في جريدة اليوم السابع بتاريخ 22 الجاري كتب احد المغمورين عن هجوم موريس صادق المحامي علي مصر لإعلان دعمه اللا محدود للكيان الصهيونى وكان طلب بدعوته للمسيحيين المصريين التبرع بملايين الدولارات لإسرائيل لدعم أمنها وسياساتها كدولة يهودية، وفقا لما نشره موقع "عنيان ميركازى" الإخبارى الإسرائيلى....وطبعا هذا الكلام نشجبه بشدة ولانقبله ابدا علي وطننا ونرفض هذا الاسلوب المشين الذي لانقبله كمصريين مسيحيين وكتبت غاضبا عن هذا الجنون.
الا ان الكاتب المذكور اثار غضبي بشدة حينما وضع موريس صادق في خانة يعقوب" الخائن "في نظره المحدود والقاصر.. للاسباب التالية :ان الكاتب جاهل بالتاريخ ومزور له ولم يقرأ التاريخ ولكن قالوا له وقد اخذ بنظام العنعنة ,واذا كان قرأ بعضا من التاريخ فاكتفي بالكتاب المتأسلمين الذين يروا النور ظلاما والوطنية خيانة او بمعني اصح لايقبلوا وطنية مسيحي مهما قدم من تضحيات او يرضوا بموقف رائع لرجل قبطي , ,وكأنهم احتكروا الوطنية والسياسة لهم دون غيرهم , في حين ان التاريخ الصادق والحقيقي يقول عكس ذلك تماما ولا اريد الاستطالة في هذا الموضوع تفاديا للحساسية وحتي يمكن التئام الجروح وان كان من الصعب التئامها الابعد تطهيرها واظن هذا اضحي من الامور الصعبة ,لان الثقافة والفكر الديني يكرسان الاختلاف والكراهية .فكيف اذن يجني من الشوك تينا !!!!!
وعليه فقد ارسلت لجريدة اليوم السابع ردا كافيا وموثقا عن الجنرال يعقوب ولكن اعرف مسبقا ان الجريدة ترفض نشر مقالاتي باستمرار دون سبب يذكر حتي ولو لذر الرماد في العيون اوحق الرد المشروع اولتصحيح المفاهيم الخاطئة مثل الصحف المحترمة التي نتعامل معها في الغرب .. لكن للاسف اصبحت جرائدنا وصحفنا المصرية لاتعني الا بالاتهام والتشهير دون اظهار الحق او اتاحة الفرصة للرد او الدفاع ... وهذا شأن اعلام الدول المتخلفة اعلام مسيس ومتأسلم وفاسد .واكتفي ان اوضح الحقيقة الموثقة التي لايدنو منها باطل او يقترب اليها شكا امام قراء المواقع المحترمة وهم كثر والحمد لله بل عدد قراءها يفوق كثير قراء هذه الصحف .
هنا في المهجر استهجنا كلام موريس صادق ورفضناه بشدة ودحضنا مهاتراته وهو لايمثل اي قبطي في المهجر او اي جهة او مؤسسة فهو لايمثل الا نفسه فقط ولا يعبر عن رأي احد منا, نرفض بشدة كل ماتفوه به, فمصر امنا ووطن يعيش فينا وفي خاطرنا ووجاننا ... مصر الحضارة مصر التاريخ مصر العلم مصر الحاوية للثقافات المتعددة وموئلا للاديان المختلفة يحفظها الله من كل سوء ... جنة الرب كأرض مصر تك ۱۳:۱٠ ومبارك شعبي مصر اش25:19.
ولكن حينما نشبه موريس صادق بالجنرال يعقوب ونتهمه بالخيانة هذا اجحافا بالتاريخ وتكذيبا للمؤرخين الثقات واجتثاثا للحق المؤيد بالوثائق والشهادات, وافتئاثا وظلما لتاريخ الجنرال يعقوب , واسوق للسيد قطب العربي مادونه المؤرخون عن يعقوب الوطني الحر صاحب النظرة المستقبلية لحياة افضل وتحريرا للوطن من يد العثمانيين الغاشم ومن قبضة الاتراك الظالمة التي اذلت المسلم والمسيحي معا وسخرت كل المصريين لصالح الاستانة ولرفاهية الباب العالي علي حساب شعب يستجدي الحرية .
يقول محقق التاريخ الاستاذ عبد العزيز جمال الدين في كتابه المسيحية في مصر اصدار دار اخباراليوم مايلي:من يتهم الجنرال يعقوب حنا بالخيانة لأنه عمل مع الفرنسيين فهو غريب عن تاريخ مصر , لأن شيوخ مصر المسلمين كانوا يخدمونالفرنسيين ايضا وكانوا من أعضاء الديوان الذي حكم مصر باسم الفرنسيين.
