مبارح حملت جعبة الأفكار المعصورة بكتب.. المخمّرة بدواوين ملياني حنان وشبعاني شهامي من هاك النبع النازل من فوق وما بعمرو نزل ل تحت.. سألت حالي بكتب عن الشاعر أو بكتب عن الكلمات اللي بترسم حلم .. بتعزف فرح.. بتنعش أمل... بتبلسم جروحات.. بتخزّق حدود الضغينة.. كلمات مزينة المسافات.. ووقت اللي بدها بتجمع حالها وبتصير ألوان لوحة بتشبه إنسان من لبنان ما بتساعو الدني..! بكتب يا ترى عن الشعر الطاير بسما الأحساس وما بيعرف يهدا عا وراق مصفوفي ورا الغلاف وقبل النهايي.. وكيف بيقدر قلمي يلحقو ويقعد معو ويصير يتحاور مع كلماتو..! يمكن أسهل أكتب عن فؤاد الإنسان الصديق الجايي من هونيك من محل اللي الصخر بيحّس بناسو.. من تلال واقفي بوج الزمن ما بتنحني للريح، ونحنا شو منشبها.. من مطرح اللي النعمة ثروة.. والطيبة عادة والنخوة عطر الارادة..
مسكت دواوين الشعر.. إحترت من وين لازم بلشّ.. من "بين تذكرتين" بتطلع الكلمة بتحمل الغربة وبتطير فيها تفتّش عا وطن.. و"رندح يا وجع"..وبرغم الوجع من "مجدك يجي" بيطل "بياع الفرح" وبتبدأ "من الفؤاد" الصلا اللي غامرتها "مسبحة أمي" وعم ترفعا لفوق محل يللي الغربة بتهجر حالها.. وبعدني محتار أيا كنز بختار..مع أنو "معزوفة الحزن العتيق" رجعوا جدّدوها.. وما عاد فينا بعد نحمل أيا "دعسة ناقصه".. فجأة، شفت "ندر اللهفة" عم يشرقط فؤاد الشاعر المفكر اللي ألتقيناه من سنين وكأنو بعدنا عم نتعرف عليه من جديد.. أنسكبت بقلبي ترنيمة فؤاد "أستفقدتني، فاق الرجا فيّي، وبمغارة العالم المنسيّه، غمضّت عينيّي عا نهر دموع، وفتحّت عينيي عا وهج شموع... وخلقت مع يسوع!" .. بلشت أقرا وعبّي بشرايين الوفا تراتيل بتنعش روح.. بتغذي حياة ..
ومع كل قصيدة تترسخ فضائل وقيم وأخلاقيات بتزّين صدر لبنان وعالم الإنسان وين ما كان.. وبين كل بيت وبيت برجع لفؤاد نعمان الخوري.. بيتذكر كبر نفسو من أول لحظة ألتقيتو فيها.. بتذكر هاك اليوم اللي تقرر أني عرّف مناسبة وطنية من شي عشرين سني ..يومتها خفت "كيف بدي أطلع عا المنبر بوجود كبار المنابر متل فؤاد!" .. اللي شجعّني أطلع كان فؤاد.. اللي خلاني أنجح بمهمتي كان فؤاد.. بينما كتار غيرو بيسعوا تا الناس تسقط وما تطلع أبداً.. أستاذ هوي وعا طول هوي فؤاد.. وبعدنا منتعلم منو..
مبارح إلتقينا لأنو في كتير أمور بتجمعنا.. محبتنا للبنان واوستراليا، تعلقنا بإنسانية الإنسان، وأهم شي الوفا والمصداقية.. وما في أعظم من ها الوفا اللي بيجمعنا اليوم أكتر: "سيدني...الأميره الهانيِه: مين لْ سرَق عيدِك.. يا امّي التانيِهْ؟ وجرّح كرَم إيدِك.. الحلوه الحانيِهْ..وخزّق مناديل البراءَه بثانيِهْ؟ الزنبق سياجْ..الفلّ صرخة احتجاجْ... وكلّنا باقة زهرْ ومشكّلِه الألوان، والعنوانْ: حريّة الإنسانْ وسيدني العصيِّه عَ الدهرْ!" .. يسلم إبداعك يا فؤاد..
حا تخلص المقالة وما أنتهيت حيرتي، ولا قدرت ميّز بين الكتاب وصايغ أفكارو.. بين القلم وحبر رسماتو.. بين القلب وروحية نبضاتو.. بين البي ومحبتو لولادو.. وميشان هيك قررت ما أكتب الفكرة غير بعيوني مطرح ما ألوان الصور أحلى ومعناها بيبقى أغنى..قررت أترك قصايد الإبداع معلقة عا صدر الفكر متل أوسمة كبيرة كل مرة بتبيّن لمعتها غير شكل.. وعرفت أنو ما فيني غير ما أخطف من شلال الشعر نقطة بتغني الخيال، وقطرة بتبلل عطش ها الزمان، وحنيي بترفع علاقتنا بالوطن لفوق.. مطرح ما بتكون الحرية حق والإنسانية فعل إيمان..
خلصت المقالة وصارت حيرتي صدى بالوديان ..بالوجدان.. وبعدو فؤاد نعمان الخوري بيقطف الكلمات من بستان الروعة وبوزّع أمل.. وما في أغلى من أنو أختم بتنهيده من تنهيداتو يللي كأنها عم تحكي من صميم مشاعرنا : "طلّت سنة جديدة، ومش بعيده.. آخر سنه تكون السنه جديده: الموّال ذاتو، والرقص ذاتو، وكل شي بقي ب القلب...تنهيده!"..
0 comments:
إرسال تعليق