رغم ذلك.. مصر تتجه نحو الديمقراطية/ محمد الياسين


بعد مضي اكثر من عام على ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس مبارك من الحكم ، توجه المصريون في اول انتخابات رئاسية بعد الثورة لاختيار رئيسا جديدا للبلاد . بالرغم من الحالة التي صاحبت مسار الانتخابات ألا ان هامش الحرية الذي كان في عهد مبارك تغير بعد الثورة الى مساحات يصعب تحديد سقوفها ، وتبعث بالارتياح في نفوس المصريين والعرب على حد سواء ، وتبشر بقدوم ديمقراطية الى مصر ، عملاق العرب ، الذي بدأ الشعب يُنفض عنه غبار الرجعية والانكفاء التي قاده اليها مبارك واولاده ،فينبغي الاقرار بوصول قطار الديمقراطية الى مصر والذي فعليا وقف عند محطتها ، بالرغم من هواجس وتخوفات كتاب ومفكرون وسياسيون عرب من النموذج المصري القادم ،علينا ان نتعامل مع الواقع كما هو لا مثلما نريد ، وان نحترم إرادة الاغلبية في الشعب المصري مهما كانت نتائجها عبر صناديق الديمقراطية ، فتلك هي الديمقراطية لا تعطي الجميع ما يريدون وتعطي للاغلبية ما يختارون ، بنهاية المطاف هي تحقق طموحنا في بناء دولة  مدنية مؤسساتية ومجتمع ديمقراطي   .فحرية الفكر والرأي والانتماء والعقيدة ليس حكرا على فرد دون اخر ، او شعب دون اخر ، وانما تلك مفاهيم متاحة لجميع الافراد والشعوب والمجتمعات في العالم .
لا ينبغي على الاعلاميين والكتاب والمفكرون العرب استمرارهم في البحث عن نقاط ضعف يهاجمون من خلالها الديمقراطية الناشئة في مصر ، فلسنا بصدد التكهن بمن يأتي رئيسا لمصر سواء كان من التيار الاسلامي والاخوان او من يحسب على التيار العلماني او الليبرالي ، وان ننضر الى التحول التاريخي الكبير الذي حدث في مصر من زاوية التفاؤل بالمستقبل لا من زاوية التشاؤم فنبقى اسرى لنظرية المؤامرة ، التي احبطت الشعوب العربية على مدى عقود طوال ، وعلينا ان نطمئن بان خطى الديمقراطية في مصر تسير بالاتجاه الصحيح ، رغم الحذر الذي يشوبها وغموض المستقبل السياسي الذي يكتنفها ، الا ان ثوار 25 يناير يعرفون الطريق الى ميدان التحرير فيما لو هددت الاهداف التي قامت عليها الثورة .
الضامن الاكبر للديمقراطية  في مصر يكمن في وعي شعب مصر ورفضهم عودة الدكتاتورية إليها اي كان شكلها او عنوانها ، فحدة تنافس مرشحي الرئاسة في الانتخابات جاءت كتعبير عن مدى  تنافس الناخب المصري في اختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية عبر صناديق الديمقراطية  .
لاشك ان الايام المقبلة  حبلى بمفاجآت ،ومفاجأت ستكون سارة الى البعض ومحزنة الى اخرين ، رغم ذلك فعلينا ان نتقبل نتائج الديمقراطية وارادة شعب مصر ، في سبيل تثبيت دعائم ديمقراطية ناشئة ، وثقافة مجتمعية صحيحة ، وممارسة ديمقراطية ناضجة تشخص مع مرور الوقت اخطاءها السابقة من اجل تصحيحها وتحديد اختيارات اكثر نضجا في المستقبل القادم.

CONVERSATION

0 comments: