حلم العيد/ ريم بهاء الدين دغمش
أقبل العيد يا أبي..
وإني ككل الصغار..
أحلم بثوب جديد.. وبأرجوحة..
وبعصافيرٍ ملونه..
قالت لي أمي مرةً..
أني إلى كل القلوب قريب..
وأنني أنا العيد.. وأنني..
لها الصديق الوفي والحبيب..
فلماذا أنا عن قلبك يا أبي ..
بعيدٌ.. بعيدٌ ....؟
.............................
أبي
ياأيها الطيف المرفرف في خيالي..
الحزن يسكن غرفتي..
والوحدة هي صديقتي
لأيام كثيرة وليالي...
لعلك الآن يا أبي..
مع زوجتك الجديدة
ترقص في ابتهال..
لاعليك مني يا أبي ...
فإن عيدك عيدي وفرحك فرحي..
لاعليك مني يا أبي الغالي..
فقلبي الصغير لايعرف الضغينهْ
ولايتقن إلا الحب والحنينا..
إلى أمي حيناً .. وإليك حينا..
.........................
لقد مسحت دموعها بيديّ الصغيرتين..
ناديت عليك طويلاً ..
وانتظرتك طويلا..
عللك تأتي يوماً..
فتأخذنا بحضنك جميعا..
..………… ...........
بحثت عنك بين وجوه كثيرة...
وبين السيارات..
حلمت بلعبة تحملها إلي..
وبقبلة.. وبعلبة حلوى...
لكنك تأخرت كثيراً..
حتى تعبت قدماي الصغيرتان من الوقوف على النافذه..
وداعب النوم عينيّ ..
وأقبل العيد وأنا أنتظر..
وأحلم بثياب العيد ..
وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه..
....................................
اعذر طول رسالتي يا أبي..
اعذر لي حلماً بريئاً..
حملته اليك دموعاً
ولكنك ...هربت.. ولم ترني عيناك..
صرخت كثيراً فلم تسمعني أذناك...
ناديت بأعلى صوتي ...
بابا..
ولكن صفعتني يداك...
...................
أقبل العيد يا أبي..
وإني أرى الأطفال يلعبون..
يركضون مع آبائهم ويمرحون..
وأنا مازلت أقف على النافذة..
يسكنني التعب والشجون..
وأسأل أمي.. أين بابا..
فتجيبني دمعة في عينيها..
وتبتسم..
تقول لي أنك آت قبل الشتاء...
لتضمني إلى صدرك كل مساء..
وتطعمني بيديك طعام العشاء...
ولكنني يا أبي
لا أريد الا كسرة خبز وماء
أتناولها معك...
فأنسى العذاب والشقاء...
.........................
لفد أخبرتني أمي يا أبي..
أنك وفي ودود..
وأنك عربي اصيل الجدود...
وأنك محب وراعي العهود...
لك قلب كريم ونفس تجود...
لم تقل لي..
أنك أحرقت ربيعها
شبابها و عمرها...
وأضعت توسلاتها بين هجرٍ وصدود...
قتلت طفولتي.. برائتي.. والورود...
وأنك بنيت داراً لامرأةٍ لئيمة..
من أيام عمري ودمي..
ولحمي الطري.....
وأنك كنت لها عدواً...
لدوداً لئيماً حقود....
بل قالت لي عنك خيراً..
كل الخير..
فلم أحمل لك كرهاً أو جحود...
ولكن لماذا لا أشبهك في قسوتك...
مع أنني نسخةٌ مصغرةٌ عنك..
يداي.. عيناي... شفتاي والخدود...
...............................
هل كان عيشك مع أمي حراما جائزاً
وحلالاً مستحيلا....
أم أن اسمي كان عاراً عليك
أمام أصدقاؤك
ففضلت أن تقضي وقتك معهم..
وأن تمنحهم ولاؤك...
فمرةٌ إياد .. وتارةٌ خليلا...
لا تنعتها بالكذب يا ابي
فان كذبت امي واخطأت
فهل تكذب صلاتها في الليل..
وبكاؤها الطويلا..
هل أمي كانت عليك هماً ثقيلا...
فدفعت في ثمناً قليلا...
وكتبت علي أن أحيا يتيماً ذليلا..
أم أنك عاقبتني على ذكورتي...
هل كنت ستتمسك بي...
ان خلقني الله أنثى ...
لتحمي عذريتي والبكورة...
علام عاقبتني يا أبي..
وهل يعاقب الإله الذكورة..؟
.....................
رضيت لنا يا أبي عيشة الذل والهلاك..
نحيا كالأيتام..
وتنهش لحمنا الضباع المسعورة..
وأنت تتفرج.. وتنتظر دورك..
حتى تنهش اللقمة الأخيرة..
...........................
لن ترضى لي أمي
أن أعيش عالة عليك إلى الأبد..
وأن تلعن الساعة التي جمعتك بها..
وتلعن البطن التي حملتني والكبد..
ولكن الحياة قاسية يا أبي..
وما من رحمةٍ في قلب أحد..
ليس لنا الا الغرفة الصغيرة..
تضمنا في صمت رهيب..
تطبق علينا في الليل جدرانها الكبيرة ..
................
أكتب إليك يا أبي..
لا استعطافاً ولا مسكنه...
ولا أرجو منك مكرمه..
فأنا أعرف أنك ذهبت إلى المحكمه..
لتراني يوماً في الأسبوع..
أو في الشهر..
أو في السنه..
وأنك تصدقت علي أنت وزوجتك المتدينه..
بدولارات رخيصة مزينه..
تخدعون بها أنفسكم..
وضمائركم النائمة..
تريدون أن تطعموني.. علقماً مسكراً..
وأفكاركم المسممه..
وأن تقتلوا في العيد .. عصافيري الملونه..
............................
أكتب إليك يا أبي..
ليس عقوقاً أو جحود...
بل حباً وشوقاً ليس له حدود..
مازلت أحلم ..
أن تنتهي العاصفه..
التي عرتنا جميعاً من الثياب والجلود..
أحلم بأقواس قزح.. وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه..
وإني ككل الصغار..
أحلم بثوب جديد.. وبأرجوحة..
وبعصافيرٍ ملونه..
قالت لي أمي مرةً..
أني إلى كل القلوب قريب..
وأنني أنا العيد.. وأنني..
لها الصديق الوفي والحبيب..
فلماذا أنا عن قلبك يا أبي ..
بعيدٌ.. بعيدٌ ....؟
.............................
أبي
ياأيها الطيف المرفرف في خيالي..
الحزن يسكن غرفتي..
والوحدة هي صديقتي
لأيام كثيرة وليالي...
لعلك الآن يا أبي..
مع زوجتك الجديدة
ترقص في ابتهال..
لاعليك مني يا أبي ...
فإن عيدك عيدي وفرحك فرحي..
لاعليك مني يا أبي الغالي..
فقلبي الصغير لايعرف الضغينهْ
ولايتقن إلا الحب والحنينا..
إلى أمي حيناً .. وإليك حينا..
.........................
لقد مسحت دموعها بيديّ الصغيرتين..
ناديت عليك طويلاً ..
وانتظرتك طويلا..
عللك تأتي يوماً..
فتأخذنا بحضنك جميعا..
..………… ...........
بحثت عنك بين وجوه كثيرة...
وبين السيارات..
حلمت بلعبة تحملها إلي..
وبقبلة.. وبعلبة حلوى...
لكنك تأخرت كثيراً..
حتى تعبت قدماي الصغيرتان من الوقوف على النافذه..
وداعب النوم عينيّ ..
وأقبل العيد وأنا أنتظر..
وأحلم بثياب العيد ..
وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه..
....................................
اعذر طول رسالتي يا أبي..
اعذر لي حلماً بريئاً..
حملته اليك دموعاً
ولكنك ...هربت.. ولم ترني عيناك..
صرخت كثيراً فلم تسمعني أذناك...
ناديت بأعلى صوتي ...
بابا..
ولكن صفعتني يداك...
...................
أقبل العيد يا أبي..
وإني أرى الأطفال يلعبون..
يركضون مع آبائهم ويمرحون..
وأنا مازلت أقف على النافذة..
يسكنني التعب والشجون..
وأسأل أمي.. أين بابا..
فتجيبني دمعة في عينيها..
وتبتسم..
تقول لي أنك آت قبل الشتاء...
لتضمني إلى صدرك كل مساء..
وتطعمني بيديك طعام العشاء...
ولكنني يا أبي
لا أريد الا كسرة خبز وماء
أتناولها معك...
فأنسى العذاب والشقاء...
.........................
لفد أخبرتني أمي يا أبي..
أنك وفي ودود..
وأنك عربي اصيل الجدود...
وأنك محب وراعي العهود...
لك قلب كريم ونفس تجود...
لم تقل لي..
أنك أحرقت ربيعها
شبابها و عمرها...
وأضعت توسلاتها بين هجرٍ وصدود...
قتلت طفولتي.. برائتي.. والورود...
وأنك بنيت داراً لامرأةٍ لئيمة..
من أيام عمري ودمي..
ولحمي الطري.....
وأنك كنت لها عدواً...
لدوداً لئيماً حقود....
بل قالت لي عنك خيراً..
كل الخير..
فلم أحمل لك كرهاً أو جحود...
ولكن لماذا لا أشبهك في قسوتك...
مع أنني نسخةٌ مصغرةٌ عنك..
يداي.. عيناي... شفتاي والخدود...
...............................
هل كان عيشك مع أمي حراما جائزاً
وحلالاً مستحيلا....
أم أن اسمي كان عاراً عليك
أمام أصدقاؤك
ففضلت أن تقضي وقتك معهم..
وأن تمنحهم ولاؤك...
فمرةٌ إياد .. وتارةٌ خليلا...
لا تنعتها بالكذب يا ابي
فان كذبت امي واخطأت
فهل تكذب صلاتها في الليل..
وبكاؤها الطويلا..
هل أمي كانت عليك هماً ثقيلا...
فدفعت في ثمناً قليلا...
وكتبت علي أن أحيا يتيماً ذليلا..
أم أنك عاقبتني على ذكورتي...
هل كنت ستتمسك بي...
ان خلقني الله أنثى ...
لتحمي عذريتي والبكورة...
علام عاقبتني يا أبي..
وهل يعاقب الإله الذكورة..؟
.....................
رضيت لنا يا أبي عيشة الذل والهلاك..
نحيا كالأيتام..
وتنهش لحمنا الضباع المسعورة..
وأنت تتفرج.. وتنتظر دورك..
حتى تنهش اللقمة الأخيرة..
...........................
لن ترضى لي أمي
أن أعيش عالة عليك إلى الأبد..
وأن تلعن الساعة التي جمعتك بها..
وتلعن البطن التي حملتني والكبد..
ولكن الحياة قاسية يا أبي..
وما من رحمةٍ في قلب أحد..
ليس لنا الا الغرفة الصغيرة..
تضمنا في صمت رهيب..
تطبق علينا في الليل جدرانها الكبيرة ..
................
أكتب إليك يا أبي..
لا استعطافاً ولا مسكنه...
ولا أرجو منك مكرمه..
فأنا أعرف أنك ذهبت إلى المحكمه..
لتراني يوماً في الأسبوع..
أو في الشهر..
أو في السنه..
وأنك تصدقت علي أنت وزوجتك المتدينه..
بدولارات رخيصة مزينه..
تخدعون بها أنفسكم..
وضمائركم النائمة..
تريدون أن تطعموني.. علقماً مسكراً..
وأفكاركم المسممه..
وأن تقتلوا في العيد .. عصافيري الملونه..
............................
أكتب إليك يا أبي..
ليس عقوقاً أو جحود...
بل حباً وشوقاً ليس له حدود..
مازلت أحلم ..
أن تنتهي العاصفه..
التي عرتنا جميعاً من الثياب والجلود..
أحلم بأقواس قزح.. وبأرجوحه..
وبعصافيرٍ ملونه..
0 comments:
إرسال تعليق