القتل عند "حزب الله" عادة، أما العدة التي يستعملها في حذف أحرار لبنان المناوئين له ولبشار ولولاية الفقيه، وشطبهم من المعادلة السياسية واسكات أصواتهم الهادئة الراقية وعقولهم الذكية البارعة، وانهاء وجود شخصياتهم الناجحة اللامعة والوطنية الجامعة، وقتل قدرتهم الإيجابية الفاعلة والديمقراطية السلمية بالتعاون والتنسيق التام مع أزلام بشار ومخابراته القذرة في لبنان أصبحت مكشوفة لجميع اللبنانيين ولكل من يهتم بالسياسة اللبنانية من عرب واجانب.
آثار الأصابع وبالوقائع المتكررة والأدلة الواضحة تترك بصمات حزب القتل والاجرام وبالتنسيق مع مخابرات بشار ومنذ عام 2004 على كل عمليات الاغتيال الارهابية البشعة التي تعرضت لها رموز الحرية والسلام والسيادة الوطنية والاعتدال في قوى 14 آذار.
فمن يحارب المحكمة الدولية وبكل الوسائل والامكانات ويعمل على عدم إقرارها يكون قاتلا. وهذه فعلها نصرالله علنا عشرات بل مئات المرات قولا وتصريحا وخطابة وصراخا وفعلا باغلاق البرلمان وتعطيل حكومة السنيورة واحتلال وسط بيروت وحتى متابعة الاغتيالات وغيرها من الأفعال الاجرامية التي كانت كلها تصب في وقف المحكمة الدولية وعرقلة عملها في كشف الحقيقة، وحذف كل من يدعمها على الساحة السياسية اللبنانية:
بالموقف كالشهيد النائب وليد عيدو والشهيد الوزير الشاب بيار الجميل، وبالدور العملي الجنائي البحثي كالشهيد الرائد وسام عيد وقبله العقيد سمير شحادة وبعده اللواء الشهيد وسام الحسن.
ومن يحمي المجرمين يكون مجرما، وهذه فعلها نصرالله علنا في مناسبات عدة ومنها حماية المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب الفاشلة.
ومن لا يسلِّم المتهمين الى المحكمة يكون متهما، وهذه ايضا فعلها نصرالله علنا وباستكبار في رفضه تسليم المتهمين الخمسة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واعتبارهم وبكل خسة وحقارة مباركين وقدسين وابطال ميامين.
وعدة القتل التي اشرنا إليها تعمل بشكل محترف اجرامي ومهني فعال فعندما يقرر حسن نصر الله ومعه بشار ابن حافظ اغتيال أحد القادة الديمقراطيين الأحرار من رموز 14 آذار. يأمر أحدهم عدة القتل بالشغل!
وهكذا تبدأ عدة الشغل التحضيرية بالعمل ففي الوقت الذي يخطط ويدرس ويحضر ويفكر ويراقب فريق العمل كيفية اختيار الزمان والمكان المناسبين لاقتناص الضحية، تقوم عدة الشغل الإعلامية، اي الجوقة الصحافية كجريدة "الأخبار"والفضائيات" كقنوات المنار والميادين والجديد"، وعدة الشغل السياسية التابعة لهم كميشال عون وسليمان فرنجية ومصطفى حمدان ووئام وهاب وناصر قنديل وغيرهم في شن حملة تخوين وتشهير بالمستهدف واعتباره عميلا امريكيا واسرائيليا، أي تشريعهم لقتله وتحليل دمه حيث يصبح اغتياله عملا بطوليا لضرب المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
وعندما تنفذ عدة القتل الجريمة النكراء بدقة متناهية واحترافية عالية مشهود لها، كيف لا وهي مدربة تدريبا مهنيا في معسكرات الحرس الإجرامي الإيراني. وتتم اغتيال الضحية في المكان الموجع لفريقه. أي تفجيره مع قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء في محاولة لإرهاب المجتمع، كيف لا والمكان بالنسبة لهم هي منطقة معادية. أي انهم يقتلون العدد الأكبر من الأعداء ويدمرون الدمار الأكبر في منطقتهم.
فالقتلة هنا لا يريدون اغتيال غريمهم برصاصة قناص وهم قادرون وبسهولة على ذلك، وانما بعملية تفجير مروعة لترويع وارهاب وتركيع اللبنانيين. نبشر القتلة بأن كل عملية اغتيال لن تزيد الشعب اللبناني الا صلابة وقوة واصرارا وشموخا على الصمود والممانعة والانتصار على ثقافة الاجرام والموت السوداء.
المهم عدة القتل تتابع خريطة طريقها المرسومة لها بدقة بعد نجاح عملية الاغتيال:
أولا ، وكالفاتحة في القران يتم اتهام اسرائيل وانها المستفيد الوحيد، حيث انه بهذه الاسطوانة المشروخة لم يعد يصدقهم احد. وهذا ما فعلته جوقة حزب الله وبحجج ركيكة.
ثانيا ، يبدؤون بذرف دموع التماسيح على الضحية واستنكار العملية الاجرامية والتنديد بها بأشد العبارات واعتبار المغدور شهيدا، وهذا ما فعله ما يسمى "حزب الله" فهو وبكل حقارة يقتل القتيل ويمشي بجنازته وكل الحق على القتيل نفسه.
ثالثا ، تقوم فورا عدة الشغل السياسية، أي جوقة الابواق التلفزيونية والصحافية بإعادة اعتبار للضحية والتظاهر بالحزن المزيف واستنكار هكذا جرائم لا تخدم الا العدو، وكل ذلك في محاولة يائسة منهم ومكشوفة للتضليل وإبعاد التهمة اللاصقة بعصابة حسن نصر الله وشبيحة المجرم بشار.
ولكن بعد عشرات الاغتيالات التي اصابت احرار 14 آذار يصبح فريق الممانعة والمقاومة الشمولي الدكتاتوري الرافض للآخر بقيادة ميليشيات حزب الله والتنسيق مع عصابات بشار هو المنفذ الأول والمستفيد الوحيد من كل عمليات الاغتيال التي أصابت احرار لبنان ومنذ عام 2004 ، التي بدأت بمحاولة اغتيال النائب الديمقراطي الحر والوطني المسالم مروان حماده.
فمن يلطخ وجه بيروت الأبيض الحضاري من جديد بسواد قلبه الحاقد على رموز الحرية والاعتدال في لبنان، ويغتال في وضح النهار الشهيد الوزير الأستاذ محمد شطح سوى حزب نصرالله الإرهابي؟
فحزب الله الفاقد للحجة والمنطق غير قادر ان يرد على معارضيه الا بلغة العنف والدم.
وهل هناك لغة اخرى يجيدها هذا الحزب الإيراني المذهبي الحاقد غير هذه اللغة ؟
رحم الله الوزير الشهيد الأستاذ محمد شطح، الذي كان مواطنا طرابلسيا طيبا، لبنانيا سياديا وطنيا نخبويا، وعربيا اصيلا وديمقراطيا انسانيا بامتياز.
فعمليات الاغتيال التي يرتكبها هذا الحزب الإيراني لقتل الروح اللبنانية الوطنية واغتيال لبنان الحر، هي عمليات جبن وخسة ونذالة بكل المعايير. وضعف حجة الحزب امام منطق قوى 14 اذار تدفعه الى الرد عليهم بلغة الدم التي يتقنها.
وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء كرد من الحزب على إعلان طرابلس الذي اصدرته قوى 14آذار في منتصف شهر ديسمبر، ووصف نصرالله الإعلان، بأنه "غير مسبوق وخطير."
وفي إشارة إلى ما تضمنه الإعلان من حديث عن "التطرف"، قال : "المقصود في هذا النص نحن، وهم وصفونا بأننا تكفيريون وإقصائيون، وأننا مفجرون وقتلة". معتبرا بيان طرابلس اعلان حرب!
قوى 14 آذار تواجه مخططاته الاجرامية لأيرنة لبنان بالكلمة الحرة الوطنية السلمية المنطقية السليمة، أما هو فيحاربها بتصفية رموزها من خلال عمليات اغتيال بشعة ارهابية.
".ويتابع قائلا "نحن ليس لدينا الوقت لكم، وعدونا اسرائيل".
ان من يغتال احرار لبنان من الطوائف الأخرى ويسيل لعابه لاغتيال زعماء الطائفة السنية، ويعتبر معركته مع الشعب السوري معركة وجود لا يمكن بعد ذلك ان تكون اسرائيل عدوة له. على العكس هو معها في تحالف اقليات استراتيجي بشاري فارسي ضد الامة العربية.
وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء أيضا كرد من الحزب على بيان كتلة المستقبل النيابية قبل أيام والتي اعتبرت فيه ان حزب الله والمنظمات التكفيرية وجهان لعملة واحدة.
هذا التوصيف لا يمكن ان ينام عليه نصرالله قبل ان يرد بتصفية احد قيادات تيار المستقبل.
وهكذا جاءت هذه الجريمة الدموية النكراء كرد بلغة الدم من الحزب على رئيس الجمهورية الذي رفض تهديدات حسن ونعيم مقررا كرئيس للبلاد تأليف حكومة تمثل القرار اللبناني وليس القرار البشاري الايراني الذي يريد فرضه حزب الله على لبنان.
وكان حزب الله قد رد بلغة الدم على بيان الشهيد النائب وليد عيدو في 13 ايار 2007، باغتياله بالضبط بعد شهر في 13 حزيران 2007.
هذا بالمفرق أما بالجملة فإن كل عمليات الاغتيال تأتي ردا على قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
برلين في 2013.12.28
0 comments:
إرسال تعليق