تعزية بالنائب هاشم علم الدين/ فادي الحاج
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالو انا لله وانا اليه راجعون(
لقد آلمنا نبأ وفاة عضو تكتل "لبنان أولا" نائب المنية هاشم علم الدين ، وفجعنا كما فجعكم، فعند الله نحتسبه، وإنا لله وإنا إليه راجعون ابناء المنية والضنية الكرام, اهالي واقرباء الفقيد, ابناء الوطن لبنان، أحسن الله عزاءكم وعظم الله أجركم، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا. نرجو الله أن يغفر له، وأن يرحمه، وأن يسكنه فسيح جناته. وألهمكم واهله وإخواته الصبر والسلوان. تلقينا نبأ وفاة فقيدكم المغفور له بإذن الله, نائب المنية الضنية هاشم علم الدين ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنه بقضاء الله وقدره، نشاطركم آلامكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل ونتقدم لكم بتعازينا القلبية الحارة، وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، وأن يخلفكم في مصابكم خيرا كما نسأله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه. صبرا والله المستعان على ما يصيبنا من ابتلاء وهو اختبار للمؤمنين الصالحين ولا اعتراض على حكمه وقضائه, اثابكم الله وجزاكم خير الجزاء. اللهم امين...
آخر مرة اعتلى فيها منصة البرلمان كانت الاثنين 22 شباط الماضي عندما عقدت الهيئة العامة للمجلس جلستها الاولى في دورة 2010. حينها، تبادل الصحافيون نظرات الاستغراب لسماع صوته خافتا، وقد خرجت منه أنّات المرض، من دون اي صراخ. وعندما فتشوا عن صاحب هذا الصوت المثقل بالآلام، وجدوا انه ذاب بوضوح داخل بذلته الرسمية. الا انه كان مصرا على ايصال رسالته على خلفية احتجاج كهربائي: "ثمة حفنة قليلة وغير مسؤولة استمرت في قطع الطريق في المنية -عكار مما أساء الى المنطقة وأضر بمصالح الناس ولا سيما اولئك الذين يمرون على الطريق الدولية الى سوريا".النائب هاشم علم الدين سقط امس عن 70 عاماً في يد منجل الموت وقد انهزم امام المرض الذي صارعه طويلا. كان الرابع في سلالة علم الدين التي مرت في ساحة النجمة، مع العلم ان اول كواكب هؤلاء النواب مر في الآستانة. فعثمان عبد القادر علم الدين (1855-1936) الذي ولد في طرابلس، كان تلقى علومه في المساجد وأتقن اللغة التركية، منصرفا الى ممارسة التجارة قبل ان يعينه الجنرال الفرنسي غورو عضوا عن طرابلس في اللجنة الادارية للبنان الكبير بموجب القرار رقم 370 في 2 تشرين الاول 1920. ولم يتأخر نور الدين عبد القادر علم الدين في احتلال المنصب البرلماني عام 1922 في المجلس التمثيلي الاول بعدما كان رئيسا لبلدية الميناء على مدى 30 سنة. تماما كعثمان، كان يجيد التركية والفرنسية والعربية، انما ابرز محطاته في المجتمع الطرابلسي بانت عندما اسس في فترة الحرب ميتما في عاصمة الشمال ضم اكثر من 500 يتيم انفق عليهم من ماله الخاص. وتميز بأن نال اوسمة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، والاستحقاق اللبناني، وجوقة الشرف من الحكومة الفرنسية قبل ان توافيه المنية عام 1957. وأكمل محمد مصطفى علم الدين رفع شعلة العائلة في البرلمان بعدما تلقى علومه الاولية في مدارس عدة في طرابلس وانصرف الى الاهتمام بالزراعة والتجارة تماما كولده هاشم. فانتخب نائبا عن طرابلس في دورتي 1960 و1964 عاملا في لجان الدفاع الوطني والزراعة والعمل والشؤون الاجتماعية. وعُرف بسعيه الى تحقيق انجازات انمائية لمنطقته منها تأمين الكهرباء للضنية وشق الطرق وتعبيدها بالاسفلت ومد شبكات مياه الشفة من عيون السمك وتوزيعها في المنية وببنين ودير عمار وتأمين الاتصالات التلفونية نصف الآلية، كما عُرف بميوله الشهابية وهو العضو في الكتلة النيابية للرئيس الراحل رشيد كرامي، ورزق بـ28 ولدا، هاشم هو رابعهم قبل ان يلقى حتفه في 8 شباط 1995. وأكمل الراحل عن "تيار المستقبل" وكتلة "لبنان اولا" والمنية ولبنان والوطن العربي الذي آمن بعمقه وواجب الانتماء اليه دائما، المسيرة، وقد اراد، على ما يبدو، ان يقلد والده مهنياً.
تزوج من السيدة ليديافا سيلفا التي التقاها في بلغاريا حيث درس الهندسة الزراعية سنة 1979 وتخرّج حاملاَ شهادة الدكتوراه من اكاديمية العلوم الزراعية في صوفيا، واعطيا الحياة لابنة وحيدة هي آلانا صوفيا. كان متعدد الثقافات في تحصيله العلمي. فانتقل من المدرسة الانجيلية في طرابلس بعدما انهى علومه الابتدائية والتكميلية، الى مصر حيث نال شهادة التوجيهية عام 1964. وكانت جامعة وهران في الجزائر محطته في التعليم بين الاعوام 1980 و1989. وتماما كوالده، حل في المجلس مرتين في دورتي 2005 و2009، وأكمل عمله في لجنة الزراعة والسياحة ولم يكل من استقبال شكاوى ناخبيه في مكتبه في الطبقة الثانية في البرلمان. بقي حتى النهاية مدافعا عن قناعاته: "الحل ليس عبر طاولة الحوار بل عبر صفاء النيّات واحترام الوطن والسعي لما فيه خيره ومصلحته وعدم الانجرار خلف الطروحات والمشاريع الحزبية ولا الارتهان للغير".. "هناك أهمية وضرورة للوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري للوصول بلبنان إلى شاطئ الأمان"، "يجب ان تكون المنية والضنية كما كانت دائما وفيّة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ومؤيدة مسيرة دولة الرئيس سعد الحريري".
امس، طوت الحياة غصنا من أرزة المجلس، فخرج منه هاشم علم الدين الى حياة جديدة. غيب الموت عضو تكتل "لبنان أولا" نائب المنية هاشم علم الدين بعد صراع مع المرض و إثر وعكة صحية حادة. عصر اليوم الخميس 29-نيسان 2010 نائب المنية الضنية. إنالله وإنا إليه راجعون، أذكركم أخواني واخواتي أنه ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول :إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها, وأسأل الله تعالى أن يلهمكم الصبر والسلوان ويغفر لميتكم ويجعل درجته في عليين.
0 comments:
إرسال تعليق