شعب فى ذمة الله/ رأفت محمد السيد

فى بلد لايحكم فيه القانون يمضى فيه الناس إلى السجن بمحض الصدفه " لايوجد مستقبل " ، فى بلد يتمدد فى جثته الفقر كما يتمدد ثعبان فى الرمل " لايوجد مستقبل " فى بلد تتعرى فيه المرأة كى تاكل " لايوجد مستقبل ..  لايوجد مستقبل .. لايوجد مستقبل " كلمات خرجت من أحد المقهورين المصريين ليصف بها الحالة المتردية التى وصل إليها حال المصريين دون زيف أو رياء .
 ماأتعسك شعبّ مصر،أيها الشعب المقهور !؟ فبعد أن عانيت الأمرين فى ظل نظام لم تر منه سوى الفقر والجوع والجهل والمرض  جاءت أرادة الله  أقوى من كل إراده فتحقق حلمك بثورة مباركة أسقطت نظاما كم تمنيت عقودا طويلة سقوطه ، وتحقق الحلم الجميل وتم لأول مرة فى تاريخ مصرإنتخاب أول رئيس مدنى بإرادة شعبية  فى إنتخابات شهد العالم بنزاهتها  والدليل أن نسبة نجاح الرئيس المنتخب كانت بفارق ضئيل عن منافسه ،  واستشعرنا بريح الديمقراطيه والتغيير فيما هو قادم ، واستشعرنا جميعا بنظرة المتفائلين أن الخير قادم لامحالة على يديه ، إستشعر المصريون جميعا أنه لن يكون هناك فقيرا أو جائعا أو محروما فى عهد هذا الرجل  ،إستشعروا أن زمن الفساد الذى كان يزداد فيه الغنى فوق غناه ؛ ويزداد فيه الفقير فقرا فوق فقره قد ذهب بلا رجعة ، إستشعرنا جميعا أن الزمن الذى انعدمت فيه العدالة الاجتماعية قد رحل مع النظام البائد ” هذا الزمن الذى كان يموت فيه المريض لانه ليس معه حق الدواء ، هذا الزمن الذى كانت تفرط المراه فى عرضها مقابل المال من أجل الطعام والسكن ، هذ الزمن الذى شهد سكنى الشعب لأحواش المقابر لعدم قدرتهم على توفير سكن أدمى بصحبة الأحياء . هذا الزمن الذى إرتفع فيه سن الزواج للذكور والإناث فانتشرت ظواهر غريبة على الشعب المصرى لم نكن نعرفها من قبل ، هذا الزمن الذى جعل اكثر من ثلثى الشعب  المصرى معدما لايملك قوت يومه ، هذا الزمن الذى انعدمت فيها كرامة المصرى بالداخل والخارج  - هذا الزمن الذى حلمنا أن نجعله ذكرى أليمة لانحب أن نتذكرها من قريب أو بعيد ، ولكن يبدو أن الشعب المصرى شعب " منحوس " أو شعب يستحق مايراه من معاناه – فمع أول نسمه من نسائم الديمقراطيه والحرية التى لم يعرفها الشعب المصرى مسبقا تحولت هذه الحرية والديمقرطيه إلى فوضى تقضى  كل يوم يمرعلى الاخضر واليابس ، إنتشرت ظاهرة التخوين بين الجميع ، وظهرت حالة من عدم الثقة فى أى شئ  ،  فلم يعد أحد يعلم أين الحقيقة فى أى شئ يدور من حوله ؟ لم يعد احد يعلم مَن على صواب ؟ ومن على خطأ  ؟ لم يعد أحد يعلم من القاتل لزهرة شبابنا  ومن الضحية ؟ لم يعد أحد يعرف من الظالم ومن المظلوم ؟ لم يعد أحد يعلم من يعمل من أجل مصر؟ومن يعمل لخرابها ؟ لم يعد أحد يعلم هل الإخوان المسلمون سيأججون نار الفرقه بين الناس ويشعلون مصر؟ أم هم جماعه مفترى عليها ؟ لم يعد أحد يعرف هل جبهة الإنقاذ تسعى بالفعل إلى خراب هذا البلد بالدعوات المتكررة للتظاهرات التى فى ظاهرها السلمية وفى باطنها التخريب والدمار والقتل لأبنائنا ؟ لم نعد نعرف ماذا يريد قادة جبهة الإنقاذ ؟ هل السلطة والحكم الذى كان حلما راود بعضهم ومازال ؟ هل هناك منهم من يريد مصلحة مصر بالفعل أم جميعهم يسعون لمأرب أخرى بعيدا عن مصلحة وهموم الشعب االمصرى ؟ ، لم يعد أحد  يعرف ماذا يريد الإعلام المصرى من سكب البنزين على النيران المشتعلة ؟ هل هذه هى الرسالة السامية لإعلامنا الرائد ، لم نعد نعرف هل الإعلام المصرى سيكون هو الشرارة الأولى لكل خراب سيلحق بمصر إقتصاديا إلا من رحم ربى من الإعلاميين الشرفاء وهم قلة قليلة ؟ لم يعد احد يعرف من يمول من ؟ ولصالح من ؟ كل مايعرفه الصامتون من الشعب المصرى أن كل الجبهات والأحزاب لاتسعى إلا لمصالحها الشخصية إلا من رحم ربى ومازال فى قلبه مثقال ذرة من تقوى الله فى هذا الشعب ، الشئ الوحيد الذى نعرفه هو أن الضحية فى النهاية كالعادة ستكون الشعب المصرى الذى اصبح منذ هذه اللحظة فى ذمة الله . .

CONVERSATION

0 comments: