يستحضر حزب الشعب الفلسطيني ومعه الاوساط الثقافية والفكرية والسياسية والشعبية الفلسطينية في هذه الايام ، ذكرى مرور 13 عاماً على وفاة القائد والمناضل الفلسطيني بشير البرغوثي ، الذي يعتبر من الشخصيات الوطنية والسياسية والاجتماعية التي تركت بصماتها على صيرورة المجتمع الفلسطيني ومسيرة الشعب الفلسطيني التحررية ، لأجل الاستقلال الوطني والتحرر الاجتماعي .
حمل بشير البرغوثي الوطن الفلسطيني في دمه وعلى منكبيه وراحته ، وتمتع بوعي وطني وطبقي وسياسي واممي بعيد عن التعصب والمغامرة ، مرتكزاً على فكر انساني وتقدمي واضح . ومنذ ريعان شبابه اختار عن قناعة تامة وايمان عقائدي راسخ الفكر الماركسي- الشيوعي ، مبداً وطريقاً ومرشداً وهادياً . انغمس مبكراً في الحياة السياسية ، وانخرط في كفاحات شعبه ونضالات الطبقة العاملة الفلسطينية ضد القهر والظلم والاضطهاد والاستغلال والعبودية ، وفي سبيل الخلاص والتحول والتحديث الاجتماعي والتطور الثقافي. وظل طوال حياته داعية للفكر العلماني والشيوعي والتعبير الحر والكلمة الأصيلة الملتزمة والثقافة الجديدة الرافضة ، وداعية للاصلاح وايقاظ عقل الانسان ، مناهضاً لكل ما يعتقد انه استبداد أو طغيان ، مشاركاً في رسم خطوط الحلم الفلسطيني المستقبلي ، وملامح المشهد الفكري والسياسي والاجتماعي الفلسطيني تحت نير الاحتلال الاستيطاني الكوليونالي الاسرائيلي .
كان المرحوم بشير البرغوثي عقائدياً ومثقفاُ وكاتباً ومفكراً ومناضلاً ومقاتلاً عنيداً بارزاً في حياة وصفوق الشعب الفلسطيني ، كذلك ناشطاً وفاعلاً في العمل السياسي والوطني والجماهيري والنضالي والشعبي والصحفي والاعلامي ، وتميز بشخصيته الثورية الصلبة ومواقفه السياسية الواقعية وارائه الفكرية السديدة الحكيمة ، وقدم مداخلات واسعة ، وكتب مقالات سياسية عميقة عديدة ، ستظل ذخراً لأجيال الحاضر والمستقبل .
بشير البرغوثي ، الانسان والمناضل والقائد والمعلم والمفكر القادم من عمق التاريخ الى حتميات المستقبل الزاهر ، ترك في أبناء شعبه واجياله الناشئة والصاعدة الكثير من المعالم الخالدة ،وكان وسيبقى القدوة والمثال للمبدئية والاخلاص والعمل والعطاء ، وللعزيمة التي لا تلين امام قهر الجلاد والمحتل ورداءة المرحلة في زمن الرداءة والرمادة ، وأخاً باراً لكل الناس المهمشين والمعذبين والمضهدين والمتعبين والمناضلين والأحرار.
بشير البرغوثي هو رجل المبدأ وفقيد الفكر التقدمي والنضال ، وفارس الجماهير الكادحة وأبناء الريف الفلسطيني ، والحارس الأمين على كرامتهم الوطنية ومصالحهم الطبقية واليومية ، عرف بالصبر والجلد والشجاعه والصرامة والعقلانية وبعد النظر ، وجعل من الثقافة والفكر وطناً للجياع والفقراء والغلابى ، ومن مساهماته الكتابية الفكرية قوة فعل وسلاحاً بيد الكادحين والمقهورين .
بشير البرغوثي علم من اعلام حزب الشعب الفلسطيني وأحد مرجعياته السياسية والفكرية ، جمع بين العمل والفكر ، وعمل باستقامة وشرف وتضحية ، وامتاز بالصدق الوطني ، وكان عطاؤه كبيراً ، فكراً ونضالاً ، وقدم حياته كلها لخدمة أبناء شعبه وطبقته العاملة ، وللقضايا الوطنية والثورية والديمقراطية الجمالية ، التي آمن بها ودافع عنها وناضل من أجل تكريسها بين الناس وداخل المجتمع ، قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتقدم الانساني الحضاري .
واليوم ونحن نستذكر ونستحضر بشير البرغوثي ، المناضل والقائد السياسي وابن البيئة الشعبية الفلاحية الفلسطينية ، ندرك جميعاً كم هو حي بين ظهرانينا ، وكم لا يزال يساهم في صياغة وعينا السياسي والايديولوجي ، استاداً الى الماركسية والمنهج المادي الجدلي ، فلروحه سلام والمجد لذكراه العطرة الطيبة .
0 comments:
إرسال تعليق