قبل المتابعة لا بد من الإشارة بأن من يعتقد أنه بانتقادي للقرآن أسيء إليه فهذ مشكلته. وانا اعتقد العكس! أي بأني أُحسن إليه، وأحسن إليه: بقلب سليم، وضمير حي، وعقل مدرك واعٍ، وفكر منطقي مستقيم.
بل وأرى أن الواجب الوطني والعربي والأخلاقي والإنساني يدعوني ان أضحي واعمل لمصلحته ولمصلحة كل المسلمين باجتهاد وجهد وفكر وكد. والتاريخ سيكون له الكلمة الفصل، ولو كره البعض.
فيا صديقي تمهل بقولك ولا تستعجل ولن تستطيع بهذه الطريقة المستهلكة منعي من حقي بالتعبير عن رأيي الْمُحِق. وانصحك بممارسة حقك الكامل في التعبير والرد او تقبُّل واحترام الفكر الآخر بصمت.
قائلا لك ولكل من يرفض حق النقد:
اذا كنتم عاجزين على إضاءة المصابيح فلا تكسروها بأحجار أو حجج أكل عليها الزمن وشرب وسعل وقح، وبسببها هدرنا زمنا لا يعوض وأضعنا الحاضر وسيضيع المستقبل ان لم نستيقظ من غفلتنا ومعه نور الصبح.
فالعملية يا صديقي هي حوار ونقاش وتصارع افكار، وعندما نحترم افكار بعض نكون قد بدأنا بالسير على الطريق الصحيح للشفاء من مرض الاستبداد والقمع والهمجية والفرض والعنف والتجني على الاخرين وتخوينهم وإرهابهم دون حق.
أذكِّرُ لمن لا يريد أن يتذكر:
بأن القرآن ليس ملكك يا صديقي، ولا حتى ملك المسلمين، انما ملك البشرية جمعاء التي كتب او نزل كما يدعي من اجل هدايتها ومن حق البشرية وانا واحد منها البحث والتدقيق والنقد.
فكيف اذا كنت ابن المجتمع الاسلامي ابا عن جد؟!
الذي أتألم لحاله وأتوجع!
فعندها يصبح لزاما عليَّ امتشاق الكلمة لكشف الزيف.
أذكرُ إن نفعت الذكرى وستنفع:
بأن محمدا كان الى جانب كلمته السيف، انا لا املك الا جانب كلمتي إلا نور المنطق وبهاء الصدق. وانا اعرض كلمتي او رأيي عرضا ولا افرضها أو أفرضه فرضا على احد.
انا مشكلتي ليست مع المليار مسلم وهم اخواتي واخوتي الأحباء على القلب، وانما مع فكر اسلامي صنمي ظلامي مهيمن على المجتمع الى حد الخنق. وأوصل دولنا التي قامت على بنيته الواهية الى انظمة قبلية وراثية دكتاتورية قاتلة مستبدة بشعبها ظالمة، واوصل مجتمعاتنا المبتلية بتحجره وعدم تطوره والى حالة يرثى لها من اليباس والتخبط والفقر والقحط والامية والجهل والهجرة في بلاد العالم والتكاثر بلا امل والقتل الرخيص واشتعال الفتن الدموية لاتفه سبب.
ونتابع في سورة "البقرة" حيث يقول القرآن:
"وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" 31
هنا يبدأ التخبط الفكري الثاني، وكأن صاحب هذا الكلام يقول أي كلام. ونفهم من الآية ان الله علم ادم الاسماء كلها.
ما هي الاسماء التي علمها الله لآدم؟
نكتشف في الآية القادمة انه علمه اسماء الملائكة.
حيث يقول الله للملائكة: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ.
من هم هؤلاء؟ انهم الملائكة أنفسهم. أي أنبئوني بأسمائكم؟
اليس هو التخبط في الفكر وكأن الملائكة لا يعرفون اسماءهم!
قَالَ الملائكة: "سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" 32
قَالَ الله: "يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تكتمون" 33
هنا يظهر التخبط الثالث والذي هو قمة في التخبط:
- فمن ناحية يعتد الله بنفسه امام الملائكة بانه يعلم الغيب. نستنتج من هذا الاعتداد وكأن الملائكة كانوا يشككون بقدرة الله على معرفة الغيب. والا لماذا يقول لهم ذلك؟ اليس هو خالقهم؟
- ومن ناحية ثانية فإن كاتب هذا الكلام يستخف بعقولنا جميعا. لأنه يخبرنا ان الله وبكل وضوح علم ادم اسماء الملائكة. وادم أنبأ الملائكة باسمائهم. فاين اعتداده بمعرفة الغيب في ذلك؟ عندما يقول الله للملائكة الم أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
هذه ليس تخبط فكري هذه فضيحة فكرية وساضرب لكم مثلا بها استاذ في صف ابتدائي يقول للتلميذ حسن احفظ قصيدة الفلاح. وفي اليوم التالي يسال الاستاذ التلاميذ قولوا لي من منكم يحفظ قصيدة الفلاح؟ فيسكت الجميع. فيقول الاستاذ قل لهم يا حسن من يحفظ قصيدة الفلاح! فيقول حسن لهم انا احفظ قصيدة الفلاح. فيقول لهم الاستاذ الم اقل لكم أني اعلم من يحفظ درسه ومن لا يحفظه. تقريبا على نسق هذا الاسلوب التبسيطي جرى الحديث القراني الذي نحن بصدده. نرجو العودة للحديث القرآني والمقارنة!
" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" 34
هذه الآية تدل وبوضوح ان ابليس هو ملاك مثل بقية الملائكة. وعبارة الا ابليس تدل على انه ملاك رفض السجود.
كلمة الكافرين هي تدل هنا عن خطأ فكري آخر سها عن كاتب هذه القصة عندما قال كلمة الكافرين. فالكافر هو من لا يؤمن بالله. ولكن هل ممكن ان يكون ابليس كافرا؟ وفي القرآن هناك العديد من الآيات التي تدل على محادثات بين الله وابليس. يعني ان ابليس يعرف الله ويحادثه فكيف سيكون من الكافرين. هذا تناقض مع الحقيقة.
الصحيح ان تكتب الآية هكذا "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْعاصين او الرافضين او الممانعين او المخالفين".
والان نصل الى خداع ابليس لله.
فمعروف ان ابليس يخدع الانسان ويغويه ولعب بعقل حواء لا نريد ترديد القصة. ولكن هل ممكن ان يخدع ابليس الله؟
كما قلنا سابقا وكما اكد القرآن في العديد من الآيات ان ابليس هو ملاك عصى امر الله فانزله مع ادم وحواء جراء هذا العصيان الى الارض.
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) (الكهف 50).
هل انتبهتم الى عبارة: كان من الجن.
هذا الكلام مقارنته مع ما سبق يدل على ان ابليس كان طول الوقت يخدع الله على انه ملاك وعند السجود لآدم اكتشف الله انه كان من الجن. كان تدل على الماضي. اليس هذا هو التخبط الفكري بعينه؟ هل هناك خالق لا يعرف طبيعة خلقه؟
واتساءل مع السيدة ثورة:
لماذا لم يطلب الله من الملائكة السجود لحواء؟
فهل كان من الممكن لابليس امام جمالها وإغوائها وفتنتها ان يرفض؟
3 comments:
يا أخي حل عن ضهر الاسلام بقى.. بلشت تتخنها.. لازم لازملك تأهيل ديني ديمقراطي حتى ما تقول عم يهددوني.. الحقيقة يا سعيد صار لازم تعلن عبورك. وانت بتعرف شو بقصد
نحن في الوطن العربي يحكمنا الدين.. يجرنا كيفما شاء وأينما شاء.. وإذا اراد أحد ما أن يفتح فمه كما يفعل أخونا سعيد يأتي من يلجمه كالاخ محمود وأنى له ذلك.
مسكين انت يا محمود تعتقد أنك ستدخل الجنة اذا حاربت من يصحح دينه.. بالعكس سيدخل سعيد وتبقى أنت في جاهليتك.
يجب نشر هذا المقال في زاوية أديان، لأن من يريد أن يبحث عن مسائل دينية يعرف أين يجدها.. تماما كما يحدث لمقالات الاخ مجدي وهبة وعادل عطية وغيرهما. هذه ملاحظتي فقط.
إرسال تعليق