لماذا ترجم الديراني قصائد شربل بعيني؟/ الأب يوسف جزراوي

منذ عصور سحيقة والأدب السرياني هو النافذة الضوئية في ليل المعرفة الإنسانية، وقد لا يغيب عن العارفين أنّ الأدب السرياني وحركات الترجمة لدى السريان قديمة كقدّم التاريخ، لكنها  نشطت في أزمنة كثيرة ولنا أسماء لامعة في هذا المجال نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مار افرام السرياني الملقب بـ (كنارة الروح) ، حنين بن إسحق الطبيب والأديب السرياني، يعقوب السروجي، أبو الفرج عبد الله بن الطيب الكاهن والمترجم العلاّمة، 
ومن المعاصرين: عادل دنو، نزاز ديراني، أديب كوكا، نمرود صليوا.....وقد لا يختلف إثنان على قولي : إنّ بغدادَ في عهد خلفاء بني العباس باتت ملتقى لمحبي الثقافة والعلم والحكمة، ومن يتتبع تاريخ هذه المرحلة سيرى أن كلّ شيء كان يبدو مهيئًا لأفتتاح عهد حضاري جديد، فانفتحت الأبواب على مصراعيها أمام أصحاب الفكر  والعلم والأدب، فتمكنوا من الكشف عن مواهبهم وتطوير علومهم بفضل احتضان  بعض خلفاء بني العباس لهم، ويشهد التاريخ أيضًا بأنّ العالم اجمع مدين لبغداد التي اصبحت إبّان تلك الفترة أمّ الدنيا ومحط الانظار،  فقد كانت جسر الصلة بين ثقافات عدة منها: اليونانية والسريانية والعربية.. ولا عجب ان قلت ان الفضل في ترجمة الكتب الفلسفية والتاريخية والأدبية والطبية من اليونانية إلى السريانية ومن ثم إلى شقيقتها العربية يعود إلى الفلاسفة والأدباء والأطباء السريان . وهنا نود تعميم حقيقة جليلة مفادها: إنَّ كلّ تقدم وازدهار حصل في تلك الفترة لهو بفضل الجهود الجبارة التي بذلت من قبل ابناء بغداد من علماء على اختلاف مللهم ونحلهم ومذاهبهم، وبشكل خاص السريان منهم، وذلك خلال حُقبتين مرت بهما بغداد في العهد العباسي فكملت احداهما الأخرى، 
الحقبة الأولى اشتهرت بعصر الغرس وبذر البذور، أما الحقبة الثانية فكانت للحصاد وجني الثمار، أقول هذا وعيني موجهة صوب الديراني في محاولته المعاصرة الخلاّقة ولكن بشكلٍ معكوس، إذ من المعهود والمألوف هو أن تتم الترجمة من اليونانية أو السريانية إلى العربية، لكن الأمر أبهرني وأدهشني حين علمت من صديقنا واستاذنا الشاعر شربل بعيني عن مساعي صديقنا المشترك الأديب العراقي السرياني نزار حنّا الديراني، بترجمة  بعض أشعاره من العربية إلى السريانية.
ونزار الديراني لمَن لا يعرفه، هو اديب سرياني مرموق، عراقي الهوية إنساني الجنسية، اسمه وصورته رافقا اسمي وصورتي في بعض المجلات والنشرات التي كانت تصدر في العراق منذ دراستي اللاهوتية ومطلع رسالتي الكهنوتية، واذكر  أنني ذات يوم استلمت هوية إنتماء إلى  اتحاد الكتّاب والأدباء السريان في العراق برقم عضوية 41 مؤرخة في 15/8/2004/ الصفة كاتب، تحمل توقيع الكبير نزار الديراني رئيس الإتحاد.. 
مضت السنون وعادت المراسلات بيننا، عسى أن تكون  بداية عهد جديد لصداقتنا الأدبية والإنسانية، وادرج هنا مقتطفات من رسالة صغيرة ارسلها لي قبل بضعة أسابيع خلت، جاء فيها: 
"الأب يوسف الجزيل الاحترام..
حين كنت في بغداد وقبولك عضوا في اتحادنا انقطعت اخبارك عني، في حينها سالت بعض الاباء ممن كانوا في دورتك، فعلمت انك مسافر، ولكن لم أدر ألى أين. أرجو أن تكون هذه فاتحة الاتصال بيننا .
تحياتي واشواقي". 
ولعلّي ابوح بسرٍ  هنا: حين جاءني صوت الديراني  عبر الهاتف شعرت أن صوتًا من عصر الثقافة وزمن  الحلم الجميل قد دغدغ مسامعي، سيّما حين حدثني عن فاعلية عضويتي في الاتحاد المذكور وتكليفي بالتشاور مع الاديب السرياني عادل دنو  في مناقشة السبل الانجع لفتح فرعٍ للاتحاد في استراليا.
لقد عرفت نزاز عن طريق رسالة الأدب وميادين الكلمة، وتوطدت المعرفة بيننا بواسطة الأب سامر  صوريشو الراهب، ومع كرّ الأيام وفرّها  لمست في جعبته  كلمة مرموقة كلّما كتبَ عن أدب او عن أديب، لا يمشي في تبعية أحد، ولا يُفرض عليه موضوع، عرفته حرًا في أختيار الموضوعات التي يؤمن بها، وهو يحلق بعفوية وقناعة وجرأة في سماء الشعر والأدب. إنّه المتألم وحبّ العراق يؤرقه، كانت الكتابة متعته ووسيلته في اسعاد القارئ، يكتب عن الحياة، لأن الحياة تضج فيه وتدله على كتاباته.
أبصر الديراني النور في منطقة دير ابون- زاخو 1956، حاصل على بكلوريوس إدارة واقتصاد- الجامعة المستنصرية في بغداد. عضو اتحاد الادباء والكتّاب السريان وعضو اتحاد  ادباء العرب منذ عام 1985، عضو جمعيات ادبية وثقافية عديدة، منها: عضو مكتب الثقافة السريانية في الاتحاد العام للادباء والكتّاب العراقيين، جمعية اشور بانيبال،رئيس اتحاد الادباء والكتّاب السريان منذ عام 2003- 2010 وعلى مدى ثلاثة دورات متتالية. نائب الأمين العام لاتحاد الادباء والكتّاب في العراق منذ عام 2004- 2010.
عمل عضوًا في تحرير مجلة ( قالا سوريايا، الاديب السرياني ومديرًا للتحرير، ربانوثا، الاديب العراقي. القى العديد من المحاضرات والندوات واشترك في العديد من الاماسي الشعرية داخل العراق وخارجه.
له عشرون مطبوعًا، يعد كتاب (شهيد من ديرابون) باكورة اعماله 1984، وكتاب ( شربل بعيني ومعاناة الهجرة) آخر مطبوعاته الحالية 2015.
يهرب الديراني بشكل متواتر إلى عزلته وبين جوانحه تتراقص كلماته، يمتشق القلم حين يجد دموعه تجري مع مداده ، لتخط فوق القرطاس حكاية وطن يدعى العراق. ينسج في مهجره وغربته الاليمة داخل الوطن قصيدة الدهر على جبين الاتقياء، فو يخشى أن يدخل الوطن في متاهات الذاكرة ليصبح مجرد ذكرى.
لقد كتبتُ هُنا كلّ ما اعرفه عن الأستاذ نزار حنّا يوسف الديراني، الكاتب العراقي والشاعر السرياني والأديب الإنساني، إذ أنّني أحتار من أين آتيه وكيف أجازيه، لأنه وبِلا مغالاة أحد أشهر الأقلام السريانية في العالم.
أما الشاعر الكبير شربل بعيني فهو غني عن التعريف، إنه  لبناني المولد، عراقي الدم، أسترالي الجنسية، ألتقى بالديراني في عروس الشرق بغداد عام 1987، إذ التقيا وجهًا لوجه في المربد الشعري. ذلك هو الشاعر الإنسان الذي امتدحه كبار الشعراء بدءًا من نزار قباني، مرورًا بالبياتي والجواهري، وصولاً إلى الكبير يحيى السماوي الذي اطلق عليه لقب عميد الأدب المهجري في استراليا.
