وثائق ويكيليكس ..بين كشف المستور وضرورات المرحلة القادمة!/ محمد الياسين

الميزة لهذه الوثائق تكمن في انها لم تكشف في العراق فهذا الآمر يعد من المستحيلات وكذلك لم تكشف في دولة عربية فكان من المحتمل لو تم هذا الامر ان يلملم في ليلة وضحاها بسبب ما جاء في الوثائق من ادلة دامغة على جرائم الجيش الأمريكي والبريطاني في العراق فلهذه الدولتين علاقات وطيدة مع اغلب الدول العربية و تساعدها على لملمة الآمر في غضون ساعات على الرغم من كشفها حقائق هامة بقدر اهمية جرائم الامريكيين والبريطانيين ، ان لم تكن اهم من حيث الاشارة الى الدور الايراني الخبيث الرامي الى اضعاف العراق وشعبه وتقسيم البلاد وفق رؤية ايرانية الى طوائف واديان وقوميات تتناحر فيما بينها ليسهل بذلك اتمام المخطط الايراني في السيطرة على العراق بالكامل والانطلاق منه نحو دول الخليج والمنطقة العربية. فقد جاء كشف تلك الوثائق السرية من لندن احدى عواصم الاتحاد الاوربي وحليفة واشنطن في غزو واحتلال العراق لذا فان كشف وثائق عن جرائم الجيش البريطاني في العراق شكل ضجة عالمية وصدمة في الراي العام الدولي .
آما الميزة الاخرى لهذه الوثائق فهي تكمن في الاشخاص الذين كشفوا عنها فهم ليسوا عراقيين وانما اميركيون فلوا كان من كشف تلك الوثائق عراقيين لاتهموا بانهم ارهابين وضد الديمقراطية وان تلك الوثائق مزورة! مما سد الطريق على الامريكيين والبريطانيين وكذلك حكومة المالكي فيما لو حاولوا التشكيك بصحة تلك الوثائق فان كشفها من قبل امريكيين وفي لندن اعطى للقضية مصداقية اكبر مما لو كشفت من قبل جهة عراقية او حتى عربية .
ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان هنالك الالاف من الادلة الموثقة بمختلف اشكال التوثيق لجرائم وحالات تعذيب ارتكبتها القوات الامريكية وحكومة المالكي والميليشيات والجماعات التكفيرية التابعة لايران ضد المواطنين العراقيين بحوزة القوى الوطنية العراقية والمنظمات الحقوقية والانسانية ؛ لذا فقد اصبح من المهم ان تكشف وتضاف الى الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس وتقدم كادلة ثبوتيه الى المحاكم الدولية المختصة بجرائم الحرب لتقديم كل من تلطخت يداه بدماء العراقيين الى المحاكم المختصة لينال جزاءه العادل.
كاتب وسياسي عراقي مستقل
0 comments:
إرسال تعليق