ايران وحزب الله وحسن نصر الله..مواقف واحداث وتساؤلات! الجزء الاول/ محمد الياسين


– كاتب وسياسي عراقي مستقل

بكل وقاحة وبجاحة منقطعة النظير يخرج وكيل ايران الأول في الشرق الأوسط ويقول "ان المشروع الايراني في المنطقة هو مشروع الشعوب العربية" !!!، وكان هذا الكلام السفيه خلال استقباله لراعي الشر الأكبر في منطقة الشرق الاوسط والسفاح الاول الذي سفك دماء الشعب العراقي محمود احمدي نجاد اثناء زيارة الاخير الى لبنان . تثيرني الدهشة مما ذكر هذا الرجل عندما قال ان احمدي نجاد "سندا عظيما "ممتدحا الدور الايراني في المنطقة!!

لاشك بأن الكثيرين من العرب وانا منهم قد خدعنا في فترة من الزمن بحزب الله وبطولات قائده حسن نصر الله واعتبرناه على مدى السنوات الماضية مقاوم ومحرر لجنوب لبنان من الكيان الصهيوني الغاصب !؛ الا ان سرعان ما سقطت تلك الاقنعة المزيفة وتهاوت الواحدة تلوا الاخرى، فاين المنطق في كل ما يحدث ، وما الثمن الذي تريده ايران من العرب لقاء دعمها المزعوم للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين؟ وهل ان دعمها للمقاومة الإسلامية غير مشروط ؟ آم انها الوسيلة لتحقيق الغاية الإيرانية في تمرير مشروعها التوسعي في المنطقة وبرمجة الشعوب العربية برمجة إيرانية ؟

علينا اولا ان نفهم امرا هام للغاية وفي نفس الوقت هو تساؤل يجب ان لا نتجاوزه فالحقيقة امامنا ونحن نبحث عنها في الظلمات ، فكيف لإيران ان تحرر اراضينا العربية المغتصبة كما تدعي ، وهي نفسها تغتصب اراضي عربية؟!

فمساحة الأراضي التي تحتلها إيران من العرب أكبر من مساحة الأراضي التي تحتلها إسرائيل ، فكان الأجدر بإيران أن تعيد اراضينا العربية الأول ، الجزر العربية الاماراتية الثلاث ( طنب الكبرى ، طنب الصغرى ، ابو موسى ) ، ومنطقة عربستان التي يناهز سكانها العرب العشرة مليون نسمة وتحتلها إيران وتنكل بأهلها اشد تنكيل وتمنعهم من التحدث بلغتهم العربية الأم ، وكذلك إحتلالها لأراضي عراقية ( حدودية ) منذ الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي ،وتوسعت في توغلها داخل عمق الأراضي العراقية بعد الإحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 .

ناهيك عن حرب الثمان سنوات ضد العراق والتي اندلعت بسبب الأطماع الإيرانية والطموح الإيراني في تصدير الثورة الايرانية إلى العراق والعالم العربي ! ومن الجدير بالذكر ان نقف على دور حزب الله في الحرب العراقية – الإيرانية وان نذكر بما قاله علي اكبر ولايتي وهو من رموز نظام ولاية الفقيه وكذلك يعتبر الأب الروحي لحزب الله ؛ فقد قال في احدى اللقاءات السابقة له مع صحيفة (شرق) الإيرانية 'إن حزب الله شارك جنبا إلى جنب مع الحرس الثوري في الحرب العراقية–الإيرانية، واضاف: بأن جزءا من خبرة حزب الله تعود إلى التجارب المكتسبة في القتال وجزءا آخر من التدريب. وقال ايضا: إن حزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب الإيرانية–العراقية بحيث كان رجاله يقاتلون ضمن صفوف قواتنا' أي القوات الإيرانية .!!

وعن طريق الصدفة بعث لي احد الأصدقاء تسجيل فيديو للسيد حسن نصر الله منشور على موقع اليوتيوب ويبدوا انه يعود الى الثمانينات من القرن الماضي ، حيث يظهر الرجل في محاضرة يرد فيها على اسئلة للحضور وكان من ضمن الاسئلة الموجهة الية ؛ ما شكل النظام الذي يريده حزب الله في لبنان في الظرف الحاضر وحسب وضع البلد وتعدد الطوائف ؟. فأجاب نصر الله بما يلي ( في الوقت الحاضر ليس لدينا مشروع نظام في لبنان نحن نعتقد ان علينا ان نزيح الحالة الاستعمارية والاسرائيلية وحينئذ يمكن ان ينفذ مشروع و مشروعنا الذي لاخيار لنا ان نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وهو ليس ان يكون لبنان جمهورية إسلامية واحدة وأنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الأمام الخميني "!!

ففي اجابته نجد هدف واضح وصريح ومنذ ذلك الحين وهذا دليل آخر على ان نصر الله ينفذ اجندات مشروع إيراني كبير ، ولا يتعدى كونه جندي ووكيل لإيران في الشرق الاوسط والمنطقة العربية و ينفذ الاوامر والتعليمات . وفي سؤال اخر من الحضور وجه الى نصر الله وكما يبدوا انه يتعلق بمسالة فقهية بتحريم او جواز بيع عناصر من حزب الله لسلاحهم ، فرد نصر الله بحديث جاء فيه " لو اتيت لابيع هذا السلاح الى "القوات اللبنانية"! او ابيعه الى اسرائيل (فلا يجوز) وعلل ذلك بقوله (لا يجوز بيع السلاح الى اعداء الدين)! لاشك في ان حالة التعجب من قول نصر الله هو في وصف القوات اللبنانية بأعداء الدين وقارنها باسرائيل!!..

وفي سؤال اخر الى نصر الله تطرق الى تبيين علاقة حزب الله بإيران فأجاب (انا واحد من الناس الذين يعملون في مسيرة حزب الله واجهزته العاملة ،لا أبقى لحظة واحدة في اجهزته لو لم يكن لدي يقين وقطعا في ان هذه الاجهزة تتصل عبر مراتب الى الولي الفقيه القائد المبرء للذمة الملزم قراره ؛واضاف: بالنسبة لنا هذا امرا مقطوعا و مطمأن به )، وذكر بان التصريحات السياسية والدبلوماسية ليست اساس في هذا المجال في معرض رده على سؤال يبدوا منه ان كروبي وهو احد قادة التيار الاصلاحي اليوم في ايران بعد ان فشل بالوصول الى رئاسة البلاد يبدوا انه قد سؤل عن علاقة حزب الله بإيران في تلك الفترة وأجاب بما لا يلفت الانتباه الى تلك العلاقة الوطيدة بين ايران وحزب الله، واضاف حسن نصر الله: ( يعني ليس طبيعيا ان يقف اية الله كروبي ويقول نعم حزب الله هنه جماعتنه بلبنان فسياسيا هذا مش صحيح واعلاميا مش صحيح ، "كما ورد في التسجيل باللهجة اللبنانية" ) واضاف ايضا (على مستوى العلاقة العضوية والجوهرية مع الثورة الاسلامية في ايران وولاية الفقيه هذه المسالة بالنسبة لنا امرا مقطوعا به وهذه المسيرة انما ننتمي اليها ونضحي فيها ونعرض انفسنا للخطر لاننا واثقون ومطمئنون بان هذا الدم يجري في مجرى ولاية الفقيه ، واضاف ان من لم يطمئن عليه ان يسال الثورة الاسلامية في ايران عن هذا الامر حتى يحصل على الاطمئنان واليقين)!!! .

وفي سؤال اخر جاء فيه ؛من اعلم بالحالة السياسية ومتطلباتها في لبنان العلماء المجتهدون الذين يتصدون لهذه الحالة ام المسؤولين في الجمهورية الإسلامية؟ فاجاب نصر الله (الاعلم هو الامام الخميني)! واستمر في الحديث بتساؤل "لماذا"واجاب : لأنني ذكرت سابقا بان الحالة السياسية في لبنان ليست حالة معزولة عن حال المنطقة وهي جزء من حالة الصراع في الأمة هي جزء من وضع الأمة كما ان " أمام الأمة " يعرف هذا الجزء ويعرف هذا الجزء ( حسب قوله) واستطرد القول : في بعض اللقاءات التي حصلت مع السيد خامنئي قال له بعضهم يجب ان ترسلوا لجنة الى لبنان تدرس الوضع السياسي وقال لهم (نحن لسنا بعيدين عن لبنان!) نحن نعرف ماذا يجري في لبنان .واضاف نصر الله: لا اريد ان ادخل بالتفاصيل، لكن الامام الذي يخطط هو يخطط للأمة والمجتهدون تاتي ادوارهم في كل بلد مكمل لخط الامام ولمشروع الامة الاسلامية الواحد. وذكر ايضا: بان صراع الامة يجب ان يدور من خلال الولي الفقيه فقط !!

وفي سؤال اخر وجه اليه ؛ هل الامام الفقيه هو الذي يعين الحكام ويعطيهم الشرعية في جميع البلاد الاسلامية ؟ فاجاب: بنعم لان ولايته ليست محدودة بحدود جغرافية ولايته ممتدة بامتداد المسلمين !..فهل يوجد لدى احد شك بعد ذلك بولاء حسن نصر الله الى من؟! الى العرب ولبنان ، آم الى ايران؟! لاشك عندي شخصيا بولاء الرجل بانه منقطع النظير الى ولاية الفقيه في ايران .

للمقال تتمة...

Moh.alyassin@yahoo.ca

Moh.alyassin84@gmail.com


CONVERSATION

0 comments: