المصريون يجنون ثمار الظلم/ سلوي أحمد‏

 لا اتعجب عندما أري الدماء المصرية تسيل في الشوارع والطرقات بعد ان بقيت مصانه علي مدي ثلاثين عاما لا اتعجب عندما اري الاباء والامهات يودعون ابناءهم وهم في عمر الزهور  بدلا من ان يشاركوهم فرحتهم في تحقيق امالهم واحلامهم حتي وان كانت بسيطة حتي وان عانوا في سبيل تحقيقها ففي النهاية كانت النتيجة فرح وسعادة وليس نواح وبكاء،  لا اتعجب عندما اري الانقسام والفرقة لبلد عاش متماسكا متحابا لسنوات وسنوات لا اتعجب عندما اري الاهانة من الجميع للجميع فلا تقدير  لكبير و لا احترام ولا وقار ،  لا اتعجب عندما اري كل من كانوا رموزا نتباهي ونتفاخر بهم وهم بلا وزن ولا قيمة .
لا اتعجب من معاناة المواطن الذي اصبح نصيبه من الخبز ثلاثة ارغفة بل ان االامر وصل الي خمسة ارغفه للاسرة في بعض المحافظات لا اتعجب من المعاناة في الوقوف لساعات لملء تنك البنزين ان وجد بعد ان كان يقوم  بذلك في دقائق معدودة ودون ان يجد من يقول له نصيبك 5 لتر مرة يجدها ومرات لا يتمكن من الحصول عليها  ، لا اتعجب من انبوبة البوتاجاز التي اصبحت بالكوبون هي الاخري بعد ان وصل سعرها الي عشرة جنيهات بعد ان كانت باربعة او خمس جنيهات هذا ايضا ان وجدت ناهيك عن المعاناة في الحصول عليها بهذا السعر من الاساس لا اتعجب عندما اسمع ان الامر وصل بالحكومة ان تحدد للمواطن نصيبة من المياه بالقدر الذي قد يصل فيه الامر لعدم وفائه باحتياجاته  لا اتعجب عندما اري الاسعار وقد ارتفعت بشكل جنوني لكل السلع بلا استثناء في ظل حصول المواطن علي نفس المرتب الذي كان يتقاضاه . لا اتعجب من انتشار الفوضي وغياب الامن وذبح الناس لبعضها البعض في الشوارع والطرقات بل ايضا صلبهم واحراقهم .
لا اتعجب عندما اسمع عن محافظات تريد الانفصال في مصر التي ظلت طوال تاريخها وحدة واحدة لا انقسام  ولا فرقة لا اتعجب عندما اري المناهج وقد غاب عنها ابطال التاريخ وصناعه ليحل بدل منهم  القتله والمجرمين لا اتعحب عندما تقدم ام قاتل السادات علي انها ام البطل الذي قتل الخائن هذا الخائن الذي اغتالوه يوم الاحتفال بنصره هذا الخائن هو بطل الحرب والسلام لا اتعجب عندما اري المرأة وقد بدأت مكانتها في التراجع لسنوات وسنوات الي الخلف بعد ان وصلت الي شغل المناصب الوزارية والقضائية لا اتعجب عندما تتحكم جماعة في مصير وطن تقتل من تقتله  وتستعبد تستعبده تكفر معارضيه  وتستغبي شعبه   لا اتعجب من ضياع هيبة الدولة في ظل وجود رئيس اينما حل او وجد حل الاستهزاء والسخرية منه وبه لا اتعجب من كل هذا فهذا هو ثمار الظلم يجنيها المصريون اليوم لتكون ثمن لما اقترفتهم ايديهم وصنعته.
نعم انها ثمار الظلم الذي فاق الحد وجاوز المدي ظلم لرجل قضي حياته في خدمه مصر وشعبها حربا وسلما رجل  يشهد تاريخه بانه قدم من اجل مصر وشعبها ما لم يقدمه احد قبله بل ولن يقدمه احد بعده فقد خاض حروبها  مقاتلا حتي حقق النصر وتحمل مسئوليتها  التقيلة بعد ان دمرتها  الحروب المتتالية فاعاد بناؤها وتعميرها حتي ان كل شبر في ارضها يصرخ طالبا  ان يقدم شهادته التي تؤكد ان من اتهموه بالفساد برئ من اتهموه بالخيانه برئ من اتهموه بانهم افقرهم واذلهم برئ تؤكد ان من قالوا عنه عميل وخائن هو اشرف من انجب الوطن .
نعم ان ما يجنيه المصريون هي ثمار ظلمهم للرئيس مبارك هذا الرجل الذي بلغ من العمر خمسة وثمانين عاما في خدمة مصر وشعبها الرجل ظل حارسا امينا علي ارض الوطن وعلي ابنائه الرجل الذي ضحي وضحي وضحي حتي تعجبت التضحية نفسها من تضحياتها انه مبارك الذي وهب حياته ثمنا لحياة الوطن لم يقتل لم يسرق ولم يخون بل بني وعمر وحافظ علي الارض والعرض والدماء انه مبارك الذي عاني المصريون من بعده وسيعانون انه الرجل الذي وصفوا نكسة دمرت مصر بانها ثورة لا لشئ سوي انها اهانته وابعدته عن الحكم  انه مبارك الذي ظلم ظلما فاق طاقات البشر علي الاحتمال ورغم ذلك تحمل وصبر و ظلت مصر لديه عزيزة واهلها كراما
ان ما يعيش فيه المصريون اليوم هي فاتور الظلم التي سيقضون وقتا طويلا في سدادها ربما سنوات وسنوات انها الفاتورة التي لن تخفف طالما ما زالوا متمادين في ظلمهم وجورهم انها الثمار المرة التي سيتجرعون شرابها لسنوات وسنوات انه الظلم وهذا هو ثمنه بل ان القادم يحمل ما هو اكثر من ذلك مرارة والما .
الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: