نقل المعلومة على شاكلة الصورة من خلال تكنولوجيات الإتصال و الإعلام الحديثة ...

الصور الفوتوغرافية الحدث، الأكثر رواجا على الشبكة العنكبوتية و من خلال مواقع التواصل الإجتماعية لصاحبها، 
نجم كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو، آخذا ببوادر مبادرة خيرية لصالح أطفال مدرسة تربوية في قطاع غزة حيث يظهر و هو حاملا على كتفيه علم دولة فلسطين...

و من جانب آخر تلك الصور لمشاهير كرة القدم و التي أخذت رواجا كبيرا عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي و الشبكة العنكبوتية و مواقع كبريات الصحف و المجلات الرياضية و منها المحطات التليفزيونية المختصة و العامة العالمية، حيث يظهر فيها نجم كرة القدم العالمي ذوي الأصول البرتغالية كريستيانو رونالدوا مع وفد فلسطيني حاملا على كتفيه علم دولة فلسطين   و هو كله سرور و الفرحة بادية على وجهه، حيث صرح نجم منتخب ريال مدريد الإسباني خلال لقائه مع الوفد الفلسطيني أن له النية الصادقة و القوية لأخذ ببوادر مبادرة زيارة قطاع غزة (فلسطين)، و هذا بغية في تموين مشروع خيري هناك و المتمثل في إعانة ماديا و معنويا تلاميذ إحدى المدارس التربوية هناك و هذا بعد الخراب الذي طال منطقة غزة نهاية 2008 و بداية 2009 ، جراء العدوان الصهيوني على المنطقة، و لتجسيد المشروع على أرض الواقع قام نجم كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو بعرض حذائه الرياضي قصد بيعه في المزاد العلني، تصرفه هذا و إلتزامه الموثق بالصور لاق إعجابا كبيرا لدى محبيه و المعجبين به، و مما زاد لا محالة في حجم شعبيته 
 و الأكيد فاقت كل الحدود...

تبقى تلك الصور المعبرة في ذاكرة الشعوب و الأمم شاهدة على مثل هذا الجانب الخلقي و الإنساني لطالما كان دوما في خدمة الإنسانيــــــــة ... 

في بلادنا...الصورة الفوتوغرافية تحت مجهر الصحافة و في صميم أولويات الكتاب الجزائريين...

فعندنا في الجزائر من بين الموضوعات الصحفية التي تطرقت إلى مراحل الصورة الفوتوغرافية و بدايات ظهورها في الجزائر كان من إمضاء صحفي و ناقد فن بجريدة الفجر حيث عنون مساهمته بـ " قرنان من التصوير في الجزائر "، كما حضيت "الصورة" بتقدير خاص و كانت محل مساهمات أدبية من طرف كبار الكتاب الجزائريين، فعلى سبيل الذكر لا الحصر من بين المساهمات التي قام بها أحد الكتاب الجزائريين الكبار على صفحات إحدى 
اليوميات الوطنية المستقلة الصادرة باللغة الفرنسية "جريدة الوطن" ،         و المتمثل في شخص رشيد بوجدرة، حيث عنون مساهمته على النحو التالي:           " حياتنا في الصور " ... 

كان موضوعا رائعا نستخلص منه أن الصورة الفوتوغرافية تبقى موضوع إهتمام النخبـــــــــــة دئما و أبـــــــــــــــــــــدا...

عبروس منصور الباحث و المؤرخ في تاريخ الفنون البلاستيكية في الجزائر، الذي لا يكل و لا يمل...   

و في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط و في بلد مثل فرنسا و بالتحديد في مدينة باريس، حيث يقيم و يعمل أحد الكتاب الجزائريين الذي ذاع صيته من خلال العديد من مؤلفاته الصادرة باللغة الفرنسية و التي تتمحور جلها حول البحوث التاريخية في مجال الفنون البلاستيكية بالجزائر و خاصة منها تلك التي شهدت أول ظهور لها أي الفنون البلاستيكية بداية من عام1844  ميلادي حسب كتابه المعنون " الفن في الجزائر، " دليل بيبلوغرافيا    2008-1844"، بمساعدة سعدية صباح و الصادر سنة 2009 عن دار القصبة للنشر و التوزيع بالجزائر العاصمة،   حيث أخذ فن التصوير الفوتوغرافي في 
كتابه هذا حصته من التقدير و الإحترام، كفن كامل مثل بقية الفنون البلاستيكية أو بما أصبح يعرف الآن بالمصطلح الحديث و الأكثر تداولا حاليا بالفنون البصرية، و التي أخذت فيها الصورة الفوتوغرافية حصتها من الأسد...

إستغرقت بحوث المؤلف عبروس منصور حول تاريخ الفنون البصرية بالجزائر و بداية ظهورها و القائمين عليها من روادها من الفنانين الجزائريين على مدار طويل مما يفوق مدة 20 سنة من البحوث المتواصلة و إكتشافه من سنة لأخرى لأرمدة من الفنانين المبدعين لهذه الفنون البصرية، فمن بين آخر إصدارات الكاتب عبروس منصور الذي لا يكل و لا يمل من سلسلة إصداراته المتواصلة هو ذاك المعجم الذي صدر سنة 2011 بدار النشر الفرنسية           " لارماتون" و المعنون كتالي: " الجزائر، الفنون البلاستيكية، معجم بيوغرافيا 2010-1900 "، حيث ذكر صاحبه من خلاله عددا كبيرا من بيوغرافيا الفنانين القدامى و المعاصرين الجزائريين و بلغ عددهم في هذا الإصدار ما يقارب3328   سيرة فنية، و دائما كان و لا يزال عدد الفنانين المصورين
و مواهبهم في تزايد مستمر يعود الفضل لمعرفتهم إلى مثل هذه المراجع الفنية التي أخذت صدا بعيدا إلى خارج الوطن الجزائر أقل ما يمكن ذكره في 

بضع الأسطر أن مراجع الدكتور عبروس منصور، علما أنه أتم دراسته بكل من جامعة باريس سوربون و باريس نونتير في إختصاص بسيكولوجيا الفن و الجمليات، تتواجد مراجع الدكتور عبروس منصور التي تعتني بالفنون البصرية عامة و فن الصورة الفوتوغرافية خاصة عبر القارات الخمس من هذا العالم، حيث تحتوي رفوف و أدراج كبريات المراكز الثقافية و المكتبات الوطنية و المتاحف و الجامعات عبر العالم لمثل هذه المراجع و إلى حد الساعة آخر جامعة تحوز خلال سنة 2012 على ذاك المرجع السابق ذكره و الصادر عن دار النشر الجزائرية القصبة سنة 2009، هي جامعة كمبريج بالمملكة المتحدة ببريطانيا و تعتبر من أشهر الجامعات هناك و مرة أخرى حيث يستسمحني المقام هنا لذكر حيازة هذا المرجع الغني بمحتواه من طرف كبريات المكتبات في بلاد العم سام، في الولايات المتحدة الأمريكية، و هنا أخص بالذكر المكتبة العامة بمدينة نيويورك إلى حد هذه الأسطر لا تزال الفنون البصرية و منها الصورة الفوتوغرافية في الجزائر تشهد اهتماما كبيرا من طرف النخبة و إقبالا واسعا منقطع النظير من قبل عامة الناس كما لا تزال هذه المراجع للكاتب عبروس منصور تشهد إقتناءا مستمر من طرف هذه المؤسسات الثقافية و العلمية الدولية التي تعنى بالفن الذي تنتجه إفريقيا عامة و الجزائر خاصة و في الآونة الأخيرة كان فيما كان و لا يزال لفن الصورة الفوتوغرافية الحظ الوفير في كل هذا...

في بلادنا... مبادرات هنا و هناك و هنالك لإقامة معارض و صالونات على شرف الفنانين المصورين، و تحفيز و تشجيع البراعم الصغار في المدارس على ممارسة مثل هذه الفنون و جعلها ثقافة لهم...

في الآونة الأخيرة شهدت بلادنا حركية مستمرة في الميدان الثقافي و منها الفني حيث حضي فن التصوير الفوتوغرافي كباقي الفنون البصرية من معارض و صالونات وطنية و برمجت من خلالها ورشات تطبيقية و ندوات إذ تخللتها من حين إلى آخر نقاشات متبادلة بين محترفي فن التصوير الفوتوغرافي و هواته و حتى تلك الفئة الخاصة بالمتحمسين لفن التصوير الفوتوغرافي كانت هي الأخرى في صلب المواضيع التي نوقشت هنا و هناك و هنالك، كل هذا جميل و جيد مما يزيد في تنمية المعرفة لدى كل المصورين الفوتوغرافيين المشاركين في هذه المعارض أو الصالونات التي تقام على شرف الفنانين المصورين، حيث يتم صقل خبراتهم مع بعضها البعض و إثراء الجلسات بما هو جديد في عالم التصوير الفوتوغرافي الذي أصبح بما يعرف لدى الأوساط الفنية بالفن الثامن، "إذ يعتبر فنا كاملا جديرا بإعطائه فضاءا و دعما ماديا و 
معنوايا، ليبرز و يتطور" هذا ما صرحت به مديرة قصر الثقافة مفدي زكريا السيدة محالجية بوشنتوف لمراسل إحدى الجرائد العربية و أقصد بالذكر هنا جريدة "الإتحـــاد" الإماراتيــــــة و هذا خلال إفتتاح الطبعة الأولى للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة في السادس من شهر جوان سنة ألفين و أحدى عشر للميلاد.

في عالم التصوير يخضعوا مصنعوا آلاته و معداته إلى تجارب علمية مستمرة بغية في تطويرها و هذا إرضاءا لزبائنها، حيث تحتوي هذه الآلات و المعدات الموجهة لتصوير الفوتوغرافي على مكونات تكنولوجية عالية الجودة قائمة على علوم دقيقة و تصاميم تسر الناظرين، سر نجاح هذه المنتوجات هو العلم و المعرفة و الابتكارات المتتالية و المتواصلة في آن واحد حيث أن في مخابرهم لا تتوقف عجلة التطوير عند تلك الشركات الدولية المتخصصة في إنتاج آلات التصوير الرقمية ذوات الخصائص الذكية، و يجتهد القائمون على تلك المخابر العلمية كل من الخبراء و الباحثين و التقنيين لدى هذه العلامات التجارية الدولية على مواكبة آخر التكنولوجيات الحديثة في علم البصريات الذي يشهد لوحده ثورة علمية رهيبة لا نظير لها، حيث لم يشهد لها مثيل في ظل 

تكنولوجيات الرقمنة الحديثة و التي تتطور من فترة لأخرى بل من دقيقة لدقيقة إن لم نقل خلال ثواني معدودات...              

و من جملة ما لفت انتباهي خلال هذه المعارض أو الصالونات المقامة عبر ربوع وطننا الحبيب الجزائر و التي تعد و للإسف الشديد على أصابع اليد، و لكن يعود السبب في قلة هذه الصالونات إن لم نقل أنها كانت في فترة ما شبه منعدمة إلى عوامل عدة و من بين تلك العوامل الرئيسية فترة العشرية السوداء التي كانت سببا مباشرا في عدم إنتشار ثقافة الصورة في بلادنا، فتلك الحقبة السوداء التي مرت بها بلادنا قد ولت و زالت و الحمد لله، فبلادنا اليوم تنعم بنعمة الأمن و الآمان، مما سمح لوزارة الثقافة و ديار الثقافة  لبعض الولايات من إعتماد فن التصوير الفوتوغرافي و الإعتراف به، و التسخير له مثل هذه المعارض و الصالونات، إلى أن تحذوا باقي ديار الثقافة التي لازالت لم تعتمد فن التصوير كنشاط مثل بقية النشاطات الثقافية و الفنية التي تندرج ضمن برامجها السنوية، حذو زميلاتها التي تقمن كل سنة معارض و صالونات فنية على شرف المشاركين من المصورين و الذين يعرضون من خلالها تحفهم الفوتوغرافية قصد الإحتكاك مع محبي هذا النوع من الفنون و خاصة من الجمهور العريض الذي أصبح يتفاعل مع كل ما هو جميل و تبقى الصورة خير شاهد على ذلك...

ضف إلى جملة ما لفت انتباهي هذه السنة (2012) تلك المبادرة القيمة التي تحسب لها دار الثقافة محمد الأمين العمودي بولاية الوادي و لمسؤوليها، حيث شاركت في الطبعة الثانية عشر للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية 
و من خلال الصالون برمجت خارجات ميدانية لبعض المصورين نحو بعض المدارس الابتدائية، حيث قامت نخبة من المصورين بتقديم شرح مبسط جدا حول كيفية استعمال آلة التصوير الرقمية و طريقة التقاط الصور من خلالها و هذا لصالح تلاميذ مدرسة ابتدائية بولاية الوادي، إلى أن قام وفد من تلاميذ و تلميذات إحدى هذه المدارس الابتدائية بزيارة لرواق الصالون حيث اعجبوا بتلك الصور المعروضة، و التنظيم الجيد و المحكم المنقطع النظير كون دار الثقافة لولاية الوادي لها باع طويل في تنظيم مثل هذه الصالونات و على مدار إثنتى عشر سنة و هي الآن بصدد التحضير لطبعة الثالثة عشر للعام المقبل (2013)، و يعتبر صالون الوطني للصورة الفوتوغرافية بولاية الوادي " أبو الصالونات " الخاصة بالصورة الفوتوغرافية و الأول وطنيا من حيث عدد الطبعات، كما ذكرت آنفا هو مقبل السنة القادمة على الطبعة الثالثة عشر، مثل هذه المبادرات لفائدة الأطفال تغرس في نفوسهم حب إلتقاط الصور 

و خاصة لكل ما هو جميل في منطقتهم، و لتعمم المبادرة عبر ربوع الوطن 
و التعريف بالمخزون التراثي لكل ولاية و هذا بمثل هذه المبادرات التي تخص فن إلتقاط الصور لكل ما هو جميل في بلادنــــــــــــــــــــــــا الجزائــــر.

أو تلك المبادرة الجميلة و الرائعة و التي أخذت ببوادرها جمعية ثقافية متواجدة بمنطقة الأوراس و بالضبط بولاية باتنة حيث و بالتنسيق مع دار الثقافة لولاية باتنة قدم القائمون على هذه المبادرة لأطفال المنطقة بما فيها 
البلديات التابعة لها و التي تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 14 سنة ما يقارب (1800)  آلة تصوير من نوع ما يعرف باللغة الفرنسية (appareils photos jetables)، و هذا قصد تصوير تراث المنطقة و أخذت هذه المسابقة العنوان التالي " نظرتك على تراثك" حيث مرشح أن يفوز ما لا يقل عن 180 طفل و طفلة ممن حالفهم الحض بالفوز باحسن صورة معبرة عن تراث منطقته 
و التي تقوم لجنة حكم مختصة في التصوير بتعيين باقي الأطفال المصورين الفائزين بغية في عرض صورهم في حصن23 بالجزائر العاصمة، فهذا ما قد حدث بالفعل إذ تم عرض صور الأطفال الفائزين في نفس المكان في حصن23 و التي تمتد شهرة مبناه إلى فترة العثمانيين...

قد يتسائل البعض منا لماذا الأطفال قد خصصوا بمثل هذه المبادرات في فن التصوير؟ فالجواب لا يستحق جهدا فكريا كبيرا أو بحثا معمقا بل ما يستحقه منا فقط هو بعد النظر في رأيتنا للأشياء لا غير، فجوابي هو أن النخبة أصبحت اليوم ترشح الأطفال الصغار حاملي الرسالة بالجيل الواعد فيعتبرونهم خليفة الكبار من بعدهم حيث تعلق آمالها و أمانيها فيهم فهذا بالطبع ليس بالأمر 
الغريب، سأدعم ما تقدم من كلام بقصة واقعية قد جرت أحداثها في الولايات المتحدة الأمريكية، و صانع حدثها هو مدير إحدى كبريات الشركات الأمريكية الذي ذاع صيتها في هذا الكون، و أخص بالذكر كبريات شركات المشروبات الغازية في أمريكا و هي الشركة العالمية للمشروبات الغازية "كوكاكولا"، حيث برمجت في ما مضى حفلا خاصا و قامت بتوزيع دعوى مفتوحة لجميع الناس في أمريكا طالبتا من الأباء و الأمهات إحضار صغارهم، قصد توزيع عليهم المشروبات و خاصة الحلوى التي تحمل علامة المشروب "كوكاكولا"، فلما سأل مديرها العام من مغزى جلب الأطفال لهذه الحفلة التي لها صبغة خاصة بالكبار فرد عليهم قائلا: " أنا ما يهمني في حضور هذا الحفل ليس الكبار فقط لأن الكبار قد تعودوا على مشروباتنا الحاملة العلامة "كوكاكولا" و لكن 

ما أرجوه هو في صغارهم الذي أرى فيهم الجيل الواعد الحامل لعلاماتنا التجارية و أن يتذكروها في اذهانهم من خلال تلك الحلوى التي يتناولونها من حين لآخر و التي تحمل مذاق مشروب كوكاكولا"، أرئيتم ذلك فالحياة رسالة وتعتبر الصورة الفوتوغرافية إحدى أهم قنوات الإتصال في الحياة إذ هي أي الصورة حاملة لرسائل عدة، أما آن لنا في بلادنا أن نفهم ذلك فنحرك ساكنا...    

حدث الساعة: قصر الثقافة مفدي زكريا قبلة للمثقفين و الفنانين المبدعين و خاصة منهم المصورين.. 

يعتبر قصر الثقافة مفدي زكريا المتواجد مبناه بأعالي هضبة القبة، معلما فنيا و ثقافيا و تراثا وطنيا مما زاد للجزائر إشعاعها و هذا لإحتضانه لعدة تظاهرات ثقافية و فنية و ما دون ذلك منها الوطنية و الدولية، حيث إستقطب فيما مضى و لا يزال يستقطب إلى يومنا هذا نخبة من المثقفين 
و الفنانين المبدعين و بالأخص منهم فئة الفنانين المصورين الذين أنتجوا فأبدعوا صنعا...

قصر الثقافة مفدي زكريا ينظم الطبعة الأولى للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة...

