ها أنذا أجيئك مرة أخري وأتنازل عن كبريائي ، لم أكن لأفعل ذلك ! و لا أن أبي فعل ذلك، وجدي أيضا... هاأنذا أجيء وأدق على الابواب المضيئة بحمالك... أجلس و أستريح تحت شجرة السفرجل الوارفة، أنظر الى جذعها...مكتوب عليه باللاتينية الحرف الاول من اسمي، والحرف الاول من اسمك، وبينهما قلب يخترقه سهم...ذاك عهد الطفولة المقلدة! اني لأتذكر أخي الأكبر لما سألته عن معنى رسم القلب الذي يرسمه العشاق في كل مكان على الشجر وعلى الجدران ؟ ولماذا اتفقوا كلهم على تكرار القلب المصاب بالسهم؟
فغضب وصرخ في وجهي :
ـ اهتم بدراستك ...
ولكني رأيتك تتكلم بسعادة مع فلانة ، ويصفعني بقوة ، ويتوعدني إذ أنا ذكرت ذلك أمام والدي، لكني ما ذكرت ذلك وإنما كنت أقلده وأرسم القلوب في كل مكان... وفلانة تلك الأن في البيت تطبخ له الأكل اللذيذ ، وتنجب له الأولاد ، وتستقبل الضيوف ....
وبما أن أخي لم يرد اخباري فإني سألت صديقه الأثير مروان، فقال ذاك قلب فقلت أعرف لكن ما معنى السهم ؟ فقال تلك أعين الحساد التي تتابع العشاق اينما حلوا واينما ذهبوا...لكن اجابته لم تقنعني...فالإجابة وجدتها عندك لما كبرنا قليلا لما قلت أن كل المحبين يرسمون ذاك السهم ،
إنها سهام القدر التي تصيب القلوب فتفرق بين المحبين ! ولأني لا أريد لذلك السهم أن يخترق قلبي وأنزف دما فإني تنازلت وجئت أدق على بابك... وإني انتظرك كما كنت أفعل وأنا طفل تحت السفرجلة الوارفة...
0 comments:
إرسال تعليق