كما نحب نكره، وكما نحترم تحتقر، وكما نبتسم نقطِّبُ الجبين، وكما نصفح نحقد، وكما نحتضن نركل بالقدم، هكذا هو الشعب الفلسطيني، يقبل على من أحسن إليه، ويدبر عمن أساء إليه، وأساء إلى العرب، وليس أسوأ من حفيد بلفور، وإيدن، وسليل المندوب السامي البريطاني المدعو "طوني بلبر" الذي لا يترك مناسبة إلا ويعبر فيها عن ولائه لليهود، وعن تعشقه لهم، وعن تمرغه تحت أقدامهم، وفي المقابل، وكي يرضي غرورهم، ويرضوا عنه، لا بد أن يهاجم العرب، عسكرياً كما حدث مع العراق قبل سنوات، وسياسياً بالممارسة كما يحدث حالياً في فلسطين، عندما يربط "طوني بلير" بصفته مبعوثاً للرباعية بين المقاومة الفلسطينية والإرهاب، وعندما يقفز عن حقوق شعب لدى أجداده في مجلس العموم، ومجلس اللوردات، ولدى الحكومات البريطانية المتعاقبة الوثائق التي تشهد أن أرض فلسطين هي ملك للعرب الفلسطينيين قبل أن تهاجمهم عصابات اليهود الغاصبين المعتدين، بدعم وافر وكامل من أحفاد "طوني بلير" الذي يواصل نشر كراهيته للعرب، وهو يدعي: "أن تغيير سياسية الحصار على القطاع خطوة هامة جداً، ستمكننا من العمل لمنع إدخال أسلحة ووسائل قتالية للقطاع، وعزل المتطرفين، ومن جهة أخرى مساعدة السكان الفلسطينيين".
أي عدوانية هذه يا "طوني"، وأي افتراء على شعب يذبح كل يوم على يد اليهود، وبسلاح أمريكي وبريطاني، لتكون بعض بنادق المقاومة مصدر خطر على السلم الدولي، وليصير الهدف من فك الحصار كما تدعى هو: أن تصبح غزة بلا حاجة إلى أنفاق حماس". أو كما ذكرت صحيفة "هآرتس": أن أحدى القضايا الأكثر حساسية التي تناولها "طوني بلير" في لقائه مع نتانياهو كانت قضية الجندي الإسرائيلي"شاليط" ليطالب "طوني بلير" المجتمع الدولي تحرير شاليط" مقابل تقديم تسهيلات للفلسطينيين في غزة.
أي مبعوث دولي هذا الذي يبيع نفسه للشيطان، ويصير المبشر بالسلام على الطريقة اليهودية؟ إن مثل هذا المبعوث الذي يتنكر لثمانية ألاف أسير فلسطيني، ولا يهتم إلا بأسير يهودي واحد، وينسى القنابل النووية الإسرائيلية ويطارد قذيفة فلسطينية بدائية، إن مثل هذا الذي يبصر مئات الحواجز الإسرائيلية المعذبة للشعب الفلسطينية، ولا ينطق ببعض الحق المسفوح، يجب أن يحدد الفلسطينيون منه موقفاً. ولما كانت حكومة رام الله أعجز عن النظر في عيني "طوني بلير"، وأضعف من أن تهمس في أذنه عن انحيازه القذر إلى جانب اليهود، فإن على حكومة غزة أن تعلن عن عدم ترحيبها بهذا المبعوث الذي لا يمثل إلا مصالح إسرائيل، وأن لا يسمح له بدخول غزة نهائياً. ولاسيما أن عصب السمع والبصر لدى الفلسطينيين صار يرتجف لذكر "طوني بلير"، وصار لسان الفلسطيني يردد بالإنجليزية: "طوني بلير "جت أوت" اخرج من ديارنا يا هذا، أخرج يا "طوني بلير" من حياة الفلسطينيين، ولا تعد إلى هذه الديار المقدسة التي دنسها اليهود، وهم يدوسون على أمثالك في الطريق.
0 comments:
إرسال تعليق