انقطع ودّ الإتصال بين الشاعرين منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي إلى قبل  سنوات خلت، تجددت الصداقة بواسطة صديق ثالث وهو: د. موفق ساوا.  وإذا بالديراني  يفاجئ البعيني بكتابٍ جمع بين دفتيه إنتقاءات شعرية، حيث انتقى الديراني  جميع مراحل حياة الشاعر اللبناني شربل بعيني وقصته مع الوطن وقرفه من الغربة. وكأن قصائد البعيني كانت لسان حال الديراني في غربته عن بغداد.  لقد كتبَ شربل ما بقي من ذكرياته مع المعاناة في ذاكرة الجسد ، أما نزار فقد برع في  ترجمة تلك الذكريات، كيف لا. وهي ذكريات عمر اكلته الغربة.
والآن إليكم الأسباب التي دفعت الديراني للقيام بمحاولته الخلاّقة:
يقول الديراني :
"منذ مطلع السبعينات وحين استهوتني الساحة الثقافية وبالاخص الشعر ، اطلعت على الكثير من الشعر العربي بدءا" من المعلقات فتلمست في حينها ان غالبية الشعراء المتميزين هم اللذين اطلعوا على الشعر العالمي اعني قصائد الشعوب الاخرى ، فبدأت اقرأ الكثير مما يترجم الى العربية وعلمت في حينها كم نحن بأمس الحاجة الى ان ترجمة ذلك الى لغتنا السريانية التي كانت يوما الجسر الذي يربط الشرق بالشرق والشرق بالغرب ... والتاريخ يشهد على المساحة التي احتلها السريان في علم الترجمة  فكان هذا الشعور ينمو في داخلي ، ولان بدايتي كانت كتابة الشعر العربي فسهل علي تذوق هذا الشعر وترجمته ...
في الثمانينات حالفني الحظ ان التقي واصادق شاعرا لبنانيا قادما من استراليا في مهرجان المربد الذي كان ما يميزه وما يشجعنا المشاركة فيه هو التقاء شعراء من خارج العراق لنتعرف على تجربتهم الشعرية وخصوصا كنا نحن اغلبية شعراء العراق نعيش في قفص كبير ، ولم اكن ادري في حينها لماذا تميزت صداقتي مع الشاعر شربل بعيني اكثر من الاخرين علما انني كنت احاور واتعرف على العديد من الشعراء الاخرين من امريكا وكندا ومصر وتونس و...
وحين تناولنا اول كأس من مشروب العرق تمازجت عناصر الكتابة لدينا وتحول الشعور والدافع للكتابة الى جسر يربطنا وحتى بعد ان عاد الى وطنه الجديد استراليا ، فتبادلنا مطبوعاتنا وكانت اول بادرة منه حين كتب في صحيفة استرالية بالعربية عن كتابي (الكيل الذهبي في الشعر السرياني) وحين قرأت قصائده عرفت السر الذي دفعني باتجاهه اكثر من غيره ، وكيف لا يتمازج شعورنا ان كنا معاً نرى مصيرنا ومصير الانسانية في الشرق الاوسط واحد، وكلانا يتحدر من جذر عميق لالاف السنين لشجرة عملاقة تنتشر جذورها ما بين العراق ولبنان وسوريا وجزء من تركيا وبلاد فارس و... وكنت اعرف ما الذي يعني ان يحضر الشاعر جزءا من تراثه الى عصرنته فكان زميلي ينقل جزءا من هذا التراث من خلال لغة شعبية بسيطة كنت اتلمس فيها العديد من مفردات لغتي فاحسست برسالته التي يريد ان يلفت انظارنا بها الى جذورنا وهذا كان من بين العناصر التي جمعت معاناتنا رغم الاف الكيلومترات التي تفصلنا ...
وبسبب المأسي التي حلت بالعراق بعد مطلع التسعينات انقطعت اخبارنا ومراسلاتنا .... فبعد طبع ترجمتي الاولى (من الادب العربي الحديث) التي كانت تجمع بين دفتيها اسماء كبار الشعراء العرب من جيل السياب بادرت لترجمة قصائد لجيل ما بعدهم وكانت قصائد زميلي شربل تدغدغني ولكن بسبب الظروف التعيسة التي حلت بالعراق بعد الاحتلال الامريكي جعلتني اترك بيتي ومكتبتي ومسوداتي في بغداد واعيش الفصل الثاني من معاناة الغربة في قرية تقع في اقصى الشمال (المثلث الحدودي تركيا سوريا العراق ــ وهي مسقط راسي حيث كانت قبل ان تسلبها منا الحكومة بسبب التعريب اية من الجمال)،  بعد ان عشت الفصل الاول من هذه المعاناة في بغداد وهذا ما كان يجمعني وزميلي شربل . لذا التجأت الى الانترنت لاستل بعض قصائده وخصوصا الجديدة منها فتلذذتها اكثر من السابق لاني وجدت في غربته الثانية (المهجر) جبلا من المعاناة فكان لي بمثابة مرآة كبيرة اجد فيها معاناتي الحالية والمستقبلية فترجمت بعضها في كتابي (من الشعر العربي الحديث)
ولكن طالما كان يعيش احدنا في الاخر ويتذوق مأساة الغربة حالفنا الحظ ان نلتقي من جديد ولكن في هذه الحالة من خلال الانترنت، فطلبت منه ان يرسل لي بعض قصائده لاترجمها بديوان مستقل، فمثلما اجد نفسي فيها هكذا سيجد القارئ من بني قومي نفسه فيها...
عندما كنت اقرأ قصيدته (ارزتنا) كنت اجدها وكأن شاعرنا يريد ان يقول عوضا عني ها هي رموزنا ( الثور المجنح، اسد بابل، الجنائن المعلقة ...) تئن وتختلج وتتنفس انفاسها الاخيرة وهذا ما حصل بفعل داعش وبسبب الهجرة والانقسام ففقدت ما كان يربطها بصلابة جذورها وارضها لذا ارتجفت امام الريح وكأن الشاعر قد رأى وتنبأ بمستقبل حضارتنا وتراثنا العريق.
وحين كنت اترجم قصيدته (رسالة الى فخامة الرئيس) كنت احس وكاني انا الذي يكتب الرسالة لا مترجم لها، فكل واحد منا يحتاج ان يكتب رسالة كهذه الى فخامة الرئيس على شرط ان لا يكون من بين الذين يصفهم الشاعر بانهم  يَتَقَاذَفُونَ الشَّتائِمَ ، يَتَلَفَّظُونَ دَائِما بِحُرُوفِ الْكُرْهِ وَالتَّحْقِيرِ ، وكيف لي ان لا اجد نفسي في شعره وهو يقول ما يقوله ابناء شعبي وهم يتظاهرون ( بِلادُنا، فَخامَةَ الرَّئيسْ..بِحاجَةٍ إِلى قِدِّيسْ) وهذه رؤية ثانية . وكم نحن اليوم نتشوق لنقول لوطننا وحكومننا ما قاله الشاعر في قصيدته حب في لندن (قولي: أُحبُّكَ..) وهكذا حين كنت اترجم قصيدته دراجات امستردام تيقنت فعلا ما الذي جمعني واجتذبني الى الشاعر شربل بعيني في منتصف الثمانينات، حيث نتقاسم كلانا نفس الشعور فهو يكتب في المهجر قصيدته (دراجات امستردام) وانا اكتب في بلدي الذي اصبح هو الاخر مهجرا لي قصيدتي (مهدي ) سوى انه استخدم مفردة الدراجة والدولاب كويسلة لحفظ ونقل حُبَيْباتِ الْعَرَقِ الْمُتَصَبّبَةِ من عرق جبين اجداده وهم يصنعون التاريخ في لبنان ،لِتُنْعِشَ بِها أَزْهارَ الْعاشِقيَن ساعاتِ الْجَفاف. اما انا فقد استخدمت المهد وعقرب الساعة لاعكس صور حبيبات الدم وصور السيف الذي كان يقطع رؤوس اجدادي ... وهكذا في بقية قصائده لذا حين كنت اترجم قصائده لم اجد نفسي غريبا عن شعره ولم احتاج الى قاموسٍ لانه لم يكن يصنع الكلمة بل ينحتها .."

