لا اهلاً ولا سهلاً بالقرضاوي شيخ الفتنة..!/ شاكر فريد حسن

من المقرر أن يصل الى قطاع غزة يوسف القرضاوي ، صاحب الفتاوى التي تثير الفتنة والاشكاليات بين شعوبنا العربية ، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . وتاتي هذه الزيارة في سياق محاولات تعزيز وتكريس الانقسام على الساحة الفلسطينية والدفع باتجاه كينونة سياسية مستقلة وتخليد الامارة الحمساوية في غزة .
وكون القرضاوي في هذا المنصب والموقع الرفيع المؤثر، فمن الأجدر به أن يكون من دعاة وحدة صف العرب والمسلمين ، ووحدة الأمة العربية من محيطها وحتى خليجها، ووحدة الشعوب المظلومة المغبونة المقهورة المضطهدة المناضلة ضد الاحتلال والاستعمار الاجنبي ، وفي سبيل حريتها وانعتاقها واستقلالها الوطني .لكن في الحقيقة والواقع انه ليس هكذا ، فهو من دعاة الشرذمة والتفرقة والبغضاء والضغينة ، ويعمل بل يسعى الى تسعير الخلاف بين ابناء امتنا العربية الاسلامية ، وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية في مجتمعاتنا.
فالقرضاوي المترف المشبع والمتخم بأموال النفط والبترودولار ،ودنانير مشيخات الخليج وقطر ، وتبر الشيخة موزة والشيخ حمد ، الذي نصّب نفسه وصياً على الدين والاسلام ، والاسلام منه براء، يفتي وفق اجندة خارجية ، وحسب "الدفع" و"القبض" ، وقد غدا بوقاً للسلاطين في جوقة التضليل والتطبيل والتزييف والنفاق والاستجداء ، وتحول الى سكين في صدر المسلمين ، وخنجر في الجسد العربي .  انه صاحب أفكار انغلاقية واقصائية حاقدة ، ويمارس الكذب والرياء والتلون والعهر الديني ، ويعتبر صديقاً حميماً وودوداً ومخلصاً للسيد الامريكي ، وهو منحاز بشكل علني وواضح الى معسكر قوى البغي والشر والعدوان والاستعمار والرجعية ، التي تحيك وتغزل المؤامرات التي تستهدف شعوبنا وامتنا العربية ، وتعمل على تعميق الفتنة الطائفية والمذهبية لخدمة هذا الهدف والغرض .
لقد تعدى القرضاوي كل الخطوط والحدود والحواجز الدينية والموانع الانسانية ، وسقطت عن عورته ورقت التوت التي تغطيها ، وذلك بفتاوى الفتنة القذرة التي يطلقها جهارة ، وبتصريحاته وتفوهاته وخزعبلاته ومواقفه الصريحة الخنوعة ، التي تدعو بكل وضوح لتدخل اجنبي في الأحداث العربية الجارية ، وفي حل الأزمة السورية ، وتقديم المساعدة والدعم المالي والمعنوي والسياسي لقوى الارهاب التكفيرية الظلامية المسلحة ، التي تشكل ما يسمى بـ "جبهة النصرة" .
ولم يتردد هذا المأفون في التحريض وافتعال الصراعات وتأجيج المشاعر الدينية والتطاول على شرفاء ورموز امتنا العربية في المرحلة الراهنة في زمن الخنوع والمتاجرة بالدين ، وزمن الذل والعار والتوسل والعهر العربي ، واصدار الفتاوى التي تصب المزيد من الزيت على نار الطائفية البغيضة ، التي تعصف بأمتنا العربية ومجتمعاتنا العربية والاسلامية ، بدلاً من اخمادها ووادها وافتلاعها من جذورها لما لها من انعكاسات مستقبلية وآثار ضارة ومدمرة على حياة وغد شعوبنا المعذبة . فقد هاجم الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي ، وحرّض على مقتله قبل أيام قليلة من استشهاده ، متهماً اياه بـ "فاقد الهوية والعقل" بسبب مناصرته للنظام السوري .
وفي خطبة يوم الجمعة الاخير بمسجد عمر بن الخطاب شنّ هجوماً شرساً حاقداً حاداً على حزب اللـه وعلى امينه العام الشيخ حسن نصراللـه ، واطلق عليه حزب "الشيطان والطغيان" متوعداً نصر اللـه بالهزيمة !
وفي خطبة سابقة في المسجد المذكور نفسه أجزل الشكر للولايات المتحدة الامريكية على دعمها السخي لمليشيات "الجيش الحر" في سورية ، وأجاز للسوريين الطلب من الدول الغربية الاستعمارية وقوات حلف الناتو التدخل في شؤون بلادهم ، وطالب الامريكيين بالتغلغل واجتياح العاصمة السورية دمشق لتخليص الشعب السوري من حكم بشار الأسد . كما هاجم الموقف الروسي والصيني من تداعيات الاحداث ومجرياتها في سورية معتبراً روسيا والصين من اعداء الأمة ، داعياً حجاج بيت اللـه الحرام بالدعاء عليهما في مكة المكرمة.
وقبل ذلك أصدر فتوى تجيز اغتيال القذافي ، ودعا الى عدم التصويت لمن هم من غير المسلمين في الانتخابات المصرية ، وانما للاخوان المسلمين معتبراً غيرهم من الملحدين والكافرين والعلمانيين ، وان التصويت للأخوان هو أمر شرعي.
ان هذه المواقف التي قالها وصرح بها القرضاوي امام المصلين، وعلى المنابر ، وفي الفضائيات، كافية وحدها كشف وتبيان حقيقة هذا الرجل المتأسلم ، شيخ ورمز الفتنة والتفرقة الطائفية والمذهبية . وقد احسنت صنعاً القوى الوطنية والديمقراطية والسياسية الفلسطينية حين اعلنت رفضها لزيارة القرضاوي المشؤومة لغزة ، كونها زيارة مشبوهة تعزز الانقسام والانفصال ، وانها لن تشارك في استقباله على ضوء مواقفه وتصريحاته التي تخدم اعداء الوطن والشعب والأمة .
اننا ندين كل مواقف وتصريحات القرضاوي ، وجميعنا مدعوون الى تعريته والتصدي له، وعزله من منصبه ، واخراس صوته النشاز، ونقول له لا اهلاً ًولا سهلاً بك في غزة هاشم ، فانت شخص غير مرغوب ، وغير مرحب به، وعد من حيث جئت .

CONVERSATION

0 comments: