وصلني عبر الإيميل نكته معبرة جدًا، حيث اعتبرتها من النكات الهادفة والمعبرة، التي تأتي في سياق محاكاة الواقع عبر الطرفة، وهو ما يؤكد أن مطلقي هذه النكت أو الطرائف يحاكوا بها واقعًا معينًا، وأنها لم تأتِ اعتباطًا أو عشوائيًا، بل هي ترجمة لواقع قائم بسخرية وتهكم.
" ثلاثة أشخاص أمريكي – بريطاني – غزاوي في النار والعياذ بالله( جهنم) طلبوا من الشيطان الحديث مع أهلهم، فتوجه الأمريكي للشيطان قائلًا له اشتقت لأهلي وأرضي وأريد الاطمئنان عليهم، فوافق الشيطان وأتى بموبايل للأمريكي الذي تحدث لمدة نصف ساعة مع أهله، وعند الحساب طلب الشيطان من الأمريكي مليون ونصف دولار ثمن للمكالمة، وكرر البريطاني طلبه للشيطان ايضا بشوقه للتحدث مع أهله وذويه في لندن، فمنحه الشيطان الموبايل ليتحدث لمدة ربع ساعة، وعند الحساب طلب منه الشيطان مليون جنيه إسترليني، فجاء الدور على الغزاوي الذي طلب نفس الطلب، فمنحه الشيطان الموبايل فتحدث مع ذويه وأهله لمدة ساعتين وربع، وعند الحساب طلب منه الشيطان عشرون دينار فقط، قائلًا له أنك تحدثت مكالمة محلية فغزة جزء من جهنم وليس مكالمة دولية".
تلك الطرفة الساخرة ما هي سوى تعبير صادق عن أوضاع غزة وأحوالها، غزة الباكية دماء.... النازفة ألم ... المحرومة من الابتسام.... هي تلك غزة، فتخيل ماذا ستشاهد فيها؟
إن كنت بغزة ومن هواة السهر أو من هواة العمل في الصباح، وبعد أذان الفجر أي بتمام الساعة الخامسة مساءً تفصل الكهرباء تبعًا لنظام الدور اليومي، وتنتظر حتى الساعة السادسة مساءً وربما تمتد للثامنة مساءً حسب مزاج الموظف المسئول عن إعادة التيار الكهربائي، ثم بعد ذلك تبدأ رحلة أخرى حيث يفصل التيار بعد كل خمس دقائق لمدة نصف ساعة وهكذا دواليك حتى تخرج بحصيلة أعطال للثلاجة والتلفاز وجهاز الحاسوب، والغسالة ... وكله اجر وثواب ومن نصيب الفنيين الذين تبدأ معهم رحلة عذاب في إصلاح الأعطاب، فربما لا تجد قطعة ما، أو يكلفك الإصلاح ثلثي ثمن الجهاز، ولكنك مرغم على إصلاحها لو بأعلى الأثمان لأن السادة مستوردي الأنفاق يجلبوا أردئ الأجهزة ويعرضوها بأغلى الأسعار التي لا يمكن منافستها في قانون الغاب أو الاحتكار ..... والذنب بكل الأحوال ذنبك لأنك لم تعتمد على مولد كهربائي تضعه في بيتك،وأنت وقدرك إما ينفجر ويكون ضحيته نصف أفراد عائلتك كما حدث مع زميلنا الدكتور نسيم أبو جامع، ومع العشرات، وإما أن يحترق منزلك بأكمله، واضعف الإيمان الاستعانة بأقرب صيدلية لجلب المسكنات من صداع الضجيج الصارخ المغلف لأجواء غزة من مولدات الكهرباء، ونصيحتي للجميع عدم الاعتماد على المسكنات لأنها لن تجدي لأن صداع المولدات أقوى من تركيبة المسكنات الكيميائية، فخدها من قصيرها وارض بنصيبك وأمضي حياتك بلا كهرباء.
غزة هي تلك البقعة التي إن أفرغت بها أنبوبة البوتجاز في منزلك عليك أن تبدأ رحلة سفر شاق في البحث عن موزع بوتجاز يعيدها لك بأقرب حال بعد شهر أو ثلاثة، تنتظرها بشوق وحنان، وشهوة جامحة لتغازل جمالها ورونقها الأنثوي العذب، ولكنها بمعظم الأحيان تصلك عارية الصدر لأنها ممتلئة بنصف سعتها، والسبب لدى الموزع الذي يكاد يصفعك إن سألته، هذا الموجود تريد أم لا، فتضطر لدفع ثمنها الذي يعتبر أغلى ثمن أنبوبة بوتجاز بالكون وتمضي لسبيلك، والحقيقة لا أعلم لماذا القائمون على موسوعة جينس للأرقام العالمية غائبون عما يدور بغزة، بل ربما يخشون أن يقرأ البعض الأرقام الغزاوية فيقلدوها وهم هنا محقون، خشية من انتقال عبقرية غزة إلى بقعة أخرى في هذا الكون مترامي الأطراف.
غزة هي تلك البقعة التي يذهب المريض فيها مراجعًا لأحد المستشفيات شاكيًا باكيًا من الآلام فيقابلك الطبيب والممرض – إن قابلوك- بعبوس ونزق وكأنك ارتكب إثم لأنك الله قدر لك مرضًا ما، وأنت ونصيبك فإما أن تلقى بالاستقبال أو بأحد الأقسام ويكون نصيبك أحضان ثلاجة الموتى، أو تفر هاربًا وترضي بقدر رب العباد..... يحدثني صديق أن احد الشباب ذهب لأحد مستشفيات المنطقة الوسطي لعلاج من آلام، فغذ بالممرض يحقنه بحقنه" تسريع المخاض" نسميه باللهجة الغزاوية " الطلق الصناعي" للنساء المتعسرات والمتأخرات في الميلاد، فعندما أصبح الشاب يصرخ وساءت حاله، واكتشف الأطباء خطئهم أغلقوا عليه الغرفة وهربوا، ولولا لطف الله لمات الشاب، والسؤال هنا ما مصير الجنين في رحم هذا الشاب؟!! عجبت لك يا زمان
غزة هي تلك البقعة الساحرة التي يبحث بها أصحاب المشاريع الصغيرة خلال (24) ساعة عن أحد الزبائن يلقى عليهم السلام، في ظل حالة الركود والفقر، فغذ به يهنئ بعدة أفراد تطرق باب محلة من موظفي البلدية وشرطتها، تقدم له استدعاء للمحاكمة، والحكم صادر مسبقًا بغرامة (100 شيكل) وإن لم يدفع يجد نفسه على بورش النظارة – مثل ما بحكي أخوتنى المصريين- وهنا أنصح كل أصحاب المشاريع الصغيرة، بعقد شراكة مع البلدية .... شيل ده عن ده يرتاح ده من ده، والأمثال خير دواء.
غزة تلك البقعة العظيمة من الرخاء .... توجهت مصادفة صباحًا لشراء سجائر فكل محل أدخله يقول لا يوجد، عدة محلات طرقتها نفس الشيء لا يوجد، فاستغربت واستهجنت الأمر، وقلت ربما الأنفاق لم تهرب بعد سجائر، ولكن تفاجأت أثناء عودتي بحديث الناس أن الشرطة الفلسطينية هاجمت المحلات وصادرت كل أنواع السجائر، فابتسمت وقلت ربما ينفذوا الشريعة الإسلامية، وإذ بشاب يقول باسمًا لا نفذوا شريعة مضاعفة الضرائب حيث فرض ضريبة على كل خرطوشة سجائر مبلغ (30 شيكل إضافية) أي نصف ثمنها الأصلي.. عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم... والخيرة فيما اختار الله.
غزة تلك الأنشودة الصباحية، والأهزوجة المسائية التي ننشد لحنها.... ونغني تراتيلها ..... ونسمع حكاويها... ونبتسم لضحكاتها ......... فآه يا غزة آه ......
فإن كنت في غزة هاشم فبصدق لن تستطيع أن تغمض عينيك على رأي قنوات روتانا ولكن من ................يا حبيبتي يا غزة .
" ثلاثة أشخاص أمريكي – بريطاني – غزاوي في النار والعياذ بالله( جهنم) طلبوا من الشيطان الحديث مع أهلهم، فتوجه الأمريكي للشيطان قائلًا له اشتقت لأهلي وأرضي وأريد الاطمئنان عليهم، فوافق الشيطان وأتى بموبايل للأمريكي الذي تحدث لمدة نصف ساعة مع أهله، وعند الحساب طلب الشيطان من الأمريكي مليون ونصف دولار ثمن للمكالمة، وكرر البريطاني طلبه للشيطان ايضا بشوقه للتحدث مع أهله وذويه في لندن، فمنحه الشيطان الموبايل ليتحدث لمدة ربع ساعة، وعند الحساب طلب منه الشيطان مليون جنيه إسترليني، فجاء الدور على الغزاوي الذي طلب نفس الطلب، فمنحه الشيطان الموبايل فتحدث مع ذويه وأهله لمدة ساعتين وربع، وعند الحساب طلب منه الشيطان عشرون دينار فقط، قائلًا له أنك تحدثت مكالمة محلية فغزة جزء من جهنم وليس مكالمة دولية".
تلك الطرفة الساخرة ما هي سوى تعبير صادق عن أوضاع غزة وأحوالها، غزة الباكية دماء.... النازفة ألم ... المحرومة من الابتسام.... هي تلك غزة، فتخيل ماذا ستشاهد فيها؟
إن كنت بغزة ومن هواة السهر أو من هواة العمل في الصباح، وبعد أذان الفجر أي بتمام الساعة الخامسة مساءً تفصل الكهرباء تبعًا لنظام الدور اليومي، وتنتظر حتى الساعة السادسة مساءً وربما تمتد للثامنة مساءً حسب مزاج الموظف المسئول عن إعادة التيار الكهربائي، ثم بعد ذلك تبدأ رحلة أخرى حيث يفصل التيار بعد كل خمس دقائق لمدة نصف ساعة وهكذا دواليك حتى تخرج بحصيلة أعطال للثلاجة والتلفاز وجهاز الحاسوب، والغسالة ... وكله اجر وثواب ومن نصيب الفنيين الذين تبدأ معهم رحلة عذاب في إصلاح الأعطاب، فربما لا تجد قطعة ما، أو يكلفك الإصلاح ثلثي ثمن الجهاز، ولكنك مرغم على إصلاحها لو بأعلى الأثمان لأن السادة مستوردي الأنفاق يجلبوا أردئ الأجهزة ويعرضوها بأغلى الأسعار التي لا يمكن منافستها في قانون الغاب أو الاحتكار ..... والذنب بكل الأحوال ذنبك لأنك لم تعتمد على مولد كهربائي تضعه في بيتك،وأنت وقدرك إما ينفجر ويكون ضحيته نصف أفراد عائلتك كما حدث مع زميلنا الدكتور نسيم أبو جامع، ومع العشرات، وإما أن يحترق منزلك بأكمله، واضعف الإيمان الاستعانة بأقرب صيدلية لجلب المسكنات من صداع الضجيج الصارخ المغلف لأجواء غزة من مولدات الكهرباء، ونصيحتي للجميع عدم الاعتماد على المسكنات لأنها لن تجدي لأن صداع المولدات أقوى من تركيبة المسكنات الكيميائية، فخدها من قصيرها وارض بنصيبك وأمضي حياتك بلا كهرباء.
غزة هي تلك البقعة التي إن أفرغت بها أنبوبة البوتجاز في منزلك عليك أن تبدأ رحلة سفر شاق في البحث عن موزع بوتجاز يعيدها لك بأقرب حال بعد شهر أو ثلاثة، تنتظرها بشوق وحنان، وشهوة جامحة لتغازل جمالها ورونقها الأنثوي العذب، ولكنها بمعظم الأحيان تصلك عارية الصدر لأنها ممتلئة بنصف سعتها، والسبب لدى الموزع الذي يكاد يصفعك إن سألته، هذا الموجود تريد أم لا، فتضطر لدفع ثمنها الذي يعتبر أغلى ثمن أنبوبة بوتجاز بالكون وتمضي لسبيلك، والحقيقة لا أعلم لماذا القائمون على موسوعة جينس للأرقام العالمية غائبون عما يدور بغزة، بل ربما يخشون أن يقرأ البعض الأرقام الغزاوية فيقلدوها وهم هنا محقون، خشية من انتقال عبقرية غزة إلى بقعة أخرى في هذا الكون مترامي الأطراف.
غزة هي تلك البقعة التي يذهب المريض فيها مراجعًا لأحد المستشفيات شاكيًا باكيًا من الآلام فيقابلك الطبيب والممرض – إن قابلوك- بعبوس ونزق وكأنك ارتكب إثم لأنك الله قدر لك مرضًا ما، وأنت ونصيبك فإما أن تلقى بالاستقبال أو بأحد الأقسام ويكون نصيبك أحضان ثلاجة الموتى، أو تفر هاربًا وترضي بقدر رب العباد..... يحدثني صديق أن احد الشباب ذهب لأحد مستشفيات المنطقة الوسطي لعلاج من آلام، فغذ بالممرض يحقنه بحقنه" تسريع المخاض" نسميه باللهجة الغزاوية " الطلق الصناعي" للنساء المتعسرات والمتأخرات في الميلاد، فعندما أصبح الشاب يصرخ وساءت حاله، واكتشف الأطباء خطئهم أغلقوا عليه الغرفة وهربوا، ولولا لطف الله لمات الشاب، والسؤال هنا ما مصير الجنين في رحم هذا الشاب؟!! عجبت لك يا زمان
غزة هي تلك البقعة الساحرة التي يبحث بها أصحاب المشاريع الصغيرة خلال (24) ساعة عن أحد الزبائن يلقى عليهم السلام، في ظل حالة الركود والفقر، فغذ به يهنئ بعدة أفراد تطرق باب محلة من موظفي البلدية وشرطتها، تقدم له استدعاء للمحاكمة، والحكم صادر مسبقًا بغرامة (100 شيكل) وإن لم يدفع يجد نفسه على بورش النظارة – مثل ما بحكي أخوتنى المصريين- وهنا أنصح كل أصحاب المشاريع الصغيرة، بعقد شراكة مع البلدية .... شيل ده عن ده يرتاح ده من ده، والأمثال خير دواء.
غزة تلك البقعة العظيمة من الرخاء .... توجهت مصادفة صباحًا لشراء سجائر فكل محل أدخله يقول لا يوجد، عدة محلات طرقتها نفس الشيء لا يوجد، فاستغربت واستهجنت الأمر، وقلت ربما الأنفاق لم تهرب بعد سجائر، ولكن تفاجأت أثناء عودتي بحديث الناس أن الشرطة الفلسطينية هاجمت المحلات وصادرت كل أنواع السجائر، فابتسمت وقلت ربما ينفذوا الشريعة الإسلامية، وإذ بشاب يقول باسمًا لا نفذوا شريعة مضاعفة الضرائب حيث فرض ضريبة على كل خرطوشة سجائر مبلغ (30 شيكل إضافية) أي نصف ثمنها الأصلي.. عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم... والخيرة فيما اختار الله.
غزة تلك الأنشودة الصباحية، والأهزوجة المسائية التي ننشد لحنها.... ونغني تراتيلها ..... ونسمع حكاويها... ونبتسم لضحكاتها ......... فآه يا غزة آه ......
فإن كنت في غزة هاشم فبصدق لن تستطيع أن تغمض عينيك على رأي قنوات روتانا ولكن من ................يا حبيبتي يا غزة .
0 comments:
إرسال تعليق