غادر مع القوات الفرنسية علي المراكب الانجليزية عدد كبير من المصريين المسيحين وعدد قليل من المسلمين ممن خاف علي نفسه ويذكر منهم بعض اسماء مثل عبدالعال الاغا ويوسف الحموي وآخرين بصحبة الجنرال يعقوب وعائلتة وبعض اقربائه, وقد سمي يعقوب هذه المجموعه التي رحلت معه بالوفد المصري, وضم هذه المجموعة عدد من المترجمين لغرض ترجمة المناقشات مع المسئولين البريطانيين والفرنسيين حال التقدم بمشروع الاستقلال الاول لمصر. وهذا يؤكد هدف يعقوب الاساسي من مغادرته البلاد .
وكانت لفتة طيبة من الجنرال يعقوب بزيارته قبطان باشا حسين في قصرة قبل سفره حيث حاول قبطان ان يثنيه عن عزمه في السفر لللاستفاده بجهوده وافكاره , الا ان يعقوب آثر الرحيل لانه يحمل هدفا ساميا يريد تحقيقه... اما هذا الهدف فأتركه لشيوخ المؤرخين وعلماء التاريخ :
يقول عميد المؤرخين د. محمد شفيق غربال : ...أما سبب هجرة يعقوب انما لتحقيق مشروع خطير وهو السعي لدي الحكومات الاوربية لتحقيق استقلال مصر , ولا اظن ان خروج يعقوب كان للخلاص بنفسه, فمثله ممن يمكنهم تصفية الحساب الماضي مع العثمانيين المنتصرين, وقد حاول القبطان باشا ان يغريه بالبقاء في مصر ووعده ومناه, ولكنه رفض وآثر الرحيل للعمل في ميدان جديد.
ويقول د. محمد صبري في مؤلفه تاريخ مصر الحديث : ان يعقوب في بداية الاحتلال الفرنسي التحق بخدمة الفرنسيين الذين يحملون رآية الحرية وبارح مصر علي رأس وفد مصري مؤلف من أعيان القبط وبعض المسلمين وكانت فكرته الاساسية مخاطبة انجلترا في أمر استقلال مصر , ولكن وفاته العاجلة في الطريق قضت علي مشروع مفاوضة دول اوربا في ذلك الاستقلال .
ويقول د. احمد عزت عبد الكريم : المعلم يعقوب كان من عيون القبط في مصر أيد الفرنسيين في قتالهم المماليك فمنحوه رتبة الجنرالية , وادرك يعقوب عند رحيل الفرنسيين ان الوقت قد حان لتقرير المسألة المصرية علي نحو يضمن استقلال البلاد وهي تتمتع بكل مقوماته .
ويذكر جاك تاجرعن سلامه موسي انه كتب في مذكراته التي نشرت في جريدة مصر بتاريخ26-11-1946 عدة مقالات يمجد فيها اعمال الجنرال يعقوب الذي اعتبره أول من رفع صوته في مصر وفي أوربا مطالبا بحرية البلاد واستقلالها .
ويقول د.لويس عوض : ولكن الجنرال يعقوب كان يحمل في جعبته مشروعا خطيرا كان في نيته عرضه علي الانجليز والفرنسيين وهذا هو مشروع استقلال مصر ,
ونشرت الجمعية الجغرافية وثائق جديدة في اوراق وزارة الخارجية البريطانية تحت عنوان "مصر المستقلة"مشروع سنة 1801م,ويقول مسيو جورج دوانان هذه الوثائق تدل عل ان فكرة الاستقلال المصري التي نشأت في كنف حملة بونابرت قد اشرق نورها في نفوس المصريين في مستهل القرن التاسع عشر فان احدهم وهو المعلم يعقوب القبطي قد تصدي للترجمة عما في ضميرهم لو لم يصيبه ميتة عاجلة حالت بينه وبين الدفاع عن قضيته امام حكومات اوربا .
ولضيق المساحة أكتفي بأقوال هؤلاء المؤرخون , لان الذين أرخوا وأيدوا سبب خروج يعقوب لعرض مشروع الاستقلال عدد لاحصر لهم ..فكيف ياسادة نتهم الجنرال يعقوب بالخيانة والاسوأ ان نحط من قامته ووطنيته ونشبه موريس صادق به ..فالمقارنة ليست في محلها ابدا وهذا افتئاثا للتاريخ وظلم لرجل وطني ظلمه بعض الجهلاء !!!!
0 comments:
إرسال تعليق