في السادس من شهر جوان عام ألفين و أحدى عشر للميلاد، أعطوا كل من مديرة قصر الثقافة مفدي زكريا السيدة محالجية بوشنتوف و المصور الحر عمر صفوان الإنطلاقة الرسمية و التاريخية لأول طبعة من الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة حيث إعتمد فيه المصور الحر عمر صفوان محافظا لهذا الصالون، "موضوع المعرض غير مألوف للجمهور الذي تعود على معارض للوحات التشكيلية، لذا فقد كان الإقبال كبيرا للإطلاع على صور طريفة و غريبة تمثل مظاهر و مفارقات مختلفة في حياة الجزائريين." هذا ما 
جاء في نص المقال الذي كتبه مراسل جريدة "الإتحاد" لدولة اللإمارات العربية المتحدة من خلال زيارته لصالون.. ذاعت أخبار هذا الصالون إلى مما لا يمكن تصوره إذ كتبت عنه جريدة الحياة اللندنية فعنونت مراسلة الجريدة مقالها كتالي: "معرض الصورة غير المألوفة في الجزائر"، ليس هذا فحسب فقد تطرقت 

القناة الدولية فرانس24 لموضوع الصالون و هذا من خلال حصتها " أسبوع في المغرب" حيث تم توثيق و أرشفة هذه المادة الإعلامية بباريس لدى المعهد الوطني للسمعي البصري(INA)، أما عن الجانب الآخر من الصحافة الوطنية تطرقت لهذا الصالون جل الجرائد و اليوميات الوطنية العمومية منها و الخاصة باللغتين العربية و الفرنسية، حيث أغلب هذه الجرائد الوطنية أدمجت موضوع الصالون  على صفحاتها الثقافية و هذا من خلال تلك الأرمدة الهائلة و المنقطعة النظير لعدد الكتابات و المقالات الصحفية التي حررت من حين لآخر، و منها من جعلت من هذا الصالون حدثا وطنيا بارزا على صفحاتها الأولى و الثانية و الثالثة، و أخص بالذكر هنا جريدة ألجيري نيوز الطبعة التي تصدر باللغة الفرنسية فقد خصصت صفحتيها (2) و(3) كاملتين لطبعة الأولى للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة، أما الطبعة التي تصدر باللغة العربية "الجزائر نيوز" فقد تطرقت للطبعة الثانية للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة و هذا على صفحتها الثقافية إذ عنونت كاتبة المقال منال بلعلة مادتها الإعلامية على النحو التالي: "حتى تسترجع الفوتوغرافيا مكانتها – الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة من 6 إلى 30 جوان"، إلى جانب الصحافة المكتوبة حضرت و سائل إعلام أخرى المسموعة منها و المرئية العمومية و الخاصة، حيث الملفت للإنتباه الحضور و لأول مرة في هذه الطبعة الثانية من الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة لقناة الخاصة "الشروق تي في" التي تعتبر مولودا إعلاميا جديدا في الساحة الإعلامية الجزائرية...

وكالة الأنباء الفرنسية  (AFP)تهتم بالصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة..

من بين زوار الطبعة الثانية للصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة الذي تم تنظيمه بقصر الثقافة مفدي زكريا، إذ سجل الحضور القوي لوكالة الأنباء الفرنسية و هذا من خلال مراسلتها بالجزائر السيدة بياتريس خديج هذه الأخيرة كانت حاضرة يوم إفتتاح الصالون رفقة مصور الوكالة (Caméraman) حاملا معه آلة التصوير الكاميرا المحترفة حيث قامت مراسلة الوكالة خلالها بتوثيق كل كبيرة و صغيرة في هذا الصالون، بعض الصور من إمضائي شاهدة على إحترافية و إهتمام الإعلام الدولي بمثل هذه الصالونات و خاصة لما يتعلق الأمر بالصورة...

بعد نجاح هذه الطبعة الثانية و بامتياز فإن منظمو الصالون الوطني للصورة الفوتوغرافية الطريفة يتفاءلون خيرا بالطبعة القادمة... 

و في انتظار ذلك يمكن للمهتمين بعالم الصورة الفوتوغرافية عامة و الصورة الفنية خاصة حضور الطبعة الخامسة لصالون الخريف و الذي ستكون إنطلاق فعالياته بقصر الثقافة مفدي زكريا بداية من آواخر شهر أكتوبر من عام ألفين و اثنى عشر للميلاد، كما ستكون الصورة الفنية حاضرة خلال هذا الصالون ضاربة لكم معها موعدا، فكونوا في الموعد...           

أختم مساهمتي بهذه العبارات...

" لا تدع مكانك فارغا، بل املئه بما هو طيب و جميل فيرضيك، فان لم تفعل ذلك فسيأتي من يملئه عنك بما لا يرضيك "  
محمد بونيل
فنان مصور فوتوغرافي و كاتب مساهمات فنية و أدبية/الجزائر

البعث ومشكلة ملايين العراقيين/ كفاح محمود كريم

    لا نعرف إن كانت استقالة السيد رافد جبوري الناطق الرسمي باسم رئيس مجلس وزراء العراق استقالة أم إقالة، خاصة وانه قد تعرض إلى حملة مسعورة من ماكينة دعاية من ينافس السيد عبادي على الكرسي ويريد إفشاله، رغم إن كثير منهم كانوا أعضاء فاعلين في حزب البعث، والأكثر غرابة إن العديد قد طالبوا العبادي أو على اضعف الإيمان السيد جبوري الاعتذار من الشعب العراقي لهذه الجريمة النكراء، فعلا هزُلت وشر البلية  ما يضحك حتى البكاء، من هذه المزايدات الرخيصة التي تستخدمها الطواقم الدعائية لأفشل إدارة عرفها العراق في تاريخه، والتي أدخلت البلاد طيلة ثمان سنوات في متاهات التخلف والكراهية والأحقاد والطائفية المقيتة والإفلاس المخزي لبلاد أنتجت خلال نفس الفترة ما يزيد على سبعمائة مليار دولار، مستخدمة وسائل ومفاتيح غرائزية لإشاعة الأحقاد والفتن كما فعلت وما تزال تفعل في حملتها المشينة ضد الكورد تارة وضد السنة تارة أخرى، ولا يفوتها أيضا التنكيل والتشكيك بالقوى الشيعية الوطنية التي رفضتها ورفضت هيمنتها وتسلطها.

     لقد حكم حزب البعث العراق ما يقرب من أربعين عاما حتى أصبح ظاهرة اجتماعية في معظم العراق خارج إقليم كوردستان، وضم بين أجنحته وتنظيماته مختلف الشرائح والطبقات والمستويات والمكونات، ولم يبقَ طفلا تجاوز التاسعة من عمره إلا وكان في منظمة الطلائع البعثية، كما لم يتخلف فتى عن منظمة الفتوة وكذا الحال في منظمة الشباب، ومنها صعودا إلى طلبة المتوسطات والثانويات والمعاهد والجامعات، إلا وقد استقبله زبانية الاتحاد الوطني وفرضوا عليه الانتماء راضيا أو مجبرا، إلا اللهم القلة القليلة التي لا تخضع للقياس العام، كما يعرف العراقيون جميعا من الذين ما برحوا أراضيهم والتصقوا بها، إن ما من طالب وصل الجامعة أو طلب دراسة عليا في الماجستير أو الدكتوراه إلا وفرضت عليه البعثية كما تفرض الضرائب، فهل هذا يعني إن كل هؤلاء مجرمين وخونة وعملاء وغير وطنيين!؟

     اتقوا الله أيها الناس فقد كان في حزب البعث رجالا ونساءً ترفع لهم القبعات، لا لكونهم بعثيين بل لتربيتهم وأخلاقياتهم ومواقفهم النبيلة، وليتذكر كل منا في موقعه أو محلته أو مكان عمله، كم منهم كان له مواقف لا تنسى، ولعله من باب الوفاء أن اذكر  اثنين ساهما في إنقاذي من الإعدام في سجن الأحكام الثقيلة في بادوش ليلة 27-28 آذار 2003م، ولم يكونا من الكورد أو من البيشمركة، بل كان احدهم عربيا شمريا يعمل قاضيا لأمن محافظة نينوى والثاني تركمانيا ونقيبا لأمن الدواسة في الموصل، وكليهما عضوين في حزب البعث، ولو كانت قيادتهما قد شعرت بهما وما فعلوه من اجل إنقاذي، لأعدموهما قبلي، فكيف لي ولغيري من ملايين العراقيين أن ينسوا مواقف لرجال ونساء في تلك الأيام الحالكة، ممن كانوا محسوبين على البعث وظيفيا، وعلى الشعب أخلاقيا؟
     هل يستطيع على أيام صدام أي فنان تشكيلي أو مسرحي أو غنائي إن يكون خارج السرب إلا في المنافي؟ وهل كل الناس كانت تستطيع أن تختار أو ترحل إلى المنافي؟ هل يعقل هذا أيها الناس لكي نأتي ونزايد على رافد جبوري وغيره؟
     لماذا التقط المالكي وفريقه جنرالات البعث وكوادره الأمنية والإعلامية والدعائية، وأعتمدهم في مكاتبه القيادية بحجة تزكيتهم أو سيناريو ازدواجيتهم في الانتماء!؟
     وهل علينا أن نطلب الاعتذار من كل هؤلاء لكي يعتذر رافد جبوري الخلوق والشجاع والمثقف؟ 
     فإذا ما اعتمدنا هذه القياسات في التعامل مع كوادر الدولة العراقية فسنحتاج إلى اعتذار الملايين أو إقالتهم كما حصل مع المغدور به الأستاذ رافد جبوري، أنها فعلا جزء من مسخرة العراق ومخازي من يحكمون هذه البلاد الموبوءة بالنفاق والازدواجية التي تقودها إلى التقهقر والتخلف والانهيار، بينما أعطى إقليم كوردستان وقيادته متمثلة بالرئيس مسعود بارزاني وجلال الطالباني وقادة الأحزاب الكوردستانية مثالا إنسانيا راقيا قبل ربع قرن من الآن، أي بعد انتصار انتفاضة شعب كوردستان في ربيع 1991م وانتخاب أول برلمان كوردستاني في تاريخ كوردستان والعراق، حيث اصدر الرئيس بارزاني باسم قيادة كوردستان وشعبها قانونا للعفو العام شمل كل أتباع نظام صدام حسين بكافة تسمياتهم وتشكيلاتهم وأفواجهم حتى تلك التي حاربت الثورة، بشروط ترك الماضي والتوجه لبناء كوردستان مع قيادتها وشعبها، وخلال سنوات أثمرت تلك الأخلاق الرفيعة والقيم العليا فأصبحت كوردستان زهرة العراق والشرق الأوسط وملاذا أمنا لملايين العراقيين على مختلف مكوناتهم العرقية والدينية والمذهبية.

الحُلة الخضراء/ محمد محمد علي جنيدي

أسرع إليه فجرا، وقال له: قم من نومك، فرد عليه: لم أنم، وكيف تغفل عين مظلوم في بلد تنسب الجريمة فيه إليه ليبرأ منها ظالمه!،... وانطلقا وحين سئل لحظة تنفيذ الحكم: ألديك وصية أو حاجة، فرد ثابتا: أما بكم.. فلا، ثم رفع رأسه داعيا ربه: اللهم يا من لا يضيع الحق عندك لا تمهل من بعدي الظالمين، واجعلهم عبرة لمن شاء أن يعتبر،... الحمد لله الذي جعل آخر عهدي بالدنيا لباسكم هذا، وأبدلني بحُلة خضراء،.. الآن ألقى النبي وصحبه...
 – مصر

كأسُ الهَوَان ِ لِمَنْ يَهُونُ/ حاتم جوعيه


   كم ْ منْ  وَضِيع ٍ آبِق ِ        ومُمَخْرَق ٍ    ومُنافِق ِ       
   نالَ الوظائِفَ  بالخَنا          بفسادِه ِ    المُتَدَافِق ِ      
   فجَوَائِزُ الإذلال ِ" ِللْ          َفسَّادِ "  ثمَّ  السَّارق ِ    
   الكُلُّ    يَقرَع ُ   بابَهَا          والحُرُّ  ليسَ بطارق ِ        
   والحُرُّ يُحْرَمُ  مَنحَهَا          لنِضالِهِ     المُتَلاحِق ِ        
   لِكَرَامَةٍ  فيهِ   سَمَتْ           لِثَباتِه ِ   المُتَلاصِق ِ    
   قدْ نالَهَا المَعْتوُهُ والْ          مَأجُورُ دونَ  عوائِق ِ      
  هذا زمانُ الزِّيِفِ فِي          هِ  الجَوُّ  ليسَ  برائِق ِ        
  هذا  زمانٌ صارَ  لِلْ          أوْباش فضْلُ  السَّابِق ِ       
   فيهِ غدَا الأذنابُ أسْ          يَادًا   هُنا   لِسَوَابِق ِ     
   وهُمُ العَبيدُ ، ولونُهُمْ          إنْ  لمْ  يكُنْ  كَأفارِق ِ     
  هُمْ  قدْ عَنَى "مُتَنَبِّىءٌ"        في هَجوِ عبدٍ  غامِق ِ      
   " كافورُ" مَخْصِيُّ القصُو       ر ِعَلا بفضل ِ مَآبِق ِ       
   هُمْ للخُنوع ِ  وللخُضُو       ع ِ  لِكلِّ خِزْي ٍغاسِق ِ     
  " إبليسُ" مع  زُمَرِ الفسَا       دِ   يظلُّ  خيرَ  مُعَانِق ِ     
   والنذلُ  في هذا الزما        ن ِ كلامُهُ  من  شاهِق ِ    
   كلُّ  الجوائِزِ دونَ  نَعْ         لِي... لن  أدينَ  لآبق ِ        
   ما  للصَّحَافة ِ لا   تُعَا       لِجُ  منْ  أسَانا الحارِق ِ      
   هيَ للتجارة ِ   والدَّعا       رَة ِ...  للقَذا   المُتَدافِق ِ     
   هيَ   للقذارة ِ    ِمنبٌَر       ولكلِّ     وغدٍ    فاسِق ِ    
   وتُوَظِّفُ المَعْتوُهَ والمأجُورَ والمُختَلَّ...لا  للصَّادِق ِ     
   مَنَعُوا البلابِلَ  شَدْوَهَا       تَرَكوُا  المَدَى   للناعِق ِ  
   كمْ منْ خؤوُن ٍ أشهَرُوا     هوَ    كالحِمار ِ  الناهِق ِ   
   والحرُّ     مَنسِيٌّ    هُنا       يُزْوَى   بِرُكن ٍ  خانِق ِ     
   الحُرُّ    يَكنِزُ    للفضا       ئِل ِ   ،   قلبُهُ    للخالِق ِ
   أمَّا   الخَسِيسُ  فسَعْيُهُ        للمال ِ     كالمُتََحَامِق ِ    
   لا عاشَ مَنْ  باع َ الكرَا      مَة َ...  شعبَه ُ  للمَارق ِ    
   فعلى الخَؤوُن ِالمُختَزِي      كمْ   من   أبيٍّ   باصِق ِ      
   كاسُ الهَوَان ِ لِمَنْ  يهُو       نُ   وَلَنْ  أكوُنَ  بذائِق ِ     
   إنِّي سَأمضي في طري       ق ِ الحقِّ  دونَ مُرَافِق ِ    
   كلُّ  الوظائِفِ دونَ  نَعْ        لِي  لا   أدينُ   لِحانِق ِ    
   لا...  لن   أبالي    للطُّ        َغاةِ...لكلِّ ظلم ٍ ماحِق ِ       
   وهمومُ شعبي  صِغتُهَا         شعرًا   بليل ٍ  بارِق ِ      
   أترِعْتُ من كأس ِالهُمُو    م ِ..غَصَصْتُ مثلَ الشَّارق ِ     
   شعري   لِمَأساةِ   البلا       دِ   يظلُّ   خيرَ  الناطِق ِ      
   شعري يُجَسُّدُ حُلمَ  شعْ        بي  ،  هَمُّهُ   بمَهَارقِي     
   آمالُ    شعبي   أيْنَعَتْ        في روض ِحُبِّي الباسِق ِ   
   أرسَلتُ  شعري   للأبا        ةِ  وكَمْ  نشَرتُ  بيارقي    
   وفَرَشتُ  هُدبي  للعِطا        ش ِ، لهُمْ مَدَدْتُ نمَارقِي    
   هذي   زنوُدي    للكفا      ح ِ.."مناجلي ومطارقي"       
   غيري على الكرماء ِ وال      نُجبَاءِ  ما   مِنْ   فائِق ِ    
   هذا     طريقي    للعُلا        إني    لهُ     كالعاشِق ِ     
    نحوَ   التحَرُّر ِ والتَطَوُّ       ر ِ كمْ  أرى  من  وامِق ِ     
    بيتي   منارُ   المُبْدِعِي        نَ    لِكلِّ    َفذٍّ    حاذقِِ ِ    
    َمنْ   يَبْتغِي  نورَ العلو       م ِ  يرَ الهُدَى  بسَرَادِقِي     
    وأنا الذي بهَرَ   الجَمِي       ع َ   بكلِّ   فعل ٍ خارق ِ    
    قالوا  ، هنا ،  بعطائِه ِ        ما   مثله ُ   من   غادِق ِ    
    وأوَارُه ُ      متَأجِّج ٌ         ضربَاتُه ُ   كصَواعِق ِ      
    أنا شاعرُ الشعراءِ  رُغ ْ       مَ     تآمُر ٍ   لِشَرَانِق ِ    
    خَسِئَتْ  خفافيشُِ  الظ      لام ِ فلَنْ  تمسَّ شوَاهِقي    
    ورسالتي لا ظلمَ... لا         إجحافَ ...لا  من عائِق ِ    
    لا... لن أطَاطِىءَ هامَتِي      إلا    لِرَبِّي ...  خالقِي    
    لا  لن أكونَ سوى  لشَعْ       بي... حُبُّهُ   في  خافقِي        
           
     ( شعر : حاتم جوعيه -  المغار – الجليل- فلسطين )

ما كنتُ أتصور يومًا/ الأب يوسف جزراوي

حلّقتُ على متنِ الطائرة  الى كثيرٍ من العواصم ِوالدول، طفتُ بها شرقًا وغربًا، ولكنّ، لَكَم حلمتُ  اليومَ أنْ اكونَ على متنِها وهي تقلني على اجنحةِ السرعة إلي حُبّي الأول والأخير بغداد. تلك العاصمة التي سمّرت حبّها الأبدي في ضلوعي.  وابوح لكم بسرٍ، إنَّ هاجسًا غريب ينتابني كلّما استقل الطائرة، فلا أعد اقوى على النوم، هاجسًا يفسد عليَّ متعة الرِحلة، اهرب منه إمّا بالمطالعةِ أو الكتابةِ أو الإستماع إلى الموسيقى، وقد يعرف العارفون أنَّ للموسيقى لغة تفوق لغة الكلام.
وحين عرجت الطائرة إلى الأجواء العراقيّة (الموصل واربيل)  بعد أن اقلعت  من مطار دبي للوصول إلى إسطنبول، تطلعت بشغفٍ من نافذة الطائرة إلى الأسفل، عسى أن أحَضِن بلدي بناظريّ. توقفت فجأة عن التحديق باجواء بلدي، وطالعتني مضيفة منحتني مجلة اعلانية، تطلعت في صفحاتها فوجدتُ إعلانًا، فكان كمقصٍ فتح فيَّ جرحًا لم يندمل بعد، الإعلان يقول: رحلات سياحية إلى أبو ظبي، حلب، بغداد، عمان، المغرب. وغرقت مع ذاتي في حديثٍ وتساءلت: ترى الم يسمع هؤلاءِ عن سقوط بغداد في 9 نيسان 2003؟ الم ييشاهدوا ما حلَّ ببغداد من دمار حتّى اصبحت حطام؟ عن أيّة سياحة يعلنون؟! أم تراني أنا ركبت طائرة في زمن مغاير، ورجعت بي الأيام إلى ما قبل الحرب؟. هل تناسوا رعونة الاحتلال ووحشية الارهاب واستهتار الساسة الدخلاء وهجمات داعش البربرية؟ فهؤلاءِ برمتهم غمسوا رماحهم في جسد بلدي وعاصمتي. وهمست في سرّي قائلاً: ربّما هذا الإعلان كي يذكّر السواح العراقيين أنَّ لا حق لهم في السياحة، بينما العراق يحترق على محرقة الساسة وعراكهم على المناصب أكثر دموية من عراك الديوك. وقد لا اذيع سرًّا إذا قلت: في بلدي محكوم على المرء بالإعدام مع وقف التنفيذ! وإلا ماذا؟ نقاط تفتيش، حواجز امنية، صبات كونكريتية، اختناقات مرورية، بطالة إنسانية، قحط في السلام والامان، الشعب يناضل من أجل اللقمة والعيش، يسعى بكلّ جوارحه إلى حياةٍ فيها الكرامة والسلام والازدهار. ولكن على ما يبدو أنّ المرء العراقي  ما عليه سوى الأختيار عاجلاً أو آجلاً بين الصمتِ أو الهروب من بلده.
تلك المجلة كانت كمن دلق النار في اعماقي، وفجأة غابت الشمس من داخلي، وتخيلت لوهلة كيف إنطفأت الأنوار في ازقة بغداد حتّى غدت مظلمة وموحشة، حيث التماثيل تنوح والدموع تهطل من عيونها الحجرية، والخرائب التهمت الحدائق الخضراء، والقمر لم يعد شاعر الفرات، شأنُه شأن الشمس التي حجبت اشعتها عن دجلة، حتّى زنابق الحقل ذبلت، وورود الجوري دُهست، بعد أن تحول طائر الحُبّ إلى نسرٍ جارح. فالجثث في الشوارع والموتى بلا قبور، وآثار المتاحف تستنجد عيون الاطفال الذين يرشقون كبار الساسة بنظرات تأنيب، بعد أنْ قتلوا الحبّ وولّدوا الحقد، ووقفوا مكتوفي الأيدي إزاء خراب الحضارات والعبث في بيوت الله وهدم مباهج الإنسان؛ فالذي حدث ويحدث الآن في بلدي وعاصمتي لم يتخيله العراقي حتّى في أسوأ كوابيسه! إنها الحكاية نفسها تتكرر وتلاحقني في حلي وترحالي.
وما أن حلقت بنا الطائرة فوق أجواء الموصل الحدباء، حتّى ارتجت بنا الطائرة جرّاء مطبات جوية، واهتززتُ بدوري على مقعدي في الطائرة، ترنحتُ كرجلٍ مطعون بخنجرٍ استقر في احشائه.  وعلى انغام موسيقى أنور أبو دراغ كتبتُ هذه الخلجة عن عروس العواصم بغداد، فلقد اعتدتُ أن ادونَ للقرّاء ما أتصيده وأستفيد منه خلال تجارب الحياة وفي السفر كأدبٍ للرحلات، ولا ضير من ذلك، فأنا من طينة الذين يرون الحدث، فيوحي إليهم بالفكرة والموضوع. الخلجة عنوانها: ما كنتُ أتصور يومًا!  ومفادها:
يوم أغتصبَ الأمريكان شوارع بغداد الجميلة، تنفس العراقيون الصعداء من نظامٍ كاد يخنق أنفاسهم، فتنعموا بالحرية التي أفتقدوها في الأمس الأليم. ولكن يا حرية ما اكتملت؛ فلقد عاصرتُ تلك السنوات الدامية عن قربٍ وأختبار، ورأيت بأمِّ عيني كيف كانت محبوبتي بغداد تحتضر على يد جنود الاحتلال، وتزهق روحها بفعل تنظيمات القاعدة وعصابات الأرهاب، وهم يطفئون أضواء مدينتي الجميلة المضاءة بنور الثقافات، التي من تربتها جُبلت، وفي مدارسها ترعرت، ومن مثقفيها نهلت العلم وأرتويت المعرفة، وفي أرضها الطيبة توارى والدي رحمه الله عن أنظارنا. ولا أعلم أيّة حيرة كانت تنتابني وأيّة غصّة تحل فيَّ يوم رأيتهم يعبثون بملامحها ويشوهون تاريخها عن سابق اصرار، ويستهدفون عقول أبنائها، ويلوثون عطر ورودها برائحة البارود والمفخخات. 
وما زالت بغداد إلى يومنا هذا تنزف، ولا يزال بلدي يحتضر على يد طاعون العصر (داعش)، راقدًا في غرفةِ الانعاش بسبب رعونة الساسة وسياساتهم المسمومة بعد أن جرهم الترف، فضلاً عن اطماع بعض بلدان الجوار ومخططات الدول العظمى، إذ من خصائص الحياة السياسية في بلدنا أننا لا نستطيع أن نجدَ فيها عهدًا خاليًا من المساوئ والأزمات.
وعندما دشنت العمة أمريكا والساسة الجدد "الربيع الدموي" في بلدي، بحجة الديمقراطية والحرية، بارح الكثير من العراقيين أرض أجدادهم مُكرهين، منكوبين. فما كنتُ أتصور يومًا أنّني ساكون مواطنًا في بلدٍ سوى وطني العراق؛ حيث أهلي وشعبي وكنيستي ولغتي واصدقائي وأساتذتي وكلّيتي ومكتبتي وشاهد قبرَ أبي.
أجل ما كنتُ أتصور يومًا أنّني سأكتبُ عن العراق من خارج حدود العراق. إنّها محنة بلد وأحزان شعب ورعونة ساسة ما كنتُ اتصورها يومًا.

وقاحةٌ نووية إسرائيلية وصفاقة دولية مقيتة/ د. مصطفى يوسف اللداوي

يستضيف الكيان الصهيوني مؤتمراً إقليمياً لمناقشة تداعيات انتشار الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط، ومخاطر امتلاك دولٍ "مارقةٍ" لها، وللبحث في أفضل السبل وأكثرها نجاعةً لمنع ومراقبة أي تجارب نووية جديدة تجرى في المنطقة، وقد دُعيت إلى المؤتمر دولٌ عربية وأخرى غربية، بالإضافة إلى خبراء ومختصين من الولايات المتحدة الأمريكية، ولفيفٍ من السياسيين والباحثين والإعلاميين الكبار، الذين يتابعون تفاصيل الملف النووي في منطقة الشرق الأوسط، والذين يؤمنون بضرورة بقائها منطقةً خالية من أسلحة الدمار الشامل فيما عدا دولة الكيان الصهيوني، التي تفرض برأيهم طبيعة ظروفها، والتحديات التي تواجهها، والأخلاقيات الدولية المسؤولة التي تتمتع بها الدول الكبرى، ضرورة استثنائها من الحظر.
تريد الحكومة الصهيونية من هذا المؤتمر أن يؤسس لرابطة إقليمية تعنى بالشأن النووي، وتؤمن بوجوب عدم اقحام المنطقة في أتون سباق نووي محمومٍ، وتضع مع غيرها من دول المنطقة خططاً وبرامج مشتركة، وتنظم آليات المتابعة والمراقبة، وتجري مناورات مشتركة لمواجهة أخطار التسرب النووي، وتعمل على كشف وفضح التجارب النووية التي تجرى في المنطقة، وتعرض أمنها وسلامتها للخطر، وذلك من خلال تبادل الخبرات، والاستفادة من الأجهزة الدقيقة والحساسة، التي من شأنها فحص وحساب درجة الإشعاع النووي في الهواء والماء والفضاء، والمساعدة في جمع عيناتٍ من التربة والمياه من مناطق الاشتباه النووي، لفحصها مخبرياً، وتسليم نتائجها إلى الوكالة الدولية للطاقة النووية، بالإضافة إلى توصياتها الخاصة بكيفية التعامل مع الدول الطامحة لامتلاك قدراتٍ نووية.
تدعي الحكومات الصهيونية بكل بجاحةٍ وسفور أنها دولة عاقلة، وأنها لا تتهم بالجنون أو التهور، وأنها مسؤولة وحكيمة، ولا تسمح لمتطرفين بالسيطرة على السلاح، ولا بالتحكم في قراره، وأنه يخضع لسلطة رئيس الأركان ورئيس الحكومة، وأنها لن تستخدم السلاح النووي في إحداث كارثة نووية كبيرة في العالم، ولن تلجأ إليه إلا مضطرة، وقد لا تستخدمه إلا تلويحاً، فهي تعرف مضاره ونتائجه، وعواقبه وما يترتب على استخدامه من آثار بعيدة المدى، لذا فهي تتسلح به فقط لحماية نفسها، ومنع الآخرين من الاعتداء عليها، وهو بالنسبة لها سلاح ردعٍ وترهيب، تلوح به ضد خصومها لئلا يحاولوا المس بها أو إيذاءها.
بوقاحةٍ وبجاحةٍ وسماجةٍ وسفالةٍ وقلة ذوق، واستهتارٍ واستخفافٍ بالقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى جعل منطقة الشرق الوسط فيما عداها منطقةً خاليةً من السلاح النووي، ومن جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، البيولوجية والكيميائية والتقليدية، وتطالب المجتمع الدولي والدول العظمى بضرورة منع دول المنطقة من امتلاك تقنية إنتاج القنابل النووية، وتطالبها بضرورة إلزامها بعدم السعي لامتلاكها، إنتاجاً أو شراءً، والزامها بوجوب إخضاع كافة مؤسساتها العسكرية والمدنية لهيئات المراقبة الدولية المختلفة، ومنها وكالة الطاقة النووية، التي تقوم بعمليات تفتيشٍ دورية، نظامية وفجائية، للعديد من دول المنطقة، ولكنها تستثني الكيان الصهيوني بعلم وموافقة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية، ولا تقوى على إلزامه، ولا تستطيع دخول مؤسساته العسكرية، ولا مفاعلاته النووية، ولا تتلقى من حكومته أي تقارير دورية أو فصلية عن أنشطتها النووية.
يعتقد الكيان الصهيوني أنه يحق له وحده في منطقة الشرق الأوسط أن يمتلك السلاح النووي، وأن يحصن نفسه بمختلف أنواع الأسلحة التقليدية والفتاكة، الهجومية والدفاعية، القادرة على الصد والدفاع، والترهيب والترويع، والاستباق والمفاجئة، والإحباط والصدم، لمنع أي دولة من دول المنطقة من التغول عليه، أو محاولة تهديد وجوده، أو المساس بأمنه، إذ أنهم وكيانهم يحاطون بدولٍ معادية، وشعوبٍ لهم كاره، ولوجودهم رافضة، ويسعون لاستئصالهم وإنهاء كيانهم، وشطب دولتهم والحلول مكانهم، ويستشهدون بالتاريخ الحديث أن الدول العربية المحيطة بهم تبادر لحربهم، وتعد لقتالهم، وتدعم أي مقاومة ضدهم، وتساعد القوى التي تهدد وجودهم وتقاتل جيشهم، وتعتدي على مواطنيهم ومستوطنيهم.
الكيان الصهيوني لا يفتأ يخاطب المجتمع الدولي كله بالالتزام تجاهه بسياستين ضابطتين دائمتين لا تتغيران ولا تتبدلان، تلتزم بهما الحكومات، وتورثها لمن يستلم الحكم من بعدها كثوابتٍ والتزامات، الأولى سلبية، وتعني التزام المجتمع الدولي كله بمنع امتلاك أي دولةٍ تصنف معاديةً للكيان، أو من المحتمل أن تكون يوماً معادية له، في الإطار القريب أو البعيد جغرافياً، أو أن سلطتها المركزية ضعيفة، مما قد يسرب أسلحتها وأسرارها النووية إلى منظماتٍ إرهابيةٍ ومجموعاتٍ أصوليةٍ متطرفة، تشكل خطراً كبيراً على الكيان الصهيوني والمجتمع الدولي كله، وتجعله عرضةً لهجماتٍ غير منضبطة من قوى المقاومة على اختلافها.
أما الالتزام الثاني الذي هو إيجابي الشكل والجوهر، فينص على تمكين الكيان الصهيوني من امتلاك مختلف أنواع التقنية النووية العالية، وتزويده بجميع المعلومات والبيانات والمعادلات العلمية الجديدة التي من شأنها تطوير القدرات النووية، وجعل أسلحته دقيقة ومباشرة، وذات أضرارٍ جانبيةٍ أقل، فضلاً عن تزويد جيش الكيان بصواريخ قادرة على حمل رؤوسٍ نوويةٍ استراتيجيةٍ، ومدافع نووية، بالإضافة إلى غواصاتٍ حديثة قادرة على حمل صواريخ نووية، وتستطيع الإبحار عميقاً وبعيداً في بحار ومحيطات المنطقة، بما يجعلها قادرة على توجيه ضربةٍ أولى استباقية وقائية، أو ثانية انتقامية وثأريةٍ ضد من يعتدي عليها في المحيط القريب أو البعيد.
للأسف فإن المجتمع الدولي المصاب بالعمى، والذي يتعامل بمزاجيةٍ وازدواجيةٍ، يصدق الرواية الإسرائيلية ويؤمن بها منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد أرسى قواعدها قادةٌ كبار، وعلى رأسهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهم قادة الدول الكبرى في العالم، الذين يعتقدون بمظلومية الكيان وأحقيته في أن يكون قوياً ومالكاً لأسلحةٍ رادعةٍ وفتاكة، ولهذا فإنهم لا ينفكون يزودونه بما يريد، وينصتون له عندما يشكو، ويلبونه إذا طلب، ويؤمنونه عندما يبدي خوفه، ويسرعون إليه لتطمينه والتخفيف من روعه، فيزودونه بالمزيد، ويعطونه الكثير، في الوقت الذي يشددون فيه على الآخرين ويقسون عليهم عقاباً وحصاراً، ويمنعونهم من حقٍ هو لهم مشروعٌ ومكفول.

برلمان العشوائيات/ الدكتور ماهر حبيب

محدش خد باله من الخيبة إللى مستنيانا فى برلمان الندامة إللى أتمنى أن لا نراه على أرض الواقع لأن لو علمتم الغيب لتمنيتم الواقع والواقع إللى إحنا عارفينه أو بنتجاهله أحسن من المصيبة إللى مستنيانا وخصوصا بعد أن عملنا إختراع وزن الكرسى  الإنتخابى فى تقليد أعمى لما تفعله امريكا والعالم المتقدم حيث هناك ناخب بيعرف يقرا ويكتب ويتثقف  ويعرف الألف من كوز الدرة عكس الناخب المصرى الذى به متعلمين يحملون شهادات مضروبة ولا يعرفوا هل تقع مصر فى أفريقيا أم فى أمريكا الجنوبية ده غير إللى بيحطوا لهم رمز الكنكة علشان يفرقوا بين حنكش وحرنكش

معرفش ليه محدش إنتبه إن الكرسى أبو 150 ألف ناخب بغض النظر عن ثقافتهم وعن كم إنتشار التطرف فيه وكم الجهل وساوت بين حملة الدكتوراة وبين من لا يقرأ ولا يكتب وبين من يؤمن بمصر ومصريته وبين من يعتبر مصر قطعة أرض  وتراب عفن ليس له قيمة وحا تسألونى ليه باقول كده ؟حا أقول لكم وبمنتهى الصراحة ولو أن الصراحة بتوجع زى موضوع فيلم أرض النفاق.

طبعا مصر أصيبت بفيروس العشوائيات حيث ينتشر الفقر والجهل والمرض والتطرف فقامت لدينا جمهورية أمبابة السلفية وإمبراطورية بولاق الدكرور العشوائية ويقطن تلك العشوائيات فقراء فى كل شيئ وليس لديهم عملا يرتزقون منه ولكن هناك من يوعدونهم بالجنة يلعبون بعقولهم حتى تحولوا إلى مجرد عرائس ماريونت تحركها جماعات من خلف الستار بالحلال والحرام  ومن بين ما تم زرعه فى عقولهم البسيطة هى أن تحديد النسل حرام والعيل بييجى برزقه وأن تحديد النسل مؤامرة للقضاء على إمبراطوريتهم المزعومة وأن كثرة الخلفة سند لهم ولأمتهم ( وليس بلدهم مصر) فتسابق الجهلاء يزربون العيال بلا ظابط ولا رابط  فأصبحت العيلة تحتوى على 9 أو 10 فقراء يسالون الله حق النشوق يحترفون الشحاتة أو العيش بإنسحاق الفقر ولا ينظرون أبعد من أنوفهم فصار التعليم ترفا وأصبح الإرتقاء بمستوى المعيشة نوعا من الكفر لأن الأغنياء كما زرعوا فى عقولهم شياطين سيذهبون للنار بينما الجنة هى للفقراء والجهلاء

وجاء الدستور المشوه والقاصر فكريا برهامى النزعة بكار النظرة ومخيون المشاعر لخلق ما يسمى الوزن الإنتخابى للكرسى البرلمانى ليساوى بين بولاق الدكرور و القاهرة الجديدة والرحاب ومدينتى دون النظر لأى إعتبارات غير العدد إللى فى الليمون  لنجد أن إمبابة لها 4 برلمانيين وللعجوزة والدقى كرسى برلمانى واحد ليخرج عشوائى بولاق الدكرور ليصيروا أغلبية برلمانية بينما مثقفى الزمالك والدقى أقلية ليس لها صوت على الإطلاق وبنفس القياس نجد أن الأماكن المزدحمة بالفقر ستحكم البلاد ولن يكون لمثقفى هذا البلد دورا يذكر إلا إذا كان المقصود هو إنتخاب معاقين عقليا لا يعرفون من السياسة إلا سياسة نجاح الموجى فى مسرحية المتزوجين أن ياخد الزبون بالسياسة فيعكمه الكندوز على إنه بتلو

هل سننتظر حتى يأتى لنا أرباع المتعلمين والذين يدوبك بيفكوا الخط ليكونوا هم برلمانى مصر الحديثة أم سيعاد النظر ويتم إعادة تقسيم الدوائر بالمساواة يعنى نساوى بين بولاق الدكرور وإمبابة وبين الزمالك مصر الجديدة  فليس من العقل أن نمنح الأميين أضعاف حقوق المثقفين  ولو أصريتم على موضوع الكرسى إللى بالكيلو فعلينا أن نغير إسم البرلمان من برلمان الشعب المصرى لإسم برلمان العشوائيات والمثقفين يمتنعون

الدكتاتورية القديمة والبيروقراطية الحديثة/ حسين محمد العراقي

الديكتاتورية .....
كلنا أمنية و تمني  كشعب  عراقي  أن  يأتي التاسع من نيسان 2003   لينتصر الخير على الشر وينتصرحُلم  الفقراءلأننا عانينا من إيلام ومواجع  الديكتاتورية وحكم  الفرد والحزب الواحد  ولانريد  نقفز  على الحقائق علماً تجرعنا  منها (((الدكتاتورية ))) وشربنا سم الزعاف كعراقيين مظلومين  ومحرومين ومنهكين  ومشردين  من وطننا  بسبب الحروب العبثية التي أفتعلها  ديكتاتور العراق صدام حسين وكانت  الخسائر لا تعد ولا تحصى من ناحية البشر  وتبلغ   أكثر من مليون   إنسان عراقي  أما  الأموال  من  الطرفين  التي هدرت  فحدث ولا حرج  وأصبحت ثمن باهض على جلد  الشعب العراقي الذي يسدد بها   لحد يومنا  هذا  ويدفعها لحكومة الكويت وحكومة  إيران الله  لايسامحهم وبالنهاية  الشعبين  هم الضحية الأولى  بسبب الحرب العراقية الإيرانية  التي بدأت في  عام  1980 وأنتهت  8  آب 1988  ومن  ثم  ذهب صدام  حسين  لغزو الكويت  في الثاني  من  آب عام  ال 90  وسرق ونهب أموال  حكومة الكويت  وشعبها وقتل الكثير منهم وكان تعامل الدكتاتور وسيد الأخطاء  أعلاه بالضغوط السياسية  على شعبه  وبنى وشكل سياسته  على  الخوف الرعب  القلق   و على أثرها  ضقنا الأمرين  من خلال  تصرفه  الصبياني  ومن  ثم  جاء   بنا إلى الحصار الجائر في التسعين   لحين سقوطه    في  التاسع من نيسان  أعلاه كنا وما زلنا  وسنبقى نتذكره كشعب  عراقي  طالما نحنُ نعيش الحياة وكُثر الحديث عنهُ (((الحصار الجائر ؟؟)))  الذي  أضربه  علينا لأكثر من  عقد وجعلنا  نعيش بقاع  المهانة  الذُل والويلات   التي    لم تمر  بشعوب الأرض لأن لا  حول  لنا  ولا قوة ونحنُ مغلوبين على أمرنا  وهذه  كلها عوامل تأثير  معنوي على المجتمع  وأن القادم من الأجيال سوف يقرأ ما سطره الطاغية أعلاه من مأساة ومظالم تفوق الوصف والخيال على  شعبه  وكلما   أسرح   يراعي  تسكنه  الحيرة على  التعامل  الذي  عُملنا  به  من قبله  من جور ؛؛؛  
وأكرر ثانيتاً  عندما  أتى التاسع من نيسان  2003  قلت   لا يهمنا   من يحكم لاكن يحكمنا بالعدل والأحسان  وللأسف جائت الرياح  بما  لا تشتهي  السُفن  ودليلي   دمرت  حضارة العراق  وسُرقت  أمواله  وأنتشار البطالة والفقر ولا يوجد الآن  حقوق  للإنسان  في الوطن وأصبح الفساد مقنن ومشرعن الوساطة والمحسوبية هي  أساس تعامل ساستنا اليوم الذين  يقودون البلد إلى المهالك وجعلونا بالظروف القاهرة  علماً أن  العراق  يملك  أكبرأحتياطي نفطي  بالعالم (((وحسين محمد العراقي؟؟؟))) لا يملك  بأسمه شبر أرض ملك طابو  بوطنه وكأننا غرباء وعاش مشرداً لأكثر من عقد في التسعينات  ولم يسأل عليه أحد وبالتالي لا  أملك  بالقول   إلا   أنطق كلمة  حسبنا  الله   ونعم الوكيل  على كل ظالم ... المفروض من الكتل السياسية  اليوم قاطبتاً أن تتوحد لأجل هذا الشعب المعذب بالفقر والبطالة والأرهاب  يأكل به  بهدف  واحد (((العراق  أولاً ))) لأن ضاقت بنا السُبل  وطفح الكيل وبلغ السيل الزبا  على مستوى  شعب  من خلال   ما  يجري  في الوطن  من سلبيات على المواطن  والمبينة أعلاه وأخيراً وليس آخراً  العُرف السائد والموجود اليوم  صراعات سياسية  فئوية كتلوية بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن والمواطن  والصراعات السياسية تخلق  الفساد الأداري والأرهاب وتعطيل كل بنود حقوق الشعب واليوم المهم ليس الماضي  وأنما المهم الحاضر والألتفات على  هذا الشعب  المظلوم والمنكوب بالأرهاب والفقر والبطالة والعوز ؛؛؛
البيروقراطية ....
لا يكاد الجمود والروتين الانفصال عن البيروقراطية، لذا فان اكثر ما يعبر عن البيروقراطية؛ أنها روتين حكومي مغالى فيه. أما أصل كلمة بيروقراطية Bureaucracy فهي عائدة الى كلمة بيرو "Bureau" والتي تعني مكتب، اما قراطية "cracy" المنحدرة من الكلمة الاغريقية كراتُس " κράτος " والتي تعني سلطة/قوة، فتصبح بذلك سلطة المكتب او قوة المكتب. ولكن ليس المكاتب الحكومية فحسب بل إنّ مفهوم البيروقراطية توسع ليشمل غير الحكوميات، كالمدارس والجامعات والمستشفيات والشركات وغيرها ........

أحلام/ د. عدنان الظاهر

  ـ 1 ـ
هل يتخلّفُ عني رَكبي ؟
كلّا. ظعنتْ رُكبانُ سفينةِ هَجري قبلي
فركبتُ الدمعَ كموجاتِ غضونِ مياهِ الوجهِ البحري
أدفعُ بالرمحِ المكسورِ تضاريسَ المكتوبِ على صدرِ القهرِ
أجهدُ أنْ لا يتخلفَ بعضٌ منّي عن بعضي
الهجرُ يُمزّقُ أعضائي عضواً عضوا
فإلى أينَ أوجّهُ مركبَ قارِ طِلاءِ الأحزانِ
وبأيّةِ قافلةٍ يأخُذني قرصانُ البحرِ لكارثةِ الوحشةِ في ذلِّ الأوطانِ
عبداً مثقوبَ الأنفِ بسوقِ تجارةِ سُودِ الأبدانِ
أتكسّرُ أعواداً من قصَبٍ جُوفا
كي يعلوَ صاري قرصانِ مصيبتنا أعلى من راياتِ الغدرِ
وأظلُّ أدورُ أدورُ مع الإعصارِ الضاربِ في أعلى رأسي
في ظُلُماتِ الهجرةِ والهجرانِ
شبحاً صِرفا
أشتمُ أنساباً قتلتني في مهدي حيّاً - ميْتا
أتبرأُ منها
إسماً
إسما.
             ** 
أحلام 
 ـ 2 ـ

تتركني أعضائي
عضواً
عضوا
تتركني أغرَقُ في بحرِ سفائنِ قرصانِ
تتساقطُ أسناني في نومي
يترُكني أحبابٌ كانوا أحبابي
تركوني للهجرةِ قبلَ حلولِ الذكرى
يطرُدني جوٌّ مشبوهٌ قاسِ
فأهاجرُ خوفاً من شيءٍ غدراً يأتيني
والتيهُ محاجرُ أعينِ أجدادي
تركوني لهيامِ الحالمِ في رؤيا النومِ
وعظامِ نقاوةِ أنسي في ناسي
وبساتينِ طفولةِ عهدٍ ولّى
كطفولةِ عيسى أو أقسى في المهدِ
تركوني مشتاقاً للصدرِ المتورّمِ لم يقطعْ عهدا
غذّاني بالمُرِّ وطعمِ فنائي في أوّلِ عهدي بالدنيا
وتساهلَ في أصعبِ حاجاتي
وتحمّلَ آلامَ البُعدِ وظلّمةِ أنفاقِ المنفى
نوراً يتلألأُ ما بين سوادِ الغيمِ وقصفِ شديدِ الرعدِ
شمعاً مُصفرّاً صلْدا 
لا يُصغي إذْ أنطقُ مُضطرّاً حرفا
لا يفتحُ عيناً للسافحِ دمعاً صِرفا .

خواطر... لا أكثر/ فراس الور

بعد تفجيرات ابراج الإرسال بالمدينة الإعلامية في مصر تبادرت الى ذهني هذه الخواطر:
ألا تدخل الجنة ايضا ربة الأسرة الفاضلة التي تمضي حياتها كلها بتربية أولادها و اسرتها؟
ألا يدخل الجنة ايضا المربي الفاضل وأستاذ المدرسة الذي يتخرج من تحت يده أجيال متتالية من أولادنا وبُنَاة الأوطان، فمنهم من افنى حياته بتدريس هذه الأجيال المتعاقبة من البشر؟
إلا يدخل الجنة الطبيب المحترم الذي يساعد الناس بالتخفيف من معاناتهم اثناء مرضهم؟
هنالك ملايين من البشر ستدخل جنة الرحمن. فالجنة ليست عقارا مسجلا بالشهر العقاري بإسم فئة معنية من الناس...
فلا أعلم كيف يعتقد قوم من الناس أن التفجيرات والعنف والفوضى هي خدمة لله...
فهل سيُـبَدي الله أولا الى الجنة من يقتلون وينشرون العنف بدل الناس التي تعمر عالمنا بالخير والرسالات السامية؟
على الكثير من الناس مراجعة اولوياتها في هذه الأوقات العصيبة من أوطاننا.

لماذا كل هذا الحقد على السعودية؟/ سعيد ب. علم الدين

عندا تدوس فجأة وتدعس بقوة على ذنب الكلب فإنه يبدأ بالنبح عاليا، والعويل باكيا، خوفا ورعبا على ذيله من القص والخسران.
وهذه الصورة تنطبق مئة بالمئة على حسن نصر الله، وبما أنه ذيل ملالي الظلام في المنطقة، فما ان انطلقت عاصفة الحزم فجأة وبقوة حتى اختل توازنه وبدأ بالنبح عاليا والعويل باكيا والصراخ وكيل شتائم الحقد الأسود على السعودية خوفا ورعبا على مشروعه الايراني من القص والخسران، الذي عصفته عاصفة الحزم، وسيصبح حتما ببطولات أحرار الشعب اليمني وبسالة نسور التحالف العربي عصفا مأكولا.
لقد كشفت "عاصفة الحزم" عن حقيقة بعض العرب المستعربين وفضائح نذالتهم أمام الرأي العام، وعرتهم من ورقة التوت تحت شعارات المقاومة والممانعة والقومية والقضية المركزية التي كانوا يتلطون خلفها.  
لقد هال كل المتأيرنين من المستعربين التافهين، أي توابع ملالي التخلف والحقد ان ينتفض العرب لكرامتهم المهدورة في لبنان وسوريا والعراق واليمن أمام وحش الملالي وحرسهم الاجرامي الذي لا يريد ان يشبع من افتراس الجسد العربي وزعزعة دوله لقيام امبراطوريته الفارسية وعاصمتها بغداد على انقاض الأمة العربية.
هؤلاء هم المكشوفون والمفتخرون بتبعيتهم لمشروع الملالي كحزب الله في لبنان، وبشار في سوريا، والمالكي وميليشياته الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن ومتطرفي الشيعة في البحرين. أما الآخرون فهم تيارات واحزاب واشخاص وكتاب بعض اليساريين والقوميين العرب والناصريين مثل محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي وغيرهم من أشباه مثقفي مصر وسوريا ولبنان والعراق، الذين اختاروا الانحياز لمشروع الملالي التوسعي الاستعماري ضد الدول العربية.
إضافة الى ذلك تأتي جماعات الإسلام السياسي السني القاعدي العقائدي الداعشي على اختلاف مشاربها ومآكلها ومراحيضها ومزابلها، وبالأخص الإخوان المسلمين وحماس والجهاد الاسلامي وغيرهم الذين يلتقون مع الملالي في الظلامية والعداء للحداثة والديمقراطية والحرية ولأي تطور علماني حقيقي يحدث ايجابيا في العالم العربي.
والى كل الحاقدين الذين يهاجمون المملكة العربية السعودية نقول: 
كـلاب الملالي تـنـبح والـقـافـلــة السعودية مع تحالف عاصفة الحزم الى المجد والنصر بخطى واثقة تسير!
ومهما نبحت الكلاب وعلا عواؤها فما بنبحها ستعلو يوما على أسيادها!
أقول لكلاب أشباه العرب هؤلاء، الذين يشوهون الحقائق ولا يشعرون بآلام وطموحات الإنسان، حملة الأقلام الصفراء، وحناجر العواء، وخناجر الطعن في الظهر في الليلة الظلماء التالي:
عندما تذرف التماسيحُ دموعها على شعب اليمن، ناسيةً متناسية أن في سوريا شعبا يئن من الألم، متعرضا منذ خمس سنوات على يد الطاغية بشار أبو الدواعش، والحاقد خامنئي أبو الحوالش، والخسيس نصر الله أبو زميرة، الى أبشع المجازر وأقسى المحن، فاعلموا أنها تماسيح كاذبة لا تعيش إلا في مستنقعات القذارة السياسية والوساخة الفكرية ومجارير العفن.
ليس هذا فحسب، بل إنها تماسيح بأبواق الطغاة تصيح عاليا بلا خجل دعما لطغيانهم على شعب جريح، مديرة بخفةٍ صبيانيةٍ ظهر المجن، لآلام ومآسي شعب منكوب يستغيث، والبراميل المتفجرة تتساقط على رؤوس أطفاله ولا من مغيث.
رغم احترامنا للفكر الآخر، وتقديسنا لحقه في حرية التعبير، إلا أن هذا الفكر اذا كان كيديا حاقدا، مضللا فاسدا، باغيا منافقا، هجوميا عدوانيا، كاذبا متجنيا على الحقيقة لا أخلاقيا، فاجرا مفتريا على الآخر دون أدى حق، ولم يكن مبنيا على شيء من الحقيقة والموضوعية والمصداقية والمنطق، يصبح جدلا عقيما بلا فكر، وثرثرةً غوغائيةً لا اعتبار لها ولا ذكر.   
فأشباه المثقفين هؤلاء هم ثرثارون نقَّاقون ماضويون انعزاليون عنصريون انتهازيون شموليون متهافتون متخلفون لغتهم الخشبية من مخلفات الحرب العالمية الباردة، ما زالوا يعيشونها بمفرداتها وكأنهم يمارسونها من على أبراج جدار برلين في قتل عشاق الحرية الذين كانوا يخاطرون بحياتهم هربا من جحيم ديكتاتورية البروليتاريا، حيث تم قتل أكثر من 300 ألماني شرقي في هروبهم الى ألمانيا الغربية الديمقراطية سابقا.
وعندما هبت رياح التغيير والحرية على أوروبا السوفيتية، انهزمت دكتاتورية ألمانيا الشرقية دون حرب أمام ديمقراطية ألمانيا الغربية يا أشباه مثقفي العرب! 
هؤلاء المثقفون المستعربون من أمثال الثرثار هيكل يؤكدون انهم مهرجون سياسيون ما زالوا يعيشون على أبراجهم الستينية الوهمية الستالينية في قتل عشاق الحرية والديمقراطية والدوس بأقدام الشبيحة والقتلة والبسدران على حقوق الإنسان.
إنها ازدواجية المعايير والهرطقة السياسية في الممارسة والتفكير: 
عندما تهلل للربيع العربي في تونس وتنكره على السوريين، 
عندما تهلل للربيع العربي في مصر وتنقلب عليه في اليمن، 
عندما تهلل سرا لما ترتكبه عصابات الولي الفقيه في الدول العربية من فتن وحرائق ودمار، وتنكر على الشعب الإيراني ثورته الخضراء من أجل الحرية والديمقراطية التي قمعها الولي الفقيه بوحشية، 
عندما تنافق بالتباكي على أطفال اليمن، وتفرح لمقتل عشرات الآلاف من أطفال سوريا بالمجازر والمذابح والبراميل البشارية.  
وهكذا تعبيرا عن شعورها القومجي وعنعناتها الثورجية، تدبج هذه المجموعات الموهوبة من مدعي الثقافة المسكوبة في قوارير عنتريات العروبة المضروبة المقالات والبيانات الصاروخية الإيرانية من نوع شهاب-3 البعيدة المدى حقدا بحق السعودية.
هم بدعمهم للعدوان الإيراني المستمر منذ قيام ثورتها المتخلفة الشمولية على الدول العربية يظهرون حقدهم على شعوبنا التي تكتوي بنار التخلف والثأرية والشعارات الظلامية، والطموحات الامبراطورية التي تتحكم بعقلية الملالي.
فعندما يستعمل هؤلاء كلمة عدوان سعودي على اليمن، انما يعبرون بذلك عن تضليل وسخافة تفكير. الحقيقة ان السعودية مع التحالف العربي تقوم بمهمة انسانية نبيلة في استعادة الشرعية اليمنية وبطلب من الرئيس الشرعي هادي بعد ان انقلب عليها الحوثي.
وهكذا يظهر حقد هؤلاء على المملكة، وكأن الجيش السعودي يرتكب في اليمن ما ارتكبه شبيحة بشار من مذابح ومجازر وقصف كيماوي بحق السوريين: داريا، الحولة، الغوطة، كرم الزيتون، وقبلهما حماة على يد ابيه المقبور حافظ.
إنها أصوات نشاز هجومية كاذبة مبالغ فيها صبيانية غرائزية غوغائية مضللة حاقدة عدائية تفتقر الى أدنى المعايير الفكرية النقدية ومقومات الرزانة والانصاف والموضوعية السياسية. ومن يقرأ مقالاتهم ويستمع الى تصريحاتهم يعتقد ان السعودية تشن حربا عدوانية وحشية على شعب اليمن، متناسين انقلاب الحوثي بالتعاون مع الفاسد صالح لتحويل اليمن الى لبنان آخر تتحكم به عصابة من الخونة والقتلة خدمة لملالي الظلام.
ولكم فيما ارتكبه حسن حزب الله زعيم الإرهاب من اغتيالات و7 ايار وتعديات واسقاط حكومات وعدم انتخاب رئيسا للبلاد عبرةً يا أولي الألباب!   
هذه المجموعة المتأيرنة المنافقة سياسيا، كم هي بعيدة كل البعد عن طموحات وآمال وآلام ومآسي الشعوب العربية. ولا يمكن رؤيتها، إلا من خلال غلمان ايران وشبيحة بشار وعصابات المالكي ومجرمي حسن نصرالله.  
كل من يهاجم عاصفة الحزم يقف مباشرة إلى جانب ملالي ايران في عداء واضح للشعوب والدول العربية. ولا يوجد عدوان على اليمن الا في ادمغة عملاء الأمة، حيث أن الرئيس اليمني الشرعي هادي هو من طلب التدخل لاستعادة الدولة من المغتصبين الحوثيين وصالح الذين انقلبوا على الدولة والدستور والمواثيق على الطريقة الايرانية، كما فعل حزب ايران في لبنان.
انه تحالف عربي من عشر دول.   
ولكن شتان ثم شتان بين ملوك العرب وأقزامهم !
وشتان ثم شتان بين احرار العرب وعبيدهم!
وهل ممكن لكل الحاقدين على المملكة ان يخبروا شعوبنا المقهورة عن المشروع التنويري التحديثي التقدمي النهضوي الإنساني التي من أجله تخلق الملالي دمى وأدوات لها في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟ 
ثيران الملالي من تخبط الى تخبط بقرونهم يتخبطون والى مزبلة التاريخ مع قرونهم المكسرة ذاهبون!