إنتخابات الإعادة لرئيس الجمهورية في مصر/ أنطوني ولسن

لا أحد يستطيع أن يتصور شدّة الأعصاب عند الشعب المصري سواء في داخل مصر ، أو في خارجها .

سبعة عشرة شهرا ومصر فوق بركان يغلي والجميع يخشى إنفجاره وتطاير حمم الغضب المكبوت في نفوس كل المصريين دون تمييز بينهم . لأن نوع الحمم سوف تكون ملتهبة وحارقة وبكل تأكيد مدمرة قد تصل إلى حرب أهلية والتي تختلف عن الحرب الطائفية للإختلاف في طبيعة وأسباب قيام أي منها .

الحرب الأهلية هي حرب بين جميع أبناء الشعب وسببها إختلاف وجهات النظر بين أبناء مصر والأختلاف في الإنتماءات الأيدلوجية مع بدون شك وجود تكتلات دينية سياسية ، وتكتلات سياسية علمانية مدنية غير دينية .

أما الحرب الطائفية غالبا ما تكون دينية سياسية سواء بين طوائف وعقائد مختلفة لدين واحد وكل منها يريد ما يشعر أنه حق مسلوب . أو بين أتباع أديان مختلفة " مسلمون ومسيحيون " أو ما شابه ذلك .

نعود إلى الأنتخابات المصرية لرئاسة الجمهورية والتي أسفرت عن الإعادة بين كل من الدكتور محمد مرسي عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق المستقل وما أطلق عليه " فلول " .

مر الشعب المصري بفترة قلق وحيرة مابين التيار الديني والتيار المدني . ورأينا من كان يعتبر نفسه إمتداداً لجمال عبد الناصر ومع ذلك تحول إلى مؤيد للتيار الأسلامي الذي على رأسه الأخوان مع علمه بأن العداء بين الأخوان وعبدالناصر إستمر طوال فترة حكمه والمحاولات المتعددة لإغتياله .

كذلك ظهرت حقيقة المرشح المستقل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي إدعى أنه لا صلة له بالإخوان فإذ به يعود إليهم مقدما خدماته لمرشحهم الدكتور محمد مرسي في إنتخابات الإعادة .

إنتخابات الإعادة قد تمت ونحن الأن في إنتظار النتائج النهائية الرسمية يوم الخميس المقبل في الـ 20 من هذا الشهر يونيو عام 2012 . ومع ذلك خرج على الجميع حزب الحرية والعدالة بخبر نجاح مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي . شاهدنا بعضا من الصور لهذا الأحتفال دون الأنتظار حتى الأنتهاء من فرز جميع الأصوات . ودون رؤية وجهة نظر حملة الفريق شفيق في سير الأنتخابات وما قد يكون لديهم من إعتراضات ثابتة على إختراق حملة مرسي لكثير من ضوابط الأنتخابات ، أو العكس من جهة حملة الدكتور محمد مرسي ضد حملة الفريق شفيق .

الخروج المفاجيء بإعلان فوز الدكتور محمد مرسي قبل الأنتهاء من فرز جميع الأصوات والإحتفال به بأسم الرئيس لا تفسير له سوى أنهم " الأخوان والتيارات الدينية " أرادوا السبق في إعلان النتيجة حتى إذا تم فعلا إعلان النتيجة الرسمية ونجح شفيق سيكون لديهم مبرراً قوياً أنه تم تزوير الأنتخابات لصالحه وقد يحدث ما لا تحمد عقباه وقيام ما يطلقون عليه الثورة الثانية وتكون المواجهة دموية بين كل فريق وربما القوات المسلحة المصرية الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي .

هناك الكثير يمكن أن يقال عن البرلمان وأدائه في الفترة التي بدأ نشاطه فيها إلى قرار إبطاله نؤجلها إلى ما بعد ظهور النتيجة الرسمية بإذن الله .