حذرنا من ان اوسلو والمفاوضات العبثية والمتواصلة منذ عشرين عاماً،لن توصلنا إلى تحقيق الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،ولكن فريق أوسلو والمتنفذين في الساحة الفلسطينية،كانوا دائما يخترعون لنا الحجج والذرائع والمبررات للإستمرار في هذا النهج والخيار،ويتهموننا بالعدمية أو الرفض من اجل الرفض،وإنعدام الخيارات والبدائل،وبان نفق اوسلو المظلم والمفاوضات العبثية،هي ممرات إجبارية علينا ولولجها والسير فيها؟؟؟،وتعاطوا مع الأمور على قاعدة "عنزة ولو طارت" و"حلب الثور"...واستمروا يفاوضون علناً وسراً وعن بعد وعن قرب ومن فوق الطاولة ومن تحت الطاولة وبطرق مباشرة وغير مباشرة،دون ان يؤدي ذلك الى تحقيق أي إنجاز او إختراق جدي لمصلحة شعبنا وقضيته وثوابته وحقوقه الوطنية،بل الإستمرار في هذا النهج والخيار،شكل غطاءاً للإحتلال من اجل الإستمرار في قضم الأرض الفلسطينية والمزيد من المصادرات،ولكي يصل الإستيطان في القدس حد "التغول"و"التسونامي"،دون ان يشكل ذلك قناعة لأصحاب مشروع اوسلو والسلطة المسخ،بأن هذا يتناقض مع حقوق ومصالح شعبنا الفلسطيني،وتحركوا وفق مصالحهم،وبان هذا مشروع إستثماري يدر عليهم الأموال والمواقع والمناصب.
ورغم كل الحقائق والمعطيات القائلة،بان هذا الخيار عقيم وغير مجدي،وبلسان رجالات السلطة والمفاوضين انفسهم، ولكن وجدنا ان هؤلاء يعانون من إنفصام في شخصياتهم وإزدواجية في مواقفهم،فهم في سبيل العودة لتلك المفاوضات،عادوا لنفس الحجج والذرائع الوعود والأوهام الأمريكية،والضغوط العربية والإقليمية والدولية،وخرجوا على مقررات المؤسسات الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي وافقوا عليها ( اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي)،على إعتبار ان الحفنة المتحكمة في قرارات ومصير الشعب الفلسطيني،هي سابقه عصرها وزمانها،و"جهبذية" وألمعية هذا العصر،وهي صاحبة نظرة ورؤيا ثاقبة، ترى ما لا يراه الآخرين؟؟؟.
ولكن فجأة وبعد ان استشعرت هذه الجماعة بالخازوق،وبأن كيري لن يخرج "الزير من البئر"،وما يهمه فقط،العمل على إدارة الأزمة،ومنع تدهور الأوضاع إلى حالة من المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيلين،لكي تلتفت امريكا إلى الملفات الحاسمة في المنطقة (سوريا وايران وحزب الله )،والتي على حسم الصراع فيها،يتوقف ليس مصير المنطقة،بل مصير العالم باسره،وكذلك كيري همه الأول والأخير اسرائيل وامنها ومصالحها،وهي لن تقدم أية تنازلات جدية من أجل ما يسمى بالسلام،بل أقصى ما تقدمه دولة فلسطينية في حدود مؤقته،دولة كانتونات ومعازل،خرج علينا عبدربه ليكتشف بأن هذه المفاوضات بعد عشرين عاماً عبثية،وكأنه خرج بإستنتاجات خارقة،او إكتشافات غير مألوفة،كما إكتشف شريكه كبير المفاوضين صائب عريقات بأن الحياة مفاوضات،وسيتفرغ لتدريس هذا المساق في الكليات والجامعات والمعاهد العسكرية والأمنية،على إعتبار أن هذا علم فريد لم تعرفه لا الثورات ولا الشعوب ولا حركات التحرر من قبل،وهو إبداع وإبتكار خاص بالمفاوضين الفلسطينيين دون غيرهم،ولا احد غيرهم دخل موسوعة غينتس في التفاوض من اجل التفاوض.وكذلك أبو علاء قريع مهندس اوسلو،والذي طالته المؤامرات الفتحاوية في المؤتمر السادس للحركة،لكي يجري إبعاده عن اللجنة المركزية لحركة فتح،وبالفعل جرى إقصاء أبو العلاء في تلك الإنتخابات،والتي الكثير من القادة الفتحاوين،يقولون بأنه جرى فيها تلاعب وتزوير،والقيادة أعلم؟؟،وحتى لا يقال فتح "أكلته لحماً ورمته عظماً"،جرى انتخابه للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واعطي منصباً فخريا فيها،مسؤول دائرة شؤون القدس في اللجنة التنفيذية،ونقول منصباً فخرياً،لأننا نعرف جيداً بان القدس ليست على رأس اجندات وأولويات لا المنظمة ولا السلطة،تلك القدس التي مسائيلها ومرجعياتها وعناوينها مثل"الهم عالقلب" ولكن بدون أي فعل وعمل على الأرض،وحال المقدسين يقول "نسمع طحناً ولا نرى طحيناً"، أرضهم تصادر وبيوتهم تهدم وإقاماتهم تسحب،وتعليمهم ومناهجهم تأسرل،وتمارس بحقهم سياسة تطهير عرقي،من اجل دفعهم للهجرة خارج حدود ما يسمى بلدية القدس.
المهم أبو العلاء تقلد او تسلم هذا المنصب فالأمر سيان،فهو لن يستطيع تحقيق إنجازات جدية،ف"العين بصيرة واليد قصيرة" والمنصب بدون اي ميزانيات او صلاحيات،وقالوا له اذهب انت وربك فقاتلا"،ويبدو أن الرجل يريد ان لا يختتم حياته،بأن يقال بأنه يتحمل وزر اوسلو،هذا المشروع الذي قسم الأرض والشعب،وما زلنا كشعب فلسطين ندفع ثمن هذا الإتفاق،الذي قال عنه ثعلب السياسة الإسرائيلية بيرس بانه النصر الثاني لإسرائيل بعد النكبة،وشاء ام أبى أبا العلاء،فهو جزء من "الكابينت" التي وقعت وجلبت هذا المشروع الأوسلوي الذي ضرب ركائز المشروع الوطني الفلسطيني،اللاجئين والقدس،تحت يافطة وذريعة انه اتفاق مبادىء مؤقت ولمدة خمس سنوات،وممر إجباري،حيث جرى تأجيل قضيتي القدس واللاجئين إلى ما يسمى بالمراحل النهائية،والتي لم تاتي بعد عشرين عاماً.
ولكون الرجل من القدس،وأصبح يعايش الواقع،ويشاهد ويرى حجم المأساة التي يعيشها المقدسيون،جراء ما يمارس بحقهم من إجراءات وممارسات إسرائيلية قمعية وإذلالية،تستهدف الإجهاز بشكل نهائي على مدينة القدس بالأسرلة والتهويد.نرى أنه بشكل شبه يومي في لقاءاته ومقابلاته ومقالاته الصحفية والإعلامية والسياسية والجماهيرية،أضعف الإيمان،بسبب أن"ما باليد حيله"،يحذر من المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس،وبان المدينة تضيع،ونحن لا نعمل من اجلها شيئاً،بل نستمر في نقاش وجدال بيزنطي عقيم،حول جنس الملائكة ذكر ام انثى والإحتلال ماض في مشروعه الإستيطاني والتهويدي لها.
وإذا كان هناك صحوة لدى فريق اوسلو والقائمين عليه،فعليهم ان يصارحوا الشعب بذلك،ويقولوا نحن جربنا هذا النهج والخيار،ولم يعطينا شيئاً،ولذلك نعلن امامكم،بأننا جاهزون للمحاسبة،وليترحم بنا الشعب،فالسويدية اليسارية العلمانية منى سالين قدمت استقالتها من الحكومة،بعد أن أدانها القانون السويدي بتهمة استغلالها للبطاقة الذكية الحكومية. حيث قامت بملأ خزان سيارتها بالبنزين، ودفعت الثمن من هذه البطاقة الحكومية،وسبب ذلك كونها نسيت بطاقتها الخاصة في البيت. أعادت المبلغ في اليوم التالي، لكن القانون السويدي اعتبر هذا التصرف استغلالا للمال العام. فاضطرت إلى تقديم استقالتها فورا.
فكيف من قامروا بحقوق شعب لمدة عشريت عام بلا نتيجة؟؟؟،عليهم ان يستقيلوا ويعتذروا لهذا الشعب،عما إقترفوه وجلبوه له من مآسي ومعاناة.
0 comments:
إرسال تعليق