ما أن صرح ياسر عبد ربه المشهور بتغريده خارج السرب باستعداده للاعتراف بما يسمى يهودية الدولة مقابل دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 وخريطة واضحة لذلك تحدد ما هي "اسرائيل"، حتى تعرض للهجوم من كل حدب وصوب، من الجميع فصائل وشخصيات ومؤسسات، منهم من دعى للجمه، ومنهم من طالب بمحاكمته، وآخرون بين هؤلاء اعتبروا تصريحاته خيانة في وضح النهار، حتى أنه اضطر لنفي ما صرّح به رغم أنه نشر ووزع وعمم!
الحقيقة أن موقف ياسر عبد ربه موقف متقدم وبمراحل عن موقف مرؤوسيه، السابق منهم والحالي، فرغم خطورة ما أدلى به من تصريحات ليست الأولى في مسلسل التنازلات الخطيرة، ورغم تلك الحملة عليه وهو بالتأكيد يستحقها، إلا أن ما يثير الدهشة هو التعامل مع الأمر على طريقة " ما قدرش على الحمار اتشطر عالبردعة"!
ما نقصده هنا أن عبد ربه بتصريحه الأخير لم يشذ عن القاعدة، بل أنه ربط الاعتراف الخياني ان حصل بالدولة وحدودها، في الوقت الذي تنازل غيره وبدون ثمن أو مقابل، وفي ذات الموضوع، ولم نسمع من خونهم أو صرّح ضدهم، رغم أن ما تفوهوا به أخطر وبكثير، ورغم أن حملات مضادة شنّت في حينها علينا لأننا جرّمنا - وما زلنا - ذات المواقف والتصريحات.
حتى لا نطيل، نعيد نشر تصريحات واضحة لا لبس فيها، موثقة بالتاريخ والمكان والحضور، لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح السابق ياسر عرفات، ولزعيم منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح الحالي محمود عبّاس، وفي كلا التصريحين اعتراف واضح "كريستالي" بما يسمى يهودية الكيان المغتصب:
ياسر عرفات:
في حديث مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرته الجمعة 18-6-2004 تعهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالسيطرة على غزة بعد انسحاب إسرائيل من القطاع، والتصدي للناشطين الفلسطينيين الذين لا يلتزمون بالقانون، وقال: إنه يتفهم حاجة إسرائيل للحفاظ على هويتها اليهودية، معربا عن استعداده للتخلي عن حائط البراق في إطار اتفاق مع إسرائيل.
وفي المقابلة التي تمت مع عرفات داخل مقره المحاصر في مدينة رام الله بالضفة الغربية يوم الثلاثاء 15-6-2004، قال الرئيس الفلسطيني: إنه يتفهم "بالقطع" حاجة إسرائيل للحفاظ على هويتها بوصفها دولة يهودية تحت أي اتفاق سلام يبرم مستقبلا. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يلتزم فيها عرفات بهذا الأمر".
وفي رد على سؤال طرحه مراسل هاآرتس عما "إذا كان (عرفات) يتفهم أن تبقى إسرائيل دولة يهودية"، قال عرفات "بالتأكيد"، مضيفا "وافقنا على ذلك رسميا وبشكل علني أثناء اجتماع مجلسنا الوطني في 1988".
وأوضح عرفات "أن أي قيادي فلسطيني لا يمكنه التنكر لحق إسرائيل في الوجود بتهربه من قرار المجلس الوطني لعام 1988"، الذي وصفه بأنه "مهم جدا".
محمود عبّاس:
نقلت منظمة يهودية أميركية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقراره بالتعاون الأمني مع إسرائيل لمنع وقوع هجمات ضدها تنطلق من الضفة الغربية، وقال عباس في لقائه يوم الثلاثاء 21/09/2010 مع قادة خمسين منظمة يهودية أميركية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "أمن إسرائيل هو أمننا".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان عباس على استعداد للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، قال الرئيس الفلسطيني -طبقا للمنظمة اليهودية- إنه إذا أراد الشعب الإسرائيلي أن يسمى نفسه بما يشاء فهو حر في ذلك.
وفي هذا السياق قال زفيكا كريجر نائب رئيس مركز دانييل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط إن "أحد الحضور سأل عباس عن موقفه إذا ما قام الكنيست الإسرائيلي بتبني تسمية دولة إسرائيل اليهودية كما هو الحال مع دولة إيران الإسلامية أو جمهورية مصر العربية فهل يعترف الفلسطينيون بإسرائيل بهذه الصفة، كان ردّه نعم".
ونقلت اذاعة "ريشيت بيت" العبرية ، "ان الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس ، قال ردا علي سؤال من أحد الحضور في الاجتماع حول الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ، انه سيوافق علي ذلك اذا تم تعريف اسرائيل كدولة يهودية من خلال التصويت في الكنيست الاسرائيلي".
ونتوجه بالسؤال لكل من هاجم وخوّن وأراد محاكمة ياسر عبد ربه، هل يملكون الشجاعة لاغداق ذات الأوصاف والمطالب على ياسر عرفات ومحمود عبّاس، مع التذكير بأن تصريحات الاثنين أخطر وبكثير مما قاله عبد ربه، أم أن الاثنين ينطبق عليهم المثل الآخر "فرفور ذنبه مغفور"؟
لا عصمة ولا قدسية ولا رمزية لأي بائع ومفرط وخائن للقضية الفلسطينية كائناً من كان – أم أن للبعض رأي آخر؟
لا نامت أعين الجبناء
0 comments:
إرسال تعليق