ما سطرته أنامل الزميل الديراني لم تشفِ غليلي ولم تروِ ظمإي، فعاودت الإستفسار بهذه الرسالة:
عزيزي استاذ نزار المحترم
لقد ايقنتُ من أجوبتك السابقة بأنَّ المعاناة المشتركة كانت سببًا دفعك للترجمة، أو بمعنى آخر  انَّ معاناة شربلنا وهمه الوطني وهو  يعيش لبنانيته من قارة تقبع في آخر العال،، قاداه للحنين والتغني بوطنٍ هرب من ساسته وحكّامه إلى غربةٍ جعلته يتعلق بمرابع صباه  أكثر من ايّ وقت مضى، ولعلّه سبقكَ في ترجمة هذه المعاناة والمشاعر إلى  صورٍ شعرية وزجلية. وكأني بك وجدته  يُجسد شعريًا مأساة بلد الرشيد ومنارة المجد التليد. ولكن الّا يوجد بعد أدبي أو بلاغة صورية حفزتك لتخطو مثل هذه الخطوة؟ فربّما الكثير من الشعراء الشرق اوسطيين المغتربين كتبوا عن هول الازمات في بلدانهم؟ فلماذا قصائد شربل بعيني تحديدًا؟ ما الذي وجدته في أدبه؟ فمثلا شاعر العرب الاكبر نزار القباني سبق تجربة عميد ادباء مهجرنا الاسترالي شربل بعيني بهذا المجال بقصيدته عنترة.
ودعني أكون اكثر وضوحًا: ما الذي وجدته في أدبه مغايرًا ومتميزًا عن شعراء كتبوا عن التجربة ذاتها؟
فجاءني الجواب كالاتي:
عزيزي الأب يوسف الجزيل الاحترام
"أنا لم ادخل في التفاصيل، فما قلته يحمل بين طياته حداثة بمعنى الكلمة، فعندما قلت انه استخدم تعابير شعبية في قصائده هذا يعني انه مازج البعد الواقعي مع الرؤية المستقبلية، وهذه احدى معالم الحداثة في الشعر، فهي تشبه عملية استخدام القناع والاسطورة، وعندما اقول انسجامه مع معاناة الانسان فهذا يعني انه ارتقى لمرحلة اعلى من المدرسة الغنائية من ذوات الانا.  وهكذا.. ترجمتي هذه لم تكن دراسة نقدية بل هي بداية الانجذاب، فعندما تجد لوحة تستهويك الصورة أولا لتقف ومن ثم تتأمل ...ما قصدته كان يشمل البعد الحداثوي في اللغة التي خلصها من كلاسيكيتها الممقوتة والشكل الذي اعطاه فضاءً واسعا ومضمونا جديدا واقعيا ".
 والحال بين العربية والسريانية كان تلاقح للروئ وتنقيح للأفكار بين شاعرين من العراق ولبنان،  كلاهما لخص المأساة بطريقته الخاصة. إنّها محاولة رائعة آمل ان تلحق بها وتتبعها محاولات أخرى في المستقبل إن قيض لك الله الأمر.
في الختام أمضي للقول:
حقًا غريبة هي الغربة، تجعلنا نحّن لوطنٍ هربنا من جحيمه إلى قرفها؛ غربة تجعلك مزروعًا في كلّ فضاءات العالم؛ ولكن ماذا ينفع المرء لو انتشر في كلّ الأوطان وخسر وطنه!  فيقيني أيها العزيزان الديراني والبعيني، أننا لم نخلق لنكون شتاتًا في الأرض ولم تلدنا أمهاتنا لنوقد شمعة عن روح الوطن في صومعة التشرد. 
طوبى للعراق وللبنان اللذين انجباكما وهنيئًا للكلمة بكما. وشكرًا لمحبوبتي بغداد التي جمعتكما.

CONVERSATION

0 comments: