حاجتي ليست في قوافلكم/ أسعد البصري

قبل أن تكتب شعراً ، تَوَقَّف . سأُعَلّمكَ كيف تمزج القرآن بالماء أوّلا . كان قلبي يحفظ سورة الإخلاص و " جزو عَمَّ " حتى إذا قرأتُ في حجرها بلا توقف ، أرسَلَتْنِيْ أفتح فمي تحت سماء البصرة في الشتاء . خمس ساعات ، وفمي مفتوح تحت المطر ، يخضَرّ لساني ، في بستان النخيل النائي . يا ولدي ذلك ليمتليء قلبك بالقرآن و ماء السّماء . تذكّر بأن سماء البصرة أرضعتْكَ . فأمسك لسانك حتى تبلغ الأمان . فقد يقتلك الأولاد في البستان ، أو في ساحة المدرسة .

اتركوني هنا ، في ظل هذه الشجرة . واذهبوا على بركة الله ، طريقكم طويلة . لا تنسوا المال ، والبنين ، و لذة العيش . اركضوا ، و ناموا ، و ضاجعوا ، وابتلعوا الدواء . دائماً دعوا أبوابكم مفتوحة للضيوف ، لئلا يصيبكم الفقر والعزلة . أما أنا ، فجليس تلك الشجرة على النهر ، مع الكلمات القديمة . أقولها يوما بالطريقة التي شاء لها الرب . إن الريح تعبث بأوراق الشجر ، كما تعبث القصائد بقلبي . أنجبتني أمي في الخريف ، وفيه ، تنطَلِقُ الكلماتُ من روحي كلها . أيها الناس ، انطلقوا على بركة الله ، حاجتي ليست في قوافلكم . هذه ابنتي أطعموها ، و أحسنوا مثواها . وهذه راحلتي ، تَعِبَتْ من شرودي ، و سفري إلى الليل الطويل . اغلقوا باب العالم وراءكم .

CONVERSATION

0 comments: